Professional Documents
Culture Documents
إن المحد ل نمحده ونستعينه ,ونستغفره ونستهديه ,ونعوذ بال من شرور أنفسنا ,ومن سيئات أعمحالنا,
من يهده ال فل مضل له ,ومن يضل فلن تد له وليا مرشدا ,وأشهد أن ل إله إل ال وحده ل شريك
له ,وأشهد أن ممحدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن الشتغال بالقرآن الكري شرف يفوق كل شرف ,وفضل ل يدانيه ول يضاهيه أي فضل؛ ذلك أن
شرف العلم بشرف موضوعه ,وما من شك أن أعظم وخي خدمة يتعاطاها الرء السلم هي خدمة كتاب
ال تبارك وتعال.
وما أجل أن يعيش السلمحون مع كتاب ال ,يتلونه ويتدبرونه ويتدارسونه فيمحا بينهم ,تغشاهم رحة ال
وتنزل عليهم سكينته عز وجل.
فكلمحا أمعن السلم النظر ف كتاب ال كلمحا ازدادت نفسه به حياة ,وقلبه به تعلقا ,وكيف ل ,وهو الذي
ل يلق على كثرة الرد ,ول تنقضي عجائبه.
لقد أدرك السلمحون عظم شأن القرآن الكري ,وأهيته ف النفوس ,إذ فيه هدايتهم ,وتنظيم حياتم وتقوي
سلوكاتم وأخلقهم ,ولذا كان من الطبيعي جدا أن تتدافع الجيال ,وتتسارع عب القرون والزمان,
يغرفون وينهلون من معينه الصاف وزلله العذب.
ومن فضل ال على هذه المة ,أن قيض لا علمحاء أفذاذ يسهرون على خدمة هذا الدين فيدافعون
ويذودون عنه بأقلمهم وألسنتهم ,مذ بزغ نور السلما إل يومنا هذا ,وإل أن يرث ال الرض ومن عليها
وهو خي الوارثي.
والشيخ العقم واحد من أولئك الذين خدموا كتاب ال تعال ,حيث ترك لنا هذا التفسي الذي بي
أيدينا .
ولا كان تفسي العقم من أهم التفاسي الشهورة عند الزيدية ,ف بلد اليمحن ,فإنن رأيت أن أقوما بدراسة
حول تفسيه ,أكشف من خللا طريقته ,وأبرز معال منهجه ف التفسي ,حيث إن الدراسة والبحث ف
مناهج الفسرين التقدمي ,فيه ارتباط المة؛ خلفها بسلفها ,حاضرها باضيها ,كمحا أن فيه جانبا آخر
وهو الطلع على الكم الائل من التاث الذي تركه لنا التقدمون.
1
والزيدية ل نلمحس لم آراء ف التفسي يتلفون ويتمحيزون با عن جهور أهل السنة ,ولئن كانوا قد تأثروا إل
حد ما بأفكار العتزلة ومعتقداتم ,فإن أقوالم وآراءهم ف التفسي تبقى قريبة من أهل السنة ,ول يلحظ
عليهم ذلك الفرق الوهري.
وقد عرفوا وتيزوا باعتدالم ف الفكر والطرح ,فمحثل عند ذكرهم لصحابة رسول ال تدهم يتضون عنهم,
ول يتعرضون لم بالشتيمحة أو السب ,بلف غيهم من فرق الشيعة.
وف قراءت لتفسي العقم ,وجدته يذكر أقوال الصحابة ويستشهد بآرائهم ,ويتضى عنهم ,وهذا يدل على
أنه يقف منهم موقف التقدير والحتاما ول يتبأ منهم.
ويذكر السيدة عائشة ,فيقول وعن عائشة رضي ال عنها ,كمحا يذكر الشيخي؛ أب بكر وعمحر بي ,وإن
كان يرى ,كمحا يرى غيه من الزيدية ,أن عليا رضي ال عنه الفضل والحق بالمامة منهمحا رضي ال
عنهمحا ,إل أن هذا ل يعن أنه يقصيهمحا أو يبعدها أو يكفرها -ل سحم ال -كمحا هو شأن غلة
الشيعة.
إذن ومن خلل ما تقدما ,ليس ثة شيء ييز الزيدية عن جهور أهل السنة ف التفسي ,بقطع النظر عن
ميولم لفكار العتزلة ,وتأثرهم با؛ لن هذا يدخل ضمحن اختلف وجهات النظر ,ولكل رأيه الاص به
يتبناه ويدافع عنه).(1
موضوع الدراسة وأهميتها:
موضوع الدراسة هو تفسي العقم ,لصاحبه أحد بن علي بن ممحد بن علي العقم النسي ,وهو من
علمحاء اليمحن الشهورين والعتمحدين عند الزيدية.
وتفسيه هذا يعتب نوذجا للتفاسي الزيدية ف القرن التاسع للهجرة ,وقد جع فيه مؤلفه بي الرواية والدراية,
وهو تفسي متصر مفيد ,امتاز بوضوح العبارة وسهولتها.
أهداف الدراسة ومبرراتها:
تدف الدراسة إل الجابة عن التساؤلت التية:
من هو العقم؟ وما هي الطريقة الت سلكها ف تفسيه؟ وما الصادر الت اعتمحد عليها؟ وما الاور
الساسية الت يدور عليها منهجه ف التفسي؟ وما موقفه من السرائيليات ,كمحا تدف الدراسة إل بيان
مكانة وقيمحة تفسيه العلمحية ,من خلل الزايا والآخذ.
(1)1انظر ماكتبه الدكتور الذهب عند حديثه عن الزيدية وموقفهم من التفسي والقرآن الكري ,ف كتابه التفسي
والفسرون ,ج 2ص .136 ,135
2
أسباب اختياري للموضوع:
هناك أسباب جعلتن أختار هذا الوضوع ,لعل أهها:
-1ل يكتب أحد عن هذا التفسي شيئا فيمحا أعلم ,ول يدما خدمة كافية ,سوى ما قامت به دار
الكمحة اليمحانية ,الت طبعته بعد أن كان مطوطا.
-2ل يوجد من عرف بشخصية العقم ول بتفسيه.
-3ميلي لادة مناهج الفسرين ,وتعلقي با ,ولد لدي رغبة ف اختيار هذا الوضوع.
وقد اعتمحدت ف هذا البحث الطة التية:
جاء البحث ف مقدمة ,وسبعة فصول وخاتة.
المقدمة :بينت فيها أهية الوضوع ,وسبب اختياري له ,وخطة البحث.
الفصل التمهيدي :عرفت فيه بشخصية العقم بناء على ما وجد لدي وما استطعت أن أحصله من
معلومات ,والبحث الثان كان الديث فيه عن أشهر الفسرين الذين عاصرهم العقم.
الفصل الول :تتبعت فيه مصادر العقم ,وجعلته ف ثلثة مباحث؛ الول كان عن مصادره من كتب
التفسي ,والثان كان عن مصادره من كتب السية ,والثالث كان عن طرق إفادته من تلك الصادر ,وما
موقفه منها ,وذكرت بعض المثلة من التفسي توضيحا لذلك.
الفصل الثاني :عرضت فيه للبناء اليكلي ف تفسيه ,وجعلته ف ثلثة مباحث:
الول :طريقة عرضه للتفسي.
الثان :حول التفسي بالأثور.
الثالث :التفسي بالرأي عنده.
الفصل الثالث :وهو أطول فصول الرسالة ,وكان الديث فيه عن قضايا علوما القرآن ف هذا التفسي.
وجاء ف أربعة مباحث.
البحث الول :الناسخ والنسوخ.
البحث الثان :القراءات القرآنية.
البحث الثالث :أسباب النزول.
البحث الرابع :الكي والدن.
3
الفصل الرابع :القضايا العقدية ف تفسي العقم.
البحث الول :موقف الشيخ من أساء ال وصفاته.
البحث الثان :قضايا عقدية متفرقة.
الفصل الخامس :منهجه ف عرض آيات الحكاما ,وجعلته ف مبحث واحد ,وهو طرق عرضه لقوال
الفقهاء وموقفه منها.
الفصل السادس :السرائيليات وموقفه منها.
البحث الول :موقف الشيخ من السرائيليات.
البحث الثان :منهج الشيخ ف عرض القصص القرآن.
الفصل السابع :مزايا وسات هذا التفسي.
البحث الول :مزايا هذا التفسي.
البحث الثان :الآخذ على هذا التفسي.
الخاتمة :وذكرت فيها أهم ما توصلت إليه من نتائج وتوصيات.
وأسأل ال تلت قدرته وتقدست أساؤه ,أن يازي أستاذي وصاحب الفضل علي؛ فضيلة الدكتور جال
ممحود أبو حسان ,خي الزاء على ماقدمه وبذله من مهود معي ,وما كان لذا البحث أن يرج بذا
الشكل ,لول توجيهاته ونصائحه القيمحة الت كان يوجهها ل.
فله من أسى معان التقدير والحتاما ,وأسأل ال بنه وكرمه أن يبارك ف علمحه ,ويد ف عمحره.
إنه ول ذلك والقادر عليه.
وف التاما أقول :هذه رسالت معروضة عليكم ,لكم غنمحها ,وعلي غرمها ,فإن عدمت حدا وشكرا ,فل
أعدما منكم عذرا ,وحسب أن اجتهدت ,فمحا كان فيها من صواب وتوفيق فمحن ال وحده ,وما كان فيها
من خطأ أو نسيان أو تقصي ,فمحن نفسي والشيطان.
ولعلي أتثل قول القائل:
ومن يقصر بعد الجهد لم يلم لكن ذلك مجهودي أتيت به
’’وصلى ال وسلم وبارك وأنعم على سيدنا محمد’’
4
الفصل التمهيدي:
المبحث الول :التعريف بشخصية العقم ...) :ق 9هـ(.
حياته :ل تتعرض كتب التاجم والطبقات لياة العقم ,ول لتاريخ مولده ووفاته ,على وجه التحديد,
سوى ما أشار إليه الدكتور عبد السلما وجيه ,من أنه عاش ف القرن التاسع الجري دون تديد وضبط
لولده ووفاته.
اسمه :هو أحد بن علي بن ممحد بن علي العقم ,النسي ,من قرية مسطحم آنس ,عال فقيه ,عابد,
مفسر ,أجازه العلمة أحد بن سليمحان الوزي ف السنن ,والرياض للفقيه يوسف رحه ال ,وقد ورد ف
أكثر من مصدر باسم ممحد بن علي العقم ,وقبه بصنعاء ,وله ولد عال ,قتل بعب مع جاعة من
أصحاب الماما أحد بن يي الرتضي ,قال زبارة :ووجدت بط القاضي عبد اللك رجب النسي ,أن
العقم الذكور ,هو أحد بن علي بن ممحد بن راشد بن أحد ,وأنه مات قطيعا ,وممحد بن راشد خرج
ومعه ولده علي بن ممحد من صعدة مرافقا الماما الهدي أحد بن يي ,وأن علي بن ممحد بن راشد قتل
مع الماما الهدي ف معب.
ومن مؤلفاته:
تفسي العقم :وهو تفسي مفيد ,مشهور عند الزيدية ,طبع ف ملد كبي ,عن دار الكمحة اليمحانية
بصنعاء).(1
وما يؤسف له حقا أن كتب السي والتاجم,ل تذكر لنا ترجة مفصلة عن حياته ,شأنه ف ذلك شأن
كثي من أعلما اليمحن الذين ل يتجم لم التجة الشافية الكافية ,ولذا فإننا لزلنا نهل تاريخ مولده,
وكيفية نشأته العلمحية ,ومنهم أساتذته وشيوخه الذين تفقه وتتلمحذ عليهم ,وما هي معارفه الت هيأته
للوصول إل هذه الرتبة ,إل غي ذلك من العلومات الت تتعلق بتجته,وكنت أرجو أن أكتب ترجة وافية
عن حياته ,ويعلم ال أنن تعبت ف البحث للحصول عن معلومات عن الشيخ ,لكنن وللسف ل أجد
شيئا سوى ماذكر.
(1)1الوجيه :عبد السلما بن عباس" ,أعلما المؤلفين الزيدية" ,مؤسسة الماما زيد بن علي الثقافية ,الطبعة الول
1420هـ1999/ما ,ص .148
5
تفسي العقم حلقة متوسطة من سلسلة كتب التفسي ,سبقته حلقات وتلته أخرى ,وكل تفسي بالطبع له
ميزته الاصة ,ولكل مفسر منهجه الاص به ف عرض تفسيه ,وطريقة تتلف عن غيه من الفسرين.
وإذا كان كذلك ,فإن رأيت -قبل ذكر مصادر الشيخ الت أفاد منها -أن أعرض بالذكر لشهر الفسرين
الذين عاصرهم العقم ,معرفا بم تعريفا موجزا ,مع ذكر مؤلفاتم ف التفسي.
ومن الدير بالذكر أنه لقد كان لعلمحاء اليمحن جهود كبية ,ف التفسي والديث والفقه ,وبرز منهم علمحاء
كثيون ,منهم من كتب لصنفاته الشتهار والنتشار ,ومنهم من ل نسمحع به ,أول يصل إلينا شيء ما
كتبه أو تركه ,وهؤلء من طوى ذيل النسيان عليهم ,وعلى كل حال وبالمحلة فالكل قد أسهم مساهة
فعالة عب عصور التاريخ ودهوره ,ف خدمة هذا الدين.
من العلمحاء الذين اهتمحوا بعلم التفسي ف هذا القرن ,يذكر الفقيه برهان إبراهيم بن علي بن إبراهيم البيهي
ت)801هـ( ,الذي وصف بأنه كثي التلوة للقرآن العظيم ,وكانت له مشاركة ف علم التفسي).(1
ومنهم أيضا الفقيه العلمة الدث ,أحد بن إبراهيم بن علي العسلقي ,نسبة إل العسالق ,العرب العروفة,
تفقه بأبيه وغيه ,وكان مودا للفقه نويا لغويا مفسرا مدثا ,والغالب عليه الفقه والديث والتفسي ,وكانت
له معرفة تامة بالرجال ,والتواريخ والسي ,وله يد قوية ف أصول الدين).(2
أما واسطة العقد بي العلمحاء الفسرين ف اليمحن ,فهو الماما اللغوي الفسر الدث ,مد الدين ممحد بن
يعقوب بن ممحد بن إبراهيم الفيوزايادي الشيازي)ت 817هـ( الذي استوطن اليمحن حت توف با ,فعد
ف أهلها ,وأغلب الفسرين ف مدينت تعز وزبيد ,ومن هاجر إليها لتحصيل العلوما هم تلميذه ,ومن
مؤلفاته):بصائر ذوي التمحييز ف لطائف الكتاب العزيز (و)تنوير القباس ف تفسي ابن عباس(و)الدر
النظيم الرشد إل مقاصد القرآن العظيم(و)كتاب حاصل كورة اللص ف فضائل سورة
الخلص(و)كتاب تفسر فاتة الكتاب(و)كتاب شرح قطبة الشاف ف شرح خطبة الكشاف(.
وله أشعار تدل على إلامه بالتفسي ,منها قوله:
أتيت با ف بيت شعر بل خلل أل إنا القرآن تسعة أحرف
)(3
بشي نذير قصة عظة مثل حلل حراما مكم متشابه
(1)1البيهي :عبد الوهاب بن عبد الرحان" ,طبقات صلحاء اليمن" ,تقيق عبد ال ممحد البشي ,مركز الدراسات
والبحوث اليمحن ,صنعاء ,دار الداب بيوت ,الطبعة الول 1403هـ1983 /ما ص .86
(2)2الهدل :بدر الدين أبو عبد ال السي بن عبد الرحان بن ممحد" ,تحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن",
تقيق عبد ال ممحد البشي ,المحع الثقاف أبو ظب المارات العربية1425.هـ2004/ما ج 2ص .47
6
ومن هؤلء العلمحاء أيضا الماما جال الدين ممحد بن علي بن عبد ال بن إبراهيم بن أحد بن أب بكر
الطيب الوزعي الشهي بابن نور الدين)ت 825هـ( ,برع ف فن الصول ,وعلم الفقه حت حاز رتبة
الجتهاد ,وكان عارفا بالعربية والفرائض والساب ,والتفسي ,وصنف تصانيف تدل على فضله وعلو هته
ف العلوما ,منها:
)مصابيحم الغان ف حروف العان( ,وكتاب )كنوز البايا ف قواعد الوصايا( وكتاب )تيسي البيان ف
أحكاما القرآن().(1وغي ذلك.
ومن أعلما الزيدية ف التفسي ,الماما يوسف بن أحد بن عثمحان العين)ت 832هـ( له تآليف مشهورة,
أشهرها) :الثمحرات ف تفسي اليات() ,الزهور( ,وله أيضا كتاب ) التيسي ف التفسي().(2وغي ذلك.
ومن أعلما الزيدية أيضا واليمحن عمحوما ف التفسي ,العلمة علي بن ممحد بن أب القاسم الادوي ,الذي
كان من أعمحدة أهل مذهبه ف التفسي ,وله فيه كتاب شهي بينهم ,هو كتاب )تريد الكشاف مع زيادة
نكت لطاف().(3
ومن الفسرين الذين برزوا ف هذا القرن أيضا عبد ال بن ممحد بن أب القاسم العكي النجري)ت 877هـ(
عرفت عنه رحلته إل مصر سنة)848هـ( حيث تتلمحذ فيها هناك على أيدي نبة من أفاضل العلمحاء
الصريي البزين ف علوما شت ,فبز ف كثي من العلوما منها العان والبيان والنطق وعلم الوقت) الفلك(,
له تآليف منها ) :شاف العليل ف شرح المحسمحائة آية من التنزيل( ,و)الرقاة ف علم الكلما( ,وكتاب ف
النحو ,وكتاب ف النطق ,وشرح مقدمة التسهيل لبن مالك ).(4
(1)3انظر "العقد الثمين في تاريخ البلد المين" ,للفاسي تقي الدين ممحد بن أحد السن ,تقيق ممحد عبد القادر
أحد عطا ,دار الكتب العلمحية بيوت ,الطبعة الول 419هـ1998/ما ,ج 2ص ,428 ,427و"الضوء اللمع
لهل القرن التاسع" ,للسخاوي :شس الدين ممحد بن عبد الرحان ,مكتبة الياة بيوت ,ج 1خ ص .81و"كشف
الظنون عن أسامي الكتب والفنون" ,لليفة حاجي عبد ال ,مكتبة الثن بيوت ج 2ص .1747 ,1081
" (2)1تحفة الزمن في تاريخ سادات اليمن",ج 2ص .360و"طبقات صلحاء اليمن" ,ص .297 ,296
(3)2الؤيد بال :إبراهيم بن القاسم بن الماما" ,طبقات الزيدية الكبرى" ,تقيق عبد السلما الوجيه ,مؤسسة الماما
زيد بن علي الثقافية ,عمحان ,الطبعة الول 1421هـ2001/ما ,ج 3ص .1279
(4)3أعلما الؤلفي الزيدية ,ص ,718 ,717وانظر البشي :عبد ال ممحد" ,مصادر الفكر السلمي في اليمن",
المحع الثقاف ,أبو ظب المارات العربية التحدة1425 ,هـ2004/ما ,ص .27
" (1)4طبقات الزيدية الكبرى" ,ج 2ص .639 ,638
7
وهناك عدد آخر من العلمحاء الذين اشتغلوا بالتفسي ,وكانت مشاركتهم فيه دون من ورد ذكرهم ,وقدا
نتشرت تراجهم ف الصادر ,وإن كانوا ل يتصوا بالتفسي فقط ,إل أنه كان من العلوما الت عدت ف
إطار ماحققوه ,وأجادوا فيه ,وندبوا أنفسهم لدراسته وتدريسه.
من أشهرهم الفقيه العلمة الماما قدوة الصالي بوقته وبركتهم ,وصفوة العارفي جال الدين ممحد بن عبد
الرحان ,كان رحه ال ذا معرفة قوية ف القراءات السبع ,والتفسي والديث والفقه ,واللغة والدب
والكمحة ,وله استدراكات وتنبيهات على الواضع الشكلت ,وله من الشعر ما كتبه إل ولده عبد الرحان
يثه على طلب العلم الشريف ,القصيدة العروفة الت أولا قوله:
ول اللوك وأهل اللهو والطرب ما لذة اللق ف الدنيا جيعهم
فالعلم معتمحدي حقا ومكتسب كلذت ف طلب العلم يا ولدي
توف رحه ال ف شهر رجب سنة اثنتي وثانئة).(1
ومنهم القاضي الجل جال الدين ممحد بن أب بكر بن عمحر بن صال بن ممحد بن يي بن أب الرخا,
توف بدينة تعز ف سنة إحدى وعشرين وثانئة رحه ال تعال).(2
ومنهم الماما حافظ الزمن ,وحامل لواء السنة الصطفوية ف اليمحن ,جال الدين أبو حامد ممحد الكب
ابن شيخ السلما ,فقيه الذهب أب بكر بن ممحد بن صال المحدان الشهي بابن الياط ,كانت له معرفة
ف جيع العلوما من الديث والتفسي والفقه والنحو ,وكان يسمحى الباقر لسعة علمحه وفهمحه واستنباطه
وحفظه والتفرد بزيادة التخصص لتحقيق علم الديث).(3
هذه نبذة يسية عن أشهر الفسرين الذين برزوا ف القرن التاسع ,الذي عاش فيه العقم ,وغيهم كثي,
ولقد ذكرت بعضهم؛ لن البحث يطول بذكر كل الفسرين الذين عاشوا ف هذا القرن.
الفصل الول
مصادر العقم
توطئة:
8
إن تنوع الصادر الت يستقي منها الفسر ,ويعتمحد عليها ف تفسيه لكتاب ال عز وجل ،يكسبه ثقافة
واسعة ،بيث ل ينظر إل كتاب ال عز وجل نظرة خاصة ،ومن زاوية ضيقة بل ينظر فيه النظرة الشاملة
العامة.
ولقد اعتاد أكثر الفسرين وضع مقدمات لتفاسيهم يبزون من خللا الطرق الت سيسلكونا ف تفسيهم
لكلما ال جل وعل .كمحا فعل شيخ الفسرين وإمامهم أبو جعفر الطبي ،والماما القرطب ،والافظ ابن
كثي ،والماما الرازي ،وابن عاشور من التأخرين رحهم ال جيعاا ،وغيهم من الفسرين.
والتصريحم بالطريقة الت سيسي عليها الفسر ف التفسي ,تعي القارئ على معرفة منهجه منذ البداية ،ولو
بصورة عامة .لكننا ند الشيخ العقم ف تفسيه ل يذكر لنا مقدمة يوضحم فيها النهج العاما الذي
سيمحضي عليه ،وليته فعل ،ولو فعل ذلك لسهل علينا أشياء كثية تتعلق وموضوع الدراسة ،فقد بدأ
بتفسي سورة الفاتة مباشرة بلف ما فعله جل الفسرين.
ولذا سأحاول ف هذا الفصل تبيان النهج الذي سلكه والطريقة الت سار عليها ف تفسيه لكتاب ال
تعال ,وإن لرجو أن يوفقن ال تعال لبيان ذلك المر على الوجه الذي أراده صاحب التفسي.
المبحث الول :مصادره من كتب التفسير.
-1تفسير الهادي:
وصاحب التفسي :هو الماما الادي إل الق ييح بن السي بن القاسم بن إبراهيم بن إساعيل بن
السي بن السن بن علي بن أب طالب عليهم السلما.
جاء ف مقدمة كتاب الحكاما ف اللل والراما ما نصه:
قال الديب العلمة الشهيد أحد بن ممحد الطاع ف كتابه تاريخ اليمحن السلمي عند ذكره لسنة
298هـ؛ فيها مات الماما الادي بصعدة يوما الحد لعشر بقي ف ذي الجة من السنة الذكورة ،ودفن
يوما الثني قبل الزوال بسجده الشهور بصعدة ومولده بالدينة النورة على صاحبها أفضل الصلة والسلما
سنة 245هـ .وهو بل شك أكب مصلحم ارتفع اسه ف أفق التاريخ اليمحن ،ونال من الحتاما والب ف
قلوب اليمحنيي مكانة ل يتبوأها أحد ،بيث أصبحت آثاره وأعمحاله وصفاته العالية قبلة البصار ،ومهوى
الفئدة.
ومن مؤلفاته:
-2كتاب الحكاما ف اللل والراما. -1النتخب ف الفقه.
-4الرد على أهل الزيغ. -3كتاب الزراعة.
9
-6الرد على ابن النفية من البية. -5الرادة والشيئة.
-8الرد على المامية. -7المامة وإثبات النبوة والوصية.
-10التفسي ويقع ف ستة أجزاء).(1 -9الرد على ابن جرير.
-2تفسير أبي علي الجبائي:
وصاحب التفسي:هو أبو علي ،ممحد بن عبد الوهاب بن سلما بن خالد بن جران بن أبان ،مول عثمحان
بن عفان رضي ال عنه،العروف بالبائي؛ أحد أئمحة العتزلة،كان إماما ف علم الكلما ،وأخذ هذا العلم
عن أب يوسف ،يعقوب بن عبد ال السحاما البصري رئيس العتزلة ف عصره ،وله ف مذهب العتزال
مقالت مشهورة.
وعنه أخذ الشيخ أبو السن الشعري؛ شيخ السنة علم الكلما ،وله معه مناظرة روتا العلمحاء .وكانت
ولدة البائي ف سنه خس وثلثي ومائتي .وتوف ف شعبان سنة ثلث وثلثائة رحه ال تعال).(2
وكان أبو علي صاحب تصنيف وقلم إذا صنف يأت بكل ما أراد مستقصى ،وإذا حضر الالس وناظر ل
يكن برض ،وكان إذا دهه الضور ف الالس يبعث الشعري .ويقول له نب عن ول يزل على ذلك
زمانا).(3
-3جامع التأويل في التفسير ) لبي مسلم الصفهاني (:
مؤلفه :ممحد بن بر الصفهان ،أبو مسلم :وال من أهل أصفهان.
معتزل من كبار الكتاب ،كان عالا بالتفسي وبغيه من صنوف العلم ،وله شعر.
ول أصفهان وبلد فارس ،للمحقتدر العباسي ،واستمحر إل أن دخل ابن بويه أصفهان سنة 321هـ.
من كتبه جامع التأويل ف التفسي ،أربعة عشر ملدا ،جع سعيد النصاري نصوصا منه وردت ف)مفاتيحم
الغيب( العروف بتفسي الفخر الرازي وساها ملتقط جامع التأويل لكم التنزيل ف جزء صغي.
(1)1الادي :ييح بن السي" ،الحكاما في الحلل والحراما" ،جع علي بن أحد بن أب حريصة ،منشورات مكتبة
التاث السلمي اليمحن ،الطبعة الثانية 1420هـ1999/ما .ج ,1باب نبذة يسية عن الؤلف.
(2)2ابن خلكان :أبو العباس شس الدين أحد بن ممحد بن أب بكر" ،وفيات العيان وأنباء أبناء الزمان" ،تقيق
الدكتور إحسان عباس ،دار صادر بيوت1977 ،ما ،ص .269,267
(3)3ابن عساكر :علي بن السن بن هبة ال الدمشقي" ،تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الماما أبي الحسن
الشعري"،دار الكتاب العرب بيوت ،الطبعة الثالثة1404،هـ ،ص .91
10
ومن كتبه الناسخ والنسوخ وكتاب النحو وممحوع رسائله).(1
-4تفسير الحاكم الجشمي:
وصاحب التفسي :هو الماما الاكم أبو أسعد السن بن ممحد بن كرامة الشمحي البيهقي ،ينتهي نسبه
إل ممحد بن النفية ابن أمي الؤمني علي بن أب طالب رضي ال عنه.
مولده :ولد الاكم ف بلدة جشم ف شهر رمضان سنة 413هـ ونشأ بإقليم خراسان
وكان الاكم الشمحي ف بداية أمره حنفيا ث صار معتزليا وبعدها تشيع على مذهب الزيدية ،قرأ بنيسابور،
وغيها واشتهر بصنعاء اليمحن.
وفاته :توف شهيدا ،مقتول بكة ،قيل :لرسالة ألفها اسها "رسالة الشيخ إبليس إل إخوانه الناحيس".
مؤلفاته :ألف الشمحي مؤلفات كثية تربو على الثني والربعي مؤلفا نذكر منها:
-1التهذيب ف تفسي القرآن ،ثانية ملدات ،يقول الزركلي رأيت منها الرابع والسادس والثامن وهو
الخي كتب سنة 565هـ ف مكتبة الفاتيكان.
-3التأثي والؤثر. -2شرح عيون السائل.
- -5تفسيان بالفارسية ،مبسوط وموجز. -4النتخب ف الفقه.
-7جلء البصار ف علم الديث. -6تكيم العقول ف الصول.
-9الرد على البة. -8المامة.
-11العقل).(2 -10النتخب ف كتب الزيدية.
-12رسالة الشيخ إبليس إل إخوانه الناحيس -13 .الرسالة التامة ف نصيحة العامة.
-5تفسير القاضي عبد الجبار المعتزلي:
مؤلفه هو عبد البار بن أحد ،القاضي ،أبو السن المحدان ،العتزل ،قاضي قضاة الري ،شيخ العتزال،
وكان كثي الال والعقار ول قضاء القضاة بالري وأعمحالا بعد امتناع منه وإباء وإلاح من الصاحب بن
عباد .وهو صاحب التصانيف الشهورة ف العتزال وتفسي القرآن .وكان مع ذلك شافعي الذهب ،وكان
(1)1الزركلي :خي الدين" ،العلما" ،دار العلم للمحليي ،بيوت لبنان ،الطبعة العاشرة أيلول 1992 ,ما,ج 6ص
.50
(2)2العلما:ج 5ص ,289وانظر"الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن" ،للدكتور زرزور :عدنان ,مؤسسة
الرسالة ص .68,65
11
الصاحب قد أنفذ إل أستاذه أب عبد ال البصري يسأله إنفاذ رجل يدعو الناس بعمحله وعلمحه إل مذهبه،
فأنفذ إليه أبا إسحاق النصيب ،وكان حسن اللفظ والفظ ،فلم ينفق عليه الصاحب لشراسة أخلقه،
واحتشم الصاحب أن يزيه با يكره .فأكل معه يوما وأكثر من أكل البج فقال له الصاحب ل تكثر من
أكل البج فإنه يضر الذكاء ،فقال النصيب :ل تطبب الناس على مائدتك فساءت هذه الكلمحة
الصاحب ،فبعث إليه بمحسمحائة دينار وثياب ورحل ،وأمره بالنصراف عنه وكتب إل أب عبد ال
البصري ،أريد أن تبعث ل رجل يدعو الناس بعقله أكثر ما يدعوهم بعلمحه وعمحله ،فأنفذ إليه عبد البار
فرأى منه جبل علم وأخلقا مهذبة فنفق عليه).(1
وتوف سنة أربع عشر وأربع مائة ،وقيل سنة خس عشرة ,زاد على التسعي).(2
-6الكشف والبيان عن تفسير القرآن:
مؤلفه :أحد بن ممحد بن إبراهيم ,أبو إسحاق النيسابوري الثعلب ,صاحب التفسي الشهور ,والعرائس ف
قصص النبياء ,كان أوحد زمانه ف علم القرآن ,عالا بارعا ف العربية ,حافظا موثقا روى عن أب طاهر
ممحد بن الفضل بن خزية وأب ممحد الخلدي وجاعة ,أخذ عنه الواحدي ,مات ف الرما سنة سبع
وعشرين وأربعمحائة ,وله كتاب ربيع الذكرين).(3
وتفسيه هذا يعتب من أهم التفاسي الت رجع إليها العقم ول سيمحا ف موضوع القصص والخبار.
ولا تكلم عنه شيخ السلما ابن تيمحية قال" :والثعلب هو نفسه كان فيه خي ودين وكان حاطب ليل ينقل
ما وجد ف كتب التفسي من صحيحم وضعيف وموضوع").(4
وما يؤسف له أن بعض الفسرين تأثر به واستقى من تفسيه الكثي ،أعن تلك الروايات السرائيلية,
ومنهم الشيخ العقم.
-7غرائب التفسير وعجائب التأويل:
12
وصاحب التفسي :هو الشيخ ممحود بن حزة بن نصر الشهي بالكرمان ,الشافعي الصري ,العال
الفاضل القق العلمة ,برهان الدين أبو القاسم .ويعرف بتاج القراء مقرئ ،مفسر ،فقيه ،نوي ،صوف.
صنف البهان ف توجيه متشابه القرآن وما فيه من الجة والبيان ,فيه اليات التشابات الت وقع تكرارها
ف القرآن العظيم وسببها وفائدتا وحكمحتها ,وذكر فيه لب التفاسي وصنف الغرائب والعجائب ف تفسي
القرآن الكري ,وذكر فيه أن الناس يرغبون ف غرائب تفسي القرآن وعجائب تأويله...وصنف لباب التأويل
ف ملدين.
وله أيضا متصر اليضاح للفارسي ف النحو وساه الياز ،متصر اللمحع لبن جن ف النحو وساه
النظامي ،مصنف ف موانع الصرف ،وله شعر.
وكانت وفاته بعد المحسمحائة).(1
-8الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون القأاويل في وجوه التأويل:
من مصادر العقم الهمحة ف التفسي كتاب الكشاف للزمشري ،ويعتب عمحدة الصادر الت استقى منها
حيث رجع إليه ف مائة وثلثة وسبعي موضعا.
ولغرابة فتفسيه من أهم التفاسي الت اهتمحت بمحاليات النص القرآن والكشف عن وجوه العجاز ف
النظم القرآن ،ولذا فإن كل من جاء بعده من أراد الوض ف هذا الال فإنه يعد عالة عليه.
والماما الزمشري :هو ممحود بن عمحر بن ممحد بن عمحر العلمة ،أبو القاسم ،الزمشري النحوي اللغوي
التكلم ،العتزل ،الفسر ،الولود سنة سبع وستي وأربع مائة بزمشر قرية من قرى خوارزما ،كان إماما عصره
متظاهرا بالعتزال ،داعيا إليه ،له التصانيف البديعية ،منها الكشاف ف التفسي ،والفائق ف غريب
الديث ،وأساس البلغة ،وربيع البرار ونصوص الخبار ف الكايات ،ومتشابه أساء الرواة ،والرائض ف
الفرائض ،والنهاج ف الصول ،والفصل ف النحو ،والنوذج ف متصر الحاجي النحوية.
مات ليلة عرفة سنة ثان وثلثي وخسمحائة).(2
المبحث الثاني :مصادره من كتب السيرة.
(2)1الدرهنوي :أحد بن ممحد "طبقات المفسرين" ,تقيق سليمحان بن صال الزي ,مكتبة العلوما والكم ,الدينة
النورة ,الطبعة الول 1997ما ,ص .149وانظر "معجم المؤلفين" لكحالة :عمحر رضا ,تقيق مكتب التاث,
مؤسسة الرسالة ,بيوت ,الطبعة الول 1414هـ1993/ما ,ج 3ص .804
" (1)2طبقات المفسرين" ،مصدر سابق ص 104
13
تعتب السية النبوية ,التفسي الفعلي ,والعمحلي للقرآن الكري؛ذلك أن عددا من اليات القرآنية جاءت
متحدثة عن غزوات النب وعن إذاية الكفار والشركي لصحابه من جهة ,ومكر اليهود وخبثهم,
ومؤامراتم الت كانت تاك ضد السلمحي ف الدينة ,من جهة أخرى.
وند أن القرآن الكري قد عرض لكل ذلك على سبيل التفصيل تارة ,و على سبيل الجال تارة أخرى.
ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ومصداق ذلك قوله سبحانه وتعال :ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ
ﮫ ﮬ ﮭ ﭼ آل عمحران.وقوله تعال :ﭽ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ
ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﭼ التوبة.
ولقد تنبه الفسرون إل أهية السية النبوية؛ فسارعوا إل تليل وقائعها وأحداثها لتكون لم عونا على
تفسي القرآن الكري .ففصلوا ماأجل فيه,وشرحوا ووضحوا ماأبم منه.
والشيخ واحد من أولئك الفسرين الذين أدركوا أهية السية النبوية ومكانتها ف التفسي ,حيث ند أنه
قد رجع إل كتب السية ,وف مقدمتها ,سية ابن إسحاق ,وإن كان مقل ,وغي مكثر لا أورده.
وابن إسحاق هو الماما الافظ أبو بكر الطلب الدن ,مصنف الغازي ,مول قيس بن مرمة بن الطلب
بن عبد مناف ,رأى أنس بن مالك ,وحدث عن أبيه وعمحه موسى ,وفاطمحة بنت النذر والقاسم وعطاء
والعرج وممحد بن إبراهيم التيمحي وعمحرو بن شعيب ونافع وأب جعفر الباقر والزهري وخلق كثي ,حدث
عنه جرير بن حازما والمحادان وإبراهيم بن سعد ,وزياد بن عبد ال البكائي وسلمحة بن الفضل البرش وعبد
العلى الشامي وممحد بن سلمحة الران ويونس بن بكي ويزيد بن هارون وأحد بن خالد الوهب ويعلى بن
عبيد وعدة ,وكان أحد أوعية العلم حبا ف معرفة الغازي والسي ,وليس بذاك التقن ,فانط حديثه عن
رتبة الصحة ,وهو صدوق ف نفسه مرضى.
قال ييح بن معي قد سع من أب سلمحة بن عبد الرحن وأبان بن عثمحان وقال هو ثقة وليس بجة .وقال
أحد بن حنبل حسن الديث ,وقال علي بن الدين حديثه عندي صحيحم.
قال ابن حجر ف تذيب التهذيب" :قال ابن حبان :ل يكن أحد بالدينة يقارب ابن إسحاق ف علمحه,
أو يوازيه ف جعه ,وهو من أحسن الناس سياقا للخبار").(1
مات سنة إحدى وخسي ومائة قاله جاعة ,وقيل سنة اثنتي رحه ال تعال).(2
(1)1العسقلن :شهاب الدين أبو الفضل أحد بن علي بن حجر "تهذيب التهذيب" ,اعتناء إبراهيم الزيبق ,وعادل
مرشد ,مؤسسة الرسالة ,بيوت لبنان ,الطبعة الول 1419هـ2008/ما.ج 3ص.507وانظر "العلما" :ج 6ص28
(2)2الذهب :أبو عبد ال شس الدين ممحد بن أحد بن عثمحان" ,تذكرة الحفاظ" ,دار الكتب العلمحية ,بيوت ,ج
1ص .173
14
وفيمحا يلي جوانب من إفادة الشيخ من سية ابن إسحاق ,غي أنه ل ينقل عنه نقل حرفيا ,وإنا نقل
الكلما با يدل على معناه ,كمحا سيتبي لنا.
ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﭼ آل فعند قوله تعال :ﭽ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ
عمحران .قال :الية نزلت يوما أحد ،قال ابن إسحاق :كان ما أنزل ال تعال يوما أأحد من القرآن ستتون آية
)(1
من آل عمحران با صفة ما كان ف يومهم ذلك ومعاتبة من عاتب.
ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ وعند قوله تعال :ﭽ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ
ﰄــــ ﰅـــــ ﰆـــــ ـــــ ﰇ ﭼ آل عمحران .قال :قوله تعال } :الذين قال لم الناس إن الناس قد جججعأوا
لكم فامخأشوأهمم { الية نزلت ف أب سفيان ,روي أن أبا سفيان نادى عند انصرافه من أأحد يا ممحد
موعدنا موسم بدر للقتال إن شئت ،فقال إن شاء ال ,فلمحا كان القابل خرج أبو سفيان ف أهل مكة
حت نزل مر الظهران ,فألقى ال الرعب ف قلبه فبدا له وخرج النب ف سبعي راكبا يقولون } حسبنا ال
ونعم الوكيل { وقيل :هي الكلمحة الت قالا إبراهيم حي ألقي ف النار حت وافوا بدرا وأقاموا با ثان
ليال وكان معهم تارات فباعوها وأصابوا خيا ث انصرفوا إل الدينة سالي غاني من بدر الصغرى ،وقيل:
الناس الول أنعيم بن مسعود الشجعي ،والناس الثان أبو سفيان قيل :لا خرج رسول ال حراء السد
كمحا تقدما مرر به سعد الزاعي وهو يومئذذ مشرك وكانت خزاعة مع رسول ال مسلمحهم وكافرهم فقال:
يا ممحد لقد عز علينا ما أصابك ف أصحابك ,ث خرج حت لقي أبا سفيان ومن معه الروحاء ،وقد أجعوا
على الرجعة فقال :يا معبد ما وراءك؟ قال :إن مزمحدا خرج ف أصحابه يطلبكم ف جع ل أجر مثله
يتحرقون عليكم تررقا ,قد اجتمحع إليه كل من ترلف عنه يومكم وندموا على ما صنعوا قال :ويلك ما
تقول؟ قال :وال ما أراك ترحل حت ترى نواصي اليل فقال :إزنا اجتمحعنا الكرة لنستأصلهم ،قال :فإن
أناك عن هذا ،ففزر أبو سفيان ومن معه ,فمحزر به ركب من عبد القيس فقال :أين تريدون؟ قالوا :الدينة،
قال :هل تبلغون ممحدا رسالة حت أحل إبلكم هذه زبيبا بعكاظ ،قالوا :نعم ،قال :فإن جئتمحوه فأخبوه
أنا قد اجتمحعنا اليوما لنستأصل بقزيتهم ،فمحزر الركب برسول ال وهم بمحراء السد فأخبوه بقول أب
)(2
سفيان فقالوا } :حسبنا ال ونعم الوكيل { عن ابن عباس وابن إسحاق.
ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮙ ﮚ ﮛ -3وعند قوله تعال :ﭽ ﮗ ﮘ
ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ
ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﭼ الشر. ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ
(3)1ابن إسحاق :ممحد بن إسحاق بن يسار الطلب الدن "السيرة النبوية" ,تقيق أحد فريد الزيدي ,دار الكتب
العلمحية ,بيوت لبنان ,الطبعة الول 1422هـ2004/ما ج 2ص .351
(1)2التفسي :ص ,93وانظر "السيرة النبوية" ,الصدر السابق ,ج 2ص .349 ,348
15
قال الشيخ } :هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب { يعن من بن النضي وكانوا بقرب الدينة }
من ديارهم { حصونم وأوطانم قال ابن إسحاق :كان آخر بن النضي عندما رجع رسول ال من
)(1
أحد وفتحم قريظة وانصرافه من الحزاب وبينهمحا سنتان.
هذه بعض المثلة الت صرح فيها بذكر ابن إسحاق ,وأحيانا نده ل يصرح بذكر اسه ,كأن يقول ,وف
بعض اليسر ,فمحثل عند قوله تعال :ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ
ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ
ﮟ ﮠ ﭼ الطلق .قال :ف تفسي قوله تعال}ومن يتق ال يعل له مرجا{ ,وروي أيض ا ف النزول,
)(2
وف بعض السي أنا نزلت ف الكلب.
16
وعند قوله تعال :ﭽ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫﭬ ﭭ ﭮ
ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭼ الكهف.
قال :يعن موضع غروبا قال ف الغرائب والعجائب :ذهب بعض الفسرين إل أن الشمحس تغرب ف وسط
العي وأن الاء يفور لول أصوات أهل مدينة بالغرب يقال لا جائر لا اثن) .(1عشر ألف باب
لسمحعتم وقع هدتا إذا وقعت وال أعلم بذلك الب).(2
ﮕ ﮒ ﮓ ﮔ وعند تفسيه لقوله تعال :ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ
ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ فصلت. ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ
قال :يعن أنمحا متفاوتان ف أنفسهمحا ،فخذ بالسنة الت هي أحسن فادفع با السيئة الت ترد عليك من
بعض أعدائك ،ومثال ذلك رجل أساء إليك إساءة فالسنة أن تعفو عنه والت هي أحسن أن تسن إليه
مكان إساءته إليك ،مثال ذلك أن يذمك فتمحدحه ،ويقتل ولدك فتفتدي ولده من يد عدوه ،فإنك إذا
فعلت ذلك انقلب عدوك الشاق مثل الول المحيم مصافيا لك.قال ف الغرائب والعجائب عن علي عليه
السلما :السنة حب آل رسول ال ،والسيئة بغضهم).(3
فالشاهد من هذه المثلة الت أوردناها أن الشيخ نقل عن صاحب الغرائب والعجائب ول يذكر لنا من
هو.
الطريقة الثانية :ذكر المؤلف دون الشارة إلى اسم المصدر
أذكر على سبيل المثلة التالية:
-1وعند تفسيه لقوله تعال :ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ
ﯘ ﯙ ﯚ ﭼ العراف.قال } :ولا سكت عن موسى الغضب { ،قيل :زال غضبه لتوبتهم } أخذ
)(4
اللواح { الت كان فيها التوراة } وف نسختها { يعن ما نسخ وكتب فيها .عن أب مسلم.
(2)1هكذا ف النص و الصواب لا اثنا عشر ألف باب لنه مبتدأ مؤخر.
(3)2التفسي ص ,380وورد ف "غرائب التفسير وعجائب التأويل" ,ج 1ص ..." ,678وذهب بعضهم إل أنا
_ يعن الشمحس _ تغرب ف وسط العي وإن الاء يفور كغليان القدر لول أصوات أهل مدينة بالغرب يقال لا
"جابرسا"لا اثنا عشر ألف باب لسمحعتم وقع هدتا إذا وقعت".
(1)3التفسي :ص ,617وانظر""غرائب التفسير وعجائب التأويل" ,ج 2ص .1044
(2)4التفسي :ص .215
17
-2وعند قولة تعال :ﭽ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﭼ الزلزلة ،قال :واختلفوا ف هذه الية:
قال أبو علي رحه ال) ،(1حله على الرؤية على الزاء؛ لن الؤمن والتائب يرى السيئات مكفرة ويثاب
على السنات من غي تسي .والكافر يرى حسناته مبطة .وقال أبو هاشم) (2يازى على أفعاله ل يضع
شيئا فإن كان مؤمنا يازى على حسناته ,وإن كان كافرا يعاقب على ذنوبه).(3
الطريقة الثالثة :ينقل عن المصدر ول يعزو إليه.
إن نقل الفسر عن الصادر دون العزو إليها يعل القارئ ف حية من أمره ول يستطيع أن ييز بي قول
وآخر ول سيمحا إذا كان هذا القارئ من يهمحه هذا المر فيشق ويصعب عليه ذلك حينئذ؛ لن التمحييز
بي القوال من أشق العمحليات العلمحية الت ربا ل توصل إل نتيجة صحيحة؛ وذلك لنك ربا تظن أن
هذا الرأي لفلن ث يتبي لك بعد هذا البحث أنه لغيه وهكذا؛ فل يسلم لك من ذلك إل القوال الت
اشتهر أصحابا بنسبتها إليهم).(4
والناظر ف تفسي العقم يد أنه قد تضمحن كثيا من المثلة الت تشهد بذلك نذكر منها:
-1عند قوله تعال :ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ
ﯴ ﯵ ﯶﯶ ﯶﭼ البقرة .٢٦٩ :قال الشيخ }:يؤت الكمحة من يشاء { قيل :هو العلم والعمحل ،
وقيل :هو علم القرآن ناسخه ومنسوخه ,ومكمحه ومتشابه ,وحلله وحرامه ،وقيل :النبوة ،وقيل :علم
الدين } إل أولوا اللباب { قيل :العلمحاء الكمحاء العمحال ،وقيل :أولوا العقل).(5
فهو يذكر لنا جلة من القوال ف تفسي الية .دون أن يذكر لنا أو ينسب لنا هذه القوال إل أصحابا
ما يعلنا ل نيز قول على قول إل بالرجوع إل مصادر عديدة.
وقد أشار الماما القرطب ف تفسيه إل هذه القوال ,فقال :واختلف العلمحاء ف الكمحة هنا فقال السدي:
هي النبوة ,وقال ابن عباس :هي العرفة بالقرآن؛ فقهه ونسخه ,ومكمحه ومتشابه ,وغريبه ومقدمه ومؤخره,
18
وقال قتادة وماهد :الكمحة هي الفقه ف القرآن ,وقال ماهد :الصابة ف القول والفعل وقال ابن زيد :
الكمحة العقل ف الدين وقال مالك بن أنس :الكمحة العرفة بدين ال والفقه فيه والتباع له وروى عنه ابن
القاسم أنه قال :الكمحة التفكر ف أمر ال والتباع له وقال أيضا :الكمحة طاعة ال والفقه ف الدين
والعمحل به .وقال الربيع بن أنس الكمحة الشية وقال إبراهيم النحعي :الكمحة الفهم ف القرآن وقاله زيد
بن أسلم وقال السن :الكمحة الورع.
قال القرطب بعد ذكره القوال :قلت :وهذه القوال كلها ما عدا قول السدي و الربيع و السن ,قريب
بعضها من بعض؛ لن الكمحة مصدر من الحكاما ,وهو التقان ف قول أو فعل ,فكل ما ذكر فهو نوع
من الكمحة الت هي النس ,فكتاب ال حكمحة وسنة نبيه حكمحة وكل ما ذكر من التفضيل فهو حكمحة
وأصل الكمحة ما يتنع به من السفه فقيل للعلم حكمحة؛ لنه يتنع به ,وبه يعلم المتناع من السفه ,وهو
كل فعل قبيحم ,وكذا القرآن والعقل والفهم ,وف البخاري :
} من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين{).(1وقال هنا } :ومن يؤت الكمحة فقد أوت خيا كثيا { وكرر
ذكر الكمحة ول يضمحرها اعتناء با وتنبيها على شرفها وفضلها).(2
قلت :وليت الشيخ رحه ال قاما بعزو تلك القوال إل أصحابا ,ث ذكر رأيه ف تفسي الية ,كمحا صنع
الماما القرطب ,ولو فعل ذلك لكان شيئا جيدا.
ﭭ ﭼ -2وعند قوله تعال :ﭽ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ
البقرة ،قال :والنفس قيل بالوت ,وقيل بالقتل ,وقيل بالمراض ,وقيل بالشيب).(3
ومن العبارات الدالة على نقله من الصادر دون العزو إليها قوله’’ :عن أكثر الفسرين ،جاعة من
الفسرين ،ذهب بعض الفسرين‘‘ ،وغيها من العبارات ،والسؤال الذي نطرحه من هم هؤلء الفسرون
الذين نقل عنهم وهل كانت أقوالم هي الت مشى عليها أكثر الفسرين على حد قوله أما أنه اكتفى
بالرجوع إل بعضها وقاما بنسبته إل الغي على جهة وعلى سبيل التعمحيم).(4
(1)1البخاري :أبو عبد ال ممحد بن إساعيل" ,الجامع الصحيح" ,تقيق مصطفى البغا ,دار ابن كثي اليمحامة,
بيوت ,الطبعة الثالثة 1407هـ1987 /ما ,كتاب العلم ,باب من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين ,ج 1ص ,39برقم
.71
(2)2القرطب :أبو عبد ال ممحد بن أحد بن أب بكر" ,الجامع لحكاما القرآن" ,تقيق عبد ال بن السن التكي,
مؤسسة الرسالة .بيوت .الطبعة الول1421 ،هـ 2006 /ما .ج 4ص .357
(3)3التفسي :ص 36
(4)4لزيد من المثلة انظر ص 371 ,292 ،54
19
وأحيانا ينقل عن كاتب ما .لكن بطريقة غي مباشرة كأن يقول وعن فلن أو قال فلن ويتضحم فيمحا بعد
أن هذا الكلما غي منقول عنه مباشرة .وإنا نقله من مصدر آخر ونسبه إليه مثال ذلك:
-1قال عند قوله تعال :ﭽ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﭼ الصافات ،إناء فيه شراب وعن
الخفش) ،(1كل كأس ف القرآن فهي المحر ،وبالرجوع إل كتاب معان القرآن للخفش ل ند ذكرا لذا
الكلما إطلقا .وقد أورده الزمشري ف الكشاف وأظنه أخذه منه دون أن يصرح بذلك ,كمحا وجدته
مذكورا أيضا ف تفسي الرازي .وعند النيسابوري ف غرائب القرآن وأورده النسفي ف تفسيه بنصه كذلك.
وذكره ابن عادل ف لبابه ،ونسب القرطب والشوكان هذا القول إل الضحاك والسدي).(2
-2وعند قوله تعال :ﭽ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ
ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﭼ السراء،قال :قال أبو عبيده كل موضع خالطته ووطئته فقد جسته وحسته.
