Professional Documents
Culture Documents
2019- Tibyan- دليل التربية بالقرآن
2019- Tibyan- دليل التربية بالقرآن
احملتوى
3 مقدمة
65 املراجع
2
مقدمة
احلمد هلل رب العاملني ،والصالة والسالم عىل أرشف املرسلني ،وعىل آله وصحبه أمجعني ،وبعد:
إن من املتقرر عند املسلمني أن اهلل -عز وجل -أنزل كتابه عىل نبيه حممد صىل اهلل عليه وسلم
ليؤمن اخللق به ويعملوا ،قال تعاىل :كِ َتاب َأ َنز ْلنَاه إِ َلي ْ َك مبَ َارك ِّل َيدبروا آ َياتِ ِه َول ِ َي َت َذك َر أ ْولوا األ َ ْل َب ِ
اب
(سورة ص .)29
واملتأمل يف سرية النبي صىل اهلل عليه وسلم وحياته العملية جيد التطبيق احلقيقي للقرآن الكريم
والتخلق التام بآياته وأحكامه وآدابه ،حتى وصف النبي ﷺ بأنه "كان خلقه القرآن" رواه مسلم يف
صحيحه.
وسار أصحابه -ريض اهلل عنهم -من بعده عىل خطاه ،وترسموا هديه ،وكان القرآن بالنسبة هلم
ومرت القرون وتعاقبت األجيال ،وضعفت صلة كثري من املسلمني بكتاب رهبم -عز وجل،-
3
عىل إقامة هذا املرشوع (الرتبية بالقرآن الكريم) ،الذي هيدف إىل توضيح معنى الرتبية بالقرآن الكريم،
ويسعى إىل تأهيل القائمني عىل تعليم القرآن الكريم للقيام بواجبهم يف تربية األجيال عىل منهاج القرآن
وضمن هذا املرشوع ويف مقدمته يأيت هذا الدليل العميل للرتبية بالقرآن الكريم ليكون دليالً وهاد ًيا
أسأل اهلل عز وجل أن يوفق اجلميع لكل خري ،وأن يسدد اجلهود وخيلص النيات.
–
4
يهدي لليت هي أقوم
كثرة التك ّلفات ،وعن البحوث اخلارجية ،وخصوص ًا إذا كان قد أخذ من علوم العربية جان ًبا قو ًّيا،
وكان له إلامم واهتامم بسرية النبي ﷺ وأحواله مع أوليائه وأعدائه ،فإن ذلك أكرب عون عىل هذا
5
هيدي ألقوم الطرق وأوضح السبل املوصلة 2
للنجاة والنجاح والفالح ،فتالوة القرآن وفهم
6
فكل ميرس لام خلق له ،فتبني الشخصية عىل العمل الصالح 3
وتنمي
كون الفرد الصالح املصلح ،كام أهنا تفتح العقل ّ
وت ّ –
التفكري اإلجيايب وتكسب املنهجية العلمية ،متى ما عاش مع
7
األهداف العامة للدليل
2 1
3
8
الرتبية بالقرآن
1
املاهية:
ماذا نعين هبا؟
3
الكيفية: األمهية:
كيف نريب 2
ونرتىب ابلقرآن؟ ملاذا الرتبية ابلقرآن؟
9
[ ]1ماذا؟
ماهية التربية بالقرآن؟
( )
oتالوة القرآن تعني القراءة وتعني االتباع:
إدراك وأتثر
وإقامة حدوده
إقامة حروفه
الرتبية القرآنية هي منهج القران الكريم يف تربية
اإلنسان والذي يشمل عىل جمموعة من القواعد
واملبادئ والقيم التي أقرها القرآن الكريم كمنهج
لرتبية اإلنسان وطبقها الرسول × يف تربيته
ألصحابه( .سلامن السنيدي ،الرتبية بالقران يف
املحاضن القرآنية ،ضمن أبحاث مؤمتر الرتبية بالقرآن)
10
جاء القرآن الكريم للناس ليسعدهم ،ومل ينزل ليشقى به الرسول
آن لِتَشْ َقى ( طه )2فهو احلياة
واملرسل هلم َ ما َأ َنز ْلنَا َع َلي ْ َك ا ْلق ْر َ 1
التي ال يعرفها إال من ذاقها ،حياة ترفع العمر وتباركه وتزكيه.
من يقرأ القرآن بوعي سيجد عنده ما يريده وحييى به حياة طيبة
حييِيك ْم ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
اس َتجيبواْ ّلِل َوللرسول إِ َذا َد َعاكم ل َام ْ َ يا َأ ه َهيا الذ َ
ين آ َمنواْ ْ 2
(األنفال )24فهي دعوة للحياة السعيدة عىل منهج اهلل.
هو حبل النجاة (إن هذا القرآن طرفه بيد اهلل وطرفه
بأيديكم فتمسكوا به ولن هتلكوا بعده أبد ًا)( .رواه الطرباين 3
وصححه األلباين يف السلسلة الصحيحة برقم.)713
11
[ ]2لماذا؟
أهمية التربية بالقرآن؟
12
أوالً :ألن القرآن الكريم إنما أنزل لتربية الناس وهدايتهم ونجاتهم
ونجاحهم:
اب( ص )29 كِ َتاب َأ َنز ْلنَاه إِ َلي ْ َك م َب َارك ِّليَدبروا آ َياتِ ِه َول ِ َيتَ َذك َر أ ْولوا ْاأل َ ْل َب ِ o
ني( البقرة )2 ب ِف ِيه هدً ى ِّللْمت ِق َ ال َر ْي َ َ ذل ِ َك ا ْل ِك َتاب َ o
هور بِ ِإ ْذ ِن ر ِهبم إِ َىل ِِص ِ
اط ا ْل َع ِز ِيز ت إِ َىل الن ِ كِ َتاب َأنز ْلنَاه إِ َلي َك لِتخ ِْرج الناس ِمن ال هظلام ِ
َ َ ِّ ْ َ َ َ َ ْ َ o
احل ِم ِ
يد( إبراهيم )1 َْ
اإل َيامن نت َتد ِْري َما ا ْل ِك َتاب َو َال ْ ِوحا ِّم ْن َأ ْم ِرنَا َما ك َ ِ
قال تعاىلَ :وك ََذل َك َأ ْو َحيْنَا إِ َليْ َك ر ً o
اط هم ْستَ ِقي ٍم ادنَا وإِن َك َل َته ِدي إِ َىل ِِص ٍ
َ ْ َ
و َل ِكن جعلْنَاه نورا هن ِدي بِ ِه من ن َشاء ِمن ِعب ِ
ْ َ َ ْ ً ْ َ َ َ
(الشورى )52
oإن اهلدف األسايس لكتاب اهلل هو هداية الناس وداللتهم إىل الطريق الذي ض ّلوا عنه مع
بحثهم الدائم للوصول إليه وهو طريق السعادة الدائمة والسالم الشامل.
