You are on page 1of 172

‫مقدمة‪:‬‬

‫إن المحد ل نمحده ونستعينه‪ ,‬ونستغفره ونستهديه‪ ,‬ونعوذ بال من شرور أنفسنا‪ ,‬ومن سيئات أعمحالنا‪,‬‬
‫من يهده ال فل مضل له‪ ,‬ومن يضل فلن تد له وليا مرشدا‪ ,‬وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك‬
‫له‪ ,‬وأشهد أن ممحدا عبده ورسوله‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن الشتغال بالقرآن الكري شرف يفوق كل شرف‪ ,‬وفضل ل يدانيه ول يضاهيه أي فضل؛ ذلك أن‬
‫شرف العلم بشرف موضوعه‪ ,‬وما من شك أن أعظم وخي خدمة يتعاطاها الرء السلم هي خدمة كتاب‬
‫ال تبارك وتعال‪.‬‬
‫وما أجل أن يعيش السلمحون مع كتاب ال‪ ,‬يتلونه ويتدبرونه ويتدارسونه فيمحا بينهم‪ ,‬تغشاهم رحة ال‬
‫وتنزل عليهم سكينته عز وجل‪.‬‬
‫فكلمحا أمعن السلم النظر ف كتاب ال كلمحا ازدادت نفسه به حياة‪ ,‬وقلبه به تعلقا‪ ,‬وكيف ل‪ ,‬وهو الذي‬
‫ل يلق على كثرة الرد‪ ,‬ول تنقضي عجائبه‪.‬‬
‫لقد أدرك السلمحون عظم شأن القرآن الكري‪ ,‬وأهيته ف النفوس‪ ,‬إذ فيه هدايتهم‪ ,‬وتنظيم حياتم وتقوي‬
‫سلوكاتم وأخلقهم‪ ,‬ولذا كان من الطبيعي جدا أن تتدافع الجيال‪ ,‬وتتسارع عب القرون والزمان‪,‬‬
‫يغرفون وينهلون من معينه الصاف وزلله العذب‪.‬‬
‫ومن فضل ال على هذه المة‪ ,‬أن قيض لا علمحاء أفذاذ يسهرون على خدمة هذا الدين فيدافعون‬
‫ويذودون عنه بأقلمهم وألسنتهم‪ ,‬مذ بزغ نور السلما إل يومنا هذا‪ ,‬وإل أن يرث ال الرض ومن عليها‬
‫وهو خي الوارثي‪.‬‬
‫والشيخ العقم واحد من أولئك الذين خدموا كتاب ال تعال‪ ,‬حيث ترك لنا هذا التفسي الذي بي‬
‫أيدينا ‪.‬‬
‫ولا كان تفسي العقم من أهم التفاسي الشهورة عند الزيدية‪ ,‬ف بلد اليمحن‪ ,‬فإنن رأيت أن أقوما بدراسة‬
‫حول تفسيه‪ ,‬أكشف من خللا طريقته‪ ,‬وأبرز معال منهجه ف التفسي‪ ,‬حيث إن الدراسة والبحث ف‬
‫مناهج الفسرين التقدمي‪ ,‬فيه ارتباط المة؛ خلفها بسلفها‪ ,‬حاضرها باضيها‪ ,‬كمحا أن فيه جانبا آخر‬
‫وهو الطلع على الكم الائل من التاث الذي تركه لنا التقدمون‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫والزيدية ل نلمحس لم آراء ف التفسي يتلفون ويتمحيزون با عن جهور أهل السنة‪ ,‬ولئن كانوا قد تأثروا إل‬
‫حد ما بأفكار العتزلة ومعتقداتم‪ ,‬فإن أقوالم وآراءهم ف التفسي تبقى قريبة من أهل السنة‪ ,‬ول يلحظ‬
‫عليهم ذلك الفرق الوهري‪.‬‬
‫وقد عرفوا وتيزوا باعتدالم ف الفكر والطرح‪ ,‬فمحثل عند ذكرهم لصحابة رسول ال تدهم يتضون عنهم‪,‬‬
‫ول يتعرضون لم بالشتيمحة أو السب‪ ,‬بلف غيهم من فرق الشيعة‪.‬‬
‫وف قراءت لتفسي العقم‪ ,‬وجدته يذكر أقوال الصحابة ويستشهد بآرائهم‪ ,‬ويتضى عنهم‪ ,‬وهذا يدل على‬
‫أنه يقف منهم موقف التقدير والحتاما ول يتبأ منهم‪.‬‬
‫ويذكر السيدة عائشة‪ ,‬فيقول وعن عائشة رضي ال عنها‪ ,‬كمحا يذكر الشيخي؛ أب بكر وعمحر بي‪ ,‬وإن‬
‫كان يرى‪ ,‬كمحا يرى غيه من الزيدية‪ ,‬أن عليا رضي ال عنه الفضل والحق بالمامة منهمحا رضي ال‬
‫عنهمحا‪ ,‬إل أن هذا ل يعن أنه يقصيهمحا أو يبعدها أو يكفرها ‪ -‬ل سحم ال‪ -‬كمحا هو شأن غلة‬
‫الشيعة‪.‬‬
‫إذن ومن خلل ما تقدما‪ ,‬ليس ثة شيء ييز الزيدية عن جهور أهل السنة ف التفسي‪ ,‬بقطع النظر عن‬
‫ميولم لفكار العتزلة‪ ,‬وتأثرهم با؛ لن هذا يدخل ضمحن اختلف وجهات النظر‪ ,‬ولكل رأيه الاص به‬
‫يتبناه ويدافع عنه)‪.(1‬‬
‫موضوع الدراسة وأهميتها‪:‬‬
‫موضوع الدراسة هو تفسي العقم‪ ,‬لصاحبه أحد بن علي بن ممحد بن علي العقم النسي‪ ,‬وهو من‬
‫علمحاء اليمحن الشهورين والعتمحدين عند الزيدية‪.‬‬
‫وتفسيه هذا يعتب نوذجا للتفاسي الزيدية ف القرن التاسع للهجرة‪ ,‬وقد جع فيه مؤلفه بي الرواية والدراية‪,‬‬
‫وهو تفسي متصر مفيد‪ ,‬امتاز بوضوح العبارة وسهولتها‪.‬‬
‫أهداف الدراسة ومبرراتها‪:‬‬
‫تدف الدراسة إل الجابة عن التساؤلت التية‪:‬‬
‫من هو العقم؟ وما هي الطريقة الت سلكها ف تفسيه؟ وما الصادر الت اعتمحد عليها؟ وما الاور‬
‫الساسية الت يدور عليها منهجه ف التفسي؟ وما موقفه من السرائيليات‪ ,‬كمحا تدف الدراسة إل بيان‬
‫مكانة وقيمحة تفسيه العلمحية‪ ,‬من خلل الزايا والآخذ‪.‬‬

‫‪ (1)1‬انظر ماكتبه الدكتور الذهب عند حديثه عن الزيدية وموقفهم من التفسي والقرآن الكري‪ ,‬ف كتابه التفسي‬
‫والفسرون‪ ,‬ج ‪2‬ص ‪.136 ,135‬‬

‫‪2‬‬
‫أسباب اختياري للموضوع‪:‬‬
‫هناك أسباب جعلتن أختار هذا الوضوع‪ ,‬لعل أهها‪:‬‬
‫‪ -1‬ل يكتب أحد عن هذا التفسي شيئا فيمحا أعلم‪ ,‬ول يدما خدمة كافية‪ ,‬سوى ما قامت به دار‬
‫الكمحة اليمحانية‪ ,‬الت طبعته بعد أن كان مطوطا‪.‬‬
‫‪ -2‬ل يوجد من عرف بشخصية العقم ول بتفسيه‪.‬‬
‫‪ -3‬ميلي لادة مناهج الفسرين‪ ,‬وتعلقي با‪ ,‬ولد لدي رغبة ف اختيار هذا الوضوع‪.‬‬
‫وقد اعتمحدت ف هذا البحث الطة التية‪:‬‬
‫جاء البحث ف مقدمة‪ ,‬وسبعة فصول وخاتة‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬بينت فيها أهية الوضوع‪ ,‬وسبب اختياري له‪ ,‬وخطة البحث‪.‬‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬عرفت فيه بشخصية العقم بناء على ما وجد لدي وما استطعت أن أحصله من‬
‫معلومات‪ ,‬والبحث الثان كان الديث فيه عن أشهر الفسرين الذين عاصرهم العقم‪.‬‬
‫الفصل الول‪ :‬تتبعت فيه مصادر العقم‪ ,‬وجعلته ف ثلثة مباحث؛ الول كان عن مصادره من كتب‬
‫التفسي‪ ,‬والثان كان عن مصادره من كتب السية‪ ,‬والثالث كان عن طرق إفادته من تلك الصادر‪ ,‬وما‬
‫موقفه منها‪ ,‬وذكرت بعض المثلة من التفسي توضيحا لذلك‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬عرضت فيه للبناء اليكلي ف تفسيه‪ ,‬وجعلته ف ثلثة مباحث‪:‬‬
‫الول‪ :‬طريقة عرضه للتفسي‪.‬‬
‫الثان‪ :‬حول التفسي بالأثور‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬التفسي بالرأي عنده‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬وهو أطول فصول الرسالة‪ ,‬وكان الديث فيه عن قضايا علوما القرآن ف هذا التفسي‪.‬‬
‫وجاء ف أربعة مباحث‪.‬‬
‫البحث الول‪ :‬الناسخ والنسوخ‪.‬‬
‫البحث الثان‪ :‬القراءات القرآنية‪.‬‬
‫البحث الثالث‪ :‬أسباب النزول‪.‬‬
‫البحث الرابع‪ :‬الكي والدن‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬القضايا العقدية ف تفسي العقم‪.‬‬
‫البحث الول‪ :‬موقف الشيخ من أساء ال وصفاته‪.‬‬
‫البحث الثان‪ :‬قضايا عقدية متفرقة‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬منهجه ف عرض آيات الحكاما‪ ,‬وجعلته ف مبحث واحد‪ ,‬وهو طرق عرضه لقوال‬
‫الفقهاء وموقفه منها‪.‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬السرائيليات وموقفه منها‪.‬‬
‫البحث الول‪ :‬موقف الشيخ من السرائيليات‪.‬‬
‫البحث الثان‪ :‬منهج الشيخ ف عرض القصص القرآن‪.‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬مزايا وسات هذا التفسي‪.‬‬
‫البحث الول‪ :‬مزايا هذا التفسي‪.‬‬
‫البحث الثان‪ :‬الآخذ على هذا التفسي‪.‬‬
‫الخاتمة‪ :‬وذكرت فيها أهم ما توصلت إليه من نتائج وتوصيات‪.‬‬
‫وأسأل ال تلت قدرته وتقدست أساؤه‪ ,‬أن يازي أستاذي وصاحب الفضل علي؛ فضيلة الدكتور جال‬
‫ممحود أبو حسان‪ ,‬خي الزاء على ماقدمه وبذله من مهود معي‪ ,‬وما كان لذا البحث أن يرج بذا‬
‫الشكل‪ ,‬لول توجيهاته ونصائحه القيمحة الت كان يوجهها ل‪.‬‬
‫فله من أسى معان التقدير والحتاما‪ ,‬وأسأل ال بنه وكرمه أن يبارك ف علمحه‪ ,‬ويد ف عمحره‪.‬‬
‫إنه ول ذلك والقادر عليه‪.‬‬
‫وف التاما أقول‪ :‬هذه رسالت معروضة عليكم‪ ,‬لكم غنمحها‪ ,‬وعلي غرمها‪ ,‬فإن عدمت حدا وشكرا‪ ,‬فل‬
‫أعدما منكم عذرا‪ ,‬وحسب أن اجتهدت‪ ,‬فمحا كان فيها من صواب وتوفيق فمحن ال وحده‪ ,‬وما كان فيها‬
‫من خطأ أو نسيان أو تقصي‪ ,‬فمحن نفسي والشيطان‪.‬‬
‫ولعلي أتثل قول القائل‪:‬‬
‫ومن يقصر بعد الجهد لم يلم‬ ‫لكن ذلك مجهودي أتيت به‬
‫’’وصلى ال وسلم وبارك وأنعم على سيدنا محمد’’‬

‫‪4‬‬
‫الفصل التمهيدي‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬التعريف بشخصية العقم‪ ...) :‬ق ‪9‬هـ(‪.‬‬
‫حياته‪ :‬ل تتعرض كتب التاجم والطبقات لياة العقم‪ ,‬ول لتاريخ مولده ووفاته‪ ,‬على وجه التحديد‪,‬‬
‫سوى ما أشار إليه الدكتور عبد السلما وجيه‪ ,‬من أنه عاش ف القرن التاسع الجري دون تديد وضبط‬
‫لولده ووفاته‪.‬‬
‫اسمه‪ :‬هو أحد بن علي بن ممحد بن علي العقم‪ ,‬النسي‪ ,‬من قرية مسطحم آنس‪ ,‬عال فقيه‪ ,‬عابد‪,‬‬
‫مفسر‪ ,‬أجازه العلمة أحد بن سليمحان الوزي ف السنن‪ ,‬والرياض للفقيه يوسف رحه ال‪ ,‬وقد ورد ف‬
‫أكثر من مصدر باسم ممحد بن علي العقم‪ ,‬وقبه بصنعاء‪ ,‬وله ولد عال‪ ,‬قتل بعب مع جاعة من‬
‫أصحاب الماما أحد بن يي الرتضي‪ ,‬قال زبارة‪ :‬ووجدت بط القاضي عبد اللك رجب النسي‪ ,‬أن‬
‫العقم الذكور‪ ,‬هو أحد بن علي بن ممحد بن راشد بن أحد‪ ,‬وأنه مات قطيعا‪ ,‬وممحد بن راشد خرج‬
‫ومعه ولده علي بن ممحد من صعدة مرافقا الماما الهدي أحد بن يي‪ ,‬وأن علي بن ممحد بن راشد قتل‬
‫مع الماما الهدي ف معب‪.‬‬
‫ومن مؤلفاته‪:‬‬
‫تفسي العقم‪ :‬وهو تفسي مفيد ‪ ,‬مشهور عند الزيدية‪ ,‬طبع ف ملد كبي‪ ,‬عن دار الكمحة اليمحانية‬
‫بصنعاء)‪.(1‬‬
‫وما يؤسف له حقا أن كتب السي والتاجم‪,‬ل تذكر لنا ترجة مفصلة عن حياته‪ ,‬شأنه ف ذلك شأن‬
‫كثي من أعلما اليمحن الذين ل يتجم لم التجة الشافية الكافية‪ ,‬ولذا فإننا لزلنا نهل تاريخ مولده‪,‬‬
‫وكيفية نشأته العلمحية‪ ,‬ومنهم أساتذته وشيوخه الذين تفقه وتتلمحذ عليهم‪ ,‬وما هي معارفه الت هيأته‬
‫للوصول إل هذه الرتبة‪ ,‬إل غي ذلك من العلومات الت تتعلق بتجته‪,‬وكنت أرجو أن أكتب ترجة وافية‬
‫عن حياته‪ ,‬ويعلم ال أنن تعبت ف البحث للحصول عن معلومات عن الشيخ‪ ,‬لكنن وللسف ل أجد‬
‫شيئا سوى ماذكر‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬من أشهر المفسرين الذين عاصرهم العقم‪.‬‬

‫‪ (1)1‬الوجيه‪ :‬عبد السلما بن عباس‪" ,‬أعلما المؤلفين الزيدية"‪ ,‬مؤسسة الماما زيد بن علي الثقافية‪ ,‬الطبعة الول‬
‫‪1420‬هـ‪1999/‬ما‪ ,‬ص ‪.148‬‬

‫‪5‬‬
‫تفسي العقم حلقة متوسطة من سلسلة كتب التفسي‪ ,‬سبقته حلقات وتلته أخرى‪ ,‬وكل تفسي بالطبع له‬
‫ميزته الاصة‪ ,‬ولكل مفسر منهجه الاص به ف عرض تفسيه‪ ,‬وطريقة تتلف عن غيه من الفسرين‪.‬‬
‫وإذا كان كذلك‪ ,‬فإن رأيت‪ -‬قبل ذكر مصادر الشيخ الت أفاد منها‪ -‬أن أعرض بالذكر لشهر الفسرين‬
‫الذين عاصرهم العقم‪ ,‬معرفا بم تعريفا موجزا‪ ,‬مع ذكر مؤلفاتم ف التفسي‪.‬‬
‫ومن الدير بالذكر أنه لقد كان لعلمحاء اليمحن جهود كبية‪ ,‬ف التفسي والديث والفقه‪ ,‬وبرز منهم علمحاء‬
‫كثيون‪ ,‬منهم من كتب لصنفاته الشتهار والنتشار‪ ,‬ومنهم من ل نسمحع به‪ ,‬أول يصل إلينا شيء ما‬
‫كتبه أو تركه‪ ,‬وهؤلء من طوى ذيل النسيان عليهم‪ ,‬وعلى كل حال وبالمحلة فالكل قد أسهم مساهة‬
‫فعالة عب عصور التاريخ ودهوره‪ ,‬ف خدمة هذا الدين‪.‬‬
‫من العلمحاء الذين اهتمحوا بعلم التفسي ف هذا القرن‪ ,‬يذكر الفقيه برهان إبراهيم بن علي بن إبراهيم البيهي‬
‫ت)‪801‬هـ(‪ ,‬الذي وصف بأنه كثي التلوة للقرآن العظيم‪ ,‬وكانت له مشاركة ف علم التفسي)‪.(1‬‬
‫ومنهم أيضا الفقيه العلمة الدث‪ ,‬أحد بن إبراهيم بن علي العسلقي‪ ,‬نسبة إل العسالق‪ ,‬العرب العروفة‪,‬‬
‫تفقه بأبيه وغيه‪ ,‬وكان مودا للفقه نويا لغويا مفسرا مدثا‪ ,‬والغالب عليه الفقه والديث والتفسي‪ ,‬وكانت‬
‫له معرفة تامة بالرجال‪ ,‬والتواريخ والسي‪ ,‬وله يد قوية ف أصول الدين)‪.(2‬‬
‫أما واسطة العقد بي العلمحاء الفسرين ف اليمحن‪ ,‬فهو الماما اللغوي الفسر الدث‪ ,‬مد الدين ممحد بن‬
‫يعقوب بن ممحد بن إبراهيم الفيوزايادي الشيازي)ت ‪817‬هـ( الذي استوطن اليمحن حت توف با‪ ,‬فعد‬
‫ف أهلها‪ ,‬وأغلب الفسرين ف مدينت تعز وزبيد‪ ,‬ومن هاجر إليها لتحصيل العلوما هم تلميذه‪ ,‬ومن‬
‫مؤلفاته‪):‬بصائر ذوي التمحييز ف لطائف الكتاب العزيز (و)تنوير القباس ف تفسي ابن عباس(و)الدر‬
‫النظيم الرشد إل مقاصد القرآن العظيم(و)كتاب حاصل كورة اللص ف فضائل سورة‬
‫الخلص(و)كتاب تفسر فاتة الكتاب(و)كتاب شرح قطبة الشاف ف شرح خطبة الكشاف(‪.‬‬
‫وله أشعار تدل على إلامه بالتفسي‪ ,‬منها قوله‪:‬‬
‫أتيت با ف بيت شعر بل خلل‬ ‫أل إنا القرآن تسعة أحرف‬
‫)‪(3‬‬
‫بشي نذير قصة عظة مثل‬ ‫حلل حراما مكم متشابه‬

‫‪ (1)1‬البيهي‪ :‬عبد الوهاب بن عبد الرحان‪" ,‬طبقات صلحاء اليمن"‪ ,‬تقيق عبد ال ممحد البشي‪ ,‬مركز الدراسات‬
‫والبحوث اليمحن‪ ,‬صنعاء‪ ,‬دار الداب بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1403‬هـ‪1983 /‬ما ص ‪.86‬‬
‫‪ (2)2‬الهدل‪ :‬بدر الدين أبو عبد ال السي بن عبد الرحان بن ممحد‪" ,‬تحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن"‪,‬‬
‫تقيق عبد ال ممحد البشي‪ ,‬المحع الثقاف أبو ظب المارات العربية‪1425.‬هـ‪2004/‬ما ج ‪2‬ص ‪.47‬‬

‫‪6‬‬
‫ومن هؤلء العلمحاء أيضا الماما جال الدين ممحد بن علي بن عبد ال بن إبراهيم بن أحد بن أب بكر‬
‫الطيب الوزعي الشهي بابن نور الدين)ت ‪825‬هـ(‪ ,‬برع ف فن الصول‪ ,‬وعلم الفقه حت حاز رتبة‬
‫الجتهاد‪ ,‬وكان عارفا بالعربية والفرائض والساب‪ ,‬والتفسي‪ ,‬وصنف تصانيف تدل على فضله وعلو هته‬
‫ف العلوما‪ ,‬منها‪:‬‬
‫)مصابيحم الغان ف حروف العان(‪ ,‬وكتاب )كنوز البايا ف قواعد الوصايا( وكتاب )تيسي البيان ف‬
‫أحكاما القرآن()‪.(1‬وغي ذلك‪.‬‬
‫ومن أعلما الزيدية ف التفسي‪ ,‬الماما يوسف بن أحد بن عثمحان العين)ت ‪832‬هـ( له تآليف مشهورة‪,‬‬
‫أشهرها‪) :‬الثمحرات ف تفسي اليات(‪) ,‬الزهور(‪ ,‬وله أيضا كتاب ) التيسي ف التفسي()‪.(2‬وغي ذلك‪.‬‬
‫ومن أعلما الزيدية أيضا واليمحن عمحوما ف التفسي‪ ,‬العلمة علي بن ممحد بن أب القاسم الادوي‪ ,‬الذي‬
‫كان من أعمحدة أهل مذهبه ف التفسي‪ ,‬وله فيه كتاب شهي بينهم‪ ,‬هو كتاب )تريد الكشاف مع زيادة‬
‫نكت لطاف()‪.(3‬‬
‫ومن الفسرين الذين برزوا ف هذا القرن أيضا عبد ال بن ممحد بن أب القاسم العكي النجري)ت ‪877‬هـ(‬
‫عرفت عنه رحلته إل مصر سنة)‪848‬هـ( حيث تتلمحذ فيها هناك على أيدي نبة من أفاضل العلمحاء‬
‫الصريي البزين ف علوما شت‪ ,‬فبز ف كثي من العلوما منها العان والبيان والنطق وعلم الوقت) الفلك(‪,‬‬
‫له تآليف منها‪ ) :‬شاف العليل ف شرح المحسمحائة آية من التنزيل(‪ ,‬و)الرقاة ف علم الكلما(‪ ,‬وكتاب ف‬
‫النحو‪ ,‬وكتاب ف النطق‪ ,‬وشرح مقدمة التسهيل لبن مالك )‪.(4‬‬

‫‪ (1)3‬انظر "العقد الثمين في تاريخ البلد المين"‪ ,‬للفاسي تقي الدين ممحد بن أحد السن‪ ,‬تقيق ممحد عبد القادر‬
‫أحد عطا‪ ,‬دار الكتب العلمحية بيوت ‪ ,‬الطبعة الول ‪419‬هـ‪1998/‬ما‪ ,‬ج ‪2‬ص ‪ ,428 ,427‬و"الضوء اللمع‬
‫لهل القرن التاسع"‪ ,‬للسخاوي‪ :‬شس الدين ممحد بن عبد الرحان‪ ,‬مكتبة الياة بيوت‪ ,‬ج ‪1‬خ ص ‪.81‬و"كشف‬
‫الظنون عن أسامي الكتب والفنون"‪ ,‬لليفة حاجي عبد ال‪ ,‬مكتبة الثن بيوت ج ‪2‬ص ‪.1747 ,1081‬‬
‫‪" (2)1‬تحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن"‪,‬ج ‪2‬ص ‪ .360‬و"طبقات صلحاء اليمن"‪ ,‬ص ‪.297 ,296‬‬
‫‪ (3)2‬الؤيد بال‪ :‬إبراهيم بن القاسم بن الماما‪" ,‬طبقات الزيدية الكبرى"‪ ,‬تقيق عبد السلما الوجيه‪ ,‬مؤسسة الماما‬
‫زيد بن علي الثقافية‪ ,‬عمحان‪ ,‬الطبعة الول ‪1421‬هـ‪2001/‬ما‪ ,‬ج ‪3‬ص ‪.1279‬‬
‫‪ (4)3‬أعلما الؤلفي الزيدية‪ ,‬ص ‪ ,718 ,717‬وانظر البشي‪ :‬عبد ال ممحد‪" ,‬مصادر الفكر السلمي في اليمن"‪,‬‬
‫المحع الثقاف‪ ,‬أبو ظب المارات العربية التحدة‪1425 ,‬هـ‪2004/‬ما‪ ,‬ص ‪.27‬‬
‫‪" (1)4‬طبقات الزيدية الكبرى"‪ ,‬ج ‪2‬ص ‪.639 ,638‬‬

‫‪7‬‬
‫وهناك عدد آخر من العلمحاء الذين اشتغلوا بالتفسي‪ ,‬وكانت مشاركتهم فيه دون من ورد ذكرهم‪ ,‬وقدا‬
‫نتشرت تراجهم ف الصادر‪ ,‬وإن كانوا ل يتصوا بالتفسي فقط‪ ,‬إل أنه كان من العلوما الت عدت ف‬
‫إطار ماحققوه‪ ,‬وأجادوا فيه‪ ,‬وندبوا أنفسهم لدراسته وتدريسه‪.‬‬
‫من أشهرهم الفقيه العلمة الماما قدوة الصالي بوقته وبركتهم‪ ,‬وصفوة العارفي جال الدين ممحد بن عبد‬
‫الرحان‪ ,‬كان رحه ال ذا معرفة قوية ف القراءات السبع‪ ,‬والتفسي والديث والفقه‪ ,‬واللغة والدب‬
‫والكمحة‪ ,‬وله استدراكات وتنبيهات على الواضع الشكلت‪ ,‬وله من الشعر ما كتبه إل ولده عبد الرحان‬
‫يثه على طلب العلم الشريف‪ ,‬القصيدة العروفة الت أولا قوله‪:‬‬
‫ول اللوك وأهل اللهو والطرب‬ ‫ما لذة اللق ف الدنيا جيعهم‬
‫فالعلم معتمحدي حقا ومكتسب‬ ‫كلذت ف طلب العلم يا ولدي‬
‫توف رحه ال ف شهر رجب سنة اثنتي وثانئة)‪.(1‬‬
‫ومنهم القاضي الجل جال الدين ممحد بن أب بكر بن عمحر بن صال بن ممحد بن يي بن أب الرخا‪,‬‬
‫توف بدينة تعز ف سنة إحدى وعشرين وثانئة رحه ال تعال)‪.(2‬‬
‫ومنهم الماما حافظ الزمن‪ ,‬وحامل لواء السنة الصطفوية ف اليمحن‪ ,‬جال الدين أبو حامد ممحد الكب‬
‫ابن شيخ السلما‪ ,‬فقيه الذهب أب بكر بن ممحد بن صال المحدان الشهي بابن الياط‪ ,‬كانت له معرفة‬
‫ف جيع العلوما من الديث والتفسي والفقه والنحو‪ ,‬وكان يسمحى الباقر لسعة علمحه وفهمحه واستنباطه‬
‫وحفظه والتفرد بزيادة التخصص لتحقيق علم الديث)‪.(3‬‬
‫هذه نبذة يسية عن أشهر الفسرين الذين برزوا ف القرن التاسع‪ ,‬الذي عاش فيه العقم‪ ,‬وغيهم كثي‪,‬‬
‫ولقد ذكرت بعضهم؛ لن البحث يطول بذكر كل الفسرين الذين عاشوا ف هذا القرن‪.‬‬

‫الفصل الول‬
‫مصادر العقم‬
‫توطئة‪:‬‬

‫‪" (2)1‬طبقات صلحاء اليمن"‪ ,‬ص ‪.28,29‬‬


‫‪ (3)2‬الصدر السابق‪ :‬ص ‪.201‬‬
‫‪ (4)3‬الصدر السابق‪ :‬ص ‪.229 ,228‬‬

‫‪8‬‬
‫إن تنوع الصادر الت يستقي منها الفسر‪ ,‬ويعتمحد عليها ف تفسيه لكتاب ال عز وجل‪ ،‬يكسبه ثقافة‬
‫واسعة‪ ،‬بيث ل ينظر إل كتاب ال عز وجل نظرة خاصة‪ ،‬ومن زاوية ضيقة بل ينظر فيه النظرة الشاملة‬
‫العامة‪.‬‬
‫ولقد اعتاد أكثر الفسرين وضع مقدمات لتفاسيهم يبزون من خللا الطرق الت سيسلكونا ف تفسيهم‬
‫لكلما ال جل وعل‪ .‬كمحا فعل شيخ الفسرين وإمامهم أبو جعفر الطبي‪ ،‬والماما القرطب‪ ،‬والافظ ابن‬
‫كثي‪ ،‬والماما الرازي‪ ،‬وابن عاشور من التأخرين رحهم ال جيعاا‪ ،‬وغيهم من الفسرين‪.‬‬
‫والتصريحم بالطريقة الت سيسي عليها الفسر ف التفسي‪ ,‬تعي القارئ على معرفة منهجه منذ البداية‪ ،‬ولو‬
‫بصورة عامة‪ .‬لكننا ند الشيخ العقم ف تفسيه ل يذكر لنا مقدمة يوضحم فيها النهج العاما الذي‬
‫سيمحضي عليه‪ ،‬وليته فعل‪ ،‬ولو فعل ذلك لسهل علينا أشياء كثية تتعلق وموضوع الدراسة‪ ،‬فقد بدأ‬
‫بتفسي سورة الفاتة مباشرة بلف ما فعله جل الفسرين‪.‬‬
‫ولذا سأحاول ف هذا الفصل تبيان النهج الذي سلكه والطريقة الت سار عليها ف تفسيه لكتاب ال‬
‫تعال‪ ,‬وإن لرجو أن يوفقن ال تعال لبيان ذلك المر على الوجه الذي أراده صاحب التفسي‪.‬‬
‫المبحث الول‪ :‬مصادره من كتب التفسير‪.‬‬
‫‪ -1‬تفسير الهادي‪:‬‬
‫وصاحب التفسي‪ :‬هو الماما الادي إل الق ييح بن السي بن القاسم بن إبراهيم بن إساعيل بن‬
‫السي بن السن بن علي بن أب طالب عليهم السلما‪.‬‬
‫جاء ف مقدمة كتاب الحكاما ف اللل والراما ما نصه‪:‬‬
‫قال الديب العلمة الشهيد أحد بن ممحد الطاع ف كتابه تاريخ اليمحن السلمي عند ذكره لسنة‬
‫‪298‬هـ؛ فيها مات الماما الادي بصعدة يوما الحد لعشر بقي ف ذي الجة من السنة الذكورة‪ ،‬ودفن‬
‫يوما الثني قبل الزوال بسجده الشهور بصعدة ومولده بالدينة النورة على صاحبها أفضل الصلة والسلما‬
‫سنة ‪245‬هـ‪ .‬وهو بل شك أكب مصلحم ارتفع اسه ف أفق التاريخ اليمحن‪ ،‬ونال من الحتاما والب ف‬
‫قلوب اليمحنيي مكانة ل يتبوأها أحد‪ ،‬بيث أصبحت آثاره وأعمحاله وصفاته العالية قبلة البصار‪ ،‬ومهوى‬
‫الفئدة‪.‬‬
‫ومن مؤلفاته‪:‬‬
‫‪ -2‬كتاب الحكاما ف اللل والراما‪.‬‬ ‫‪ -1‬النتخب ف الفقه‪.‬‬
‫‪ -4‬الرد على أهل الزيغ‪.‬‬ ‫‪ -3‬كتاب الزراعة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -6‬الرد على ابن النفية من البية‪.‬‬ ‫‪ -5‬الرادة والشيئة‪.‬‬
‫‪ -8‬الرد على المامية‪.‬‬ ‫‪ -7‬المامة وإثبات النبوة والوصية‪.‬‬
‫‪ -10‬التفسي ويقع ف ستة أجزاء)‪.(1‬‬ ‫‪ -9‬الرد على ابن جرير‪.‬‬
‫‪ -2‬تفسير أبي علي الجبائي‪:‬‬
‫وصاحب التفسي‪:‬هو أبو علي‪ ،‬ممحد بن عبد الوهاب بن سلما بن خالد بن جران بن أبان‪ ،‬مول عثمحان‬
‫بن عفان رضي ال عنه‪،‬العروف بالبائي؛ أحد أئمحة العتزلة‪،‬كان إماما ف علم الكلما‪ ،‬وأخذ هذا العلم‬
‫عن أب يوسف‪ ،‬يعقوب بن عبد ال السحاما البصري رئيس العتزلة ف عصره‪ ،‬وله ف مذهب العتزال‬
‫مقالت مشهورة‪.‬‬
‫وعنه أخذ الشيخ أبو السن الشعري؛ شيخ السنة علم الكلما‪ ،‬وله معه مناظرة روتا العلمحاء‪ .‬وكانت‬
‫ولدة البائي ف سنه خس وثلثي ومائتي‪ .‬وتوف ف شعبان سنة ثلث وثلثائة رحه ال تعال)‪.(2‬‬
‫وكان أبو علي صاحب تصنيف وقلم إذا صنف يأت بكل ما أراد مستقصى‪ ،‬وإذا حضر الالس وناظر ل‬
‫يكن برض‪ ،‬وكان إذا دهه الضور ف الالس يبعث الشعري‪ .‬ويقول له نب عن ول يزل على ذلك‬
‫زمانا)‪.(3‬‬
‫‪ -3‬جامع التأويل في التفسير ) لبي مسلم الصفهاني (‪:‬‬
‫مؤلفه‪ :‬ممحد بن بر الصفهان‪ ،‬أبو مسلم‪ :‬وال من أهل أصفهان‪.‬‬
‫معتزل من كبار الكتاب‪ ،‬كان عالا بالتفسي وبغيه من صنوف العلم‪ ،‬وله شعر‪.‬‬
‫ول أصفهان وبلد فارس‪ ،‬للمحقتدر العباسي‪ ،‬واستمحر إل أن دخل ابن بويه أصفهان سنة ‪321‬هـ‪.‬‬
‫من كتبه جامع التأويل ف التفسي‪ ،‬أربعة عشر ملدا‪ ،‬جع سعيد النصاري نصوصا منه وردت ف)مفاتيحم‬
‫الغيب( العروف بتفسي الفخر الرازي وساها ملتقط جامع التأويل لكم التنزيل ف جزء صغي‪.‬‬

‫‪ (1)1‬الادي‪ :‬ييح بن السي‪" ،‬الحكاما في الحلل والحراما"‪ ،‬جع علي بن أحد بن أب حريصة‪ ،‬منشورات مكتبة‬
‫التاث السلمي اليمحن‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1420‬هـ‪1999/‬ما‪ .‬ج ‪ ,1‬باب نبذة يسية عن الؤلف‪.‬‬
‫‪ (2)2‬ابن خلكان‪ :‬أبو العباس شس الدين أحد بن ممحد بن أب بكر‪" ،‬وفيات العيان وأنباء أبناء الزمان"‪ ،‬تقيق‬
‫الدكتور إحسان عباس‪ ،‬دار صادر بيوت‪1977 ،‬ما‪ ،‬ص ‪.269,267‬‬
‫‪ (3)3‬ابن عساكر ‪ :‬علي بن السن بن هبة ال الدمشقي‪" ،‬تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الماما أبي الحسن‬
‫الشعري"‪،‬دار الكتاب العرب بيوت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1404،‬هـ‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪10‬‬
‫ومن كتبه الناسخ والنسوخ وكتاب النحو وممحوع رسائله)‪.(1‬‬
‫‪ -4‬تفسير الحاكم الجشمي‪:‬‬
‫وصاحب التفسي‪ :‬هو الماما الاكم أبو أسعد السن بن ممحد بن كرامة الشمحي البيهقي‪ ،‬ينتهي نسبه‬
‫إل ممحد بن النفية ابن أمي الؤمني علي بن أب طالب رضي ال عنه‪.‬‬
‫مولده‪ :‬ولد الاكم ف بلدة جشم ف شهر رمضان سنة ‪413‬هـ ونشأ بإقليم خراسان‬
‫وكان الاكم الشمحي ف بداية أمره حنفيا ث صار معتزليا وبعدها تشيع على مذهب الزيدية‪ ،‬قرأ بنيسابور‪،‬‬
‫وغيها واشتهر بصنعاء اليمحن‪.‬‬
‫وفاته‪ :‬توف شهيدا‪ ،‬مقتول بكة‪ ،‬قيل‪ :‬لرسالة ألفها اسها "رسالة الشيخ إبليس إل إخوانه الناحيس"‪.‬‬
‫مؤلفاته‪ :‬ألف الشمحي مؤلفات كثية تربو على الثني والربعي مؤلفا نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬التهذيب ف تفسي القرآن‪ ،‬ثانية ملدات‪ ،‬يقول الزركلي رأيت منها الرابع والسادس والثامن وهو‬
‫الخي كتب سنة ‪565‬هـ ف مكتبة الفاتيكان‪.‬‬
‫‪ -3‬التأثي والؤثر‪.‬‬ ‫‪ -2‬شرح عيون السائل‪.‬‬
‫‪ - -5‬تفسيان بالفارسية‪ ،‬مبسوط وموجز‪.‬‬ ‫‪ -4‬النتخب ف الفقه‪.‬‬
‫‪ -7‬جلء البصار ف علم الديث‪.‬‬ ‫‪ -6‬تكيم العقول ف الصول‪.‬‬
‫‪ -9‬الرد على البة‪.‬‬ ‫‪ -8‬المامة‪.‬‬
‫‪ -11‬العقل)‪.(2‬‬ ‫‪ -10‬النتخب ف كتب الزيدية‪.‬‬
‫‪ -12‬رسالة الشيخ إبليس إل إخوانه الناحيس‪ -13 .‬الرسالة التامة ف نصيحة العامة‪.‬‬
‫‪ -5‬تفسير القاضي عبد الجبار المعتزلي‪:‬‬
‫مؤلفه هو عبد البار بن أحد‪ ،‬القاضي‪ ،‬أبو السن المحدان‪ ،‬العتزل‪ ،‬قاضي قضاة الري‪ ،‬شيخ العتزال‪،‬‬
‫وكان كثي الال والعقار ول قضاء القضاة بالري وأعمحالا بعد امتناع منه وإباء وإلاح من الصاحب بن‬
‫عباد‪ .‬وهو صاحب التصانيف الشهورة ف العتزال وتفسي القرآن‪ .‬وكان مع ذلك شافعي الذهب‪ ،‬وكان‬
‫‪ (1)1‬الزركلي‪ :‬خي الدين‪" ،‬العلما"‪ ،‬دار العلم للمحليي‪ ،‬بيوت لبنان‪ ،‬الطبعة العاشرة أيلول ‪1992 ,‬ما‪,‬ج ‪ 6‬ص‬
‫‪.50‬‬
‫‪ (2)2‬العلما‪:‬ج ‪5‬ص ‪ ,289‬وانظر"الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن"‪ ،‬للدكتور زرزور‪ :‬عدنان‪ ,‬مؤسسة‬
‫الرسالة ص ‪.68,65‬‬

‫‪11‬‬
‫الصاحب قد أنفذ إل أستاذه أب عبد ال البصري يسأله إنفاذ رجل يدعو الناس بعمحله وعلمحه إل مذهبه‪،‬‬
‫فأنفذ إليه أبا إسحاق النصيب‪ ،‬وكان حسن اللفظ والفظ‪ ،‬فلم ينفق عليه الصاحب لشراسة أخلقه‪،‬‬
‫واحتشم الصاحب أن يزيه با يكره‪ .‬فأكل معه يوما وأكثر من أكل البج فقال له الصاحب ل تكثر من‬
‫أكل البج فإنه يضر الذكاء‪ ،‬فقال النصيب‪ :‬ل تطبب الناس على مائدتك فساءت هذه الكلمحة‬
‫الصاحب‪ ،‬فبعث إليه بمحسمحائة دينار وثياب ورحل‪ ،‬وأمره بالنصراف عنه وكتب إل أب عبد ال‬
‫البصري‪ ،‬أريد أن تبعث ل رجل يدعو الناس بعقله أكثر ما يدعوهم بعلمحه وعمحله‪ ،‬فأنفذ إليه عبد البار‬
‫فرأى منه جبل علم وأخلقا مهذبة فنفق عليه)‪.(1‬‬
‫وتوف سنة أربع عشر وأربع مائة‪ ،‬وقيل سنة خس عشرة‪ ,‬زاد على التسعي)‪.(2‬‬
‫‪ -6‬الكشف والبيان عن تفسير القرآن‪:‬‬
‫مؤلفه‪ :‬أحد بن ممحد بن إبراهيم‪ ,‬أبو إسحاق النيسابوري الثعلب‪ ,‬صاحب التفسي الشهور‪ ,‬والعرائس ف‬
‫قصص النبياء‪ ,‬كان أوحد زمانه ف علم القرآن‪ ,‬عالا بارعا ف العربية‪ ,‬حافظا موثقا روى عن أب طاهر‬
‫ممحد بن الفضل بن خزية وأب ممحد الخلدي وجاعة‪ ,‬أخذ عنه الواحدي‪ ,‬مات ف الرما سنة سبع‬
‫وعشرين وأربعمحائة‪ ,‬وله كتاب ربيع الذكرين)‪.(3‬‬
‫وتفسيه هذا يعتب من أهم التفاسي الت رجع إليها العقم ول سيمحا ف موضوع القصص والخبار‪.‬‬
‫ولا تكلم عنه شيخ السلما ابن تيمحية قال‪" :‬والثعلب هو نفسه كان فيه خي ودين وكان حاطب ليل ينقل‬
‫ما وجد ف كتب التفسي من صحيحم وضعيف وموضوع")‪.(4‬‬
‫وما يؤسف له أن بعض الفسرين تأثر به واستقى من تفسيه الكثي‪ ،‬أعن تلك الروايات السرائيلية‪,‬‬
‫ومنهم الشيخ العقم‪.‬‬
‫‪ -7‬غرائب التفسير وعجائب التأويل‪:‬‬

‫‪ (1)1‬هكذا ورد ف النص‪ ,‬والصواب فأنفق عليه‪.‬‬


‫‪ (2)2‬الصفدي‪ :‬صلح الدين خليل بن أيبك الصفدي‪" ،‬الوافي بالوفيات"‪ ,‬تقيق‪ :‬أحد الرناؤوط‪ ،‬تركي مصطفى‬
‫دار إحياء التاث العرب‪ ،‬الطبعة الول سنة ‪2000‬ما‪ ،‬ج ‪ 18‬ص ‪.21‬‬
‫‪ (3)3‬السيوطي‪ :‬جلل الدين عبد الرحن بن أب بكر‪" ،‬طبقات المفسرين"‪ ،‬تقيق‪ :‬علي ممحد عمحر‪ ،‬مكتبة وهبة‬
‫القاهرة‪ ,‬الطبعة الول‪1396 :‬هـ ص ‪ ,17‬و"غاية النهاية في طبقات القراء"‪ ,‬لبن الزري‪ :‬أبو الي ممحد بن‬
‫ممحد‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1351‬هـ‪1932/‬ما‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪.100‬‬
‫‪ (1)4‬ابن تيمحية‪ :‬تقي الدين أبو العباس أحد بن عبد الليم الران‪" ،‬مقدمة في أصول التفسير""‪ ،‬تقيق‪ :‬ممحود‬
‫ممحد ممحد نصار‪ ،‬مكتبة التاث السلمي القاهرة ص ‪.81‬‬

‫‪12‬‬
‫وصاحب التفسي‪ :‬هو الشيخ ممحود بن حزة بن نصر الشهي بالكرمان‪ ,‬الشافعي الصري‪ ,‬العال‬
‫الفاضل القق العلمة‪ ,‬برهان الدين أبو القاسم‪ .‬ويعرف بتاج القراء مقرئ‪ ،‬مفسر‪ ،‬فقيه‪ ،‬نوي‪ ،‬صوف‪.‬‬
‫صنف البهان ف توجيه متشابه القرآن وما فيه من الجة والبيان‪ ,‬فيه اليات التشابات الت وقع تكرارها‬
‫ف القرآن العظيم وسببها وفائدتا وحكمحتها‪ ,‬وذكر فيه لب التفاسي وصنف الغرائب والعجائب ف تفسي‬
‫القرآن الكري‪ ,‬وذكر فيه أن الناس يرغبون ف غرائب تفسي القرآن وعجائب تأويله‪...‬وصنف لباب التأويل‬
‫ف ملدين‪.‬‬
‫وله أيضا متصر اليضاح للفارسي ف النحو وساه الياز‪ ،‬متصر اللمحع لبن جن ف النحو وساه‬
‫النظامي‪ ،‬مصنف ف موانع الصرف‪ ،‬وله شعر‪.‬‬
‫وكانت وفاته بعد المحسمحائة)‪.(1‬‬
‫‪ -8‬الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون القأاويل في وجوه التأويل‪:‬‬
‫من مصادر العقم الهمحة ف التفسي كتاب الكشاف للزمشري‪ ،‬ويعتب عمحدة الصادر الت استقى منها‬
‫حيث رجع إليه ف مائة وثلثة وسبعي موضعا‪.‬‬
‫ولغرابة فتفسيه من أهم التفاسي الت اهتمحت بمحاليات النص القرآن والكشف عن وجوه العجاز ف‬
‫النظم القرآن‪ ،‬ولذا فإن كل من جاء بعده من أراد الوض ف هذا الال فإنه يعد عالة عليه‪.‬‬
‫والماما الزمشري‪ :‬هو ممحود بن عمحر بن ممحد بن عمحر العلمة‪ ،‬أبو القاسم‪ ،‬الزمشري النحوي اللغوي‬
‫التكلم‪ ،‬العتزل‪ ،‬الفسر‪ ،‬الولود سنة سبع وستي وأربع مائة بزمشر قرية من قرى خوارزما‪ ،‬كان إماما عصره‬
‫متظاهرا بالعتزال‪ ،‬داعيا إليه‪ ،‬له التصانيف البديعية‪ ،‬منها الكشاف ف التفسي‪ ،‬والفائق ف غريب‬
‫الديث‪ ،‬وأساس البلغة‪ ،‬وربيع البرار ونصوص الخبار ف الكايات‪ ،‬ومتشابه أساء الرواة‪ ،‬والرائض ف‬
‫الفرائض‪ ،‬والنهاج ف الصول‪ ،‬والفصل ف النحو‪ ،‬والنوذج ف متصر الحاجي النحوية‪.‬‬
‫مات ليلة عرفة سنة ثان وثلثي وخسمحائة)‪.(2‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مصادره من كتب السيرة‪.‬‬

‫‪ (2)1‬الدرهنوي‪ :‬أحد بن ممحد "طبقات المفسرين"‪ ,‬تقيق سليمحان بن صال الزي‪ ,‬مكتبة العلوما والكم‪ ,‬الدينة‬
‫النورة‪ ,‬الطبعة الول ‪1997‬ما‪ ,‬ص ‪.149‬وانظر "معجم المؤلفين" لكحالة‪ :‬عمحر رضا‪ ,‬تقيق مكتب التاث‪,‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1414‬هـ‪1993/‬ما‪ ,‬ج ‪3‬ص ‪.804‬‬
‫‪" (1)2‬طبقات المفسرين"‪ ،‬مصدر سابق ص ‪104‬‬

‫‪13‬‬
‫تعتب السية النبوية ‪,‬التفسي الفعلي‪ ,‬والعمحلي للقرآن الكري؛ذلك أن عددا من اليات القرآنية جاءت‬
‫متحدثة عن غزوات النب ‪ ‬وعن إذاية الكفار والشركي لصحابه‪ ‬من جهة‪ ,‬ومكر اليهود وخبثهم‪,‬‬
‫ومؤامراتم الت كانت تاك ضد السلمحي ف الدينة ‪,‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫وند أن القرآن الكري قد عرض لكل ذلك على سبيل التفصيل تارة‪ ,‬و على سبيل الجال تارة أخرى‪.‬‬
‫ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬ ‫ومصداق ذلك قوله سبحانه وتعال‪ :‬ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫ﮫ ﮬ ﮭ‬ ‫ﭼ آل عمحران‪.‬وقوله تعال‪ :‬ﭽ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬
‫ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﭼ التوبة‪.‬‬
‫ولقد تنبه الفسرون إل أهية السية النبوية؛ فسارعوا إل تليل وقائعها وأحداثها لتكون لم عونا على‬
‫تفسي القرآن الكري‪ .‬ففصلوا ماأجل فيه‪,‬وشرحوا ووضحوا ماأبم منه‪.‬‬
‫والشيخ واحد من أولئك الفسرين الذين أدركوا أهية السية النبوية ومكانتها ف التفسي‪ ,‬حيث ند أنه‬
‫قد رجع إل كتب السية‪ ,‬وف مقدمتها‪ ,‬سية ابن إسحاق‪ ,‬وإن كان مقل‪ ,‬وغي مكثر لا أورده‪.‬‬
‫وابن إسحاق هو الماما الافظ أبو بكر الطلب الدن‪ ,‬مصنف الغازي‪ ,‬مول قيس بن مرمة بن الطلب‬
‫بن عبد مناف‪ ,‬رأى أنس بن مالك‪ ,‬وحدث عن أبيه وعمحه موسى‪ ,‬وفاطمحة بنت النذر والقاسم وعطاء‬
‫والعرج وممحد بن إبراهيم التيمحي وعمحرو بن شعيب ونافع وأب جعفر الباقر والزهري وخلق كثي‪ ,‬حدث‬
‫عنه جرير بن حازما والمحادان وإبراهيم بن سعد‪ ,‬وزياد بن عبد ال البكائي وسلمحة بن الفضل البرش وعبد‬
‫العلى الشامي وممحد بن سلمحة الران ويونس بن بكي ويزيد بن هارون وأحد بن خالد الوهب ويعلى بن‬
‫عبيد وعدة‪ ,‬وكان أحد أوعية العلم حبا ف معرفة الغازي والسي‪ ,‬وليس بذاك التقن‪ ,‬فانط حديثه عن‬
‫رتبة الصحة‪ ,‬وهو صدوق ف نفسه مرضى‪.‬‬
‫قال ييح بن معي قد سع من أب سلمحة بن عبد الرحن وأبان بن عثمحان وقال هو ثقة وليس بجة‪ .‬وقال‬
‫أحد بن حنبل حسن الديث‪ ,‬وقال علي بن الدين حديثه عندي صحيحم‪.‬‬
‫قال ابن حجر ف تذيب التهذيب‪" :‬قال ابن حبان‪ :‬ل يكن أحد بالدينة يقارب ابن إسحاق ف علمحه‪,‬‬
‫أو يوازيه ف جعه‪ ,‬وهو من أحسن الناس سياقا للخبار")‪.(1‬‬
‫مات سنة إحدى وخسي ومائة قاله جاعة‪ ,‬وقيل سنة اثنتي رحه ال تعال)‪.(2‬‬

‫‪ (1)1‬العسقلن‪ :‬شهاب الدين أبو الفضل أحد بن علي بن حجر "تهذيب التهذيب"‪ ,‬اعتناء إبراهيم الزيبق‪ ,‬وعادل‬
‫مرشد‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيوت لبنان‪ ,‬الطبعة الول ‪1419‬هـ‪2008/‬ما‪.‬ج‪ 3‬ص‪.507‬وانظر "العلما"‪ :‬ج‪ 6‬ص‪28‬‬
‫‪ (2)2‬الذهب‪ :‬أبو عبد ال شس الدين ممحد بن أحد بن عثمحان‪" ,‬تذكرة الحفاظ"‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت‪ ,‬ج‬
‫‪1‬ص ‪.173‬‬

‫‪14‬‬
‫وفيمحا يلي جوانب من إفادة الشيخ من سية ابن إسحاق‪ ,‬غي أنه ل ينقل عنه نقل حرفيا‪ ,‬وإنا نقل‬
‫الكلما با يدل على معناه‪ ,‬كمحا سيتبي لنا‪.‬‬
‫ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﭼ آل‬ ‫فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬
‫عمحران‪ .‬قال‪ :‬الية نزلت يوما أحد‪ ،‬قال ابن إسحاق‪ :‬كان ما أنزل ال تعال يوما أأحد من القرآن ستتون آية‬
‫)‪(1‬‬
‫من آل عمحران با صفة ما كان ف يومهم ذلك ومعاتبة من عاتب‪.‬‬
‫ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬
‫ﰄــــ ﰅـــــ ﰆـــــ ـــــ ﰇ ﭼ آل عمحران‪ .‬قال‪ :‬قوله تعال‪ } :‬الذين قال لم الناس إن الناس قد جججعأوا‬
‫لكم فامخأشوأهمم { الية نزلت ف أب سفيان‪ ,‬روي أن أبا سفيان نادى عند انصرافه من أأحد يا ممحد‬
‫موعدنا موسم بدر للقتال إن شئت‪ ،‬فقال‪ ‬إن شاء ال ‪ ,‬فلمحا كان القابل خرج أبو سفيان ف أهل مكة‬
‫حت نزل مر الظهران‪ ,‬فألقى ال الرعب ف قلبه فبدا له وخرج النب ‪ ‬ف سبعي راكبا يقولون } حسبنا ال‬
‫ونعم الوكيل { وقيل‪ :‬هي الكلمحة الت قالا إبراهيم ‪ ‬حي ألقي ف النار حت وافوا بدرا وأقاموا با ثان‬
‫ليال وكان معهم تارات فباعوها وأصابوا خيا ث انصرفوا إل الدينة سالي غاني من بدر الصغرى‪ ،‬وقيل‪:‬‬
‫الناس الول أنعيم بن مسعود الشجعي‪ ،‬والناس الثان أبو سفيان قيل‪ :‬لا خرج رسول ال ‪ ‬حراء السد‬
‫كمحا تقدما مرر به سعد الزاعي وهو يومئذذ مشرك وكانت خزاعة مع رسول ال ‪ ‬مسلمحهم وكافرهم فقال‪:‬‬
‫يا ممحد لقد عز علينا ما أصابك ف أصحابك‪ ,‬ث خرج حت لقي أبا سفيان ومن معه الروحاء‪ ،‬وقد أجعوا‬
‫على الرجعة فقال‪ :‬يا معبد ما وراءك؟ قال‪ :‬إن مزمحدا خرج ف أصحابه يطلبكم ف جع ل أجر مثله‬
‫يتحرقون عليكم تررقا‪ ,‬قد اجتمحع إليه كل من ترلف عنه يومكم وندموا على ما صنعوا قال‪ :‬ويلك ما‬
‫تقول؟ قال‪ :‬وال ما أراك ترحل حت ترى نواصي اليل فقال‪ :‬إزنا اجتمحعنا الكرة لنستأصلهم‪ ،‬قال‪ :‬فإن‬
‫أناك عن هذا‪ ،‬ففزر أبو سفيان ومن معه‪ ,‬فمحزر به ركب من عبد القيس فقال‪ :‬أين تريدون؟ قالوا‪ :‬الدينة‪،‬‬
‫قال‪ :‬هل تبلغون ممحدا رسالة حت أحل إبلكم هذه زبيبا بعكاظ‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فإن جئتمحوه فأخبوه‬
‫أنا قد اجتمحعنا اليوما لنستأصل بقزيتهم‪ ،‬فمحزر الركب برسول ال ‪ ‬وهم بمحراء السد فأخبوه بقول أب‬
‫)‪(2‬‬
‫سفيان فقالوا‪ } :‬حسبنا ال ونعم الوكيل { عن ابن عباس وابن إسحاق‪.‬‬
‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ‬ ‫ﮙ ﮚ ﮛ‬ ‫‪ -3‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮗ ﮘ‬
‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ‬
‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﭼ الشر‪.‬‬ ‫ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬

‫‪ (3)1‬ابن إسحاق‪ :‬ممحد بن إسحاق بن يسار الطلب الدن "السيرة النبوية"‪ ,‬تقيق أحد فريد الزيدي‪ ,‬دار الكتب‬
‫العلمحية‪ ,‬بيوت لبنان‪ ,‬الطبعة الول ‪1422‬هـ‪2004/‬ما ج ‪2‬ص ‪.351‬‬
‫‪ (1)2‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,93‬وانظر "السيرة النبوية"‪ ,‬الصدر السابق‪ ,‬ج ‪2‬ص ‪.349 ,348‬‬

‫‪15‬‬
‫قال الشيخ‪ } :‬هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب { يعن من بن النضي وكانوا بقرب الدينة }‬
‫من ديارهم { حصونم وأوطانم قال ابن إسحاق‪ :‬كان آخر بن النضي عندما رجع رسول ال ‪ ‬من‬
‫)‪(1‬‬
‫أحد وفتحم قريظة وانصرافه من الحزاب وبينهمحا سنتان‪.‬‬
‫هذه بعض المثلة الت صرح فيها بذكر ابن إسحاق‪ ,‬وأحيانا نده ل يصرح بذكر اسه‪ ,‬كأن يقول‪ ,‬وف‬
‫بعض اليسر‪ ,‬فمحثل عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬ ‫ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ﮟ ﮠ ﭼ الطلق‪ .‬قال‪ :‬ف تفسي قوله تعال}ومن يتق ال يعل له مرجا{‪ ,‬وروي أيض ا ف النزول‪,‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وف بعض السي أنا نزلت ف الكلب‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬طريقة إفادته من مصادره وموقأفه منها‬


‫وبعد أن ذكرنا أهم الصادر الت أفاد منها الشيخ‪ ،‬لبد لنا من أن نتعرف على طريقته ف الفادة منها‪،‬‬
‫فقد كانت على طرائق متلفة‪:‬‬
‫الطريقة الول‪ :‬إشارته إل الكتاب دون ذكر مؤلفه‪.‬‬
‫الطريقة الثانية‪ :‬ذكر الؤلف دون الشارة إل اسم الصدر‪.‬‬
‫الطريقة الثالثة‪ :‬ينقل عن الصدر ول يعزو إليه‪.‬‬
‫الطريقة الرابعة‪ :‬ينقل نقل حرفيا دون التصرف إل بالختصار‪.‬‬
‫الطريقة الولى‪ :‬إشارته إلى الكتاب دون ذكر مؤلفه‬
‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫من ذلك ما ذكره عند تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭼ إبراهيم‪.‬‬
‫حيث قال‪ :‬أي يهلكم أيها الكفار " ويأت بلق جديد " سواكم من بن آدما أطوع منكم وقيل من غي‬
‫بن آدما‪ ،‬ذكره ف الغرائب والعجائب)‪.(3‬‬

‫‪ (2)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.715‬‬


‫‪ (3)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.738‬‬
‫‪ (1) 3‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,321‬وانظر الكرمان‪ :‬ممحود بن حزة‪" ,‬غرائب التفسير وعجائب التأويل"‪ ,‬تقيق الدكتور شران‬
‫سركال يونس العجلي‪ ,‬دار القبلة للثقافة السلمية‪ ,‬جدة ومؤسسة علوما القرآن بيوت ج ‪1‬ص ‪.576‬‬

‫‪16‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ‬
‫ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭼ الكهف‪.‬‬
‫قال‪ :‬يعن موضع غروبا قال ف الغرائب والعجائب‪ :‬ذهب بعض الفسرين إل أن الشمحس تغرب ف وسط‬
‫العي وأن الاء يفور لول أصوات أهل مدينة بالغرب يقال لا جائر لا اثن)‪ .(1‬عشر ألف باب‬
‫لسمحعتم وقع هدتا إذا وقعت وال أعلم بذلك الب)‪.(2‬‬
‫ﮕ‬ ‫ﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫وعند تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ فصلت‪.‬‬ ‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫قال‪ :‬يعن أنمحا متفاوتان ف أنفسهمحا‪ ،‬فخذ بالسنة الت هي أحسن فادفع با السيئة الت ترد عليك من‬
‫بعض أعدائك‪ ،‬ومثال ذلك رجل أساء إليك إساءة فالسنة أن تعفو عنه والت هي أحسن أن تسن إليه‬
‫مكان إساءته إليك‪ ،‬مثال ذلك أن يذمك فتمحدحه‪ ،‬ويقتل ولدك فتفتدي ولده من يد عدوه‪ ،‬فإنك إذا‬
‫فعلت ذلك انقلب عدوك الشاق مثل الول المحيم مصافيا لك‪.‬قال ف الغرائب والعجائب عن علي عليه‬
‫السلما‪ :‬السنة حب آل رسول ال ‪ ،‬والسيئة بغضهم)‪.(3‬‬
‫فالشاهد من هذه المثلة الت أوردناها أن الشيخ نقل عن صاحب الغرائب والعجائب ول يذكر لنا من‬
‫هو‪.‬‬
‫الطريقة الثانية‪ :‬ذكر المؤلف دون الشارة إلى اسم المصدر‬
‫أذكر على سبيل المثلة التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬وعند تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬
‫ﯘ ﯙ ﯚ ﭼ العراف‪.‬قال‪ } :‬ولا سكت عن موسى الغضب {‪ ،‬قيل‪ :‬زال غضبه لتوبتهم } أخذ‬
‫)‪(4‬‬
‫اللواح { الت كان فيها التوراة } وف نسختها { يعن ما نسخ وكتب فيها‪ .‬عن أب مسلم‪.‬‬

‫‪ (2)1‬هكذا ف النص و الصواب لا اثنا عشر ألف باب لنه مبتدأ مؤخر‪.‬‬
‫‪ (3)2‬التفسي ص ‪ ,380‬وورد ف "غرائب التفسير وعجائب التأويل"‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪ ..." ,678‬وذهب بعضهم إل أنا‬
‫_ يعن الشمحس _ تغرب ف وسط العي وإن الاء يفور كغليان القدر لول أصوات أهل مدينة بالغرب يقال لا‬
‫"جابرسا"لا اثنا عشر ألف باب لسمحعتم وقع هدتا إذا وقعت"‪.‬‬
‫‪ (1)3‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,617‬وانظر""غرائب التفسير وعجائب التأويل"‪ ,‬ج ‪2‬ص ‪.1044‬‬
‫‪ (2)4‬التفسي‪ :‬ص ‪.215‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -2‬وعند قولة تعال‪ :‬ﭽ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﭼ الزلزلة‪ ،‬قال‪ :‬واختلفوا ف هذه الية‪:‬‬
‫قال أبو علي رحه ال)‪ ،(1‬حله على الرؤية على الزاء؛ لن الؤمن والتائب يرى السيئات مكفرة ويثاب‬
‫على السنات من غي تسي‪ .‬والكافر يرى حسناته مبطة‪ .‬وقال أبو هاشم)‪ (2‬يازى على أفعاله ل يضع‬
‫شيئا فإن كان مؤمنا يازى على حسناته‪ ,‬وإن كان كافرا يعاقب على ذنوبه)‪.(3‬‬
‫الطريقة الثالثة‪ :‬ينقل عن المصدر ول يعزو إليه‪.‬‬
‫إن نقل الفسر عن الصادر دون العزو إليها يعل القارئ ف حية من أمره ول يستطيع أن ييز بي قول‬
‫وآخر ول سيمحا إذا كان هذا القارئ من يهمحه هذا المر فيشق ويصعب عليه ذلك حينئذ؛ لن التمحييز‬
‫بي القوال من أشق العمحليات العلمحية الت ربا ل توصل إل نتيجة صحيحة؛ وذلك لنك ربا تظن أن‬
‫هذا الرأي لفلن ث يتبي لك بعد هذا البحث أنه لغيه وهكذا؛ فل يسلم لك من ذلك إل القوال الت‬
‫اشتهر أصحابا بنسبتها إليهم)‪.(4‬‬
‫والناظر ف تفسي العقم يد أنه قد تضمحن كثيا من المثلة الت تشهد بذلك نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -1‬عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬
‫ﯴ ﯵ ﯶﯶ ﯶﭼ البقرة‪ .٢٦٩ :‬قال الشيخ‪ }:‬يؤت الكمحة من يشاء { قيل ‪ :‬هو العلم والعمحل ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬هو علم القرآن ناسخه ومنسوخه‪ ,‬ومكمحه ومتشابه‪ ,‬وحلله وحرامه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬النبوة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬علم‬
‫الدين } إل أولوا اللباب { قيل ‪ :‬العلمحاء الكمحاء العمحال ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أولوا العقل)‪.(5‬‬
‫فهو يذكر لنا جلة من القوال ف تفسي الية‪ .‬دون أن يذكر لنا أو ينسب لنا هذه القوال إل أصحابا‬
‫ما يعلنا ل نيز قول على قول إل بالرجوع إل مصادر عديدة‪.‬‬
‫وقد أشار الماما القرطب ف تفسيه إل هذه القوال‪ ,‬فقال‪ :‬واختلف العلمحاء ف الكمحة هنا فقال السدي‪:‬‬
‫هي النبوة‪ ,‬وقال ابن عباس‪ :‬هي العرفة بالقرآن؛ فقهه ونسخه‪ ,‬ومكمحه ومتشابه‪ ,‬وغريبه ومقدمه ومؤخره‪,‬‬

‫‪ (3)1‬أبو علي البائي‬


‫‪ (1)2‬أبو هاشم‪ :‬هو عبد السلما ابن الشيخ أب علي ممحد بن عبد الوهاب ب شيخ العتزلة‪ ,‬أبو هاشم البائي له‬
‫تصانيف‪ ،‬مات ف سنة ‪ 321‬كهل‪ .‬ما روى شيئا‪ .‬انظر ترجته ف "ميزان العتدال في نقد الرجال" للماما الافظ‬
‫الذهب شس الدين ممحد بن أحد دراسة وتقيق‪ :‬الشيخ علي ممحد معوض‪ ,‬والشيخ عادل أحد عبد الوجود‪ ,‬دار‬
‫الكتب العلمحية بيوت لبنان‪ .‬الطبعة الول ‪1416‬هـ ‪1995 /‬ما‪ ،‬ج ‪4‬ص ‪.352‬‬
‫‪ (2)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.825‬‬
‫‪ (3)4‬أبو حسان‪ :‬جال ممحود "تفسير ابن عاشور التحرير والتنوير‪ :‬دراسة منهجية ونقدية" رسالة ماجستي الامعة‬
‫الردنية ‪1991‬ما ‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪ (4)5‬التفسي‪ :‬ص ‪.61‬‬

‫‪18‬‬
‫وقال قتادة وماهد ‪ :‬الكمحة هي الفقه ف القرآن‪ ,‬وقال ماهد ‪ :‬الصابة ف القول والفعل وقال ابن زيد ‪:‬‬
‫الكمحة العقل ف الدين وقال مالك بن أنس ‪ :‬الكمحة العرفة بدين ال والفقه فيه والتباع له وروى عنه ابن‬
‫القاسم أنه قال ‪ :‬الكمحة التفكر ف أمر ال والتباع له وقال أيضا ‪ :‬الكمحة طاعة ال والفقه ف الدين‬
‫والعمحل به‪ .‬وقال الربيع بن أنس الكمحة الشية وقال إبراهيم النحعي ‪ :‬الكمحة الفهم ف القرآن وقاله زيد‬
‫بن أسلم وقال السن ‪ :‬الكمحة الورع‪.‬‬
‫قال القرطب بعد ذكره القوال‪ :‬قلت ‪ :‬وهذه القوال كلها ما عدا قول السدي و الربيع و السن‪ ,‬قريب‬
‫بعضها من بعض؛ لن الكمحة مصدر من الحكاما‪ ,‬وهو التقان ف قول أو فعل‪ ,‬فكل ما ذكر فهو نوع‬
‫من الكمحة الت هي النس‪ ,‬فكتاب ال حكمحة وسنة نبيه حكمحة وكل ما ذكر من التفضيل فهو حكمحة‬
‫وأصل الكمحة ما يتنع به من السفه فقيل للعلم حكمحة؛ لنه يتنع به‪ ,‬وبه يعلم المتناع من السفه‪ ,‬وهو‬
‫كل فعل قبيحم‪ ,‬وكذا القرآن والعقل والفهم‪ ,‬وف البخاري ‪:‬‬
‫} من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين{)‪.(1‬وقال هنا ‪ } :‬ومن يؤت الكمحة فقد أوت خيا كثيا { وكرر‬
‫ذكر الكمحة ول يضمحرها اعتناء با وتنبيها على شرفها وفضلها)‪.(2‬‬
‫قلت‪ :‬وليت الشيخ رحه ال قاما بعزو تلك القوال إل أصحابا‪ ,‬ث ذكر رأيه ف تفسي الية‪ ,‬كمحا صنع‬
‫الماما القرطب‪ ,‬ولو فعل ذلك لكان شيئا جيدا‪.‬‬
‫ﭭ ﭼ‬ ‫‪-2‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ‬
‫البقرة‪ ،‬قال‪ :‬والنفس قيل بالوت‪ ,‬وقيل بالقتل‪ ,‬وقيل بالمراض‪ ,‬وقيل بالشيب)‪.(3‬‬
‫ومن العبارات الدالة على نقله من الصادر دون العزو إليها قوله‪’’ :‬عن أكثر الفسرين‪ ،‬جاعة من‬
‫الفسرين‪ ،‬ذهب بعض الفسرين‘‘‪ ،‬وغيها من العبارات‪ ،‬والسؤال الذي نطرحه من هم هؤلء الفسرون‬
‫الذين نقل عنهم وهل كانت أقوالم هي الت مشى عليها أكثر الفسرين على حد قوله أما أنه اكتفى‬
‫بالرجوع إل بعضها وقاما بنسبته إل الغي على جهة وعلى سبيل التعمحيم)‪.(4‬‬

‫‪ (1)1‬البخاري‪ :‬أبو عبد ال ممحد بن إساعيل‪" ,‬الجامع الصحيح"‪ ,‬تقيق مصطفى البغا‪ ,‬دار ابن كثي اليمحامة‪,‬‬
‫بيوت‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪1407‬هـ‪1987 /‬ما‪ ,‬كتاب العلم‪ ,‬باب من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪ ,39‬برقم‬
‫‪.71‬‬
‫‪ (2)2‬القرطب‪ :‬أبو عبد ال ممحد بن أحد بن أب بكر‪" ,‬الجامع لحكاما القرآن"‪ ,‬تقيق عبد ال بن السن التكي‪,‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ .‬بيوت‪ .‬الطبعة الول‪1421 ،‬هـ ‪2006 /‬ما‪ .‬ج ‪4‬ص ‪.357‬‬
‫‪ (3)3‬التفسي‪ :‬ص ‪36‬‬
‫‪ (4)4‬لزيد من المثلة انظر ص ‪371 ,292 ،54‬‬

‫‪19‬‬
‫وأحيانا ينقل عن كاتب ما‪ .‬لكن بطريقة غي مباشرة كأن يقول وعن فلن أو قال فلن ويتضحم فيمحا بعد‬
‫أن هذا الكلما غي منقول عنه مباشرة‪ .‬وإنا نقله من مصدر آخر ونسبه إليه مثال ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬قال عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﭼ الصافات‪ ،‬إناء فيه شراب وعن‬
‫الخفش)‪ ،(1‬كل كأس ف القرآن فهي المحر‪ ،‬وبالرجوع إل كتاب معان القرآن للخفش ل ند ذكرا لذا‬
‫الكلما إطلقا‪ .‬وقد أورده الزمشري ف الكشاف وأظنه أخذه منه دون أن يصرح بذلك ‪ ,‬كمحا وجدته‬
‫مذكورا أيضا ف تفسي الرازي‪ .‬وعند النيسابوري ف غرائب القرآن وأورده النسفي ف تفسيه بنصه كذلك‪.‬‬
‫وذكره ابن عادل ف لبابه‪ ،‬ونسب القرطب والشوكان هذا القول إل الضحاك والسدي)‪.(2‬‬
‫‪ -2‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﭼ السراء‪،‬قال‪ :‬قال أبو عبيده كل موضع خالطته ووطئته فقد جسته وحسته‪.‬‬

‫‪ (1)1‬الخفش‪ :‬هو أبو السن سعيد بن مسعدة‪ ,‬الخفش الوسط‪ ,‬مول بن دارما من أهل بلخ ‪ ,‬توف سنة ‪.210‬‬
‫انظر ترجته ف "بغية الوعاة"‪ ,‬للسيوطي‪ .‬جلل الدين عبد الرحن تقيق‪ :‬د علي ممحد عمحر ‪ ,‬مكتبة الاني‪ ,‬القاهرة‬
‫الطبعة الول ‪1426‬هـ‪2005 /‬ما‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ .570‬و"إنباه الرواة على أنباه النحاة" للقفطي‪ :‬جال الدين أب‬
‫حسن علي بن يوسف‪ .‬تقيق‪ :‬ممحد أبو الفضل إبراهيم دار الفكر العرب‪ ،‬القاهرة الطبعة الول‪1406 ،‬هـ ‪/‬‬
‫‪1986‬ما‪ ،‬ج ‪،5‬ص ‪ ,39‬و"طبقات النحوبين "‪ ،‬للزبيدي‪ ,‬أبو بكر ممحد بن السن الندلسي تقيق ممحد أبو‬
‫الفضل إبراهيم‪ .‬دار العارف‪ ,‬الطبعة الثانية‪ ،‬ص ‪.73 / 72‬‬
‫‪ (2)2‬الزمشري‪ :‬أبو القاسم ممحود بن عمحر الوارزمي "الكشاف عن حقائق التنزيل‪ ,‬وعيون القأاويل في وجوه‬
‫التأويل" تقيق عبد الرزاق الهدي‪ ,‬دار التاث العرب بيوت الطبعة الثانية ‪1421‬هـ ‪2001 /‬ما ج ‪ 4‬ص ‪،50‬‬
‫و"مفاتيح الغيب"‪ :‬للماما فخر الدين بن ضياء الدين‪ .‬دار الفكر الطبعة الثالثة ‪1405‬هـ ‪1985 /‬ما‪ .‬ج ‪ ،13‬ص‬
‫‪ ،137‬و"غرائب القرآن ورغائب الفرقأان للنيسابوري" ‪ :‬نظاما الدين السن بن ممحد بن حسي القمحي‪ ,‬تقيق‬
‫الشيخ زكريا عمحيان‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ .‬بيوت‪ .‬الطبعة الول ‪ 1416‬هـ ‪ 1996 /‬ما ج ‪ ،5‬ص ‪ ،560‬و"مدارك‬
‫التنزيل وحقائق التأويل للنسفي"‪ :‬أب البكات عبد ال بن أحد ممحود حققه يوسف علي بديوي‪ .‬د مي الدين ديب‬
‫مستو‪ .‬دار ابن كثي ‪ .‬دمشق‪ .‬بيوت‪ .‬الطبعة الول ‪1426‬هـ‪2005 /‬ما‪ .‬ج ‪ ،3‬ص ‪123‬‬
‫وابن عادل‪ :‬أبو حفص عمحر بن علي الدمشقي النبلي‪" .‬اللباب في علوما الكتاب"‪ ،‬تقيق عادل أحد عبد الوجود‬
‫علي ممحد عمحر‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت لبنان‪ .‬الطبعة الول ‪1419‬هـ ‪1998 /‬ما ج ‪ 16‬ص ‪ 300‬و"الجامع‬
‫لحكاما القرآن" للقرطب أب عبد ال ممحد بن أحد بن أب بكر‪ .‬تقيق عبد ال بن السن التكي مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫بيوت‪ .‬الطبعة الول‪1421 ،‬هـ ‪2006 /‬ما‪ .‬ج ‪ ،18‬ص ‪.30‬‬
‫و"فتح القدير"‪ .‬للشوكان ممحد بن علي بن ممحد دار العرفة بيوت‪ .‬ج ‪ ،4‬ص ‪.393‬‬

‫‪20‬‬
‫وبالرجوع إل ماز القرآن لب عبيدة)‪ (1‬ل ند له ذكرا‪ .‬وإنا ذكره ابن منظور ف لسان العرب عن أب‬
‫عبيده‪ .‬والزهري ف تذيب اللغة عن أب عبيدة وكذلك الزبيدي ف تاج العروس)‪ (2‬عن أب عبيدة‪.‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ‬
‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬
‫ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﭼ الائدة قال‪ :‬قال الفراء)‪ :(3‬أعزرته إذا أرددته‬
‫عن الظلم ومنه التعزير؛ لنه ينع صاحبه عن معاودة القبيحم‪ .‬وقد رجعت إل كتابه معان القرآن كذلك‬
‫ول أجده‪ .‬ول أدري من أين جاء به الشيخ‪.‬‬
‫ومن خلل المثلة السابقة يتبي لنا أن من منهج الشيخ رحه ال عدما النقل من الكاتب مباشرة وإنا‬
‫ينقل عن من ينقل عن الكاتب دون أن يشي إل ذلك أو يصرح به وهذا ما نعيبه عليه؛ إذ من الصعوبة‬
‫بكان أن تظن أن قول ما لكاتب ث لا ترجع إل صاحب هذا القول ل تده‪.‬‬
‫الطريقة الرابعة‪ :‬النقل حرفيا‪.‬‬
‫قال عند تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ البقرة‪ ،‬قيل جع‬
‫التقوى ف قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬
‫ﮌ ﭼ النحل‪ ،‬وعن ابن عباس‪ :‬التقي الذي يتقي الشر والكبائر والفواحش‪ .‬وقد رجعت إل تفسي‬
‫)‪(4‬‬
‫الثعلب فوجدته مأخوذا منه بنصه‬

‫‪ (1)1‬أبو عبيدة‪ :‬هو معمحر بن الثن التيمحي البصري النحوي العلمة‪ .‬يقال إنه ولد ف سنة عشر ومائة ف الليلة الت مات‬
‫فيها السن البصري‪ .‬انظر "إنباه الرواة" ج ‪ ،3‬ص ‪ ،280‬وبغية الوعاة‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪ ،284‬و"طبقات النحويين‬
‫واللغويين"‪ ،‬ص ‪ 175‬مصادر سابقة‪.‬‬
‫‪ (2)2‬انظر‪" :‬لسان العرب" لبن منظور أب الفضل جال الدين ممحد بن مكرما د ارصادر بيوت الطبعة الول‬
‫‪2000‬ما ج ‪ ،3‬ص ‪" .240‬تهذيب اللغة" للهروي‪ :‬أب منصور ممحد بن احد بن الزهر تقيق د احد عبد الرحن‬
‫ميمحر دار الكتب العلمحية بيوت الطبعة الول ‪1425 ,‬هـ‪2004 /‬ما ج ‪ ،8‬ص ‪" ،401‬تاج العروس من جواهر‬
‫القاموس" للزبيدي‪ :‬مب الدين أب فيض السيد ممحد مرتض السين الو اسطي‪ .‬تقيق‪ .‬علي شيي‪ .‬دار الفكر‪.‬‬
‫بيوت لبنان‪1414 .‬هـ ‪1994 /‬ما ج ‪ ،8‬ص ‪.233‬‬
‫‪ (3)3‬الفراء‪ :‬هو أبو زكريا يي بن زياد عبد ال بن منصور الديلمحي الفراء كان أعلم الكوفيي بالنحو بعد الكسائي انظر‬
‫"طبقات النحويين واللغويين" ص ‪" ،123‬بغية الوعاة"‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪" ،322‬إنباه الرواة"ج ‪ ،4‬ص ‪،20‬‬
‫مصادر سابقة‪.‬‬
‫‪ (1)4‬الثعلب‪ :‬أحد بن ممحد بن إبراهيم أبو إسحاق‪"،‬الكشف والبيان في تفسير القرآن"‪ ،‬تقيق الشيخ سيد كسروي‬
‫حسن دار الكتب العلمحية بيوت لبنان الطبعة الول ‪1425‬هـ‪2004/‬ما ‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪67‬‬