(1)1الخفش :هو أبو السن سعيد بن مسعدة ,الخفش الوسط ,مول بن دارما من أهل بلخ ,توف سنة .210
انظر ترجته ف "بغية الوعاة" ,للسيوطي .جلل الدين عبد الرحن تقيق :د علي ممحد عمحر ,مكتبة الاني ,القاهرة
الطبعة الول 1426هـ2005 /ما ،ج ،1ص .570و"إنباه الرواة على أنباه النحاة" للقفطي :جال الدين أب
حسن علي بن يوسف .تقيق :ممحد أبو الفضل إبراهيم دار الفكر العرب ،القاهرة الطبعة الول1406 ،هـ /
1986ما ،ج ،5ص ,39و"طبقات النحوبين " ،للزبيدي ,أبو بكر ممحد بن السن الندلسي تقيق ممحد أبو
الفضل إبراهيم .دار العارف ,الطبعة الثانية ،ص .73 / 72
(2)2الزمشري :أبو القاسم ممحود بن عمحر الوارزمي "الكشاف عن حقائق التنزيل ,وعيون القأاويل في وجوه
التأويل" تقيق عبد الرزاق الهدي ,دار التاث العرب بيوت الطبعة الثانية 1421هـ 2001 /ما ج 4ص ،50
و"مفاتيح الغيب" :للماما فخر الدين بن ضياء الدين .دار الفكر الطبعة الثالثة 1405هـ 1985 /ما .ج ،13ص
،137و"غرائب القرآن ورغائب الفرقأان للنيسابوري" :نظاما الدين السن بن ممحد بن حسي القمحي ,تقيق
الشيخ زكريا عمحيان ,دار الكتب العلمحية .بيوت .الطبعة الول 1416هـ 1996 /ما ج ،5ص ،560و"مدارك
التنزيل وحقائق التأويل للنسفي" :أب البكات عبد ال بن أحد ممحود حققه يوسف علي بديوي .د مي الدين ديب
مستو .دار ابن كثي .دمشق .بيوت .الطبعة الول 1426هـ2005 /ما .ج ،3ص 123
وابن عادل :أبو حفص عمحر بن علي الدمشقي النبلي" .اللباب في علوما الكتاب" ،تقيق عادل أحد عبد الوجود
علي ممحد عمحر ,دار الكتب العلمحية ,بيوت لبنان .الطبعة الول 1419هـ 1998 /ما ج 16ص 300و"الجامع
لحكاما القرآن" للقرطب أب عبد ال ممحد بن أحد بن أب بكر .تقيق عبد ال بن السن التكي مؤسسة الرسالة.
بيوت .الطبعة الول1421 ،هـ 2006 /ما .ج ،18ص .30
و"فتح القدير" .للشوكان ممحد بن علي بن ممحد دار العرفة بيوت .ج ،4ص .393
20
وبالرجوع إل ماز القرآن لب عبيدة) (1ل ند له ذكرا .وإنا ذكره ابن منظور ف لسان العرب عن أب
عبيده .والزهري ف تذيب اللغة عن أب عبيدة وكذلك الزبيدي ف تاج العروس) (2عن أب عبيدة.
وعند قوله تعال :ﭽ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ
ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ
ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﭼ الائدة قال :قال الفراء) :(3أعزرته إذا أرددته
عن الظلم ومنه التعزير؛ لنه ينع صاحبه عن معاودة القبيحم .وقد رجعت إل كتابه معان القرآن كذلك
ول أجده .ول أدري من أين جاء به الشيخ.
ومن خلل المثلة السابقة يتبي لنا أن من منهج الشيخ رحه ال عدما النقل من الكاتب مباشرة وإنا
ينقل عن من ينقل عن الكاتب دون أن يشي إل ذلك أو يصرح به وهذا ما نعيبه عليه؛ إذ من الصعوبة
بكان أن تظن أن قول ما لكاتب ث لا ترجع إل صاحب هذا القول ل تده.
الطريقة الرابعة :النقل حرفيا.
قال عند تفسيه لقوله تعال :ﭽ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ البقرة ،قيل جع
التقوى ف قوله تعال :ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ
ﮌ ﭼ النحل ،وعن ابن عباس :التقي الذي يتقي الشر والكبائر والفواحش .وقد رجعت إل تفسي
)(4
الثعلب فوجدته مأخوذا منه بنصه
(1)1أبو عبيدة :هو معمحر بن الثن التيمحي البصري النحوي العلمة .يقال إنه ولد ف سنة عشر ومائة ف الليلة الت مات
فيها السن البصري .انظر "إنباه الرواة" ج ،3ص ،280وبغية الوعاة ،ج ،2ص ،284و"طبقات النحويين
واللغويين" ،ص 175مصادر سابقة.
(2)2انظر" :لسان العرب" لبن منظور أب الفضل جال الدين ممحد بن مكرما د ارصادر بيوت الطبعة الول
2000ما ج ،3ص " .240تهذيب اللغة" للهروي :أب منصور ممحد بن احد بن الزهر تقيق د احد عبد الرحن
ميمحر دار الكتب العلمحية بيوت الطبعة الول 1425 ,هـ2004 /ما ج ،8ص " ،401تاج العروس من جواهر
القاموس" للزبيدي :مب الدين أب فيض السيد ممحد مرتض السين الو اسطي .تقيق .علي شيي .دار الفكر.
بيوت لبنان1414 .هـ 1994 /ما ج ،8ص .233
(3)3الفراء :هو أبو زكريا يي بن زياد عبد ال بن منصور الديلمحي الفراء كان أعلم الكوفيي بالنحو بعد الكسائي انظر
"طبقات النحويين واللغويين" ص " ،123بغية الوعاة" ،ج ،2ص " ،322إنباه الرواة"ج ،4ص ،20
مصادر سابقة.
(1)4الثعلب :أحد بن ممحد بن إبراهيم أبو إسحاق"،الكشف والبيان في تفسير القرآن" ،تقيق الشيخ سيد كسروي
حسن دار الكتب العلمحية بيوت لبنان الطبعة الول 1425هـ2004/ما ،ج ،1ص 67
21
وعند قوله تعال :ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ
ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ البقرة ،قال :قال الثعلب وذلك أنه وجد قتيل من بن إسرائيل اسه عاميل ول
يدروا من قتله .واختلفوا ف سبب قتله قيل كان رجل كثي الال وله ابن عم مسكي ل وارث له غيه
فلمحا طال عليه موته قتله ليثه وقيل كان لعاميل هذا ابنة عم يضرب با الثل ف بن إسرائيل ف السن
والمحال فقتل ابن عمحها أباها لينكحها .وقيل قتله ابن أخيه لينكحم ابنته فلمحا قتل حلوه من قرية إل قرية
)(1
أخرى وألقوه هناك
ومن النقولت الرفية أيضا ما نقله عن الزمشري عند تفسيه لقوله تعال :ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ
ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ
ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﭼ البقرة ،حيث قال:
قال جار ال :والياء تغي وانكسار يعتي النسان من خوف ما يعاب به أو يذما واشتقاقه من الياة).(2
ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ وعند قوله تعال :ﭽ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ
ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ
ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ
ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﭼ النساء ،قال :يعن وأدوا إليهن مهورهن بغي مطل وضرار وإحواج إل
القتضاء.قال جار ال فإن قلت :الوال هم ملك مهورهن لهن والواجب أداؤها إليهم فلم قيل :وآتوهن؟
قلت) ،(3لنن وما ف أيديهن مال الوال فكان أداؤها إليهن أداء إل الوال أو على أن أصله :فآتوا
مواليهن فحذف الضاف).(4
وعند قوله تعال :ﭽ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭼ الفلق ،قال :قيل السحر .وذكر أبو مسلم أن
النفاثات ف العقد هي النساء) .(5وقول أب مسلم ذكره الماما الرازي ف تفسيه للية ,قال :ف الية
قولن :الول أن النفث النفخ مع الريق .والقول الثان :وهو اختيار أب مسلم أي النساء ف العقد).(6
وإذ قد عرفنا بعض الطرق الت يستخدمها الشيخ ف الفادة من مصادره ,يدر بنا أن نبي موقفه منها
وأقصد بوقفه هنا هل كان ينقل من تلك الصادر ويوافق على ما ينقله ويؤيد؟ أما ينقل ويسكت ول
22
يعقب على ذلك بشيء ل سلبا ول إيابا؟ أما أنه ينقل لكنه ل يكتفي بالنقل بل يناقش ويرد؟ هذا ما
سيظهر لنا من خلل استعراضنا لبعض المثلة.
أول :النقل عن الؤلف والسكوت على كلمه دون تعقيب.
ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ فعند قوله تعال :ﭽ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ
ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ يوسف ،قال :أي لول أن رأى برهان ربه لضربا ,ولو ضربا لهلكه
أهلها ,وكانت تدعي عليه الراودة على القبيحم .وأنه ضربا لمتناعها فأراه ال البهان .وأما البهان الذي
رآه فقد اختلف فيه على أقوال :أولا :حجة ال تعال ف تري الزنا .والعلم با ف الزنا من العقاب .وقيل
هو ما آتاه ال سبحانه من آداب أنبيائه ف العفاف وصيانة النفس عن الرجاس وقيل :هي النبوة الانعة
من ارتكاب الفواحش وقيل :كان ف البيت صنم فستته بأن ألقت عليه ثوبا فقالت أستحي منه فقال
يوسف تستحي من الصنم وأنا استحي من الواحد القهار ,وقيل رأى العزيز ,وقيل رأى جبيل عليه
(1) .السلما ,وقيل رأى يعقوب ,روى ذلك جار ال ف الاكم وال أعلم
فأنت ترى أنه نقل بعض هذه القوال عن الزمشري غي ذاكر رأيه ول موقفه منها وهذا كثي ف
تفسيه).(2
ﯶﯶﯸﯶﯶﯶﯶﯶ ﯶﯶﯹ ﯺﯶﯶﯶﯶﯶﯶ ﯻ ﯼ ﯽ ﭼ الفرقان ﯶﯷ وعند قوله تعال :ﭽ ﯴ ﯵ
قال :قال أبو علي رحه ال يتمحل نارا يعذبون با ف قبورهم ,ويتمحل إذا كان يوما القيامة اعتدنا لم
ثانيا :النقل عن الكاتب وموافقته.
(5)1ذكر الماما الزمشري قريبا من هذا الكلما ,غي أنه ل يذكر عن الاكم شيئا ,ولست أدري ل أقحمحه هنا ,انظر
الكشاف مصدر سابق,ج 2ص .431
(1)2انظر التفسي :ص ,561قال الدكتور أبو شهبة :وهذه القوال الت أسرف ف ذكرها هؤلء الفسرون :إما
إسرائيليات وخرافات ,وضعها زنادقة أهل الكتاب القدماء ,الذي أرادوا با النيل من النبياء والرسلي ,ث حلها معهم
أهل الكتاب ,الذين أسلمحوا وتلقاها عنهم بعض الصحابة ,والتابعي بسن نية ,واعتمحادا على ظهور كذبا وزيفها ,وإما
أن تكون مدسوسة على هؤلء الئمحة ,دسها عليهم أعداء الديان ,كي تروج تت الستار ,وبذلك يصلون إل ما يريدون
من إفساد العقائد ,وتعكي صفو الثقافة السلمية الصيلة الصحيحة ,وهذا ما أميل إليه .انظر" ,السرائيليات
والموضوعات في كتب التفسير" ,للدكتور أبو شهبة ممحد بن ممحد ,دار اليل بيوت ,الطبعة الول 1413هـ/
1992ما ,ص .225فالشاهد من هذا أن الشيخ أورد هذه الروايات ف البهان الذي رآه يوسف عليه السلما ,لكنه ل
يعلق على ذلك بشيء ,ووقف منها موقف الساكت.
(2)3التفسي :ص ,463ص ,122ص .177
23
تأثر الكاتب بكاتب ما يعله مؤيدا وموافقا له ف كثي ما يذهب إليه ولذا فإن الشيخ كغيه من
الفسرين تأثر بن نقل عنهم ورجع إل تفاسيهم ف الكشف عن العن الراد من الية وهذا الصنيع غي
ملوما عليه ف القيقة فكم من تلمحيذ تأثر بشيخه ف كتاباته وف أفكاره وآرائه بل قد تده يتعصب له
أحيانا .يقول إلكيا الراسي ف مقدمة كتابه أحكاما القرآن’’ :فإن لا تأملت مذاهب القدماء العتبين
والعلمحاء التقدمي والتأخرين واختبت مذاهبهم وآراءهم ولظت مطالبهم وأباثهم رأيت مذهب الشافعي
رضي ال عنه وأرضاه أسدها وأقومها وأرشدها وأحكمحها حت كان نظره ف كب آرائه ومعظم أباثه يرقى
عن حد الظن والتخمحي إل درجة الق واليقي‘‘).(1
وف ما يلي :ذكر لبعض المثلة الت تدل على أن الشيخ نقل نقولت وأيد ووافق فيها أصحابا معبا
بألفاظ متلفة توحي بأنه يرتضي هذا القول ويؤيده.
-1فعند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ
ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ الكهف ،قال :ف الاكم ويدل على أن العتزال اسم مدح لذلك وصفهم
به) .(2ورأي الاكم أنا أورده هنا على جهة التأيد والوافقة له؛ إذ لو ل يكن موافقا لذا الستنتاج الذي
خرج به الاكم من فهمحه للية ,لا ذكره هنا.
ﮕ ﮖ -2وعند قوله تعال :ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ
ﮚ ﮛ ﮜ ﭼ فصلت ،قال :ف الغرائب والعجائب عن علي عليه السلما ﮗ ﮘ ﮙ
السنة حب آل رسول ال ,والسيئة بغضهم .فإذن ل شك أن مثل هذا القول يتبناه الشيخ ويرتضيه؛
لنه جاء ف معرض الديث عن آل البيت؛ ولن الشيخ زيدي الذهب فإن كل قول وكل رأي يدح آل
البيت ويثن عليهم ,يؤيده ويأخذ به).(3
-3وما يدل على موافقته على كلما الكاتب وتأييده له قوله وهو الوجه ،وهو الصحيحم ،والكثر على
أنه ،والول الوجه ،والول الظهر مثال ذلك قال ف تفسيه لقوله تعال :ﭽ ﭑﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ
ﭗ ﭼ يونس ،قال :قيل اسم للقرآن ,وقيل اسم للسورة ,وقيل معناه أنا الرب ل رب غيي وقيل اسم
ال تعال وقيل هو قسم كأنه قيل وال تلك آيات الكتاب الكيم ,وقيل الراد به القرآن ,وقيل تلك إشارة
إل ما كان وعد ال بأن يعطيه ,وقيل تلك إشارة إل ما تقدما من الكتب مثل التوراة والنيل وغيها.
(3)1الراسي :إلكيا عمحاد الدين بن ممحد الطبي "أحكاما القرآن" دار الكتب العلمحية ,بيوت لبنان ,الطبعة الول,
1403هـ 1983 /ما ،ج ،1ص .2
(1)2التفسي ،ص .369
(2)3انظر"غرائب التفسير وعجائب التأويل" ,ج 2ص ,1044وسيأت الديث عن ولئه ونصرته لذهبه الزيدي ف
موضعه من هذا البحث .
24
والوجه الول قاله الاكم) .(1ويقصد بقوله والوجه الول القول الول ,وهو أن الراد بتلك القرآن ,فإذن
يفهم من هذا أنه يوافق الاكم الشمحي ويذهب إل ما ذهب إليه.
ثالثا :النقل عن الكاتب ومناقشته:
إن الشيخ وإن كان قد نقل عن الكاتب وسكت عنه ف مواطن ,وأيده ووافقه ف مواطن أخرى كمحا مر
معنا ,فإننا نده ف مقابل ذلك يناقش بعض القوال تارة ,ويرجحم بعضها على بعض تارة أخرى .وإن
كان هذا يعد قليل ف تفسيه ,لكن الذي يقرأ تفسيه بدقة وتركيز يلحظ هذا وسأذكر ناذج من هذا
الصنيع فعند قوله تعال :ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ
ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ
ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯦ ﯧ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ
ﯶﯶﯷﯶﯶﯶﯶﯶ ﯸ ﯶﯶﯹﯺﯶﯶﯶﯶﯶﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﯶ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ
ﰃــــ ﰄــــ ـــــ ﰅ ﭼ النساء ،قال ذهب بعضهم إل أن فوق زائدة وفيه ضعف ـــــ ﰁـــــ ﰂــــ
ﰀ
لقوله تعال ’’فلهن‘‘ والعن فإن كن جاعات بالغات ما بلغن من العدد فلهن ماللبنتي؛ وهو الثلثان,
ومياث البنتي مقيس على الختي بطريق الول).(2
وعند قوله تعال :ﭽ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ
ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﭼ التوبة.
قال :قيل الفقي الذي ليس له بلغة من العيش والسكي الذي ل شيء له وهو قول الادي عليه السلما
وبه قال أبو حنيفة وأصحابه وهو قول أهل اللغة أيضا وقيل السكي من له شيء والفقي من ل شيء له
ﮚ ﮛ وهو قول الشافعي واحتج بقوله تعال :ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ
ﮢ ﮣ ﮤ ﭼ الكهف ،وأجيب عن ذلك بأنم كانوا يعمحلون ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮜ
عليها ،وقيل :الساكي يتفاضلون ف السكنة).(3
جاء ف اللباب :والفقي من له أدن شيء أي دون النصاب والسكي أدن حال من الفقي وهو من ل
شيء له وهذا مروي عن أب حنيفة وقد قيل العكس).(4
(3)1التفسي ص 262وانظر كذلك ص .838 / 719 / 640 / 611 / 499 / 485 /198
(1)2التفسي ص 101
(2)3التفسي :ص .249
(3)4اليدان عبد الغن الغنيمحي الدمشقي" ,اللباب في شرح الكتاب" ,تقيق ممحود أمي النواوي ,دار الكتاب العرب
ج 1ص .79
25
وقال الماما الكاسان :واختلف أهل التأويل واللغة ف معن الفقي والسكي وف أن أيهمحا أشد حاجة
وأسوأ حال قال السن الفقي الذي ل يسأل والسكي الذي يسأل وهكذا ذكره الزهري وكذا روى أبو
يوسف عن أب حنيفة وهو الروي عن ابن عباس رضي ال عنهمحا).(1
وقال الماما الشافعي رحه ال :الفقي وال أعلم :من ل مال له ول حرفة تقع منه موقعا زمنا كان أو غي
زمن ,سائل كان أو متعففا ,والسكي من له مال أو حرفة ل تقع منه موقعا ,ول تغنيه سائل كان أو غي
سائل).(2
– 3وعند قوله تعال :ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ
ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﭼ إبراهيم.قال :قال ف الغرائب والعجائب) ,(3إن ال بعث جيع الكتب إل
جبيل عليه السلما بالعربية وأمره أن يأت رسول كل قوما بلغتهم وهذا ليس بصحيحم؛ لن قوله ليبي لم
ضمحي القوما وهم العرب فيؤدي أن ال أنزل التوراة من السمحاء بالعربية ليبي للعرب ,قالوا وهذا معن
فاسد).(4
(4)1الكاسان :علء الدين أبو بكر بن مسعود النفي" ,بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" ,دار الكتب العلمحية
بيوت لبنان الطبعة الثانيه 1406هـ 1986 /ما ج 4ص .123
(1)2الشافعي :أبو عبد ال ممحد بن إدريس القرشي كتاب "الما" تقيق علي ممحد وعادل أحد دار إحياء التاث
العرب بيوت لبنان 1422هـ 2001 /ما ،ج ،2ص 338
" (2)3غرائب التفسير وعجائب التأويل" ,ج 1ص .574
(3)4التفسي :ص ,319وانظر أمثلة أخرى ص.240 / 634 / 778 / 759 / 460 / 824 /
26
الفصل الثاني:
البناء الهيكلي في تفسير العقم
توطئة:
يتضحم للباحث من خلل قراءته ف تفسي العقم أن مؤلفه قد بدأ فيه بتفسي سور القرآن الكري على
التتيب العهود ف الصحف ،حيث ابتدأه بتفسي سورة الفاتة واختتمحه بتفسي سورة الناس .وقد راعى ف
تفسي السورة الوانب التالية:
-1يذكر عدد آياتا.
-2مكيها ومدينها.
-3السورة الت نزلت بعدها
-4سبب نزولا إن كان لا سبب
-5أين ومت نزلت.
-6أساء السورة إن كان لا اسم
-7الحاديث الواردة ف فضلها
تطبيق نموذجي على الكلما السابق:
)(1
الثال الول :سورة الائدة.
عدد آياتا :مائة وعشرون آية
مدنية.
النزول :نزلت بعرفات يوما المحعة ,ف عشر عرفة.
27
الحاديث الواردة ف فضلها :قال الشيخ :روي عن رسول ال أنه قال" :من قرأ سورة الائدة أعطي من
الجر عشر حسنات ,ومي عنه عشر سيئات ,ورفع له عشر درجات ,بعدد كل يهودي ,ونصران ف
الدنيا").(2)(1
)(4)(3
وعن النب " :الائدة من آخر القرآن نزول ,فأحلوا حللا وحرموا حرامها".
)(5
الثال الثان :سورة التوبة.
عدد آياتا:مائة وعشرون آية.
مدنية .غي آيتي "لقد جاءكم" إل آخرها.نزلتا بكة.
النزول :هي آخر ما نزل بالدينة ,غي اليتي الذكورتي.
أساء السورة :يقول :قال جار ال :لا عدة أساء :براءة ,التوبة ,القشقشة ,البعثرة ,الخزية ,الفاضحة,
)(6
الثية ,الافرة ,النكلة ,الدمدمة ,سورة العذاب.
وهذا النهج الذي سار عليه ف تفسيه).(7
28
-1الميل إلى الختصار بقدر المكان
إن السمحة البارزة ف تفسي العقم هي اليل إل الختصار ما أمكن ،ولكنه اختصار غي مل ,ويعتب
تفسيه من التفسي المحلي أعن أنه ل يأت بالية كاملة ث يشرع ف تفسيها وبيان ما فيها من الغريب
والشكل ...ال،كمحا يفعل غيه من الفسرين أصحاب الطولت كالماما الرازي والماما القرطب والماما
الطبي ،بل يزئ الية منذ البداية حسب جلها التعددة ،فيقوما بتفسي أهم المحل والكلمحات الواردة
فيها تاركا الواضحم منها دون تفسي ،والسبب كمحا قدمت يرجع إل طبيعة تفسيه فإنه متصر أصل.
فمحثل عقد قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ
ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ
ﭽ ﭾ ﭿ ﭼ الشعراء ،بعد ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ
أن يذكر عدد آيات السورة يقول مائتان وسبع وعشرون آية مكية غي )و الشعراء يتبعهم الغاوون( فإنا
مدنية إل آخرها) .(1يأت على تفسيها فيقول’’ :طسم :اسم للسورة ،وقيل من أساء القرآن .وقيل هو
من أساء ال؛ تلك :قيل هذه السورة وقيل هذه اليات؛ آيات الكتاب البي :يعن بي الق من الباطل؛
لعلك باخع نفسك :قاتل نفسك يا ممحد‘‘).(2
ث ينتقل الشيخ إل الية الت بعدها فيقسمحها كمحا يفعل ف الية السابقة ،ث يشرع ف تفسي الية
الامسة تاركا الية الت قبلها دون تفسي .وهي قوله تعال :ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ
ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ الشعراء .وذلك إما أنه فسر آية مشابة لا سبقتها أو أنه يرى أنا ليست
باجة إل تفسي ومزيد بيان؛ إذ من أشكل الشكلت توضيحم الواضحات كمحا يقال .وعند قوله تعال:
ﯚ ﯛ ﭼ ﭽﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ
الشعراء ،يقول ف تفسيها’’ :قال’’ :موسى} ،ويتك قوله تعال :رب أن أخاف أن يكذبون ،لنا
واضحة ول إشكال فيها{ ويضيق صدري بتكذيبهم؛ ول ينطلق لسان للعقدة الت فيه؛ فأرسل إل
هارون ،أرسل إليه جبيل،واجعله نبيا وآزرن به واشدد به عضدي).(3
وأحيانا نده ييل لبعض اليات إذا تكررت معه فيقول :قد تقدما القول فيها ،أوقد تقدما الكلما فيه أو
نوا من هذا .فمحثل عند حديثه عن الروف القطعة ف أوائل السور ،وعند مطلع سورة أل عمحران ﭽﭑ
ﭙ ﭚ ﭼ آل عمحران .يقول ’’ :أل قد بينا ﭗ ﭘ ﭕ ﭖ ﭒ ﭓ ﭔ
ما قيل فيه’’ ).(4
(1)1وهذا الكلما ليس بصحيحم فسورة الشعراء مكية كلها ,على ما سيأت بيانه.
(2)2التفسي :ص 462
(3)3التفسي :ص 473
(1)4التفسي :ص 66
29
وف قوله تعال :ﭽ ﭑﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ
ﭼ الرعد.
يقول :الر قد تقدما الكلما فيه).(1
-2عدما تقيده بنمط معين في التفسير:
ل ينهج الشيخ نجا واحدا ف تفسيه الية فأحيانا نده يبتدئ ف تفسيه للية بذكر سبب نزولا,
وأحيانا يقدما الحاديث الؤكدة لعناها ,وأحيانا أخرى يبتدئ بذكر القراءات القرآنية الواردة فيها وهكذا,
وهكذا .ولتوضيحم ذلك ,أذكر المثلة التالية:
أ -بدؤه تفسي الية بذكر سبب نزولا ث ذكر العن:
-1قوله تعال :ﭽ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ
ﯺ ﯻ ﯼ ﭼ البقرة.١٨٦ :
حيث قال عند هذه الية :الية نزلت ف رجل من العرب .قال يا رسول ال :أقريب ربنا فنناجيه أما بعيد
فنناديه؟ فنزلت).(2
فإن قريب السمحاع ،وقيل :قريب بالعلم والقدرة } فليستجيبوا ل { إذا دعوتم لليان والطاعة ,كمحا
أن أجيبهم إذا دعون لوائجهم ,وليؤمنوا ب أي يصدقوا بمحيع ما أنزلته } لعلهم يرشدون { ,والراشد
الصيب للخي ,ومنه رجل رشيد).(3
ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ -2قوله تعال :ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ
ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﭼ
التوبة.
قال الشيخ :الية نزلت ف جد بن قيس) .(4وروي :أنه قال للنب :ل تفتن بنات الصفر يعن نساء
الروما ولكن أعينك بال واتركن } أل ف الفتنة سقطوا { أي الفتنة الت سقطوا فيها هي فتنة التخلف.
30
} إن تصبك { ف بعض الغزوات } حسنة { ظفر وغنيمحة } تسؤهم وإن تصبك مصيبة { قتل وهزية
ونكاية شديدة ,نو ما جرى يوما أأحد } يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل { يعن قد أخذنا حذرنا والعمحل
بالزما من قبل ما وقع } ويتولوا { عن مقاما التحدث بذلك والجتمحاع له ف أهاليهم } وهم فرحون {
).(1
ب( ذكره العن مصحوبا بديث يؤكده من ذلك:
ﮬ ﮭ ﭼ ﮩ ﮪ ﮫ فعند قوله تعال :ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ
السجدة.١٧ :قال :والعن ل تعلم النفوس كلهن ,ول نفس واحدة منهن ,ل ملك مقرب ول نب
مرسل ,أي نوع عظيم من الثواب ,إذا أجزى ال أولئك ,وأخفاه من جيع خلئقه ,ل يعلمحه إل هو ما
تقرر به عيونم } جزاء با كانوا يعمحلون { ,وعن النب » :يقول ال تعال أعددت لعبادي الصالي
ما ل عي رأت ,ول أذن سعت ,ول خطر على قلب بشر ,اقرءوا إن شئتم } فل تعلم نفس ما أخفي
لم من قرة أعي {).(3)(2
ج -أحيانا يبدأ ف تفسي الية بذكر العن مستخدما اللغة والشعر للتوضيحم:
فمحثل عن قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ
ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭼ النساء .قال ف تفسيها :والقنطار الال العظيم من قنطرت الشيء إذا رفعته،
ومنه القنطرة لنا بناء مشيد قال):(4
31
ليكتنفن حت يشاد بقرمد. كقنطرة الرومي أقسم ربا
د -إيراده لبعض النكات التفسيية على شكل السئلة والجوبة عليها ،مستعمحل لبعض العبارات مثل
)فإن قيل كذا قلنا كذا ،ومت قيل ،قالوا ،فإن قيل قالوا...ال ,(.وهذا من الساليب الت برع فيها
الزمشري ف تفسيه.
ومثال ذلك:
-1قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ
ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ
ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭼ البقرة ،قال بعد أن ذكر العن الراد من الية ,ويقال:ل
قدما الليل؟ قلنا :لن الليل هو الصل والضياء طارئ عليه؛ لن ال تعال خلق الرض مظلمحة ث خلق
الشمحس والقمحر).(1
وأما عن السلوب الذي استخدمه الشيخ ف تفسيه فقد طغت عليه السهولة ,والبعد عن التكلف ،وهذا
هو الطلوب ،فقد جاء تفسيه سهل ميسور العبارة ،غي مطعم بالقضايا الفلسفية ،ول الكلمية الت
تبعد التفسي عن هدفه ومقصوده..
وبعد ,فهذه بعض المثلة ،ذكرتا لبي منهج الشيخ بصورة عامة وبشكل ممحل متصر على ما سيأت
مفصل ف ثنايا هذه الرسالة.
ول يفوتن ذكرا أن أقول بأن الشيخ لئن كان قد صنف تفسيه هذا بالرجوع إل أقوال من سبقه أمثال
الادي،والاكم الشمحي ،والثعلب ،والزمشري) ،(2وغيهم من الفسرين ،فإن هذا المر عسي وغي يسي
وليس بالي ،إذ المحع بي هذه القوال كلها ,وإخراجها ف ثوب وف شكل متصر منتظم دقيق
ليس ف مقدور أي أحد ،ول يؤتاه إل من رزق حظا وافرا من الثقافة ،بكثرة الطالعة ومداومة النظر ف
النصوص وهذا بالطبع يتاج إل تمحل وجلد ،فالعلم كمحا أنه فتوح وذكاء فإنه أخذ عطاء).(3
المبحث الثاني :التفسير بالمأثور عنده.
-1حول التفسير المأثور:
يعقوب ,دار الكتب العلمحية ,بيوت الطبعة الول1417 ,هـ1996/ما ,ج 2ص .438
(2)1التفسي :ص 37
(1)2سبق التعريف بم ف مبحث )مصادره من كتب التفسي (
(2)3الزبيي :علي بن ممحد "ابن جزي ومنهجه في التفسير" ،دار القلم ،دمشق،سوريا الطبعة 1407هـ/
1987ما،ج ،1ص ،267بتصرف.
32
المأثور في اللغة :يطلق الأثور ف اللغة ويراد منه مطلق النقل ومنه أثرت الديث أثرا نقلته ،والثر
بفتحتي اسم منه ،وحديث مأثور أي منقول ،ومنه الأثرة وهي الكرمة؛ لنا تنقل ويتحدث با).(1
وأثر الديث :أن يأثره قوما عن قوما أي يدث به ف آثارهم أي بعدهم).(2
قال ابن منظور :الثر الب ،والمحع آثار والثر مصدر قولك أثرت الديث آثره إذا ذكرته من غيك ،وأثر
الديث عن القوما يأثره ويأثره أثرا وأثرة وأثرة ،ومآثر العرب مكارمها ومفاخرها الت ثؤثر عنها أي تذكر
وتروى)(3؛ فالاصل أن مادة )أثر( ف اللغة يراد منها الخبار والرواية والنقل.
التفسير المأثور في الصطلح:
يذهب بعض العلمحاء إل عد واعتبار التفسي الأثور،تفسي القرآن بالقرآن أو تفسي القرآن بالسنة ،أو
تفسي القرآن بأقوال الصحابة والتابعي ،ومن ذهب إل هذا التقسيم الزرقان ف مناهله حيث قال:
’’الأثور هو ما جاء ف القرآن أو السنة أو كلما الصحابة بيانا لراد ال تعال من كتابه‘‘) ،(4وتبعه ف
ذلك الدكتور الذهب ف كتابه التفسي والفسرون حيث قال’’ :يشمحل ما جاء ف القرآن نفسه من البيان
والتفصيل لبعض آياته ،وما نقل عن الرسول وما نقل عن الصحابة رضوان ال عليهم وما نقل عن
التابعي من كل ما هو بيان توضيحم لراد ال تعال من نصوص كتابه الكري‘‘) ،(5وقد تبن هذا الرأي
الدكتور مصطفى مسلم أيضا فقال’’ :التفسي الأثور يشمحل النقول عن ال تعال ف القرآن الكري والنقول
عن النب والنقول عن الصحابة رضوان ال عليهم ,والنقول عن التابعي رحهم ال .وعلى هذه النواع
الربعة يدور التفسي بالأثور‘‘).(6
مناقأشة هذه القأوال:
(3)1الفيومي :أحد بن ممحد بن علي القري" ،المصباح المنير" ،راجعه الشيخ ممحد حسني الغمحراوي ،الطبعة
الميية ،القاهرة ،الطبعة السادسة 1928ما ،ص .5
(4)2الفراهيدي :أبو عبد الرحان ،الليل بن أحد" ،العين" ،دار إحياء التاث العرب ،بيوت ,ص 17
(5)3ابن منظور :أبو الفضل ،جال الدين ،ممحد بن مكرما" ،لسان العرب" ،دار صادر بيوت ،الطبعة الول
2000ما ،ج ،1ص 53 ،52
(1)4الزرقان :ممحد عبد العظيم" ،مناهل العرفان في علوما القرآن" ،مطبعة عيسى الباب اللب ،الطبعة الثالثة ،ج ،2
ص .12
(2)5الذهب :ممحد حسي" ،التفسير والمفسرون" ،دار اليوسف ،بيوت لبنان ،الطبعة الول 1421هـ 2000/ما،
ج ،1ص 163
(3)6مسلم :مصطفى" ،مناهج المفسرين" ،دار السلم .الرياض ،الطبعة الول 1415هـ ،ص .23
33
إن ما ذهب إليه العلمحاء الفاضل من عدهم التفسي بالأثور يشمحل تفسي القرآن بالقرآن ،وتفسي القرآن
بالسنة ،وتفسي القرآن بأقوال الصحابة والتابعي كلما غي دقيق و باجة إل مناقشة ،وسأنقل أقوال
بعض العلمحاء الذين سجلوا تفظهم على هذا التعريف واعتضوا عليه.
يرى الدكتور صلح الالدي أن التفسي الأثور هو تفسي القرآن بالسنة وبأقوال الصحابة والتابعي وتابعي
التابعي.
وتفسي القرآن بالقرآن ليس تفسيا بالأثور؛ لن الفسر ف هذه الطوة يفسر كلما ال بكلما ال ،وليس
بكلما البشر من الصحابة والتابعي ،أي هو ل يعتمحد على البحث والنقل ،ول يتحرى صحة ما ينقل؛
لن القرآن مفوظ ثابت ،ل يتاج إل تريج وتصحيحم ،فالتخريج والتصحيحم والتحري ،والرص صفة
ملزمة للقوال الأثورة ف التفسي والقرآن ل يتاج إل كل هذا ،فهو ليس من التفسي بالأثور).(1
ويتابع الدكتور الالدي حديثه عن التفسي الأثور قائل :إن التفسي بالأثور الذي يتحقق فيه معن الأثور
ف اللغة و الصطلح هو ما روي عن الرسول أو الصحابة أو التابعي من روايات نقلية مروية ف تفسي
القرآن ،واسه الخر يؤكد هذا الفهوما وهو التفسي النقلي الذي يقوما على نقل القوال والروايات عن
السلف تفسي القرآن).(2
ويرى الستاذ الدكتور فضل عباس وهو يتحدث عن حدود التفسي الثري أن التفسي بالأثور هو’’ :ما
صحم عن النب أو كان له حكم الرفوع ما روي عن الصحابة رضوان ال عليهم ،ويشمحل هذا أسباب
النزول’’ .
فهو يقيد ما يرويه الصحاب بأن يكون مشتمحل على سبب النزول؛ لنه ما ل مال للرأي فيه فيكون
صحيحا وأما ما روي عن الصحابة والتابعي ما هو اجتهاد منهم ،فيدخل ضمحن دائرة التفسي بالرأي مثل
بعض الروايات الت رويت عن ابن عباس).(3
-2اختلف العلماء في تفسير الصحابي والتابعي من حيث الحتجاج:
لقد اختلف العلمحاء ف تفسي القرآن بأقوال الصحابة هل يكن اعتباره حجة أما ل ؟
(4)1الالدي :صلح عبد الفتاح" ،تعريف الدارسين بمناهج المفسرين" ،دار القلم دمشق 1429هـ 2008 /ما،
ص .148
(1)2الصدر السابق ،ص .200
(2)3عباس :فضل حسن" ،التفسير أساسياته واتجاهاته" ،مكتبة دنديس ،عمحان 1426هـ2005/ما ،ص 184
34
ذهب الاكم ف مستدركه إل أن تفسي الصحاب الذي شهد الوحي والتنزيل حديث مسند) .(1ووافقه
الزركشي ف برهانه فقال’’ :تفسي الصحاب بنزلة الرفوع إل النب .(2)‘‘ف حي أننا ند ابن الصلح
يقيد هذا الطلق بقوله :ما قيل من أن تفسي الصحاب حديث مسند فإنا ذلك تفسي يتعلق بسبب
نزول آية يب با الصحاب أو نو ذلك كقول جابر ’’ :كانت اليهود تقول :من أتى امرأته من دبرها ف
قبلها جاء الولد أحول‘‘ .فأنزل ال عز وجل)نساؤكم حرث لكم( البقرة 223/فأما سائر تفاسي
الصحابة الت ل تشتمحل على الضافة شئ إل رسول ال فمحعدودة ف الوقوفات) .(3انتهى كلمه رحه
ال
ويشتط العلمة الافظ ابن حجر) (4شرطي أساسي ف تفسي الصحاب حت يأخذ حكم الرفوع إل النب
:
أولها :أن يكون الصحاب غي معروف بأخذه عن أهل الكتاب ،يسلم تفسيه من أي شبهة.
ثانيهمحا :أن يكون الذي رواه ما ل مال للرأي فيه ،كأسباب النزول ،ونوها من المور الغيبية ،كأحوال
القيامة النة النار...ال .وهذا كله ل يستطيع الصحاب أي يعمحل فيه عقله.
واختلف العلمحاء ف تفسي التابعي من حيث الحتجاج أيضا ،فمحنهم من يراه صالا للخذ به ومنهم من
ل يأخذ به ول يعتبه حجة ،يقول ابن تيمحية رحه ال’’ :وقال شعبة بن الجاج وغيه أقوال التابعي ف
)(5
الفروع ليست حجة ،فكيف ،تكون حجة ف التفسي‘‘
وقال الزركشي ف البهان’’ :و ف الرجوع إل التابعي روايتان عن أحد ،واختار ابن عقيل النع ،عن شعبة
لكن عمحل الفسرين على خلفه .وقد حكوا ف كتبهم أقوالم ،كالضحاك بن مزاحم وسعيد بن جبي
(3)1النيسابوري :ممحد بن عبدال أبو عبدال الاكم" ،المستدرك على الصحيحين" ،تقيق مصطفى عبد القادر
عطا ،دار الكتب العلمحية ،بيوت الطبعة 1411هـ1990/ما ،ج ،2ص 283
(4)2الزركشي :ممحد بن بارد عبدال ،أبو عبدال" ،البرهان في علوما القرآن" ،تقيق ممحد أبو الفضل إبراهيم ،دار
العرفة بيوت 1391هـ ج 2ص .157
(5)3الشهرزوري :أبو عمحرو عثمحان بن عبد الرحان" ،مقدمة ابن الصلح" ،مكتبة الفاراب ،الطبعة الول1984 ،هـ،
ص .28
العسقلن :أبو الفضل أحد بن علي بن ممحد أحد بن حجر" ،نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في )(1
4
مصطلح أهل الثر" ،تقيق عبد ال الرحيلي ،مطبعة السفي ،الرياض ،الطبعة الول ،ص .132
" (2)5مقدمة في أصول التفسير" :مصدر سابق ،ص 101
35
وماهد ،وقتادة وأب العالية الرياحي،والسن البصري .‘‘...فهذه تفاسي القدماء الشهورين ،وغالب
)(1
أقوالم تلقوها من الصحابة ,ولعل اختلف الرواية عن أحد إنا هو فيمحا كان من أقوالم وآرائهم
إن ما قاله الزركشي رحه ال من أن عمحل الفسرين على خلفه ،يعن اعتبار تفسي التابعي حجة ،لكونم
حكوا ف كتبهم أقوالم؛ ذلك لن الغالب فيها مأخوذ عن الصحابة فكلما فيه نظر ويتاج إل دليل؛ لن
تضمحي الفسرين لقوال التابعي ف تفاسيهم ل يعن أن أقوالم كلها صحيحة وليست باجة إل تعليق
أو مناقشة ،هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن التابعي رضي ال عنهم ف حد ذاتم قد حصل بينهم
اختلف كبي ف الفهم ،كمحا حصل عند الصحابة الكراما قبلهم .والتفاوت ف الفهاما والعقول أمر
معروف ومعلوما ،ول يستطيع أحد أن ينكره.
36
-1عند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ
ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭧ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ
ﭼ النعاما .
قال}:وما لكم {أي ما الذي ينعكم},أل تأكلوا ما ذكر اسم ال عليه{ عند الذبحم} ,وقد فصل لكم
ماحرما عليكم{أي بي,قيل:هو ماذكره تعال ف سورة الائدة ف قوله تعال}:حرمت عليكم اليتة{ إل
)(1
آخرها.
قال الشيخ الشنقيطي معلقا على الية :التحقيق أنه فصله لم بقوله ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ
ﮱ ﯓ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ
ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﭼ
ومعن الية :أي شيء ينعكم أن تأكلوا ما ذكيتم ,وذكرت عليه اسم ال ,والال أن ال فصل لكم الرما
أكله عليكم ف قوله}:قل ل أجد ف ما أوحي إل {الية ,وليس هذا منه .ومايزعمحه كثي من الفسرين من
أنه فصله لم بقوله}حرمت عليكم اليتة{ ,فهو غلط .لن قوله تعال}:حرمت عليكم اليتة{من سورة
الائدة ,وهي آخر من آخر ما نزل من القرآن بالدينة ,وقوله} :وقد فصل لكم ماحرما عليكم{من سورة
)(2
النعاما وهي مكية ,فالق ماذكرنا والعلم عند ال تعال.
قلت :وهذا تقيق لطيف ومسلك جيل منه رحه ال.
فإذن إذا صحم هذا يتبي منه عدما صحة القول بأن تفسي القرآن بالقرآن من الأثور ,وكيف يكون مأثورا
وقد وقع فيه مثل هذا اللف.
-2وعند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ
ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭼ البقرة .قال) :(3الية تدل على أن عدة
الوفاة } أربعة أشهر وعشرا { وهذا عاما إل ف قوله تعال:
ﭽ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﭼ الطلق.٤ :
إذن آية البقرة عامة خصصتها آية الطلق.
37
ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ -3وعند قوله تعال :ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ
ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﭼ الائدة
قال}:إل مايتلى عليكم{من القرآن من نو قوله}:حرمت عليكم اليتة والدما{,(1).فيكون هذا من
باب البسط بعد الختصار ,والبيان بعد الجال.
ﭽ ﭾ ﭿ ﭼ العارج, ومن المثلة الدالة على تفسي القرآن بالقرآن ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ
)(2
قال:قيل اللوع الريص الضجور ,وقيل :هوالذي }إذا مسه الشرجزوعا{}وإذا مسه الي منوعا{.
38
وما يدل على استشهاده بالقرآن لتوضيحم ماخرج به ف تفسيه للية من معن لغوي ,قوله عند تفسيه
لقوله تعال :ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ النبياء .
قال الشيخ :استعي الراما للمحمحتنع وجوده ,ومنه قوله تعال}إن ال حرمهمحا على الكافرين{ ,وأصل الراما
)(1
النع.
ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ وعند قوله تعال :ﭽ ﭧ ﭨ ﭩ
ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﭼ الزمر.
قال :يعن يقبضها عن التصرف ويسكها ويفظها حي موتا}.والت ل تت ف منامها{يريد ويتوف
النفس الت ل تت ف منامها ,أي يتوفاها حي منامها ,وشبه النائمحي بالوتى ,ومنه}وهوالذي يتوفاكم
)(2
بالليل{حيث ل ييزون ول يتصرفون,والوتى كذلك.
وعند قوله تعال :ﭽ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ الفلق .قال}:برب الفلق{ الصبحم ,ومنه فالق الصباح.
)(3
ب-استشهاده ف تفسيه للية با يشابها أو مايدل على معناها ف سورة أخرى ,وهذا كثي جدا ف
تفسيه وسأكتفي بذكر البعض.
-1قال عند قوله تعالﭽ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ
ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﭼ البقرة}.أولئك{يعن الذين كتمحوا
ذلك} مايأكلون ف بطونم إل النار{يعن أن أكلهم ف الدنيا وإن كان حسنا طيبا ف الال ,فعاقبته
)(4
النار,كقوله تعال :ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ
النساء.١٠ :
-2وعند قوله تعالﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ
ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ
ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﭼ.آل عمحران قال:هوالذي أنزل عليك يا ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯟ ﯠ
39
ﮗ ﮘ ﮙ ممحد الكتاب,وهو القرآن ,هن أما القرآن الكم كقوله تعال :ﭽ ﮔﮕ ﮖ
)(1
ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ هود .أي أحكمحت بالنظم العجيب.
ﮰ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ -3قوله تعال :ﭽ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ
ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﭼ الحقاف .قال :الضمحي للقرآن ,أي على مثله
ف العن ,وهو ما ف التوراة من العان الطابقة لعان القرآن من التوحيد والوعد والوعيد ,وغي ذلك ,ويدل
عليه قوله تعالﭽ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﭼ الشعراء .ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭼ
العلى).(2
وما يعد داخل ف تفسي القرآن بالقرآن حل بعض القراءات القرآنية على بعض ,وف هذا الصدد يقول
الدكتور الذهب" :وما يؤيد أن القراءات مرجع مهم من مراجع تفسي القرآن بالقرآن ماروي عن ماهد أنه
قال :لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود قبل أن أسأل ابن عباس مااحتجت أن أسأله عن كثي ما سألته
)(3
عنه".
ومن هنا وجب على الفسر العرفة ,والعلم بالقراءات القرآنية حت يستطيع فهم كلما ال تعال ,يقول
اللوسي ف تفسي قوله ﭽ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯶ ﯶ
ﯼ ﯽ ﭼ البقرة" :.أي حلهمحا على الزلة بسببها ,وتقيقه أصدر ﯺ ﯻ ﯻﯻ ﯻ ﯻ
ﯻ ﯻ ﯻﯷﯸ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯹ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ
زلتهمحا عنها ,وعن هذه مثلها ف قوله تعال}:وما كان استغفار إبراهيم لبيه إل عن موعدة{ التوبة/
,114والضمحي على هذا للشجرة ,وقيل :أزلمحا أي أذهبهمحا ,ويعضده قراءة حزة فأزالمحا وها متقاربان
ف العن") .(4قرأ حزة بزيادة ألف بعد الزاي ,وتفيف اللما والباقون بذف اللف ,وتشديد اللما ,ولمحزة
وقفا تقيق المحزة وتسهيلها ).(5
فالشاهد أن قراءة حزة فسرت لنا قراءة العامة.
40
هذا وما ينبغي أن يذكر فل ينسى؛ أن تفسي القرآن بالقرآن ينبغي أل يتجاوز تصيص العاما ,وتقييد
الطلق ,وبيان المحل ,وتأويل الظاهر,وغيها ما درج على عده من بيان القرآن علمحاء الصول وكذلك حل
قصص النبياء ,والمم السابقة بعضها على بعض ,فمحا أوجز ف مكان قد بسط ف مكان آخر ونو
ذلك ,وأما غي ذلك من تفسي اليات بعضها ببعض لورود كلمحات فيها متشابة فهذا ما ل نقبله-يقول
الدكتور أبو حسان -والسبب ف ذلك أنه يؤدي إل أمرين خطيين:
أولمحا :إغفال السياق القرآن الذي وردت فيه تلك الكلمحة القرآنية ,واختيت ف مكانا ومثل هذا الغفال
مدعاة للخلط والبط ف التفسي.
ثانيهمحا :أنه يفضي إل القول بتكرار معان القرآن الكري ,ول شك أن هذا غي مقبول فكمحا أنه ل تكرار
ف ألفاظ القرآن وآياته ,فمحعانيه ل تكرار فيها كذلك ,فكل آية ,بل كل حرف جاء ف آية ف سياق
)(1
خاص ومعان متجددة.
تفسير القرآن بالسنة:
السنة هي الصدر الثان الذي يتعي الصي إليه ,ويعول عليه بعد القرآن الكري ف فهمحه ,فهي شارحة
للقرآن الكري ومبينة له ,وقد نص القرآن الكري صراحة على أن دور النب ووظيفته إنا هي البيان قال
ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ النحل. تعال ﭽ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ
ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ وقال عز من قائل :ماطبا نبيه ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ
ــــ ﰄــــ ﰅـــــ ﰆـــــ ﰇـــــ ﰈــــ ﰉــــ ﰊــــ ﰋـــــ ﰌـــــ ـــــ ﰍ القيامة .قال ابن كثي رحه
ﰃ
ال تعال ف تفسي قوله تعال}ث إن علينا بيانه{أي :بعد حفظه ,وتلوته نبينه لك ونوضحه ,ونلهمحك
معناه على ماأردنا وشرعنا (2).فالطلوب من النب إذن تبيي ماجاء ف القرآن الكري وتوضيحه للناس.
وكان الصحابة الكراما رضي ال عنهم جيعا ,إذا أشكل عليهم فهم آية يسارعون إل النب ليزيل لم
ذلك الشكال .روى الماما مسلم ف صحيحه ف باب صدق اليان وإخلصه قال :حدثنا عبد ال بن
إدريس ,وأبو معاوية ووكيع العمحش عن إبراهيم عن علقمحة عن عبد ال قال :لا نزلت}الذين آمنوا ول
يلبسوا إيانم بظلم{ النعاما .82/شق ذلك على أصحاب رسول ال وقالوا أينا ل يظلم نفسه؟.
فقال رسول ال ليس هو كمحا تظنون إنا هو كمحا قال لقمحان لبنه}يابن ل تشرك بال إن الشرك لظلم
" (1)1تفسير ابن عاشور :دراسة منهجية ونقدية" ,مصدر سابق ,ص .167
(2)2ابن كثي :أبو الفداء إساعيل بن عمحر بن كثي القرشي الدمشقي" ،تفسير القرآن العظيم" ،تقيق سامي بن
ممحد سلمة دار طيبة للنشر والتوزيع ,الطبعة الثانية 1420هـ1999/ما ,ج 8ص 278
41
عظيم{) (1لقمحان,13/فأن للصحابة الكراما أن يعرفوا هذا العن لول رسول ال بي ظهرانيهم ,ولك أن
تعجب بعد كل الذي ذكرنا قول أولئك الذين يزعمحون أن القرآن الكري وحده كاف ,ويكن الستغناء به
عن السنة ,وقد كذبوا وخابوا وخسروا ,فهم مافهمحوا القرآن ولو فهمحوا القرآن الكري على الوجه الق ماكان
هذا باعثا على قول ما قالوا؛ لن ف القرآن مايدل على وجوب اتباع سنة النب ,وكيف يتوقف عن
الخذ بسنة النب مطلقا من يأخذ بالكتاب النزل عليه وهو يتلو ما فيه من اليات الدالة على وجوب
ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ اتباعه قال ال تعال :ﭽ ﭑ ﭒ
ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭼ .النجم.
وقال تعال :ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ
ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮘ
ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﭼ الشر. ﮬ
وقال تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ النساء .وقال
ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ عزوجل :ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ
)(2
ﯭ ﯮ ﯯ ﭼ واليات ف هذا العن كثية وهي صرية ظاهرة الدللة
إن أعداء السلما يتصيدون ف ماء عكر للنيل من الدين السلمي النيف ,وهم يدركون تاما عظم شأن
السنة الطهرة ف نفوس السلمحي,لذلك تدهم يبذلون كل ما ف وسعهم من أجل صرف الناس عن السنة,
تقليل من شأنا وحطا من قيمحتها وأهيتها ,أقول إن السنة ترتبط ارتباطا وثيقا بالقرآن الكري ,ول تنفك
عنه بال ,ومن هنا كان لزاما على الفسر الرجوع إليها ف فهم كلما ال جل وعل.ففي القرآن الكري أمور
شت ممحلة جاءت السنة بتفصيلها وبيانا ,وف القرآن الكري أحكاما عامة جاءت السنة بتخصيصها ,وف
القرآن الكري أحكاما مطلقة أتت السنة بتقييدها ,وهكذا ,فالاصل أنه ل غناء للمحفسر عن السنة ف فهم
كتاب ال تبارك وتعال ,ول يكن فهم القرآن العظيم إل بالعودة إل السنة ,والدليل على هذا الديث
الذي رواه الماما التمذي قال" :حدثنا ممحد بن بشار حدثنا عبد الرحن بن مهدي حدثنا معاوية بن
صال عن السن بن جابر اللخمحي عن القداما بن معد يكرب قال :قال رسول ال صلى ال عليه و سلم
(1)1النيسابوري :مسلم بن الجاج,أبو السي القشيي" ,صحيح مسلم" ,تقيق ممحد فؤاد عبد الباقي ,دار إحياء
التاث العرب ,بيوت ,باب صدق اليان ,وإخلصه ج 1ص 114برقم .124
(2)2الدمشقي :طاهر الزائري" ,توجيه النظر إلى أصول الثر" ,تقيق عبد الفتاح أبو غدة ,مكتبة الطبوعات
السلمية ,حلب سوريا ,الطبعة الول 1414هـ1990/ما ,ج 2ص.894 ,
42
أل هل عسى رجل يبلغه الديث عن وهو متكئ على أريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب ال فمحا وجدنا فيه
حلل استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه وإن ماحرما رسول ال كمحا حرما ال").(1
ويتلخص منهج الشيخ ف تفسي القرآن بالسنة ف الت:
أ -وقوفه عند تفسي النب للية:
ند الشيخ عند تفسيه للية القرآنية ,يذكر لنا حديثا للنب لتوضيحم معناها ,وهذا كثي جدا ف
تفسيه.فعند قوله تعال ﭽ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ
ﯞ ﭼ آل عمحران.قال :وعنه أنه فسر ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ
الستطاعة بالزاد والراحلة . (2).قال الماما الرازي ف تفسيه للية":اتفق الكثرون على أن الزاد والراحلة
شرطان لصول الستطاعة ,روى جاعة من الصحابة عن النب أنه فسر استطاعة السبيل إل الج
)(3
بوجود الزاد والراحلة.