oوحتى تتحقق هلم اهلداية ال بد من االجتهاد يف العمل بالقرآن ،وقد أورد القرطبي يف
تفسريه عد ًدا من النقول عن السلف ومنها:
13
وقال الفضيل" :إنام أنزل قال ابن عمر-ريض اهلل عنه" - قال ابن مسعود ريض
القرآن ليعمل به فاختذ كان الفاضل من أصحاب
اهلل عنه" :إنّا صعب
رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم
الناس قراءته عمال ،قيل علينا حفظ القرآن
يف صدر هذه األمة ال حيفظ من
كيف العمل به؟ قال :حيلوا وسهل علينا العمل به،
القرآن إال السورة ونحوها،
حالله وحيرموا حرامه ورزقوا العمل بالقرآن ،وإن وإن من بعدنا يسهل
ويأمتروا بأوامره وينتهوا آخر هذه األمة يقرؤون القرآن، عليهم حفظ ألفاظ
عن نواهيه ،ويقفوا عند منهم الصبي واألعمى وال القرآن ويصعب عليهم
عجائبه". يرزقون العمل".
العمل به".
oومما يالحظ يف واقع حلقات حتفيظ القرآن الكريم "أن الطالب يكتفي بحفظ سور القرآن
دون الرتبية عىل العمل هبا ،مما يتسبب يف بناء منهجية غري صحيحة حلفظ القرآن ،وبذلك
تنشأ صورة ذهنية لدى الطالب أن اهلدف هو احلفظ ال العمل والتحكيم يف شؤون احلياة،
وهذا منهج خفي وهو األخطر يف تشكيل املفاهيم عىل املدى البعيد ،مما جيعل سلوك
بعض احلفاظ ال يتناسب مع هدي القرآن" (الزهراين ،الطريق اىل الريادة يف احللقات
القرآنية).
14
ني َر ُسول ِهم ْن ُه ْم يَ ْت لُو ِ
ث ِِف ْاأل هُميِه َ) ُه َو الَّ ِذي بَ َع َ
اب َوا ْْلِ ْك َمةَ ِ ِ َعلَي ِهم ِِ ِ
آَيته َويُ َزهكي ِه ْم َويُ َعله ُم ُه ُم الْكتَ َ
ْ ْ َ
ض ََلل ُّمبني( اجلمعة2 ِ ٍ ِ ِ
َوإِن َكانُوا من قَ ْب ُل لَفي َ
"يالحظ أن اآلية جاءت بعد فعل يتلو بفعل يعلمهم للمباينة بني التالوة وتعليم الكتاب،
وأرشك احلكمة يف نسق التعليم ألهنا مربوطة بتعليم الكتاب ،وحذف ذلك من التزكية فلم يقل:
ويعلمهم التزكية؛ ألن التزكية ال تعلم وال حتفظ وال تتىل ،وإنام هي إحساس فانفعال فسلوك
وعمل بعد ذلك ،وهي ثمرة من ثمرات التالوة وتعليم الكتاب وتعليم احلكمة ،فإذا مل تثمر هذه
األصول الرتبوية التزكية فهي كالعدم ،فهي سلوك يظهر بعد التالوة وبعد فقه الكتاب"
(اجلزائري ،أصول الرتبية يف القرآن).
15
ثانيًا :أن التربية بالقرآن تحقق للمسلم سعادة الدنيا واآلخرة
ْ َِ ِ ِ
الِل َوبِ َر ْمحَتِ ِه َفبِ َذل ِ َك
oعبادة تعلم وتدبر القرآن والعمل به مفرحة لصاحبها قل بف ْضل ّ
ون بِ َام أ ِنز َل ِ ِ
اب َي ْف َرح َ ون( يونس َ ،)58والذي َن آ َتيْنَاهم ا ْلك َت َ َفلْ َي ْف َرحواْ ه َو َخ ْري ِّمما َ ْ
جي َمع َ
اب من ي ِ ِ
نكر َب ْع َضه ( الرعد ،)36ويف حديث النبي صىل اهلل عليه إِ َلي ْ َك َوم َن األ َ ْح َز ِ َ
وسلم يف دعاء من أصابه هم أو حزن إشارة لذهاهبام بالقرآن فقد قال( :أن جتعل القرآن
ربيع قلبي ونور صدري وجالء حزين وذهاب مهي إال أذهب اهلل عنه حزنه ومهه ،وأبدله
فرحا)
مكانه ً
oاملرتيب بالقرآن ينال اخلصوصية قال ﷺ" "أهل القرآن هم أهل اهلل وخاصته" ،واخلريية
قال ﷺ" :خريكم من تعلم القرآن وعلمه" (رواه البخاري يف صحيحه) ،وينال الرفعة
"إن اهلل يرفع هبذا الكتاب أقوا ًما ويضع آخرين" (رواه مسلم يف صحيحه) ،والشفاعة:
"اقرؤوا القرآن فإنه يأيت يوم القيامة شفي ًعا ألصحابه" (رواه مسلم يف صحيحه) ،ويظهر
أن املقصود ليس جمرد التالوة أو احلفظ املجرد -وإن كان فيهام خري وأجر -وإنام الصحبة
واملعايشة واالرتباط القلبي واالمتثال السلوكي وهو ما هتدف له الرتبية بالقرآن.
16
[ ]3كيف؟
كيفية التربية بالقرآن؟
أ .مفاتيح التربية بالقرآن:
-1الثقة بأنه المنهج الوحيد:
قال النيب ﷺ" :من استمسك به وأخذ به كان على اهلدى ،ومن أخطأه ضل" (رواه مسلم).
وهو الذي ال تزيغ به األهواء ،وال قال ابن مسعود" :فيه نبأ ما قبلكم،
تلتبس به األلسنة ،وال تشبع منه وخرب ما بعدكم ،وحكم ما بينكم وهو
العلامء وال خيلق عىل كثرة الرد ،وال الفصل ليس باهلزل ،من تركه من جبار
تنقيض عجائبه ،من قال به صدق، قصمه اهلل ،ومن ابتغى اهلدى يف غريه
ومن عمل به أجر ،ومن حكم به أضله اهلل ،وهو حبل اهلل املتني ،وهو
عدل ،ومن دعا إليه هدي إىل ِصاط الذكر احلكيم وهو الرصاط املستقيم،
مستقيم".
