Professional Documents
Culture Documents
بمناسبة اليوم العالمي لحقوق اإلنسان الذي يصادف يوم 10دجنبر من كل سنة ،وانسجاما مع التوجهات
التي أقرتها األمم المتحدة لالحتفال بهذه الذكرى والمتمثلة في التركيز على موضوع حقوق االنسان في
سياق جائحة كوفيد .19
وفي هذا السياق تخلد وزارة الدولة المكلفة بحقوق اإلنسان والعالقات مع البرلمان _قطاع حقوق االنسان
_ هذه الذكرى باستحضار هذه الظروف الراهنة التي فرضتها جائحة كورونا عن طريق برمجة ندوات
تفاعلية لمقاربة التدابير واإلجراءات المتخدة لمجابهة هذه الجائحة وأثرها على حقوق وحريات االفراد،
ومن ضمن هاته الندوات ندوة تحت عنوان *حماية حقوق االنسان في زمن كورونا وسبل النهوض بها
_الحقوق االقتصادية واإلجتماعية _* والتي نظمت بتاريخ 17دجنبر من سنة 2020على الساعة
الرابعة بعد الزوال بمقر وزارة الدولة المكلفة بحقوق اإلنسان والعالقات مع البرلمان.
وتم تأطير وتسيير أطوار هذه الندوة من طرف الصحفي يوسف بالهيسي والذي استعرض في بداية
الندوة عدة إشكاالت تشكل المحاور التي سيتم معالجتها داخل هاته الندوة ،والتي جاءت كاالتي:
إضافة إلى مشاركة متفاعلين حضروا الندوة عن بعد من أجل إثراء النقاش.
بعد طرح اإلشكاالت المتعلقة بالندوة والتعريف بالضيوف قام المنسق بتوزيع الكلمة على السادة الكرام
من أجل التدخل واإلجابة على كل االشكاالت وتقديم تفسيرات بخصوصها.
السيد اسباعين :افتتح السيد اسباعين مداخالته للحديث عن آثار الجائحة على قطاع الشغل والذي
اعتبرها أنها كانت مباشرة بالنسبة لهذا القطاع ،وقدم إحصائيات تبرر هذا التأثير على الشغل بصفة
عامة ،وبدأ بالقطاع الخدماتي التي وصلت نسبة الضرر به إلى حدود ،%70التجارة وإصالح السيارات
بنسبة ، %23مجال البناء بنسبة %12.2 ، %18.9نسبة الفنادق واالقامة ،الصناعة التحويلية
، %8.7الحرف نسبة ،%7.9وأخيرا %6بالنسبة للقطاع العلمي .إضافة إلى هذا قدم إحصائيات
حول نسبة األجراء المتضررين من الحجر الصحي وتوقف العمل ،بحيث تبوأ قطاع اإلقامة والفنادق
المرتبة األولى بنسبة ،%77ثم تليها األنشطة الترفيهية بنسبة ،%55الصناعة التحويلية بنسبة ،%52
ومجال البناء بنسبة ،%48وأخيرا قطاع التجارة وإصالح السيارات بنسبة ،%39ثم أعطى مقارنة بين
عدد االجراء الموقوفين عن العمل بداية الجائحة في مارس والذي بلغ عددهم 810ألف أجير ،وفي شهر
أبريل حيث ارتفع عددهم إلى 950ألف أجير موقوف عن العمل.
وفي مداخلة ثانية حول اإلجراءات التي قامت بها وزارة الشغل من أجل تبديد أثار هذه الجائحة ،أشار
إلى أن الجائحة في حد ذاتها ليست سبب األزمة وإنما الحجر الصحي هو الذي خلقها ولكن ال حياد عنه
ألنه من التدابير الهامة من أجل حفظ حق أساسي وهو الحق في الحياة ،وعالقة باإلجراءات المتخدة من
طرف الوزارة للحد من تداعيات الجائحة عبر عن ضرورة التعبئة الشاملة في هذا المجال ،كما نوه
بالصندوق الذي احدثه الملك والمتعلق بمجابهة آثار الجائحة حيث ساهم هذا الصندوق وكان له األثر
اإليجابي من خالل دعم المقاوالت المتضررة واالجراء الموقوفين عن العمل واالسر التي ال دخل لها
سواء في القطاع المهيكل أو الغير مهيكل وبلغ عددهم ما يقارب خمس ماليين من األسر المستفيدة.
وفي إطار مداخلته الثالثة حول مدى احترام التدابير االحترازية داخل المقاوالت وأماكن الشغل أكد على
أن الوزارة عملت على إعادة توجيه المفتشين في اتجاه الصحة والسالمة المهنية ،إضافة إلى إحداث
الوزارة لجنة مختلطة بين-وزارية على المستوى الوطني من أجل مراقبة مدى تطبيق واحترام التدابير
االحترازية عن طريق زيارات للتحسيس والمراقبة في آن واحد حيث كانت تحرر محاضر ضد
المخالفين وأحيانا يصل األمر إلى إغالق المقاولة ،كما حثت الوزارة المقاوالت التي لها إمكانيات
والجرائها االشتغال عن بعد ،إضافة إلى العديد من اإلجراءات التي اتخذت على مستوى وزارة الشغل
من أجل سير عجلة االقتصاد وحفاظ االجراء على أجورهم.
