You are on page 1of 18

‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪ ،‬شيخنا العارف باهلل ‪ ،‬نرجو منكم ِإعطائنا‬

‫‪ .‬نبذه عن االستغفار‪ ،‬وجزاكم هللا كل خير‬

‫وعليكم السالم ورحمة هللا وبركاته‪ ،‬ابنائي واخواني بارك هللا لكم في حبكم‬
‫لمعالي األمور و حرصكم على التعلم‪ ،‬وخير طريقة لطلب العلم هي السؤال‬
‫‪،‬وكما قال أهل العلم‪ :‬العلوم اقفال وحسن السؤال مفاتحها‪،‬‬

‫‪ ›،‬وقال مجاهد رحمه هللا تعالى ‹ ال يتعلم العلم مستح وال مستكبر‬

‫ي رحمه‬
‫وفي جوابي هذا تذكير لنفسي قبل غيري كما قال أبو األسود الدؤل ُّ‬
‫‪:‬هللا‬

‫يَا أَيُّ َها َّ‬


‫الر ُج ُل ال ُمعَ ِّل ُم َ‬
‫غ ْي َر ُه‬
‫َان ذَا التَّ ْع ِّلي ُم‬ ‫* َه ََّّل ِّلنَ ْف ِّ‬
‫س َك ك َ‬

‫السقَ ِّام‬ ‫ت َ ِّص ُ‬


‫ف الد ََّوا َء ِّلذِّي ِّ‬
‫ضنَى * َك ْي َما يَ ِّص ُّح ِّب ِّه َوأَ ْنتَ َ‬
‫س ِّقي ُم‬ ‫َوذِّي ال َّ‬

‫عقُولَ َنا‬‫الرشَا ِّد ُ‬ ‫َوأ َ َر َ‬


‫اك ت ُ ْ‬
‫ص ِّل ُح ِّب َّ‬
‫ع ِّقي ُم‬ ‫* أ َ َبدًا َوأ َ ْنتَ ِّم َن َّ‬
‫الرشَا ِّد َ‬

‫ق َوتَأْتِّ َ‬
‫ي‬ ‫ََل ت َ ْنهَ ع َْن ُخلُ ٍ‬
‫علَ ْي َك ِّإذَا فَعَ ْلتَ ع َِّظي ُم‬ ‫ِّمثْلَهُ * ع ٌ‬
‫َار َ‬

‫ا ْبدَأْ ِّبنَ ْف ِّ‬


‫س َك فَا ْن َه َها ع َْن َ‬
‫غ ِّي َها *‬
‫ع ْنهُ فَأ َ ْنتَ َح ِّكي ُم‬
‫فَ ِّإذَا ا ْنت َ َهتْ َ‬

‫فَ ُهنَ َ‬
‫اك يُ ْقبَ ُل َما تَقُو ُل َويُ ْقتَدَى *‬
‫ِّبال ِّع ْل ِّم ِّم ْن َك َويَ ْنفَ ُع التَّ ْع ِّلي ُم‬

‫أبنائي وإخواني وقد سألتم عن عظيم كيف ال وقد سألتم عن االستغفار ‪،‬‬
‫الذي لواله لقست القلوب ‪ ،‬وقنط العباد ‪ ،‬وال عاد من عاد من طريق الغفلة‬
‫والمعصية الى طريق الرشاد ‪،‬‬

‫فاإلستغفار هو حبل موصول بين العبد وربه ال ينقطع اال بمفارقة الروح‬
‫للجسد عندها يفضي المرء الى ما قدم ‪،‬‬

‫واإلستغفار طوق نجاة وسط امواج الحياة المتالطمة ‪ ،‬وشعلة نور في‬
‫للروح ‪ ،‬ومجالت لران القلوب و أدرانه ‪ ،‬و‬ ‫الظالم الحالك ‪ ،‬وهو نبراس ّ‬
‫مطفئ لنيران الصدور المتأججة ‪،‬‬
‫شعور بالذنب إلى سعة مغفرة هللا و عفوه ‪،‬‬ ‫فاإلستغفار ينقلك من ضيق ال ّ‬
‫ويسمو بك من قعر الغفلة والمعصية الى عنان السماء ‪ ،‬فتالمس روحك‬
‫لقوة‬
‫رحمات هللا التي وسعت كل شيء ‪ ،‬فعند االستغفار انت تطرح ضعفك ّ‬
‫‪ .‬هللا ‪ ،‬وذلّك ّ‬
‫لعزته ‪ ،‬وفقرك لغناه سبحانه هو الغني وانتم الفقراء اليه‬

‫وربّنا سبحانه يحبّ االستغفار فهو الذي س ّمى نفسه الغفّار وهو من صيغ‬
‫ي كثير المغفرة ك ّما و نوعا ‪ ،‬قال رسول هللا‬
‫المبالغه على وزن فعّال ‪ ،‬أ ّ‬
‫صلى هللا عليه وسلم‬
‫والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب هللا بكم ‪ ،‬وجاء بقوم يذنبون ‪‹‹ ،‬‬
‫›› فيستغفرون هللا تعالى ‪،‬فيغفر لهم‬

‫‪ :‬و أقول في ذلك‬


‫رب تسمى بالغفـور ليغفر‬
‫هبوا له ‪ ،‬أهل الذنوب استغفروا‬

‫عودوا له ‪ ،‬و ببابه‬


‫فاستمسكوا هو َل يرد عباده ‪ ،‬فاستبشروا‬

‫صالحين‪ ،‬فيلجئون‬ ‫و االستغفار ِسمةُ األنبياء والمرسلين‪ ،‬ووسيلةُ األولياء وال َّ‬
‫اليه بكل االوقات في السراء والضراء فبه يتضرعون و به يتقربون الى‬
‫سنَّة سيِّد‬
‫نصوص الكتاب المبين‪ ،‬و ُ‬‫ُ‬ ‫بارئهم سبحانه‪ ،‬كما تد ُّل على ذلك‬
‫‪.‬المرسلين ‪ -‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‬