النبوي الراشدي ينظر للتعليم عامة فإن معجزته الكلية التي تنضوي حتتها
وإىل تعليم القرآن خاصة ،عىل أنه كل املعجزات تكمن يف وظيفته مولدً ا
قوة معرفية عملية تنتج قوة للطاقة البرشية ،ينتج احلضارية املعنوية
اجتامعية ،فكان تعلم القرآن عندهم والامدية م ًعا ،فهو منهاج صنع جيالً
عبادة من ّشطة ،تتحول فيه املعلومات فريدً ا ،وبنى حضار ًة إسالمي ًة ،ملكت
ترصفات إىل والتصورات إرادة التفوق األخالقي والعمراين
ومهارات ،لذلك نفعوا وانتفعوا". فامتدت فواضلها اىل املشارق
واملغارب ،وكان ذلك اجليل
17
فيعيش المسلم مع القرآن وهو:
وأنه دستور حياته وتصوره وفكره وحركته اآلن وبعد اآلن 2
18
-2استصحاب اإليمان:
مقو لإلميان
القرآن أعظم ه "(نور َعلَى
ٌ قال ابن تيمية:
فهو يبين القاعدة اإلميانية نُوٍر) فالنور األول نور قال جندب بن عبد هللا–
ابتساعها وعمقها ويولد اإلميان والثاين نور القرآن رضي هللا عنه – ":كنا مع
الطاقة ويدفع للقيام فتبني أن قوله أَفَ َمن َكا َن
النيب ﷺ وحنن فتيان
َعلَى بَيِهنَ ٍة ِهمن َّربِهِه يعين
ابألعمال الصاْلة ليعود هدى اإلميان وي ْت لُوه َش ِ
اه ٌد ََ ُ عن (كناية حزاورة
أثرها على القلب بزَيدة
ِهم ْنهُ أي من هللا يعين
اإلميان لذا فعندما حيدث النشاط والقوة) فتعلمنا
القرآن ،شاهد يوافق اإلميان
التأثر آبية ،فليكررها ويتبعه وقال َ ويَ ْت لُوهُ ألن اإلميان قبل القرآن ،مث
املسلم ليستفيد من اإلميان هو املقصود فإمنا تعلمنا القرآن فازددان
اإلميان الذي يزيد هذه يراد إبنزال القرآن اإلميان
إمياان".
اللحظات والطاقة املتولدة وزَيدته؛ وحني يستقر اإلميان
من هذه اْلالة. ِف القلب أييت القرآن
ليقويه.
19
-3إعطاؤه الوقت الكافي:
الرتبية ابلقرآن حتتاج إىل وقت َ وقُ ْرآان فَ َرقْنَاهُ لِتَ ْق َرأَهُ َعلَى الن ِ
َّاس َعلَى
ث َونَ َّزلْنَاهُ تَن ِزيَل( اإلسراء " )106فقد كان الوقت الذي استغرقته م ْك ٍ
ُ
الرتبية ابلقرآن لصناعة حضارة هتتم ابإلنسان وتصنعه وترفعه ربع قرن"
[الزهراين.مرجع سابق].
التَلزم بني آَيت القرآن والتطبيقات العملية اْلياتية املوازية كان يطيل مدة
تعلم السورة الواحدة (ابن عمر بقي ِف سورة البقرة مثان سنني).
فمدارسة القرآن وتدبره تعين التفكري ِف تطبيقه ابْلياة وليس فقط الطَلع
على علومه ومعارفه وهذا حيتاج إىل سنني وليس ختمه أو ختمتني ،فقد نزل
على مدى ثَلث وعشرين سنة على من هم أهل لغته الذين يدركون مراميه ،ومل
يبدأ تسبيع الصحابة إل بعد اكتمال فهمهم للقرآن على مدى سنني تنزله.
20
-4اختيار الزمان والمكان:
قال ﷺ" :ما اجتمع قوم ِف بيت من بيوت هللا ،يتلون كتاب هللا ويتدارسونه
بينهم إل نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرمحة وحفتهم املَلئكة وذكرهم هللا
فيمن عنده" (رواه أبو داود ِف سننه) فهذا دليل لفضل الجتماع على تَلوة
القرآن ِف املسجد أو املدرسة وحنومها( .النووي .التبيان ِف آداب محلة القران).
اْلث على قيام الليل ابلقرآن ِف آخر سورة املزمل، أما الزمان فقد جاء ُّ
وِف سورة اإلسراء فضيلة قرآن الفجر :إِ َّن قُ ْرآ َن الْ َف ْج ِر َكا َن َم ْش ُهودا
(اإلسراء .)78
وأفضل األوقات ما كان ِف الثلث األخري من الليل وقت السحر ،مث قراءة
الليل ،مث قراءة الفجر ،مث قراءة الصبح ،مث قراءة ابقي أوقات النهار .اه .
21
ب .مسالك التربية بالقرآن
()6
()1
التفكر والستنباط
التَلوة والرتتيل
()5
التدبر والفهم
والعمل
()4
اْلفظ واملراجعة
22
-1التالوة والترتيل:
َ وَرتهِ ِل القرآن تَ ْرتِيَل( املزمل )4
س َر ِم َن القرآن
فَاق َْرُؤوا َما تَيَ َّ
(املزمل )20
اّلل لِ َ ٍ ِ ِ ِ
س ِن ش ْيء َما أَذ َن لنَِ ٍه
يب َح َ قال ﷺَ :
"ما أَذ َن َُّ
ت يَتَ غَ َّىن ِابلقرآنََْ ،ي َه ُر بِ ِه"( .رواه مسلم)
الصو ِ
َّ ْ
23
لحسن التالوة .هيئ:
قلبك ابلسكينة
عقلك يدك حبسن
والطمئنان والنقطاع
ابلتدبر اإلمساك
عن املشغَلت
والتفكر للمصحف
24
.2التدبر والفهم والعمل:
اب( ص .)29آَيتِِه َولِيَ تَ َذ َّكر أ ُْولُوا ْاألَلْبَ ِ ِ َنزلْنَاهُ إِلَْي َ
ك ُمبَ َار ٌك لهيَ َّدبَّ ُروا َ اب أ َ
ِ
قال تعاىل :كتَ ٌ
َ o
وب أَقْ َفا ُهلَا( حممد .)24 قال تعاىل :أَفَ ََل يَتَ َدبَّرو َن القرآن أ َْم َعلَى قُلُ ٍ
ُ o
ِ ِ
ني( املؤمنون .)68 ءه ُم ْاأل ََّول َ
آاب ُ اءهم َّما َملْ َأيْت َ قال تعاىل أَفَ لَ ْم يَ َّدبَّ ُروا الْ َق ْو َل أ َْم َج ُ o
قال ابن مسعود -رضي هللا عنه":-ال تنثروه نثر الدقل وال هتذوه هذ الشعر قفوا عند عجائبه o
وتعليمها ،وتعلم معانيه وتعليمها ،وهو أشرف قسمي علمه وتعليمه فإن املعىن هو املقصود
واللفظ وسيلة إليه ،فتعلم املعىن وتعليمه كالغاية يف تعلمها وتعليمها ،وتعلم اللفظ اجملرد وتعليمه
كتعلم الوسائل وتعليمها وبينهما كما بني الغاايت والوسائل "(الفوائد).
