You are on page 1of 66

1

‫احملتوى‬

‫‪3‬‬ ‫مقدمة‬

‫‪5‬‬ ‫هيدي للتي هي أقوم‬

‫‪8‬‬ ‫األهداف العامة للدليل‬

‫‪9‬‬ ‫الرتبية بالقرآن‬

‫‪41‬‬ ‫منهجية أقوم للرتبية بالقرآن‬

‫‪63‬‬ ‫نموذج تطبيقي ملنهجية أقوم‬

‫‪65‬‬ ‫املراجع‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم عىل أرشف املرسلني‪ ،‬وعىل آله وصحبه أمجعني‪ ،‬وبعد‪:‬‬

‫إن من املتقرر عند املسلمني أن اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬أنزل كتابه عىل نبيه حممد صىل اهلل عليه وسلم‬
‫ليؤمن اخللق به ويعملوا‪ ،‬قال تعاىل‪  :‬كِ َتاب َأ َنز ْلنَاه إِ َلي ْ َك مبَ َارك ِّل َيدبروا آ َياتِ ِه َول ِ َي َت َذك َر أ ْولوا األ َ ْل َب ِ‬
‫اب ‪‬‬

‫(سورة ص ‪.)29‬‬

‫واملتأمل يف سرية النبي صىل اهلل عليه وسلم وحياته العملية جيد التطبيق احلقيقي للقرآن الكريم‬

‫والتخلق التام بآياته وأحكامه وآدابه‪ ،‬حتى وصف النبي ﷺ بأنه "كان خلقه القرآن" رواه مسلم يف‬

‫صحيحه‪.‬‬

‫وسار أصحابه ‪-‬ريض اهلل عنهم‪ -‬من بعده عىل خطاه‪ ،‬وترسموا هديه‪ ،‬وكان القرآن بالنسبة هلم‬

‫دليالً عمل ًّيا حلياهتم‪ ،‬ومنهاج ًا لسلوكهم‪.‬‬

‫ومرت القرون وتعاقبت األجيال‪ ،‬وضعفت صلة كثري من املسلمني بكتاب رهبم ‪-‬عز وجل‪،-‬‬

‫وخاصة الشباب والفتيان والفتيات‪ ،‬ومن هذا املنطلق عزم‬

‫‪3‬‬
‫عىل إقامة هذا املرشوع (الرتبية بالقرآن الكريم)‪ ،‬الذي هيدف إىل توضيح معنى الرتبية بالقرآن الكريم‪،‬‬

‫ويسعى إىل تأهيل القائمني عىل تعليم القرآن الكريم للقيام بواجبهم يف تربية األجيال عىل منهاج القرآن‬

‫وخصوصا اآلباء واألمهات– بأمهية هذا املرشوع‪،‬‬


‫ً‬ ‫الكريم‪ ،‬كام هيدف الربنامج إىل توعية املجتمع ‪-‬‬

‫وضمن هذا املرشوع ويف مقدمته يأيت هذا الدليل العميل للرتبية بالقرآن الكريم ليكون دليالً وهاد ًيا‬

‫للمربني ومعينًا هلم يف تربية األجيال من خالل القرآن الكريم‪.‬‬

‫أسأل اهلل عز وجل أن يوفق اجلميع لكل خري‪ ،‬وأن يسدد اجلهود وخيلص النيات‪.‬‬

‫والسالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‪.‬‬

‫–‬

‫‪4‬‬
‫يهدي لليت هي أقوم‬

‫فعىل الناس أن يتلقوا معنى كالم اهلل كام تلقاه‬ ‫‪1‬‬


‫الصحابة ‪-‬ريض اهلل عنهم‪ ،-‬فإهنم كانوا إذا قرأوا‬

‫عرش آيات‪ ،‬أو أقل أو أكثر‪ ،‬مل يتجاوزوها حتى‬

‫يعرفوا وحيققوا ما دلت عليه من اإليامن والعلم‬


‫‪‬‬
‫والعمل‪ ،‬فيهتدون بعلومه‪ ،‬ويتخلقون بأخالقه‬ ‫‪‬‬
‫وآدابه‪ ،‬ويعلمون أنه خطاب من عامل الغيب‬

‫والشهادة موجه إليهم‪ ،‬ومطالبون بمعرفة معانيه‪،‬‬

‫وجدّ واجتهد يف تدبر كالم اهلل‪ ،‬انفتح‬


‫والعمل بام يقتضيه‪ ،‬فمن سلك هذا الطريق الذي سلكوه‪َ ،‬‬
‫له الباب األعظم يف علم التفسري‪ ،‬وقويت معرفته واستنارت بصريته‪ ،‬واستغنى هبذه الطريقة عن‬

‫كثرة التك ّلفات‪ ،‬وعن البحوث اخلارجية‪ ،‬وخصوص ًا إذا كان قد أخذ من علوم العربية جان ًبا قو ًّيا‪،‬‬

‫وكان له إلامم واهتامم بسرية النبي ﷺ وأحواله مع أوليائه وأعدائه‪ ،‬فإن ذلك أكرب عون عىل هذا‬

‫املطلب" (عبدالرمحن السعدي –القواعد احلسان يف تفسري القرآن)‬

‫‪5‬‬
‫هيدي ألقوم الطرق وأوضح السبل املوصلة‬ ‫‪2‬‬
‫للنجاة والنجاح والفالح‪ ،‬فتالوة القرآن وفهم‬

‫معانيه والتفقه فيه‪ ،‬تصبغ شخصية اإلنسان فتظهر‬


‫صب غَ َة هِ‬
‫َح َس ُن‬
‫اّلل َوَم ْن أ ْ‬ ‫يف سلوكه وعلمه وخلقه ‪ْ ِ ‬‬
‫ص ْب غَة‪( ‬البقرة ‪( )138‬أمحد اجلزائري‪-‬‬ ‫ِمن هِ‬
‫اّلل ِ‬ ‫‪‬‬
‫َ‬
‫‪‬‬
‫أصول الرتبية والتعليم كام رسمها القرآن الكريم)‬

‫‪6‬‬
‫فكل ميرس لام خلق له‪ ،‬فتبني الشخصية عىل العمل الصالح‬ ‫‪3‬‬

‫وتنمي‬
‫كون الفرد الصالح املصلح‪ ،‬كام أهنا تفتح العقل ّ‬
‫وت ّ‬ ‫–‬
‫التفكري اإلجيايب وتكسب املنهجية العلمية‪ ،‬متى ما عاش مع‬

‫اآليات‪ ،‬وفهم مدلوالهتا وعمل هبا‪ ،‬إن املهمة امللقاة عىل‬

‫املؤسسات القرآنية ليس ختريج مصاحف متحركة‪ ،‬وإنام‬

‫مهمتها يف الرتبية القرآنية وختريج جيل مالزم للقرآن حف ًظا‬

‫وفهام وعمالً‪ ،‬جيل خلقه القرآن‪( .‬الزهراين –‬


‫ً‬ ‫وتالوة‬

‫الطريق إىل الريادة يف احللقات القرآنية)‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫األهداف العامة للدليل‬

‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫تقدمي خطوات عملية للرتبية‬


‫ابلقرآن الكرمي يستفيد منها‬
‫وأما‬
‫املريب‪ ،‬معلما وأاب ًّ‬

‫‪3‬‬

‫‪8‬‬
‫الرتبية بالقرآن‬

‫‪1‬‬

‫املاهية‪:‬‬
‫ماذا نعين هبا؟‬

‫‪3‬‬

‫الكيفية‪:‬‬ ‫األمهية‪:‬‬
‫كيف نريب‬ ‫‪2‬‬
‫ونرتىب ابلقرآن؟‬ ‫ملاذا الرتبية ابلقرآن؟‬

‫‪9‬‬
‫[‪ ]1‬ماذا؟‬
‫ماهية التربية بالقرآن؟‬
‫(‬ ‫‪)‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ o‬تالوة القرآن تعني القراءة وتعني االتباع‪:‬‬

‫سلوك ومنهج حياة‬

‫إدراك وأتثر‬

‫وإقامة حدوده‬

‫إقامة حروفه‬
‫الرتبية القرآنية هي منهج القران الكريم يف تربية‬
‫اإلنسان والذي يشمل عىل جمموعة من القواعد‬
‫واملبادئ والقيم التي أقرها القرآن الكريم كمنهج‬
‫لرتبية اإلنسان وطبقها الرسول × يف تربيته‬
‫ألصحابه‪( .‬سلامن السنيدي‪ ،‬الرتبية بالقران يف‬
‫املحاضن القرآنية‪ ،‬ضمن أبحاث مؤمتر الرتبية بالقرآن)‬

‫‪10‬‬
‫جاء القرآن الكريم للناس ليسعدهم‪ ،‬ومل ينزل ليشقى به الرسول‬
‫آن لِتَشْ َقى ‪( ‬طه‪ )2‬فهو احلياة‬
‫واملرسل هلم ‪َ ‬ما َأ َنز ْلنَا َع َلي ْ َك ا ْلق ْر َ‬ ‫‪1‬‬
‫التي ال يعرفها إال من ذاقها‪ ،‬حياة ترفع العمر وتباركه وتزكيه‪.‬‬

‫من يقرأ القرآن بوعي سيجد عنده ما يريده وحييى به حياة طيبة‬
‫حييِيك ْم ‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس َتجيبواْ ّلِل َوللرسول إِ َذا َد َعاكم ل َام ْ‬ ‫‪َ ‬يا َأ ه َهيا الذ َ‬
‫ين آ َمنواْ ْ‬ ‫‪2‬‬
‫(األنفال‪ )24‬فهي دعوة للحياة السعيدة عىل منهج اهلل‪.‬‬

‫هو حبل النجاة (إن هذا القرآن طرفه بيد اهلل وطرفه‬
‫بأيديكم فتمسكوا به ولن هتلكوا بعده أبد ًا)‪( .‬رواه الطرباين‬ ‫‪3‬‬
‫وصححه األلباين يف السلسلة الصحيحة برقم‪.)713‬‬

‫القرآن ينسجم مع الفطرة ويتامشى معها وكلام التصق اإلنسان‬


‫بالقرآن عاد إىل فطرته التي فطره اهلل عليها‪ ،‬وأحيا بواعث‬ ‫‪4‬‬
‫اخلري والرب فيه‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫[‪ ]2‬لماذا؟‬
‫أهمية التربية بالقرآن؟‬

‫أول‪ :‬ألن القران الكرمي إمنا‬


‫أنزل لرتبية الناس وهدايتهم‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬ألن الرتبية ابلقرآن حتقق‬


‫للمسلم سعادة الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫أوالً‪ :‬ألن القرآن الكريم إنما أنزل لتربية الناس وهدايتهم ونجاتهم‬
‫ونجاحهم‪:‬‬