‫سالم ‪ -‬لما أذنب التجأ إلى ر ِبّه ُمتضرعا مستغفرا‪،‬‬ ‫فهذا أبونا آدم ‪ -‬عليه ال َّ‬
‫سنَا‬ ‫مسترحما‪ ،‬ومعه كذلك أ ُ ُّمنا حواء‪ ،‬فكان مما قاال‪َ ﴿ :‬ربَّنَا َ‬
‫ظلَ ْمنَا أَنفُ َ‬ ‫ِ‬ ‫نادما‬
‫‪َ ].‬وإِ ْن لَ ْم ت َ ْغ ِف ْر لَنَا َوت َْر َح ْمنَا َلنَ ُكون ََّن ِم ْن ْالخَا ِس ِرينَ ﴾ [األعراف‪23 :‬‬

‫ي َو ِل َم ْن دَ َخ َل َب ْيتِي‬ ‫سالم ‪ -‬قال‪َ ﴿ :‬ربّ ِ ا ْغ ِف ْر ِلي َو ِل َوا ِلدَ َّ‬ ‫وهذا نو ٌح ‪ -‬عليه ال َّ‬
‫ت ﴾ [نوح‪ ،]28 :‬وقال‪َ ﴿ :‬و ِإالَّ ت َ ْغ ِف ْر ِلي َوت َْر َح ْمنِي‬ ‫ُمؤْ ِمنا َو ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ َو ْال ُمؤْ ِمنَا ِ‬
‫‪].‬أ َ ُك ْن ِم ْن ْالخَا ِس ِرينَ ﴾ [هود‪47 :‬‬

‫سالم ‪ -‬لما قتل رجال من األقباط‪ ،‬قال‪َ ﴿ :‬ربّ ِ‬ ‫وهذا كليم هللا موسى ‪ -‬عليه ال َّ‬
‫الر ِحي ُم ﴾ [القصص‪:‬‬ ‫ظلَ ْمتُ نَ ْف ِسي فَا ْغ ِف ْر ِلي فَغَفَ َر لَهُ ِإنَّهُ ُه َو ْالغَفُ ُ‬
‫ور َّ‬ ‫ِإ ِنّي َ‬
‫‪16].‬‬

‫وهذا خليل هللا إبراهي ُم ‪ -‬عليه ال َّسالم ‪ -‬كان يستغفر لنفسه‪ ،‬بل استغفَر ألبيه‬
‫رغم ضالله‪ ،‬وبقي على ذلك حتى تيقَّن أن أباه ٌّ‬
‫عدو هلل؛ فتبَ َّرأ منه‪ ،‬وكان‬
‫ق‪َ ﴿ :‬ر َّبنَا ا ْغ ِف ْر ِلي‬
‫سالم ‪ -‬يستغفر لك ِّل مؤمن سابق والح ٍ‬ ‫إبراهيم ‪ -‬عليه ال َّ‬
‫اب ﴾ [إبراهيم‪41 :‬‬
‫س ُ‬‫ي َو ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ يَ ْو َم يَقُو ُم ْال ِح َ‬
‫‪َ ].‬و ِل َوا ِلدَ َّ‬

‫سالم ‪ -‬قال لقومه‪َ ﴿ :‬وا ْست َ ْغ ِف ُروا َربَّ ُك ْم ث ُ َّم تُوبُوا ِإلَ ْي ِه ِإ َّن‬
‫شعيب ‪ -‬عليه ال َّ‬
‫ٌ‬ ‫وهذا‬
‫‪َ ].‬ر ِبّي َر ِحي ٌم َودُودٌ ﴾ [هود‪90 :‬‬

‫سالم ‪ -‬قال لقومه بعد أن أمرهم بعبادة هللا‪ ﴿ :‬يَا قَ ْو ِم ا ْعبُدُوا‬ ‫وصالح ‪ -‬عليه ال َّ‬
‫شأ َ ُك ْم ِم ْن األ َ ْر ِ‬
‫ض َوا ْست َ ْع َم َر ُك ْم ِفي َها فَا ْست َ ْغ ِف ُروهُ‬ ‫غي ُْرهُ ُه َو أَن َ‬
‫اَّلل َما لَ ُك ْم ِم ْن ِإلَ ٍه َ‬
‫َّ َ‬
‫يب ﴾ [هود‪61 :‬‬ ‫يب ُم ِج ٌ‬ ‫‪].‬ث ُ َّم تُوبُوا ِإ َل ْي ِه ِإ َّن َر ِبّي قَ ِر ٌ‬

‫سالم ‪ ﴿ :-‬فَا ْست َ ْغفَ َر َربَّهُ َوخ ََّر َرا ِكعا َوأَن َ‬
‫َاب ﴾ [ص‪:‬‬ ‫قال هللا عن داود ‪ -‬عليه ال َّ‬
‫‪ ،]24‬فبعد الذنب مباشرة استغفر ربه وتاب إليه؛ كما تدل على ذلك فاء‬
‫التعقيب‪ ،‬قال هللا‪ ﴿ :‬فَغَفَ ْرنَا لَهُ ذَ ِل َك ﴾ [ص‪ ،]25 :‬وهكذا كل ُمستغفر صادق‪،‬‬
‫َّ‬
‫‪.‬فإن هللا يغفر له ذنبه‪ ،‬ويتجاوز عنه‬

‫سالم ‪ -‬قال‪َ ﴿ :‬ربّ ِ ا ْغ ِف ْر ِلي َوهَبْ ِلي ُم ْلكا ال‬ ‫وهذا سليمان بن داود ‪ -‬عليه ال َّ‬
‫اب ﴾ [ص‪ ،]35 :‬وغير ذلك من‬ ‫ت ْال َو َّه ُ‬
‫َي ْن َب ِغي أل َ َح ٍد ِم ْن َب ْعدِي ِإنَّ َك أ َ ْن َ‬
‫‪.‬النماذج‬