قال اْلسن" :إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من رهبم فكانوا يتدبروهنا ابلليل ويتفقدوهنا o
برتداد اآلية" ،وقد ثبت أنه صلى هللا عليه وسلم قام آبية يرددها حىت الصبح.
25
oقال بشر السري " :اآلية مثل التمرة كلما مضغتها استخرجت حالوهتا " وال يتحصل هذا إال
إذا اتعظنا بكلمة احلسن حني قال" :ابن آدم كيف يرق قلبك وإمنا مهك يف آخر سورتك".
oليُعلم أن " :من أقبل على القرآن وتف ّكر يف معانيه وتدبرها حبسن فهم وحسن قصد ،وسلم من
اهلوى ،فإنه يهتدي به إىل كل مطلوب ،وينال به كل غاية جليلة ومرغوب ،فقد وصفه هللا
سبحانه أبنه هدى ورشد ونور وشفاء " (السعدي).
26
معالم للفهم والتدبر من كالم العلماء:
27
5 4
قال علي -رضي هللا عنه :- وهو أن يستوضح مع كل آية 2
"ال خري يف عبادة ال فقه فيها،
ما يليق هبا :أمساء هللا وصفاته، حبيث خيتار الوقت الذي تسكن
وال يف قراءة ال تدبر فيها".
أحوال األنبياء ،املكذبني. فيه النفس ويصفى فيه الذهن،
قيل لبعض السلف :إذا قرأت
القرآن حتدث نفسك بشيء؟،
3 قال :أو شيء أحب إىل من
القرآن ألحدث به نفسي.
1
عينك ابلنظر
يف موضع التالوة
28
كأنه يسمعه من هللا.
يستحب التحزن واخلشوع عند القراءة ،وتذكر يف الوعد والوعيد
الستجالبه ،والفرح واالستبشار عند املرور آبية رمحة ،وسؤال هللا
ومن ذلك انتظاره لقول
الرمحة واجلنة ،وعند قراءة آايت العذاب التأمل يف معناهـا ،فإن هللا سبحانه الوارد حينما
كانت يف الكافرين اعرتف ابإلميان فقال آمنا ابهلل وحده ،وعرف يقرأ العبد سورة الفاحتة
موضع التخويف ،مث سأل هللا العياذ من النار ،وإن مر آبية نداء أو (محدين عبدي .أثىن علي
وصف للمؤمنني ،الوقوف عندها وأتمل ما بعدها مما أمر به وهني أي استشعار التقصري
عنه فيعتقد قبوله وإن كان من األمر الذي قصر عنه فيما سبق
عبدي .جمدين عبدي)
اعتذر عن فعله ذلك الوقت واستغفر عن تقصريه. وقوله (بلى وأان أشهد) يف جنب هللا تعاىل.
بعد خامتة القيامة،
و(آمنت ابهلل) بعد
يث بـع َد اَّللِ
فَبِأ ِ ِ ٍ قال ابن مسعود-رضي هللا عنه ":-إذا
َي َحد َ ْ ّ مسعت (اي أيها الذين آمنوا) فارع هلا
آايتِِه يـُ ْؤِمنُو َن
َو َ مسعك ،فإمنا هو خري تؤمر به ،أو شر
9 (اجلاثية )6
تنهي عنه".
7
8 6
29
.3الحفظ والمراجعة:
ِ َّ ِ ت بَيِهنَ ٌ
ْم ( العنكبوت .)49
ين أُوتُوا الْعل َ ات ِِف ُ
ص ُدوِر الذ َ آَي ٌ
قال تعاىل :بَ ْل ُه َو َ o
أخرب النيب ﷺ أنه" :يقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل يف الدنيا فإن o
تيسر استدعاءه عند كل أمر من أمور احلياة حبيث يبقى حاضرا حيا يف القلب مما يضمن
(الَلحم -اْلفظ الرتبوي). تطبيقه والعمل به ،وتالوته تالوة قراءة وتالوة اتباع"
30
الخطوات الثالث للحفظ الجيد للقرآن:
(خريكم من تعلم
القرآن وعلمه) اخلريية
31
الخطوة الثانية :بداية :وللبداية الصحيحة
اخرت الزمان
واملكان
املناسبني
32
الخطوة الثالثة :تكرار وتركيز
كرر املقطع الذي حددته للحفظ ما بني 10إىل 20مرة. o
ميكن أن يكون ذلك بني األذانني ويف ركعات الفرض والنفل خالل اليوم. o
التكرار املفيد هو املوزع على مواعيد مناسبة تتقارب أوال مث تتباعد شيئا فشيئا. o
بعد إمتام احملفوظ ختيّل صورته حبيث تركز النظر على الصفحة كرمسة وهي على جانبك األيسر o
مما يسهل عملية احلفظ النظر يف املقطع قبل النوم ومساعه أثناء النوم فإنه يتخزن يف العقل o
33
.4االستماع واالنصات:
34
.5االستشفاء والتداوي:
الرقية ابلقرآن تعاجل إبذن هللا كل األمراض حسية أو معنوية ،فاملرض خلل يف اخلالاي والقرآن o
يعيد الشفاء إبذن هللا هلا ،وقد فعل صلى هللا عليه وسلم التداوي يف نفسه ،وأخرب (إن هللا مل
ينزل داء إال أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله).