‫‪21‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬
‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ البقرة‪ ،‬قال‪ :‬قال الثعلب وذلك أنه وجد قتيل من بن إسرائيل اسه عاميل ول‬
‫يدروا من قتله‪ .‬واختلفوا ف سبب قتله قيل كان رجل كثي الال وله ابن عم مسكي ل وارث له غيه‬
‫فلمحا طال عليه موته قتله ليثه وقيل كان لعاميل هذا ابنة عم يضرب با الثل ف بن إسرائيل ف السن‬
‫والمحال فقتل ابن عمحها أباها لينكحها‪ .‬وقيل قتله ابن أخيه لينكحم ابنته فلمحا قتل حلوه من قرية إل قرية‬
‫)‪(1‬‬
‫أخرى وألقوه هناك‬
‫ومن النقولت الرفية أيضا ما نقله عن الزمشري عند تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬
‫ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﭼ البقرة‪ ،‬حيث قال‪:‬‬
‫قال جار ال‪ :‬والياء تغي وانكسار يعتي النسان من خوف ما يعاب به أو يذما واشتقاقه من الياة)‪.(2‬‬
‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬
‫ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ‬
‫ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ‬
‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﭼ النساء‪ ،‬قال‪ :‬يعن وأدوا إليهن مهورهن بغي مطل وضرار وإحواج إل‬
‫القتضاء‪.‬قال جار ال فإن قلت‪ :‬الوال هم ملك مهورهن لهن والواجب أداؤها إليهم فلم قيل‪ :‬وآتوهن؟‬
‫قلت)‪ ،(3‬لنن وما ف أيديهن مال الوال فكان أداؤها إليهن أداء إل الوال أو على أن أصله‪ :‬فآتوا‬
‫مواليهن فحذف الضاف)‪.(4‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭼ الفلق‪ ،‬قال‪ :‬قيل السحر‪ .‬وذكر أبو مسلم أن‬
‫النفاثات ف العقد هي النساء)‪ .(5‬وقول أب مسلم ذكره الماما الرازي ف تفسيه للية‪ ,‬قال‪ :‬ف الية‬
‫قولن‪ :‬الول أن النفث النفخ مع الريق‪ .‬والقول الثان‪ :‬وهو اختيار أب مسلم أي النساء ف العقد)‪.(6‬‬
‫وإذ قد عرفنا بعض الطرق الت يستخدمها الشيخ ف الفادة من مصادره‪ ,‬يدر بنا أن نبي موقفه منها‬
‫وأقصد بوقفه هنا هل كان ينقل من تلك الصادر ويوافق على ما ينقله ويؤيد؟ أما ينقل ويسكت ول‬

‫‪" (2)1‬الكشف والبيان"‪ :‬مصدر سابق‪،‬ج ‪ ،1‬ص ‪134‬‬


‫‪" (3)2‬الكشاف"‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪140‬‬
‫‪ (1)3‬القائل الماما الزمشري‪.‬‬
‫‪" (2)4‬الكشاف"‪ :‬الصدر السابق ج ‪ ،1‬ص ‪.532‬‬
‫‪ (3)5‬انظر التفسي ص ‪ , 849‬وانظر ص ‪.460‬‬
‫‪" (4)6‬مفاتيح الغيب"‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ج ‪ ،16‬ص ‪195‬‬

‫‪22‬‬
‫يعقب على ذلك بشيء ل سلبا ول إيابا؟ أما أنه ينقل لكنه ل يكتفي بالنقل بل يناقش ويرد؟ هذا ما‬
‫سيظهر لنا من خلل استعراضنا لبعض المثلة‪.‬‬
‫أول‪ :‬النقل عن الؤلف والسكوت على كلمه دون تعقيب‪.‬‬
‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬ ‫فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ‬
‫ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ يوسف‪ ،‬قال‪ :‬أي لول أن رأى برهان ربه لضربا‪ ,‬ولو ضربا لهلكه‬
‫أهلها‪ ,‬وكانت تدعي عليه الراودة على القبيحم‪ .‬وأنه ضربا لمتناعها فأراه ال البهان‪ .‬وأما البهان الذي‬
‫رآه فقد اختلف فيه على أقوال‪ :‬أولا‪ :‬حجة ال تعال ف تري الزنا‪ .‬والعلم با ف الزنا من العقاب‪ .‬وقيل‬
‫هو ما آتاه ال سبحانه من آداب أنبيائه ف العفاف وصيانة النفس عن الرجاس وقيل‪ :‬هي النبوة الانعة‬
‫من ارتكاب الفواحش وقيل‪ :‬كان ف البيت صنم فستته بأن ألقت عليه ثوبا فقالت أستحي منه فقال‬
‫يوسف تستحي من الصنم وأنا استحي من الواحد القهار‪ ,‬وقيل رأى العزيز‪ ,‬وقيل رأى جبيل عليه‬
‫‪(1) .‬السلما‪ ,‬وقيل رأى يعقوب‪ ,‬روى ذلك جار ال ف الاكم وال أعلم‬
‫فأنت ترى أنه نقل بعض هذه القوال عن الزمشري غي ذاكر رأيه ول موقفه منها وهذا كثي ف‬
‫تفسيه)‪.(2‬‬
‫ﯶﯶﯸﯶﯶﯶﯶﯶ ﯶﯶﯹ ﯺﯶﯶﯶﯶﯶﯶ ﯻ ﯼ ﯽ ﭼ الفرقان‬ ‫ﯶﯷ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯴ ﯵ‬
‫قال‪ :‬قال أبو علي رحه ال يتمحل نارا يعذبون با ف قبورهم‪ ,‬ويتمحل إذا كان يوما القيامة اعتدنا لم‬
‫ثانيا‪ :‬النقل عن الكاتب وموافقته‪.‬‬

‫‪ (5)1‬ذكر الماما الزمشري قريبا من هذا الكلما‪ ,‬غي أنه ل يذكر عن الاكم شيئا ‪,‬ولست أدري ل أقحمحه هنا‪ ,‬انظر‬
‫الكشاف مصدر سابق‪,‬ج ‪2‬ص ‪.431‬‬
‫‪ (1)2‬انظر التفسي‪ :‬ص ‪ ,561‬قال الدكتور أبو شهبة‪ :‬وهذه القوال الت أسرف ف ذكرها هؤلء الفسرون‪ :‬إما‬
‫إسرائيليات وخرافات‪ ,‬وضعها زنادقة أهل الكتاب القدماء‪ ,‬الذي أرادوا با النيل من النبياء والرسلي‪ ,‬ث حلها معهم‬
‫أهل الكتاب‪ ,‬الذين أسلمحوا وتلقاها عنهم بعض الصحابة‪ ,‬والتابعي بسن نية‪ ,‬واعتمحادا على ظهور كذبا وزيفها‪ ,‬وإما‬
‫أن تكون مدسوسة على هؤلء الئمحة‪ ,‬دسها عليهم أعداء الديان‪ ,‬كي تروج تت الستار‪ ,‬وبذلك يصلون إل ما يريدون‬
‫من إفساد العقائد‪ ,‬وتعكي صفو الثقافة السلمية الصيلة الصحيحة‪ ,‬وهذا ما أميل إليه‪ .‬انظر‪" ,‬السرائيليات‬
‫والموضوعات في كتب التفسير"‪ ,‬للدكتور أبو شهبة ممحد بن ممحد‪ ,‬دار اليل بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1413‬هـ‪/‬‬
‫‪1992‬ما‪ ,‬ص ‪ .225‬فالشاهد من هذا أن الشيخ أورد هذه الروايات ف البهان الذي رآه يوسف عليه السلما‪ ,‬لكنه ل‬
‫يعلق على ذلك بشيء‪ ,‬ووقف منها موقف الساكت‪.‬‬
‫‪ (2)3‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,463‬ص ‪ ,122‬ص ‪.177‬‬

‫‪23‬‬
‫تأثر الكاتب بكاتب ما يعله مؤيدا وموافقا له ف كثي ما يذهب إليه ولذا فإن الشيخ كغيه من‬
‫الفسرين تأثر بن نقل عنهم ورجع إل تفاسيهم ف الكشف عن العن الراد من الية وهذا الصنيع غي‬
‫ملوما عليه ف القيقة فكم من تلمحيذ تأثر بشيخه ف كتاباته وف أفكاره وآرائه بل قد تده يتعصب له‬
‫أحيانا‪ .‬يقول إلكيا الراسي ف مقدمة كتابه أحكاما القرآن‪’’ :‬فإن لا تأملت مذاهب القدماء العتبين‬
‫والعلمحاء التقدمي والتأخرين واختبت مذاهبهم وآراءهم ولظت مطالبهم وأباثهم رأيت مذهب الشافعي‬
‫رضي ال عنه وأرضاه أسدها وأقومها وأرشدها وأحكمحها حت كان نظره ف كب آرائه ومعظم أباثه يرقى‬
‫عن حد الظن والتخمحي إل درجة الق واليقي‘‘)‪.(1‬‬
‫وف ما يلي‪ :‬ذكر لبعض المثلة الت تدل على أن الشيخ نقل نقولت وأيد ووافق فيها أصحابا معبا‬
‫بألفاظ متلفة توحي بأنه يرتضي هذا القول ويؤيده‪.‬‬
‫‪ -1‬فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ الكهف‪ ،‬قال‪ :‬ف الاكم ويدل على أن العتزال اسم مدح لذلك وصفهم‬
‫به)‪ .(2‬ورأي الاكم أنا أورده هنا على جهة التأيد والوافقة له؛ إذ لو ل يكن موافقا لذا الستنتاج الذي‬
‫خرج به الاكم من فهمحه للية‪ ,‬لا ذكره هنا‪.‬‬
‫ﮕ ﮖ‬ ‫‪ -2‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ فصلت‪ ،‬قال‪ :‬ف الغرائب والعجائب عن علي عليه السلما‬ ‫ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫السنة حب آل رسول ال ‪ ,‬والسيئة بغضهم‪ .‬فإذن ل شك أن مثل هذا القول يتبناه الشيخ ويرتضيه؛‬
‫لنه جاء ف معرض الديث عن آل البيت؛ ولن الشيخ زيدي الذهب فإن كل قول وكل رأي يدح آل‬
‫البيت ويثن عليهم‪ ,‬يؤيده ويأخذ به)‪.(3‬‬
‫‪ -3‬وما يدل على موافقته على كلما الكاتب وتأييده له قوله وهو الوجه‪ ،‬وهو الصحيحم‪ ،‬والكثر على‬
‫أنه‪ ،‬والول الوجه‪ ،‬والول الظهر مثال ذلك قال ف تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫ﭗ ﭼ يونس‪ ،‬قال‪ :‬قيل اسم للقرآن‪ ,‬وقيل اسم للسورة‪ ,‬وقيل معناه أنا الرب ل رب غيي وقيل اسم‬
‫ال تعال وقيل هو قسم كأنه قيل وال تلك آيات الكتاب الكيم‪ ,‬وقيل الراد به القرآن‪ ,‬وقيل تلك إشارة‬
‫إل ما كان وعد ال بأن يعطيه‪ ,‬وقيل تلك إشارة إل ما تقدما من الكتب مثل التوراة والنيل وغيها‪.‬‬

‫‪ (3)1‬الراسي‪ :‬إلكيا عمحاد الدين بن ممحد الطبي "أحكاما القرآن" دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت لبنان‪ ,‬الطبعة الول‪,‬‬
‫‪1403‬هـ ‪1983 /‬ما‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪.2‬‬
‫‪ (1)2‬التفسي‪ ،‬ص ‪.369‬‬
‫‪ (2)3‬انظر"غرائب التفسير وعجائب التأويل"‪ ,‬ج ‪2‬ص ‪ ,1044‬وسيأت الديث عن ولئه ونصرته لذهبه الزيدي ف‬
‫موضعه من هذا البحث ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫والوجه الول قاله الاكم)‪ .(1‬ويقصد بقوله والوجه الول القول الول‪ ,‬وهو أن الراد بتلك القرآن‪ ,‬فإذن‬
‫يفهم من هذا أنه يوافق الاكم الشمحي ويذهب إل ما ذهب إليه‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬النقل عن الكاتب ومناقشته‪:‬‬
‫إن الشيخ وإن كان قد نقل عن الكاتب وسكت عنه ف مواطن‪ ,‬وأيده ووافقه ف مواطن أخرى كمحا مر‬
‫معنا‪ ,‬فإننا نده ف مقابل ذلك يناقش بعض القوال تارة‪ ,‬ويرجحم بعضها على بعض تارة أخرى‪ .‬وإن‬
‫كان هذا يعد قليل ف تفسيه‪ ,‬لكن الذي يقرأ تفسيه بدقة وتركيز يلحظ هذا وسأذكر ناذج من هذا‬
‫الصنيع فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ‬
‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬
‫ﯨ ﯩﯪ ﯫ‬ ‫ﯦ ﯧ‬ ‫ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ‬
‫ﯶﯶﯷﯶﯶﯶﯶﯶ ﯸ ﯶﯶﯹﯺﯶﯶﯶﯶﯶﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ‬ ‫ﯶ‬ ‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬
‫ﰃــــ ﰄــــ ـــــ ﰅ ﭼ النساء‪ ،‬قال ذهب بعضهم إل أن فوق زائدة وفيه ضعف‬ ‫ـــــ ﰁـــــ ﰂــــ‬
‫ﰀ‬
‫لقوله تعال ’’فلهن‘‘ والعن فإن كن جاعات بالغات ما بلغن من العدد فلهن ماللبنتي؛ وهو الثلثان‪,‬‬
‫ومياث البنتي مقيس على الختي بطريق الول)‪.(2‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ‬
‫ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﭼ التوبة‪.‬‬
‫قال‪ :‬قيل الفقي الذي ليس له بلغة من العيش والسكي الذي ل شيء له وهو قول الادي عليه السلما‬
‫وبه قال أبو حنيفة وأصحابه وهو قول أهل اللغة أيضا وقيل السكي من له شيء والفقي من ل شيء له‬
‫ﮚ ﮛ‬ ‫وهو قول الشافعي واحتج بقوله تعال‪ :‬ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ‬
‫ﮢ ﮣ ﮤ ﭼ الكهف‪ ،‬وأجيب عن ذلك بأنم كانوا يعمحلون‬ ‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬ ‫ﮜ‬
‫عليها‪ ،‬وقيل‪ :‬الساكي يتفاضلون ف السكنة)‪.(3‬‬
‫جاء ف اللباب‪ :‬والفقي من له أدن شيء أي دون النصاب والسكي أدن حال من الفقي وهو من ل‬
‫شيء له وهذا مروي عن أب حنيفة وقد قيل العكس)‪.(4‬‬

‫‪ (3)1‬التفسي ص ‪ 262‬وانظر كذلك ص ‪.838 / 719 / 640 / 611 / 499 / 485 /198‬‬
‫‪ (1)2‬التفسي ص ‪101‬‬
‫‪ (2)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.249‬‬
‫‪ (3)4‬اليدان عبد الغن الغنيمحي الدمشقي‪" ,‬اللباب في شرح الكتاب"‪ ,‬تقيق ممحود أمي النواوي‪ ,‬دار الكتاب العرب‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪.79‬‬

‫‪25‬‬
‫وقال الماما الكاسان‪ :‬واختلف أهل التأويل واللغة ف معن الفقي والسكي وف أن أيهمحا أشد حاجة‬
‫وأسوأ حال قال السن الفقي الذي ل يسأل والسكي الذي يسأل وهكذا ذكره الزهري وكذا روى أبو‬
‫يوسف عن أب حنيفة وهو الروي عن ابن عباس رضي ال عنهمحا)‪.(1‬‬
‫وقال الماما الشافعي رحه ال‪ :‬الفقي وال أعلم‪ :‬من ل مال له ول حرفة تقع منه موقعا زمنا كان أو غي‬
‫زمن‪ ,‬سائل كان أو متعففا‪ ,‬والسكي من له مال أو حرفة ل تقع منه موقعا‪ ,‬ول تغنيه سائل كان أو غي‬
‫سائل)‪.(2‬‬
‫‪ – 3‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﭼ إبراهيم‪.‬قال‪ :‬قال ف الغرائب والعجائب)‪ ,(3‬إن ال بعث جيع الكتب إل‬
‫جبيل عليه السلما بالعربية وأمره أن يأت رسول كل قوما بلغتهم وهذا ليس بصحيحم؛ لن قوله ليبي لم‬
‫ضمحي القوما وهم العرب فيؤدي أن ال أنزل التوراة من السمحاء بالعربية ليبي للعرب‪ ,‬قالوا وهذا معن‬
‫فاسد)‪.(4‬‬

‫‪ (4)1‬الكاسان‪ :‬علء الدين أبو بكر بن مسعود النفي‪" ,‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" ‪,‬دار الكتب العلمحية‬
‫بيوت لبنان الطبعة الثانيه ‪ 1406‬هـ ‪1986 /‬ما ج ‪4‬ص ‪.123‬‬
‫‪ (1)2‬الشافعي‪ :‬أبو عبد ال ممحد بن إدريس القرشي كتاب "الما" تقيق علي ممحد وعادل أحد دار إحياء التاث‬
‫العرب بيوت لبنان ‪1422‬هـ ‪2001 /‬ما‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪338‬‬
‫‪" (2)3‬غرائب التفسير وعجائب التأويل"‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪.574‬‬
‫‪ (3)4‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,319‬وانظر أمثلة أخرى ص‪.240 / 634 / 778 / 759 / 460 / 824 /‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫البناء الهيكلي في تفسير العقم‬
‫توطئة‪:‬‬
‫يتضحم للباحث من خلل قراءته ف تفسي العقم أن مؤلفه قد بدأ فيه بتفسي سور القرآن الكري على‬
‫التتيب العهود ف الصحف‪ ،‬حيث ابتدأه بتفسي سورة الفاتة واختتمحه بتفسي سورة الناس‪ .‬وقد راعى ف‬
‫تفسي السورة الوانب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬يذكر عدد آياتا‪.‬‬
‫‪ -2‬مكيها ومدينها‪.‬‬
‫‪ -3‬السورة الت نزلت بعدها‬
‫‪ -4‬سبب نزولا إن كان لا سبب‬
‫‪ -5‬أين ومت نزلت‪.‬‬
‫‪ -6‬أساء السورة إن كان لا اسم‬
‫‪ -7‬الحاديث الواردة ف فضلها‬
‫تطبيق نموذجي على الكلما السابق‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫الثال الول‪ :‬سورة الائدة‪.‬‬
‫عدد آياتا‪ :‬مائة وعشرون آية‬
‫مدنية‪.‬‬
‫النزول‪ :‬نزلت بعرفات يوما المحعة‪ ,‬ف عشر عرفة‪.‬‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.135‬‬

‫‪27‬‬
‫الحاديث الواردة ف فضلها‪ :‬قال الشيخ‪ :‬روي عن رسول ال ‪ ‬أنه قال‪" :‬من قرأ سورة الائدة أعطي من‬
‫الجر عشر حسنات‪ ,‬ومي عنه عشر سيئات‪ ,‬ورفع له عشر درجات‪ ,‬بعدد كل يهودي‪ ,‬ونصران ف‬
‫الدنيا")‪.(2)(1‬‬
‫)‪(4)(3‬‬
‫وعن النب ‪" :‬الائدة من آخر القرآن نزول‪ ,‬فأحلوا حللا وحرموا حرامها"‪.‬‬
‫)‪(5‬‬
‫الثال الثان‪ :‬سورة التوبة‪.‬‬
‫عدد آياتا‪:‬مائة وعشرون آية‪.‬‬
‫مدنية‪ .‬غي آيتي "لقد جاءكم" إل آخرها‪.‬نزلتا بكة‪.‬‬
‫النزول‪ :‬هي آخر ما نزل بالدينة‪ ,‬غي اليتي الذكورتي‪.‬‬
‫أساء السورة‪ :‬يقول‪ :‬قال جار ال‪ :‬لا عدة أساء‪ :‬براءة‪ ,‬التوبة‪ ,‬القشقشة‪ ,‬البعثرة‪ ,‬الخزية‪ ,‬الفاضحة‪,‬‬
‫)‪(6‬‬
‫الثية‪ ,‬الافرة‪ ,‬النكلة‪ ,‬الدمدمة‪ ,‬سورة العذاب‪.‬‬
‫وهذا النهج الذي سار عليه ف تفسيه)‪.(7‬‬

‫المبحث الول‪ :‬طريقة عرضه للتفسير‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.135‬‬


‫‪ (2)2‬قال الزيلعي‪ :‬رواه الثعلب والواحدي من حديث سلما بن سليم الدائن ثنا هارون بن كثي عن زيد بن أسلم عن‬
‫أبيه عن أب أمامة عن أب بن كعب قال‪ :‬قال رسول ال‪ ...‬فذكره‪ .‬ورواه ابن الوزي ف الوضوعات من طريق أب بكر‬
‫بن أب داود السجستان ثنا ممحد بن عاصم ثنا شبابة بن سوار ثنا ملد بن عبد الواحد عن علي بن زيد بن جدعان‬
‫وعطاء بن أب ميمحونة عن زر بن حبيش عن أب بن كعب عن النب‪ ...‬فذكره بزيادة فضل سورة سورة‪ .‬انظر الزيلعي‪:‬‬
‫جال الدين أبو ممحد عبد ال بن يوسف بن ممحد‪" ,‬تخريج الحاديث والثار الواقأعة في تفسير الكشاف‬
‫للزمخشري"‪ ,‬تقيق عبد ال بن عبد الرحن السعد‪ ,‬دار ابن خزية – الرياض‪ ,‬الطبعة الول‪1414 ,‬هـ‪ ,‬ج ‪ 1‬ص‬
‫‪.430‬‬
‫‪ (3)3‬التفسي‪:‬ص ‪.135‬‬
‫‪ (4)4‬قال الزيلعي‪:‬ل أجده مرفوعا‪ ,‬وإنا وجدته موقوفا على عبد ال بن عمحرو بن العاص‪ ,‬وعلى عائشة‪ .‬انظر"تخريج‬
‫الحاديث والثار الواقأعة في تفسير الكشاف للزمخشري"‪ ,‬الرجع السابق‪,‬ج ‪1‬ص ‪.377‬‬
‫‪ (5)5‬التفسي‪ :‬ص ‪.238‬‬
‫‪ (6)6‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,238‬وانظر الكشاف‪ ,‬ح ‪2‬ص ‪.229‬‬
‫‪ (7)7‬التفسي‪ :‬ص ‪462.438.333.292.262,66.11‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -1‬الميل إلى الختصار بقدر المكان‬
‫إن السمحة البارزة ف تفسي العقم هي اليل إل الختصار ما أمكن‪ ،‬ولكنه اختصار غي مل‪ ,‬ويعتب‬
‫تفسيه من التفسي المحلي أعن أنه ل يأت بالية كاملة ث يشرع ف تفسيها وبيان ما فيها من الغريب‬
‫والشكل‪ ...‬ال‪،‬كمحا يفعل غيه من الفسرين أصحاب الطولت كالماما الرازي والماما القرطب والماما‬
‫الطبي‪ ،‬بل يزئ الية منذ البداية حسب جلها التعددة‪ ،‬فيقوما بتفسي أهم المحل والكلمحات الواردة‬
‫فيها تاركا الواضحم منها دون تفسي‪ ،‬والسبب كمحا قدمت يرجع إل طبيعة تفسيه فإنه متصر أصل‪.‬‬
‫فمحثل عقد قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﭼ الشعراء‪ ،‬بعد‬ ‫ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬ ‫ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ‬
‫أن يذكر عدد آيات السورة يقول مائتان وسبع وعشرون آية مكية غي )و الشعراء يتبعهم الغاوون( فإنا‬
‫مدنية إل آخرها)‪ .(1‬يأت على تفسيها فيقول‪’’ :‬طسم‪ :‬اسم للسورة‪ ،‬وقيل من أساء القرآن‪ .‬وقيل هو‬
‫من أساء ال؛ تلك‪ :‬قيل هذه السورة وقيل هذه اليات؛ آيات الكتاب البي‪ :‬يعن بي الق من الباطل؛‬
‫لعلك باخع نفسك‪ :‬قاتل نفسك يا ممحد‘‘)‪.(2‬‬
‫ث ينتقل الشيخ إل الية الت بعدها فيقسمحها كمحا يفعل ف الية السابقة‪ ،‬ث يشرع ف تفسي الية‬
‫الامسة تاركا الية الت قبلها دون تفسي‪ .‬وهي قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬
‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ الشعراء‪ .‬وذلك إما أنه فسر آية مشابة لا سبقتها أو أنه يرى أنا ليست‬
‫باجة إل تفسي ومزيد بيان؛ إذ من أشكل الشكلت توضيحم الواضحات كمحا يقال‪ .‬وعند قوله تعال‪:‬‬
‫ﯚ ﯛ ﭼ‬ ‫ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬
‫الشعراء‪ ،‬يقول ف تفسيها‪’’ :‬قال’’‪ :‬موسى‪} ،‬ويتك قوله تعال‪ :‬رب أن أخاف أن يكذبون‪ ،‬لنا‬
‫واضحة ول إشكال فيها{ ويضيق صدري بتكذيبهم؛ ول ينطلق لسان للعقدة الت فيه؛ فأرسل إل‬
‫هارون‪ ،‬أرسل إليه جبيل‪،‬واجعله نبيا وآزرن به واشدد به عضدي)‪.(3‬‬
‫وأحيانا نده ييل لبعض اليات إذا تكررت معه فيقول‪ :‬قد تقدما القول فيها‪ ،‬أوقد تقدما الكلما فيه أو‬
‫نوا من هذا‪ .‬فمحثل عند حديثه عن الروف القطعة ف أوائل السور‪ ،‬وعند مطلع سورة أل عمحران ﭽﭑ‬
‫ﭙ ﭚ ﭼ آل عمحران‪ .‬يقول‪ ’’ :‬أل قد بينا‬ ‫ﭗ ﭘ‬ ‫ﭕ ﭖ‬ ‫ﭒ ﭓ ﭔ‬
‫ما قيل فيه’’ )‪.(4‬‬
‫‪ (1)1‬وهذا الكلما ليس بصحيحم فسورة الشعراء مكية كلها‪ ,‬على ما سيأت بيانه‪.‬‬
‫‪ (2)2‬التفسي‪ :‬ص ‪462‬‬
‫‪ (3)3‬التفسي‪ :‬ص ‪473‬‬
‫‪ (1)4‬التفسي‪ :‬ص ‪66‬‬

‫‪29‬‬
‫وف قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫ﭼ الرعد‪.‬‬
‫يقول‪ :‬الر قد تقدما الكلما فيه)‪.(1‬‬
‫‪ -2‬عدما تقيده بنمط معين في التفسير‪:‬‬
‫ل ينهج الشيخ نجا واحدا ف تفسيه الية فأحيانا نده يبتدئ ف تفسيه للية بذكر سبب نزولا‪,‬‬
‫وأحيانا يقدما الحاديث الؤكدة لعناها‪ ,‬وأحيانا أخرى يبتدئ بذكر القراءات القرآنية الواردة فيها وهكذا‪,‬‬
‫وهكذا‪ .‬ولتوضيحم ذلك‪ ,‬أذكر المثلة التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬بدؤه تفسي الية بذكر سبب نزولا ث ذكر العن‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ‬
‫ﯺ ﯻ ﯼ ﭼ البقرة‪.١٨٦ :‬‬
‫حيث قال عند هذه الية‪ :‬الية نزلت ف رجل من العرب‪ .‬قال يا رسول ال‪ :‬أقريب ربنا فنناجيه أما بعيد‬
‫فنناديه؟ فنزلت)‪.(2‬‬
‫فإن قريب السمحاع ‪ ،‬وقيل ‪ :‬قريب بالعلم والقدرة } فليستجيبوا ل { إذا دعوتم لليان والطاعة‪ ,‬كمحا‬
‫أن أجيبهم إذا دعون لوائجهم‪ ,‬وليؤمنوا ب أي يصدقوا بمحيع ما أنزلته } لعلهم يرشدون {‪ ,‬والراشد‬
‫الصيب للخي‪ ,‬ومنه رجل رشيد)‪.(3‬‬
‫ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬ ‫‪ -2‬قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬
‫ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﭼ‬
‫التوبة‪.‬‬

‫قال الشيخ‪ :‬الية نزلت ف جد بن قيس)‪ .(4‬وروي ‪ :‬أنه قال للنب ‪ :‬ل تفتن بنات الصفر يعن نساء‬
‫الروما ولكن أعينك بال واتركن } أل ف الفتنة سقطوا { أي الفتنة الت سقطوا فيها هي فتنة التخلف‪.‬‬

‫‪ (2)1‬التفسي‪ :‬ص ‪309‬‬


‫‪ (3)2‬انظر"العجاب في بيان السباب"‪ ,‬لبن حجر شهاب الدين أب الفضل العسقلن‪ ,‬تقيق عبد الكيم ممحد‬
‫النيس‪ ,‬دار ابن الوزي‪ ,‬الدماما‪ ,‬السعودية‪ ,‬الطبعة الول ‪1997‬ما‪,‬ج ‪1‬ص ‪.434‬‬
‫‪ (4)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.41‬‬
‫‪ (1)4‬الواحدي‪ :‬أبو السن علي بن أحد النيسابوري‪" ,‬أسباب النزول"‪ ,‬تقيق طارق الطنطاوي‪ ,‬مكتبة القرآن‪/‬‬
‫القاهرة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫} إن تصبك { ف بعض الغزوات } حسنة { ظفر وغنيمحة } تسؤهم وإن تصبك مصيبة { قتل وهزية‬
‫ونكاية شديدة‪ ,‬نو ما جرى يوما أأحد } يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل { يعن قد أخذنا حذرنا والعمحل‬
‫بالزما من قبل ما وقع } ويتولوا { عن مقاما التحدث بذلك والجتمحاع له ف أهاليهم } وهم فرحون {‬
‫)‪.(1‬‬
‫ب( ذكره العن مصحوبا بديث يؤكده من ذلك‪:‬‬
‫ﮬ ﮭ ﭼ‬ ‫ﮩ ﮪ ﮫ‬ ‫فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫السجدة‪.١٧ :‬قال‪ :‬والعن ل تعلم النفوس كلهن‪ ,‬ول نفس واحدة منهن‪ ,‬ل ملك مقرب ول نب‬
‫مرسل‪ ,‬أي نوع عظيم من الثواب‪ ,‬إذا أجزى ال أولئك‪ ,‬وأخفاه من جيع خلئقه‪ ,‬ل يعلمحه إل هو ما‬
‫تقرر به عيونم } جزاء با كانوا يعمحلون {‪ ,‬وعن النب ‪ » :‬يقول ال تعال أعددت لعبادي الصالي‬
‫ما ل عي رأت‪ ,‬ول أذن سعت‪ ,‬ول خطر على قلب بشر‪ ,‬اقرءوا إن شئتم } فل تعلم نفس ما أخفي‬
‫لم من قرة أعي {)‪.(3)(2‬‬

‫ج‪ -‬أحيانا يبدأ ف تفسي الية بذكر العن مستخدما اللغة والشعر للتوضيحم‪:‬‬
‫فمحثل عن قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ‬
‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭼ النساء‪ .‬قال ف تفسيها‪ :‬والقنطار الال العظيم من قنطرت الشيء إذا رفعته‪،‬‬
‫ومنه القنطرة لنا بناء مشيد قال)‪:(4‬‬

‫‪ (2)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.248‬‬


‫‪ (3)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.533‬‬
‫ﭼ ج‪4‬ص‬ ‫‪" (4)3‬الجامع الصحيح"‪ ,‬كتاب التفسي‪ ,‬باب قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫‪ ,1794‬برقم ‪.4501‬‬
‫‪ (1)4‬هكذا ورد ف النص والظاهر أنه‪:‬‬
‫لتكتنفن حت تشاد بقرمد‬ ‫كقنطرة الرومي أقسم ربا‬
‫والبيت لطرفة بن العبد ف معلقته الشهية الت مطلعها‪:‬‬
‫تلوح كباقي الوشم ف ظاهر اليد‬ ‫لولة أطلل ببقة ثهمحد‬
‫يقولون ل تلك أسى وتلد‬ ‫وقوفاباصحب علي مطيهم‬
‫انظر "جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والسلما" للقرشي‪ :‬أب زيد ممحد بن أب الطاب‪ ،‬تقيق علي ممحد‬
‫البجاوي دار النهضة مصر الفجالة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪ ,312‬وانظر "المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية"‪ ,‬لميل‬

‫‪31‬‬
‫ليكتنفن حت يشاد بقرمد‪.‬‬ ‫كقنطرة الرومي أقسم ربا‬
‫د‪ -‬إيراده لبعض النكات التفسيية على شكل السئلة والجوبة عليها‪ ،‬مستعمحل لبعض العبارات مثل‬
‫)فإن قيل كذا قلنا كذا‪ ،‬ومت قيل‪ ،‬قالوا‪ ،‬فإن قيل قالوا‪...‬ال‪ ,(.‬وهذا من الساليب الت برع فيها‬
‫الزمشري ف تفسيه‪.‬‬
‫ومثال ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬
‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭼ البقرة‪ ،‬قال بعد أن ذكر العن الراد من الية‪ ,‬ويقال‪:‬ل‬
‫قدما الليل؟ قلنا‪ :‬لن الليل هو الصل والضياء طارئ عليه؛ لن ال تعال خلق الرض مظلمحة ث خلق‬
‫الشمحس والقمحر)‪.(1‬‬
‫وأما عن السلوب الذي استخدمه الشيخ ف تفسيه فقد طغت عليه السهولة‪ ,‬والبعد عن التكلف‪ ،‬وهذا‬
‫هو الطلوب‪ ،‬فقد جاء تفسيه سهل ميسور العبارة‪ ،‬غي مطعم بالقضايا الفلسفية‪ ،‬ول الكلمية الت‬
‫تبعد التفسي عن هدفه ومقصوده‪..‬‬
‫وبعد‪ ,‬فهذه بعض المثلة‪ ،‬ذكرتا لبي منهج الشيخ بصورة عامة وبشكل ممحل متصر على ما سيأت‬
‫مفصل ف ثنايا هذه الرسالة‪.‬‬
‫ول يفوتن ذكرا أن أقول بأن الشيخ لئن كان قد صنف تفسيه هذا بالرجوع إل أقوال من سبقه أمثال‬
‫الادي‪،‬والاكم الشمحي‪ ،‬والثعلب‪ ،‬والزمشري)‪ ،(2‬وغيهم من الفسرين‪ ،‬فإن هذا المر عسي وغي يسي‬
‫وليس بالي‪ ،‬إذ المحع بي هذه القوال كلها‪ ,‬وإخراجها ف ثوب وف شكل متصر منتظم دقيق‬
‫ليس ف مقدور أي أحد‪ ،‬ول يؤتاه إل من رزق حظا وافرا من الثقافة‪ ،‬بكثرة الطالعة ومداومة النظر ف‬
‫النصوص وهذا بالطبع يتاج إل تمحل وجلد‪ ،‬فالعلم كمحا أنه فتوح وذكاء فإنه أخذ عطاء)‪.(3‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التفسير بالمأثور عنده‪.‬‬
‫‪ -1‬حول التفسير المأثور‪:‬‬

‫يعقوب‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت الطبعة الول‪1417 ,‬هـ‪1996/‬ما‪ ,‬ج ‪2‬ص ‪.438‬‬
‫‪ (2)1‬التفسي‪ :‬ص ‪37‬‬
‫‪ (1)2‬سبق التعريف بم ف مبحث )مصادره من كتب التفسي (‬
‫‪ (2)3‬الزبيي‪ :‬علي بن ممحد "ابن جزي ومنهجه في التفسير"‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪،‬سوريا الطبعة ‪1407‬هـ‪/‬‬
‫‪1987‬ما‪،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ،267‬بتصرف‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫المأثور في اللغة‪ :‬يطلق الأثور ف اللغة ويراد منه مطلق النقل ومنه أثرت الديث أثرا نقلته‪ ،‬والثر‬
‫بفتحتي اسم منه‪ ،‬وحديث مأثور أي منقول‪ ،‬ومنه الأثرة وهي الكرمة؛ لنا تنقل ويتحدث با)‪.(1‬‬
‫وأثر الديث‪ :‬أن يأثره قوما عن قوما أي يدث به ف آثارهم أي بعدهم)‪.(2‬‬
‫قال ابن منظور‪ :‬الثر الب‪ ،‬والمحع آثار والثر مصدر قولك أثرت الديث آثره إذا ذكرته من غيك‪ ،‬وأثر‬
‫الديث عن القوما يأثره ويأثره أثرا وأثرة وأثرة‪ ،‬ومآثر العرب مكارمها ومفاخرها الت ثؤثر عنها أي تذكر‬
‫وتروى)‪(3‬؛ فالاصل أن مادة )أثر( ف اللغة يراد منها الخبار والرواية والنقل‪.‬‬
‫التفسير المأثور في الصطلح‪:‬‬
‫يذهب بعض العلمحاء إل عد واعتبار التفسي الأثور‪،‬تفسي القرآن بالقرآن أو تفسي القرآن بالسنة‪ ،‬أو‬
‫تفسي القرآن بأقوال الصحابة والتابعي‪ ،‬ومن ذهب إل هذا التقسيم الزرقان ف مناهله حيث قال‪:‬‬
‫’’الأثور هو ما جاء ف القرآن أو السنة أو كلما الصحابة بيانا لراد ال تعال من كتابه‘‘)‪ ،(4‬وتبعه ف‬
‫ذلك الدكتور الذهب ف كتابه التفسي والفسرون حيث قال‪’’ :‬يشمحل ما جاء ف القرآن نفسه من البيان‬
‫والتفصيل لبعض آياته‪ ،‬وما نقل عن الرسول ‪ ‬وما نقل عن الصحابة رضوان ال عليهم وما نقل عن‬
‫التابعي من كل ما هو بيان توضيحم لراد ال تعال من نصوص كتابه الكري‘‘)‪ ،(5‬وقد تبن هذا الرأي‬
‫الدكتور مصطفى مسلم أيضا فقال‪’’ :‬التفسي الأثور يشمحل النقول عن ال تعال ف القرآن الكري والنقول‬
‫عن النب‪ ‬والنقول عن الصحابة رضوان ال عليهم‪ ,‬والنقول عن التابعي رحهم ال‪ .‬وعلى هذه النواع‬
‫الربعة يدور التفسي بالأثور‘‘)‪.(6‬‬
‫مناقأشة هذه القأوال‪:‬‬

‫‪ (3)1‬الفيومي‪ :‬أحد بن ممحد بن علي القري‪" ،‬المصباح المنير"‪ ،‬راجعه الشيخ ممحد حسني الغمحراوي‪ ،‬الطبعة‬
‫الميية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة السادسة ‪1928‬ما‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪ (4)2‬الفراهيدي‪ :‬أبو عبد الرحان‪ ،‬الليل بن أحد‪" ،‬العين"‪ ،‬دار إحياء التاث العرب‪ ،‬بيوت ‪,‬ص ‪17‬‬
‫‪ (5)3‬ابن منظور‪ :‬أبو الفضل‪ ،‬جال الدين‪ ،‬ممحد بن مكرما‪" ،‬لسان العرب"‪ ،‬دار صادر بيوت‪ ،‬الطبعة الول‬
‫‪2000‬ما‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪53 ،52‬‬
‫‪ (1)4‬الزرقان‪ :‬ممحد عبد العظيم‪" ،‬مناهل العرفان في علوما القرآن"‪ ،‬مطبعة عيسى الباب اللب‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬ج ‪،2‬‬
‫ص ‪.12‬‬
‫‪ (2)5‬الذهب‪ :‬ممحد حسي‪" ،‬التفسير والمفسرون"‪ ،‬دار اليوسف‪ ،‬بيوت لبنان‪ ،‬الطبعة الول ‪1421‬هـ ‪2000/‬ما‪،‬‬
‫ج ‪ ،1‬ص ‪163‬‬
‫‪ (3)6‬مسلم‪ :‬مصطفى‪" ،‬مناهج المفسرين"‪ ،‬دار السلم‪ .‬الرياض‪ ،‬الطبعة الول ‪1415‬هـ‪ ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪33‬‬
‫إن ما ذهب إليه العلمحاء الفاضل من عدهم التفسي بالأثور يشمحل تفسي القرآن بالقرآن‪ ،‬وتفسي القرآن‬
‫بالسنة‪ ،‬وتفسي القرآن بأقوال الصحابة والتابعي كلما غي دقيق و باجة إل مناقشة‪ ،‬وسأنقل أقوال‬
‫بعض العلمحاء الذين سجلوا تفظهم على هذا التعريف واعتضوا عليه‪.‬‬
‫يرى الدكتور صلح الالدي أن التفسي الأثور هو تفسي القرآن بالسنة وبأقوال الصحابة والتابعي وتابعي‬
‫التابعي‪.‬‬
‫وتفسي القرآن بالقرآن ليس تفسيا بالأثور؛ لن الفسر ف هذه الطوة يفسر كلما ال بكلما ال‪ ،‬وليس‬
‫بكلما البشر من الصحابة والتابعي‪ ،‬أي هو ل يعتمحد على البحث والنقل‪ ،‬ول يتحرى صحة ما ينقل؛‬
‫لن القرآن مفوظ ثابت‪ ،‬ل يتاج إل تريج وتصحيحم‪ ،‬فالتخريج والتصحيحم والتحري‪ ،‬والرص صفة‬
‫ملزمة للقوال الأثورة ف التفسي والقرآن ل يتاج إل كل هذا‪ ،‬فهو ليس من التفسي بالأثور)‪.(1‬‬
‫ويتابع الدكتور الالدي حديثه عن التفسي الأثور قائل‪ :‬إن التفسي بالأثور الذي يتحقق فيه معن الأثور‬
‫ف اللغة و الصطلح هو ما روي عن الرسول ‪ ‬أو الصحابة أو التابعي من روايات نقلية مروية ف تفسي‬
‫القرآن‪ ،‬واسه الخر يؤكد هذا الفهوما وهو التفسي النقلي الذي يقوما على نقل القوال والروايات عن‬
‫السلف تفسي القرآن)‪.(2‬‬
‫ويرى الستاذ الدكتور فضل عباس وهو يتحدث عن حدود التفسي الثري أن التفسي بالأثور هو‪’’ :‬ما‬
‫صحم عن النب ‪ ‬أو كان له حكم الرفوع ما روي عن الصحابة رضوان ال عليهم‪ ،‬ويشمحل هذا أسباب‬
‫النزول’’ ‪.‬‬
‫فهو يقيد ما يرويه الصحاب بأن يكون مشتمحل على سبب النزول؛ لنه ما ل مال للرأي فيه فيكون‬
‫صحيحا وأما ما روي عن الصحابة والتابعي ما هو اجتهاد منهم‪ ،‬فيدخل ضمحن دائرة التفسي بالرأي مثل‬
‫بعض الروايات الت رويت عن ابن عباس)‪.(3‬‬
‫‪ -2‬اختلف العلماء في تفسير الصحابي والتابعي من حيث الحتجاج‪:‬‬
‫لقد اختلف العلمحاء ف تفسي القرآن بأقوال الصحابة هل يكن اعتباره حجة أما ل ؟‬

‫‪ (4)1‬الالدي‪ :‬صلح عبد الفتاح‪" ،‬تعريف الدارسين بمناهج المفسرين"‪ ،‬دار القلم دمشق ‪1429‬هـ ‪2008 /‬ما‪،‬‬
‫ص ‪.148‬‬
‫‪ (1)2‬الصدر السابق‪ ،‬ص ‪.200‬‬
‫‪ (2)3‬عباس‪ :‬فضل حسن‪" ،‬التفسير أساسياته واتجاهاته"‪ ،‬مكتبة دنديس‪ ،‬عمحان ‪1426‬هـ‪2005/‬ما‪ ،‬ص ‪184‬‬

‫‪34‬‬
‫ذهب الاكم ف مستدركه إل أن تفسي الصحاب الذي شهد الوحي والتنزيل حديث مسند)‪ .(1‬ووافقه‬
‫الزركشي ف برهانه فقال‪’’ :‬تفسي الصحاب بنزلة الرفوع إل النب ‪ .(2)‘‘‬ف حي أننا ند ابن الصلح‬
‫يقيد هذا الطلق بقوله‪ :‬ما قيل من أن تفسي الصحاب حديث مسند فإنا ذلك تفسي يتعلق بسبب‬
‫نزول آية يب با الصحاب أو نو ذلك كقول جابر ‪’’ :‬كانت اليهود تقول‪ :‬من أتى امرأته من دبرها ف‬
‫قبلها جاء الولد أحول‘‘‪ .‬فأنزل ال عز وجل)نساؤكم حرث لكم( البقرة ‪ 223/‬فأما سائر تفاسي‬
‫الصحابة الت ل تشتمحل على الضافة شئ إل رسول ال ‪‬فمحعدودة ف الوقوفات)‪ .(3‬انتهى كلمه رحه‬
‫ال‬
‫ويشتط العلمة الافظ ابن حجر)‪ (4‬شرطي أساسي ف تفسي الصحاب حت يأخذ حكم الرفوع إل النب‬
‫‪:‬‬
‫أولها‪ :‬أن يكون الصحاب غي معروف بأخذه عن أهل الكتاب‪ ،‬يسلم تفسيه من أي شبهة‪.‬‬
‫ثانيهمحا‪ :‬أن يكون الذي رواه ما ل مال للرأي فيه‪ ،‬كأسباب النزول‪ ،‬ونوها من المور الغيبية‪ ،‬كأحوال‬
‫القيامة النة النار‪...‬ال‪ .‬وهذا كله ل يستطيع الصحاب أي يعمحل فيه عقله‪.‬‬
‫واختلف العلمحاء ف تفسي التابعي من حيث الحتجاج أيضا‪ ،‬فمحنهم من يراه صالا للخذ به ومنهم من‬
‫ل يأخذ به ول يعتبه حجة‪ ،‬يقول ابن تيمحية رحه ال‪’’ :‬وقال شعبة بن الجاج وغيه أقوال التابعي ف‬
‫)‪(5‬‬
‫الفروع ليست حجة‪ ،‬فكيف‪ ،‬تكون حجة ف التفسي‘‘‬
‫وقال الزركشي ف البهان‪’’ :‬و ف الرجوع إل التابعي روايتان عن أحد‪ ،‬واختار ابن عقيل النع‪ ،‬عن شعبة‬
‫لكن عمحل الفسرين على خلفه‪ .‬وقد حكوا ف كتبهم أقوالم‪ ،‬كالضحاك بن مزاحم وسعيد بن جبي‬

‫‪ (3)1‬النيسابوري‪ :‬ممحد بن عبدال أبو عبدال الاكم‪" ،‬المستدرك على الصحيحين"‪ ،‬تقيق مصطفى عبد القادر‬
‫عطا‪ ،‬دار الكتب العلمحية‪ ،‬بيوت الطبعة ‪1411‬هـ‪1990/‬ما‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪283‬‬
‫‪ (4)2‬الزركشي‪ :‬ممحد بن بارد عبدال‪ ،‬أبو عبدال‪" ،‬البرهان في علوما القرآن"‪ ،‬تقيق ممحد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬دار‬
‫العرفة بيوت ‪1391‬هـ ج ‪ 2‬ص ‪.157‬‬
‫‪ (5)3‬الشهرزوري‪ :‬أبو عمحرو عثمحان بن عبد الرحان‪" ،‬مقدمة ابن الصلح"‪ ،‬مكتبة الفاراب‪ ،‬الطبعة الول‪1984 ،‬هـ‪،‬‬
‫ص ‪.28‬‬
‫العسقلن‪ :‬أبو الفضل أحد بن علي بن ممحد أحد بن حجر‪" ،‬نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪4‬‬

‫مصطلح أهل الثر"‪ ،‬تقيق عبد ال الرحيلي‪ ،‬مطبعة السفي‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الول‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪" (2)5‬مقدمة في أصول التفسير"‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪101‬‬

‫‪35‬‬
‫وماهد‪ ،‬وقتادة وأب العالية الرياحي‪،‬والسن البصري‪ .‘‘...‬فهذه تفاسي القدماء الشهورين‪ ،‬وغالب‬
‫)‪(1‬‬
‫أقوالم تلقوها من الصحابة‪ ,‬ولعل اختلف الرواية عن أحد إنا هو فيمحا كان من أقوالم وآرائهم‬
‫إن ما قاله الزركشي رحه ال من أن عمحل الفسرين على خلفه‪ ،‬يعن اعتبار تفسي التابعي حجة‪ ،‬لكونم‬
‫حكوا ف كتبهم أقوالم؛ ذلك لن الغالب فيها مأخوذ عن الصحابة فكلما فيه نظر ويتاج إل دليل؛ لن‬
‫تضمحي الفسرين لقوال التابعي ف تفاسيهم ل يعن أن أقوالم كلها صحيحة وليست باجة إل تعليق‬
‫أو مناقشة‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن التابعي رضي ال عنهم ف حد ذاتم قد حصل بينهم‬
‫اختلف كبي ف الفهم‪ ،‬كمحا حصل عند الصحابة الكراما قبلهم‪ .‬والتفاوت ف الفهاما والعقول أمر‬
‫معروف ومعلوما‪ ،‬ول يستطيع أحد أن ينكره‪.‬‬

‫تفسير القرآن بالقرآن عند الشيخ‪:‬‬


‫إن أصحم الطرق‪ ,‬وأحسنها ف تفسي القرآن الكري‪ ,‬أن يفسر القرآن بالقرآن‪ ,‬فمحا أجل ف مكان‪ ,‬فإنه قد‬
‫)‪(2‬‬
‫فسر ف موضع آخر‪.‬وما اختصر ف مكان فقد بسط ف موضع آخر‪(.‬‬
‫وإنا كان تفسي القرآن بالقرآن أصحم الطرق ف التفسي؛ لن فيه من التوثيق والصحة ما ل يوجد ف غيه‪,‬‬
‫فل يتاج فيه إل تصحيحم أو تضعيف‪.‬‬
‫وهذا النوع أعن تفسي القرآن بالقرآن ل يتأتى ول يصل إل لن كان عنده فهم ثاقب‪ ,‬ورؤية فاحصة ف‬
‫كتاب ال عزوجل‪ ,‬فيستطيع حينذاك مقابلة اليات القرآنية بعضها على بعض‪ ,‬لتكون له عونا على فهم‬
‫ماجاء مطلقا وعاما وممحل‪ ,‬فهو أثناء هذه العمحلية يعرف ويدرك أن هذه الية عامة خصصتها الية‪ ,‬وأن‬
‫تلك الية مطلقة قيدتا الية الخرى ف الوضع الخر‪ ,‬وهكذا‪.‬‬
‫ولقد أدرك الشيخ العلقة والصلة الت تربط اليات بعضها ببعض‪ ,‬فنظر إليها ف ظل وف ضوء نظائرها‬
‫لتعينه على الوصول إل العن النشود‪ ,‬ومن المثلة الت توضحم ماذكرته‪:‬‬

‫‪" (3)1‬البرهان في علوما القرآن"‪ :‬مصدر سابق ج ‪ ،2‬ص ‪158‬‬


‫)‪" (4‬مقدمة في أصول التفسير"‪ :‬ص ‪.93‬‬
‫‪2‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ -1‬عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬ ‫ﭧ‬ ‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﭼ النعاما ‪.‬‬
‫قال‪}:‬وما لكم {أي ما الذي ينعكم‪},‬أل تأكلوا ما ذكر اسم ال عليه{ عند الذبحم‪} ,‬وقد فصل لكم‬
‫ماحرما عليكم{أي بي‪,‬قيل‪:‬هو ماذكره تعال ف سورة الائدة ف قوله تعال‪}:‬حرمت عليكم اليتة{ إل‬
‫)‪(1‬‬
‫آخرها‪.‬‬
‫قال الشيخ الشنقيطي معلقا على الية‪ :‬التحقيق أنه فصله لم بقوله ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬
‫ﮱ ﯓ‬ ‫ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ‬
‫ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﭼ‬
‫ومعن الية‪ :‬أي شيء ينعكم أن تأكلوا ما ذكيتم‪ ,‬وذكرت عليه اسم ال‪ ,‬والال أن ال فصل لكم الرما‬
‫أكله عليكم ف قوله‪}:‬قل ل أجد ف ما أوحي إل {الية‪ ,‬وليس هذا منه‪ .‬ومايزعمحه كثي من الفسرين من‬
‫أنه فصله لم بقوله}حرمت عليكم اليتة{‪ ,‬فهو غلط‪ .‬لن قوله تعال‪}:‬حرمت عليكم اليتة{من سورة‬
‫الائدة‪ ,‬وهي آخر من آخر ما نزل من القرآن بالدينة‪ ,‬وقوله‪} :‬وقد فصل لكم ماحرما عليكم{من سورة‬
‫)‪(2‬‬
‫النعاما وهي مكية‪ ,‬فالق ماذكرنا والعلم عند ال تعال‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وهذا تقيق لطيف ومسلك جيل منه رحه ال‪.‬‬
‫فإذن إذا صحم هذا يتبي منه عدما صحة القول بأن تفسي القرآن بالقرآن من الأثور‪ ,‬وكيف يكون مأثورا‬
‫وقد وقع فيه مثل هذا اللف‪.‬‬
‫‪-2‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬
‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭼ البقرة‪ .‬قال)‪ :(3‬الية تدل على أن عدة‬
‫الوفاة } أربعة أشهر وعشرا { وهذا عاما إل ف قوله تعال‪:‬‬
‫ﭽ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﭼ الطلق‪.٤ :‬‬
‫إذن آية البقرة عامة خصصتها آية الطلق‪.‬‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.184‬‬


‫‪ (1)2‬الشنقيطي‪ :‬ممحد المي بن ممحد الختار الكن‪" ,‬أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن" ‪ ,‬دار عال‬
‫الكتب‪ ,‬بيوت لبنان‪ ,‬ج ‪ 2‬ص ‪.209‬‬
‫‪ (2)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.51‬‬

‫‪37‬‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬ ‫‪-3‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﭼ الائدة‬
‫قال‪}:‬إل مايتلى عليكم{من القرآن من نو قوله‪}:‬حرمت عليكم اليتة والدما{‪,(1).‬فيكون هذا من‬
‫باب البسط بعد الختصار‪ ,‬والبيان بعد الجال‪.‬‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﭼ العارج‪,‬‬ ‫ومن المثلة الدالة على تفسي القرآن بالقرآن ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫)‪(2‬‬
‫قال‪:‬قيل اللوع الريص الضجور‪ ,‬وقيل‪ :‬هوالذي }إذا مسه الشرجزوعا{}وإذا مسه الي منوعا{‪.‬‬

‫وما نلحظه عن منهج الشيخ ف تفسي القرآن بالقرآن‪:‬‬


‫أ‪-‬استشهاده بالقرآن لتوضيحم العن‪:‬‬
‫لقد استطاع الشيخ أن يستحضر اليات الوافقة لعن اليات الت هو بصدد تفسيها‪ ,‬فنجده يذكرها‬
‫ويستشهد با لتوضيحم العن الذي يريد أن يصل إليه‪ ,‬وللدلة على صحة ما أقول فإنن سأذكر ناذج من‬
‫ذلك‪:‬‬
‫عند قوله تعال ﭽ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭼ الفاتة‪ .‬قال‪:‬الطريق الواحد‪ ,‬ومنه }ول تقعدوا بكل صراط‬
‫)‪(3‬‬
‫توعدون{‬
‫ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬ ‫ﮝ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮛ ﮜ‬
‫ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬
‫ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯶ ﯶ‬
‫ﰅ‬ ‫ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ‬
‫ـــــ ﰆﭼ البقرة‪.‬قال‪:‬قيل ساقطة وعروشها سقوفها‪,‬أي سقطت السقوف ث سقطت عليها الدر‪,‬وقيل‬
‫عروشها أبنيتها من قوله }يعرشون{)‪.(4‬‬

‫‪ (3)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.135‬‬


‫‪ (4)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.757‬‬
‫‪ (1)3‬التفسي‪ :‬ص ‪12‬‬
‫‪ (2)4‬التفسي‪ :‬ص ‪58‬‬

‫‪38‬‬
‫وما يدل على استشهاده بالقرآن لتوضيحم ماخرج به ف تفسيه للية من معن لغوي‪ ,‬قوله عند تفسيه‬
‫لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ النبياء ‪.‬‬
‫قال الشيخ‪ :‬استعي الراما للمحمحتنع وجوده‪ ,‬ومنه قوله تعال}إن ال حرمهمحا على الكافرين{‪ ,‬وأصل الراما‬
‫)‪(1‬‬
‫النع‪.‬‬
‫ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﭼ الزمر‪.‬‬
‫قال‪ :‬يعن يقبضها عن التصرف ويسكها ويفظها حي موتا‪}.‬والت ل تت ف منامها{يريد ويتوف‬
‫النفس الت ل تت ف منامها‪ ,‬أي يتوفاها حي منامها‪ ,‬وشبه النائمحي بالوتى‪ ,‬ومنه}وهوالذي يتوفاكم‬
‫)‪(2‬‬
‫بالليل{حيث ل ييزون ول يتصرفون‪,‬والوتى كذلك‪.‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ الفلق‪ .‬قال‪}:‬برب الفلق{ الصبحم‪ ,‬ومنه فالق الصباح‪.‬‬
‫)‪(3‬‬

‫ب‪-‬استشهاده ف تفسيه للية با يشابها أو مايدل على معناها ف سورة أخرى‪ ,‬وهذا كثي جدا ف‬
‫تفسيه وسأكتفي بذكر البعض‪.‬‬
‫‪ -1‬قال عند قوله تعالﭽ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ‬
‫ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﭼ البقرة‪}.‬أولئك{يعن الذين كتمحوا‬
‫ذلك} مايأكلون ف بطونم إل النار{يعن أن أكلهم ف الدنيا وإن كان حسنا طيبا ف الال‪ ,‬فعاقبته‬
‫)‪(4‬‬
‫النار‪,‬كقوله تعال‪ :‬ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ‬
‫النساء‪.١٠ :‬‬
‫‪-2‬وعند قوله تعالﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﭼ‪.‬آل عمحران قال‪:‬هوالذي أنزل عليك يا‬ ‫ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ‬ ‫ﯟ ﯠ‬

‫‪ (3)1‬التفسي‪ :‬ص ‪421‬‬


‫‪ (1)2‬التفسي‪ :‬ص ‪596‬‬
‫‪ (2)3‬التفسي‪ :‬ص ‪848‬‬
‫‪ (3)4‬والية وردت خطأ هكذا ف التفسي‪" :‬إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمحا إنا يأكلون ف بطونم نارا‪ ,‬ول‬
‫يكلمحهم ال"‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ﮗ ﮘ ﮙ‬ ‫ممحد الكتاب‪,‬وهو القرآن‪ ,‬هن أما القرآن الكم كقوله تعال‪ :‬ﭽ ﮔﮕ ﮖ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ هود‪ .‬أي أحكمحت بالنظم العجيب‪.‬‬
‫ﮰ‬ ‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬ ‫‪-3‬قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﭼ الحقاف‪ .‬قال‪ :‬الضمحي للقرآن‪ ,‬أي على مثله‬
‫ف العن‪ ,‬وهو ما ف التوراة من العان الطابقة لعان القرآن من التوحيد والوعد والوعيد‪ ,‬وغي ذلك‪ ,‬ويدل‬
‫عليه قوله تعالﭽ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﭼ الشعراء‪ .‬ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭼ‬
‫العلى)‪.(2‬‬
‫وما يعد داخل ف تفسي القرآن بالقرآن حل بعض القراءات القرآنية على بعض‪ ,‬وف هذا الصدد يقول‬
‫الدكتور الذهب‪" :‬وما يؤيد أن القراءات مرجع مهم من مراجع تفسي القرآن بالقرآن ماروي عن ماهد أنه‬
‫قال‪ :‬لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود قبل أن أسأل ابن عباس مااحتجت أن أسأله عن كثي ما سألته‬
‫)‪(3‬‬
‫عنه"‪.‬‬
‫ومن هنا وجب على الفسر العرفة‪ ,‬والعلم بالقراءات القرآنية حت يستطيع فهم كلما ال تعال‪ ,‬يقول‬
‫اللوسي ف تفسي قوله ﭽ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯶ ﯶ‬
‫ﯼ ﯽ ﭼ البقرة‪" :.‬أي حلهمحا على الزلة بسببها‪ ,‬وتقيقه أصدر‬ ‫ﯺ ﯻ ﯻﯻ ﯻ ﯻ‬
‫ﯻ ﯻ ﯻﯷﯸ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯹ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ‬
‫زلتهمحا عنها‪ ,‬وعن هذه مثلها ف قوله تعال‪}:‬وما كان استغفار إبراهيم لبيه إل عن موعدة{ التوبة‪/‬‬
‫‪ ,114‬والضمحي على هذا للشجرة‪ ,‬وقيل‪ :‬أزلمحا أي أذهبهمحا‪ ,‬ويعضده قراءة حزة فأزالمحا وها متقاربان‬
‫ف العن")‪ .(4‬قرأ حزة بزيادة ألف بعد الزاي‪ ,‬وتفيف اللما والباقون بذف اللف‪ ,‬وتشديد اللما‪ ,‬ولمحزة‬
‫وقفا تقيق المحزة وتسهيلها )‪.(5‬‬
‫فالشاهد أن قراءة حزة فسرت لنا قراءة العامة‪.‬‬

‫‪ (4)1‬التفسي‪ :‬ص ‪76‬‬


‫‪ (1)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.650‬‬
‫‪" (2)3‬التفسير والمفسرون"‪ :‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.46‬‬
‫‪ (3)4‬اللوسي‪ :‬أبو الفضل شهاب الدين السيد ممحود البغدادي‪" ,‬روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع‬
‫المثاني"‪ ,‬دار الفكر بيوت لبنان‪1414,‬هـ‪1994/‬ما ج ‪ 1‬ص ‪. 374‬‬
‫‪ (4)5‬الدمياطي‪ :‬شهاب الدين أحد بن ممحد بن عبد الغن‪" ,‬إتحاف فضلء البشر في القراءات الربعة عشر"‪,‬‬
‫وضع حواشيه‪ ,‬الشيخ أنس مهرة‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت لبنان‪1422 ,‬هـ‪2001/‬ما‪ ,‬ص ‪ ,176‬وانظر "البدور‬
‫الزاهرة في القراءات العشر المتواترة"‪ ,‬للقاضي‪ :‬عبد الفتاح عبد الغن بن ممحد‪ ,‬دار السلما‪ ,‬القاهرة‪ ,‬الطبعة الول‪,‬‬
‫‪1424‬هـ‪2004/‬ما‪ ,‬ص ‪.82‬‬

‫‪40‬‬
‫هذا وما ينبغي أن يذكر فل ينسى؛ أن تفسي القرآن بالقرآن ينبغي أل يتجاوز تصيص العاما‪ ,‬وتقييد‬
‫الطلق‪ ,‬وبيان المحل‪ ,‬وتأويل الظاهر‪,‬وغيها ما درج على عده من بيان القرآن علمحاء الصول وكذلك حل‬
‫قصص النبياء‪ ,‬والمم السابقة بعضها على بعض‪ ,‬فمحا أوجز ف مكان قد بسط ف مكان آخر ونو‬
‫ذلك‪ ,‬وأما غي ذلك من تفسي اليات بعضها ببعض لورود كلمحات فيها متشابة فهذا ما ل نقبله‪-‬يقول‬
‫الدكتور أبو حسان‪ -‬والسبب ف ذلك أنه يؤدي إل أمرين خطيين‪:‬‬
‫أولمحا‪ :‬إغفال السياق القرآن الذي وردت فيه تلك الكلمحة القرآنية‪ ,‬واختيت ف مكانا ومثل هذا الغفال‬
‫مدعاة للخلط والبط ف التفسي‪.‬‬
‫ثانيهمحا‪ :‬أنه يفضي إل القول بتكرار معان القرآن الكري‪ ,‬ول شك أن هذا غي مقبول فكمحا أنه ل تكرار‬
‫ف ألفاظ القرآن وآياته‪ ,‬فمحعانيه ل تكرار فيها كذلك‪ ,‬فكل آية‪ ,‬بل كل حرف جاء ف آية ف سياق‬
‫)‪(1‬‬
‫خاص ومعان متجددة‪.‬‬
‫تفسير القرآن بالسنة‪:‬‬
‫السنة هي الصدر الثان الذي يتعي الصي إليه‪ ,‬ويعول عليه بعد القرآن الكري ف فهمحه‪ ,‬فهي شارحة‬
‫للقرآن الكري ومبينة له‪ ,‬وقد نص القرآن الكري صراحة على أن دور النب ‪‬ووظيفته إنا هي البيان قال‬
‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ النحل‪.‬‬ ‫تعال ﭽ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ‬
‫ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬ ‫وقال عز من قائل‪ :‬ماطبا نبيه ‪ ‬ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ‬
‫ــــ ﰄــــ ﰅـــــ ﰆـــــ ﰇـــــ ﰈــــ ﰉــــ ﰊــــ ﰋـــــ ﰌـــــ ـــــ ﰍ القيامة‪ .‬قال ابن كثي رحه‬
‫ﰃ‬
‫ال تعال ف تفسي قوله تعال}ث إن علينا بيانه{أي‪ :‬بعد حفظه‪ ,‬وتلوته نبينه لك ونوضحه‪ ,‬ونلهمحك‬
‫معناه على ماأردنا وشرعنا‪ (2).‬فالطلوب من النب ‪ ‬إذن تبيي ماجاء ف القرآن الكري وتوضيحه للناس‪.‬‬
‫وكان الصحابة الكراما رضي ال عنهم جيعا‪ ,‬إذا أشكل عليهم فهم آية يسارعون إل النب ‪ ‬ليزيل لم‬
‫ذلك الشكال‪ .‬روى الماما مسلم ف صحيحه ف باب صدق اليان وإخلصه قال‪ :‬حدثنا عبد ال بن‬
‫إدريس‪ ,‬وأبو معاوية ووكيع العمحش عن إبراهيم عن علقمحة عن عبد ال قال‪ :‬لا نزلت}الذين آمنوا ول‬
‫يلبسوا إيانم بظلم{ النعاما‪ .82/‬شق ذلك على أصحاب رسول ال ‪ ‬وقالوا أينا ل يظلم نفسه؟‪.‬‬
‫فقال رسول ال ‪ ‬ليس هو كمحا تظنون إنا هو كمحا قال لقمحان لبنه}يابن ل تشرك بال إن الشرك لظلم‬

‫‪" (1)1‬تفسير ابن عاشور‪ :‬دراسة منهجية ونقدية"‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص ‪.167‬‬
‫‪ (2)2‬ابن كثي‪ :‬أبو الفداء إساعيل بن عمحر بن كثي القرشي الدمشقي‪" ،‬تفسير القرآن العظيم"‪ ،‬تقيق سامي بن‬
‫ممحد سلمة دار طيبة للنشر والتوزيع‪ ,‬الطبعة الثانية ‪1420‬هـ‪1999/‬ما‪ ,‬ج ‪ 8‬ص ‪278‬‬

‫‪41‬‬
‫عظيم{)‪ (1‬لقمحان‪,13/‬فأن للصحابة الكراما أن يعرفوا هذا العن لول رسول ال ‪ ‬بي ظهرانيهم‪ ,‬ولك أن‬
‫تعجب بعد كل الذي ذكرنا قول أولئك الذين يزعمحون أن القرآن الكري وحده كاف‪ ,‬ويكن الستغناء به‬
‫عن السنة‪ ,‬وقد كذبوا وخابوا وخسروا‪ ,‬فهم مافهمحوا القرآن ولو فهمحوا القرآن الكري على الوجه الق ماكان‬
‫هذا باعثا على قول ما قالوا؛ لن ف القرآن مايدل على وجوب اتباع سنة النب ‪ ,‬وكيف يتوقف عن‬
‫الخذ بسنة النب ‪ ‬مطلقا من يأخذ بالكتاب النزل عليه وهو يتلو ما فيه من اليات الدالة على وجوب‬
‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫اتباعه قال ال تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭼ‪ .‬النجم‪.‬‬
‫وقال تعال‪ :‬ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪﮫ‬ ‫ﮘ‬
‫ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﭼ الشر‪.‬‬ ‫ﮬ‬
‫وقال تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ النساء‪ .‬وقال‬
‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬ ‫ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬ ‫عزوجل‪ :‬ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﯭ ﯮ ﯯ ﭼ واليات ف هذا العن كثية وهي صرية ظاهرة الدللة‬
‫إن أعداء السلما يتصيدون ف ماء عكر للنيل من الدين السلمي النيف‪ ,‬وهم يدركون تاما عظم شأن‬
‫السنة الطهرة ف نفوس السلمحي‪,‬لذلك تدهم يبذلون كل ما ف وسعهم من أجل صرف الناس عن السنة‪,‬‬
‫تقليل من شأنا وحطا من قيمحتها وأهيتها‪ ,‬أقول إن السنة ترتبط ارتباطا وثيقا بالقرآن الكري‪ ,‬ول تنفك‬
‫عنه بال‪ ,‬ومن هنا كان لزاما على الفسر الرجوع إليها ف فهم كلما ال جل وعل‪.‬ففي القرآن الكري أمور‬
‫شت ممحلة جاءت السنة بتفصيلها وبيانا‪ ,‬وف القرآن الكري أحكاما عامة جاءت السنة بتخصيصها‪ ,‬وف‬
‫القرآن الكري أحكاما مطلقة أتت السنة بتقييدها‪ ,‬وهكذا‪ ,‬فالاصل أنه ل غناء للمحفسر عن السنة ف فهم‬
‫كتاب ال تبارك وتعال‪ ,‬ول يكن فهم القرآن العظيم إل بالعودة إل السنة‪ ,‬والدليل على هذا الديث‬
‫الذي رواه الماما التمذي قال‪" :‬حدثنا ممحد بن بشار حدثنا عبد الرحن بن مهدي حدثنا معاوية بن‬
‫صال عن السن بن جابر اللخمحي عن القداما بن معد يكرب قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه و سلم‬

‫‪ (1)1‬النيسابوري‪ :‬مسلم بن الجاج‪,‬أبو السي القشيي‪" ,‬صحيح مسلم"‪ ,‬تقيق ممحد فؤاد عبد الباقي‪ ,‬دار إحياء‬
‫التاث العرب‪ ,‬بيوت‪ ,‬باب صدق اليان‪ ,‬وإخلصه ج ‪1‬ص ‪114‬برقم ‪.124‬‬
‫‪ (2)2‬الدمشقي‪ :‬طاهر الزائري‪" ,‬توجيه النظر إلى أصول الثر"‪ ,‬تقيق عبد الفتاح أبو غدة‪ ,‬مكتبة الطبوعات‬
‫السلمية‪ ,‬حلب سوريا‪ ,‬الطبعة الول ‪1414‬هـ‪1990/‬ما‪ ,‬ج ‪2‬ص‪.894 ,‬‬

‫‪42‬‬
‫أل هل عسى رجل يبلغه الديث عن وهو متكئ على أريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب ال فمحا وجدنا فيه‬
‫حلل استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه وإن ماحرما رسول ال ‪ ‬كمحا حرما ال")‪.(1‬‬
‫ويتلخص منهج الشيخ ف تفسي القرآن بالسنة ف الت‪:‬‬
‫أ‪ -‬وقوفه عند تفسي النب ‪ ‬للية‪:‬‬
‫ند الشيخ عند تفسيه للية القرآنية‪ ,‬يذكر لنا حديثا للنب ‪‬لتوضيحم معناها‪ ,‬وهذا كثي جدا ف‬
‫تفسيه‪.‬فعند قوله تعال ﭽ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬
‫ﯞ ﭼ آل عمحران‪.‬قال‪ :‬وعنه ‪ ‬أنه فسر‬ ‫ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬ ‫ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ‬
‫الستطاعة بالزاد والراحلة‪ . (2).‬قال الماما الرازي ف تفسيه للية‪":‬اتفق الكثرون على أن الزاد والراحلة‬
‫شرطان لصول الستطاعة‪ ,‬روى جاعة من الصحابة عن النب‪ ‬أنه فسر استطاعة السبيل إل الج‬
‫)‪(3‬‬
‫بوجود الزاد والراحلة‪.‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ السجدة‪:‬‬
‫‪.١٦‬قال‪ } :‬تتجاف جنوبم { ترتفع وتتنحى } عن الضاجع { عن الفرش وموضع النوما } يدعون‬
‫ربم { داعي ربم‪ ,‬عابدين له؛ لجل خوفهم من سخطه ولمحعهم ف رحته وهم التهجدون ‪ ،‬وعن‬
‫رسول ال ‪‬ف تفسيها ‪ » :‬قياما العبد من الليل «)‪.(4‬‬

‫‪ (1)1‬التمذي‪ :‬أبو عيسى ممحد بن عيسى "سنن الترمذي"‪,‬تقيق بشار عواد معروف ‪ ,‬دار الغرب السلمي‪ ,‬بيوت‬
‫‪ ,1998‬باب ما ني عنه أن يقال عند حديث النب ‪,‬ج‪ 4‬ص ‪ 334‬برقم ‪ .2663‬قال التمذي‪ :‬هذا حديث حسن‬
‫غريب من هذا الوجه‪.‬وأخرجه الماما أحد ف مسنده ج‪4‬ص‪ ,132‬برقم‪ ,17233‬وصححه الشيخ شعيب‪ .‬انظر‬
‫"مسند الماما أحمد"‪ ,‬ابن حنبل أحد أب عبد ال الشيبان‪ ,‬مؤسسة قرطبة‪ ,‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ (2)2‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,81‬والديث أخرجه التمذي وابن ماجه من حديث ابن عمحر بلفظ ‪» :‬السبيل الزاد والراحلة« وفيه‪:‬‬
‫»إبراهيم بن يزيد الوزي« وهو ضعيف‪ ,‬والاكم من حديث أنس وهو معلول‪ ,‬وجقاجل البيهقي‪ :‬والصواب عن قتادة عن‬
‫السن مرسل‪ .‬انظر "الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي"‪ ,‬للمحناوي‪ :‬زين الدين ممحد بن علي‪,‬‬
‫تقيق أحد متب‪ ,‬دار العاصمحة‪ ,‬الرياض‪,‬ج ‪1‬ص ‪ 383‬برقم ‪.277‬‬
‫)‪ (3‬مفاتيح الغيب‪ :‬مصدر سابق‪ ,‬ج ‪ 4‬ص ‪167‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ (1)4‬التفسي ص ‪ .533‬والديث رواه الماما أحد ف مسنده مثله‪,‬ج‪5‬ص‪ 242‬برقم ‪ ,22156‬وقال الشيخ شعيب‪:‬‬
‫صحيحم بطرقه وشواهده‪ ,‬وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب‪ ,‬ث هو ل يسمحع من معاذ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫وهذه الحاديث الت ذكرها الشيخ ل تصلحم لن تكون تفسيا بالأثور‪ ,‬بناء على ماقدمت سابقا من كونه‬
‫‪-‬أعن التفسي بالأثور‪ -‬يشمحل ما صحم عن النب‪ ‬وما كان له حكم الرفع ما رواه الصحاب ف أسباب‬
‫النزول‪.‬‬
‫فهذه الحاديث الت أوردها الشيخ هي من باب استشهاده بالديث على معن آية‪ ,‬إذ اليات الت فسرها‬
‫ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ‬ ‫النب ‪ ‬معروفة‪ ,‬كتفسيه الظلم بالشرك ف قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬
‫ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ النعاما‪.‬‬

‫وكتفسيه ‪ ‬القوة‪ ,‬بالرمي ف قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﭼ النفال‪.٦٠ :‬‬


‫والدليل على أن هذه الطريقة ليست من التفسي بالأثور ف شيء‪ ,‬اختلفهم ف الية الواحدة حيث تد‬
‫مفسرا يذكر فيها حديثا يتلف عمحا يذكره مفسر آخر ف نفس الية‪ ,‬فكيف يفسر هذا؟!‬

‫فالاصل أن تفسي القرآن بالسنة ينبغي أن يقيد بالصحيحم الروي عن النب‪ ‬ف تفسي الية ‪ ,‬أما أن‬
‫يعمحد الفسر إل جع أحاديث يستدل با ف توضيحم العن الراد من الية‪ ,‬فهذا كله بعيد ف حدود‬
‫التفسي الثري‪.‬‬
‫ب‪ -‬عزوه الديث مباشرة إل النب ‪ ‬مردا من السند تاما‪ ,‬ول يذكر معه الصحاب إل نادرا‪:‬‬
‫من منهج الشيخ ف تفسي القرآن بالسنة‪ ,‬عزوه الديث بطريقة مباشرة إل النب ‪ ‬دون أن يذكر سند‬
‫الديث‪ ,‬ول حت الصحاب إل ف القليل النادر جدا‪ ,‬كأن يقول‪ :‬وعن رسول ال‪ ,‬وروي أن رسول ال‬
‫وعنه ‪ ‬وهذا كثي جدا ف تفسيه‪ ,‬وسأكتفي بذكر بعض المثلة‪:‬‬
‫‪-1‬قوله تعال ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ‬
‫ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬ ‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ‬
‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ النساء‪.‬‬ ‫ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬
‫قال بعد أن فسر الية‪ ,‬وعن النب ‪" ‬خي النساء امرأة إن نظرت إليها سرتك‪ ,‬وإن أمرتا أطاعتك‪,‬‬
‫)‪(2)(1‬‬
‫وإن غبت عنها حفظتك ف نفسها ومالا"‪ ,‬وتل الية‬

‫‪ (1)1‬التفسي ص ‪.107‬‬
‫)‪ (2‬قال النووي ف اللصة‪ :‬وهذا إسناد صحيحم إل أن البيهقي رواه ف سننه فزاد فيه عثمحان بن عمحي أبا اليقظان بي‬
‫غيلن وجعفر‪ ,‬ث قال‪ :‬وقصر به بعض الرواة فلم يذكر فيه عثمحان بن عمحي‪.‬‬
‫فأشار البيهقي إل انقطاع رواية أب داود‪ ,‬واتفقوا على عثمحان بن عمحي‪ ,‬انظر"تخريج الحاديث والثار الواقأعة في‬
‫تفسير الكشاف للزمخشري"‪ ,‬مصدر سابق ج ‪1‬ص ‪.313‬‬

