You are on page 1of 5

‫تقرير تركيبي حول ندوة *حماية حقوق االنسان في زمن كورونا‬

‫وسبل النهوض بها _ الحقوق االقتصادية واالجتماعية ‪.‬‬

‫بمناسبة اليوم العالمي لحقوق اإلنسان الذي يصادف يوم ‪ 10‬دجنبر من كل سنة‪ ،‬وانسجاما مع التوجهات‬
‫التي أقرتها األمم المتحدة لالحتفال بهذه الذكرى والمتمثلة في التركيز على موضوع حقوق االنسان في‬
‫سياق جائحة كوفيد ‪.19‬‬
‫وفي هذا السياق تخلد وزارة الدولة المكلفة بحقوق اإلنسان والعالقات مع البرلمان _قطاع حقوق االنسان‬
‫_ هذه الذكرى باستحضار هذه الظروف الراهنة التي فرضتها جائحة كورونا عن طريق برمجة ندوات‬
‫تفاعلية لمقاربة التدابير واإلجراءات المتخدة لمجابهة هذه الجائحة وأثرها على حقوق وحريات االفراد‪،‬‬
‫ومن ضمن هاته الندوات ندوة تحت عنوان *حماية حقوق االنسان في زمن كورونا وسبل النهوض بها‬
‫_الحقوق االقتصادية واإلجتماعية _* والتي نظمت بتاريخ ‪ 17‬دجنبر من سنة ‪ 2020‬على الساعة‬
‫الرابعة بعد الزوال بمقر وزارة الدولة المكلفة بحقوق اإلنسان والعالقات مع البرلمان‪.‬‬

‫وتم تأطير وتسيير أطوار هذه الندوة من طرف الصحفي يوسف بالهيسي والذي استعرض في بداية‬
‫الندوة عدة إشكاالت تشكل المحاور التي سيتم معالجتها داخل هاته الندوة‪ ،‬والتي جاءت كاالتي‪:‬‬

‫‪+‬كيف دبرنا الجائحة على المستوى‪ $‬االقتصادي واالجتماعي‪.‬‬


‫‪+‬ماطبيعة اإلجراءات التي اتخذتها السلطات الحتواء تداعيات الجائحة على المواطن‪.‬‬
‫‪ +‬ماهي االختالالت التي كشفتها الجائحة على المستويين اإلقتصادي واالجتماعي‪.‬‬
‫‪+‬ماهي تصورات الحكومة لتحقيق االنتعاش االقتصادي وتعزيز الحماية االجتماعية بعد‬
‫الجائحة‪.‬‬
‫ولمعالجة كل هذه اإلشكاالت حضر في هذه الندوة كل من السيد عبد الكريم اسباعين مدير التعاون الدولي‬
‫والشراكة بوزارة الشغل واالدماج المهني‪ ،‬ثم السيد لحسن اولحاج عضو المجلس االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬وأخيرا السيد نجيب الصومعي خبير مالي ومحلل اقتصادي الذي حضر عن بعد لكن وجب‬
‫اإلشارة إلى أنه تم فقدان االتصال به وبالتالي لم يشارك في هاته الندوة كما كان معوال عليه‪.‬‬

‫إضافة إلى مشاركة متفاعلين حضروا الندوة عن بعد من أجل إثراء النقاش‪.‬‬

‫بعد طرح اإلشكاالت المتعلقة بالندوة والتعريف بالضيوف قام المنسق بتوزيع الكلمة على السادة الكرام‬
‫من أجل التدخل واإلجابة على كل االشكاالت وتقديم تفسيرات بخصوصها‪.‬‬