‫و كذلك استغفار خاتم النبيين " َمن غفر هللا له ما تقدَّم من ذنبه وما تأ َّخر"‬
‫‪ -:‬نبينا محمد ‪ -‬صلَّى هللا عليه وسلَّم‬
‫مخاطبا إيَّاه‪ ﴿ :‬فَا ْعلَ ْم أَنَّهُ َال ِإلَهَ ِإ َّال َّ‬
‫اَّللُ َوا ْست َ ْغ ِف ْر ِلذَن ِب َك‬ ‫ِ‬ ‫يقول هللا تعالى‬
‫سبِّحْ بِ َح ْم ِد َربِّ َك‬ ‫ت ﴾ [محمد‪ ،]19 :‬وقال له‪ ﴿ :‬فَ َ‬ ‫َو ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ َو ْال ُمؤْ ِمنَا ِ‬
‫‪َ ].‬وا ْست َ ْغ ِف ْرهُ ِإنَّهُ َكانَ ت ََّوابا ﴾ [النصر‪3 :‬‬

‫اَّلل َح ٌّق َوا ْست َ ْغ ِف ْر ِلذَن ِب َك َو َس ِبّحْ ِب َح ْم ِد‬


‫ص ِب ْر ِإ َّن َو ْعدَ َّ ِ‬
‫وقال هللا ‪ -‬تعالى ‪ ﴿ :-‬فَا ْ‬
‫ار ﴾ [غافر‪55 :‬‬ ‫اإل ْب َك ِ‬ ‫‪َ ].‬ربِّ َك بِ ْال َع ِش ّ‬
‫ي ِ َو ْ ِ‬
‫و هذا دأبه صلَّى هللا عليه وسلَّم بأبي هو و أمي فلالستغفار في حياته ‪-‬‬
‫وسلم ‪ٌ -‬‬
‫شأن عظيم‪ ،‬واهتمام با ِلغ‪،‬‬ ‫صلَّى هللا عليه َّ‬
‫حيث كان يكثر من االستغفار في َمجالسه ‪،‬فعن أبي هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه‬
‫‪ -‬قال‪ :‬سمعتُ رسول هللا ‪ -‬صلَّى هللا عليه وسلَّم ‪ -‬يقول‪(( :‬وهللا إ ِنّي ألستغفر‬
‫أكثر من سبعين مرة‬ ‫‪)).‬هللا وأتوب إليه في اليوم َ‬

‫و عن ابن عمر ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قال‪" :‬إنَّا كنا لنعدُّ لرسول هللا في‬
‫التواب الرحيم)) مائة مرة‬
‫ي؛ إنك أنت َّ‬ ‫‪".‬المجلس‪(( :‬ربّ ِ اغفر لي وتب عل َّ‬

‫و كان يكثر من االستغفار في أدعيته فعن أبي موسى ‪ -‬رضي هللا عنه ‪-‬‬
‫ي ِ ‪ -‬صلَّى هللا عليه َّ‬
‫وسلم ‪ -‬أنه كان يدعو بِهذا الدعاء‪(( :‬ربّ ِ اغفر‬ ‫عن النبِ ّ‬
‫كلّه‪ ،‬وما أنت أعلم به م ِنّي‪ ،‬اللهم‬
‫لي خطيئتي وجهلي‪ ،‬وإسرافي في أمري ِ‬
‫اغفر لي خطاياي وعمدي‪ ،‬وجهلي وه َْزلي‪ ،‬وك ُّل ذلك عندي‪ ،‬اللهم اغفر لي‬
‫ما قد َّْمتُ وما أ َّخرت‪ ،‬وما أسررت وما أعلنت‪ ،‬أنت المقدِّم وأنت المؤ ِ ّخر‪،‬‬
‫‪)).‬وأنت على ك ِّل شيء قدير‬

‫و عن عائشة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪ -‬قالت‪":‬كان رسول هللا ‪ -‬صلَّى هللا عليه‬
‫وسلَّم ‪ -‬يُ ْكثِر أن يقو َل في ركوعه وسجوده‪(( :‬سبحانك اللهم ربنا وبحمدك‪،‬‬
‫))اللهم اغفر لي‬

‫و من عظيم كرم هللا على عباده أن س ّخر لهم مالئكته الكرام اللذين قال‬
‫‪ :‬فيهم‬

‫اَّلل َما أ َ َم َر ُه ْم َو َي ْف َعلُونَ َما يُؤْ َم ُرونَ "‬ ‫" َال َي ْع ُ‬


‫صونَ َّ َ‬

‫س ِبّ ُحونَ اللَّ ْي َل َوالنَّ َه َ‬


‫ار َال يَ ْفت ُ ُرونَ‬ ‫‪ " ،‬وكذلك " يُ َ‬

‫فهذا الخلق الكريم جاء في القرآن أنهم يستغفرون ألهل األرض وخاصة‬
‫المؤمنين منهم‪ ،‬واستغفار المالئكة هو طلب المغفرة من هللا عز وجل لعباده‬
‫بأن يغفر خطاياهم ‪،‬ويتجاوز عن سيئاتهم قال هللا عز وجل في كتابه العزيز‬
‫‪:‬‬

‫ط ْرنَ ِم ْن َف ْوقِ ِه َّن َو ْال َم َالئِ َكةُ يُ َ‬


‫س ِبّ ُحونَ ِب َح ْم ِد َر ِبّ ِه ْم "‬ ‫س َم َواتُ َيت َ َف َّ‬
‫ت َ َكادُ ال َّ‬
‫الر ِحي ُم " (سورة‬ ‫اَّلل ُه َو ْالغَفُ ُ‬
‫ور َّ‬ ‫ض أ َ َال ِإ َّن َّ َ‬ ‫َويَ ْست َ ْغ ِف ُرونَ ِل َم ْن فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫) الشورى‪ ،‬اآلية‪5:‬‬

‫‪ :‬وقال عز وجل‬

‫ش َو َم ْن َح ْو َلهُ يُ َسبِّ ُحونَ بِ َح ْم ِد َربِّ ِه ْم َويُؤْ ِمنُونَ بِ ِه "‬ ‫الَّذِينَ َيحْ ِملُونَ ْالعَ ْر َ‬
‫ش ْيءٍ َرحْ َمة َو ِع ْلما فَا ْغ ِف ْر ِللَّذِينَ‬
‫ت ُك َّل َ‬ ‫َو َي ْست َ ْغ ِف ُرونَ ِللَّذِينَ آ َ َمنُوا َربَّنَا َو ِس ْع َ‬
‫اب ْال َج ِح ِيم " (سورة غافر‪ ،‬اآلية‪7:‬‬ ‫عذ َ َ‬ ‫س ِبيلَ َك َوقِ ِه ْم َ‬
‫‪ ).‬ت َابُوا َوات َّ َبعُوا َ‬