‫‪44‬‬
‫‪-2‬قوله تعال ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭼ البقرة‪.‬‬
‫قال الشيخ‪ :‬الصلة الوسطى هي العصر‪ ,‬وعن النب ‪ ‬أنه قال يوما الحزاب‪ :‬شغلونا عن الصلة‬
‫)‪(1‬‬
‫الوسطى‪ ,‬صلة العصر‪.‬وزاد مسلم ف صحيحه مل ال بيوتم وقبورهم نارا‪.‬‬
‫ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ‬ ‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬ ‫‪-3‬قوله تعال ﭽ ﯧ ﯨ‬
‫ﯻ ﯻﯶ ﯻ ﯻﯷ ﭼ البقرة‪ .‬قال‪:‬العسر والعسر ضيق ذات اليد‪ ,‬والناظرة المهال‪ ,‬وعنه‪"  :‬من أنظر معسرا أو‬
‫وضع له أظله ال ف ظل عرشه يوما ل ظل إل ظله")‪.(2‬‬
‫من خلل المثلة السابقة اتضحم لنا أن من منهج الشيخ ف التفسي‪ ,‬ذكره الديث مردا من السند‬
‫)‪(3‬‬
‫بالكلية‪ ,‬وهذا كثي ل يصى ف تفسيه‪.‬‬
‫ولعل حذفه السانيد عمحدا منه للختصار‪ ,‬وقصدا لعدما التطويل‪.‬‬
‫ج‪ -‬عدما الكم على الحاديث والتعقيب عليها ل بالصحة ول بالضعف‪:‬‬
‫من منهج الشيخ ف التفسي الستدلل بالحاديث النبوية دون الكم عليها‪ ,‬ودون عزوها إل مظانا‬
‫ومصادرها الصلية‪ ,‬والمثلة على هذا السلك‪ ,‬وهذه الطريقة كثية جدا‪ ,‬نذكر منها‪:‬‬
‫ﮚ ﭼ الضحى‪.‬قال‪ :‬حت تذهب ماله‪ ،‬يعن‬ ‫ﮘ ﮙ‬ ‫‪-1‬فعند قوله تعال ﭽ ﮖ ﮗ‬
‫ل تغلبه على ماله وحقه لضعفه‪ ،‬وعن أب هريرة عن النب ‪ ‬أنه قال‪ » :‬كافل اليتيم له أو لغيه أنا وهو‬
‫كهاتي ف النة « وأشار إل السبابة والوسطى‪ .‬فهذا الديث صحيحم أخرجه الماما مسلم ف صحيحه‪,‬‬
‫ولكن الشيخ ل يكم عليه ول حت قاما بعزوه إل كتب الصحاح على القل)‪. (4‬‬

‫"صحيح مسلم"‪ :‬مرجع سابق‪ ,‬باب الدليل لن قال الصلة الوسطى هي صلة العصر‪ ,‬ج ‪ 1‬ص ‪ ,436‬برقم‬ ‫)‪(3‬‬
‫‪2‬‬

‫‪627‬‬
‫)‪ (4‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,62‬والديث أخرجه الماما التمذي ف سننه بألفاظ متقاربة‪ ,‬قال‪ :‬وف الباب عن أب اليسر‪ ,‬وأب‬
‫قتادة وحذيفة وابن مسعود وعبادة وجابر‪ .‬حديث أب هريرة حديث حسن صحيحم غريب من هذا الوجه‪.‬‬
‫انظر "سنن الترمذي"مصدر سابق‪ ,‬باب ما جاء ف إنظار العسر والرفق به ‪,‬ج ‪2‬ص ‪ ,590‬برقم ‪.1306‬‬
‫)‪ (5‬انظر التفسي‪ :‬ص ‪.76 ,95 ,149 ,235 ,242 ,276 ,281 ,424 ,438‬‬

‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪3‬‬

‫‪" (1)4‬صحيح مسلم"‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬باب الحسان إل الرملة والسكي واليتيم‪,‬ج ‪4‬ص ‪,228‬برقم ‪. 2983‬‬

‫‪45‬‬
‫ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬
‫ﭼ البقرة‪.‬قال قوله تعال‪ } :‬كتب عليكم إذا حضر أحدكم الوت { الية‪ ،‬قيل‪ :‬كانوا يوصون للبعد‬
‫طلبا للفخر ويعدلون عن القربي فلمحا نزلت آية الواريث قال ‪ » ‬إن ال قد أعطى كل ذي حق حقه ول‬
‫)‪(1‬‬
‫وصزية لوارث «‪.‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬
‫ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭼ الزمر‪.‬قال‪ :‬وقرأ رسول ال ‪ ‬هذه الية‪ ,‬فقيل يارسول ال كيف‬
‫شرح الصدر؟ فقال‪" :‬إذا دخل النور القلب انفسحم" فقيل‪ :‬يارسول ال‪,‬فمحا علمة ذلك؟ قال‪ :‬النابة إل‬
‫دار اللود‪ ,‬والتجاف عن دار الغرور‪ ,‬والتأهب للمحوت قبل نزول الوت")‪.(2‬‬
‫ومن منهج الشيخ ف تفسي القرآن بالسنة أيضا روايته الديث با يدل على معناه‪ ,‬فمحثل عند قوله تعال‪:‬‬
‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬ ‫ﭽﭑ ﭒ ﭓ‬
‫البقرة‪.‬‬
‫قال‪ :‬لنه من أيقن أنه من أهل النة‪ ,‬اشتاق إليها‪ ,‬وتن سرعة الوصول إل النعيم‪ ,‬وعن النب ‪ ‬قال‪:‬‬
‫"لوتنوا الوت مابقي على وجه الرض يهودي")‪.(3‬‬
‫تفسير القرآن بأقأوال الصحابة والتابعين‪:‬‬

‫‪ (2)1‬رواه ابن ماجة عن هشاما بن عمحار‪ ,‬عن ممحد بن شعيب‪ ،‬عن عبد الرحن بن يزيد بن جابر ‪ ،‬عن سعيد بن أب‬
‫سعيد ‪ ،‬عن أنس بههه‪ .‬وهذا إسناد كل رجاله ثقات‪ ,‬انظر "البدر المنير في تخريج الحاديث والثار الواقأعة في‬
‫الشرح الكبير"‪ ,‬لبن اللقن‪ :‬سراج الدين أبو حفص عمحر بن علي بن أحد‪ ,‬تقيق‪ :‬مصطفى أبو الغيط و عبد ال بن‬
‫سليمحان وياسر بن كمحال‪ ,‬دار الجرة للنشر والتوزيع ‪ -‬الرياض‪-‬السعودية الطبعة الول ‪1425 ،‬هـ‪2004/‬ما‪ ,‬ج‪7‬ص‬
‫‪.265‬‬
‫‪ (3)2‬التفسي ص ‪ ,649‬وانظر للمحزيد من المثلة‪ ,‬ص ‪ .885 ,883 ,769 ,712 ,664 ,212‬والديث قال عنه‬
‫الشيخ اللبان‪ :‬ضعيف‪ ,‬انظر "سلسلة الحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في المة"‪ ,‬تأليف الشيخ‬
‫ممحد ناصر الدين اللبان‪ ,‬دار العارف‪ ,‬الرياض‪ ,‬الطبعة الول‪ ,1422/1992 ,‬ج ‪2‬ص ‪ ,383‬رقم الديث ‪.965‬‬
‫‪ (1)3‬التفسي ص ‪ ,26‬وانظر أمثلة أخرى من التفسي ص‪ .42 ,156 ,322 ,335‬والديث أخرجه النسائي ف‬
‫الكبى بلفظ‪ :‬قال قال أبو جهل ‪ :‬لئن رأيت رسول ال ‪‬يصلي عند الكعبة أتيته حت أطأ على عنقه فقال رسول ال‬
‫‪‬لو فعل أخذته اللئكة عيانا وإن اليهود لو تنوا الوت لاتوا ورأوا مقاعدهم من النار ولو خرج الذين يباهلون رسول ال‬
‫‪‬لرجعوا ل يدون مال ول أهل‪.‬ج‪6‬ص‪ 308‬برقم ‪ ,11061‬انظر النسائي‪ :‬أحد بن شعيب أبو عبد الرحن‪" ,‬السنن‬
‫الكبرى"‪ ,‬تقيق د‪.‬عبد الغفار سليمحان البنداري ‪ ,‬سيد كسروي حسن‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت الطبعة الول ‪،‬‬
‫‪1411‬هـ ‪1991 /‬ما‪ .‬وأخرجه الماما أحد ف مسنده ج‪1‬ص‪ 248‬برقم ‪.2225‬وقال الشيخ شعيب‪ :‬صحيحم‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫آراء الصحابة والتابعي كثية جدا ف تفسي الشيخ‪ ,‬وعند ذكره أقوالم واستشهاده با فإنه يذكرها مردة‬
‫السناد كذلك‪ ,‬كمحا فعل مع أحاديث النب ‪ ‬ولعل هذا مرده ومرجعه إل اليل إل الختصار‪,‬‬
‫والياز‪,‬كمحا سيظهر لنا‪.‬‬
‫ولقد جاءت أقوال الصحابة والتابعي رضي ال عنهم جيعا؛ موزعة ف تفسي الشيخ ؛إما لتوضيحم معن‪,‬‬
‫أو لتفسي لفظ‪ ,‬أو تبيي سبب نزول‪ ,‬أو إعطاء حكم فقهي‪ .‬وهكذا فهي متنوعة تنوع القضايا النوطة‬
‫بالتفسي‪.‬‬
‫فمحن أقوال الصحابة والتابعي البينة والوضحة للمحعن‪ ,‬ماذكره‪:‬‬
‫‪-1‬عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ البقرة‪ .‬قال وعن ابن‬
‫عباس التقي ؛ الذي يتقي الشر و الكبائر والفواحش)‪.(1‬‬
‫‪-2‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ‬
‫ﮰ ﮱ ﯓ ﭼ البقرة‪ .‬قال‪ :‬قيل أهل‬ ‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬
‫ملة واحدة على دين واحد وهو الكفر‪ .‬عن ابن عباس‪ ,‬وهو الوجه‪ .‬ث يقول معلل لا ذكره؛ لن قوله‬
‫تعال}فبعث ال النبيي{ل يليق إل بذلك)‪.(2‬‬
‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ‬ ‫‪-3‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬
‫ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﭼ النساء‪ .‬قال‪ :‬قوله تعال}ث يتوبون من قريب{ وعن الضحاك‪:‬‬
‫كل توبة قبل الوت قريب)‪.(3‬‬
‫‪ -3‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ‬
‫ﯽ ﯾ ﯿ ﭼ الرعد ‪.‬قال‪ :‬قيل بالفتوح على الؤمني من أرض الشركي بأن يفتحم أرض ا بعد أرض‬
‫فتبطل فيها أحكاما الشرك وتظهر أحكاما اهلسلما‪ ،‬وقيل‪ :‬بذهاب علمحائها‪ ،‬وعن ابن مسعود‪ » :‬موت‬
‫)‪(5‬‬
‫العال ثلمحة ف السلما ل يسدها شيء «)‪ .(4‬وقيل‪ :‬خرابا بعد العمحارة‪ ،‬وقيل‪ :‬نقصان ثرها‬

‫‪ (2)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.13‬‬


‫‪ (1)2‬التفسي‪ :‬ص ‪46‬‬
‫‪ (2)3‬التفسي‪ :‬ص ‪102‬‬
‫‪ (3)4‬البيهقي‪ :‬أبو بكر أحد بن السي بن علي بن موسى الراسان‪" ,‬شعب اليمان"‪ ,‬تقيق ممحد السعيد بسيون‬
‫زغلول‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ .‬الطبعة الول‪1410 ,‬هـ‪ ,‬باب فضل العلم وشرف مقداره ج ‪2‬ص ‪ ,268‬برقم ‪.1719‬‬
‫‪ (4)5‬التفسي‪ :‬ص ‪316‬‬

‫‪47‬‬
‫قال ابن كثي ف تفسيه‪ :‬يقول تعال لرسوله‪ } :‬وإن ما نرينك { يا ممحد } بعض الذي نعدهم { أي‪:‬‬
‫نعد أعداءك من الزي والنكال ف الدنيا‪ } ،‬أو نتوفينك { أي قبل ذلك‪ } ،‬فإنا عليك البلغ { أي‪:‬‬
‫إنا أرسلناك لتبلغهم رسالة ال وقد بلغت ما أمرت به‪ } ،‬وعلينا الساب { أي‪ :‬حسابم وجزاؤهم‪ ،‬كمحا‬
‫قال تعال‪ :‬ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬
‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﭼ الغاشية‪.‬‬
‫وقوله‪ } :‬أول يروا أنا نأت المرض ننقصها من أطرافها { قال ابن عباس‪ :‬أول يروا أنا نفتحم لمحد الرض‬
‫بعد الرض؟‬
‫وقال ف رواية‪ :‬أو ل يروا إل القرية ترب‪ ،‬حت يكون العمحران ف ناحية؟‬
‫وقال ماهد وهعمكهرمة‪ } :‬ننقصها من أطرافها{ قال‪ :‬خرابا‪.‬‬
‫وقال السن والضحاك‪ :‬هو ظهور السلمحي على الشركي‪.‬‬
‫وقال العوف عن ابن عباس‪ :‬نقصان أهلها وبركتها‪.‬‬
‫وقال ماهد‪ :‬نقصان النفس والثمحرات وخراب الرض‪.‬‬
‫وقال الشعب‪ :‬لو كانت الرض تنقص لضاق عليك حشك‪ ،‬ولكن تنقص النفس والثمحرات‪ .‬وكذا قال‬
‫هعمكهرمة‪ :‬لو كانت الرض تنقص ل تد مكانا تقعد فيه‪ ،‬ولكن هو الوت‪.‬‬
‫وقال ابن عباس ف رواية‪ :‬خرابا بوت فقهائها وعلمحائها وأهل الي منها‪ .‬وكذا قال ماهد أيضا‪ :‬هو موت‬
‫العلمحاء‪.‬وبعد أن ذكر رحه ال كل هذه القوال حول تفسي الية نده يرجحم القول الول‪ ,‬وهو ظهور‬
‫السلمحي على الشركي‪ ,‬وكثرة الفتوحات‪ .‬حيث يقول‪ :‬والقول الول أول‪ ،‬وهو ظهور السلما على الشرك‬
‫قرية بعد قرية‪ ،‬وجكمفارا بعد جكمفر‪ ،‬كمحا قال تعال‪ } :‬ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى{ الحقاف‪,27:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫الية‪ ،‬وهذا اختيار ابن جرير‪ ،‬رحه ال‬
‫‪-4‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﭼ الصافات‪ .‬قال‪ :‬قال وعن قتادة الرزق العلوما النة‪.‬‬

‫‪ (1)1‬قال أبو جعفر الطبي‪ :‬وأول القوال ف تأويل ذلك بالصواب قوأل من قال‪ :‬ﭽ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬
‫ﯳ ﯴﭼ الرعد‪ ، ٤١:‬بظهور السلمحي من أصحاب ممحد ‪ ‬عليها وقجـمههرهم أهلها‪.‬انظر "جامع البيان في تأويل‬
‫القرآن"‪ ,‬للماما الطبي‪ :‬أبو جعفر ممحد بن جرير بن يزيد بن كثي بن غالب الملي‪ ,‬تقيق أحد ممحد شاكر‪,‬‬
‫مؤسسة الرسالة‪ ,‬الطبعة الول‪1420,‬هـ‪2000/‬ما ج ‪16‬ص ‪ ,498‬وانظر "تفسير ابن كثير"‪ :‬ج ‪4‬ص ‪.472‬‬
‫)‪ (2‬انظر التفسي‪ :‬ص ‪.790 ,590 ,348 ,174 ,41 ,574 ,324 ,354‬‬

‫‪48‬‬
‫‪-5‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﭼ إبراهيم‪ .‬قال }فاجعل أفئدة من الناس‬
‫توي إليهم{ من للتبعيض‪ ,‬ويدل عليه ما روي عن ماهد‪ :‬لو قال أفئدة الناس لزاحتكم عليه فارس‬
‫والروما‪.‬‬
‫‪-6‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﭼ السراء‪ .‬قال‪ :‬قال‬
‫ماهد‪ :‬لو أنفق مدا ف باطل كان مبذرا‪ ,‬ولو أنفق جيع ماله ف حق ما كان مبذرا)‪.(1‬‬

‫ومن أقوال الصحابة والتابعي الت جاءت لتعطي لنا حكمحا فقهيا ماذكره الشيخ‪:‬‬
‫ﯙ ﯚ‬ ‫‪-1‬قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ‬
‫ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ‬
‫ـــــ ﰇـــــ ﰈــــ ﰉ ــﰊــــــ ﰋـــــ ﰌـــــ ﰍـــــ ﰎــــ ﰏـــــ ﰐـــــ ﰑـــــ ﰒــــ ـــــ ﰓ ﭼ البقرة‪ .‬قال‪:‬‬
‫ﰆ‬
‫} والوالدات يرضعن أولدهن حولي { الية‪ ،‬قيل‪ :‬هو عاما ف جيع الزوجات‪ ،‬وقيل‪ :‬الطلقات‪ ،‬قيل‪:‬‬
‫معناه المر وإن كانت صيغته صيغة الب‪ ،‬قوله تعال‪ } :‬حولي كاملي { يعن عامي تامي أربعة‬
‫وعشرين شهرا وقد اختلف العلمحاء ف هذا الد هل هو لكل مولود ولكن إذا أتت به لستة أشهر فحولي‬
‫وإن ولدت لسبعة أشهر فثلثة وعشرين شهرا ف المحل وإن ولدت لتسعة أشهر فإحدى وعشرين يطلب‬
‫بذلك المحلة ثلثي شهرا ‪ ،‬وقيل‪ :‬هو حد لكل مولود ويأت وقت يولد ل ينقص ول يزيد إل أن يتاضجيا‬
‫قبل الولي فحهينئذذ فطمحاه فإن اختلفا ل يفطمحاه وروي ذلك عن ابن عباس أيضا ‪ ،‬وقال جاعة‪ :‬الراد به‬
‫بيان التحري الواقع بالرضاع ف الولي يرما وفيمحا بعده ل يرما‪ ،‬وروي ذلك عن أمي الؤمني ‪ ‬وابن عمحر‬
‫وابن مسعود والزهري والشعب‪ ،‬وقال قتادة‪ :‬فرض ال تعال على الوالدات أن يرضعن أولدهن حولي‬
‫كاملي ث أنزل ال تعال الرخصة بعد ذلك فقال تعال‪ } :‬لن أراد أن يتم الرضاعة { يعن أن هذا يسمحى‬
‫)‪(2‬‬
‫الرضاع وليس فيمحا دونه حد مدود وإنا هو على مقدار صلح الصب‪.‬‬
‫‪-2‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ﯱ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯲ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯳﯻ ﯻﯴ ﯵﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯶ‬
‫ﯻﯭ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯮﯯﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯰ ﯻ‬
‫ﯻ ﯻﯪ ﯬﯫﯻ ﯻ ﯻ‬ ‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬

‫‪1‬‬

‫‪ (1)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.51‬‬

‫‪49‬‬
‫ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﭼ‬ ‫ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ‬
‫)‪(1‬‬
‫الائدة‪ .‬قال‪ :‬وعن ماهد هو الرجل يلف على الشيء يرى أنه كذلك وليس كمحا ظن‪.‬‬
‫ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ‬ ‫‪-3‬قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬
‫ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ النور‪.‬قال‪ :‬الية نزلت ف بغايا مكة والدينة على ما تقدما)‪ ،(2‬وقيل‪ :‬الراد بالنكاح‬
‫العقد‪ ,‬وكل مشركات وزانيات ني عن نكاحهن‪ ،‬وقيل‪ :‬كان هذا حكم ف كل زان وزانية‪ ،‬ث نسخ‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬الراد بالنكاح العقد وذلك الكم ثابت ف كل من زن بامرأة ل توز له أن يتزوج با عن جاعة من‬
‫الصحابة‪ ،‬وروي ذلك عن علي ‪ ، ‬وروي أيض ا عن عائشة )‪. (3‬‬
‫وفيمحا يتعلق بالقراءات والنزول‪ ,‬أكتفي بذكر مثالي فقط للتوضيحم‪.‬‬
‫فمحثل عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ‬
‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ‬
‫ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﭼ البقرة‪.‬‬
‫قال‪ }:‬يرج لنا ما تنبت الرض من بقلها { البقل العروف‪} .‬وفومها { قيل‪ :‬النطة‪ ،‬وقيل‪ :‬الثوما‪،‬‬
‫ويدل عليه قراءة ابن مسعود وثومها )‪.(4‬‬
‫ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ‬
‫ﭼ البقرة‪ .١٤ :‬قال العقم‪ :‬الية نزلت ف عبد ال بن أأب وأصحابه‪ .‬روي عن ابن عباس أن عبد ال‬
‫بن أب وأصحابه خرجوا فاستقبلهم نفر من الصحابة ) رضي ال عنهم ( فقال ‪ :‬انظروا كيف أررد هؤلء‬
‫السفهاء عنكم‪ ,‬وأخذ بيد عمحر وقال مرحب ا بالفاروق وسيد بن عدي‪ ,‬وأخذ بيد أب بكر وقال مرحب ا‬
‫بسيد بن تيم وثان رسول ال ‪‬ف الغار‪ ,‬وأخذ بيد علي ) عليه السلما ( وقال‪ :‬مرحب ا بابن عم رسول ال‬
‫‪ ‬وحبيبه وسيد بن هاشم ما خل رسول ال ‪ . ‬فقال له علي‪) :‬عليه السلما ( ‪ » :‬يا عبد ال اتق ال‬
‫ول تنافق فإن النافقي ف النار وإنم شر خلق ال « ‪ .‬فقال ‪ :‬مهلا يا أبا السن ل تقل هذا فوال إن‬

‫‪ (2)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.156‬‬


‫‪ (1)2‬انظر التفسي‪ :‬ص ‪.448‬‬
‫‪ (2)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.449‬‬
‫‪ (3) 4‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,22‬وانظر "مختصر في شواذ القراءات"‪ ,‬لبن خالويه‪ :‬أبو عبدال السي‪ ,‬عال الكتاب‪,‬‬
‫بيوت ص ‪.14‬‬

‫‪50‬‬
‫ت؟ فأثنوا عليه وقالوا ‪ :‬ل نزال بي ما دمت‬
‫إياننا كإيانكم ‪ ،‬فتفرقوا فقال لصحابه ‪ :‬كيف رأيتم ما فعل أ‬
‫فينا ‪ ،‬ورجع السلمحون فأخبوا رسول ال ‪ ‬فنزلت الية)‪.(2)(1‬‬
‫فقد ذكر الشيخ هذا السبب الواهي ف نزول الية‪ ,‬دون أن يتنبه له‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬التفسير بالرأي عند الشيخ‬
‫معن التفسي بالرأي‪ :‬يطلق الرأي على العتقاد‪ ,‬وعلى الجتهاد‪ ,‬وعلى القياس‪ ,‬ومنه‪ :‬أصحاب الرأي‪:‬‬
‫أي أصحاب القياس‪ ,‬والراد بالرأي هنا الجتهاد‪ ,‬وعليه فالتفسي بالرأي هو الذي يعتمحد فيه الفسر على‬
‫مدى فهمحه من اليات القرآنية‪ ,‬واستنباط العان منها‪ ,‬وسيكون على معرفة بكلما العرب ومناحيهم ف‬
‫القول‪ ,‬واللفاظ العربية ووجوه دللتها‪ ,‬واستعانته ف ذلك بالشعر الاهلي‪ ,‬ووقوفه على أسباب النزول‪,‬‬
‫ومعرفته بالناسخ والنسوخ من آيات القرآن‪ ,‬وغي ذلك من الدوات الت يتاج إليها الفسر)‪.(3‬‬
‫والتفسي بالرأي نوعان‪:‬ممحود ومذموما؛ فالرأي المحود هوالذي يستند إل اللغة‪ ,‬والسياق والأثور‪ ,‬والرأي‬
‫الذموما ل يستند إل شيء من هذه السس؛ بل يعتمحد على الوى الناشئ من جهل أو نلة باطلة)‪.(4‬‬
‫موقأف العلماء من التفسير بالرأي‪:‬‬
‫لقد وقع خلف معتب بي العلمحاء ف مسألة التفسي بالرأي‪ ,‬فأجازه بعض ومنعه آخرون واللف الذي‬
‫جرى بي الفريقي ناشئ وناجم عن تديد مفهوما الكلمحة ذاتا فمحن رأى بأن كلمحة الرأي معناها الوى؛‬
‫والقداما على التفسي دون ضوابط‪ ,‬منعه‪ ,‬ومن رأى بأن كلمحة الرأي تعن أن يعمحد الفسر إل كتاب ال‬
‫عزوجل فيفسره وفق الدوات الت لبد أن يكون عالا عارفا با‪ ,‬أجاز ذلك‪ ,‬ولكل دليله وحجته‪.‬‬
‫أدلة اليزين للتفسي بالرأي‪ :‬استدل اليزون بأدلة منها‪:‬‬
‫‪-1‬قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ ممحد‪.‬‬
‫ﮗ ﮘ‬ ‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬ ‫‪-2‬قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ النساء‪.‬‬ ‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,15‬لزيد من المثلة انظر ص ‪381,380,107,101,96,95,94,86,71,68,50,49‬‬


‫‪ (2)2‬قال ابن حجر‪ :‬وآثار الوضع لئحة على هذا الكلما‪ ,‬وسورة البقرة نزلت ف أوائل ما قدما رسول ال‪ ‬الدينة كمحا‬
‫ذكره ابن إسحاق وغيه‪ ,‬وعلي إنا تزوج فاطمحة رضي ال عنهمحا ف السنة الثانية من الجرة‪ .‬انظر "العجاب في بيان‬
‫السباب"‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪.237‬‬
‫‪" (3)3‬التفسير والمفسرون"‪ :‬ص ‪.265‬‬
‫‪" (4)4‬التفسير أساسياته واتجاهاته"‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.196‬‬

‫‪51‬‬
‫فهاتان اليتان نص على أن مضامي القرآن الكري ومعانيه ليكن الوصول إل فهمحها إل بالجتهاد‪,‬‬
‫وأن الية الول تث وتض أيضا على التدبر والجتهاد ف القرآن الكري‪ ,‬وصول إل العن الصحيحم‪ ,‬ث‬
‫إن رسول ال ‪ ‬دعا لعبد ال بن عباس رصي ال عنهمحا "اللهم فقهه ف الدين وعلمحه التأويل")‪ ,(1‬وهذا‬
‫يدل على أنه يوز الجتهاد‪ ,‬وإعمحال العقل ف فهم كلما ال سبحانه وتعال‪.‬‬
‫واستدل الانعون بمحلة من الدلة نذكر منها‪:‬‬
‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ‬ ‫‪-1‬قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ‬
‫)‪(2‬‬
‫النحل‪ .‬وقالوا بأن الكلف بالبيان إنا هو النب ‪‬وليس لغيه شيء من البيان لعان القرآن‪.‬‬
‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬ ‫‪-2‬واستدلوا كذلك بقوله تعال‪ :‬ﭽ ﮀ ﮁ‬
‫ﮜ ﮝ ﭼ‬ ‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬ ‫ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫العراف‪.‬‬
‫فقد عطف ال سبحانه وتعال القول عليه بغي علم على الشرك والث والبغي‪ ,‬والفواحش ما ظهر منها‬
‫وما بطن ‪,‬والعطف يفيد الشاركة وماداما التفسي بالرأي من قبيل القول على ال بغي علم فيقتضي‬
‫ويستلزما هذا حرمته وعدما جوازه‪.‬‬
‫‪-3‬واستدلوا بالديث الذي رواه النسائي ف سننه قال‪" :‬أخبنا عبد المحيد بن ممحد قال ثنا ملد قال ثنا‬
‫سفيان قال ثنا أحد بن سليمحان قال ثنا أبو نعيم وممحد بن بشر قال ثنا سفيان عن عبد العلى عن‬
‫سعيد بن جبي عن بن عباس عن النب صلى ال عليه و سلم وقال ملد قال‪ :‬قال رسول ال ‪ :‬من قال‬
‫ف القرآن بغي علم فليتبوأ مقعده من النار")‪.(3‬‬

‫مناقأشة أدلة الفريقين‪:‬‬


‫إن ماذهب إليه اليزون للتفسي بالرأي‪ ,‬ينبغي أل يؤخذ على عواهنه وعلى إطلقه‪ ,‬دون ضوابط وشرائط‪,‬‬
‫بل لبد ‪ -‬إن كان ول بد للمحفسر أن يتهد برأيه وعقله ف تفسي كتاب ال‪ -‬أن يكون ملمحا وعارفا‬
‫بأدوات الجتهاد حت يسلم من الوقوع ف الطأ‪ ,‬وحت ل يصدق عليه قول الول سبحانه وتعال ﭽ ﮖ‬
‫ﮜ ﮝ ﭼ العراف‪ ,٣٣ :‬وقول النب ‪ ‬السالف الذكر‪:‬‬ ‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬

‫‪ (1)1‬أخرجه الاكم ف مستدركه‪ ,‬وقال حديث صحيحم السناد ول يرجاه‪ ,‬انظر "المستدرك على الصحيحين"‪ ,‬كتاب‬
‫مناقب الصحابة‪ ,‬باب ذكر عبد ال بن عباس بن عبد الطلب رضي ال عنهمحا‪,‬ج ‪3‬ص ‪.615‬‬
‫‪ (2)2‬انظر"التفسير والمفسرون"‪ :‬ص ‪.267‬‬
‫‪" (3)3‬السنن الكبرى" للنسائي‪ :‬مصدر سابق‪ ,‬باب من قال ف القرآن بغي علم‪,‬ج ‪5‬ص‪ ,230,‬برقم ‪.8084‬‬

‫‪52‬‬
‫" من قال ف القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار"‪.‬‬
‫وأما الانعون للتفسي بالرأي بالكلية فأرى أن رأيهم فيه تكم؛ لن ادعاءهم أن النب ‪ ‬هو الأمور‬
‫والكلف بالبيان وحده‪ ,‬وأنه فسر القرآن الكري كله‪ ,‬ادعاء غي صحيحم‪ ,‬يقول الرافعي)‪" :(1‬قد ثبت أن‬
‫رسول ال ‪ ‬قبض ول يفسر من القرآن إل قليل جدا‪ .‬وهذا وحده يعل كل منصف يقول أشهد أن ممحدا‬
‫رسول ال؛ إذ لو كان ‪ ‬فسر للعرب با يتمحله زمنهم وتطيقه أفهامهم‪ ,‬لمحد القرآن جودا تدمه عليه‬
‫الزمنة والعصور بآلتا ووسائلها‪ ,‬فإن كلما الرسول نص قاطع‪ ,‬ولكنه ترك تاريخ النسانية يفسر كتاب‬
‫النسانية‪ .‬فتأمل حكمحة ذلك السكوت؛ فهي إعجاز ل يكابر فيه إل من قلع مه من رأسه")‪.(2‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬ل ل يفسر النب ‪ ‬القرآن الكري كله إذن؟ ييب الدكتور فضل عباس على هذا التساؤل‬
‫فيقول‪" :‬إن الرسول عليه وآله الصلة والسلما كان يفسر ما يتاج السلمحون إل تفسيه‪...‬والكمحة ف أن‬
‫الرسول ‪ ‬ل يفسر القرآن كله أنه أراد أن يفتحم للمة مالت ف فهم القرآن‪ ,‬ليدبروا آياته‪ ,‬وليذكر أولوا‬
‫اللباب‪ ,‬ولو أن الرسول ‪ ‬فسر القرآن كله‪ ,‬ما كان هناك مال لتلك الثروة التفسيية‪ ,‬ولكنه القرآن الذي‬
‫ل تنقضي عجائبه‪ ,‬ول يلق على كثرة الرد")‪.(3‬‬
‫إن العلوما ثلثة كمحا يقولون‪ :‬علم نضج وما احتق‪ ,‬وهو علم النحو والصول‪ ,‬وعلم ل نضج ول احتق‬
‫وهو علم البيان والتفسي‪ ,‬وعلم نضج واحتق وهو علم الديث والفقه)‪.(4‬‬
‫فقولم‪" :‬وعلم ل نضج ول احتق"‪ ,‬حكاية عن علم التفسي‪ ,‬فيه إشارة من طرف خفي إل أن هذا العلم‬
‫كل يوما يتجدد ويتطور‪ ,‬بتطور الكتشافات والختاعات العلمحية‪ ,‬وتظهر للعلمحاء التخصصي فيه أفكار‪,‬‬
‫وآراء جديدة وحديثة ل تظهر لسلفهم‪ ,‬وهذا يؤكد ويدلل على صلحية القرآن الكري لكل زمان‬
‫ومكان‪ ,‬ومن هنا تظهر الكمحة واضحة جلية‪ ,‬ف عدما تفسي النب ‪ ‬إذ لو فسر النب‪‬كل القرآن‪ ,‬لفات‬
‫الناس فائدة كبية‪ ,‬وعظيمحة؛ أل وهي التأمل‪ ,‬والتدبر ف كتاب ربنا عز وجل ‪ ,‬ولا كان لقوله جل شأنه‪:‬‬
‫ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‪.‬معن‪ ,‬فكل شيء عنده بقدار‪ ,‬سبحانه هو‬
‫ال الواحد القهار‪.‬‬

‫‪ (1)1‬الرافعي‪ :‬مصطفى صادق‪" ,‬إعجاز القرآن والبلغة النبوية"‪ ,‬دار إحياء التاث العرب‪ ,‬الطبعة الول‪1425 ,‬هـ‪/‬‬
‫‪2004‬ما‪ .‬انظر الامش‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫)‪ ( (2‬غي أن هذا الكلما ليس دقيقا فقد فسر النب‪ ‬قدرا لبأس به من القرآن الكري‪ ,‬وكتب السنة تشهد بذلك‪ ,‬فقد‬
‫أفرد أصحاب السنن أبوابا خاصة بالتفسي‪.‬‬
‫‪" (3)2‬التفسير أساسياته واتجاهاته"‪ :‬ص ‪.137‬‬
‫‪" (4)3‬توجيه النظر إلى أصول الثر"‪ :‬مصدر سابق‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.903‬‬
‫‪4‬‬

‫‪53‬‬
‫بناء على ما تقدما‪ ,‬وبعد عرض أدلة اللف القائم بي الفريقي‪ ,‬يكن المحع بينهمحا؛ إذا ما نظرنا إل‬
‫مقاصد كل من الفريقي؛ إذ إن اليزين وإن كانوا قد أجازوا التفسي بالرأي إل أنم يتفقون مع الانعي‬
‫له ف كون الفسر بالرأي ل بد وأن تتوفر فيه الشروط اللزمة حت يقبل ويقدما على كلما ال متجنبا‬
‫الظر والوقوع ف الطر‪ ,‬وإن الانعي له‪ ,‬أقصد التفسي بالرأي ما منعوه حي منعوه‪ ,‬إل حي كان‬
‫قصدهم منصبا على التفسي بالرأي الذموما‪ ,‬واستحسان الوى‪ ,‬وإعمحال العقل دون ضوابط‪ ,‬وعليه‬
‫فاللف الاصل بي الفريقي إنا هو خلف لفظي فقط‪.‬‬
‫منهج الشيخ في التفسير بالرأي‪:‬‬
‫لقد نزل القرآن الكري على رسول ال ‪ ‬بلسان عرب مبي‪ ,‬لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬
‫ﮥ ﮦ ﭼ الشعراء‪ .‬ف وقت بلغ‬ ‫ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ‬ ‫ﮚ‬ ‫ﮙ‬
‫فيه البيان والفصاحة أوجهمحا‪ ,‬والعلة والسبب ف ذلك إنا هو التحدي؛ أراد ال سبحانه وتعال أن‬
‫يتحدى العرب بالقرآن الكري‪.‬‬
‫والذي يقدما على تفسي كتاب ال جل وعل‪ ,‬ل بد أن يكون ملمحا إلاما واسعا بعلم اللغة‪ ,‬حت يكون‬
‫مؤهل‪ ,‬وقادرا على فهم مراد ال ومقصوده‪.‬‬
‫وقد ذكر الدكتور الذهب‪ ,‬أن من بي العلوما الت يتاج إليها الفسر‪ ,‬علم اللغة ‪ ,‬وجعله أولا؛ لن به يكن‬
‫شرح مفردات اللفاظ ومدلولتا بسب الوضع‪ ،‬قال ماهد‪" :‬ل يل لحد يؤمن بال واليوما الخر أن‬
‫يتكلم ف كتاب ال إذا ل يكن عالا بلغات العرب"‪ ،‬ث إنه ل بد من التوسع والتبحر ف ذلك؛ لن اليسي‬
‫ل يكفى‪ ،‬إذ ربا كان اللفظ مشتكاا‪ ،‬والفسسر يعلم أحد العنيي ويفى عليه الخر‪ ،‬وقد يكون هو‬
‫الراد)‪.(1‬‬
‫وروى الماما البيهقي ف شعب اليان‪ .‬قال‪ :‬سعت أبا لقاسم حيث يقول سعت أبا عبد ال اليدان‬
‫الطيب يقول ‪ :‬سعت أبا قريش الافظ يقول ‪ :‬سعت ييح بن سليمحان بن فضلة يقول ‪ :‬سعت مالك‬
‫بن أنس يقول ‪ " :‬ل أوت برجل غي عال بلغات العرب يفسر ذلك إل جعلته نكال ")‪.(2‬‬
‫ومن هنا انكب العلمحاء على تعلم اللغة وما فيها من الغريب؛وهذا يتطلب‪,‬ويستوجب معرفة أشعار العرب‬
‫‪ ,‬وخطبهم ‪ ,‬وأمثالم وحكمحهم ‪ ,‬ومناحيهم ف أقوالم كلها‪ ,‬فقد روى السيوطي ف مزهره‪ ,‬قال‪ :‬أخرج‬

‫‪" (1)1‬التفسير والمفسرون"‪ :‬ص ‪.275‬‬


‫‪" (1)2‬شعب اليمان"‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬باب ف ترك التفسي بالظن‪ .‬ج ‪2‬ص ‪ ,425‬برقم ‪.2287‬‬

‫‪54‬‬
‫أبو بكر بن النباري ف كتاب الوقف عن طريق عكرمة عن ابن عباس قال‪" :‬إذا سألتم عن شيء من‬
‫غريب القرآن؛ فالتمحسوه ف الشعر فإن الشعر ديوان العرب")‪.(1‬‬
‫وقال الفاراب ف خطبة ديوان الدب‪" :‬القرآن كلما ال‪ ,‬وقول ال‪ ,‬وتنزيل ال‪ ,‬مفصل فيه مصال العباد‬
‫ف معادهم ومعاشهم ما يأتون ويذرون‪ ,‬ول سبيل إل علمحه وإدراك معانيه‪ ,‬إلر بالتبحر ف علم هذه‬
‫اللغة")‪.(2‬‬
‫إن الصحابة الكراما رضي ال عنهم‪ ,‬كانوا أصحاب لسان‪ ,‬ومشهود لم باليية‪ ,‬ونزل القرآن الكري‬
‫بلغتهم‪ ,‬ومع ذلك كله‪ ,‬كانت تفى عليهم معان بعض الكلمحات أحيانا‪ ,‬فهذا عمحر بن الطاب كان‬
‫على النب يوما فقرأ‪ :‬ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﭼ النحل‪ .‬ث سأل عن معن‬
‫التخوف‪ ,‬فقال له رجل من هذيل‪ :‬التخوف عندنا التنقص‪ ,‬ث أنشده‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫كمحا توف عود النبعة السفن‪.‬‬ ‫توف الرحل منها تامكا قردا‬

‫وهذا عبد ال بن عباس‪ ,‬حب هذه المة‪ ,‬الذي دعا له النب ‪ ,‬يقول‪:‬ماكنت أدري }مافاطر{ حت‬
‫اختصم إل أعرابيان ف بئر‪ ,‬فقال أحدها أنا فطرتا أي ابتدأتا)‪.(4‬‬
‫من خلل هذين الثالي ندرك أهية اللغة العربية‪ ,‬وأنه ليوز لي أحد بأي حال من الحوال‪,‬الوض ف‬
‫كلما ال‪ ,‬إذا ل يكن متبصرا متبحرا ف علم اللغة‪ ,‬وغريبها‪ ,‬حت ل يقع ف الظور‪ ,‬ويكون عرضة للقيل‬
‫والقال وكثرة السؤال‪.‬‬

‫‪ (2)1‬السيوطي‪ :‬جلل الدين عبد الرحان بن أب بكر ‪" ,‬المزهر في علوما اللغة وأنواعها"‪,‬تقيق فؤاد علي منصور‪,‬‬
‫دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1998‬ما‪ ,‬ج ‪ ،1‬ص ‪.261‬‬
‫‪ (3)2‬الفاراب‪ :‬أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم‪" ,‬ديوان الدب"‪ ,‬تقيق د أحد متار عمحر‪ ,‬ود إبراهيم أنيس‪ ,‬القاهرة‬
‫‪1974‬ما‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪.73‬‬
‫‪ (4)3‬البيت لب كبي الذل‪ :‬انظر "المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية"‪,‬ج ‪8‬ص ‪.117‬‬
‫‪ (1)4‬النحاس‪ :‬أبو جعفر أحد بن ممحد الرادي "معاني القرآن"‪ ,‬تقيق يي مراد‪ ,‬دار الديث القاهرة‪1425 ,‬هـ‪/‬‬
‫‪2004‬ما‪,‬ج ‪2‬ص ‪.995‬‬

‫‪55‬‬
‫وقد عرض العقم ف تفسيه‪ ,‬لبعض القضايا البلغية والنحوية‪ ,‬والنكات التفسيية‪ ,‬وأكثر من استخداما‬
‫الشاهد الشعري‪ ,‬تارة على العن اللغوي‪ ,‬وتارة على بعض صور البلغة‪ ,‬وعلى قضايا تتعلق بالنحو تارة‬
‫أخرى وسأحاول تبيي طريقته ف ذلك مدعمحا كلمي بذكر المثلة‪.‬‬
‫الجانب البلغي في تفسير العقم‪ :‬يقول الزركشي‪..." :‬وهذا العلم أعظم أركان الفسر‪ ,‬فإنه ل بد من‬
‫مراعاة ما يقتضيه العجاز من القيقة والاز وتأليف النظم‪.(1)"...‬‬
‫وقد تطرق الشيخ لنوعي البلغة؛ علم البيان وعلم العان‪ ,‬وأغفل الديث عن علم البديع‪ ,‬مع العلم أنه‬
‫علم مهم‪ ,‬ل يقل شأوا وشأنا عن العلمحي السابقي؛ ذلك أنه يزيد النص القرآن باء وكمحال‪ ,‬ويضفي‬
‫عليه رونقا وجال‪.‬‬
‫ضها عن بعض‪،‬‬‫علم البيان‪ :‬وهو عبارة عن أصول وقواعد‪,‬يعرف با إيراأد العن الواحد‪ ،‬بطرق يتلف بع أ‬
‫ف أوضوح الردللة العقلية على نفس ذلك العن‪ ،‬فالعن الواحد‪ :‬أيستطاع أداؤه بأساليب أمتلفة‪ ،‬ف‬
‫وضوح الردللة عليه)‪ ,(2‬ولذا العلم أنواع كثية ومتعددة‪ ,‬تطرق العقم ف تفسيه لبعض منها‪:‬‬
‫‪ -1‬المجاز‪ :‬عرفه القزوين)‪ (3‬بأنه‪" :‬إسناد الفعل أوما ف معناه إل ملبس له غي ما هو له بتأويل"‪.‬‬
‫وأما ابن الثي فقد ذكر لنا مفهوما حول الاز فقال‪ ":‬وأما الاز فهو ما أريد به غي العن الوضوع له ف‬
‫أصل اللغة‪ ,‬وهو مأخوذ من جاز من هذا الوضع إل هذا الوضع؛ إذا تطاه إليه‪ ,‬فالاز إذا‪ ,‬اسم للمحكان‬
‫الذي ياز فيه كالعاج‪ ,‬والزار وأشباههمحا‪ ,‬وحقيقته هي النتقال من مكان إل مكان‪ .‬فجعل ذلك لنقل‬
‫اللفاظ من مل إل مل‪ ,‬كقولنا زيد أسد؛ فإن زيدا إنسان‪ ,‬والسد هو هذا اليوان العروف‪ ,‬وقد جزنا‬
‫من النسانية إل السدية؛ أي عبنا من هذه إل هذه‪ ,‬لوصلة بينهمحا‪ ,‬وتلك الوصلة هي صفة‬
‫)‪(4‬‬
‫الشجاعة‪"...‬‬

‫‪" (2)1‬البرهان في علوما القرآن"‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪.311‬‬


‫‪ (3)2‬الاشي‪ :‬أحد‪" ,‬جواهر البلغة في المعاني والبيان والبديع"‪ ,‬دار إحياء التاث العرب‪ ,‬بيوت لبنان ص ‪.244‬‬
‫‪ (4)3‬القزوين‪ :‬جلل الدين أبو عبد ال ممحد بن سعد الدين بن عمحر‪" ,‬اليضاح في علوما البلغة"‪ ,‬دار إحياء‬
‫العلوما‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الرابعة ‪1998‬ما‪,‬ص ‪.28‬‬
‫‪ (1)4‬ابن الثي‪ :‬أبو الفتحم ضياء الدين نصر ال بن ممحد بن ممحد بن عبد الكري الوصلي‪" ,‬المثل السائر في أدب‬
‫الكاتب و الشاعر"‪ ,‬الكتبة العصرية بيوت‪1995 ,‬ما‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪.74‬‬

‫‪56‬‬
‫يقول القزوين‪" :‬أطبق البلغاء على أن الاز أبلغ من القيقة وأن الستعارة أبلغ من التصريحم بالتشبيه وأن‬
‫التمحثيل على سبيل الستعارة أبلغ من التمحثيل ل على سبيل الستعارة وأن الكناية أبلغ من الفصاح‬
‫)‪(2)(1‬‬
‫بالذكر"‪.‬‬
‫ولقد اختلف العلمحاء قديا وحديثا ف مسألة وقوع الاز ف القرآن الكري‪ ,‬بي مثبت وناف‪ ,‬والكلما فيه‬
‫يطول‪ ,‬وللدكتور عبد العظيم الطعن كتاب قيم‪ ,‬ساه "الاز ف اللغة والقرآن الكري بي الجازة والنع "‬
‫عال فيه السألة بالتفصيل‪ ,‬وخلص ف النهاية إل أن ظاهرة إنكار الاز ف اللغة وف القرآن العظيم‪ ,‬إنا‬
‫هي مرد شبهة كتبت لا الشهرة‪ ,‬ولكن ل يكتب لا النجاح)‪.(3‬‬
‫وعلى أية حال فإن القول بالاز هو غاية العجاز ف القرآن الكري ونفيه بالكلية فيه نظر‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫والذي يهمحنا ف هذه السألة هو موقف الشيخ من ذلك‪ ,‬فمحن خلل قراءت ف تفسيه ظهر ل أن الشيخ‬
‫يقول بالاز ويثبته‪,‬وقد ذكر ذلك ف غي ما موضع‪,‬من تفسيه؛ وهذا يدل على أنه يعتف به ول ينكره؛‬
‫إذ لو كان منكرا له لا تدث عنه كمحا سأبي من خلل بعض المثلة‪.‬‬
‫ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬ ‫عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ‬
‫ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬
‫ﯟ ﯠ ﯡ ﭼ البقرة‪ .‬قال‪ :‬والشية ف الجارة ماز عن انقيادها لمر ال تعال)‪.(4‬‬
‫ﮜﮝ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬
‫ﮡ ﮢ ﭼ النساء‪.‬‬ ‫ﮞ ﮟ ﮠ‬
‫قال الشيخ‪ } :‬واتذ ال إبراهيم خليلا { ماز عن اصطفائه واختصاصه شبهه بالليل عند خليله‪ ,‬ث‬
‫)‪(5‬‬
‫يذكر لنا معن الليل ف اللغة فيقول‪ :‬قال أهل اللغة‪ :‬الليل الب الذي ليس ف صحبته نقص ول خلل‬
‫قال الراغب الصفهان‪ :‬واللة‪ :‬الودة؛ إما لنا تتخلل النفس‪ ،‬أي‪ :‬تتوسطها؛ وإما لنا تل النفس‪،‬‬
‫فتؤثر فيها تأثي السهم ف الرمية؛ وإما لفرط الاجة إليها‪ ،‬يقال منه‪ :‬خاللته مالة وخلل فهو خليل‪ ،‬وقوله‬
‫تعال‪} :‬واتذ ال إبراهيم خليل{ ‪ ،‬قيل‪ :‬ساه بذلك لفتقاره إليه سبحانه ف كل حال الفتقار العن‬

‫‪" (2)1‬اليضاح في علوما البلغة"‪ :‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.310‬‬


‫‪ (3)2‬ليس هذا مطلقا بل يقال‪ :‬إن الاز أبلغ ف موضعه من القيقة الت ليست ف موضعها‪ ,‬وإن القيقة أبلغ ف‬
‫موضعها من الاز الذي ليس ف موضعه‪.‬‬
‫‪ (4)3‬الطعن‪ :‬عبد العظيم إبراهيم ممحد‪" ,‬المجاز في اللغة والقرآن الكريم بين الجازة والمنع"‪,‬مكتبة وهبة القاهرة‪,‬‬
‫الطبعة الثالثة ‪1425‬هـ‪2004/‬ما ص ‪.1147‬‬
‫‪ (5)4‬التفسي‪ :‬ص ‪23‬‬
‫‪ (1)5‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,125‬وانظر للمحزيد ص ‪.15 ,72 ,78 ,603 ,634‬‬

‫‪57‬‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ‬ ‫ﮅ‬ ‫بقولهﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ‬
‫ﭼ القصص‪ .‬وعلى هذا الوجه قيل‪) :‬اللهم أغنن بالفتقار إليك ول تفقرن بالستغناء عنك( وقيل‪ :‬بل‬
‫من اللة‪ ،‬واستعمحالا فيه كاستعمحال البة فيه)‪.(1‬‬
‫ومن عناية الشيخ بالاز أنه يسمحيه أحيانا باسم التوسع‪ ,‬ومن المثلة عليه‪:‬‬
‫ﯖ ﯗﯘ ﯙ‬ ‫عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ‬
‫ﯚ ﯛ ﭼ ق‪ .‬قال‪ :‬يعن طوال ف السمحاء ‪ ،‬وقوله ‪ :‬لا طلع نضيد؛ يعن منضود بعضه على بعض‬
‫إما أن يريد كثرة الطلع وتراكمحه‪ ,‬أو كثرة ما فيه من التمحر } رزقا للعباد { أي جعلنا ذلك رزقا للعباد‬
‫} وأحيينا به بلدة ميتا { أي أحياها بالاء البارك‪ ,‬فشزبه ما ل نبات فيه باليت‪ ,‬وما فيه نبات بالي‬
‫توسعا ‪ } .‬كذلك الروج { يعن كمحا نبت الشياء عن عدما‪ ,‬كذلك ترج الوتى عن قبورهم أحياء‬
‫بعد موتم)‪.(2‬‬
‫‪-2‬التشبيه‪ :‬لقد عرض الشيخ للتشبيه‪ ,‬وأنواعه بالشكل الطلوب‪ ,‬فقد ذكر أمثلة كثية‪ ,‬ول عجب؛ فآي‬
‫القرآن الكري مشحونة بالمثلة‪ ,‬الت ترسم لنا صور‪ ,‬وأنواع التشبيه‪ ,‬غي أن الشيخ ل يفصل ف شرح‬
‫المثلة الت أوردها‪ ,‬من ذكر أركان التشبيه‪ ,‬ونوعه‪ ,‬ووجه الشبه‪ ,‬وما إل ذلك من أمور تتعلق بذا‬
‫السلوب‪,‬ول يفى أن التشبيه من أنواع علم البيان الهمحة الت ينبغي على كل مفسر اللاما با‪ ,‬ومن‬
‫المثلة الت ذكرها‪:‬‬
‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬ ‫عند تفسيه قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬
‫ﭼالنفال‪ .‬قال‪ :‬تشبيه لا كان منهم من مادلة رسول ال)‪.(3‬‬
‫فقد اكتفى الشيخ بذكر التشبيه فقط‪ ,‬دون أن يبي لنا نوعه‪ ,‬أو يفيض ف شرحه‪.‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﭼ الفرقان‪ .‬قال‪ :‬أي‬
‫ستا ؛ أي لتستتون به وتسكنون فيه‪ ,‬فشبه الليل باللباس؛ لنه يست كل شيء بظلمحته } والنوما‬
‫سباتا { راحة لبدانكم وقطعا لعمحالكم } وجعل النهار نشورا { ينشرون لطلب العاش)‪. (4‬‬

‫‪ (2)1‬الصفهان‪:‬أبو القاسم السي بن ممحد‪" ,‬المفردات في غريب القرآن"‪ ,‬تقيق ممحد خليل عيات‪ ,‬دار العرفة‪,‬‬
‫بيوت‪ ,‬الطبعة الرابعة‪1426,‬هـ‪2005/‬ما‪ ,‬ص ‪159‬‬
‫‪ (3)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.673‬‬
‫‪ (1)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.226‬‬
‫‪ (2)4‬التفسي‪ :‬ص ‪.467‬‬

‫‪58‬‬
‫ﯖ ﯗﯘ ﯙ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ‬
‫ﯚ ﯛ ﭼ ق‪ .‬قال‪ :‬يعن طوال ف السمحاء ‪ ،‬وقوله ‪ :‬لا طلع نضيد؛ يعن منضود بعضه على بعض‬
‫إما أن يريد كثرة الطلع وتراكمحه‪ ,‬أو كثرة ما فيه من التمحر } رزقا للعباد { أي جعلنا ذلك رزقا للعباد‬
‫} وأحيينا به بلدة ميتا { أي أحياها بالاء البارك‪ ,‬فشزبه ما ل نبات فيه باليت‪ ,‬وما فيه نبات بالي‬
‫توسعا ‪ } .‬كذلك الروج { يعن كمحا نبت الشياء عن عدما‪ ,‬كذلك ترج الوتى عن قبورهم أحياء‬
‫بعد موتم)‪.(1‬‬
‫ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ‬
‫ﯻ ﭼ النافقون‪ .‬قال‪ :‬وكان النب‬ ‫ﯴﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ‬ ‫ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ‬
‫‪‬يعجبون)‪ (2‬منهم‪ ,‬شبه النافقي بالشب السندة ‪ ،‬ووجه الشبه أن أجسامهم لسن صورتا واستواء‬
‫خلقها وقامتها تعجب الناظر ‪ ،‬ولكن للوها من الي } كأزنم خشب مسندة { أشباح بل أرواح ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬الشبه وقع ف الشب التآكلة‪ ,‬يسبها من رآها سليمحة‪ ,‬من حيث أن ظاهرها يروق الي‪,‬‬
‫وباطنها ل يفيد ‪ ،‬كذلك النافق ‪ ،‬وكان عبد ال ظاهره يعجب‪ ,‬وباطنه خال من الي } وإن يقولوا‬
‫تسمحع لقولم { من حسن كلمهم‪ ,‬وقولم للمحؤمني إنا منكم } يسبون { يظنون } كل صيحذة‬
‫عليهم { وذلك لبثهم وما ف قلوبم من الرعب إذا نادى منادي من العسكر أو فلتت دابة أو‬
‫أنشدت ضالة ظنوا إيقاع ا بم ‪ ،‬وقيل ‪ :‬كانوا على وجل أن ينزل ال بم ما يهتك أستارهم أهم أي‬
‫لفرط خبثهم‪ ,‬وشدة ضررهم على السلمحي } فاحذرهم { أي احذر مالطتهم ‪ ،‬ول تأمنهم؛ لنم‬
‫كانوا ينقلون أسرار الؤمني إل الكفار ‪ ،‬ويفسدون من قدروا عليه من الؤمني } قاتلهم ال أزن‬
‫يؤفكون { ‪ ،‬قيل ‪ :‬هذا دعاء عليهم باللك ‪ ،‬وقيل ‪ :‬لعنهم ال أرن يؤفكون؛ أي أزن يصرفون عن‬
‫الق مع كثرة الدللت ‪ ،‬وقيل ‪ :‬كيف يعدلون عن الق تعجب ا من جهلهم وضللتهم)‪. (3‬‬
‫‪-3‬الستعارة‪ :‬ومن أنواع علم البيان أيضا‪ ,‬الت عرض لا الشيخ الستعارة‪.‬جاء ف التعريفات للجرجان‪:‬‬
‫"الستعارة‪:‬ادعاء معن القيقة ف الشيء للمحبالغة ف التشبيه مع طرح ذكر الشبه من البي كقولك‬
‫لقيت أسدا و أنت تعن به الرجل الشجاع")‪ .(4‬وهذه أمثلة على ذلك‪:‬‬

‫‪ (3)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.673‬‬


‫‪ (4)2‬هكذا وردت ف النص‪ ,‬وعند الزمشري؛ فكان النب ‪‬ومن حضر يعجبون بياكلهم ويسمحعون إل كلمهم‪ .‬انظر‬
‫"الكشاف" الصدر السابق‪ :‬ج ‪ 4‬ص ‪.542‬‬
‫‪ (1)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.731‬‬
‫‪ (2)4‬الرجان‪:‬علي بن ممحد بن علي‪" ,‬التعريفات"‪ ,‬تقيق إبراهيم البياري‪ ,‬دار الكتاب العرب‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة‬
‫الول‪1405,‬هـ‪,‬ج ‪1‬ص ‪.35‬‬

‫‪59‬‬
‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬ ‫ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ‬ ‫فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭝ ﭞ ﭟ‬
‫ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ‬ ‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬
‫ﭾ ﭿ ﭼ النور‪.‬‬
‫قال‪ }:‬فمحنهم من يشي على بطنه { كالية والوت والديدان‪ ،‬فإن قلت‪ :‬ل سي الزحف على البطن‬
‫ت‪ :‬على سبيل الستعارة كمحا يقال‪ :‬فلن يشي له أمر)‪.(1‬‬
‫مشيا؟ قل أ‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ الجر‪.‬قال‪ :‬يعن نيي اللق ونيتهم‬
‫} ونن الوارثون { أي الباقون بعد هلك اللق كله‪ ،‬وقيل‪ :‬للباقي والوارث استعارة من ورث اليت؛‬
‫‪ »(2).‬لنه يبقى بعد فنائه‪ ،‬ومنه قوله عليه الصلة والسلما ف دعائه‪ » :‬واجعله الوارث مزنا‬
‫ﯶﯶﯶﯶﯶ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬
‫ﯹﯶﯶﯻﯺ‬ ‫ﯶﯶﯷﯶﯶﯶﯶﯶ ﯸ‬
‫ﯶ‬ ‫وعند قوله تعال‪:‬ﭽ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬
‫)‪(3‬‬
‫ـــــ ﰀﭼ القصص‪.‬قال‪ :‬وهذا استعارة حسنة‪ ,‬والراد نقويك به ونعينك‬

‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭼ‬


‫)‪(4‬‬
‫مري‪.‬قال‪ :‬قيل عرم الشيب وقرب الوت ‪ ،‬شربه الوت بشواظ النار ف بياضه‪.‬‬
‫قال البيضاوي ف تفسيه‪ :‬شبه الشيب ف بياضه وإنارته بشواظ النار وانتشاره وفشوه ف الشعر‬
‫باشتعالا ث أخرجه مرج الستعارة وأسند الشتعال إل الرأس‪ ,‬الذي هو مكان الشيب مبالغة‪ ,‬وجعله‬
‫ميزا؛ إيضاحا للمحقصود‪ ,‬واكتفى باللما على الضافة؛ للدللة على أن علم الخاطب بتعي الراد يغن‬
‫عن التقييد‪.(5).‬‬
‫وأحيانا يذكر الصورة البيانية ف الية‪ ,‬دون ذكر نوعها‪ ,‬فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ‬ ‫ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬
‫آل عمحران‪ .‬قال‪ :‬قوله تعال ‪ } :‬وما الياة الدنيا إل متاع الغرور { شزبه الدنيا بالتاع؛ الذي يدلس به‬
‫على الستاما الشتي؛ والشيطان نعوذ بال منه هو الدلس والغرور)‪.(6‬‬

‫‪ (3)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.457‬‬


‫‪ (4)2‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,328‬قال التمذي‪ :‬وهذا حديث حسن غريب‪ ,‬انظر سنن التمذي ج ‪5‬ص ‪.406‬‬
‫‪ (5)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.501‬‬
‫‪ (1)4‬التفسي‪ :‬ص ‪.384‬‬
‫‪ (2)5‬البيضاوي‪ :‬ناصر الدين أبو سعيد عبدال بن عمحر بن ممحد الشيازي‪" ,‬أنوار التنزيل وأسرار التأويل"‪,‬دار الكتب‬
‫العلمحية‪ ,‬بيوت لبنان‪ ,‬الطبعة الول ‪1408‬هـ‪1988/‬ما‪,‬ج ‪ 2‬ص ‪.26‬‬
‫‪ (3)6‬التفسي‪ :‬ص ‪95‬‬

‫‪60‬‬
‫‪-4‬الكناية‪ :‬وهي نوع من أنواع البيان كذلك‪ ,‬يقول عبد القاهر الرجان ف دلئله‪":‬قد أجع المحيع‪ ,‬على‬
‫أن الكناية أبلغ من الفصاح‪ ,‬والتعريض أوقع من التصريحم"‪ (1).‬وقد ذكر الشيخ‪ ,‬أمثلة على ذلك هذا‬
‫بعض منها‪:‬‬
‫ﭽ ﭾ ﭼ البقرة‪187:‬‬ ‫عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫قال‪ :‬وهو كناية عن بياض أول النهار وسواد آخر الليل‪ ,‬وهذا هو الذي يب أن يراعيه الصائم)‪.(2‬‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﭼ البقرة‪٢٣٥ :‬‬
‫قال‪:‬والسر وقع كناية عن النكاح الذي هو الوطء؛ لنه ما أيسر)‪.(3‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ‬
‫السراء‪ .‬قال‪ :‬هذا كناية عن قبض اليد عن النفاق‪ ,‬وتقديره ل تسك يدك من النفقة‪ ,‬كالشدود يده‬
‫إل عنقه } ول تبسطها كل البسط { أي ل تنفق جيع ما عندك‪ ,‬وتذر نفسك وعيالك}فتقعد ملوما‬
‫‪(4).‬مسورا{‬
‫علم المعاني‪" :‬هو العلم الذي أتعرف به أحوال اللفظ العرب؛ الت با أيطابأق اقتضاء الال"‪ (5).‬وقد‬
‫تطرق الشيخ لبعض من صور هذا العلم‪ ,‬وأنواعه‪.‬‬
‫أ‪ -‬اللتفات‪" :‬وهو نقل الكلما من أسلوب إل آخر يعن من التكلم‪ ,‬أوالطاب‪ ,‬أو الغيبة‪ ,‬إل آخر‬
‫منها‪ ,‬بعد التعبي بالول")‪.(6‬‬
‫من الواضع الت عرض الشيخ فيها لصور اللتفات‪ :‬قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ‬
‫الفاتة‪.‬حيث قال)‪ :(7‬أي نضع لك بالعبادة والستعانة‪ ,‬ل نعبد غيك ول نستعينه‪ ,‬التفات خرج من‬

‫‪ (4)1‬الرجان‪ :‬أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحان بن ممحد‪ " ,‬دلئل العجاز"‪ ,‬قراءة وتعليق ممحود ممحد‬
‫شاكر‪,‬مطبعة الدن‪ ,‬القاهرة‪ ,‬دار الدن جدة‪ ,‬الطبعة الثالثة‪,1992 1413,‬ص ‪.70‬‬
‫‪ (5)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.42‬‬
‫‪ (1)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.51‬‬
‫‪ (2)4‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,354‬انظر ص ‪.52 ,107 ,222 ,344 ,465‬‬
‫‪" (3)5‬جواهر البلغة"‪ :‬مصدر سابق ص ‪.45‬‬
‫‪ (4)6‬السيوطي‪ :‬جلل الدين بن عبد الرحان بن أب بكر ‪" ,‬التقان في علوما القرآن"ضبطه وصححه وخرج آياته‪,‬‬
‫ممحد سال هاشم‪ ,‬دار الكتب العلمحية بيوت‪ ,‬الطبعة الول‪1428 ,‬هـ‪2007/‬ما‪ ,‬ج ‪2‬ص ‪.165‬‬
‫‪ (5)7‬التفسي‪ :‬ص ‪.12‬‬

‫‪61‬‬
‫الغيبة إل الطاب‪ ,‬واللتفات يكون من الغيبة إل الطاب مثل هذا‪ ,‬ومن الطاب إل الغيبة مثل قوله‬
‫ﭶ ﭷ ﭼ يونس‪.٢٢ :‬‬ ‫ﭴ ﭵ‬ ‫تعال‪ :‬ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ‬
‫ﯓ ﯔ‬ ‫ومن الغيبة إل التكلم مثل قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬
‫ﯜ ﯝ ﭼفاطر ‪ .‬وقد التفت امرئ القيس ثلثة التفاتات ف‬ ‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ‬
‫ثلثة أبيات وهو قوله ‪:‬‬
‫وناما اللي ول يرقـد‬ ‫تطاول ليلك بالأثد‬
‫)‪(1‬‬
‫كليلة ذي العابر الرمد‬ ‫وبات وباتت له ليلة‬
‫وأخبسـمرته عن أب السود‬ ‫وذلك من نبإ جاءن‬
‫العاثر ‪ :‬إنسان العي‪ ,‬والرمد‪ :‬وجع العي‪ ,‬وكان من حقه أن يقول‪ :‬تطاول ليلي بالثد؛ لنه ياطب‬
‫نفسه ‪.‬‬
‫وقد اعتض أبو حيان على كلما الزمشري‪,‬ف كون امرئ القيس التفت ثلثة التفاتات‪ ,‬بقوله‪ :‬ودعوى‬
‫الزمشري ف أبيات امرئ القيس الثلثة أن فيه ثلثة التفاتات غي صحيحم‪ ,‬بل ها التفاتان‪:‬‬
‫الول ‪ :‬خروج من الطاب الفتتحم به ف قوله ‪:‬‬
‫وناما اللي ول ترقد‬ ‫تطاول ليلك بالثد‬

‫‪ (1)1‬هكذا ورد ف النص‪ ,‬والصواب‪:‬ذي العاثر الرمد‪ ,‬وليس العابر‪ ,‬وقد اختلف ف نسبة هذه البيات‪ ,‬يقول الزركلي‪:‬‬
‫وف الرواة من ينسبها إل امرئ القيس بن حجر‪ ,‬والصحيحم أنا لبن عانس‪ ,‬كمحا حققه العين‪ .‬وابن عانس هو‪ :‬امرئ‬
‫القيس بن السمحط بن عمحرو بن معاوية‪ .‬من كندة‪ :‬شاعر مضرما من أهل حضر موت‪.‬‬
‫ولد با ف مدينة )تري( وأسلم عند ظهور السلما‪ ,‬ووصول الدعوة إل بلده‪ ،‬ووفد إل النب صلى ال عليه وسلم ث‬
‫لا ارتدت حضر موت ثبت على إسلمه‪ .‬وشهد فتحم حصن النجي وخباية )ف شرقي تري( وانتقل ف أواخر عمحره‬
‫إل الكوفة فتوف با‪ ,‬انظر "العلما"‪,‬ج‪2‬ص‪.2‬وانظر "أسد الغابة في معرفة الصحابة"‪ ,‬لبن الثي‪ :‬عز الدين‬
‫أب السن علي بن ممحد الزري‪ ,‬تقيق الشيخ علي ممحد معوض‪ ,‬والشيخ عادل أحد عبد الوجود‪ ,‬دار الكتب‬
‫العلمحية بيوت‪ ,‬لبنان الطبعة الثالثة‪,1429/2008 ,‬ج‪ 1‬ص‪ ,267‬والبيت ف "المعجم المفصل في شواهد اللغة‬
‫العربية"‪ ,‬ج‪2‬ص‪.437‬‬
‫)‪ (2‬الندلسي‪ :‬أبو حيان ممحد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان‪" ,‬البحر المحيط"‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬بيوت‪ ,‬لبنان‬
‫الطبعة الثانية‪ ,1430/1983,‬ج‪ 1‬ص‪.24‬‬

‫‪62‬‬
‫إل الغيبة ف قوله ‪:‬‬
‫كليلة ذي العائر الرمد‬ ‫وبات وباتت له ليلة‬
‫الثان ‪ :‬خروج من هذه الغيبة إل التكلم ف قوله ‪ :‬وذلك من نبأ جاءن‪.‬‬
‫وخبته عن أب السود‪ ,‬وتأويل كلمه؛ أنا ثلث خطأ‪ ,‬وتعيي إن الول هو النتقال من الغيبة إل‬
‫الضور أشد خطأ؛ لن هذا اللتفات هو من عوارض اللفاظ ل من التقادير العنوية وإضمحار قولوا‬
‫قبل المحد ل‪ ,‬وإضمحارها أيض ا قبل إياك ل يكون معه التفات‪ ,‬وهو قول مرجوح)‪.(2‬‬
‫ضهم الزمشري ف‬ ‫لكننا ند السمحي اللب يدافع عن الزمشري‪ ,‬وينتصر له‪ ,‬حيث يقول‪ :‬وقد جخزطأ بع أ‬
‫ب الفتتهحم به ف قوله‪:‬‬‫جمعهله هذا ثلثة التفاتات‪ ،‬وقال‪ :‬بل ها التفاتان‪ ،‬أحدها خروج من الطا ه‬
‫ج‬ ‫ج‬
‫ه‬
‫ت له ليلجة"‪ ،‬والثان‪ :‬الروأج من هذه الغيبة إل التكلم ف قوله‪" :‬من‬ ‫"ليألك" إل الغيبة ف قوله‪" :‬وباتج م‬
‫ت‪ ،‬لنه كان أصأل الكلهما أن‬ ‫ذ‬
‫نبأ جاءن وأخبسـمرأته"‪ .‬والواب أن قوله أوال‪" :‬تطاول ليألك" فيه التفا ج‬
‫ب‪ ،‬ث من الطا ه‬
‫ب إل‬ ‫يقوجل‪ :‬تطاول ليلي‪ ،‬لنه هو القصوأد‪ ،‬فالتفت من مقاما التكلهم إل مقاهما الطا ه‬
‫ج‬
‫الغجميبجهة‪ ،‬ث من الغجميبة إل التكلهم الذي هو الصل)‪.(1‬‬
‫واللب إنا يقصد بقوله}وخطأ بعضهم{أبا حيان الندلسي؛ لنه قد أشار إل ذلك ف تفسيه كمحا‬
‫مر معنا ف الكلما السابق‪ .‬وأنا أرى حسب فهمحي القاصر أن ماذهب إليه السمحي اللب‪ ,‬ومن قبله‬
‫الماما الزمشري هو الصواب‪,‬وهو الذي اختاره العقم ف تفسيه؛ إذ إن الشاعر ف مقاما التكلم؛‬

‫‪ (1)1‬السمحي اللب‪ :‬أحد بن يوسف‪" ,‬الدر المصون في علوما الكتاب المكنون"‪ ,‬تقيق الدكتور احد ممحد‬
‫الراط‪ ,‬دار القلم‪ ,‬دمشق‪ ,‬الطبعة الول‪ ,1406/1986 ,‬ج ‪1‬ص ‪.58‬‬

‫‪63‬‬
‫الذي ياطب فيه نفسه‪ ,‬وكان الول به‪ ,‬ومن حقه أن يقول‪ ,‬تطاول ليلي‪ ,‬فلمحا عدل عن مقاما التكلم‬
‫إل مقاما الطاب‪ ,‬علم وفهم أن هذا نوعا ثالثا من أنواع اللتفات‪ ,‬ف هذه البيات‪ ,‬وال أعلم‪.‬‬
‫ومنه ماذكره عند تفسيه‪ ,‬لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﭼ البقرة‪.‬‬
‫حيث يقول‪ } :‬وأقيمحوا الصلة وآتوا الزكاة ث توليتم { على طريق اللتفات؛ أي توليتم عن اليثاق‬
‫ورفضتمحوه)‪ .(1‬وهو يقصد باللتفات هنا‪ ,‬اللتفات من الطاب إل الغيبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الذكر والحذف‪ :‬من الوانب البلغية الت تعرض لا الشيخ أيضا‪ ,‬الذكر والذف‪ ,‬حيث تطرق له‬
‫ف مواضع عدة من تفسيه‪ ,‬نذكر من بينها‪:‬‬
‫قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ الج‪.‬‬

‫قال الشيخ‪ :‬قرأ بنصب التاء نافع ‪ ،‬وبكسرها أبو عمحرو وابن كثي)‪ ,(2‬والعن أذن لم ف القتال‪,‬‬
‫فحذف الأذون فيه لدللة } بأنم ظلمحوا { أي بسبب كونم مظلومي‪ ,‬وهم أصحاب رسول ال ‪، ‬‬
‫ى كثيا)‪.(3‬‬
‫كان مشركوا مكة يؤذونم أذ ا‬
‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ يونس‪.‬‬ ‫ﭛ ﭜ‬ ‫وعند تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫قال‪ :‬ف الكلما حذف يدل عليه الظاهر تقديره فلمحا أتى السحرة بالبال والعصي } قال لم موسى‬
‫ألقوا ما أنتم ملقون {)‪.(4‬‬
‫وعند قوله تعال‪:‬ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﭼ‬
‫السراء‪ .‬قال‪ :‬خزائنه مقدوراته‪ ,‬ورحته ورزقه‪ } ,‬إذا لمسكتم { عن العطاء والنفاق } خشية {‬
‫العاقبة‪ ,‬وف الية حذف وإضمحار تقديره لو ملكتم خزائن ال‪ ,‬لمسكتم من النفاق خشية الفاقة‪,‬‬
‫} وكان النسان قتورا { بيلا)‪.(5‬‬

‫‪ (2)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.24‬‬


‫‪ (1)2‬انظر "الحجة في القراءات السبع" لبن خالويه‪ ,‬تقيق د‪ .‬عبد العال سال مكرما‪ ,‬دار الشروق بيوت ‪ ,‬الطبعة‬
‫الرابعة‪1401 ,‬هـ ص ‪.254‬‬
‫)‪ (2‬التفسي‪ :‬ص ‪.431‬‬
‫‪ (3)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.272‬‬
‫‪ (4)4‬التفسي‪ :‬ص ‪364‬‬
‫‪ (5)5‬التفسي‪ :‬ص ‪.616‬‬

‫‪64‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﭼ فصلت‪ .‬قال‪ :‬فيه‬
‫حذف‪ ,‬يعن أن يصبوا أو ل يصبوا } وإن يستعتبوا { يطلبوا أن يرضى ال عنهم فمحا ال براض‬
‫عنهم‪ ,‬والعتب الذي قبل عتابه وأجيب إل ما سأل)‪.(1‬‬
‫ج‪ -‬الستفهاما‪ :‬لقد أشار الشيخ‪ ,‬إل بعض العان الازية التضمحنة ف الستفهاما؛ أو ما يسمحيه بعض‬
‫العلمحاء ما يرج عن معناه الصلي‪ ,‬فكان من ديدنه أن يذكر عند تفسيه الية الستفهاما‪ ,‬مبينا الغرض‪,‬‬
‫والراد منه‪ ,‬والمثلة على ذلك كثية جدا‪ ,‬هذا بعض منها‪:‬‬

‫ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬ ‫ﭰ ﭱ ﭲ‬ ‫فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬


‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭼ التوبة‪ .‬يقول‪ :‬كيف استفهاما والراد به النكار‪ ,‬أي ل يكون لم عهد؛ مع ما‬
‫ظهر من غدرهم ونكثهم)‪.(2‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ التوبة‪ .‬قال‪ :‬هذا‬
‫استفهاما‪ ،‬والراد به التقرير أي قد علمحوا } أن ال يعلم سرهم { أي ما يسر بعضهم بعضا ‪ ,‬أو ما‬
‫يفي أحدهم } ونواهم { ما يتناجون به من الطعن ف السلما)‪. (3‬‬
‫ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬
‫ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﭼ النبياء‪ .‬قال‪ :‬استفهاما‪ ،‬والراد به التقريع‪ ،‬يعن هو الذي‬ ‫ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫يفعل هذه الشياء ل يقدر غيه عليها؛ فهو اهلله الستحق للعبادة دون غيه)‪.(4‬‬
‫ﯺﯶﯶﯶﯶﯶﯶ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ‬ ‫ﯶﯶﯸﯶﯶﯶﯶﯶ ﯶﯶﯹ‬
‫ﯶﯷ‬ ‫ﯳ ﯴ ﯵ‬ ‫وعند قوله تعال ﭽ ﯱ ﯲ‬
‫ﰀـــﰁـــــــ ﰂــــ ﰃــــ ﰄــــ ﰅ ـــﰆـــــــ ﰇـــــ ﰈــــ ــــ ﰉ ﭼ فاطر‪ .‬قال‪ } :‬يا أيها الناس { خطاب‬
‫للمحكلفي }اذكروا نعمحة ال عليكم هل من خالق غي ال { لنه خلقهم وخلق جيع الشياء‪ ,‬وهذا‬
‫استفهاما‪ ,‬والراد تقيق النفي أي ل خالق غيه } يرزقكم من السمحاء والرض ل إله إل هو { أي ل‬
‫تق اهللية والعبادة إلز له } فأن تؤفكون { كيف تكذبون‪ ,‬وتزعمحون أن ل شريك ا)‪.(5‬‬

‫‪1‬‬

‫‪ (1)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.240‬‬


‫‪ (2)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.252‬‬
‫‪ (3)4‬التفسي‪ :‬ص ‪.412‬‬
‫‪ (4)5‬التفسي‪ :‬ص ‪.558‬‬

‫‪65‬‬
‫د‪ -‬التقديم والتأخير‪" :‬هو أحد أساليب البلغة أتوا به دللة على تكنهم ف الفصاحة وملكتهم ف‬
‫الكلما وانقياده لم وله ف القلوب أحسن موقع وأعذب مذاق")‪.(1‬‬
‫ول يورد الشيخ لذا السلوب أمثلة كثية‪ ,‬كمحا هو الال بالنسبة للستفهاما‪ ,‬أو الذكر والذف‪...‬ال‪.‬‬
‫بالرغم من أهيته بالنسبة لعلم البلغة‪ ,‬فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ مري‪.‬‬