‫السيد اسباعين‪ :‬افتتح السيد اسباعين مداخالته للحديث عن آثار الجائحة على قطاع الشغل والذي‬
‫اعتبرها أنها كانت مباشرة بالنسبة لهذا القطاع‪ ،‬وقدم إحصائيات تبرر هذا التأثير على الشغل بصفة‬
‫عامة‪ ،‬وبدأ بالقطاع الخدماتي التي وصلت نسبة الضرر به إلى حدود ‪ ،%70‬التجارة وإصالح السيارات‬
‫بنسبة ‪ ، %23‬مجال البناء بنسبة ‪ %12.2 ، %18.9‬نسبة الفنادق واالقامة‪ ،‬الصناعة التحويلية‬
‫‪ ، %8.7‬الحرف نسبة ‪ ،%7.9‬وأخيرا ‪ %6‬بالنسبة للقطاع العلمي‪ .‬إضافة إلى هذا قدم إحصائيات‬
‫حول نسبة األجراء المتضررين من الحجر الصحي وتوقف العمل‪ ،‬بحيث تبوأ قطاع اإلقامة والفنادق‬
‫المرتبة األولى بنسبة ‪ ،%77‬ثم تليها األنشطة الترفيهية بنسبة ‪ ،%55‬الصناعة التحويلية بنسبة ‪،%52‬‬
‫ومجال البناء بنسبة ‪ ،%48‬وأخيرا قطاع التجارة وإصالح السيارات بنسبة ‪ ،%39‬ثم أعطى مقارنة بين‬
‫عدد االجراء الموقوفين عن العمل بداية الجائحة في مارس والذي بلغ عددهم ‪ 810‬ألف أجير‪ ،‬وفي شهر‬
‫أبريل حيث ارتفع عددهم إلى ‪ 950‬ألف أجير موقوف عن العمل‪.‬‬

‫وفي مداخلة ثانية حول اإلجراءات التي قامت بها وزارة الشغل من أجل تبديد أثار هذه الجائحة‪ ،‬أشار‬
‫إلى أن الجائحة في حد ذاتها ليست سبب األزمة وإنما الحجر الصحي هو الذي خلقها ولكن ال حياد عنه‬
‫ألنه من التدابير الهامة من أجل حفظ حق أساسي وهو الحق في الحياة‪ ،‬وعالقة باإلجراءات المتخدة من‬
‫طرف الوزارة للحد من تداعيات الجائحة عبر عن ضرورة التعبئة الشاملة في هذا المجال‪ ،‬كما نوه‬
‫بالصندوق الذي احدثه الملك والمتعلق بمجابهة آثار الجائحة حيث ساهم هذا الصندوق وكان له األثر‬
‫اإليجابي من خالل دعم المقاوالت المتضررة واالجراء الموقوفين عن العمل واالسر التي ال دخل لها‬
‫سواء في القطاع المهيكل أو الغير مهيكل وبلغ عددهم ما يقارب خمس ماليين من األسر المستفيدة‪.‬‬

‫وفي إطار مداخلته الثالثة حول مدى احترام التدابير االحترازية داخل المقاوالت وأماكن الشغل أكد على‬
‫أن الوزارة عملت على إعادة توجيه المفتشين في اتجاه الصحة والسالمة المهنية‪ ،‬إضافة إلى إحداث‬
‫الوزارة لجنة مختلطة بين‪-‬وزارية على المستوى الوطني من أجل مراقبة مدى تطبيق واحترام التدابير‬
‫االحترازية عن طريق زيارات للتحسيس والمراقبة في آن واحد حيث كانت تحرر محاضر ضد‬
‫المخالفين وأحيانا يصل األمر إلى إغالق المقاولة‪ ،‬كما حثت الوزارة المقاوالت التي لها إمكانيات‬
‫والجرائها االشتغال عن بعد ‪ ،‬إضافة إلى العديد من اإلجراءات التي اتخذت على مستوى وزارة الشغل‬
‫من أجل سير عجلة االقتصاد وحفاظ االجراء على أجورهم‪.‬‬
‫وضمن مداخلته الرابعة أبدى السيد اسباعين تخوفه من االنماط الجديدة للعمل لما تطرحه من إشكاالت‬
‫على مستوى الحماية االجتماعية‪ ،‬وأشار إلى أنه لكي يكون عدنا اقتصاد متكامل البد من مقاربة تشاركية‬
‫شاملة إضافة إلى االقتصاد االجتماعي التضامني‪ ،‬ثم أشار إلى ضرورة التنوع في االقتصاد من أجل‬
‫تحقيق التوازن المجالي وخلق أنماط عمل يكون االنسان صلبها‪.‬‬

‫وهمت مداخلته الخامسة تصور الوزارة لما بعد الجائحة واإلجراءات بخصوص ورش الحماية‬
‫االجتماعية والذي اعتبره من ضمن األوراش الكبرى المهمة التي تسعى الوزارة إلى توسيعها لتشمل ما‬
‫يسمى بغير االجراء (المهن الحرة) والتي أصبحت تشكل شريحة مهمة داخل المجتمع حيث بلغت نسيتها‬
‫إلى ‪ 11‬مليون نسمة الشيء الذي يستدعي االلتفات إليهم واداجهم في ورش الحماية االجتماعية كما تعتبر‬
‫هذه األخيرة حافز للقضاء القطاع غير المهيكل من خالل تقنين هذا المجال وحماية االجراء العاملين في‬
‫هكذا قطاعات وصون كرامتهم‪ .‬وأثار نقطة مهمة فيما يتعلق بنظام التقاعد في القطاع الخاص أنه يطرح‬
‫إشكاال بخصوص االجراء الغير المصرح بهم وبالتالي وقوع هاته الفئة في فخ الفقر عند التقاعد من‬
‫جديد‪.‬‬