وقد ذكر السدحان يف كتابه احلصن الواقي ما تتضمنه الرقية الشرعية ابلتفصيل. o
املسح ابليد
اليمىن الرقية الشرعية
تتضمن التايل:
النفث ابلريق
التكرار اآلَيت
7-3 القرآنية
رقية الرسول
رقية جربيل
ﷺ
35
.6التفكّر واالستنباط:
"إن مهارة التأمل والتفكر يف القران الكريم تعني أن املتعلم ينبغي له إذا تىل القرآن أن يتفكر
يف معانيه ويتأملها ففي هذا تربية لإلنسان عىل إعامل عقله وتربية ذهنه" (محزة سليامن -أثر القرآن
يف بناء القدرات والتصورات العقلية وتنميتها).
oالقرآن الكريم كتاب حيرر العقل اإلنساين ،ويكرس عنه كل حواجز اجلهل والتخلف.
oيعد مدرسة عقلية لبناء العقل احلضاري الالزم لبناء احلضارة واالستخالف يف األرض
وعامرهتا.
oيقدم لإلنسان :إجابات األسئلة املثارة من قبل العقل البرشي بشكل مستمر حتى قيام
الساعة.
oيفرس وينظم له عالقته بمفردات الكون من حوله.
oيمنحه مفردات التنمية البرشية املستدامة (القيم ،املعارف ،املهارات ،اخلربات ،مفاتيح
التقنيات الدائمة التحديث).
oيعطيه التدريب العميل للقدرات العقلية الفطرية ،واملناهج العقلية للتفكري.
36
oفيه اإلشارة إىل علوم احلياة املتنوعة (اإلنسانية والكونية) ،وإىل املفاهيم واألفكار
واملقاصد الكلية والترشيعات واألحكام التي تنظم حركة احلياة.
* النظر فام كان باألبصار فهو لألجسام ،وما كان بالبصائر فهو للمعاين وهو املقصود،
ويكون بإقبال بالقلب والبصرية عىل كالم اهلل سبحانه.
* ثم التأمل بجمع الفكر عىل تدبر القرآن والتجاوب معه ،وهناك عدة استجابات للتفاعل
مع اآليات :فعند ورود آيات التعظيم والتمجيد يعظم اهلل ،وعند ورود آيات التنزيه والتسبيح
يسبحه سبحانه ،وعند ذكر اجلنة يسأهلا اهلل ،وعند ذكر النار يستعيذ باهلل منها ،وعند ذكر التقصري
يستغفر اهلل ،وعند السجود يسجد ،وعند تساؤالت اآليات جييب بالوارد (أليس اهلل بأحكم
احلاكمني :بىل وأنا عىل ذلك من الشاهدين) (أليس ذلك بقادر عىل أن حيي املوتى :بىل) (فبأي
حديث بعده يؤمنون :آمنا باهلل).
37
* ثم التثبت بعرض ما درست وفهمت من معان ومقاصد عىل كالم اهلل وكالم رسوله ﷺ.
*ثم االعتبار باالتعاظ بمواعظ القرآن وقصصه وأمثاله وعجائبه وأخباره اتعا ًظا يقود
لالمتثال.
38
برنامج مقرتح للجمع بني املسالك السابقة
االستشفاء بالفاحتة عند كل مرض حفظ قصار السور تع ّلم القراءة الصحيحة
تطبيق أحكام التجويد وآداب
النفث باإلخالص واملعوذات قبل النوم ترديد آية الكريس بعد كل صالة
التالوة فالامهر بالقرآن مع السفرة
ثال ًثا وقبل النوم وأواخر البقرة كل ليلة
الكرام الربرة
حفظ جزئي عم وتبارك التالوة اليومية ولو صفحة فلك
والتدرب عىل القيام ولو ليلة يف بكل حرف حسنة واحلسنة بعرش
حفظ آيات الرقية والنفث هبا للنفس واألهل
األسبوع بامئة آية أمثاهلا وقراءة آيتني خري من ناقتني
فمن قام مائة آية كتب من القانتني وثالث خري من ثالث وهكذا
حفظ أول /آخر سورة الكهف تعصم من ختمة كل شهرين
الدجال وقراءهتا كل مجعة تنري ما بني (وفضلت باملفصل)
ّ املفصل
حفظ ّ فإن من صاحب القرآن جاء يوم
اجلمعتني القيامة شفيعا له
حفظ الزهراوين (البقرة وآل
تكرار سورة البقرة يف البيت
عمران) ختمة كل شهر
فإن أخذها بركة وتركها حرسة والتستطيعها
فإهنام تأتيان يوم القيامة حتاجان عن (اقرأ القرآن يف شهر)
البطلة
صاحبهام
39
االستامع واإلنصات للقارئ املتقن مرشوع حلفظ القرآن حسب الطاقة مرشوع التد ّبر والعمل العمري
(إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ هبا "وفق منهجية أقوم أو غريها من
إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه خيشى اهلل) ويكسى والداك حلتني يف اجلنة مناهج التد ّبر"
كثرة االستامع للقران "فهام يف األجر سواء، ختمة اإلجازة وتعليم الغري
ختمة التسبيع
القارئ واملستمع" ابن باز (خريكم من تعلم القرآن وعلمه)
40
منهجية أقوم للرتبية بالقرآن
41
المقصود بمنهجية "أقوم" تقديم
طريقة يسهل تطبيقها على المقطع
القرآني المراد دراسته للفرد مع
نفسه أو تدريسه من المعلم لطالبه
أو تدارسه لألب أو األم مع أفراد
األسرة ،وهي مستخلصة من كلمة
"أقوم" في قوله تعالى إِنَّ هَذَا
ومُ
قَ القرآن َيهْدِي ل َِّلتِي هِيَ أَ ْ
[اإلسراء]9 :
42
[أ] أهداف ومقاصد:
يف حال حتديد املقطع املختار يبدأ املريب بتحديد األهداف واملقاصد اليت تريد اآلايت أن توصلنا إليها،
وميكن معرفتها يف ضوء املقاصد العامة للقران واملقاصد اخلاصة لكل سورة ،وقد حدد اإلمام الطاهر بن
عاشور يف تفسريه (التحرير والتنوير) مقاصد القرآن الكرم العامة واخلاصة كالتايل:
43
األولى :المقصد األعلى من القرآن"صالح األحوال الفردية واجلماعية والعمرانية"
44
المقاصد األصلية:
أما املقاصد األصلية اليت تندرج ضرورة حتت املقصد األعلى اجلامع فهي حسب استقراء ابن عاشور مثانية
ميكن أن نلخصها يف:
45
وعند تتبع مقاصد السور القرآنية والتفتيش عنها حيسن بنا أن نفهم عددا من األمور املرتبطة ابلسور
القرآنية وفق العناصر التالية:
46
ترتيب السور حسب النزول:
إن ترتيب السور على النزول هو يف معظمه حق أخذا من تسلسل البناء املعريف التكاملي، o
وتسلسل التكامل الرتبوي ،وفيه أمور جليلة تتعلق حبركة البناء املعريف ألمور الدين وحركة
املعاجلات الرتبوية الرابنية الشاملة للرسول صلى هللا عليه وسلم وللذين آمنوا به واتبعوه وللذين مل
يستجيبوا لدعوة الرسول صلى هللا عليه وسلم مرتيثني أو مكذبني كافرين "[امليداين.معارج التفكر].