‫ّ‬
‫مصاله‬ ‫أيضا َ من المواضع التي تستغفر المالئكة فيها للعبد عندما يكون في‬
‫ينتظر الصالة ؛فإن هذه الفترة من األوقات الشريفة التي يكتب له فيها‬
‫الثواب‪ ،‬ويحظى بالقرب من هللا عز وجل‪ ،‬واستغفار المالئكة والدعاء له‪،‬‬
‫عن أبي هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪" :‬المالئكة تصلي على أحدكم ما دام في مصاله الذي يصلي فيه‪ ،‬تقول‬
‫اللهم صل عليه اللهم أرحمه اللهم اغفر له ما لم يحدث أو يخرج من‬
‫‪" .‬المسجد‬

‫و لإلستغفار فضائل و فوائد ج ّمة مادّية و معنويّة منها العاجل في الدنيا و‬


‫عز و‬ ‫منها اآلجل في اآلخرة ‪ ،‬و من ذلك أن اإلستغفار أمان من عذاب هللا ّ‬
‫اَّللُ ُم َع ِذّ َب ُه ْم َو ُه ْم‬ ‫اَّللُ ِليُ َع ِذّ َب ُه ْم َوأ َ َ‬
‫نت ِفي ِه ْم ۚ َو َما َكانَ َّ‬ ‫ج ّل قال سبحانه " َو َما َكانَ َّ‬
‫" يَ ْست َ ْغ ِف ُرونَ‬

‫ومن فضائل االستغفار أن هللا عز وجل يغفر لمن استغفره قال تعالى‪َ {:‬و َمن‬
‫غفُورا َّر ِحيما‬
‫اَّلل َ‬ ‫سهُ ث ُ َّم َي ْست َ ْغ ِف ِر َّ َ‬
‫اَّلل َي ِج ِد َّ َ‬ ‫سوءا أ َ ْو َي ْ‬
‫ظ ِل ْم نَ ْف َ‬ ‫} َي ْع َم ْل ُ‬

‫اَّلل لَ َعلَّ ُك ْم‬


‫و هو من موجبات رحمته تعالى‪ ،‬قال جل وعال‪ {:‬لَ ْوال تَ ْست َ ْغ ِف ُرونَ َّ َ‬
‫}ت ُ ْر َح ُمونَ‬

‫ومن رحمته أن وعد المسي َء بتبديل سيِّئاته حسنات‪ ،‬قال تعالى‪ِ ﴿ :‬إ َّال َمن‬
‫ت َو َكانَ َّ‬
‫اَّللُ‬ ‫سيِّئ َاتِ ِه ْم َح َسنَا ٍ‬ ‫صا ِلحا َفأُولَئِ َك يُبَ ِدّ ُل َّ‬
‫اَّللُ َ‬ ‫ع َمال َ‬
‫ع ِم َل َ‬
‫َاب َوآ َمنَ َو َ‬
‫ت َ‬
‫غفُورا َر ِحيما ﴾ [الفرقان‪70 :‬‬ ‫‪َ ].‬‬

‫ومن فضائل االستغفار أنه يجلب الخيرات والبركات للعبد ويدفع عنه البالء‬
‫س َماء‬ ‫غفَّارا (‪ )10‬يُ ْر ِس ِل ال َّ‬ ‫يقول هللا تعالى‪ { :‬فَقُ ْلتُ ا ْست َ ْغ ِف ُروا َربَّ ُك ْم إِنَّهُ َكانَ َ‬
‫ت َو َيجْ َعل لَّ ُك ْم‬‫علَ ْي ُكم ِّم ْد َرارا (‪َ )11‬ويُ ْم ِد ْد ُك ْم ِبأ َ ْم َوا ٍل َو َبنِينَ َو َيجْ َعل لَّ ُك ْم َجنَّا ٍ‬
‫َ‬
‫ط َوارا (‪} )14‬‬ ‫َّلل َوقَارا (‪َ )13‬وقَ ْد َخلَقَ ُك ْم أ َ ْ‬ ‫أ َ ْن َهارا (‪َّ )12‬ما لَ ُك ْم ال ت َْر ُجونَ ِ َّ ِ‬
‫)}({سورة نوح‬

‫و عن بن عباس رضي هللا عنه ‪ ،-‬عن النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬أنه‬
‫‪:‬قال‬
‫من لزم االستغفار جعل هللا له من كل ه ٍ ّم فرجا‪ ،‬ومن كل ضيق مخرجا‪" ،‬‬
‫‪".‬ورزقه من حيث ال يحتسب‬

‫ع ْن أَبِي‬ ‫و من آالء هللا تعالى وفضله على عباده ما جاء في الحديث القدسي َ‬
‫ي ِ ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فِي َما‬ ‫ع ْن النَّ ِب ّ‬
‫ي ِ ‪ -‬رضي هللا عنه ‪َ -‬‬ ‫ار ّ‬‫ذَ ٍ ّر ْال ِغفَ ِ‬
‫ار َك َوت َ َعالَى‪ ،‬أَنَّهُ قَا َل‪َ :‬يا ِع َبادِي! إنَّ ُك ْم ت ُ ْخ ِطئُونَ ِباللَّ ْي ِل‬
‫ع ْن َر ِبّ ِه تَ َب َ‬‫َي ْر ِوي ِه َ‬
‫وب َج ِميعا؛ فَا ْستَ ْغ ِف ُرونِي أ َ ْغ ِف ْر لَ ُك ْم‬
‫ار‪َ ،‬وأَنَا أ َ ْغ ِف ُر الذُّنُ َ‬ ‫‪.‬والنَّ َه ِ‬ ‫َ‬