وعند قوله تعال :ﭽ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ السجدة:
.١٦قال } :تتجاف جنوبم { ترتفع وتتنحى } عن الضاجع { عن الفرش وموضع النوما } يدعون
ربم { داعي ربم ,عابدين له؛ لجل خوفهم من سخطه ولمحعهم ف رحته وهم التهجدون ،وعن
رسول ال ف تفسيها » :قياما العبد من الليل «).(4
(1)1التمذي :أبو عيسى ممحد بن عيسى "سنن الترمذي",تقيق بشار عواد معروف ,دار الغرب السلمي ,بيوت
,1998باب ما ني عنه أن يقال عند حديث النب ,ج 4ص 334برقم .2663قال التمذي :هذا حديث حسن
غريب من هذا الوجه.وأخرجه الماما أحد ف مسنده ج4ص ,132برقم ,17233وصححه الشيخ شعيب .انظر
"مسند الماما أحمد" ,ابن حنبل أحد أب عبد ال الشيبان ,مؤسسة قرطبة ,القاهرة.
(2)2التفسي :ص ,81والديث أخرجه التمذي وابن ماجه من حديث ابن عمحر بلفظ » :السبيل الزاد والراحلة« وفيه:
»إبراهيم بن يزيد الوزي« وهو ضعيف ,والاكم من حديث أنس وهو معلول ,وجقاجل البيهقي :والصواب عن قتادة عن
السن مرسل .انظر "الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي" ,للمحناوي :زين الدين ممحد بن علي,
تقيق أحد متب ,دار العاصمحة ,الرياض,ج 1ص 383برقم .277
) (3مفاتيح الغيب :مصدر سابق ,ج 4ص 167
3
(1)4التفسي ص .533والديث رواه الماما أحد ف مسنده مثله,ج5ص 242برقم ,22156وقال الشيخ شعيب:
صحيحم بطرقه وشواهده ,وهذا إسناد ضعيف لضعف شهر بن حوشب ,ث هو ل يسمحع من معاذ.
43
وهذه الحاديث الت ذكرها الشيخ ل تصلحم لن تكون تفسيا بالأثور ,بناء على ماقدمت سابقا من كونه
-أعن التفسي بالأثور -يشمحل ما صحم عن النب وما كان له حكم الرفع ما رواه الصحاب ف أسباب
النزول.
فهذه الحاديث الت أوردها الشيخ هي من باب استشهاده بالديث على معن آية ,إذ اليات الت فسرها
ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ النب معروفة ,كتفسيه الظلم بالشرك ف قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ
ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ النعاما.
فالاصل أن تفسي القرآن بالسنة ينبغي أن يقيد بالصحيحم الروي عن النب ف تفسي الية ,أما أن
يعمحد الفسر إل جع أحاديث يستدل با ف توضيحم العن الراد من الية ,فهذا كله بعيد ف حدود
التفسي الثري.
ب -عزوه الديث مباشرة إل النب مردا من السند تاما ,ول يذكر معه الصحاب إل نادرا:
من منهج الشيخ ف تفسي القرآن بالسنة ,عزوه الديث بطريقة مباشرة إل النب دون أن يذكر سند
الديث ,ول حت الصحاب إل ف القليل النادر جدا ,كأن يقول :وعن رسول ال ,وروي أن رسول ال
وعنه وهذا كثي جدا ف تفسيه ,وسأكتفي بذكر بعض المثلة:
-1قوله تعال ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ
ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ
ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ النساء. ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ
قال بعد أن فسر الية ,وعن النب " خي النساء امرأة إن نظرت إليها سرتك ,وإن أمرتا أطاعتك,
)(2)(1
وإن غبت عنها حفظتك ف نفسها ومالا" ,وتل الية
(1)1التفسي ص .107
) (2قال النووي ف اللصة :وهذا إسناد صحيحم إل أن البيهقي رواه ف سننه فزاد فيه عثمحان بن عمحي أبا اليقظان بي
غيلن وجعفر ,ث قال :وقصر به بعض الرواة فلم يذكر فيه عثمحان بن عمحي.
فأشار البيهقي إل انقطاع رواية أب داود ,واتفقوا على عثمحان بن عمحي ,انظر"تخريج الحاديث والثار الواقأعة في
تفسير الكشاف للزمخشري" ,مصدر سابق ج 1ص .313
44
-2قوله تعال ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭼ البقرة.
قال الشيخ :الصلة الوسطى هي العصر ,وعن النب أنه قال يوما الحزاب :شغلونا عن الصلة
)(1
الوسطى ,صلة العصر.وزاد مسلم ف صحيحه مل ال بيوتم وقبورهم نارا.
ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ -3قوله تعال ﭽ ﯧ ﯨ
ﯻ ﯻﯶ ﯻ ﯻﯷ ﭼ البقرة .قال:العسر والعسر ضيق ذات اليد ,والناظرة المهال ,وعنه" :من أنظر معسرا أو
وضع له أظله ال ف ظل عرشه يوما ل ظل إل ظله").(2
من خلل المثلة السابقة اتضحم لنا أن من منهج الشيخ ف التفسي ,ذكره الديث مردا من السند
)(3
بالكلية ,وهذا كثي ل يصى ف تفسيه.
ولعل حذفه السانيد عمحدا منه للختصار ,وقصدا لعدما التطويل.
ج -عدما الكم على الحاديث والتعقيب عليها ل بالصحة ول بالضعف:
من منهج الشيخ ف التفسي الستدلل بالحاديث النبوية دون الكم عليها ,ودون عزوها إل مظانا
ومصادرها الصلية ,والمثلة على هذا السلك ,وهذه الطريقة كثية جدا ,نذكر منها:
ﮚ ﭼ الضحى.قال :حت تذهب ماله ،يعن ﮘ ﮙ -1فعند قوله تعال ﭽ ﮖ ﮗ
ل تغلبه على ماله وحقه لضعفه ،وعن أب هريرة عن النب أنه قال » :كافل اليتيم له أو لغيه أنا وهو
كهاتي ف النة « وأشار إل السبابة والوسطى .فهذا الديث صحيحم أخرجه الماما مسلم ف صحيحه,
ولكن الشيخ ل يكم عليه ول حت قاما بعزوه إل كتب الصحاح على القل). (4
"صحيح مسلم" :مرجع سابق ,باب الدليل لن قال الصلة الوسطى هي صلة العصر ,ج 1ص ,436برقم )(3
2
627
) (4التفسي :ص ,62والديث أخرجه الماما التمذي ف سننه بألفاظ متقاربة ,قال :وف الباب عن أب اليسر ,وأب
قتادة وحذيفة وابن مسعود وعبادة وجابر .حديث أب هريرة حديث حسن صحيحم غريب من هذا الوجه.
انظر "سنن الترمذي"مصدر سابق ,باب ما جاء ف إنظار العسر والرفق به ,ج 2ص ,590برقم .1306
) (5انظر التفسي :ص .76 ,95 ,149 ,235 ,242 ,276 ,281 ,424 ,438
1
2
3
" (1)4صحيح مسلم" ,مرجع سابق ,باب الحسان إل الرملة والسكي واليتيم,ج 4ص ,228برقم . 2983
45
ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ وعند قوله تعال :ﭽ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ
ﭼ البقرة.قال قوله تعال } :كتب عليكم إذا حضر أحدكم الوت { الية ،قيل :كانوا يوصون للبعد
طلبا للفخر ويعدلون عن القربي فلمحا نزلت آية الواريث قال » إن ال قد أعطى كل ذي حق حقه ول
)(1
وصزية لوارث «.
وعند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ
ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭼ الزمر.قال :وقرأ رسول ال هذه الية ,فقيل يارسول ال كيف
شرح الصدر؟ فقال" :إذا دخل النور القلب انفسحم" فقيل :يارسول ال,فمحا علمة ذلك؟ قال :النابة إل
دار اللود ,والتجاف عن دار الغرور ,والتأهب للمحوت قبل نزول الوت").(2
ومن منهج الشيخ ف تفسي القرآن بالسنة أيضا روايته الديث با يدل على معناه ,فمحثل عند قوله تعال:
ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭽﭑ ﭒ ﭓ
البقرة.
قال :لنه من أيقن أنه من أهل النة ,اشتاق إليها ,وتن سرعة الوصول إل النعيم ,وعن النب قال:
"لوتنوا الوت مابقي على وجه الرض يهودي").(3
تفسير القرآن بأقأوال الصحابة والتابعين:
(2)1رواه ابن ماجة عن هشاما بن عمحار ,عن ممحد بن شعيب ،عن عبد الرحن بن يزيد بن جابر ،عن سعيد بن أب
سعيد ،عن أنس بههه .وهذا إسناد كل رجاله ثقات ,انظر "البدر المنير في تخريج الحاديث والثار الواقأعة في
الشرح الكبير" ,لبن اللقن :سراج الدين أبو حفص عمحر بن علي بن أحد ,تقيق :مصطفى أبو الغيط و عبد ال بن
سليمحان وياسر بن كمحال ,دار الجرة للنشر والتوزيع -الرياض-السعودية الطبعة الول 1425 ،هـ2004/ما ,ج7ص
.265
(3)2التفسي ص ,649وانظر للمحزيد من المثلة ,ص .885 ,883 ,769 ,712 ,664 ,212والديث قال عنه
الشيخ اللبان :ضعيف ,انظر "سلسلة الحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في المة" ,تأليف الشيخ
ممحد ناصر الدين اللبان ,دار العارف ,الرياض ,الطبعة الول ,1422/1992 ,ج 2ص ,383رقم الديث .965
(1)3التفسي ص ,26وانظر أمثلة أخرى من التفسي ص .42 ,156 ,322 ,335والديث أخرجه النسائي ف
الكبى بلفظ :قال قال أبو جهل :لئن رأيت رسول ال يصلي عند الكعبة أتيته حت أطأ على عنقه فقال رسول ال
لو فعل أخذته اللئكة عيانا وإن اليهود لو تنوا الوت لاتوا ورأوا مقاعدهم من النار ولو خرج الذين يباهلون رسول ال
لرجعوا ل يدون مال ول أهل.ج6ص 308برقم ,11061انظر النسائي :أحد بن شعيب أبو عبد الرحن" ,السنن
الكبرى" ,تقيق د.عبد الغفار سليمحان البنداري ,سيد كسروي حسن ,دار الكتب العلمحية ,بيوت الطبعة الول ،
1411هـ 1991 /ما .وأخرجه الماما أحد ف مسنده ج1ص 248برقم .2225وقال الشيخ شعيب :صحيحم.
46
آراء الصحابة والتابعي كثية جدا ف تفسي الشيخ ,وعند ذكره أقوالم واستشهاده با فإنه يذكرها مردة
السناد كذلك ,كمحا فعل مع أحاديث النب ولعل هذا مرده ومرجعه إل اليل إل الختصار,
والياز,كمحا سيظهر لنا.
ولقد جاءت أقوال الصحابة والتابعي رضي ال عنهم جيعا؛ موزعة ف تفسي الشيخ ؛إما لتوضيحم معن,
أو لتفسي لفظ ,أو تبيي سبب نزول ,أو إعطاء حكم فقهي .وهكذا فهي متنوعة تنوع القضايا النوطة
بالتفسي.
فمحن أقوال الصحابة والتابعي البينة والوضحة للمحعن ,ماذكره:
-1عند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ البقرة .قال وعن ابن
عباس التقي ؛ الذي يتقي الشر و الكبائر والفواحش).(1
-2وعند قوله تعال :ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ
ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ
ﮰ ﮱ ﯓ ﭼ البقرة .قال :قيل أهل ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ
ملة واحدة على دين واحد وهو الكفر .عن ابن عباس ,وهو الوجه .ث يقول معلل لا ذكره؛ لن قوله
تعال}فبعث ال النبيي{ل يليق إل بذلك).(2
ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ -3وعند قوله تعال :ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ
ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﭼ النساء .قال :قوله تعال}ث يتوبون من قريب{ وعن الضحاك:
كل توبة قبل الوت قريب).(3
-3وعند قوله تعال :ﭽ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ
ﯽ ﯾ ﯿ ﭼ الرعد .قال :قيل بالفتوح على الؤمني من أرض الشركي بأن يفتحم أرض ا بعد أرض
فتبطل فيها أحكاما الشرك وتظهر أحكاما اهلسلما ،وقيل :بذهاب علمحائها ،وعن ابن مسعود » :موت
)(5
العال ثلمحة ف السلما ل يسدها شيء «) .(4وقيل :خرابا بعد العمحارة ،وقيل :نقصان ثرها
47
قال ابن كثي ف تفسيه :يقول تعال لرسوله } :وإن ما نرينك { يا ممحد } بعض الذي نعدهم { أي:
نعد أعداءك من الزي والنكال ف الدنيا } ،أو نتوفينك { أي قبل ذلك } ،فإنا عليك البلغ { أي:
إنا أرسلناك لتبلغهم رسالة ال وقد بلغت ما أمرت به } ،وعلينا الساب { أي :حسابم وجزاؤهم ،كمحا
قال تعال :ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ
ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﭼ الغاشية.
وقوله } :أول يروا أنا نأت المرض ننقصها من أطرافها { قال ابن عباس :أول يروا أنا نفتحم لمحد الرض
بعد الرض؟
وقال ف رواية :أو ل يروا إل القرية ترب ،حت يكون العمحران ف ناحية؟
وقال ماهد وهعمكهرمة } :ننقصها من أطرافها{ قال :خرابا.
وقال السن والضحاك :هو ظهور السلمحي على الشركي.
وقال العوف عن ابن عباس :نقصان أهلها وبركتها.
وقال ماهد :نقصان النفس والثمحرات وخراب الرض.
وقال الشعب :لو كانت الرض تنقص لضاق عليك حشك ،ولكن تنقص النفس والثمحرات .وكذا قال
هعمكهرمة :لو كانت الرض تنقص ل تد مكانا تقعد فيه ،ولكن هو الوت.
وقال ابن عباس ف رواية :خرابا بوت فقهائها وعلمحائها وأهل الي منها .وكذا قال ماهد أيضا :هو موت
العلمحاء.وبعد أن ذكر رحه ال كل هذه القوال حول تفسي الية نده يرجحم القول الول ,وهو ظهور
السلمحي على الشركي ,وكثرة الفتوحات .حيث يقول :والقول الول أول ،وهو ظهور السلما على الشرك
قرية بعد قرية ،وجكمفارا بعد جكمفر ،كمحا قال تعال } :ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى{ الحقاف,27:
)(1
الية ،وهذا اختيار ابن جرير ،رحه ال
-4وعند قوله تعال :ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﭼ الصافات .قال :قال وعن قتادة الرزق العلوما النة.
(1)1قال أبو جعفر الطبي :وأول القوال ف تأويل ذلك بالصواب قوأل من قال :ﭽ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ
ﯳ ﯴﭼ الرعد ، ٤١:بظهور السلمحي من أصحاب ممحد عليها وقجـمههرهم أهلها.انظر "جامع البيان في تأويل
القرآن" ,للماما الطبي :أبو جعفر ممحد بن جرير بن يزيد بن كثي بن غالب الملي ,تقيق أحد ممحد شاكر,
مؤسسة الرسالة ,الطبعة الول1420,هـ2000/ما ج 16ص ,498وانظر "تفسير ابن كثير" :ج 4ص .472
) (2انظر التفسي :ص .790 ,590 ,348 ,174 ,41 ,574 ,324 ,354
48
-5وعند قوله تعال :ﭽ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ
ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﭼ إبراهيم .قال }فاجعل أفئدة من الناس
توي إليهم{ من للتبعيض ,ويدل عليه ما روي عن ماهد :لو قال أفئدة الناس لزاحتكم عليه فارس
والروما.
-6وعند قوله تعال :ﭽ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﭼ السراء .قال :قال
ماهد :لو أنفق مدا ف باطل كان مبذرا ,ولو أنفق جيع ماله ف حق ما كان مبذرا).(1
ومن أقوال الصحابة والتابعي الت جاءت لتعطي لنا حكمحا فقهيا ماذكره الشيخ:
ﯙ ﯚ -1قوله تعال :ﭽ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ
ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ
ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ
ـــــ ﰇـــــ ﰈــــ ﰉ ــﰊــــــ ﰋـــــ ﰌـــــ ﰍـــــ ﰎــــ ﰏـــــ ﰐـــــ ﰑـــــ ﰒــــ ـــــ ﰓ ﭼ البقرة .قال:
ﰆ
} والوالدات يرضعن أولدهن حولي { الية ،قيل :هو عاما ف جيع الزوجات ،وقيل :الطلقات ،قيل:
معناه المر وإن كانت صيغته صيغة الب ،قوله تعال } :حولي كاملي { يعن عامي تامي أربعة
وعشرين شهرا وقد اختلف العلمحاء ف هذا الد هل هو لكل مولود ولكن إذا أتت به لستة أشهر فحولي
وإن ولدت لسبعة أشهر فثلثة وعشرين شهرا ف المحل وإن ولدت لتسعة أشهر فإحدى وعشرين يطلب
بذلك المحلة ثلثي شهرا ،وقيل :هو حد لكل مولود ويأت وقت يولد ل ينقص ول يزيد إل أن يتاضجيا
قبل الولي فحهينئذذ فطمحاه فإن اختلفا ل يفطمحاه وروي ذلك عن ابن عباس أيضا ،وقال جاعة :الراد به
بيان التحري الواقع بالرضاع ف الولي يرما وفيمحا بعده ل يرما ،وروي ذلك عن أمي الؤمني وابن عمحر
وابن مسعود والزهري والشعب ،وقال قتادة :فرض ال تعال على الوالدات أن يرضعن أولدهن حولي
كاملي ث أنزل ال تعال الرخصة بعد ذلك فقال تعال } :لن أراد أن يتم الرضاعة { يعن أن هذا يسمحى
)(2
الرضاع وليس فيمحا دونه حد مدود وإنا هو على مقدار صلح الصب.
-2وعند قوله تعال :ﭽ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ
ﯱ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯲ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯳﯻ ﯻﯴ ﯵﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯶ
ﯻﯭ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯮﯯﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯰ ﯻ
ﯻ ﯻﯪ ﯬﯫﯻ ﯻ ﯻ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ
1
49
ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﭼ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼﯽ ﯾ
)(1
الائدة .قال :وعن ماهد هو الرجل يلف على الشيء يرى أنه كذلك وليس كمحا ظن.
ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ -3قوله تعال :ﭽ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ
ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ النور.قال :الية نزلت ف بغايا مكة والدينة على ما تقدما) ،(2وقيل :الراد بالنكاح
العقد ,وكل مشركات وزانيات ني عن نكاحهن ،وقيل :كان هذا حكم ف كل زان وزانية ،ث نسخ،
وقيل :الراد بالنكاح العقد وذلك الكم ثابت ف كل من زن بامرأة ل توز له أن يتزوج با عن جاعة من
الصحابة ،وروي ذلك عن علي ، وروي أيض ا عن عائشة ). (3
وفيمحا يتعلق بالقراءات والنزول ,أكتفي بذكر مثالي فقط للتوضيحم.
فمحثل عند قوله تعال :ﭽ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ
ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ
ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ
ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﭼ البقرة.
قال }:يرج لنا ما تنبت الرض من بقلها { البقل العروف} .وفومها { قيل :النطة ،وقيل :الثوما،
ويدل عليه قراءة ابن مسعود وثومها ).(4
ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ وعند قوله تعال :ﭽ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ
ﭼ البقرة .١٤ :قال العقم :الية نزلت ف عبد ال بن أأب وأصحابه .روي عن ابن عباس أن عبد ال
بن أب وأصحابه خرجوا فاستقبلهم نفر من الصحابة ) رضي ال عنهم ( فقال :انظروا كيف أررد هؤلء
السفهاء عنكم ,وأخذ بيد عمحر وقال مرحب ا بالفاروق وسيد بن عدي ,وأخذ بيد أب بكر وقال مرحب ا
بسيد بن تيم وثان رسول ال ف الغار ,وأخذ بيد علي ) عليه السلما ( وقال :مرحب ا بابن عم رسول ال
وحبيبه وسيد بن هاشم ما خل رسول ال . فقال له علي) :عليه السلما ( » :يا عبد ال اتق ال
ول تنافق فإن النافقي ف النار وإنم شر خلق ال « .فقال :مهلا يا أبا السن ل تقل هذا فوال إن
50
ت؟ فأثنوا عليه وقالوا :ل نزال بي ما دمت
إياننا كإيانكم ،فتفرقوا فقال لصحابه :كيف رأيتم ما فعل أ
فينا ،ورجع السلمحون فأخبوا رسول ال فنزلت الية).(2)(1
فقد ذكر الشيخ هذا السبب الواهي ف نزول الية ,دون أن يتنبه له.
المبحث الثالث:التفسير بالرأي عند الشيخ
معن التفسي بالرأي :يطلق الرأي على العتقاد ,وعلى الجتهاد ,وعلى القياس ,ومنه :أصحاب الرأي:
أي أصحاب القياس ,والراد بالرأي هنا الجتهاد ,وعليه فالتفسي بالرأي هو الذي يعتمحد فيه الفسر على
مدى فهمحه من اليات القرآنية ,واستنباط العان منها ,وسيكون على معرفة بكلما العرب ومناحيهم ف
القول ,واللفاظ العربية ووجوه دللتها ,واستعانته ف ذلك بالشعر الاهلي ,ووقوفه على أسباب النزول,
ومعرفته بالناسخ والنسوخ من آيات القرآن ,وغي ذلك من الدوات الت يتاج إليها الفسر).(3
والتفسي بالرأي نوعان:ممحود ومذموما؛ فالرأي المحود هوالذي يستند إل اللغة ,والسياق والأثور ,والرأي
الذموما ل يستند إل شيء من هذه السس؛ بل يعتمحد على الوى الناشئ من جهل أو نلة باطلة).(4
موقأف العلماء من التفسير بالرأي:
لقد وقع خلف معتب بي العلمحاء ف مسألة التفسي بالرأي ,فأجازه بعض ومنعه آخرون واللف الذي
جرى بي الفريقي ناشئ وناجم عن تديد مفهوما الكلمحة ذاتا فمحن رأى بأن كلمحة الرأي معناها الوى؛
والقداما على التفسي دون ضوابط ,منعه ,ومن رأى بأن كلمحة الرأي تعن أن يعمحد الفسر إل كتاب ال
عزوجل فيفسره وفق الدوات الت لبد أن يكون عالا عارفا با ,أجاز ذلك ,ولكل دليله وحجته.
أدلة اليزين للتفسي بالرأي :استدل اليزون بأدلة منها:
-1قوله تعال :ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ ممحد.
ﮗ ﮘ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ -2قوله تعال :ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ
ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ النساء. ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ
51
فهاتان اليتان نص على أن مضامي القرآن الكري ومعانيه ليكن الوصول إل فهمحها إل بالجتهاد,
وأن الية الول تث وتض أيضا على التدبر والجتهاد ف القرآن الكري ,وصول إل العن الصحيحم ,ث
إن رسول ال دعا لعبد ال بن عباس رصي ال عنهمحا "اللهم فقهه ف الدين وعلمحه التأويل") ,(1وهذا
يدل على أنه يوز الجتهاد ,وإعمحال العقل ف فهم كلما ال سبحانه وتعال.
واستدل الانعون بمحلة من الدلة نذكر منها:
ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ -1قوله تعال :ﭽ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ
)(2
النحل .وقالوا بأن الكلف بالبيان إنا هو النب وليس لغيه شيء من البيان لعان القرآن.
ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ -2واستدلوا كذلك بقوله تعال :ﭽ ﮀ ﮁ
ﮜ ﮝ ﭼ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ
العراف.
فقد عطف ال سبحانه وتعال القول عليه بغي علم على الشرك والث والبغي ,والفواحش ما ظهر منها
وما بطن ,والعطف يفيد الشاركة وماداما التفسي بالرأي من قبيل القول على ال بغي علم فيقتضي
ويستلزما هذا حرمته وعدما جوازه.
-3واستدلوا بالديث الذي رواه النسائي ف سننه قال" :أخبنا عبد المحيد بن ممحد قال ثنا ملد قال ثنا
سفيان قال ثنا أحد بن سليمحان قال ثنا أبو نعيم وممحد بن بشر قال ثنا سفيان عن عبد العلى عن
سعيد بن جبي عن بن عباس عن النب صلى ال عليه و سلم وقال ملد قال :قال رسول ال :من قال
ف القرآن بغي علم فليتبوأ مقعده من النار").(3
(1)1أخرجه الاكم ف مستدركه ,وقال حديث صحيحم السناد ول يرجاه ,انظر "المستدرك على الصحيحين" ,كتاب
مناقب الصحابة ,باب ذكر عبد ال بن عباس بن عبد الطلب رضي ال عنهمحا,ج 3ص .615
(2)2انظر"التفسير والمفسرون" :ص .267
" (3)3السنن الكبرى" للنسائي :مصدر سابق ,باب من قال ف القرآن بغي علم,ج 5ص ,230,برقم .8084
52
" من قال ف القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار".
وأما الانعون للتفسي بالرأي بالكلية فأرى أن رأيهم فيه تكم؛ لن ادعاءهم أن النب هو الأمور
والكلف بالبيان وحده ,وأنه فسر القرآن الكري كله ,ادعاء غي صحيحم ,يقول الرافعي)" :(1قد ثبت أن
رسول ال قبض ول يفسر من القرآن إل قليل جدا .وهذا وحده يعل كل منصف يقول أشهد أن ممحدا
رسول ال؛ إذ لو كان فسر للعرب با يتمحله زمنهم وتطيقه أفهامهم ,لمحد القرآن جودا تدمه عليه
الزمنة والعصور بآلتا ووسائلها ,فإن كلما الرسول نص قاطع ,ولكنه ترك تاريخ النسانية يفسر كتاب
النسانية .فتأمل حكمحة ذلك السكوت؛ فهي إعجاز ل يكابر فيه إل من قلع مه من رأسه").(2
فإن قال قائل :ل ل يفسر النب القرآن الكري كله إذن؟ ييب الدكتور فضل عباس على هذا التساؤل
فيقول" :إن الرسول عليه وآله الصلة والسلما كان يفسر ما يتاج السلمحون إل تفسيه...والكمحة ف أن
الرسول ل يفسر القرآن كله أنه أراد أن يفتحم للمة مالت ف فهم القرآن ,ليدبروا آياته ,وليذكر أولوا
اللباب ,ولو أن الرسول فسر القرآن كله ,ما كان هناك مال لتلك الثروة التفسيية ,ولكنه القرآن الذي
ل تنقضي عجائبه ,ول يلق على كثرة الرد").(3
إن العلوما ثلثة كمحا يقولون :علم نضج وما احتق ,وهو علم النحو والصول ,وعلم ل نضج ول احتق
وهو علم البيان والتفسي ,وعلم نضج واحتق وهو علم الديث والفقه).(4
فقولم" :وعلم ل نضج ول احتق" ,حكاية عن علم التفسي ,فيه إشارة من طرف خفي إل أن هذا العلم
كل يوما يتجدد ويتطور ,بتطور الكتشافات والختاعات العلمحية ,وتظهر للعلمحاء التخصصي فيه أفكار,
وآراء جديدة وحديثة ل تظهر لسلفهم ,وهذا يؤكد ويدلل على صلحية القرآن الكري لكل زمان
ومكان ,ومن هنا تظهر الكمحة واضحة جلية ,ف عدما تفسي النب إذ لو فسر النبكل القرآن ,لفات
الناس فائدة كبية ,وعظيمحة؛ أل وهي التأمل ,والتدبر ف كتاب ربنا عز وجل ,ولا كان لقوله جل شأنه:
ﭽ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ.معن ,فكل شيء عنده بقدار ,سبحانه هو
ال الواحد القهار.
(1)1الرافعي :مصطفى صادق" ,إعجاز القرآن والبلغة النبوية" ,دار إحياء التاث العرب ,الطبعة الول1425 ,هـ/
2004ما .انظر الامش ،ص .10
) ( (2غي أن هذا الكلما ليس دقيقا فقد فسر النب قدرا لبأس به من القرآن الكري ,وكتب السنة تشهد بذلك ,فقد
أفرد أصحاب السنن أبوابا خاصة بالتفسي.
" (3)2التفسير أساسياته واتجاهاته" :ص .137
" (4)3توجيه النظر إلى أصول الثر" :مصدر سابق ،ج ،2ص .903
4
53
بناء على ما تقدما ,وبعد عرض أدلة اللف القائم بي الفريقي ,يكن المحع بينهمحا؛ إذا ما نظرنا إل
مقاصد كل من الفريقي؛ إذ إن اليزين وإن كانوا قد أجازوا التفسي بالرأي إل أنم يتفقون مع الانعي
له ف كون الفسر بالرأي ل بد وأن تتوفر فيه الشروط اللزمة حت يقبل ويقدما على كلما ال متجنبا
الظر والوقوع ف الطر ,وإن الانعي له ,أقصد التفسي بالرأي ما منعوه حي منعوه ,إل حي كان
قصدهم منصبا على التفسي بالرأي الذموما ,واستحسان الوى ,وإعمحال العقل دون ضوابط ,وعليه
فاللف الاصل بي الفريقي إنا هو خلف لفظي فقط.
منهج الشيخ في التفسير بالرأي:
لقد نزل القرآن الكري على رسول ال بلسان عرب مبي ,لقوله تعال :ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ
ﮥ ﮦ ﭼ الشعراء .ف وقت بلغ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮚ ﮙ
فيه البيان والفصاحة أوجهمحا ,والعلة والسبب ف ذلك إنا هو التحدي؛ أراد ال سبحانه وتعال أن
يتحدى العرب بالقرآن الكري.
والذي يقدما على تفسي كتاب ال جل وعل ,ل بد أن يكون ملمحا إلاما واسعا بعلم اللغة ,حت يكون
مؤهل ,وقادرا على فهم مراد ال ومقصوده.
وقد ذكر الدكتور الذهب ,أن من بي العلوما الت يتاج إليها الفسر ,علم اللغة ,وجعله أولا؛ لن به يكن
شرح مفردات اللفاظ ومدلولتا بسب الوضع ،قال ماهد" :ل يل لحد يؤمن بال واليوما الخر أن
يتكلم ف كتاب ال إذا ل يكن عالا بلغات العرب" ،ث إنه ل بد من التوسع والتبحر ف ذلك؛ لن اليسي
ل يكفى ،إذ ربا كان اللفظ مشتكاا ،والفسسر يعلم أحد العنيي ويفى عليه الخر ،وقد يكون هو
الراد).(1
وروى الماما البيهقي ف شعب اليان .قال :سعت أبا لقاسم حيث يقول سعت أبا عبد ال اليدان
الطيب يقول :سعت أبا قريش الافظ يقول :سعت ييح بن سليمحان بن فضلة يقول :سعت مالك
بن أنس يقول " :ل أوت برجل غي عال بلغات العرب يفسر ذلك إل جعلته نكال ").(2
ومن هنا انكب العلمحاء على تعلم اللغة وما فيها من الغريب؛وهذا يتطلب,ويستوجب معرفة أشعار العرب
,وخطبهم ,وأمثالم وحكمحهم ,ومناحيهم ف أقوالم كلها ,فقد روى السيوطي ف مزهره ,قال :أخرج
54
أبو بكر بن النباري ف كتاب الوقف عن طريق عكرمة عن ابن عباس قال" :إذا سألتم عن شيء من
غريب القرآن؛ فالتمحسوه ف الشعر فإن الشعر ديوان العرب").(1
وقال الفاراب ف خطبة ديوان الدب" :القرآن كلما ال ,وقول ال ,وتنزيل ال ,مفصل فيه مصال العباد
ف معادهم ومعاشهم ما يأتون ويذرون ,ول سبيل إل علمحه وإدراك معانيه ,إلر بالتبحر ف علم هذه
اللغة").(2
إن الصحابة الكراما رضي ال عنهم ,كانوا أصحاب لسان ,ومشهود لم باليية ,ونزل القرآن الكري
بلغتهم ,ومع ذلك كله ,كانت تفى عليهم معان بعض الكلمحات أحيانا ,فهذا عمحر بن الطاب كان
على النب يوما فقرأ :ﭽ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﭼ النحل .ث سأل عن معن
التخوف ,فقال له رجل من هذيل :التخوف عندنا التنقص ,ث أنشده:
)(3
كمحا توف عود النبعة السفن. توف الرحل منها تامكا قردا
وهذا عبد ال بن عباس ,حب هذه المة ,الذي دعا له النب ,يقول:ماكنت أدري }مافاطر{ حت
اختصم إل أعرابيان ف بئر ,فقال أحدها أنا فطرتا أي ابتدأتا).(4
من خلل هذين الثالي ندرك أهية اللغة العربية ,وأنه ليوز لي أحد بأي حال من الحوال,الوض ف
كلما ال ,إذا ل يكن متبصرا متبحرا ف علم اللغة ,وغريبها ,حت ل يقع ف الظور ,ويكون عرضة للقيل
والقال وكثرة السؤال.
(2)1السيوطي :جلل الدين عبد الرحان بن أب بكر " ,المزهر في علوما اللغة وأنواعها",تقيق فؤاد علي منصور,
دار الكتب العلمحية ,بيوت ,الطبعة الول 1998ما ,ج ،1ص .261
(3)2الفاراب :أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم" ,ديوان الدب" ,تقيق د أحد متار عمحر ,ود إبراهيم أنيس ,القاهرة
1974ما ,ج 1ص .73
(4)3البيت لب كبي الذل :انظر "المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية",ج 8ص .117
(1)4النحاس :أبو جعفر أحد بن ممحد الرادي "معاني القرآن" ,تقيق يي مراد ,دار الديث القاهرة1425 ,هـ/
2004ما,ج 2ص .995
55
وقد عرض العقم ف تفسيه ,لبعض القضايا البلغية والنحوية ,والنكات التفسيية ,وأكثر من استخداما
الشاهد الشعري ,تارة على العن اللغوي ,وتارة على بعض صور البلغة ,وعلى قضايا تتعلق بالنحو تارة
أخرى وسأحاول تبيي طريقته ف ذلك مدعمحا كلمي بذكر المثلة.
الجانب البلغي في تفسير العقم :يقول الزركشي..." :وهذا العلم أعظم أركان الفسر ,فإنه ل بد من
مراعاة ما يقتضيه العجاز من القيقة والاز وتأليف النظم.(1)"...
وقد تطرق الشيخ لنوعي البلغة؛ علم البيان وعلم العان ,وأغفل الديث عن علم البديع ,مع العلم أنه
علم مهم ,ل يقل شأوا وشأنا عن العلمحي السابقي؛ ذلك أنه يزيد النص القرآن باء وكمحال ,ويضفي
عليه رونقا وجال.
ضها عن بعض،علم البيان :وهو عبارة عن أصول وقواعد,يعرف با إيراأد العن الواحد ،بطرق يتلف بع أ
ف أوضوح الردللة العقلية على نفس ذلك العن ،فالعن الواحد :أيستطاع أداؤه بأساليب أمتلفة ،ف
وضوح الردللة عليه) ,(2ولذا العلم أنواع كثية ومتعددة ,تطرق العقم ف تفسيه لبعض منها:
-1المجاز :عرفه القزوين) (3بأنه" :إسناد الفعل أوما ف معناه إل ملبس له غي ما هو له بتأويل".
وأما ابن الثي فقد ذكر لنا مفهوما حول الاز فقال ":وأما الاز فهو ما أريد به غي العن الوضوع له ف
أصل اللغة ,وهو مأخوذ من جاز من هذا الوضع إل هذا الوضع؛ إذا تطاه إليه ,فالاز إذا ,اسم للمحكان
الذي ياز فيه كالعاج ,والزار وأشباههمحا ,وحقيقته هي النتقال من مكان إل مكان .فجعل ذلك لنقل
اللفاظ من مل إل مل ,كقولنا زيد أسد؛ فإن زيدا إنسان ,والسد هو هذا اليوان العروف ,وقد جزنا
من النسانية إل السدية؛ أي عبنا من هذه إل هذه ,لوصلة بينهمحا ,وتلك الوصلة هي صفة
)(4
الشجاعة"...
56
يقول القزوين" :أطبق البلغاء على أن الاز أبلغ من القيقة وأن الستعارة أبلغ من التصريحم بالتشبيه وأن
التمحثيل على سبيل الستعارة أبلغ من التمحثيل ل على سبيل الستعارة وأن الكناية أبلغ من الفصاح
)(2)(1
بالذكر".
ولقد اختلف العلمحاء قديا وحديثا ف مسألة وقوع الاز ف القرآن الكري ,بي مثبت وناف ,والكلما فيه
يطول ,وللدكتور عبد العظيم الطعن كتاب قيم ,ساه "الاز ف اللغة والقرآن الكري بي الجازة والنع "
عال فيه السألة بالتفصيل ,وخلص ف النهاية إل أن ظاهرة إنكار الاز ف اللغة وف القرآن العظيم ,إنا
هي مرد شبهة كتبت لا الشهرة ,ولكن ل يكتب لا النجاح).(3
وعلى أية حال فإن القول بالاز هو غاية العجاز ف القرآن الكري ونفيه بالكلية فيه نظر ,وال أعلم.
والذي يهمحنا ف هذه السألة هو موقف الشيخ من ذلك ,فمحن خلل قراءت ف تفسيه ظهر ل أن الشيخ
يقول بالاز ويثبته,وقد ذكر ذلك ف غي ما موضع,من تفسيه؛ وهذا يدل على أنه يعتف به ول ينكره؛
إذ لو كان منكرا له لا تدث عنه كمحا سأبي من خلل بعض المثلة.
ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ عند قوله تعال :ﭽ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ
ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ
ﯟ ﯠ ﯡ ﭼ البقرة .قال :والشية ف الجارة ماز عن انقيادها لمر ال تعال).(4
ﮜﮝ وعند قوله تعال :ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ
ﮡ ﮢ ﭼ النساء. ﮞ ﮟ ﮠ
قال الشيخ } :واتذ ال إبراهيم خليلا { ماز عن اصطفائه واختصاصه شبهه بالليل عند خليله ,ث
)(5
يذكر لنا معن الليل ف اللغة فيقول :قال أهل اللغة :الليل الب الذي ليس ف صحبته نقص ول خلل
قال الراغب الصفهان :واللة :الودة؛ إما لنا تتخلل النفس ،أي :تتوسطها؛ وإما لنا تل النفس،
فتؤثر فيها تأثي السهم ف الرمية؛ وإما لفرط الاجة إليها ،يقال منه :خاللته مالة وخلل فهو خليل ،وقوله
تعال} :واتذ ال إبراهيم خليل{ ،قيل :ساه بذلك لفتقاره إليه سبحانه ف كل حال الفتقار العن
57
ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮅ بقولهﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ
ﭼ القصص .وعلى هذا الوجه قيل) :اللهم أغنن بالفتقار إليك ول تفقرن بالستغناء عنك( وقيل :بل
من اللة ،واستعمحالا فيه كاستعمحال البة فيه).(1
ومن عناية الشيخ بالاز أنه يسمحيه أحيانا باسم التوسع ,ومن المثلة عليه:
ﯖ ﯗﯘ ﯙ عند قوله تعال :ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ
ﯚ ﯛ ﭼ ق .قال :يعن طوال ف السمحاء ،وقوله :لا طلع نضيد؛ يعن منضود بعضه على بعض
إما أن يريد كثرة الطلع وتراكمحه ,أو كثرة ما فيه من التمحر } رزقا للعباد { أي جعلنا ذلك رزقا للعباد
} وأحيينا به بلدة ميتا { أي أحياها بالاء البارك ,فشزبه ما ل نبات فيه باليت ,وما فيه نبات بالي
توسعا } .كذلك الروج { يعن كمحا نبت الشياء عن عدما ,كذلك ترج الوتى عن قبورهم أحياء
بعد موتم).(2
-2التشبيه :لقد عرض الشيخ للتشبيه ,وأنواعه بالشكل الطلوب ,فقد ذكر أمثلة كثية ,ول عجب؛ فآي
القرآن الكري مشحونة بالمثلة ,الت ترسم لنا صور ,وأنواع التشبيه ,غي أن الشيخ ل يفصل ف شرح
المثلة الت أوردها ,من ذكر أركان التشبيه ,ونوعه ,ووجه الشبه ,وما إل ذلك من أمور تتعلق بذا
السلوب,ول يفى أن التشبيه من أنواع علم البيان الهمحة الت ينبغي على كل مفسر اللاما با ,ومن
المثلة الت ذكرها:
ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ عند تفسيه قوله تعال :ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ
ﭼالنفال .قال :تشبيه لا كان منهم من مادلة رسول ال).(3
فقد اكتفى الشيخ بذكر التشبيه فقط ,دون أن يبي لنا نوعه ,أو يفيض ف شرحه.
وعند قوله تعال :ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﭼ الفرقان .قال :أي
ستا ؛ أي لتستتون به وتسكنون فيه ,فشبه الليل باللباس؛ لنه يست كل شيء بظلمحته } والنوما
سباتا { راحة لبدانكم وقطعا لعمحالكم } وجعل النهار نشورا { ينشرون لطلب العاش). (4
(2)1الصفهان:أبو القاسم السي بن ممحد" ,المفردات في غريب القرآن" ,تقيق ممحد خليل عيات ,دار العرفة,
بيوت ,الطبعة الرابعة1426,هـ2005/ما ,ص 159
(3)2التفسي :ص .673
(1)3التفسي :ص .226
(2)4التفسي :ص .467
58
ﯖ ﯗﯘ ﯙ وعند قوله تعال :ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ
ﯚ ﯛ ﭼ ق .قال :يعن طوال ف السمحاء ،وقوله :لا طلع نضيد؛ يعن منضود بعضه على بعض
إما أن يريد كثرة الطلع وتراكمحه ,أو كثرة ما فيه من التمحر } رزقا للعباد { أي جعلنا ذلك رزقا للعباد
} وأحيينا به بلدة ميتا { أي أحياها بالاء البارك ,فشزبه ما ل نبات فيه باليت ,وما فيه نبات بالي
توسعا } .كذلك الروج { يعن كمحا نبت الشياء عن عدما ,كذلك ترج الوتى عن قبورهم أحياء
بعد موتم).(1
ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ وعند قوله تعال :ﭽ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ
ﯻ ﭼ النافقون .قال :وكان النب ﯴﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ
يعجبون) (2منهم ,شبه النافقي بالشب السندة ،ووجه الشبه أن أجسامهم لسن صورتا واستواء
خلقها وقامتها تعجب الناظر ،ولكن للوها من الي } كأزنم خشب مسندة { أشباح بل أرواح ،
وقيل :الشبه وقع ف الشب التآكلة ,يسبها من رآها سليمحة ,من حيث أن ظاهرها يروق الي,
وباطنها ل يفيد ،كذلك النافق ،وكان عبد ال ظاهره يعجب ,وباطنه خال من الي } وإن يقولوا
تسمحع لقولم { من حسن كلمهم ,وقولم للمحؤمني إنا منكم } يسبون { يظنون } كل صيحذة
عليهم { وذلك لبثهم وما ف قلوبم من الرعب إذا نادى منادي من العسكر أو فلتت دابة أو
أنشدت ضالة ظنوا إيقاع ا بم ،وقيل :كانوا على وجل أن ينزل ال بم ما يهتك أستارهم أهم أي
لفرط خبثهم ,وشدة ضررهم على السلمحي } فاحذرهم { أي احذر مالطتهم ،ول تأمنهم؛ لنم
كانوا ينقلون أسرار الؤمني إل الكفار ،ويفسدون من قدروا عليه من الؤمني } قاتلهم ال أزن
يؤفكون { ،قيل :هذا دعاء عليهم باللك ،وقيل :لعنهم ال أرن يؤفكون؛ أي أزن يصرفون عن
الق مع كثرة الدللت ،وقيل :كيف يعدلون عن الق تعجب ا من جهلهم وضللتهم). (3
-3الستعارة :ومن أنواع علم البيان أيضا ,الت عرض لا الشيخ الستعارة.جاء ف التعريفات للجرجان:
"الستعارة:ادعاء معن القيقة ف الشيء للمحبالغة ف التشبيه مع طرح ذكر الشبه من البي كقولك
لقيت أسدا و أنت تعن به الرجل الشجاع") .(4وهذه أمثلة على ذلك:
59
ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ فعند قوله تعال :ﭽ ﭝ ﭞ ﭟ
ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ
ﭾ ﭿ ﭼ النور.
قال }:فمحنهم من يشي على بطنه { كالية والوت والديدان ،فإن قلت :ل سي الزحف على البطن
ت :على سبيل الستعارة كمحا يقال :فلن يشي له أمر).(1
مشيا؟ قل أ
وعند قوله تعال :ﭽ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﭼ الجر.قال :يعن نيي اللق ونيتهم
} ونن الوارثون { أي الباقون بعد هلك اللق كله ،وقيل :للباقي والوارث استعارة من ورث اليت؛
»(2).لنه يبقى بعد فنائه ،ومنه قوله عليه الصلة والسلما ف دعائه » :واجعله الوارث مزنا
ﯶﯶﯶﯶﯶ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ
ﯹﯶﯶﯻﯺ ﯶﯶﯷﯶﯶﯶﯶﯶ ﯸ
ﯶ وعند قوله تعال:ﭽ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ
)(3
ـــــ ﰀﭼ القصص.قال :وهذا استعارة حسنة ,والراد نقويك به ونعينك
60
-4الكناية :وهي نوع من أنواع البيان كذلك ,يقول عبد القاهر الرجان ف دلئله":قد أجع المحيع ,على
أن الكناية أبلغ من الفصاح ,والتعريض أوقع من التصريحم" (1).وقد ذكر الشيخ ,أمثلة على ذلك هذا
بعض منها:
ﭽ ﭾ ﭼ البقرة187: عند قوله تعال :ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ
قال :وهو كناية عن بياض أول النهار وسواد آخر الليل ,وهذا هو الذي يب أن يراعيه الصائم).(2
ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ وعند قوله تعال :ﭽ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ
ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﭼ البقرة٢٣٥ :
قال:والسر وقع كناية عن النكاح الذي هو الوطء؛ لنه ما أيسر).(3
وعند قوله تعال :ﭽ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ
السراء .قال :هذا كناية عن قبض اليد عن النفاق ,وتقديره ل تسك يدك من النفقة ,كالشدود يده
إل عنقه } ول تبسطها كل البسط { أي ل تنفق جيع ما عندك ,وتذر نفسك وعيالك}فتقعد ملوما
(4).مسورا{
علم المعاني" :هو العلم الذي أتعرف به أحوال اللفظ العرب؛ الت با أيطابأق اقتضاء الال" (5).وقد
تطرق الشيخ لبعض من صور هذا العلم ,وأنواعه.
أ -اللتفات" :وهو نقل الكلما من أسلوب إل آخر يعن من التكلم ,أوالطاب ,أو الغيبة ,إل آخر
منها ,بعد التعبي بالول").(6
من الواضع الت عرض الشيخ فيها لصور اللتفات :قوله تعال :ﭽ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ
الفاتة.حيث قال) :(7أي نضع لك بالعبادة والستعانة ,ل نعبد غيك ول نستعينه ,التفات خرج من
(4)1الرجان :أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحان بن ممحد " ,دلئل العجاز" ,قراءة وتعليق ممحود ممحد
شاكر,مطبعة الدن ,القاهرة ,دار الدن جدة ,الطبعة الثالثة,1992 1413,ص .70
(5)2التفسي :ص .42
(1)3التفسي :ص .51
(2)4التفسي :ص ,354انظر ص .52 ,107 ,222 ,344 ,465
" (3)5جواهر البلغة" :مصدر سابق ص .45
(4)6السيوطي :جلل الدين بن عبد الرحان بن أب بكر " ,التقان في علوما القرآن"ضبطه وصححه وخرج آياته,
ممحد سال هاشم ,دار الكتب العلمحية بيوت ,الطبعة الول1428 ,هـ2007/ما ,ج 2ص .165
(5)7التفسي :ص .12
61
الغيبة إل الطاب ,واللتفات يكون من الغيبة إل الطاب مثل هذا ,ومن الطاب إل الغيبة مثل قوله
ﭶ ﭷ ﭼ يونس.٢٢ : ﭴ ﭵ تعال :ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ
ﯓ ﯔ ومن الغيبة إل التكلم مثل قوله تعال :ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ
ﯜ ﯝ ﭼفاطر .وقد التفت امرئ القيس ثلثة التفاتات ف ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ
ثلثة أبيات وهو قوله :
وناما اللي ول يرقـد تطاول ليلك بالأثد
)(1
كليلة ذي العابر الرمد وبات وباتت له ليلة
وأخبسـمرته عن أب السود وذلك من نبإ جاءن
العاثر :إنسان العي ,والرمد :وجع العي ,وكان من حقه أن يقول :تطاول ليلي بالثد؛ لنه ياطب
نفسه .
وقد اعتض أبو حيان على كلما الزمشري,ف كون امرئ القيس التفت ثلثة التفاتات ,بقوله :ودعوى
الزمشري ف أبيات امرئ القيس الثلثة أن فيه ثلثة التفاتات غي صحيحم ,بل ها التفاتان:
الول :خروج من الطاب الفتتحم به ف قوله :
وناما اللي ول ترقد تطاول ليلك بالثد
(1)1هكذا ورد ف النص ,والصواب:ذي العاثر الرمد ,وليس العابر ,وقد اختلف ف نسبة هذه البيات ,يقول الزركلي:
وف الرواة من ينسبها إل امرئ القيس بن حجر ,والصحيحم أنا لبن عانس ,كمحا حققه العين .وابن عانس هو :امرئ
القيس بن السمحط بن عمحرو بن معاوية .من كندة :شاعر مضرما من أهل حضر موت.
ولد با ف مدينة )تري( وأسلم عند ظهور السلما ,ووصول الدعوة إل بلده ،ووفد إل النب صلى ال عليه وسلم ث
لا ارتدت حضر موت ثبت على إسلمه .وشهد فتحم حصن النجي وخباية )ف شرقي تري( وانتقل ف أواخر عمحره
إل الكوفة فتوف با ,انظر "العلما",ج2ص.2وانظر "أسد الغابة في معرفة الصحابة" ,لبن الثي :عز الدين
أب السن علي بن ممحد الزري ,تقيق الشيخ علي ممحد معوض ,والشيخ عادل أحد عبد الوجود ,دار الكتب
العلمحية بيوت ,لبنان الطبعة الثالثة,1429/2008 ,ج 1ص ,267والبيت ف "المعجم المفصل في شواهد اللغة
العربية" ,ج2ص.437
) (2الندلسي :أبو حيان ممحد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان" ,البحر المحيط" ,دار الفكر ,بيوت ,لبنان
الطبعة الثانية ,1430/1983,ج 1ص.24
62
إل الغيبة ف قوله :
كليلة ذي العائر الرمد وبات وباتت له ليلة
الثان :خروج من هذه الغيبة إل التكلم ف قوله :وذلك من نبأ جاءن.
وخبته عن أب السود ,وتأويل كلمه؛ أنا ثلث خطأ ,وتعيي إن الول هو النتقال من الغيبة إل
الضور أشد خطأ؛ لن هذا اللتفات هو من عوارض اللفاظ ل من التقادير العنوية وإضمحار قولوا
قبل المحد ل ,وإضمحارها أيض ا قبل إياك ل يكون معه التفات ,وهو قول مرجوح).(2
ضهم الزمشري ف لكننا ند السمحي اللب يدافع عن الزمشري ,وينتصر له ,حيث يقول :وقد جخزطأ بع أ
ب الفتتهحم به ف قوله:جمعهله هذا ثلثة التفاتات ،وقال :بل ها التفاتان ،أحدها خروج من الطا ه
ج ج
ه
ت له ليلجة" ،والثان :الروأج من هذه الغيبة إل التكلم ف قوله" :من "ليألك" إل الغيبة ف قوله" :وباتج م
ت ،لنه كان أصأل الكلهما أن ذ
نبأ جاءن وأخبسـمرأته" .والواب أن قوله أوال" :تطاول ليألك" فيه التفا ج
ب ،ث من الطا ه
ب إل يقوجل :تطاول ليلي ،لنه هو القصوأد ،فالتفت من مقاما التكلهم إل مقاهما الطا ه
ج
الغجميبجهة ،ث من الغجميبة إل التكلهم الذي هو الصل).(1
واللب إنا يقصد بقوله}وخطأ بعضهم{أبا حيان الندلسي؛ لنه قد أشار إل ذلك ف تفسيه كمحا
مر معنا ف الكلما السابق .وأنا أرى حسب فهمحي القاصر أن ماذهب إليه السمحي اللب ,ومن قبله
الماما الزمشري هو الصواب,وهو الذي اختاره العقم ف تفسيه؛ إذ إن الشاعر ف مقاما التكلم؛
(1)1السمحي اللب :أحد بن يوسف" ,الدر المصون في علوما الكتاب المكنون" ,تقيق الدكتور احد ممحد
الراط ,دار القلم ,دمشق ,الطبعة الول ,1406/1986 ,ج 1ص .58
63
الذي ياطب فيه نفسه ,وكان الول به ,ومن حقه أن يقول ,تطاول ليلي ,فلمحا عدل عن مقاما التكلم
إل مقاما الطاب ,علم وفهم أن هذا نوعا ثالثا من أنواع اللتفات ,ف هذه البيات ,وال أعلم.