‫اما مداخلته السادسة كانت حول خطط الوزارة لمساعدة من فقد عمله حيث أكد على أن وزارة الشغل‬
‫لديها عدة تدابير لمواكبة هاته الفئة المتضررة‪ ،‬ونوه كذلك بصندوق محمد السادس الذي من شأنه أن‬
‫يكون حافزا للمقاوالت ومحطة لدعمها وستكون له آثار ايجابية‪ ،‬كما أكد على أن الوزارة تعمل على‬
‫تنزيل ورش المخطط الوطني للتشغيل على المستوى الجهوي واإلقليمي وبالتالي خلق منظومة التشغيل‬
‫على المستوى الجهوي تراعي خصوصيات كل جهة‪ ،‬وحث على ضرورة المقاربة التشاركية من أجل‬
‫انخراط المقاوالت في االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫في إطار مداخلته األخيرة حول لجنة النموذج التنموي وتأثير الجائحة على توجهاته أشار إلى أنه إضافة‬
‫إلى الدراسات التي تقوم بها لجنة النموذج التنموي فإن الجائحة ابانت عن مكامن النقص في العديد من‬
‫القطاعات وفتحت مجاال للنقاش على أشياء لم تكن مطروحة‪ ،‬كما دعى إلى ضرورة إعادة النظر في‬
‫العالقات الشغلية مستقبال وأن برامج التشغيل ستشكل قاطرة لالقتصاد الوطني‪.‬‬

‫أما بالنسبة للجهة األخرى فقد استهل السيد اولحاج حديثه عن مجهودات المجلس االقتصادي‬
‫واالجتماعي الذي أنجز دراسة عن طريق لجنة خاصة حول أثار الجائحة والتي سلمت إلى السلطات‬
‫العمومية‪ ،‬وقد أكد على الطرح السابق للسيد اسباعين أن الجائحة لم تكن لها آثار مباشرة وإنما الحجر‬
‫الصحي هو من تسبب في هاته األزمة االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬كما اعتبر أن الحجر الصحي لم يكن‬
‫ضروريا وأسبابه كانت نفسية أكثر ماهي جسدية‪ ،‬حيث تسبب في وقف عجلة االقتصاد وبالتالي تراجع‬
‫الناتج الداخلي الخام الذي من لم يسبق له التراجع منذ سنة ‪ 1999‬وهذا يرجع إلى توقف األنشطة‬
‫االقتصادية كليا أو جزئيا مما ساهم هو اآلخر في ارتفاع البطالة‪.‬‬

‫اما فيما يخص مداخلته الثانية والتي كانت حول اإلجراءات التي اتخذها المجلس لمصاحبة المتضريرن‬
‫من الحجر الصحي أكد على أنه كانت هناك عدة إجراءات إيجابية شارك فيها المجلس إلى جانب وزارة‬
‫المالية منذ بداية الجائحة من أجل االعتناء بالقطاع غير المهيكل عن طريق توزيع المساعدات واقتراح‬
‫إجراءات من شأنها تسهيل عملية الدعم‪ ،‬وفي نفس الطرح أشاد السيد اولحاج بعملية التضامن االجتماعي‬
‫التي ساهمت كثيرا في التخفيف من وطأة هذه الجائحة‪ ،‬وأخيرا للخروج من هذه الجائحة وانعاش‬
‫االقتصاد اقترح توزيع مداخيل للناس حيث أن القروض تبقى غير كافية‪.‬‬
‫وعالقة بمداخلته الثالثة فقد ركز فيها على القطاع الصحي الذي يعاني من النقص في كل شيء سواء‬
‫المستشفيات أو االطباء المنعشين والممرضين كذلك ومراكز الصحة الجامعية ‪ ...‬ولهذا األمر في وجهة‬
‫نظره يتطلب إلى ثورة في مجال التكوين لسد الخصاص وتقوية النظام الصحي لمجابهة مثل هذه األوبئة‬
‫مستقبال‪ ،‬هذا من جانب اما من الجانب اآلخر فاألمر يستدعي تقوية وتشجيع صناعة الصيدلة واقتحام‬
‫مجاالت جديدة في المجال الطبي كاللقاحات واألدوية الجديدة‪ ،‬واالنكباب في الثورة التكنولوجية والعلمية‬
‫كالتطبيب عن بعد مثال‪،‬‬