‫‪ :‬و من فوائد اإلستغفار‬


‫اَّلل‬
‫‪ .‬ـ حصول محبّة ّ‬

‫الرزق‬ ‫‪.‬ـ تسهيل ّ‬


‫الطاعات‪ ،‬وكثرة الدّعاء‪ ،‬وتيسير ّ‬

‫‪.‬ـ زوال الوحشة الّتي بين اإلنسان وبين ّ‬


‫اَّلل‬

‫‪.‬ـ المستغفر تصغر الدّنيا في قلبه‬

‫ّ‬
‫والجن عنه‬ ‫‪.‬ـ ابتعاد شياطين اإلنس‬

‫ّ‬
‫والطاعة‬ ‫‪.‬ـ يجد حالوة اإليمان‬

‫‪.‬ـ ّ‬
‫الزيادة في العقل واإليمان‬

‫الرزق وذهاب اله ّم والغ ّم والحزن‬


‫‪.‬ـ تيسير ّ‬

‫اَّلل على المستغفر وفرحه بتوبته‬


‫‪.‬ـ إقبال ّ‬

‫‪.‬ـ وإذا مات تل ّقته المالئكة بالبشرى من ربّه‬

‫الحر والعرق‪ ،‬وهو في ظ ّل العرش‬


‫ّ‬ ‫‪.‬ـ إذا كان يوم القيامة كان النّاس في‬

‫ـ إذا انصرف النّاس من الموقف كان المستغفر من أهل اليمين مع أولياء‬


‫‪.‬اَّلل المتّقين‬
‫ّ‬

‫ـ تحقيق طهارة الفرد والمجتمع من األفعال ال ّسيّئة‬

‫‪ .‬ـ دعاء حملة عرش ربّنا الكريم له‬


‫و وردت صيغ كثيرة لإلستغفار في كتاب هللا ّ‬
‫عز و ج ّل و سنة رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪،‬‬
‫صي َغ االستغفار‪ ،‬منها‬ ‫ٌ‬
‫آيات كثيرة تب ِيّن لنا ِ‬ ‫‪:‬ففي كتاب هللا‬

‫قوله ‪ -‬تبارك وتعالى ‪ ﴿ :-‬ربَّنَا ا ْغ ِف ْر لَنَا ذُنُوبَنَا َو ِإ ْس َرافَنَا فِي أ َ ْم ِرنَا َوثَبِّ ْ‬
‫ت ‪-‬‬
‫علَى ْالقَ ْو ِم ْال َكافِ ِرينَ ﴾ [آل عمران‪147 :‬‬ ‫‪].‬أ َ ْقدَا َمنَا وان ُ‬
‫ص ْرنَا َ‬

‫اب النَّ ِ‬
‫ار ﴾ [آل عمران‪- :‬‬ ‫وقوله‪َ ﴿ :‬ر َّبنَا ِإنَّنَا آ َمنَّا فَا ْغ ِف ْر لَنَا ذُنُو َبنَا َوقِنَا َ‬
‫عذ َ َ‬
‫‪16].‬‬

‫ار * َربَّنَا ِإنَّ َك َمن ‪-‬‬ ‫اب النَّ ِ‬


‫عذَ َ‬ ‫س ْب َحان ََك فَ ِقنَا َ‬ ‫اطال ُ‬ ‫ت هَذا بَ ِ‬ ‫وقوله‪َ ﴿ :‬ربَّنَا َما َخلَ ْق َ‬
‫ار * َربَّنَا ِإنَّنَا َ‬
‫س ِم ْعنَا ُمنَادِيا‬ ‫ص ٍ‬ ‫لظا ِل ِمينَ ِم ْن أَن َ‬ ‫ار فَقَ ْد أَ ْخزَ ْيتَهُ َو َما ِل َّ‬ ‫ت ُ ْد ِخ ِل النَّ َ‬
‫س ِيّئ َا ِتنَا‬ ‫ان أ َ ْن ِآمنُوا ِب َر ِبّ ُك ْم فَآ َمنَّا َربَّنَا فَا ْغ ِف ْر لَنَا ذُنُو َبنَا َو َك ِفّ ْر َ‬
‫عنَّا َ‬ ‫إلي َم ِ‬ ‫يُنَادِي ِل ِ‬
‫‪َ ].‬وت ََوفَّنَا َم َع األب َْر ِار ﴾ [آل عمران‪193 - 191 :‬‬

‫اح ِمينَ ﴾ [المؤمنون‪- :‬‬


‫الر ِ‬ ‫ار َح ْمنَا َوأ َ َ‬
‫نت َخي ُْر َّ‬ ‫وقوله‪َ ﴿ :‬ر َّبنَا آ َم َّنا فَا ْغ ِف ْر لَنَا َو ْ‬
‫‪109].‬‬

‫اح ِمينَ ﴾ [المؤمنون‪- :‬‬


‫الر ِ‬ ‫ار َح ْم َوأ َ َ‬
‫نت َخي ُْر َّ‬ ‫وقوله‪َ ﴿ :‬وقُ ْل َربّ ِ ا ْغ ِف ْر َو ْ‬
‫‪118].‬‬

‫علَى ُك ِّل َ‬
‫ش ْيءٍ قَد ٌ‬
‫ِير ﴾ ‪-‬‬ ‫وقوله‪َ ﴿ :‬ر َّبنَا أَتْ ِم ْم لَنَا نُ َ‬
‫ورنَا َوا ْغ ِف ْر َلنَا ِإنَّ َك َ‬
‫‪[].‬التحريم‪8 :‬‬

‫ي ُمؤْ ِمنا َو ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ ‪-‬‬ ‫وقوله‪َ ﴿ :‬ربّ ِ ا ْغ ِف ْر ِلي َو ِل َوا ِلدَ َّ‬
‫ي َو ِل َم ْن دَ َخ َل َب ْي ِت َ‬
‫َو ْال ُمؤْ ِمنَا ِ‬
‫ت َوالَ ت َِز ِد َّ‬
‫الظا ِل ِمينَ ِإالَّ تَ َبارا ﴾ [نوح‪ ،]28 :‬وغير ذلك ِمن صيغ‬
‫‪.‬االستغفار الواردة في الكتاب المبين‬