‫)‪(2‬‬
‫يقول‪ :‬أي هذا التلرو من القرآن‪ ,‬وإنا قدما رحة لن الذكر سبب الرحة‪.‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ‬
‫ﭼ النبياء‪ .‬يطرح التساؤل التال‪ :‬فإن قيل‪ :‬ل قدما البال على الطي؟ قيل‪ :‬تسبيحها وتسخيها‬
‫أعجب وأدل على القدرة‪ ,‬وأدخل ف اهلعجاز لنا جاد } والطي { حيوان ناطق‪ .‬ث يقول قال جار‬
‫ت‪ :‬لن ال يلق فيها الكلما‪ ,‬كمحا خلقه ف الشجرة‬ ‫ال‪ :‬فإن قلت‪ :‬كيف تنطق البال وتسبحم؟ قل أ‬
‫حي كلم موسى‪ ,‬وجواب آخر وهو أن يسبحم من رآها تسي بسي ال فكمحا حلت على التسبيحم‬
‫وصفت به)‪.(3‬‬
‫ﭧ‬ ‫ﭦ‬ ‫ﭥ‬ ‫ﭢﭣ ﭤ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬
‫ﭼ اللك‪.‬‬
‫قال‪ :‬يعن خلق الوت ف الي فأماته‪ ,‬وخلق الياة ف المحاد فأحياه‪ ,‬وقيل‪ :‬الوت ف الدنيا والياة‬
‫عند البعث والزاء } ليبلوكم أريكم أحسن عمحلا { أي ليعاملكم معاملة الختب‪ ,‬وإل فهو عليم‬
‫بأحوالكم وأعمحالكم‪ ,‬وقيل‪ :‬أزيكم أكثر ذكرا للمحوت‪ ,‬وأشد استعداداا‪ ,‬وإنا قدما الوت؛ لن الشياء‬
‫كانت ف الصل جاداا‪ ,‬ث خلق فيها الياة)‪.(4‬‬
‫الجانب اللغوي والنحوي‪ :‬وردت ف القرآن الكري‪ ,‬ألفاظ ومفردات‪ ,‬باجة إل توضيحم وبيان أكثر‪,‬‬
‫سواء أكانت هذه الكلمحات أساء‪ ,‬أما أفعال‪ ,‬أما حروفا‪ .‬ومن العلوما أن مثل هذا المر‪ ,‬أعن تفسي‬
‫ماأبم‪ ,‬وأشكل ف القرآن الكري‪ ,‬ل يقدر عليه‪ ,‬ول يستطيع الوض فيه إل من كان متمحكنا‪.‬‬
‫وقد وقف الشيخ عند تفسيه للية القرآنية‪ ,‬على الكلمحات الغريبة منها؛ الت يبدو من ظاهرها الغمحوض‪,‬‬
‫فقد كان يبي معن الكلمحة الغريبة؛ الت وردت ف الية القرآنية‪ ,‬والمثلة على ذلك كثية جدا‪ ,‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪" (5)1‬البرهان في علوما القرآن"‪:‬ج ‪3‬ص ‪.233‬‬


‫‪ (1)2‬التفسي‪ :‬ص ‪384‬‬
‫‪ (2)3‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,418‬وانظر "الكشاف"‪ :‬ج ‪3‬ص ‪.130‬‬
‫‪ (3)4‬التفسي‪ :‬ص ‪.745‬‬

‫‪66‬‬
‫ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﭼ ممحد‪.‬قال‪ } :‬والذين كفروا‬ ‫فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯟ ﯠ‬
‫فتعسا لم { ف الخرة‪ ،‬وقيل‪ :‬ف الدارين‪ ،‬ومعن تعسا أبعداا‪ ،‬والتعس النطاط للعاثر‪ ،‬وف حديث‬
‫عائشة‪ :‬تعس مسطحم أي؛ أتعسه ال‪ ,‬ومعناه انكب وعثر)‪.(1‬‬
‫ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬
‫ﯶﯶﯷﯶﯶﯶﯶﯶ ﭼ العراف‪ .‬قال‪ :‬يعن لا اشتد ندمهم وحسرتم على ذلك والصل فيه الندما)‪.(2‬‬
‫ﯶ‬ ‫ﯵ‬
‫ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ النساء‪ .‬قال‪ :‬قوله تعال‪:‬‬ ‫ﮕ ﮖ ﮗ‬
‫}ذلك أدن ألز تعولوا { أقرب من أن تيلوا‪ ،‬من قولم عال الياث عولا إذا مال‪ ،‬أو مياث فلن‬
‫عائل‪ ,‬وعال الاكم ف حكمحه إذا جار‪ ،‬وروت عائشة ) رضي ال عنها ( معن أن ل تعولوا أن ل‬
‫توروا)‪.(3‬‬
‫ومن منهجه ف تبيي اللفظة القرآنية‪ ,‬ذكره العان التعددة‪ ,‬للكلمحة الواحدة‪ ,‬وهذا مايعرف عند العلمحاء‬
‫بالوجوه والنظائر‪.‬‬
‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ الكهف‪.‬‬ ‫فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫قال‪ } :‬لنبلوهم { أي نعاملهم معاملة البتلي‪ ,‬والبتلء‪ ,‬والمتحان‪ ,‬والختبار نظائر)‪.(4‬‬
‫ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﭼ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯰ ﯱ‬
‫الجر‪ .‬قال‪ } :‬واتقوا ال ول تزون { والزي والعار والعتب نظائر‪ ,‬والخزاء والهانة نظائر)‪.(5‬‬
‫استشهاد الشيخ بالمثال‪ :‬أورد الشيخ رحه ال بعض المثال‪ ,‬عند تفسيه لبعض اليات الكرية‪,‬‬
‫والقصد من وراء ذلك‪ ,‬إنا هو توضيحم العن وبيانه‪ .‬ومن المثال الت ذكرها‪:‬‬
‫ﯶﯶﯷﯶﯶﯶﯶﯶ ﯸ ﯶﯶ ﯹ‬
‫ﯶ‬ ‫عند تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ‬
‫ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﭼ النحل‪ .‬قال‪} :‬قد مكر الذين من قبلهم { يعن‬
‫قبل قومك يا ممحد } فأتى ال بنيانم من القواعد فخرر عليهم السقف من فوقهم { الية نزلت ف‬

‫‪ (4)1‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,656‬والديث رواه البخاري ف كتاب الغازي‪ ,‬باب شهود اللئكة بدرا ج ‪4‬ص ‪ 1475‬برقم‬
‫‪.3801‬‬
‫‪ (1)2‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,214‬وانظر ص ‪88 ,266 ,174 ,62‬‬
‫‪ (2)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.99‬‬
‫‪ (3)4‬التفسي‪ :‬ص ‪367‬‬
‫‪ (4)5‬التفسي‪ :‬ص ‪330‬‬

‫‪67‬‬
‫النمحرود بن كنعان ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ف بت نصر)‪ ، (1‬وقيل ‪ :‬هو عاما‪ ,‬وقوله تعال ‪} :‬فأتى ال بنيانم من‬
‫القواعد { قيل ‪ :‬الساس ‪ ،‬وهذا تثيل ‪ ،‬بعن أنم سزووا منصوبات ليمحكروا با ال ورسوله ‪ ،‬فجعل‬
‫ال هلكهم ف تلك النصوبات ‪ ،‬فخرر عليهم السقف وهلكوا ونوه » من حفر لخيه جبا وقع فيه‬
‫منكب ا)‪ ,(2‬وقد أورده اليدان بلفظ "جممن جحجفجر أمغجزواةا جوقججع فيها")‪.(3‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﭼ الصافات‪ .‬قال‪ :‬قيل ‪ :‬ل تغتال‬
‫العقول فتذهب با ‪ ،‬والغول من غاله يغوله إذا أهلكه وأفسده ‪ ،‬ومنه الغول الت ف تكاذيب العرب ‪،‬‬
‫وف أمثالم ‪ :‬الغضب غول الليم } ول هم عنها ينزفون { أي ل ينزف عقولم بالسكر من نزف‬
‫الشارب إذا ذهب عقله ‪ ،‬ويقال للسكران ‪ :‬نزيف ومنزوف ‪ ،‬والعن ل فيها فساد قط من أنواع‬
‫الفساد؛ الت ف شرب المحر؛ من مرض أو صداع‪ ,‬أو خار أو تأثيم‪ ,‬أو غي ذلك ول هم‬
‫يسكرون)‪.(4‬‬
‫الشاهد الشعري في تفسير العقم‪ :‬لقد استعان الشيخ ف تفسيه‪ ,‬بالشواهد الشعرية‪ ,‬شأنه ف ذلك‬
‫شأن باقي الفسرين السابقي‪ ,‬الذين اعتبوا الشعر وسيلة‪ ,‬ومن جلة ما يتوصل به إل معن الية‪ .‬ولذلك‬
‫جاء تفسيه مشحونا بالبيات الشعرية؛ الت تكشف عن العان‪ ,‬وتوضحم ماأبم وأشكل من غريب‪ ,‬وقد‬
‫تلت طريقته ف استخدامه الشعر ف المور التالية‪:‬‬
‫‪-1‬الستشهاد بالشعر على العن اللغوي‪:‬‬
‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ الزمل‪ .‬قال‪ } :‬يأيها الزمل {‬ ‫فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ‬
‫التلحف‪ ,‬قال امرؤ القيس‪:‬‬

‫‪ (5)1‬ل يقصد الشيخ أن هذا هو سبب نزول الية‪ ,‬وإنا يريد أنا نزلت لبيان شأن هؤلء‪.‬‬
‫‪ (1)2‬التفسي‪ :‬ص ‪335‬‬
‫‪ (2)3‬اليدان‪ :‬أبو الفضل أحد بن ممحد اليدان النيسابوري‪" ,‬مجمع المثال"‪ ,‬تقيق ممحد ميح الدين عبد المحيد‪,‬‬
‫دار العرفة‪ ,‬بيوت لبنان‪,‬ج‪2‬ص‪.297‬‬
‫)‪ (3‬التفسي‪ :‬ص ‪574‬‬
‫)‪ (4‬هكذا ف النص‪ ,‬وقد وجدته ف ديوان امرئ القيس‪ ,‬كمحا يلي‪:‬‬
‫كبي أناس ف باد مزمل‪.‬‬ ‫كأن أبانا ف أفاني ودقه‬
‫انظر "ديوان امرئ القيس"‪ ,‬تقيق‪ :‬إبراهيم أبو الفضل‪ ,‬دار العارف‪ ,‬الطبعة الرابعة ‪1986‬ما‪ ,‬ص ‪.25‬‬

‫‪4‬‬

‫‪68‬‬
‫)‪(5‬‬
‫كبي أناس ف باد مزمل‬ ‫كأن شرا ف عراني وبله‬

‫وهو الذي يزمل ف ثيابه أي يلفف با بادغاما التاء ف الزاي ونوه الدثر وقرئ التزمل على الصل)‪.(2‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ البقرة‪ .‬قال‪ } :‬ل ريب‬
‫فيه { أي ل شك فيه‪ ,‬قال الشاعر‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫إنا الريب ما يقول الكذوب‬ ‫ليس ف الق يا أميمحة ريب‬
‫لكن تفسي الريب بالشك يقتضي أنمحا بعن واحد‪ ,‬والصحيحم أن هناك فرقا بينهمحا؛ فالشك‪:‬‬
‫"اعتدال النقيضي عند النسان وتساويهمحا‪ ،‬وذلك قد يكون لوجود أمارتي متساويتي عند النقيضي‪ ،‬أو‬
‫لعدما المارة فيهمحا"‪.‬‬
‫وف الفرق بي الرتياب والشك قال أبو هلل العسكري‪ :‬الرتياب شك مع تمحة‪ ,‬والشاهد أنك تقول إن‬
‫شاك اليوما ف الطر‪ ،‬ول يوز أن تقول إن مرتاب بفلن إذا شككت ف أمره واتمحته)‪.(4‬‬
‫فالتعبي القرآن دقيق ف استعمحالته اللغوية‪ ,‬لو نفى الشك عن القرآن الكري لا انتفى عنه الريب‪ ,‬أما وقد‬
‫نفى الريب عنه‪ ,‬علم انتفاء الشك عنه بطريق الول‪ ,‬وهذا من بلغة القرآن العظيم العجيبة‪.‬‬
‫وإذ قد ذكرت الفرق بي اللفظي‪ ,‬يكن القول إن كل ريب شك‪ ,‬وليس كل شك ريب‪.‬‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ‬
‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ‬
‫ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ‬
‫ﮢ ﮣ ﭼ البقرة‪ .‬قال‪ } :‬ولكن الشياطي كفروا { باستعمحال السحر ‪ } .‬يعلمحون الناس السحر {‬

‫‪5‬‬

‫‪ (1)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.766‬‬


‫‪ (2)3‬قائل هذا البيت هو عبد ال بن الزبعرى‪ ,‬وهو قيس بن سعد القرشي السهمحي‪ ,‬كان من أشد الناس إذاية للنب‪‬‬
‫وأصحابه‪ ,‬أسلم عاما الفتحم وحسن إسلمه بعد ذلك‪ ,‬وجاء معتذرا إل النب ‪‬وقبل اعتذاره‪" ,‬انظر أسد الغابة في‬
‫معرفة الصحابة"‪ ,‬ج ‪ 3‬ص ‪ ,239‬و"الصابة في تمييز الصحابة"‪ ,‬لبن حجر العسقلن‪ ,‬تقيق‪ ,‬علي ممحد‬
‫البجاوي‪ ,‬نضة مصر‪ ,‬ج ‪ 4‬ص ‪.87‬‬
‫‪" (3)4‬المفردات في غريب القرآن"‪ ,‬مادة شكك‪ ,‬ص ‪ .269‬وانظر العسكري‪ :‬أبو هلل السن بن عبد ال بن‬
‫سهل بن سعيد "الفروق في اللغة"‪ ,‬تقيق جال عبد الغن مدغمحش‪ ,‬مؤسسة الرسالة بيوت‪ ,‬الطبعة الول‪,‬‬
‫‪1422‬ه‪2002/‬ما‪ ,‬ص ‪.149‬‬

‫‪69‬‬
‫ويقصدون به إغواءهم وإضللم ‪ } .‬وما أنزل على اللكي { عطف على السحر ‪ ،‬أي يعلمحونم ما‬
‫أنزل ال على اللكي ‪ } .‬ببابل هاروت وماروت { عطف بيان للمحلكي‪ ,‬والذي أنزل عليهمحا هو علم‬
‫السحر ‪ ،‬ابتلء من ال للناس‪ ,‬من تعلمحه منهم وعمحل به كان كافرا ‪ ،‬ومن تنبه أو تعلمحه ل ليعمحل‬
‫به ولكن ليتوقاه‪ ,‬وأن ل يعتيه كان مؤمناا‪.‬‬
‫قال الشاعر ‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ومن ل يعرف الشر من الي يقع فيه‬ ‫عرفت الشر ل للشر لكن لتوقيهه‬
‫قلت‪ :‬وهذا التفسي الذي ذكره الشيخ غريب؛ إذ كيف يأمر ال سبحانه وتعال الناس بتعلم شيء ما وقد‬
‫حرمه عليهم ابتداء‪ ,‬هذا يتناف مع عدالة ال سبحانه وتعال‪ ,‬فهو الذي خلق العباد‪ ,‬وهو أدرى بم‪,‬‬
‫ويعلم ما يضرهم وما ينفعهم‪ .‬فإذن ل يعقل أن يرما ال شيئا‪ ,‬أو أمرا على الناس‪ ,‬ث يأمرهم بتعلمحه‪.‬‬
‫وما يمحد للشيخ هنا‪ ,‬أنه عند وقوفه على تفسي هذه الية‪,‬ل يدخل ف تفاصيل قصة اللكي؛ هاروت‬
‫وماروت‪ ,‬الت ذكرها الفسرون ف كتبهم ورووا ف شأنا روايات غريبة‪ .‬إذ كل ذلك من أباطيل وخرافات‬
‫بن إسرائيل‪.‬‬
‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬
‫ﮆ ﭼ النعاما‪ .‬قال‪ :‬قوله تعال ‪ } :‬وهو الذي جعل لكم النجوما { أي خلقها } لتهتدوا با ف‬
‫ظلمحات الب والبحر { قوله تعال ‪ } :‬وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة { يعن من آدما ) عليه‬
‫السلما ( } فمحستقر ومستودع { مستقر ف الرض‪ ,‬ومستودع ف الصلب ‪ ،‬وقيل‪ :‬مستقر ف الرحم‬
‫ومستودع ف القب ‪ ،‬وقيل ‪ :‬مستقر على وجه الرض ومستودع عند ال ‪ ،‬وقال السن ‪ :‬الستقر ف‬
‫الرض القب‪ ,‬والستودع ف الدنيا‪ ,‬وكان يقول‪ :‬ابن آدما أنت وديعة ف أهلك‪ ,‬ويوشك أن تلحق‬
‫بصاحبك وأنشد قول لبيد ‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ول بد يوما أن ترد الودائع‬ ‫وما الال والهلون إلز وديعة‬
‫‪-2‬استشهاده بالشعر على بعض صور البلغة‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أ‪ -‬إذا شاب الغراب أتيت أهلي وصار القار كاللبج الليب‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,28‬والبيت لب فراس المحدان‪ ,‬انظر "ديوان أبي فراس الحمداني"‪ ,‬اعتناء وشرح عبد الرحن‬
‫الصطاوي‪ ,‬دار العرفة بيوت‪ ,‬الطبعة الثانية‪1425,‬هـ‪2004/‬ما ص ‪.279‬‬
‫‪ (2)2‬انظر "شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامري" تقيق وتقدي الدكتور إحسان عباس‪ ,‬التاث العرب‪ ,‬سلسلة تصدرها‬
‫وزارة الرشاد والنباء‪ /‬الكويت‪,1962 ,‬ص ‪.170‬وانظر"المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية"‪ ,‬ج ‪4‬ص‬
‫‪.252‬‬
‫‪(1)3‬ل أقف له على قائل‪ ,‬وقد ذكره اللوسي بل نسبة ف روح العان‪ ,‬ج ‪6‬ص ‪ .7‬وقد نسبوه ف ملتقى أهل الديث‬
‫إل رجل يقال له‪ :‬هدبة بن الرشم‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬ ‫ف قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﭼ العراف‪.‬‬
‫قال‪ } :‬ول يدخلون النة حت يلج المحل ف سم الياط {‪ ,‬قيل ‪ :‬حت يدخل المحل ف ثقب‬
‫البرة وهذا مثل للبعد)‪.(1‬‬
‫قال ابن الوزي رحه ال‪ :‬فإن قال قائل كيف خص المحل دون سائر الدواب‪ ,‬وفيها ما هو أعظم‬
‫منه‪ ,‬فعنه جوابان‪ :‬أحدها‪ :‬أن ضرب الثل بالمحل يصل القصود‪ ,‬والقصود أنم ل يدخلون النة‪,‬‬
‫كمحا ل يدخل المحل ف ثقب البرة‪ ,‬ولو ذكر أكب منه أو أصغر منه جاز‪ ,‬والناس يقولون فلن ل‬
‫يساوي درها‪ ,‬وهذا ل يغن عنك فتيل‪ ,‬وإن كنا ند أقل من الدرهم والفتيل‪.‬‬
‫والثان‪ :‬أن المحل أكب شأنا عند العرب من سائر الدواب؛ فإنم يقدمونه ف القوة على غيه؛ لنه‬
‫يوقر بمحله؛ فينهض به دون غيه من الدواب‪ ,‬ولذا عجبهم من خلق البل‪ ,‬فقال‪ :‬ﭽ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬ ﮭ ﮮ ﭼ الغاشية‪ .١٧ :‬فآثر ال ذكره على غيه لذا العن)‪.(2‬‬
‫ب‪ -‬ومن صور البلغة الت استخدمها‪ ,‬واستشهد عليها بالشعر‪ ,‬ماذكره عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭳ ﭴ‬
‫ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬
‫ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫ﮝ ﭼ غافر‪ .‬حيث قال‪ }:‬وقال رجل { وكان }قبطياا{ ابن عم فرعون آمن بوسى سزرا ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫كان إسرائيليا } من آل فرعون { صفة للرجل }يكتم إيانه { واسه شعان أو حبيب ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫حرمل)‪ ، (3‬والظاهر أنه كان من آل فرعون }أتقتلون رجلا أن يقول رب ال { يعن موسى } وقد‬
‫جاءكم بالبينات من ربكم‪ ,‬وإن يك كاذبا فعليه كذبه { أي يعود عليه كذبه } وإن يك صادقا‬
‫يصبكم بعض الذي يعدكم { من العذاب قيل ‪ :‬ذكر البعض وأراد الكل على طريق الظاهرة ف‬
‫الحتجاج قال الشاعر ‪:‬‬
‫)‪(4‬‬
‫وقد يكون مع الستعجل الزلل‬ ‫قد يدرك التأن بعض حاجته‬

‫‪ (2)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.199‬‬


‫‪ (3)2‬ابن الوزي‪ :‬عبد الرحان بن علي بن ممحد الوزي‪" ,‬زاد المسير في علم التفسير"‪ ,‬الكتب السلمي‪ ,‬بيوت‬
‫لبنان‪ ,‬الطبعة الثالثة‪1404 ,‬هـ‪ ,‬ج ‪ 3‬ص ‪.197‬‬
‫)‪ (4‬هذه الساء الت ذكرها الشيخ ل دليل عليها‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪ (1)4‬هذا البيت لعمحي بن شيم القطامي‪ ,‬انظر "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز"‪ ,‬لبن عطية الندلسي‪,‬‬
‫أب ممحد عبد الق‪ ,‬تقيق وتعليق عبدال بن إبراهيم النصاري‪ ,‬والسيد عبد العال السيد إبراهيم‪ ,‬الطبعة الول‪,‬‬
‫‪ ,1409/1989‬ج ‪13‬ص ‪.34‬وانظر "المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية"‪,‬ج ‪6‬ص ‪.267‬‬

‫‪71‬‬
‫فذكر البعض وأراد الكل)‪.(5‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬
‫ﭼ الشورى‪ .‬قال‪ } :‬وجزاء سيئة سيئة مثلها { سي الزاء على الشيء باسم الشيء‪ ,‬وإن كان الثان‬
‫حسنا ‪ ,‬كقول الشاعر ‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫فنجهل فوق جهل الاهلينا‬ ‫أل ل يهلن أحد علينا‬
‫وهذا من باب مقابلة الكلما بثله‪ ,‬فقد سى الشاعر انتصاره هنا جهل)‪ ,(3‬والهل ل يفتخر به ذو عقل‬
‫وإنا قاله ليزدوج الكلما فيكون أخف على اللسان من الخالفة بينهمحا وكانت العرب إذا وضعوا لفظا‬
‫بإزاء لفظ جوابا له وجزاء ذكروه بثل لفظه وإن كان مالفا له ف معناه وعلى ذلك جاء القرآن والسنة‬
‫وقال ال عز و جل ‪ } :‬وجزاء سيئة سيئة مثلها { وقال ‪ } :‬فمحن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بثل‬
‫ما اعتدى عليكم { والزاء ل يكون سيئة والقصاص ل يكون اعتداء؛ لنه حق وجب)‪.(4‬‬
‫النحو والعراب عند الشيخ‪ :‬النحو هو اللة الت تفهم با بقية العلوما‪ ,‬ومن الضروري للمحفسر‪ ,‬وبدونه‬
‫ل يستطيع فهم النصوص‪ ,‬إذ العراب طريق إل العن‪ ,‬وفرع عنه‪.‬‬
‫ومن اللحظ أن الشيخ قد تنب كل مايعد من قبيل الزيادة‪ ,‬والشو ف التفسي‪ ,‬فتاه غي خائض ف‬
‫علل النحو ومسائله‪ ,‬فلم يعرض لقضايا النحو والعراب بطريقة مفصلة‪ ,‬ول للخلفات الت دارت بي‬
‫النحاة‪ ,‬حول بعض اليات‪ ,‬فكان يكتفي ف بعض الحيان بإعراب الكلمحة ويضي دون أن يقف عندها‬
‫وقفة طويلة‪.‬‬
‫ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ‬
‫الرعد‪ .‬قال } ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل { لم يا ممحد } كفى بال شهيدا بين وبينكم {‬
‫أي حسب ال شاهدا بين وبينكم ‪ ،‬والباء زائدة‪ ,‬وال سبحانه فاعل‪ ,‬وشهيد تييز)‪.(5‬‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﭼ النساء‪.١١ /‬‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ‬
‫‪ (2)5‬التفسي‪ :‬ص ‪.605‬‬
‫‪ (3)2‬البيت لعمحرو بن كلثوما‪ ,‬ف معلقته الشهية ‪ ,‬الت مطلعها‪:‬‬
‫خوجر النجدهريجنا‬ ‫أجلج هب بهصحنه ه‬
‫ك جفاصجبحينا جولج أتبقي أأ‬ ‫أر ج م‬
‫انظر"جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والسلما"‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬ص ‪ ,86‬وانظر "المعجم المفصل في شواهد‬
‫اللغة العربية"‪ ,‬ج ‪8‬ص ‪.88‬‬
‫‪ (4)3‬انظر"الجامع لحكاما القرآن" ج ‪3‬ص ‪.250‬‬
‫‪ (5)4‬المصدر السابق‪:‬ج ‪1‬ص ‪.315‬‬
‫‪ (1)5‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,317‬ول يصحم قوله إن الباء زائدة‪ ,‬إل أن يكون قد قصد عدما تعلق حكم إعراب با‪-‬ل أنا ل تؤد‬
‫دورا ف العن‪ -‬فيسلم قوله حينئذ‪ .‬انظر "لطائف المنان وروائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن"‪ ,‬للدكتور فضل‬
‫حسن عباس‪ ,‬دار النور بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1410‬هـ‪1989/‬ما‪ ,‬ص ‪.107 ,106‬‬

‫‪72‬‬
‫قال‪ :‬قوله‪ } :‬ولبويه { الضمحي للمحيت‪ ,‬ولكل واحد منهمحا‪ ,‬بدل من لبويه بتكرير العامل‪ ,‬والسدس‬
‫مبتدأ‪ ,‬ولبويه خبه‪ ،‬قوله تعال‪ } :‬إن كان له ولد { والولد يقع على الذكر والنثى)‪.(1‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬
‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ آل عمحران‪.١٥٤ /‬‬
‫قال العقم‪ } :‬يظنون بال غي الق { ف حكم الصدر‪ ,‬معناه يظنون بال غي ظن الق؛ الذي يب‬
‫أل يظن به مثل ذلك‪ ,‬و} ظن الاهلية { بدل منه‪ ,‬ويوز أن يراد ظن أهل الاهلية‪ ,‬ظن أهل الشرك‬
‫ﮁ ﮂ ﮃ‬ ‫الاهلي بال)‪ .(2‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ‬
‫ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ‬ ‫ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬ ‫ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ‬
‫ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﭼ النساء‪.‬‬
‫قال‪ }:‬مذبذبي { إما حال نو قولك ‪ :‬ول يذكرون ‪ ،‬يراؤون أي ترونم غي ذاكرين مذبذبي‪ ,‬أو‬
‫منصوب على الذما ‪ ،‬ومعن مذبذبي؛ ذبذبم الشيطان والوى‪ ,‬بي اهليان والكفر؛ فهم يتددون‬
‫بينهمحا‪ ,‬متحيون ل من الكفار ول من السلمحي)‪.(3‬‬
‫أسلوب الشرط‪ :‬من موضوعات النحو الت تطرق لا الشيخ‪ ,‬حذف جواب الشرط‪ ,‬فعند تفسيه لقوله‬
‫تعال‪ :‬ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭼ النشقاق‪ .‬قال‪ } :‬إذا السمحاء { شرط جوابه مذوف‪ ,‬تقديره رأى‬
‫النسان ما قدما من خي وشر‪ ،‬وقيل‪ :‬جوابه‪ ،‬إنك كادح)‪.(4‬‬
‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ‬
‫ﮏ ﮐ ﮑ ﭼ الفتحم‪.‬‬ ‫ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫قال‪ }:‬ولول رجال مؤمنون ونساء مؤمنات { يعن أن الضعفاء من الؤمني الذين كانوا بكة ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫لول كراهة أن يهلكوا رجالا مؤمني وأنتم تعرفون } فتصيبكم منهم معررة { بإهلكهم‪ ,‬مكروه ومشقة‪,‬‬
‫ف أيديكم عنهم ‪ ،‬وحذف جواب لول لدللة الكلما عليه)‪ .(5‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ‬ ‫لا ك ز‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ الصافات‪ .‬قال‪ } :‬فإنا هي { جواب شرط مقدر تقديره‪ ,‬إذا كان ذلك‬

‫‪ (2)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.101‬‬


‫‪ (3)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.89‬‬
‫‪ (4)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.129‬‬
‫‪ (1)4‬التفسي‪ :‬ص ‪.796‬‬
‫‪ (2)5‬التفسي‪ :‬ص ‪.665‬‬

‫‪73‬‬
‫فمحا هي إل } زجرة واحدة { وهي النفخة الثانية ‪ ،‬والزجرة الصيحة‪ ,‬من قولك زجر الراعي البل‬
‫والغنم‪ ,‬إذا صاح عليها } فإذا هم ينظرون { أحياء)‪.(1‬‬
‫فنلحظ أن الشيخ قد ضرب لنا بعض المثلة على حذف جواب الشرط‪.‬‬
‫ومن المثلة الدالة على عناية الشيخ ببعض مسائل النحو ذكره الستثناء‪ ,‬فقد تطرق له ف أكثر من‬
‫موطن‪ ,‬من ذلك على سبيل الثال‪ :‬عند تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ النساء‪.٤٣ :‬‬ ‫ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬
‫قال‪ :‬قوله تعال ‪ } :‬ول جنبا إل عابري سبيل { استثناء من عامة أحوال الخاطبي كأنه قال ‪ :‬ل‬
‫تقربوا الصلة ف حال النابة إل ومعكم حال أخرى تعتذرون فيها وهي حال السفر)‪.(2‬‬
‫ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ‬ ‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﭼ يونس‪ .‬قال‪ } :‬قل ل أملك لنفسي ضزرا { من مرض‬
‫أو فقر } ول نفعا { من صحة أو غن } إلز ما شاء ال { استثناء منقطع أي ولكن ما شاء ال‬
‫من ذلك فهو كائن)‪.(3‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬
‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭼ التي‪ .‬قال‪ } :‬لقد خلقنا النسان { هذا جواب القسم‪,‬‬
‫أنه خلق النسان } ف أحسن تقوي { ‪ ،‬قيل ‪ :‬ف أحسن صورة } ث رددناه أسفل سافلي { إل‬
‫الرما وأراد العمحر ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إل النار } إلز الذين آمنوا { استثناء متصل‪ ,‬إذا حل ما قبله على النار ‪،‬‬
‫فإن حلته على الرما‪ ,‬فالستثناء منقطع)‪.(4‬‬
‫زيادة الحرف ‪:‬‬
‫وقد ألحم الشيخ إل زيادة الحرف وإل بعض معانيها‪ ,‬من ذلك مثل حرف }الباء{‪ ,‬و}من{ حيث ذكر‬
‫بعض العان؛ الت أفادها هذان الرفان‪.‬‬

‫‪ (3)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.573‬‬


‫‪ (4)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.109‬‬
‫‪ (1)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.269‬‬
‫‪ (2)4‬التفسي‪ :‬ص ‪.817‬‬

‫‪74‬‬
‫ﭟ ﭠ‬ ‫فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭡ ﭼ الائدة‪ 6/‬قال‪ } :‬وامسحوا برؤوسكم{ الباء زائدة)‪ ,(1‬والراد اللصاق بالرأس } وأرجلكم إل‬
‫الكعبي { الواو للعطف‪ ,‬والكعبان ها الناتئان على أسفل الساق)‪.(2‬‬
‫ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﭼ الجر‪.‬‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ‬
‫قال‪ :‬الباء للقسم ‪ ،‬والعن أقسم بإغوائك إياي } لزينن لم ف الرض { بالشهوات والفعال‬
‫القبيحة‪ ,‬وذلك أن إبليس أمر بالسجود‪ ,‬وهو التواضع والضوع لمر ال ‪ ،‬واختار اهلباء والستكبار‬
‫)‪(4)(3‬‬
‫فهلك ‪ ،‬وال تعال بريء من غريه ومن إرادته والرضى به‬
‫ومن معان حرف الباء الت ذكرها الشيخ‪ ,‬باء الال حيث قال عند تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﮍ ﮎ‬
‫ﮙ ﮚ ﭼ هود‪ .‬والباء ف بسم‬ ‫ﮗ ﮘ‬ ‫ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ‬ ‫ﮐ ﮑ‬ ‫ﮏ‬
‫ال باء الال كمحا تقول خرج بسلحه أي متسلحا ‪ ,‬ومثله دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به فيصي‬
‫تقديره اركبوا متبكي باسم ال)‪.(5‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬
‫ﭼ إبراهيم‪ .‬قال‪ :‬من للتبعيض؛ أي آتاكم بعض جيع ما سألتمحوه‪ ,‬نظرا ف مصالكم } وإن تعدوا‬
‫نعمحة ال ل تصوها { ول تطيقون عدتا لكثرتا؛ ولن منها ما نعلم‪ ,‬ومنها ما ل نعلم } إن اهلنسان‬
‫لظلوما { لنفسه با كفر من نعم ربه واستوجب العقاب)‪.(6‬‬
‫ويظهر من المثلة السابقة‪ ,‬أن الشيخ يقول بزيادة الحرف ف القرآن‪ ,‬ومن الدير بالذكر أن إطلق‬
‫لفظ الزيادة على الحرف ف القرآن الكري‪ ,‬إنا هو من باب عدما ارتباط حكم إعراب با‪ ,‬ل أنا ل‬
‫تؤد ف المحلة معن‪ .‬كمحا يقول أحد بدوي)‪.(7‬‬
‫وقد عرف الستاذ الدكتور فضل عباس الزيادة بقوله‪" :‬الزوائد كلمحات وأكثرها حروف؛ رأى بعضهم‬
‫أنه ل حاجة لا من حيث العراب‪ ,‬فإذا أسقطت بقي الكلما تاما‪ "...‬ث يؤكد على أن لكل حرف‬
‫تأثيا ف العن ‪ ,‬فيقول‪" :‬ونكاد نزما أنا ل تكن شائعة مشتهرة ف خي القرون‪ ,‬بل كل حرف من‬

‫‪ (3)1‬يقول الدكتور فضل عباس‪ :‬والق أنه لزيادة‪ .‬انظر‪" :‬لطائف المنان وروائع البيان في دعوى الزيادة في‬
‫القرآن"‪ ,‬ص ‪.109‬‬
‫‪ (4)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.138‬‬
‫‪ (5)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.329‬‬
‫‪ (6)4‬هذا مذهب العتزلة‪ ,‬وأهل السنة يقولون‪ :‬إنه أراد ولكنه ل يرض‪.‬‬
‫‪ (1)5‬التفسي‪ :‬ص ‪.289‬‬
‫‪ (2)6‬التفسي‪ :‬ص ‪.323‬‬
‫‪ (3)7‬بدوي‪ :‬أحد ‪" ,‬بلغة القرآن" ص ‪102‬‬

‫‪75‬‬
‫حروف القرآن الكري‪ ,‬وكل كلمحة تعمحل ف نفوسهم عمحلها؛ ذلك لن هذه الكلمحات لكل منها معن‬
‫تؤديه")‪.(1‬‬
‫تناوب الحروف ‪ :‬يقول الدكتور عواد‪" :‬هذا باب ف العربية دقيق الداخل والخارج‪ ,‬يفضي إل غي‬
‫قضية‪ .‬وهو باب يسك النحاة منه بطرف‪ ,‬وأهل البيان بطرف؛ لنه باب يسلك فيه النظر على البن‬
‫والعن‪ .‬وللعلمحاء فيه مذاهب شت‪ ,‬ودروب متباينة‪ ,‬وتأويلت متلفة‪ .‬ولكنه‪-‬على مافيه من عناء‪-‬متع‬
‫شائق لطيف؛ لن النظر فيه عمحل من أعمحال العقل‪ ,‬تنقدح القائق للناظر فيه‪ ,‬بعد طول تأمل‪,‬‬
‫وإمعان‪ ,‬وبعد نفاذ ف بواطن السائل متجاوز الظاهر الكشوف إل الفي الستت")‪.(2‬‬
‫وقضية تناوب الروف‪ ,‬قضية شغلت بال العلمحاء قديا‪ ,‬والت يعتب اللف فيها معتبا فيمحا بينهم‪,‬‬
‫وكان أن نتج عن هذا اللف انقسامهم إل فريقي؛ فريق يقضي بوقوع بعض الروف مكان بعض‪,‬‬
‫وفريق ينع ذلك‪ ,‬ويرى أن لكل حرف تأدية خاصة ف العن ل يكن أن يؤديها حرف سواه‪.‬‬
‫والعقم ف أكثر من موضع‪ ,‬ذهب مذهب القائلي بواز تناوب الروف بعضها عن بعض‪ ,‬فعند‬
‫تفسي قول ال تعال‪ :‬ﭽ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﭼ الذاريات‪ .‬قال‪ }:‬وف السمحاء رزقكم { قيل‬
‫‪ :‬هو الطر؛ الذي هو سبب الرزق ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أراد بالسمحاء الطر أي ف الطر رزقكم ‪ ،‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫رعيناه وإن كانوا غضابا‬ ‫إذا وقع السمحاء بأرض قوما‬
‫)‪(3‬‬
‫وقيل ‪ :‬وعلى رب السمحاء رزقكم ‪ ،‬وف بعن على كقوله ‪ } :‬ف جذوع النخل {‬
‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬
‫ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﭼ سبأ‪ .‬قال‪ :‬أي ل يغرنكم ثواب ال ورضاؤه‪ ,‬كثرة‬
‫أموالكم وأولدكم ‪ ،‬والزلفى القرب } إل من آمن { إل بعن لكن الذي يقرب من ثوابه من آمن‬
‫} وعمحل صالا { وهو استثناء ‪ ،‬والعن أن الموال ل تقرب أحد إل الؤمن الصال؛ الذي ينفقها ف‬
‫سبيل ال)‪.(4‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ ممحد‪ .‬قال‪ }:‬أفل يتدبرون القرآن‬
‫{ ويتفكرون فيه‪ ,‬ف أوامره ونواهيه } أما على قلوب أقفالا { وأما بعن بل‪ ,‬يعن أن قلوبم مقفلة ل‬
‫يوصل إليها ذكر)‪.(5‬‬

‫‪" (4)1‬لطائف المنان وروائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن"‪ ,‬مرجع سابق ص ‪. 63,58‬‬
‫‪ (5)2‬عواد‪ :‬ممحد حسن‪" ,‬تناوب الحروف الجر في لغة القرآن"‪ ,‬دار الفرقان عمحان‪ ,‬الطبعة الول ‪1402‬هـ‪/‬‬
‫‪1982‬ما ص ‪.5‬‬
‫‪ (1)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.678‬‬
‫‪ (2)4‬التفسي‪ :‬ص ‪.554‬‬
‫‪ (3)5‬التفسي‪ :‬ص ‪.658‬‬

‫‪76‬‬
‫ورأيي أن لكل حرف دورا ف العن‪ ,‬ل يكن أن يؤديه حرف سواه‪ ,‬مهمحا كان التأويل أوالتقدير‪ ,‬وأن‬
‫القول بتناوب الروف بعضها عن بعض يسلب الرف حقه ووظيفته البلغية ف المحلة‪.‬‬
‫يقول الدكتور صلح الالدي‪" :‬إن للحرف القرآن دورا ف تقرير العجاز البيان‪ ,‬والشارة إل بلغة‬
‫القرآن وفصاحته‪ ,‬وإن هذا الرف يشارك عناصر الدللة والعجاز‪ ,‬ووجوه العجاز الخرى ف التعبي‬
‫القرآن‪ ,‬مثل الكلمحة والمحلة والسلوب والصور والظلل")‪.(1‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫قأضايا علوما القرآن في هذا التفسير‬
‫توطئة‪:‬‬
‫عرف الزرقان علوما القرآن بقوله‪" :‬مباحث تتعلق بالقرآن الكري من ناحية نزوله وترتيبه وجعه وكتابته‬
‫وقراءته وتفسيه وإعجازه وناسخه ومنسوخه ودفع الشبه عنه ونو ذلك")‪.(2‬‬
‫من هذا التعريف يتبي لنا‪ ,‬أن مصطلحم علوما القرآن ينطوي‪ ,‬ويندرج تته كل علم تكون غايته خدمة‬
‫كتاب ال سبحانه وتعال‪.‬‬
‫ولقد اتضحم ل من خلل قراءت ف تفسي العقم‪ ,‬أنه قد ضمحنه مسائل من علوما القرآن؛ كالناسخ‬
‫والنسوخ‪ ,‬وعلم أسباب النزول‪ ,‬والكي والدن‪ ,‬والقراءات القرآنية‪ .‬وسأعرض لذه القضايا ف مباحث من‬
‫هذا الفصل‪ ,‬كل مبحث على حدة‪.‬‬
‫المبحث الول‪ :‬الناسخ والمنسوخ‬
‫يعد النسخ مبحثا هاما من مباحث علوما القرآن‪ ,‬وله علقة وطيدة وثيقة بعلم أصول الفقه؛ ذلك لنه‬
‫مبحث دقيق السالك‪ ,‬وإنا قلنا بأنه مبحث خطي وعر السالك؛ لن إطلق القول برفع حكم آية ل‬
‫يرفع جرأة عظيمحة)‪.(3‬‬

‫‪ (4)1‬الالدي‪ :‬صلح عبد الفتاح‪" ,‬البيان في إعجاز القرآن" دار عمحار‪ ,‬عمحان‪ ,‬ص ‪.154‬‬
‫‪" (1)2‬مناهل العرفان"‪ :‬مصدر سابق ج ‪1‬ص ‪.27‬‬
‫‪ (2)3‬ابن الوزي‪ :‬أبو الفرج جال الدين عبد الرحان بن علي "نواسخ القرآن"‪ ,‬الكتبة العصرية‪ ,‬صيدا بيوت‪,‬‬
‫‪1422‬هـ‪2002/‬ما‪ ,‬ص ‪.11‬‬

‫‪77‬‬
‫وقد نبه علمحاؤنا على أهية هذا العلم وخطورته‪ ,‬وحذروا من يريد تفسي كلما ال‪ ,‬بعدما الوض فيه إل بعد‬
‫أن يعرف ناسخه ومنسوخه‪ ,‬حت ل يعرض نفسه للمحلمة‪ ,‬ويندما حيث ل تنفعه الندامة‪.‬‬
‫وما ذكروه ف بيان أهية النسخ وخطورته‪ ,‬ما رواه ابن الوزي‪ ,‬أن عليا عليه السلما مر بقاص‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫أتعرف الناسخ والنسوخ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪" :‬هلكت وأهلكت")‪.(1‬‬
‫وقال العلمة القرطب‪" :‬معرفة هذا الباب أكيدة وفائدته عظيمحة‪ ،‬ل يستغن عن معرفته العلمحاء‪ ،‬ول‬
‫ينكره إل الهلة الغبياء‪ ،‬لا يتتب عليه من النوازل ف الحكاما‪ ،‬ومعرفة اللل من الراما")‪.(2‬‬

‫موقأف الشيخ من النسخ‪:‬‬


‫موقف الشيخ واضحم بي من النسخ‪ ,‬فقد اهتم به اهتمحاما كبيا‪ ,‬ويظهر ذلك جليا عند تفسيه لقوله‬
‫تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ البقرة‪ .‬غي أن هناك مسائل‪ ,‬وأمورا أوردها الشيخ ف معرض حديثه عن النسخ ل‬
‫أوافقه عليها‪ ,‬وسيأت التعليق عليها ف حينه‪.‬‬
‫عرف الشيخ النسخ ف اللغة فقال‪" :‬والنسخ رفعك الشيء‪ ,‬قد كان يلزما العمحل به‪ ,‬من قول العرب‪:‬‬
‫نسخت الشمحس الظل"‪ .‬أي أزالته وقرأ ابن كثي وأبو عمحرو‪ ,‬أو ننسأها بالفتحم والمحزة ‪ ،‬ومعن ننسها‬
‫نذهبها من قلبك‪ ,‬من النسيان‪ ,‬ومن هزها فمحعناه نؤخرها ول ننسخها‪.‬‬
‫قال ف حجة القراءات‪ :‬قرأ ابن كثي وأبو عمحرو أو ننسأها أي نؤخر حكمحها وحجتهمحا أن ذلك من‬
‫التأخي فتأويله ما ننسخ من آية فنبدل حكمحها‪ ,‬أو نؤخر تبديل حكمحها‪ ,‬فل نبطله‪ ,‬نأت بي منها‬
‫ويكون العن؛ ما نرفع من آية أو نؤخرها فل نرفعها‪ ,‬وقرأ الباقون أوننسها بضم النون‪ ,‬وحجتهم ف ذلك‬
‫قراءة أب وسعد بن أب وقاص‪ ,‬وقرأ أب بن كعب أو ننسها معناه ننسك نن يا ممحد وقرأ سعد أو تنسها‪,‬‬
‫العن أو تنسها أنت يا ممحد وقراءتمحا تدل على النسيان‪ ,‬وإن كان بعضهم أضافه إل النب ‪‬وبعضهم‬
‫أخب أن ال فعل ذلك به وليس بي القولي اختلف؛ لنه ليس يفعل النب ‪‬إل ما وفقه ال له إذا أنساه‬
‫نسي‪ .‬قال أبو عبيد‪ :‬أو ننسها من النسيان‪ ,‬ومعناه أن ال إذا شاء أنسى من القرآن من يشاء أن ينسيه‪,‬‬
‫وقال آخرون منهم ابن عباس أو ننسها أو نتكها فل نبدلا‪.‬‬

‫‪ (3)1‬المصدر السابق‪ :‬ص ‪.24‬‬


‫‪" (4)2‬الجامع لحكاما القرآن"‪ :‬ج ‪2‬ص ‪.300‬‬

‫‪78‬‬
‫قال علمحاؤنا‪ :‬يلزما قائله أن يقرأها أو ننسها بفتحم النون‪ ,‬ليصحم معن نتكها‪ ,‬فأما إذا ضمحت النون؛ فإنا‬
‫معناه ننسك يا ممحد‪ ,‬وهذا ل يكون بعن التك‪.‬‬
‫الواب عنه‪ :‬يقال نسيت الشيء أي تركته وأنسيته أي أمرت بتكه‪ ,‬فتأويل الية ما ننسخ من آية؛ أي‬
‫نرفعها بآية أخرى ننزلا أو ننسها )‪.(1‬‬
‫وعرفه أيضا بقوله‪" :‬ونسخ الية إزالتها بإنزال أخرى مكانا")‪ .(2‬ولئن كان الشيخ قد قصد بذا التعريف‪,‬‬
‫التعريف الشرعي‪ ,‬فهو تعريف ناقص‪ ,‬إذ من شروط التعريف أن يكون جامعا مانعا‪.‬‬

‫والذي عليه الكثرون؛ أن تعريف النسخ ف الشرع هو‪ " :‬رفع الكم الشرعي بدليل شرعي متأخر عنه")‪.(3‬‬
‫وبعد أن عرف الشيخ النسخ قال‪ :‬وإجاع السلمحي على أن ف القرآن ناسخا ومنسوخا ‪ ,‬وهذا كلما‬
‫ليس بصحيحم‪ ,‬بل هو غلط بي‪ ,‬فعلمحاء السلمحي ليسوا ممحعي على وقوع النسخ ف القرآن الكري‪ ,‬فقد‬
‫نسي الشيخ أن أبا مسلم الصفهان من أنكر النسخ قديا‪.‬‬
‫هذا وإن الشيخ كان قد نقل عن أب مسلم بعض آرائه ف التفسي‪ ,‬لكنه لا جاء إل مسألة النسخ‪,‬ل يبي‬
‫لنا موقفه منها‪.‬‬
‫يقول الدكتور ممحد علي الصابون‪..." :‬وأنكرت طوائف من النتمحي للسلما التأخرين جوازه وهم‬
‫مجوجون بإجاع السلف السابق على وقوعه ف الشريعة")‪.(4‬‬
‫فقوله وأنكرت طوائف من النتمحي للسلما التأخرين جوازه‪ ,‬فيه دليل على أنه ليس هناك إجاع‪ ,‬على‬
‫وقوع النسخ‪.‬‬
‫مايجوز فيه النسخ‪:‬‬
‫قال الزركشي‪ :‬المحهور على أنه ل يقع النسخ إل ف المر والنهي وزاد بعضهم الخبار وأطلق وقيدها‬
‫آخرون بالت يراد با المر والنهي)‪.(5‬‬

‫‪ (1)1‬ابن زنلة‪ :‬أبوزرعة عبد الرحان بن ممحد‪" ,‬حجة القراءات"‪ ,‬تقيق‪ ,‬سعيد الفغان‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيوت‪,‬‬
‫الطبعة الثانية‪1402 ,‬هـ‪1982/‬ما‪ ,‬ص ‪.110‬‬
‫‪ (2)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.29‬‬
‫‪ (1)3‬السبكي‪ :‬تاج الدين أبو النصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكاف "رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب"‬
‫تقيق علي ممحد معوض‪ ,‬عادل أحد عبد الوجود‪ ,‬عال الكتب بيوت لبنان‪1419,‬هـ‪1999/‬ما‪.‬ج ‪4‬ص ‪.26‬‬
‫‪ (2)4‬الصابون‪ :‬ممحد علي‪" ,‬روائع البيان تفسير آيات الحكاما من القرآن" دار الفكر‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪.78‬‬
‫‪" (3)5‬البرهان في علوما القرآن" ج ‪2‬ص ‪.33‬‬

‫‪79‬‬
‫وقال السيوطي‪ :‬ل يقع النسخ إل ف المر والنهي ولو بلفظ الب أما الب الذي ليس بعن الطلب فل‬
‫يدخله النسخ ومنه الوعد والوعيد)‪.(1‬‬
‫أنواع النسخ‪ :‬يقسم العلمحاء النسخ إل ثلثة أقساما‪.‬‬
‫الول‪ :‬نسخ التلوة والكم معا‪.‬‬
‫الثان‪ :‬نسخ التلوة مع بقاء الكم‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬نسخ الكم وبقاء التلوة)‪.(2‬‬
‫يقول الشيخ ‪ :‬والمحهور على أنه يأت على ثلثة أوجه ‪ :‬أحدها ‪ :‬ما نأهسجخ حكمحه وبقي لفظه‪ ,‬وهو‬
‫كثي ف القرآن‪ .‬الثان ‪ :‬ما نأهسجخ لفظه وبقي حكمحه ‪ ،‬وذلك ما روي عن عمحر أنه قال ‪ :‬الشيخ‬
‫والشيخة إذا زنجيا فارجوها البزتة با قضيا من اللذة‪ ,‬نكالا من ال‪ ,‬وال تعال عزيز حكيم‪ ,‬روي أيضا‬
‫إنه كان ف القرآن‪ ,‬لو كان لبن آدما واديان من ذهب لبتغى لمحا ثالثا ‪ ،‬ول يل جوف ابن آدما‬
‫)‪(3‬‬
‫إل التاب‪ ,‬ويتوب ال على من تاب‪.‬‬
‫والثالث ‪ :‬ما نسخ لفظه وحكمحه وال أعلم)‪.(4‬‬
‫القيقة أن نسخ التلوة أمر يستوجب منا الوقوف والكوث عنده مليا؛ ذلك أن القول بنسخ التلوة ير‬
‫علينا من الشكوك والطاعن‪ ,‬مال يليق بديننا ول بكتاب ربنا تبارك وتعال‪ ,‬ومن العجب أن هناك جعا‬
‫غفيا ل يصون قالوا بذا التقسيم دون أن يعلقوا عليه‪.‬‬
‫يقول الستاذ الدكتور فضل عباس‪ ,‬ف مقدمة حديثه عن موضوع النسخ‪ ,‬بعد أن ذكر أن هناك من أنكر‬
‫نسخ الكم وبقاء التلوة‪ ,‬وهناك من أثبت أنواعا أخرى له‪ ,‬ويقصد التقسيمحات الثلثة النفة الذكر‪,‬‬
‫وهذه كلها منزلقات خطية‪ ,‬رأى فيها كثيون من ذوي الغراض والهواء فرصة سانة‪ ,‬وأوقاتا سامة‪,‬‬
‫ليدخلوا من أبوابا الضيقة السالك فينالوا من دين ال ما ينالون)‪.(5‬‬
‫إن الغرضي والاقدين من أعداء السلما‪ ,‬يتبصون بنا الدوائر‪ ,‬ويتحينون مثل هذه الفرص‪ ,‬لثارة‬
‫الشكوك حول هذا الدين العظيم‪ ,‬ول سيمحا إذا وجدوا من يهد لم الطريق لذلك ‪.‬‬
‫إن القول بنسخ التلوة يفتحم علينا بابا عريضا ل يكن أن يوصد‪ ,‬وللدكتور أحد نوفل رسالة جيدة ساها‬
‫"نسخ التلوة بي النفي والثبات"‪ ,‬ينادي فيها بأعلى صوته‪ :‬يا مسلمحون‪ ...‬حراما أن نسيء إل قرآننا‬

‫‪" (4)1‬التقان في علوما القرآن"‪ ,‬مصدر سابق ج ‪2‬ص ‪.41‬‬


‫‪" (5)2‬التقان في علوما القرآن"‪ :‬ص ‪47,42‬‬
‫‪ (1)3‬سيأت التعليق على هذه السألة قريبا إن شاء ال‪.‬‬
‫‪ (2)4‬التفسي‪:‬ص ‪29‬‬
‫‪ (3)5‬عباس‪ :‬فضل حسن‪" ,‬إتقان البرهان في علوما القرآن" دار الفرقان‪ ,‬عمحان الطبعة الول ‪1997‬ما ج ‪2‬ص ‪.1‬‬

‫‪80‬‬
‫ونن أحرص مانكون حرصا عليه‪ ,...‬لكنها الغفلة‪...‬؟؟ إن هذا يفتحم باب الشكوك والطاعن على‬
‫)‪(1‬‬
‫مصاريعها‪ ,‬فأين قاعدة سد الذرائع؟؟‬
‫قلت فيمحا سبق إنن أنكر نسخ التلوة وأسجل تفظا عليه‪ ,‬وسأذكر آراء بعض العلمحاء الذين ردوا نسخ‬
‫التلوة‪.‬‬
‫يقول الدكتور صبحي الصال ف رده لنسخ التلوة‪":‬والولوع باكتشاف النسخ ف آيات الكتاب أوقع‬
‫القوما ف أخطاء منهجية‪ ,‬كان خليقا بم أن يتجنبوها‪ ,‬لئل يمحلها الاهلون حل على كتاب ال‪ ,‬ل‬
‫يكن يفى على أحد منهم أن القرآنية ل تثبت إل بالتواتر‪ ،‬وأن أخبار الحاد ظنية ل قطعية‪ ,‬وجعلوا‬
‫النسخ ف القرآن ‪-‬مع ذلك‪ -‬على ثلثة أضراب‪ :‬نسخ الكم دون التلوة‪ ،‬ونسخ التلوة دون الكم‪،‬‬
‫ونسخ الكم والتلوة جيعا‪ ،‬وليكثروا إن شاءوا من شواهد الضرب الول‪ ،‬فإنم فيه ل يسون النص‬
‫القرآن من قريب ول بعيد‪ ,‬إذ الية ل تنسخ تلوتا؛ بل رفع حكمحها لسرار تربوية وتشريعية يعلمحها‬
‫ال‪ ،‬أما الراءة العجيبة ففي الضربي الثان والثالث اللذين نسخت فيهمحا ‪-‬بزعمحهم‪ -‬تلوة آيات‬
‫معينة إما مع نسخ أحكامها وإما دون نسخ أحكامها‪.‬‬
‫والناظر ف صنيعهم هذا سرعان ما يكتشف فيه خطأ مركابا فتقسيم السائل إل أضرب إنا يصلحم إذا‬
‫كان لكل ضرب شواهد كثية أو كافية ‪-‬على القل‪ -‬ليتيسر استنباط قاعدة منها‪ .‬وما لعشاق‬
‫النسخ إل شاهد أو اثنان على كل من هذين الضربي‪ ،‬وجيع ما ذكروه منها أخبار آحاد‪ ،‬ول يوز‬
‫القطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد ل حجة فيها)‪.(2‬‬
‫قال الشيخ ابن عاشور‪ ,‬بعد أن نقل اتفاق علمحاء السلما على جواز النسخ‪ ,‬ول يالف ف ذلك إل أبو‬
‫مسلم الصفهان‪ ,‬قال‪ " :‬وعندي أنه ل فائدة ف نسخ التلوة وبقاء الكم‪ ,‬وقد تأولوا قول عمحر كان‬
‫فيمحا يتلى أنه كان يتلى بي الناس تشهيا بكمحه‪ .‬وقد كان كثي من الصحابة يرى أن الية إذا نسخ‬
‫حكمحها‪ ,‬ل تبقى كتابتها ف الصحف‪ ,‬ففي البخاري ف التفسي قال ابن الزبي‪ :‬قلت لعثمحان‪:‬‬
‫}والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا{ ]البقرة‪ [234 :‬نسختها الية الخرى فلم تكتبها‪ .‬قال يابن‬
‫أخي ل أغي شيئا منه من مكانه)‪.(3‬‬
‫وف إنكاره لنسوخ التلوة مع الكم أو وحده يقول الشيخ ممحد رشيد رضا‪ ":‬أما نسخ لفظ الية مع‬
‫بقاء حكمحها‪ ,‬أو نسخ لفظها وحكمحها ماعا‪ ,‬فمحمحا ل يب علينا اعتقاده‪ ,‬وإن قال به القائلون ورواه‬

‫‪ (4)1‬نوفل‪ :‬أحد "نسخ التلوة بين النفي والثبات"‪ ,‬دار الفضيلة‪ ,‬ودار القطوف‪ ,‬عمحان‪ ,‬الطبعة الول ‪1427‬هـ‪/‬‬
‫‪2006‬ما ص ‪.57‬‬
‫‪ (1)2‬الصال‪ :‬صبحي‪" ,‬مباحث في علوما القرآن"‪ ,‬دار الليي‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة السابعة عشرة ‪ ,1988‬ص ‪.265‬‬
‫‪ (2)3‬ابن عاشور‪ :‬ممحد الطاهر بن ممحد بن ممحد الطاهر‪" ,‬التحرير والتنوير"‪ ,‬مؤسسة التاريخ العرب‪ ,‬بيوت الطبعة‬
‫الول ‪1420‬هـ‪2000/‬ما‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪.645‬‬

‫‪81‬‬
‫الراوون ‪ ،‬وقد علله القائلون به‪ ,‬والتمحسوا له من الكمحة ما هو أضعف من القول به‪ ,‬وأبعد عن‬
‫العقول‪.‬‬
‫واعلم أن القرآن كلما ال النزل على نبيه ممحد ‪ ،‬وهو أصل الدين وأساسه‪ ,‬أحكمحت آياته‪ ,‬فل‬
‫تفاوت فيها‪ ,‬ول اختلف ول تناقض ول تعارض‪ ,‬وما ذكروه من المحل الت قالوا إنا كانت من‬
‫القرآن ونسخ لفظها ل تضاهي أسلوب القرآن‪ ,‬ول تاكيه ف بلغته‪ ,‬والتصديق بذلك مدعاة‬
‫لتشكيك اللحدين ف القرآن ‪.‬‬
‫وقد ثبت أن بعض الزنادقة كانوا ف زمن الرواية وتلقي الديث من الرجال‪ ,‬يلبسون لباس الصالي‬
‫ويضعون الديث‪ ,‬وكان يروج على الناس لستيفائهم شروط الرواة الظاهرة من العدالة وحسن الفظ‬
‫وغي ذلك‪ ,‬حت إن بعضهم تاب ورجع عمحا كان وضعه ولول اعتافه به ل يعرف‪ ,‬فمحا يدرينا أن‬
‫بعضهم مات ول يتب ول تعرف حقيقة حاله‪ ,‬وبقي ما وضعه رائاجا مقبولا ل يطعن ف سنده أهل‬
‫النقد‪.‬‬
‫لجل هذا ل يعتمحد على الديث إل إذا كان مع صحة سنده موافاقا لصول الدين الثابتة بالقطع‪,‬‬
‫ولغي ذلك من القائق القطعية؛ ككون الشمحس ل تغيب عن الرض كلها عندما تغيب عنا كل‬
‫يوما‪ ,‬وإنا تغيب عنا وتشرق على غينا‪ ,‬إل إذا أمكن المحع‪ ,‬ول يؤخذ بأحاديث الحاد الصحيحة‬
‫السند ف العقائد؛ لنا ظنية باتفاق العلمحاء والعقلء وال تعال يقول‪ } :‬وإن الظن ل يغن من الق‬
‫شيئا {)‪ (1‬النجم‪.28:‬‬
‫وأنا أوافق الشيخ على ماذهب إليه من إنكاره لنسوخ التلوة وبقاء الكم‪ ,‬أومنسوخهمحا معا‪ ,‬لكن‬
‫لست معه ف كون الحاديث الحاد صحيحة السند ل يؤخذ با ف العقائد‪ ,‬ول تصلحم دليل على‬
‫ذلك‪ ,‬وإن كانت مسألة خلفية بي العلمحاء‪ ,‬واللف ل ينكر‪ ,‬إل أن الق أحق أن يتبع‪ ,‬فكم يبلغ‬
‫عدد الحاديث التواترة حت نتمحسك با ف العقائد؟‪.‬‬
‫إن الحاديث التواترة مصورة ومدودة‪ ,‬فأين نذهب ببقية الحاديث الحاد؛ الت إن تركنا العمحل با‬
‫ضاع الدين‪.‬‬
‫وعلى كل حال‪ ,‬فإن الديث ف هذا الباب يطول‪ ,‬وليس هو مالنا الن‪ ,‬والوض فيه ير بنا إل‬
‫التفريق بي العقيدة والحكاما‪ ,‬ف وجوب الخذ بديث الحاد‪ ,‬وهذا كله فلسفة دخيلة ف السلما‪,‬‬
‫ل يعرفها السلف الصال‪ ,‬ول الئمحة الربعة الذين يقلدهم جاهي السلمحي ف العصر الاضر)‪.(2‬‬

‫‪ (1)1‬رضا‪ :‬ممحد رشيد‪" ,‬مجلة المنار"‪ ,‬ملة شهرية تبحث ف فلسفة الدين وشؤون الجتمحاع والعمحران‪ ,‬مصر‪ ,‬إدارة‬
‫ملة النار‪ ,‬الطبعة الثانية ‪1327‬هـ‪ ,‬ج ‪7‬ص ‪.612‬‬
‫‪ (2)2‬اللبان‪ :‬ممحد ناصر الدين‪" ,‬الحديث حجة بنفسه في العقائد والحكاما"‪ ,‬مكتبة العارف‪ ,‬الرياض‪ ,‬الطبعة‬
‫الول ‪1425‬هـ‪2005/‬ما‪ ,‬ص ‪.52‬‬

‫‪82‬‬
‫فينبغي للمحسلم أن يكون حريصا على دينه‪ ,‬ل إفراط ول تفريط‪ ,‬وديننا دين عظيم‪ ,‬يدعو إل‬
‫الوسطية‪ ,‬ينبذ الغالة والتطرف‪ ,‬فهو دين بي الغال فيه والاف عنه‪.‬‬
‫فالشيخ رشيد رضا رحه ال عند حديثه عن نسخ التلوة رأينا بأنه ينكره بشدة‪ ,‬وليشك أحد ف أنه‬
‫إنا فعل ذلك لجل الدفاع عن هذا الدين‪ ,‬ولكن عند ذكره للحتجاج بالحاديث الحاد فإنه يقف‬
‫منها موقف المحانع‪.‬‬
‫هذه بعض آراء العلمحاء النكرين لنسخ التلوة‪ ,‬أحببت أن أشي إليها؛ لبي أن القول بنسخ التلوة‪ ,‬أمر‬
‫خطي‪ ,‬ينبغي التفطن له‪ ,‬ولو نظر القائلون به نظرة تأمل وتدبر ف الوضوع‪ ,‬ووقفوا مليا مع أنفسهم‪,‬‬
‫وفكروا جيدا ف العواقب والنتائج لعدلوا عمحا قالوا‪.‬‬

‫تحقيق القول في الروايتين التاليتين)‪:(1‬‬


‫‪ -1‬رواية " الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجوها البجتة با قضيا من اللذة‪ ,‬نكالا من ال‪ ,‬وال تعال عزيز‬
‫حكيم"‪ ,‬و رواية "لو كان لبن آدما واديان من ذهب لبتغى لمحا ثالثا ‪ ،‬ول يل جوف ابن آدما إل‬
‫التاب‪ ,‬ويتوب ال على من تاب"‪ ,‬هل هي من القرآن؟‪.‬‬
‫ونن بصدد الديث عن النسخ‪ ,‬إجال وعن نسخ التلوة خاصة‪ ,‬يمحل بنا أن نقق الكلما ف هذه‬
‫السألة‪ ,‬وقوفا على كلما علمحائنا‪ ,‬ومن لم فضل وحرقة ف الدفاع عن هذا الدين راجي من العلي القدير‬
‫أن يسدد خطانا‪ ,‬وأن يوفقنا للصواب‪ ,‬إنه ول ذلك والقادر عليه‪ .‬وقبل أن نبدأ ف الديث عن هذه‬
‫السألة‪ ,‬نذكر بعض الروايات الت وردت ف ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬مارواه الماما البخاري ف صحيحه‪ ,‬عن ابن عباس رضي ال عنهمحا قال‪ ":‬حدثنا علي بن عبد ال‪,‬‬
‫حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد ال عن ابن عباس رضي ال عنهمحا قال‪ :‬قال عمحر لقد خشيت‬
‫أن يطول بالناس زمان حت يقول قائل ل ند الرجم ف كتاب ال‪ ,‬فيضلوا بتك فريضة أنزلا ال‪ ,‬أل‬
‫وإن الرجم حق على من زن وقد أحصن‪ ,‬إذا قامت البينة أو كان المحل أو العتاف")‪.(2‬‬
‫‪-2‬وما رواه أيضا الماما البخاري ف صحيحه‪,‬عن ابن عباس رضي ال عنهمحا قال‪ :‬قال عمحر‪" :‬إن ال‬
‫بعث ممحدا ‪‬بالق‪ ,‬وأنزل عليه الكتاب‪ ,‬فكان ما أنزل ال آية الرجم‪ ,‬فقرأناها وعقلناها ووعيناها‪.‬‬

‫‪ (1)1‬هاتان الروايتان ذكرها العقم ف تفسيه‪ ,‬ول يعقب عليهمحا بشيء‪ ,‬ولذا فإنن سأناقشهمحا‪ ,‬إن شاء ال‪.‬‬
‫‪" (2)2‬الجامع الصحيح"‪,‬كتاب الاربي من أهل الكفر والردة‪ ,‬باب العتاف بالزنا‪ ,‬ج ‪,6/2503‬برقم ‪.6441‬‬
‫)‪ (3‬الصدر السابق‪ :‬كتاب الاربي من أهل الكفر والردة‪ ,‬باب رجم البلى من الزنا إذا أحصنت‪ ,‬ج ‪ 6‬ص ‪,2503‬‬
‫برقم ‪.6442‬‬

‫‪83‬‬
‫رجم رسول ال ‪‬ورجنا بعده‪ ,‬فأخشى إن طال بالناس زمان‪ ,‬أن يقول قائل وال ما ند آية الرجم ف‬
‫كتاب ال‪ ,‬فيضلوا بتك فريضة أنزلا ال‪ ,‬والرجم ف كتاب ال حق على من زن إذا أحصن من‬
‫الرجال والنساء‪ ,‬إذا قامت البينة أو كان البل أو العتاف)‪.(1‬‬
‫وعند النسائي أيضا‪" :‬أخبنا ممحد بن منصور الكي‪ ,‬قال ثنا سفيان عن الزهري عن عبيد ال بن عبد‬
‫ال عن بن عباس‪ ,‬قال سعت عمحر يقول ‪ :‬قد خشيت أن يطول بالناس زمان‪ ,‬حت يقول قائل ما‬
‫ند الرجم ف كتاب ال‪ ,‬فيضلوا بتك فريضة أنزلا ال‪ ,‬أل وإن الرجم حق على من زنا إذا أحصن‬
‫وكانت البينة أو كان البل أو العتاف‪ ,‬وقد قرأنا ‪-‬الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجوها البتة‪ -‬وقد رجم‬
‫رسول ال ‪‬ورجنا بعده‪ .‬قال أبو عبد الرحن‪-‬أي النسائي‪ -‬ل أعلم أن أحدا ذكر ف هذا الديث‬
‫الشيخ والشيخة فارجوها البتة غي سفيان‪ ,‬وينبغي أنه وهم‪ ,‬وال أعلم")‪.(2‬‬
‫وروى الماما مالك رحه ال ف موطئه‪ ,‬قال‪" :‬حدثن مالك عن ييح بن سعيد عن سعيد بن السيب‪,‬‬
‫أنه سعه يقول ‪:‬لا صدر عمحر بن الطاب من من أناخ بالبطحم ث كوما كومة بطحاء ث طرح عليها‬
‫رداءه واستلقى ث مد يديه إل السمحاء فقال‪ :‬اللهم كبت سن وضعفت قوت وانتشرت رعيت فاقبضن‬
‫إليك غي مضيع ول مفرط‪ ,‬ث قدما الدينة فخطب الناس فقال‪ :‬أيها الناس قد سنت لكم السنن‬
‫وفرضت لكم الفرائض وتركتم على الواضحة إل أن تضلوا بالناس يينا وشال‪ ,‬وضرب بإحدى يديه‬
‫على الخرى‪ ,‬ث قال إياكم أن تلكوا عن آية الرجم أن يقول قائل ل ند حدين ف كتاب ال‪ ,‬فقد‬
‫رجم رسول ال ‪‬ورجنا‪ ,‬والذي نفسي بيده لول أن يقول الناس زاد عمحر بن الطاب ف كتاب ال‬
‫تعال لكتبتها‪ ,‬الشيخ والشيخة فارجوها البتة فإنا قد قرأناها")‪.(3‬‬
‫ومن هذه الروايات متمحعة توصل الدكتور فضل عباس إل القائق التية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن الماما البخاري ل يذكر ف صحيحه أن الشيخ والشيخة آية من كتاب ال‪ ,‬وإن عدما ذكره لا‬
‫ناتج عن عدما اعتقاده صحتها‪ ,‬قال ابن حجر‪ :‬ولعل البخاري هو الذي حذف ذلك عمحدا)‪ .(4‬يعن‬
‫}الشيخ والشيخة{‪.‬‬

‫‪" (4)1‬السنن الكبرى"‪ :‬مصدر سابق‪ ,‬باب نسخ اللد عن الثيب‪ ,‬ج ‪ 4‬ص ‪ ,271‬برقم ‪.7148‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ (1)3‬الصبحي‪ :‬أبو عبد ال مالك بن أنس‪" ,‬الموطأ"‪ ,‬تقيق‪ :‬ممحد مصطفى العظمحي‪ ,‬مؤسسة زايد بن سلطان آل‬
‫نيان‪ ,‬الطبعة الول ‪1425‬هـ‪2004 /‬ما‪ ,‬كتاب الدود باب ما جاء ف الرجم‪ ,‬ج ‪5‬ص ‪ 1203‬برقم ‪.3044‬‬
‫)‪ (2‬العسقلن‪ :‬أحد بن علي بن حجر‪" ,‬فتح الباري بشرح صحيح البخاري"‪ ,‬إخراج وتصحيحم‪ ,‬مب الدين‬
‫الطيب‪ ,‬دار الريان للتاث‪ ,‬القاهرة‪ ,‬الطبعة الثانية ‪1407‬هـ‪1987/‬ما‪ ,‬كتاب الدود‪ ,‬باب العتاف بالزنا‪ ,‬ج ‪ 12‬ص‬
‫‪.147‬‬

‫‪4‬‬

‫‪84‬‬
‫ب‪ -‬إن رواية النسائي عن زيد بن ثابت فيها دللة واضحة على أن}الشيخ والشيخة{ من كلما النب‬
‫‪.‬‬
‫ج‪ -‬على الرغم من أن الروايات كلها على اختلفها تثبت الرجم‪ ,‬إل أنا اختلفت فيمحا وراء ذلك‪,‬‬
‫فعند النسائي أن عمحر رضي ال عنه يطلب من النب‪ ‬كتابة الية‪ ,‬ولكن الرسول يأب ويبي عمحر‬
‫رضي ال عنه أنا ل تكتب؛ لن الشيخ إن كان غي مصن ل يرجم‪ ,‬وإن الشاب إن كان مصنا‬
‫رجم‪.‬‬
‫فهل يعقل أن تكون هذه الفجوة من القرآن؟!‬
‫د‪ -‬لقد أحسن النسائي صنعا حي قال‪ :‬ل أعلم أحدا ذكر ف هذا الديث }الشيخ والشيخة{ غي‬
‫سفيان‪ ,‬وينبغي أنه وهم‪.‬‬

‫قال الدكتور فضل عباس بعد أن ذكر هذه القائق الت قاما باستنباطها من ممحوع الروايات‪ ,‬قال‪ :‬من هذا‬
‫كله ندرك أن القول بأن الشيخ والشيخة آية‪ ,‬ليس فيه رواية صحيحة‪ ,‬يستند إليها ويعتمحد عليها)‪.(1‬‬
‫ويعضد كلما الدكتور فضل كلما آخر للدكتور صبحي الصال‪ ,‬حيث قال‪" :‬وما يدل على اضطراب‬
‫الرواية‪ ,‬أن ف صحيحم ابن حبان ما يفيد أن هذه الية الت زعمحوا نسخ تلوتا‪ ,‬كانت ف سورة‬
‫الحزاب ل ف سورة النور")‪.(2‬‬
‫وهذا الكلما ظاهر الضطراب لن تأمله‪ ,‬وهو دليل على عدما قرآنيتها‪ ,‬من هنا يظهر ل أنه ل يوجد‬
‫ف هذا الباب ما يعول عليه من روايات صحيحة معتمحدة‪.‬‬
‫وإذا أمعنا النظر ف رواية} الشيخ والشيخة‪ {...‬أدركنا الرد بسهولة على من يعتقد بقرآنيتها‪.‬‬
‫وروى البخاري ف الفتحم قال‪" :‬حدثنا إساعيل بن عبد ال حدثن مالك عن نافع "عن عبد ال بن‬
‫عمحر رضي ال عنهمحا أنه قال‪ :‬إن اليهود جاءوا إل رسول ال ‪‬فذكروا له أن رجل منهم وامرأة زنيا‪،‬‬
‫فقال لم رسول ال ‪" :‬ما تدون ف التوراة ف شأن الرجم؟ فقالوا‪ :‬نفضحهم ويلدون‪ .‬قال عبد ال‬
‫بن سلما‪ :‬كذبتم‪ ،‬إن فيها الرجم‪ ،‬فأتوا بالتوراة فنشروها‪ ،‬فوضع أحدهم يده على آية الرجم ما قبلها‬
‫وما بعدها‪ ،‬فقال له عبد ال بن سلما‪ :‬ارفع يدك‪ ،‬فرفع يده‪ ،‬فإذا هي آية الرجم‪ ،‬قالوا‪ :‬صدق يا‬
‫ممحد‪ ،‬فيها آية الرجم‪ ،‬فأمر بمحا رسول ال ‪ ‬فرجا‪ ،‬فرأيت الرجل ين على الرأة يقيها الجارة "‪.‬‬
‫قال الافظ ابن حجر بعد هذه الرواية‪..." :‬وقال الباجي‪ :‬ظاهر المر أنم قصدوا ف جوابم تريف‬
‫حكم التوراة‪ ,‬والكذب على النب‪ ‬إما رجاء أن يكم بينهم بغي ما أنزل ال‪ ,‬وإما لنم قصدوا‬

‫‪" (1)1‬إتقان البرهان"‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ج ‪2‬ص ‪.50,49,48‬‬


‫‪" (2)2‬مباحث في علوما القرآن"‪ ,‬مصدر سابق‪ ,‬الامش ص ‪.265‬‬

‫‪85‬‬
‫بتحكيمحه التخفيف عن الزانيي‪ ,‬واعتقدوا أن ذلك يرجهم عمحا وجب عليهم‪ ،‬أو قصدوا اختبار أمره؛‬
‫لنه من القرر أن من كان نبيا ل يقر على باطل‪ ،‬فظهر بتوفيق ال نبيه كذبم وصدقه ول‬
‫المحد")‪.(1‬‬
‫فالشاهد أن آية الرجم هذه هي ف القيقة آية من التوراة وليست من القرآن‪ ,‬وأما تعلق الناس بقول‬
‫عمحر رضي ال عنه "لول أن يقول الناس زاد عمحر ف كتاب ال لكتبتهمحا" فهذا يدل على أنا ليست‬
‫من القرآن بدليل قوله رضي ال عنه}زاد{‪ ,‬والزيادة على الشيء ليست منه‪ .‬ث إن القرآن الكري كلما‬
‫رب العالي‪ ,‬الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه وليس ناقصا حت يطلب منا أن نزيده‪,‬‬
‫أو نضيف عليه‪.‬‬
‫إن الذي جعل عمحر بن الطاب رضي ال عنه يفعل ما فعل إنا هو نابع من حرصه الشديد وحيته‬
‫العالية ف الدفاع عن هذا الدين‪ ,‬فهو رضي ال عنه كان متشوفا‪ ,‬معظمحا لتطبيق شرع ال‪ ,‬وقافا عند‬
‫حدوده‪ ,‬ولذلك تنبه الوس‪ -‬عليهم من ال ما يستحقون‪ -‬إل صلبة هذا البل العظيم؛ الذي‬
‫اتسعت رقعة الدولة السلمية ف وقته‪ ,‬طول وعرضا‪ ,‬بكثرة الفتوحات‪ ,‬وعاشت ف زمنه أسعد وأرقى‬
‫أيامها وباتت خطرا يهدد كيان المم‪ ,‬ووجودهم‪ ,‬وحت ينعمحوا بالمن والستقرار‪ ,‬عليهم أن يفكروا ف‬
‫حل للخلص من هذا القائد العظيم‪ ,‬ويستيوا‪ .‬وبالفعل دبروا له مكيدة‪ ,‬ونحوا ف قتله‪ ,‬ومات‬
‫شهيدا رحه ال رحة واسعة‪ ,‬وجزاه ال عن السلمحي خي الزاء ف دفاعه عن هذا الدين‪ ,‬وبإسلمه‬
‫عرف السلمحون العزة‪ ,‬والظهور‪ ,‬ورحم ال عبد ال بن مسعود إذ يقول‪ " :‬مازلنا أعزة منذ أسلم‬
‫عمحر")‪.(2‬‬
‫ولعمحري مابرحت الفت تنهش جسد المة‪ ,‬وتسري فيه سريان النار ف الشيم‪ ,‬منذ وفاته رضي ال‬
‫عنه‬
‫كيف ل؟ وأن للباب أن يغلق بعد أن يكسر‪ ,‬لقد كان رضي ال عنه الباب التي والصن الصي‬
‫ف وجه أعداء السلما‪ ,‬فمحوته ثلمحة مابعدها ثلمحة‪ ,‬ف السلما‪.‬‬
‫ومناقبه أكثر من أن تذكر ف هذا القاما‪ ,‬وإنا أدرجناها هنا؛ لن لا ارتباطا وصلة بوضوعنا‪ ,‬أل وهو‬
‫الديث عن حيته وحرقته ف الدفاع عن هذا الدين والنتصار له‪.‬‬
‫أعود فأقول‪ :‬إن عمحر بن الطاب رضي ال عنه ل يشى ف ال لومة لئم‪ ,‬فمحنذ مت كان يسمحع‬
‫لكلما الناس‪ ,‬إذا كان المر متعلقا بكتاب ال سبحانه وتعال‪.‬‬