ومنه ماذكره عند تفسيه ,لقوله تعال :ﭽ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ
ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﭼ البقرة.
حيث يقول } :وأقيمحوا الصلة وآتوا الزكاة ث توليتم { على طريق اللتفات؛ أي توليتم عن اليثاق
ورفضتمحوه) .(1وهو يقصد باللتفات هنا ,اللتفات من الطاب إل الغيبة.
ب -الذكر والحذف :من الوانب البلغية الت تعرض لا الشيخ أيضا ,الذكر والذف ,حيث تطرق له
ف مواضع عدة من تفسيه ,نذكر من بينها:
قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ الج.
قال الشيخ :قرأ بنصب التاء نافع ،وبكسرها أبو عمحرو وابن كثي) ,(2والعن أذن لم ف القتال,
فحذف الأذون فيه لدللة } بأنم ظلمحوا { أي بسبب كونم مظلومي ,وهم أصحاب رسول ال ،
ى كثيا).(3
كان مشركوا مكة يؤذونم أذ ا
ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ يونس. ﭛ ﭜ وعند تفسيه لقوله تعال :ﭽ ﭘ ﭙ ﭚ
قال :ف الكلما حذف يدل عليه الظاهر تقديره فلمحا أتى السحرة بالبال والعصي } قال لم موسى
ألقوا ما أنتم ملقون {).(4
وعند قوله تعال:ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﭼ
السراء .قال :خزائنه مقدوراته ,ورحته ورزقه } ,إذا لمسكتم { عن العطاء والنفاق } خشية {
العاقبة ,وف الية حذف وإضمحار تقديره لو ملكتم خزائن ال ,لمسكتم من النفاق خشية الفاقة,
} وكان النسان قتورا { بيلا).(5
64
وعند قوله تعال :ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﭼ فصلت .قال :فيه
حذف ,يعن أن يصبوا أو ل يصبوا } وإن يستعتبوا { يطلبوا أن يرضى ال عنهم فمحا ال براض
عنهم ,والعتب الذي قبل عتابه وأجيب إل ما سأل).(1
ج -الستفهاما :لقد أشار الشيخ ,إل بعض العان الازية التضمحنة ف الستفهاما؛ أو ما يسمحيه بعض
العلمحاء ما يرج عن معناه الصلي ,فكان من ديدنه أن يذكر عند تفسيه الية الستفهاما ,مبينا الغرض,
والراد منه ,والمثلة على ذلك كثية جدا ,هذا بعض منها:
1
65
د -التقديم والتأخير" :هو أحد أساليب البلغة أتوا به دللة على تكنهم ف الفصاحة وملكتهم ف
الكلما وانقياده لم وله ف القلوب أحسن موقع وأعذب مذاق").(1
ول يورد الشيخ لذا السلوب أمثلة كثية ,كمحا هو الال بالنسبة للستفهاما ,أو الذكر والذف...ال.
بالرغم من أهيته بالنسبة لعلم البلغة ,فعند قوله تعال :ﭽ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ مري.
)(2
يقول :أي هذا التلرو من القرآن ,وإنا قدما رحة لن الذكر سبب الرحة.
وعند قوله تعال :ﭽ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ
ﭼ النبياء .يطرح التساؤل التال :فإن قيل :ل قدما البال على الطي؟ قيل :تسبيحها وتسخيها
أعجب وأدل على القدرة ,وأدخل ف اهلعجاز لنا جاد } والطي { حيوان ناطق .ث يقول قال جار
ت :لن ال يلق فيها الكلما ,كمحا خلقه ف الشجرة ال :فإن قلت :كيف تنطق البال وتسبحم؟ قل أ
حي كلم موسى ,وجواب آخر وهو أن يسبحم من رآها تسي بسي ال فكمحا حلت على التسبيحم
وصفت به).(3
ﭧ ﭦ ﭥ ﭢﭣ ﭤ وعند قوله تعال :ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ
ﭼ اللك.
قال :يعن خلق الوت ف الي فأماته ,وخلق الياة ف المحاد فأحياه ,وقيل :الوت ف الدنيا والياة
عند البعث والزاء } ليبلوكم أريكم أحسن عمحلا { أي ليعاملكم معاملة الختب ,وإل فهو عليم
بأحوالكم وأعمحالكم ,وقيل :أزيكم أكثر ذكرا للمحوت ,وأشد استعداداا ,وإنا قدما الوت؛ لن الشياء
كانت ف الصل جاداا ,ث خلق فيها الياة).(4
الجانب اللغوي والنحوي :وردت ف القرآن الكري ,ألفاظ ومفردات ,باجة إل توضيحم وبيان أكثر,
سواء أكانت هذه الكلمحات أساء ,أما أفعال ,أما حروفا .ومن العلوما أن مثل هذا المر ,أعن تفسي
ماأبم ,وأشكل ف القرآن الكري ,ل يقدر عليه ,ول يستطيع الوض فيه إل من كان متمحكنا.
وقد وقف الشيخ عند تفسيه للية القرآنية ,على الكلمحات الغريبة منها؛ الت يبدو من ظاهرها الغمحوض,
فقد كان يبي معن الكلمحة الغريبة؛ الت وردت ف الية القرآنية ,والمثلة على ذلك كثية جدا ,نذكر منها:
66
ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﭼ ممحد.قال } :والذين كفروا فعند قوله تعال :ﭽ ﯟ ﯠ
فتعسا لم { ف الخرة ،وقيل :ف الدارين ،ومعن تعسا أبعداا ،والتعس النطاط للعاثر ،وف حديث
عائشة :تعس مسطحم أي؛ أتعسه ال ,ومعناه انكب وعثر).(1
ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ وعند قوله تعال :ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ
ﯶﯶﯷﯶﯶﯶﯶﯶ ﭼ العراف .قال :يعن لا اشتد ندمهم وحسرتم على ذلك والصل فيه الندما).(2
ﯶ ﯵ
ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ وعند قوله تعال :ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ
ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ النساء .قال :قوله تعال: ﮕ ﮖ ﮗ
}ذلك أدن ألز تعولوا { أقرب من أن تيلوا ،من قولم عال الياث عولا إذا مال ،أو مياث فلن
عائل ,وعال الاكم ف حكمحه إذا جار ،وروت عائشة ) رضي ال عنها ( معن أن ل تعولوا أن ل
توروا).(3
ومن منهجه ف تبيي اللفظة القرآنية ,ذكره العان التعددة ,للكلمحة الواحدة ,وهذا مايعرف عند العلمحاء
بالوجوه والنظائر.
ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ الكهف. فعند قوله تعال :ﭽ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ
قال } :لنبلوهم { أي نعاملهم معاملة البتلي ,والبتلء ,والمتحان ,والختبار نظائر).(4
ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﭼ وعند قوله تعال :ﭽ ﯰ ﯱ
الجر .قال } :واتقوا ال ول تزون { والزي والعار والعتب نظائر ,والخزاء والهانة نظائر).(5
استشهاد الشيخ بالمثال :أورد الشيخ رحه ال بعض المثال ,عند تفسيه لبعض اليات الكرية,
والقصد من وراء ذلك ,إنا هو توضيحم العن وبيانه .ومن المثال الت ذكرها:
ﯶﯶﯷﯶﯶﯶﯶﯶ ﯸ ﯶﯶ ﯹ
ﯶ عند تفسيه لقوله تعال :ﭽ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ
ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﭼ النحل .قال} :قد مكر الذين من قبلهم { يعن
قبل قومك يا ممحد } فأتى ال بنيانم من القواعد فخرر عليهم السقف من فوقهم { الية نزلت ف
(4)1التفسي :ص ,656والديث رواه البخاري ف كتاب الغازي ,باب شهود اللئكة بدرا ج 4ص 1475برقم
.3801
(1)2التفسي :ص ,214وانظر ص 88 ,266 ,174 ,62
(2)3التفسي :ص .99
(3)4التفسي :ص 367
(4)5التفسي :ص 330
67
النمحرود بن كنعان ،وقيل :ف بت نصر) ، (1وقيل :هو عاما ,وقوله تعال } :فأتى ال بنيانم من
القواعد { قيل :الساس ،وهذا تثيل ،بعن أنم سزووا منصوبات ليمحكروا با ال ورسوله ،فجعل
ال هلكهم ف تلك النصوبات ،فخرر عليهم السقف وهلكوا ونوه » من حفر لخيه جبا وقع فيه
منكب ا) ,(2وقد أورده اليدان بلفظ "جممن جحجفجر أمغجزواةا جوقججع فيها").(3
وعند قوله تعال :ﭽ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﭼ الصافات .قال :قيل :ل تغتال
العقول فتذهب با ،والغول من غاله يغوله إذا أهلكه وأفسده ،ومنه الغول الت ف تكاذيب العرب ،
وف أمثالم :الغضب غول الليم } ول هم عنها ينزفون { أي ل ينزف عقولم بالسكر من نزف
الشارب إذا ذهب عقله ،ويقال للسكران :نزيف ومنزوف ،والعن ل فيها فساد قط من أنواع
الفساد؛ الت ف شرب المحر؛ من مرض أو صداع ,أو خار أو تأثيم ,أو غي ذلك ول هم
يسكرون).(4
الشاهد الشعري في تفسير العقم :لقد استعان الشيخ ف تفسيه ,بالشواهد الشعرية ,شأنه ف ذلك
شأن باقي الفسرين السابقي ,الذين اعتبوا الشعر وسيلة ,ومن جلة ما يتوصل به إل معن الية .ولذلك
جاء تفسيه مشحونا بالبيات الشعرية؛ الت تكشف عن العان ,وتوضحم ماأبم وأشكل من غريب ,وقد
تلت طريقته ف استخدامه الشعر ف المور التالية:
-1الستشهاد بالشعر على العن اللغوي:
ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ الزمل .قال } :يأيها الزمل { فعند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ
التلحف ,قال امرؤ القيس:
(5)1ل يقصد الشيخ أن هذا هو سبب نزول الية ,وإنا يريد أنا نزلت لبيان شأن هؤلء.
(1)2التفسي :ص 335
(2)3اليدان :أبو الفضل أحد بن ممحد اليدان النيسابوري" ,مجمع المثال" ,تقيق ممحد ميح الدين عبد المحيد,
دار العرفة ,بيوت لبنان,ج2ص.297
) (3التفسي :ص 574
) (4هكذا ف النص ,وقد وجدته ف ديوان امرئ القيس ,كمحا يلي:
كبي أناس ف باد مزمل. كأن أبانا ف أفاني ودقه
انظر "ديوان امرئ القيس" ,تقيق :إبراهيم أبو الفضل ,دار العارف ,الطبعة الرابعة 1986ما ,ص .25
4
68
)(5
كبي أناس ف باد مزمل كأن شرا ف عراني وبله
وهو الذي يزمل ف ثيابه أي يلفف با بادغاما التاء ف الزاي ونوه الدثر وقرئ التزمل على الصل).(2
وعند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭼ البقرة .قال } :ل ريب
فيه { أي ل شك فيه ,قال الشاعر:
)(3
إنا الريب ما يقول الكذوب ليس ف الق يا أميمحة ريب
لكن تفسي الريب بالشك يقتضي أنمحا بعن واحد ,والصحيحم أن هناك فرقا بينهمحا؛ فالشك:
"اعتدال النقيضي عند النسان وتساويهمحا ،وذلك قد يكون لوجود أمارتي متساويتي عند النقيضي ،أو
لعدما المارة فيهمحا".
وف الفرق بي الرتياب والشك قال أبو هلل العسكري :الرتياب شك مع تمحة ,والشاهد أنك تقول إن
شاك اليوما ف الطر ،ول يوز أن تقول إن مرتاب بفلن إذا شككت ف أمره واتمحته).(4
فالتعبي القرآن دقيق ف استعمحالته اللغوية ,لو نفى الشك عن القرآن الكري لا انتفى عنه الريب ,أما وقد
نفى الريب عنه ,علم انتفاء الشك عنه بطريق الول ,وهذا من بلغة القرآن العظيم العجيبة.
وإذ قد ذكرت الفرق بي اللفظي ,يكن القول إن كل ريب شك ,وليس كل شك ريب.
ﭞ ﭟ ﭠ وعند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ
ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ
ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ
ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ
ﮢ ﮣ ﭼ البقرة .قال } :ولكن الشياطي كفروا { باستعمحال السحر } .يعلمحون الناس السحر {
5
69
ويقصدون به إغواءهم وإضللم } .وما أنزل على اللكي { عطف على السحر ،أي يعلمحونم ما
أنزل ال على اللكي } .ببابل هاروت وماروت { عطف بيان للمحلكي ,والذي أنزل عليهمحا هو علم
السحر ،ابتلء من ال للناس ,من تعلمحه منهم وعمحل به كان كافرا ،ومن تنبه أو تعلمحه ل ليعمحل
به ولكن ليتوقاه ,وأن ل يعتيه كان مؤمناا.
قال الشاعر :
)(1
ومن ل يعرف الشر من الي يقع فيه عرفت الشر ل للشر لكن لتوقيهه
قلت :وهذا التفسي الذي ذكره الشيخ غريب؛ إذ كيف يأمر ال سبحانه وتعال الناس بتعلم شيء ما وقد
حرمه عليهم ابتداء ,هذا يتناف مع عدالة ال سبحانه وتعال ,فهو الذي خلق العباد ,وهو أدرى بم,
ويعلم ما يضرهم وما ينفعهم .فإذن ل يعقل أن يرما ال شيئا ,أو أمرا على الناس ,ث يأمرهم بتعلمحه.
وما يمحد للشيخ هنا ,أنه عند وقوفه على تفسي هذه الية,ل يدخل ف تفاصيل قصة اللكي؛ هاروت
وماروت ,الت ذكرها الفسرون ف كتبهم ورووا ف شأنا روايات غريبة .إذ كل ذلك من أباطيل وخرافات
بن إسرائيل.
ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ وعند قوله تعال :ﭽ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ
ﮆ ﭼ النعاما .قال :قوله تعال } :وهو الذي جعل لكم النجوما { أي خلقها } لتهتدوا با ف
ظلمحات الب والبحر { قوله تعال } :وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة { يعن من آدما ) عليه
السلما ( } فمحستقر ومستودع { مستقر ف الرض ,ومستودع ف الصلب ،وقيل :مستقر ف الرحم
ومستودع ف القب ،وقيل :مستقر على وجه الرض ومستودع عند ال ،وقال السن :الستقر ف
الرض القب ,والستودع ف الدنيا ,وكان يقول :ابن آدما أنت وديعة ف أهلك ,ويوشك أن تلحق
بصاحبك وأنشد قول لبيد :
)(2
ول بد يوما أن ترد الودائع وما الال والهلون إلز وديعة
-2استشهاده بالشعر على بعض صور البلغة:
)(3
أ -إذا شاب الغراب أتيت أهلي وصار القار كاللبج الليب
(1)1التفسي :ص ,28والبيت لب فراس المحدان ,انظر "ديوان أبي فراس الحمداني" ,اعتناء وشرح عبد الرحن
الصطاوي ,دار العرفة بيوت ,الطبعة الثانية1425,هـ2004/ما ص .279
(2)2انظر "شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامري" تقيق وتقدي الدكتور إحسان عباس ,التاث العرب ,سلسلة تصدرها
وزارة الرشاد والنباء /الكويت,1962 ,ص .170وانظر"المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية" ,ج 4ص
.252
(1)3ل أقف له على قائل ,وقد ذكره اللوسي بل نسبة ف روح العان ,ج 6ص .7وقد نسبوه ف ملتقى أهل الديث
إل رجل يقال له :هدبة بن الرشم.
70
ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ف قوله تعال :ﭽ ﮌ ﮍ ﮎ
ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﭼ العراف.
قال } :ول يدخلون النة حت يلج المحل ف سم الياط { ,قيل :حت يدخل المحل ف ثقب
البرة وهذا مثل للبعد).(1
قال ابن الوزي رحه ال :فإن قال قائل كيف خص المحل دون سائر الدواب ,وفيها ما هو أعظم
منه ,فعنه جوابان :أحدها :أن ضرب الثل بالمحل يصل القصود ,والقصود أنم ل يدخلون النة,
كمحا ل يدخل المحل ف ثقب البرة ,ولو ذكر أكب منه أو أصغر منه جاز ,والناس يقولون فلن ل
يساوي درها ,وهذا ل يغن عنك فتيل ,وإن كنا ند أقل من الدرهم والفتيل.
والثان :أن المحل أكب شأنا عند العرب من سائر الدواب؛ فإنم يقدمونه ف القوة على غيه؛ لنه
يوقر بمحله؛ فينهض به دون غيه من الدواب ,ولذا عجبهم من خلق البل ,فقال :ﭽ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ
ﮬ ﮭ ﮮ ﭼ الغاشية .١٧ :فآثر ال ذكره على غيه لذا العن).(2
ب -ومن صور البلغة الت استخدمها ,واستشهد عليها بالشعر ,ماذكره عند قوله تعال :ﭽ ﭳ ﭴ
ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ
ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ
ﮝ ﭼ غافر .حيث قال }:وقال رجل { وكان }قبطياا{ ابن عم فرعون آمن بوسى سزرا ،وقيل :
كان إسرائيليا } من آل فرعون { صفة للرجل }يكتم إيانه { واسه شعان أو حبيب ،وقيل :
حرمل) ، (3والظاهر أنه كان من آل فرعون }أتقتلون رجلا أن يقول رب ال { يعن موسى } وقد
جاءكم بالبينات من ربكم ,وإن يك كاذبا فعليه كذبه { أي يعود عليه كذبه } وإن يك صادقا
يصبكم بعض الذي يعدكم { من العذاب قيل :ذكر البعض وأراد الكل على طريق الظاهرة ف
الحتجاج قال الشاعر :
)(4
وقد يكون مع الستعجل الزلل قد يدرك التأن بعض حاجته
(1)4هذا البيت لعمحي بن شيم القطامي ,انظر "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" ,لبن عطية الندلسي,
أب ممحد عبد الق ,تقيق وتعليق عبدال بن إبراهيم النصاري ,والسيد عبد العال السيد إبراهيم ,الطبعة الول,
,1409/1989ج 13ص .34وانظر "المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية",ج 6ص .267
71
فذكر البعض وأراد الكل).(5
وعند قوله تعال :ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ
ﭼ الشورى .قال } :وجزاء سيئة سيئة مثلها { سي الزاء على الشيء باسم الشيء ,وإن كان الثان
حسنا ,كقول الشاعر :
)(2
فنجهل فوق جهل الاهلينا أل ل يهلن أحد علينا
وهذا من باب مقابلة الكلما بثله ,فقد سى الشاعر انتصاره هنا جهل) ,(3والهل ل يفتخر به ذو عقل
وإنا قاله ليزدوج الكلما فيكون أخف على اللسان من الخالفة بينهمحا وكانت العرب إذا وضعوا لفظا
بإزاء لفظ جوابا له وجزاء ذكروه بثل لفظه وإن كان مالفا له ف معناه وعلى ذلك جاء القرآن والسنة
وقال ال عز و جل } :وجزاء سيئة سيئة مثلها { وقال } :فمحن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بثل
ما اعتدى عليكم { والزاء ل يكون سيئة والقصاص ل يكون اعتداء؛ لنه حق وجب).(4
النحو والعراب عند الشيخ :النحو هو اللة الت تفهم با بقية العلوما ,ومن الضروري للمحفسر ,وبدونه
ل يستطيع فهم النصوص ,إذ العراب طريق إل العن ,وفرع عنه.
ومن اللحظ أن الشيخ قد تنب كل مايعد من قبيل الزيادة ,والشو ف التفسي ,فتاه غي خائض ف
علل النحو ومسائله ,فلم يعرض لقضايا النحو والعراب بطريقة مفصلة ,ول للخلفات الت دارت بي
النحاة ,حول بعض اليات ,فكان يكتفي ف بعض الحيان بإعراب الكلمحة ويضي دون أن يقف عندها
وقفة طويلة.
ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ فعند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ
الرعد .قال } ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل { لم يا ممحد } كفى بال شهيدا بين وبينكم {
أي حسب ال شاهدا بين وبينكم ،والباء زائدة ,وال سبحانه فاعل ,وشهيد تييز).(5
ﯖ ﯗ ﯘ ﭼ النساء.١١ / وعند قوله تعال :ﭽ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ
(2)5التفسي :ص .605
(3)2البيت لعمحرو بن كلثوما ,ف معلقته الشهية ,الت مطلعها:
خوجر النجدهريجنا أجلج هب بهصحنه ه
ك جفاصجبحينا جولج أتبقي أأ أر ج م
انظر"جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والسلما" ,مصدر سابق ,ص ,86وانظر "المعجم المفصل في شواهد
اللغة العربية" ,ج 8ص .88
(4)3انظر"الجامع لحكاما القرآن" ج 3ص .250
(5)4المصدر السابق:ج 1ص .315
(1)5التفسي :ص ,317ول يصحم قوله إن الباء زائدة ,إل أن يكون قد قصد عدما تعلق حكم إعراب با-ل أنا ل تؤد
دورا ف العن -فيسلم قوله حينئذ .انظر "لطائف المنان وروائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن" ,للدكتور فضل
حسن عباس ,دار النور بيوت ,الطبعة الول 1410هـ1989/ما ,ص .107 ,106
72
قال :قوله } :ولبويه { الضمحي للمحيت ,ولكل واحد منهمحا ,بدل من لبويه بتكرير العامل ,والسدس
مبتدأ ,ولبويه خبه ،قوله تعال } :إن كان له ولد { والولد يقع على الذكر والنثى).(1
وعند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ
ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ آل عمحران.١٥٤ /
قال العقم } :يظنون بال غي الق { ف حكم الصدر ,معناه يظنون بال غي ظن الق؛ الذي يب
أل يظن به مثل ذلك ,و} ظن الاهلية { بدل منه ,ويوز أن يراد ظن أهل الاهلية ,ظن أهل الشرك
ﮁ ﮂ ﮃ الاهلي بال) .(2وعند قوله تعال :ﭽ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ
ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ
ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﭼ النساء.
قال }:مذبذبي { إما حال نو قولك :ول يذكرون ،يراؤون أي ترونم غي ذاكرين مذبذبي ,أو
منصوب على الذما ،ومعن مذبذبي؛ ذبذبم الشيطان والوى ,بي اهليان والكفر؛ فهم يتددون
بينهمحا ,متحيون ل من الكفار ول من السلمحي).(3
أسلوب الشرط :من موضوعات النحو الت تطرق لا الشيخ ,حذف جواب الشرط ,فعند تفسيه لقوله
تعال :ﭽ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭼ النشقاق .قال } :إذا السمحاء { شرط جوابه مذوف ,تقديره رأى
النسان ما قدما من خي وشر ،وقيل :جوابه ،إنك كادح).(4
ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ وعند قوله تعال :ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ
ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ
ﮏ ﮐ ﮑ ﭼ الفتحم. ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ
قال }:ولول رجال مؤمنون ونساء مؤمنات { يعن أن الضعفاء من الؤمني الذين كانوا بكة ،وقيل :
لول كراهة أن يهلكوا رجالا مؤمني وأنتم تعرفون } فتصيبكم منهم معررة { بإهلكهم ,مكروه ومشقة,
ف أيديكم عنهم ،وحذف جواب لول لدللة الكلما عليه) .(5وعند قوله تعال :ﭽ ﯟ ﯠ ﯡ لا ك ز
ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ الصافات .قال } :فإنا هي { جواب شرط مقدر تقديره ,إذا كان ذلك
73
فمحا هي إل } زجرة واحدة { وهي النفخة الثانية ،والزجرة الصيحة ,من قولك زجر الراعي البل
والغنم ,إذا صاح عليها } فإذا هم ينظرون { أحياء).(1
فنلحظ أن الشيخ قد ضرب لنا بعض المثلة على حذف جواب الشرط.
ومن المثلة الدالة على عناية الشيخ ببعض مسائل النحو ذكره الستثناء ,فقد تطرق له ف أكثر من
موطن ,من ذلك على سبيل الثال :عند تفسيه لقوله تعال :ﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ
ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ النساء.٤٣ : ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ
قال :قوله تعال } :ول جنبا إل عابري سبيل { استثناء من عامة أحوال الخاطبي كأنه قال :ل
تقربوا الصلة ف حال النابة إل ومعكم حال أخرى تعتذرون فيها وهي حال السفر).(2
ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ وعند قوله تعال :ﭽ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ
ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﭼ يونس .قال } :قل ل أملك لنفسي ضزرا { من مرض
أو فقر } ول نفعا { من صحة أو غن } إلز ما شاء ال { استثناء منقطع أي ولكن ما شاء ال
من ذلك فهو كائن).(3
وعند قوله تعال :ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ
ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭼ التي .قال } :لقد خلقنا النسان { هذا جواب القسم,
أنه خلق النسان } ف أحسن تقوي { ،قيل :ف أحسن صورة } ث رددناه أسفل سافلي { إل
الرما وأراد العمحر ،وقيل :إل النار } إلز الذين آمنوا { استثناء متصل ,إذا حل ما قبله على النار ،
فإن حلته على الرما ,فالستثناء منقطع).(4
زيادة الحرف :
وقد ألحم الشيخ إل زيادة الحرف وإل بعض معانيها ,من ذلك مثل حرف }الباء{ ,و}من{ حيث ذكر
بعض العان؛ الت أفادها هذان الرفان.
74
ﭟ ﭠ فعند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ
ﭡ ﭼ الائدة 6/قال } :وامسحوا برؤوسكم{ الباء زائدة) ,(1والراد اللصاق بالرأس } وأرجلكم إل
الكعبي { الواو للعطف ,والكعبان ها الناتئان على أسفل الساق).(2
ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﭼ الجر. وعند قوله تعال :ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ
قال :الباء للقسم ،والعن أقسم بإغوائك إياي } لزينن لم ف الرض { بالشهوات والفعال
القبيحة ,وذلك أن إبليس أمر بالسجود ,وهو التواضع والضوع لمر ال ،واختار اهلباء والستكبار
)(4)(3
فهلك ،وال تعال بريء من غريه ومن إرادته والرضى به
ومن معان حرف الباء الت ذكرها الشيخ ,باء الال حيث قال عند تفسيه لقوله تعال :ﭽ ﮍ ﮎ
ﮙ ﮚ ﭼ هود .والباء ف بسم ﮗ ﮘ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮐ ﮑ ﮏ
ال باء الال كمحا تقول خرج بسلحه أي متسلحا ,ومثله دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به فيصي
تقديره اركبوا متبكي باسم ال).(5
وعند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ
ﭼ إبراهيم .قال :من للتبعيض؛ أي آتاكم بعض جيع ما سألتمحوه ,نظرا ف مصالكم } وإن تعدوا
نعمحة ال ل تصوها { ول تطيقون عدتا لكثرتا؛ ولن منها ما نعلم ,ومنها ما ل نعلم } إن اهلنسان
لظلوما { لنفسه با كفر من نعم ربه واستوجب العقاب).(6
ويظهر من المثلة السابقة ,أن الشيخ يقول بزيادة الحرف ف القرآن ,ومن الدير بالذكر أن إطلق
لفظ الزيادة على الحرف ف القرآن الكري ,إنا هو من باب عدما ارتباط حكم إعراب با ,ل أنا ل
تؤد ف المحلة معن .كمحا يقول أحد بدوي).(7
وقد عرف الستاذ الدكتور فضل عباس الزيادة بقوله" :الزوائد كلمحات وأكثرها حروف؛ رأى بعضهم
أنه ل حاجة لا من حيث العراب ,فإذا أسقطت بقي الكلما تاما "...ث يؤكد على أن لكل حرف
تأثيا ف العن ,فيقول" :ونكاد نزما أنا ل تكن شائعة مشتهرة ف خي القرون ,بل كل حرف من
(3)1يقول الدكتور فضل عباس :والق أنه لزيادة .انظر" :لطائف المنان وروائع البيان في دعوى الزيادة في
القرآن" ,ص .109
(4)2التفسي :ص .138
(5)3التفسي :ص .329
(6)4هذا مذهب العتزلة ,وأهل السنة يقولون :إنه أراد ولكنه ل يرض.
(1)5التفسي :ص .289
(2)6التفسي :ص .323
(3)7بدوي :أحد " ,بلغة القرآن" ص 102
75
حروف القرآن الكري ,وكل كلمحة تعمحل ف نفوسهم عمحلها؛ ذلك لن هذه الكلمحات لكل منها معن
تؤديه").(1
تناوب الحروف :يقول الدكتور عواد" :هذا باب ف العربية دقيق الداخل والخارج ,يفضي إل غي
قضية .وهو باب يسك النحاة منه بطرف ,وأهل البيان بطرف؛ لنه باب يسلك فيه النظر على البن
والعن .وللعلمحاء فيه مذاهب شت ,ودروب متباينة ,وتأويلت متلفة .ولكنه-على مافيه من عناء-متع
شائق لطيف؛ لن النظر فيه عمحل من أعمحال العقل ,تنقدح القائق للناظر فيه ,بعد طول تأمل,
وإمعان ,وبعد نفاذ ف بواطن السائل متجاوز الظاهر الكشوف إل الفي الستت").(2
وقضية تناوب الروف ,قضية شغلت بال العلمحاء قديا ,والت يعتب اللف فيها معتبا فيمحا بينهم,
وكان أن نتج عن هذا اللف انقسامهم إل فريقي؛ فريق يقضي بوقوع بعض الروف مكان بعض,
وفريق ينع ذلك ,ويرى أن لكل حرف تأدية خاصة ف العن ل يكن أن يؤديها حرف سواه.
والعقم ف أكثر من موضع ,ذهب مذهب القائلي بواز تناوب الروف بعضها عن بعض ,فعند
تفسي قول ال تعال :ﭽ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﭼ الذاريات .قال }:وف السمحاء رزقكم { قيل
:هو الطر؛ الذي هو سبب الرزق ،وقيل :أراد بالسمحاء الطر أي ف الطر رزقكم ،قال الشاعر :
رعيناه وإن كانوا غضابا إذا وقع السمحاء بأرض قوما
)(3
وقيل :وعلى رب السمحاء رزقكم ،وف بعن على كقوله } :ف جذوع النخل {
ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ وعند قوله تعال :ﭽ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ
ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﭼ سبأ .قال :أي ل يغرنكم ثواب ال ورضاؤه ,كثرة
أموالكم وأولدكم ،والزلفى القرب } إل من آمن { إل بعن لكن الذي يقرب من ثوابه من آمن
} وعمحل صالا { وهو استثناء ،والعن أن الموال ل تقرب أحد إل الؤمن الصال؛ الذي ينفقها ف
سبيل ال).(4
وعند قوله تعال :ﭽ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ ممحد .قال }:أفل يتدبرون القرآن
{ ويتفكرون فيه ,ف أوامره ونواهيه } أما على قلوب أقفالا { وأما بعن بل ,يعن أن قلوبم مقفلة ل
يوصل إليها ذكر).(5
" (4)1لطائف المنان وروائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن" ,مرجع سابق ص . 63,58
(5)2عواد :ممحد حسن" ,تناوب الحروف الجر في لغة القرآن" ,دار الفرقان عمحان ,الطبعة الول 1402هـ/
1982ما ص .5
(1)3التفسي :ص .678
(2)4التفسي :ص .554
(3)5التفسي :ص .658
76
ورأيي أن لكل حرف دورا ف العن ,ل يكن أن يؤديه حرف سواه ,مهمحا كان التأويل أوالتقدير ,وأن
القول بتناوب الروف بعضها عن بعض يسلب الرف حقه ووظيفته البلغية ف المحلة.
يقول الدكتور صلح الالدي" :إن للحرف القرآن دورا ف تقرير العجاز البيان ,والشارة إل بلغة
القرآن وفصاحته ,وإن هذا الرف يشارك عناصر الدللة والعجاز ,ووجوه العجاز الخرى ف التعبي
القرآن ,مثل الكلمحة والمحلة والسلوب والصور والظلل").(1
الفصل الثالث:
قأضايا علوما القرآن في هذا التفسير
توطئة:
عرف الزرقان علوما القرآن بقوله" :مباحث تتعلق بالقرآن الكري من ناحية نزوله وترتيبه وجعه وكتابته
وقراءته وتفسيه وإعجازه وناسخه ومنسوخه ودفع الشبه عنه ونو ذلك").(2
من هذا التعريف يتبي لنا ,أن مصطلحم علوما القرآن ينطوي ,ويندرج تته كل علم تكون غايته خدمة
كتاب ال سبحانه وتعال.
ولقد اتضحم ل من خلل قراءت ف تفسي العقم ,أنه قد ضمحنه مسائل من علوما القرآن؛ كالناسخ
والنسوخ ,وعلم أسباب النزول ,والكي والدن ,والقراءات القرآنية .وسأعرض لذه القضايا ف مباحث من
هذا الفصل ,كل مبحث على حدة.
المبحث الول :الناسخ والمنسوخ
يعد النسخ مبحثا هاما من مباحث علوما القرآن ,وله علقة وطيدة وثيقة بعلم أصول الفقه؛ ذلك لنه
مبحث دقيق السالك ,وإنا قلنا بأنه مبحث خطي وعر السالك؛ لن إطلق القول برفع حكم آية ل
يرفع جرأة عظيمحة).(3
(4)1الالدي :صلح عبد الفتاح" ,البيان في إعجاز القرآن" دار عمحار ,عمحان ,ص .154
" (1)2مناهل العرفان" :مصدر سابق ج 1ص .27
(2)3ابن الوزي :أبو الفرج جال الدين عبد الرحان بن علي "نواسخ القرآن" ,الكتبة العصرية ,صيدا بيوت,
1422هـ2002/ما ,ص .11
77
وقد نبه علمحاؤنا على أهية هذا العلم وخطورته ,وحذروا من يريد تفسي كلما ال ,بعدما الوض فيه إل بعد
أن يعرف ناسخه ومنسوخه ,حت ل يعرض نفسه للمحلمة ,ويندما حيث ل تنفعه الندامة.
وما ذكروه ف بيان أهية النسخ وخطورته ,ما رواه ابن الوزي ,أن عليا عليه السلما مر بقاص ,فقال:
أتعرف الناسخ والنسوخ؟ قال :ل .قال" :هلكت وأهلكت").(1
وقال العلمة القرطب" :معرفة هذا الباب أكيدة وفائدته عظيمحة ،ل يستغن عن معرفته العلمحاء ،ول
ينكره إل الهلة الغبياء ،لا يتتب عليه من النوازل ف الحكاما ،ومعرفة اللل من الراما").(2
78
قال علمحاؤنا :يلزما قائله أن يقرأها أو ننسها بفتحم النون ,ليصحم معن نتكها ,فأما إذا ضمحت النون؛ فإنا
معناه ننسك يا ممحد ,وهذا ل يكون بعن التك.
الواب عنه :يقال نسيت الشيء أي تركته وأنسيته أي أمرت بتكه ,فتأويل الية ما ننسخ من آية؛ أي
نرفعها بآية أخرى ننزلا أو ننسها ).(1
وعرفه أيضا بقوله" :ونسخ الية إزالتها بإنزال أخرى مكانا") .(2ولئن كان الشيخ قد قصد بذا التعريف,
التعريف الشرعي ,فهو تعريف ناقص ,إذ من شروط التعريف أن يكون جامعا مانعا.
والذي عليه الكثرون؛ أن تعريف النسخ ف الشرع هو " :رفع الكم الشرعي بدليل شرعي متأخر عنه").(3
وبعد أن عرف الشيخ النسخ قال :وإجاع السلمحي على أن ف القرآن ناسخا ومنسوخا ,وهذا كلما
ليس بصحيحم ,بل هو غلط بي ,فعلمحاء السلمحي ليسوا ممحعي على وقوع النسخ ف القرآن الكري ,فقد
نسي الشيخ أن أبا مسلم الصفهان من أنكر النسخ قديا.
هذا وإن الشيخ كان قد نقل عن أب مسلم بعض آرائه ف التفسي ,لكنه لا جاء إل مسألة النسخ,ل يبي
لنا موقفه منها.
يقول الدكتور ممحد علي الصابون..." :وأنكرت طوائف من النتمحي للسلما التأخرين جوازه وهم
مجوجون بإجاع السلف السابق على وقوعه ف الشريعة").(4
فقوله وأنكرت طوائف من النتمحي للسلما التأخرين جوازه ,فيه دليل على أنه ليس هناك إجاع ,على
وقوع النسخ.
مايجوز فيه النسخ:
قال الزركشي :المحهور على أنه ل يقع النسخ إل ف المر والنهي وزاد بعضهم الخبار وأطلق وقيدها
آخرون بالت يراد با المر والنهي).(5
(1)1ابن زنلة :أبوزرعة عبد الرحان بن ممحد" ,حجة القراءات" ,تقيق ,سعيد الفغان ,مؤسسة الرسالة ,بيوت,
الطبعة الثانية1402 ,هـ1982/ما ,ص .110
(2)2التفسي :ص .29
(1)3السبكي :تاج الدين أبو النصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكاف "رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب"
تقيق علي ممحد معوض ,عادل أحد عبد الوجود ,عال الكتب بيوت لبنان1419,هـ1999/ما.ج 4ص .26
(2)4الصابون :ممحد علي" ,روائع البيان تفسير آيات الحكاما من القرآن" دار الفكر ,ج 1ص .78
" (3)5البرهان في علوما القرآن" ج 2ص .33
79
وقال السيوطي :ل يقع النسخ إل ف المر والنهي ولو بلفظ الب أما الب الذي ليس بعن الطلب فل
يدخله النسخ ومنه الوعد والوعيد).(1
أنواع النسخ :يقسم العلمحاء النسخ إل ثلثة أقساما.
الول :نسخ التلوة والكم معا.
الثان :نسخ التلوة مع بقاء الكم.
الثالث :نسخ الكم وبقاء التلوة).(2
يقول الشيخ :والمحهور على أنه يأت على ثلثة أوجه :أحدها :ما نأهسجخ حكمحه وبقي لفظه ,وهو
كثي ف القرآن .الثان :ما نأهسجخ لفظه وبقي حكمحه ،وذلك ما روي عن عمحر أنه قال :الشيخ
والشيخة إذا زنجيا فارجوها البزتة با قضيا من اللذة ,نكالا من ال ,وال تعال عزيز حكيم ,روي أيضا
إنه كان ف القرآن ,لو كان لبن آدما واديان من ذهب لبتغى لمحا ثالثا ،ول يل جوف ابن آدما
)(3
إل التاب ,ويتوب ال على من تاب.
والثالث :ما نسخ لفظه وحكمحه وال أعلم).(4
القيقة أن نسخ التلوة أمر يستوجب منا الوقوف والكوث عنده مليا؛ ذلك أن القول بنسخ التلوة ير
علينا من الشكوك والطاعن ,مال يليق بديننا ول بكتاب ربنا تبارك وتعال ,ومن العجب أن هناك جعا
غفيا ل يصون قالوا بذا التقسيم دون أن يعلقوا عليه.
يقول الستاذ الدكتور فضل عباس ,ف مقدمة حديثه عن موضوع النسخ ,بعد أن ذكر أن هناك من أنكر
نسخ الكم وبقاء التلوة ,وهناك من أثبت أنواعا أخرى له ,ويقصد التقسيمحات الثلثة النفة الذكر,
وهذه كلها منزلقات خطية ,رأى فيها كثيون من ذوي الغراض والهواء فرصة سانة ,وأوقاتا سامة,
ليدخلوا من أبوابا الضيقة السالك فينالوا من دين ال ما ينالون).(5
إن الغرضي والاقدين من أعداء السلما ,يتبصون بنا الدوائر ,ويتحينون مثل هذه الفرص ,لثارة
الشكوك حول هذا الدين العظيم ,ول سيمحا إذا وجدوا من يهد لم الطريق لذلك .
إن القول بنسخ التلوة يفتحم علينا بابا عريضا ل يكن أن يوصد ,وللدكتور أحد نوفل رسالة جيدة ساها
"نسخ التلوة بي النفي والثبات" ,ينادي فيها بأعلى صوته :يا مسلمحون ...حراما أن نسيء إل قرآننا
80
ونن أحرص مانكون حرصا عليه ,...لكنها الغفلة...؟؟ إن هذا يفتحم باب الشكوك والطاعن على
)(1
مصاريعها ,فأين قاعدة سد الذرائع؟؟
قلت فيمحا سبق إنن أنكر نسخ التلوة وأسجل تفظا عليه ,وسأذكر آراء بعض العلمحاء الذين ردوا نسخ
التلوة.
يقول الدكتور صبحي الصال ف رده لنسخ التلوة":والولوع باكتشاف النسخ ف آيات الكتاب أوقع
القوما ف أخطاء منهجية ,كان خليقا بم أن يتجنبوها ,لئل يمحلها الاهلون حل على كتاب ال ,ل
يكن يفى على أحد منهم أن القرآنية ل تثبت إل بالتواتر ،وأن أخبار الحاد ظنية ل قطعية ,وجعلوا
النسخ ف القرآن -مع ذلك -على ثلثة أضراب :نسخ الكم دون التلوة ،ونسخ التلوة دون الكم،
ونسخ الكم والتلوة جيعا ،وليكثروا إن شاءوا من شواهد الضرب الول ،فإنم فيه ل يسون النص
القرآن من قريب ول بعيد ,إذ الية ل تنسخ تلوتا؛ بل رفع حكمحها لسرار تربوية وتشريعية يعلمحها
ال ،أما الراءة العجيبة ففي الضربي الثان والثالث اللذين نسخت فيهمحا -بزعمحهم -تلوة آيات
معينة إما مع نسخ أحكامها وإما دون نسخ أحكامها.
والناظر ف صنيعهم هذا سرعان ما يكتشف فيه خطأ مركابا فتقسيم السائل إل أضرب إنا يصلحم إذا
كان لكل ضرب شواهد كثية أو كافية -على القل -ليتيسر استنباط قاعدة منها .وما لعشاق
النسخ إل شاهد أو اثنان على كل من هذين الضربي ،وجيع ما ذكروه منها أخبار آحاد ،ول يوز
القطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد ل حجة فيها).(2
قال الشيخ ابن عاشور ,بعد أن نقل اتفاق علمحاء السلما على جواز النسخ ,ول يالف ف ذلك إل أبو
مسلم الصفهان ,قال " :وعندي أنه ل فائدة ف نسخ التلوة وبقاء الكم ,وقد تأولوا قول عمحر كان
فيمحا يتلى أنه كان يتلى بي الناس تشهيا بكمحه .وقد كان كثي من الصحابة يرى أن الية إذا نسخ
حكمحها ,ل تبقى كتابتها ف الصحف ,ففي البخاري ف التفسي قال ابن الزبي :قلت لعثمحان:
}والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا{ ]البقرة [234 :نسختها الية الخرى فلم تكتبها .قال يابن
أخي ل أغي شيئا منه من مكانه).(3
وف إنكاره لنسوخ التلوة مع الكم أو وحده يقول الشيخ ممحد رشيد رضا ":أما نسخ لفظ الية مع
بقاء حكمحها ,أو نسخ لفظها وحكمحها ماعا ,فمحمحا ل يب علينا اعتقاده ,وإن قال به القائلون ورواه
(4)1نوفل :أحد "نسخ التلوة بين النفي والثبات" ,دار الفضيلة ,ودار القطوف ,عمحان ,الطبعة الول 1427هـ/
2006ما ص .57
(1)2الصال :صبحي" ,مباحث في علوما القرآن" ,دار الليي ,بيوت ,الطبعة السابعة عشرة ,1988ص .265
(2)3ابن عاشور :ممحد الطاهر بن ممحد بن ممحد الطاهر" ,التحرير والتنوير" ,مؤسسة التاريخ العرب ,بيوت الطبعة
الول 1420هـ2000/ما ,ج 1ص .645
81
الراوون ،وقد علله القائلون به ,والتمحسوا له من الكمحة ما هو أضعف من القول به ,وأبعد عن
العقول.
واعلم أن القرآن كلما ال النزل على نبيه ممحد ،وهو أصل الدين وأساسه ,أحكمحت آياته ,فل
تفاوت فيها ,ول اختلف ول تناقض ول تعارض ,وما ذكروه من المحل الت قالوا إنا كانت من
القرآن ونسخ لفظها ل تضاهي أسلوب القرآن ,ول تاكيه ف بلغته ,والتصديق بذلك مدعاة
لتشكيك اللحدين ف القرآن .
وقد ثبت أن بعض الزنادقة كانوا ف زمن الرواية وتلقي الديث من الرجال ,يلبسون لباس الصالي
ويضعون الديث ,وكان يروج على الناس لستيفائهم شروط الرواة الظاهرة من العدالة وحسن الفظ
وغي ذلك ,حت إن بعضهم تاب ورجع عمحا كان وضعه ولول اعتافه به ل يعرف ,فمحا يدرينا أن
بعضهم مات ول يتب ول تعرف حقيقة حاله ,وبقي ما وضعه رائاجا مقبولا ل يطعن ف سنده أهل
النقد.
لجل هذا ل يعتمحد على الديث إل إذا كان مع صحة سنده موافاقا لصول الدين الثابتة بالقطع,
ولغي ذلك من القائق القطعية؛ ككون الشمحس ل تغيب عن الرض كلها عندما تغيب عنا كل
يوما ,وإنا تغيب عنا وتشرق على غينا ,إل إذا أمكن المحع ,ول يؤخذ بأحاديث الحاد الصحيحة
السند ف العقائد؛ لنا ظنية باتفاق العلمحاء والعقلء وال تعال يقول } :وإن الظن ل يغن من الق
شيئا {) (1النجم.28:
وأنا أوافق الشيخ على ماذهب إليه من إنكاره لنسوخ التلوة وبقاء الكم ,أومنسوخهمحا معا ,لكن
لست معه ف كون الحاديث الحاد صحيحة السند ل يؤخذ با ف العقائد ,ول تصلحم دليل على
ذلك ,وإن كانت مسألة خلفية بي العلمحاء ,واللف ل ينكر ,إل أن الق أحق أن يتبع ,فكم يبلغ
عدد الحاديث التواترة حت نتمحسك با ف العقائد؟.
إن الحاديث التواترة مصورة ومدودة ,فأين نذهب ببقية الحاديث الحاد؛ الت إن تركنا العمحل با
ضاع الدين.
وعلى كل حال ,فإن الديث ف هذا الباب يطول ,وليس هو مالنا الن ,والوض فيه ير بنا إل
التفريق بي العقيدة والحكاما ,ف وجوب الخذ بديث الحاد ,وهذا كله فلسفة دخيلة ف السلما,
ل يعرفها السلف الصال ,ول الئمحة الربعة الذين يقلدهم جاهي السلمحي ف العصر الاضر).(2
(1)1رضا :ممحد رشيد" ,مجلة المنار" ,ملة شهرية تبحث ف فلسفة الدين وشؤون الجتمحاع والعمحران ,مصر ,إدارة
ملة النار ,الطبعة الثانية 1327هـ ,ج 7ص .612
(2)2اللبان :ممحد ناصر الدين" ,الحديث حجة بنفسه في العقائد والحكاما" ,مكتبة العارف ,الرياض ,الطبعة
الول 1425هـ2005/ما ,ص .52
82
فينبغي للمحسلم أن يكون حريصا على دينه ,ل إفراط ول تفريط ,وديننا دين عظيم ,يدعو إل
الوسطية ,ينبذ الغالة والتطرف ,فهو دين بي الغال فيه والاف عنه.
فالشيخ رشيد رضا رحه ال عند حديثه عن نسخ التلوة رأينا بأنه ينكره بشدة ,وليشك أحد ف أنه
إنا فعل ذلك لجل الدفاع عن هذا الدين ,ولكن عند ذكره للحتجاج بالحاديث الحاد فإنه يقف
منها موقف المحانع.
هذه بعض آراء العلمحاء النكرين لنسخ التلوة ,أحببت أن أشي إليها؛ لبي أن القول بنسخ التلوة ,أمر
خطي ,ينبغي التفطن له ,ولو نظر القائلون به نظرة تأمل وتدبر ف الوضوع ,ووقفوا مليا مع أنفسهم,
وفكروا جيدا ف العواقب والنتائج لعدلوا عمحا قالوا.
(1)1هاتان الروايتان ذكرها العقم ف تفسيه ,ول يعقب عليهمحا بشيء ,ولذا فإنن سأناقشهمحا ,إن شاء ال.
" (2)2الجامع الصحيح",كتاب الاربي من أهل الكفر والردة ,باب العتاف بالزنا ,ج ,6/2503برقم .6441
) (3الصدر السابق :كتاب الاربي من أهل الكفر والردة ,باب رجم البلى من الزنا إذا أحصنت ,ج 6ص ,2503
برقم .6442
83
رجم رسول ال ورجنا بعده ,فأخشى إن طال بالناس زمان ,أن يقول قائل وال ما ند آية الرجم ف
كتاب ال ,فيضلوا بتك فريضة أنزلا ال ,والرجم ف كتاب ال حق على من زن إذا أحصن من
الرجال والنساء ,إذا قامت البينة أو كان البل أو العتاف).(1
وعند النسائي أيضا" :أخبنا ممحد بن منصور الكي ,قال ثنا سفيان عن الزهري عن عبيد ال بن عبد
ال عن بن عباس ,قال سعت عمحر يقول :قد خشيت أن يطول بالناس زمان ,حت يقول قائل ما
ند الرجم ف كتاب ال ,فيضلوا بتك فريضة أنزلا ال ,أل وإن الرجم حق على من زنا إذا أحصن
وكانت البينة أو كان البل أو العتاف ,وقد قرأنا -الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجوها البتة -وقد رجم
رسول ال ورجنا بعده .قال أبو عبد الرحن-أي النسائي -ل أعلم أن أحدا ذكر ف هذا الديث
الشيخ والشيخة فارجوها البتة غي سفيان ,وينبغي أنه وهم ,وال أعلم").(2
وروى الماما مالك رحه ال ف موطئه ,قال" :حدثن مالك عن ييح بن سعيد عن سعيد بن السيب,
أنه سعه يقول :لا صدر عمحر بن الطاب من من أناخ بالبطحم ث كوما كومة بطحاء ث طرح عليها
رداءه واستلقى ث مد يديه إل السمحاء فقال :اللهم كبت سن وضعفت قوت وانتشرت رعيت فاقبضن
إليك غي مضيع ول مفرط ,ث قدما الدينة فخطب الناس فقال :أيها الناس قد سنت لكم السنن
وفرضت لكم الفرائض وتركتم على الواضحة إل أن تضلوا بالناس يينا وشال ,وضرب بإحدى يديه
على الخرى ,ث قال إياكم أن تلكوا عن آية الرجم أن يقول قائل ل ند حدين ف كتاب ال ,فقد
رجم رسول ال ورجنا ,والذي نفسي بيده لول أن يقول الناس زاد عمحر بن الطاب ف كتاب ال
تعال لكتبتها ,الشيخ والشيخة فارجوها البتة فإنا قد قرأناها").(3
ومن هذه الروايات متمحعة توصل الدكتور فضل عباس إل القائق التية:
أ -إن الماما البخاري ل يذكر ف صحيحه أن الشيخ والشيخة آية من كتاب ال ,وإن عدما ذكره لا
ناتج عن عدما اعتقاده صحتها ,قال ابن حجر :ولعل البخاري هو الذي حذف ذلك عمحدا) .(4يعن
}الشيخ والشيخة{.
" (4)1السنن الكبرى" :مصدر سابق ,باب نسخ اللد عن الثيب ,ج 4ص ,271برقم .7148
2
(1)3الصبحي :أبو عبد ال مالك بن أنس" ,الموطأ" ,تقيق :ممحد مصطفى العظمحي ,مؤسسة زايد بن سلطان آل
نيان ,الطبعة الول 1425هـ2004 /ما ,كتاب الدود باب ما جاء ف الرجم ,ج 5ص 1203برقم .3044
) (2العسقلن :أحد بن علي بن حجر" ,فتح الباري بشرح صحيح البخاري" ,إخراج وتصحيحم ,مب الدين
الطيب ,دار الريان للتاث ,القاهرة ,الطبعة الثانية 1407هـ1987/ما ,كتاب الدود ,باب العتاف بالزنا ,ج 12ص
.147
4
84
ب -إن رواية النسائي عن زيد بن ثابت فيها دللة واضحة على أن}الشيخ والشيخة{ من كلما النب
.