‫سنة النبويَّة الصحيحة ب ِذ ْكر عدَّة ِ‬


‫صيغ لالستغفار منها‬ ‫ت ال ُّ‬
‫‪ :‬و جاء ِ‬

‫بن‬
‫ث الذي أخر َجه البخاري‪ :‬عن شدَّاد ِ‬ ‫ـ سيِّد االستغفار‪ :‬كما جاء في الحدي ِ‬
‫أوس ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قا َل‪ :‬قا َل َرسو ُل هللاِ ‪ -‬صلَّى هللا عليه وسلَّم ‪:-‬‬
‫((س ِيّدُ االستغفار أن يقول العبدُ‪ :‬الله َّم أنت ربي‪ ،‬وأنا عبدُك‪ ،‬ال إله إال أنت‪،‬‬
‫ومستمرا ‪ -‬ما‬
‫ًّ‬ ‫خل ْقت َني وأنا عبدك‪ ،‬أصبحتُ على عهدِك ووعدك ‪ -‬ثابتا‬
‫وأعترف ‪ -‬بنِعمتك‬‫ِ‬ ‫بك ِمن شر ما صنعتُ ‪ ،‬أبوء لك ‪ -‬أُقِر‬ ‫استطعت‪ ،‬أعوذ َ‬
‫فاغفر لي؛ إنَّه ال يغ ِف ُر الذنوب إال أنت))‪ ،‬فهذه‬
‫ْ‬ ‫ي‪ ،‬وأبوء لك بذُنوبي‪،‬‬
‫عل َّ‬
‫صيغة‬
‫‪.‬أفضل ِ‬

‫عنه ‪ -‬أنَّه قا َل‬ ‫صدِّيق ‪َ -‬ر َ‬


‫ضي هللا َ‬ ‫ـ ما جاء في الصحيحين عن أبي ب ْك ٍر ال ِ ّ‬
‫صالَتي‬ ‫علمني دعاء أدعو به في َ‬ ‫لرسول هللا ‪ -‬صلَّى هللا عليه وسلَّم ‪ِّ :-‬‬‫َ‬
‫أنت‪،‬‬
‫الذنوب إال َ‬
‫َ‬ ‫ظلَمتُ نَ ْفسي ظلما َكثيرا‪َ ،‬والَ َيغفر‬
‫قال‪(( :‬قل‪ :‬الله َّم إني َ‬
‫َفور الرحيم‬
‫أنت الغ ُ‬‫عندك‪ ،‬وار َحمني‪ ،‬إنَّ َك َ‬ ‫َ‬ ‫غفرة ِمن‬
‫اغفر لي َم َ‬‫‪)).‬فَ ْ‬

‫أخ َرجه أبو داود في صحيحه‪ ،‬وص َّححه األلباني‪:‬‬ ‫ـ ما جا َء في الحديث الذي ْ‬
‫س ِم َع رسو َل هللا ‪ -‬صلَّى هللا‬
‫ي ِ ‪ -‬صلَّى هللا عليه وسلَّم ‪ -‬أنَّه َ‬‫عن زَ يد َمولَى النب ّ‬
‫عليه وسلَّم ‪َ -‬يقول‪َ (( :‬من قا َل‪ :‬أَستغ ِفر َ‬
‫هللا الذي ال إلَهَ إال َ‬
‫هو ال َحي القَيوم‬
‫وإن كانَ فَ َّر ِمن الزحف‬ ‫‪)).‬وأَتوب إلَيه؛ غفر له ْ‬ ‫َ‬

‫ي في الكبرى‪ ،‬وهو حديث حسن‪:‬‬ ‫ث الذي أخر َجه النَّسائ ُّ‬ ‫ـ ما جاء في الحدي ِ‬
‫سأَلتُ النبي ‪ -‬صلَّى هللا عليه‬ ‫األرت ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قا َل‪َ :‬‬ ‫ِّ‬ ‫عن َخبَّاب بن‬
‫َ‬
‫اغفر لَنا‬
‫ْ‬ ‫يف أَست َغفر قَا َل‪(( :‬قل‪ :‬الله َّم‬ ‫وسلَّم ‪ -‬قلت‪ :‬يَا َرسو َل هللا‪َ ،‬ك َ‬
‫الرحيم‬‫التواب َّ‬‫أنت َّ‬‫علَينا‪ ،‬إنَّ َك َ‬‫‪)).‬وار َح ْمنا‪َ ،‬وتُب َ‬
‫يرة َ ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قا َل‪َ (( :‬ما‬ ‫ـ ما جاء في صحيح ابن حبَّان‪ :‬عن أَبي َ‬
‫هر َ‬
‫توب إليه ِمن رسو ِل هللا ‪ -‬صلَّى هللا‬
‫هللا َوأَ ُ‬
‫رأَيتُ أ َ َحدا أَكث َ َر أَن يَقو َل‪ :‬أَست َغفر َ‬
‫‪)).‬عليه وسلَّم‬

‫ـ ما جاء في صحيحِ مسلم عن ثَوبانَ ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قا َل‪ :‬كانَ َرسو ُل هللا‬
‫ف ِمن صالته‪ :‬است َ ْغفَ َر ثَالثا‪ ،‬وقا َل‪:‬‬ ‫‪ -‬صلَّى هللا عليه وسلَّم ‪ -‬إذا ان َ‬
‫ص َر َ‬
‫الوليد‪:‬‬
‫اإلكرام))‪ ،‬قا َل َ‬
‫َ‬ ‫كت ذا ال َجال ِل َو‬
‫َبار َ‬
‫نك السال ُم ت َ‬‫وم َ‬ ‫((الله َّم أ َ ْن َ‬
‫ت السال ُم ِ‬
‫هللا‪ ،‬أَست َغفر َ‬
‫هللا‬ ‫يف االستغفَار قَا َل‪ :‬ت َقول‪ :‬أَست َغفر َ‬ ‫‪.‬فقلتُ لألَوزَ اعي‪َ :‬ك َ‬

‫((إن كنَّا‬‫ْ‬ ‫ابن ع َم َر ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قا َل‪:‬‬