‫اب‪( ‬ص ‪)29‬‬ ‫‪‬كِ َتاب َأ َنز ْلنَاه إِ َلي ْ َك م َب َارك ِّليَدبروا آ َياتِ ِه َول ِ َيتَ َذك َر أ ْولوا ْاأل َ ْل َب ِ‬ ‫‪o‬‬
‫ني‪( ‬البقرة ‪)2‬‬ ‫ب ِف ِيه هدً ى ِّللْمت ِق َ‬ ‫ال َر ْي َ‬ ‫‪َ ‬ذل ِ َك ا ْل ِك َتاب َ‬ ‫‪o‬‬
‫هور بِ ِإ ْذ ِن ر ِهبم إِ َىل ِِص ِ‬
‫اط ا ْل َع ِز ِيز‬ ‫ت إِ َىل الن ِ‬ ‫‪‬كِ َتاب َأنز ْلنَاه إِ َلي َك لِتخ ِْرج الناس ِمن ال هظلام ِ‬
‫َ‬ ‫َ ِّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫‪o‬‬
‫احل ِم ِ‬
‫يد‪( ‬إبراهيم ‪)1‬‬ ‫َْ‬
‫اإل َيامن‬ ‫نت َتد ِْري َما ا ْل ِك َتاب َو َال ْ ِ‬‫وحا ِّم ْن َأ ْم ِرنَا َما ك َ‬ ‫ِ‬
‫قال تعاىل‪َ  :‬وك ََذل َك َأ ْو َحيْنَا إِ َليْ َك ر ً‬ ‫‪o‬‬
‫اط هم ْستَ ِقي ٍم‪‬‬ ‫ادنَا وإِن َك َل َته ِدي إِ َىل ِِص ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫و َل ِكن جعلْنَاه نورا هن ِدي بِ ِه من ن َشاء ِمن ِعب ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ً ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫(الشورى ‪)52‬‬
‫‪ o‬إن اهلدف األسايس لكتاب اهلل هو هداية الناس وداللتهم إىل الطريق الذي ض ّلوا عنه مع‬
‫بحثهم الدائم للوصول إليه وهو طريق السعادة الدائمة والسالم الشامل‪.‬‬
‫‪ o‬وحتى تتحقق هلم اهلداية ال بد من االجتهاد يف العمل بالقرآن‪ ،‬وقد أورد القرطبي يف‬
‫تفسريه عد ًدا من النقول عن السلف ومنها‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫وقال الفضيل‪" :‬إنام أنزل‬ ‫قال ابن عمر‪-‬ريض اهلل عنه‪" -‬‬ ‫قال ابن مسعود ريض‬
‫القرآن ليعمل به فاختذ‬ ‫كان الفاضل من أصحاب‬
‫اهلل عنه‪" :‬إنّا صعب‬
‫رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‬
‫الناس قراءته عمال‪ ،‬قيل‬ ‫علينا حفظ القرآن‬
‫يف صدر هذه األمة ال حيفظ من‬
‫كيف العمل به؟ قال‪ :‬حيلوا‬ ‫وسهل علينا العمل به‪،‬‬
‫القرآن إال السورة ونحوها‪،‬‬
‫حالله وحيرموا حرامه‬ ‫ورزقوا العمل بالقرآن‪ ،‬وإن‬ ‫وإن من بعدنا يسهل‬
‫ويأمتروا بأوامره وينتهوا‬ ‫آخر هذه األمة يقرؤون القرآن‪،‬‬ ‫عليهم حفظ ألفاظ‬
‫عن نواهيه‪ ،‬ويقفوا عند‬ ‫منهم الصبي واألعمى وال‬ ‫القرآن ويصعب عليهم‬
‫عجائبه"‪.‬‬ ‫يرزقون العمل"‪.‬‬
‫العمل به"‪.‬‬

‫‪ o‬ومما يالحظ يف واقع حلقات حتفيظ القرآن الكريم "أن الطالب يكتفي بحفظ سور القرآن‬
‫دون الرتبية عىل العمل هبا‪ ،‬مما يتسبب يف بناء منهجية غري صحيحة حلفظ القرآن‪ ،‬وبذلك‬
‫تنشأ صورة ذهنية لدى الطالب أن اهلدف هو احلفظ ال العمل والتحكيم يف شؤون احلياة‪،‬‬
‫وهذا منهج خفي وهو األخطر يف تشكيل املفاهيم عىل املدى البعيد‪ ،‬مما جيعل سلوك‬
‫بعض احلفاظ ال يتناسب مع هدي القرآن" (الزهراين‪ ،‬الطريق اىل الريادة يف احللقات‬
‫القرآنية)‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ني َر ُسول ِهم ْن ُه ْم يَ ْت لُو‬ ‫ِ‬
‫ث ِِف ْاأل هُميِه َ‬‫) ُه َو الَّ ِذي بَ َع َ‬
‫اب َوا ْْلِ ْك َمةَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعلَي ِهم ِِ ِ‬
‫آَيته َويُ َزهكي ِه ْم َويُ َعله ُم ُه ُم الْكتَ َ‬
‫ْ ْ َ‬
‫ض ََلل ُّمبني( اجلمعة‪2‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوإِن َكانُوا من قَ ْب ُل لَفي َ‬

‫"يالحظ أن اآلية جاءت بعد فعل يتلو بفعل يعلمهم للمباينة بني التالوة وتعليم الكتاب‪،‬‬
‫وأرشك احلكمة يف نسق التعليم ألهنا مربوطة بتعليم الكتاب‪ ،‬وحذف ذلك من التزكية فلم يقل‪:‬‬
‫ويعلمهم التزكية؛ ألن التزكية ال تعلم وال حتفظ وال تتىل‪ ،‬وإنام هي إحساس فانفعال فسلوك‬
‫وعمل بعد ذلك‪ ،‬وهي ثمرة من ثمرات التالوة وتعليم الكتاب وتعليم احلكمة‪ ،‬فإذا مل تثمر هذه‬
‫األصول الرتبوية التزكية فهي كالعدم‪ ،‬فهي سلوك يظهر بعد التالوة وبعد فقه الكتاب"‬
‫(اجلزائري‪ ،‬أصول الرتبية يف القرآن)‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أن التربية بالقرآن تحقق للمسلم سعادة الدنيا واآلخرة‬
‫ْ َِ ِ ِ‬
‫الِل َوبِ َر ْمحَتِ ِه َفبِ َذل ِ َك‬
‫‪ o‬عبادة تعلم وتدبر القرآن والعمل به مفرحة لصاحبها ‪‬قل بف ْضل ّ‬
‫ون بِ َام أ ِنز َل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َي ْف َرح َ‬ ‫ون‪( ‬يونس ‪َ ،)58‬والذي َن آ َتيْنَاهم ا ْلك َت َ‬ ‫َفلْ َي ْف َرحواْ ه َو َخ ْري ِّمما َ ْ‬
‫جي َمع َ‬
‫اب من ي ِ‬ ‫ِ‬
‫نكر َب ْع َضه ‪( ‬الرعد ‪ ،)36‬ويف حديث النبي صىل اهلل عليه‬ ‫إِ َلي ْ َك َوم َن األ َ ْح َز ِ َ‬
‫وسلم يف دعاء من أصابه هم أو حزن إشارة لذهاهبام بالقرآن فقد قال‪( :‬أن جتعل القرآن‬
‫ربيع قلبي ونور صدري وجالء حزين وذهاب مهي إال أذهب اهلل عنه حزنه ومهه‪ ،‬وأبدله‬
‫فرحا)‬
‫مكانه ً‬
‫‪ o‬املرتيب بالقرآن ينال اخلصوصية قال ﷺ" "أهل القرآن هم أهل اهلل وخاصته"‪ ،‬واخلريية‬
‫قال ﷺ‪" :‬خريكم من تعلم القرآن وعلمه" (رواه البخاري يف صحيحه)‪ ،‬وينال الرفعة‬
‫"إن اهلل يرفع هبذا الكتاب أقوا ًما ويضع آخرين" (رواه مسلم يف صحيحه)‪ ،‬والشفاعة‪:‬‬
‫"اقرؤوا القرآن فإنه يأيت يوم القيامة شفي ًعا ألصحابه" (رواه مسلم يف صحيحه)‪ ،‬ويظهر‬
‫أن املقصود ليس جمرد التالوة أو احلفظ املجرد ‪ -‬وإن كان فيهام خري وأجر‪ -‬وإنام الصحبة‬
‫واملعايشة واالرتباط القلبي واالمتثال السلوكي وهو ما هتدف له الرتبية بالقرآن‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫[‪ ]3‬كيف؟‬
‫كيفية التربية بالقرآن؟‬
‫أ‪ .‬مفاتيح التربية بالقرآن‪:‬‬
‫‪-1‬الثقة بأنه المنهج الوحيد‪:‬‬
‫قال النيب ﷺ‪" :‬من استمسك به وأخذ به كان على اهلدى‪ ،‬ومن أخطأه ضل" (رواه مسلم)‪.‬‬
‫وهو الذي ال تزيغ به األهواء‪ ،‬وال‬ ‫قال ابن مسعود‪" :‬فيه نبأ ما قبلكم‪،‬‬
‫تلتبس به األلسنة‪ ،‬وال تشبع منه‬ ‫وخرب ما بعدكم‪ ،‬وحكم ما بينكم وهو‬
‫العلامء وال خيلق عىل كثرة الرد‪ ،‬وال‬ ‫الفصل ليس باهلزل‪ ،‬من تركه من جبار‬
‫تنقيض عجائبه‪ ،‬من قال به صدق‪،‬‬ ‫قصمه اهلل‪ ،‬ومن ابتغى اهلدى يف غريه‬
‫ومن عمل به أجر‪ ،‬ومن حكم به‬ ‫أضله اهلل‪ ،‬وهو حبل اهلل املتني‪ ،‬وهو‬
‫عدل‪ ،‬ومن دعا إليه هدي إىل ِصاط‬ ‫الذكر احلكيم وهو الرصاط املستقيم‪،‬‬
‫مستقيم"‪.‬‬

‫النبوي الراشدي ينظر للتعليم عامة‬ ‫فإن معجزته الكلية التي تنضوي حتتها‬
‫وإىل تعليم القرآن خاصة‪ ،‬عىل أنه‬ ‫كل املعجزات تكمن يف وظيفته مولدً ا‬
‫قوة معرفية عملية تنتج قوة‬ ‫للطاقة البرشية‪ ،‬ينتج احلضارية املعنوية‬
‫اجتامعية‪ ،‬فكان تعلم القرآن عندهم‬ ‫والامدية م ًعا‪ ،‬فهو منهاج صنع جيالً‬
‫عبادة من ّشطة‪ ،‬تتحول فيه املعلومات‬ ‫فريدً ا‪ ،‬وبنى حضار ًة إسالمي ًة‪ ،‬ملكت‬
‫ترصفات‬ ‫إىل‬ ‫والتصورات‬ ‫إرادة التفوق األخالقي والعمراين‬
‫ومهارات‪ ،‬لذلك نفعوا وانتفعوا"‪.‬‬ ‫فامتدت فواضلها اىل املشارق‬
‫واملغارب‪ ،‬وكان ذلك اجليل‬

‫‪17‬‬
‫فيعيش المسلم مع القرآن وهو‪:‬‬

‫حيس أنه كتابه الذي يستشريه فيما يعرض له‬ ‫‪1‬‬

‫وأنه دستور حياته وتصوره وفكره وحركته اآلن وبعد اآلن‬ ‫‪2‬‬

‫وأنه املنهج اإلهلي للعمل ِف كل بيئة ومرحلة‬


‫‪3‬‬
‫وحالة من حالت النفس البشرية الواحدة‪.‬‬

‫وأنه موضوع لإلنسان بفطرته وطاقاته واستعداداته‬ ‫‪4‬‬


‫ومتغرياته‪ ،‬فيأخذ هبذا املنهج لريتفع لدرجات الكمال‪.‬‬

‫فالطمأنينة والرفعة والربكة مبنهج هللا‪،‬‬


‫‪5‬‬
‫ك القرآن لِتَ ْش َقى‪( ‬طه ‪.)2‬‬
‫َنزلْنَا َعلَْي َ‬
‫والشرود عنه شقاء ‪َ ‬ما أ َ‬

‫‪18‬‬
‫‪ -2‬استصحاب اإليمان‪:‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬

‫مقو لإلميان‬
‫القرآن أعظم ه‬ ‫"(نور َعلَى‬
‫ٌ‬ ‫قال ابن تيمية‪:‬‬
‫فهو يبين القاعدة اإلميانية‬ ‫نُوٍر) فالنور األول نور‬ ‫قال جندب بن عبد هللا–‬
‫ابتساعها وعمقها ويولد‬ ‫اإلميان والثاين نور القرآن‬ ‫رضي هللا عنه –‪ ":‬كنا مع‬
‫الطاقة ويدفع للقيام‬ ‫فتبني أن قوله ‪‬أَفَ َمن َكا َن‬
‫النيب ﷺ وحنن فتيان‬
‫َعلَى بَيِهنَ ٍة ِهمن َّربِهِه‪ ‬يعين‬
‫ابألعمال الصاْلة ليعود‬ ‫هدى اإلميان ‪‬وي ْت لُوه َش ِ‬
‫اه ٌد‬ ‫ََ ُ‬ ‫عن‬ ‫(كناية‬ ‫حزاورة‬
‫أثرها على القلب بزَيدة‬
‫ِهم ْنهُ‪ ‬أي من هللا يعين‬
‫اإلميان لذا فعندما حيدث‬ ‫النشاط والقوة) فتعلمنا‬
‫القرآن‪ ،‬شاهد يوافق اإلميان‬
‫التأثر آبية‪ ،‬فليكررها‬ ‫ويتبعه وقال ‪َ ‬ويَ ْت لُوهُ‪ ‬ألن‬ ‫اإلميان قبل القرآن‪ ،‬مث‬
‫املسلم ليستفيد من‬ ‫اإلميان هو املقصود فإمنا‬ ‫تعلمنا القرآن فازددان‬
‫اإلميان الذي يزيد هذه‬ ‫يراد إبنزال القرآن اإلميان‬
‫إمياان"‪.‬‬
‫اللحظات والطاقة املتولدة‬ ‫وزَيدته؛ وحني يستقر اإلميان‬
‫من هذه اْلالة‪.‬‬ ‫ِف القلب أييت القرآن‬
‫ليقويه‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪-3‬إعطاؤه الوقت الكافي‪:‬‬
‫الرتبية ابلقرآن حتتاج إىل وقت ‪َ ‬وقُ ْرآان فَ َرقْنَاهُ لِتَ ْق َرأَهُ َعلَى الن ِ‬
‫َّاس َعلَى‬
‫ث َونَ َّزلْنَاهُ تَن ِزيَل‪( ‬اإلسراء ‪" )106‬فقد كان الوقت الذي استغرقته‬ ‫م ْك ٍ‬
‫ُ‬
‫الرتبية ابلقرآن لصناعة حضارة هتتم ابإلنسان وتصنعه وترفعه ربع قرن"‬
‫[الزهراين‪.‬مرجع سابق]‪.‬‬

‫التَلزم بني آَيت القرآن والتطبيقات العملية اْلياتية املوازية كان يطيل مدة‬
‫تعلم السورة الواحدة (ابن عمر بقي ِف سورة البقرة مثان سنني)‪.‬‬

‫يسر لعباده حفظ كتابه وأمر بتدبهره والتفكر ِف‬


‫قال السعدي‪" :‬وهللا سبحانه ه‬
‫معانيه والهتداء آبَيته وأثىن على القائمني بذلك وجعلهم ِف أعلى املراتب‪،‬‬
‫فلو أنفق العبد جواهر عمره ِف ذلك مل يكن كثريا ِف جنب ما هو أفضل‬
‫املطالب وأعظم املقاصد وأصل األصول وأساس السعادة ِف الدارين"‪.‬‬

‫فمدارسة القرآن وتدبره تعين التفكري ِف تطبيقه ابْلياة وليس فقط الطَلع‬
‫على علومه ومعارفه وهذا حيتاج إىل سنني وليس ختمه أو ختمتني‪ ،‬فقد نزل‬
‫على مدى ثَلث وعشرين سنة على من هم أهل لغته الذين يدركون مراميه‪ ،‬ومل‬
‫يبدأ تسبيع الصحابة إل بعد اكتمال فهمهم للقرآن على مدى سنني تنزله‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -4‬اختيار الزمان والمكان‪:‬‬
‫قال ﷺ‪" :‬ما اجتمع قوم ِف بيت من بيوت هللا‪ ،‬يتلون كتاب هللا ويتدارسونه‬
‫بينهم إل نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرمحة وحفتهم املَلئكة وذكرهم هللا‬
‫فيمن عنده" (رواه أبو داود ِف سننه) فهذا دليل لفضل الجتماع على تَلوة‬
‫القرآن ِف املسجد أو املدرسة وحنومها‪( .‬النووي‪ .‬التبيان ِف آداب محلة القران)‪.‬‬

‫اْلث على قيام الليل ابلقرآن ِف آخر سورة املزمل‪،‬‬ ‫أما الزمان فقد جاء ُّ‬
‫وِف سورة اإلسراء فضيلة قرآن الفجر‪ :‬إِ َّن قُ ْرآ َن الْ َف ْج ِر َكا َن َم ْش ُهودا‪‬‬
‫(اإلسراء ‪.)78‬‬

‫ب أَ ْن يَغْ ُد َو‬ ‫الص َّف ِة‪ ،‬فَ َق َ‬


‫ال‪" :‬أَيُّ ُك ْم ُِحي ُّ‬ ‫اّلل ﷺ َوَْحن ُن ِِف ُّ‬ ‫ول َِّ‬ ‫روى عقبة ابن عامر قال خرج َر ُس ُ‬
‫ْخ ُذ ُمهَا ِِف غَ ِْري إِ ٍْمث‪َ ،‬ول قَ ِط َيع ِة‬ ‫يق‪ ،‬فَ يَأِْيت ُك َّل يَ ْوٍم بِنَاقَ تَ ْ ِ‬
‫ني َك ْوَم َاويْ ِن َزْه َر َاويْ ِن َأي ُ‬ ‫ْحا َن أَ ِو ال َْع ِق ِ‬‫إِ َىل بُط َ‬
‫َ‬
‫َح ُد ُك ْم إِ َىل‬
‫اّلل ﷺ‪" :‬فَألَ ْن يَغْ ُد َو أ َ‬
‫ول َِّ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ك‪ ،‬فَ َق َ‬ ‫ب ذَلِ َ‬ ‫ول َِّ‬
‫اّلل ُِحي ُّ‬ ‫َرِح ٍم؟"‪ ،‬قَالُوا‪ُ :‬كلُّنَا ََي َر ُس َ‬
‫ٍ‬ ‫َلث َخ ِ‬ ‫اّلل َخ ْريٌ لَهُ ِم ْن َانقَ تَ ْ ِ‬
‫اب َِّ‬ ‫ني ِم ْن كِتَ ِ‬ ‫ال َْم ْس ِج ِد‪ ،‬فَ يَ تَ َعلَّ َم آيَتَ ْ ِ‬
‫ري م ْن ثََلث‪َ ،‬وأ َْربَ ٌع َخ ْريٌ‬ ‫ني‪َ ،‬وثَ ٌ ْ ٌ‬
‫ِم ْن ِع َد ِاد ِه َّن ِم َن ا ِإلبِ ِل"‪( .‬رواه مسلم ِف صحيحه) والغدو أول النهار‪.‬‬

‫وأفضل األوقات ما كان ِف الثلث األخري من الليل وقت السحر‪ ،‬مث قراءة‬
‫الليل‪ ،‬مث قراءة الفجر‪ ،‬مث قراءة الصبح‪ ،‬مث قراءة ابقي أوقات النهار‪ .‬اه ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ب‪ .‬مسالك التربية بالقرآن‬

‫(‪)6‬‬
‫(‪)1‬‬
‫التفكر والستنباط‬
‫التَلوة والرتتيل‬

‫(‪)5‬‬

‫الستشفاء والتداوي‬ ‫(‪)2‬‬

‫التدبر والفهم‬
‫والعمل‬

‫(‪)4‬‬

‫الستماع واإلنصات‬ ‫(‪)3‬‬

‫اْلفظ واملراجعة‬

‫‪22‬‬
‫‪ -1‬التالوة والترتيل‪:‬‬
‫‪َ ‬وَرتهِ ِل القرآن تَ ْرتِيَل‪( ‬املزمل ‪)4‬‬

‫س َر ِم َن القرآن‪‬‬
‫‪ ‬فَاق َْرُؤوا َما تَيَ َّ‬
‫(املزمل ‪)20‬‬

‫ويستعيذ ابهلل من الشيطان الرجيم ِف أول قراءته‪،‬‬


‫فيقول "أعوذ ابهلل من الشيطان الرجيم"‪.‬‬

‫ويقرأ القرآن قائما وقاعدا ومضطجعا‪ ،‬ومتوضئا‬


‫وحمداث‪ ،‬ومل يكن مينعه من قراءته إل اجلنابة‪.‬‬

‫اّلل لِ َ ٍ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س ِن‬ ‫ش ْيء َما أَذ َن لنَِ ٍه‬
‫يب َح َ‬ ‫قال ﷺ‪َ :‬‬
‫"ما أَذ َن َُّ‬
‫ت يَتَ غَ َّىن ِابلقرآن‪ََْ ،‬ي َه ُر بِ ِه"‪( .‬رواه مسلم)‬
‫الصو ِ‬
‫َّ ْ‬

‫‪23‬‬
‫لحسن التالوة‪ .‬هيئ‪:‬‬

‫جسدك ابلتوجه للقبلة‬ ‫وجهك وأطرافك‬


‫فمك ابلسواك‬
‫واجللوس ِف املكان‬
‫ابلوضوء‪.‬‬
‫املناسب‪ ،‬واملسجد‬
‫أفضل البقاع‬

‫قلبك ابلسكينة‬
‫عقلك‬ ‫يدك حبسن‬
‫والطمئنان والنقطاع‬
‫ابلتدبر‬ ‫اإلمساك‬
‫عن املشغَلت‬
‫والتفكر‬ ‫للمصحف‬

‫مسعك‬ ‫عينك ابلنظر‬


‫لسانك ابلستعاذة‬
‫ابإلنصات‬ ‫والرتتيل والتأين‬ ‫ِف موضع‬

‫ملا تتلوه‬ ‫والتغين‬ ‫التَلوة‬

‫‪24‬‬
‫‪.2‬التدبر والفهم والعمل‪:‬‬
‫اب‪( ‬ص ‪.)29‬‬‫آَيتِِه َولِيَ تَ َذ َّكر أ ُْولُوا ْاألَلْبَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َنزلْنَاهُ إِلَْي َ‬
‫ك ُمبَ َار ٌك لهيَ َّدبَّ ُروا َ‬ ‫اب أ َ‬
‫ِ‬
‫قال تعاىل‪ :‬كتَ ٌ‬
‫َ‬ ‫‪o‬‬

‫وب أَقْ َفا ُهلَا‪( ‬حممد ‪.)24‬‬ ‫قال تعاىل‪ :‬أَفَ ََل يَتَ َدبَّرو َن القرآن أ َْم َعلَى قُلُ ٍ‬
‫ُ‬ ‫‪o‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪( ‬املؤمنون ‪.)68‬‬ ‫ءه ُم ْاأل ََّول َ‬
‫آاب ُ‬ ‫اءهم َّما َملْ َأيْت َ‬ ‫قال تعاىل ‪‬أَفَ لَ ْم يَ َّدبَّ ُروا الْ َق ْو َل أ َْم َج ُ‬ ‫‪o‬‬

‫قال ابن مسعود ‪-‬رضي هللا عنه‪":-‬ال تنثروه نثر الدقل وال هتذوه هذ الشعر قفوا عند عجائبه‬ ‫‪o‬‬

‫وحركوا به القلوب وال يكن هم أحدكم آخر السورة"‪.‬‬


‫قال ابن القيم‪ ":‬التدبر هو حتديق انظر القلب إىل معانيه‪ ،‬ومجع الفكر على تدبره وتعقله‪ ،‬وهو‬ ‫‪o‬‬

‫املقصود إبنزاله‪ ،‬ال جمرد تالوته بال فهم وال تدبر"‪.‬‬


‫وعلق ابن القيم على حديث (خريكم من تعلّم القرآن وعلمه) بقوله‪" :‬يتناول تعلم حروفه‬ ‫‪o‬‬

‫وتعليمها‪ ،‬وتعلم معانيه وتعليمها‪ ،‬وهو أشرف قسمي علمه وتعليمه فإن املعىن هو املقصود‬
‫واللفظ وسيلة إليه‪ ،‬فتعلم املعىن وتعليمه كالغاية يف تعلمها وتعليمها‪ ،‬وتعلم اللفظ اجملرد وتعليمه‬
‫كتعلم الوسائل وتعليمها وبينهما كما بني الغاايت والوسائل "(الفوائد)‪.‬‬
‫قال اْلسن‪" :‬إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من رهبم فكانوا يتدبروهنا ابلليل ويتفقدوهنا‬ ‫‪o‬‬