ج -على الرغم من أن الروايات كلها على اختلفها تثبت الرجم ,إل أنا اختلفت فيمحا وراء ذلك,
فعند النسائي أن عمحر رضي ال عنه يطلب من النب كتابة الية ,ولكن الرسول يأب ويبي عمحر
رضي ال عنه أنا ل تكتب؛ لن الشيخ إن كان غي مصن ل يرجم ,وإن الشاب إن كان مصنا
رجم.
فهل يعقل أن تكون هذه الفجوة من القرآن؟!
د -لقد أحسن النسائي صنعا حي قال :ل أعلم أحدا ذكر ف هذا الديث }الشيخ والشيخة{ غي
سفيان ,وينبغي أنه وهم.
قال الدكتور فضل عباس بعد أن ذكر هذه القائق الت قاما باستنباطها من ممحوع الروايات ,قال :من هذا
كله ندرك أن القول بأن الشيخ والشيخة آية ,ليس فيه رواية صحيحة ,يستند إليها ويعتمحد عليها).(1
ويعضد كلما الدكتور فضل كلما آخر للدكتور صبحي الصال ,حيث قال" :وما يدل على اضطراب
الرواية ,أن ف صحيحم ابن حبان ما يفيد أن هذه الية الت زعمحوا نسخ تلوتا ,كانت ف سورة
الحزاب ل ف سورة النور").(2
وهذا الكلما ظاهر الضطراب لن تأمله ,وهو دليل على عدما قرآنيتها ,من هنا يظهر ل أنه ل يوجد
ف هذا الباب ما يعول عليه من روايات صحيحة معتمحدة.
وإذا أمعنا النظر ف رواية} الشيخ والشيخة {...أدركنا الرد بسهولة على من يعتقد بقرآنيتها.
وروى البخاري ف الفتحم قال" :حدثنا إساعيل بن عبد ال حدثن مالك عن نافع "عن عبد ال بن
عمحر رضي ال عنهمحا أنه قال :إن اليهود جاءوا إل رسول ال فذكروا له أن رجل منهم وامرأة زنيا،
فقال لم رسول ال " :ما تدون ف التوراة ف شأن الرجم؟ فقالوا :نفضحهم ويلدون .قال عبد ال
بن سلما :كذبتم ،إن فيها الرجم ،فأتوا بالتوراة فنشروها ،فوضع أحدهم يده على آية الرجم ما قبلها
وما بعدها ،فقال له عبد ال بن سلما :ارفع يدك ،فرفع يده ،فإذا هي آية الرجم ،قالوا :صدق يا
ممحد ،فيها آية الرجم ،فأمر بمحا رسول ال فرجا ،فرأيت الرجل ين على الرأة يقيها الجارة ".
قال الافظ ابن حجر بعد هذه الرواية..." :وقال الباجي :ظاهر المر أنم قصدوا ف جوابم تريف
حكم التوراة ,والكذب على النب إما رجاء أن يكم بينهم بغي ما أنزل ال ,وإما لنم قصدوا
85
بتحكيمحه التخفيف عن الزانيي ,واعتقدوا أن ذلك يرجهم عمحا وجب عليهم ،أو قصدوا اختبار أمره؛
لنه من القرر أن من كان نبيا ل يقر على باطل ،فظهر بتوفيق ال نبيه كذبم وصدقه ول
المحد").(1
فالشاهد أن آية الرجم هذه هي ف القيقة آية من التوراة وليست من القرآن ,وأما تعلق الناس بقول
عمحر رضي ال عنه "لول أن يقول الناس زاد عمحر ف كتاب ال لكتبتهمحا" فهذا يدل على أنا ليست
من القرآن بدليل قوله رضي ال عنه}زاد{ ,والزيادة على الشيء ليست منه .ث إن القرآن الكري كلما
رب العالي ,الذي ل يأتيه الباطل من بي يديه ول من خلفه وليس ناقصا حت يطلب منا أن نزيده,
أو نضيف عليه.
إن الذي جعل عمحر بن الطاب رضي ال عنه يفعل ما فعل إنا هو نابع من حرصه الشديد وحيته
العالية ف الدفاع عن هذا الدين ,فهو رضي ال عنه كان متشوفا ,معظمحا لتطبيق شرع ال ,وقافا عند
حدوده ,ولذلك تنبه الوس -عليهم من ال ما يستحقون -إل صلبة هذا البل العظيم؛ الذي
اتسعت رقعة الدولة السلمية ف وقته ,طول وعرضا ,بكثرة الفتوحات ,وعاشت ف زمنه أسعد وأرقى
أيامها وباتت خطرا يهدد كيان المم ,ووجودهم ,وحت ينعمحوا بالمن والستقرار ,عليهم أن يفكروا ف
حل للخلص من هذا القائد العظيم ,ويستيوا .وبالفعل دبروا له مكيدة ,ونحوا ف قتله ,ومات
شهيدا رحه ال رحة واسعة ,وجزاه ال عن السلمحي خي الزاء ف دفاعه عن هذا الدين ,وبإسلمه
عرف السلمحون العزة ,والظهور ,ورحم ال عبد ال بن مسعود إذ يقول " :مازلنا أعزة منذ أسلم
عمحر").(2
ولعمحري مابرحت الفت تنهش جسد المة ,وتسري فيه سريان النار ف الشيم ,منذ وفاته رضي ال
عنه
كيف ل؟ وأن للباب أن يغلق بعد أن يكسر ,لقد كان رضي ال عنه الباب التي والصن الصي
ف وجه أعداء السلما ,فمحوته ثلمحة مابعدها ثلمحة ,ف السلما.
ومناقبه أكثر من أن تذكر ف هذا القاما ,وإنا أدرجناها هنا؛ لن لا ارتباطا وصلة بوضوعنا ,أل وهو
الديث عن حيته وحرقته ف الدفاع عن هذا الدين والنتصار له.
أعود فأقول :إن عمحر بن الطاب رضي ال عنه ل يشى ف ال لومة لئم ,فمحنذ مت كان يسمحع
لكلما الناس ,إذا كان المر متعلقا بكتاب ال سبحانه وتعال.
" (3)1فتح الباري" ,كتاب الدود ,باب أحكاما أهل الذمة وإحصانم إذا زنوا ورفعوا إل الماما ,ج 12ص .175
" (1)2صحيح البخاري" :كتاب فضائل الصحابة ,باب مناقب عمحر بن الطاب أب حفص القرشي العدوي رضي ال
عنه ,ج 3ص ,1403برقم .3650
86
يقول الدكتور أحد نوفل":لوكانت التلوة باقية لبادر عمحر رضي ال عنه ,ول يعرج على مقال الناس؛
لن مقال الناس ل يصلحم مانعا").(1
هذا بالنسبة لدراسة الروايات من حيث الصحة والضعف ,وأما من حيث بعض اللفاظ الت وردت
فيها ,فتعالوا بنا لنرى ما قاله أستاذنا الدكتور فضل:
-1حينمحا تدث القرآن الكري عن حكم السرقة قال } :والسارق والسارقة{ فبدأ بأمر الرجال ف أمر
السرقة ,وبالنساء ف أمر الزنا؛ لنن مل الفتنة وأصلها ,وف }الشيخ والشيخة{غي هذا.
-2إن القرآن الكري ل تستعمحل فيه كلمحة الشيخة البتة ,والستعمحل فيه كلمحة عجوز قال تعال:
ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭼ هود.
-3إن القرآن الكري وهو كتاب الدقة والحكاما ل تستعمحل فيه كلمحة}إذا{ ف المور النادرة الوقوع ,بل
تستعمحل كلمحة}إن{ أل ترى قوله تعال :ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ
ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭼ البقرة .فقد ذكر }إذا{ مع المن ,وهذا ما يب أن يكون عليه
الؤمنون ,وذكر }إن{ مع الوف ,وهذا ل ينبغي لم ,وانظر إل قوله تعال :ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ
ﮞ ﮟ ﭼ الجرات٩ :
ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗﰘ ﰙ ﰚ ﰛ وقوله تعال :ﭽ ﰉ ﰊ
ﰜ ﰝ ﰞ ﰟ ﭼ المحتحنة .فذكر }إذا{ ف قضية يكثر وقوعها ,وذكر}إن{ ف أمر نادر ,وهو
ارتداد الؤمنات عن دينهن.
وأما من حيث صحة العن ودقته ,فيقال ل حكم على الشيخ والشيخة بالرجم ,وقد يكونان غي
مصني ,فل يرجان والالة هذه ,وقد يكون الشاب والشابة مصني ,إذن فالعبة ليست بالسن ,بل
بالحصان وعدمه).(2
وما تقدما فإن الذي تطمحئن إليه النفس ,بعد الطلع على أقوال العلمحاء ف هذه السألة ,ودحضهم
شبهتها ,فإنن أرى أن رواية } الشيخ والشيخة إذا زنجيا فارجوها البزتة با قضيا من اللذة ,نكالا من
ال ,وال تعال عزيز حكيم{ ل صلة لا بالقرآن وليست منه إطلقا ,وقد ثبت لدينا أنا روايات
آحاد ,وخب الواحد ليثبت به القرآن ,بل لبد من التواتر ف قرآنية الية.
ومن حيث معناها فإنك لتحس من الوهلة الول ,وبجرد التلفظ با أن هذا كلما غي مستقيم ,وفيه
ركاكة نوعا ما -تعال كلما ربنا عن ذلك علوا كبيا -وهذا كله يتناف مع جال القرآن وروعة
أسلوبه ,ول يتوافق مع النظم القرآن.
" (2)1نسخ التلوة بين النفي والثبات" ,مرجع سابق ,ص .47
)" (1إتقان البرهان في علوما القرآن",ج 2ص 51 2
87
والرواية الثانية الت زعمحوا أنا من القرآن هي }:لو كان لبن آدما واديان من ذهب لبتغى لمحا ثالثا ،
ول يل جوف ابن آدما إل التاب ,ويتوب ال على من تاب{ ,يقول الدكتور الفاضل أحد نوفل:ومن
هذا الوادي -أي منسوخ التلوة -ماثبت ف مسلم وغيه عن أب موسى الشعري رضي ال عنه قال:
إنم كانوا يقرأون سورة على عهد رسول ال ,وف رواية كنا نقرأ سورة نشبهها ف الطول والشدة
بباءة ,فأنسيتها غي أن حفظت منها" :لوكان لبن آدما واديان من ذهب من مال لبتغى واديا ثالثا,
ول يل جوف ابن آدما إل التاب.(1)"...
وأخرج البخاري ف صحيحه قال :حدثن ممحد أخبنا ملد أخبنا ابن جريج قال سعت عطاء يقول:
سعت ابن عباس يقول سعت رسول ال يجـأقوأل » لو أن لبن آدما مثل واد مال لحب أن له إليه
مثله ,ول يل عي ابن آدما إل التاب ,ويتوب ال على من تاب « .قال ابن عباس :فل أدري من
القرآن هو أما لج؟).(2
وف مناقشة حديث أب موسى الشعري يقول الدكتور نوفل :لاذا ل يرو الديث إل آحادا ,وهو ما
تعم به البلوى ,أفيكون أمر بذه الطورة والسامة ,مقتصرا نقله على نفر قليل من الصحاب
فحسب.
ث إنه يقدما لنا مرة على أنه حديث ,ومرة على أنه قرآن نسخ ,فمحا نعتمحد؟ ث إذا كان أنسي السورة
كلها لاذا حفظ منها حديث الواديي من الذهب ونسي سائرها وكلها قد ذهب؟ ث إن هذا الذي
بقي من السورة واضحم أنه أخبار ,والخبار لوجه لوقوع النسخ فيها ,إذن لاذا تنسخ الخبار؟ ث هل
النص عليه علئم القرآن وسيمحاؤه؟
وداهية تضاف إل ممحل الدواهي أن ابن عباس رضي ال عنه ل يعرف أهذا النص من القرآن أما ل؟
).(3
يقول الدكتور فضل عباس معلقا على هذه الرواية :ول أدري كيف يمحع الرء بي هذه الروايات وبي
ما جاء ف القرآن الكري .إنه أحكمحت آياته ومن كونه قرآنا ميدا ف لوح مفوظ ,ومن أنه هدى
وموعظة وشفاء ,إل غي ذلك من اليات الكرية الت تبي حفظ القرآن وبقائه وخلوده).(4
وكمحا بدا واضحا لنا فإن العقم قد ذكر ف تفسيه الروايتي السابقتي ,ووافق من قال بأنمحا من
القرآن ,حيث ل يعقب على الوضوع بشيء ,ولعله تابع الكثرة الكاثرة من قالوا بقرآنيتهمحا.
)" (2صحيح مسلم" ,باب لو أن لبن آدما واديي لبتغى ثالثا ,ج 2ص 726برقم .1050 1
" (1)2صحيح البخاري" ,كتاب الرقاق ,باب ما يتقى من فتنة الال ,ج 5ص ,2364برقم .6073
" (2)3نسخ التلوة بين النفي والثبات" ,ص 57-54
" (3)4إتقان البرهان في علوما القرآن",ج 2ص .58
88
وقبل أن نتم حديثنا عن هذا الوضوع ,ل يفوتن أن أقول جزى ال خيا الستاذين الفاضلي الستاذ
الدكتور فضل عباس ,والستاذ الدكتور أحد نوفل ,على ما قدما ,فلقد أجادا وأفادا ,وهذا إن دل على
شيء فإنا يدل على سعيهمحا الثيث وجهدها التواصل ف الدفاع عن هذا الدين العظيم ,وذلك
لتجليتهمحا كثيا من القائق ف موضوع نسخ التلوة ,كانت تفى عن كثيمن طلبة العلم والدارسي,
متمحثلي قول القائل " أنت على ثغرة من ثغر السلما ,فل يؤتي من قبلك") .(1ويا ليت شعري أن
الناس يدركون ,ويعون ما نقول.
’’ نسأل ال أن يطلق عقلنا من عقاله ,ويرزقنا الكمحة والبيان وفصل مقاله’’.
طريقة الشيخ في إيراد الناسخ والمنسوخ :تثلت طريقة الشيخ ف إيراده الناسخ والنسوخ فيمحا يلي:
-1ذكر الية النسوخة وبيان الية الناسخة ,ومثاله:
ﭟ ﭠ ﭡ قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ
ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ النساء .قال :قوله تعال } :واللت يأتي الفاحشة من
نسائكم { الفاحشة الزنا } فاستشهدوا عليهزن أربعة منكم { الطاب للزواج ,أي اطلبوا من قذفهزن
أن يأت بأربعة شهداء ،وقيل :الطاب للحكاما أي فاسعوا شهادة أربعة عليهزن } فأمسكوهزن ف
البيوت { قيل :معناه فاجلدوهزن ف البيوت مبوسات ,وكان ذلك ف أول اهلسلما ,ث نسخ بقوله
ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ النور ٢ :فلم يبق إل اللد للبكر, تعال :ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ
والرجم للمححصنة ,ويوز أن يكون غي منسوخة بأن يتك ذكر اللد؛ لن ذلك معلوما ف الكتاب
والسزنة ،ويريد إمساكهن ف الأبيوت بعد الد صيانةا لزن عن مثل ما جرى عليهن ,بسبب الروج
والتعرض للرجال).(2
-2أحيانا يذهب إل القول بإحكاما الية وعدما نسخها.
من ذلك ماذكره عند تفسيه لقوله تعال :ﭽ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ
ﰈ ﰉ ﭼ النفال .قال :قيل :الصلحم ،وترك الرب ،وقيل :إل السلما ،والية منسوخة بقوله
(4)1الروزي :أبو عبدال ممحد بن نصر بن الجاج" ,السنة" تقيق سال أحد السلفي ,مؤسسة الكتب الثقافية,
بيوت ,الطبعة الول 1408هـ ص .13
(1)2التفسي :ص .102
89
اقتلوا الشركي ،وقوله } :قاتلوا الذين ل يؤمنون بال ول باليوما الخر { وكان ذلك قبل نزول براءة
،وقيل :المر موقوف على ما يراه اهلماما من صلح اهلسلما .وهو الصحيحم).(1
فبعد أن ذكر أن الية منسوخة بآية السيف .رجحم الرأي القائل بأن المر موكول إل الاكم وموقوف
عليه ,إن شاء جنحم ومال للسلم ,وإن شاء لأ إل السيف ,فهو يرى بأن الية غي منسوخة ,وهذا
مفهوما من قوله ,وهو الصحيحم.
ﭞ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ وعند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ
ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭼ النور .يذكر لنا أقوال بعض التابعي ف ذهابم إل القول
بعدما نسخ الية ,فيقول :وعن الشعب :أنا ليست بنسوخة ,قيل له :إن الناس ل يعلمحون با ،فقال
:ال الستعان ,وعن سعيد بن جبي :يقولون هي منسوخة ,ول وال ما هي منسوخة ولكن الناس
يتهاونون با).(2
قال الافظ ابن كثي رحه ال) :(3ولا كانت هذه الية مكمحة ,ول تنسخ بشيء ،وكان عمحل الناس با
قليل جدا ،أنكر عبد ال بن عباس ذلك على الناس ،كمحا قال ابن أب حات:
"حدثنا أبو زرعة ،حدثنا ييح بن عبد ال بن بكي ،حدثن عبد ال بن لههيعة ،حدثن عطاء بن
دينار ،عن سعيد بن جبي قال :قال ابن عباس :ترك الناس ثلث آيات فلم يعمحلوا بن) :(4ﭽ ﮬ ﮭ
ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﭼ النور ٥٨ :إل آخر الية، ﮮ ﮯ
والية الت ف سورة النساء :ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ
ﭳ ﭼ النساء .والية الت ف الجرات :ﭽ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﭼ الجرات١٣ :
ﯔ -3وعند قوله تعال :ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ
ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﭼ الائدة ,٢ :يذكر لنا اللف الواقع ف نسخ الية ,مستخدما صيغة
التضعيف}قيل{ دون أن يرجحم ,أو يبي رأيه ف الية.
يقول } :يأيها الذين آمنوا ل تلتوا شعائر ال { من مواقيت الج ,ورمي المحار والطواف والسعي
وأفعال علمات الج } ول الشهر الراما { شهر الج واختلفوا ف الشهر قيل :الشهر الرما ،
90
وقيل :ذا القعدة ،وقيل :رجب ،وقيل :الية منسوخة بقوله } :اقتلوا الشركي { و} فل يقربوا
السجد الراما { وقيل :إنا مكمحة والراد با الؤمنون ،وقد قيل :ل نسخ ف الائدة).(1
وعند تفسيه للية قال القاضي ممحد بن العرب الالكي رحه ال :اختلف الناس ف الائدة وبراءة ,أي
السورتي نزلت قبل صاحبتها ,فعلى هذا إذا جهلنا التاريخ ول نقطع به,ل يصحم الكلما ف النسخ).(2
91
لقد اهتم الشيخ بالقراءات القرآنية اهتمحاما واسعا ,وأولها عناية فائقة ,فل تكاد تد آية فيها تعلق
بالقراءات إل ويذكر القراءات الواردة فيها ,ولذا فقد جاء تفسيه زاخرا وافرا بباحث هذا العلم ,وقد
عمحل على توجيه تلك القراءات ,كمحا سيأت بيانه.
وقبل أن نذكر منهجه ف ذلك ,ينبغي أن نشي إل أن الشيخ قد اعتمحد قراءة نافع ,وذلك لوجود
قرائن ودلئل توحي بأنه اعتمحدها ,فعند قوله تعال مثل :ﭽ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ
ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﭼ الكهف .قال} :لتغرق{ ,قرئ بالياء ,والتاء قراءة نافع).(1
فقد أشار إل قراءة نافع بينمحا ف قراءة الياء ل يذكر لنا من قرأ با ,وهذا ظاهر ف اعتمحاده قراءة
نافع.
قال ابن ماهد :واختلفوا ف التاء والياء ورفع الهل ونصبهم من قوله} لتغرق أهلها {فقرأ ابن كثي وأبو
عمحرو ونافع وابن عامر وعاصم ,لتغرق أهلها بالتاء ,أهلها نصبا ,وقرأ حزة والكسائي ليغرق أهلها بالياء
مفتوحة ,أهلها رفعا).(2
وما يدلنا على أن الشيخ اعتمحد قراءة نافع ,تقديه لا على غيها من القراءات ,فعند ذكره للقراءات الواردة
ف الية ,يقدما قراءة نافع على باقي القراءات ,ل أقول ف كل المثلة الت أوردها ,لكن ف الغالب العم,
إل ما ندر ,فإنه يقدما قراءة غي نافع على قراءة نافع .من ذلك:
عند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ الاقة .قال }:وجاء فرعون ومن قبله{ قرأ
بفتحم القاف وسكون الباء نافع ،أي من يقدمه من المم ,وقرأ الكسائي وأبو عمحرو بكسر القاف
وفتحم الباء ،يعن ومن معه من أتباعه).(3
ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ وعند قوله تعال :ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ
ﮄ ﭼ الديد. ﮃ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭸ ﭹ ﭺ ﭷ
قال :يعن إذا رأى النافقون نور الؤمني ,يقولون لم } :انظرونا نقتبس من نوركم { انظرونا بصلة
المحز وضم الظاء وهي قراءة نافع ومن تابعه ،يعن اصبوا لنا ،فأما بكسر الظاء وقطع اللف وهي
قراءة حزة أمهلونا؛ لنه يسرع بم إل النة كالبق الاطف ركاب على نوق تزف بم ,وهؤلء مشاة,
أو انظروا إلينا؛ لنم إذا نظروا إليهم استقبلوهم بوجوههم والنور بي أيديهم فيستضيئون به).(4
واضحم من خلل الثالي السالفي ,أن الشيخ اعتمحد قراءة نافع وقدمها.
92
ومن منهج الشيخ ف عرض القراءات القرآنية ,جعه لكثر من قراءة ف اللفظة القرآنية ,فهو ياول أن
يذكر لنا ف الكلمحة الواحدة أكثر من قراءة ,مشيا إل أصحابا تارة ,وغي مشي تارة أخرى ,فمحن المثلة
الدالة على عزوه القراءة إل صاحبها مايلي:
ﮫ ﭼ النور .قال: ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ قوله تعال :ﭽ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ
قرأ نافع وابن كثي بالتاء على الطاب أيها السامع الكافرين } معجزين ف الرض { وقرأ ابن عامر
وحزة بالياء على أن الطاب للذين كفروا تقديره ل يسبج } الذين كفروا معجزين ف الرض {،
(1).واختلف القراء ف فتحم السي وكسرها وها لغتان
وقرأ ابن عامر وحزة }ول يسبج الذين كفروا معجزين{ بالياء وجاز أن يكون فاعل السبان أحد شيئي؛
إما أن يكون قد يضمحر النب كأنه قال ل يسبج ممحد الذين كفروا معجزين ,و الذين الفعول الول,
والفعول الثان معجزين ,ويوز أن يكون فاعل السبان الذين كفروا ,ويكون الفعول الول مذوفا تقديره
ل يسبج الذين كفروا إياهم معجزين ف الرض.
(2).وقرأ الباقون ل تسبج الذين بالتاء؛ أي ل تسبج يا ممحد الكافرين معجزين؛ أي قدرة ال ميطة بم
وعند قوله تعال :ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﭼ
النمحل .قال :قرأ ابن كثي وأبو عمحرو بل اردارك بقطع اللف وسكون اللما ،وقرأ نافع وحزة بكسر
(3).اللما موصولة اللف
قال أبو الي ابن الزري) :واختلفوا( ف )بل ادارك( فقرأ ابن كثي والبصريان وأبو جعفر بقطع المحزة
مفتوحة وإسكان الدال من غي ألف بعدها وقرأ الباقون بوصل المحزة وتشديد الدال مفتوحة وألف
(4).بعدها
:ومن المثلة الدالة على عدما نسبة القراءة إل أصحابا ,مايلي
ﯬ ﯭ ﯮ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ قوله تعال :ﭽ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ
ﯴ ﭼ البقرة .قال } :واتذوا { قرئ واتذوا بكسر الاء ,مقاما ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ
إبراهيم الجر الذي فيه أثر قدمه ,وعن عطاء مقاما إبراهيم عرفة والزدلفة والمحار؛ لنه قاما ف هذه
(5).الواضع ودعا فيها
93
قلت :واختلفوا ف قوله }واتذوا من مقاما إبرهم مصلى{ ف فتحم الاء وكسرها ,فقرأ ابن كثي وعاصم
وأبو عمحرو وحزة والكسائي} ,واتذوا{ مكسورة الاء.
وقرأ نافع وابن عامر }واتذوا{ مفتوحة الاء على الب).(1
وعند قوله تعال :ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ
(2).ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ النحل .قال :قرئ بفتحم النون وضرمحها
.فاللحظ أنه ل يذكر لنا من قرأ بفتحم النون ,ف }نسقيكم{ومن قرأ بضمحها
يقول ابن الزري :واختلفوا ف )نسقيكم( هنا والؤمنون ,فقرأ أبو جعفر بالتاء مفتوحة ف الوضعي وقرأ
(3).الباقون بالنون وفتحها نافع وابن عامر ويعقوب وأبو بكر فيها ,وضمحها الباقون منهم
توجيه القراءات:
وتوجيه القراءات فن كمحا قرر الزركشي ,حيث قال" :وهو فن جليل وبه تعرف جللة العان وجزالتها,
وقد اعتن الئمحة به وأفردوا فيه كتبا ,منها كتاب الجة لب على الفارسي ،وكتاب الكشف لكي
وكتاب الداية للمحهدوي ,وكل منها قد اشتمحل على فوائد ,وقد صنفوا أيضا ف توجيه القراءات الشواذ,
ومن أحسنها كتاب التسب لبن جن ,وكتاب أب البقاء وغيها.
وفائدته كمحا قال الكواشي) :(4أن يكون دليل على حسب الدلول عليه ,أو مرجحا ,إل أنه ينبغي
التنبيه على شيء؛ وهو أنه قد ترجحم إحدى القراءتي على الخرى ترجيحا يكاد يسقط القراءة
"(5).الخرى وهذا غي مرضي؛ لن كلتيهمحا متواترة
وقد حرص الشيخ على توجيه بعض القراءات الصحيحة ,توجيها يساعد على كشف العن وبيانه,
:ومن الشواهد على هذا العمحل
94
عند قوله تعال :ﭽ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﭼ الشعراء .قال } :فارهي { قرأ نافع وابن كثي وأبو
عمحرو بغي ألف ,ومعناه أشرين بطرين ،وقيل :معجبي ،وقرأ حزة وعاصم فارهي باللف ،والفاره
:(1).الاذق ،وقيل :ها بعن يقال :فاره وفره
.قال مكي :قوله}فرهي{ قرأه الكوفيون وابن عامر بألف على معن حاذقي
(2).وقرأ الباقون بغي ألف على معن :أشرين ,أي بطرين ,وكل القراءتي حسن متمحل
.وعند قوله تعال :ﭽ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭼ الحزاب٣٣ :
(3).قال :قرئ بفتحم القاف اسكزن ،وبكسرها كن أهل وقار
قال ف إعراب القراءات السبع وعللها :قرأ عاصم ونافع بفتحم القاف ,جعله من الستقرار ,ل من
الوقار ,والصل :واقررن براءين مثل اقررن يا نسوة ,واغضضن فحذف إحدى الراءين تفيفا ,كمحا قال:
}فظلتم تفكهون{ .والصل فظللتم تفكهون ,تقول العرب :حسيت بالشيء وأحسست ,ومسست
:الثوب ومسيته ,كأنم يكرهون اجتمحاع حرفي فيحذفون واحدا ,قال الشاعر
أحسن به فهن إليه شوس )(4خل أن العتاق من الطايا
وقرأ الباقون} :وقرن ف بيوتكن{ بكسر القاف جعلوه من الوقار ,والصل أن تقول :وقر يقر مثل وزر
.يزر ,ووعد يعد ,والمر :قر ,مثل عد وزن ,وقروا للرجال مثل زنوا وقرن يا نسوة مثل عدن
وفيه قول آخر-ماعلمحت أحدا ذكره -يقول ابن خالويه ,وهو أن يكون من قر بكسر القاف ,أراد:
الستقرار؛ لن الكسائي حكى أن من العرب من يقول :قررت ف الكان أقر ,والمر من هذا قر ف
(5).بيتك يافت ,واقرر ,وأقررن ,ث نقل كسرة الراء إل القاف وحذف إحدى الراءين تفيفا
وعللها",ضبط نصه وعلق عليه ,أبو ممحد السيوطي ,دار الكتب العلمحية ,بيوت لبنان ,الطبعة الول 1427هـ/
2006ما ص " .349وانظر الكشف عن وجوه القراءات" ,ج 2ص .302
95
قال :قرأ ابن كثي وأبو عمحرو والكسائي بفتحم الاء وإسكان اللما ،يعن كذب الولي ،أي ما
(1).يقوله كذب من كذب الولي ،وإذا قرئ بالضم وهي قراءة نافع ,فمحعناه عادة الولي
القراءات الشاذة:
جاء ف كتاب القراءات القرآنية وما يتعلق با للدكتور فضل عباس:
من المور الت أجع عليها السلمحون ,أن القراءة الشاذة هي ما بعد العشرة ,ولكن مفهوما القراءة الشاذة "
قد يتسع ليشمحل الوضوع والدرج )القراءة التفسيية( وما روي آحادا ,وما خالف رسم الصحف .وهذه
ليست سواء ,فمحا ل يصحم سنده ليقبله أحد من العلمحاء ,كذلك الدرج أو القراءة التفسيية ,إنا تثل رأي
"(2).من رويت عنه
وما ينبغي التوكيد عليه ف هذا القاما ,أن للقراءات الشاذة فوائد ل يكن تاهلها ,ول ينبغي أن تنكر.ول
يقال مادامت شاذة فمحن الي العراض عنها ,وعدما اللتفات إليها ,إذ إن هذا كله بعيد ف فهم القراءات
.الشاذة
ماهي الفائدة الت ننيها من معرفة القراءة الشاذة؟
:يكن أن نمحل بعضا من فوائدها فيمحا يلي
القراءات الشاذة قراءات تفسيية؛ تساعدنا ف فهم القراءات الصحيحة التواترة.مثال ذلك :قراءة 1-
عبدال ابن مسعود}أو يكون لك بيت من ذهب{ فسرت لنا القراءة الصحيحةﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ
.ﭼ السراء٩٣ :
.تساعدنا ف توجيه القراءات القرآنية :فهي تعطينا مؤشرات ف الكشف عن معان النحو والعراب 2-
.طريق موصل لفهم الحرف :ومن فوائدها أيضا أنا تسعفنا ف فهم الحرف السبعة 3-
يكن أن يبن عليها حكم فقهي :فمحثل عند قوله تعال :ﭽ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ 4-
ﯷ ﯻ ﯸ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯹﭼ الائدة .٨٩ :قرأ عبدال بن مسعود }:ثلثة أياما متتابعات{ بزيادة
ﯻ ﯻ ﯻﯶ
متتابعات.قال الماما البغوي " :واختلفوا ف وجوب التتابع ف هذا الصوما ,فذهب جاعة إل أنه ل
يب فيه التتابع؛ بل إن شاء تابع وإن شاء فررق ،والتتابع أفضل .وهو أحد قول الشافعي ،وذهب قوما
إل أنه يب فيه التتابع ,قياسا على كفارة القتل والظهار ،وهو قول الثوري وأب حنيفة ،ويدل عليه
"(3).قراءة ابن مسعود رضي ال عنه صياما ثلثة أياما متتابعات
(1)1التفسي:ص .478
(2)2عباس :فضل حسن "القراءات القرآنية وما يتعلق بها" ,دار النفائس ,عمحان ,الطبعة الول1428 ,هـ200/
8ما ص .240
(1)3البغوي :أبو ممحد السي بن مسعود الفراء" ,معالم التنزيل في التفسير والتأويل" ,دار الفكر بيروت,
1405هـ1985/ما ,ج 2ص .297
96
فلحظ أن من ذهب إل وجوب التتابع استند إل قراء عبد ال بن مسعود ,وأن من رأى أن المر
.ممحول على الندب ل على الوجوب اعتمحد القراءة الصحيحة
فمحا أود قوله هنا :إن ف اختلف القراءات القرآنية أثرا ف بيان الحكاما الفقهية ,والدليل الذي صغناه
ف هذا القاما واضحم جدا .وقد كتبت رسائل علمحية ف هذا الوضوع ,تت عنوان "القراءات القرآنية
".وأثرها ف الحكاما الفقهية
هناك مصنفات أفردت بالتأليف ف التفريق بي القراءات الشاذة والصحيحة ,كل هذا يدلك على 5-
.أهية وفائدة القراءات الشاذة
(1).هذه بعض النقاط أحببت أن أبي من خللا فائدة وأهية القراءات الشاذة
موقأف الشيخ من القراءات الشاذة :تطرق الشيخ للقراءات الشاذة ف تفسيه ف أكثر من موضع ,منبها
.على شذوذها ف بعض الحيان ,وأحيانا نده ل ينبه ,كأن يسند القراءة إل الصحاب مثل مباشرة
ول يلتزما الشيخ بطريقة معينة ف تديد القراءات الشاذة ,شأنه ف ذلك شأن صنيعه مع القراءات
الصحيحة ,فكان أحيانا يوردها بلفظ ,وف الشواذ ,وقرئ شاذا ,وأحيانا ليذكر شيئا من ذلك ,وإنا
يكتفي بنسبتها إل الصحاب ,كأن يقول على سبيل الثال ,وف قراءة ابن مسعود ,أو أب ,أو ابن عباس,
.وهكذا ,على ما سيأت بيانه
من المثلة الت صرح فيها بشذوذ القراءة ,عند قوله تعال :ﭽ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭼ الشعراء .قال :وقرئ
فأزلقنا بالقاف شاذا).(2
(2)1أفدنا هذه الفوائد من ماضرات ألقاها فضيلة الدكتور :أحد سليمحان البشايرة ,ف مادة القراءات القرآنية ,بامعة
العلوما السلمية العالية.
(3)2التفسي :ص ,475وانظر "مختصر في شواذ القرآن" ,ص ,108و"المحتسب في تبيين وجوه شواذ
القراءات واليضاح عنها" ,لبن جن :أبو الفتحم عثمحان تقيق ممحد عبد القادر عطا ,دار الكتب العلمحية ,بيوت,
الطبعة الول 1419هـ1998/ما ,ج 2ص 173
(1)3التفسي :ص ,635وانظر "مختصر في شواذ القرآن" ,ص .136
97
ومن المثلة الت تدل على أن الشيخ استفاد من قراءة الصحابة تفسييا ,ماذكره عند قوله تعال:
ﯕﯖ ﯗ ﯔ ﭽ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ
ﯛ ﭼ الزمر. ﯚ ﯘ ﯙ
قال :وف قراءة ابن عباس وابن مسعود :يغفر الذنوب جيعا ,لن يشاء ممحن تاب؛ لن مشيئة ال
تابعة لكمحته وعدله ،ومعن أسرفوا ,جاوزوا الد ف العصيان).(1
فقد استفاد العقم من قراءت عبدال بن عباس وعبد ال بن مسعود رضي ال عنهمحا ,ف أن ال سبحانه
وتعال يغفر ذنوب العباد جيعها ,بشرط التوبة ,فمحن أذنب ذنوبا وإن كانت كثية ت تاب ,فإن ال عز
وجل يغفر له ويتوب عليه.
ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ وعند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ
ﭼ الرعد .قال :وقرئ بكسر اليم من عنده شاذا ,وقرئ ف الشواذ أيضا } ومن عنده علم الكتاب {
).(2
قال ابن جن ف هذه الية :ومن ذلك قراءة النب وعلي وابن عباس وأب رضي ال عنهم وسعيد بن
جبي وعكرمة والضحاك وماهد-بلف -والسن -بلف -وعبد الرحان بن أب بكرة وابن أب
إسحاق والضحاك والكم بن عتيبة ,ورويت عن العمحش ,,ومن عنده علم الكتاب ,,وقرأ "ومن
)(3
عنده " بكسر اليم والدال والاء "علم الكتاب" بضم العي وفتحم اليم علي وابن السمحيفع
والسن).(4
ﮦ ﮧ ﮨ وذكر العقم قراءة ماهد ول يبي أنا شاذة ,فعند قوله تعال :ﭽ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ
ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﭼ آل عمحران.
قال الشيخ} :زين للناس حب الشهوات { الزين؛ ال تعال للبتلء كقوله تعال } :إنا جعلنا ما
على الرض زينة لا { ويدل عليه قراءة ماهد زين للناس على تسمحية الفاعل).(5
98
قال ابن جن :بعد أن نسب هذه القراءة إل ماهد ,فاعل هذا الفعل إبليس ,ودل عليه ما يتدد ف
القرآن من ذكره فهذا نو قول ال تعال}يعدهم وينيهم{ وما جرى هذا الرى).(1
هذه هي أهم الاور الت أتى عليها الشيخ؛ الت تبي منهجه فيمحا يتعلق بالقراءات الصحيحة منها
والشاذة.
المبحث الثالث :أسباب النزول.
من القضايا الهمحة الت لا العلقة كل العلقة بعلم التفسي ,علم أسباب النزول ,حيث ل يكن للمحفسر
الستغناء عنه ,فمحعرفة الفسر له أكيدة ,وهذا البحث من الباحث الطية كذلك ,إذ إن طريقه النقل
والرواية الصحيحة ,ول سبيل للجتهاد وإعمحال النظر ف معرفته.
قال الواحدي" :ول يل القول ف أسباب نزول الكتاب ،إل بالرواية والسمحاع من شاهدوا التنزيل،
ووقفوا على السباب ،وبثوا عن علمحها وجدوا ف الطلب").(2
وسبب النزول من الباحث الت حاول أعداء السلما أن يدخلوا منها؛ لثارة الشكوك حول هذا الدين.
وقد أشار الدكتور فضل عباس إل هذا العن ف مقدمة حديثه عن أسباب النزول فقال :إذا كانت مباحث
علوما القرآن ذات شأن خطي؛ فإن أسباب النزول من أهم هذه الباحث ,بل هي أهها على الطلق؛
ذلك لن هذا البحث قد حف بكثي من الشبهات والشوائب؛ الت حاول كثي من خصوما السلما قديا
وحديثا أن يصوبوا منها إل نر الشريعة سوما سهامهم ,وأهم الثغرات الت حاول الستغلون الدخول منها:
أول :عدما توثيق السانيد :أي عدما تحيص الروايات الواردة.
ثانيا :انعداما الدراسة النقدية :لذه الروايات غالبا ,فدراسة سبب النزول باجة ماسة إل التحقيق رواية
ودراية.
ثالثا :إهال سياق اليات عند ذكر سبب النزول.
رابعا :البالغة ف البحث عن أسباب النزول آيات ل تتاج إل سبب؛ لنا من المور العامة ,كالديث
عن الؤمني ,الكافرين ,اليوما الخر...ال .لذه المور يقول الدكتور فضل كان البحث باجة ماسة إل
دراسة هادئة ,هادفة متأنية).(3
ومن هنا فقد اعتن العلمحاء به عناية خاصة ,وأولوه اهتمحاما كبيا ,وتكلمحوا عنه.
" (2)1المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات واليضاح عنها",ج 1ص .251
(3)2الواحدي :أبو السن علي بن أحد النيسابوري" ,أسباب النزول" ,تقيق طارق الطنطاوي ,مكتبة القرآن/
القاهرة ,ص .9
" (1)3إتقان البرهان في علوما القرآن" ,ج 1ص .241
99
وقد بي شيخ السلما ابن تيمحية أهيته فقال " :ومعرفة سبب النزول تعي على فهم الية ,فإن العلم
بالسبب يورث العلم بالسبب").(1
ويرى الواحدي أنه ل يكن معرفة تفسي الية وقصد سبيلها ،دون الوقوف على قصتها وبيان نزولا).(2
وآي الذكر الكيم قسمحان :قسم نزل ابتداء بغي سبب ,على اعتبار أن القرآن الكري كتاب هداية ,نزل
لداية البشر ,ولخراجهم من ظلمحات الهل والوهم إل نور الفهم ,وفيه ما هو سبيل لسعادهم ف الدنيا
وفوزهم وناحهم ف الخرة.
والقسم الثان نزل لسباب ,حسب الوقائع ,والحداث ,أو إجابة عن سؤال بعض الصحابة الكراما رضي
ال عنهم جيعا.
وأسباب النزول من الباحث الت حظيت باهتمحاما العقم ,ولقيت عناية بارزة عنده .فكان ل ير بآية لا
سبب نزول إل ويذكرها حت لو كان لا أكثر من سبب.والمثلة ف تفسيه كثية جدا .ناول أن نذكر
بعضا منها ,من خلل وقوفنا على منهجه ف ذلك.
الشروط الواجب توافرها لقبول سبب النزول :قعد الدكتور فضل عباس قاعدة ذهبية ف أسباب النزول
من حيث القبول والرفض ,وقد جعل لذا دعائم ثلثة ل بد منها ,حت نقبل الرواية الت جاءت متحدثة
ف سبب النزول.
أولها :ل بد أن تكون هذه الرواية صحيحة.
ثانيها :سلمة الدراية :ويقصد با عدما مناقضة الت لقواعد النقل والعقل.
ثالثها :السياق الذي قيلت فيه تلك الرواية :حيث إن له دورا مهمحا ف قبول السبب أو رده).(3
فمحت اجتمحعت هذه الدعائم حكم على السبب بالصحة ,وحيثمحا اختل ركن منها حكم عليه بالضعف.
100
وعند قوله تعال :ﭽ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ
ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﭼ النور .يذكر لنا نفس السبب؛ الذي جاء ف الية السابقة فيقول :اختلفوا ف
سبب نزوله قيل :قدما الهاجرون الدينة وفيهم فقراء ,وبالدينة نساء بغايا فاستأذنوا رسول ال فنزلت,
وقيل :نزلت ف بغايا مكة والدينة ,وقيل :نزلت ف مرثد وعناق زانية دعته إل نفسها فقال مرثد :إن
ال حرما الزنا ,قالت :فانكحن ,قال :حت أسأل رسول ال ،فسأله فنزلت).(1
ﯰ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯲ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯳﯻ ﯻ ﯴ ﯵﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯶ
ﯮﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯯﯻ ﯻ ﯻ ﯱ ﯻ
ومن هذا القبيل أيضا ,مافعله عند تفسيه لقوله تعال :ﭽ ﯻ
ﯺ ﯻ ﯻ ﯻﯻ ﯻ ﯻ ﯼ ﯽ ﭼ السراء .قال :قيل نزلت ف اليهود حي قالوا للنب أخبنا ﯻ ﯻﯷﯸ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻ ﯻﯹ ﯻ ﯻ
ما الروح؟ وقيل :بعث اليهود إل قريش أن يسألوه عن أصحاب الكهف ,وعن ذي القرني وعن
الروح ,فإن أجاب عنها أو سكت فليس بنب ,وإن أجاب عن بعض وسكت عن بعض فهو نب ,فبري
لم القصتي ,فندموا على سؤالم).(2
وعند قوله تعالﭽ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﭼ الكهف.٢٤ – ٢٣ :
ذكر ذات السبب الذي ذكره ف الية الت سبقت ,فقال :قيل هذا شرع متبدأ للجمحيع ,حت يصلوا
كلمهم بالستثناء ,لئل يلزمهم كذب وحنث ,وهذا هو الوجه .وقيل :هو خطاب للنب ولمته وهو
الوجه وقيل :سألوا النب عن السائل الثلث قصة أصحاب الكهف وذي القرني والروح فوعد أن
ييبهم ول يستثن فانقطع الوحي عنه أياما تأديبا له .عن جاعة من الفسرين ,وأنكر ذلك جاعة).(3
كيف يتعدد النازل والسبب واحد؟!
بدأت بالديث عن مسألة تعدد النازل والسبب واحد؛ حت أبي أنا من المور الطية ف هذا البحث
القيقة ,وهذه السألة لطالا شغلت بال كثيا منذ وقت ,ول أجد لا جوابا كافيا يشفي الغليل ,ولعل
السبب ف ذلك هو اطلعي على بعض الكتب الت تكلمحت عن هذه القضية ,ول تشر إليها ل من قريب
ول من بعيد وكأنن سلمحت لذا المر.
وما يؤسف له إن كثيا من الباحثي من كتبوا عن مناهج الفسرين ,عند حديثهم عن منهج الفسر ف إيراد
سبب النزول ,يرون على هذه السألة ول يناقشونا ,غي مكتثي بالطر الذي يداهنا من خللا ,وأنا
تر علينا من الويلت والطامات لديننا ما ال به عليم.
101
وظلت هذه الفكرة تراودن ,وهذا الشكال يعاودن ,إل أن وقع ف يدي كتاب }إتقان البهان ف علوما
القرآن{؛ الذي يعد بق فتحا جديدا ف علوما القرآن الكري ,ف هذا القرن ,كمحا قال عنه فضيلة الدكتور
جال أبو حسان ف تقديه لذا الكتاب ,فالكتاب قيم حقيقة ,جزى ال مصنفه عن السلما والسلمحي
خي الزاء ,ونسأل ال أن ينفع به طلب العلم والباحثي ,ففيه الي العمحيم لذه المة.
قلت لا قرأت ف هذا الكتاب ,وجدت أن هناك أمورا غي مألوفة لدي ,ول أكن أسع با من قبل ,فقد
أوضحم وأجلى لنا كثيا من القضايا والشبهات حول العديد من الروايات الت كنا نقرؤها مسلمحي لا قاله
السابقون.
وإن ناقل لك ما ذكره الدكتور فضل عباس ,عند تعليقه ومناقشته لسألة تعدد النازل والسبب واحد.
يقول :هذه قضية جديرة أن تنتبه لا لا يتصل با من قضايا ذات شأن وخطر وقد ذكروا صورا.
الصورة الول :أن يتعدد السبب والنازل واحد.
الصورة الثانية :أن يتعدد النازل والسبب واحد.
أما الصورة الثانية :أن يتعدد النازل والسبب واحد ,ولقد ذكر الفسرون والؤلفون ف علوما القرآن رحهم ال
هذه الصورة ينقلها التأخر عن التقدما ابتداء من الزركشي والسيوطي رحهم ال إل عصرنا ,ومثلوا لذه
الصورة با جاء عن أما سلمحة رضي ال عنها).(1
وهذا هو الثال ف الصورة الذي نقلوه عن السيوطي ,ولكن السيوطي رحه ال ,ذكر أكثر من مثال واحد,
واقتصار شيوخنا رحهم ال ,مثل الشيخ ممحد سلمة ,ف كتابه منهج الفرقان ف علوما القرآن ,والشيخ
غزلن على هذا الثال ,قد يكون للختصار ,وقد يكون لعدما اقتناعهم با جاء ف هذه المثلة ,لكنهم
وافقوا السيوطي رحهم ال.
بعد ذلك يقول شيخنا حفظه ال :الذي أراه وأومن به عن قناعة أن مثل هذه الصورة ل وجود لا ,بل
هي تتناف مع طبيعة القرآن الكري وواقع الحداث ,ونن نعلم أن القرآن الكري يتاز بالياز والحكاما,
فإذا وقع حدث معي ,ونزلت فيه آية كرية ,فإن هذه الية لبد أن تكون كافية تامة مبينة بيانا شافيا لذا
المر الادث ,وليس هناك حاجة تدعو إل نزول آيات ثانية .نعم إن كان السبب متشعب الهات,
فنزلت آيات تبي كل منها جهة من هذه الهات فهذا أمر مقبول ,ولكن ليس ما ذكروه شيء من هذا,
فالسبب الواحد ل يتاج إل أكثر من نازل واحد؛ لن هذه الية ذات بيان ل تتك ف النفوس ما يدعو
إل التساؤل عن هذا السبب الذي حدث.
(2)1رواية أما سلمحة ,أخرجها الماما النسائي ف سننه ,باب قوله تعال}إن السلمحي والسلمحات{ ,ج 6ص ,431برقم
.11405
102
ث يتم الشيخ حدثيه عن هذه السألة فيقول :إن تعدد النازل والسبب واحد ,من القضايا الت تستدعي
انتباهنا ونن نكتب ف هذا العلم العظيم ,وتتطلب منا اليطة والذر ,والقرآن الكري كتاب الفصل
والحكاما والبيان ,إذا أجاب فإجابته القاطعة الامعة الانعة ,وال أعلم با ينزل).(1
وما يؤخذ على الشيخ ف إيراده لسبب النزول ,ذكره للقوال مردة من السناد ,ودون الشارة إل
مصادرها ,وما يؤخذ عليه أيضا ف هذا الباب ,ذكره لبعض الروايات الواهية ,والت كان ف غن عنها ,دون
أن ينبه عليها ,من ذلك:
عند قوله تعال :ﭽ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ
التوبة .يقول :الية نزلت ف ثعلبة بن حاطب قال :يا رسول ال ادع ال أن يرزقن مالا ,قال :يا ثعلبة
قليل تؤدي شكره خي من كثي ل تطيقه ,فراجعه فقال :والذي بعثك بالق نبيا لئن رزقن ال مالا
لعطي كل ذي حق حقه ,فدعا له فاتذ غنمحا فنمحت كمحا ينمحو الدود وضاقت با الدينة ونزل
واديا حت انقطع عن المحعة والمحاعة ،فسأل عنه رسول ال فقيل :كثر ماله حت ل يسعه وادي
فقال :ويحم ثعلبة ,وبعث رسول ال مصدقي لخذ الصدقة ,فاستقبلهمحا الناس بصدقاتم ,ومزرا بثعلبة
وسأله الزكاة ,وأقرآه كتاب رسول ال الذي فيه الفرائض :فقال ما هذه إلز جزية ,ما هذه إل أخت
الزية ,وبل بالصدقة ,فلمحا رجعا قال لمحا رسول ال قبل أن يكلمحاه :يا ويحم ثعلبة مرتي ,فنزلت
فجاء ثعلبة بالصدقة فقال رسول ال إن ال منعن أن أقبل منك ,فجعل التاب على رأسه فقال
هذا عمحلك قد أمرتك فلم تطعن ,ث قبض وما قبل من ثعلبة وجاء با إل أب بكر ول يقبلها,
وقبض أبو بكر وجاء با إل عمحر ف خلفته فلم يقبلها ,وهلك ف زمن عثمحان).(2
إن هذه القصة ل تصحم ,ول يصلحم معها دليل قوي قائم ,فقد ضعفها غي واحد من العلمحاء ,بالرغم من
اشتهارها عند الفسرين ,قال العلمة القرطب رحه ال ,بعد أن ذكر القصة بطولا :قلت :وثعلبة بدري
أنصاري ومن شهد ال له ورسوله باليان ،حسب ما يأت بيانه ف أول المحتحنة ,فمحا روي عنه غي
صحيحم.
103
قال أبو عمحر) :(1ولعل قول من قال ف ثعلبة أنه مانع الزكاة الذي نزلت فيه الية غي صحيحم ،وال
أعلم.
وقال الضحاك :إن الية نزلت ف رجال من النافقي؛ نبتل بن الارث ,وجد بن قيس ,ومعتب بن
قشي).(2
وقال ابن حزما ف مله بعد أن ذكر الية :وهذه أيضا صفة أوردها ال تعال ,يعرفها كل من فعل ذلك
من نفسه ,وليس فيها نص ول دليل على أن صاحبها معروف بعينه ,على أنه قد روينا أثرا ل يصحم
وفيه أنا نزلت ف ثعلبة بن حاطب ,وهذا باطل؛ لن ثعلبة بدري معروف).(3
وقال البيهقي ف شعب اليان :وف إسناد هذا الديث نظر وهو مشهور فيمحا بي أهل التفسي وال
أعلم) ,(4ومن ضعف هذه الرواية السيوطي ف أساب النزول أيضا).(5
ويظهر أن الراجحم ف تفسي الية ,وال تعال أعلم ,كمحا ذكر الماما أبو جعفر الطبي ف تفسيه,
قال" :حدثن يونس قال :أخبنا ابن وهب قال :قال ابن زيد ف قوله):ومنهم من عاهد ال لئن آتانا
من فضله( الية ،قال :هؤلء صنف من النافقي ،فلمحا آتاهم ذلك بلوا به ،فلمحا بلوا بذلك أعقبهم
بذلك نفااقا إل يوما يلقونه ،ليس لم منه توبة ول مغفرة ول عفو ،كمحا أصاب إبليس حي منعه
التوبة").(6
وعليه وبعد سرد أقوال العلمحاء ف ردهم هذه الرواية ,فإننا نقول إن الصحاب الليل ثعلبة بن حاطب
بريء من هذا الكلما الذي ل يعدو أن يكون مرد شبهة وتمحة ألصقت به ونسبت إليه ظلمحا وزورا,
(2)1يقصد القرطب :ابن عبد الب الماما العلمة ،حافظ الغرب ،شيخ السلما ،أبو عمحر ،يوسف بن عبد ال بن
ممحد بن عبد الب بن عاصم النمحري الندلسي ،القرطب ،الالكي ،صاحب التصانيف الفائقة ,مولده ف سنة ثان
وستي وثلث مئة ف شهر ربيع الخر .وقيل :ف جادى الول ,مات سنة ثلث وستي وأربعمحائة.