‫سنن أبي داود عن ِ‬ ‫ـ ما جاء في ُ‬
‫لَنَعدُّ لرسو ِل هللا ‪ -‬صلَّى هللا عليه وسلَّم ‪ -‬في المجلس الواحد مائَةَ َم َّرة‪َ :‬ربّ ِ‬
‫التواب الرحيم))؛ رواه أبو داود (‪1295‬‬ ‫ي‪ ،‬إنَّ َك أ َ َ‬
‫نت َّ‬ ‫علَ َّ‬
‫اغفر لي َوتبْ َ‬
‫‪ْ ).‬‬

‫ـ ما جا َء في صحيح مسلم من قوله ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪ -‬في الدُّعاء يبْن‬


‫اغفر لي ما قدَّمتُ وما أ َّخرت‪ ،‬وما أسررتُ وما‬ ‫ْ‬ ‫التش ُّهد والتسليم‪(( :‬الله َّم‬
‫أعلنتُ ‪ ،‬وما أسر ْفت‪ ،‬وما أنت أعل ُم به م ِنّي‪ ،‬أنت المقدِّم وأنت المؤ ِ ّخر ال إله‬
‫‪))،‬إال أنت‬

‫و من لطائف ما قيل عن اإلستغفار ما جاء عن علي رضي هللا عنه أنه قال‬
‫االستغفار‬
‫ُ‬ ‫ممن َي ْهلَكُ َو َم َعهُ النَّجاةُ‪ ،‬قيل‪ :‬وما هي قال‬ ‫(العجب ْ‬
‫ُ‬ ‫‪:)،‬‬
‫وكان يقول رضي هللا عنه‪( :‬ما أ َ ْل َه َم هللا سبحانه وتعالى َعبْدا االست َ‬
‫غفار‪،‬‬
‫‪).‬وهو يُ ِريدُ أن يُ َع ِذّبَهُ‬

‫ب‪،‬‬‫(إن رجال شكا إليه ال َج ْد َ‬ ‫و جاء عن الحسن البصري رحمه هللا تعالى‪ّ :‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فقال‪ :‬استغفر هللا‪ ،‬وشكى إليه آخر الفقر‪ ،‬وآخر ِقلةَ النَّسل‪ ،‬وآخر قِلةَ َريْعِ‬
‫أرضه‪ ،‬فأمرهم كلهم باالستغفار‪ ،‬فقال له بعض القوم‪ :‬أتاك رجال يشكون‬
‫إليك أنواعا ِمن الحاجة‪ ،‬فأمرتهم كلهم باالستغفار‪ ،‬فتال له اآلية‪ ﴿ :‬فَقُ ْلتُ‬
‫علَ ْي ُكم ِّم ْد َرارا * َويُ ْم ِد ْد ُك ْم‬ ‫غفَّارا * يُ ْر ِس ِل ال َّ‬
‫س َماء َ‬ ‫ا ْست َ ْغ ِف ُروا َربَّ ُك ْم ِإنَّهُ َكانَ َ‬
‫ت َو َيجْ َعل لَّ ُك ْم أ َ ْن َهارا ﴾‬
‫) ِبأ َ ْم َوا ٍل َو َبنِينَ َو َيجْ َعل لَّ ُك ْم َجنَّا ٍ‬

‫وقال قتادة رحمه هللا ‪ :‬القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم‪ .‬أما داؤكم فالذنوب‬
‫‪.‬وأما دواؤكم فاالستغفار‬

‫وقال بعض العلماء رحمهم هللا ‪ :‬العبد بين ذنب ونعمة ال يصلحها إال‬
‫‪.‬االستغفار‬

‫‪ :‬و من جميل ما قال الشعراء في اإلستغفار قول أبو نواس‬

‫ظ َمتْ ذُنُوبِّي َكثْ َرةً‬


‫ع ُ‬ ‫ب ْ‬
‫إن َ‬ ‫يا ر ِّ‬
‫ع ِّل ْمتُ ِّبأ َ َّن عفوك أَ ْع َظ ُم‬
‫فلقد َ‬

‫س ٌن‬‫وك ِّإَلَّ ُمحْ ِّ‬


‫َان َلَ َي ْر ُج َ‬
‫ِّإ ْن ك َ‬
‫فَ َمن الذي يَ ْدعُو ويَ ْر ُجو المجرم‬

‫ض ُّرعا ً‬
‫ب كما أمرت ت َ َ‬ ‫أ َ ْدع َ‬
‫ُوك َر ِّ‬
‫فَ ِّإذَا َردَدَّتَ يَدِّي فمن ذا يَ ْر َح ُم‬

‫سيلَةٌ إَِّل َّ‬


‫الر َجا‬ ‫َما ِّلي إِّلَ ْي َك َو ِّ‬
‫ع ْف ِّو َك ث ُ َّم إِّنِّي ُم ْ‬
‫س ِّل ُم‬ ‫َو َج ِّمي ُل َ‬