وضمن مداخلته الرابعة أبدى السيد اسباعين تخوفه من االنماط الجديدة للعمل لما تطرحه من إشكاالت
على مستوى الحماية االجتماعية ،وأشار إلى أنه لكي يكون عدنا اقتصاد متكامل البد من مقاربة تشاركية
شاملة إضافة إلى االقتصاد االجتماعي التضامني ،ثم أشار إلى ضرورة التنوع في االقتصاد من أجل
تحقيق التوازن المجالي وخلق أنماط عمل يكون االنسان صلبها.
وهمت مداخلته الخامسة تصور الوزارة لما بعد الجائحة واإلجراءات بخصوص ورش الحماية
االجتماعية والذي اعتبره من ضمن األوراش الكبرى المهمة التي تسعى الوزارة إلى توسيعها لتشمل ما
يسمى بغير االجراء (المهن الحرة) والتي أصبحت تشكل شريحة مهمة داخل المجتمع حيث بلغت نسيتها
إلى 11مليون نسمة الشيء الذي يستدعي االلتفات إليهم واداجهم في ورش الحماية االجتماعية كما تعتبر
هذه األخيرة حافز للقضاء القطاع غير المهيكل من خالل تقنين هذا المجال وحماية االجراء العاملين في
هكذا قطاعات وصون كرامتهم .وأثار نقطة مهمة فيما يتعلق بنظام التقاعد في القطاع الخاص أنه يطرح
إشكاال بخصوص االجراء الغير المصرح بهم وبالتالي وقوع هاته الفئة في فخ الفقر عند التقاعد من
جديد.
اما مداخلته السادسة كانت حول خطط الوزارة لمساعدة من فقد عمله حيث أكد على أن وزارة الشغل
لديها عدة تدابير لمواكبة هاته الفئة المتضررة ،ونوه كذلك بصندوق محمد السادس الذي من شأنه أن
يكون حافزا للمقاوالت ومحطة لدعمها وستكون له آثار ايجابية ،كما أكد على أن الوزارة تعمل على
تنزيل ورش المخطط الوطني للتشغيل على المستوى الجهوي واإلقليمي وبالتالي خلق منظومة التشغيل
على المستوى الجهوي تراعي خصوصيات كل جهة ،وحث على ضرورة المقاربة التشاركية من أجل
انخراط المقاوالت في االقتصاد الوطني.
في إطار مداخلته األخيرة حول لجنة النموذج التنموي وتأثير الجائحة على توجهاته أشار إلى أنه إضافة
إلى الدراسات التي تقوم بها لجنة النموذج التنموي فإن الجائحة ابانت عن مكامن النقص في العديد من
القطاعات وفتحت مجاال للنقاش على أشياء لم تكن مطروحة ،كما دعى إلى ضرورة إعادة النظر في
العالقات الشغلية مستقبال وأن برامج التشغيل ستشكل قاطرة لالقتصاد الوطني.
أما بالنسبة للجهة األخرى فقد استهل السيد اولحاج حديثه عن مجهودات المجلس االقتصادي
واالجتماعي الذي أنجز دراسة عن طريق لجنة خاصة حول أثار الجائحة والتي سلمت إلى السلطات
العمومية ،وقد أكد على الطرح السابق للسيد اسباعين أن الجائحة لم تكن لها آثار مباشرة وإنما الحجر
الصحي هو من تسبب في هاته األزمة االقتصادية واالجتماعية ،كما اعتبر أن الحجر الصحي لم يكن
ضروريا وأسبابه كانت نفسية أكثر ماهي جسدية ،حيث تسبب في وقف عجلة االقتصاد وبالتالي تراجع
الناتج الداخلي الخام الذي من لم يسبق له التراجع منذ سنة 1999وهذا يرجع إلى توقف األنشطة
االقتصادية كليا أو جزئيا مما ساهم هو اآلخر في ارتفاع البطالة.
اما فيما يخص مداخلته الثانية والتي كانت حول اإلجراءات التي اتخذها المجلس لمصاحبة المتضريرن
من الحجر الصحي أكد على أنه كانت هناك عدة إجراءات إيجابية شارك فيها المجلس إلى جانب وزارة
المالية منذ بداية الجائحة من أجل االعتناء بالقطاع غير المهيكل عن طريق توزيع المساعدات واقتراح
إجراءات من شأنها تسهيل عملية الدعم ،وفي نفس الطرح أشاد السيد اولحاج بعملية التضامن االجتماعي
التي ساهمت كثيرا في التخفيف من وطأة هذه الجائحة ،وأخيرا للخروج من هذه الجائحة وانعاش
االقتصاد اقترح توزيع مداخيل للناس حيث أن القروض تبقى غير كافية.