‫يف النهار "‪.‬‬


‫ويشري لضرورته ابن اجلوزي فيذكر أن‪" :‬التدبر هو املقصود من القرآن وإن مل حيصل التدبر إال‬ ‫‪o‬‬

‫برتداد اآلية"‪ ،‬وقد ثبت أنه صلى هللا عليه وسلم قام آبية يرددها حىت الصبح‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ o‬قال بشر السري‪ " :‬اآلية مثل التمرة كلما مضغتها استخرجت حالوهتا " وال يتحصل هذا إال‬
‫إذا اتعظنا بكلمة احلسن حني قال‪" :‬ابن آدم كيف يرق قلبك وإمنا مهك يف آخر سورتك"‪.‬‬
‫‪ o‬ليُعلم أن‪ " :‬من أقبل على القرآن وتف ّكر يف معانيه وتدبرها حبسن فهم وحسن قصد‪ ،‬وسلم من‬
‫اهلوى‪ ،‬فإنه يهتدي به إىل كل مطلوب‪ ،‬وينال به كل غاية جليلة ومرغوب‪ ،‬فقد وصفه هللا‬
‫سبحانه أبنه هدى ورشد ونور وشفاء " (السعدي)‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫معالم للفهم والتدبر من كالم العلماء‪:‬‬

‫وصف إجرائي لإلمام اآلجري من أخالق حملة القرآن‪:‬‬


‫"من أحب أن يعلم ما هو فليعرض نفسه على القرآن‪ ،‬فينبغي أن جيعل القرآن ربيعا لقلبه‪ ،‬يعمر به ما‬
‫خرب من قلبه‪ ،‬يتأدب آبداب القرآن‪ ،‬ويتخلق أبخالق شريفة‪ ،‬يتميز هبا عن سائر الناس ممن ال يقرأ‬
‫القرآن‪ ،‬فاملؤمن العاقل إذا تال القرآن استعرض القرآن فكان كاملرآة يرى هبا ما حسن من فعله وما قبح‬
‫منه‪ ،‬فما حذره مواله حذره وما خوفه به من عقابه خافه‪ ،‬وما رغبه فيه مواله رغب فيه‪ ،‬فمن كانت هذه‬
‫صفته أو ما قارب هذه الصفة فقد تاله حق تالوته‪ ،‬ورعاه حق رعايته"‪.‬‬

‫التتالي في مراتب التالي من كالم الغزالي في اإلحياء‪:‬‬

‫(‪ )1‬تعظيم املتكلم‬


‫(‪ )9‬التأثر‬ ‫به سبحانه‬ ‫(‪)2‬‬
‫ابلوعد والوعيد‬ ‫حضور القلب‬

‫(‪ )8‬الرتقي‬ ‫(‪ )3‬التخلي عن‬


‫موانع الفهم‬

‫(‪ )7‬التربي‬ ‫(‪ )4‬التفهم‬

‫(‪ )6‬التخصيص‬ ‫(‪ )5‬التدبر‬

‫‪27‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫قال علي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪:-‬‬ ‫وهو أن يستوضح مع كل آية‬ ‫‪2‬‬
‫"ال خري يف عبادة ال فقه فيها‪،‬‬
‫ما يليق هبا‪ :‬أمساء هللا وصفاته‪،‬‬ ‫حبيث خيتار الوقت الذي تسكن‬
‫وال يف قراءة ال تدبر فيها"‪.‬‬
‫أحوال األنبياء‪ ،‬املكذبني‪.‬‬ ‫فيه النفس ويصفى فيه الذهن‪،‬‬
‫قيل لبعض السلف‪ :‬إذا قرأت‬
‫القرآن حتدث نفسك بشيء؟‪،‬‬
‫‪3‬‬ ‫قال‪ :‬أو شيء أحب إىل من‬
‫القرآن ألحدث به نفسي‪.‬‬

‫استشعار عظمة املتكلم‬


‫وعظيم أجر التايل‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫عينك ابلنظر‬
‫يف موضع التالوة‬

‫‪28‬‬
‫كأنه يسمعه من هللا‪.‬‬
‫يستحب التحزن واخلشوع عند القراءة‪ ،‬وتذكر يف الوعد والوعيد‬
‫الستجالبه‪ ،‬والفرح واالستبشار عند املرور آبية رمحة‪ ،‬وسؤال هللا‬
‫ومن ذلك انتظاره لقول‬
‫الرمحة واجلنة‪ ،‬وعند قراءة آايت العذاب التأمل يف معناهـا‪ ،‬فإن‬ ‫هللا سبحانه الوارد حينما‬
‫كانت يف الكافرين اعرتف ابإلميان فقال آمنا ابهلل وحده‪ ،‬وعرف‬ ‫يقرأ العبد سورة الفاحتة‬
‫موضع التخويف‪ ،‬مث سأل هللا العياذ من النار‪ ،‬وإن مر آبية نداء أو‬ ‫(محدين عبدي‪ .‬أثىن علي‬
‫وصف للمؤمنني‪ ،‬الوقوف عندها وأتمل ما بعدها مما أمر به وهني‬ ‫أي استشعار التقصري‬
‫عنه فيعتقد قبوله وإن كان من األمر الذي قصر عنه فيما سبق‬
‫عبدي‪ .‬جمدين عبدي)‬
‫اعتذر عن فعله ذلك الوقت واستغفر عن تقصريه‪.‬‬ ‫وقوله (بلى وأان أشهد)‬ ‫يف جنب هللا تعاىل‪.‬‬
‫بعد خامتة القيامة‪،‬‬
‫و(آمنت ابهلل) بعد‬
‫يث بـع َد اَّللِ‬
‫‪‬فَبِأ ِ ِ ٍ‬ ‫قال ابن مسعود‪-‬رضي هللا عنه‪ ":-‬إذا‬
‫َي َحد َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫مسعت (اي أيها الذين آمنوا) فارع هلا‬
‫آايتِِه يـُ ْؤِمنُو َن‪‬‬
‫َو َ‬ ‫مسعك‪ ،‬فإمنا هو خري تؤمر به‪ ،‬أو شر‬
‫‪9‬‬ ‫(اجلاثية ‪)6‬‬
‫تنهي عنه"‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪29‬‬
‫‪.3‬الحفظ والمراجعة‪:‬‬
‫ِ‬ ‫َّ ِ‬ ‫ت بَيِهنَ ٌ‬
‫ْم ‪( ‬العنكبوت ‪.)49‬‬
‫ين أُوتُوا الْعل َ‬ ‫ات ِِف ُ‬
‫ص ُدوِر الذ َ‬ ‫آَي ٌ‬
‫قال تعاىل‪ :‬بَ ْل ُه َو َ‬ ‫‪o‬‬

‫أخرب النيب ﷺ أنه‪" :‬يقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل يف الدنيا فإن‬ ‫‪o‬‬

‫منزلتك عند آخر آية تقرؤها"‪( .‬رواه أبو داود يف سننه)‬


‫حفظ القرآن الكرمي على الوجه الصحيح يشمل "احلفظ املتقن أللفاظه‪ ،‬وحفظ معانيه بقوة‬ ‫‪o‬‬

‫تيسر استدعاءه عند كل أمر من أمور احلياة حبيث يبقى حاضرا حيا يف القلب مما يضمن‬
‫(الَلحم‪ -‬اْلفظ الرتبوي)‪.‬‬ ‫تطبيقه والعمل به‪ ،‬وتالوته تالوة قراءة وتالوة اتباع"‬

‫حفظ القرآن يتناول‪:‬‬

‫اْلفظ العملي (حفظ اجلوارح‬


‫لألعمال والتكاليف)‬

‫‪30‬‬
‫الخطوات الثالث للحفظ الجيد للقرآن‪:‬‬

‫الخطوة األولى‪ :‬إخالص‪ :‬أخلص ِف حفظك واستشعر األجر‬

‫(أهل هللا وخاصته)‬


‫اخلصوصية‬

‫(خريكم من تعلم‬
‫القرآن وعلمه)‬ ‫اخلريية‬

‫(من قرأ حرفا من كتاب هللا فله‬


‫اخلطوة األوىل‪:‬‬
‫به حسنة واْلسنة بعشر أمثاهلا)‬ ‫املضاعفة‬
‫(رواه الرتمذي ِف سننه)‬ ‫اإلخَلص‬
‫أخلص ِف حفظك‬
‫(من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة‬ ‫واستشعر األمر‬
‫بني جنبيه‪ ،‬غري أنه ل يوحى إليه)‬
‫(يؤم القوم أقرؤهم لكتاب هللا)‪.‬‬
‫املكانة‬
‫(املستدرك على الصحيحني)‬

‫(ل حسد إل ِف اثنتني ‪-‬وذكر‬


‫منهما‪-‬رجل آاته هللا القرآن فهو‬ ‫الغبطة‬
‫يتلوه آانء الليل وآانء النهار)‪.‬‬
‫(رواه البخاري ِف صحيحه)‬

‫‪31‬‬
‫الخطوة الثانية‪ :‬بداية‪ :‬وللبداية الصحيحة‬

‫اخرت الزمان‬
‫واملكان‬
‫املناسبني‬

‫كن موقنا بتيسريه‬ ‫صحح قراءتك‬


‫‪َ ‬ولََقد يسران‬ ‫على‬
‫القرآن للذكر فَ َه ْل‬ ‫معلم متقن‬
‫ِمن ُّم َّدكِ ٍر‪‬‬
‫القمر ‪15‬‬

‫ابدأ اْلفظ مستعينا‬


‫ابهلل داعيا إَيه‬
‫إبْلاح (أن جتعل‬
‫القرآن ربيع قليب)‬

‫‪32‬‬
‫الخطوة الثالثة‪ :‬تكرار وتركيز‬
‫كرر املقطع الذي حددته للحفظ ما بني ‪ 10‬إىل ‪ 20‬مرة‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫ميكن أن يكون ذلك بني األذانني ويف ركعات الفرض والنفل خالل اليوم‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫التكرار املفيد هو املوزع على مواعيد مناسبة تتقارب أوال مث تتباعد شيئا فشيئا‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫الرتكيز يف اآلية والبدء بربطها ابآلية احملفوظة قبلها‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫التغين بتدبر‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫اجلهر ابعتدال‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫التنفس بعمق عند احلفظ‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫بعد إمتام احملفوظ ختيّل صورته حبيث تركز النظر على الصفحة كرمسة وهي على جانبك األيسر‬ ‫‪o‬‬

‫األعلى فهو موقع التذكر البصري‪.‬‬


‫أقوى روابط احلفظ‪ :‬الصوت والصورة‪ ،‬فالصوت حيققه اجلهر ابلقراءة مع التغين‪ ،‬والصورة حيققها‬ ‫‪o‬‬

‫النظر يف املصحف وحماولة تصوير الصفحة‪.‬‬


‫مما يسهل عملية التكرار التخيل أثناء التكرار أبنه مت احلفظ فالدماغ يتعامل مع اخليال كواقع‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫مما يسهل عملية احلفظ النظر يف املقطع قبل النوم ومساعه أثناء النوم فإنه يتخزن يف العقل‬ ‫‪o‬‬

‫آايتِِه َمنَ ُام ُكم ِابللْي ِل َوالنـ َها ِر‬ ‫ِ‬


‫الباطن حيث أن حاسة السمع تبقى فاعلة أثناء النوم ‪َ ‬وم ْن َ‬
‫ك َآل َاي ٍت لَِّق ْوٍم يَ ْس َمعُو َن‪( ‬الروم ‪)23‬‬ ‫ِ‬ ‫وابتِغا ُؤُكم ِمن فَ ِ‬
‫ضل ِه إِن ِيف َذل َ‬
‫ََْ ّ ْ‬
‫(بتصرف من حقق حلمك يف حفظ القرآن لعبدهللا امللحم وطرق إبداعية ليحىي غواثين)‬