‫‪" (3)1‬فتح الباري"‪ ,‬كتاب الدود‪ ,‬باب أحكاما أهل الذمة وإحصانم إذا زنوا ورفعوا إل الماما‪ ,‬ج ‪ 12‬ص ‪.175‬‬
‫‪" (1)2‬صحيح البخاري"‪ :‬كتاب فضائل الصحابة‪ ,‬باب مناقب عمحر بن الطاب أب حفص القرشي العدوي رضي ال‬
‫عنه‪ ,‬ج ‪3‬ص ‪ ,1403‬برقم ‪.3650‬‬

‫‪86‬‬
‫يقول الدكتور أحد نوفل‪":‬لوكانت التلوة باقية لبادر عمحر رضي ال عنه‪ ,‬ول يعرج على مقال الناس؛‬
‫لن مقال الناس ل يصلحم مانعا")‪.(1‬‬
‫هذا بالنسبة لدراسة الروايات من حيث الصحة والضعف‪ ,‬وأما من حيث بعض اللفاظ الت وردت‬
‫فيها‪ ,‬فتعالوا بنا لنرى ما قاله أستاذنا الدكتور فضل‪:‬‬
‫‪ -1‬حينمحا تدث القرآن الكري عن حكم السرقة قال‪ } :‬والسارق والسارقة{ فبدأ بأمر الرجال ف أمر‬
‫السرقة‪ ,‬وبالنساء ف أمر الزنا؛ لنن مل الفتنة وأصلها‪ ,‬وف }الشيخ والشيخة{غي هذا‪.‬‬
‫‪ -2‬إن القرآن الكري ل تستعمحل فيه كلمحة الشيخة البتة‪ ,‬والستعمحل فيه كلمحة عجوز قال تعال‪:‬‬
‫ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭼ هود‪.‬‬
‫‪ -3‬إن القرآن الكري وهو كتاب الدقة والحكاما ل تستعمحل فيه كلمحة}إذا{ ف المور النادرة الوقوع‪ ,‬بل‬
‫تستعمحل كلمحة}إن{ أل ترى قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ‬
‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭼ البقرة‪ .‬فقد ذكر }إذا{ مع المن‪ ,‬وهذا ما يب أن يكون عليه‬
‫الؤمنون‪ ,‬وذكر }إن{ مع الوف‪ ,‬وهذا ل ينبغي لم‪ ,‬وانظر إل قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ‬
‫ﮞ ﮟ ﭼ الجرات‪٩ :‬‬
‫ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗﰘ ﰙ ﰚ ﰛ‬ ‫وقوله تعال‪ :‬ﭽ ﰉ ﰊ‬
‫ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﭼ المحتحنة‪ .‬فذكر }إذا{ ف قضية يكثر وقوعها‪ ,‬وذكر}إن{ ف أمر نادر‪ ,‬وهو‬
‫ارتداد الؤمنات عن دينهن‪.‬‬
‫وأما من حيث صحة العن ودقته‪ ,‬فيقال ل حكم على الشيخ والشيخة بالرجم‪ ,‬وقد يكونان غي‬
‫مصني‪ ,‬فل يرجان والالة هذه‪ ,‬وقد يكون الشاب والشابة مصني‪ ,‬إذن فالعبة ليست بالسن‪ ,‬بل‬
‫بالحصان وعدمه)‪.(2‬‬
‫وما تقدما فإن الذي تطمحئن إليه النفس‪ ,‬بعد الطلع على أقوال العلمحاء ف هذه السألة ‪ ,‬ودحضهم‬
‫شبهتها‪ ,‬فإنن أرى أن رواية } الشيخ والشيخة إذا زنجيا فارجوها البزتة با قضيا من اللذة‪ ,‬نكالا من‬
‫ال‪ ,‬وال تعال عزيز حكيم{ ل صلة لا بالقرآن وليست منه إطلقا‪ ,‬وقد ثبت لدينا أنا روايات‬
‫آحاد‪ ,‬وخب الواحد ليثبت به القرآن‪ ,‬بل لبد من التواتر ف قرآنية الية‪.‬‬
‫ومن حيث معناها فإنك لتحس من الوهلة الول‪ ,‬وبجرد التلفظ با أن هذا كلما غي مستقيم‪ ,‬وفيه‬
‫ركاكة نوعا ما ‪ -‬تعال كلما ربنا عن ذلك علوا كبيا‪ -‬وهذا كله يتناف مع جال القرآن وروعة‬
‫أسلوبه‪ ,‬ول يتوافق مع النظم القرآن‪.‬‬

‫‪" (2)1‬نسخ التلوة بين النفي والثبات"‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.47‬‬
‫)‪" (1‬إتقان البرهان في علوما القرآن"‪,‬ج ‪2‬ص ‪51‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪87‬‬
‫والرواية الثانية الت زعمحوا أنا من القرآن هي‪ }:‬لو كان لبن آدما واديان من ذهب لبتغى لمحا ثالثا ‪،‬‬
‫ول يل جوف ابن آدما إل التاب‪ ,‬ويتوب ال على من تاب{‪ ,‬يقول الدكتور الفاضل أحد نوفل‪:‬ومن‬
‫هذا الوادي ‪-‬أي منسوخ التلوة‪ -‬ماثبت ف مسلم وغيه عن أب موسى الشعري رضي ال عنه قال‪:‬‬
‫إنم كانوا يقرأون سورة على عهد رسول ال‪ ,‬وف رواية كنا نقرأ سورة نشبهها ف الطول والشدة‬
‫بباءة‪ ,‬فأنسيتها غي أن حفظت منها‪" :‬لوكان لبن آدما واديان من ذهب من مال لبتغى واديا ثالثا‪,‬‬
‫ول يل جوف ابن آدما إل التاب‪.(1)"...‬‬
‫وأخرج البخاري ف صحيحه قال‪ :‬حدثن ممحد أخبنا ملد أخبنا ابن جريج قال سعت عطاء يقول‪:‬‬
‫سعت ابن عباس يقول سعت رسول ال ‪‬يجـأقوأل » لو أن لبن آدما مثل واد مال لحب أن له إليه‬
‫مثله‪ ,‬ول يل عي ابن آدما إل التاب‪ ,‬ويتوب ال على من تاب « ‪ .‬قال ابن عباس‪ :‬فل أدري من‬
‫القرآن هو أما لج؟)‪.(2‬‬
‫وف مناقشة حديث أب موسى الشعري يقول الدكتور نوفل‪ :‬لاذا ل يرو الديث إل آحادا‪ ,‬وهو ما‬
‫تعم به البلوى‪ ,‬أفيكون أمر بذه الطورة والسامة‪ ,‬مقتصرا نقله على نفر قليل من الصحاب‬
‫فحسب‪.‬‬
‫ث إنه يقدما لنا مرة على أنه حديث‪ ,‬ومرة على أنه قرآن نسخ‪ ,‬فمحا نعتمحد؟ ث إذا كان أنسي السورة‬
‫كلها لاذا حفظ منها حديث الواديي من الذهب ونسي سائرها وكلها قد ذهب؟ ث إن هذا الذي‬
‫بقي من السورة واضحم أنه أخبار‪ ,‬والخبار لوجه لوقوع النسخ فيها‪ ,‬إذن لاذا تنسخ الخبار؟ ث هل‬
‫النص عليه علئم القرآن وسيمحاؤه؟‬
‫وداهية تضاف إل ممحل الدواهي أن ابن عباس رضي ال عنه ل يعرف أهذا النص من القرآن أما ل؟‬
‫)‪.(3‬‬
‫يقول الدكتور فضل عباس معلقا على هذه الرواية‪ :‬ول أدري كيف يمحع الرء بي هذه الروايات وبي‬
‫ما جاء ف القرآن الكري‪ .‬إنه أحكمحت آياته ومن كونه قرآنا ميدا ف لوح مفوظ‪ ,‬ومن أنه هدى‬
‫وموعظة وشفاء‪ ,‬إل غي ذلك من اليات الكرية الت تبي حفظ القرآن وبقائه وخلوده)‪.(4‬‬
‫وكمحا بدا واضحا لنا فإن العقم قد ذكر ف تفسيه الروايتي السابقتي‪ ,‬ووافق من قال بأنمحا من‬
‫القرآن‪ ,‬حيث ل يعقب على الوضوع بشيء‪ ,‬ولعله تابع الكثرة الكاثرة من قالوا بقرآنيتهمحا‪.‬‬

‫)‪" (2‬صحيح مسلم"‪ ,‬باب لو أن لبن آدما واديي لبتغى ثالثا‪ ,‬ج ‪2‬ص ‪ 726‬برقم ‪.1050‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪" (1)2‬صحيح البخاري"‪ ,‬كتاب الرقاق‪ ,‬باب ما يتقى من فتنة الال‪ ,‬ج ‪5‬ص ‪ ,2364‬برقم ‪.6073‬‬
‫‪" (2)3‬نسخ التلوة بين النفي والثبات"‪ ,‬ص ‪57-54‬‬
‫‪" (3)4‬إتقان البرهان في علوما القرآن"‪,‬ج ‪2‬ص ‪.58‬‬

‫‪88‬‬
‫وقبل أن نتم حديثنا عن هذا الوضوع‪ ,‬ل يفوتن أن أقول جزى ال خيا الستاذين الفاضلي الستاذ‬
‫الدكتور فضل عباس‪ ,‬والستاذ الدكتور أحد نوفل‪ ,‬على ما قدما‪ ,‬فلقد أجادا وأفادا‪ ,‬وهذا إن دل على‬
‫شيء فإنا يدل على سعيهمحا الثيث وجهدها التواصل ف الدفاع عن هذا الدين العظيم‪ ,‬وذلك‬
‫لتجليتهمحا كثيا من القائق ف موضوع نسخ التلوة‪ ,‬كانت تفى عن كثيمن طلبة العلم والدارسي‪,‬‬
‫متمحثلي قول القائل " أنت على ثغرة من ثغر السلما‪ ,‬فل يؤتي من قبلك")‪ .(1‬ويا ليت شعري أن‬
‫الناس يدركون‪ ,‬ويعون ما نقول‪.‬‬
‫’’ نسأل ال أن يطلق عقلنا من عقاله‪ ,‬ويرزقنا الكمحة والبيان وفصل مقاله’’‪.‬‬

‫طريقة الشيخ في إيراد الناسخ والمنسوخ‪ :‬تثلت طريقة الشيخ ف إيراده الناسخ والنسوخ فيمحا يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬ذكر الية النسوخة وبيان الية الناسخة‪ ,‬ومثاله‪:‬‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ النساء‪ .‬قال‪ :‬قوله تعال ‪ } :‬واللت يأتي الفاحشة من‬
‫نسائكم { الفاحشة الزنا } فاستشهدوا عليهزن أربعة منكم { الطاب للزواج‪ ,‬أي اطلبوا من قذفهزن‬
‫أن يأت بأربعة شهداء ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الطاب للحكاما أي فاسعوا شهادة أربعة عليهزن } فأمسكوهزن ف‬
‫البيوت { قيل ‪ :‬معناه فاجلدوهزن ف البيوت مبوسات‪ ,‬وكان ذلك ف أول اهلسلما‪ ,‬ث نسخ بقوله‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ النور‪ ٢ :‬فلم يبق إل اللد للبكر‪,‬‬ ‫تعال ‪ :‬ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫والرجم للمححصنة‪ ,‬ويوز أن يكون غي منسوخة بأن يتك ذكر اللد؛ لن ذلك معلوما ف الكتاب‬
‫والسزنة ‪ ،‬ويريد إمساكهن ف الأبيوت بعد الد صيانةا لزن عن مثل ما جرى عليهن‪ ,‬بسبب الروج‬
‫والتعرض للرجال)‪.(2‬‬
‫‪-2‬أحيانا يذهب إل القول بإحكاما الية وعدما نسخها‪.‬‬
‫من ذلك ماذكره عند تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ‬
‫ﰈ ﰉ ﭼ النفال‪ .‬قال‪ :‬قيل ‪ :‬الصلحم ‪ ،‬وترك الرب ‪ ،‬وقيل ‪ :‬إل السلما ‪ ،‬والية منسوخة بقوله‬

‫‪ (4)1‬الروزي‪ :‬أبو عبدال ممحد بن نصر بن الجاج‪" ,‬السنة" تقيق سال أحد السلفي‪ ,‬مؤسسة الكتب الثقافية‪,‬‬
‫بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1408‬هـ ص ‪.13‬‬
‫‪ (1)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.102‬‬

‫‪89‬‬
‫اقتلوا الشركي ‪ ،‬وقوله ‪ } :‬قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوما الخر { وكان ذلك قبل نزول براءة‬
‫‪ ،‬وقيل ‪ :‬المر موقوف على ما يراه اهلماما من صلح اهلسلما‪ .‬وهو الصحيحم)‪.(1‬‬
‫فبعد أن ذكر أن الية منسوخة بآية السيف‪ .‬رجحم الرأي القائل بأن المر موكول إل الاكم وموقوف‬
‫عليه‪ ,‬إن شاء جنحم ومال للسلم‪ ,‬وإن شاء لأ إل السيف‪ ,‬فهو يرى بأن الية غي منسوخة‪ ,‬وهذا‬
‫مفهوما من قوله‪ ,‬وهو الصحيحم‪.‬‬
‫ﭞ‬ ‫ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ النور‪ .‬يذكر لنا أقوال بعض التابعي ف ذهابم إل القول‬
‫بعدما نسخ الية‪ ,‬فيقول‪ :‬وعن الشعب ‪ :‬أنا ليست بنسوخة‪ ,‬قيل له ‪ :‬إن الناس ل يعلمحون با ‪ ،‬فقال‬
‫‪ :‬ال الستعان‪ ,‬وعن سعيد بن جبي ‪ :‬يقولون هي منسوخة‪ ,‬ول وال ما هي منسوخة ولكن الناس‬
‫يتهاونون با)‪.(2‬‬
‫قال الافظ ابن كثي رحه ال)‪ :(3‬ولا كانت هذه الية مكمحة‪ ,‬ول تنسخ بشيء‪ ،‬وكان عمحل الناس با‬
‫قليل جدا‪ ،‬أنكر عبد ال بن عباس ذلك على الناس‪ ،‬كمحا قال ابن أب حات‪:‬‬
‫"حدثنا أبو زرعة‪ ،‬حدثنا ييح بن عبد ال بن بكي‪ ،‬حدثن عبد ال بن لههيعة‪ ،‬حدثن عطاء بن‬
‫دينار‪ ،‬عن سعيد بن جبي قال‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬ترك الناس ثلث آيات فلم يعمحلوا بن)‪ :(4‬ﭽ ﮬ ﮭ‬
‫ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﭼ النور‪ ٥٨ :‬إل آخر الية‪،‬‬ ‫ﮮ ﮯ‬
‫والية الت ف سورة النساء‪ :‬ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫ﭳ ﭼ النساء ‪ .‬والية الت ف الجرات‪ :‬ﭽ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﭼ الجرات‪١٣ :‬‬
‫ﯔ‬ ‫‪-3‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﭼ الائدة‪ ,٢ :‬يذكر لنا اللف الواقع ف نسخ الية‪ ,‬مستخدما صيغة‬
‫التضعيف}قيل{ دون أن يرجحم‪ ,‬أو يبي رأيه ف الية‪.‬‬
‫يقول‪ } :‬يأيها الذين آمنوا ل تلتوا شعائر ال { من مواقيت الج‪ ,‬ورمي المحار والطواف والسعي‬
‫وأفعال علمات الج } ول الشهر الراما { شهر الج واختلفوا ف الشهر قيل ‪ :‬الشهر الرما ‪،‬‬

‫‪ (2)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.235‬‬


‫‪ (1)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.459‬‬
‫‪" (2)3‬تفسير القرآن العظيم"‪ ,‬لبن كثير‪ ,‬ج ‪6‬ص ‪.82‬‬
‫‪ (3)4‬غي معقول أن يعلم عبد ال بن عباس رضي ال عنهمحا ترك الناس جيعهم العمحل بذه اليات‪ .‬وعلى فرض صحته‬
‫ينبغي أل يعمحم‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫وقيل‪ :‬ذا القعدة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬رجب ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الية منسوخة بقوله ‪ } :‬اقتلوا الشركي { و} فل يقربوا‬
‫السجد الراما { وقيل ‪ :‬إنا مكمحة والراد با الؤمنون ‪ ،‬وقد قيل‪ :‬ل نسخ ف الائدة)‪.(1‬‬
‫وعند تفسيه للية قال القاضي ممحد بن العرب الالكي رحه ال‪ :‬اختلف الناس ف الائدة وبراءة‪ ,‬أي‬
‫السورتي نزلت قبل صاحبتها‪ ,‬فعلى هذا إذا جهلنا التاريخ ول نقطع به‪,‬ل يصحم الكلما ف النسخ)‪.(2‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬القراءات القرآنية‬


‫تعد القراءات القرآنية علمحا من علوما القرآن‪ ,‬صرف إليها العلمحاء كثيا من عنايتهم وجهدهم‪ ,‬من لدن‬
‫عصر الصحابة‪-‬رضي ال عنهم‪-‬إل عصرنا هذا‪ ,‬رواية وتعليمحا وتأليفا‪.‬‬
‫وموضوع القراءات شديد الصلة بنص القرآن الكري؛ لنه يعن بكيفية أداء كلمحات ذلك النص)‪.(3‬‬
‫وعلم القراءات كمحا عرفه الماما بن الزري‪ ,‬إماما القراءة ف زمانه بقوله‪ " :‬هو علم بكيفية أداء كلمحات‬
‫القرآن‪ ,‬واختلفها بعزو الناقلة")‪.(4‬‬
‫ونن نتكلم عن تعريف القراءات القرآنية‪ ,‬يسن بنا أن نذكر ضوابط القراءة الصحيحة‪ ,‬الت اتفق‬
‫علمحاء القراءات على وضع شروط لقبولا‪ ,‬وهي‪:‬‬
‫‪-1‬صحة السند‪.‬‬
‫‪-2‬موافقة الرسم‪.‬‬
‫‪-3‬موافقتها لوجه من وجوه اللغة العربية‪.‬‬
‫وقد أشار ابن الزري على هذه الشروط فقال‪:‬‬
‫وكان للرسم احتمحال يوي‬ ‫فكل ما وافق وجه نو‬
‫فهذه الثلثة الركان‬ ‫وصحم إسنادا هو القرآن‬
‫شذوذه لو أنه ف السبعة)‪.(5‬‬ ‫وحيثمحا يتل ركن أثبت‬

‫‪ (4)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.135‬‬


‫‪ (5)2‬ابن العرب‪:‬أبو بكر ممحد بن عبدال بن ممحد بن عبدال‪" ,‬الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم"‪ ,‬وضع حواشيه‬
‫الشيخ زكريا عمحيات‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت لبنان‪ ,‬الطبعة الثالثة‪1427 ,‬هـ‪2006/‬ما‪ ,‬ص ‪.113‬‬
‫‪ (1)3‬المحد‪ :‬غان قدوري‪"" ,‬أبحاث في علوما القرآن"‪ ,‬دار عمحار‪ ,‬عمحان الردن‪ ,‬الطبعة الول ‪1426‬هـ‪2006/‬ما‪,‬‬
‫ص ‪.7‬‬
‫‪ (2)4‬ابن الزري‪ :‬أبو الي ممحد بن ممحد بن علي بن يوسف "منجد المقرئين ومرشد الطالبين"‪ ,‬مكتبة القدسي‪,‬‬
‫القاهرة ‪1350‬هـ ص ‪.3‬‬
‫‪ (3)5‬ابن الزري‪ :‬ممحد بن ممحد بن ممحد بن علي بن يوسف‪" ,‬طيبة النشر في القراءات العشر"‪ ,‬قدما له‪ ,‬وضبط‬
‫نصوصه‪ ,‬عادل عبد النعم أبو العباس‪ ,‬مكتبة القرآن‪ ,‬القاهرة‪ ,‬الطبعة الول ‪2008‬ما‪ ,‬ص ‪.12‬‬

‫‪91‬‬
‫لقد اهتم الشيخ بالقراءات القرآنية اهتمحاما واسعا‪ ,‬وأولها عناية فائقة‪ ,‬فل تكاد تد آية فيها تعلق‬
‫بالقراءات إل ويذكر القراءات الواردة فيها‪ ,‬ولذا فقد جاء تفسيه زاخرا وافرا بباحث هذا العلم‪ ,‬وقد‬
‫عمحل على توجيه تلك القراءات‪ ,‬كمحا سيأت بيانه‪.‬‬
‫وقبل أن نذكر منهجه ف ذلك‪ ,‬ينبغي أن نشي إل أن الشيخ قد اعتمحد قراءة نافع‪ ,‬وذلك لوجود‬
‫قرائن ودلئل توحي بأنه اعتمحدها‪ ,‬فعند قوله تعال مثل‪ :‬ﭽ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﭼ الكهف‪ .‬قال‪} :‬لتغرق{‪ ,‬قرئ بالياء‪ ,‬والتاء قراءة نافع)‪.(1‬‬
‫فقد أشار إل قراءة نافع بينمحا ف قراءة الياء ل يذكر لنا من قرأ با‪ ,‬وهذا ظاهر ف اعتمحاده قراءة‬
‫نافع‪.‬‬
‫قال ابن ماهد‪ :‬واختلفوا ف التاء والياء ورفع الهل ونصبهم من قوله} لتغرق أهلها {فقرأ ابن كثي وأبو‬
‫عمحرو ونافع وابن عامر وعاصم‪ ,‬لتغرق أهلها بالتاء‪ ,‬أهلها نصبا‪ ,‬وقرأ حزة والكسائي ليغرق أهلها بالياء‬
‫مفتوحة‪ ,‬أهلها رفعا)‪.(2‬‬
‫وما يدلنا على أن الشيخ اعتمحد قراءة نافع‪ ,‬تقديه لا على غيها من القراءات‪ ,‬فعند ذكره للقراءات الواردة‬
‫ف الية‪ ,‬يقدما قراءة نافع على باقي القراءات‪ ,‬ل أقول ف كل المثلة الت أوردها‪ ,‬لكن ف الغالب العم‪,‬‬
‫إل ما ندر‪ ,‬فإنه يقدما قراءة غي نافع على قراءة نافع‪ .‬من ذلك‪:‬‬
‫عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ الاقة‪ .‬قال‪ }:‬وجاء فرعون ومن قبله{ قرأ‬
‫بفتحم القاف وسكون الباء نافع ‪ ،‬أي من يقدمه من المم‪ ,‬وقرأ الكسائي وأبو عمحرو بكسر القاف‬
‫وفتحم الباء ‪ ،‬يعن ومن معه من أتباعه)‪.(3‬‬
‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬
‫ﮄ ﭼ الديد‪.‬‬ ‫ﮃ‬ ‫ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ‬ ‫ﭸ ﭹ ﭺ‬ ‫ﭷ‬
‫قال‪ :‬يعن إذا رأى النافقون نور الؤمني‪ ,‬يقولون لم ‪ } :‬انظرونا نقتبس من نوركم { انظرونا بصلة‬
‫المحز وضم الظاء وهي قراءة نافع ومن تابعه ‪ ،‬يعن اصبوا لنا ‪ ،‬فأما بكسر الظاء وقطع اللف وهي‬
‫قراءة حزة أمهلونا؛ لنه يسرع بم إل النة كالبق الاطف ركاب على نوق تزف بم‪ ,‬وهؤلء مشاة‪,‬‬
‫أو انظروا إلينا؛ لنم إذا نظروا إليهم استقبلوهم بوجوههم والنور بي أيديهم فيستضيئون به)‪.(4‬‬
‫واضحم من خلل الثالي السالفي‪ ,‬أن الشيخ اعتمحد قراءة نافع وقدمها‪.‬‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.378‬‬


‫‪ (2)2‬ابن ماهد‪ :‬أبوبكر أحد بن موسى بن العباس التمحيمحي البغدادي‪" ,‬السبعة في القراءات"‪ ,‬تقيق الدكتور شوقي‬
‫ضيف‪ ,‬دار العارف القاهرة‪ ,‬الطبعة الثانية‪ ,‬ص ‪ ,395‬وانظر "النشر في القراءات العشر"‪ ,‬ج ‪ 2‬ص ‪.313‬‬
‫‪ (3)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.753‬‬
‫‪ (4)4‬التفسي‪ :‬ص ‪.705‬‬

‫‪92‬‬
‫ومن منهج الشيخ ف عرض القراءات القرآنية‪ ,‬جعه لكثر من قراءة ف اللفظة القرآنية‪ ,‬فهو ياول أن‬
‫يذكر لنا ف الكلمحة الواحدة أكثر من قراءة‪ ,‬مشيا إل أصحابا تارة‪ ,‬وغي مشي تارة أخرى‪ ,‬فمحن المثلة‬
‫الدالة على عزوه القراءة إل صاحبها مايلي‪:‬‬
‫ﮫ ﭼ النور‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬
‫قرأ نافع وابن كثي بالتاء على الطاب أيها السامع الكافرين } معجزين ف الرض { وقرأ ابن عامر‬
‫وحزة بالياء على أن الطاب للذين كفروا تقديره ل يسبج } الذين كفروا معجزين ف الرض {‪،‬‬
‫‪(1).‬واختلف القراء ف فتحم السي وكسرها وها لغتان‬
‫وقرأ ابن عامر وحزة }ول يسبج الذين كفروا معجزين{ بالياء وجاز أن يكون فاعل السبان أحد شيئي؛‬
‫إما أن يكون قد يضمحر النب ‪‬كأنه قال ل يسبج ممحد الذين كفروا معجزين‪ ,‬و الذين الفعول الول‪,‬‬
‫والفعول الثان معجزين‪ ,‬ويوز أن يكون فاعل السبان الذين كفروا‪ ,‬ويكون الفعول الول مذوفا تقديره‬
‫ل يسبج الذين كفروا إياهم معجزين ف الرض‪.‬‬
‫‪(2).‬وقرأ الباقون ل تسبج الذين بالتاء؛ أي ل تسبج يا ممحد الكافرين معجزين؛ أي قدرة ال ميطة بم‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﭼ‬
‫النمحل‪ .‬قال‪ :‬قرأ ابن كثي وأبو عمحرو بل اردارك بقطع اللف وسكون اللما ‪ ،‬وقرأ نافع وحزة بكسر‬
‫‪(3).‬اللما موصولة اللف‬
‫قال أبو الي ابن الزري‪) :‬واختلفوا( ف )بل ادارك( فقرأ ابن كثي والبصريان وأبو جعفر بقطع المحزة‬
‫مفتوحة وإسكان الدال من غي ألف بعدها وقرأ الباقون بوصل المحزة وتشديد الدال مفتوحة وألف‬
‫‪(4).‬بعدها‬
‫‪:‬ومن المثلة الدالة على عدما نسبة القراءة إل أصحابا‪ ,‬مايلي‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ‬ ‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬ ‫قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫ﯴ ﭼ البقرة‪ .‬قال‪ } :‬واتذوا { قرئ واتذوا بكسر الاء‪ ,‬مقاما‬ ‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬
‫إبراهيم الجر الذي فيه أثر قدمه‪ ,‬وعن عطاء مقاما إبراهيم عرفة والزدلفة والمحار؛ لنه قاما ف هذه‬
‫‪(5).‬الواضع ودعا فيها‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.459‬‬


‫‪" (2)2‬حجة القراءات"‪ ,‬ص ‪.248‬‬
‫‪ (3)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.492‬‬
‫‪" (4)4‬النشر في القراءات العشر"‪ ,‬ج ‪ 2‬ص ‪.339‬‬
‫‪ (5)5‬التفسي‪ :‬ص ‪.32‬‬

‫‪93‬‬
‫قلت‪ :‬واختلفوا ف قوله }واتذوا من مقاما إبرهم مصلى{ ف فتحم الاء وكسرها‪ ,‬فقرأ ابن كثي وعاصم‬
‫وأبو عمحرو وحزة والكسائي‪} ,‬واتذوا{ مكسورة الاء‪.‬‬
‫وقرأ نافع وابن عامر }واتذوا{ مفتوحة الاء على الب)‪.(1‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ‬
‫‪(2).‬ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ النحل‪ .‬قال‪ :‬قرئ بفتحم النون وضرمحها‬
‫‪.‬فاللحظ أنه ل يذكر لنا من قرأ بفتحم النون‪ ,‬ف }نسقيكم{ومن قرأ بضمحها‬
‫يقول ابن الزري‪ :‬واختلفوا ف )نسقيكم( هنا والؤمنون‪ ,‬فقرأ أبو جعفر بالتاء مفتوحة ف الوضعي وقرأ‬
‫‪ (3).‬الباقون بالنون وفتحها نافع وابن عامر ويعقوب وأبو بكر فيها‪ ,‬وضمحها الباقون منهم‬
‫توجيه القراءات‪:‬‬
‫وتوجيه القراءات فن كمحا قرر الزركشي‪ ,‬حيث قال‪" :‬وهو فن جليل وبه تعرف جللة العان وجزالتها‪,‬‬
‫وقد اعتن الئمحة به وأفردوا فيه كتبا‪ ,‬منها كتاب الجة لب على الفارسي‪ ،‬وكتاب الكشف لكي‬
‫وكتاب الداية للمحهدوي‪ ,‬وكل منها قد اشتمحل على فوائد‪ ,‬وقد صنفوا أيضا ف توجيه القراءات الشواذ‪,‬‬
‫ومن أحسنها كتاب التسب لبن جن‪ ,‬وكتاب أب البقاء وغيها‪.‬‬
‫وفائدته كمحا قال الكواشي)‪ :(4‬أن يكون دليل على حسب الدلول عليه‪ ,‬أو مرجحا‪ ,‬إل أنه ينبغي‬
‫التنبيه على شيء؛ وهو أنه قد ترجحم إحدى القراءتي على الخرى ترجيحا يكاد يسقط القراءة‬
‫‪"(5).‬الخرى وهذا غي مرضي؛ لن كلتيهمحا متواترة‬
‫وقد حرص الشيخ على توجيه بعض القراءات الصحيحة‪ ,‬توجيها يساعد على كشف العن وبيانه‪,‬‬
‫‪:‬ومن الشواهد على هذا العمحل‬

‫‪" (1)1‬السبعة في القراءات"‪ ,‬ص ‪.170‬‬


‫‪ (2)2‬التفسي‪ :‬ص ‪340‬‬
‫‪" (3)3‬النشر في القراءات العشر"‪ ,‬ج ‪ 2‬ص ‪ ,304‬وانظر"إتحاف فضلء البشر في القراءات الربعة عشر"‪,‬‬
‫ص ‪.352‬‬
‫‪ (4)4‬أحد بن يوسف بن حسن بن رافع بن حسي بن سودان الشيبان‪ ،‬الماما العلمة‪ ،‬الزاهد الكبي‪ ،‬موفق الدين‪ ،‬أبو‬
‫العباس الكواشي‪ ،‬الفسر‪ ،‬نزيل الوصل‪ .‬ولد بكواشة‪ ،‬وهي قلعة من أعمحال الوصل‪ ،‬سنة تسعي أو إحدى وتسعي‬
‫وخسمحائة‪ .‬قرأ القرآن على والده‪ ،‬واشتغل وبرع ف القراءات والتفسي والعربية والفضائل‪.‬وكانت وفاته ف سنة اثنتي وثاني‬
‫وستمحائة‪.‬انظر ترجته ف"تاريخ السلما ووفيات المشاهير والعلما"‪ ,‬للماما الذهب‪ :‬شس الدين ممحد بن أحد بن‬
‫عثمحان‪ ,‬تقيق‪ :‬د‪ .‬عمحر عبد السلما تدمري‪ ,‬دار الكتاب العرب‪ ,‬بيوت‪ .‬الطبعة‪ :‬الول‪1407 .‬هـ ‪ ,1987 /‬ج‬
‫‪50‬ص‪ ,343‬وانظر" طبقات المفسرين" للدرهنوي‪ :‬ص‪.252‬‬
‫‪" (5)5‬البرهان في علوما القرآن"‪,‬ج ‪ 1‬ص ‪.339‬‬

‫‪94‬‬
‫عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﭼ الشعراء‪ .‬قال‪ } :‬فارهي { قرأ نافع وابن كثي وأبو‬
‫عمحرو بغي ألف‪ ,‬ومعناه أشرين بطرين ‪ ،‬وقيل ‪ :‬معجبي ‪ ،‬وقرأ حزة وعاصم فارهي باللف ‪ ،‬والفاره‬
‫‪ :(1).‬الاذق ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ها بعن يقال‪ :‬فاره وفره‬
‫‪.‬قال مكي‪ :‬قوله}فرهي{ قرأه الكوفيون وابن عامر بألف على معن حاذقي‬
‫‪(2).‬وقرأ الباقون بغي ألف على معن‪ :‬أشرين‪ ,‬أي بطرين‪ ,‬وكل القراءتي حسن متمحل‬
‫‪.‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ الحزاب‪٣٣ :‬‬
‫‪(3).‬قال‪ :‬قرئ بفتحم القاف اسكزن ‪ ،‬وبكسرها كن أهل وقار‬
‫قال ف إعراب القراءات السبع وعللها‪ :‬قرأ عاصم ونافع بفتحم القاف‪ ,‬جعله من الستقرار‪ ,‬ل من‬
‫الوقار‪ ,‬والصل‪ :‬واقررن براءين مثل اقررن يا نسوة‪ ,‬واغضضن فحذف إحدى الراءين تفيفا‪ ,‬كمحا قال‪:‬‬
‫}فظلتم تفكهون{‪ .‬والصل فظللتم تفكهون‪ ,‬تقول العرب‪ :‬حسيت بالشيء وأحسست‪ ,‬ومسست‬
‫‪:‬الثوب ومسيته‪ ,‬كأنم يكرهون اجتمحاع حرفي فيحذفون واحدا‪ ,‬قال الشاعر‬
‫أحسن به فهن إليه شوس‬ ‫)‪(4‬خل أن العتاق من الطايا‬
‫وقرأ الباقون‪} :‬وقرن ف بيوتكن{ بكسر القاف جعلوه من الوقار‪ ,‬والصل أن تقول‪ :‬وقر يقر مثل وزر‬
‫‪.‬يزر‪ ,‬ووعد يعد‪ ,‬والمر‪ :‬قر‪ ,‬مثل عد وزن‪ ,‬وقروا للرجال مثل زنوا وقرن يا نسوة مثل عدن‬
‫وفيه قول آخر‪-‬ماعلمحت أحدا ذكره‪ -‬يقول ابن خالويه‪ ,‬وهو أن يكون من قر بكسر القاف‪ ,‬أراد‪:‬‬
‫الستقرار؛ لن الكسائي حكى أن من العرب من يقول‪ :‬قررت ف الكان أقر‪ ,‬والمر من هذا قر ف‬
‫‪(5).‬بيتك يافت‪ ,‬واقرر‪ ,‬وأقررن‪ ,‬ث نقل كسرة الراء إل القاف وحذف إحدى الراءين تفيفا‬

‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭼ الشعراء‬ ‫‪.‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.479‬‬


‫‪" (2)2‬الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها"‪,‬ج ‪2‬ص ‪.255‬‬
‫‪ (3)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.541‬‬
‫‪ (4)4‬قائل البيت‪ :‬أبو زبيد الطائي‪ :‬انظر "شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية"‪ ,‬تريج وتصنيف‪ ,‬وشرح‬
‫ممحد ممحد حسن شراب‪ ,‬دار البشي‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيوت الطبعة الول ‪1427‬هـ‪2007/‬ما‪,‬ج ‪2‬ص ‪.9‬‬
‫ابن خالويه الصبهان‪ :‬أبو جعفر ممحد بن أحد بن نصر)توف سنة ‪603‬هـ(‪ " ,‬إعراب القراءات السبع‬ ‫)‪(5‬‬
‫‪5‬‬

‫وعللها"‪,‬ضبط نصه وعلق عليه‪ ,‬أبو ممحد السيوطي‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت لبنان‪ ,‬الطبعة الول ‪1427‬هـ‪/‬‬
‫‪2006‬ما ص ‪" .349‬وانظر الكشف عن وجوه القراءات"‪ ,‬ج ‪2‬ص ‪.302‬‬

‫‪95‬‬
‫قال‪ :‬قرأ ابن كثي وأبو عمحرو والكسائي بفتحم الاء وإسكان اللما ‪ ،‬يعن كذب الولي ‪ ،‬أي ما‬
‫‪(1).‬يقوله كذب من كذب الولي ‪ ،‬وإذا قرئ بالضم وهي قراءة نافع‪ ,‬فمحعناه عادة الولي‬
‫القراءات الشاذة‪:‬‬
‫جاء ف كتاب القراءات القرآنية وما يتعلق با للدكتور فضل عباس‪:‬‬
‫من المور الت أجع عليها السلمحون‪ ,‬أن القراءة الشاذة هي ما بعد العشرة‪ ,‬ولكن مفهوما القراءة الشاذة "‬
‫قد يتسع ليشمحل الوضوع والدرج )القراءة التفسيية( وما روي آحادا‪ ,‬وما خالف رسم الصحف‪ .‬وهذه‬
‫ليست سواء‪ ,‬فمحا ل يصحم سنده ليقبله أحد من العلمحاء‪ ,‬كذلك الدرج أو القراءة التفسيية‪ ,‬إنا تثل رأي‬
‫‪"(2).‬من رويت عنه‬
‫وما ينبغي التوكيد عليه ف هذا القاما‪ ,‬أن للقراءات الشاذة فوائد ل يكن تاهلها‪ ,‬ول ينبغي أن تنكر‪.‬ول‬
‫يقال مادامت شاذة فمحن الي العراض عنها‪ ,‬وعدما اللتفات إليها‪ ,‬إذ إن هذا كله بعيد ف فهم القراءات‬
‫‪.‬الشاذة‬
‫ماهي الفائدة الت ننيها من معرفة القراءة الشاذة؟‬
‫‪:‬يكن أن نمحل بعضا من فوائدها فيمحا يلي‬
‫القراءات الشاذة قراءات تفسيية؛ تساعدنا ف فهم القراءات الصحيحة التواترة‪.‬مثال ذلك‪ :‬قراءة ‪1-‬‬
‫عبدال ابن مسعود}أو يكون لك بيت من ذهب{ فسرت لنا القراءة الصحيحةﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫‪.‬ﭼ السراء‪٩٣ :‬‬
‫‪.‬تساعدنا ف توجيه القراءات القرآنية‪ :‬فهي تعطينا مؤشرات ف الكشف عن معان النحو والعراب ‪2-‬‬
‫‪.‬طريق موصل لفهم الحرف‪ :‬ومن فوائدها أيضا أنا تسعفنا ف فهم الحرف السبعة ‪3-‬‬
‫يكن أن يبن عليها حكم فقهي‪ :‬فمحثل عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ‪4-‬‬
‫ﯷ ﯻ ﯸ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯹﭼ الائدة‪ .٨٩ :‬قرأ عبدال بن مسعود‪ }:‬ثلثة أياما متتابعات{ بزيادة‬
‫ﯻ‬ ‫ﯻ ﯻﯶ‬
‫متتابعات‪.‬قال الماما البغوي‪ " :‬واختلفوا ف وجوب التتابع ف هذا الصوما‪ ,‬فذهب جاعة إل أنه ل‬
‫يب فيه التتابع؛ بل إن شاء تابع وإن شاء فررق‪ ،‬والتتابع أفضل‪ .‬وهو أحد قول الشافعي‪ ،‬وذهب قوما‬
‫إل أنه يب فيه التتابع‪ ,‬قياسا على كفارة القتل والظهار‪ ،‬وهو قول الثوري وأب حنيفة‪ ،‬ويدل عليه‬
‫‪"(3).‬قراءة ابن مسعود رضي ال عنه صياما ثلثة أياما متتابعات‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪:‬ص ‪.478‬‬
‫‪ (2)2‬عباس‪ :‬فضل حسن "القراءات القرآنية وما يتعلق بها"‪ ,‬دار النفائس‪ ,‬عمحان‪ ,‬الطبعة الول‪1428 ,‬هـ‪200/‬‬
‫‪8‬ما ص ‪.240‬‬
‫‪ (1)3‬البغوي‪ :‬أبو ممحد السي بن مسعود الفراء‪" ,‬معالم التنزيل في التفسير والتأويل"‪ ,‬دار الفكر بيروت‪,‬‬
‫‪1405‬هـ‪1985/‬ما‪ ,‬ج ‪2‬ص ‪.297‬‬

‫‪96‬‬
‫فلحظ أن من ذهب إل وجوب التتابع استند إل قراء عبد ال بن مسعود‪ ,‬وأن من رأى أن المر‬
‫‪.‬ممحول على الندب ل على الوجوب اعتمحد القراءة الصحيحة‬
‫فمحا أود قوله هنا‪ :‬إن ف اختلف القراءات القرآنية أثرا ف بيان الحكاما الفقهية‪ ,‬والدليل الذي صغناه‬
‫ف هذا القاما واضحم جدا‪ .‬وقد كتبت رسائل علمحية ف هذا الوضوع‪ ,‬تت عنوان "القراءات القرآنية‬
‫‪".‬وأثرها ف الحكاما الفقهية‬
‫هناك مصنفات أفردت بالتأليف ف التفريق بي القراءات الشاذة والصحيحة‪ ,‬كل هذا يدلك على ‪5-‬‬
‫‪.‬أهية وفائدة القراءات الشاذة‬
‫‪(1).‬هذه بعض النقاط أحببت أن أبي من خللا فائدة وأهية القراءات الشاذة‬
‫موقأف الشيخ من القراءات الشاذة‪ :‬تطرق الشيخ للقراءات الشاذة ف تفسيه ف أكثر من موضع‪ ,‬منبها‬
‫‪.‬على شذوذها ف بعض الحيان‪ ,‬وأحيانا نده ل ينبه‪ ,‬كأن يسند القراءة إل الصحاب مثل مباشرة‬
‫ول يلتزما الشيخ بطريقة معينة ف تديد القراءات الشاذة‪ ,‬شأنه ف ذلك شأن صنيعه مع القراءات‬
‫الصحيحة‪ ,‬فكان أحيانا يوردها بلفظ‪ ,‬وف الشواذ‪ ,‬وقرئ شاذا‪ ,‬وأحيانا ليذكر شيئا من ذلك‪ ,‬وإنا‬
‫يكتفي بنسبتها إل الصحاب‪ ,‬كأن يقول على سبيل الثال‪ ,‬وف قراءة ابن مسعود‪ ,‬أو أب‪ ,‬أو ابن عباس‪,‬‬
‫‪.‬وهكذا‪ ,‬على ما سيأت بيانه‬
‫من المثلة الت صرح فيها بشذوذ القراءة‪ ,‬عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭼ الشعراء‪ .‬قال‪ :‬وقرئ‬
‫فأزلقنا بالقاف شاذا)‪.(2‬‬

‫تعال‪:‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼالزخرف‪ .‬قال‪ :‬وقرئ‬ ‫وعند قوله‬


‫‪ ،‬يعن نزوله علم للساعة)‪.(3‬‬ ‫شاذا لججعلججم‬
‫موقأفه من القراءات التفسيرية‪ :‬جاءت بعض القراءات عن بعض الصحابة ف تفسي الشيخ‪ ,‬وهي ما‬
‫ل يصرح بشذوذها‪ ,‬ذكرها استئناسا با‪ ,‬من باب توضيحم العن؛ إذ هي تعزز الوجوه التفسيية وتقويها‪,‬‬
‫كمحا ذكرنا سابقا‪ .‬وما ل شك فيه ول ريب أنا ليست قرآنا لورودها آحادا ‪.‬‬

‫‪ (2)1‬أفدنا هذه الفوائد من ماضرات ألقاها فضيلة الدكتور‪ :‬أحد سليمحان البشايرة‪ ,‬ف مادة القراءات القرآنية‪ ,‬بامعة‬
‫العلوما السلمية العالية‪.‬‬
‫‪ (3)2‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,475‬وانظر "مختصر في شواذ القرآن"‪ ,‬ص ‪ ,108‬و"المحتسب في تبيين وجوه شواذ‬
‫القراءات واليضاح عنها"‪ ,‬لبن جن‪ :‬أبو الفتحم عثمحان تقيق ممحد عبد القادر عطا‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت‪,‬‬
‫الطبعة الول ‪1419‬هـ‪1998/‬ما‪ ,‬ج ‪ 2‬ص ‪173‬‬
‫‪ (1)3‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,635‬وانظر "مختصر في شواذ القرآن"‪ ,‬ص ‪.136‬‬

‫‪97‬‬
‫ومن المثلة الت تدل على أن الشيخ استفاد من قراءة الصحابة تفسييا‪ ,‬ماذكره عند قوله تعال‪:‬‬
‫ﯕﯖ ﯗ‬ ‫ﯔ‬ ‫ﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ‬
‫ﯛ ﭼ الزمر‪.‬‬ ‫ﯚ‬ ‫ﯘ ﯙ‬
‫قال‪ :‬وف قراءة ابن عباس وابن مسعود ‪ :‬يغفر الذنوب جيعا‪ ,‬لن يشاء ممحن تاب؛ لن مشيئة ال‬
‫تابعة لكمحته وعدله ‪ ،‬ومعن أسرفوا‪ ,‬جاوزوا الد ف العصيان)‪.(1‬‬
‫فقد استفاد العقم من قراءت عبدال بن عباس وعبد ال بن مسعود رضي ال عنهمحا‪ ,‬ف أن ال سبحانه‬
‫وتعال يغفر ذنوب العباد جيعها‪ ,‬بشرط التوبة‪ ,‬فمحن أذنب ذنوبا وإن كانت كثية ت تاب‪ ,‬فإن ال عز‬
‫وجل يغفر له ويتوب عليه‪.‬‬
‫ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ‬
‫ﭼ الرعد‪ .‬قال‪ :‬وقرئ بكسر اليم من عنده شاذا‪ ,‬وقرئ ف الشواذ أيضا } ومن عنده علم الكتاب {‬
‫)‪.(2‬‬
‫قال ابن جن ف هذه الية‪ :‬ومن ذلك قراءة النب ‪ ‬وعلي وابن عباس وأب رضي ال عنهم وسعيد بن‬
‫جبي وعكرمة والضحاك وماهد‪-‬بلف‪ -‬والسن ‪-‬بلف‪ -‬وعبد الرحان بن أب بكرة وابن أب‬
‫إسحاق والضحاك والكم بن عتيبة‪ ,‬ورويت عن العمحش ‪,,‬ومن عنده علم الكتاب‪ ,,‬وقرأ "ومن‬
‫)‪(3‬‬
‫عنده " بكسر اليم والدال والاء "علم الكتاب" بضم العي وفتحم اليم علي وابن السمحيفع‬
‫والسن)‪.(4‬‬
‫ﮦ ﮧ ﮨ‬ ‫وذكر العقم قراءة ماهد ول يبي أنا شاذة‪ ,‬فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﭼ آل عمحران‪.‬‬
‫قال الشيخ‪} :‬زين للناس حب الشهوات { الزين؛ ال تعال للبتلء كقوله تعال‪ } :‬إنا جعلنا ما‬
‫على الرض زينة لا { ويدل عليه قراءة ماهد زين للناس على تسمحية الفاعل)‪.(5‬‬

‫‪ (2)1‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,597‬وانظر "مختصر في شواذ القرآن"‪ ,‬ص ‪.132‬‬


‫‪ (3)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.317‬‬
‫‪ (4)3‬ممحد بن السمحيفع اليمحان‪ :‬أحد القراء‪ ,‬له قراءة شاذة‪ ,‬منقطعة السند‪ ,‬كانت وفاته سنة تسعي‪ ,‬انظر ميزان‬
‫العتدال‪ ,‬للذهب‪ ,‬ج ‪6‬ص ‪ ,179‬و"لسان الميزان" لبن حجر‪ :‬أحد بن علي العسقلن‪ ,‬منشورات العلمحي‪,‬‬
‫بيوت‪ ,‬الطبعة الثانية ‪1390‬هـ‪1971/‬ما‪,‬ج ‪5‬ص ‪.193‬‬
‫‪" (5)4‬المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات واليضاح عنها"‪,‬ج ‪2‬ص ‪.31‬‬
‫‪ (1)5‬التفسي‪ :‬ص ‪.68‬‬

‫‪98‬‬
‫قال ابن جن‪ :‬بعد أن نسب هذه القراءة إل ماهد‪ ,‬فاعل هذا الفعل إبليس‪ ,‬ودل عليه ما يتدد ف‬
‫القرآن من ذكره فهذا نو قول ال تعال}يعدهم وينيهم{ وما جرى هذا الرى)‪.(1‬‬
‫هذه هي أهم الاور الت أتى عليها الشيخ؛ الت تبي منهجه فيمحا يتعلق بالقراءات الصحيحة منها‬
‫والشاذة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أسباب النزول‪.‬‬
‫من القضايا الهمحة الت لا العلقة كل العلقة بعلم التفسي‪ ,‬علم أسباب النزول‪ ,‬حيث ل يكن للمحفسر‬
‫الستغناء عنه‪ ,‬فمحعرفة الفسر له أكيدة‪ ,‬وهذا البحث من الباحث الطية كذلك‪ ,‬إذ إن طريقه النقل‬
‫والرواية الصحيحة‪ ,‬ول سبيل للجتهاد وإعمحال النظر ف معرفته‪.‬‬
‫قال الواحدي‪" :‬ول يل القول ف أسباب نزول الكتاب‪ ،‬إل بالرواية والسمحاع من شاهدوا التنزيل‪،‬‬
‫ووقفوا على السباب‪ ،‬وبثوا عن علمحها وجدوا ف الطلب")‪.(2‬‬
‫وسبب النزول من الباحث الت حاول أعداء السلما أن يدخلوا منها؛ لثارة الشكوك حول هذا الدين‪.‬‬
‫وقد أشار الدكتور فضل عباس إل هذا العن ف مقدمة حديثه عن أسباب النزول فقال‪ :‬إذا كانت مباحث‬
‫علوما القرآن ذات شأن خطي؛ فإن أسباب النزول من أهم هذه الباحث‪ ,‬بل هي أهها على الطلق؛‬
‫ذلك لن هذا البحث قد حف بكثي من الشبهات والشوائب؛ الت حاول كثي من خصوما السلما قديا‬
‫وحديثا أن يصوبوا منها إل نر الشريعة سوما سهامهم‪ ,‬وأهم الثغرات الت حاول الستغلون الدخول منها‪:‬‬
‫أول‪ :‬عدما توثيق السانيد‪ :‬أي عدما تحيص الروايات الواردة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬انعداما الدراسة النقدية‪ :‬لذه الروايات غالبا‪ ,‬فدراسة سبب النزول باجة ماسة إل التحقيق رواية‬
‫ودراية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬إهال سياق اليات عند ذكر سبب النزول‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬البالغة ف البحث عن أسباب النزول آيات ل تتاج إل سبب؛ لنا من المور العامة‪ ,‬كالديث‬
‫عن الؤمني‪ ,‬الكافرين‪ ,‬اليوما الخر‪...‬ال‪ .‬لذه المور يقول الدكتور فضل كان البحث باجة ماسة إل‬
‫دراسة هادئة‪ ,‬هادفة متأنية)‪.(3‬‬
‫ومن هنا فقد اعتن العلمحاء به عناية خاصة‪ ,‬وأولوه اهتمحاما كبيا‪ ,‬وتكلمحوا عنه‪.‬‬

‫‪" (2)1‬المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات واليضاح عنها"‪,‬ج ‪1‬ص ‪.251‬‬
‫‪ (3)2‬الواحدي‪ :‬أبو السن علي بن أحد النيسابوري‪" ,‬أسباب النزول"‪ ,‬تقيق طارق الطنطاوي‪ ,‬مكتبة القرآن‪/‬‬
‫القاهرة‪ ,‬ص ‪.9‬‬
‫‪" (1)3‬إتقان البرهان في علوما القرآن"‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪.241‬‬

‫‪99‬‬
‫وقد بي شيخ السلما ابن تيمحية أهيته فقال‪ " :‬ومعرفة سبب النزول تعي على فهم الية‪ ,‬فإن العلم‬
‫بالسبب يورث العلم بالسبب")‪.(1‬‬
‫ويرى الواحدي أنه ل يكن معرفة تفسي الية وقصد سبيلها‪ ،‬دون الوقوف على قصتها وبيان نزولا)‪.(2‬‬
‫وآي الذكر الكيم قسمحان‪ :‬قسم نزل ابتداء بغي سبب‪ ,‬على اعتبار أن القرآن الكري كتاب هداية‪ ,‬نزل‬
‫لداية البشر‪ ,‬ولخراجهم من ظلمحات الهل والوهم إل نور الفهم‪ ,‬وفيه ما هو سبيل لسعادهم ف الدنيا‬
‫وفوزهم وناحهم ف الخرة‪.‬‬
‫والقسم الثان نزل لسباب‪ ,‬حسب الوقائع‪ ,‬والحداث‪ ,‬أو إجابة عن سؤال بعض الصحابة الكراما رضي‬
‫ال عنهم جيعا‪.‬‬
‫وأسباب النزول من الباحث الت حظيت باهتمحاما العقم‪ ,‬ولقيت عناية بارزة عنده‪ .‬فكان ل ير بآية لا‬
‫سبب نزول إل ويذكرها حت لو كان لا أكثر من سبب‪.‬والمثلة ف تفسيه كثية جدا‪ .‬ناول أن نذكر‬
‫بعضا منها‪ ,‬من خلل وقوفنا على منهجه ف ذلك‪.‬‬
‫الشروط الواجب توافرها لقبول سبب النزول‪ :‬قعد الدكتور فضل عباس قاعدة ذهبية ف أسباب النزول‬
‫من حيث القبول والرفض‪ ,‬وقد جعل لذا دعائم ثلثة ل بد منها‪ ,‬حت نقبل الرواية الت جاءت متحدثة‬
‫ف سبب النزول‪.‬‬
‫أولها‪ :‬ل بد أن تكون هذه الرواية صحيحة‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬سلمة الدراية‪ :‬ويقصد با عدما مناقضة الت لقواعد النقل والعقل‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬السياق الذي قيلت فيه تلك الرواية‪ :‬حيث إن له دورا مهمحا ف قبول السبب أو رده)‪.(3‬‬
‫فمحت اجتمحعت هذه الدعائم حكم على السبب بالصحة‪ ,‬وحيثمحا اختل ركن منها حكم عليه بالضعف‪.‬‬

‫منهج الشيخ في إيراد سبب النزول‪:‬‬


‫أ‪-‬ذكره سبب واحد لكثر من آية‪ :‬وهذا مايسمحى بتعدد النازل والسبب واحد‪ .‬من ذلك ماذكره عند‬
‫تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ البقرة‪ .٢٢١ :‬قال‪ :‬قيل‪ :‬نزلت ف مرثد بن أب‬
‫مرثد‪ ,‬بعثه رسول ال ‪ ‬إل مكة ليخرج ناسا منها من السلمحي‪ ,‬وكان رجلا قويا شجاعا ‪ ,‬فرأته امرأة‬
‫تسزمحى عناق من أصحاب الرايات فدعته إل نفسها‪ ,‬فأب وقال لا‪ :‬إن ال تعال حرما الزنا‪ ,‬قالت‪:‬‬
‫فانكحن‪ ,‬قال‪ :‬حت أستأذن رسول ال ‪‬فنزلت الية‪ ,‬وهي تدل على تري نكاح الشركة)‪.(4‬‬

‫‪" (2)1‬مقدمة في أصول التفسير"‪ ,‬ص ‪.60‬‬


‫‪" (3)2‬أسباب النزول"‪ ,‬للواحدي‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص ‪.9‬‬
‫‪" (4)3‬إتقان البرهان"‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪.316‬‬
‫‪ (1)4‬التفسي‪ :‬ص ‪.48‬‬

‫‪100‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ‬
‫ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ النور‪ .‬يذكر لنا نفس السبب؛ الذي جاء ف الية السابقة فيقول‪ :‬اختلفوا ف‬
‫سبب نزوله قيل‪ :‬قدما الهاجرون الدينة وفيهم فقراء‪ ,‬وبالدينة نساء بغايا فاستأذنوا رسول ال ‪‬فنزلت‪,‬‬
‫وقيل‪ :‬نزلت ف بغايا مكة والدينة‪ ,‬وقيل‪ :‬نزلت ف مرثد وعناق زانية دعته إل نفسها فقال مرثد‪ :‬إن‬
‫ال حرما الزنا‪ ,‬قالت‪ :‬فانكحن‪ ,‬قال‪ :‬حت أسأل رسول ال ‪ ،‬فسأله فنزلت)‪.(1‬‬
‫ﯰ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯲ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯳﯻ ﯻ ﯴ ﯵﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯶ‬
‫ﯮﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯯﯻ ﯻ ﯻ ﯱ ﯻ‬
‫ومن هذا القبيل أيضا‪ ,‬مافعله عند تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﯻ‬
‫ﯺ ﯻ ﯻ ﯻﯻ ﯻ ﯻ ﯼ ﯽ ﭼ السراء‪ .‬قال‪ :‬قيل نزلت ف اليهود حي قالوا للنب ‪ ‬أخبنا‬ ‫ﯻ ﯻﯷﯸ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯹ ﯻ ﯻ‬
‫ما الروح؟ وقيل‪ :‬بعث اليهود إل قريش أن يسألوه عن أصحاب الكهف‪ ,‬وعن ذي القرني وعن‬
‫الروح‪ ,‬فإن أجاب عنها أو سكت فليس بنب‪ ,‬وإن أجاب عن بعض وسكت عن بعض فهو نب‪ ,‬فبري‬
‫لم القصتي‪ ,‬فندموا على سؤالم)‪.(2‬‬
‫وعند قوله تعالﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﭼ الكهف‪.٢٤ – ٢٣ :‬‬
‫ذكر ذات السبب الذي ذكره ف الية الت سبقت‪ ,‬فقال‪ :‬قيل هذا شرع متبدأ للجمحيع‪ ,‬حت يصلوا‬
‫كلمهم بالستثناء‪ ,‬لئل يلزمهم كذب وحنث‪ ,‬وهذا هو الوجه‪ .‬وقيل ‪ :‬هو خطاب للنب ‪‬ولمته وهو‬
‫الوجه وقيل ‪ :‬سألوا النب ‪ ‬عن السائل الثلث قصة أصحاب الكهف وذي القرني والروح فوعد أن‬
‫ييبهم ول يستثن فانقطع الوحي عنه أياما تأديبا له‪ .‬عن جاعة من الفسرين‪ ,‬وأنكر ذلك جاعة)‪.(3‬‬
‫كيف يتعدد النازل والسبب واحد؟!‬
‫بدأت بالديث عن مسألة تعدد النازل والسبب واحد؛ حت أبي أنا من المور الطية ف هذا البحث‬
‫القيقة‪ ,‬وهذه السألة لطالا شغلت بال كثيا منذ وقت‪ ,‬ول أجد لا جوابا كافيا يشفي الغليل‪ ,‬ولعل‬
‫السبب ف ذلك هو اطلعي على بعض الكتب الت تكلمحت عن هذه القضية‪ ,‬ول تشر إليها ل من قريب‬
‫ول من بعيد وكأنن سلمحت لذا المر‪.‬‬
‫وما يؤسف له إن كثيا من الباحثي من كتبوا عن مناهج الفسرين‪ ,‬عند حديثهم عن منهج الفسر ف إيراد‬
‫سبب النزول‪ ,‬يرون على هذه السألة ول يناقشونا‪ ,‬غي مكتثي بالطر الذي يداهنا من خللا‪ ,‬وأنا‬
‫تر علينا من الويلت والطامات لديننا ما ال به عليم‪.‬‬

‫‪ (2)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.448‬‬


‫‪ (3)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.362‬وانظر "المحرر في أسباب نزول القرآن"‪ ,‬للمحزين‪ :‬خالد بن سليمحان‪ ,‬دار ابن الوزي‪,‬‬
‫المحلكة العربية السعودية‪ ,‬الطبعة الول ‪1427‬هـ ج ‪2‬ص ‪.667‬‬
‫‪ (1)3‬التفسي‪ :‬ص ‪ .371‬وليس هناك سبب نزول لذه الية‪ .‬وإنا ذكرت هذا الثال كشاهد على أن الشيخ يذكر سبب‬
‫واحد لكثر من آية‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫وظلت هذه الفكرة تراودن‪ ,‬وهذا الشكال يعاودن‪ ,‬إل أن وقع ف يدي كتاب }إتقان البهان ف علوما‬
‫القرآن{؛ الذي يعد بق فتحا جديدا ف علوما القرآن الكري‪ ,‬ف هذا القرن‪ ,‬كمحا قال عنه فضيلة الدكتور‬
‫جال أبو حسان ف تقديه لذا الكتاب‪ ,‬فالكتاب قيم حقيقة‪ ,‬جزى ال مصنفه عن السلما والسلمحي‬
‫خي الزاء‪ ,‬ونسأل ال أن ينفع به طلب العلم والباحثي‪ ,‬ففيه الي العمحيم لذه المة‪.‬‬
‫قلت لا قرأت ف هذا الكتاب‪ ,‬وجدت أن هناك أمورا غي مألوفة لدي‪ ,‬ول أكن أسع با من قبل‪ ,‬فقد‬
‫أوضحم وأجلى لنا كثيا من القضايا والشبهات حول العديد من الروايات الت كنا نقرؤها مسلمحي لا قاله‬
‫السابقون‪.‬‬
‫وإن ناقل لك ما ذكره الدكتور فضل عباس‪ ,‬عند تعليقه ومناقشته لسألة تعدد النازل والسبب واحد‪.‬‬
‫يقول‪ :‬هذه قضية جديرة أن تنتبه لا لا يتصل با من قضايا ذات شأن وخطر وقد ذكروا صورا‪.‬‬
‫الصورة الول‪ :‬أن يتعدد السبب والنازل واحد‪.‬‬
‫الصورة الثانية‪ :‬أن يتعدد النازل والسبب واحد‪.‬‬
‫أما الصورة الثانية‪ :‬أن يتعدد النازل والسبب واحد‪ ,‬ولقد ذكر الفسرون والؤلفون ف علوما القرآن رحهم ال‬
‫هذه الصورة ينقلها التأخر عن التقدما ابتداء من الزركشي والسيوطي رحهم ال إل عصرنا‪ ,‬ومثلوا لذه‬
‫الصورة با جاء عن أما سلمحة رضي ال عنها)‪.(1‬‬
‫وهذا هو الثال ف الصورة الذي نقلوه عن السيوطي‪ ,‬ولكن السيوطي رحه ال‪ ,‬ذكر أكثر من مثال واحد‪,‬‬
‫واقتصار شيوخنا رحهم ال‪ ,‬مثل الشيخ ممحد سلمة‪ ,‬ف كتابه منهج الفرقان ف علوما القرآن‪ ,‬والشيخ‬
‫غزلن على هذا الثال‪ ,‬قد يكون للختصار‪ ,‬وقد يكون لعدما اقتناعهم با جاء ف هذه المثلة‪ ,‬لكنهم‬
‫وافقوا السيوطي رحهم ال‪.‬‬
‫بعد ذلك يقول شيخنا حفظه ال‪ :‬الذي أراه وأومن به عن قناعة أن مثل هذه الصورة ل وجود لا‪ ,‬بل‬
‫هي تتناف مع طبيعة القرآن الكري وواقع الحداث‪ ,‬ونن نعلم أن القرآن الكري يتاز بالياز والحكاما‪,‬‬
‫فإذا وقع حدث معي‪ ,‬ونزلت فيه آية كرية‪ ,‬فإن هذه الية لبد أن تكون كافية تامة مبينة بيانا شافيا لذا‬
‫المر الادث‪ ,‬وليس هناك حاجة تدعو إل نزول آيات ثانية‪ .‬نعم إن كان السبب متشعب الهات‪,‬‬
‫فنزلت آيات تبي كل منها جهة من هذه الهات فهذا أمر مقبول‪ ,‬ولكن ليس ما ذكروه شيء من هذا‪,‬‬
‫فالسبب الواحد ل يتاج إل أكثر من نازل واحد؛ لن هذه الية ذات بيان ل تتك ف النفوس ما يدعو‬
‫إل التساؤل عن هذا السبب الذي حدث‪.‬‬

‫‪ (2)1‬رواية أما سلمحة‪ ,‬أخرجها الماما النسائي ف سننه‪ ,‬باب قوله تعال}إن السلمحي والسلمحات{‪ ,‬ج ‪6‬ص ‪ ,431‬برقم‬
‫‪.11405‬‬

‫‪102‬‬
‫ث يتم الشيخ حدثيه عن هذه السألة فيقول‪ :‬إن تعدد النازل والسبب واحد‪ ,‬من القضايا الت تستدعي‬
‫انتباهنا ونن نكتب ف هذا العلم العظيم‪ ,‬وتتطلب منا اليطة والذر‪ ,‬والقرآن الكري كتاب الفصل‬
‫والحكاما والبيان‪ ,‬إذا أجاب فإجابته القاطعة الامعة الانعة‪ ,‬وال أعلم با ينزل)‪.(1‬‬
‫وما يؤخذ على الشيخ ف إيراده لسبب النزول‪ ,‬ذكره للقوال مردة من السناد‪ ,‬ودون الشارة إل‬
‫مصادرها‪ ,‬وما يؤخذ عليه أيضا ف هذا الباب‪ ,‬ذكره لبعض الروايات الواهية‪ ,‬والت كان ف غن عنها‪ ,‬دون‬
‫أن ينبه عليها‪ ,‬من ذلك‪:‬‬
‫عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ‬
‫التوبة‪ .‬يقول‪ :‬الية نزلت ف ثعلبة بن حاطب قال‪ :‬يا رسول ال ادع ال أن يرزقن مالا‪ ,‬قال‪ :‬يا ثعلبة‬
‫قليل تؤدي شكره خي من كثي ل تطيقه‪ ,‬فراجعه فقال ‪ :‬والذي بعثك بالق نبيا لئن رزقن ال مالا‬
‫لعطي كل ذي حق حقه‪ ,‬فدعا له فاتذ غنمحا فنمحت كمحا ينمحو الدود وضاقت با الدينة ونزل‬
‫واديا حت انقطع عن المحعة والمحاعة ‪ ،‬فسأل عنه رسول ال ‪‬فقيل‪ :‬كثر ماله حت ل يسعه وادي‬
‫فقال‪ :‬ويحم ثعلبة‪ ,‬وبعث رسول ال ‪‬مصدقي لخذ الصدقة‪ ,‬فاستقبلهمحا الناس بصدقاتم‪ ,‬ومزرا بثعلبة‬
‫وسأله الزكاة‪ ,‬وأقرآه كتاب رسول ال ‪ ‬الذي فيه الفرائض‪ :‬فقال ما هذه إلز جزية‪ ,‬ما هذه إل أخت‬
‫الزية‪ ,‬وبل بالصدقة‪ ,‬فلمحا رجعا قال لمحا رسول ال ‪‬قبل أن يكلمحاه‪ :‬يا ويحم ثعلبة مرتي‪ ,‬فنزلت‬
‫فجاء ثعلبة بالصدقة فقال رسول ال ‪ ‬إن ال منعن أن أقبل منك‪ ,‬فجعل التاب على رأسه فقال ‪‬‬
‫هذا عمحلك قد أمرتك فلم تطعن‪ ,‬ث قبض ‪‬وما قبل من ثعلبة وجاء با إل أب بكر ول يقبلها‪,‬‬
‫وقبض أبو بكر وجاء با إل عمحر ف خلفته فلم يقبلها‪ ,‬وهلك ف زمن عثمحان)‪.(2‬‬
‫إن هذه القصة ل تصحم‪ ,‬ول يصلحم معها دليل قوي قائم‪ ,‬فقد ضعفها غي واحد من العلمحاء‪ ,‬بالرغم من‬
‫اشتهارها عند الفسرين‪ ,‬قال العلمة القرطب رحه ال‪ ,‬بعد أن ذكر القصة بطولا‪ :‬قلت‪ :‬وثعلبة بدري‬
‫أنصاري ومن شهد ال له ورسوله باليان‪ ،‬حسب ما يأت بيانه ف أول المحتحنة‪ ,‬فمحا روي عنه غي‬
‫صحيحم‪.‬‬

‫‪" (1)1‬إتقان البرهان"‪ ,‬ج ‪ 1‬ص ‪.287 ,284 ,279‬‬


‫‪ (1)2‬التفسي‪ :‬ص ‪252‬‬

‫‪103‬‬
‫قال أبو عمحر)‪ :(1‬ولعل قول من قال ف ثعلبة أنه مانع الزكاة الذي نزلت فيه الية غي صحيحم‪ ،‬وال‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقال الضحاك‪ :‬إن الية نزلت ف رجال من النافقي؛ نبتل بن الارث‪ ,‬وجد بن قيس‪ ,‬ومعتب بن‬
‫قشي)‪.(2‬‬
‫وقال ابن حزما ف مله بعد أن ذكر الية‪ :‬وهذه أيضا صفة أوردها ال تعال‪ ,‬يعرفها كل من فعل ذلك‬
‫من نفسه‪ ,‬وليس فيها نص ول دليل على أن صاحبها معروف بعينه‪ ,‬على أنه قد روينا أثرا ل يصحم‬
‫وفيه أنا نزلت ف ثعلبة بن حاطب‪ ,‬وهذا باطل؛ لن ثعلبة بدري معروف)‪.(3‬‬
‫وقال البيهقي ف شعب اليان‪ :‬وف إسناد هذا الديث نظر وهو مشهور فيمحا بي أهل التفسي وال‬
‫أعلم)‪ ,(4‬ومن ضعف هذه الرواية السيوطي ف أساب النزول أيضا)‪.(5‬‬
‫ويظهر أن الراجحم ف تفسي الية‪ ,‬وال تعال أعلم‪ ,‬كمحا ذكر الماما أبو جعفر الطبي ف تفسيه‪,‬‬
‫قال‪" :‬حدثن يونس قال‪ :‬أخبنا ابن وهب قال‪ :‬قال ابن زيد ف قوله‪):‬ومنهم من عاهد ال لئن آتانا‬
‫من فضله( الية‪ ،‬قال‪ :‬هؤلء صنف من النافقي‪ ،‬فلمحا آتاهم ذلك بلوا به‪ ،‬فلمحا بلوا بذلك أعقبهم‬
‫بذلك نفااقا إل يوما يلقونه‪ ،‬ليس لم منه توبة ول مغفرة ول عفو‪ ،‬كمحا أصاب إبليس حي منعه‬
‫التوبة")‪.(6‬‬
‫وعليه وبعد سرد أقوال العلمحاء ف ردهم هذه الرواية‪ ,‬فإننا نقول إن الصحاب الليل ثعلبة بن حاطب‬
‫بريء من هذا الكلما الذي ل يعدو أن يكون مرد شبهة وتمحة ألصقت به ونسبت إليه ظلمحا وزورا‪,‬‬

‫‪ (2)1‬يقصد القرطب‪ :‬ابن عبد الب الماما العلمة‪ ،‬حافظ الغرب‪ ،‬شيخ السلما‪ ،‬أبو عمحر‪ ،‬يوسف بن عبد ال بن‬
‫ممحد بن عبد الب بن عاصم النمحري الندلسي‪ ،‬القرطب‪ ،‬الالكي‪ ،‬صاحب التصانيف الفائقة‪ ,‬مولده ف سنة ثان‬
‫وستي وثلث مئة ف شهر ربيع الخر‪ .‬وقيل‪ :‬ف جادى الول‪ ,‬مات سنة ثلث وستي وأربعمحائة‪.‬‬
‫انظر "سير أعلما النبلء"‪ ,‬الذهب‪ :‬شس الدين ممحد بن أحد بن عثمحان‪ ,‬تقيق مب الدين العمحراوي‪ ,‬دار الفكر‬
‫بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1417‬هـ‪1997/‬ما‪.‬ج ‪13‬ص ‪.527 ,524‬‬
‫‪" (3)2‬الجامع لحكاما القرآن"‪ ,‬ج ‪10‬ص ‪ ,308‬و انظر الزركشي‪ :‬ممحد بن عبدال بن بادر "البحر المحيط في‬
‫أصول الفقه"‪ ,‬تقيق ممحد ممحد تامر‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1421‬هـ‪2000/‬ما ج ‪1‬ص ‪.319‬‬
‫‪ (4)3‬ابن حزما‪ :‬أبو ممحد علي بن أحد بن سعيد الندلسي القرطب الظاهري‪" ,‬اليصال في المحلى بالثار"‪ ,‬تقيق‬
‫عبد الغفار سليمحان البنداري‪ ,‬دار الفكر بيوت‪ ,‬ج ‪12‬ص ‪.137‬‬
‫‪" (5)4‬شعب اليمان"‪ ,‬باب اليفاء بالعقود‪ ,‬ج ‪6‬ص ‪ 198‬برقم ‪.4048‬‬
‫‪ (6)5‬السيوطي‪ :‬أبو الفضل جلل الدين عبد الرحان بن أب بكر بن ممحد‪ " ,‬أسباب النزول"‪ ,‬دار الجرة‪ ,‬دار النمحي‪,‬‬
‫بيوت الطبعة الول‪1410,‬هـ‪1990/‬ما ص ‪.197‬‬
‫‪ (1)6‬انظر"جامع البيان"‪ ,‬ج ‪14‬ص ‪.375‬‬

‫‪104‬‬
‫وحسبه ويكفيه شرفا وفضل أنه داخل ف عمحوما قوله‪ ‬لعمحر بن الطاب رضي ال عنه}لعل ال اطلع‬
‫إل أهل بدر‪ ,‬فقال اعمحلوا ما شئتم‪ ,‬فقد وجبت لكم النة‪ ,‬أو فقد غفرت لكم{)‪.(1‬‬
‫قال الافظ ابن حجر‪ :‬وف كون صاحب هذه القصة إن صحم الب ول أظنه يصحم هو البدري‬
‫الذكور قبله نظر‪ ,‬وقد تأكدت الغايرة بينهمحا بقول ابن الكلب إن البدري استشهد بأحد‪ ,‬ويقوي ذلك‬
‫أيضا أن ابن مردويه روى ف تفسيه من طريق عطية بن عباس ف الية الذكورة قال وذلك أن رجل‬
‫يقال له ثعلبة بن أب حاطب من النصار أتى ملسا فأشهدهم فقال لئن آتانا من فضله الية فذكر‬
‫القصة بطولا فقال إنه ثعلبة بن أب حاطب‪ ,‬والبدري اتفق على أنه ثعلبة بن حاطب‪.‬‬
‫وقد ثبت أنه ‪‬قال ل يدخل النار أحد شهد بدرا والديبية وحكى عن ربه أنه قال لهل بدر‬
‫اعمحلوا ما شئتم فقد غفرت لكم فمحن يكون بذه الثابة كيف يعقبه ال نفاقا ف قلبه‪ ,‬وينزل فيه ما‬
‫)‪(2‬‬
‫نزل فالظاهر أنه غيه وال أعلم‬
‫هذا فيمحا يتعلق بالرواية الت قيلت ف ثعلبة بن حاطب رضي ال عنه)‪.(3‬‬
‫ومن الروايات الواهية الت ذكرها العقم ف تفسيه‪ ,‬ماأورده عند تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ‬
‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﭼ الائدة‪ .‬حيث قال‪ :‬نزلت ف علي ) عليه‬
‫السلما ( حي تصدق باته وهو راكع ف صلته‪ ,‬حي سأله سائل فطرح إليه باته‪ ,‬ث يذكر لنا‬
‫حديثا غريبا عن أب ذر نقله عن الثعلب فيقول‪ :‬قال ف تفسي الثعلب ‪ :‬قال أبو ذر الغفاري سعت‬
‫رسول ال ‪ ‬باتي وإل فصزمحجتا ورأيته باتي وإل فجـجعهمحيجتا يقول‪ » :‬علي قائد البرة وقاتل الكفرة‪,‬‬
‫منصور من نصره‪ ,‬مذول من خذله «)‪ .(4‬أما إن صليت مع رسول ال ‪‬يوما من الياما فسأله سائل‬
‫ف السجد فلم يعطه شيئا ‪ ,‬وعلي ) عليه السلما ( كان راكعا فأومى إليه بنصره‪ ,‬فأقبل السائل حت‬
‫أخذ الات من خنصره فنزل فيه } إنا وليكم ال { الية)‪.(5‬‬
‫يقول نظاما الدين النيسابوري‪ :‬استدلت الشيعة با ‪ -‬يعن الية ‪ -‬على أن الماما بعد رسول ال ‪‬هو‬
‫علي بن أب طالب عليه السلما؛ لن الول هو الوال التصرف ف أمور المة‪ ,‬وأنه علي عليه السلما‬
‫برواية أب ذر وغيه ‪.‬‬

‫‪" (2)1‬صحيح البخاري"‪ :‬كتاب الغازي‪ ,‬باب اليفاء بالعقود ج ‪6‬ص ‪ 198‬برقم ‪.4048‬‬
‫‪" (3)2‬الصابة في تمييز الصحابة"‪,‬ج ‪1‬ص ‪.401‬‬
‫‪ (4)3‬وقد كفى الباحث الدكتور عداب ممحود المحش السألة بثا ودراسة ف كتابه القيم " ثعلبة بن حاطب الصحابي‬
‫المفترى عليه"‪.‬‬
‫‪ (5)4‬موضوع انظر "سلسلة الحاديث الضعيفة والموضوعة"‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪ ,532‬برقم ‪.357‬‬
‫‪ (1)5‬هذا الديث قال عنه شيخ السلما ابن تيمحية موضوع بإجاع أهل العلم‪ ,‬انظر "مقدمة في أصول التفسير"‪ ,‬ص‬
‫‪.88‬‬