‫ولبناء اقتصاد أكثر قوة بعد الجائحة فإن الضرورة تفرض التخلي عن الصناعات ذات القيمة المضافة‬
‫الضعيفة والتوجه نحو الصناعات الكبرى كصناعة السيارات الذي أصبح قطاع مهم داخل االقتصاد‬
‫الوطني وصناعات أخرى من شأنها الرفع من تنامي وثيرة االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫وتلخصت مداخلته الرابعة حول ضرورة إصالح نظام التقاعد الذي اعتبره نظام غير صالح نظرا لكون‬
‫السقف المحدد لتقاعد االجراء يوقع األجير في فخ الفقر مجددا‪ ،‬وأشار إلى ضرورة تعميم التغطية‬
‫الصحية ومزجها عن طريق الرسملة وعن طريق التوزيع تشجيعا لنظام التقاعد‪ ،‬وفي إجابته عن سؤال‬
‫مدى تعزيز الجائحة األدوار االجتماعية للدولة راهن على أن الدولة على المستوى القريب سيكون لها‬
‫دورا مركزيا في االقتصاد وأن الجائحة تفرض على الدولة حاليا لعب دور هام في المجال االجتماعي‪.‬‬

‫وفي تتابع مداخالته وضمن إطار مداخلته الخامسة حول سؤال اإلجراءات االستعجالية التي تستدعيها‬
‫الوضعية االقتصادية حيث دعى إلى وضع خطة محكمة إلنعاش االقتصاد الوطني عن طريق استثمارات‬
‫وتوزيع مداخيل للمتظررين سعيا للموازنة بين العرض والطلب داخل السوق الوطنية‪ ،‬وأضاف إلى‬
‫ضرورة جعل عدد من الديون نقدية أي شراؤها من طرف البنك المركزي كما هو معمول به في بعض‬
‫الدول كالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬أما بخصوص قانون المالية السنوي اعتبره غير كافيا إلنعاش‬
‫االقتصاد ألنه يوضع تحت سقف الدستور الذي يتحدث عن التوازن في المالية العامة‪ ،‬وبالتالي ضرورة‬
‫إنعاش االقتصاد خارج الميزانية السنوية‪.‬‬

‫وجاءت مداخلته السادسة تحت سؤال إلى أي حد شكلت هذه األزمة فرصة حقيقية لتغيير بعض‬
‫سلوكيات المجتمع حيث أشاد بالدور الرقمنة والتي ساهمت في عدم انقطاع اجتماعات المجلس بل‬
‫وزادت من تكثيفها إضافة إلى التقشف حيث قلصت مصاريف التنقل التي كان يتحمل أعباءها المجلس‪،‬‬
‫وعليه فمن الضروري دمج االسلوبين الحضوري وأسلوب االجتماعات عن بعد معا لما له من إيجابيات‬
‫سواء على مستوى الوقت أو المصاريف‪ ،‬وفي نفس الوقت عبر عن ضرورة تعميمها لتشمل كافة‬
‫الخدمات في جل القطاعات الوطنية‪.‬‬

‫ختاما لمداخالته والتي كانت متعلقة بالنموذج التنموي وماذا يجب أن يأخذ بعين االعتبار تطرق إلى‬
‫مسألة تنمية االقتصاد والصناعة والعالم القروي عن طريق تثمين الموارد الفالحية واالستفادة منها‪،‬‬
‫والتشجيع كذلك على إقامة مراكز قروية تضم أنشطة صناعية صغيرة لفائدة األفراد غير المنظوين في‬
‫قطاع الفالحة‪ ،‬إضافة إلى الرفع من عدد الجامعات قصد تطوير وتجويد التعليم الجامعي وضرورة‬
‫تكوين األطر المتوسطة لرفع االقصاد‪.‬‬
‫ه ذا‪ ،‬وأتيح المج ال بين الفين ة واألخ رى ض من أط وار الن دوة أم ام المتف اعلين لط رح مقترح اتهم‬
‫وتساؤالتهم المتعلقة بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والتي لم يتوانى الضيوف الكرام في اإلجاب ة عنه ا‬
‫بكل وضوح واسترسال قصد ازالة اللبس والغموض عنها‪.‬‬

You might also like