‫‪33‬‬
‫‪.4‬االستماع واالنصات‪:‬‬

‫قال ﷺ‪( :‬إين‬


‫أحب أن أمسعه‬
‫من غريي)‪.‬‬
‫قال هللا تعاىل‪َ  :‬وإِذَا‬
‫قُ ِرئ القرآن‬
‫وأمر عبد هللا بن‬ ‫ِ‬
‫استَ ِم ُعواْ لَهُ َوأَنصتُواْ‬ ‫فَ ْ‬
‫مسعود فقرأ عليه‬ ‫ل ََعلَّ ُك ْم تُ ْر َمحُو َن‪‬‬
‫وهو يسمع‪ ،‬وخشع‬ ‫األعراف ‪204‬‬
‫لسماع القرآن منه‬ ‫وقال ﷺ‪( :‬أحسن‬ ‫وقال ابن القيم‪:‬‬
‫حىت ذرفت عيناه‪.‬‬ ‫الناس صوات القرآن‬ ‫"وإذا أردت أن تعلم ما عندك‬
‫الذي إذا مسعتموه يقرأ‬ ‫وعند غريك من حمبة هللا‪ ،‬فانظر حمبة‬
‫حسبتموه خيشى هللا)‪.‬‬ ‫القرآن من قلبك والتذاذك بسماعه‬
‫أعظم من التذاذ أصحاب املَلهي‬
‫والغناء املطرب بسماعهم‪ ،‬فإنه من‬
‫قال ابن تيمية‪ " :‬كان‬ ‫املعلوم أن من أحب حبيبا كان‬
‫كَلمه وحديثه أحب شيء إليه"‪.‬‬
‫أصحاب النيب ﷺ‬
‫َيتمعون وإذا اجتمعوا‬
‫أمروا واحدا منهم أن يقرأن‬ ‫قال هللا تعاىل‪َ  :‬وإِذَا‬
‫والباقون يستمعون"‪.‬‬ ‫قُ ِرئ القرآن‬
‫ِ‬
‫استَ ِم ُعواْ لَهُ َوأَنصتُواْ‬ ‫فَ ْ‬
‫َّ‬
‫ل ََعل ُك ْم تُ ْر َمحُو َن‪‬‬
‫األعراف ‪204‬‬

‫‪34‬‬
‫‪.5‬االستشفاء والتداوي‪:‬‬
‫الرقية ابلقرآن تعاجل إبذن هللا كل األمراض حسية أو معنوية‪ ،‬فاملرض خلل يف اخلالاي والقرآن‬ ‫‪o‬‬

‫يعيد الشفاء إبذن هللا هلا‪ ،‬وقد فعل صلى هللا عليه وسلم التداوي يف نفسه‪ ،‬وأخرب (إن هللا مل‬
‫ينزل داء إال أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله)‪.‬‬
‫وقد ذكر السدحان يف كتابه احلصن الواقي ما تتضمنه الرقية الشرعية ابلتفصيل‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫املسح ابليد‬
‫اليمىن‬ ‫الرقية الشرعية‬
‫تتضمن التايل‪:‬‬

‫النفث ابلريق‬

‫التكرار‬ ‫اآلَيت‬
‫‪7-3‬‬ ‫القرآنية‬
‫رقية الرسول‬
‫رقية جربيل‬
‫ﷺ‬

‫‪35‬‬
‫‪.6‬التفكّر واالستنباط‪:‬‬

‫"إن مهارة التأمل والتفكر يف القران الكريم تعني أن املتعلم ينبغي له إذا تىل القرآن أن يتفكر‬
‫يف معانيه ويتأملها ففي هذا تربية لإلنسان عىل إعامل عقله وتربية ذهنه" (محزة سليامن‪ -‬أثر القرآن‬
‫يف بناء القدرات والتصورات العقلية وتنميتها)‪.‬‬

‫‪ o‬القرآن الكريم كتاب حيرر العقل اإلنساين‪ ،‬ويكرس عنه كل حواجز اجلهل والتخلف‪.‬‬
‫‪ o‬يعد مدرسة عقلية لبناء العقل احلضاري الالزم لبناء احلضارة واالستخالف يف األرض‬
‫وعامرهتا‪.‬‬
‫‪ o‬يقدم لإلنسان‪ :‬إجابات األسئلة املثارة من قبل العقل البرشي بشكل مستمر حتى قيام‬
‫الساعة‪.‬‬
‫‪ o‬يفرس وينظم له عالقته بمفردات الكون من حوله‪.‬‬
‫‪ o‬يمنحه مفردات التنمية البرشية املستدامة (القيم‪ ،‬املعارف‪ ،‬املهارات‪ ،‬اخلربات‪ ،‬مفاتيح‬
‫التقنيات الدائمة التحديث)‪.‬‬
‫‪ o‬يعطيه التدريب العميل للقدرات العقلية الفطرية‪ ،‬واملناهج العقلية للتفكري‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ o‬فيه اإلشارة إىل علوم احلياة املتنوعة (اإلنسانية والكونية)‪ ،‬وإىل املفاهيم واألفكار‬
‫واملقاصد الكلية والترشيعات واألحكام التي تنظم حركة احلياة‪.‬‬

‫ويلخص العتيبي مسالك التدبر وصو ً‬


‫ال لالستنباط بقوله‪" :‬وإذا رمت تد ّبر كتاب اهلل فالزم‬
‫هذه املسالك برتتيبها‪:‬‬

‫* النظر فام كان باألبصار فهو لألجسام‪ ،‬وما كان بالبصائر فهو للمعاين وهو املقصود‪،‬‬
‫ويكون بإقبال بالقلب والبصرية عىل كالم اهلل سبحانه‪.‬‬

‫* ثم التفكّر بجعل القلب جيول يف معاين اآليات إلدراكها والعيش معها‪.‬‬

‫* ثم التأمل بجمع الفكر عىل تدبر القرآن والتجاوب معه‪ ،‬وهناك عدة استجابات للتفاعل‬
‫مع اآليات‪ :‬فعند ورود آيات التعظيم والتمجيد يعظم اهلل‪ ،‬وعند ورود آيات التنزيه والتسبيح‬
‫يسبحه سبحانه‪ ،‬وعند ذكر اجلنة يسأهلا اهلل‪ ،‬وعند ذكر النار يستعيذ باهلل منها‪ ،‬وعند ذكر التقصري‬
‫يستغفر اهلل‪ ،‬وعند السجود يسجد‪ ،‬وعند تساؤالت اآليات جييب بالوارد (أليس اهلل بأحكم‬
‫احلاكمني‪ :‬بىل وأنا عىل ذلك من الشاهدين) (أليس ذلك بقادر عىل أن حيي املوتى‪ :‬بىل) (فبأي‬
‫حديث بعده يؤمنون‪ :‬آمنا باهلل)‪.‬‬

‫*ثم الفهم ويكون بالتحقق من املعاين واملقاصد التي يف الذهن‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫* ثم التثبت بعرض ما درست وفهمت من معان ومقاصد عىل كالم اهلل وكالم رسوله ﷺ‪.‬‬

‫* ثم االستنباط بالتفتيش عن الفوائد والفرائد‪ ،‬وهذا االستنباط يكون يف ضوء الضوابط‬


‫التي بينها العلامء‪ ،‬وأهم ركائزه الفطنة‪ ،‬وهي منّة من اهلل سبحانه‪.‬‬

‫*ثم االعتبار باالتعاظ بمواعظ القرآن وقصصه وأمثاله وعجائبه وأخباره اتعا ًظا يقود‬
‫لالمتثال‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫برنامج مقرتح للجمع بني املسالك السابقة‬

‫االستشفاء بالفاحتة عند كل مرض‬ ‫حفظ قصار السور‬ ‫تع ّلم القراءة الصحيحة‬
‫تطبيق أحكام التجويد وآداب‬
‫النفث باإلخالص واملعوذات قبل النوم‬ ‫ترديد آية الكريس بعد كل صالة‬
‫التالوة فالامهر بالقرآن مع السفرة‬
‫ثال ًثا‬ ‫وقبل النوم وأواخر البقرة كل ليلة‬
‫الكرام الربرة‬
‫حفظ جزئي عم وتبارك‬ ‫التالوة اليومية ولو صفحة فلك‬
‫والتدرب عىل القيام ولو ليلة يف‬ ‫بكل حرف حسنة واحلسنة بعرش‬
‫حفظ آيات الرقية والنفث هبا للنفس واألهل‬
‫األسبوع بامئة آية‬ ‫أمثاهلا وقراءة آيتني خري من ناقتني‬
‫فمن قام مائة آية كتب من القانتني‬ ‫وثالث خري من ثالث وهكذا‬
‫حفظ أول ‪/‬آخر سورة الكهف تعصم من‬ ‫ختمة كل شهرين‬
‫الدجال وقراءهتا كل مجعة تنري ما بني‬ ‫(وفضلت باملفصل)‬
‫ّ‬ ‫املفصل‬
‫حفظ ّ‬ ‫فإن من صاحب القرآن جاء يوم‬
‫اجلمعتني‬ ‫القيامة شفيعا له‬
‫حفظ الزهراوين (البقرة وآل‬
‫تكرار سورة البقرة يف البيت‬
‫عمران)‬ ‫ختمة كل شهر‬
‫فإن أخذها بركة وتركها حرسة والتستطيعها‬
‫فإهنام تأتيان يوم القيامة حتاجان عن‬ ‫(اقرأ القرآن يف شهر)‬
‫البطلة‬
‫صاحبهام‬

‫‪39‬‬
‫االستامع واإلنصات للقارئ املتقن‬ ‫مرشوع حلفظ القرآن حسب الطاقة‬ ‫مرشوع التد ّبر والعمل العمري‬
‫(إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي‬ ‫فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ هبا‬ ‫"وفق منهجية أقوم أو غريها من‬
‫إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه خيشى اهلل)‬ ‫ويكسى والداك حلتني يف اجلنة‬ ‫مناهج التد ّبر"‬
‫كثرة االستامع للقران "فهام يف األجر سواء‪،‬‬ ‫ختمة اإلجازة وتعليم الغري‬
‫ختمة التسبيع‬
‫القارئ واملستمع" ابن باز‬ ‫(خريكم من تعلم القرآن وعلمه)‬

‫‪40‬‬
‫منهجية أقوم للرتبية بالقرآن‬

‫‪41‬‬
‫المقصود بمنهجية "أقوم" تقديم‬
‫طريقة يسهل تطبيقها على المقطع‬
‫القرآني المراد دراسته للفرد مع‬
‫نفسه أو تدريسه من المعلم لطالبه‬
‫أو تدارسه لألب أو األم مع أفراد‬
‫األسرة‪ ،‬وهي مستخلصة من كلمة‬
‫"أقوم" في قوله تعالى ‪‬إِنَّ هَذَا‬
‫ومُ‪‬‬
‫قَ‬ ‫القرآن َيهْدِي ل َِّلتِي هِيَ أَ ْ‬
‫[اإلسراء‪]9 :‬‬

‫‪42‬‬
‫[أ] أهداف ومقاصد‪:‬‬
‫يف حال حتديد املقطع املختار يبدأ املريب بتحديد األهداف واملقاصد اليت تريد اآلايت أن توصلنا إليها‪،‬‬
‫وميكن معرفتها يف ضوء املقاصد العامة للقران واملقاصد اخلاصة لكل سورة‪ ،‬وقد حدد اإلمام الطاهر بن‬
‫عاشور يف تفسريه (التحرير والتنوير) مقاصد القرآن الكرم العامة واخلاصة كالتايل‪:‬‬