‫‪105‬‬
‫وأجيب بالنع من أن الول ههنا هو التصرف‪ ,‬بل الراد به الناصر والب؛ لن الولية النهي عنها فيمحا‬
‫قبل هذه الية‪ ,‬وفيمحا بعدها هي بذا العن فكذا الولية الأمور با‪.‬‬
‫وأيضا إن عليا ل يكن نافذ التصرف حال نزول الية‪ ,‬وإنا تقتضي ظاهرا أن تكون الولية حاصلة‬
‫ف الال‪ ,‬وأيضا إطلق لفظ المحع على الواحد لجل التعظيم ماز‪ ,‬والصل ف الطلق القيقة‪,‬‬
‫فالراد بالذين آمنوا عامة الؤمني‪ ,‬وأن بعضهم يب أن يكون ناصرا لبعض كقوله تعال‪ :‬ﭽ ﮑ ﮒ‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﭼ التوبة‪ ,٧١ :‬وأيضا الية التقدمة نزلت ف أب بكر كمحا مر من أنه هو الذي حارب‬
‫الرتدين فالناسب أن تكون هذه أيضا فيه‪ ,‬ث إن عليا بن أب طالب عليه السلما كان أعرف بتفسي‬
‫القرآن من هؤلء المامية‪ ,‬فلو كانت الية دالة على إمامة علري لحتج با كمحا احتج با ينقلون عنه‬
‫أنه تسك يوما الشورى بب الغدير وخب الباهلة)‪ (1‬وجيع مناقبه وفضائله‪ ,‬وهب أنا دالة على إمامته‬
‫لكنه ما كان نافذ التصرف ف حياة رسول ال ‪‬فلم يبق إل أنه سيصي إماما ونن نقول بوجبه‬
‫ولكنه بعد الشيوخ الثلثة‪ ,‬ومن أين قلتم إنا تدل على إمامته بعد رسول ال ‪‬من غي فصل؟ وأيضا‬
‫إنم كانوا قاطعي بأن التصرف فيهم هو ال ورسوله‪ ,‬فل حاجة بم إل ذكر ذلك ‪.‬‬
‫فالراد بقوله ‪ } :‬إنا وليكم ال ورسوله { أن من كان ال ورسوله ناصرين له فأي حاجة به إل طلب‬
‫النصرة والبة عن غيه‪.‬‬
‫ث يقول‪ :‬والق أنه إن صحت الرواية فللية دللة قوية على عظم شأن علي عليه السلما‪ ,‬والناقشة ف‬
‫أمثال ذلك تطويل بل طائل إل أن أصحاب الذاهب لا تكلمحوا فيها أوردنا حاصل كلمهم على‬
‫سبيل الختصار)‪.(2‬‬
‫وقال الفخر الرازي ف هذا‪ :‬وأما استدللم بأن الية نزلت ف حق علي فهو منوع‪ ,‬فقد بينا أن أكثر‬
‫الفسرين زعمحوا أنه ف حق المة‪ ,‬والراد أن ال تعال أمر السلم أن ل يتخذ البيب والناصر إل من‬
‫السلمحي‪ ,‬ومنهم من يقول‪ :‬إنا نزلت ف حق أب بكر ‪.‬‬
‫وأما استدللم بأن الية متصة بن أدى الزكاة ف الركوع حال كونه ف الركوع‪ ,‬وذلك هو علي بن أب‬
‫طالب فنقول‪ :‬هذا أيضا ضعيف من وجوه‪:‬‬

‫‪ (2)1‬حديث خب الغدير‪ :‬هو التعلق بقول النب ‪ ‬يوما غدير خم‪" :‬من كنت موله فعلي موله"‪ ,‬والديث أخرجه الماما‬
‫أحد ف السند ف مواضع عديدة‪ ,‬ضعف الشيخ شعيب أكثر أسانيدها‪ ,‬لكنه ف بعض الواضع صححم السناد وقال‬
‫على شرط الشيخي‪.‬انظر مسند الماما أحد ج ‪5‬ص ‪ 374‬برقم ‪ ,22995‬وأما خب الباهلة‪ :‬فكان مع وفد نران‬
‫حي قدموا الدينة ليلعنوا النب‪‬وأراد النب‪ ‬أن يلعنهم لكنهم أبوا‪ ,‬والب مروي ف صحيحم البخاري ف كتاب‬
‫الغازي‪ ,‬باب قصة أهل نران ج ‪4‬ص ‪ ,1592‬برقم ‪.4119‬‬
‫‪" (1)2‬غرائب القرآن ورغائب الفرقأان"‪ ,‬ج ‪2‬ص ‪.607‬‬

‫‪106‬‬
‫الول ‪ :‬أن الزكاة اسم للواجب ل للمحندوب بدليل قوله تعال } وآتوا الزكاة { ] البقرة ‪ [ 43 :‬فلو‬
‫أنه أدى الزكاة الواجبة ف حال كونه ف الركوع لكان قد أخر أداء الزكاة الواجب عن أول أوقات‬
‫الوجوب‪ ,‬وذلك عند أكثر العلمحاء معصية‪ ,‬وأنه ل يوز إسناده إل علي عليه السلما‪ ,‬وحل الزكاة على‬
‫الصدقة النافلة خلف الصل لا بينا أن قوله } وآتوا الزكاة { ظاهرة يدل على أن كل ما كان زكاة‬
‫فهو واجب‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬وهو أن اللئق بعلي عليه السلما أن يكون مستغرق القلب بذكر ال حال ما يكون ف‬
‫الصلة‪ ,‬والظاهر أن من كان كذلك‪ ,‬فإنه ل يتفرغ لستمحاع كلما الغي ولفهمحه‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬أن دفع الات ف الصلة للفقي عمحل كثي‪ ,‬واللئق بال علي عليه السلما أن ل يفعل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬أن الشهور أنه عليه السلما كان فقيا ول يكن له مال تب الزكاة فيه‪ ,‬ولذلك فإنم يقولون‪:‬‬
‫إنه لا أعطى ثلثة أقراص نزل فيه سورة } هل أتى { ] النسان ‪ [ 1 :‬وذلك ل يكن إل إذا كان‬
‫فقيا ‪ ,‬فأما من كان له مال تب فيه الزكاة يتنع أن يستحق الدح العظيم الذكور ف تلك السورة على‬
‫إعطاء ثلثة أقراص‪ ,‬وإذا ل يكن له مال تب فيه الزكاة امتنع حل قوله } جويـأمؤأتوجن الزكاة جوأهمم جراكهأعوجن‬
‫{ عليه‪.‬‬
‫الوجه الامس‪ :‬هب أن الراد بذه الية هو علي بن أب طالب‪ ,‬لكنه ل يتم الستدلل بالية إل إذا‬
‫ت أن الراد بالول هو التصرف ل الناصر والب‪ ,‬وقد سبق الكلما فيه)‪.(1‬‬
‫وقال ابن عطية ف مرره‪ :‬وقال ماهد‪ :‬نزلت الية ف علي بن أب طالب تصدق وهو راكع‪ ,‬وف هذا‬
‫القول نظر‪ ,‬والصحيحم ما قدمناه من تأويل المحهور)‪.(2‬‬
‫وقال ابن كثي‪ :‬وليس يصحم شيء منها بالكلية‪ ،‬لضعف أسانيدها وجهالة رجالا)‪.(3‬‬
‫قال ابن قيم الوزية رحه ال‪ :‬إن حل عمحومات القرآن على الصوص تعطيل لدللتها‪ ,‬وإخراج لا‬
‫عمحا قصد با وهضم لعناها وإزالة لفائدتا‪ ,‬كقول بعضهم ف قوله تعال}إنا وليكم ال ورسوله والذين‬
‫آمنوا الذين يقيمحون الصلة ويؤتون الزكاة وهم راكعون{‬
‫إن الراد به علي بن أب طالب وهذا كذب قطعا على ال أنه أراد عليا وحده)‪.(4‬‬

‫‪" (2)1‬مفاتيح الغيب"‪ ,‬ج ‪12‬ص ‪33‬‬


‫‪" (3)2‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز"‪ ,‬ج ‪4‬ص ‪.491‬‬
‫‪ " (1)3‬تفسير القرآن العظيم"‪ ,‬ج ‪3‬ص ‪.137‬‬
‫‪ (2)4‬ابن قيم الوزية‪ :‬شس الدين ممحد بن أب بكر‪" ,‬الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة"‪ ,‬تقيق علي بن‬
‫ممحد الدخيل ال‪ ,‬دار العاصمحة الرياض‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪ 1418/1998‬ج ‪.2/697‬‬

‫‪107‬‬
‫وقد ذكر الفتن ف تذكرة الوضوعات‪ ,‬أن حديث علي الطويل ف تصدقه باته ف الصلة موضوع‬
‫بالتفاق)‪.(1‬‬
‫وحاصل ما ف السألة أن الرواية السابقة رواية ضعيفة واهية‪ ,‬كان من اللئق‪ ,‬بل من الواجب أن يبعد‬
‫التفسي عنها وعن مثلها من الروايات‪.‬وكمحا تبي لنا‪ ,‬فإن العقم ذكرها كمحا ذكرها غيه من الفسرين‪,‬‬
‫ول ينبه على بطلنا‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬المكي والمدني‪.‬‬
‫ينقسم القرآن الكري ف ممحوعه إل مكي ومدن‪ ,‬وللعلمحاء ف هذا العلم من حيث الصطلح ثلثة‬
‫تعاريف‪:‬‬
‫الول‪ :‬الكي‪ :‬مانزل قبل الجرة‪ ,‬والدن مانزل بعدها‪,‬كان النزول بكة أما بالدينة‪.‬‬
‫الثان‪ :‬الكي‪ :‬مانزل بكة‪ ,‬والدن مانزل بالدينة‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬الكي ما كان الطاب فيه لهل مكة‪ ,‬والدن ما كان الخاطبون فيه هم أهل الدينة؛ فالذي‬
‫قال بالول راعى ولحظ الزمان‪ ,‬والذي قال بالثان لحظ الكان‪ ,‬ومن قال بالثالث رأى بأن العبة‬
‫للخطاب‪.‬‬
‫وعلى أية حال فإن النب ‪‬ل يرد منه بيان ول تديد للمحكي والدن‪ ,‬ولذا يرجع فيه إل للرعيل الول‬
‫باعتبارهم شاهدوا التنزيل‪ .‬يقول الزرقان‪ :‬ل سبيل إل معرفة الكي والدن إل با ورد عن الصحابة‬
‫والتابعي ف ذلك؛ لنه ل يرد عن النب‪ ‬بيان للمحكي والدن‬
‫وذلك؛ لن السلمحي ف زمانه ل يكونوا ف حاجة إل هذا البيان‪ ,‬كيف وهم يشاهدون الوحي‬
‫والتنزيل ويشهدون مكانه وزمانه وأسباب نزوله عيانا)‪.(2‬‬

‫الفائدة من معرفة المكي والمدني‪:‬‬


‫من فوائد العلم بالكي والدن؛ تييز الناسخ من النسوخ فيمحا إذا وردت آيتان أو آيات من القرآن‬
‫الكري ف موضوع واحد‪ ,‬وكان الكم ف إحدى هاتي اليتي أو اليات مالفا للحكم ف غيها ث‬
‫عرف أن بعضها مكي وبعضها مدن؛ فإننا نكم بأن الدن منها ناسخ للمحكي نظرا إل تأخر الدن‬
‫عن الكي‪.‬‬
‫ومن فوائده أيضا معرفة تاريخ التشريع وتدرجه الكيم بوجه عاما وذلك يتتب عليه اليان بسمحو‬
‫السياسة السلمية ف تربية الشعوب والفراد‪.‬‬

‫‪ (3)1‬الفتن‪ :‬ممحد طاهر بن علي الندي‪" ,‬تذكرة الموضوعات"‪ ,‬دار إحياء التاث العرب‪ ,‬بيوت ص ‪.84‬‬
‫‪" (4)2‬مناهل العرفان"‪ :‬ج ‪1‬ص ‪.196‬‬

‫‪108‬‬
‫ومن فوائده أيضا الثقة بذا القرآن وبوصوله إلينا سالا من التغيي والتحريف‪ ,‬ويدل على ذلك اهتمحاما‬
‫السلمحي به كل هذا الهتمحاما‪ ,‬حت إنم ليعرفون ويتناقلون ما نزل منه قبل الجرة وما نزل بعدها‪ ,‬وما‬
‫نزل بالضر وما نزل بالسفر‪ ,‬وما نزل بالنهار وما نزل بالليل‪ ,‬وما نزل بالشتاء وما نزل بالصيف‪ ,‬وما‬
‫نزل بالرض وما نزل بالسمحاء إل غي ذلك‪.‬‬
‫فل يعقل بعد هذا أن يسكتوا ويتكوا أحدا يسه ويعبث به‪ ,‬وهم التحمحسون لراسته وحايته‬
‫والحاطة بكل ما يتصل به أو يتف بنزوله إل هذا الد)‪.(1‬‬
‫وأما أنواع السور من حيث النزول فيمحكن تقسيمحها إل النحو التال‪:‬‬
‫قسم مكي‪ ,‬قسم مدن‪ ,‬قسم مكي وبعضه مدن‪ ,‬وقسم مدن وبعضه مكي)‪.(2‬‬
‫وقد عرض العقم لوضوع الكي والدن‪ ,‬لكنه ل يفصل فيه التفصيل الذي فصلته لنا كتب علوما‬
‫القرآن‪ ,‬بل اقتصر على تبيي الكي والدن ف بداية كل السور عند شروعه ف تفسيها‪ ,‬وأما اليات‬
‫فلم يذكر لنا مكيها ومدنيها البتة‪.‬‬
‫وقد حدد ف أول كل سورة نوعها إن كانت مكية أو مدنية‪ ,‬وعدد آياتا‪ ,‬والستثن منها‪ ,‬واللف‬
‫فيها إن وجد‪ ,‬وذلك كله قبل الشروع ف تفسيها‪.‬‬
‫وفيمحا يلي جداول توضيحية للمحكي والدن بسب رأي العقم‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الدن الخالص‪:‬‬
‫الفلق‬ ‫الصف‬ ‫الفتحم‬ ‫النفال‬ ‫آل عمحران‬
‫الناس‬ ‫الطلق‬ ‫الجرات‬ ‫النور‬ ‫النساء‬
‫التحري‬ ‫الشر‬ ‫الحزاب‬ ‫الائدة‬

‫وأما العوذتان‪ ,‬فقد اختلف فيهمحا‪ :‬قيل بكيتهمحا‪ ,‬وقيل مدنيتان‪ ,‬ويرجحم الكثرون ‪ ,‬القول الثان)‪.(3‬‬
‫ثانيا‪ :‬الكي الخالص‪:‬‬
‫الصافات‬ ‫الروما‬ ‫الؤمنون‬ ‫طه‬ ‫الجر‬ ‫الفاتة‬
‫ص‬ ‫السجدة‬ ‫النحل‬ ‫النبياء‬ ‫الكهف‬ ‫النعاما‬
‫فصلت‬ ‫فاطر‬ ‫العنكبوت‬ ‫الج‬ ‫مري‬ ‫يوسف‬

‫‪ (1)1‬الصدر السابق‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪.196‬‬


‫‪ (2)2‬وهذا القسم ل وجود له‪ ,‬وإنا هو تقسيم عقلي مض‪ ,‬استطاع أعداء السلما أن يدثوا هذا التقسيم ليشككوا ف‬
‫مصداقية هذا القرآن العظيم‪ ,‬إذ كيف تكون السورة مكية ومدنية ف آن واحد‪.‬‬
‫‪" (1)3‬إتقان البرهان"‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪.405‬‬

‫‪109‬‬
‫الاقة‬ ‫اللك‬ ‫العلق‬ ‫الطور‬ ‫الذاريات‬ ‫الاثية‬
‫النبأ‬ ‫القيامة‬ ‫الزمل‬ ‫الن‬ ‫نوح‬ ‫العارج‬
‫البوج‬ ‫النشقاق‬ ‫النفطار‬ ‫التكوير‬ ‫عبس‬ ‫النازعات‬
‫الضحى‬ ‫الليل‬ ‫الشمحس‬ ‫الغاشية‬ ‫العلى‬ ‫الطارق‬
‫القارعة‬ ‫العاديات‬ ‫البينة‬ ‫القدر‬ ‫التي‬ ‫الشرح‬
‫الخلص‬ ‫السد‬ ‫النصر‬ ‫الفيل‬ ‫المحزة‬ ‫التكاثر‬
‫قريش‬
‫وهذه السور الت رأى الشيخ بأنا مكية خالصة‪ ,‬ليست كلها كذلك‪ ,‬فإن بعضا منها قد اختلفوا فيه‪.‬‬
‫فمحثل سورة الج‪ :‬اختلفوا ف مكيتها ومدنيتها‪ ,‬والصحيحم ‪-‬كمحا قال الدكتور فضل‪ -‬أنا مكية‬
‫سورة الليل‪ :‬وقد قيل بدنيتها‪.‬‬
‫البينة‪ :‬اختلف فيها‪ ,‬والصحيحم أنا مكية‪.‬‬
‫النصر‪ :‬مدنية بالجاع)‪.(1‬‬
‫ثالثاا‪ :‬الكي وبعضه مدني‪:‬‬
‫الستثن من الكي‬ ‫السورة‬
‫ثان آيات‪ :‬من قوله )واسألم عن القرية( إل قوله )وإذ نتقنا البل(‬ ‫العراف‬
‫ثلث آيات‪) :‬فإن كنت ف شك ما أنزلنا إليك‪(...‬‬ ‫يونس‬
‫غي آية )وأقم الصلة(‬ ‫هود‬
‫غي )ول يزال الذين كفروا(‪) ،‬ويقول الذين كفروا(‬ ‫الرعد‬
‫غي آيتي )أل تر إل الذين بدلوا نعمحت ال كفرا(‬ ‫إبراهيم‬
‫غي )وإن عاقبتم(‬ ‫النحل‬
‫إل ثان آيات‬ ‫السراء‬
‫غي آية )أل تر إل ربك كيف مد الظل(‬ ‫الفرقان‬
‫غي آية )والشعراء يتبعهم الغاوون(‬ ‫الشعراء‬
‫غي )إن الذي فرض عليك القرآن(‬ ‫القصص‬
‫غي )ولو أنا ف الرض من شجرة أقلما( إل )سيع بصي(‬ ‫لقمحان‬
‫غي )ويرى الذين(‬ ‫سبأ‬
‫غي )وإذا قيل لم أنفقوا(‬ ‫يس‬

‫‪ (2)1‬الصدر السابق‪ :‬ج ‪1‬ص ‪.405 ,401 ,400 ,388‬‬

‫‪110‬‬
‫غي )قل يا عبادي الذين أسرفوا( إل قوله )وأنتم ل تشعرون(‬ ‫الزمر‬
‫غي )إن الذين يادلون ف آيات ال بغي سلطان(‬ ‫غافر‬
‫إل أربع آيات )قل ل أسألكم عليه أجرا( إل آخرهن‬ ‫الشورى‬
‫غي )واسأل من أرسلنا(‬ ‫الزخرف‬
‫مكية غي )إنا كاشفوا العذاب(‬ ‫الدخان‬
‫غي )والذي قال لوالديه( اليتي‬ ‫الحقاف‬
‫غي )ولقد خلقنا النسان(‬ ‫ق‬
‫غي )الذين يتبنون كبار الث(‬ ‫النجم‬
‫غي )سيهزما المحع(‬ ‫القمحر‬
‫غي )يسأله من ف السمحاوات والرض(‬ ‫الرحان‬
‫غي )ثلة من الولي( وقوله )أفبهذا الديث أنتم مدهنون(‬ ‫الواقعة‬
‫غي )إنا بلوناهم( إل )يعلمحون(‬ ‫القلم‬
‫غي )وما جعلنا عدتم(‬ ‫الدثر‬
‫غي )فاصب لكم ربك(‬ ‫النسان‬
‫غي )وإذا قيل لم اركعوا(‬ ‫الرسلت‬
‫وأما الذي ذكره الشيخ هنا }ف الكي وبعضه مدن{‪ ,‬فغي دقيق‪ ,‬ولبد من مناقشته‪.‬‬
‫وسأذكر كلما الدكتور فضل‪ ,‬فقد ناقش هذا الكلما كله بإحكاما‪ ,‬حيث قال‪:‬‬
‫وأما سورة العراف‪ :‬فمحكية بإجاع‪ ,‬واستثن بعضهم‪ :‬ﭽ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﭼ‬
‫العراف‪ .١٦٣ :‬وقوله سبحانه وتعال‪ :‬ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭼ‬
‫العراف‪ .١٧٢ :‬وهو استثناء ل دليل عليه‪ ,‬وما يقال إن قوله سبحانه‪}:‬واسألم عن القرية{ حديث‬
‫عن اليهود‪ ,‬وأن أخبارهم كانت ف مكة؟ ياب عنه‪ ,‬بأن الية متصلة اتصال تاما با قبلها‪ ,‬من‬
‫حديث عن بن إسرائيل واتاذهم العجل‪ ,‬وغي ذلك من معاصيهم‪.‬‬
‫سورة يونس‪ :‬مكية واستثنوا آيتي‪ :‬ﭽ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﭼ يونس‪٤٠ :‬‬

‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ‬ ‫ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬ ‫وقوله ﭽ ﮭ ﮮ‬

‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬ ‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬
‫ﰂ ﭼ‬ ‫ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ‬ ‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬
‫يونس‪ .‬وسياق اليات يدل على أنا مكية‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ﯬ ﯭ‬ ‫ﯪ ﯫ‬ ‫سورة هود ‪ : ‬وهي مكية واستثنوا منها‪ :‬ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ‬

‫ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ‬ ‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ‬ ‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬
‫ﯿ ﰀ ﰁ ﭼ هود‪ .‬وهذا أمر عجيب جداا؛ لن سياق الية مكي وقوله‪ :‬ﭽ ﮘ ﮙ‬

‫ﮤ ﮥ ﮦ ﭼ هود‪ .١٧ :‬وهو كسابقه؛‬ ‫ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ‬

‫ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬ ‫ﮭ ﮮ‬ ‫لن سياقها مكي كذلك‪ .‬وقوله ‪ :‬ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬

‫ﯚ ﭼ هود‪.‬‬ ‫ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬

‫سورة الرعد‪ :‬اختلفوا ف مكيتها ومدنيتها‪ ,‬والصحيحم أنا مكية‪ ،‬وقد استثنوا من مكيتها آيات‬

‫ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ الرعد‪,٣٠:‬‬

‫ﭔ‬ ‫وقوله تعال‪ :‬ﭽ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ الرعد‪ ,٣١ :‬والية الخية ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ‬

‫ﭕ ﭼ الرعد‪ .٤٣ :‬وكل هذا سياق مكي‪ ,‬يظهر ذلك بأدن تأمل وتدبر‪.‬‬

‫ﮋ‬ ‫سورة إبراهيم ‪ :‬مكية استثنوا منها ثلث آيات‪ :‬ﭽ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ‬

‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬
‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﭼ إبراهيم‪ .‬مع أنا حديث عن أهل مكة‪.‬‬

‫ﯬ ﯭ ﯮ‬ ‫سورة النحل‪ :‬مكية‪ ،‬واستثنوا خواتيهمحا ﭽ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬

‫ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ‬ ‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬
‫ـــــ ﰂــــ ﰃــــ ﰄــــ ﰅـــــ ﰆـــــ ـــــ ﰇ ﭼ النحل‪ .‬فقالوا إنا نزلت مرتي أو أكثر‪ ،‬يقول الدكتور‬
‫ﰁ‬

‫فضل‪ :‬وقد رددنا هذا القول من قبل‪ ،‬كمحا استثنوا قوله‪:‬‬

‫ﭽ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ‬
‫ــــﰄ ﭼ النحل‪ .‬وقوله‪ :‬ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ النحل‪ ,95:‬والستثناء ل دليل‬ ‫ﰃ‬
‫ــــ‬

‫‪112‬‬
‫عليه‪ ،‬وشبهتهم ذكر الجرة والعهد‪ ،‬ولكن السياق أقوى من هذه الشبهات‪ ,‬ول ل تكون الجرة ف الية‬

‫الكرية لجرة البشة‪.‬‬

‫سورة السراء‪ :‬مكية‪ ،‬وقد أكثروا فيها من الستثناءات ‪ ...‬من ذلك قوله ‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ‬

‫ﭼ السراء‪ ,٧٦ :‬وما بعدها‪.‬‬

‫وقولهﭽ ﯮ ﯯ ﯰ ﭼ السراء‪.٨٥ :‬‬

‫وما استثنوه كذلك ما يتصل با ف السورة من وصايا‪ ,‬وقوله ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬

‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ السراء‪.‬‬ ‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬

‫وهو استثناء ليس فيه شبهة فضلا على أن يكون عليه دليل‪.‬‬

‫ﭙ ﭚ‬ ‫سورة الفرقأان‪ :‬مكية‪ ،‬واستثنوا منها قوله‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬

‫ﭫ ﭬ‬ ‫ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ‬ ‫ﭥ ﭦ‬ ‫ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ‬ ‫ﭜ ﭝ ﭞ‬ ‫ﭛ‬
‫ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ‬ ‫ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ‬ ‫ﭭ ﭮ ﭯ‬
‫ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﭼ الفرقان‪ .‬وهو استثناء غريب عجيب؛ لن اليات الكرية متصلة با قبلها من‬

‫صفات عباد الرحن فل حول ول قوة إل بال !!‪.‬‬

‫ﯓ ﯔ‬ ‫سورة الشعراء‪ :‬مكية‪ ،‬استثنوا منها قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ‬

‫ﯕ ﯖ ﭼ الشعراء‪ .١٩٧ :‬وكأنم نظروا إل أن كل ما جاء ف القرآن الكري من لفظ بن إسرائيل فهو‬

‫مدن‪ ،‬وليس المر كذلك‪ ،‬فقد ورد هذا اللفظ ف القرآن الكي التمحع على مكيته‪ ،‬كمحا استثنوا قوله‬

‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ‬ ‫ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬ ‫سبحانه‪ :‬ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ‬

‫ﯶﯶ ﯹ‬ ‫ﯶﯶﯸﯶﯶﯶﯶﯶ‬
‫ﯶﯷ‬ ‫ﯴ ﯵ‬ ‫ﯲ ﯳ‬ ‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ‬ ‫ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬ ‫ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﭼ الشعراء‪ .‬وذلك لقوله سبحانه‪ ﴿ :‬ﯪ ﯫ‬

‫‪113‬‬
‫﴾ فالقصود بذا الستثناء حسان بن ثابت‪ ،‬وعبد ال بن رواحة وكعب بن مالك‪ ،‬وغيهم من‬ ‫ﯱ‬

‫شعراء الصحابة رضوان ال عليهم‪.‬‬

‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬ ‫سورة القصص‪ :‬مكية‪ ،‬واستثنوا منها ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ‬

‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ‬ ‫ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬ ‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ‬
‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ القصص‪ .‬وقوله‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ‬ ‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ‬

‫ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ القصص‪ ,٨٥ :‬وهو استثناء ل دليل عليه‪.‬‬

‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭼ‬ ‫سورة لقمان‪ :‬مكية‪ ,‬واستثنوا منها قولهﭽ ﭜ‬

‫لقمحان‪ ,‬يقول الدكتور فضل‪ :‬وقد مر مثل هذا من قبل‪ ،‬وبينا أن ليس فيه دليل على الستثناء‪ ،‬وقوله ﭽ‬

‫ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬ ‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬
‫ــــ ﰉ ﭼ لقمحان‪ ,‬ولكن سياقها مكي‪ ،‬فهي شبيهة بقوله تعال‪ :‬ﭽ‬ ‫ﰃــﰄــــــ ﰅـــــ ﰆـــــ ﰇـــــ ﰈــــ‬

‫ﯺ ﯻ ﯼ‬ ‫ﯸ ﯹ‬ ‫ﯵ ﯶ ﯷ‬ ‫ﯴ‬ ‫ﯳ‬ ‫ﯱ ﯲ‬
‫ــــ ﰃ ﭼ الكهف‪.١٠٩ :‬‬ ‫ﰂــــ‬ ‫ـــــ ﰁـــــ‬
‫ﰀ‬ ‫ﯾ ﯿ‬ ‫ﯽ‬

‫ﯞ‬ ‫ﯛ ﯜ ﯝ‬ ‫ﯙ ﯚ‬ ‫سورة سبأ‪ :‬مكية‪ ,‬واستثنوا منها قوله ﭽ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ‬

‫ﯣ ﯤ ﭼ سبأ‪ ,٦ :‬وقد جاءت الية مستقرة ف مكانا وسياقها‪ ،‬ويظهر أنم‬ ‫ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬

‫استثنوها لذكر ﴿ الذين آتوا العلم﴾ وهي شبهة ل تقف أماما السياق والسباق‪.‬‬

‫ﯬ‬ ‫سورة يس‪ :‬مكية‪ ،‬استثن منها قولهﭽ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬

‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ‬ ‫ﯭ ﭼ يس‪ .‬وقوله ﭽ ﮊ ﮋ‬

‫ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ يس‪.‬‬

‫ـــــ ﰆﭼ الزمر‪.١٠ :‬‬ ‫ﰄــــ ﰅـــــ‬ ‫سورة الزمر‪ :‬مكية‪ ،‬استثنوا منها آيات ﭽ ﰁ‬
‫ـــــ ﰂــــ ﰃــــ‬

‫‪114‬‬
‫ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬ ‫ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ‬ ‫وقوله ﭽ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬

‫ﮭ ﮮﮯ ﮰ‬ ‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ الزمر‪ .٢٣ :‬وقولهﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬

‫ﯛ ﭼ الزمر‪ .٥٣ :‬وسياق‬ ‫ﯚ‬ ‫ﯘ ﯙ‬ ‫ﯕﯖ ﯗ‬ ‫ﯔ‬ ‫ﮱ ﯓ‬

‫اليات وموضوعها ينفيان هذا الستثناء‪.‬‬

‫ﮖ‬ ‫سورة غافر‪ :‬مكية‪ ،‬واستثن بعضهمﭽ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ‬

‫ﮦ‬ ‫ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬ ‫ﮗ ﭼ غافر‪ .‬وقوله ‪ :‬ﭽ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ‬

‫ﮱ ﯓ ﭼ غافر‪ .‬والسياق يأب هذا الستثناء‪.‬‬ ‫ﮯ ﮰ‬ ‫ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ‬

‫سورة الشورى‪ :‬مكية‪ ،‬استثنوا منها ﭽ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﭼ الشورى‪ ,27:‬كمحا‬

‫استثنوا آيات ل ينبغي أن تستثن؛ لنا مكية الضمحون والسياق‪ ،‬مثلﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬

‫ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭼ الشورى‪:‬‬ ‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭼ الشورى‪ .١٦ :‬وقولهﭽ ﭑ ﭒ ﭓ‬

‫ﮧ‬ ‫‪ .٢٣‬وما بعدها‪ ,‬وقوله ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬

‫ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﭼ الشورى‪.‬‬

‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﭼ‬ ‫سورة الزخرف‪ :‬مكية‪ ،‬واستثنوا منهاﭽ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬

‫الزخرف‪.‬‬

‫ﯚ ﯛ ﭼ الدخان‪.١٥ :‬‬ ‫سورة الدخان‪ :‬مكية‪ :‬واستثن بعضهم‪ :‬ﭽ ﯘ ﯙ‬

‫ﭼ الحقاف‪:‬‬ ‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ‬ ‫سورة الحقاف‪ :‬مكية‪ ،‬واستثنوا منها ﭽ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ‬

‫‪ ١٠‬وقوله تعال‪:‬ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﭼ الحقاف‪:‬‬

‫‪١٧‬‬

‫‪115‬‬
‫ﭼ الحقاف‪ ٣٥ :‬وهي استثناءات ل‬ ‫ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ‬ ‫وقوله‪ :‬ﭽ ﯪ ﯫ‬

‫دليل عليها ول التفات إليها‪ .‬يقول الدكتور فضل‪.‬‬

‫سورة ق‪ :‬مكية‪ ,‬استثنوا منها ﭽ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭼ ق‪ , ٣٨ :‬ول دليل‬

‫عليه‪.‬‬

‫سورة الذاريات‪ :‬مكية‪ ،‬استثنوا منها ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ الذاريات‪ .‬وهو استثناء غي‬

‫مقبول؛ لن هذه الية تابعة لا قبلها سياق ا وشكلا ومضمحوناا‪.‬‬

‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﭼ النجم‪.٣٢ :‬‬ ‫سورة النجم‪ :‬مكية‪ ،‬استثنوا ﭽ ﮝ ﮞ ﮟ‬

‫ﯲ ﯳ ﯴ ﭼ القمحر‪ ٤٥ :‬وقوله ف آخر‬ ‫سورة القمر‪ :‬مكية‪ ،‬استثن بعضهمﭽ ﯰ ﯱ‬

‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ القمحر‪ .‬والسياق‬ ‫السورةﭽ ﭪ ﭫ‬

‫يأب هذا الستثناء‪.‬‬

‫ﮘ ﮙ‬ ‫ﮗ‬ ‫سورة الرحمن‪ :‬مكية‪ ،‬واستثن بعضهمﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ‬

‫ﮚ ﮛ ﭼ الرحن‪ .‬لكن الية مع أخواتا نزولا وأسلوبا ومضمحوناا‪.‬‬

‫ﮇ ﮈ ﭼ الواقعة‪ .‬وقوله ﭽ ﮮ‬ ‫سورة الواقأعة‪ :‬مكية‪ ،‬واستثن بعضهم آيات مثلﭽ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ‬

‫ﰀ ﰁ‬ ‫ﯾ ﯿ‬ ‫ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ الواقعة‪ .‬وقوله‪ :‬ﭽ ﯻ ﯼ ﯽ‬ ‫ﮯ‬

‫ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬ ‫ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬ ‫ﰄــــ ﰅـــــ ـــــ ﰆ ﭑ‬ ‫ﰃــــ‬ ‫ﰂــــ‬


‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭼ الواقعة‪.‬‬

‫ول أدري كيف يصحم هذا الستثناء‪ ،‬والسورة متصلة اليات‪ ،‬فكيف نستثن أصحاب اليمحي‪ ،‬والسورة من‬

‫بدايتها تقول ﴿ وكنتم أزواجا ثلثة﴾ وكيف نستثن القسم‪ ،‬وهو من أساليب القرآن الكي‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫سورة القلم‪ :‬مكية‪ ،‬وأعجب كل العجب كيف استثنوا منها قصة أصحاب النة‪ ،‬وخب صاحب الوت‬

‫عليه الصلة والسلما مع أنمحا من صلب موضوع السورة‪.‬‬

‫سورة المدثر‪ :‬مكية‪.‬‬

‫سورة النسان‪ :‬مكية‪.‬‬

‫سورة المرسلت‪ :‬مكية‪.‬‬

‫ول يتجه القول بالستثناء فقد استثنوا من سورة الدثرﭽ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﭼ الدثر‪ .‬لدلة يكن أن‬

‫تناقش‪ ،‬كمحا استثنوا من سورة النسان ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ النسان‪.‬‬

‫ــــﰈ ﭼ وهو استثناء غي متجه كمحا‬ ‫ﭽ ﰂــــ ﰃــــ ﰄــــ ﰅـــــ ﰆـــــ ﰇـــــ‬ ‫ومن سورة الرسلت‬

‫رابعاا‪ :‬المدني وبعضه مكي‪:‬‬

‫الستثن من الدن‬ ‫السورة‬


‫مدنية غي )واتقوا يوما ترجعون فيه إل ال(‬ ‫البقرة‬
‫غي آيتي )لقد جاءكم رسول من أنفسكم ( إل آخرها‬ ‫التوبة‬
‫مدنية غي )وكأين من قرية(‬ ‫ممحد‬
‫غي )ما يكون من نوى(‬ ‫الادلة‬
‫غي )يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم( اليات الثلث مدنيات‬ ‫التغابن‬
‫وأما الذي ذكره الشيخ ف الكي والدن‪ ,‬فكله ل صحة له‪ ,‬وسأذكر الصحيحم الذي أورده الشيخ‬
‫فضل عباس ف ذلك‪ ,‬حيث قال‪:‬‬
‫سورة البقرة‪ :‬أجعوا على مدنيتها‪ ,‬ولكن السيوطي استثن منها آيتي‪ :‬ﭽ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬
‫ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﭼ البقرة‪ .‬وقوله تعالﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ‬

‫‪ (1)1‬القائل الدكتور فضل‪ ,‬انظر "إتقان البرهان" ص ‪398-382‬‬

‫‪117‬‬
‫وأما سورة التوبة‪ :‬فمحدنية باتفاق‪.‬‬
‫سورة محمد ‪ :‬مدنية بل استثناء‪.‬‬
‫سورة المجادلة‪ :‬مدنية‪ ،‬وما ذكر من أن قوله ‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬

‫ﭼ الادلة‪. ٧ :‬مكي‪،‬‬ ‫ﭨ ﭩ‬ ‫ﭦ ﭧ‬ ‫ﭣ ﭤ ﭥ‬ ‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ‬ ‫ﭛﭜ ﭝ ﭞ‬

‫غي متجه ول ينسجم مع ما قبل الية وما بعدها‪.‬‬

‫سورة التغابن‪ :‬مدنية بل استثناء‪.‬‬

‫خامساا‪ :‬المختلف فيه‪:‬‬

‫الفجر‬ ‫الطففي‬ ‫النافقون‬ ‫المحعة‬ ‫المحتحنة‬ ‫الديد‬


‫الكافرون‬ ‫الكوثر‬ ‫الاعون‬ ‫العصر‬ ‫الزلزلة‬ ‫البلد‬

‫سورة الحديد‪ :‬الصحيحم مدنيتها‪ ،‬واستثن بعضهم اليات الول‪ ،‬مستدلي با جاء ف بعض الروايات من‬
‫أن سيدنا عمحر يوما إسلمه وجد أول سورة الديد عند أخته‪ ،‬والصحيحم أن السورة الت كانوا يقرؤونا‬
‫سورة طه‪ .‬فالسورة مدنية بل خلف‪.‬‬
‫سورة الممتحنة‪ :‬مدنية بل استثناء‪.‬‬

‫سورة الجمعة‪ :‬مدنية بل استثناء‪.‬‬

‫سورة المنافقون‪ :‬مدنية بل استثناء‪.‬‬

‫سورة المطففين‪ :‬قال الدكتور فضل‪ :‬اختلف فيها‪ ،‬فقيل مكية‪ ،‬وقيل مدنية‪ ,‬والذي يتجحم مكيتها –‬

‫وال أعلم – لكنها من أواخر ما نزل ف مكة؛ ذلك لن موضوع السورة ل يبعد عن الوضوعات الكية‪،‬‬

‫أما ما قيل‪ :‬إن أهل الدينة كانوا يطففون الكيال قبل الجرة‪ ،‬فإن هذا القول يكن أن يرد؛ لنه باجة إل‬

‫إثبات أوال‪ ،‬ولنه قد ورد ف السور الكية ما يشبه هذا الوضوع من الوفاء بالكيل‪ ،‬والوزن بالقسطاس ف‬

‫أكثر من أية‪ ،‬لذا رجحت لكم مكية السورة الكرية‪.‬‬

‫سورة الفجر‪ :‬مكية‪ ،‬وغي واضحم ما قيل إن قوله ‪ :‬ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ الفجر‪ .‬مدن‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫سورة البلد‪ :‬مكية‪ ،‬وما ادعوه من مدنيتها لقوله ‪ :‬ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ البلد‪ .‬غي صحيحم؛‬

‫لن معن الية " أنت مقيم" أو هي بشارة للنب ‪ ،‬بأن ال سيفتحم له مكة بعد هجرته‪ ،‬فيكون العن‬

‫سيحل لك هذا البلد" فيكون هذا من العجاز؛ لنه إخبار عن الستقبل‪ ،‬فالسورة مكية إجاعاا‪.‬‬

‫سورة الزلزلة‪ :‬اختلف فيها‪ ،‬والصحيحم مكيتها‪.‬‬

‫سورة العصر‪ :‬مكية‪.‬‬

‫سورة الماعون‪ :‬الصحيحم مكيتها‪.‬‬

‫سورة الكوثر‪ :‬اختلف فيها‪ ,‬يقول الدكتور فضل‪ :‬ويتجحم لدي مكيتها‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬

‫الكافرون‪ :‬مكية)‪.(1‬‬

‫الفصل الربع‪:‬‬
‫القضايا العقدية في تفسيره‬
‫إن تصحيحم العقيدة هو الصل الذي تبن عليه سائر العمحال؛ ذلك أن شهادة أن ل إله إل ال وأن‬
‫ممحدا رسول ال‪ ,‬هي أول أركان السلما ودعائمحه‪ .‬ولذا كان الرسل جيعا عليهم الصلة والسلما أول‬
‫‪" (1)1‬إتقان البرهان"‪,‬ص ‪. 405 -396‬‬

‫‪119‬‬
‫مايدعون إليه المم‪ ,‬العقيدة الصحيحة‪ ,‬حيث ل فائدة لبقية العمحال من عبادات وتصرفات‪ ,‬إن ل تكن‬
‫‪.‬قائمحة على أساس صحيحم سليم‬
‫وقد اشتط العلمحاء للمحفسر شروطا منها صحة العتقد وسلمته‪ ,‬حت ل يقدما على تفسي كتاب ال‬
‫سبحانه وتعال‪ ,‬إل من كان أهل لذلك‪ ,‬وقد أشار السيوطي إل هذا العن فقال‪ :‬وقال الماما أبو‬
‫‪".‬طالب الطبي ف أوائل تفسيه‪" :‬القول ف آداب الفسر‬
‫اعلم أن من شرطه صحة العتقاد أول ولزوما سنة الدين‪ ،‬فإن من كان مغمحوصا عليه ف دينه ل يؤتن‬
‫على الدنيا‪ ,‬فكيف على الدين! ث ل يؤتن من الدين على الخبار عن عال‪ ,‬فكيف يؤتن ف الخبار عن‬
‫‪(1).‬أسرار ال تعال‬
‫والرؤية الواضحة ف فهم العقيدة‪ ,‬تعل الفسر ل تشتبه عليه اليات ول تتلف‪ ,‬بل يرد كل فرع إل أصله‪,‬‬
‫‪.‬وكل مشتبه إل مكمحه‬
‫وإذا كان كذلك فإن العقيدة الصحيحة هي الساس الذي ينطلق منه الفسر ويبن على ضوئها تفسيه‪,‬‬
‫‪.‬حيث إننا ند عددا من الفسرين وقد برزت وظهرت عقائدهم واضحة جلية من خلل تفاسيهم‬
‫والناظر ف كتب العتزلة وغيهم من الفرق يلحظ هذا جيدا‪ ,‬فإنم قد بنوا كافة تفاسيهم على أصولم‬
‫‪.‬العقدية نصرة لذاهبهم وتأييدا لا‬
‫ولذا كان الدكتور الذهب مقا ف كتابه التفسي والفسرون حي جعل هذا النوع من التفاسي ضمحن التفسي‬
‫‪.‬بالرأي الذموما‪ ,‬نظرا لبعدها عن القائق ومانبة الصواب‬
‫والق أن مبحث العقيدة من الباحث الشائكة الفوفة بالخاطر‪ ,‬فقد كثر اللف وبلغ الدل أشده بي‬
‫العلمحاء حول هذا العلم‪ ,‬وأصبحم كل طرف يزعم أنه على صواب وحق وحده وغيه على خطأ وباطل‪,‬‬
‫‪.‬وهذا قمحة التطرف والغلو ف الدين‪ ,‬أن تلزما الناس با تراه أوبا ل يلزمهم به الشرع هو عي الطأ‬
‫وقد عرض الشيخ ف تفسيه لبعض القضايا العقدية‪ ,‬سالكا مسلك التأويل‪ ,‬كمحا سيظهر لنا من خلل‬
‫‪.‬المثلة الت سنقف عليها‬

‫المبحث الول‪ :‬موقأف الشيخ من أسماء ال وصفاته‬


‫لقد ذكر القرآن الكري أساء عديدة‪ ,‬وصفات كثية للمحول سبحانه وتعال‪ ,‬وأساء ال كلها حسن لقوله‬
‫ﮂ ﮃ ﭼ‬ ‫تعال‪ :‬ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ‬
‫العراف‪ .‬وصفات ال كلها صفات كمحال وصفات تاما‪ ,‬فالق جل وعل منزه عن كل عيب ونقص‪,‬‬

‫‪" (1)1‬التقان في علوما القرآن"‪ :‬ج ‪2‬ص ‪.351‬‬

‫‪120‬‬
‫تعال ال عمحا يقول الظالون علوا كبيا‪ ,‬فل يشبه أحدا من خلقه‪ ,‬ول يشبهه أحد من خلقه‪ ,‬قال جل‬
‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ الشورى‬ ‫ﭣﭤ ﭥ‬ ‫‪.‬شأنه‪ :‬ﭽ ﭡ ﭢ‬
‫وقد اختلف العلمحاء حول أساء ال وصفاته‪ ,‬فمحنهم من سلك مسلك الثبت لا منزها الالق جل جلله‬
‫عن كل نقص وعيب‪ ,‬فيكون بذلك قد وقف موقف التسليم وعدما الوض فيها‪ ,‬ومنهم من سلك‬
‫‪.‬مسلك التأويل حامل بعض النصوص على بعض الوجوه‪ ,‬تنزيها ل تبارك وتعال‬
‫‪.‬أ‪ -‬أساء ال السن‪ :‬لقد عن الشيخ بتفسي أساء ال السن‪ ,‬وبيان العان الستفادة منها‬
‫قال ف تفسي سورة الفاتة‪ ,‬وهو يتحدث عن اسم ال سبحانه وتعال}الرحن والرحيم{‪ },‬الرحن {‬
‫‪(1).‬النعم بنعم الدنيا والدين‪ } ,‬الرحيم { واسع الرحة‬
‫ﭙ ﭚ ﭼ آل عمحران‪ .‬قال‪} :‬‬ ‫ﭗ ﭘ‬ ‫ﭕ ﭖ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭓ ﭔ‬
‫‪(2).‬الي { لذاته } القيوما { أي القائم على كل نفس با كسبت‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﭼ الديد‪.‬قال‪ :‬قيل‬
‫الوجد أولا قبل كل موجود‪ ,‬والخر بعد فناء كل شيء؛ يعن أنه قدي باقي } والظاهر { بالدلة‬
‫الدالة عليه ‪ } ،‬والباطن { لكونه غي مدرك بالواس ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الظاهر على كل شيء بالقدرة ‪،‬‬
‫‪(3).‬والباطن العال با ظهر وبطن } وهو بكل شيء عليم { موجودا كان أو معدوما‬
‫‪:‬وعند تفسيه لساء ال السن ف أواخر سورة الشر قال‬
‫قيل ‪ :‬ما شاهد العبد وما ل يشاهد‪ ,‬وما ل } هو ال الذي ل إله إل هو عال الغيب والشهادة {‬
‫ينبغي عليه الس كالعدومات‪ ,‬وما يرى من الوجودات والشهادة ما تقع عليه الواس ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ما‬
‫غاب عن علم اللق وما علمحوه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬السر والعلنية } هو الرحن { النعم على كل حي‪.‬‬
‫}الرحيم{ على الؤمني بالثواب } هو ال الذي { تق له العبادة } ل إله إلز هو { ول تق العبادة‬
‫لغيه } اللك { الالك لمحيع الشياء ‪ ،‬وقيل ‪ :‬القادر على اختاع الجساما والعراض } القدوس {‬
‫الطاهر من كل ما ل يليق‪ ,‬النزه عن الشرك والولد والفحشاء ‪ ،‬وقيل ‪ :‬تسبيحم اللئكة‪ :‬سبوح قدوس‬
‫رب اللئكة والروح } السلما { قيل ‪ :‬الذي يسلم عباده ‪ ،‬وقيل ‪ :‬السلم من جيع الفات ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬
‫الذي من عنده ترجى السلمة } الؤمن { قيل ‪ :‬الصدق لرسله بالعجزات ‪ ،‬وقيل ‪ :‬يصدق الؤمني‬
‫ما وعدهم من الثواب والكافرين ما وعدهم من العذاب ‪ ،‬وقيل ‪ :‬الذي أمن الناس من ظلمحه‬
‫} الهيمحن { الرقيب على كل شيء‪ ,‬الافظ له } العزيز { القادر الذي ل يراما ول يتنع عليه شيء ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬العظيم‪ ,‬وقيل ‪ :‬الباهر } البار { قيل ‪ :‬العظيم ‪ ،‬وقيل ‪ :‬العال الذي ل تناله يد أحد ‪،‬‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.12‬‬


‫‪ (2)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.66‬‬
‫‪ (3)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.703‬‬

‫‪121‬‬
‫وقيل ‪ :‬الذي يب خلقه على ما يريد ويصرفهم كيف شاء } التكب { البليغ الكبياء والعظمحة ‪ ،‬وقيل‬
‫‪ :‬التكب عن ظلم عباده } سبحان ال عمحا يشركون { أي تنزيها له عن إضافة الشريك والفحشاء‬
‫إليه } هو ال الالق { الدث للشياء } البارئ { الختع للجساما والعراض } الصور { الذي‬
‫‪(1).‬يصور اللق على ما يريد‬
‫ب‪ -‬صفات ال تعال العل‪ :‬ما تدر الشارة إليه‪ ,‬أن العلمحاء انقسمحوا بالنسبة لصفات ال عزوجل إل‬
‫‪:‬مذهبي‬
‫مذهب السلف‪ :‬وهو اليان با وصف ال سبحانه وتعال به نفسه‪ ,‬ووصفه به نبيه دون تشبيه أو ‪1-‬‬
‫‪.‬تكييف‪ ,‬ودون تعطيل أو تريف‬
‫مذهب اللف‪ :‬وهو ف الغالب العم مذهب الشاعرة والاتوردية‪ ,‬وها متقاربان‪ ,‬وقد أثبتوا بعض ‪2-‬‬
‫الصفات ل عزوجل‪ ,‬صفات العان كالعلم والقدرة والياة والرادة والسمحع والبصر والكلما‪ ,‬وأولوا‬
‫‪.‬الصفات الخرى‪ ,‬كالوجه واليد؛ لنا حسب رأيهم تستلزما التشبيه والتجسيم‬
‫الوجه‪ :‬عند تفسي الشيخ لليات الت ذكر فيها الوجه فإنه يمحلها على الرضى تارة‪ ,‬وعلى الذات تارة‬
‫‪.‬أخرى‬
‫‪.‬فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ الكهف‪٢٨ :‬‬
‫‪(2).‬قال الشيخ‪ } :‬يريدون وجهه { أي عظمحته ورضاه‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ الرحن‪ .‬قال‪ :‬يعن يبقى ربك وذكر الوجه‬
‫‪.‬تأكيدا)‪.(3‬فهنا قد حل الوجه على الذات والوجود‬
‫ﭮ ﭼ الليل‪ .‬قال‪ }:‬إلز ابتغاء { أي‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬
‫‪(4).‬طلب } وجه ربه{ أي رضى ربه‬
‫ﭮ‬ ‫العين‪ :‬لقد تأول الشيخ العي بالبة والرادة‪ ,‬عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ‬
‫‪.‬ﭯ ﭼ طه‬
‫‪(5).‬قال‪ :‬أي لتغذى على مبت وإرادت ‪ ،‬وهذا من فصيحم الكلما‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.720‬‬


‫‪ (2)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.372‬‬
‫‪ (3)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.695‬‬
‫‪ (1)4‬التفسي‪ :‬ص ‪.813‬‬
‫‪ (2)5‬التفسي‪ :‬ص ‪.398‬‬

‫‪122‬‬
‫ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﭼ الطور‪ .‬قال‪} :‬واصب‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯿ ﰀ‬
‫‪ {(6).‬على أذى قومك ف تبليغ رسالتك } لكم ربك فإنك بأعيننا { أي بفظنا‬
‫ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ الفتحم‪ :‬الية‬ ‫اليد‪ :‬وف تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ‬
‫‪ .10‬قال‪ :‬أي يد رسول ال الت تعلو أيدي النافقي هي يد ال‪ ,‬وال تعال منزه عن الوارح وعن‬
‫صفات الجساما‪ ,‬وإنا العن تقديرا أن عقد اليثاق مع الرسول كعقده مع ال تعال‪ ,‬من غي تفاوت‬
‫بينهمحا كقوله‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭼ النساء‪.٨٠ :‬والراد بيعة الرضوان)‪.(3‬‬
‫الفوقأية‪ :‬ودت كلمحة }فوق{ ف القرآن الكري ف أكثر من موضع‪ ,‬ووقف الشيخ عندها‪ ,‬فعند تفسيه‬
‫ﰄ ﰅﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﭼ النعاما‪.‬‬ ‫لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﰂ ﰃ‬
‫قال‪:‬بالقهر والغلبة والقدرة والعلو)‪. (4‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﭼ النحل‪ .‬قال‪ :‬يعن يافون عذاب ال‬
‫تعال } من فوقهم { بالقهر والقدرة والعألأرو)‪.(5‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬قأضايا عقدية متفرقأة‪.‬‬


‫الستواء‪ :‬ورد فعل الستواء ف القرآن الكري معدى مرة برف الر}إل{ومرة برف ‪1-‬‬
‫‪.‬الر}على{‪,‬وقد أول الشيخ الستواء بالقصد‪ ,‬والقدرة‬
‫ﯷ ﯸ ﯹ‬ ‫فعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ‬
‫ﯽ ﯾ ﯿــــــــــــ ﭼﰀالبقرة‪ .‬قال‪ } :‬ث استوى إل السمحاء { أي قصد إليها بإرادته‬ ‫ﯺﯻ ﯻ ﯻ ﯼ‬
‫ﯻﯻ ﯻ‬
‫‪(6).‬ومشيئته بعد خلق الرض من غي أن يريد خلق شيء آخر‬
‫‪.‬وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ الديد‪٤ :‬‬
‫قال‪ } :‬ث استوى على العرش { العروف‪ ،‬والستواء عليه كونه قادرا عليه وعلى خلقه‪ ,‬قال‪:‬‬

‫‪ (3)6‬التفسي‪ :‬ص ‪.684‬‬


‫‪ (4)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.662‬‬
‫‪ (5)4‬التفسي‪ :‬ص ‪.167‬‬
‫‪ (6)5‬التفسي‪ :‬ص ‪.338‬‬
‫‪ (1)6‬التفسي‪ :‬ص ‪.17‬‬

‫‪123‬‬
‫من غي سيف ودما مهراق‪.‬‬ ‫قد استوى بشر على العراهق‬
‫وهو العرش العروف ف السمحاء‪ ،‬وقيل‪ :‬العرش اللك‪ ،‬وقيل‪ :‬على بعن إل يعن لا خلق السمحاوات‬
‫‪(1).‬والرض استوى على العرش فخلقه‪ ،‬والستواء بعن القصد كقوله‪ } :‬ث استوى إل السمحاء {‬
‫ومسألة الستواء من السائل العقدية الت أخذت حيزا كبيا لدى العلمحاء بي مؤول وآخذ بظاهرها‬
‫‪.‬دون تأويل‬
‫ولسنا بصدد الوض ف مقالت العلمحاء واختلفهم ف السألة‪ ,‬وإنا نقول كمحا قال ابن كثي رحه ال ف‬
‫تفسيه‪ :‬وأما قوله تعال‪ } :‬أثز امستجـجوى جعجلى المجعمرهش { فللناس ف هذا القاما مقالت كثية جدا‪ ،‬ليس‬
‫هذا موضع بسطها‪ ،‬وإنا أيسلك ف هذا القاما مذهب السلف الصال‪ :‬مالك‪ ،‬والوزاعي‪ ،‬والثوري‪،‬‬
‫والليث بن سعد‪ ،‬والشافعي‪ ،‬وأحد بن حنبل‪ ،‬وإسحاق بن راهويه وغيهم‪ ،‬من أئمحة السلمحي قديا‬
‫وحديثا‪ ،‬وهو إمرارها كمحا جاءت من غي تكييف ول تشبيه ول تعطيل‪ .‬والظاهر التبادر إل أذهان‬
‫ﭣﭤ ﭥ‬ ‫الشبهي منفي عن ال‪ ،‬فإن ال ل يشبهه شيء من خلقه‪ ،‬و ﭽ ﭡ ﭢ‬
‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ الشورى‪ , ١١ :‬بل المر كمحا قال الئمحة ‪-‬منهم نـأجعميم بن حاد الزاعي‪ ,‬شيخ‬
‫البخاري ‪" :-‬من شبه ال بلقه فقد كفر‪ ،‬ومن جحد ما وصف ال به نفسه فقد كفر"‪ ,‬وليس فيمحا‬
‫وصف ال به نفسه ول رسوله تشبيه‪ ،‬فمحن أثبت ل تعال ما وردت به اليات الصرية والخبار‬
‫الصحيحة‪ ،‬على الوجه الذي يليق بلل ال تعال‪ ،‬ونفى عن ال تعال النقائص‪ ،‬فقد سلك سبيل‬
‫الدى)‪.(2‬‬
‫‪ -2‬نصرة الشيخ لمذهبه الزيدي‪ :‬كنت قد ذكرت فيمحا سبق أنن سأتدث عن ولء الشيخ ونصرته‬
‫لذهبه الزيدي‪ ,‬وها أنا أنز ما وعدت‪ ,‬لقد اتضحم ل من خلل قراءة تفسي الشيخ أنه يعتقد بإسلما أب‬
‫طالب عم النب‪ ‬وأنه مات على السلما‪ ,‬ونقل إجاع أهل البيت ف ذلك‪ ,‬وهذا ف حقيقة المر فيه‬
‫نظر‪.‬‬
‫ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬ ‫فعند تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬
‫ﮝ ﭼ القصص‪ .‬قال‪ } :‬إنك ل تدي من أحببت { أي ل تقدر أن تدخل ف السلما كل من‬
‫أحببت } ولكن ال يهدي من يشاء {؛ لن اللطاف تنفع فيه ‪ ،‬والية نزلت ف أب طالب‪ .‬الذي‬
‫ذكره ف الكشاف أنه مات كافرا واحتج بالية ‪ ،‬والذي روي ف الاكم أنه أسلم‪ ,‬وف إسلمه إجاع‬

‫‪ (2)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.703‬‬


‫‪" (3)2‬تفسير ابن كثير"‪ :‬ج ‪3‬ص ‪.427‬‬

‫‪124‬‬
‫أهل البيت وهم أعلم بأحواله ‪ ،‬وكان لب طالب عند النب ‪‬أياد مشكورة عند ال تعال‪ ,‬وقد روي‬
‫أن النب ‪‬دعاه فأسلم ذكره ف الاكم)‪.(1‬‬
‫إن ماذكره الشيخ ل يلو من مناقشة‪ ,‬ول يسلم له‪ ,‬فكثية هي الدلة الت دلت على عدما إسلما أب‬
‫طالب‪ ,‬وأنه قد مات على الكفر بالرغم من ماولة النب‪ ‬وتنيه إسلمه‪ ,‬إذ إن ل ف خلقه شؤونا وحكمحا‬
‫ل يعلمحها إل هوسبحانه وتعال‪.‬‬
‫أخرج الماما البخاري ف صحيحه قال‪" :‬حدثنا ممحود حدثنا عبد الرزاق أخبنا معمحر عن الزهري عن‬
‫ابن السيب عن أبيه ‪ :‬أن أبا طالب لا حضرته الوفاة دخل عليه النب ‪‬وعنده أبو جهل فقال‪:‬‬
‫) أي عم قل ل إله إل ال كلمحة أحاج لك با عند ال ( ‪ .‬فقال أبو جهل وعبد ال بن أب أمية‬
‫يا أبا طالب ترغب عن ملة عبد الطلب فلم يزال يكلمحانه حت قال آخر شيء كلمحهم به على ملة‬
‫ﭥ ﭦ ﭧ‬ ‫عبد الطلب فقال النب ‪) ‬لستغفرن لك ما ل أنه عنه ( ‪ .‬فنزلت ﭽ ﭣ ﭤ‬
‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭼ التوبة ‪.‬‬ ‫ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬
‫ونزلت } إنك ل تدي من أحببت {)‪.(2‬‬
‫قال ف روح العان عند تفسيه لقوله تعال‪} :‬إنك ل تدي من أحببت ولكن ال يهدي من يشاء{‬
‫والية على ما نطقت به كثي من الخبار نزلت ف أب طالب ‪ .....‬ومسألة إسلمه خلفية ‪ ،‬وحكاية‬
‫إجاع السلمحي أو الفسرين على أن الية نزلت فيه ل تصحم)‪ , (3‬فقد ذهب الشيعة وغي واحد من‬
‫مفسريهم إل إسلمه وادعوا إجاع أئمحة أهل البيت على ذلك وإن أكثر قصائده تشهد له بذلك؛ وكأن‬
‫من يدعي إجاع السلمحي ل يعتد بلف الشيعة‪ ,‬ول يعول على رواياتم‪ ,‬ث إنه على القول بعدما إسلمه‪,‬‬
‫ل ينبغي سبه والتكلم فيه بفضول الكلما‪ ,‬فإن ذلك ما يتأذى به العلويون‪ ,‬بل ل يبعد أن يكون ما يتأذى‬
‫به النب عليه الصلة والسلما؛ الذي نطقت الية بناء على هذه الروايات ببه إياه‪ ,‬والحتياط ل يفى‬
‫على ذي فهم‪ ,‬ولجل عي ألف عي تكرما)‪.(4‬‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,504‬وانظر مزيدا من المثلة ص ‪.34 ,45 ,756‬‬


‫‪" (2)2‬صحيح البخاري"‪ :‬كتاب فضائل الصحابة‪ ,‬باب قصة أب طالب‪ ,‬ج ‪3‬ص ‪ ,1409‬برقم ‪.3671‬‬
‫‪ (1)3‬لعل الماما اللوسي قصد الزجاج؛ لن هذا الخي نقل إجاع الفسرين ف نزول الية ف أب طالب‪ ,‬وكان الول‬
‫بالزجاج أن يقول‪ :‬جل الفسرين على أن الية نزلت ف أب طالب أحسن من أن يقول وإجاع الفسرين على أن الية‬
‫نزلت ف أب طالب‪ ,‬لوجود خلف ف السألة كمحا علمحت‪ .‬انظر "معاني القرآن وإعرابه"‪ :‬الزجاج‪:‬أبو إسحاق إبراهيم‬
‫بن السري‪ ,‬تقيق عبد الليل عبده شلب‪ ,‬عال الكتاب بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1408‬هـ‪1988/‬ما‪ ,‬ج ‪4‬ص ‪.149‬‬
‫‪" (2)4‬روح المعاني"‪ :‬ج ‪11‬ص ‪.144‬‬

‫‪125‬‬
‫فدعوى إسلما أب طالب دعوى باطلة‪ ,‬ذكرها الشيخ هنا لتوافق مذهبه فحسب‪ ,‬وما ذكره من أنه كان‬
‫لب طالب عند النب ‪‬أياد مشكورة عند ال تعال‪ ,‬على وجه الستدلل فليس بجة‪ ,‬وليس فيه‬
‫دليل على إسلمه‪ ,‬وإنا فيه دللة على نصرته وحايته‪ ,‬وال تعال أعلم‪.‬‬
‫‪ -3‬رؤية ال عزوجل‪ :‬من السائل العقدية الصعبة ؛ الت ل تزال مثار جدل بي العلمحاء‪ ,‬مسألة رؤية‬
‫ال تعال‪ ,‬وقد اختلف العلمحاء فيها اختلفا كثيا بي مثبت وناف لا‪.‬‬
‫قال العلمة ابن عاشور‪ :‬واللف ف رؤية ال ف الخرة شائع بي طوائف التكلمحي؛ فأثبته جهور‬
‫أهل السنة لكثرة ظواهر الدلة من الكتاب والسنة مع اتفاقهم على أنا رؤية تالف الرؤية‬
‫التعارفة)‪.(1‬‬
‫وقد نفى الشيخ ف غي موطن من التفسي رؤية ال سبحانه و تعال‪ ,‬مصرحا تارة وملمححا أخرى‪ ,‬فعند‬
‫ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ‬ ‫قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬
‫ﭼ البقرة‪ .‬قال‪ :‬يعن عيانا ‪ ،‬وف هذا الكلما دليل واضجحم على أن من أجاز على ال الرؤية فقد‬
‫جعله من جلة الجساما والعراض‪ ,‬تعال ال عن ذلك)‪.(2‬‬
‫فقوله إن من أجاز على ال الرؤية‪ ,‬فقد جعله من جلة الجساما والعراض‪ ,‬فيه إشارة من طرف خفي‬
‫على أنه يقول بنفي الرؤية عن ال تعال‪ ,‬وهذا تأويل بعيد من الشيخ‪ ,‬والغرض منه نفي رؤية ال تعال‪.‬‬
‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ النعاما‪ .‬قال‪:‬‬
‫والية تدل على أنه ل يرى بالبصار ل ف الدنيا ول ف الخرة لنه يدح بنفي الرؤية عرز وجل‬
‫عمحا يقول البطلون وهو يدرك البصار ل يفى عليه شيء ول يفوته)‪.(3‬‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ الطففي‪ .‬قال‪ :‬عن رحته وإحسانه‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮄ ﮅ‬
‫وكرامته)‪ ,(4‬يعن مجوبون‪.‬‬
‫قلت وليس هذا هو الراد من الية‪ ,‬بل الراد أنم مجوبون عن النظر إل وجهه الكري سبحانه وتعال؛‬
‫لن سياق الية ف الديث عن الكذبي بيوما الدين‪ ,‬فكان جزاؤهم حرمانم لذة النظر إل وجهه الكري‬
‫جل وعل‪ ,‬حي كذبوا وأنكروا يوما الدين‪ ,‬ويفهم من دليل خطاب الية الكرية أن الؤمني ل يجبون‬
‫عن ربم‪.‬‬
‫قال الزجاج ‪ :‬وف هذه الية دليل على أن ال عز و جل يرى ف الخرة‪ ,‬ولول ذلك لا كان ف‬
‫هذه الية فائدة‪ ,‬ول خسست منزلة الكفار بأنم يجبون عن ال عزوجل‪.‬‬

‫‪" (3)1‬التحرير والتنوير"‪ :‬ج ‪6‬ص ‪.252‬‬


‫‪ (4)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.21‬‬
‫‪ (1)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.182‬‬
‫‪ (2)4‬التفسي‪ :‬ص ‪.795‬‬

‫‪126‬‬
‫ﭠ ﭼ القيامة‪.‬‬ ‫ﭞ ﭟ‬ ‫وقال تعال ف الؤمني ‪ :‬ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫فأعلم ال عزوجل أن الؤمني ينظرون إل ال‪ ,‬و أن الكفار يجبون عنه)‪.(1‬‬
‫وقال مالك بن أنس لا حجب أعداءه فلم يروه تلى لوليائه حت رأوه وقال الشافعي لا حجب‬
‫قوما بالسخط دل على أن قوما يرونه بالرضى)‪.(2‬‬
‫ﭠ ﭼ القيامة‪ .‬ل يظهر رأي‬ ‫ﭞ ﭟ‬ ‫وعند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫الشيخ بشكل واضحم من هذه السألة فقد اكتفى بذكر القوال ول يبي لنا رأيه‪ ,‬حيث قال‪ } :‬إل ربا‬
‫ناظرة { فيه وجهان ‪ :‬أحدها أن الراد نظر العي ‪ ،‬وثانيها أن الراد النتظار ‪ ،‬فمحن حله على‬
‫النتظار قيل ‪ :‬تنتظر الثواب من ربا ‪ ،‬روي ذلك عن أمي الؤمني علي ) عليه السلما ( والسن ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬إل بعن النعمحة أي نعم ربا منتظرة ‪ ،‬أي قطعوا أطمحاعهم عن كل شيء سوى ال ‪ ،‬قال‬
‫الشاعر ‪:‬‬
‫ص‪.‬‬‫إل الرحان يأت بالل ه‬ ‫وجوه ناظرات يوما بدذر‬
‫فأما من قال يمحل على نظر العي قيل‪ :‬إل ثواب ربا ناظرة أي منتظرة إل ما أعطاها ال ف النة‬
‫من النعم حالا بعد حال‪ ,‬وروي ذلك عن جاعة من الفسرين فذكر نفسه وأراد ثوابه‪ ,‬قال القاضي‪:‬‬
‫والول أول)‪. (3‬‬
‫فالظاهر أن الشيخ ف هذا الوضع ل يذكر لنا رأيه‪ ,‬وإنا اكتفى بسرد وذكر القوال ف هذه السألة‪.‬‬
‫ﭠ‬ ‫ﭞ ﭟ‬ ‫قال الراغب وقال بعضهم ف قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ‬
‫ﭼ القيامة‪ .‬إن معناه‪ :‬إل نعمحة ربا منتظرة‪ ،‬وف هذا تعسف من حيث البلغة)‪.(4‬‬
‫قلت‪:‬وهذا قول العتزلة قدروا ذلك؛ لنم ينفون رؤية ال‪.‬‬
‫قال ابن حزما‪ :‬وحل الكلما على ظاهره الذي وضع له ف اللغة فرض ل يوز تعديه إل بنص أو‬
‫إجاع)‪.(5‬‬

‫‪" (3)1‬معاني القرآن وإعرابه"‪:‬ج ‪5‬ص ‪.299‬‬


‫‪ (4)2‬انظر"زاد المسير في علم التفسير"‪ :‬ج ‪9‬ص ‪.56‬‬
‫‪ (1)3‬التفسي‪ :‬ص ‪.774‬‬
‫‪" (2)4‬المفردات في غريب القرآن" ص ‪.32‬‬
‫‪ (3)5‬ابن حزما‪ :‬علي بن أحد بن سعيد أبو ممحد‪" ,‬الفصل في الملل والهواء والنحل"‪ ,‬مكتبة الاني القاهرة‪ ,‬ج ‪3‬‬
‫ص ‪.3‬‬

‫‪127‬‬
‫والق الذي أدين به إل ال تعال وأدعو إليه أن رؤية الق سبحانه و تعال يوما القيامة ثابتة‪ ,‬واليات‬
‫القرآنية والحاديث النبوية صرية الدللة على رؤية الؤمني ربم تبارك وتعال‪ ,‬ل تقبل تريفا ول‬
‫تأويل )‪.(6‬‬
‫ومن الخبار الصحيحة ف الباب مارواه الماما البخاري ف صحيحه قال‪ :‬حدثنا أبو اليمحان أخبنا‬
‫شعيب عن الزهري أخبن سعيد وعطاء بن يزيد أن أبا هريرة أخبها عن النب ‪‬وحدثن ممحود‬
‫حدثنا عبد الرزاق أخبنا معمحر عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أب هريرة قال‪ :‬قال أناس يا‬
‫رسول ال هل نرى ربنا يوما القيامة ؟ فقال ) هل تضارون ف الشمحس ليس دونا سحاب ( ‪ .‬قالوا ل‬
‫يا رسول ال قال ) هل تضارون ف القمحر ليلة البدر ليس دونه سحاب (‪ .‬قالوا ل يا رسول ال قال‪:‬‬
‫فإنكم ترونه يوما القيامة كذلك‪ ...‬وساق الديث بطوله)‪.(2‬‬
‫وروى الماما مسلم ف صحيحه قال)‪ :(3‬حدثنا زهي بن حرب حدثنا مروان بن معاوية الفزاري أخبنا‬
‫إساعيل بن أب خالد حدثنا قيس بن أب حازما قال سعت جرير بن عبدال وهو يقول‪ :‬كنا جلوسا‬
‫عند رسول ال ‪‬إذ نظر إل القمحر ليلة البدر فقال أما إنكم ستون ربكم كمحا ترون هذا القمحر ل‬
‫تضامون ف رؤيته فإن استطعتم أن ل تغلبوا على صلة قبل طلوع الشمحس وقبل غروبا يعن العصر‬
‫ﮑ ﭼ طه‪.١٣٠ :‬‬ ‫والفجر ث قرأ جرير ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ‬

‫‪ (4)6‬انظر"معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الصول"‪ ,‬لكمحي‪ :‬حافظ بن أحد‪ ,‬تقيق عمحر بن ممحود‬
‫أبو عمحر‪ ,‬دار ابن القيم ‪ ,‬الدماما‪ ,‬السعودية‪ ,‬الطبعة الول‪1410 ,‬هـ‪1990/‬ما ج ‪1‬ص ‪ 306‬بتصرف يسي‪.‬‬
‫‪" (5)2‬صحيح البخاري"‪ :‬كتاب الرقاق‪ ,‬باب الصراط جسر جهنم‪ ,‬ج ‪5‬ص ‪ 2403‬برقم ‪6204‬‬
‫‪" (6)3‬صحيح مسلم"‪ :‬باب فضل صلت الصبحم والعصر والافظة عليهمحا ج ‪1‬ص ‪ ,439‬برقم ‪.633‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصل الخامس‪:‬‬
‫منهجه في عرض آيات الحكاما‬
‫لقد نزل القرآن الكري مشتمحل على آيات تتضمحن أحكاما فقهية‪ ,‬وسيت هذه اليات بآيات‬
‫الحكاما‪ ,‬أنزلا ال سبحانه وتعال على عباده‪ ,‬مراعاة لا يصلحم لم‪ ,‬ولتكون لم عونا ف حياتم‪,‬‬
‫يستطيعون من خللا معرفة ما لم وما عليهم‪ ,‬فإن هم تسكوا با وطبقوها ف واقعهم‪ ,‬كان ذلك‬
‫صلحا لم ف دنياهم‪ ,‬وفوزا لم ف أخراهم‪.‬‬
‫وعلم الفقه علم بارز وله أهيته بي العلوما السلمية الخرى‪ ,‬و من أحبه ال فقهه ف دينه‪ ,‬قال عليه‬
‫الصلة والسلما‪" :‬من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين")‪.(1‬ولذا فالي كل الي أن يتفقه السلم ف‬
‫دينه‪ ,‬ويعلم اللل فيعمحل به‪ ,‬والراما فيبعد عنه‪.‬‬
‫وقد وقف الشيخ عند اليات الت تناولت الحكاما الفقهية‪ ,‬مبينا أقوال الفقهاء وآراءهم ف هذه‬
‫اليات بإياز‪.‬‬
‫وسأبي طريقته ومنهجه ف تناوله لذه اليات الفقهية‪ ,‬على النحو الذي رسه ف تفسيه رحه ال‪.‬‬
‫وذلك ف البحث الت‪:‬‬

‫‪ (1)1‬سبق تريه انظر ص ‪.24‬‬

‫‪129‬‬
‫أ‪ -‬طرق عرضه لقأوال الفقهاء وموقأفه منها‪ :‬يقوما منهج الشيخ ف مثل هذه القضايا على بسط آراء‬
‫الفقهاء من الصحابة والتابعي‪ ,‬وأئمحة الذاهب الفقهية‪ ,‬أب حنيفة ومالك والشافعي‪ ,‬رحهم ال جيعا‪,‬‬
‫وأحيانا يشي إل مذهب الظاهرية‪ ,‬وأهل البيت‪.‬‬
‫وقد سلك الشيخ مسلكي رئيسي عند عرضه للراء الفقهية‪:‬‬
‫السلك الول‪ :‬ذكره الراء الفقهية مرجحا تارة‪ ,‬وتاركا التجيحم تارة أخرى‪.‬‬
‫وهذا هو الغالب على منهجه‪ ,‬ومن المثلة الت رجحم فيها‪ ,‬ما أورده عند تفسيه لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﭡ‬
‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬
‫ﭶ ﭷ ﭼ البقرة‪.‬‬
‫قال الشيخ‪ } :‬للذين يؤلون من نسائهم { قيل‪ :‬كان اليلء طلق الاهلزية‪ ,‬وف ابتداء السلما كان‬
‫الرجل ل يريد الرأة‪ ,‬ويكره أن يتزوجها غيه ويلف أن ل يقربا فنزلت الية‪ ,‬وجعل حده } أربعة أشهر {‬
‫وفيه حذف أي يعتزلون عن وطء النساء‪ ,‬فحذف لدللة الثان عليه } وإن عزموا الطلق { فتبصوا إل‬
‫مضي الدة } فان ال سيع عليم { هذا وعيد على إصرارهم وتركهم الفيئة‪ ,‬وعلى قول الشافعي‪ :‬معناه‬
‫ضي الدة‪.‬‬‫فإن فاءوا وإن عزموا بعد م ه‬
‫أ‬
‫قوله‪ } :‬تربص أربعة أشهذر { التوقف والتلبث ف أربعة أشهر‪ ,‬فكل يي يتنع به من المحاع أربعة أشهر‪,‬‬
‫فمحا فوقها فهي إيلء‪ ,‬وما كان دون أربعة أشهر فليس بإيلء‪ ,‬وقيل ‪ :‬اليلء اللف على المتناع من‬
‫المحاع‪ ,‬على جهت الغضب والضرار عن علي ) عليه السلما ( وابن عباس وهو الظاهر‪.‬‬
‫فبعد أن عرف الشيخ اليلء بأنه كل يي يتنع به الزوج عن وطء زوجته‪ ,‬مدة تزيد عن أربعة‬
‫أشهر‪ ,‬وهذا هو التعريف الذي ارتضاه عامة الفقهاء‪ ,‬رجحم قول الماما علي وابن عباس رضي ال‬
‫عنهمحا‪ ,‬وهو أن اليلء المتناع من المحاع على جهت الغضب والضرار قال‪ :‬وهو الظاهر)‪.(1‬‬
‫وهذا ليس بصحيحم؛ لن اليلء يصحم ف حال الرضا والغضب‪ ،‬فل يشتط ف اليلء كونه ف حال‬
‫الغضب‪ ،‬ول قصد الضرار‪ ،‬لعمحوما آية اليلء‪ ،‬ولن اليلء كالطلق والظهار وسائر اليان‪ ،‬سواء ف‬
‫الغضب والرضا‪ ،‬ولن حكم اليمحي ف الكفارة وغيها سواء ف الغضب والرضا‪ ،‬فكذلك ف اليلء)‪.(2‬‬
‫ومن المثلة الت ل يرجحم فيها الشيخ قول على قول‪ ,‬ما ذكره عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯻ ﯻﯵ ﯶﯻ ﯻ ﯻ‬
‫ﯷ ﯻ ﯻ ﯻﯸ ﯻ ﯻ‬
‫ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ‬
‫ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭼ البقرة‪.‬‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.49‬‬


‫‪ (2)2‬الزحيلي‪ :‬وهبة‪" ,‬الفقه السلمي وأدلته"‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬دمشق الطبعة الرابعة‪1418 ,‬هـ‪1997/‬ما‪,‬ج ‪9‬ص‬
‫‪7080‬‬