موضوع القرآن هو اإلنسان ،ما هو مدار جناحه وسعادته وما هو مدار خسرانه وشقاوته، o
وهدفه دعوة اإلنسان للمنهج الصحيح فهو كتاب دعوة ملنهج ،وقد كان ينزل القرآن وفق
الرتتيب الذي سارت عليه الدعوة منذ بدئها حىت بلغت أوجها ،ويتضح من ذلك أنه مل يكن
من احلكمة يف شيء أن خيتار لتدوين األجزاء املنزلة نفس الرتتيب الذي كان ملتئما مع سري
الدعوة وتطورها ،بل األمر حباجة لرتتيب جديد يكون أكثر انسجاما وأشد تناسقا وأدق ارتباطا
مع الواقع اآليت بعد اكتمال الدعوة ومتام النعمة.
وألن املخاطبني األولني هلذه الدعوة يف بداية أمرها كانوا ممن جيهلون اإلسالم ابلكلية ،فلذلك o
غشاهم الوحي أبوليات التعليم وبديهيات اإلميان ،مث ملا اكتملت الدعوة وبلغت ما شاء هللا أن
كونوا أمة مستقلة ،أصبحوا مسئولني عن
تبلغه أصبح خماطبوها األولون من الذين امنوا هبا و ّ
47
متابعة الدعوة وتبليغها ومواصلة احلركة اليت سلمها الرسول ﷺ هلم بعد كماهلا فكرة ومنهاجا،
وهكذا صار األمر األهم هو أن يدرك هؤالء املؤمنون ـ قبل غريهم ـ واجباهتم ومناهج حياهتم
وأن يعرفوا الفنت واألمراض اليت ابتليت هبا أمم األنبياء فيما مضى ،قبل أن يتقدموا هبداية هللا إىل
البشرية اليت ترزح حتت نري الضالل والغواية واالحنراف.
مواضيع السور:
"إن السورة مهما تعددت قضاايها فهي كالم واحد يتعلق آخره أبوله ،وأوله آبخره ،ويرتامى o
جبملته إىل غرض واحد ،كما تتعلق اجلمل بعضها ببعض يف القضية الواحدة ،وإنه ال غىن ملتفهم
[الشاطيب]. نظم السورة عن استيفاء النظر يف مجيعها ،كما ال غىن عن ذلك يف أجزاء القضية" .
مسماه
"إن اسم كل سورة مرتجم عن مقصدها ألن اسم كل شيء تُظهر املناسبة بينه وبني ّ o
الدال إمجاال على تفصيل ما فيه ،ومقصود كل سورة ٍ
هاد اىل تناسبها " [البقاعي]. عنوانه ّ
منه ،ومل يكن هذا االنتقال واالجنرار من معىن آلخر إال لوجود رابطة مهمة تربط بني اآلايت
واملقاصد يقتضيها السياق ..ومن عادة العرب أن فطرة البالغة أن ينجر الكالم من أمر آلخر،
48
مث يعود إىل األول أو األوسط ،وإذا كان املخاطب عاملا أبسبابه عاقال له بقلبه مل يشكل عليه
نظمه.
واآلية اليت تفتتح السورة هبا مرتبطة هبدف ومقصد السورة كلها وكذلك اآلايت الواردة يف o
خامتتها غالبا.
وتكرار اآلايت يف السورة الواحدة – رغم أهنا تتطرق لعدة معان وتنجر من غرض آلخر -يدل
على تناسق املوضوع الذي تدور حوله آايت السورة واهلدف العام الذي تقصده.
بعبارة "فمي بشوق" ،وهو أعون على تدبّر كالم هللا تعاىل ،إذ تتضمن السور معاين متصلة اتمة
فيستويف القارئ للسورة النظر يف جمموع اآلايت الواردة ،وحيكم تدبّرها وفهمها ،من دون انقطاع
املعىن ،فيفتتحون القراءة مبا فتح هللا به السور من املطالع العظيمة ،اليت أتخذ مبجامع القلوب
[ابن تيمية]. احملركة لألرواح "
فتزلزهلا هيبة وخضوعا ،وخيتتمون مبا ختم به اخلواتيم ّ
49
مقاصد السور:
انحرصت سور القرآن وآياته يف ستة مقاصد كام ذكر الغزايل يف جواهر القران ودرره:
الصراط املستقيم
الذي جتب مَلزمته
ِف السلوك إليه.
50
وثالثة مغنية وهي:
"ويف ضوء ما سبق حتدد أهداف ومقاصد السورة وابلتايل أهداف املقاطع اليت تضمنتها" ،فهدف
[حممد الربيعة :علم مقاصد السور] ومقصد السورة منتظم ملقصود اآلايت وجامع هلا"
51
[ق] قيم:
بعد أن يكون املريب حدد أهداف ومقاصد السورة وحدد يف ضوئها األهداف الفرعية للمقطع املختار
يبدأ يف أتمل ما تضمنه املقطع من قيم قرآنية فالقرآن يِ ْه ِدي لِلَِّيت ِه َي أَق َْو ُم( اإلسراء .)9أي يهدي
لألمور األكثر قيمة واستقامة.
تعرف القيم أبهنا :عبارة عن معيار نستهدفه يف سلوكنا ونسلم أبنه مرغوب فيه أو مرغوب عنه أو هي
عبارة عن أفكار توجه أفعالنا وتقدرها ،وهناك جمموعة من القيم الرتبوية اليت ميكن أن تستنبط من مقاطع
القرآن الكرمي ومنها على سبيل املثال:
القيم اجملتمعية القيم املهارية احلياتية القيم اإلميانية واألخالقية
االنتماء اجملتمعي. o التعلم الذايت. o oاحملافظة على العبادات.
التعاون املتبادل. o إدارة الوقت. o oالوسطية يف األمور.
تطبيق أدب االستئذان. o العمل. o oبر الوالدين.