وعالقة بمداخلته الثالثة فقد ركز فيها على القطاع الصحي الذي يعاني من النقص في كل شيء سواء
المستشفيات أو االطباء المنعشين والممرضين كذلك ومراكز الصحة الجامعية ...ولهذا األمر في وجهة
نظره يتطلب إلى ثورة في مجال التكوين لسد الخصاص وتقوية النظام الصحي لمجابهة مثل هذه األوبئة
مستقبال ،هذا من جانب اما من الجانب اآلخر فاألمر يستدعي تقوية وتشجيع صناعة الصيدلة واقتحام
مجاالت جديدة في المجال الطبي كاللقاحات واألدوية الجديدة ،واالنكباب في الثورة التكنولوجية والعلمية
كالتطبيب عن بعد مثال،
ولبناء اقتصاد أكثر قوة بعد الجائحة فإن الضرورة تفرض التخلي عن الصناعات ذات القيمة المضافة
الضعيفة والتوجه نحو الصناعات الكبرى كصناعة السيارات الذي أصبح قطاع مهم داخل االقتصاد
الوطني وصناعات أخرى من شأنها الرفع من تنامي وثيرة االقتصاد الوطني.
وتلخصت مداخلته الرابعة حول ضرورة إصالح نظام التقاعد الذي اعتبره نظام غير صالح نظرا لكون
السقف المحدد لتقاعد االجراء يوقع األجير في فخ الفقر مجددا ،وأشار إلى ضرورة تعميم التغطية
الصحية ومزجها عن طريق الرسملة وعن طريق التوزيع تشجيعا لنظام التقاعد ،وفي إجابته عن سؤال
مدى تعزيز الجائحة األدوار االجتماعية للدولة راهن على أن الدولة على المستوى القريب سيكون لها
دورا مركزيا في االقتصاد وأن الجائحة تفرض على الدولة حاليا لعب دور هام في المجال االجتماعي.
وفي تتابع مداخالته وضمن إطار مداخلته الخامسة حول سؤال اإلجراءات االستعجالية التي تستدعيها
الوضعية االقتصادية حيث دعى إلى وضع خطة محكمة إلنعاش االقتصاد الوطني عن طريق استثمارات
وتوزيع مداخيل للمتظررين سعيا للموازنة بين العرض والطلب داخل السوق الوطنية ،وأضاف إلى
ضرورة جعل عدد من الديون نقدية أي شراؤها من طرف البنك المركزي كما هو معمول به في بعض
الدول كالواليات المتحدة األمريكية ،أما بخصوص قانون المالية السنوي اعتبره غير كافيا إلنعاش
االقتصاد ألنه يوضع تحت سقف الدستور الذي يتحدث عن التوازن في المالية العامة ،وبالتالي ضرورة
إنعاش االقتصاد خارج الميزانية السنوية.
وجاءت مداخلته السادسة تحت سؤال إلى أي حد شكلت هذه األزمة فرصة حقيقية لتغيير بعض
سلوكيات المجتمع حيث أشاد بالدور الرقمنة والتي ساهمت في عدم انقطاع اجتماعات المجلس بل
وزادت من تكثيفها إضافة إلى التقشف حيث قلصت مصاريف التنقل التي كان يتحمل أعباءها المجلس،
وعليه فمن الضروري دمج االسلوبين الحضوري وأسلوب االجتماعات عن بعد معا لما له من إيجابيات
سواء على مستوى الوقت أو المصاريف ،وفي نفس الوقت عبر عن ضرورة تعميمها لتشمل كافة
الخدمات في جل القطاعات الوطنية.
ختاما لمداخالته والتي كانت متعلقة بالنموذج التنموي وماذا يجب أن يأخذ بعين االعتبار تطرق إلى
مسألة تنمية االقتصاد والصناعة والعالم القروي عن طريق تثمين الموارد الفالحية واالستفادة منها،
والتشجيع كذلك على إقامة مراكز قروية تضم أنشطة صناعية صغيرة لفائدة األفراد غير المنظوين في
قطاع الفالحة ،إضافة إلى الرفع من عدد الجامعات قصد تطوير وتجويد التعليم الجامعي وضرورة
تكوين األطر المتوسطة لرفع االقصاد.
ه ذا ،وأتيح المج ال بين الفين ة واألخ رى ض من أط وار الن دوة أم ام المتف اعلين لط رح مقترح اتهم
وتساؤالتهم المتعلقة بالحقوق االقتصادية واالجتماعية والتي لم يتوانى الضيوف الكرام في اإلجاب ة عنه ا
بكل وضوح واسترسال قصد ازالة اللبس والغموض عنها.