‫‪130‬‬
‫قال الشيخ‪ :‬قوله تعال ‪ } :‬ول تعلوا ال عرضة ليانكم { قيل ‪ :‬نزلت ف عبد ال بن رواحة النصاري‪,‬‬
‫ت بال‬‫حلف أن ل يدخل على أخيه بشرا‪ ,‬لشيء بينهمحا‪ ,‬ول يصلحم بينه وبي خصم له‪ ,‬وكان يقول حلف أ‬
‫فل أفعل‪ ,‬فنزلت الية‪ ,‬وقيل ‪ :‬نزلت ف أب بكر حي حلف أن ل ينفق على مسطحم بن أثاثة‪ ,‬حي‬
‫خاض ف الفك)‪ .(1‬أي ل تعلوا اليمحي بال حجة ف النع من الب والتقوى‪ ,‬وقيل ‪ :‬ل تعلوا اليمحي عذرا‬
‫وعلةا وتقولوا حلفنا بال ول تلفوا } أن تبوا { بعن أن ل تبوا فحذف‪ ,‬قال امرؤ القيس ‪:‬‬
‫فقلت يي ال أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسي لديك وأوصال)‪.(2‬‬
‫وقيل‪ :‬هو من الب؛ يعن ينهاكم عن كثرة اليان لا ف توقي ذلك من الب والتقوى والصلح‪ ,‬واتقوا‬
‫الثاما ف اليان } وتصلحوا بي الناس { يعن إذا عرفتم بقلة اليان تصلحوا بقولكم‪.‬‬
‫ث بري ال أقساما اليان‪ :‬فقال تعال‪:‬‬
‫} ل يؤاخذكم ال باللغو ف أيانكم { قيل ‪ :‬اللغو أن يلف وهو يرى أنه صادق‪ ,‬عن ابن عباس والسن‬
‫وماهد وهو قول العتة ) عليهم السلما ( وح)‪ (3‬وأصحابه‪ ,‬وقيل‪ :‬ما يصله بكلما من غي قصد‪ ,‬كقوله ل‬
‫وال‪ ,‬بلى وال عن عائشة وهو قول الشافعي‪ ,‬وقيل‪ :‬هو يي العصيان عن سعيد بن جبي‪ ,‬وروي نوه عن‬
‫أمي الؤمني ) عليه السلما ( غي أنه قال‪ » :‬ينث ويكفر «‪ ,‬وقيل‪ :‬هو اليمحي ف العصجية‪ ,‬وقيل‪ :‬هو أن‬
‫يلف ث ينث ناسيا ل يؤاخذ به‪.‬‬
‫} ولكن يؤاخذكم با كسبت قلوبكم { أي جعجزممأتم وقصدت‪ ,‬وفيه حذف أي من إيانكم‪.‬‬
‫} وال غفور { يغفر الذنوب } حليم { يهل ول يعجل بالعقوبة)‪.(4‬‬
‫عرض الشيخ ف هذه الية الكرية‪ ,‬إل معن يي اللغو‪ ,‬ذاكرا أقوال ستة فيها‪ ,‬أعن يي اللغو‪.‬‬
‫القول الول‪ :‬اللغو أن يلف‪ ,‬وهو يرى أنه صادق‪ ,‬ونسب هذا القول إل ابن عباس‪ ,‬والسن وآل البيت‪,‬‬
‫وأب حنيفة وأصحابه‪.‬‬
‫القول الثان‪ :‬وهو مروي عن عائشة رضي ال عنها‪ ,‬وهو قول الشافعي رحه ال‪ ,‬ومفاده أن يي اللغو ما‬
‫يصله بكلما من غي قصد‪ ,‬كقوله ل وال‪ ,‬بلى وال‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬عن سعيد بن جبي‪ ,‬وهو يي العصيان‪.‬‬ ‫القول‬
‫الرابع‪ :‬نوه عن الماما علي رضي ال عنه‪ ,‬إل أنه قال ينث ويكفر‪.‬‬ ‫القول‬
‫الامس‪ :‬اليمحي ف العصية‪.‬‬ ‫القول‬
‫السادس‪ :‬حلف الرجل ث ينث ناسيا فل يؤاخذ به‪.‬‬ ‫القول‬

‫‪ (3)1‬انظر "العجاب في بيان السباب"‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪.576‬‬


‫‪" (4)2‬المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية"ج ‪6‬ص ‪.401‬‬
‫‪ (1)3‬يقصد الشيخ أباحنيفة‪.‬‬
‫‪ (2)4‬التفسي‪ :‬ص ‪.49‬‬

‫‪131‬‬
‫تبي من خلل هذا الثال أن الشيخ قد عرض خلف العلمحاء ف يي اللغو دون ترجيحم بي هذه‬
‫القوال‪ ,‬كمحال يذكر لنا رأيه ف السألة‪.‬‬
‫قال ابن العرب‪..." :‬والذي يقطع به اللبيب أنه ل يصحم أن يكون تقدير الية‪ :‬ل يؤاخذكم ال با ل‬
‫مضرة فيه عليكم‪ ,‬إذ قد قصد هو الضرار بنفسه‪ ,‬وقد بي الؤاخذة بالقصد‪ ,‬وهو كسب القلب‪ ,‬فدل‬
‫على أن اللغو ما ل فائدة فيه‪ ,‬وخرج من اللفظ يي الغضب ويي العصية‪ ,‬وانتظمحت الية قسمحي‪ :‬قسم‬
‫كسبه القلب‪ ,‬فهو الؤاخذ به‪ ,‬وقسم ل يكسبه القلب‪ ,‬فهو الذي ل يؤاخذ به‪ ,‬وخرج من قسم الكسب‬
‫يي الالف ناسيا‪.(1)"...‬‬
‫وأيا كان اللف بي الفقهاء‪ ,‬ف الراد من يي اللغو‪ ,‬فإن الراجحم فيها‪ ,‬ما ذهب إليه المحهور وهو‪:‬‬
‫أن يب عن الاضي أوعن الال على الظن أن الخب به كمحا أخب‪ ،‬وهو بلفه‪ ،‬ف النفي والثبات‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى‪ :‬هي أن يلف على شيء يظنه كمحا حلف‪ ،‬فلم يكن كذلك‪ .‬مثل قول الالف‪ ) :‬وال‬
‫ماكلمحت زيدا ( وف ظنه أنه ل يكلمحه‪ ،‬وقوله‪ ) :‬وال لقد كلمحت زيدا ا ( وف ظنه أنه كلمحه‪ ،‬وهو بلف‬
‫الواقع)‪.(2‬‬
‫السلك الثان‪ :‬عرضه لقوال الفقهاء دون مناقشة أو تعليق‪.‬‬
‫من منهج الشيخ عند بسط آراء الفقهاء وأقوالم‪ ,‬عدما مناقشتها أو التعقيب عليها‪ ,‬ويكاد يكون هذا‬
‫ف كل اليات الفقهية‪ ,‬الت عرض لا)‪.(3‬‬
‫ومن المثلة الت أوردها الشيخ دون تعليق أو تعقيب‪ ,‬ماذكره عند تفسي لقول ال عزوجل‪ :‬ﭽ ﮀ ﮁ‬
‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﭼ الادلة‪.3:‬‬
‫الظهار أن يقول‪ :‬أنت علري كظهر أمي‪ ,‬واختلفوا ف العود‪ ,‬فقيل‪ :‬هو العزما على الوطء‪ ,‬وهو قول‬
‫الادي‪ ,‬وعن قتادة وأب حنيفة ومالك مثل ذلك‪ ,‬وقيل‪ :‬هو إمساكها عقيب الظهار مدة يتمحكن أن‬
‫يطلقها‪ ,‬عند ش)‪ ,(4‬وقيل‪ :‬هو أن يكرر لفظ الظهار‪ ,‬عن أصحاب الظاهر‪ ,‬وقيل‪ :‬أن يامعها‪ ,‬عن‬
‫السن)‪.(5‬‬
‫فأما مذهب الظاهرية ف أن العود هو تكرار اللفظ‪ ,‬أخذا بظاهر اللفظ فغي صحيحم؛ لن تقدير الية‬
‫ث يعودون عمحا قالوا‪ ,‬ولذلك ل يرتض هذا القول جع من العلمحاء‪ ,‬وقاموا برده‪.‬‬

‫‪ " (3)1‬أحكاما القرآن‪ :‬ابن العربي"‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪.242‬‬


‫‪" (1)2‬الفقه السلمي وأدلته"‪ ,‬ج ‪4‬ص ‪.2446‬‬
‫‪ (2)3‬اللهم إل ف مثال واحد ذكره عند تفسي قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ الطلق‪.٢:‬انظر التفسي‪ :‬ص ‪.738‬‬
‫‪ (3)4‬هكذا ورد ف النص‪ ,‬والظاهر أنه يقصد الشافعي‪.‬‬
‫‪ (4)5‬التفسي‪ :‬ص ‪.709‬‬

‫‪132‬‬
‫قال ابن العرب بعد أن ذكر اختلفهم ف العود‪ :‬فأما القول بأنه العود إل لفظ الظهار فهو باطل قطعا‪,‬‬
‫ول يصحم عن بكي‪ ,‬وإنا يشبه أن يكون من جهالة داود وأشياعه)‪.(1‬‬
‫وف تفسيه للية قال ابن كثي رحه ال‪ :‬اختلف السلف والئمحة ف الراد بقوله‪:‬ث{زيجـأعوأدوجن لهجمحا جقالأوا{‬
‫فقال بعض الناس‪ :‬العود هو أن يعود إل لفظ الظهار فيكرره‪ ،‬وهذا القول باطل‪ ،‬وهو اختيار ابن حزما‪,‬‬
‫وقول داود‪ ،‬وحكاه أبو عمحر بن عبد الب عن بأجكمي ابن الشج والفراء‪ ،‬وفرقة من أهل الكلما)‪.(2‬‬

‫وقال ابن رشد ف بداية التهد وناية القتصد‪ :‬ول يكون تكرار اللفظ؛ لن ذلك تأكيد‪ ,‬والتأكيد ل‬
‫يوجب الكفارة)‪.(3‬‬
‫وأما من قال بأن العود هو المحاع‪ ,‬فل يصحم قوله؛ لن ال تعال قال‪ :‬ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ‬
‫الادلة‪.٣ :‬‬
‫فعقب سبحانه وتعال بعد ذكر العود مباشرة ذكر الكفارة‪ ,‬وهو ترير رقبة‪ ,‬وقوله}من قبل أن يتمحاسا{‬
‫ظاهر ف أنه ليطؤها حت يكفر)‪ .(4‬وال تعال أعلم‪.‬‬
‫فالشاهد من كل ماسبق أن الشيخ رحه ال‪ ,‬أورد آراء الفقهاء ول يعلق أو يناقش ما ذهبوا إليه)‪.(5‬‬
‫وبعد‪ :‬فهذه بعض المثلة لبعض السائل الفقهية‪ ,‬الت عرض لا الشيخ‪ ,‬وكان الغرض والدف منها بيان‬
‫منهجه وطريقته ف ذلك‪ ,‬وبالمحلة فإن تفسي الشيخ ل يشتمحل على أباث فقهية موسعة‪ ,‬كمحا أن تفسيه‬
‫خل من اللفات والناقشات الت دارت بي الفقهاء؛ ذلك أن اللفات الفقهية قد أفردت لا مؤلفات‬
‫وكتب خاصة با‪ ,‬اعتنت بذا الانب‪ ,‬فمحن أراد التوسع‪ ,‬يكنه الرجوع إليها ليجد ضالته هناك‪.‬‬
‫والواقع أن الفسر حينمحا يتنب الوض ف مثل هذه الباث الفقهية‪ ,‬بشكل موسع‪ ,‬إنا كان ف‬
‫اعتقاده أن هذا الفعل ربا كان صارفا له عن وظيفته الساسية‪ ,‬أل وهي الكشف عن معان‬
‫الكلمحات‪ ,‬ولذلك تراه يتنب الطناب ويؤثر الختصار)‪.(6‬‬

‫‪" (5)1‬أحكاما القرآن‪ :‬ابن العربي"‪ ,‬ج ‪4‬ص ‪.192‬‬


‫‪" (6)2‬تفسير ابن كثير"‪:‬ج ‪8‬ص ‪.39‬‬
‫‪ (1)3‬ابن رشد‪ :‬أبو الوليد ممحد بن أحد بن ممحد بن أحد‪ ,‬بيوت "بداية المجتهد ونهاية المقتصد"‪ ,‬تقيق ماجد‬
‫المحوي‪ ,‬دار ابن حزما‪ ,‬الطبعة الول ‪1416‬هـ‪1995/‬ما‪ ,‬ج ‪3‬ص ‪.1125‬‬
‫‪ (2)4‬انظر "اختلف العلماء" للمروزي‪ :‬أب عبد ال ممحد بن نصر‪ ,‬تقيق د صبحي السامرائي‪ ,‬عال الكتب بيوت‪,‬‬
‫ص ‪ .90‬بتصرف‪.‬‬
‫‪ (3)5‬وللمحزيد من المثلة على هذا السلك انظر التفسي‪ :‬ص‪.39/50/105/119/122/224/231/249 :‬‬
‫‪ (4)6‬الوسي‪ :‬علي‪" ,‬الطباطبائي ومنهجه في تفسيره الميزان" ‪,‬معاونية الرئاسة للعلقات الدولية ف منظمحة العلما‬
‫السلمي‪ ,‬طهران‪ ,‬الطبعة الول ‪1405‬هـ‪1985/‬ما ص ‪ .231‬بتصرف‬

‫‪133‬‬
‫الفصل السادس‪:‬‬
‫السرائيليات وموقأف الشيخ منها‬
‫توطئة‪:‬‬
‫تعد السرائيليات عامل من عوامل الرب الفكرية والعقائدية الضارية‪ ،‬الت شنها اليهود وغلة النحل‬
‫البتدعة على السلما والسلمحي بكافة الوسائل من التخفي والتسلل والتمحويه‪ ،‬بقصد تزيق وحدة‬
‫السلمحي‪ ،‬وتلهيتهم عن دينهم القوي‪ ،‬وتشتيتهم عن صراطه الستقيم)‪.(1‬‬
‫وتغلغل السرائيليات وانتشارها ف التاث السلمي عامة‪ ،‬وف كتب تفسي القرآن خاصة‪ ،‬له من‬
‫الثر السيئ ما ليفى على أحد‪ ,‬ولذا يب على الفسر أن يكون حذرا يقظا عند التعامل معها‪.‬‬
‫ويعجبن كلما رائع لب بكر بن العرب وهو يتحدث عن السرائيليات ذكره الماما القرطب ف تفسيه‬
‫قال‪" :‬والسرائيليات مرفوضة عند العلمحاء على البتات‪ ،‬فأعرض عن سطورها بصرك‪ ،‬وأصمحم عن ساعها‬
‫أذنيك‪ ،‬فإنا ل تعطي فكرك إل خيال‪ ،‬ول تزيد فؤادك إل خبال")‪.(2‬‬
‫المبحث الول‪ :‬موقأف الشيخ من السرائيليات‪.‬‬
‫من العتاد أن يضع كل مفسر مقدمة يشرح ويبي فيها منهجه الذي سيسلكه ف خطوط عريضة‪,‬‬
‫وطريقته ف التفسي‪ ,‬وموقفه من السرائيليات بشكل مدد‪.‬‬
‫أما الشيخ العقم فلم يضع مقدمة لتفسيه يبي لنا منهجه بشكل عاما‪ ,‬وموقفه من السرائيليات على‬
‫وجه الصوص‪ ,‬على أنن ومن خلل قراءت ف تفسيه أحاول أن أبي منهجه ف عرض القصص‬
‫القرآن والسرائيليات‪ ,‬وموقفه من ذلك كله‪ ,‬على النحو والوجه الذي سلكه رحه ال‪.‬‬

‫‪ (1)1‬الربوع‪ :‬عبد ال بن عبد الرحان‪ " ,‬أثر اليمان في تحصين المة السلمية ضد الفكار الهدامة"‪ ,‬عمحادة‬
‫البحث العلمحي بالامعة السلمية‪ ,‬الدينة النورة‪ ,‬الطبعة الول ‪1423‬هـ‪2003/‬ما‪ ,‬ج ‪1‬ص ‪.127‬‬
‫‪ (2)2‬انظر"الجامع لحكاما القرآن"‪ ,‬ج ‪18‬ص ‪.215‬‬

‫‪134‬‬
‫وف هذا البحث سأتناول الديث عن تعريف السرائيليات‪ ,‬وأقسامها من حيث القبول والرد‪ ,‬ومن ث‬
‫سأعرض لوقفه منها‪ ,‬وقوفا على بعض المثلة من التفسي‪.‬‬

‫أول‪ :‬تعريف السرائيليات‪.‬‬


‫لفظ السرائيليات جع‪ ,‬مفرده إسرائيلية‪ ,‬وهي قصة أو حادثة تروى عن مصدر إسرائيلي‪ ,‬والنسبة فيها‬
‫إل إسرائيل‪ ,‬وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم أبو السباط الثن عشر‪ ,‬وإليه ينسب اليهود‪ .‬فيقال‬
‫))بنو إسرائيل(()‪.(1‬‬
‫ولفظ السرائيليات وإن كان يدل بظاهره على اللون اليهودي للتفسي‪ ،‬وما كان للثقافة اليهودية من أثر‬
‫ظاهر فيه‪ ،‬إل أزنا نريد به ما هو أوسع من ذلك وأشل‪ ،‬فنريد به ما يعم اللون اليهودي واللون النصران‬
‫للتفسي‪ ،‬وما تأثر به التفسي من الثقافتي اليهودية والنصرانية‪.‬‬
‫يقول الدكتور الذهب‪" :‬وإنا أطلقنا على جيع ذلك لفظ "السرائيليات"‪ ،‬من باب التغليب للجانب‬
‫اليهودي على الانب النصران‪ ،‬فإن الانب اليهودي هو الذي اشتهر أمره فكثر النقل عنه‪ ،‬وذلك لكثرة‬
‫أهله‪ ،‬وظهور أمرهم‪ ،‬وشدة اختلطهم بالسلمحي من مبدأ ظهور السلما إل أن بسط رواقه على كثي من‬
‫بلد العال ودخل الناس ف دين ال أفواجاا")‪.(2‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع السرائيليات من حيث قأبولها وردها‪.‬‬
‫قسم العلمحاء رحهم ال تعال السرائيليات من حيث القبول والرد‪ ,‬إل ثلثة أقساما‪ ,‬لعل من أحسنها‬
‫تقسيم شيخ السلما بن تيمحية رحه ال‪ ,‬حيث قال ف مقدمته‪..." :‬ولكن هذه الحاديث السرائيلية‬
‫تذكر للستشهاد ل للعتقاد‪ ,‬فإنا على ثلثة أقساما‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬ما علمحنا صحته ما بأيدينا ما يشهد له بالصدق‪ ,‬فذاك صحيحم‪.‬‬
‫الثان ‪ :‬ما علمحنا كذبه باعندنا ما يالفه‪ .‬بعن هو كذب ‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬ما هو مسكوت عنه‪ ,‬ل من هذا القبيل ول من هذا القبيل‪ ,‬فل نؤمن به ول نكذبه‪ ,‬وتوز‬
‫حكايته‪...‬وغالب ذلك ما ل فائدة فيه تعود إل أمر دين)‪.(3‬‬

‫‪ (1)1‬الذهب‪ :‬ممحد السيد حسي "السرائيليات في التفسير والحديث"‪ ,‬دار اليان‪ ,‬دمشق‪ ,‬الطبعة الول‬
‫‪1405‬هـ‪1985/‬ما‪ ,‬ص ‪.19‬‬
‫‪ " (2)2‬التفسير والمفسرون"‪:‬ج ‪1‬ص ‪.176‬‬
‫‪" (3)3‬مقدمة في أصول التفسير"‪ :‬ص ‪ .98‬وانظر تفسي ابن كثي ج ‪1‬ص ‪.31‬‬

‫‪135‬‬
‫فمحثال الول‪ :‬تعيي معلم سيدنا موسى عليه السلما الذي ورد ف سورة الكهف بأنه الضر عليه‬
‫السلما‪ ,‬وذلك لا ورد ف السنة النبوية‪ ,‬فقد روى البخاري ف صحيحه قال‪ :‬حدثنا ممحد بن سعيد‬
‫الصبهان أخبنا ابن البارك عن معمحر عن هاما بن منبه عن أب هريرة رضي ال عنه‪ :‬عن النب ‪‬‬
‫قال ) إنا سي الضر أنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تتز من خلفه خضراء ()‪.(1‬‬
‫ومثال القسم الثان‪ :‬ماذكره ابن كثي رحه ال ف تفسي قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﭼ الائدة‪.‬‬
‫قال‪ :‬وقد ذكر كثي من الفسرين هاهنا أخباارا من وضع بن إسرائيل‪ ،‬ف عظمحة خلق هؤلء البارين‪،‬‬
‫وأنه كان فيهم عوج بن عنق‪ ،‬ابن آدما عليه السلما‪ ،‬وأنه كان طوله ثلثة آلف ذراع وثلثائة وثلثة‬
‫وثلثون ذراعا وثلث ذراع‪ ،‬ترير الساب! وهذا شيء يستحي من ذكره‪ .‬ث هو مالف لا ثبت ف‬
‫الصحيحم أن رسول ال ‪‬قال‪" :‬إن ال تعال خلق آدما وطوله ستون ذرااعا‪ ،‬ث ل يزل اللق ينقص‬
‫حت الن")‪.(2‬‬
‫فقد رد رحه ال هذا الكلما ول يقبله بتاتا ‪ ,‬واعتبه شيئا يستحيح من ذكره ‪ ,‬وذلك لخالفته ما ف‬
‫الصحيحم‪.‬‬
‫وأما النوع الثالث‪ :‬فمحثاله ما يذكره الفسرون ف مثل أساء أصحاب الكهف‪ ,‬ولون كلبهم‪ ,‬وعصا‬
‫ضهرب‬
‫موسى من أي الشجر كانت‪ ,‬وأساء الطيور الت أحياها ال لبراهيم‪ ،‬وتعيي بعض البقرة الذي أ‬
‫به قتيل بن إسرائيل‪ ،‬ونوع الشجرة الت كسلم ال منها موسى‪ ..‬إل غي ذلك ما أبمحه ال ف القرآن‬
‫ول فائدة ف تعيينه تعود على الكزلفي ف ديناهم أو دينهم)‪.(3‬‬
‫ثالثا‪ :‬موقأف الشيخ من السرائيليات‪.‬‬
‫لقد عرض الشيخ ف تفسيه إل ذكر السرائيليات‪ ,‬شأنه ف ذلك شأن بعض الفسرين الذين ضمحنوا‬
‫وألقوا تفاسيهم با‪ ,‬وسأذكر ناذج تبي مدى تعرضه للسرائيليات‪.‬‬
‫‪ -1‬قأصة آدما عليه السلما في تسميته لولده‪:‬‬
‫عند تفسي الشيخ لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ‬
‫ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ‬
‫ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﭼ العراف‪ .‬قال‪ } :‬هو الذي خلقكم من‬

‫‪ " (4)1‬صحيح البخاري"‪:‬كتاب النبياء‪ ,‬باب حديث الضر مع موسى عليهمحا السلما‪ ,‬ج ‪3‬ص ‪ ,1248‬برقم‬
‫‪.3221‬‬
‫‪" (1)2‬تفسير ابن كثير"‪ :‬ج ‪3‬ص ‪ .75‬وانظر صحيحم البخاري‪ ,‬كتاب النبياء‪ ,‬باب خلق آدما صلوات ال عليه‬
‫وذريته‪ ,‬ج ‪3‬ص ‪ ,1210‬برقم ‪.3148‬‬
‫‪" (2)3‬التفسير والمفسرون"‪ :‬ج ‪1‬ص ‪.190‬‬

‫‪136‬‬
‫نفس واحدة { يعن آدما عليه السلما } وجعل منها { أي خلق منها } زوجها { وهي حواء خلقها‬
‫ال من جسد آدما من ضلع من أضلعه‪ } ,‬ليسكن إليها { أي ليطمحئن إليها وييل‪ } ,‬فلمحا تغشاها‬
‫{ والتغشي كناية عن المحاع‪} .‬حلت حلا خفيفا { خف عليها ل تلق منه ما تلقى بعض البال‬
‫من حلهن من الكرب والذى‪} ,‬فلمحا أثقلت { كب المحل ف بطنها وترك } دعوا ال ربمحا { يعن‬
‫دعا آدما وحواء ربمحا مالكهمحا؛ الذي هو القيق بأن يدعى إليه قال ‪ } :‬لئن آتيتنا صالا { وهبت‬
‫لنا ولدا صالا ف الدين } لنكونن من الشاكرين { قال ف الثعلب ‪ :‬وذلك أنمحا أشفقا أن يكون‬
‫بيمحة ‪ ،‬وروي فيه أيضا ‪ :‬أن آدما وحواء لا أهبطا إل الرض ألقيت الشهوة ف نفس آدما فأصابا‬
‫فحمحلت ‪ ،‬فلمحا ترك ولدها ف بطنها أتاها إبليس فقال ‪ :‬ما هذا إل ناقة أو جل أو بقرة أو ضائنة‬
‫أو ماعز ‪ ،‬وما يدريك ما ف بطنك لعله كلب أو خنزير أو حار ‪ ،‬وما يدريك من أين يرج من‬
‫دبرك فيقتلك أو من عينك أو أذنك أو من فيك أو ينشق بطنك ‪ ،‬فخافت حواء ‪ ،‬فقال ‪ :‬أطيعين‬
‫وسيه عبد الارث وكان اسه ف اللئكة الارث تلدين‪ ,‬فذكرت ذلك لدما عليه السلما فقال ‪ :‬لعله‬
‫صاحبنا الذي قد علمحت ‪ ،‬فلم يزل بمحا حت سياه عبد الارث ‪ ،‬وروي عن ابن عباس أيضا ‪:‬‬
‫كانت حواء تلد لدما عليه السلما فتسمحيه عبد ال وعبيد ال وعبد الرحن ونو ذلك فيصيبهم‬
‫الوت ‪ ،‬فأتاها إبليس فقال ‪ :‬إن شئتمحا يعيش لكمحا ولد فسمحياه عبد الرث ‪ ،‬فولدت ابنا فسمحاه‬
‫عبد الارث } فلمحا آتاها { ما طلباه من الولد الصال السوي } جعل له شركاء { أي جعل‬
‫أولدها له شركا على حذف الضاف وإقامة الضاف إليه مقامه وكذلك } فيمحا آتاها { أي أتى‬
‫أولدها ‪ ،‬ويدل عليه قوله تعال ‪ } :‬فتعال ال عمحا يشركون {)‪.(1‬‬
‫قال ابن كثي رحه ال ف تفسيه الية‪ ,‬بعد أن بي ضعف هذا الديث من عدة وجوه‪ :‬حدثنا ممحد‬
‫بن عبد العلى‪ ،‬حدثنا ممحد بن ثور‪ ،‬عن معمحر قال‪ :‬قال السن‪ :‬عن با ذرية آدما‪ ،‬ومن أشرك‬
‫منهم بعده يعن‪ :‬قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ العراف‪ ,١٩٠ :‬وحدثنا بشر حدثنا‬
‫يزيد‪ ،‬حدثنا سعيد‪ ،‬عن قتادة قال‪ :‬كان السن يقول‪ :‬هم اليهود والنصارى‪ ،‬رزقهم ال أولادا‪ ،‬فهرودوا‬
‫صروا ‪.‬‬
‫ونج ز‬
‫وهذه أسانيد صحيحة عن السن‪ ،‬رحه ال‪ ،‬أنه فسر الية بذلك‪ ،‬وهو من أحسن التفاسي وأول ما‬
‫حلت عليه الية‪ ،‬ولو كان هذا الديث عنده مفواظا عن النب ‪ ،‬لا عدل عنه هو ول غيه‪ ،‬ول‬
‫سيمحا مع تقواه ل جوجوجرعه‪ ،‬فهذا يدلك على أنه موقوف على الصحاب‪ ،‬ويتمحل أنه تلقاه من بعض‬
‫أهل الكتاب‪ ،‬من آمن منهم‪ ،‬مثل‪ :‬كعب أو وهب بن أمنجربه وغيها)‪.(2‬‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪ :‬ص ‪.222‬‬


‫‪" (2)2‬تفسير ابن كثير"‪ :‬ج ‪3‬ص ‪.527‬‬

‫‪137‬‬
‫وعند تفسيه للية يقول ابن العرب‪ ,‬بعد أن أشار إل ضعف هذا الديث أيضا‪ :‬وف السرائيليات كثي‬
‫ليس لا ثبات‪ ،‬ول يعول عليها من له قلب؛ فإن آدما وحوآء وإن كان غرها بال الغرور فل يلدغ‬
‫الؤمن من جحر مرتي‪ ،‬وما كانا بعد ذلك ليقبل له نصحا ول يسمحعا منه قول)‪.(1‬‬
‫فاللحظ أن الشيخ ذكر هذه الرواية الت تتناف مع عصمحة سيدنا آدما عليه وعلى نبينا أفضل الصلة‬
‫والتسليم‪ ,‬ول يعقب على ذلك بشيء‪.‬‬
‫إن الرسل والنبياء جيعا جاءوا برسالة واحدة أل وهي تقيق العبودية ل الواحد الحد‪ ,‬ونفي الشرك عنه‬
‫سبحانه وتعال‪ ,‬فكيف يعقل بعد هذا أن نتأول الية ﭽ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ العراف‪,١٩٠ :‬‬
‫على معن جعل أولدها له شركا على حذف الضاف وإقامة الضاف إليه مقامه‪ .‬كمحا ذكر الشيخ‪.‬‬
‫‪ -2‬زواج النبي ‪ ‬من زينب بنت جحش‪:‬‬
‫ومن الروايات الدخيلة على التفسي الت ذكرها العقم ف تفسيه‪ ,‬ول يعقب عليها ماذكره عند تفسيه‬
‫لقوله تعال‪ :‬ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ‬
‫ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ‬
‫ﮝ ﭼ الحزاب‪ .‬حيث أورد رواية موضوعة‬ ‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ف سبب نزولا‪.‬‬
‫قال العقم‪ :‬الية نزلت ف زيد بن حارثة وامرأته زينب بنت جحش مكثت عنده أياما ث أراد فراقها‬
‫فقال له الرسول ‪ » :‬اتق ال وأمسك عليك زوجك « فأب وقال ‪ :‬تؤذين بلسانا ‪ ،‬فطلقها فخطبها‬
‫رسول ال ‪‬فتزوجها ‪ ،‬وقيل ‪ :‬أن رسول ال أبصرها بعدما أنكحها زيدا فوقعت ف نفسه فقال‪:‬‬
‫»سبحان مقلب القلوب « وذلك أن نفسه كانت تفو عنها قبل ذلك ل يريدها ولو أرادها لطبها ‪،‬‬
‫وسعت زينب بالتسبيحة فذكرتا لزيد وألقى ال ف نفسه كراهة صحبتها والرغبة عنها لرسول ال ‪‬‬
‫فقال لرسول ال ‪ :‬إن أريد أن أفارق صاحبت ‪ ،‬فقال ‪ » :‬ما لك أرأيت منها شيئا « فقال ‪ :‬ل وال‬
‫ما رأيت منها إل خيا ولكنها تتعظم علي لشرفها وتؤذين ‪ ،‬فقال له ‪ » :‬امسك عليك زوجك واتق‬
‫ال « ث طلقها ‪ ،‬فلمحا اعتدت قال له رسول ال ‪ » :‬ما أحد أوثق من بنفسي منك أخطب علي‬
‫زينب « قال زيد ‪ :‬فانطلقت فإذا هي تمحر عجينتها فلمحا رأيتها عظمحت ف صدري حت ما أستطيع‬
‫أنظر إليها حي علمحت أن رسول ال ‪‬ذكرها ‪ ،‬فوليتها ظهري وقلت ‪ :‬يا زينب أبشري إن رسول ال‬
‫يطبك ‪ ،‬ففرحت وقامت إل مسجدها)‪.(2‬‬

‫‪ (1)1‬ابن العرب‪:‬أبو بكر ممحد بن عبدال‪" ,‬أحكاما القرآن"‪ ,‬مراجعة وتعليق ممحد عبد القادر عطا‪,‬دار الكتب العلمحية‪,‬‬
‫بيوت‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪1424‬هـ‪2003/‬ما‪,‬ج ‪2‬ص ‪.355‬‬
‫‪ (1)2‬التفسي‪ :‬ص ‪.542‬‬

‫‪138‬‬
‫اتضحم من خلل هذا الثال أن الشيخ أورد هذه الرواية‪ ,‬وكان من الواجب عليه أن ينبه على بطلنا‪,‬‬
‫فمحثل هذه الروايات ينبغي بل يب أن ترد؛ لنا ل تتناسب وعصمحة البيب الصطفى ‪ ‬ومقاما النبوة‬
‫الرفيع‪.‬‬
‫كان حسنا لو أن الشيخ أضرب صفحا عن ذكر هذه الرواية الكذوبة عن النب ‪ ‬الت اتذها الناؤون‬
‫والطاعنون ف دين ال سبحانه وتعال ذريعة وسبيل للنيل من شخصه الكري عليه الصلة والسلما‪.‬‬
‫إن مثل هذه الرواية وغيها ل يرضى أي أحد من الناس أن تقال فيه‪ ,‬ولو نسبت إل أفسق الناس وأشدهم‬
‫عصيانا لستنكف منها‪ ,‬ول يرتضها لنفسه فكيف نرتضيها لرسولنا الكري ‪ ‬وهو أكرما اللق على ال‬
‫تعال دينا وخلقا وصفات وفضائل‪ ,‬وكيف ل وقد زكاه الول تبارك وتعال ف مكم تنزيله فقال‪ :‬ﭽ ﮛ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ القلم‪.‬‬ ‫ﮜ‬
‫إذن غي لئق أن يقال ف حق الصادق الصدوق كل الذي ذكر‪.‬‬
‫قال ابن كثي ف تفسيه عند قوله تعال‪.... ":‬وتفي ف نفسك مال مبديه وتشى الناس وال أحق أن‬
‫تشاه"‪ :‬ذكر ابن أب حات وابن جرير ههنا آثارا عن بعض السلف رضي ال عنهم أحببنا أن نضرب عنها‬
‫صفحا ‪ ,‬لعدما صحتها فل نوردها)‪.(1‬‬
‫وقال الشيخ ممحد الغزال رحة ال عليه‪ ,‬عند قوله تعال‪ " :‬وإذ تقول للذي أنعم ال عليك‪ "...‬الية‪.‬‬
‫على أن الغريب ف هذه القصة ما أدخله عليها الغفلون من دسائس الشهوة ومظاهر الب الرخيص‪ .‬فقد‬
‫زعمحوا أن الرسول‪ ‬أحب زينب‪ ,‬ث كتم هذا الب‪ ,‬ث ظهر فتزوجها بعدما طلقت‪.‬‬
‫ونن نتعجب _يقول الشيخ الغزال_ أشد العجب لذا البط الائل‪ ,‬وماولة تلبيس الق بالباطل‪.‬‬
‫من كان ينع ممحدا ‪‬من الزواج بزينب وهي من أسرته_بنت عمحه_ وهو الذي ساقها إل رجل ل‬
‫تكن فيه راغبة‪ ,‬وطيب خاطرها لتضى به؟!‬
‫أفبعد أن يقدمها لغيه يطمحع فيها؟!‬
‫ث لننظر إل الية وما يزعمحون أنا تضمحنته من عتاب‪.‬‬
‫إنم يقولون‪ :‬الذي كان يفيه النب‪ ‬ف نفسه ويشى فيه الناس دون ال هو ميله لزينب؛ أي أن‬
‫ال‪-‬بزعمحهم‪ -‬يعتب عليه عدما التصريحم بذا اليل !!‬
‫ونقول‪ :‬هل الصل الخلقي أن الرجل إذا أحب امرأة لغط بي الناس مشهرا بنفسه وبن أحب‪,‬‬
‫وخصوصا إذا كان ذا عاطفة منحرفة جعلته يب امرأة رجل آخر ؟!!‪.‬‬

‫‪" (2)1‬تفسير ابن كثير"‪ :‬ج ‪6‬ص ‪.425‬‬

‫‪139‬‬
‫هل يلوما ال رجل لنه أحب امرأة آخر فكتم هذا الب ف نفسه ؟! أكان يرفع درجته لو أنه صاغ‬
‫فيها قصائد غزل ؟!‪.‬‬
‫هذا وال هو السفه!‬
‫وهذا السفه هو ما يريد بعض الغفلي أن يفسروا به القرآن !!‪.‬‬
‫‪...‬فالذي أخفاه النب ‪‬ف نفسه تأرذيه من هذا الزواج الفروض‪ ،‬وتراخيه ف إنفاذ أمر ال به‪ ،‬وخوفه‬
‫من لغط الناس عندما يدون نظاما التبن ‪-‬كمحا ألفوه‪ -‬قد انار‪.‬‬
‫وقد أفهم ال نبيه‪ ‬أن أمره سبحانه ل يوز أن يقفه توهم شئ ما‪ ،‬وأنه _بإزاء التكليف العلى_ ل‬
‫مفر له من السمحع والطاعة‪ ،‬شأن من سبقه من الرسلي‪.‬‬
‫ﮝ‬ ‫وإذا عدت إل الية الت تتضمحن القصة‪ ,‬وجدتا ختمحت بقوله تعال‪ :‬ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﭼ الحزاب‪ .٣٧ :‬أي من حقه أن يقع حتمحا‪.‬‬
‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ‬ ‫ث أعقبها ما يؤكد هذا العن‪:‬ﭽ ﮞ ﮟ‬
‫ﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯶﯶﯶﯶ ﯡ ﯢ ﯣ‬
‫ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ‬
‫ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ الحزاب‪.‬‬
‫ويضيف الشيخ الغزال ف ذات السياق قائل‪ :‬إنك عندما تثبت قلب رجل تقول له‪ :‬ل تش إل ال؛‬
‫إنك ل تقول له ذلك وهو بصدد ارتكاب معصية‪ ,‬إنا تقول ذلك له وهو يبدأ القياما بعمحل فاضل‬
‫كبي يالف التقاليد التوارثة‪ ،‬وظاهر ف هذه اليات كلها أن ال ل يرئ نبيه على التدله بحب‬
‫امرأة‪ ،‬وإنا يرئه على إبطال عادة سيئة يتمحسك الناس با‪ ،‬ويراد منه كذلك أن ينزل على حكمحها‪،‬‬
‫ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬ ‫ولذلك يقول ال تعال بعد ذلك مباشرة‪ ،‬وهو يهدما نظاما التبن‪ :‬ﭽ ﯧ ﯨ‬
‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﭼ الحزاب)‪ .(1‬انتهى كلمه رحه‬
‫ال‪.‬‬
‫ومن أجاد ف رد هذه الرواية‪ ,‬القاضي ابن العرب فقد قاما رحه ال بتفنيد هذه الرواية تفنيدا علمحيا مكمحا‪,‬‬
‫فجزاه ال خي الزاء‪ ,‬حيث قال‪ :‬وما وراء هذه الرواية غي معتب‪ ,‬فأما قولم إن النب‪ ‬رآها فوقعت ف‬
‫قلبه فباطل‪ ,‬فإنه كان معها ف كل وقت وموضع‪ ,‬ول يكن حينئذ حجاب‪ ,‬فكيف تنشأ معه وينشأ‬
‫معها ويلحظها ف كل ساعة‪ ,‬ول تقع ف قلبه إل إذا كان لا زوج‪ ,‬وقد وهبته نفسها‪ ,‬وكرهت غيه‪,‬‬
‫فلم تطر بباله‪ ,‬فكيف يتجدد له هوى ل يكن‪ ,‬حاشا لذلك القلب الطهر من هذه العلقة‬
‫الفاسدة‪..‬‬

‫‪ (1)1‬الغزال‪ :‬ممحد "فقه السيرة"‪ ,‬خرج أحاديثه الشيخ ناصر الدين اللبان‪ ,‬دار الشروق القاهرة‪ ,‬الطبعة الول‬
‫‪1421‬هـ‪2000/‬ما‪ ,‬ص ‪.341,340‬‬

‫‪140‬‬
‫ﮨ ﮩ ﭼ طه‪:‬‬ ‫ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ‬ ‫جوقجمد جقاجل اللزهأ لجهأ ‪ :‬ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ‬
‫‪.131‬والنساء أفت الزهرات وأنشر الرياحي‪ ,‬فيخالف هذا ف الطلقات‪ ,‬فكيف ف النكوحات‬
‫البوسات‪ ,‬وإنا كان الديث أنا لا استقرت عند زيد جاءه جبيل‪ :‬إن زينب زوجك‪ ,‬ول يكن بأسرع‬
‫أن جاءه زيد يتبأ منها‪ ,‬فقال له‪ :‬اتق ال‪ ,‬وأمسك عليك زوجك‪ ,‬فأب زيد إل الفراق‪ ,‬وطلقها وانقضت‬
‫عدتا‪ ,‬وخطبها رسول ال‪ ‬على يدي موله زوجها‪ ,‬وأنزل ال القرآن الذكور فيه خبها‪ ,‬هذه اليات‬
‫الت تلوناها وفسرناها‪ ,‬فقال‪ :‬واذكر يا ممحد إذ تقول للذي أنعم ال عليه وأنعمحت عليه‪ :‬أمسك عليك‬
‫زوجك‪ ,‬واتق ال ف فراقها‪ ,‬وتفي ف نفسك ما ال مبديه؛ يعن من نكاحك لا‪ ,‬وهو الذي أبداه ل‬
‫سواه‪ .‬وقد علم النب ‪ ‬أن ال تعال إذ أوحى إليه أنا زوجته ل بد من وجود هذا الب وظهوره؛ لن‬
‫الذي يب ال عنه كائن ل بد أن يكون‪ ,‬لوجوب صدقه ف خبه‪ ,‬هذا يدلك على براءته من كل ما‬
‫ذكره متسور من الفسرين)‪.(1‬‬
‫وحاصل ماف السألة أن النب‪ ‬تزوج من السيدة زينب بنت جحش رضي ال عنها‪ ,‬بعد طلقها من زيد‬
‫بن حارثة رضي ال عنه‪ ,‬وذلك وحيا من الق سبحانه وتعال‪ ,‬وأمرا منه‪ ,‬قطعا لظاهرة كانت منتشرة ف‬
‫الاهلية أل وهي ظاهرة التبن‪.‬‬
‫‪ -3‬قأصة الغرانيق‪:‬‬
‫ﮒ‬ ‫ﮑ‬ ‫ﮏ ﮐ‬ ‫عند تفسي الشيخ لقوله تعال‪:‬ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬
‫ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ الج‪.‬‬
‫يذكر لنا الشيخ سبب نزول نقله عن الزمشري حيث قال‪ :‬قال جار ال والسبب ف نزول هذه الية أن‬
‫رسول ال ‪‬لا أعرض عنه قومه وخالفوه وشاقوه ول يشايعوه على ما جاء به‪ ,‬تن لفرط ضجره عن‬
‫إعراضهم وتريضه على إسلمهم أن ل ينزل عليهم ما ينفرهم حت نزلت عليه سورة النجم وهو ف‬
‫نادي قومه وذلك التمحن ف نفسه ‪ ،‬فأخذ يقرأها فلمحا وصل } ومناة الثالثة الخرى { } ألقى‬
‫الشيطان ف أمنيته { الت تناها‪ ,‬أي وسوس إليه فسبق لسانه على سبيل السهو والغفلة إل أن قال ‪:‬‬
‫تلك الغرانيق العل ‪ ،‬وإن شفاعتهم لتتى‪ ,‬ول يفطن له حت أدركته العصمحة فثربته عليه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ثزبته‬
‫عليه جبيل ‪ ،‬وقيل‪ :‬تكلم الشيطان بذلك فاستمحعه الناس ‪ ،‬فلمحا سجد ف آخر السورة سجد معه‬
‫جيع من ف النادي وطابت نفوسهم‪ ,‬وكان تكي الشيطان من ذلك منة من ال وابتلء ‪ ،‬زاد‬
‫النافقون به شكا وظلمحة ‪ ،‬والؤمنون نورا وإيقانا )‪.(2‬‬

‫‪ " (1)1‬أحكاما القرآن"‪ :‬ابن العرب‪,‬ج ‪3‬ص ‪.578‬‬


‫‪ (1)2‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,433‬وانظر "الكشاف"‪ ,‬ج ‪3‬ص ‪167‬‬

‫‪141‬‬
‫وهاتان اليتان من اليات الت كثر اللغط والغلط حولا‪ ,‬فقد ذكر جاعة من الفسرين سبب نزول متعلق‬
‫باليتي غي صحيحم‪.‬‬
‫هذا وما يؤخذ على العقم تركه هذه الرواية السرائيلية‪ ,‬بينة البطلن‪ -‬على ماسيأت بيانه‪ -‬دون أن يعقب‬
‫ورسولنا‪‬‬ ‫عليها‪ ,‬أو ينبه على أنا من وضع أهل الكتاب‪ ,‬وضعوها ودسوها ف تراثنا تشويها لسمحعة نبينا‬
‫وتشكيكا ف عصمحته‪.‬‬
‫غي أن هناك من الفسرين الدققي‪ ,‬والعلمحاء الققي‪ ,‬من جعلوا الدلة مرآتم فأبصروا النور والق البي‪,‬‬
‫فانبوا وتصدوا للرد على هذه الرواية الباطلة‪ ,‬وقاموا بدحض الشبه الت تطعن ف شخصه ‪.‬‬
‫من هؤلء القاضي عياض الالكي رحه ال فقد وجدت له كلما رائعا‪ ,‬ف كتابه الشفا بتعريف حقوق‬
‫الصطفى‪ ,‬قال فيه‪" :‬فاعلم أكرمك ال أن لنا ف الكلما على مشكل هذا الديث مأخذين‪:‬‬
‫الأخذ الول‪ :‬يكفيك أن هذا الديث ل يرجه أحد من أهل الصحة ول رواه ثقة بسند سليم‬
‫متصل‪ ،‬وإنا أولع به وبثله الفسرون والؤرخون الولعون بكل غريب‪ ،‬والتلقفون من الصحف كل‬
‫صحيحم وسقيم)‪.(1‬‬
‫الأخذ الثان‪ :‬فهو مبن على تسليم الديث لو صحم‪ ،‬وقد أعاذنا ال من صحته ولكن على كل‬
‫حال فقد أجاب على ذلك أئمحة السلمحي بأجوبة منها الغث والسمحي")‪ ,(2‬ث ذكر أحاديث وبي‬
‫ضعفها‪.‬‬
‫ﮑ‬ ‫ﮏ ﮐ‬ ‫وقال الماما القرطب عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ‬
‫ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ‬
‫ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ الج‪.‬بعد أن ذكر بعض‬
‫الروايات‪ :‬وما يدل على ضعفه أيضا وتوهينه‪ ,‬من الكتاب قوله تعال‪ :‬ﭽﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ‬
‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﭼ السراء‪.‬‬ ‫ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ‬
‫فإنمحا تردان الب الذي رووه؛ لن ال تعال ذكر أنم كادوا يفتنونه حت يفتي‪ ،‬وأنه لول أن ثبته‬
‫لكان يركن إليهم‪ ,‬فمحضمحون هذا ومفهومه أن ال تعال عصمحه من أن يفتي وثبته‪ ,‬حت ل يركن‬
‫إليهم قليل‪ ,‬فكيف كثيا‪ ،‬وهم يروون ف أخبارهم الواهية أنه زاد على الركون والفتاء بدح آلتهم‪،‬‬
‫وأنه قال عليه الصلة والسلما‪ :‬افتيت على ال وقلت ما ل يقل‪.‬‬

‫‪ (2)1‬عياض أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصب "الشفا بتعريف حقوق المصطفى"‪ ,‬تقدي وتقيق طه‬
‫عبد الرؤوف سعد‪ ,‬خالد بن ممحد بن عثمحان‪ ,‬مكتبة الصفا‪ ,‬القاهرة‪ ,‬الطبعة الول ‪1423‬هـ‪2002/‬ما‪ ,‬ج ‪2‬ص ‪.98‬‬
‫‪ (3)2‬الصدر السابق‪:‬ج ‪2‬ص ‪.101‬‬

‫‪142‬‬
‫وهذا ضد مفهوما الية‪ ،‬وهي تضعف الديث لو صحم‪ ،‬فكيف ول صحة له)‪.(3‬‬
‫ول در الفخر الرازي هذا الماما الفذ والفسر الهبذ؛ الذي ل تكاد تر عليه شبهة إل وتد له ردا‬
‫واضحا فيها‪ .‬قال رحه ال بعد أن بي أن هذه الرواية مدفوعة من وجوه‪ :‬من القرآن ومن السنة ومن‬
‫العقول أيضا‪ .‬قال‪:‬هذه رواية عامة الفسرين الظاهريي‪ .‬أما أهل التحقيق فقد قالوا هذه رواية باطلة‬
‫موضوعة واحتجوا عليه بالقرآن والسنة والعقول‪ ,‬ث ذكر الماما الرازي هذه الوجوه وقال‪ :‬فبهذه الوجوه‬
‫عرفنا على سبيل الجال أن هذه القصة موضوعة أكثر ما ف الباب‪ ,‬أن جعا من الفسرين ذكروها‬
‫لكنهم ما بلغوا حد التواتر‪ ,‬وخب الواحد ل يعارض الدلئل النقلية والعقلية التواترة)‪.(2‬‬
‫وبعد فهذه أقوال بعض العلمحاء أوردتا هاهنا لبي من خللا بطلن هذه الرواية‪ ,‬وأنه ل يكن بأي‬
‫حال من الحوال أن ينسب للنب‪ ‬مثل هذا الفتاء والكذب‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬منهج الشيخ في عرض القصص القرآني‪.‬‬


‫إن القصص القرآن ف كتاب ال جل وعل غن بالواعظ والعب‪ ,‬لن يتدبر ويعتب‪ ,‬وند أن القرآن‬
‫الكري قد قص علينا قصص السابقي‪ ,‬ل لرد السرد والذكر فحسب؛ بل للتعاظ وأخذ العب‪.‬‬
‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﭼ يوسف‪.١١١ :‬‬ ‫قال تعال‪ :‬ﭽ ﯫ ﯬ‬
‫وقال عز من قائل‪ :‬ﭽ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﭼ العراف‪.١٧٦ :‬‬
‫والغرض من القصص القرآن ف الواقع إنا هو تثبيت فؤاد النب ‪ ‬وتقوية قلبه‪ ,‬فإنه ‪ ‬لا رأى من قومه ما‬
‫رأى من شدة الذى والبلء ساءه ذلك وأحزنه‪ ,‬فأراد ال سبحانه وتعال أن يقص عليه أخبار المم‬
‫السابقة‪ .‬قال تعال‪ :‬ﭽ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ‬
‫ﭿ ﮀ ﮁ ﭼ هود‪.١٢٠ :‬‬
‫وكأن ال سبحانه وتعال يقول لنبيه عليه الصلة والسلما‪ ,‬إذا آلك قومك ولقك ما لقك منهم‪ ,‬فانظر‬
‫وتأمل ف أحوال وأخبار من سبقوك من النبياء والرسلي فإن ف قصصهم عبة وآية لك‪.‬‬

‫‪" (1)3‬الجامع لحكاما القرآن"‪ ,‬ج ‪14‬ص ‪ ,430‬وللمحرحوما الشيخ ناصر الدين اللبان رسالة جيدة ساها "نصب‬
‫المجانيق لنسف قأصة الغرانيق"‪ ,‬وقد بي فيها ضعف الروايات كمحا ذكر أقوال العلمحاء حول السألة‪.‬‬
‫‪ (2) 2‬ذكرت كلما الماما الرازي متصرا خشية الطالة‪ ,‬انظر "مفاتيح الغيب"‪,‬ج ‪12‬ص ‪ 52‬قال ابن كثي رحه‬
‫ال‪ :‬قد ذكر كثي من الفسرين هاهنا قصة الغججرانيق‪ ،‬وما كان من رجوع كثي من الهاجرة إل أرض البشة‪ ،‬جظنا‬
‫منهم أن مشركي قريش قد أسلمحوا‪ .‬ولكنها من طرق كلها مرسلة‪ ،‬ول أرها مسندة من وجه صحيحم‪ ،‬وال أعلم‪.‬‬
‫"تفسير ابن كثير"‪ ,‬ج ‪5‬ص ‪.441‬‬

‫‪143‬‬
‫فكان هذا إشعارا وإيذانا منه عز وجل له ‪ ‬ليتحمحل ويصب وأل يتوان ويقعد عن تبليغ الرسالة الت جاء‬
‫با‪.‬‬
‫وإذا كان ذلك كذلك‪ ,‬فإنه ينبغي على كل مسلم أن ينظر ف كتاب ال تعال‪ ,‬نظرة تفكر وتدبر لي‬
‫الذكر الكيم‪ ,‬ويستخلص منها الدروس والعب؛ لتكون له نباسا ف حياته يضيء ويني دربه‪ ,‬مقتديا بدي‬
‫الصطفى صلوات ال وسلمه عليه ومقتفيا أثره‪.‬‬
‫والشيخ العقم قد عرض ف تفسيه للقصص القرآن كغيه من الفسرين‪ ,‬لكن بطريقة متصرة بعيدة عن‬
‫الطناب والشو‪ ,‬ودون الوض ف تفاصيل القصة‪ ,‬مكتفيا بذكر مايؤدي الغرض ويقق القصود من‬
‫القصة‪.‬‬
‫وسأحاول أن أبي منهجه ف ذلك على الوجه الذي سلكه ومشى عليه‪.‬‬
‫‪ -1‬قصة الائدة‪:‬‬
‫ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ‬ ‫عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬
‫ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ‬
‫ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ‬ ‫ﯾ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ‬
‫ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ‬
‫ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ الائدة‪.‬‬
‫قال الشيخ‪ :‬قوله تعال ‪ } :‬إذ قال الواريون يا عيسى ابن مري هل يستطيع ربك { قال جار ال ‪ :‬فإن‬
‫ت ‪ :‬ما وصفهم ال باليان والخلص‬ ‫ت ‪ :‬كيف قالوا ‪ } :‬هل يستطيع { بعد إيانم وإخلصهم؟ قل أ‬ ‫قل ج‬
‫وإنا حكى ادعاءهم لذلك ‪ ،‬وقوله ‪ } :‬هل يستطيع ربك { كلما ل يرد مثله عن مؤمني مطيعي لربم ‪،‬‬
‫ولذلك قال ) عليه السلما ( ‪ } :‬اتقوا ال إن كنتم مؤمني { ‪ ،‬ول تشركوا ف اقتداره واستطاعته ول‬
‫تقتحوا عليه اليات فتهلكوا إذا عصيتمحوه بعدها } إن كنتم مؤمني { أي كانت دعواكم لهليان صادقة‬
‫} قالوا نريد أن نأكل منها وتطمحئن قلوبنا { ‪ ،‬قال جار ال ‪ :‬من الشاهدين نشهد عليها عند الذين ل‬
‫يضروها من بن إسرائيل } ونكون عليها من الشاهدين { ل تعال بالوحدانية ولك بالنبوة عاكفي عليها‬
‫وكانت دعواهم لرادة ما ذكروا كدعواهم لهليان واهلخلص‪ ,‬وإنا سأل عيسى ) عليه السلما ( وأجيب‬
‫ليلتزموا الجة بكمحالا ويرسل عليهم العذاب إذا خالفوا }قال عيسى ابن مري اللهم ربنا انزل علينا مائدة‬
‫من السمحاء { قال جار ال ‪ :‬أصله يا ال فحذف حرف النداء } تكون لنا عيدا { أي يكون يوما نزولا‬
‫عيدا ‪ ،‬قيل ‪ :‬هو يوما الحد ومن ث اتذه النصارى عيداا‪ ,‬وقيل ‪ :‬العيد السرور العائد ‪ ،‬ولذلك يقال ‪ :‬يوما‬
‫عيد فكان معناه يكون لنا سرورا وفرحا‬
‫} لولنا وآخرنا { أي لن ف زماننا من أهل ديننا ولن يأت بعدنا ‪ ،‬وقيل ‪ :‬يأكل منها آخر الناس كمحا‬
‫يأكل منها أولم ‪ ،‬قال ال ميبا لعيسى ) عليه السلما ( ‪ } :‬إن منزلا عليكم { يعن الائدة } فمحن‬

‫‪144‬‬
‫يكفر بعد منكم { أي بعد نزولا } فإن أعذبه عذابا ل أعذبه أحدا من العالي { عالي زمانم ‪،‬‬
‫فجحد القوما ‪ ،‬وكفروا بعد نزول الائدة ‪ ،‬فمحسخوا قردة وخنازير ‪ ،‬وروي أن عيسى ) عليه السلما ( لا أراد‬
‫الدعاء لبس صوفا ث قال ‪ } :‬اللهم انزل علينا مائدة من السمحاء { والائدة الوان عليها الطعاما‪ ,‬فنزلت‬
‫سفرة حراء بي غمحامتي غمحامة فوقها وأخرى تتها وهم ينظرون إليها حت سقطت بي أيديهم فبكى‬
‫عيسى ) عليه السلما ( وقال ‪ :‬اللهم اجعلن من الشاكرين ‪ ،‬اللهم اجعلها رحة ول تعلها مثلة وعقوبة ‪،‬‬
‫فقال لم ‪ :‬ليقم أحسنكم عمحلا فيكشف عنها ويذكر اسم ال عليها ويأكل منها‪ ,‬قال شعون كبي‬
‫الواريي‪ :‬أنت أول بذلك يا روح ال ‪ ،‬فقاما عيسى ) عليه السلما ( فتوضأ وصلى وبكى ث كشف‬
‫النديل فقال ‪ :‬بسم ال خي الرازقي فإذا سكة مشوية بل فلوس ول شوك تسيل دساا‪ ,‬وعند رأسها ملحم ‪،‬‬
‫وعند ذنبها خل ‪ ،‬وحولا البقول ما خل الكراث ‪ ،‬وإذا خسة أرغفة على واحد منها زيتون ‪ ،‬وعلى الثان‬
‫عسل ‪ ،‬وعلى الثالث سن ‪ ،‬وعلى الرابع جبج ‪ ،‬وعلى الامس قديد ‪ ،‬قال شعون‪ :‬يا روح ال أمن طعاما‬
‫الدنيا أما من طعاما الخرة؟ فقال ‪ :‬ليس شيء منهمحا ‪ ،‬ولكنه شيء اختعه ال تعال بالقدرة الغالبة ‪ ،‬كلوا‬
‫ما سألتم ‪ ،‬واشكروا ال يددكم ويزدكم من فضله ‪ ،‬قال الواريون ‪ :‬يا روح ال لو أريتنا من هذه الية آية‬
‫أخرى ‪ ،‬فقال عيسى ) عليه السلما ( ‪ :‬يا سكة أحيي بإذن ال تعال ‪ ،‬فاضطربت ‪ ،‬ث قال لا ‪ :‬عودي‬
‫كمحا كنت ‪ ،‬فعادت مشوية ‪ ،‬ث طارت الائدة ‪ ،‬روي ذلك ف الكشاف التقدما ‪ ،‬وقيل ‪ :‬تنزل كل يوما‬
‫مرة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬كانت بكرة وعشيا ‪ ،‬وقيل ‪ :‬كانت غبزا تنزل يوما دون يوما ‪ ،‬قيل ‪ :‬أقامت أربعي يوما يأكل‬
‫منها خسة آلف نفس كل يوما فخانوا وادخروا فرفعت‪ ,‬وقيل ‪ :‬كانت فيها جبج وسكر ‪ ،‬وقيل ‪ :‬ثار‬
‫من ثار النة ‪ ،‬وقيل ‪ :‬كان عليها من كل الطعاما إل اللحم ‪ ،‬وقيل ‪ :‬كان ف السمحكة طعم كل شيء ‪،‬‬
‫وروي ‪ :‬أن ما أحد أكل منها من أهل العلل إل برئ ث عصوا بعدها فمحسخوا قردة وخنازير ‪ ،‬وروي ‪ :‬أنم‬
‫لا سعوا بالشريطة وهي قوله ‪ } :‬فمحن يكفر بعد منكم { قالوا ‪ :‬ل نريد فلم تنزل ‪ ،‬وعن السن ‪ :‬وال ما‬
‫نزلت ولو نزلت لكانت عيدا إل يوما القيامة ‪ ،‬لقوله ‪ } :‬وآخرنا { ‪ ،‬قال جار ال ‪ :‬والصحيحم أنا نزلت‬
‫‪ ،‬وروى الثعلب ‪ :‬أنا أقبلت اللئكة بائدة يمحلونا عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات حت وضعوها بي‬
‫أيديهم أكل منها آخر الناس كمحا أكل منها أولم ‪ ،‬وروي فيه أيضا ‪ :‬كانت الائدة إذا وضعت بي يدي‬
‫بن إسرائيل اختلفت عليهم اليدي من السمحاء بكل طعاما إل اللحم ‪ ،‬وروي ‪ :‬أن ما أحد أكل منها من‬
‫أهل العلل إلز برئ ‪ ،‬ول فقي إل استغن ‪ ،‬وروي أنا كانت إذا نزلت اجتمحع اليها الناس الكبار والصغار‬
‫والفقراء والغنياء والرجال والنساء ‪ ،‬فأوحى ال تعال إل عيسى ) عليه السلما ( أن اجعل رزقي ومائدت‬
‫للفقراء ل الغنياء فعظم ذلك على الغنياء حت شكوا فقال لم عيسى ) عليه السلما ( ‪ :‬هلكتم فشمحروا‬
‫لعذاب ال تعال ‪ ،‬وروي أنه مسخ منهم ثلثائة وثلثون رجلا أصبحوا خنازير يسعون ف الكناسات ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬كانوا خسة آلف رجل ما فيهم من امرأة ول صب ‪ ،‬فلمحا نظرت النازير إل عيسى ) عليه السلما‬

‫‪145‬‬
‫( بكت وجعل عيسى ) عليه السلما ( يدعوهم بأسائهم واحدا واحداا‪ ,‬فيبكون ول يقدرون على الكلما‪,‬‬
‫روى ذلك الثعلب)‪. (1‬‬
‫قال الماما البغوي)‪ :(2‬واختلفوا ف صفتها فروى خلس بن عمحرو عن عمحار بن ياسر عن رسول ال ‪‬أنا‬
‫نزلت خبزا ولمحا‪ ،‬وقيل لم‪ :‬إنا مقيمحة لكم ما ل تونوا وتبئوا فمحا مضى يومهم حت خانوا وخبأوا‬
‫فمحسخوا قردة وخنازير)‪.(3‬‬
‫قال الدكتور أبو شهبة بعد أن ذكر الرواية الطويلة‪ ,‬الت أوردها ابن أب حات ف تفسيه‪ ,‬التعلقة بشأن‬
‫الائدة‪ .‬قال‪ :‬ومن هذه الروايات الغريبة دخل البلء على السلما والسلمحي؛ لن غالبها ل يصحم‪ ,‬ولذا‬
‫قال الماما الليل أحد بن حنبل‪ " :‬ل تكتبوا هذه الحاديث الغرائب فإنا مناكي‪ ,‬وعامتها عن الضعفاء‬
‫")‪.(4‬‬
‫قلت‪ :‬ونزول الائدة ثابت بالقرآن الكري لقوله تعال}إن منزلا عليكم{‪ ,‬وأما الذي اختلف الفسرون‬
‫حوله من بيان صفتها‪ ,‬وكيفية نزولا ووقت النزول‪ ,‬ونوع الطعاما الذي نزل‪ ,‬إل غي ذلك من المور‪ ,‬فهذا‬
‫كله ما ينبغي أن تنزه كتب التفسي عنه؛ لن الهل به أوعدما العلم به ل يضر‪ ,‬ويكفينا أن نأخذ من‬
‫قصص المم السابقة العب والدروس‪ ,‬وأل نشدد فيشدد ال علينا)‪.(5‬‬
‫وبعد هذا البيان لبعض المثلة‪ ,‬الدالة على منهج الشيخ ف عرض السرائيليات والقصص القرآن‪ ,‬أستطيع‬
‫القول بأن الشيخ ل يلتزما الصحيحم الروي عن النب ‪ ‬ول يسلم كمحا ل يسلم غيه من الفسرين من الوقوع‬
‫ف الدخيل‪ ,‬وكان حريا به رحه ال‪ ,‬ان ينب تفسيه من ذلك تاما‪ ,‬ليكون صافيا ونقيا من كل دسائس‬
‫الزنادقة وأعداء السلما‪.‬‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪:‬ص ‪ ,163‬وانظر لزيد من المثلة‪ ,‬حول السرائيليات‪ ,‬ص ‪ ,561 ,485 ,382 ,141‬من التفسي‪.‬‬
‫‪" (2)2‬معالم التنزيل"‪ :‬ج ‪2‬ص ‪326‬‬
‫‪ (3)3‬قال الماما التمذي‪ :‬هذا حديث غريب قد رواه أبو عاصم‪ ,‬وغي واحد عن سعيد بن أب عروبة‪ ,‬عن قتادة‪ ,‬عن‬
‫خلس‪ ,‬عن عمحار بن ياسر موقوفا‪ ,‬ول نعرفه إل من حديث السن بن قزعة‪ .‬انظر "سنن الترمذي" باب ومن سورة‬
‫الائدة‪ ,‬ج ‪5‬ص ‪,110‬برقم ‪.3061‬‬
‫‪ (1)4‬أبو شهبة‪ :‬ممحد بن ممحد "السرائيليات والموضوعات في كتب التفسير"‪ ,‬ص ‪.194‬‬
‫‪ (2)5‬وقد ضعف الماما القرطب هذا الديث بعد أن ساق القصة بطولا فقال‪" :‬ف هذا الديث مقال ول يصحم من قبل‬
‫إسناده ‪ ...‬والقطوع به أنا نزلت وكان عليها طعاما يؤكل وال أعلم بتعيينه"‪ .‬انظر "الجامع لحكاما القرآن"‪,‬ج‪ 8‬ص‬
‫‪ ,297‬وانظر "السرائيليات والموضوعات"‪ ,‬ص‪.195‬‬

‫‪146‬‬
‫الفصل السابع‪:‬‬
‫مزايا وسمات هذا التفسير‬
‫من السلم به أن العلم أخذ وعطاء‪ ,‬كمحا أنه فتوح وذكاء‪ ,‬فيأخذ اللحق عمحن سبقه‪ ,‬والتأخر عمحن تقدما‬
‫عنه‪ ,‬وهكذا‪.‬‬
‫وتفسي القرآن الكري علم كبقية العلوما الخرى‪ ,‬يصدق عليه ما يصدق على غيه من العلوما‪.‬‬
‫وقد ترك الفسرون التقدمون للمحفسرين التأخرين ثروة علمحية‪ ,‬غنية ف القرآن العظيم وعلومه‪ ,‬اتذوها‬
‫مرجعا ومصدرا‪ ,‬لتكون لم سندا ومتكئا‪ ,‬يرجعون إليه ف فهم كتاب ال تبارك وتعال‪.‬‬
‫ومكانة الفسر وقيمحته العلمحية‪ ,‬إنا تبز من خلل قدرته على البداع‪ ,‬والتجديد الذي أتى به‪ ,‬وتيز به عن‬
‫أقرانه‪.‬‬
‫وياول الباحث ف هذا الفصل‪ ,‬أن يبي سات هذا التفسي‪ ,‬وذلك من خلل مزاياه‪ ,‬والآخذ الت لسها‬
‫ف تفسي الشيخ‪ ,‬طيلة استقرائه له‪ ,‬وهذا ف البحثي التيي‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬مزايا هذا التفسير‪.‬‬
‫على الرغم من الكانة العلمحية‪ ,‬الت كان يتمحتع با العقم ف عصره ف بلد اليمحن‪ ,‬إل انه ل تكن له شهرة‬
‫واسعة‪ ,‬لدرجة أن كثيا من العلمحاء فضل عن طلبة العلم والدارسي يهلون تفسيه‪ ,‬فظل مغمحورا‪ ,‬إل أن‬
‫قيض ال له من أخرجه إل عال الذكر والعيان‪ ,‬بعد أن كان ف عال النسيان‪ ,‬فقد قامت دار الكمحة‬
‫اليمحانية بنشر هذا التفسي‪ ,‬بعد أن كان مطوطا ‪ ,‬فقدموا للمحكتبة السلمية سفرا؛ ذا فائدة عظيمحة)‪,(1‬‬
‫‪ (1)1‬جزى ال القائمحي عليها خي الزاء‪ ,‬وأسأل ال تبارك وتعال أن يبارك ف جهودهم للمحزيد من نشر التفاسي الت ل‬
‫تزال مطوطة‪ ,‬إحياء للتاث السلمي‪ ,‬وليس باف على أحد أن بلدا كبلد اليمحن تثل حضارة عريقة‪ ,‬وهي غنية‬

‫‪147‬‬
‫حوى بي دفتيه كثيا من علوما القرآن؛ كالناسخ والنسوخ‪ ,‬وأسباب النزول والكي والدن‪ ,‬واعتن مؤلفه‬
‫بالقراءات القرآنية عناية كبية وفائقة‪ ,‬ما يدل على أنه على معرفة واسعة بذه العلوما‪.‬‬
‫وقد تيز تفسي العقم بيزات‪ ,‬أذكرها ف النقاط التية‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتب تفسيه من التفاسي السهلة والواضحة‪ ,‬فقد جاء تفسيه بلغة سلسة يفهمحها العامي كمحا يفهمحها‬
‫العال‪.‬‬
‫‪ -2‬كان رحه ال مبتعدا عن الطناب والشو ف تفسيه لليات الكرية‪ ,‬فكان تفسيه وسطا ومتصرا‬
‫غي مل بالقصود والراد‪.‬‬
‫‪ -3‬تيز السلوب الذي استخدمه الشيخ ف التفسي بالسهولة والبعد عن التكلف والتعقيد والفلسفة‪.‬‬
‫‪ -4‬أفاد من مصادر عديدة من كتب التفسي‪ ,‬كتفسي الاكم الشمحي‪ ,‬الثعلب‪ ,‬والزمشري‪ ,‬والقاضي‬
‫عبد البار العتزل‪ ,‬كمحا ذكر بعض الغرائب والعجائب ف التفسي‪ ,‬نقل عن كتاب غرائب التفسي‬
‫وعجائب التأويل للكرمان)‪.(1‬‬
‫‪ -5‬كان تفسيه تفسيا تليليا‪ ,‬راعى فيه الشيخ القضايا اللغوية والبلغية‪ ,‬من غي توسع ف ذكر الوجوه‪,‬‬
‫وأجاد ف استخداما الشعر والحتجاج به على بيان بعض صور البلغة‪,‬ومعان بعض التاكيب اللفظية‪.‬‬
‫‪ -6‬استخدما طريقة السئلة والجابة عنها‪ ,‬ول شك ف أنا طريقة متعة ومشوقة للقارئ‪.‬‬
‫‪ -7‬عرض الشيخ ف تفسيه للناسخ والنسوخ‪ ,‬ووافق المحهور على وقوع النسخ ف القرآن‪ ,‬وجوز نسخ‬
‫السنة لي القرآن الكري‪.‬‬
‫‪ -8‬عرضه لقوال الفقهاء من الصحابة والتابعي وأئمحة الذاهب‪,‬متجا با وهذا ما يمحد له‪.‬‬
‫‪ - 9‬وما يمحد للشيخ أيضا عند تناوله لوضوع القراءات القرآنية عدما مفاضلته قراءة على قراءة‪ ,‬فلم يرجحم‬
‫قراء على أخرى‪ ,‬أو يرد قراءة على قراءة طالا ثبتت بالتواتر)‪.(2‬‬
‫قال الماما الدان ) ت ‪ 444‬هـ ( ف كتابه جامع البيان بعد ذكره إسكان كلمحة }جباهرئمأكمم { و}جيأأممرأكمم{‬
‫ف قراءة أب عمحرو‪ " :‬وأئمحة القراءة ل تعمحل ف شيء من حروف القرآن على الفشى ف اللغة‪ ,‬والقيس ف‬

‫زاخرة بالخطوطات ف شت العلوما‪ ,‬وأسأل ال أن يقيض لا من يرجها إل النور‪.‬‬


‫‪ (1)1‬إن مثل هذه القوال الت تروى ف التفسي‪ ,‬ذكرها الشيخ ل على أنه معتقدا صحتها‪ ,‬وموافقا لصحابا‪ ,‬وإنا ذكرها‬
‫ليبي لنا أنامن غرائب التفسي‪ ,‬فقد كان يناقش هذه القوال أحيانا‪.‬‬
‫‪ (2)2‬هذا وما ينبغي التنبيه عليه‪ ,‬أن بعض الفسرين والنحاة قاموا بتجيحم بعض القراءات القرآنية على بعض‪ ,‬ترجيحا‬
‫أدى إل إسقاط الرجوحة وإنكارها‪ ,‬وهذا غي مرضي؛ إذ القراءة القرآنية مادامت متواترة عن النب ‪ ‬ل يوز لنا أن‬
‫نفضل أو نرجحم عليها قراءة أخرى‪ ,‬فضل عن أن ننكرها أو نردها بالكلية‪ .‬انظر "البرهان في علوما القرآن"‪,‬ج ‪ 1‬ص‬

‫‪148‬‬
‫العربية‪ ,‬بل على الثبت ف الثر والصحم ف النقل‪ ,‬والرواية إذا ثبتت ل يردها قياس عربية‪ ,‬ول فشو لغة؛‬
‫لن القراءة سنة متبعة يلزما قبولا والصي إليها ")‪.(1‬‬
‫‪ -10‬جعه بي التفسي بالأثور والتفسي بالرأي المحود؛ ذي اللوان الختلفة‪ ,‬كاللغة والبلغة والفقه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المآخذ على هذا التفسير‪.‬‬


‫قد ينتابن الرج عندما أتكلم عن الشيخ‪ ,‬وعن تفسيه‪ ,‬الذي رافقته منذ مدة وأنا أقوما بدراسة منهجه‪,‬‬
‫وذلك أنن ل أصل‪ ,‬ولن أصل إل ماوصل إليه‪ ,‬من رفعة شأن ومكانة ف العلم‪ ,‬فمحثلي ل يكن أن يقوما‬
‫هذا العال الفسر‪ ,‬الذي يكفيه قدرا ويكفيه فخرا‪ ,‬وحسبه أن قدما للمحكتبة السلمية تفسيا متصرا نافعا‪,‬‬
‫يرجع إليه الدارسون والباحثون‪.‬‬
‫لكن انطلقا من القاعدة الت تقول‪ ’’ :‬الق أحق أن يتبع’’‪ ,‬ومن قاعدة‪ ’’ :‬السلم مرآة أخيه السلم’’‪.‬‬
‫فإنن سأذكر بعض اللحظات الت لستها ف تفسيه‪.‬‬
‫‪ -1‬خلو تفسيه من مقدمة‪ :‬أول مأخذ يكن أن يسجل على الشيخ‪ ,‬هو عدما وضع مقدمة لتفسيه‪,‬‬
‫فلقد دأب الؤلفون والكتاب عند كتابة أي كتاب‪ ,‬أن يضع كل مؤلف مقدمة لكتابه‪ ,‬يدد فيها الدافع‬
‫الذي ساقه لتأليف مؤلفه‪ ,‬لكن الشيخ ل يضع لنا مقدمة لتفسيه‪ ,‬يدد فيها طريقته ومنهجه ف التفسي‪,‬‬
‫وما هو الدف الذي ابتغاه من وراء تأليف كتابه‪ ,‬ما جعل الباحث يتكلف ف بيان منهجه‪.‬‬
‫‪ -2‬كمحا يقال‪ :‬لكل عال زلة‪ ,‬ولكل جواد كبوة‪ ,‬فقد زلت قدما الشيخ ف بعض القضايا‪ ,‬أذكر منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬إكثاره من الحاديث الضعيفة والوضوعة‪ :‬فقد ضمحن تفسيه الكثي من الحاديث الواهية‪ ,‬ول يبي‬
‫وهاء هذا الكم الائل من الحاديث‪ ,‬أذكر من ذلك مثل‪:‬‬
‫ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ‬ ‫عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ‬
‫ب نصران حاذق فقال‬ ‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ العراف‪ .٣١ :‬قال الشيخ‪ :‬ويروى أن الرشيد كان له طبي ج‬
‫لعلي بن السي ‪ :‬ليس ف كتابكم شيء من علم الطب‪ ,‬والعلم علمحان ‪ :‬علم البدان وعلم الديان؟!‬
‫فقال له‪ :‬قد جع ال الطب كله ف نصف آية فقال‪ :‬ما هي؟ قال‪ :‬قوله تعال‪ } :‬كلوا واشربوا ول‬
‫تسرفوا { فقال النصران‪ :‬ل يؤثر عن نبيكم شيء ف علم الطب؟ فقال‪ :‬قد جع رسول ال ‪ r‬الطب كله‬

‫‪ (3)1‬الدان‪ :‬أبو عمحرو عثمحان بن سعيد "جامع البيان في القراءات السبع"‪ ,‬ممحوعة رسائل جامعية‪ ,‬جامعة الشارقة‪,‬‬
‫الطبعة الول ‪1428‬هـ‪2007/‬ما ج ‪2‬ص ‪.860‬‬