العدل مع اآلخرين. o إتقان العمل. o oالصدق يف األقوال واألفعال.
السمع والطاعة. o أدب احلوار o oاألمانة يف املعامالت.
التقيد ابلنظام o تنويع مهارات التفكري. o oالوفاء ابلعهد.
الرفق والتسامح. o تقدير الذات o oالتزكية الروحية.
املسارعة للخريات. o oالتحلي ابلصرب
وهكذا يستخرج املريب بعد حتديد أهداف املقطع املختار وفق مقاصد السورة القيم اليت اشتمل عليها
مجعان الزهراين .تصور مقرتح لتفعيل الرتبية ابلقرآن من خَلل احملاضن القرآنية
52
[و] وسائل وأساليب.
وهنا أتيت مرحلة الوسائل واألساليب لتحقيق التحلي بتلك القيم وهي جمال رحب ميكن للمريب أن يبحر
فيه من خالل املتاح من وسائل وأساليب تسهم يف ترسيخ القيم يف الواقع املعاش فهذا اجلزء يعترب
كاملرحلة العملية لتحويل القيم القرآنية إىل سلوكيات يف احلياة الواقعية ،ومن الوسائل واألساليب:
نماذج من الشعارات:
ضى( طه .)84لتحقيق قيمة إرضاء هللا أوال ب لِ َْرت َ
ك َر ِه َ oو َع ِجل ُ
ْت إِلَْي َ
oإَِّل ابْتِغَاء َو ْج ِه َربِهِه ْاألَ ْعلَى( الليل .)20لتحقيق قيمة اإلخالص
ب( الشرح .)8لتحقيق قيمة الرغبة فيما عند هللا ك فَ ْارغَ ْ َ oوإِ َىل َربِه َ
oولآلخرة خري لك من األوىل( الضحى .)4لتحقيق قيمة اإلقبال على اآلخرة.
*حيسن اإلفادة من رسالة د .أمساء السويلم بعنوان كيف نريب أوالدان ابلقرآن حيث أوردت العديد من
املواقف الرتبوية وربطتها بعبارات قرآنية.
53
وسيلة اليوتيوب
ميكن أن جيد املريب يف اليوتيوب الكثري من املقاطع اليت ختدم هدف املقطع املختار وتتناول بعض القيم
اليت تضمنها املقطع مما يهيِّئ املرتبني للتلقي والتأثر مبا يُتدارس ،ومن تلك املقاطع على سبيل املثال:
خالصة كتاب التبيان يف آداب محلة القران من إنتاج شركة عطاءات العلم
https://www.youtube.com/watch?v=sUtDyK6hThQ
54
أسلوب القصة:
القصة القرآنية كثريا ما تكررت يف القرآن الكرمي أبنواع خمتلفة منها:
قصص األنبياء
أحداث قصص
زمن النبوة السابقني
فيعمد املريب الفتتاح اجللسة القرآنية ابلقصة اليت يتضمنها املقطع إن وجدت موضحا ما فيها من فوائد
وحكم ودورس خمتلفة.
مثال:
قصة أصحاب الكهف وما فيها من معاين الثبات. o
55
وميكن اإلفادة من كتاب القصص القرآين للدكتور اخلالدي ،وكتاب املستفاد من قصص القرآن
الكرمي للدكتور عبد الكرمي زيدان ،وكتاب قصص األنبياء للدكتور توفيق الواعي.
الموقف التربوي:
هو حدث قصري يعمد املريب إىل افتعاله أو يالحظه من سلوك املتعلمني أو حيكيه عن السلف مبا
يتناسب مع موضوع املقطع املختار والقيم اليت تضمنها ،فيوجه من خالله املتعلمني ويربيهم على التصرف
املناسب ،مث يربط املريب ذلك ابآلايت اليت تعلمنا الطريقة الصحيحة يف التعامل مع هذا املوقف ،وقد
تكون أسباب النزول جماال خصبا هلذه املواقف حيث أن عددا من اآلايت نزلت ألسباب انسبتها.
مثال:
سبب نزول أواخر البقرة. o
56
أسلوب التعزيز
مفهومه
يعد التعزيز من األساليب املهمة اليت تساعد املربني على غرس السلوكيات الصحيحة والقيم
األخالقية لدى الطالب واألبناء وتعديل السلوكيات غري املرغوبة؛ لذا فينبغي تفعيله يف مؤسساتنا الرتبوية
واملسئولة عن تربية األبناء تربية سوية تبين هلم شخصية متوازنة حتقق هلم الصحة النفسية واالجتماعية.
كيفية تطبيقه
فيما يلي حناول إبراز كيفية تطبيق أسلوب التعزيز يف األسرة واملسجد واملدرسة:
()1
ميكن تطبيقه يف األسرة من خالل استخدام احملفزات اإلجيابية مبختلف أنواعها املادية واملعنوية مع
األبناء مما حيفزهم على مواصلة األداء اإلجيايب ،مثال :منح الطفل مكافأة من الوقت ،ابلعمل على
احلاسوب بعد إمتام جزء من مقرر حفظ القرآن ،وهو ما يسمى ابلتعزيز اإلجيايب ،وميكن إزالة مثري غري
مرغوب لدى الطفل يف حال إتيانه بسلوك مرغوب ،مثال :منح الطفل راحة عن ترتيب غرفته يف يوم
معني.
57
()2
كما ميكن تطبيقه يف املدرسة ببعض الوسائل منها اإلشادة ابلطالب ذوي السلوك اإلجيايب من
خالل( :اإلذاعة الصباحية -لوحة الشرف -املناسبات املدرسية) وإقامة اللقاءات واحلفالت وتكرميهم
وإعطاؤهم اهلدااي املناسبة وفق آليات ووسائل حمددة ،وكذلك ميكن تطبيق التعزيز السليب ،مثال :إعفاء
طالب من عقوبة وقعت عليه سابقا.
()3
وميكن ملعلم القرآن يف املسجد أن ميارس مع الطالب بعض املعززات املعنوية ،مثل التعزيز من خالل
االبتسامة ،فعندما يؤدي الطالب واجبه اليومي إبتقان فابتسامة معلمه له تعزز عنده احلرص على احلفظ
املت َقن يف املرات القادمة ،ومن املعززات اليت ميكن ملعلم القرآن أن يقوم لتعزيز السلوك الصحيح عند
الطالب الثناء عليه ومدحه مدحا يتناسب مع السلوك الصحيح الذي قام به ،وإعطاؤه نقاطا يف دفرت
املتابعة عندما يتقن مهارة احلفظ ،والتجويد ،أو يقوم أبي سلوك إجيايب داخل احللقة ،وخارجها ،ويف آية
األسبوع يتم تكرمي الطالب األكثر نقاطا.