انظر "سير أعلما النبلء" ,الذهب :شس الدين ممحد بن أحد بن عثمحان ,تقيق مب الدين العمحراوي ,دار الفكر
بيوت ,الطبعة الول 1417هـ1997/ما.ج 13ص .527 ,524
" (3)2الجامع لحكاما القرآن" ,ج 10ص ,308و انظر الزركشي :ممحد بن عبدال بن بادر "البحر المحيط في
أصول الفقه" ,تقيق ممحد ممحد تامر ,دار الكتب العلمحية ,بيوت ,الطبعة الول 1421هـ2000/ما ج 1ص .319
(4)3ابن حزما :أبو ممحد علي بن أحد بن سعيد الندلسي القرطب الظاهري" ,اليصال في المحلى بالثار" ,تقيق
عبد الغفار سليمحان البنداري ,دار الفكر بيوت ,ج 12ص .137
" (5)4شعب اليمان" ,باب اليفاء بالعقود ,ج 6ص 198برقم .4048
(6)5السيوطي :أبو الفضل جلل الدين عبد الرحان بن أب بكر بن ممحد " ,أسباب النزول" ,دار الجرة ,دار النمحي,
بيوت الطبعة الول1410,هـ1990/ما ص .197
(1)6انظر"جامع البيان" ,ج 14ص .375
104
وحسبه ويكفيه شرفا وفضل أنه داخل ف عمحوما قوله لعمحر بن الطاب رضي ال عنه}لعل ال اطلع
إل أهل بدر ,فقال اعمحلوا ما شئتم ,فقد وجبت لكم النة ,أو فقد غفرت لكم{).(1
قال الافظ ابن حجر :وف كون صاحب هذه القصة إن صحم الب ول أظنه يصحم هو البدري
الذكور قبله نظر ,وقد تأكدت الغايرة بينهمحا بقول ابن الكلب إن البدري استشهد بأحد ,ويقوي ذلك
أيضا أن ابن مردويه روى ف تفسيه من طريق عطية بن عباس ف الية الذكورة قال وذلك أن رجل
يقال له ثعلبة بن أب حاطب من النصار أتى ملسا فأشهدهم فقال لئن آتانا من فضله الية فذكر
القصة بطولا فقال إنه ثعلبة بن أب حاطب ,والبدري اتفق على أنه ثعلبة بن حاطب.
وقد ثبت أنه قال ل يدخل النار أحد شهد بدرا والديبية وحكى عن ربه أنه قال لهل بدر
اعمحلوا ما شئتم فقد غفرت لكم فمحن يكون بذه الثابة كيف يعقبه ال نفاقا ف قلبه ,وينزل فيه ما
)(2
نزل فالظاهر أنه غيه وال أعلم
هذا فيمحا يتعلق بالرواية الت قيلت ف ثعلبة بن حاطب رضي ال عنه).(3
ومن الروايات الواهية الت ذكرها العقم ف تفسيه ,ماأورده عند تفسيه لقوله تعال :ﭽ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ
ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﭼ الائدة .حيث قال :نزلت ف علي ) عليه
السلما ( حي تصدق باته وهو راكع ف صلته ,حي سأله سائل فطرح إليه باته ,ث يذكر لنا
حديثا غريبا عن أب ذر نقله عن الثعلب فيقول :قال ف تفسي الثعلب :قال أبو ذر الغفاري سعت
رسول ال باتي وإل فصزمحجتا ورأيته باتي وإل فجـجعهمحيجتا يقول » :علي قائد البرة وقاتل الكفرة,
منصور من نصره ,مذول من خذله «) .(4أما إن صليت مع رسول ال يوما من الياما فسأله سائل
ف السجد فلم يعطه شيئا ,وعلي ) عليه السلما ( كان راكعا فأومى إليه بنصره ,فأقبل السائل حت
أخذ الات من خنصره فنزل فيه } إنا وليكم ال { الية).(5
يقول نظاما الدين النيسابوري :استدلت الشيعة با -يعن الية -على أن الماما بعد رسول ال هو
علي بن أب طالب عليه السلما؛ لن الول هو الوال التصرف ف أمور المة ,وأنه علي عليه السلما
برواية أب ذر وغيه .
" (2)1صحيح البخاري" :كتاب الغازي ,باب اليفاء بالعقود ج 6ص 198برقم .4048
" (3)2الصابة في تمييز الصحابة",ج 1ص .401
(4)3وقد كفى الباحث الدكتور عداب ممحود المحش السألة بثا ودراسة ف كتابه القيم " ثعلبة بن حاطب الصحابي
المفترى عليه".
(5)4موضوع انظر "سلسلة الحاديث الضعيفة والموضوعة" ,ج 1ص ,532برقم .357
(1)5هذا الديث قال عنه شيخ السلما ابن تيمحية موضوع بإجاع أهل العلم ,انظر "مقدمة في أصول التفسير" ,ص
.88
105
وأجيب بالنع من أن الول ههنا هو التصرف ,بل الراد به الناصر والب؛ لن الولية النهي عنها فيمحا
قبل هذه الية ,وفيمحا بعدها هي بذا العن فكذا الولية الأمور با.
وأيضا إن عليا ل يكن نافذ التصرف حال نزول الية ,وإنا تقتضي ظاهرا أن تكون الولية حاصلة
ف الال ,وأيضا إطلق لفظ المحع على الواحد لجل التعظيم ماز ,والصل ف الطلق القيقة,
فالراد بالذين آمنوا عامة الؤمني ,وأن بعضهم يب أن يكون ناصرا لبعض كقوله تعال :ﭽ ﮑ ﮒ
ﮓ ﮔ ﮕ ﭼ التوبة ,٧١ :وأيضا الية التقدمة نزلت ف أب بكر كمحا مر من أنه هو الذي حارب
الرتدين فالناسب أن تكون هذه أيضا فيه ,ث إن عليا بن أب طالب عليه السلما كان أعرف بتفسي
القرآن من هؤلء المامية ,فلو كانت الية دالة على إمامة علري لحتج با كمحا احتج با ينقلون عنه
أنه تسك يوما الشورى بب الغدير وخب الباهلة) (1وجيع مناقبه وفضائله ,وهب أنا دالة على إمامته
لكنه ما كان نافذ التصرف ف حياة رسول ال فلم يبق إل أنه سيصي إماما ونن نقول بوجبه
ولكنه بعد الشيوخ الثلثة ,ومن أين قلتم إنا تدل على إمامته بعد رسول ال من غي فصل؟ وأيضا
إنم كانوا قاطعي بأن التصرف فيهم هو ال ورسوله ,فل حاجة بم إل ذكر ذلك .
فالراد بقوله } :إنا وليكم ال ورسوله { أن من كان ال ورسوله ناصرين له فأي حاجة به إل طلب
النصرة والبة عن غيه.
ث يقول :والق أنه إن صحت الرواية فللية دللة قوية على عظم شأن علي عليه السلما ,والناقشة ف
أمثال ذلك تطويل بل طائل إل أن أصحاب الذاهب لا تكلمحوا فيها أوردنا حاصل كلمهم على
سبيل الختصار).(2
وقال الفخر الرازي ف هذا :وأما استدللم بأن الية نزلت ف حق علي فهو منوع ,فقد بينا أن أكثر
الفسرين زعمحوا أنه ف حق المة ,والراد أن ال تعال أمر السلم أن ل يتخذ البيب والناصر إل من
السلمحي ,ومنهم من يقول :إنا نزلت ف حق أب بكر .
وأما استدللم بأن الية متصة بن أدى الزكاة ف الركوع حال كونه ف الركوع ,وذلك هو علي بن أب
طالب فنقول :هذا أيضا ضعيف من وجوه:
(2)1حديث خب الغدير :هو التعلق بقول النب يوما غدير خم" :من كنت موله فعلي موله" ,والديث أخرجه الماما
أحد ف السند ف مواضع عديدة ,ضعف الشيخ شعيب أكثر أسانيدها ,لكنه ف بعض الواضع صححم السناد وقال
على شرط الشيخي.انظر مسند الماما أحد ج 5ص 374برقم ,22995وأما خب الباهلة :فكان مع وفد نران
حي قدموا الدينة ليلعنوا النبوأراد النب أن يلعنهم لكنهم أبوا ,والب مروي ف صحيحم البخاري ف كتاب
الغازي ,باب قصة أهل نران ج 4ص ,1592برقم .4119
" (1)2غرائب القرآن ورغائب الفرقأان" ,ج 2ص .607
106
الول :أن الزكاة اسم للواجب ل للمحندوب بدليل قوله تعال } وآتوا الزكاة { ] البقرة [ 43 :فلو
أنه أدى الزكاة الواجبة ف حال كونه ف الركوع لكان قد أخر أداء الزكاة الواجب عن أول أوقات
الوجوب ,وذلك عند أكثر العلمحاء معصية ,وأنه ل يوز إسناده إل علي عليه السلما ,وحل الزكاة على
الصدقة النافلة خلف الصل لا بينا أن قوله } وآتوا الزكاة { ظاهرة يدل على أن كل ما كان زكاة
فهو واجب.
الثان :وهو أن اللئق بعلي عليه السلما أن يكون مستغرق القلب بذكر ال حال ما يكون ف
الصلة ,والظاهر أن من كان كذلك ,فإنه ل يتفرغ لستمحاع كلما الغي ولفهمحه.
الثالث :أن دفع الات ف الصلة للفقي عمحل كثي ,واللئق بال علي عليه السلما أن ل يفعل
ذلك.
الرابع :أن الشهور أنه عليه السلما كان فقيا ول يكن له مال تب الزكاة فيه ,ولذلك فإنم يقولون:
إنه لا أعطى ثلثة أقراص نزل فيه سورة } هل أتى { ] النسان [ 1 :وذلك ل يكن إل إذا كان
فقيا ,فأما من كان له مال تب فيه الزكاة يتنع أن يستحق الدح العظيم الذكور ف تلك السورة على
إعطاء ثلثة أقراص ,وإذا ل يكن له مال تب فيه الزكاة امتنع حل قوله } جويـأمؤأتوجن الزكاة جوأهمم جراكهأعوجن
{ عليه.
الوجه الامس :هب أن الراد بذه الية هو علي بن أب طالب ,لكنه ل يتم الستدلل بالية إل إذا
ت أن الراد بالول هو التصرف ل الناصر والب ,وقد سبق الكلما فيه).(1
وقال ابن عطية ف مرره :وقال ماهد :نزلت الية ف علي بن أب طالب تصدق وهو راكع ,وف هذا
القول نظر ,والصحيحم ما قدمناه من تأويل المحهور).(2
وقال ابن كثي :وليس يصحم شيء منها بالكلية ،لضعف أسانيدها وجهالة رجالا).(3
قال ابن قيم الوزية رحه ال :إن حل عمحومات القرآن على الصوص تعطيل لدللتها ,وإخراج لا
عمحا قصد با وهضم لعناها وإزالة لفائدتا ,كقول بعضهم ف قوله تعال}إنا وليكم ال ورسوله والذين
آمنوا الذين يقيمحون الصلة ويؤتون الزكاة وهم راكعون{
إن الراد به علي بن أب طالب وهذا كذب قطعا على ال أنه أراد عليا وحده).(4
107
وقد ذكر الفتن ف تذكرة الوضوعات ,أن حديث علي الطويل ف تصدقه باته ف الصلة موضوع
بالتفاق).(1
وحاصل ما ف السألة أن الرواية السابقة رواية ضعيفة واهية ,كان من اللئق ,بل من الواجب أن يبعد
التفسي عنها وعن مثلها من الروايات.وكمحا تبي لنا ,فإن العقم ذكرها كمحا ذكرها غيه من الفسرين,
ول ينبه على بطلنا.
المبحث الرابع :المكي والمدني.
ينقسم القرآن الكري ف ممحوعه إل مكي ومدن ,وللعلمحاء ف هذا العلم من حيث الصطلح ثلثة
تعاريف:
الول :الكي :مانزل قبل الجرة ,والدن مانزل بعدها,كان النزول بكة أما بالدينة.
الثان :الكي :مانزل بكة ,والدن مانزل بالدينة.
الثالث :الكي ما كان الطاب فيه لهل مكة ,والدن ما كان الخاطبون فيه هم أهل الدينة؛ فالذي
قال بالول راعى ولحظ الزمان ,والذي قال بالثان لحظ الكان ,ومن قال بالثالث رأى بأن العبة
للخطاب.
وعلى أية حال فإن النب ل يرد منه بيان ول تديد للمحكي والدن ,ولذا يرجع فيه إل للرعيل الول
باعتبارهم شاهدوا التنزيل .يقول الزرقان :ل سبيل إل معرفة الكي والدن إل با ورد عن الصحابة
والتابعي ف ذلك؛ لنه ل يرد عن النب بيان للمحكي والدن
وذلك؛ لن السلمحي ف زمانه ل يكونوا ف حاجة إل هذا البيان ,كيف وهم يشاهدون الوحي
والتنزيل ويشهدون مكانه وزمانه وأسباب نزوله عيانا).(2
(3)1الفتن :ممحد طاهر بن علي الندي" ,تذكرة الموضوعات" ,دار إحياء التاث العرب ,بيوت ص .84
" (4)2مناهل العرفان" :ج 1ص .196
108
ومن فوائده أيضا الثقة بذا القرآن وبوصوله إلينا سالا من التغيي والتحريف ,ويدل على ذلك اهتمحاما
السلمحي به كل هذا الهتمحاما ,حت إنم ليعرفون ويتناقلون ما نزل منه قبل الجرة وما نزل بعدها ,وما
نزل بالضر وما نزل بالسفر ,وما نزل بالنهار وما نزل بالليل ,وما نزل بالشتاء وما نزل بالصيف ,وما
نزل بالرض وما نزل بالسمحاء إل غي ذلك.
فل يعقل بعد هذا أن يسكتوا ويتكوا أحدا يسه ويعبث به ,وهم التحمحسون لراسته وحايته
والحاطة بكل ما يتصل به أو يتف بنزوله إل هذا الد).(1
وأما أنواع السور من حيث النزول فيمحكن تقسيمحها إل النحو التال:
قسم مكي ,قسم مدن ,قسم مكي وبعضه مدن ,وقسم مدن وبعضه مكي).(2
وقد عرض العقم لوضوع الكي والدن ,لكنه ل يفصل فيه التفصيل الذي فصلته لنا كتب علوما
القرآن ,بل اقتصر على تبيي الكي والدن ف بداية كل السور عند شروعه ف تفسيها ,وأما اليات
فلم يذكر لنا مكيها ومدنيها البتة.
وقد حدد ف أول كل سورة نوعها إن كانت مكية أو مدنية ,وعدد آياتا ,والستثن منها ,واللف
فيها إن وجد ,وذلك كله قبل الشروع ف تفسيها.
وفيمحا يلي جداول توضيحية للمحكي والدن بسب رأي العقم:
أوال :الدن الخالص:
الفلق الصف الفتحم النفال آل عمحران
الناس الطلق الجرات النور النساء
التحري الشر الحزاب الائدة
وأما العوذتان ,فقد اختلف فيهمحا :قيل بكيتهمحا ,وقيل مدنيتان ,ويرجحم الكثرون ,القول الثان).(3
ثانيا :الكي الخالص:
الصافات الروما الؤمنون طه الجر الفاتة
ص السجدة النحل النبياء الكهف النعاما
فصلت فاطر العنكبوت الج مري يوسف
109
الاقة اللك العلق الطور الذاريات الاثية
النبأ القيامة الزمل الن نوح العارج
البوج النشقاق النفطار التكوير عبس النازعات
الضحى الليل الشمحس الغاشية العلى الطارق
القارعة العاديات البينة القدر التي الشرح
الخلص السد النصر الفيل المحزة التكاثر
قريش
وهذه السور الت رأى الشيخ بأنا مكية خالصة ,ليست كلها كذلك ,فإن بعضا منها قد اختلفوا فيه.
فمحثل سورة الج :اختلفوا ف مكيتها ومدنيتها ,والصحيحم -كمحا قال الدكتور فضل -أنا مكية
سورة الليل :وقد قيل بدنيتها.
البينة :اختلف فيها ,والصحيحم أنا مكية.
النصر :مدنية بالجاع).(1
ثالثاا :الكي وبعضه مدني:
الستثن من الكي السورة
ثان آيات :من قوله )واسألم عن القرية( إل قوله )وإذ نتقنا البل( العراف
ثلث آيات) :فإن كنت ف شك ما أنزلنا إليك(... يونس
غي آية )وأقم الصلة( هود
غي )ول يزال الذين كفروا() ،ويقول الذين كفروا( الرعد
غي آيتي )أل تر إل الذين بدلوا نعمحت ال كفرا( إبراهيم
غي )وإن عاقبتم( النحل
إل ثان آيات السراء
غي آية )أل تر إل ربك كيف مد الظل( الفرقان
غي آية )والشعراء يتبعهم الغاوون( الشعراء
غي )إن الذي فرض عليك القرآن( القصص
غي )ولو أنا ف الرض من شجرة أقلما( إل )سيع بصي( لقمحان
غي )ويرى الذين( سبأ
غي )وإذا قيل لم أنفقوا( يس
110
غي )قل يا عبادي الذين أسرفوا( إل قوله )وأنتم ل تشعرون( الزمر
غي )إن الذين يادلون ف آيات ال بغي سلطان( غافر
إل أربع آيات )قل ل أسألكم عليه أجرا( إل آخرهن الشورى
غي )واسأل من أرسلنا( الزخرف
مكية غي )إنا كاشفوا العذاب( الدخان
غي )والذي قال لوالديه( اليتي الحقاف
غي )ولقد خلقنا النسان( ق
غي )الذين يتبنون كبار الث( النجم
غي )سيهزما المحع( القمحر
غي )يسأله من ف السمحاوات والرض( الرحان
غي )ثلة من الولي( وقوله )أفبهذا الديث أنتم مدهنون( الواقعة
غي )إنا بلوناهم( إل )يعلمحون( القلم
غي )وما جعلنا عدتم( الدثر
غي )فاصب لكم ربك( النسان
غي )وإذا قيل لم اركعوا( الرسلت
وأما الذي ذكره الشيخ هنا }ف الكي وبعضه مدن{ ,فغي دقيق ,ولبد من مناقشته.
وسأذكر كلما الدكتور فضل ,فقد ناقش هذا الكلما كله بإحكاما ,حيث قال:
وأما سورة العراف :فمحكية بإجاع ,واستثن بعضهم :ﭽ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﭼ
العراف .١٦٣ :وقوله سبحانه وتعال :ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭼ
العراف .١٧٢ :وهو استثناء ل دليل عليه ,وما يقال إن قوله سبحانه}:واسألم عن القرية{ حديث
عن اليهود ,وأن أخبارهم كانت ف مكة؟ ياب عنه ,بأن الية متصلة اتصال تاما با قبلها ,من
حديث عن بن إسرائيل واتاذهم العجل ,وغي ذلك من معاصيهم.
سورة يونس :مكية واستثنوا آيتي :ﭽ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﭼ يونس٤٠ :
ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ وقوله ﭽ ﮭ ﮮ
ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ
ﰂ ﭼ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ
يونس .وسياق اليات يدل على أنا مكية.
111
ﯬ ﯭ ﯪ ﯫ سورة هود : وهي مكية واستثنوا منها :ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ
ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ
ﯿ ﰀ ﰁ ﭼ هود .وهذا أمر عجيب جداا؛ لن سياق الية مكي وقوله :ﭽ ﮘ ﮙ
ﯚ ﭼ هود. ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ
سورة الرعد :اختلفوا ف مكيتها ومدنيتها ,والصحيحم أنا مكية ،وقد استثنوا من مكيتها آيات
ﭽ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭼ الرعد,٣٠:
ﭕ ﭼ الرعد .٤٣ :وكل هذا سياق مكي ,يظهر ذلك بأدن تأمل وتدبر.
ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ
ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﭼ إبراهيم .مع أنا حديث عن أهل مكة.
ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ
ـــــ ﰂــــ ﰃــــ ﰄــــ ﰅـــــ ﰆـــــ ـــــ ﰇ ﭼ النحل .فقالوا إنا نزلت مرتي أو أكثر ،يقول الدكتور
ﰁ
ﭽ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ
ــــﰄ ﭼ النحل .وقوله :ﭽ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭼ النحل ,95:والستثناء ل دليل ﰃ
ــــ
112
عليه ،وشبهتهم ذكر الجرة والعهد ،ولكن السياق أقوى من هذه الشبهات ,ول ل تكون الجرة ف الية
سورة السراء :مكية ،وقد أكثروا فيها من الستثناءات ...من ذلك قوله :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ
ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ السراء. ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ
وهو استثناء ليس فيه شبهة فضلا على أن يكون عليه دليل.
ﭫ ﭬ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭥ ﭦ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭜ ﭝ ﭞ ﭛ
ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭭ ﭮ ﭯ
ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﭼ الفرقان .وهو استثناء غريب عجيب؛ لن اليات الكرية متصلة با قبلها من
ﯕ ﯖ ﭼ الشعراء .١٩٧ :وكأنم نظروا إل أن كل ما جاء ف القرآن الكري من لفظ بن إسرائيل فهو
مدن ،وليس المر كذلك ،فقد ورد هذا اللفظ ف القرآن الكي التمحع على مكيته ،كمحا استثنوا قوله
ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ سبحانه :ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ
ﯶﯶ ﯹ ﯶﯶﯸﯶﯶﯶﯶﯶ
ﯶﯷ ﯴ ﯵ ﯲ ﯳ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ
ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﭼ الشعراء .وذلك لقوله سبحانه ﴿ :ﯪ ﯫ
113
﴾ فالقصود بذا الستثناء حسان بن ثابت ،وعبد ال بن رواحة وكعب بن مالك ،وغيهم من ﯱ
ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ
ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ القصص .وقوله :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ
لقمحان ,يقول الدكتور فضل :وقد مر مثل هذا من قبل ،وبينا أن ليس فيه دليل على الستثناء ،وقوله ﭽ
ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ
ــــ ﰉ ﭼ لقمحان ,ولكن سياقها مكي ،فهي شبيهة بقوله تعال :ﭽ ﰃــﰄــــــ ﰅـــــ ﰆـــــ ﰇـــــ ﰈــــ
ﯺ ﯻ ﯼ ﯸ ﯹ ﯵ ﯶ ﯷ ﯴ ﯳ ﯱ ﯲ
ــــ ﰃ ﭼ الكهف.١٠٩ : ﰂــــ ـــــ ﰁـــــ
ﰀ ﯾ ﯿ ﯽ
استثنوها لذكر ﴿ الذين آتوا العلم﴾ وهي شبهة ل تقف أماما السياق والسباق.
ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﯭ ﭼ يس .وقوله ﭽ ﮊ ﮋ
ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ يس.
ـــــ ﰆﭼ الزمر.١٠ : ﰄــــ ﰅـــــ سورة الزمر :مكية ،استثنوا منها آيات ﭽ ﰁ
ـــــ ﰂــــ ﰃــــ
114
ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ وقوله ﭽ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ
ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﭼ الشورى.
الزخرف.
١٧
115
ﭼ الحقاف ٣٥ :وهي استثناءات ل ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ وقوله :ﭽ ﯪ ﯫ
عليه.
ول أدري كيف يصحم هذا الستثناء ،والسورة متصلة اليات ،فكيف نستثن أصحاب اليمحي ،والسورة من
بدايتها تقول ﴿ وكنتم أزواجا ثلثة﴾ وكيف نستثن القسم ،وهو من أساليب القرآن الكي.
116
سورة القلم :مكية ،وأعجب كل العجب كيف استثنوا منها قصة أصحاب النة ،وخب صاحب الوت
ول يتجه القول بالستثناء فقد استثنوا من سورة الدثرﭽ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﭼ الدثر .لدلة يكن أن
ــــﰈ ﭼ وهو استثناء غي متجه كمحا ﭽ ﰂــــ ﰃــــ ﰄــــ ﰅـــــ ﰆـــــ ﰇـــــ ومن سورة الرسلت
117
وأما سورة التوبة :فمحدنية باتفاق.
سورة محمد :مدنية بل استثناء.
سورة المجادلة :مدنية ،وما ذكر من أن قوله :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ
سورة الحديد :الصحيحم مدنيتها ،واستثن بعضهم اليات الول ،مستدلي با جاء ف بعض الروايات من
أن سيدنا عمحر يوما إسلمه وجد أول سورة الديد عند أخته ،والصحيحم أن السورة الت كانوا يقرؤونا
سورة طه .فالسورة مدنية بل خلف.
سورة الممتحنة :مدنية بل استثناء.
سورة المطففين :قال الدكتور فضل :اختلف فيها ،فقيل مكية ،وقيل مدنية ,والذي يتجحم مكيتها –
وال أعلم – لكنها من أواخر ما نزل ف مكة؛ ذلك لن موضوع السورة ل يبعد عن الوضوعات الكية،
أما ما قيل :إن أهل الدينة كانوا يطففون الكيال قبل الجرة ،فإن هذا القول يكن أن يرد؛ لنه باجة إل
إثبات أوال ،ولنه قد ورد ف السور الكية ما يشبه هذا الوضوع من الوفاء بالكيل ،والوزن بالقسطاس ف
سورة الفجر :مكية ،وغي واضحم ما قيل إن قوله :ﭽ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭼ الفجر .مدن.
118
سورة البلد :مكية ،وما ادعوه من مدنيتها لقوله :ﭽ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ البلد .غي صحيحم؛
لن معن الية " أنت مقيم" أو هي بشارة للنب ،بأن ال سيفتحم له مكة بعد هجرته ،فيكون العن
سيحل لك هذا البلد" فيكون هذا من العجاز؛ لنه إخبار عن الستقبل ،فالسورة مكية إجاعاا.
سورة الكوثر :اختلف فيها ,يقول الدكتور فضل :ويتجحم لدي مكيتها ،وال أعلم.
الكافرون :مكية).(1
الفصل الربع:
القضايا العقدية في تفسيره
إن تصحيحم العقيدة هو الصل الذي تبن عليه سائر العمحال؛ ذلك أن شهادة أن ل إله إل ال وأن
ممحدا رسول ال ,هي أول أركان السلما ودعائمحه .ولذا كان الرسل جيعا عليهم الصلة والسلما أول
" (1)1إتقان البرهان",ص . 405 -396
119
مايدعون إليه المم ,العقيدة الصحيحة ,حيث ل فائدة لبقية العمحال من عبادات وتصرفات ,إن ل تكن
.قائمحة على أساس صحيحم سليم
وقد اشتط العلمحاء للمحفسر شروطا منها صحة العتقد وسلمته ,حت ل يقدما على تفسي كتاب ال
سبحانه وتعال ,إل من كان أهل لذلك ,وقد أشار السيوطي إل هذا العن فقال :وقال الماما أبو
".طالب الطبي ف أوائل تفسيه" :القول ف آداب الفسر
اعلم أن من شرطه صحة العتقاد أول ولزوما سنة الدين ،فإن من كان مغمحوصا عليه ف دينه ل يؤتن
على الدنيا ,فكيف على الدين! ث ل يؤتن من الدين على الخبار عن عال ,فكيف يؤتن ف الخبار عن
(1).أسرار ال تعال
والرؤية الواضحة ف فهم العقيدة ,تعل الفسر ل تشتبه عليه اليات ول تتلف ,بل يرد كل فرع إل أصله,
.وكل مشتبه إل مكمحه
وإذا كان كذلك فإن العقيدة الصحيحة هي الساس الذي ينطلق منه الفسر ويبن على ضوئها تفسيه,
.حيث إننا ند عددا من الفسرين وقد برزت وظهرت عقائدهم واضحة جلية من خلل تفاسيهم
والناظر ف كتب العتزلة وغيهم من الفرق يلحظ هذا جيدا ,فإنم قد بنوا كافة تفاسيهم على أصولم
.العقدية نصرة لذاهبهم وتأييدا لا
ولذا كان الدكتور الذهب مقا ف كتابه التفسي والفسرون حي جعل هذا النوع من التفاسي ضمحن التفسي
.بالرأي الذموما ,نظرا لبعدها عن القائق ومانبة الصواب
والق أن مبحث العقيدة من الباحث الشائكة الفوفة بالخاطر ,فقد كثر اللف وبلغ الدل أشده بي
العلمحاء حول هذا العلم ,وأصبحم كل طرف يزعم أنه على صواب وحق وحده وغيه على خطأ وباطل,
.وهذا قمحة التطرف والغلو ف الدين ,أن تلزما الناس با تراه أوبا ل يلزمهم به الشرع هو عي الطأ
وقد عرض الشيخ ف تفسيه لبعض القضايا العقدية ,سالكا مسلك التأويل ,كمحا سيظهر لنا من خلل
.المثلة الت سنقف عليها
120
تعال ال عمحا يقول الظالون علوا كبيا ,فل يشبه أحدا من خلقه ,ول يشبهه أحد من خلقه ,قال جل
ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ الشورى ﭣﭤ ﭥ .شأنه :ﭽ ﭡ ﭢ
وقد اختلف العلمحاء حول أساء ال وصفاته ,فمحنهم من سلك مسلك الثبت لا منزها الالق جل جلله
عن كل نقص وعيب ,فيكون بذلك قد وقف موقف التسليم وعدما الوض فيها ,ومنهم من سلك
.مسلك التأويل حامل بعض النصوص على بعض الوجوه ,تنزيها ل تبارك وتعال
.أ -أساء ال السن :لقد عن الشيخ بتفسي أساء ال السن ,وبيان العان الستفادة منها
قال ف تفسي سورة الفاتة ,وهو يتحدث عن اسم ال سبحانه وتعال}الرحن والرحيم{ },الرحن {
(1).النعم بنعم الدنيا والدين } ,الرحيم { واسع الرحة
ﭙ ﭚ ﭼ آل عمحران .قال} : ﭗ ﭘ ﭕ ﭖ وعند قوله تعال :ﭽ ﭓ ﭔ
(2).الي { لذاته } القيوما { أي القائم على كل نفس با كسبت
وعند قوله تعال :ﭽ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﭼ الديد.قال :قيل
الوجد أولا قبل كل موجود ,والخر بعد فناء كل شيء؛ يعن أنه قدي باقي } والظاهر { بالدلة
الدالة عليه } ،والباطن { لكونه غي مدرك بالواس ،وقيل :الظاهر على كل شيء بالقدرة ،
(3).والباطن العال با ظهر وبطن } وهو بكل شيء عليم { موجودا كان أو معدوما
:وعند تفسيه لساء ال السن ف أواخر سورة الشر قال
قيل :ما شاهد العبد وما ل يشاهد ,وما ل } هو ال الذي ل إله إل هو عال الغيب والشهادة {
ينبغي عليه الس كالعدومات ,وما يرى من الوجودات والشهادة ما تقع عليه الواس ،وقيل :ما
غاب عن علم اللق وما علمحوه ،وقيل :السر والعلنية } هو الرحن { النعم على كل حي.
}الرحيم{ على الؤمني بالثواب } هو ال الذي { تق له العبادة } ل إله إلز هو { ول تق العبادة
لغيه } اللك { الالك لمحيع الشياء ،وقيل :القادر على اختاع الجساما والعراض } القدوس {
الطاهر من كل ما ل يليق ,النزه عن الشرك والولد والفحشاء ،وقيل :تسبيحم اللئكة :سبوح قدوس
رب اللئكة والروح } السلما { قيل :الذي يسلم عباده ،وقيل :السلم من جيع الفات ،وقيل :
الذي من عنده ترجى السلمة } الؤمن { قيل :الصدق لرسله بالعجزات ،وقيل :يصدق الؤمني
ما وعدهم من الثواب والكافرين ما وعدهم من العذاب ،وقيل :الذي أمن الناس من ظلمحه
} الهيمحن { الرقيب على كل شيء ,الافظ له } العزيز { القادر الذي ل يراما ول يتنع عليه شيء ،
وقيل :العظيم ,وقيل :الباهر } البار { قيل :العظيم ،وقيل :العال الذي ل تناله يد أحد ،
121
وقيل :الذي يب خلقه على ما يريد ويصرفهم كيف شاء } التكب { البليغ الكبياء والعظمحة ،وقيل
:التكب عن ظلم عباده } سبحان ال عمحا يشركون { أي تنزيها له عن إضافة الشريك والفحشاء
إليه } هو ال الالق { الدث للشياء } البارئ { الختع للجساما والعراض } الصور { الذي
(1).يصور اللق على ما يريد
ب -صفات ال تعال العل :ما تدر الشارة إليه ,أن العلمحاء انقسمحوا بالنسبة لصفات ال عزوجل إل
:مذهبي
مذهب السلف :وهو اليان با وصف ال سبحانه وتعال به نفسه ,ووصفه به نبيه دون تشبيه أو 1-
.تكييف ,ودون تعطيل أو تريف
مذهب اللف :وهو ف الغالب العم مذهب الشاعرة والاتوردية ,وها متقاربان ,وقد أثبتوا بعض 2-
الصفات ل عزوجل ,صفات العان كالعلم والقدرة والياة والرادة والسمحع والبصر والكلما ,وأولوا
.الصفات الخرى ,كالوجه واليد؛ لنا حسب رأيهم تستلزما التشبيه والتجسيم
الوجه :عند تفسي الشيخ لليات الت ذكر فيها الوجه فإنه يمحلها على الرضى تارة ,وعلى الذات تارة
.أخرى
.فعند قوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ الكهف٢٨ :
(2).قال الشيخ } :يريدون وجهه { أي عظمحته ورضاه
وعند قوله تعال :ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ الرحن .قال :يعن يبقى ربك وذكر الوجه
.تأكيدا).(3فهنا قد حل الوجه على الذات والوجود
ﭮ ﭼ الليل .قال }:إلز ابتغاء { أي وعند قوله تعال :ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ
(4).طلب } وجه ربه{ أي رضى ربه
ﭮ العين :لقد تأول الشيخ العي بالبة والرادة ,عند قوله تعال :ﭽ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ
.ﭯ ﭼ طه
(5).قال :أي لتغذى على مبت وإرادت ،وهذا من فصيحم الكلما
122
ﰁ ﰂ ﰃﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﭼ الطور .قال} :واصب وعند قوله تعال :ﭽ ﯿ ﰀ
{(6).على أذى قومك ف تبليغ رسالتك } لكم ربك فإنك بأعيننا { أي بفظنا
ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭼ الفتحم :الية اليد :وف تفسيه لقوله تعال :ﭽ ﭑ ﭒ
.10قال :أي يد رسول ال الت تعلو أيدي النافقي هي يد ال ,وال تعال منزه عن الوارح وعن
صفات الجساما ,وإنا العن تقديرا أن عقد اليثاق مع الرسول كعقده مع ال تعال ,من غي تفاوت
بينهمحا كقوله :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭼ النساء.٨٠ :والراد بيعة الرضوان).(3
الفوقأية :ودت كلمحة }فوق{ ف القرآن الكري ف أكثر من موضع ,ووقف الشيخ عندها ,فعند تفسيه
ﰄ ﰅﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﭼ النعاما. لقوله تعال :ﭽ ﰂ ﰃ
قال:بالقهر والغلبة والقدرة والعلو). (4
وعند قوله تعال :ﭽ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﭼ النحل .قال :يعن يافون عذاب ال
تعال } من فوقهم { بالقهر والقدرة والعألأرو).(5
123
من غي سيف ودما مهراق. قد استوى بشر على العراهق
وهو العرش العروف ف السمحاء ،وقيل :العرش اللك ،وقيل :على بعن إل يعن لا خلق السمحاوات
(1).والرض استوى على العرش فخلقه ،والستواء بعن القصد كقوله } :ث استوى إل السمحاء {
ومسألة الستواء من السائل العقدية الت أخذت حيزا كبيا لدى العلمحاء بي مؤول وآخذ بظاهرها
.دون تأويل
ولسنا بصدد الوض ف مقالت العلمحاء واختلفهم ف السألة ,وإنا نقول كمحا قال ابن كثي رحه ال ف
تفسيه :وأما قوله تعال } :أثز امستجـجوى جعجلى المجعمرهش { فللناس ف هذا القاما مقالت كثية جدا ،ليس
هذا موضع بسطها ،وإنا أيسلك ف هذا القاما مذهب السلف الصال :مالك ،والوزاعي ،والثوري،
والليث بن سعد ،والشافعي ،وأحد بن حنبل ،وإسحاق بن راهويه وغيهم ،من أئمحة السلمحي قديا
وحديثا ،وهو إمرارها كمحا جاءت من غي تكييف ول تشبيه ول تعطيل .والظاهر التبادر إل أذهان
ﭣﭤ ﭥ الشبهي منفي عن ال ،فإن ال ل يشبهه شيء من خلقه ،و ﭽ ﭡ ﭢ
ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ الشورى , ١١ :بل المر كمحا قال الئمحة -منهم نـأجعميم بن حاد الزاعي ,شيخ
البخاري " :-من شبه ال بلقه فقد كفر ،ومن جحد ما وصف ال به نفسه فقد كفر" ,وليس فيمحا
وصف ال به نفسه ول رسوله تشبيه ،فمحن أثبت ل تعال ما وردت به اليات الصرية والخبار
الصحيحة ،على الوجه الذي يليق بلل ال تعال ،ونفى عن ال تعال النقائص ،فقد سلك سبيل
الدى).(2
-2نصرة الشيخ لمذهبه الزيدي :كنت قد ذكرت فيمحا سبق أنن سأتدث عن ولء الشيخ ونصرته
لذهبه الزيدي ,وها أنا أنز ما وعدت ,لقد اتضحم ل من خلل قراءة تفسي الشيخ أنه يعتقد بإسلما أب
طالب عم النب وأنه مات على السلما ,ونقل إجاع أهل البيت ف ذلك ,وهذا ف حقيقة المر فيه
نظر.
ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ فعند تفسيه لقوله تعال :ﭽ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ
ﮝ ﭼ القصص .قال } :إنك ل تدي من أحببت { أي ل تقدر أن تدخل ف السلما كل من
أحببت } ولكن ال يهدي من يشاء {؛ لن اللطاف تنفع فيه ،والية نزلت ف أب طالب .الذي
ذكره ف الكشاف أنه مات كافرا واحتج بالية ،والذي روي ف الاكم أنه أسلم ,وف إسلمه إجاع
124
أهل البيت وهم أعلم بأحواله ،وكان لب طالب عند النب أياد مشكورة عند ال تعال ,وقد روي
أن النب دعاه فأسلم ذكره ف الاكم).(1
إن ماذكره الشيخ ل يلو من مناقشة ,ول يسلم له ,فكثية هي الدلة الت دلت على عدما إسلما أب
طالب ,وأنه قد مات على الكفر بالرغم من ماولة النب وتنيه إسلمه ,إذ إن ل ف خلقه شؤونا وحكمحا
ل يعلمحها إل هوسبحانه وتعال.
أخرج الماما البخاري ف صحيحه قال" :حدثنا ممحود حدثنا عبد الرزاق أخبنا معمحر عن الزهري عن
ابن السيب عن أبيه :أن أبا طالب لا حضرته الوفاة دخل عليه النب وعنده أبو جهل فقال:
) أي عم قل ل إله إل ال كلمحة أحاج لك با عند ال ( .فقال أبو جهل وعبد ال بن أب أمية
يا أبا طالب ترغب عن ملة عبد الطلب فلم يزال يكلمحانه حت قال آخر شيء كلمحهم به على ملة
ﭥ ﭦ ﭧ عبد الطلب فقال النب ) لستغفرن لك ما ل أنه عنه ( .فنزلت ﭽ ﭣ ﭤ
ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭼ التوبة . ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ
ونزلت } إنك ل تدي من أحببت {).(2
قال ف روح العان عند تفسيه لقوله تعال} :إنك ل تدي من أحببت ولكن ال يهدي من يشاء{
والية على ما نطقت به كثي من الخبار نزلت ف أب طالب .....ومسألة إسلمه خلفية ،وحكاية
إجاع السلمحي أو الفسرين على أن الية نزلت فيه ل تصحم) , (3فقد ذهب الشيعة وغي واحد من
مفسريهم إل إسلمه وادعوا إجاع أئمحة أهل البيت على ذلك وإن أكثر قصائده تشهد له بذلك؛ وكأن
من يدعي إجاع السلمحي ل يعتد بلف الشيعة ,ول يعول على رواياتم ,ث إنه على القول بعدما إسلمه,
ل ينبغي سبه والتكلم فيه بفضول الكلما ,فإن ذلك ما يتأذى به العلويون ,بل ل يبعد أن يكون ما يتأذى
به النب عليه الصلة والسلما؛ الذي نطقت الية بناء على هذه الروايات ببه إياه ,والحتياط ل يفى
على ذي فهم ,ولجل عي ألف عي تكرما).(4
125
فدعوى إسلما أب طالب دعوى باطلة ,ذكرها الشيخ هنا لتوافق مذهبه فحسب ,وما ذكره من أنه كان
لب طالب عند النب أياد مشكورة عند ال تعال ,على وجه الستدلل فليس بجة ,وليس فيه
دليل على إسلمه ,وإنا فيه دللة على نصرته وحايته ,وال تعال أعلم.
-3رؤية ال عزوجل :من السائل العقدية الصعبة ؛ الت ل تزال مثار جدل بي العلمحاء ,مسألة رؤية
ال تعال ,وقد اختلف العلمحاء فيها اختلفا كثيا بي مثبت وناف لا.
قال العلمة ابن عاشور :واللف ف رؤية ال ف الخرة شائع بي طوائف التكلمحي؛ فأثبته جهور
أهل السنة لكثرة ظواهر الدلة من الكتاب والسنة مع اتفاقهم على أنا رؤية تالف الرؤية
التعارفة).(1
وقد نفى الشيخ ف غي موطن من التفسي رؤية ال سبحانه و تعال ,مصرحا تارة وملمححا أخرى ,فعند
ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ قوله تعال :ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ
ﭼ البقرة .قال :يعن عيانا ،وف هذا الكلما دليل واضجحم على أن من أجاز على ال الرؤية فقد
جعله من جلة الجساما والعراض ,تعال ال عن ذلك).(2
فقوله إن من أجاز على ال الرؤية ,فقد جعله من جلة الجساما والعراض ,فيه إشارة من طرف خفي
على أنه يقول بنفي الرؤية عن ال تعال ,وهذا تأويل بعيد من الشيخ ,والغرض منه نفي رؤية ال تعال.
وعند قوله تعال :ﭽ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭼ النعاما .قال:
والية تدل على أنه ل يرى بالبصار ل ف الدنيا ول ف الخرة لنه يدح بنفي الرؤية عرز وجل
عمحا يقول البطلون وهو يدرك البصار ل يفى عليه شيء ول يفوته).(3
ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ الطففي .قال :عن رحته وإحسانه وعند قوله تعال :ﭽ ﮄ ﮅ
وكرامته) ,(4يعن مجوبون.
قلت وليس هذا هو الراد من الية ,بل الراد أنم مجوبون عن النظر إل وجهه الكري سبحانه وتعال؛
لن سياق الية ف الديث عن الكذبي بيوما الدين ,فكان جزاؤهم حرمانم لذة النظر إل وجهه الكري
جل وعل ,حي كذبوا وأنكروا يوما الدين ,ويفهم من دليل خطاب الية الكرية أن الؤمني ل يجبون
عن ربم.
قال الزجاج :وف هذه الية دليل على أن ال عز و جل يرى ف الخرة ,ولول ذلك لا كان ف
هذه الية فائدة ,ول خسست منزلة الكفار بأنم يجبون عن ال عزوجل.
126
ﭠ ﭼ القيامة. ﭞ ﭟ وقال تعال ف الؤمني :ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ
فأعلم ال عزوجل أن الؤمني ينظرون إل ال ,و أن الكفار يجبون عنه).(1
وقال مالك بن أنس لا حجب أعداءه فلم يروه تلى لوليائه حت رأوه وقال الشافعي لا حجب
قوما بالسخط دل على أن قوما يرونه بالرضى).(2
ﭠ ﭼ القيامة .ل يظهر رأي ﭞ ﭟ وعند قوله تعال :ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ
الشيخ بشكل واضحم من هذه السألة فقد اكتفى بذكر القوال ول يبي لنا رأيه ,حيث قال } :إل ربا
ناظرة { فيه وجهان :أحدها أن الراد نظر العي ،وثانيها أن الراد النتظار ،فمحن حله على
النتظار قيل :تنتظر الثواب من ربا ،روي ذلك عن أمي الؤمني علي ) عليه السلما ( والسن ،
وقيل :إل بعن النعمحة أي نعم ربا منتظرة ،أي قطعوا أطمحاعهم عن كل شيء سوى ال ،قال
الشاعر :
ص.إل الرحان يأت بالل ه وجوه ناظرات يوما بدذر
فأما من قال يمحل على نظر العي قيل :إل ثواب ربا ناظرة أي منتظرة إل ما أعطاها ال ف النة
من النعم حالا بعد حال ,وروي ذلك عن جاعة من الفسرين فذكر نفسه وأراد ثوابه ,قال القاضي:
والول أول). (3
فالظاهر أن الشيخ ف هذا الوضع ل يذكر لنا رأيه ,وإنا اكتفى بسرد وذكر القوال ف هذه السألة.
ﭠ ﭞ ﭟ قال الراغب وقال بعضهم ف قوله تعال :ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ
ﭼ القيامة .إن معناه :إل نعمحة ربا منتظرة ،وف هذا تعسف من حيث البلغة).(4
قلت:وهذا قول العتزلة قدروا ذلك؛ لنم ينفون رؤية ال.
قال ابن حزما :وحل الكلما على ظاهره الذي وضع له ف اللغة فرض ل يوز تعديه إل بنص أو
إجاع).(5
127
والق الذي أدين به إل ال تعال وأدعو إليه أن رؤية الق سبحانه و تعال يوما القيامة ثابتة ,واليات
القرآنية والحاديث النبوية صرية الدللة على رؤية الؤمني ربم تبارك وتعال ,ل تقبل تريفا ول
تأويل ).(6
ومن الخبار الصحيحة ف الباب مارواه الماما البخاري ف صحيحه قال :حدثنا أبو اليمحان أخبنا
شعيب عن الزهري أخبن سعيد وعطاء بن يزيد أن أبا هريرة أخبها عن النب وحدثن ممحود
حدثنا عبد الرزاق أخبنا معمحر عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أب هريرة قال :قال أناس يا
رسول ال هل نرى ربنا يوما القيامة ؟ فقال ) هل تضارون ف الشمحس ليس دونا سحاب ( .قالوا ل
يا رسول ال قال ) هل تضارون ف القمحر ليلة البدر ليس دونه سحاب ( .قالوا ل يا رسول ال قال:
فإنكم ترونه يوما القيامة كذلك ...وساق الديث بطوله).(2
وروى الماما مسلم ف صحيحه قال) :(3حدثنا زهي بن حرب حدثنا مروان بن معاوية الفزاري أخبنا
إساعيل بن أب خالد حدثنا قيس بن أب حازما قال سعت جرير بن عبدال وهو يقول :كنا جلوسا
عند رسول ال إذ نظر إل القمحر ليلة البدر فقال أما إنكم ستون ربكم كمحا ترون هذا القمحر ل
تضامون ف رؤيته فإن استطعتم أن ل تغلبوا على صلة قبل طلوع الشمحس وقبل غروبا يعن العصر
ﮑ ﭼ طه.١٣٠ : والفجر ث قرأ جرير ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ
(4)6انظر"معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الصول" ,لكمحي :حافظ بن أحد ,تقيق عمحر بن ممحود
أبو عمحر ,دار ابن القيم ,الدماما ,السعودية ,الطبعة الول1410 ,هـ1990/ما ج 1ص 306بتصرف يسي.
" (5)2صحيح البخاري" :كتاب الرقاق ,باب الصراط جسر جهنم ,ج 5ص 2403برقم 6204
" (6)3صحيح مسلم" :باب فضل صلت الصبحم والعصر والافظة عليهمحا ج 1ص ,439برقم .633
128
الفصل الخامس:
منهجه في عرض آيات الحكاما
لقد نزل القرآن الكري مشتمحل على آيات تتضمحن أحكاما فقهية ,وسيت هذه اليات بآيات
الحكاما ,أنزلا ال سبحانه وتعال على عباده ,مراعاة لا يصلحم لم ,ولتكون لم عونا ف حياتم,
يستطيعون من خللا معرفة ما لم وما عليهم ,فإن هم تسكوا با وطبقوها ف واقعهم ,كان ذلك
صلحا لم ف دنياهم ,وفوزا لم ف أخراهم.
وعلم الفقه علم بارز وله أهيته بي العلوما السلمية الخرى ,و من أحبه ال فقهه ف دينه ,قال عليه
الصلة والسلما" :من يرد ال به خيا يفقهه ف الدين").(1ولذا فالي كل الي أن يتفقه السلم ف
دينه ,ويعلم اللل فيعمحل به ,والراما فيبعد عنه.
وقد وقف الشيخ عند اليات الت تناولت الحكاما الفقهية ,مبينا أقوال الفقهاء وآراءهم ف هذه
اليات بإياز.
وسأبي طريقته ومنهجه ف تناوله لذه اليات الفقهية ,على النحو الذي رسه ف تفسيه رحه ال.
وذلك ف البحث الت:
129
أ -طرق عرضه لقأوال الفقهاء وموقأفه منها :يقوما منهج الشيخ ف مثل هذه القضايا على بسط آراء
الفقهاء من الصحابة والتابعي ,وأئمحة الذاهب الفقهية ,أب حنيفة ومالك والشافعي ,رحهم ال جيعا,
وأحيانا يشي إل مذهب الظاهرية ,وأهل البيت.
وقد سلك الشيخ مسلكي رئيسي عند عرضه للراء الفقهية:
السلك الول :ذكره الراء الفقهية مرجحا تارة ,وتاركا التجيحم تارة أخرى.
وهذا هو الغالب على منهجه ,ومن المثلة الت رجحم فيها ,ما أورده عند تفسيه لقوله تعال :ﭽ ﭡ
ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ
ﭶ ﭷ ﭼ البقرة.
قال الشيخ } :للذين يؤلون من نسائهم { قيل :كان اليلء طلق الاهلزية ,وف ابتداء السلما كان
الرجل ل يريد الرأة ,ويكره أن يتزوجها غيه ويلف أن ل يقربا فنزلت الية ,وجعل حده } أربعة أشهر {
وفيه حذف أي يعتزلون عن وطء النساء ,فحذف لدللة الثان عليه } وإن عزموا الطلق { فتبصوا إل
مضي الدة } فان ال سيع عليم { هذا وعيد على إصرارهم وتركهم الفيئة ,وعلى قول الشافعي :معناه
ضي الدة.فإن فاءوا وإن عزموا بعد م ه
أ
قوله } :تربص أربعة أشهذر { التوقف والتلبث ف أربعة أشهر ,فكل يي يتنع به من المحاع أربعة أشهر,
فمحا فوقها فهي إيلء ,وما كان دون أربعة أشهر فليس بإيلء ,وقيل :اليلء اللف على المتناع من
المحاع ,على جهت الغضب والضرار عن علي ) عليه السلما ( وابن عباس وهو الظاهر.
فبعد أن عرف الشيخ اليلء بأنه كل يي يتنع به الزوج عن وطء زوجته ,مدة تزيد عن أربعة
أشهر ,وهذا هو التعريف الذي ارتضاه عامة الفقهاء ,رجحم قول الماما علي وابن عباس رضي ال
عنهمحا ,وهو أن اليلء المتناع من المحاع على جهت الغضب والضرار قال :وهو الظاهر).(1
وهذا ليس بصحيحم؛ لن اليلء يصحم ف حال الرضا والغضب ،فل يشتط ف اليلء كونه ف حال
الغضب ،ول قصد الضرار ،لعمحوما آية اليلء ،ولن اليلء كالطلق والظهار وسائر اليان ،سواء ف
الغضب والرضا ،ولن حكم اليمحي ف الكفارة وغيها سواء ف الغضب والرضا ،فكذلك ف اليلء).(2
ومن المثلة الت ل يرجحم فيها الشيخ قول على قول ,ما ذكره عند قوله تعال :ﭽ ﯻ ﯻﯵ ﯶﯻ ﯻ ﯻ
ﯷ ﯻ ﯻ ﯻﯸ ﯻ ﯻ
ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ
ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭼ البقرة.
130
قال الشيخ :قوله تعال } :ول تعلوا ال عرضة ليانكم { قيل :نزلت ف عبد ال بن رواحة النصاري,
ت بالحلف أن ل يدخل على أخيه بشرا ,لشيء بينهمحا ,ول يصلحم بينه وبي خصم له ,وكان يقول حلف أ
فل أفعل ,فنزلت الية ,وقيل :نزلت ف أب بكر حي حلف أن ل ينفق على مسطحم بن أثاثة ,حي
خاض ف الفك) .(1أي ل تعلوا اليمحي بال حجة ف النع من الب والتقوى ,وقيل :ل تعلوا اليمحي عذرا
وعلةا وتقولوا حلفنا بال ول تلفوا } أن تبوا { بعن أن ل تبوا فحذف ,قال امرؤ القيس :
فقلت يي ال أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسي لديك وأوصال).(2
وقيل :هو من الب؛ يعن ينهاكم عن كثرة اليان لا ف توقي ذلك من الب والتقوى والصلح ,واتقوا
الثاما ف اليان } وتصلحوا بي الناس { يعن إذا عرفتم بقلة اليان تصلحوا بقولكم.