‫القرآن عند اإلمام ابن عاشور هو‪:‬‬


‫‪ .1‬اجلامع ملصاحل الدنيا والدين‪.‬‬
‫‪ .2‬احلاوي لكليات العلوم ومعاقد استنباطها‪.‬‬
‫‪ .3‬اآلخذ قوس البالغة من حمل نياطها‪.‬‬

‫حتدث العالمة ابن عاشور عن مقاصد القرآن فتناوهلا من زاويتني‪:‬‬

‫املقاصد األصلية اليت‬ ‫املقصد األعلى من‬


‫جاء القرآن لبياهنا‬ ‫القرآن‬

‫‪43‬‬
‫األولى‪ :‬المقصد األعلى من القرآن"صالح األحوال الفردية واجلماعية والعمرانية"‬

‫وتفصيل هذا هو أن‪:‬‬

‫يعتمد هتذيب النفس وتزكيتها‪ ،‬ورأس األمر فيه صالح االعتقاد‬


‫ألنه مصدر اآلداب والتفكري‪ ،‬مث صالح السريرة اخلاصة‪ ،‬وهي‬
‫العبادات الظاهرة كالصالة‪ ،‬والباطنة كالتخلق برتك احلسد واحلقد‬
‫والكرب‪.‬‬

‫فيحصل أوال من الصالح الفردي إذ األفراد أجزاء اجملتمع‪ ،‬وال‬


‫يصلح الكل إال بصالح أجزائه‪ ،‬ومن شيء زائد على ذلك وهو‬
‫ضبط تصرف الناس بعضهم مع بعض على وجه يعصمهم من‬
‫مزامحة الشهوات ومواثبة القوى النفسانية‪ .‬وهذا علم املعامالت‪،‬‬
‫ويُسمى السياسة املدنية‪.‬‬

‫هو حفظ نظام العامل اإلسالمي‪ ،‬وضبط تصرف اجلماعات‬


‫واألقاليم بعضهم مع بعض على وجه حيفظ مصاحل اجلميع‪ ،‬ورعي‬
‫مصاحل الكلية اإلسالمية‪ ،‬وحفظ املصلحة اجلامعة عند معارضة‬
‫املصلحة القاصرة هلا‪ ،‬ويسمى هذا علم العمران وعلم االجتماع‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫المقاصد األصلية‪:‬‬
‫أما املقاصد األصلية اليت تندرج ضرورة حتت املقصد األعلى اجلامع فهي حسب استقراء ابن عاشور مثانية‬
‫ميكن أن نلخصها يف‪:‬‬

‫القصص وأخبار األمم السالفة للتأسي‬ ‫إصَلح‬


‫سياسة األمة‪،‬‬
‫بصاحل أحواهلم‪ ،‬وللتحذير من مساويهم‪.‬‬ ‫العتقاد‪ ،‬وهذا‬
‫وفيه صَلح األمة‬
‫وحفظ نظامها‪.‬‬ ‫أعظم سبب‬
‫التعليم مبا يناسب حالة عصر املخاطبني‪،‬‬
‫وما يؤهلهم إىل تلقى الشريعة ونشرها‪،‬‬ ‫إلصَلح اخللق‪.‬‬
‫وذلك علم الشرائع وعلم األخبار‪.‬‬

‫املواعظ‪ ،‬واإلنذار‪ ،‬والتحذير‪ ،‬والتبشري‪.‬‬


‫التشريع وهو‬
‫األحكام‬ ‫هتذيب‬
‫اإلعجاز ابلقرآن ليكون آية دالة على‬ ‫األخَلق‪.‬‬
‫صدق الرسول ﷺ‬ ‫خاصة وعامة‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫وعند تتبع مقاصد السور القرآنية والتفتيش عنها حيسن بنا أن نفهم عددا من األمور املرتبطة ابلسور‬
‫القرآنية وفق العناصر التالية‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫ترتيب السور حسب النزول‪:‬‬
‫إن ترتيب السور على النزول هو يف معظمه حق أخذا من تسلسل البناء املعريف التكاملي‪،‬‬ ‫‪o‬‬

‫وتسلسل التكامل الرتبوي‪ ،‬وفيه أمور جليلة تتعلق حبركة البناء املعريف ألمور الدين وحركة‬
‫املعاجلات الرتبوية الرابنية الشاملة للرسول صلى هللا عليه وسلم وللذين آمنوا به واتبعوه وللذين مل‬
‫يستجيبوا لدعوة الرسول صلى هللا عليه وسلم مرتيثني أو مكذبني كافرين "[امليداين‪.‬معارج التفكر]‪.‬‬

‫ترتيب السور حسب المصحف‪:‬‬


‫ترتيب سور القرآن كما يف املصحف األرجح أنه توقيفي‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫موضوع القرآن هو اإلنسان‪ ،‬ما هو مدار جناحه وسعادته وما هو مدار خسرانه وشقاوته‪،‬‬ ‫‪o‬‬

‫وهدفه دعوة اإلنسان للمنهج الصحيح فهو كتاب دعوة ملنهج‪ ،‬وقد كان ينزل القرآن وفق‬
‫الرتتيب الذي سارت عليه الدعوة منذ بدئها حىت بلغت أوجها‪ ،‬ويتضح من ذلك أنه مل يكن‬
‫من احلكمة يف شيء أن خيتار لتدوين األجزاء املنزلة نفس الرتتيب الذي كان ملتئما مع سري‬
‫الدعوة وتطورها‪ ،‬بل األمر حباجة لرتتيب جديد يكون أكثر انسجاما وأشد تناسقا وأدق ارتباطا‬
‫مع الواقع اآليت بعد اكتمال الدعوة ومتام النعمة‪.‬‬
‫وألن املخاطبني األولني هلذه الدعوة يف بداية أمرها كانوا ممن جيهلون اإلسالم ابلكلية‪ ،‬فلذلك‬ ‫‪o‬‬

‫غشاهم الوحي أبوليات التعليم وبديهيات اإلميان‪ ،‬مث ملا اكتملت الدعوة وبلغت ما شاء هللا أن‬
‫كونوا أمة مستقلة‪ ،‬أصبحوا مسئولني عن‬
‫تبلغه أصبح خماطبوها األولون من الذين امنوا هبا و ّ‬

‫‪47‬‬
‫متابعة الدعوة وتبليغها ومواصلة احلركة اليت سلمها الرسول ﷺ هلم بعد كماهلا فكرة ومنهاجا‪،‬‬
‫وهكذا صار األمر األهم هو أن يدرك هؤالء املؤمنون ـ قبل غريهم ـ واجباهتم ومناهج حياهتم‬
‫وأن يعرفوا الفنت واألمراض اليت ابتليت هبا أمم األنبياء فيما مضى‪ ،‬قبل أن يتقدموا هبداية هللا إىل‬
‫البشرية اليت ترزح حتت نري الضالل والغواية واالحنراف‪.‬‬

‫مواضيع السور‪:‬‬
‫"إن السورة مهما تعددت قضاايها فهي كالم واحد يتعلق آخره أبوله‪ ،‬وأوله آبخره‪ ،‬ويرتامى‬ ‫‪o‬‬

‫جبملته إىل غرض واحد‪ ،‬كما تتعلق اجلمل بعضها ببعض يف القضية الواحدة‪ ،‬وإنه ال غىن ملتفهم‬
‫[الشاطيب]‪.‬‬ ‫نظم السورة عن استيفاء النظر يف مجيعها‪ ،‬كما ال غىن عن ذلك يف أجزاء القضية‪" .‬‬
‫مسماه‬
‫"إن اسم كل سورة مرتجم عن مقصدها ألن اسم كل شيء تُظهر املناسبة بينه وبني ّ‬ ‫‪o‬‬
‫الدال إمجاال على تفصيل ما فيه‪ ،‬ومقصود كل سورة ٍ‬
‫هاد اىل تناسبها " [البقاعي]‪.‬‬ ‫عنوانه ّ‬

‫أول وآخر السورة‪:‬‬


‫ترى يف كثري من السور أن الكالم ينتقل من معىن آلخر ومنه اىل معىن آخر مث يعود على ما بدأ‬ ‫‪o‬‬

‫منه‪ ،‬ومل يكن هذا االنتقال واالجنرار من معىن آلخر إال لوجود رابطة مهمة تربط بني اآلايت‬
‫واملقاصد يقتضيها السياق‪ ..‬ومن عادة العرب أن فطرة البالغة أن ينجر الكالم من أمر آلخر‪،‬‬

‫‪48‬‬
‫مث يعود إىل األول أو األوسط‪ ،‬وإذا كان املخاطب عاملا أبسبابه عاقال له بقلبه مل يشكل عليه‬
‫نظمه‪.‬‬
‫واآلية اليت تفتتح السورة هبا مرتبطة هبدف ومقصد السورة كلها وكذلك اآلايت الواردة يف‬ ‫‪o‬‬

‫خامتتها غالبا‪.‬‬

‫تكرار بعض اآليات أو معانيها في السورة‪:‬‬


‫تكررت يف بعض السور اآلايت مرات عديدة مثل سورة املرسالت وسورة الرمحن وسورة هود‬ ‫‪o‬‬

‫وتكرار اآلايت يف السورة الواحدة – رغم أهنا تتطرق لعدة معان وتنجر من غرض آلخر‪ -‬يدل‬
‫على تناسق املوضوع الذي تدور حوله آايت السورة واهلدف العام الذي تقصده‪.‬‬

‫التحزيب حسب السور‪:‬‬


‫حيزبون القرآن حبسب السور التامة‪ ،‬وخلص العلماء ذلك‬ ‫"كان الصحابة ‪-‬رضي هللا عنهم‪ِّ -‬‬ ‫‪o‬‬

‫بعبارة "فمي بشوق"‪ ،‬وهو أعون على تدبّر كالم هللا تعاىل‪ ،‬إذ تتضمن السور معاين متصلة اتمة‬
‫فيستويف القارئ للسورة النظر يف جمموع اآلايت الواردة‪ ،‬وحيكم تدبّرها وفهمها‪ ،‬من دون انقطاع‬
‫املعىن‪ ،‬فيفتتحون القراءة مبا فتح هللا به السور من املطالع العظيمة‪ ،‬اليت أتخذ مبجامع القلوب‬
‫[ابن تيمية]‪.‬‬ ‫احملركة لألرواح "‬
‫فتزلزهلا هيبة وخضوعا‪ ،‬وخيتتمون مبا ختم به اخلواتيم ّ‬

‫‪49‬‬
‫مقاصد السور‪:‬‬
‫انحرصت سور القرآن وآياته يف ستة مقاصد كام ذكر الغزايل يف جواهر القران ودرره‪:‬‬

‫ثالثة أصول مهمة هي‪:‬‬

‫املدعو إليه (الذات‬


‫الصفات األفعال)‪.‬‬
‫اْلال عند‬
‫الوصول إليه‪.‬‬

‫الصراط املستقيم‬
‫الذي جتب مَلزمته‬
‫ِف السلوك إليه‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫وثالثة مغنية وهي‪:‬‬

‫"ويف ضوء ما سبق حتدد أهداف ومقاصد السورة وابلتايل أهداف املقاطع اليت تضمنتها‪" ،‬فهدف‬
‫[حممد الربيعة‪ :‬علم مقاصد السور]‬ ‫ومقصد السورة منتظم ملقصود اآلايت وجامع هلا"‬

‫‪51‬‬
‫[ق] قيم‪:‬‬
‫بعد أن يكون املريب حدد أهداف ومقاصد السورة وحدد يف ضوئها األهداف الفرعية للمقطع املختار‬
‫يبدأ يف أتمل ما تضمنه املقطع من قيم قرآنية فالقرآن ‪‬يِ ْه ِدي لِلَِّيت ِه َي أَق َْو ُم‪( ‬اإلسراء ‪ .)9‬أي يهدي‬
‫لألمور األكثر قيمة واستقامة‪.‬‬