58
أسلوب الحور العقلي
ماهيته
يعد أسلوب احلوار العقلي من األساليب اليت تُعىن ابجلانب املعريف يف تعديل السلوك ،وذلك
مبحاولة تغيري بعض األفكار واملعتقدات اخلاطئة عن طريق إقامة حوار عقلي مع الشخص املراد تعديل
سلوكه ،يكون اهلدف منه تعديل سلوكه عن طريق تغيري معتقداته وقناعاته.
كيفية تطبيقه
يطبق هذا األسلوب يف املدرسة أو املسجد أو املدرسة ،وذلك مبناقشة الطالب أو األبناء يف
السلوكيات غري املرغوبة وتفنيد كل فكرة غري عقلية وغري منطقية ،واستبدال هذه األفكار أبخرى منطقية
صحيحة منضبطة مع الشرع ،مثال :الطالب امللتحق حبلقة التحفيظ الذي اكتسب بعض التقليعات غري
املقبولة واليت تظهر من خالل ملبسه وطريقته يف الكالم وقص الشعر؛ لذا فال بُد للمريب مناقشة صاحب
هذا السلوك ومعرفة دوافعه ،وتفنيد كل فكرة غري عقلية وغري واقعية ،وتبصريه ابألفكار غري العقالنية يف
سياق كالمه مث تغيريها مبعتقدات صحيحة.
59
أسلوب القدوة
معنى القدوة
"ال ُقدوة" يف اللغة تعين األسوة ،وتدل على الشيء الذي تقتبسه وهتتدي به. o
القدوة احلسنة هي من أفعل الوسائل وأقرهبا للنجاح وأكثرها فاعلية يف حياة املربني ،وتظل o
كلمات املربني جمرد كلمات ويظل املنهج جمرد حربا علي ورق ،ويظل معلقا يف الفضاء ،ما مل
يتحول إىل حقيقة واقعة تتحرك يف واقع األرض ،وما مل يرتجم إىل تصرفات وسلوك ومعايري
اثبتة ،عندئذ يتحول هذا املنهج إىل حقيقة واقعة ،وتتحول هذه الكلمات إىل سلوك وأخالق
عندئذ فقط تؤيت الكلمات مثارها يف حياة املربني.
أن يفتعل املواقف الذكية اليت من خالهلا يريب الطالب وهو يشاهده. o
أن يكون ذكيا يف مالحظة تصرفات الطالب ونقل احلسن منها لبعضهم. o
أن جييد استخراج املواقف اليت من خالهلا يلفت انتباه الطالب إىل تطبيقها. o
60
يقول عمر بن عتبة ملعلم ولده(:ليكن أول إصَلحك لولدي إصَلحك لنفسك ،فإن o
61
[م] مؤشرات.
وهذا ما يعترب مبثابة معايري ميكن أن يقيس اإلنسان املسلم نفسه يف ضوئها وميكن للمريب تدريب
املرتيب على صياغتها حىت يتعود على حماسبة نفسه يف ضوء آايت ربه ومن األمثلة العامة للمؤشرات
املناسبة للمحاسبة يف التعامل مع آايت القرآن ما ذكره اإلمام اآلجري يف [أخَلق محلة القرآن]:
62
سورة الفاحتة منهجية أقوم
التعريف ابهلل رب العاملني واستحقاقه للعبودية سبحانه وتضمنها خلالصة
[أ] أهداف ومقاصد
مقاصد القرآن الكرمي
احلمد والشكر والثناء على هللا تعاىل.
الرجاء برمحته
التعظيم له سبحانه وليوم القيامة.
العبودية له واالستعانة به. [ق] قيم
الدعاء وطلب اهلداية.
الوالء ملن أنعم عليهم
الرباء ممن أضلهم وغضب عليهم.
تكرار الفاحتة بفهم وتدبر يف الصالة.
تلخيص تفسري سورة الفاحتة بوسيلة اخلريطة الذهنية
كتابة حبث عن معاين سورة الفاحتة يف احلياة
[و] وسائل وأساليب
تتبع مواضع محد هللا تعاىل يف السنة وحفظها والعمل هبا.
اتباع أسلوب سورة الفاحتة يف الدعاء (محد مث ثناء مث متجيد واعرتاف
ودعاء.
63
سورة الفاحتة منهجية أقوم
اختاذ (إايك نعبد واايك نستعني) شعارا للحياة
أتدبر سورة الفاحتة يف صاليت وأعيش مع معانيها.
استشفي هبا حني مرضي.
أمحد هللا حني االستيقاظ وحني النوم وبعد األكل ويف كل املواضع اليت
توجب احلمد.
أرجو رمحة هللا تعاىل وأساله إايها دائما.
[م] مؤشرات
أؤمن بيوم الدين واستعد له.
أخلص يف عباديت هلل واستعني به تعاىل يف كل شيء.
أسلك الصراط املستقيم وأصحب الصاحلني.
أبغض الكفر والفسوق والعصيان.
ابتعد عن رفقاء السوء.
64
حييى بن رشف النووي .التبيان يف آداب محلة القرآن.
حممد ابن قيم اجلوزية .الفوائد.
اآلجري .أخالق محلة القرآن.
عيل الزهراين .الطريق إىل الريادة يف احللقات القرآنية.
عبد الرمحن السعدي .القواعد احلسان يف تفسري القرآن.
أمحد اجلزائري .أصول الرتبية والتعليم كام رسمها القرآن الكريم.
عبد الرمحن امليداين .معارج التفكر ودقائق التدبر.
خالد الالحم .احلفظ الرتبوي.
أمحد العتيبي .دليل فهم القران الكريم.
حممد الربيعة .علم مقاصد السور.
سلامن السنيدي .الرتبية بالقرآن يف املحاضن القرآنية.
أيب حامد الغزايل .جواهر القرآن ودرره.
صالح اخلالدي .مفاتيح التعامل مع القرآن.
عبد الرمحن امليداين .معارج التفكر ودقائق التدبر.
محزة سليامن .أثر القرآن يف بناء القدرات والتصورات العقلية وتنميتها.
عاطف سيد عبد اجلواد .أساليب تعديل السلوك املستنبطة من القرآن وتطبيقاهتا الرتبوية.
مجعان الزهراين .تصور مقرتح لتفعيل الرتبية بالقرآن من خالل املحاضن القرآنية.
65