ث بري ال أقساما اليان :فقال تعال:
} ل يؤاخذكم ال باللغو ف أيانكم { قيل :اللغو أن يلف وهو يرى أنه صادق ,عن ابن عباس والسن
وماهد وهو قول العتة ) عليهم السلما ( وح) (3وأصحابه ,وقيل :ما يصله بكلما من غي قصد ,كقوله ل
وال ,بلى وال عن عائشة وهو قول الشافعي ,وقيل :هو يي العصيان عن سعيد بن جبي ,وروي نوه عن
أمي الؤمني ) عليه السلما ( غي أنه قال » :ينث ويكفر « ,وقيل :هو اليمحي ف العصجية ,وقيل :هو أن
يلف ث ينث ناسيا ل يؤاخذ به.
} ولكن يؤاخذكم با كسبت قلوبكم { أي جعجزممأتم وقصدت ,وفيه حذف أي من إيانكم.
} وال غفور { يغفر الذنوب } حليم { يهل ول يعجل بالعقوبة).(4
عرض الشيخ ف هذه الية الكرية ,إل معن يي اللغو ,ذاكرا أقوال ستة فيها ,أعن يي اللغو.
القول الول :اللغو أن يلف ,وهو يرى أنه صادق ,ونسب هذا القول إل ابن عباس ,والسن وآل البيت,
وأب حنيفة وأصحابه.
القول الثان :وهو مروي عن عائشة رضي ال عنها ,وهو قول الشافعي رحه ال ,ومفاده أن يي اللغو ما
يصله بكلما من غي قصد ,كقوله ل وال ,بلى وال.
الثالث :عن سعيد بن جبي ,وهو يي العصيان. القول
الرابع :نوه عن الماما علي رضي ال عنه ,إل أنه قال ينث ويكفر. القول
الامس :اليمحي ف العصية. القول
السادس :حلف الرجل ث ينث ناسيا فل يؤاخذ به. القول
131
تبي من خلل هذا الثال أن الشيخ قد عرض خلف العلمحاء ف يي اللغو دون ترجيحم بي هذه
القوال ,كمحال يذكر لنا رأيه ف السألة.
قال ابن العرب..." :والذي يقطع به اللبيب أنه ل يصحم أن يكون تقدير الية :ل يؤاخذكم ال با ل
مضرة فيه عليكم ,إذ قد قصد هو الضرار بنفسه ,وقد بي الؤاخذة بالقصد ,وهو كسب القلب ,فدل
على أن اللغو ما ل فائدة فيه ,وخرج من اللفظ يي الغضب ويي العصية ,وانتظمحت الية قسمحي :قسم
كسبه القلب ,فهو الؤاخذ به ,وقسم ل يكسبه القلب ,فهو الذي ل يؤاخذ به ,وخرج من قسم الكسب
يي الالف ناسيا.(1)"...
وأيا كان اللف بي الفقهاء ,ف الراد من يي اللغو ,فإن الراجحم فيها ,ما ذهب إليه المحهور وهو:
أن يب عن الاضي أوعن الال على الظن أن الخب به كمحا أخب ،وهو بلفه ،ف النفي والثبات.
وبعبارة أخرى :هي أن يلف على شيء يظنه كمحا حلف ،فلم يكن كذلك .مثل قول الالف ) :وال
ماكلمحت زيدا ( وف ظنه أنه ل يكلمحه ،وقوله ) :وال لقد كلمحت زيدا ا ( وف ظنه أنه كلمحه ،وهو بلف
الواقع).(2
السلك الثان :عرضه لقوال الفقهاء دون مناقشة أو تعليق.
من منهج الشيخ عند بسط آراء الفقهاء وأقوالم ,عدما مناقشتها أو التعقيب عليها ,ويكاد يكون هذا
ف كل اليات الفقهية ,الت عرض لا).(3
ومن المثلة الت أوردها الشيخ دون تعليق أو تعقيب ,ماذكره عند تفسي لقول ال عزوجل :ﭽ ﮀ ﮁ
ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﭼ الادلة.3:
الظهار أن يقول :أنت علري كظهر أمي ,واختلفوا ف العود ,فقيل :هو العزما على الوطء ,وهو قول
الادي ,وعن قتادة وأب حنيفة ومالك مثل ذلك ,وقيل :هو إمساكها عقيب الظهار مدة يتمحكن أن
يطلقها ,عند ش) ,(4وقيل :هو أن يكرر لفظ الظهار ,عن أصحاب الظاهر ,وقيل :أن يامعها ,عن
السن).(5
فأما مذهب الظاهرية ف أن العود هو تكرار اللفظ ,أخذا بظاهر اللفظ فغي صحيحم؛ لن تقدير الية
ث يعودون عمحا قالوا ,ولذلك ل يرتض هذا القول جع من العلمحاء ,وقاموا برده.
132
قال ابن العرب بعد أن ذكر اختلفهم ف العود :فأما القول بأنه العود إل لفظ الظهار فهو باطل قطعا,
ول يصحم عن بكي ,وإنا يشبه أن يكون من جهالة داود وأشياعه).(1
وف تفسيه للية قال ابن كثي رحه ال :اختلف السلف والئمحة ف الراد بقوله:ث{زيجـأعوأدوجن لهجمحا جقالأوا{
فقال بعض الناس :العود هو أن يعود إل لفظ الظهار فيكرره ،وهذا القول باطل ،وهو اختيار ابن حزما,
وقول داود ،وحكاه أبو عمحر بن عبد الب عن بأجكمي ابن الشج والفراء ،وفرقة من أهل الكلما).(2
وقال ابن رشد ف بداية التهد وناية القتصد :ول يكون تكرار اللفظ؛ لن ذلك تأكيد ,والتأكيد ل
يوجب الكفارة).(3
وأما من قال بأن العود هو المحاع ,فل يصحم قوله؛ لن ال تعال قال :ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ
الادلة.٣ :
فعقب سبحانه وتعال بعد ذكر العود مباشرة ذكر الكفارة ,وهو ترير رقبة ,وقوله}من قبل أن يتمحاسا{
ظاهر ف أنه ليطؤها حت يكفر) .(4وال تعال أعلم.
فالشاهد من كل ماسبق أن الشيخ رحه ال ,أورد آراء الفقهاء ول يعلق أو يناقش ما ذهبوا إليه).(5
وبعد :فهذه بعض المثلة لبعض السائل الفقهية ,الت عرض لا الشيخ ,وكان الغرض والدف منها بيان
منهجه وطريقته ف ذلك ,وبالمحلة فإن تفسي الشيخ ل يشتمحل على أباث فقهية موسعة ,كمحا أن تفسيه
خل من اللفات والناقشات الت دارت بي الفقهاء؛ ذلك أن اللفات الفقهية قد أفردت لا مؤلفات
وكتب خاصة با ,اعتنت بذا الانب ,فمحن أراد التوسع ,يكنه الرجوع إليها ليجد ضالته هناك.
والواقع أن الفسر حينمحا يتنب الوض ف مثل هذه الباث الفقهية ,بشكل موسع ,إنا كان ف
اعتقاده أن هذا الفعل ربا كان صارفا له عن وظيفته الساسية ,أل وهي الكشف عن معان
الكلمحات ,ولذلك تراه يتنب الطناب ويؤثر الختصار).(6
133
الفصل السادس:
السرائيليات وموقأف الشيخ منها
توطئة:
تعد السرائيليات عامل من عوامل الرب الفكرية والعقائدية الضارية ،الت شنها اليهود وغلة النحل
البتدعة على السلما والسلمحي بكافة الوسائل من التخفي والتسلل والتمحويه ،بقصد تزيق وحدة
السلمحي ،وتلهيتهم عن دينهم القوي ،وتشتيتهم عن صراطه الستقيم).(1
وتغلغل السرائيليات وانتشارها ف التاث السلمي عامة ،وف كتب تفسي القرآن خاصة ،له من
الثر السيئ ما ليفى على أحد ,ولذا يب على الفسر أن يكون حذرا يقظا عند التعامل معها.
ويعجبن كلما رائع لب بكر بن العرب وهو يتحدث عن السرائيليات ذكره الماما القرطب ف تفسيه
قال" :والسرائيليات مرفوضة عند العلمحاء على البتات ،فأعرض عن سطورها بصرك ،وأصمحم عن ساعها
أذنيك ،فإنا ل تعطي فكرك إل خيال ،ول تزيد فؤادك إل خبال").(2
المبحث الول :موقأف الشيخ من السرائيليات.
من العتاد أن يضع كل مفسر مقدمة يشرح ويبي فيها منهجه الذي سيسلكه ف خطوط عريضة,
وطريقته ف التفسي ,وموقفه من السرائيليات بشكل مدد.
أما الشيخ العقم فلم يضع مقدمة لتفسيه يبي لنا منهجه بشكل عاما ,وموقفه من السرائيليات على
وجه الصوص ,على أنن ومن خلل قراءت ف تفسيه أحاول أن أبي منهجه ف عرض القصص
القرآن والسرائيليات ,وموقفه من ذلك كله ,على النحو والوجه الذي سلكه رحه ال.
(1)1الربوع :عبد ال بن عبد الرحان " ,أثر اليمان في تحصين المة السلمية ضد الفكار الهدامة" ,عمحادة
البحث العلمحي بالامعة السلمية ,الدينة النورة ,الطبعة الول 1423هـ2003/ما ,ج 1ص .127
(2)2انظر"الجامع لحكاما القرآن" ,ج 18ص .215
134
وف هذا البحث سأتناول الديث عن تعريف السرائيليات ,وأقسامها من حيث القبول والرد ,ومن ث
سأعرض لوقفه منها ,وقوفا على بعض المثلة من التفسي.
(1)1الذهب :ممحد السيد حسي "السرائيليات في التفسير والحديث" ,دار اليان ,دمشق ,الطبعة الول
1405هـ1985/ما ,ص .19
" (2)2التفسير والمفسرون":ج 1ص .176
" (3)3مقدمة في أصول التفسير" :ص .98وانظر تفسي ابن كثي ج 1ص .31
135
فمحثال الول :تعيي معلم سيدنا موسى عليه السلما الذي ورد ف سورة الكهف بأنه الضر عليه
السلما ,وذلك لا ورد ف السنة النبوية ,فقد روى البخاري ف صحيحه قال :حدثنا ممحد بن سعيد
الصبهان أخبنا ابن البارك عن معمحر عن هاما بن منبه عن أب هريرة رضي ال عنه :عن النب
قال ) إنا سي الضر أنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تتز من خلفه خضراء ().(1
ومثال القسم الثان :ماذكره ابن كثي رحه ال ف تفسي قوله تعال :ﭽ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ
ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﭼ الائدة.
قال :وقد ذكر كثي من الفسرين هاهنا أخباارا من وضع بن إسرائيل ،ف عظمحة خلق هؤلء البارين،
وأنه كان فيهم عوج بن عنق ،ابن آدما عليه السلما ،وأنه كان طوله ثلثة آلف ذراع وثلثائة وثلثة
وثلثون ذراعا وثلث ذراع ،ترير الساب! وهذا شيء يستحي من ذكره .ث هو مالف لا ثبت ف
الصحيحم أن رسول ال قال" :إن ال تعال خلق آدما وطوله ستون ذرااعا ،ث ل يزل اللق ينقص
حت الن").(2
فقد رد رحه ال هذا الكلما ول يقبله بتاتا ,واعتبه شيئا يستحيح من ذكره ,وذلك لخالفته ما ف
الصحيحم.
وأما النوع الثالث :فمحثاله ما يذكره الفسرون ف مثل أساء أصحاب الكهف ,ولون كلبهم ,وعصا
ضهرب
موسى من أي الشجر كانت ,وأساء الطيور الت أحياها ال لبراهيم ،وتعيي بعض البقرة الذي أ
به قتيل بن إسرائيل ،ونوع الشجرة الت كسلم ال منها موسى ..إل غي ذلك ما أبمحه ال ف القرآن
ول فائدة ف تعيينه تعود على الكزلفي ف ديناهم أو دينهم).(3
ثالثا :موقأف الشيخ من السرائيليات.
لقد عرض الشيخ ف تفسيه إل ذكر السرائيليات ,شأنه ف ذلك شأن بعض الفسرين الذين ضمحنوا
وألقوا تفاسيهم با ,وسأذكر ناذج تبي مدى تعرضه للسرائيليات.
-1قأصة آدما عليه السلما في تسميته لولده:
عند تفسي الشيخ لقوله تعال :ﭽ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ
ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ
ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﭼ العراف .قال } :هو الذي خلقكم من
" (4)1صحيح البخاري":كتاب النبياء ,باب حديث الضر مع موسى عليهمحا السلما ,ج 3ص ,1248برقم
.3221
" (1)2تفسير ابن كثير" :ج 3ص .75وانظر صحيحم البخاري ,كتاب النبياء ,باب خلق آدما صلوات ال عليه
وذريته ,ج 3ص ,1210برقم .3148
" (2)3التفسير والمفسرون" :ج 1ص .190
136
نفس واحدة { يعن آدما عليه السلما } وجعل منها { أي خلق منها } زوجها { وهي حواء خلقها
ال من جسد آدما من ضلع من أضلعه } ,ليسكن إليها { أي ليطمحئن إليها وييل } ,فلمحا تغشاها
{ والتغشي كناية عن المحاع} .حلت حلا خفيفا { خف عليها ل تلق منه ما تلقى بعض البال
من حلهن من الكرب والذى} ,فلمحا أثقلت { كب المحل ف بطنها وترك } دعوا ال ربمحا { يعن
دعا آدما وحواء ربمحا مالكهمحا؛ الذي هو القيق بأن يدعى إليه قال } :لئن آتيتنا صالا { وهبت
لنا ولدا صالا ف الدين } لنكونن من الشاكرين { قال ف الثعلب :وذلك أنمحا أشفقا أن يكون
بيمحة ،وروي فيه أيضا :أن آدما وحواء لا أهبطا إل الرض ألقيت الشهوة ف نفس آدما فأصابا
فحمحلت ،فلمحا ترك ولدها ف بطنها أتاها إبليس فقال :ما هذا إل ناقة أو جل أو بقرة أو ضائنة
أو ماعز ،وما يدريك ما ف بطنك لعله كلب أو خنزير أو حار ،وما يدريك من أين يرج من
دبرك فيقتلك أو من عينك أو أذنك أو من فيك أو ينشق بطنك ،فخافت حواء ،فقال :أطيعين
وسيه عبد الارث وكان اسه ف اللئكة الارث تلدين ,فذكرت ذلك لدما عليه السلما فقال :لعله
صاحبنا الذي قد علمحت ،فلم يزل بمحا حت سياه عبد الارث ،وروي عن ابن عباس أيضا :
كانت حواء تلد لدما عليه السلما فتسمحيه عبد ال وعبيد ال وعبد الرحن ونو ذلك فيصيبهم
الوت ،فأتاها إبليس فقال :إن شئتمحا يعيش لكمحا ولد فسمحياه عبد الرث ،فولدت ابنا فسمحاه
عبد الارث } فلمحا آتاها { ما طلباه من الولد الصال السوي } جعل له شركاء { أي جعل
أولدها له شركا على حذف الضاف وإقامة الضاف إليه مقامه وكذلك } فيمحا آتاها { أي أتى
أولدها ،ويدل عليه قوله تعال } :فتعال ال عمحا يشركون {).(1
قال ابن كثي رحه ال ف تفسيه الية ,بعد أن بي ضعف هذا الديث من عدة وجوه :حدثنا ممحد
بن عبد العلى ،حدثنا ممحد بن ثور ،عن معمحر قال :قال السن :عن با ذرية آدما ،ومن أشرك
منهم بعده يعن :قوله تعال :ﭽ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ العراف ,١٩٠ :وحدثنا بشر حدثنا
يزيد ،حدثنا سعيد ،عن قتادة قال :كان السن يقول :هم اليهود والنصارى ،رزقهم ال أولادا ،فهرودوا
صروا .
ونج ز
وهذه أسانيد صحيحة عن السن ،رحه ال ،أنه فسر الية بذلك ،وهو من أحسن التفاسي وأول ما
حلت عليه الية ،ولو كان هذا الديث عنده مفواظا عن النب ،لا عدل عنه هو ول غيه ،ول
سيمحا مع تقواه ل جوجوجرعه ،فهذا يدلك على أنه موقوف على الصحاب ،ويتمحل أنه تلقاه من بعض
أهل الكتاب ،من آمن منهم ،مثل :كعب أو وهب بن أمنجربه وغيها).(2
137
وعند تفسيه للية يقول ابن العرب ,بعد أن أشار إل ضعف هذا الديث أيضا :وف السرائيليات كثي
ليس لا ثبات ،ول يعول عليها من له قلب؛ فإن آدما وحوآء وإن كان غرها بال الغرور فل يلدغ
الؤمن من جحر مرتي ،وما كانا بعد ذلك ليقبل له نصحا ول يسمحعا منه قول).(1
فاللحظ أن الشيخ ذكر هذه الرواية الت تتناف مع عصمحة سيدنا آدما عليه وعلى نبينا أفضل الصلة
والتسليم ,ول يعقب على ذلك بشيء.
إن الرسل والنبياء جيعا جاءوا برسالة واحدة أل وهي تقيق العبودية ل الواحد الحد ,ونفي الشرك عنه
سبحانه وتعال ,فكيف يعقل بعد هذا أن نتأول الية ﭽ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﭼ العراف,١٩٠ :
على معن جعل أولدها له شركا على حذف الضاف وإقامة الضاف إليه مقامه .كمحا ذكر الشيخ.
-2زواج النبي من زينب بنت جحش:
ومن الروايات الدخيلة على التفسي الت ذكرها العقم ف تفسيه ,ول يعقب عليها ماذكره عند تفسيه
لقوله تعال :ﭽ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ
ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ
ﮝ ﭼ الحزاب .حيث أورد رواية موضوعة ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ
ف سبب نزولا.
قال العقم :الية نزلت ف زيد بن حارثة وامرأته زينب بنت جحش مكثت عنده أياما ث أراد فراقها
فقال له الرسول » :اتق ال وأمسك عليك زوجك « فأب وقال :تؤذين بلسانا ،فطلقها فخطبها
رسول ال فتزوجها ،وقيل :أن رسول ال أبصرها بعدما أنكحها زيدا فوقعت ف نفسه فقال:
»سبحان مقلب القلوب « وذلك أن نفسه كانت تفو عنها قبل ذلك ل يريدها ولو أرادها لطبها ،
وسعت زينب بالتسبيحة فذكرتا لزيد وألقى ال ف نفسه كراهة صحبتها والرغبة عنها لرسول ال
فقال لرسول ال :إن أريد أن أفارق صاحبت ،فقال » :ما لك أرأيت منها شيئا « فقال :ل وال
ما رأيت منها إل خيا ولكنها تتعظم علي لشرفها وتؤذين ،فقال له » :امسك عليك زوجك واتق
ال « ث طلقها ،فلمحا اعتدت قال له رسول ال » :ما أحد أوثق من بنفسي منك أخطب علي
زينب « قال زيد :فانطلقت فإذا هي تمحر عجينتها فلمحا رأيتها عظمحت ف صدري حت ما أستطيع
أنظر إليها حي علمحت أن رسول ال ذكرها ،فوليتها ظهري وقلت :يا زينب أبشري إن رسول ال
يطبك ،ففرحت وقامت إل مسجدها).(2
(1)1ابن العرب:أبو بكر ممحد بن عبدال" ,أحكاما القرآن" ,مراجعة وتعليق ممحد عبد القادر عطا,دار الكتب العلمحية,
بيوت ,الطبعة الثالثة 1424هـ2003/ما,ج 2ص .355
(1)2التفسي :ص .542
138
اتضحم من خلل هذا الثال أن الشيخ أورد هذه الرواية ,وكان من الواجب عليه أن ينبه على بطلنا,
فمحثل هذه الروايات ينبغي بل يب أن ترد؛ لنا ل تتناسب وعصمحة البيب الصطفى ومقاما النبوة
الرفيع.
كان حسنا لو أن الشيخ أضرب صفحا عن ذكر هذه الرواية الكذوبة عن النب الت اتذها الناؤون
والطاعنون ف دين ال سبحانه وتعال ذريعة وسبيل للنيل من شخصه الكري عليه الصلة والسلما.
إن مثل هذه الرواية وغيها ل يرضى أي أحد من الناس أن تقال فيه ,ولو نسبت إل أفسق الناس وأشدهم
عصيانا لستنكف منها ,ول يرتضها لنفسه فكيف نرتضيها لرسولنا الكري وهو أكرما اللق على ال
تعال دينا وخلقا وصفات وفضائل ,وكيف ل وقد زكاه الول تبارك وتعال ف مكم تنزيله فقال :ﭽ ﮛ
ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ القلم. ﮜ
إذن غي لئق أن يقال ف حق الصادق الصدوق كل الذي ذكر.
قال ابن كثي ف تفسيه عند قوله تعال.... ":وتفي ف نفسك مال مبديه وتشى الناس وال أحق أن
تشاه" :ذكر ابن أب حات وابن جرير ههنا آثارا عن بعض السلف رضي ال عنهم أحببنا أن نضرب عنها
صفحا ,لعدما صحتها فل نوردها).(1
وقال الشيخ ممحد الغزال رحة ال عليه ,عند قوله تعال " :وإذ تقول للذي أنعم ال عليك "...الية.
على أن الغريب ف هذه القصة ما أدخله عليها الغفلون من دسائس الشهوة ومظاهر الب الرخيص .فقد
زعمحوا أن الرسول أحب زينب ,ث كتم هذا الب ,ث ظهر فتزوجها بعدما طلقت.
ونن نتعجب _يقول الشيخ الغزال_ أشد العجب لذا البط الائل ,وماولة تلبيس الق بالباطل.
من كان ينع ممحدا من الزواج بزينب وهي من أسرته_بنت عمحه_ وهو الذي ساقها إل رجل ل
تكن فيه راغبة ,وطيب خاطرها لتضى به؟!
أفبعد أن يقدمها لغيه يطمحع فيها؟!
ث لننظر إل الية وما يزعمحون أنا تضمحنته من عتاب.
إنم يقولون :الذي كان يفيه النب ف نفسه ويشى فيه الناس دون ال هو ميله لزينب؛ أي أن
ال-بزعمحهم -يعتب عليه عدما التصريحم بذا اليل !!
ونقول :هل الصل الخلقي أن الرجل إذا أحب امرأة لغط بي الناس مشهرا بنفسه وبن أحب,
وخصوصا إذا كان ذا عاطفة منحرفة جعلته يب امرأة رجل آخر ؟!!.
139
هل يلوما ال رجل لنه أحب امرأة آخر فكتم هذا الب ف نفسه ؟! أكان يرفع درجته لو أنه صاغ
فيها قصائد غزل ؟!.
هذا وال هو السفه!
وهذا السفه هو ما يريد بعض الغفلي أن يفسروا به القرآن !!.
...فالذي أخفاه النب ف نفسه تأرذيه من هذا الزواج الفروض ،وتراخيه ف إنفاذ أمر ال به ،وخوفه
من لغط الناس عندما يدون نظاما التبن -كمحا ألفوه -قد انار.
وقد أفهم ال نبيه أن أمره سبحانه ل يوز أن يقفه توهم شئ ما ،وأنه _بإزاء التكليف العلى_ ل
مفر له من السمحع والطاعة ،شأن من سبقه من الرسلي.
ﮝ وإذا عدت إل الية الت تتضمحن القصة ,وجدتا ختمحت بقوله تعال :ﭽ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ
ﭼ الحزاب .٣٧ :أي من حقه أن يقع حتمحا.
ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ث أعقبها ما يؤكد هذا العن:ﭽ ﮞ ﮟ
ﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯶﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯶﯶﯶﯶ ﯡ ﯢ ﯣ
ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ
ﯤ ﯥ ﯦ ﭼ الحزاب.
ويضيف الشيخ الغزال ف ذات السياق قائل :إنك عندما تثبت قلب رجل تقول له :ل تش إل ال؛
إنك ل تقول له ذلك وهو بصدد ارتكاب معصية ,إنا تقول ذلك له وهو يبدأ القياما بعمحل فاضل
كبي يالف التقاليد التوارثة ،وظاهر ف هذه اليات كلها أن ال ل يرئ نبيه على التدله بحب
امرأة ،وإنا يرئه على إبطال عادة سيئة يتمحسك الناس با ،ويراد منه كذلك أن ينزل على حكمحها،
ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ولذلك يقول ال تعال بعد ذلك مباشرة ،وهو يهدما نظاما التبن :ﭽ ﯧ ﯨ
ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﭼ الحزاب) .(1انتهى كلمه رحه
ال.
ومن أجاد ف رد هذه الرواية ,القاضي ابن العرب فقد قاما رحه ال بتفنيد هذه الرواية تفنيدا علمحيا مكمحا,
فجزاه ال خي الزاء ,حيث قال :وما وراء هذه الرواية غي معتب ,فأما قولم إن النب رآها فوقعت ف
قلبه فباطل ,فإنه كان معها ف كل وقت وموضع ,ول يكن حينئذ حجاب ,فكيف تنشأ معه وينشأ
معها ويلحظها ف كل ساعة ,ول تقع ف قلبه إل إذا كان لا زوج ,وقد وهبته نفسها ,وكرهت غيه,
فلم تطر بباله ,فكيف يتجدد له هوى ل يكن ,حاشا لذلك القلب الطهر من هذه العلقة
الفاسدة..
(1)1الغزال :ممحد "فقه السيرة" ,خرج أحاديثه الشيخ ناصر الدين اللبان ,دار الشروق القاهرة ,الطبعة الول
1421هـ2000/ما ,ص .341,340
140
ﮨ ﮩ ﭼ طه: ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ جوقجمد جقاجل اللزهأ لجهأ :ﭽ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ
.131والنساء أفت الزهرات وأنشر الرياحي ,فيخالف هذا ف الطلقات ,فكيف ف النكوحات
البوسات ,وإنا كان الديث أنا لا استقرت عند زيد جاءه جبيل :إن زينب زوجك ,ول يكن بأسرع
أن جاءه زيد يتبأ منها ,فقال له :اتق ال ,وأمسك عليك زوجك ,فأب زيد إل الفراق ,وطلقها وانقضت
عدتا ,وخطبها رسول ال على يدي موله زوجها ,وأنزل ال القرآن الذكور فيه خبها ,هذه اليات
الت تلوناها وفسرناها ,فقال :واذكر يا ممحد إذ تقول للذي أنعم ال عليه وأنعمحت عليه :أمسك عليك
زوجك ,واتق ال ف فراقها ,وتفي ف نفسك ما ال مبديه؛ يعن من نكاحك لا ,وهو الذي أبداه ل
سواه .وقد علم النب أن ال تعال إذ أوحى إليه أنا زوجته ل بد من وجود هذا الب وظهوره؛ لن
الذي يب ال عنه كائن ل بد أن يكون ,لوجوب صدقه ف خبه ,هذا يدلك على براءته من كل ما
ذكره متسور من الفسرين).(1
وحاصل ماف السألة أن النب تزوج من السيدة زينب بنت جحش رضي ال عنها ,بعد طلقها من زيد
بن حارثة رضي ال عنه ,وذلك وحيا من الق سبحانه وتعال ,وأمرا منه ,قطعا لظاهرة كانت منتشرة ف
الاهلية أل وهي ظاهرة التبن.
-3قأصة الغرانيق:
ﮒ ﮑ ﮏ ﮐ عند تفسي الشيخ لقوله تعال:ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ
ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ
ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ الج.
يذكر لنا الشيخ سبب نزول نقله عن الزمشري حيث قال :قال جار ال والسبب ف نزول هذه الية أن
رسول ال لا أعرض عنه قومه وخالفوه وشاقوه ول يشايعوه على ما جاء به ,تن لفرط ضجره عن
إعراضهم وتريضه على إسلمهم أن ل ينزل عليهم ما ينفرهم حت نزلت عليه سورة النجم وهو ف
نادي قومه وذلك التمحن ف نفسه ،فأخذ يقرأها فلمحا وصل } ومناة الثالثة الخرى { } ألقى
الشيطان ف أمنيته { الت تناها ,أي وسوس إليه فسبق لسانه على سبيل السهو والغفلة إل أن قال :
تلك الغرانيق العل ،وإن شفاعتهم لتتى ,ول يفطن له حت أدركته العصمحة فثربته عليه ،وقيل :ثزبته
عليه جبيل ،وقيل :تكلم الشيطان بذلك فاستمحعه الناس ،فلمحا سجد ف آخر السورة سجد معه
جيع من ف النادي وطابت نفوسهم ,وكان تكي الشيطان من ذلك منة من ال وابتلء ،زاد
النافقون به شكا وظلمحة ،والؤمنون نورا وإيقانا ).(2
141
وهاتان اليتان من اليات الت كثر اللغط والغلط حولا ,فقد ذكر جاعة من الفسرين سبب نزول متعلق
باليتي غي صحيحم.
هذا وما يؤخذ على العقم تركه هذه الرواية السرائيلية ,بينة البطلن -على ماسيأت بيانه -دون أن يعقب
ورسولنا عليها ,أو ينبه على أنا من وضع أهل الكتاب ,وضعوها ودسوها ف تراثنا تشويها لسمحعة نبينا
وتشكيكا ف عصمحته.
غي أن هناك من الفسرين الدققي ,والعلمحاء الققي ,من جعلوا الدلة مرآتم فأبصروا النور والق البي,
فانبوا وتصدوا للرد على هذه الرواية الباطلة ,وقاموا بدحض الشبه الت تطعن ف شخصه .
من هؤلء القاضي عياض الالكي رحه ال فقد وجدت له كلما رائعا ,ف كتابه الشفا بتعريف حقوق
الصطفى ,قال فيه" :فاعلم أكرمك ال أن لنا ف الكلما على مشكل هذا الديث مأخذين:
الأخذ الول :يكفيك أن هذا الديث ل يرجه أحد من أهل الصحة ول رواه ثقة بسند سليم
متصل ،وإنا أولع به وبثله الفسرون والؤرخون الولعون بكل غريب ،والتلقفون من الصحف كل
صحيحم وسقيم).(1
الأخذ الثان :فهو مبن على تسليم الديث لو صحم ،وقد أعاذنا ال من صحته ولكن على كل
حال فقد أجاب على ذلك أئمحة السلمحي بأجوبة منها الغث والسمحي") ,(2ث ذكر أحاديث وبي
ضعفها.
ﮑ ﮏ ﮐ وقال الماما القرطب عند قوله تعال :ﭽ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ
ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ
ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﭼ الج.بعد أن ذكر بعض
الروايات :وما يدل على ضعفه أيضا وتوهينه ,من الكتاب قوله تعال :ﭽﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ
ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﭼ السراء. ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ
فإنمحا تردان الب الذي رووه؛ لن ال تعال ذكر أنم كادوا يفتنونه حت يفتي ،وأنه لول أن ثبته
لكان يركن إليهم ,فمحضمحون هذا ومفهومه أن ال تعال عصمحه من أن يفتي وثبته ,حت ل يركن
إليهم قليل ,فكيف كثيا ،وهم يروون ف أخبارهم الواهية أنه زاد على الركون والفتاء بدح آلتهم،
وأنه قال عليه الصلة والسلما :افتيت على ال وقلت ما ل يقل.
(2)1عياض أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصب "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" ,تقدي وتقيق طه
عبد الرؤوف سعد ,خالد بن ممحد بن عثمحان ,مكتبة الصفا ,القاهرة ,الطبعة الول 1423هـ2002/ما ,ج 2ص .98
(3)2الصدر السابق:ج 2ص .101
142
وهذا ضد مفهوما الية ،وهي تضعف الديث لو صحم ،فكيف ول صحة له).(3
ول در الفخر الرازي هذا الماما الفذ والفسر الهبذ؛ الذي ل تكاد تر عليه شبهة إل وتد له ردا
واضحا فيها .قال رحه ال بعد أن بي أن هذه الرواية مدفوعة من وجوه :من القرآن ومن السنة ومن
العقول أيضا .قال:هذه رواية عامة الفسرين الظاهريي .أما أهل التحقيق فقد قالوا هذه رواية باطلة
موضوعة واحتجوا عليه بالقرآن والسنة والعقول ,ث ذكر الماما الرازي هذه الوجوه وقال :فبهذه الوجوه
عرفنا على سبيل الجال أن هذه القصة موضوعة أكثر ما ف الباب ,أن جعا من الفسرين ذكروها
لكنهم ما بلغوا حد التواتر ,وخب الواحد ل يعارض الدلئل النقلية والعقلية التواترة).(2
وبعد فهذه أقوال بعض العلمحاء أوردتا هاهنا لبي من خللا بطلن هذه الرواية ,وأنه ل يكن بأي
حال من الحوال أن ينسب للنب مثل هذا الفتاء والكذب.
" (1)3الجامع لحكاما القرآن" ,ج 14ص ,430وللمحرحوما الشيخ ناصر الدين اللبان رسالة جيدة ساها "نصب
المجانيق لنسف قأصة الغرانيق" ,وقد بي فيها ضعف الروايات كمحا ذكر أقوال العلمحاء حول السألة.
(2) 2ذكرت كلما الماما الرازي متصرا خشية الطالة ,انظر "مفاتيح الغيب",ج 12ص 52قال ابن كثي رحه
ال :قد ذكر كثي من الفسرين هاهنا قصة الغججرانيق ،وما كان من رجوع كثي من الهاجرة إل أرض البشة ،جظنا
منهم أن مشركي قريش قد أسلمحوا .ولكنها من طرق كلها مرسلة ،ول أرها مسندة من وجه صحيحم ،وال أعلم.
"تفسير ابن كثير" ,ج 5ص .441
143
فكان هذا إشعارا وإيذانا منه عز وجل له ليتحمحل ويصب وأل يتوان ويقعد عن تبليغ الرسالة الت جاء
با.
وإذا كان ذلك كذلك ,فإنه ينبغي على كل مسلم أن ينظر ف كتاب ال تعال ,نظرة تفكر وتدبر لي
الذكر الكيم ,ويستخلص منها الدروس والعب؛ لتكون له نباسا ف حياته يضيء ويني دربه ,مقتديا بدي
الصطفى صلوات ال وسلمه عليه ومقتفيا أثره.
والشيخ العقم قد عرض ف تفسيه للقصص القرآن كغيه من الفسرين ,لكن بطريقة متصرة بعيدة عن
الطناب والشو ,ودون الوض ف تفاصيل القصة ,مكتفيا بذكر مايؤدي الغرض ويقق القصود من
القصة.
وسأحاول أن أبي منهجه ف ذلك على الوجه الذي سلكه ومشى عليه.
-1قصة الائدة:
ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ عند قوله تعال :ﭽ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ
ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ
ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﯾ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ
ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ
ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ الائدة.
قال الشيخ :قوله تعال } :إذ قال الواريون يا عيسى ابن مري هل يستطيع ربك { قال جار ال :فإن
ت :ما وصفهم ال باليان والخلص ت :كيف قالوا } :هل يستطيع { بعد إيانم وإخلصهم؟ قل أ قل ج
وإنا حكى ادعاءهم لذلك ،وقوله } :هل يستطيع ربك { كلما ل يرد مثله عن مؤمني مطيعي لربم ،
ولذلك قال ) عليه السلما ( } :اتقوا ال إن كنتم مؤمني { ،ول تشركوا ف اقتداره واستطاعته ول
تقتحوا عليه اليات فتهلكوا إذا عصيتمحوه بعدها } إن كنتم مؤمني { أي كانت دعواكم لهليان صادقة
} قالوا نريد أن نأكل منها وتطمحئن قلوبنا { ،قال جار ال :من الشاهدين نشهد عليها عند الذين ل
يضروها من بن إسرائيل } ونكون عليها من الشاهدين { ل تعال بالوحدانية ولك بالنبوة عاكفي عليها
وكانت دعواهم لرادة ما ذكروا كدعواهم لهليان واهلخلص ,وإنا سأل عيسى ) عليه السلما ( وأجيب
ليلتزموا الجة بكمحالا ويرسل عليهم العذاب إذا خالفوا }قال عيسى ابن مري اللهم ربنا انزل علينا مائدة
من السمحاء { قال جار ال :أصله يا ال فحذف حرف النداء } تكون لنا عيدا { أي يكون يوما نزولا
عيدا ،قيل :هو يوما الحد ومن ث اتذه النصارى عيداا ,وقيل :العيد السرور العائد ،ولذلك يقال :يوما
عيد فكان معناه يكون لنا سرورا وفرحا
} لولنا وآخرنا { أي لن ف زماننا من أهل ديننا ولن يأت بعدنا ،وقيل :يأكل منها آخر الناس كمحا
يأكل منها أولم ،قال ال ميبا لعيسى ) عليه السلما ( } :إن منزلا عليكم { يعن الائدة } فمحن
144
يكفر بعد منكم { أي بعد نزولا } فإن أعذبه عذابا ل أعذبه أحدا من العالي { عالي زمانم ،
فجحد القوما ،وكفروا بعد نزول الائدة ،فمحسخوا قردة وخنازير ،وروي أن عيسى ) عليه السلما ( لا أراد
الدعاء لبس صوفا ث قال } :اللهم انزل علينا مائدة من السمحاء { والائدة الوان عليها الطعاما ,فنزلت
سفرة حراء بي غمحامتي غمحامة فوقها وأخرى تتها وهم ينظرون إليها حت سقطت بي أيديهم فبكى
عيسى ) عليه السلما ( وقال :اللهم اجعلن من الشاكرين ،اللهم اجعلها رحة ول تعلها مثلة وعقوبة ،
فقال لم :ليقم أحسنكم عمحلا فيكشف عنها ويذكر اسم ال عليها ويأكل منها ,قال شعون كبي
الواريي :أنت أول بذلك يا روح ال ،فقاما عيسى ) عليه السلما ( فتوضأ وصلى وبكى ث كشف
النديل فقال :بسم ال خي الرازقي فإذا سكة مشوية بل فلوس ول شوك تسيل دساا ,وعند رأسها ملحم ،
وعند ذنبها خل ،وحولا البقول ما خل الكراث ،وإذا خسة أرغفة على واحد منها زيتون ،وعلى الثان
عسل ،وعلى الثالث سن ،وعلى الرابع جبج ،وعلى الامس قديد ،قال شعون :يا روح ال أمن طعاما
الدنيا أما من طعاما الخرة؟ فقال :ليس شيء منهمحا ،ولكنه شيء اختعه ال تعال بالقدرة الغالبة ،كلوا
ما سألتم ،واشكروا ال يددكم ويزدكم من فضله ،قال الواريون :يا روح ال لو أريتنا من هذه الية آية
أخرى ،فقال عيسى ) عليه السلما ( :يا سكة أحيي بإذن ال تعال ،فاضطربت ،ث قال لا :عودي
كمحا كنت ،فعادت مشوية ،ث طارت الائدة ،روي ذلك ف الكشاف التقدما ،وقيل :تنزل كل يوما
مرة ،وقيل :كانت بكرة وعشيا ،وقيل :كانت غبزا تنزل يوما دون يوما ،قيل :أقامت أربعي يوما يأكل
منها خسة آلف نفس كل يوما فخانوا وادخروا فرفعت ,وقيل :كانت فيها جبج وسكر ،وقيل :ثار
من ثار النة ،وقيل :كان عليها من كل الطعاما إل اللحم ،وقيل :كان ف السمحكة طعم كل شيء ،
وروي :أن ما أحد أكل منها من أهل العلل إل برئ ث عصوا بعدها فمحسخوا قردة وخنازير ،وروي :أنم
لا سعوا بالشريطة وهي قوله } :فمحن يكفر بعد منكم { قالوا :ل نريد فلم تنزل ،وعن السن :وال ما
نزلت ولو نزلت لكانت عيدا إل يوما القيامة ،لقوله } :وآخرنا { ،قال جار ال :والصحيحم أنا نزلت
،وروى الثعلب :أنا أقبلت اللئكة بائدة يمحلونا عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات حت وضعوها بي
أيديهم أكل منها آخر الناس كمحا أكل منها أولم ،وروي فيه أيضا :كانت الائدة إذا وضعت بي يدي
بن إسرائيل اختلفت عليهم اليدي من السمحاء بكل طعاما إل اللحم ،وروي :أن ما أحد أكل منها من
أهل العلل إلز برئ ،ول فقي إل استغن ،وروي أنا كانت إذا نزلت اجتمحع اليها الناس الكبار والصغار
والفقراء والغنياء والرجال والنساء ،فأوحى ال تعال إل عيسى ) عليه السلما ( أن اجعل رزقي ومائدت
للفقراء ل الغنياء فعظم ذلك على الغنياء حت شكوا فقال لم عيسى ) عليه السلما ( :هلكتم فشمحروا
لعذاب ال تعال ،وروي أنه مسخ منهم ثلثائة وثلثون رجلا أصبحوا خنازير يسعون ف الكناسات ،
وقيل :كانوا خسة آلف رجل ما فيهم من امرأة ول صب ،فلمحا نظرت النازير إل عيسى ) عليه السلما
145
( بكت وجعل عيسى ) عليه السلما ( يدعوهم بأسائهم واحدا واحداا ,فيبكون ول يقدرون على الكلما,
روى ذلك الثعلب). (1
قال الماما البغوي) :(2واختلفوا ف صفتها فروى خلس بن عمحرو عن عمحار بن ياسر عن رسول ال أنا
نزلت خبزا ولمحا ،وقيل لم :إنا مقيمحة لكم ما ل تونوا وتبئوا فمحا مضى يومهم حت خانوا وخبأوا
فمحسخوا قردة وخنازير).(3
قال الدكتور أبو شهبة بعد أن ذكر الرواية الطويلة ,الت أوردها ابن أب حات ف تفسيه ,التعلقة بشأن
الائدة .قال :ومن هذه الروايات الغريبة دخل البلء على السلما والسلمحي؛ لن غالبها ل يصحم ,ولذا
قال الماما الليل أحد بن حنبل " :ل تكتبوا هذه الحاديث الغرائب فإنا مناكي ,وعامتها عن الضعفاء
").(4
قلت :ونزول الائدة ثابت بالقرآن الكري لقوله تعال}إن منزلا عليكم{ ,وأما الذي اختلف الفسرون
حوله من بيان صفتها ,وكيفية نزولا ووقت النزول ,ونوع الطعاما الذي نزل ,إل غي ذلك من المور ,فهذا
كله ما ينبغي أن تنزه كتب التفسي عنه؛ لن الهل به أوعدما العلم به ل يضر ,ويكفينا أن نأخذ من
قصص المم السابقة العب والدروس ,وأل نشدد فيشدد ال علينا).(5
وبعد هذا البيان لبعض المثلة ,الدالة على منهج الشيخ ف عرض السرائيليات والقصص القرآن ,أستطيع
القول بأن الشيخ ل يلتزما الصحيحم الروي عن النب ول يسلم كمحا ل يسلم غيه من الفسرين من الوقوع
ف الدخيل ,وكان حريا به رحه ال ,ان ينب تفسيه من ذلك تاما ,ليكون صافيا ونقيا من كل دسائس
الزنادقة وأعداء السلما.
(1)1التفسي:ص ,163وانظر لزيد من المثلة ,حول السرائيليات ,ص ,561 ,485 ,382 ,141من التفسي.
" (2)2معالم التنزيل" :ج 2ص 326
(3)3قال الماما التمذي :هذا حديث غريب قد رواه أبو عاصم ,وغي واحد عن سعيد بن أب عروبة ,عن قتادة ,عن
خلس ,عن عمحار بن ياسر موقوفا ,ول نعرفه إل من حديث السن بن قزعة .انظر "سنن الترمذي" باب ومن سورة
الائدة ,ج 5ص ,110برقم .3061
(1)4أبو شهبة :ممحد بن ممحد "السرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" ,ص .194
(2)5وقد ضعف الماما القرطب هذا الديث بعد أن ساق القصة بطولا فقال" :ف هذا الديث مقال ول يصحم من قبل
إسناده ...والقطوع به أنا نزلت وكان عليها طعاما يؤكل وال أعلم بتعيينه" .انظر "الجامع لحكاما القرآن",ج 8ص
,297وانظر "السرائيليات والموضوعات" ,ص.195
146
الفصل السابع:
مزايا وسمات هذا التفسير
من السلم به أن العلم أخذ وعطاء ,كمحا أنه فتوح وذكاء ,فيأخذ اللحق عمحن سبقه ,والتأخر عمحن تقدما
عنه ,وهكذا.
وتفسي القرآن الكري علم كبقية العلوما الخرى ,يصدق عليه ما يصدق على غيه من العلوما.
وقد ترك الفسرون التقدمون للمحفسرين التأخرين ثروة علمحية ,غنية ف القرآن العظيم وعلومه ,اتذوها
مرجعا ومصدرا ,لتكون لم سندا ومتكئا ,يرجعون إليه ف فهم كتاب ال تبارك وتعال.
ومكانة الفسر وقيمحته العلمحية ,إنا تبز من خلل قدرته على البداع ,والتجديد الذي أتى به ,وتيز به عن
أقرانه.
وياول الباحث ف هذا الفصل ,أن يبي سات هذا التفسي ,وذلك من خلل مزاياه ,والآخذ الت لسها
ف تفسي الشيخ ,طيلة استقرائه له ,وهذا ف البحثي التيي:
المبحث الول :مزايا هذا التفسير.
على الرغم من الكانة العلمحية ,الت كان يتمحتع با العقم ف عصره ف بلد اليمحن ,إل انه ل تكن له شهرة
واسعة ,لدرجة أن كثيا من العلمحاء فضل عن طلبة العلم والدارسي يهلون تفسيه ,فظل مغمحورا ,إل أن
قيض ال له من أخرجه إل عال الذكر والعيان ,بعد أن كان ف عال النسيان ,فقد قامت دار الكمحة
اليمحانية بنشر هذا التفسي ,بعد أن كان مطوطا ,فقدموا للمحكتبة السلمية سفرا؛ ذا فائدة عظيمحة),(1
(1)1جزى ال القائمحي عليها خي الزاء ,وأسأل ال تبارك وتعال أن يبارك ف جهودهم للمحزيد من نشر التفاسي الت ل
تزال مطوطة ,إحياء للتاث السلمي ,وليس باف على أحد أن بلدا كبلد اليمحن تثل حضارة عريقة ,وهي غنية
147
حوى بي دفتيه كثيا من علوما القرآن؛ كالناسخ والنسوخ ,وأسباب النزول والكي والدن ,واعتن مؤلفه
بالقراءات القرآنية عناية كبية وفائقة ,ما يدل على أنه على معرفة واسعة بذه العلوما.
وقد تيز تفسي العقم بيزات ,أذكرها ف النقاط التية:
-1يعتب تفسيه من التفاسي السهلة والواضحة ,فقد جاء تفسيه بلغة سلسة يفهمحها العامي كمحا يفهمحها
العال.
-2كان رحه ال مبتعدا عن الطناب والشو ف تفسيه لليات الكرية ,فكان تفسيه وسطا ومتصرا
غي مل بالقصود والراد.
-3تيز السلوب الذي استخدمه الشيخ ف التفسي بالسهولة والبعد عن التكلف والتعقيد والفلسفة.
-4أفاد من مصادر عديدة من كتب التفسي ,كتفسي الاكم الشمحي ,الثعلب ,والزمشري ,والقاضي
عبد البار العتزل ,كمحا ذكر بعض الغرائب والعجائب ف التفسي ,نقل عن كتاب غرائب التفسي
وعجائب التأويل للكرمان).(1
-5كان تفسيه تفسيا تليليا ,راعى فيه الشيخ القضايا اللغوية والبلغية ,من غي توسع ف ذكر الوجوه,
وأجاد ف استخداما الشعر والحتجاج به على بيان بعض صور البلغة,ومعان بعض التاكيب اللفظية.
-6استخدما طريقة السئلة والجابة عنها ,ول شك ف أنا طريقة متعة ومشوقة للقارئ.
-7عرض الشيخ ف تفسيه للناسخ والنسوخ ,ووافق المحهور على وقوع النسخ ف القرآن ,وجوز نسخ
السنة لي القرآن الكري.
-8عرضه لقوال الفقهاء من الصحابة والتابعي وأئمحة الذاهب,متجا با وهذا ما يمحد له.
- 9وما يمحد للشيخ أيضا عند تناوله لوضوع القراءات القرآنية عدما مفاضلته قراءة على قراءة ,فلم يرجحم
قراء على أخرى ,أو يرد قراءة على قراءة طالا ثبتت بالتواتر).(2
قال الماما الدان ) ت 444هـ ( ف كتابه جامع البيان بعد ذكره إسكان كلمحة }جباهرئمأكمم { و}جيأأممرأكمم{
ف قراءة أب عمحرو " :وأئمحة القراءة ل تعمحل ف شيء من حروف القرآن على الفشى ف اللغة ,والقيس ف
148
العربية ,بل على الثبت ف الثر والصحم ف النقل ,والرواية إذا ثبتت ل يردها قياس عربية ,ول فشو لغة؛
لن القراءة سنة متبعة يلزما قبولا والصي إليها ").(1
-10جعه بي التفسي بالأثور والتفسي بالرأي المحود؛ ذي اللوان الختلفة ,كاللغة والبلغة والفقه.
(3)1الدان :أبو عمحرو عثمحان بن سعيد "جامع البيان في القراءات السبع" ,ممحوعة رسائل جامعية ,جامعة الشارقة,
الطبعة الول 1428هـ2007/ما ج 2ص .860
149
ف ألفاظ يسية قال :ما هي؟ قال » :العدة بيت الداء والمحية رأس كل دواء وأعط كل بدن ما
عودته«).(1
ب -ذكره الديث مردا من السند ,ول يذكر معه الصحاب إل فيمحا ندر ,وليته ذكر الحاديث النبوية
مسندة ,وحلنا مسؤولية البحث عن رجال السند؛ إذ القرر ف علم الديث "من أسند لك فقد
حلك").(2ويكون بعمحله هذا -أعن ذكره الروايات بأسانيدها -قد أراح نفسه من كل نقد.
ج -ما يؤخذ على الشيخ ف هذا الباب كذلك ,عدما حكمحه على الحاديث النبوية ,ل بالصحة ول
بالضعف ,فقد كان يكتفي بقوله :وروي عن رسول ال أو عن رسول ال ,وغيها من العبارات ,دون
أن يذكر لنا درجة الديث.
د -إيراده لحاديث فضائل السور :حت إنك ل تكاد تد سورة من سور القرآن الكري تلو من ذكر
حديث أو حديثي ف بيان فضلها ,وهذه الحاديث قد نبه العلمحاء على بطلنا وعدما صحتها.
وقد عقد ابن قيم الوزية فصل ف كتابه " النار النيف" ,ساه} فصل ف أحاديث فضائل سور القرآن{,
تكلم فيه عن أحاديث فضائل السور ,فقال:
ومنها ذكر فضائل السور ,وثواب من قرأ سورة كذا ,فله أجر كذا ,من أول القرآن إل آخره ,كمحا ذكر
ذلك الثعلب والواحدي ف أول كل سورة والزمشري ف آخرها ,قال عبد ال ابن البارك أظن الزنادقة
وضعوها.
والذي صحم ف أحاديث السور حديث فاتة الكتاب ,وأنه ل ينزل ف التوراة ول ف النيل ول ف الزبور
مثلها ,وحديث البقرة و آل عمحران أنمحا الزهراوان ,وحديث آية الكرسي وأنا سيدة القرآن ,وحديث
اليتي من آخر سورة البقرة من قرأها ف ليلة كفتاه ,وحديث سورة البقرة ل تقرأ ف بيت فيقربه شيطان,
وحديث العشر آيات من أول سورة الكهف ,من قرأها عصم من فتنة الدجال ,وحديث قل هو ال أحد
وأنا تعدل ثلث القرآن ,ول يصحم ف فضائل سورة ما صحم فيها ,وحديث العوذتي وأنه ما تعوذ التعوذون
بثلهمحا ,وقوله أنزل علي آيات ل ير مثلهن ث قرأها.
ويلي هذه الحاديث وهي دونا ف الصحة؛ حديث إذا زلزلت تعدل نصف القرآن ,وحديث قل يا أيها
الكافرون تعدل ربع القرآن ,وحديث تبارك الذي بيده اللك هي النجية من عذاب القب.
(1)1قال ف القاصد السنة :ل يصحم رفعه إل النب ،بل هو من كلما الارث بن كلدة طبيب العرب أو غيه ,انظر
"المقاصد الحسنة في بيان كثير من الحاديث المشتهرة على اللسنة" ,للسخاوي :أب الي شس الدين ممحد
بن عبد الرحان ,دار الجرة ,بيوت 1406هـ1986/ما ,ص ,389وانظر التفسي ص ,19ومزيدا من المثلة ف
الحاديث الضعيفة ف تفسي الشيخ انظر :ص .61/63/71/186/242/438
" (1)2التفسير والمفسرون":ج 1ص .222
150
ث سائر الحاديث بعد كقوله من قرأ سورة كذا أعطي ثواب كذا ,فمحوضوعة على رسول ال ,وقد
اعتف بوضعها واضعها ,وقال قصدت أن أشغل الناس بالقرآن عن غيه.