‫تعرف القيم أبهنا‪ :‬عبارة عن معيار نستهدفه يف سلوكنا ونسلم أبنه مرغوب فيه أو مرغوب عنه أو هي‬
‫عبارة عن أفكار توجه أفعالنا وتقدرها‪ ،‬وهناك جمموعة من القيم الرتبوية اليت ميكن أن تستنبط من مقاطع‬
‫القرآن الكرمي ومنها على سبيل املثال‪:‬‬
‫القيم اجملتمعية‬ ‫القيم املهارية احلياتية‬ ‫القيم اإلميانية واألخالقية‬
‫االنتماء اجملتمعي‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫التعلم الذايت‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪ o‬احملافظة على العبادات‪.‬‬
‫التعاون املتبادل‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫إدارة الوقت‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪ o‬الوسطية يف األمور‪.‬‬
‫تطبيق أدب االستئذان‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫العمل‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪ o‬بر الوالدين‪.‬‬
‫العدل مع اآلخرين‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫إتقان العمل‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪ o‬الصدق يف األقوال واألفعال‪.‬‬
‫السمع والطاعة‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫أدب احلوار‬ ‫‪o‬‬ ‫‪ o‬األمانة يف املعامالت‪.‬‬
‫التقيد ابلنظام‬ ‫‪o‬‬ ‫تنويع مهارات التفكري‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪ o‬الوفاء ابلعهد‪.‬‬
‫الرفق والتسامح‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫تقدير الذات‬ ‫‪o‬‬ ‫‪ o‬التزكية الروحية‪.‬‬
‫املسارعة للخريات‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫‪ o‬التحلي ابلصرب‬
‫وهكذا يستخرج املريب بعد حتديد أهداف املقطع املختار وفق مقاصد السورة القيم اليت اشتمل عليها‬
‫مجعان الزهراين‪ .‬تصور مقرتح لتفعيل الرتبية ابلقرآن من خَلل احملاضن القرآنية‬

‫‪52‬‬
‫[و] وسائل وأساليب‪.‬‬
‫وهنا أتيت مرحلة الوسائل واألساليب لتحقيق التحلي بتلك القيم وهي جمال رحب ميكن للمريب أن يبحر‬
‫فيه من خالل املتاح من وسائل وأساليب تسهم يف ترسيخ القيم يف الواقع املعاش فهذا اجلزء يعترب‬
‫كاملرحلة العملية لتحويل القيم القرآنية إىل سلوكيات يف احلياة الواقعية‪ ،‬ومن الوسائل واألساليب‪:‬‬

‫وسيلة شعار األسبوع‪:‬‬


‫جيعل املريب للمرتبني شعارا من إحدى أجزاء اآلايت اليت يتم تدارسها حبيث يربطون سلوكياهتم به‪ ،‬مثل‬
‫ِح َع ِن النَّا ِر َوأُ ْد ِخ َل ا ْجلَنَّةَ فَ َق ْد فَ َاز‪( ‬آل عمران ‪ )185‬لتذكري املرتيب‬
‫أن يكون الشعار قوله تعاىل ‪‬فَ َمن ُز ْحز َ‬
‫ابالستكثار من احلسنات واجتناب السيئات يف حياته اليومية‪.‬‬

‫نماذج من الشعارات‪:‬‬
‫ضى‪( ‬طه ‪ .)84‬لتحقيق قيمة إرضاء هللا أوال‬ ‫ب لِ َْرت َ‬
‫ك َر ِه‬ ‫‪َ  o‬و َع ِجل ُ‬
‫ْت إِلَْي َ‬
‫‪ o‬إَِّل ابْتِغَاء َو ْج ِه َربِهِه ْاألَ ْعلَى‪( ‬الليل ‪ .)20‬لتحقيق قيمة اإلخالص‬
‫ب‪( ‬الشرح ‪ .)8‬لتحقيق قيمة الرغبة فيما عند هللا‬ ‫ك فَ ْارغَ ْ‬ ‫‪َ  o‬وإِ َىل َربِه َ‬
‫‪ o‬ولآلخرة خري لك من األوىل‪( ‬الضحى ‪ .)4‬لتحقيق قيمة اإلقبال على اآلخرة‪.‬‬

‫*حيسن اإلفادة من رسالة د‪ .‬أمساء السويلم بعنوان كيف نريب أوالدان ابلقرآن حيث أوردت العديد من‬
‫املواقف الرتبوية وربطتها بعبارات قرآنية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫وسيلة اليوتيوب‬
‫ميكن أن جيد املريب يف اليوتيوب الكثري من املقاطع اليت ختدم هدف املقطع املختار وتتناول بعض القيم‬
‫اليت تضمنها املقطع مما يهيِّئ املرتبني للتلقي والتأثر مبا يُتدارس‪ ،‬ومن تلك املقاطع على سبيل املثال‪:‬‬

‫خالصة كتاب التبيان يف آداب محلة القران من إنتاج شركة عطاءات العلم‬
‫‪https://www.youtube.com/watch?v=sUtDyK6hThQ‬‬

‫صور من قدرة هللا‬


‫‪https://www.youtube.com/watch?v=shY8PA2kSVA‬‬

‫آايت صاحب اجلنتني‬


‫‪https://www.youtube.com/watch?v=kw23JPnUrGg‬‬

‫آايت سفينة نوح والطوفان‬


‫‪https://www.youtube.com/watch?v=Vv5C-1oM_4I‬‬

‫آايت جناة سيدان ابراهيم عليه السالم‬


‫‪https://www.youtube.com/watch?v=oI2G3QO2jyM‬‬

‫‪54‬‬
‫أسلوب القصة‪:‬‬
‫القصة القرآنية كثريا ما تكررت يف القرآن الكرمي أبنواع خمتلفة منها‪:‬‬

‫قصص األنبياء‬

‫أحداث‬ ‫قصص‬
‫زمن النبوة‬ ‫السابقني‬

‫فيعمد املريب الفتتاح اجللسة القرآنية ابلقصة اليت يتضمنها املقطع إن وجدت موضحا ما فيها من فوائد‬
‫وحكم ودورس خمتلفة‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬
‫قصة أصحاب الكهف وما فيها من معاين الثبات‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫قصة يوسف وجوانب العفة والصرب‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫قصة موسى واخلضر وما حوته من جوانب التعلم والتعليم‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫قصة لقمان ووصاايه البنه‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪55‬‬
‫وميكن اإلفادة من كتاب القصص القرآين للدكتور اخلالدي‪ ،‬وكتاب املستفاد من قصص القرآن‬
‫الكرمي للدكتور عبد الكرمي زيدان‪ ،‬وكتاب قصص األنبياء للدكتور توفيق الواعي‪.‬‬

‫أسلوب التربية بالموقف والحدث‬

‫الموقف التربوي‪:‬‬
‫هو حدث قصري يعمد املريب إىل افتعاله أو يالحظه من سلوك املتعلمني أو حيكيه عن السلف مبا‬
‫يتناسب مع موضوع املقطع املختار والقيم اليت تضمنها‪ ،‬فيوجه من خالله املتعلمني ويربيهم على التصرف‬
‫املناسب‪ ،‬مث يربط املريب ذلك ابآلايت اليت تعلمنا الطريقة الصحيحة يف التعامل مع هذا املوقف‪ ،‬وقد‬
‫تكون أسباب النزول جماال خصبا هلذه املواقف حيث أن عددا من اآلايت نزلت ألسباب انسبتها‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬
‫سبب نزول أواخر البقرة‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫سبب نزول سورة املسد‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪56‬‬
‫أسلوب التعزيز‬

‫مفهومه‬
‫يعد التعزيز من األساليب املهمة اليت تساعد املربني على غرس السلوكيات الصحيحة والقيم‬
‫األخالقية لدى الطالب واألبناء وتعديل السلوكيات غري املرغوبة؛ لذا فينبغي تفعيله يف مؤسساتنا الرتبوية‬
‫واملسئولة عن تربية األبناء تربية سوية تبين هلم شخصية متوازنة حتقق هلم الصحة النفسية واالجتماعية‪.‬‬

‫كيفية تطبيقه‬
‫فيما يلي حناول إبراز كيفية تطبيق أسلوب التعزيز يف األسرة واملسجد واملدرسة‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ميكن تطبيقه يف األسرة من خالل استخدام احملفزات اإلجيابية مبختلف أنواعها املادية واملعنوية مع‬
‫األبناء مما حيفزهم على مواصلة األداء اإلجيايب‪ ،‬مثال‪ :‬منح الطفل مكافأة من الوقت‪ ،‬ابلعمل على‬
‫احلاسوب بعد إمتام جزء من مقرر حفظ القرآن‪ ،‬وهو ما يسمى ابلتعزيز اإلجيايب‪ ،‬وميكن إزالة مثري غري‬
‫مرغوب لدى الطفل يف حال إتيانه بسلوك مرغوب‪ ،‬مثال‪ :‬منح الطفل راحة عن ترتيب غرفته يف يوم‬
‫معني‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫(‪)2‬‬

‫كما ميكن تطبيقه يف املدرسة ببعض الوسائل منها اإلشادة ابلطالب ذوي السلوك اإلجيايب من‬
‫خالل‪( :‬اإلذاعة الصباحية ‪ -‬لوحة الشرف ‪ -‬املناسبات املدرسية) وإقامة اللقاءات واحلفالت وتكرميهم‬
‫وإعطاؤهم اهلدااي املناسبة وفق آليات ووسائل حمددة‪ ،‬وكذلك ميكن تطبيق التعزيز السليب‪ ،‬مثال‪ :‬إعفاء‬
‫طالب من عقوبة وقعت عليه سابقا‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫وميكن ملعلم القرآن يف املسجد أن ميارس مع الطالب بعض املعززات املعنوية‪ ،‬مثل التعزيز من خالل‬
‫االبتسامة‪ ،‬فعندما يؤدي الطالب واجبه اليومي إبتقان فابتسامة معلمه له تعزز عنده احلرص على احلفظ‬
‫املت َقن يف املرات القادمة‪ ،‬ومن املعززات اليت ميكن ملعلم القرآن أن يقوم لتعزيز السلوك الصحيح عند‬
‫الطالب الثناء عليه ومدحه مدحا يتناسب مع السلوك الصحيح الذي قام به‪ ،‬وإعطاؤه نقاطا يف دفرت‬
‫املتابعة عندما يتقن مهارة احلفظ‪ ،‬والتجويد‪ ،‬أو يقوم أبي سلوك إجيايب داخل احللقة‪ ،‬وخارجها‪ ،‬ويف آية‬
‫األسبوع يتم تكرمي الطالب األكثر نقاطا‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫أسلوب الحور العقلي‬

‫ماهيته‬
‫يعد أسلوب احلوار العقلي من األساليب اليت تُعىن ابجلانب املعريف يف تعديل السلوك‪ ،‬وذلك‬
‫مبحاولة تغيري بعض األفكار واملعتقدات اخلاطئة عن طريق إقامة حوار عقلي مع الشخص املراد تعديل‬
‫سلوكه‪ ،‬يكون اهلدف منه تعديل سلوكه عن طريق تغيري معتقداته وقناعاته‪.‬‬

‫كيفية تطبيقه‬
‫يطبق هذا األسلوب يف املدرسة أو املسجد أو املدرسة‪ ،‬وذلك مبناقشة الطالب أو األبناء يف‬
‫السلوكيات غري املرغوبة وتفنيد كل فكرة غري عقلية وغري منطقية‪ ،‬واستبدال هذه األفكار أبخرى منطقية‬
‫صحيحة منضبطة مع الشرع‪ ،‬مثال‪ :‬الطالب امللتحق حبلقة التحفيظ الذي اكتسب بعض التقليعات غري‬
‫املقبولة واليت تظهر من خالل ملبسه وطريقته يف الكالم وقص الشعر؛ لذا فال بُد للمريب مناقشة صاحب‬
‫هذا السلوك ومعرفة دوافعه‪ ،‬وتفنيد كل فكرة غري عقلية وغري واقعية‪ ،‬وتبصريه ابألفكار غري العقالنية يف‬
‫سياق كالمه مث تغيريها مبعتقدات صحيحة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫أسلوب القدوة‬