‫‪149‬‬
‫ف ألفاظ يسية قال‪ :‬ما هي؟ قال‪ » :‬العدة بيت الداء والمحية رأس كل دواء وأعط كل بدن ما‬
‫عودته«)‪.(1‬‬
‫ب ‪ -‬ذكره الديث مردا من السند‪ ,‬ول يذكر معه الصحاب إل فيمحا ندر‪ ,‬وليته ذكر الحاديث النبوية‬
‫مسندة‪ ,‬وحلنا مسؤولية البحث عن رجال السند؛ إذ القرر ف علم الديث "من أسند لك فقد‬
‫حلك")‪.(2‬ويكون بعمحله هذا‪ -‬أعن ذكره الروايات بأسانيدها‪ -‬قد أراح نفسه من كل نقد‪.‬‬
‫ج‪ -‬ما يؤخذ على الشيخ ف هذا الباب كذلك‪ ,‬عدما حكمحه على الحاديث النبوية‪ ,‬ل بالصحة ول‬
‫بالضعف‪ ,‬فقد كان يكتفي بقوله‪ :‬وروي عن رسول ال‪ ‬أو عن رسول ال‪ ,‬وغيها من العبارات‪ ,‬دون‬
‫أن يذكر لنا درجة الديث‪.‬‬
‫د ‪ -‬إيراده لحاديث فضائل السور‪ :‬حت إنك ل تكاد تد سورة من سور القرآن الكري تلو من ذكر‬
‫حديث أو حديثي ف بيان فضلها‪ ,‬وهذه الحاديث قد نبه العلمحاء على بطلنا وعدما صحتها‪.‬‬
‫وقد عقد ابن قيم الوزية فصل ف كتابه " النار النيف"‪ ,‬ساه} فصل ف أحاديث فضائل سور القرآن{‪,‬‬
‫تكلم فيه عن أحاديث فضائل السور‪ ,‬فقال‪:‬‬
‫ومنها ذكر فضائل السور‪ ,‬وثواب من قرأ سورة كذا‪ ,‬فله أجر كذا‪ ,‬من أول القرآن إل آخره‪ ,‬كمحا ذكر‬
‫ذلك الثعلب والواحدي ف أول كل سورة والزمشري ف آخرها‪ ,‬قال عبد ال ابن البارك أظن الزنادقة‬
‫وضعوها‪.‬‬
‫والذي صحم ف أحاديث السور حديث فاتة الكتاب‪ ,‬وأنه ل ينزل ف التوراة ول ف النيل ول ف الزبور‬
‫مثلها‪ ,‬وحديث البقرة و آل عمحران أنمحا الزهراوان‪ ,‬وحديث آية الكرسي وأنا سيدة القرآن‪ ,‬وحديث‬
‫اليتي من آخر سورة البقرة من قرأها ف ليلة كفتاه‪ ,‬وحديث سورة البقرة ل تقرأ ف بيت فيقربه شيطان‪,‬‬
‫وحديث العشر آيات من أول سورة الكهف‪ ,‬من قرأها عصم من فتنة الدجال‪ ,‬وحديث قل هو ال أحد‬
‫وأنا تعدل ثلث القرآن‪ ,‬ول يصحم ف فضائل سورة ما صحم فيها‪ ,‬وحديث العوذتي وأنه ما تعوذ التعوذون‬
‫بثلهمحا‪ ,‬وقوله ‪‬أنزل علي آيات ل ير مثلهن ث قرأها‪.‬‬
‫ويلي هذه الحاديث وهي دونا ف الصحة؛ حديث إذا زلزلت تعدل نصف القرآن‪ ,‬وحديث قل يا أيها‬
‫الكافرون تعدل ربع القرآن‪ ,‬وحديث تبارك الذي بيده اللك هي النجية من عذاب القب‪.‬‬

‫‪ (1)1‬قال ف القاصد السنة‪ :‬ل يصحم رفعه إل النب ‪ ،‬بل هو من كلما الارث بن كلدة طبيب العرب أو غيه‪ ,‬انظر‬
‫"المقاصد الحسنة في بيان كثير من الحاديث المشتهرة على اللسنة"‪ ,‬للسخاوي‪ :‬أب الي شس الدين ممحد‬
‫بن عبد الرحان‪ ,‬دار الجرة‪ ,‬بيوت ‪1406‬هـ‪1986/‬ما‪ ,‬ص ‪ ,389‬وانظر التفسي ص ‪ ,19‬ومزيدا من المثلة ف‬
‫الحاديث الضعيفة ف تفسي الشيخ انظر‪ :‬ص ‪.61/63/71/186/242/438‬‬
‫‪" (1)2‬التفسير والمفسرون"‪:‬ج ‪1‬ص ‪.222‬‬

‫‪150‬‬
‫ث سائر الحاديث بعد كقوله من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا‪ ,‬فمحوضوعة على رسول ال ‪ ,‬وقد‬
‫اعتف بوضعها واضعها‪ ,‬وقال قصدت أن أشغل الناس بالقرآن عن غيه‪.‬‬
‫وقال بعض جهلء الوضاعي ف هذا النوع نن نكذب لرسول ال ‪‬ول نكذب عليه‪ ,‬ول يعلم هذا‬
‫الاهل أنه من قال عليه ما ل يقل‪ ,‬فقد كذب عليه واستحق الوعيد الشديد)‪.(1‬‬

‫و ‪ -‬هذا وما يؤاخذ عليه الشيخ أيضا‪ ,‬إيراده لروايات موضوعة ف سبب النزول‪ ,‬أذكر على سبيل الثال‪:‬‬
‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ‬ ‫ﭛ ﭜ ﭝ‬ ‫عند قوله تعال‪ :‬ﭽ ﭙ ﭚ‬
‫ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ النسان‪ .‬أورد الشيخ ف تفسيه لليتي سبب نزول غريب‪ ,‬حيث قال‪ }:‬يوفون‬
‫بالنذر { نزلت ف علي وفاطمحة والسن والسي ) عليهمحا السلما ( وجارية لم تسمحى فضة‪ ,‬ف قصة‬
‫طويلة جلتها‪ »:‬قالوا مرض السن والسي فعادها جردها« وقال ‪ :‬يا أبا السن لو نذرت على ولديك‬
‫نذرا » فنذر صوما ثلثة أياما إن شفاها ال ونذرت فاطمحة كذلك وفضة فبئا ‪ ،‬فصاموا وليس عندهم‬
‫شيء فاستقرض علي من شعون اليهودي ثلثة أصواع شعي ‪ ،‬وروي أنه أخذها لتغزل فاطمحة صوف ا فجاء‬
‫به إل فاطمحة ‪ ،‬فأخذت فاطمحة فطحنته واختبزت خسة أقراص على عددهم ‪ ،‬وصلى علي ) عليه‬
‫السلما ( الغرب ‪ ،‬وقرربته إليهم ليفطروا فوقف سائل فقال ‪ :‬السلما عليكم أهل بيت ممحد مسكي من‬
‫مساكي السلمحي أطعمحون أطعمحكم ال من موائد النة ‪ ،‬فآثروه ول يذوقوا إل الاء وأصبحوا صيام ا ‪ ،‬فلمحا‬
‫أمسوا وضعوا بي أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ‪ ،‬ووقف عليهم أسي ف الثالثة ففعلوا مثل ذلك ‪ ،‬فلمحا‬
‫أصبحوا أخذ علي بيد السن والسي وأقبلوا إل رسول ال ‪ ‬فلمحا أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من‬
‫شدة الوع قال‪» :‬ما أشد ما يسوءن ما أرى بكم« وقاما فانطلق معهم فرأى فاطمحة ف مرابا قد لصق‬
‫بطنها بظهرها وغارت عيناها فساءه ذلك ‪ ،‬فنزل جبيل )عليه السلما ( وقال ‪ :‬خذها يا ممحد هنأك ال‬
‫ف أهل بيتك «)‪.(2‬‬
‫‪ (2)1‬ابن قيم الوزية‪ :‬شس الدين ممحد بن أب بكر "المنار المنيف في الصحيح والضعيف"‪ ,‬حققه وضبطه‪ ,‬أحد‬
‫عبد الشاف‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت ‪1408‬هـ‪1988/‬ما‪ ,‬ص ‪.106-103‬‬
‫‪ (1)2‬التفسي‪:‬ص‪ ,777‬وهذا الديث الذي ذكره الشيخ دون أن ينبه على وضعه‪ ,‬رواه الكيم التمذي ف نوادره‪ ,‬ف‬
‫الصل الرابع والربعون‪}:‬ف ما يعدونه صدق الديث{ قال‪ :‬جومن الديث الذي ينكره قلوب القي ماروي عن ابن‬
‫ها جرأسول ال ج‪ ... ‬إهجل آخر‬
‫عباس رضي ال عنهمحا ف قوله عزوجل}يوفون بالنذر{ ه جقاجل مرض املسن جواملأجسمي فجـجعاجد أج‬
‫الجهديث‪ ,‬ثز جقاجل جهجذا جحهديث أمجزوق‪ .‬وقد تطرف فيه صاحبه حت يشبه على الستمحعي‪ ,‬والاهل يعض على شفتيه تلهفا‬
‫أل يكون بذه الصفة‪ ,‬ول يدري أن صاحب هذا الفعل مذموما‪ .‬قال ال تعال}ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو{ وهو‬
‫الفضل الذي يفضل عن نفسك وعيالك‪ .‬وقال عليه ‪" ‬خي الصدقة ماكان عن ظهر غن وابدأ بنفسك ث بن تعول"‬
‫مفتعل‪ ,‬انظر "نوادر الصول في أحاديث الرسول" ‪ ,‬للحكيم التمذي‪ :‬أبو عبدال ممحد بن علي بن السن‪ ,‬تقيق‬

‫‪151‬‬
‫‪ - 3‬عدما نسبة الشواهد الشعرية لقائليها‪ ,‬إل ف القليل النادر جدا‪.‬فكان يكتفي بذكر كلمحة }قال{ قبل‬
‫ذكر البيت الشعري أو يقول وقال بعضهم‪.‬وغيها من الستخدامات الت تعلنا نهل القائل‪.‬‬
‫‪ -4‬كان مقل جدا من استخداما النحو‪ ,‬بالرغم من أن النحو هو اللة الت تفهم با بقية العلوما‪ ,‬وهو‬
‫مهم وضروري جدا بالنسبة للمحفسر‪ ,‬ول در القائل ‪:‬‬
‫النحو زين للفت يكرمه حيث أتى من ل يكن يسنه فحقه أن يصمحتا‪.‬‬
‫ومع هذا كله فقد أهل الشيخ قضايا النحو والعراب ف تفسيه‪ ,‬وكنت أرجو لو أنه راعى هذا الانب‬
‫ليزداد تفسيه جال بذه اللطائف العرابية‪.‬‬
‫‪- 5‬ل يكن منهج الشيخ دقيقا الدقة الطلوبة ف إيراد الكي والدن؛ ذلك أنه ذكر أن نزول بعض السور‬
‫كان مكيا‪ ,‬والبعض الخر كان مدنيا‪ .‬وبالتحقيق والبحث‪ ,‬ثبت عدما صحة هذا الكلما‪ ,‬كمحا ذكر أن‬
‫بعض السور مكي‪ ,‬ومدن ف آن واحد‪ ,‬وهو ف القيقة تقسيم عقلي مض‪ ,‬ل دليل عليه من كتاب ول‬
‫من سنة‪ ,‬وإنا جاء هذا نتيجة اجتهاد فقط‪.‬‬
‫‪ -6‬كان يستخدما عبارة "قيل" كثيا جدا ف تفسيه‪ ,‬دون أن يشي لصحابا‪ ,‬وهذا بالطبع يغمحط الناس‬
‫حقوقهم‪ ,‬وفضائلهم‪ ,‬فتاه بعد أن يورد هذه القوال‪ ,‬ل يذكر رأيه فيها‪ ,‬ول الرأي الراجحم ف السألة‪ ,‬ما‬
‫يعل القارئ مشتت الذهن‪ ,‬ف حية من أمره‪ ,‬ل يستطيع الروج من ذلك بشيء‪ ,‬وكان الول أن يبي‬
‫للقارئ‪ ,‬رأيه أو الرأي الراجحم‪ ,‬ولن هذا الصنيع قد يؤدي إل قبول السكوت عنه‪ ,‬حت لو كان غي‬
‫صحيحم‪ ,‬وهذا كذلك ما يسب على الشيخ‪ ,‬فينبغي التنبيه على النقولت إن صحيحة فصحيحة‪ ,‬وإن‬
‫ضعيفة أو موضوعة فضعيفة أو موضوعة‪ ,‬وهكذا تبأ ذمته‪ ,‬ويسلم من كل نقد يوجه له‪.‬‬
‫‪ - 7‬احتوى تفسيه على الكثي من السرائيليات‪ ,‬شأنه شأن أكثر الفسرين؛ الذين أطلقوا يد العنان‬
‫للسرائيليات‪ ,‬وتساهلوا ف قبولا‪ ,‬فخطا خطاهم ونج منهجهم‪ ,‬غي منبه على بطلن هذا النوع من‬
‫الدخيل‪.‬‬
‫‪ -8‬ذهابه مذهب العتزلة ف تقرير أصولم الت بنوا عليها أقوالم ف التفسي‪:‬‬
‫عبدالرحان عمحية‪ ,‬دار اليل‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1412‬هـ‪1992 /‬ما‪ ,‬ج‪1‬ص‪ ,246‬ورواه ابن الوزي ف‬
‫الوضوعات قال‪ :‬وهذا حديث ل يشك ف وضعه‪ ,‬ولو ل يدل على ذلك إل الشعار الركيكة‪ ,‬والفعال الت يتنزه عنها‬
‫أولئك السادة‪.‬انظر "الموضوعات"‪ ,‬لبن الوزي‪ :‬أب الفرج عبد الرحان بن علي تقيق عبد الرحان ممحد عثمحان‪ ,‬دار‬
‫الفكر‪ ,‬الطبعة الول‪1386,‬هـ‪1966/‬ما‪ ,‬ج‪1‬ص‪ ,392‬وقال ابن تيمحية ف منهاج السنة‪ :‬هذا الديث من الكذب‬
‫الوضوع‪ ,‬باتفاق أهل العرفة بالديث‪ ,‬الذين هم أئمحة هذا الشأن و حكامه‪ .‬انظر "منهاج السنة النبوية"‪ :‬لبن تيمحية‪:‬‬
‫أبو العباس أحد بن عبد الليم الران‪ ,‬تقيق ‪ :‬د‪ .‬ممحد رشاد سال‪ ,‬مؤسسة قرطبة‪ ,‬الطبعة الول‪1406 ,‬هـ‪,‬ج‪7‬ص‬
‫‪.177‬‬

‫‪152‬‬
‫هذا وما يؤخذ على الشيخ‪ ,‬تأثره الشديد بذهب العتزال‪ ,‬فقد بدا واضحا ف تفسيه‪ ,‬أنه متأثر بذهب‬
‫العتزلة‪ ,‬وسأشي إل مواطن التأثر بم‪ ,‬وأحب أن أشي هنا إل نقطة‪ ,‬وهي أن العتزلة قد قدموا خدمة‬
‫كبية‪ ,‬ل تنكر لذا الدين العظيم‪ ,‬يتجلى ذلك ف الثار الت تركوها لنا‪ ,‬خدمة لكتاب ال سبحانه‬
‫وتعال‪ ,‬فهذان ها المامان؛ الماما عبد القاهر الرجان‪ ,‬والماما الزمشري شيخا العتزلة ف زمانمحا‪ ,‬تركا‬
‫لنا مؤلفات قيمحة ورائعة‪ ,‬تعلك تتذوق وتستمحتع بمحاليات النص القرآن وتتعايش معه‪ ,‬من خلل ما جاءا‬
‫به رحهمحا ال‪.‬‬
‫وكل من جاء بعدها من أرد التصنيف والتأليف ف هذا الفن إل ويرجع إليهمحا فيمحا كتبا وأبدعا‪.‬‬
‫وقديا قالوا‪ ’’ :‬لول العرجان لذهبت بلغة القرآن’’‪.‬‬
‫والعرجان ها الرجان‪ ,‬والزمشري‪ ,‬فالرجان أتى بنظرية النظم ف القرآن الكري‪ ,‬ث جاء الزمشري بعده‬
‫وطبقها على القرآن الكري‪ .‬فكان لمحا فضل ل يسبقا ول يلحقا إليه‪.‬‬
‫غي أنه من النصاف ومن باب إحقاق الق‪,‬كان لزاما علي أن أقول بعد ذكر فضائل العتزلة‪ ,‬إن عليهم‬
‫أمورا ظاهرة البطلن‪ ,‬خالفوا فيها جهور أهل السنة‪ ,‬أيدها الشيخ ف تفسيه‪ ,‬أذكر منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬أفعال العباد‪ :‬يرى العتزلة أن أفعال العباد ليست من عند ال‪ ,‬وقد مشى الشيخ على هذا الصل‪ ,‬فعند‬
‫ﰑ ﭼ القمحر‪.‬‬ ‫ﰎ ﰏ ﰐ‬ ‫قوله تعال‪ :‬ﭽ ﰌ ﰍ‬
‫قال بعد أن ذكر العن حول الية‪’’ :‬ومت قيل هل حلتم ذلك على أفعال العباد‪ ،‬وأنه خلق فيهم الي‬
‫والشر’’‪ ،‬قلنا ليس ف الظاهر ذلك‪ ،‬لن أفعالم ليست بلق ال تعال‪ ،‬لن فيهمحا الكفر والظلم)‪.(1‬‬
‫وهذا ليس بصحيحم‪ ,‬فاعتقاد أهل السنة والمحاعة‪ ,‬أن أفعال العباد خلق ل تعال‪.‬‬
‫قال الماما الطبي ف باب " القول ف أفعال العباد"‪ :‬وأما الصواب من القول لدينا فيمحا اختلف فيه من‬
‫أفعال العباد وحسناتم وسيئاتم‪ ,‬فإن جيع ذلك من عند ال تعال‪ ,‬وال سبحانه مقدره ومدبره‪ ,‬ل يكون‬
‫شيء إل بإذنه‪ ,‬ول يدث شيء إل بشيئته‪ ,‬له اللق والمر كمحا يريد)‪.(2‬‬
‫وقال الماما القرطب عند تفسيه قوله تعال‪ :‬ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ الصافات‪. ٩٦ :‬‬
‫"وال خلقكم وما تعمحلون "‪ " :‬ما " ف موضع نصب؛ أي وخلق ما تعمحلونه من الصناما‪ ،‬يعن الشب‬
‫ﯰ ﯱ ﯲ ﭼ النبياء‪.56:‬‬ ‫والجارة وغيها‪ ،‬كقوله‪ :‬ﭽ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ‬
‫وقيل‪ :‬إن " ما " استفهاما ومعناه التحقي لعمحلهم‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هي نفي‪ ،‬والعن وما تعمحلون ذلك لكن ال خالقه‪.‬‬

‫‪ (1)1‬التفسي‪ :‬ص ‪ ,693‬وانظر ص ‪.78‬‬


‫‪ (2)2‬الطبي‪ :‬أبو جعفر ممحد بن جرير "صريح السنة"‪ ,‬دار اللفاء للكتاب السلمي‪ ,‬الكويت‪ ,‬تقيق ‪ :‬بدر يوسف‬
‫العتوق‪ ,‬الطبعة الول ‪1405‬هـ‪ ,‬ص‪.21‬‬

‫‪153‬‬
‫والحسن أن تكون " ما " مع الفعل مصدرا‪ ،‬والتقدير وال خلقكم وعمحلكم‪ ,‬وهذا مذهب أهل السنة‪:‬‬
‫أن الفعال خلق ل عز وجل واكتساب للعباد‪ ,‬وف هذا إبطال مذاهب القدرية والبية)‪.(1‬‬
‫وقال البغوي ف تفسيه لنفس الية‪ }:‬جواللزهأ جخلججقأكمم جوجما تجـمعجمحألوجن { بأيديكم من الصناما‪ ،‬وفيه دليل على‬
‫أن أفعال العباد ملوقة ل تعال)‪.(2‬‬
‫ب ‪ -‬نفيهم رؤية ال سبحانه وتعال ف الخرة‪ :‬أيضا من السائل الت تابع فيها الشيخ فرقة العتزلة‪ ,‬مسألة‬
‫نفي الرؤية‪ ,‬وقد ذكرت هذا عند الديث عن القضايا العقدية ف تفسيه‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫‪" (1)1‬الجامع لحكاما القرآن"‪ ,‬ج ‪18‬ص ‪58‬‬
‫‪" (2)2‬معالم التنزيل"‪:‬ج ‪4‬ص ‪566‬‬

‫‪154‬‬
‫وف ختاما هذا البحث‪ ,‬ل يسعن إل أن أقول‪ :‬المحد ل الذي بنعمحته تتم الصالات‪ ,‬المحد ل الذي‬
‫أعانن ووفقن لتاما هذا البحث وإنازه‪ ,‬فله المحد من قبل ومن بعد‪.‬‬
‫وقد خلصت ف نايته إل النتائج والتوصيات التية‪:‬‬
‫‪ -1‬إن تفسي كتاب ال تعال‪ ,‬علم واسع ليستطيع أحد من البشر‪ ,‬مهمحا أوت من رجاحة عقل‪ ,‬وفهم‬
‫وذكاء‪ ,‬أن ييط با حواه من مكنونات وأسرار؛ ذلك أن كلما ل العجز هو جزء من علمحه الذي ل‬
‫يستطيع البشر ولن يستطيعوا تدراكه والحاطة به‪ ,‬ولذلك ند الول تبارك وتعال‪ ,‬يعب عن هذا العن ف‬
‫مكم تنزيله فيقول‪ :‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬
‫ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ‬ ‫ﭡ ﭢ‬
‫ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ هود‪.‬‬
‫‪ -2‬الفسرون لكتاب ال على نوعي‪ :‬مفسر متهد ومبدع ومقق‪ ,‬له طريقة الاصة ومنهجه الستقل‪,‬‬
‫وأسلوبه التمحيز‪ ,‬كالطبي والزمشري وابن العرب‪ ,‬وغيهم من له استقللية وميزة ف التفسي‪.‬‬
‫والنوع الثان‪ :‬مفسر جامع ناقل‪ ,‬ومقلد مافظ‪ ,‬ينقل أقوال الفسرين السابقي‪ ,‬فيعلق عليها ف الواطن‬
‫الت تستوجب التعليق‪ ,‬تارة ويناقش بعض الواضع الت تستدعي منه الناقشة‪ ,‬تارة أخرى‪.‬‬
‫وإذا أدت أن أصنف العقم من أي القسمحي هو‪ ,‬فإنه ومن خلل هذه الدراسة يكنن القول‪ ,‬إن‬
‫الشيخ من النوع الثان‪ ,‬حيث كان مقلدا لغيه‪ ,‬جع القوال وحافظ عليها ف مواطن‪ ,‬وناقشها وعلق‬
‫عليها ف مواطن أخرى‪.‬‬
‫‪-3‬لكل مفسر مذهب ومنهج ف العقيدة‪ ,‬يتبناه وينافحم عنه‪ ,‬مصوبا رأيه مطئا غيه‪ ,‬والعقم ل يكن‬
‫كذلك‪ ,‬حيث ل نلمحس له اتاها معينا يكننا أن نكم عليه من خلله‪ ,‬فقد أخذ من الشاعرة ف‬
‫بعض الواطن‪ ,‬وقد أفاد من تفاسي العتزلة كتفسي الاكم الشمحي‪ ,‬وأب علي البائي‪ ,‬والزمشري‪,‬‬
‫وتأثر بذهبهم العقدي ف مسألة الرؤية‪ ,‬وأفعال العباد‪.‬‬
‫‪ -4‬دراسة مناهج الفسرين‪ ,‬على اختلف مذاهبهم ومشاربم‪ ,‬تعطي الباحث فوائد كثية‪ ,‬حيث‬
‫يعرف جهودهم‪ ,‬ويستفيد من كتاباتم‪ ,‬وطرقهم وأساليبهم‪ ,‬الت اتبعوها ف التأليف‪ ,‬كمحا يستطيع‬
‫الباحث أن يدد مكانة الفسر بي الفسرين‪ ,‬من خلل كتابه‪.‬‬
‫‪ -5‬أقتح أن تعاد طباعة الكتاب طباعة جديدة‪ ,‬خالية من الخطاء‪ ,‬فهو مليء بالخطاء الطبعية‪,‬‬
‫وبعض الكلمحات الساقطة من الصل‪ ,‬ما يعل قارئه يتكلف ف فهم العبارة أحيانا‪ ,‬فلذا أوصي‬
‫بطباعته مرة أخرى‪ ,‬مع مراعاة ماذكر‪ ,‬حت يظهر ويرج ف مظهر لئق‪.‬‬
‫‪ -6‬أن ينبه ف الاشية على ما تضمحنه هذا التفسي من سلبيات‪,‬كمحا فعل ابن الني ف تفسيه‬
‫"النتصاف"؛ الذي طبع هامشا للكشاف‪ ,‬منبها على ما ورد فيه من اعتزاليات‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫‪ -7‬هناك بعض القضايا ف هذا التفسي باجة إل دراسة وتقيق‪ ,‬دراسة ترج فيها الحاديث‪ ,‬وتقق‬
‫فيها الخبار‪ ,‬ويعلق فيها على السرائيليات الوجودة‪.‬‬
‫وال وحده الوفق للصواب‪.‬‬
‫’’وصلى ال على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم’’‪.‬‬

‫‪:‬فهرس الوضوعات‬
‫الوضوع‬ ‫الصفحة‬

‫‪156‬‬
‫الهداء‬
‫شكر وتقدير‬
‫القدمة‬ ‫‪1‬‬
‫الفصل التمحهيدي‬ ‫‪5‬‬
‫البحث الول‪ :‬التعريف بشخصية العقم‬ ‫‪5‬‬
‫البحث الثان‪ :‬من أشهر الفسرين الذين عاصرهم العقم‬ ‫‪6‬‬
‫الفصل الول‪ :‬مصادر العقم‬ ‫‪9‬‬
‫البحث الول‪ :‬مصادره من كتب التفسي‬ ‫‪9‬‬
‫البحث الثان‪ :‬مصادره من كتب السية‬ ‫‪14‬‬
‫البحث الثالث‪ :‬طريقة إفادته من مصادره وموقفه منها‬ ‫‪17‬‬
‫الفصل الثان‪ :‬البناء اليكلي ف تفسي العقم‬ ‫‪29‬‬
‫البحث الول‪ :‬طريقة عرضه للتفسي‬ ‫‪31‬‬
‫البحث الثان‪ :‬التفسي بالأثور عنده‬ ‫‪35‬‬
‫حول التفسي بالأثور‬ ‫‪35‬‬
‫اختلف العلمحاء ف تفسي الصحاب والتابعي من حيث الحتجاج‬ ‫‪37‬‬
‫تفسي القرآن بالقرآن عند الشيخ‬ ‫‪39‬‬
‫تفسي القرآن بالسنة‬ ‫‪44‬‬
‫تفسي القرآن بأقوال الصحابة والتابعي‬ ‫‪50‬‬
‫البحث الثالث‪ :‬التفسي بالرأي عند الشيخ‬ ‫‪55‬‬
‫موقف العلمحاء من التفسي بالرأي‬ ‫‪55‬‬
‫منهج الشيخ ف التفسي بالرأي‬ ‫‪58‬‬
‫الانب البلغي ف تفسي العقم‬ ‫‪60‬‬
‫الاز ‪1-‬‬ ‫‪60‬‬
‫التشبيه ‪2-‬‬ ‫‪62‬‬
‫الستعارة ‪3-‬‬ ‫‪64‬‬
‫الكناية ‪4-‬‬ ‫‪65‬‬
‫علم العان‬ ‫‪66‬‬
‫أ‪ -‬اللتفات‬ ‫‪66‬‬

‫‪157‬‬
‫ب‪ -‬الذكر والذف‬ ‫‪68‬‬
‫ج‪ -‬الستفهاما‬ ‫‪69‬‬
‫د‪ -‬التقدي والتأخي‬ ‫‪70‬‬
‫الانب اللغوي والنحوي‬ ‫‪71‬‬
‫استشهاد الشيخ بالمثال‬ ‫‪72‬‬
‫الشاهد الشعري‬ ‫‪73‬‬
‫النحو والعراب عند الشيخ‬ ‫‪77‬‬
‫أسلوب الشرط‬ ‫‪79‬‬
‫زيادة الحرف‬ ‫‪80‬‬
‫تناوب الروف‬ ‫‪81‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬قضايا علوما القرآن ف هذا التفسي‬ ‫‪83‬‬
‫البحث الول‪ :‬الناسخ والنسوخ‬ ‫‪83‬‬
‫موقف الشيخ من النسخ‬ ‫‪84‬‬
‫‪:‬تقيق القول ف الروايتي‬ ‫‪89‬‬
‫الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجوها البتة نكال من ال وال عزيز" ‪1-‬‬ ‫‪89‬‬
‫‪".‬حكيم‬
‫‪...".‬لو كان لبن آدما واديان من ذهب لبتغى لمحا ثالثا" ‪2-‬‬ ‫‪93‬‬
‫طريقة الشيخ ف إيراد الناسخ والنسوخ‬ ‫‪95‬‬
‫البحث الثان‪ :‬القراءات القرآنية‬ ‫‪97‬‬
‫توجيه القراءات‬ ‫‪100‬‬
‫القراءات الشاذة‬ ‫‪102‬‬
‫‪103‬‬ ‫موقف الشيخ من القرءات الشاذة‬
‫‪104‬‬ ‫موقفه من القراءات التفسيية‬
‫‪105‬‬ ‫البحث الثالث‪ :‬أسباب النزول‬
‫‪107‬‬ ‫منهج الشيخ ف إيراد سبب النزول‬
‫‪114‬‬ ‫البحث الرابع‪ :‬الكي والدن‬
‫‪115‬‬ ‫جداول توضيحية‬
‫‪128‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬القضايا العقدية ف تفسيه‬

‫‪158‬‬
‫‪129‬‬ ‫البحث الول‪ :‬موقف الشيخ من أساء ال وصفاته‪).‬الوجه‪ ,‬العي‪ ,‬اليد‪,‬‬
‫الفوقية(‬
‫‪132‬‬ ‫البحث الثان‪ :‬قضايا عقدية متفرقة‬
‫‪132‬‬ ‫‪ -1‬الستواء‬
‫‪133‬‬ ‫‪ -2‬نصرة الشيخ لذهبه الزيدي‬
‫‪134‬‬ ‫‪ -3‬رؤية ال عزوجل‬
‫‪138‬‬ ‫الفصل الامس‪ :‬منهجه ف عرض آيات الحكاما‬
‫‪138‬‬ ‫طرق عرضه لقوال الفقهاء وموقفه منها‬
‫‪143‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬السرائيليات وموقف الشيخ منها‬
‫‪145‬‬ ‫البحث‪ :‬موقف الشيخ من السرائيليات‬
‫‪145‬‬ ‫‪ -1‬قصة آدما عليه السلما ف تسمحية ولده‬
‫‪147‬‬ ‫‪ -2‬زواج النب ‪ ‬من زينب بنت جحش‬
‫‪150‬‬ ‫‪ -3‬قصة الغرانيق‬
‫‪153‬‬ ‫البحث الثان‪ :‬منهج الشيخ ف عرض القصص القرآن‬
‫‪153‬‬ ‫قصة الائدة‬
‫‪157‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬مزايا وسات هذا التفسي‬
‫‪157‬‬ ‫البحث الول‪ :‬مزايا هذا التفسي‬
‫‪159‬‬ ‫البحث الثان‪ :‬الآخذ على هذا التفسي‬
‫‪165‬‬ ‫الاتة‬
‫‪167‬‬ ‫فهرس الوضوعات‬
‫‪170‬‬ ‫الراجع والصادر‬

‫قأائمة المراجع والمصادر‪:‬‬

‫‪159‬‬
‫‪ .1‬ابن إسحاق‪ :‬ممحد بن إسحاق بن يسار الطلب الدن "السيرة النبوية"‪ ,‬تقيق أحد فريد‬
‫الزيدي‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت لبنان‪ ,‬الطبعة الول ‪1422‬هـ‪2004/‬ما‪.‬‬
‫‪ .2‬ابن الثي‪ :‬أبو الفتحم ضياء الدين نصر ال بن ممحد بن ممحد بن عبد الكري الوصلي‪" ,‬المثل‬
‫السائر في أدب الكاتب و الشاعر"‪ ,‬الكتبة العصرية بيوت‪1995 ,‬ما‪.‬‬
‫‪ .3‬ابن الثي‪ :‬عز الدين أب السن علي بن ممحد الزري‪" ,‬أسد الغابة في معرفة الصحابة"‪,‬‬
‫تقيق الشيخ علي ممحد معوض‪ ,‬والشيخ عادل أحد عبد الوجود‪ ,‬دار الكتب العلمحية بيوت‪,‬‬
‫لبنان الطبعة الثالثة‪1429 ,‬هـ‪2008/‬ما‪.‬‬
‫‪ .4‬ابن الزري‪ :‬أبو الي ممحد بن ممحد بن علي بن يوسف "منجد المقرئين ومرشد الطالبين"‪,‬‬
‫مكتبة القدسي‪ ,‬القاهرة ‪1350‬هـ‪.‬‬
‫‪ .5‬ابن الزري‪ :‬أبو الي ممحد بن ممحد‪" ,‬غاية النهاية في طبقات القراء"‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪,‬‬
‫بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1351‬هـ‪1932/‬ما‪.‬‬
‫‪ .6‬ابن الزري‪ :‬ممحد بن ممحد بن ممحد بن علي بن يوسف‪" ,‬طيبة النشر في القراءات العشر"‪,‬‬
‫قدما له‪ ,‬وضبط نصوصه‪ ,‬عادل عبد النعم أبو العباس‪ ,‬مكتبة القرآن‪ ,‬القاهرة‪ ,‬الطبعة الول‬
‫‪2008‬ما‪.‬‬
‫‪ .7‬ابن الوزي‪ :‬أبو الفرج جال الدين عبد الرحان بن علي "نواسخ القرآن"‪ ,‬الكتبة العصرية‪,‬‬
‫صيدا بيوت‪1422 ,‬هـ‪2002/‬ما‪.‬‬
‫‪ .8‬ابن الوزي‪ :‬أبو الفرج عبد الرحان بن علي‪" ,‬الموضوعات"‪ ,‬تقيق عبد الرحان ممحد عثمحان‪,‬‬
‫دار الفكر‪ ,‬الطبعة الول‪1386 ,‬هـ‪1966/‬ما‪.‬‬
‫‪ .9‬ابن الوزي‪ :‬عبد الرحان بن علي بن ممحد‪" ,‬زاد المسير في علم التفسير"‪ ,‬الكتب‬
‫السلمي‪ ,‬بيوت لبنان‪ ,‬الطبعة الثالثة‪1404 ,‬هـ‪.‬‬
‫‪ .10‬ابن العرب‪ :‬أبو بكر ممحد بن عبدال‪" ,‬أحكاما القرآن"‪ ,‬مراجعة وتعليق ممحد عبد القادر‬
‫عطا‪,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪1424‬هـ‪2003/‬ما‪.‬‬
‫‪ .11‬ابن العرب‪:‬أبو بكر ممحد بن عبدال بن ممحد بن عبدال‪" ,‬الناسخ والمنسوخ في القرآن‬
‫الكريم"‪ ,‬وضع حواشيه الشيخ زكريا عمحيات‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت لبنان‪ ,‬الطبعة‬
‫الثالثة‪1427,‬هـ‪2006/‬ما‪.‬‬
‫‪ .12‬ابن اللقن‪ :‬سراج الدين أبو حفص عمحر بن علي بن أحد‪" ,‬البدر المنير في تخريج‬
‫الحاديث والثار الواقأعة في الشرح الكبير"‪ ,‬تقيق‪ :‬مصطفى أبو الغيط و عبد ال بن‬

‫‪160‬‬
‫سليمحان وياسر بن كمحال‪ ,‬دار الجرة للنشر والتوزيع ‪ -‬الرياض‪ -‬السعودية‪ ,‬الطبعة الول ‪،‬‬
‫‪1425‬هـ‪2004/‬ما‪.‬‬
‫‪ .13‬ابن تيمحية‪ :‬أبو العباس أحد بن عبد الليم الران‪" ,‬منهاج السنة النبوية"‪ :‬تقيق ‪ :‬د‪ .‬ممحد‬
‫رشاد سال‪ ,‬مؤسسة قرطبة‪ ,‬الطبعة الول‪1406 ,‬هـ‪.‬‬
‫‪ .14‬ابن تيمحية‪ :‬تقي الدين أبو العباس أحد بن عبد الليم الران‪" ،‬مقدمة في أصول التفسير""‪،‬‬
‫تقيق‪ :‬ممحود ممحد ممحد نصار‪ ،‬مكتبة التاث السلمي القاهرة‪.‬‬
‫‪ .15‬ابن جن‪ :‬أبو الفتحم عثمحان‪" ,‬المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات واليضاح عنها"‪,‬‬
‫تقيق ممحد عبد القادر عطا‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1419‬هـ‪1998/‬ما‪.‬‬
‫‪ .16‬ابن حجر‪ :‬أحد بن علي العسقلن‪" ,‬لسان الميزان"‪ ,‬منشورات العلمحي‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة‬
‫الثانية ‪1390‬هـ ‪1971/‬ما‪.‬‬
‫‪ .17‬ابن حجر‪ :‬شهاب الدين أبو الفضل أحد بن علي العسقلن‪" ,‬الصابة في تمييز الصحابة"‪,‬‬
‫تقيق‪ ,‬علي ممحد البجاوي‪ ,‬نضة مصر‪.‬‬
‫‪ .18‬ابن حجر‪ :‬شهاب الدين أبو الفضل أحد بن علي العسقلن‪" ,‬فتح الباري بشرح صحيح‬
‫البخاري"‪ ,‬إخراج وتصحيحم‪ ,‬مب الدين الطيب‪ ,‬دار الريان للتاث‪ ,‬القاهرة‪ ,‬الطبعة الثانية‬
‫‪1407‬هـ‪1987/‬ما‪.‬‬
‫‪ .19‬ابن حجر‪ :‬شهاب الدين أب الفضل العسقلن‪ ,‬تقيق عبد الكيم ممحد النيس‪" ,‬العجاب‬
‫في بيان السباب"‪ ,‬دار ابن الوزي‪ ,‬الدماما‪ ,‬السعودية‪ ,‬الطبعة الول ‪1997‬ما‪.‬‬
‫‪ .20‬ابن حزما‪ :‬أبو ممحد علي بن أحد بن سعيد الندلسي القرطب الظاهري‪" ,‬اليصال في المحلى‬
‫بالثار"‪ ,‬تقيق عبد الغفار سليمحان البنداري‪ ,‬دار الفكر بيوت‪.‬‬
‫‪ .21‬ابن حزما‪ :‬علي بن أحد بن سعيد أبو ممحد‪" ,‬الفصل في الملل والهواء والنحل"‪ ,‬مكتبة‬
‫الاني القاهرة‪.‬‬
‫‪ .22‬ابن حنبل‪ :‬أحد أب عبد ال الشيبان‪" ,‬مسند الماما أحمد"‪ ,‬مؤسسة قرطبة‪ ,‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .23‬ابن خالويه‪" :‬الحجة في القراءات السبع"‪ ,‬تقيق د‪ .‬عبد العال سال مكرما‪ ,‬دار الشروق‬
‫بيوت ‪ ,‬الطبعة الرابعة‪1401 ,‬هـ‪.‬‬
‫‪ .24‬ابن خالويه‪ :‬أبو جعفر ممحد بن أحد بن نصر الصبهان‪ " ,‬إعراب القراءات السبع‬
‫وعللها"‪ ,‬ضبط نصه وعلق عليه‪ ,‬أبو ممحد السيوطي‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت لبنان‪,‬‬
‫الطبعة الول ‪1427‬هـ‪2006/‬ما‪.‬‬
‫‪ .25‬ابن خالويه‪ :‬أبو عبد ال السي‪" ,‬مختصر في شواذ القراءات"‪ ,‬عال الكتاب‪ ,‬بيوت‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫‪ .26‬ابن خلكان‪ :‬أبو العباس شس الدين أحد بن ممحد بن أب بكر‪" ،‬وفيات العيان وأنباء أبناء‬
‫الزمان"‪ ،‬تقيق الدكتور إحسان عباس‪ ،‬دار صادر بيوت‪1977 ،‬ما‪.‬‬
‫‪ .27‬ابن رشد‪ :‬أبو الوليد ممحد بن أحد بن ممحد بن أحد‪ ,‬بيوت "بداية المجتهد ونهاية‬
‫المقتصد"‪ ,‬تقيق ماجد المحوي‪ ,‬دار ابن حزما‪ ,‬الطبعة الول ‪1416‬هـ‪1995/‬ما‪.‬‬
‫‪ .28‬ابن زنلة‪ :‬أبوزرعة عبد الرحان بن ممحد‪" ,‬حجة القراءات"‪ ,‬تقيق‪ ,‬سعيد الفغان‪ ,‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الثانية‪1402 ,‬هـ‪1982/‬ما‪.‬‬
‫‪ .29‬ابن عادل‪ :‬أبو حفص عمحر بن علي الدمشقي النبلي‪" .‬اللباب في علوما الكتاب"‪ ،‬تقيق‬
‫عادل أحد عبد الوجود علي ممحد عمحر‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت لبنان‪ .‬الطبعة الول‬
‫‪1419‬هـ ‪1998 /‬ما‪.‬‬
‫‪ .30‬ابن عاشور‪ :‬ممحد الطاهر بن ممحد بن ممحد الطاهر‪" ,‬التحرير والتنوير"‪ ,‬مؤسسة التاريخ‬
‫العرب‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1420‬هـ‪2000/‬ما‪.‬‬
‫‪ .31‬ابن عساكر ‪ :‬علي بن السن بن هبة ال الدمشقي‪" ،‬تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى‬
‫الماما أبي الحسن الشعري"‪،‬دار الكتاب العرب بيوت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1404،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .32‬ابن عطية‪ :‬أبو ممحد عبد الق‪" ,‬المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز"‪ ,‬تقيق وتعليق‬
‫عبدال بن إبراهيم النصاري‪ ,‬والسيد عبد العال السيد إبراهيم‪ ,‬الطبعة الول‪1409 ,‬هـ‪/‬‬
‫‪1989‬ما‪.‬‬
‫‪ .33‬ابن قيم الوزية‪ :‬شس الدين ممحد بن أب بكر "المنار المنيف في الصحيح والضعيف"‪,‬‬
‫حققه وضبطه‪ ,‬أحد عبد الشاف‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت ‪1408‬هـ‪1988/‬ما‪.‬‬
‫‪ .34‬ابن قيم الوزية‪ :‬شس الدين ممحد بن أب بكر‪" ,‬الصواعق المرسلة على الجهمية‬
‫والمعطلة"‪ ,‬تقيق علي بن ممحد الدخيل ال‪ ,‬دار العاصمحة الرياض‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪1418‬هـ‪/‬‬
‫‪1998‬ما‪.‬‬
‫‪ .35‬ابن كثي‪ :‬أبو الفداء إساعيل بن عمحر بن كثي القرشي الدمشقي‪" ،‬تفسير القرآن العظيم"‪،‬‬
‫تقيق سامي بن ممحد سلمة دار طيبة للنشر والتوزيع‪ ,‬الطبعة الثانية ‪1420‬هـ‪1999/‬ما‪.‬‬
‫‪ .36‬ابن ماهد‪ :‬أبوبكر أحد بن موسى بن العباس التمحيمحي البغدادي‪" ,‬السبعة في القراءات"‪,‬‬
‫تقيق الدكتور شوقي ضيف‪ ,‬دار العارف القاهرة‪ ,‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ .37‬ابن منظور‪ :‬أبو الفضل جال الدين ممحد بن مكرما‪" ,‬لسان العرب"‪ ,‬د ارصادر‪ ,‬بيوت‪,‬‬
‫الطبعة الول ‪2000‬ما‪.‬‬
‫‪ .38‬أبو الفضل‪ :‬إبراهيم‪" ,‬ديوان امرئ القيس"‪ ,‬دار العارف‪ ,‬الطبعة الرابعة ‪1986‬ما‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫‪ .39‬أبو حسان‪ :‬جال ممحود "تفسير ابن عاشور التحرير والتنوير‪ :‬دراسة منهجية ونقدية"‪,‬‬
‫رسالة ماجستي‪ ,‬الامعة الردنية ‪1991‬ما‪.‬‬
‫‪ .40‬أبو شهبة‪ :‬ممحد بن ممحد‪" ,‬السرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" دار اليل‬
‫بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1413‬هـ‪1992/‬ما‪.‬‬
‫‪ .41‬إحسان‪ :‬عباس‪" ,‬شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامري"‪ ,‬التاث العرب‪ ,‬سلسلة تصدرها وزارة‬
‫الرشاد والنباء‪ /‬الكويت‪1962 ,‬ما‪.‬‬
‫‪ .42‬الدرهنوي‪ :‬أحد بن ممحد "طبقات المفسرين"‪ ,‬تقيق سليمحان بن صال الزي‪ ,‬مكتبة العلوما‬
‫والكم‪ ,‬الدينة النورة‪ ,‬الطبعة الول ‪1997‬ما‪.‬‬
‫‪ .43‬الصبحي‪ :‬أبو عبد ال مالك بن أنس‪" ,‬الموطأ"‪ ,‬تقيق ممحد فؤاد عبد الباقي‪ ,‬دار إحياء‬
‫التاث العرب‪ ,‬مصر‪.‬‬
‫‪ .44‬الصفهان‪:‬أبو القاسم السي بن ممحد‪" ,‬المفردات في غريب القرآن"‪ ,‬تقيق ممحد خليل‬
‫عيات‪ ,‬دار العرفة‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الرابعة‪1426 ,‬هـ‪2005/‬ما‪.‬‬
‫‪ .45‬اللبان‪ :‬ممحد ناصر الدين‪" ,‬الحديث حجة بنفسه في العقائد والحكاما"‪ ,‬مكتبة العارف‪,‬‬
‫الرياض‪ ,‬الطبعة الول ‪1425‬هـ‪2005/‬ما‪.‬‬
‫‪ .46‬اللبان‪ :‬ممحد ناصر الدين‪" ,‬سلسلة الحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في‬
‫المة"‪ ,‬ممحد ناصر الدين اللبان‪ ,‬دار العارف‪ ,‬الرياض‪ ,‬الطبعة الول‪1422 ,‬هـ‪199/‬‬
‫‪2‬ما‪.‬‬
‫‪ .47‬اللوسي‪ :‬أبو الفضل شهاب الدين السيد ممحود البغدادي‪" ,‬روح المعاني في تفسير القرآن‬
‫العظيم والسبع المثاني"‪ ,‬دار الفكر بيوت لبنان‪1414,‬هـ‪1994/‬ما‪.‬‬
‫‪ .48‬إميل‪ :‬يعقوب "المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية"‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت‬
‫الطبعة الول‪1417 ,‬هـ‪1996/‬ما‪.‬‬
‫‪ .49‬الندلسي‪ :‬أبو حيان ممحد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان‪" ,‬البحر المحيط"‪ ,‬دار‬
‫الفكر‪ ,‬بيوت‪ ,‬لبنان الطبعة الثانية‪1430,‬هـ‪1983/‬ما‪.‬‬
‫‪ .50‬الهدل‪ :‬بدر الدين أبو عبد ال السي بن عبد الرحان بن ممحد‪" ,‬تحفة الزمن في تاريخ‬
‫سادات اليمن"‪ ,‬تقيق عبد ال ممحد البشي‪ ,‬المحع الثقاف أبو ظب المارات العربية‪.‬‬
‫‪1425‬هـ‪2004/‬ما‬
‫‪ .51‬الوسي‪ :‬علي‪" ,‬الطباطبائي ومنهجه في تفسيره الميزان"‪ ,‬معاونية الرئاسة للعلقات الدولية‬
‫ف منظمحة العلما السلمي‪ ,‬طهران‪ ,‬الطبعة الول ‪1405‬هـ‪1985/‬ما‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫‪ .52‬البخاري‪ :‬أبو عبد ال ممحد بن إساعيل‪" ,‬الجامع الصحيح"‪ ,‬تقيق مصطفى البغا‪ ,‬دار ابن‬
‫كثي اليمحامة‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪1407‬هـ‪1987/‬ما‪.‬‬
‫‪ .53‬بدوي‪ :‬أحد‪" ,‬بلغة القرآن"‬
‫‪ .54‬البيهي‪ :‬عبد الوهاب بن عبد الرحان‪" ,‬طبقات صلحاء اليمن"‪ ,‬تقيق عبد ال ممحد‬
‫البشي‪ ,‬مركز الدراسات والبحوث اليمحن‪ ,‬صنعاء‪ ,‬دار الداب بيوت‪ ,‬الطبعة الول‬
‫‪1403‬هـ‪1983 /‬ما‪.‬‬
‫‪ .55‬البغوي‪ :‬أبو ممحد السي بن مسعود الفراء‪" ,‬معالم التنزيل في التفسير والتأويل"‪ ,‬دار الفكر‬
‫بيروت‪1405 ,‬هـ‪1985/‬ما‪.‬‬
‫‪ .56‬البيضاوي‪ :‬ناصر الدين أبو سعيد عبدال بن عمحر بن ممحد الشيازي‪" ,‬أنوار التنزيل وأسرار‬
‫التأويل"‪,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت لبنان‪ ,‬الطبعة الول ‪1408‬هـ‪1988/‬ما‪.‬‬
‫‪ .57‬البيهقي‪ :‬أبو بكر أحد بن السي بن علي بن موسى الراسان‪" ,‬شعب اليمان"‪ ,‬تقيق‬
‫ومراجعة الدكتور عبد العلي عبد المحيد حامد‪ ,‬مكتبة الرشد‪ ,‬الرياض‪ ,‬الطبعة الول‪,‬‬
‫‪1423‬هـ‪2003/‬ما‪.‬‬
‫‪ .58‬التمذي‪ :‬أبو عيسى ممحد بن عيسى "سنن الترمذي"‪,‬تقيق بشار عواد معروف ‪ ,‬دار الغرب‬
‫السلمي‪ ,‬بيوت ‪1998‬ما‪.‬‬
‫‪ .59‬الثعلب‪ :‬أحد بن ممحد بن إبراهيم أبو إسحاق‪"،‬الكشف والبيان في تفسير القرآن"‪ ،‬تقيق‬
‫الشيخ سيد كسروي حسن دار الكتب العلمحية بيوت لبنان الطبعة الول ‪1425‬هـ‪/‬‬
‫‪2004‬ما‪.‬‬
‫‪ .60‬الربوع‪ :‬عبد ال بن عبد الرحان‪ " ,‬أثر اليمان في تحصين المة السلمية ضد الفكار‬
‫الهدامة"‪ ,‬عمحادة البحث العلمحي بالامعة السلمية‪ ,‬الدينة النورة‪ ,‬الطبعة الول ‪1423‬هـ‪/‬‬
‫‪2003‬ما‪.‬‬
‫‪ .61‬الرجان‪ :‬أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحان بن ممحد‪ " ,‬دلئل العجاز"‪ ,‬قراءة وتعليق‬
‫ممحود ممحد شاكر‪,‬مطبعة الدن‪ ,‬القاهرة‪ ,‬دار الدن جدة‪ ,‬الطبعة الثالثة‪1413,‬هـ‪/‬‬
‫‪1992‬ما‪.‬‬
‫‪ .62‬الرجان‪:‬علي بن ممحد بن علي‪" ,‬التعريفات"‪ ,‬تقيق إبراهيم البياري‪ ,‬دار الكتاب العرب‪,‬‬
‫بيوت‪ ,‬الطبعة الول‪1405,‬هـ‪.‬‬
‫‪ .63‬البشي‪ :‬عبد ال ممحد‪" ,‬مصادر الفكر السلمي في اليمن"‪ ,‬المحع الثقاف‪ ,‬أبو ظب‬
‫المارات العربية التحدة‪1425 ,‬هـ‪2004/‬ما‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫‪ .64‬حكمحي‪ :‬حافظ بن أحد‪" ,‬معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الصول"‪ ,‬تقيق‬
‫عمحر بن ممحود أبو عمحر‪ ,‬دار ابن القيم ‪ ,‬الدماما‪ ,‬السعودية‪ ,‬الطبعة الول‪1410 ,‬هـ‪/‬‬
‫‪1990‬ما‪.‬‬
‫‪ .65‬الكيم التمذي‪ :‬أبو عبد ال ممحد بن علي بن السن‪",‬نوادر الصول في أحاديث‬
‫الرسول"‪ ,‬تقيق عبد الرحن عمحية‪ ,‬دار اليل‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1412‬هـ‪1992 /‬ما‪.‬‬
‫‪ .66‬المحد‪ :‬غان قدوري‪"" ,‬أبحاث في علوما القرآن"‪ ,‬دار عمحار‪ ,‬عمحان الردن‪ ,‬الطبعة الول‬
‫‪1426‬هـ‪2006/‬ما‪.‬‬
‫‪ .67‬الالدي‪ :‬صلح عبد الفتاح‪" ,‬البيان في إعجاز القرآن" دار عمحار‪ ,‬عمحان‪.‬‬
‫‪ .68‬الالدي‪ :‬صلح عبد الفتاح‪" ،‬تعريف الدارسين بمناهج المفسرين"‪ ،‬دار القلم دمشق‬
‫‪1429‬هـ ‪2008 /‬ما‪.‬‬
‫‪ .69‬خليفة‪ :‬حاجي عبد ال "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون"‪ ,‬مكتبة الثن بيوت‪.‬‬
‫‪ .70‬الدان‪ :‬أبو عمحرو عثمحان بن سعيد "جامع البيان في القراءات السبع"‪ ,‬ممحوعة رسائل‬
‫جامعية‪ ,‬جامعة الشارقة‪ ,‬الطبعة الول ‪1428‬هـ‪2007/‬ما‪.‬‬
‫‪ .71‬الدمشقي‪ :‬طاهر الزائري‪" ,‬توجيه النظر إلى أصول الثر"‪ ,‬تقيق عبد الفتاح أبو غدة‪,‬‬
‫مكتبة الطبوعات السلمية‪ ,‬حلب سوريا‪ ,‬الطبعة الول ‪1414‬هـ‪1990/‬ما‪.‬‬
‫‪ .72‬الدمياطي‪ :‬شهاب الدين أحد بن ممحد بن عبد الغن‪" ,‬إتحاف فضلء البشر في القراءات‬
‫الربعة عشر"‪ ,‬وضع حواشيه‪ ,‬الشيخ أنس مهرة‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت لبنان‪,‬‬
‫‪1422‬هـ‪2001/‬ما‪.‬‬
‫‪ .73‬الذهب‪ :‬أبو عبد ال شس الدين ممحد بن أحد بن عثمحان‪" ,‬تذكرة الحفاظ"‪ ,‬دار إحياء‬
‫التاث العرب‪ ,‬بيوت‪.‬‬
‫‪ .74‬الذهب‪ :‬شس الدين ممحد بن أحد بن عثمحان‪" ,‬تاريخ السلما ووفيات المشاهير‬
‫والعلما"‪ ,‬تقيق‪ :‬د‪ .‬عمحر عبد السلما تدمري‪ ,‬دار الكتاب العرب‪ ,‬بيوت‪ .‬الطبعة‪:‬‬
‫الول‪1407 .‬هـ ‪1987 /‬ما‪.‬‬
‫‪ .75‬الذهب‪ :‬شس الدين ممحد بن أحد بن عثمحان‪" ,‬سير أعلما النبلء"‪ ,‬تقيق مب الدين‬
‫العمحراوي‪ ,‬دار الفكر بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1417‬هـ‪1997/‬ما‪.‬‬
‫‪ .76‬الذهب‪ :‬شس الدين ممحد بن أحد‪" ,‬ميزان العتدال في نقد الرجال"‪ ,‬دراسة وتقيق‪:‬‬
‫الشيخ علي ممحد معوض‪ ,‬والشيخ عادل أحد عبد الوجود‪ ,‬دار الكتب العلمحية بيوت لبنان‪.‬‬
‫الطبعة الول هـ ‪1995 / 1416‬ما‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫‪ .77‬الذهب‪ :‬ممحد السيد حسي "السرائيليات في التفسير والحديث"‪ ,‬دار اليان‪ ,‬دمشق‪,‬‬
‫الطبعة الول ‪1405‬هـ‪1985/‬ما‪.‬‬
‫‪ .78‬الذهب‪ :‬ممحد حسي "التفسير والمفسرون"‪ ،‬دار اليوسف‪ ،‬بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1421‬هـ ‪/‬‬
‫‪2000‬ما‪.‬‬
‫‪ .79‬الرازي‪ :‬فخر الدين بن ضياء الدين‪" ,‬مفاتيح الغيب"‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬الطبعة الثالثة‪1405 ,‬هـ ‪/‬‬
‫‪1985‬ما‪.‬‬
‫‪ .80‬الرافعي‪ :‬مصطفى صادق‪" ,‬إعجاز القرآن والبلغة النبوية"‪ ,‬دار إحياء التاث العرب‪ ,‬الطبعة‬
‫الول‪1425 ,‬هـ‪2004/‬ما‪.‬‬
‫‪ .81‬رضا‪ :‬ممحد رشيد‪" ,‬مجلة المنار"‪ ,‬ملة شهرية تبحث ف فلسفة الدين وشؤون الجتمحاع‬
‫والعمحران‪ ,‬مصر‪ ,‬إدارة ملة النار‪ ,‬الطبعة الثانية ‪1327‬هـ‪.‬‬
‫‪ .82‬الزبيدي‪ :‬أبو بكر ممحد بن السن الندلسي‪" ,‬طبقات النحوبين "‪ ,‬تقيق ممحد أبو الفضل‬
‫إبراهيم‪ .‬دار العارف‪ ,‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ .83‬الزبيدي‪ :‬مب الدين أب فيض السيد ممحد مرتض السين الو اسطي‪" ,‬تاج العروس من‬
‫جواهر القاموس"‪ ,‬تقيق علي شيي‪ .‬دار الفكر‪ .‬بيوت لبنان‪1414 .‬هـ ‪1994 /‬ما‪.‬‬
‫‪ .84‬الزبيي‪ :‬علي بن ممحد "ابن جزي ومنهجه في التفسير"‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا الطبعة‬
‫‪1407‬هـ‪1987/‬ما‪.‬‬
‫‪ .85‬الزجاج‪ :‬أبو إسحاق إبراهيم بن السري‪" ,‬معاني القرآن وإعرابه"‪ :‬تقيق عبد الليل عبده‬
‫شلب‪ ,‬عال الكتاب بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1408‬هـ‪1988/‬ما‪.‬‬
‫‪ .86‬الزحيلي‪ :‬وهبة "الفقه السلمي وأدلته"‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬دمشق الطبعة الرابعة‪1418 ,‬هـ‪/‬‬
‫‪1997‬ما‪.‬‬
‫‪ .87‬زرزور‪ :‬د عدنان‪" ،‬الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن"‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫‪ .88‬الزرقان‪ :‬ممحد عبد العظيم‪" ،‬مناهل العرفان في علوما القرآن"‪ ،‬مطبعة عيسى الباب اللب‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫‪ .89‬الزركشي‪ :‬ممحد بن بارد عبدال‪ ،‬أبو عبدال‪" ،‬البرهان في علوما القرآن"‪ ،‬تقيق ممحد أبو‬
‫الفضل إبراهيم‪ ،‬دار العرفة بيوت ‪1391‬هـ‪.‬‬
‫‪ .90‬الزركشي‪ :‬ممحد بن عبدال بن بادر "البحر المحيط في أصول الفقه"‪ ,‬تقيق ممحد ممحد‬
‫تامر‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1421‬هـ‪2000/‬ما‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫‪ .91‬الزركلي‪ :‬خي الدين‪" ،‬العلما"‪ ،‬دار العلم للمحليي‪،‬بيوت لبنان‪ ،‬الطبعة العاشرة أيلول ‪,‬‬
‫‪1992‬ما‪.‬‬
‫‪ .92‬الزمشري‪ :‬أبو القاسم ممحود بن عمحر الوارزمي‪" ,‬الكشاف عن حقائق التنزيل‪ ,‬وعيون‬
‫القأاويل في وجوه التأويل"‪ ,‬تقيق عبد الرزاق الهدي‪ ,‬دار التاث العرب بيوت الطبعة‬
‫الثانية ‪1421‬هـ ‪2001 /‬ما‪.‬‬
‫‪ .93‬الزيلعي‪ :‬جال الدين أبو ممحد عبد ال بن يوسف بن ممحد‪" ,‬تخريج الحاديث والثار الواقأعة‬
‫في تفسير الكشاف للزمخشري"‪ ,‬تقيق عبد ال بن عبد الرحن السعد‪ ,‬دار ابن خزية –‬
‫الرياض‪ ,‬الطبعة الول‪1414 ,‬هـ‪.‬‬
‫‪ .94‬السبكي‪ :‬تاج الدين أبو النصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكاف "رفع الحاجب عن‬
‫مختصر ابن الحاجب" تقيق علي ممحد معوض‪ ,‬عادل أحد عبد الوجود‪ ,‬عال الكتب‬
‫بيوت لبنان‪1419,‬هـ‪1999/‬ما‪.‬‬
‫‪ .95‬السخاوي‪ :‬أبو الي شس الدين ممحد بن عبد الرحان‪" ,‬المقاصد الحسنة في بيان كثير من‬
‫الحاديث المشتهرة على اللسنة"‪ ,‬دار الجرة‪ ,‬بيوت ‪1406‬هـ‪1986/‬ما‪.‬‬
‫‪ .96‬السخاوي‪ :‬شس الدين ممحد بن عبد الرحان "الضوء اللمع لهل القرن التاسع"‪ ,‬مكتبة‬
‫الياة بيوت‪.‬‬
‫‪ .97‬السمحي اللب‪ :‬أحد بن يوسف‪" ,‬الدر المصون في علوما الكتاب المكنون"‪ ,‬تقيق الدكتور‬
‫احد ممحد الراط‪ ,‬دار القلم‪ ,‬دمشق‪ ,‬الطبعة الول‪1406 ,‬هـ‪1986/‬ما‪.‬‬
‫‪ .98‬السيوطي‪ :‬أبو الفضل جلل الدين عبد الرحان بن أب بكر بن ممحد‪ " ,‬أسباب النزول"‪ ,‬دار‬
‫الجرة‪ ,‬دار النمحي‪ ,‬بيوت الطبعة الول‪1410,‬هـ‪1990/‬ما‪.‬‬
‫‪ .99‬السيوطي‪ :‬جلل الدين بن عبد الرحان بن أب بكر ‪" ,‬التقان في علوما القرآن"ضبطه‬
‫وصححه وخرج آياته‪ ,‬ممحد سال هاشم‪ ,‬دار الكتب العلمحية بيوت‪ ,‬الطبعة الول‪,‬‬
‫‪1428‬هـ‪2007/‬ما‪.‬‬
‫‪ .100‬السيوطي‪ :‬جلل الدين عبد الرحان بن أب بكر ‪" ,‬المزهر في علوما اللغة وأنواعها"‪,‬تقيق‬
‫فؤاد علي منصور‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1998‬ما‪.‬‬
‫‪ .101‬السيوطي‪ :‬جلل الدين عبد الرحن بن أب بكر‪" ،‬طبقات المفسرين"‪ ،‬تقيق‪ ،‬علي ممحد‬
‫عمحر‪ ،‬مكتبة وهبة القاهرة‪ ,‬الطبعة الول‪1396 ،‬هـ‪.‬‬
‫‪ .102‬السيوطي‪ :‬جلل الدين عبد الرحن‪",‬بغية الوعاة"‪ ,‬تقيق‪ :‬د علي ممحد عمحر ‪ ,‬مكتبة‬
‫الاني‪ ,‬القاهرة الطبعة الول ‪1426‬هـ‪2005 /‬ما‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫‪ .103‬الشافعي‪ :‬أبو عبد ال ممحد بن إدريس القرشي كتاب "الما" تقيق علي ممحد وعادل أحد‬
‫دار إحياء التاث العرب بيوت لبنان ‪1422‬هـ ‪2001 /‬ما‪.‬‬
‫‪ .104‬شراب‪ :‬ممحد ممحد حسن‪",‬شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية"‪ ,‬دار‬
‫البشي‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيوت الطبعة الول ‪1427‬هـ‪2007/‬ما‪.‬‬
‫‪ .105‬الشنقيطي‪ :‬ممحد المي بن ممحد الختار الكن‪" ,‬أضواء البيان في إيضاح القرآن‬
‫بالقرآن" ‪ ,‬دار عال الكتب‪ ,‬بيوت لبنان‪.‬‬
‫‪ .106‬الشهرزوري‪ :‬أبو عمحرو عثمحان بن عبد الرحان‪" ،‬مقدمة ابن الصلح"‪ ،‬مكتبة الفاراب‪،‬‬
‫الطبعة الول‪1984 ،‬ما‪.‬‬
‫‪ .107‬الشوكان‪ :‬ممحد بن علي بن ممحد‪" ,‬فتح القدير"‪ ,‬دار العرفة بيوت‪.‬‬
‫‪ .108‬الصابون‪ :‬ممحد علي‪" ,‬روائع البيان تفسير آيات الحكاما من القرآن" دار الفكر‪.‬‬
‫‪ .109‬الصال‪ :‬صبحي‪" ,‬مباحث في علوما القرآن"‪ ,‬دار الليي‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة السابعة عشرة‪,‬‬
‫‪1988‬ما‪.‬‬
‫‪ .110‬الصفدي‪ :‬صلح الدين خليل بن أيبك الصفدي‪" ،‬الوافي بالوفيات"‪ ,‬تقيق‪ :‬أحد‬
‫الرناؤوط‪ ،‬تركي مصطفى دار إحياء التاث العرب‪ ،‬الطبعة الول سنة ‪2000‬ما‪.‬‬
‫‪ .111‬الطبي‪ :‬أبو جعفر ممحد بن جرير "صريح السنة"‪ ,‬دار اللفاء للكتاب السلمي‪,‬‬
‫الكويت‪ ,‬تقيق‪ :‬بدر يوسف العتوق‪ ,‬الطبعة الول ‪1405‬هـ‪.‬‬
‫‪ .112‬الطبي‪ :‬أبو جعفر ممحد بن جرير بن يزيد بن كثي بن غالب الملي‪" ,‬جامع البيان في‬
‫تأويل القرآن"‪ ,‬تقيق أحد ممحد شاكر‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬الطبعة الول‪1420,‬هـ‪/‬‬
‫‪2000‬ما‪.‬‬
‫‪ .113‬عباس‪ :‬فضل حسن "القراءات القرآنية وما يتعلق بها"‪ ,‬دار النفائس‪ ,‬عمحان‪ ,‬الطبعة‬
‫الول‪1428 ,‬هـ‪2008/‬ما‪.‬‬
‫‪ .114‬عباس‪ :‬فضل حسن‪" ,‬إتقان البرهان في علوما القرآن" دار الفرقان‪ ,‬عمحان الطبعة الول‬
‫‪1997‬ما‪.‬‬
‫‪ .115‬عباس‪ :‬فضل حسن‪" ,‬لطائف المنان وروائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن"‪ ,‬دار‬
‫النور بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1410‬هـ‪1989/‬ما‪.‬‬
‫‪ .116‬عباس‪ :‬فضل حسن‪" ،‬التفسير أساسياته واتجاهاته"‪ ،‬مكتبة دنديس‪ ،‬عمحان ‪1426‬هـ‪/‬‬
‫‪2005‬ما‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫‪ .117‬العسقلن‪ :‬أبو الفضل أحد بن علي بن ممحد أحد بن حجر‪" ،‬نزهة النظر في توضيح‬
‫نخبة الفكر في مصطلح أهل الثر"‪ ،‬تقيق عبد ال الرحيلي‪ ،‬مطبعة السفي‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫الطبعة الول‪.‬‬
‫‪ .118‬العسقلن‪ :‬شهاب الدين أبو الفضل أحد بن علي بن حجر "تهذيب التهذيب"‪ ,‬اعتناء‬
‫إبراهيم الزيبق‪ ,‬وعادل مرشد‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيوت لبنان‪ ,‬الطبعة الول ‪1419‬هـ‪/‬‬
‫‪2008‬ما‪.‬‬
‫‪ .119‬عواد‪ :‬ممحد حسن‪" ,‬تناوب الحروف الجر في لغة القرآن"‪ ,‬دار الفرقان عمحان‪ ,‬الطبعة‬
‫الول ‪1402‬هـ‪1982/‬ما‪.‬‬
‫‪ .120‬عياض‪ :‬أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصب "الشفا بتعريف حقوق‬
‫المصطفى"‪ ,‬تقدي وتقيق طه عبد الرؤوف سعد‪ ,‬خالد بن ممحد بن عثمحان‪ ,‬مكتبة الصفا‪,‬‬
‫القاهرة‪ ,‬الطبعة الول ‪.1423/2002‬‬
‫‪ .121‬الغزال‪ :‬ممحد "فقه السيرة"‪ ,‬خرج أحاديثه الشيخ ناصر الدين اللبان‪ ,‬دار الشروق القاهرة‪,‬‬
‫الطبعة الول ‪1421‬هـ‪2000/‬ما‪.‬‬
‫‪ .122‬الفاراب‪ :‬أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم‪" ,‬ديوان الدب"‪ ,‬تقيق د أحد متار عمحر‪ ,‬ود‬
‫إبراهيم أنيس‪ ,‬القاهرة ‪1974‬ما‪.‬‬
‫‪ .123‬الفاسي تقي الدين ممحد بن أحد السن "العقد الثمين في تاريخ البلد المين"‪ ,‬تقيق‬
‫ممحد عبد القادر أحد عطا‪ ,‬دار الكتب العلمحية بيوت ‪ ,‬الطبعة الول ‪419‬هـ‪1998/‬ما‪.‬‬
‫‪ .124‬الفتن‪ :‬ممحد طاهر بن علي الندي‪" ,‬تذكرة الموضوعات"‪ ,‬دار إحياء التاث العرب‪,‬‬
‫بيوت‪.‬‬
‫‪ .125‬الفراهيدي‪ :‬أبو عبد الرحان‪ ،‬الليل بن أحد‪" ،‬العين"‪ ،‬دار إحياء التاث العرب‪ ،‬بيوت‪.‬‬
‫‪ .126‬الفيومي‪ :‬أحد بن ممحد بن علي القري‪" ،‬المصباح المنير"‪ ،‬راجعه الشيخ ممحد حسني‬
‫الغمحراوي‪ ،‬الطبعة الميية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة السادسة ‪1928‬ما‪.‬‬
‫‪ .127‬القاضي‪ :‬عبد الفتاح عبد الغن بن ممحد‪ ,‬دار السلما‪" ,‬البدور الزاهرة في القراءات العشر‬
‫المتواترة" القاهرة‪ ,‬الطبعة الول‪1424 ,‬هـ‪2004/‬ما‪.‬‬
‫‪ .128‬القرشي‪ :‬أبو زيد ممحد بن أب الطاب‪"،‬جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والسلما"‪,‬‬
‫تقيق علي ممحد البجاوي دار النهضة مصر الفجالة‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .129‬القرطب‪ :‬أبو عبد ال ممحد بن أحد بن أب بكر‪" ,‬الجامع لحكاما القرآن"‪ ,‬تقيق عبد ال‬
‫بن السن التكي‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ .‬بيوت‪ .‬الطبعة الول‪1421 ،‬هـ ‪2006 /‬ما‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫‪ .130‬القزوين‪ :‬جلل الدين أبو عبد ال ممحد بن سعد الدين بن عمحر‪" ,‬اليضاح في علوما‬
‫البلغة"‪ ,‬دار إحياء العلوما‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الرابعة ‪1998‬ما‪.‬‬
‫‪ .131‬القفطي‪ :‬جال الدين أب حسن علي بن يوسف‪" ,‬إنباه الرواة على أنباه النحاة"‪ ,‬تقيق‪:‬‬
‫ممحد أبو الفضل إبراهيم دار الفكر العرب‪ ،‬القاهرة الطبعة الول‪1406 ،‬هـ ‪1986 /‬ما‪.‬‬
‫‪ .132‬الكاسان‪ :‬علء الدين أبو بكر بن مسعود النفي‪" ,‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع"‬
‫‪,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت لبنان الطبعة الثانيه ‪1406‬هـ ‪1986 /‬ما‪.‬‬
‫‪ .133‬كحالة‪ :‬عمحر رضا‪" ,‬معجم المؤلفين"‪ ,‬تقيق مكتب التاث‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬بيوت‪,‬‬
‫الطبعة‪ ,‬الول ‪1414‬هـ‪1993/‬ما‪.‬‬
‫‪ .134‬الكرمان‪ :‬ممحود بن حزة‪" ,‬غرائب التفسير وعجائب التأويل"‪ ,‬تقيق الدكتور شران‬
‫سركال يونس العجلي‪ ,‬دار القبلة للثقافة السلمية‪ ,‬جدة ومؤسسة علوما القرآن بيوت‪.‬‬
‫‪ .135‬الؤيد بال‪ :‬إبراهيم بن القاسم بن الماما‪" ,‬طبقات الزيدية الكبرى"‪ ,‬تقيق عبد السلما‬
‫الوجيه‪ ,‬مؤسسة الماما زيد بن علي الثقافية‪ ,‬عمحان‪ ,‬الطبعة الول ‪1421‬هـ‪2001/‬ما‪.‬‬
‫‪ .136‬الروزي‪ :‬أبو عبد ال ممحد بن نصر بن الجاج‪" ,‬السنة" تقيق سال أحد السلفي‪ ,‬مؤسسة‬
‫الكتب الثقافية‪ ,‬بيوت‪ ,‬الطبعة الول ‪1408‬هـ‪.‬‬
‫‪ .137‬الروزي‪ :‬أبوعبد ال ممحد بن نصر‪" ,‬اختلف العلماء"‪ ,‬تقيق د صبحي السامرائي‪ ,‬عال‬
‫الكتب بيوت‪.‬‬
‫‪ .138‬الزين‪ :‬خالد بن سليمحان‪" ,‬المحرر في أسباب نزول القرآن"‪ ,‬دار ابن الوزي‪ ,‬المحلكة‬
‫العربية السعودية‪ ,‬الطبعة الول ‪1427‬هـ‪.‬‬
‫‪ .139‬مسلم‪ :‬مصطفى‪" ،‬مناهج المفسرين"‪ ،‬دار السلم‪ .‬الرياض‪ ،‬الطبعة الول ‪1415‬هـ‪.‬‬
‫‪ .140‬الصطاوي‪ :‬عبد الرحن‪" ,‬ديوان أبي فراس الحمداني"‪ ,‬دار العرفة بيوت‪ ,‬الطبعة الثانية‪,‬‬
‫‪1425‬هـ‪2004/‬ما‪.‬‬
‫‪ .141‬الطعن‪ :‬عبد العظيم إبراهيم ممحد‪" ,‬المجاز في اللغة والقرآن الكريم بين الجازة‬
‫والمنع"‪ ,‬مكتبة وهبة القاهرة‪ ,‬الطبعة الثالثة‪1425 ,‬هـ‪2004/‬ما‪.‬‬
‫‪ .142‬الناوي‪ :‬زين الدين ممحد بن علي‪" ,‬الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي"‪,‬‬
‫تقيق أحد متب‪ ,‬دار العاصمحة‪ ,‬الرياض‪.‬‬
‫‪ .143‬اليدان‪ :‬أبو الفضل أحد بن ممحد اليدان النيسابوري‪" ,‬مجمع المثال"‪ ,‬تقيق ممحد ميح‬
‫الدين عبد المحيد‪ ,‬دار العرفة‪ ,‬بيوت لبنان‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫‪ .144‬اليدان‪ :‬عبد الغن الغنيمحي الدمشقي‪" ,‬اللباب في شرح الكتاب"‪ ,‬تقيق ممحود أمي‬
‫النواوي‪ ,‬دار الكتاب العرب‪.‬‬
‫‪ .145‬النحاس‪ :‬أبو جعفر أحد بن ممحد الرادي "معاني القرآن"‪ ,‬تقيق يي مراد‪ ,‬دار الديث‬
‫القاهرة‪1425 ,‬هـ‪2004/‬ما‪.‬‬
‫‪ .146‬النسائي‪ :‬أحد بن شعيب أبو عبد الرحن‪" ,‬السنن الكبرى"‪ ,‬تقيق د‪.‬عبد الغفار سليمحان‬
‫البنداري ‪ ,‬سيد كسروي حسن‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت الطبعة الول ‪1411 ،‬هـ ‪/‬‬
‫‪1991‬ما‪.‬‬
‫‪ .147‬النسفي‪ :‬أبو البكات عبد ال بن أحد ممحود‪" ,‬مدارك التنزيل وحقائق التأويل‪ ,‬تقيق‬
‫يوسف علي بديوي‪ .‬د مي الدين ديب مستو‪ .‬دار ابن كثي ‪ .‬دمشق‪ .‬بيوت‪ .‬الطبعة الول‬
‫‪1426‬هـ‪2005 /‬ما‪.‬‬
‫‪ .148‬نوفل‪ :‬أحد "نسخ التلوة بين النفي والثبات"‪ ,‬دار الفضيلة‪ ,‬ودار القطوف‪ ,‬عمحان‪,‬‬
‫الطبعة الول ‪1427‬هـ‪2006/‬ما‪.‬‬
‫‪ .149‬النيسابوري‪ :‬ممحد بن عبدال أبو عبدال الاكم‪" ،‬المستدرك على الصحيحين"‪ ،‬تقيق‬
‫مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمحية‪ ،‬بيوت الطبعة ‪1411‬هـ‪1990/‬ما‪.‬‬
‫‪ .150‬النيسابوري‪ :‬مسلم بن الجاج‪,‬أبو السي القشيي‪" ,‬صحيح مسلم"‪ ,‬تقيق ممحد فؤاد‬
‫عبد الباقي‪ ,‬دار إحياء التاث العرب‪ ,‬بيوت‪.‬‬
‫‪ .151‬النيسابوري‪ :‬نظاما الدين السن بن ممحد بن حسي القمحي‪",‬غرائب القرآن ورغائب‬
‫الفرقأان"‪ ,‬تقيق الشيخ زكريا عمحيان‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ .‬بيوت‪ .‬الطبعة الول ‪ 1416‬هـ‬
‫‪1996 /‬ما‪.‬‬
‫‪ .152‬الادي‪ :‬ييح بن السي‪" ،‬الحكاما في الحلل والحراما"‪ ،‬جع علي بن أحد بن أب‬
‫حريصة‪ ،‬منشورات مكتبة التاث السلمي اليمحن‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1420‬هـ‪1999/‬ما‪.‬‬
‫‪ .153‬الاشي‪ :‬أحد‪" ,‬جواهر البلغة في المعاني والبيان والبديع"‪ ,‬دار إحياء التاث العرب‪,‬‬
‫بيوت لبنان‪.‬‬
‫‪ .154‬الراسي‪ :‬إلكيا عمحاد الدين بن ممحد الطبي "أحكاما القرآن" دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت‬
‫لبنان‪ ,‬الطبعة الول‪1403 ,‬هـ ‪1983 /‬ما‪.‬‬
‫‪ .155‬الروي‪ :‬أب منصور ممحد بن أحد بن الزهر‪",‬تهذيب اللغة"‪ ,‬تقيق أحد عبد الرحن‬
‫ميمحر‪ ,‬دار الكتب العلمحية‪ ,‬بيوت الطبعة الول ‪1425‬هـ ‪2004 /‬ما‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫‪ .156‬الواحدي‪ :‬أبو السن علي بن أحد النيسابوري‪" ,‬أسباب النزول"‪ ,‬تقيق طارق الطنطاوي‪,‬‬
‫مكتبة القرآن‪ /‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .157‬الوجيه‪ :‬عبد السلما بن عباس‪",‬أعلما المؤلفين الزيدية"‪ ,‬مؤسسة الماما زيد بن علي‬
‫الثقافية‪ ,‬الطبعة الول ‪1420‬هـ‪1999/‬ما‪.‬‬

‫‪172‬‬

You might also like