وقال بعض جهلء الوضاعي ف هذا النوع نن نكذب لرسول ال ول نكذب عليه ,ول يعلم هذا
الاهل أنه من قال عليه ما ل يقل ,فقد كذب عليه واستحق الوعيد الشديد).(1
و -هذا وما يؤاخذ عليه الشيخ أيضا ,إيراده لروايات موضوعة ف سبب النزول ,أذكر على سبيل الثال:
ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭛ ﭜ ﭝ عند قوله تعال :ﭽ ﭙ ﭚ
ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ النسان .أورد الشيخ ف تفسيه لليتي سبب نزول غريب ,حيث قال }:يوفون
بالنذر { نزلت ف علي وفاطمحة والسن والسي ) عليهمحا السلما ( وجارية لم تسمحى فضة ,ف قصة
طويلة جلتها »:قالوا مرض السن والسي فعادها جردها« وقال :يا أبا السن لو نذرت على ولديك
نذرا » فنذر صوما ثلثة أياما إن شفاها ال ونذرت فاطمحة كذلك وفضة فبئا ،فصاموا وليس عندهم
شيء فاستقرض علي من شعون اليهودي ثلثة أصواع شعي ،وروي أنه أخذها لتغزل فاطمحة صوف ا فجاء
به إل فاطمحة ،فأخذت فاطمحة فطحنته واختبزت خسة أقراص على عددهم ،وصلى علي ) عليه
السلما ( الغرب ،وقرربته إليهم ليفطروا فوقف سائل فقال :السلما عليكم أهل بيت ممحد مسكي من
مساكي السلمحي أطعمحون أطعمحكم ال من موائد النة ،فآثروه ول يذوقوا إل الاء وأصبحوا صيام ا ،فلمحا
أمسوا وضعوا بي أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ،ووقف عليهم أسي ف الثالثة ففعلوا مثل ذلك ،فلمحا
أصبحوا أخذ علي بيد السن والسي وأقبلوا إل رسول ال فلمحا أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من
شدة الوع قال» :ما أشد ما يسوءن ما أرى بكم« وقاما فانطلق معهم فرأى فاطمحة ف مرابا قد لصق
بطنها بظهرها وغارت عيناها فساءه ذلك ،فنزل جبيل )عليه السلما ( وقال :خذها يا ممحد هنأك ال
ف أهل بيتك «).(2
(2)1ابن قيم الوزية :شس الدين ممحد بن أب بكر "المنار المنيف في الصحيح والضعيف" ,حققه وضبطه ,أحد
عبد الشاف ,دار الكتب العلمحية ,بيوت 1408هـ1988/ما ,ص .106-103
(1)2التفسي:ص ,777وهذا الديث الذي ذكره الشيخ دون أن ينبه على وضعه ,رواه الكيم التمذي ف نوادره ,ف
الصل الرابع والربعون}:ف ما يعدونه صدق الديث{ قال :جومن الديث الذي ينكره قلوب القي ماروي عن ابن
ها جرأسول ال ج ... إهجل آخر
عباس رضي ال عنهمحا ف قوله عزوجل}يوفون بالنذر{ ه جقاجل مرض املسن جواملأجسمي فجـجعاجد أج
الجهديث ,ثز جقاجل جهجذا جحهديث أمجزوق .وقد تطرف فيه صاحبه حت يشبه على الستمحعي ,والاهل يعض على شفتيه تلهفا
أل يكون بذه الصفة ,ول يدري أن صاحب هذا الفعل مذموما .قال ال تعال}ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو{ وهو
الفضل الذي يفضل عن نفسك وعيالك .وقال عليه " خي الصدقة ماكان عن ظهر غن وابدأ بنفسك ث بن تعول"
مفتعل ,انظر "نوادر الصول في أحاديث الرسول" ,للحكيم التمذي :أبو عبدال ممحد بن علي بن السن ,تقيق
151
- 3عدما نسبة الشواهد الشعرية لقائليها ,إل ف القليل النادر جدا.فكان يكتفي بذكر كلمحة }قال{ قبل
ذكر البيت الشعري أو يقول وقال بعضهم.وغيها من الستخدامات الت تعلنا نهل القائل.
-4كان مقل جدا من استخداما النحو ,بالرغم من أن النحو هو اللة الت تفهم با بقية العلوما ,وهو
مهم وضروري جدا بالنسبة للمحفسر ,ول در القائل :
النحو زين للفت يكرمه حيث أتى من ل يكن يسنه فحقه أن يصمحتا.
ومع هذا كله فقد أهل الشيخ قضايا النحو والعراب ف تفسيه ,وكنت أرجو لو أنه راعى هذا الانب
ليزداد تفسيه جال بذه اللطائف العرابية.
- 5ل يكن منهج الشيخ دقيقا الدقة الطلوبة ف إيراد الكي والدن؛ ذلك أنه ذكر أن نزول بعض السور
كان مكيا ,والبعض الخر كان مدنيا .وبالتحقيق والبحث ,ثبت عدما صحة هذا الكلما ,كمحا ذكر أن
بعض السور مكي ,ومدن ف آن واحد ,وهو ف القيقة تقسيم عقلي مض ,ل دليل عليه من كتاب ول
من سنة ,وإنا جاء هذا نتيجة اجتهاد فقط.
-6كان يستخدما عبارة "قيل" كثيا جدا ف تفسيه ,دون أن يشي لصحابا ,وهذا بالطبع يغمحط الناس
حقوقهم ,وفضائلهم ,فتاه بعد أن يورد هذه القوال ,ل يذكر رأيه فيها ,ول الرأي الراجحم ف السألة ,ما
يعل القارئ مشتت الذهن ,ف حية من أمره ,ل يستطيع الروج من ذلك بشيء ,وكان الول أن يبي
للقارئ ,رأيه أو الرأي الراجحم ,ولن هذا الصنيع قد يؤدي إل قبول السكوت عنه ,حت لو كان غي
صحيحم ,وهذا كذلك ما يسب على الشيخ ,فينبغي التنبيه على النقولت إن صحيحة فصحيحة ,وإن
ضعيفة أو موضوعة فضعيفة أو موضوعة ,وهكذا تبأ ذمته ,ويسلم من كل نقد يوجه له.
- 7احتوى تفسيه على الكثي من السرائيليات ,شأنه شأن أكثر الفسرين؛ الذين أطلقوا يد العنان
للسرائيليات ,وتساهلوا ف قبولا ,فخطا خطاهم ونج منهجهم ,غي منبه على بطلن هذا النوع من
الدخيل.
-8ذهابه مذهب العتزلة ف تقرير أصولم الت بنوا عليها أقوالم ف التفسي:
عبدالرحان عمحية ,دار اليل ,بيوت ,الطبعة الول 1412هـ1992 /ما ,ج1ص ,246ورواه ابن الوزي ف
الوضوعات قال :وهذا حديث ل يشك ف وضعه ,ولو ل يدل على ذلك إل الشعار الركيكة ,والفعال الت يتنزه عنها
أولئك السادة.انظر "الموضوعات" ,لبن الوزي :أب الفرج عبد الرحان بن علي تقيق عبد الرحان ممحد عثمحان ,دار
الفكر ,الطبعة الول1386,هـ1966/ما ,ج1ص ,392وقال ابن تيمحية ف منهاج السنة :هذا الديث من الكذب
الوضوع ,باتفاق أهل العرفة بالديث ,الذين هم أئمحة هذا الشأن و حكامه .انظر "منهاج السنة النبوية" :لبن تيمحية:
أبو العباس أحد بن عبد الليم الران ,تقيق :د .ممحد رشاد سال ,مؤسسة قرطبة ,الطبعة الول1406 ,هـ,ج7ص
.177
152
هذا وما يؤخذ على الشيخ ,تأثره الشديد بذهب العتزال ,فقد بدا واضحا ف تفسيه ,أنه متأثر بذهب
العتزلة ,وسأشي إل مواطن التأثر بم ,وأحب أن أشي هنا إل نقطة ,وهي أن العتزلة قد قدموا خدمة
كبية ,ل تنكر لذا الدين العظيم ,يتجلى ذلك ف الثار الت تركوها لنا ,خدمة لكتاب ال سبحانه
وتعال ,فهذان ها المامان؛ الماما عبد القاهر الرجان ,والماما الزمشري شيخا العتزلة ف زمانمحا ,تركا
لنا مؤلفات قيمحة ورائعة ,تعلك تتذوق وتستمحتع بمحاليات النص القرآن وتتعايش معه ,من خلل ما جاءا
به رحهمحا ال.
وكل من جاء بعدها من أرد التصنيف والتأليف ف هذا الفن إل ويرجع إليهمحا فيمحا كتبا وأبدعا.
وقديا قالوا ’’ :لول العرجان لذهبت بلغة القرآن’’.
والعرجان ها الرجان ,والزمشري ,فالرجان أتى بنظرية النظم ف القرآن الكري ,ث جاء الزمشري بعده
وطبقها على القرآن الكري .فكان لمحا فضل ل يسبقا ول يلحقا إليه.
غي أنه من النصاف ومن باب إحقاق الق,كان لزاما علي أن أقول بعد ذكر فضائل العتزلة ,إن عليهم
أمورا ظاهرة البطلن ,خالفوا فيها جهور أهل السنة ,أيدها الشيخ ف تفسيه ,أذكر منها:
أ -أفعال العباد :يرى العتزلة أن أفعال العباد ليست من عند ال ,وقد مشى الشيخ على هذا الصل ,فعند
ﰑ ﭼ القمحر. ﰎ ﰏ ﰐ قوله تعال :ﭽ ﰌ ﰍ
قال بعد أن ذكر العن حول الية’’ :ومت قيل هل حلتم ذلك على أفعال العباد ،وأنه خلق فيهم الي
والشر’’ ،قلنا ليس ف الظاهر ذلك ،لن أفعالم ليست بلق ال تعال ،لن فيهمحا الكفر والظلم).(1
وهذا ليس بصحيحم ,فاعتقاد أهل السنة والمحاعة ,أن أفعال العباد خلق ل تعال.
قال الماما الطبي ف باب " القول ف أفعال العباد" :وأما الصواب من القول لدينا فيمحا اختلف فيه من
أفعال العباد وحسناتم وسيئاتم ,فإن جيع ذلك من عند ال تعال ,وال سبحانه مقدره ومدبره ,ل يكون
شيء إل بإذنه ,ول يدث شيء إل بشيئته ,له اللق والمر كمحا يريد).(2
وقال الماما القرطب عند تفسيه قوله تعال :ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ الصافات. ٩٦ :
"وال خلقكم وما تعمحلون " " :ما " ف موضع نصب؛ أي وخلق ما تعمحلونه من الصناما ،يعن الشب
ﯰ ﯱ ﯲ ﭼ النبياء.56: والجارة وغيها ،كقوله :ﭽ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ
وقيل :إن " ما " استفهاما ومعناه التحقي لعمحلهم.
وقيل :هي نفي ،والعن وما تعمحلون ذلك لكن ال خالقه.
153
والحسن أن تكون " ما " مع الفعل مصدرا ،والتقدير وال خلقكم وعمحلكم ,وهذا مذهب أهل السنة:
أن الفعال خلق ل عز وجل واكتساب للعباد ,وف هذا إبطال مذاهب القدرية والبية).(1
وقال البغوي ف تفسيه لنفس الية }:جواللزهأ جخلججقأكمم جوجما تجـمعجمحألوجن { بأيديكم من الصناما ،وفيه دليل على
أن أفعال العباد ملوقة ل تعال).(2
ب -نفيهم رؤية ال سبحانه وتعال ف الخرة :أيضا من السائل الت تابع فيها الشيخ فرقة العتزلة ,مسألة
نفي الرؤية ,وقد ذكرت هذا عند الديث عن القضايا العقدية ف تفسيه.
الخاتمة:
" (1)1الجامع لحكاما القرآن" ,ج 18ص 58
" (2)2معالم التنزيل":ج 4ص 566
154
وف ختاما هذا البحث ,ل يسعن إل أن أقول :المحد ل الذي بنعمحته تتم الصالات ,المحد ل الذي
أعانن ووفقن لتاما هذا البحث وإنازه ,فله المحد من قبل ومن بعد.
وقد خلصت ف نايته إل النتائج والتوصيات التية:
-1إن تفسي كتاب ال تعال ,علم واسع ليستطيع أحد من البشر ,مهمحا أوت من رجاحة عقل ,وفهم
وذكاء ,أن ييط با حواه من مكنونات وأسرار؛ ذلك أن كلما ل العجز هو جزء من علمحه الذي ل
يستطيع البشر ولن يستطيعوا تدراكه والحاطة به ,ولذلك ند الول تبارك وتعال ,يعب عن هذا العن ف
مكم تنزيله فيقول :ﭽ ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ
ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭡ ﭢ
ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭼ هود.
-2الفسرون لكتاب ال على نوعي :مفسر متهد ومبدع ومقق ,له طريقة الاصة ومنهجه الستقل,
وأسلوبه التمحيز ,كالطبي والزمشري وابن العرب ,وغيهم من له استقللية وميزة ف التفسي.
والنوع الثان :مفسر جامع ناقل ,ومقلد مافظ ,ينقل أقوال الفسرين السابقي ,فيعلق عليها ف الواطن
الت تستوجب التعليق ,تارة ويناقش بعض الواضع الت تستدعي منه الناقشة ,تارة أخرى.
وإذا أدت أن أصنف العقم من أي القسمحي هو ,فإنه ومن خلل هذه الدراسة يكنن القول ,إن
الشيخ من النوع الثان ,حيث كان مقلدا لغيه ,جع القوال وحافظ عليها ف مواطن ,وناقشها وعلق
عليها ف مواطن أخرى.
-3لكل مفسر مذهب ومنهج ف العقيدة ,يتبناه وينافحم عنه ,مصوبا رأيه مطئا غيه ,والعقم ل يكن
كذلك ,حيث ل نلمحس له اتاها معينا يكننا أن نكم عليه من خلله ,فقد أخذ من الشاعرة ف
بعض الواطن ,وقد أفاد من تفاسي العتزلة كتفسي الاكم الشمحي ,وأب علي البائي ,والزمشري,
وتأثر بذهبهم العقدي ف مسألة الرؤية ,وأفعال العباد.
-4دراسة مناهج الفسرين ,على اختلف مذاهبهم ومشاربم ,تعطي الباحث فوائد كثية ,حيث
يعرف جهودهم ,ويستفيد من كتاباتم ,وطرقهم وأساليبهم ,الت اتبعوها ف التأليف ,كمحا يستطيع
الباحث أن يدد مكانة الفسر بي الفسرين ,من خلل كتابه.
-5أقتح أن تعاد طباعة الكتاب طباعة جديدة ,خالية من الخطاء ,فهو مليء بالخطاء الطبعية,
وبعض الكلمحات الساقطة من الصل ,ما يعل قارئه يتكلف ف فهم العبارة أحيانا ,فلذا أوصي
بطباعته مرة أخرى ,مع مراعاة ماذكر ,حت يظهر ويرج ف مظهر لئق.
-6أن ينبه ف الاشية على ما تضمحنه هذا التفسي من سلبيات,كمحا فعل ابن الني ف تفسيه
"النتصاف"؛ الذي طبع هامشا للكشاف ,منبها على ما ورد فيه من اعتزاليات.
155
-7هناك بعض القضايا ف هذا التفسي باجة إل دراسة وتقيق ,دراسة ترج فيها الحاديث ,وتقق
فيها الخبار ,ويعلق فيها على السرائيليات الوجودة.
وال وحده الوفق للصواب.
’’وصلى ال على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم’’.
:فهرس الوضوعات
الوضوع الصفحة
156
الهداء
شكر وتقدير
القدمة 1
الفصل التمحهيدي 5
البحث الول :التعريف بشخصية العقم 5
البحث الثان :من أشهر الفسرين الذين عاصرهم العقم 6
الفصل الول :مصادر العقم 9
البحث الول :مصادره من كتب التفسي 9
البحث الثان :مصادره من كتب السية 14
البحث الثالث :طريقة إفادته من مصادره وموقفه منها 17
الفصل الثان :البناء اليكلي ف تفسي العقم 29
البحث الول :طريقة عرضه للتفسي 31
البحث الثان :التفسي بالأثور عنده 35
حول التفسي بالأثور 35
اختلف العلمحاء ف تفسي الصحاب والتابعي من حيث الحتجاج 37
تفسي القرآن بالقرآن عند الشيخ 39
تفسي القرآن بالسنة 44
تفسي القرآن بأقوال الصحابة والتابعي 50
البحث الثالث :التفسي بالرأي عند الشيخ 55
موقف العلمحاء من التفسي بالرأي 55
منهج الشيخ ف التفسي بالرأي 58
الانب البلغي ف تفسي العقم 60
الاز 1- 60
التشبيه 2- 62
الستعارة 3- 64
الكناية 4- 65
علم العان 66
أ -اللتفات 66
157
ب -الذكر والذف 68
ج -الستفهاما 69
د -التقدي والتأخي 70
الانب اللغوي والنحوي 71
استشهاد الشيخ بالمثال 72
الشاهد الشعري 73
النحو والعراب عند الشيخ 77
أسلوب الشرط 79
زيادة الحرف 80
تناوب الروف 81
الفصل الثالث :قضايا علوما القرآن ف هذا التفسي 83
البحث الول :الناسخ والنسوخ 83
موقف الشيخ من النسخ 84
:تقيق القول ف الروايتي 89
الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجوها البتة نكال من ال وال عزيز" 1- 89
".حكيم
...".لو كان لبن آدما واديان من ذهب لبتغى لمحا ثالثا" 2- 93
طريقة الشيخ ف إيراد الناسخ والنسوخ 95
البحث الثان :القراءات القرآنية 97
توجيه القراءات 100
القراءات الشاذة 102
103 موقف الشيخ من القرءات الشاذة
104 موقفه من القراءات التفسيية
105 البحث الثالث :أسباب النزول
107 منهج الشيخ ف إيراد سبب النزول
114 البحث الرابع :الكي والدن
115 جداول توضيحية
128 الفصل الرابع :القضايا العقدية ف تفسيه
158
129 البحث الول :موقف الشيخ من أساء ال وصفاته).الوجه ,العي ,اليد,
الفوقية(
132 البحث الثان :قضايا عقدية متفرقة
132 -1الستواء
133 -2نصرة الشيخ لذهبه الزيدي
134 -3رؤية ال عزوجل
138 الفصل الامس :منهجه ف عرض آيات الحكاما
138 طرق عرضه لقوال الفقهاء وموقفه منها
143 الفصل السادس :السرائيليات وموقف الشيخ منها
145 البحث :موقف الشيخ من السرائيليات
145 -1قصة آدما عليه السلما ف تسمحية ولده
147 -2زواج النب من زينب بنت جحش
150 -3قصة الغرانيق
153 البحث الثان :منهج الشيخ ف عرض القصص القرآن
153 قصة الائدة
157 الفصل السابع :مزايا وسات هذا التفسي
157 البحث الول :مزايا هذا التفسي
159 البحث الثان :الآخذ على هذا التفسي
165 الاتة
167 فهرس الوضوعات
170 الراجع والصادر
159
.1ابن إسحاق :ممحد بن إسحاق بن يسار الطلب الدن "السيرة النبوية" ,تقيق أحد فريد
الزيدي ,دار الكتب العلمحية ,بيوت لبنان ,الطبعة الول 1422هـ2004/ما.
.2ابن الثي :أبو الفتحم ضياء الدين نصر ال بن ممحد بن ممحد بن عبد الكري الوصلي" ,المثل
السائر في أدب الكاتب و الشاعر" ,الكتبة العصرية بيوت1995 ,ما.
.3ابن الثي :عز الدين أب السن علي بن ممحد الزري" ,أسد الغابة في معرفة الصحابة",
تقيق الشيخ علي ممحد معوض ,والشيخ عادل أحد عبد الوجود ,دار الكتب العلمحية بيوت,
لبنان الطبعة الثالثة1429 ,هـ2008/ما.
.4ابن الزري :أبو الي ممحد بن ممحد بن علي بن يوسف "منجد المقرئين ومرشد الطالبين",
مكتبة القدسي ,القاهرة 1350هـ.
.5ابن الزري :أبو الي ممحد بن ممحد" ,غاية النهاية في طبقات القراء" ,دار الكتب العلمحية,
بيوت ,الطبعة الول 1351هـ1932/ما.
.6ابن الزري :ممحد بن ممحد بن ممحد بن علي بن يوسف" ,طيبة النشر في القراءات العشر",
قدما له ,وضبط نصوصه ,عادل عبد النعم أبو العباس ,مكتبة القرآن ,القاهرة ,الطبعة الول
2008ما.
.7ابن الوزي :أبو الفرج جال الدين عبد الرحان بن علي "نواسخ القرآن" ,الكتبة العصرية,
صيدا بيوت1422 ,هـ2002/ما.
.8ابن الوزي :أبو الفرج عبد الرحان بن علي" ,الموضوعات" ,تقيق عبد الرحان ممحد عثمحان,
دار الفكر ,الطبعة الول1386 ,هـ1966/ما.
.9ابن الوزي :عبد الرحان بن علي بن ممحد" ,زاد المسير في علم التفسير" ,الكتب
السلمي ,بيوت لبنان ,الطبعة الثالثة1404 ,هـ.
.10ابن العرب :أبو بكر ممحد بن عبدال" ,أحكاما القرآن" ,مراجعة وتعليق ممحد عبد القادر
عطا,دار الكتب العلمحية ,بيوت ,الطبعة الثالثة 1424هـ2003/ما.
.11ابن العرب:أبو بكر ممحد بن عبدال بن ممحد بن عبدال" ,الناسخ والمنسوخ في القرآن
الكريم" ,وضع حواشيه الشيخ زكريا عمحيات ,دار الكتب العلمحية ,بيوت لبنان ,الطبعة
الثالثة1427,هـ2006/ما.
.12ابن اللقن :سراج الدين أبو حفص عمحر بن علي بن أحد" ,البدر المنير في تخريج
الحاديث والثار الواقأعة في الشرح الكبير" ,تقيق :مصطفى أبو الغيط و عبد ال بن
160
سليمحان وياسر بن كمحال ,دار الجرة للنشر والتوزيع -الرياض -السعودية ,الطبعة الول ،
1425هـ2004/ما.
.13ابن تيمحية :أبو العباس أحد بن عبد الليم الران" ,منهاج السنة النبوية" :تقيق :د .ممحد
رشاد سال ,مؤسسة قرطبة ,الطبعة الول1406 ,هـ.
.14ابن تيمحية :تقي الدين أبو العباس أحد بن عبد الليم الران" ،مقدمة في أصول التفسير""،
تقيق :ممحود ممحد ممحد نصار ،مكتبة التاث السلمي القاهرة.
.15ابن جن :أبو الفتحم عثمحان" ,المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات واليضاح عنها",
تقيق ممحد عبد القادر عطا ,دار الكتب العلمحية ,بيوت ,الطبعة الول 1419هـ1998/ما.
.16ابن حجر :أحد بن علي العسقلن" ,لسان الميزان" ,منشورات العلمحي ,بيوت ,الطبعة
الثانية 1390هـ 1971/ما.
.17ابن حجر :شهاب الدين أبو الفضل أحد بن علي العسقلن" ,الصابة في تمييز الصحابة",
تقيق ,علي ممحد البجاوي ,نضة مصر.
.18ابن حجر :شهاب الدين أبو الفضل أحد بن علي العسقلن" ,فتح الباري بشرح صحيح
البخاري" ,إخراج وتصحيحم ,مب الدين الطيب ,دار الريان للتاث ,القاهرة ,الطبعة الثانية
1407هـ1987/ما.
.19ابن حجر :شهاب الدين أب الفضل العسقلن ,تقيق عبد الكيم ممحد النيس" ,العجاب
في بيان السباب" ,دار ابن الوزي ,الدماما ,السعودية ,الطبعة الول 1997ما.
.20ابن حزما :أبو ممحد علي بن أحد بن سعيد الندلسي القرطب الظاهري" ,اليصال في المحلى
بالثار" ,تقيق عبد الغفار سليمحان البنداري ,دار الفكر بيوت.
.21ابن حزما :علي بن أحد بن سعيد أبو ممحد" ,الفصل في الملل والهواء والنحل" ,مكتبة
الاني القاهرة.
.22ابن حنبل :أحد أب عبد ال الشيبان" ,مسند الماما أحمد" ,مؤسسة قرطبة ,القاهرة.
.23ابن خالويه" :الحجة في القراءات السبع" ,تقيق د .عبد العال سال مكرما ,دار الشروق
بيوت ,الطبعة الرابعة1401 ,هـ.
.24ابن خالويه :أبو جعفر ممحد بن أحد بن نصر الصبهان " ,إعراب القراءات السبع
وعللها" ,ضبط نصه وعلق عليه ,أبو ممحد السيوطي ,دار الكتب العلمحية ,بيوت لبنان,
الطبعة الول 1427هـ2006/ما.
.25ابن خالويه :أبو عبد ال السي" ,مختصر في شواذ القراءات" ,عال الكتاب ,بيوت.
161
.26ابن خلكان :أبو العباس شس الدين أحد بن ممحد بن أب بكر" ،وفيات العيان وأنباء أبناء
الزمان" ،تقيق الدكتور إحسان عباس ،دار صادر بيوت1977 ،ما.
.27ابن رشد :أبو الوليد ممحد بن أحد بن ممحد بن أحد ,بيوت "بداية المجتهد ونهاية
المقتصد" ,تقيق ماجد المحوي ,دار ابن حزما ,الطبعة الول 1416هـ1995/ما.
.28ابن زنلة :أبوزرعة عبد الرحان بن ممحد" ,حجة القراءات" ,تقيق ,سعيد الفغان ,مؤسسة
الرسالة ,بيوت ,الطبعة الثانية1402 ,هـ1982/ما.
.29ابن عادل :أبو حفص عمحر بن علي الدمشقي النبلي" .اللباب في علوما الكتاب" ،تقيق
عادل أحد عبد الوجود علي ممحد عمحر ,دار الكتب العلمحية ,بيوت لبنان .الطبعة الول
1419هـ 1998 /ما.
.30ابن عاشور :ممحد الطاهر بن ممحد بن ممحد الطاهر" ,التحرير والتنوير" ,مؤسسة التاريخ
العرب ,بيوت ,الطبعة الول 1420هـ2000/ما.
.31ابن عساكر :علي بن السن بن هبة ال الدمشقي" ،تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى
الماما أبي الحسن الشعري"،دار الكتاب العرب بيوت ،الطبعة الثالثة1404،هـ.
.32ابن عطية :أبو ممحد عبد الق" ,المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" ,تقيق وتعليق
عبدال بن إبراهيم النصاري ,والسيد عبد العال السيد إبراهيم ,الطبعة الول1409 ,هـ/
1989ما.
.33ابن قيم الوزية :شس الدين ممحد بن أب بكر "المنار المنيف في الصحيح والضعيف",
حققه وضبطه ,أحد عبد الشاف ,دار الكتب العلمحية ,بيوت 1408هـ1988/ما.
.34ابن قيم الوزية :شس الدين ممحد بن أب بكر" ,الصواعق المرسلة على الجهمية
والمعطلة" ,تقيق علي بن ممحد الدخيل ال ,دار العاصمحة الرياض ,الطبعة الثالثة 1418هـ/
1998ما.
.35ابن كثي :أبو الفداء إساعيل بن عمحر بن كثي القرشي الدمشقي" ،تفسير القرآن العظيم"،
تقيق سامي بن ممحد سلمة دار طيبة للنشر والتوزيع ,الطبعة الثانية 1420هـ1999/ما.
.36ابن ماهد :أبوبكر أحد بن موسى بن العباس التمحيمحي البغدادي" ,السبعة في القراءات",
تقيق الدكتور شوقي ضيف ,دار العارف القاهرة ,الطبعة الثانية.
.37ابن منظور :أبو الفضل جال الدين ممحد بن مكرما" ,لسان العرب" ,د ارصادر ,بيوت,
الطبعة الول 2000ما.
.38أبو الفضل :إبراهيم" ,ديوان امرئ القيس" ,دار العارف ,الطبعة الرابعة 1986ما.
162
.39أبو حسان :جال ممحود "تفسير ابن عاشور التحرير والتنوير :دراسة منهجية ونقدية",
رسالة ماجستي ,الامعة الردنية 1991ما.
.40أبو شهبة :ممحد بن ممحد" ,السرائيليات والموضوعات في كتب التفسير" دار اليل
بيوت ,الطبعة الول 1413هـ1992/ما.
.41إحسان :عباس" ,شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامري" ,التاث العرب ,سلسلة تصدرها وزارة
الرشاد والنباء /الكويت1962 ,ما.
.42الدرهنوي :أحد بن ممحد "طبقات المفسرين" ,تقيق سليمحان بن صال الزي ,مكتبة العلوما
والكم ,الدينة النورة ,الطبعة الول 1997ما.
.43الصبحي :أبو عبد ال مالك بن أنس" ,الموطأ" ,تقيق ممحد فؤاد عبد الباقي ,دار إحياء
التاث العرب ,مصر.
.44الصفهان:أبو القاسم السي بن ممحد" ,المفردات في غريب القرآن" ,تقيق ممحد خليل
عيات ,دار العرفة ,بيوت ,الطبعة الرابعة1426 ,هـ2005/ما.
.45اللبان :ممحد ناصر الدين" ,الحديث حجة بنفسه في العقائد والحكاما" ,مكتبة العارف,
الرياض ,الطبعة الول 1425هـ2005/ما.
.46اللبان :ممحد ناصر الدين" ,سلسلة الحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في
المة" ,ممحد ناصر الدين اللبان ,دار العارف ,الرياض ,الطبعة الول1422 ,هـ199/
2ما.
.47اللوسي :أبو الفضل شهاب الدين السيد ممحود البغدادي" ,روح المعاني في تفسير القرآن
العظيم والسبع المثاني" ,دار الفكر بيوت لبنان1414,هـ1994/ما.
.48إميل :يعقوب "المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية" ,دار الكتب العلمحية ,بيوت
الطبعة الول1417 ,هـ1996/ما.
.49الندلسي :أبو حيان ممحد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان" ,البحر المحيط" ,دار
الفكر ,بيوت ,لبنان الطبعة الثانية1430,هـ1983/ما.
.50الهدل :بدر الدين أبو عبد ال السي بن عبد الرحان بن ممحد" ,تحفة الزمن في تاريخ
سادات اليمن" ,تقيق عبد ال ممحد البشي ,المحع الثقاف أبو ظب المارات العربية.
1425هـ2004/ما
.51الوسي :علي" ,الطباطبائي ومنهجه في تفسيره الميزان" ,معاونية الرئاسة للعلقات الدولية
ف منظمحة العلما السلمي ,طهران ,الطبعة الول 1405هـ1985/ما.
163
.52البخاري :أبو عبد ال ممحد بن إساعيل" ,الجامع الصحيح" ,تقيق مصطفى البغا ,دار ابن
كثي اليمحامة ,بيوت ,الطبعة الثالثة 1407هـ1987/ما.
.53بدوي :أحد" ,بلغة القرآن"
.54البيهي :عبد الوهاب بن عبد الرحان" ,طبقات صلحاء اليمن" ,تقيق عبد ال ممحد
البشي ,مركز الدراسات والبحوث اليمحن ,صنعاء ,دار الداب بيوت ,الطبعة الول
1403هـ1983 /ما.
.55البغوي :أبو ممحد السي بن مسعود الفراء" ,معالم التنزيل في التفسير والتأويل" ,دار الفكر
بيروت1405 ,هـ1985/ما.
.56البيضاوي :ناصر الدين أبو سعيد عبدال بن عمحر بن ممحد الشيازي" ,أنوار التنزيل وأسرار
التأويل",دار الكتب العلمحية ,بيوت لبنان ,الطبعة الول 1408هـ1988/ما.
.57البيهقي :أبو بكر أحد بن السي بن علي بن موسى الراسان" ,شعب اليمان" ,تقيق
ومراجعة الدكتور عبد العلي عبد المحيد حامد ,مكتبة الرشد ,الرياض ,الطبعة الول,
1423هـ2003/ما.
.58التمذي :أبو عيسى ممحد بن عيسى "سنن الترمذي",تقيق بشار عواد معروف ,دار الغرب
السلمي ,بيوت 1998ما.
.59الثعلب :أحد بن ممحد بن إبراهيم أبو إسحاق"،الكشف والبيان في تفسير القرآن" ،تقيق
الشيخ سيد كسروي حسن دار الكتب العلمحية بيوت لبنان الطبعة الول 1425هـ/
2004ما.
.60الربوع :عبد ال بن عبد الرحان " ,أثر اليمان في تحصين المة السلمية ضد الفكار
الهدامة" ,عمحادة البحث العلمحي بالامعة السلمية ,الدينة النورة ,الطبعة الول 1423هـ/
2003ما.
.61الرجان :أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحان بن ممحد " ,دلئل العجاز" ,قراءة وتعليق
ممحود ممحد شاكر,مطبعة الدن ,القاهرة ,دار الدن جدة ,الطبعة الثالثة1413,هـ/
1992ما.
.62الرجان:علي بن ممحد بن علي" ,التعريفات" ,تقيق إبراهيم البياري ,دار الكتاب العرب,
بيوت ,الطبعة الول1405,هـ.
.63البشي :عبد ال ممحد" ,مصادر الفكر السلمي في اليمن" ,المحع الثقاف ,أبو ظب
المارات العربية التحدة1425 ,هـ2004/ما.
164
.64حكمحي :حافظ بن أحد" ,معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الصول" ,تقيق
عمحر بن ممحود أبو عمحر ,دار ابن القيم ,الدماما ,السعودية ,الطبعة الول1410 ,هـ/
1990ما.
.65الكيم التمذي :أبو عبد ال ممحد بن علي بن السن",نوادر الصول في أحاديث
الرسول" ,تقيق عبد الرحن عمحية ,دار اليل ,بيوت ,الطبعة الول 1412هـ1992 /ما.
.66المحد :غان قدوري"" ,أبحاث في علوما القرآن" ,دار عمحار ,عمحان الردن ,الطبعة الول
1426هـ2006/ما.
.67الالدي :صلح عبد الفتاح" ,البيان في إعجاز القرآن" دار عمحار ,عمحان.
.68الالدي :صلح عبد الفتاح" ،تعريف الدارسين بمناهج المفسرين" ،دار القلم دمشق
1429هـ 2008 /ما.
.69خليفة :حاجي عبد ال "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" ,مكتبة الثن بيوت.
.70الدان :أبو عمحرو عثمحان بن سعيد "جامع البيان في القراءات السبع" ,ممحوعة رسائل
جامعية ,جامعة الشارقة ,الطبعة الول 1428هـ2007/ما.
.71الدمشقي :طاهر الزائري" ,توجيه النظر إلى أصول الثر" ,تقيق عبد الفتاح أبو غدة,
مكتبة الطبوعات السلمية ,حلب سوريا ,الطبعة الول 1414هـ1990/ما.
.72الدمياطي :شهاب الدين أحد بن ممحد بن عبد الغن" ,إتحاف فضلء البشر في القراءات
الربعة عشر" ,وضع حواشيه ,الشيخ أنس مهرة ,دار الكتب العلمحية ,بيوت لبنان,
1422هـ2001/ما.
.73الذهب :أبو عبد ال شس الدين ممحد بن أحد بن عثمحان" ,تذكرة الحفاظ" ,دار إحياء
التاث العرب ,بيوت.
.74الذهب :شس الدين ممحد بن أحد بن عثمحان" ,تاريخ السلما ووفيات المشاهير
والعلما" ,تقيق :د .عمحر عبد السلما تدمري ,دار الكتاب العرب ,بيوت .الطبعة:
الول1407 .هـ 1987 /ما.
.75الذهب :شس الدين ممحد بن أحد بن عثمحان" ,سير أعلما النبلء" ,تقيق مب الدين
العمحراوي ,دار الفكر بيوت ,الطبعة الول 1417هـ1997/ما.
.76الذهب :شس الدين ممحد بن أحد" ,ميزان العتدال في نقد الرجال" ,دراسة وتقيق:
الشيخ علي ممحد معوض ,والشيخ عادل أحد عبد الوجود ,دار الكتب العلمحية بيوت لبنان.
الطبعة الول هـ 1995 / 1416ما.
165
.77الذهب :ممحد السيد حسي "السرائيليات في التفسير والحديث" ,دار اليان ,دمشق,
الطبعة الول 1405هـ1985/ما.
.78الذهب :ممحد حسي "التفسير والمفسرون" ،دار اليوسف ،بيوت ,الطبعة الول 1421هـ /
2000ما.
.79الرازي :فخر الدين بن ضياء الدين" ,مفاتيح الغيب" ,دار الفكر ,الطبعة الثالثة1405 ,هـ /
1985ما.
.80الرافعي :مصطفى صادق" ,إعجاز القرآن والبلغة النبوية" ,دار إحياء التاث العرب ,الطبعة
الول1425 ,هـ2004/ما.
.81رضا :ممحد رشيد" ,مجلة المنار" ,ملة شهرية تبحث ف فلسفة الدين وشؤون الجتمحاع
والعمحران ,مصر ,إدارة ملة النار ,الطبعة الثانية 1327هـ.
.82الزبيدي :أبو بكر ممحد بن السن الندلسي" ,طبقات النحوبين " ,تقيق ممحد أبو الفضل
إبراهيم .دار العارف ,الطبعة الثانية.
.83الزبيدي :مب الدين أب فيض السيد ممحد مرتض السين الو اسطي" ,تاج العروس من
جواهر القاموس" ,تقيق علي شيي .دار الفكر .بيوت لبنان1414 .هـ 1994 /ما.
.84الزبيي :علي بن ممحد "ابن جزي ومنهجه في التفسير" ،دار القلم ،دمشق ،سوريا الطبعة
1407هـ1987/ما.
.85الزجاج :أبو إسحاق إبراهيم بن السري" ,معاني القرآن وإعرابه" :تقيق عبد الليل عبده
شلب ,عال الكتاب بيوت ,الطبعة الول 1408هـ1988/ما.
.86الزحيلي :وهبة "الفقه السلمي وأدلته" ,دار الفكر ,دمشق الطبعة الرابعة1418 ,هـ/
1997ما.
.87زرزور :د عدنان" ،الحاكم الجشمي ومنهجه في تفسير القرآن" ،مؤسسة الرسالة.
.88الزرقان :ممحد عبد العظيم" ،مناهل العرفان في علوما القرآن" ،مطبعة عيسى الباب اللب،
الطبعة الثالثة.
.89الزركشي :ممحد بن بارد عبدال ،أبو عبدال" ،البرهان في علوما القرآن" ،تقيق ممحد أبو
الفضل إبراهيم ،دار العرفة بيوت 1391هـ.
.90الزركشي :ممحد بن عبدال بن بادر "البحر المحيط في أصول الفقه" ,تقيق ممحد ممحد
تامر ,دار الكتب العلمحية ,بيوت ,الطبعة الول 1421هـ2000/ما.
166
.91الزركلي :خي الدين" ،العلما" ،دار العلم للمحليي،بيوت لبنان ،الطبعة العاشرة أيلول ,
1992ما.
.92الزمشري :أبو القاسم ممحود بن عمحر الوارزمي" ,الكشاف عن حقائق التنزيل ,وعيون
القأاويل في وجوه التأويل" ,تقيق عبد الرزاق الهدي ,دار التاث العرب بيوت الطبعة
الثانية 1421هـ 2001 /ما.
.93الزيلعي :جال الدين أبو ممحد عبد ال بن يوسف بن ممحد" ,تخريج الحاديث والثار الواقأعة
في تفسير الكشاف للزمخشري" ,تقيق عبد ال بن عبد الرحن السعد ,دار ابن خزية –
الرياض ,الطبعة الول1414 ,هـ.
.94السبكي :تاج الدين أبو النصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكاف "رفع الحاجب عن
مختصر ابن الحاجب" تقيق علي ممحد معوض ,عادل أحد عبد الوجود ,عال الكتب
بيوت لبنان1419,هـ1999/ما.
.95السخاوي :أبو الي شس الدين ممحد بن عبد الرحان" ,المقاصد الحسنة في بيان كثير من
الحاديث المشتهرة على اللسنة" ,دار الجرة ,بيوت 1406هـ1986/ما.
.96السخاوي :شس الدين ممحد بن عبد الرحان "الضوء اللمع لهل القرن التاسع" ,مكتبة
الياة بيوت.
.97السمحي اللب :أحد بن يوسف" ,الدر المصون في علوما الكتاب المكنون" ,تقيق الدكتور
احد ممحد الراط ,دار القلم ,دمشق ,الطبعة الول1406 ,هـ1986/ما.
.98السيوطي :أبو الفضل جلل الدين عبد الرحان بن أب بكر بن ممحد " ,أسباب النزول" ,دار
الجرة ,دار النمحي ,بيوت الطبعة الول1410,هـ1990/ما.
.99السيوطي :جلل الدين بن عبد الرحان بن أب بكر " ,التقان في علوما القرآن"ضبطه
وصححه وخرج آياته ,ممحد سال هاشم ,دار الكتب العلمحية بيوت ,الطبعة الول,
1428هـ2007/ما.
.100السيوطي :جلل الدين عبد الرحان بن أب بكر " ,المزهر في علوما اللغة وأنواعها",تقيق
فؤاد علي منصور ,دار الكتب العلمحية ,بيوت ,الطبعة الول 1998ما.
.101السيوطي :جلل الدين عبد الرحن بن أب بكر" ،طبقات المفسرين" ،تقيق ،علي ممحد
عمحر ،مكتبة وهبة القاهرة ,الطبعة الول1396 ،هـ.
.102السيوطي :جلل الدين عبد الرحن",بغية الوعاة" ,تقيق :د علي ممحد عمحر ,مكتبة
الاني ,القاهرة الطبعة الول 1426هـ2005 /ما.
167
.103الشافعي :أبو عبد ال ممحد بن إدريس القرشي كتاب "الما" تقيق علي ممحد وعادل أحد
دار إحياء التاث العرب بيوت لبنان 1422هـ 2001 /ما.
.104شراب :ممحد ممحد حسن",شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية" ,دار
البشي ,مؤسسة الرسالة ,بيوت الطبعة الول 1427هـ2007/ما.
.105الشنقيطي :ممحد المي بن ممحد الختار الكن" ,أضواء البيان في إيضاح القرآن
بالقرآن" ,دار عال الكتب ,بيوت لبنان.
.106الشهرزوري :أبو عمحرو عثمحان بن عبد الرحان" ،مقدمة ابن الصلح" ،مكتبة الفاراب،
الطبعة الول1984 ،ما.
.107الشوكان :ممحد بن علي بن ممحد" ,فتح القدير" ,دار العرفة بيوت.
.108الصابون :ممحد علي" ,روائع البيان تفسير آيات الحكاما من القرآن" دار الفكر.
.109الصال :صبحي" ,مباحث في علوما القرآن" ,دار الليي ,بيوت ,الطبعة السابعة عشرة,
1988ما.
.110الصفدي :صلح الدين خليل بن أيبك الصفدي" ،الوافي بالوفيات" ,تقيق :أحد
الرناؤوط ،تركي مصطفى دار إحياء التاث العرب ،الطبعة الول سنة 2000ما.
.111الطبي :أبو جعفر ممحد بن جرير "صريح السنة" ,دار اللفاء للكتاب السلمي,
الكويت ,تقيق :بدر يوسف العتوق ,الطبعة الول 1405هـ.
.112الطبي :أبو جعفر ممحد بن جرير بن يزيد بن كثي بن غالب الملي" ,جامع البيان في
تأويل القرآن" ,تقيق أحد ممحد شاكر ,مؤسسة الرسالة ,الطبعة الول1420,هـ/
2000ما.
.113عباس :فضل حسن "القراءات القرآنية وما يتعلق بها" ,دار النفائس ,عمحان ,الطبعة
الول1428 ,هـ2008/ما.
.114عباس :فضل حسن" ,إتقان البرهان في علوما القرآن" دار الفرقان ,عمحان الطبعة الول
1997ما.
.115عباس :فضل حسن" ,لطائف المنان وروائع البيان في دعوى الزيادة في القرآن" ,دار
النور بيوت ,الطبعة الول 1410هـ1989/ما.
.116عباس :فضل حسن" ،التفسير أساسياته واتجاهاته" ،مكتبة دنديس ،عمحان 1426هـ/
2005ما.
168
.117العسقلن :أبو الفضل أحد بن علي بن ممحد أحد بن حجر" ،نزهة النظر في توضيح
نخبة الفكر في مصطلح أهل الثر" ،تقيق عبد ال الرحيلي ،مطبعة السفي ،الرياض،
الطبعة الول.
.118العسقلن :شهاب الدين أبو الفضل أحد بن علي بن حجر "تهذيب التهذيب" ,اعتناء
إبراهيم الزيبق ,وعادل مرشد ,مؤسسة الرسالة ,بيوت لبنان ,الطبعة الول 1419هـ/
2008ما.
.119عواد :ممحد حسن" ,تناوب الحروف الجر في لغة القرآن" ,دار الفرقان عمحان ,الطبعة
الول 1402هـ1982/ما.
.120عياض :أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصب "الشفا بتعريف حقوق
المصطفى" ,تقدي وتقيق طه عبد الرؤوف سعد ,خالد بن ممحد بن عثمحان ,مكتبة الصفا,
القاهرة ,الطبعة الول .1423/2002
.121الغزال :ممحد "فقه السيرة" ,خرج أحاديثه الشيخ ناصر الدين اللبان ,دار الشروق القاهرة,
الطبعة الول 1421هـ2000/ما.
.122الفاراب :أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم" ,ديوان الدب" ,تقيق د أحد متار عمحر ,ود
إبراهيم أنيس ,القاهرة 1974ما.
.123الفاسي تقي الدين ممحد بن أحد السن "العقد الثمين في تاريخ البلد المين" ,تقيق
ممحد عبد القادر أحد عطا ,دار الكتب العلمحية بيوت ,الطبعة الول 419هـ1998/ما.
.124الفتن :ممحد طاهر بن علي الندي" ,تذكرة الموضوعات" ,دار إحياء التاث العرب,
بيوت.
.125الفراهيدي :أبو عبد الرحان ،الليل بن أحد" ،العين" ،دار إحياء التاث العرب ،بيوت.
.126الفيومي :أحد بن ممحد بن علي القري" ،المصباح المنير" ،راجعه الشيخ ممحد حسني
الغمحراوي ،الطبعة الميية ،القاهرة ،الطبعة السادسة 1928ما.
.127القاضي :عبد الفتاح عبد الغن بن ممحد ,دار السلما" ,البدور الزاهرة في القراءات العشر
المتواترة" القاهرة ,الطبعة الول1424 ,هـ2004/ما.
.128القرشي :أبو زيد ممحد بن أب الطاب"،جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والسلما",
تقيق علي ممحد البجاوي دار النهضة مصر الفجالة ،القاهرة.
.129القرطب :أبو عبد ال ممحد بن أحد بن أب بكر" ,الجامع لحكاما القرآن" ,تقيق عبد ال
بن السن التكي ,مؤسسة الرسالة .بيوت .الطبعة الول1421 ،هـ 2006 /ما.
169
.130القزوين :جلل الدين أبو عبد ال ممحد بن سعد الدين بن عمحر" ,اليضاح في علوما
البلغة" ,دار إحياء العلوما ,بيوت ,الطبعة الرابعة 1998ما.
.131القفطي :جال الدين أب حسن علي بن يوسف" ,إنباه الرواة على أنباه النحاة" ,تقيق:
ممحد أبو الفضل إبراهيم دار الفكر العرب ،القاهرة الطبعة الول1406 ،هـ 1986 /ما.
.132الكاسان :علء الدين أبو بكر بن مسعود النفي" ,بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع"
,دار الكتب العلمحية ,بيوت لبنان الطبعة الثانيه 1406هـ 1986 /ما.
.133كحالة :عمحر رضا" ,معجم المؤلفين" ,تقيق مكتب التاث ,مؤسسة الرسالة ,بيوت,
الطبعة ,الول 1414هـ1993/ما.
.134الكرمان :ممحود بن حزة" ,غرائب التفسير وعجائب التأويل" ,تقيق الدكتور شران
سركال يونس العجلي ,دار القبلة للثقافة السلمية ,جدة ومؤسسة علوما القرآن بيوت.
.135الؤيد بال :إبراهيم بن القاسم بن الماما" ,طبقات الزيدية الكبرى" ,تقيق عبد السلما
الوجيه ,مؤسسة الماما زيد بن علي الثقافية ,عمحان ,الطبعة الول 1421هـ2001/ما.
.136الروزي :أبو عبد ال ممحد بن نصر بن الجاج" ,السنة" تقيق سال أحد السلفي ,مؤسسة
الكتب الثقافية ,بيوت ,الطبعة الول 1408هـ.
.137الروزي :أبوعبد ال ممحد بن نصر" ,اختلف العلماء" ,تقيق د صبحي السامرائي ,عال
الكتب بيوت.
.138الزين :خالد بن سليمحان" ,المحرر في أسباب نزول القرآن" ,دار ابن الوزي ,المحلكة
العربية السعودية ,الطبعة الول 1427هـ.
.139مسلم :مصطفى" ،مناهج المفسرين" ،دار السلم .الرياض ،الطبعة الول 1415هـ.
.140الصطاوي :عبد الرحن" ,ديوان أبي فراس الحمداني" ,دار العرفة بيوت ,الطبعة الثانية,
1425هـ2004/ما.
.141الطعن :عبد العظيم إبراهيم ممحد" ,المجاز في اللغة والقرآن الكريم بين الجازة
والمنع" ,مكتبة وهبة القاهرة ,الطبعة الثالثة1425 ,هـ2004/ما.
.142الناوي :زين الدين ممحد بن علي" ,الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي",
تقيق أحد متب ,دار العاصمحة ,الرياض.
.143اليدان :أبو الفضل أحد بن ممحد اليدان النيسابوري" ,مجمع المثال" ,تقيق ممحد ميح
الدين عبد المحيد ,دار العرفة ,بيوت لبنان.
170
.144اليدان :عبد الغن الغنيمحي الدمشقي" ,اللباب في شرح الكتاب" ,تقيق ممحود أمي
النواوي ,دار الكتاب العرب.
.145النحاس :أبو جعفر أحد بن ممحد الرادي "معاني القرآن" ,تقيق يي مراد ,دار الديث
القاهرة1425 ,هـ2004/ما.
.146النسائي :أحد بن شعيب أبو عبد الرحن" ,السنن الكبرى" ,تقيق د.عبد الغفار سليمحان
البنداري ,سيد كسروي حسن ,دار الكتب العلمحية ,بيوت الطبعة الول 1411 ،هـ /
1991ما.
.147النسفي :أبو البكات عبد ال بن أحد ممحود" ,مدارك التنزيل وحقائق التأويل ,تقيق
يوسف علي بديوي .د مي الدين ديب مستو .دار ابن كثي .دمشق .بيوت .الطبعة الول
1426هـ2005 /ما.
.148نوفل :أحد "نسخ التلوة بين النفي والثبات" ,دار الفضيلة ,ودار القطوف ,عمحان,
الطبعة الول 1427هـ2006/ما.
.149النيسابوري :ممحد بن عبدال أبو عبدال الاكم" ،المستدرك على الصحيحين" ،تقيق
مصطفى عبد القادر عطا ،دار الكتب العلمحية ،بيوت الطبعة 1411هـ1990/ما.
.150النيسابوري :مسلم بن الجاج,أبو السي القشيي" ,صحيح مسلم" ,تقيق ممحد فؤاد
عبد الباقي ,دار إحياء التاث العرب ,بيوت.
.151النيسابوري :نظاما الدين السن بن ممحد بن حسي القمحي",غرائب القرآن ورغائب
الفرقأان" ,تقيق الشيخ زكريا عمحيان ,دار الكتب العلمحية .بيوت .الطبعة الول 1416هـ
1996 /ما.
.152الادي :ييح بن السي" ،الحكاما في الحلل والحراما" ،جع علي بن أحد بن أب
حريصة ،منشورات مكتبة التاث السلمي اليمحن ،الطبعة الثانية 1420هـ1999/ما.
.153الاشي :أحد" ,جواهر البلغة في المعاني والبيان والبديع" ,دار إحياء التاث العرب,
بيوت لبنان.
.154الراسي :إلكيا عمحاد الدين بن ممحد الطبي "أحكاما القرآن" دار الكتب العلمحية ,بيوت
لبنان ,الطبعة الول1403 ,هـ 1983 /ما.
.155الروي :أب منصور ممحد بن أحد بن الزهر",تهذيب اللغة" ,تقيق أحد عبد الرحن
ميمحر ,دار الكتب العلمحية ,بيوت الطبعة الول 1425هـ 2004 /ما.
171
.156الواحدي :أبو السن علي بن أحد النيسابوري" ,أسباب النزول" ,تقيق طارق الطنطاوي,
مكتبة القرآن /القاهرة.
.157الوجيه :عبد السلما بن عباس",أعلما المؤلفين الزيدية" ,مؤسسة الماما زيد بن علي
الثقافية ,الطبعة الول 1420هـ1999/ما.
172