‫معنى القدوة‬
‫"ال ُقدوة" يف اللغة تعين األسوة‪ ،‬وتدل على الشيء الذي تقتبسه وهتتدي به‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫القدوة احلسنة هي من أفعل الوسائل وأقرهبا للنجاح وأكثرها فاعلية يف حياة املربني‪ ،‬وتظل‬ ‫‪o‬‬

‫كلمات املربني جمرد كلمات ويظل املنهج جمرد حربا علي ورق‪ ،‬ويظل معلقا يف الفضاء‪ ،‬ما مل‬
‫يتحول إىل حقيقة واقعة تتحرك يف واقع األرض‪ ،‬وما مل يرتجم إىل تصرفات وسلوك ومعايري‬
‫اثبتة‪ ،‬عندئذ يتحول هذا املنهج إىل حقيقة واقعة‪ ،‬وتتحول هذه الكلمات إىل سلوك وأخالق‬
‫عندئذ فقط تؤيت الكلمات مثارها يف حياة املربني‪.‬‬

‫دور المربي في التربية بالقدوة‪.‬‬


‫أن حيرص األستاذ على أن يكون قدوة حسنة يف كالمه وملبسه وجلسته‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫أن يفتعل املواقف الذكية اليت من خالهلا يريب الطالب وهو يشاهده‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫أن حيسن التصرف يف املواقف املتعددة الطارئة‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫أن يكون ذكيا يف مالحظة تصرفات الطالب ونقل احلسن منها لبعضهم‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫أن جييد استخراج املواقف اليت من خالهلا يلفت انتباه الطالب إىل تطبيقها‪.‬‬ ‫‪o‬‬

‫‪60‬‬
‫يقول عمر بن عتبة ملعلم ولده‪(:‬ليكن أول إصَلحك لولدي إصَلحك لنفسك‪ ،‬فإن‬ ‫‪o‬‬

‫عيوهنم معقودة بك فاْلسن عندهم ما صنعت‪ ،‬والقبيح عندهم ما تركت)‪.‬‬

‫أدوات‬ ‫مهام الوالدين‬ ‫مهام املعلم‬


‫اإلفادة من الوسائل السمعية‬ ‫القدوة احلسنة يف البيت‬ ‫القدوة احلسنة يف احللقة‪/‬الفصل‬
‫والبصرية لتعليم القرآن مثل‪:‬‬ ‫متابعة الطالب أثناء التالوة وعدم متابعة الطالب يف املنزل‬
‫‪ o‬األشرطة القرآنية‪.‬‬ ‫االنشغال عنه‬
‫‪ o‬الصور والرسومات‪.‬‬ ‫تسميع األبوان لألبناء ابستمرار‬ ‫حتديد موضع احلفظ وتصحيحه‬
‫الربوجكتور‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫قص القصص القرآين‬ ‫تذكريه ابآلداب القرآنية‬
‫اخلرائط الذهنية‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫وضع شعار األسبوع‬ ‫مسابقات قرآنية وجوائز‬
‫املتشاهبات القرآنية‪.‬‬ ‫‪o‬‬ ‫وضع لوحات قرآنية تذكريية‬ ‫تعليم القيم املستفادة من السورة‬
‫اصطحاب األوالد إىل املسجد‬ ‫تعليم الطالب أخالق القرآن‬
‫تعويد األطفال األذكار القرآنية‬ ‫تعليم الطالب آداب املسجد‬
‫للدكتور سعد رَيض كتيب كيف حنبب القران ألبنائنا فلرياجع‬
‫ليعلم مريب القرآن سواء أستاذا كان أو أاب أو أما أن األوامر والنواهي للطفل ال تفيد ما مل يتبعها‬ ‫‪o‬‬

‫إجراء يرسم من خالله معامل ما جيب أن يفعله الطفل من أشياء وتعليمات‪.‬‬


‫مثل‪ :‬ال تقل للطفل احفظ ولكن حدد له أنت ماذا سيحفظ وساعده على احلفظ واستمع له‬ ‫‪o‬‬

‫احلفظ واشرح له تفسري ما حفظ وعلمه كيف يتعامل مع ما حفظ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫[م] مؤشرات‪.‬‬
‫وهذا ما يعترب مبثابة معايري ميكن أن يقيس اإلنسان املسلم نفسه يف ضوئها وميكن للمريب تدريب‬
‫املرتيب على صياغتها حىت يتعود على حماسبة نفسه يف ضوء آايت ربه ومن األمثلة العامة للمؤشرات‬
‫املناسبة للمحاسبة يف التعامل مع آايت القرآن ما ذكره اإلمام اآلجري يف [أخَلق محلة القرآن]‪:‬‬

‫ملحوظات‬ ‫املؤشر‬ ‫م‬


‫ِِ ِ‬
‫السِّر َوالْ َع َالنِيَ ِة‪ِ ،‬اب ْستِ ْع َم ِال الْ َوَرِع ِيف َمطْ َع ِم ِه َوَم ْشَربِِه‬ ‫ِ‬
‫‪ 1‬أَ ْن يَ ْستَـ ْعم َل تَـ ْق َوى اَّلل يف ّ‬
‫َوَم ْلبَ ِس ِه َوَم ْس َكنِ ِه‪.‬‬
‫صريا بَِزَمانِِه َوفَ َس ِاد أ َْهلِ ِه‪.‬‬ ‫‪ 2‬بِ‬
‫َ‬
‫‪ُ 3‬م ْقبِال عَلَى َشأْنِِه‪.‬‬
‫ص َال ِح َما فَ َس َد ِم ْن أ ََم ِرهِ‪.‬‬ ‫‪َ 4‬م ْه ُموما إبِِ ْ‬
‫‪َ 5‬حافِظا لِلِ َسانِِه‪.‬‬
‫‪ 6‬ممَُيِّزا لَ َك َال ِم ِه‪.‬‬
‫ت بِعِْل ٍم إِ َذا َكا َن‬ ‫ت َس َك َ‬ ‫ص َوااب‪َ ،‬وإِ ْن َس َك َ‬
‫ِِ‬
‫‪ 7‬إ ْن تَ َكل َم تَ َكل َم بع ْل ٍم إِ َذا َرأَى الْ َك َال َم َ‬
‫ص َوااب‪.‬‬ ‫وت َ‬ ‫الس ُك ُ‬ ‫ُّ‬
‫يما َال يـَ ْعنِ ِيه‪.‬‬ ‫اخلو ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضفَ‬ ‫يل َْْ‬ ‫‪ 8‬قَل ُ‬
‫اف َع ُدوهُ‪.‬‬ ‫‪َ 9‬خياف ِمن لِسانِِه أ ِ‬
‫َشد مما َخيَ ُ‬ ‫َ ُ ْ َ َ‬
‫س لِ َسانَهُ َك َحْب ِس ِه لِ َع ُد ِّوهِ؛ لِيَأْ َم َن َشرهُ َو َشر َعاقِبَتِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪َْ 10‬حيب ُ‬
‫ك‪.‬‬ ‫وء عاقِب ِة الض ِح ِ‬ ‫ك ِمما يضحك ِمنْه الن ِ ِ‬ ‫‪ 11‬قَلِيل الض ِح ِ‬
‫اس ل ُس َ َ‬ ‫ََْ ُ ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫احلَق تَـبَس َم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ 12‬إِ ْن ُسر ب َش ْيء مما يـُ َواف ُق ْ‬

‫‪62‬‬
‫سورة الفاحتة‬ ‫منهجية أقوم‬
‫التعريف ابهلل رب العاملني واستحقاقه للعبودية سبحانه وتضمنها خلالصة‬
‫[أ] أهداف ومقاصد‬
‫مقاصد القرآن الكرمي‬
‫‪ ‬احلمد والشكر والثناء على هللا تعاىل‪.‬‬
‫‪ ‬الرجاء برمحته‬
‫‪ ‬التعظيم له سبحانه وليوم القيامة‪.‬‬
‫‪ ‬العبودية له واالستعانة به‪.‬‬ ‫[ق] قيم‬
‫‪ ‬الدعاء وطلب اهلداية‪.‬‬
‫‪ ‬الوالء ملن أنعم عليهم‬
‫‪ ‬الرباء ممن أضلهم وغضب عليهم‪.‬‬
‫‪ ‬تكرار الفاحتة بفهم وتدبر يف الصالة‪.‬‬
‫‪ ‬تلخيص تفسري سورة الفاحتة بوسيلة اخلريطة الذهنية‬
‫‪ ‬كتابة حبث عن معاين سورة الفاحتة يف احلياة‬
‫[و] وسائل وأساليب‬
‫‪ ‬تتبع مواضع محد هللا تعاىل يف السنة وحفظها والعمل هبا‪.‬‬
‫‪ ‬اتباع أسلوب سورة الفاحتة يف الدعاء (محد مث ثناء مث متجيد واعرتاف‬
‫ودعاء‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫سورة الفاحتة‬ ‫منهجية أقوم‬
‫‪ ‬اختاذ (إايك نعبد واايك نستعني) شعارا للحياة‬
‫‪ ‬أتدبر سورة الفاحتة يف صاليت وأعيش مع معانيها‪.‬‬
‫‪ ‬استشفي هبا حني مرضي‪.‬‬
‫‪ ‬أمحد هللا حني االستيقاظ وحني النوم وبعد األكل ويف كل املواضع اليت‬
‫توجب احلمد‪.‬‬
‫‪ ‬أرجو رمحة هللا تعاىل وأساله إايها دائما‪.‬‬
‫[م] مؤشرات‬
‫‪ ‬أؤمن بيوم الدين واستعد له‪.‬‬
‫‪ ‬أخلص يف عباديت هلل واستعني به تعاىل يف كل شيء‪.‬‬
‫‪ ‬أسلك الصراط املستقيم وأصحب الصاحلني‪.‬‬
‫‪ ‬أبغض الكفر والفسوق والعصيان‪.‬‬
‫‪ ‬ابتعد عن رفقاء السوء‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ ‬حييى بن رشف النووي‪ .‬التبيان يف آداب محلة القرآن‪.‬‬
‫‪ ‬حممد ابن قيم اجلوزية‪ .‬الفوائد‪.‬‬
‫‪ ‬اآلجري‪ .‬أخالق محلة القرآن‪.‬‬
‫‪ ‬عيل الزهراين‪ .‬الطريق إىل الريادة يف احللقات القرآنية‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الرمحن السعدي‪ .‬القواعد احلسان يف تفسري القرآن‪.‬‬
‫‪ ‬أمحد اجلزائري‪ .‬أصول الرتبية والتعليم كام رسمها القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الرمحن امليداين‪ .‬معارج التفكر ودقائق التدبر‪.‬‬
‫‪ ‬خالد الالحم‪ .‬احلفظ الرتبوي‪.‬‬
‫‪ ‬أمحد العتيبي‪ .‬دليل فهم القران الكريم‪.‬‬
‫‪ ‬حممد الربيعة‪ .‬علم مقاصد السور‪.‬‬
‫‪ ‬سلامن السنيدي‪ .‬الرتبية بالقرآن يف املحاضن القرآنية‪.‬‬
‫‪ ‬أيب حامد الغزايل‪ .‬جواهر القرآن ودرره‪.‬‬
‫‪ ‬صالح اخلالدي‪ .‬مفاتيح التعامل مع القرآن‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الرمحن امليداين‪ .‬معارج التفكر ودقائق التدبر‪.‬‬
‫‪ ‬محزة سليامن‪ .‬أثر القرآن يف بناء القدرات والتصورات العقلية وتنميتها‪.‬‬
‫‪ ‬عاطف سيد عبد اجلواد‪ .‬أساليب تعديل السلوك املستنبطة من القرآن وتطبيقاهتا الرتبوية‪.‬‬
‫‪ ‬مجعان الزهراين‪ .‬تصور مقرتح لتفعيل الرتبية بالقرآن من خالل املحاضن القرآنية‪.‬‬

‫‪65‬‬

You might also like