‫‪ :‬و قول أبي العتاهية‬


‫إلهي َل تعذبني‪ ،‬فإني‬
‫ُم ِّق ٌر بالذى قد كان مني‬

‫و ما لى حيلة‪ ،‬إَل رجائى‬


‫لعفوك إن عفوت و حسن ظني‬

‫فكم من زلة لى فى البرايا‪،‬‬


‫و أنت علي ذو فضل و َم ِّن‬

‫إذا فكرت فى ندمي عليها‪،‬‬


‫ضضت أناملي و قَ َرعْت ِّ‬
‫سنِّي‬ ‫ع َ‬

‫يظن الناس بى خيرا‪،‬و إنى‬


‫لشر الناس‪ ،‬إن لم تعف عني‬

‫أُجن بزهرة الدنيا جنونا‪،‬‬


‫و أفنى العمر فيها بالتمنى‬

‫و بين يدى ُمحتَبس ثقيل‪،‬‬


‫كأنى قد دُعيت له‪ ،‬كأني‬

‫و لو أني صدقت الزهد فيها‪،‬‬


‫قَلَبْتُ ألهلها ظهر ِّ‬
‫الم َجن‬
‫‪ :‬و قول اإلمام الشافعي‬

‫َج َعلتُ‬ ‫َولَما قَسا قَلبي َوضاقَت َمذا ِّهبي‬


‫سلَّما‬
‫الرجا ِّمني ِّل َعف ِّو َك ُ‬
‫َ‬

‫تَعا َظ َمني ذَنبي فَلَما قَ َرنتُهُ‬


‫َفو َك أَع َظما‬ ‫ِّب َعف ِّو َك َربي َ‬
‫كان ع ُ‬

‫فَما ِّزلتَ ذا عَف ٍو ع َِّن الذَن ِّ‬


‫ب لَم ت َ َزل‬
‫تَجودُ َوتَعفو ِّمنَّةً َوتَك َُّرما‬

‫فَلَ َ‬
‫وَلك لَم يَص ُمد ِّ ِِّل َ‬
‫بليس عا ِّبدٌ‬
‫َيف َوقَد أَغوى َ‬
‫ص ِّفيَّ َك آدَما‬ ‫فَك َ‬

‫ب ِّإنَّهُ‬
‫ف النَد ِّ‬
‫العار ِّ‬
‫ِّ‬ ‫فَ ِّل َّل ِّه د َُّر‬
‫الوج ِّد أَجفانُهُ دَما‬
‫رط َ‬‫فيض ِّل َف ِّ‬ ‫تَ ُ‬

‫يُقي ُم ِّإذا ما اللَي ُل َمدَّ َظَّل َمهُ عَلى‬


‫شدَّ ِّة ال َخ ِّ‬
‫وف َمأتَما‬ ‫نَف ِّ‬
‫س ِّه َمن ِّ‬

‫َوفي ما‬ ‫ِّكر َر ِّب ِّه‬ ‫فَصيحا ً ِّإذا ما َ‬


‫كان في ذ ِّ‬
‫كان أَع َجما‬
‫الورى َ‬
‫سواهُ في َ‬
‫ِّ‬

‫َويَذك ُُر أَياما ً َم َ‬


‫ضت ِّمن شَبا ِّب ِّه‬
‫كان فيها ِّبال َجهالَ ِّة أَ َ‬
‫جرما‬ ‫َوما َ‬

‫هار ِّه أَخا‬ ‫فَ َ‬


‫صار َق َ‬
‫رين ال َه ِّم طو َل نَ ِّ‬
‫الشُه ِّد َوالنَجوى ِّإذا اللَي ُل أَظلَما‬

‫َكفى‬ ‫سؤلي َوبُغ َيتي‬ ‫َيقو ُل َحبيبي أَنتَ ُ‬


‫سؤَلً َو َمغنَما‬ ‫َ‬
‫لراجين ُ‬ ‫ِّب َك ِّل‬

‫أَلَستَ الَّذي َ‬
‫غذَّيتَني َو َهدَيتَني‬
‫علَ َّ‬
‫ي َو ُمن ِّعما‬ ‫َوَل ِّزلتَ َمنانا ً َ‬

‫حسان يَغ ِّف ُر َزلَّتي‬


‫ُ‬ ‫عَسى َمن لَهُ ِّ‬
‫اِل‬
‫‪َ .‬ويَست ُ ُر أَوزاري َوما قَد تَ َقدَّما‬

‫أن هللا يغفر الذنوب جميعا و لو كانت مثل زبد البحر‪،‬‬ ‫و اعلم رعاك هللا‪ّ ،‬‬
‫ولنا في قصة قاتل المائة نفس العبرة و العظة‪ ،‬و قد جاء في الحديث عن‬
‫ي هللا‬ ‫أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخ ْد ِري ‪ -‬رضي هللا عنه ‪َّ -‬‬
‫أن نب َّ‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪(( :‬كان فيمن كان قبلكم رجل قَت َ َل تِسْعة و ِتسْعين‬
‫ب‪ ،‬فأتاه‪ ،‬فقال‪ :‬إنه قَتَل‬ ‫األرض فدُ َّل على را ِه ٍ‬
‫ِ‬ ‫علم أه ِل‬ ‫نفسا‪ ،‬فسأَل عن أ َ ِ‬
‫هل له ِم ْن ْتو َب ٍة فقال‪ :‬ال‪ ،‬فقت َلهُ فك َّم َل ِب ِه مائة‪ ،‬ث َّم سأل‬‫تِسعة وتسعِينَ نَ ْفسا‪ ،‬فَ ْ‬
‫نفس‪ ،‬فهل‬ ‫عالم‪ ،‬فقال‪ :‬إنه قتل مائةَ ٍ‬ ‫األرض‪ ،‬فدُ َّل على رج ٍل ٍ‬ ‫ِ‬ ‫عن أعلم أه ِل‬
‫ط ِل ْق ِإلَى أرض كذا‬ ‫التوبة ا ْن َ‬
‫ومن ي ُحول بيْنه وبيْنَ ْ‬ ‫له من ت َْوبة فقا َل‪ :‬نعم‪ْ ،‬‬
‫ترجع ِإلى‬
‫ْ‬ ‫وكذا؛ فإن بها أُناسا ي ْعبدون هللا تعالى فا ْعبُ ِد هللا معهم‪ ،‬وال‬
‫ريق‪ ،‬أَتَاهُ الموتُ‬
‫الط ُ‬ ‫صف َّ‬ ‫طلَق حتَّى إِذا َن َ‬ ‫سوءٍ ‪ ،‬فان َ‬ ‫أرض ُ‬
‫ُ‬ ‫ض َك؛ فإِنها‬ ‫أ َ ْر ِ‬
‫الرحْ مة‪ :‬جاء‬ ‫فقالت مالئكةُ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ب‪،‬‬‫الرحْ مة ومالئكةُ ال َعذا ِ‬ ‫َصمت فيه َمالئكة َّ‬ ‫ْ‬ ‫فاخت‬
‫ت مالئكة العذاب‪ :‬إنه ل ْم َي ْعمل خيرا ُّ‬
‫قط‪،‬‬ ‫اَّلل تعالى‪ ،‬وقالَ ْ‬‫تائِبا ُم ْقبال ِبقلبه إلى َّ‬
‫لك في صورة آدمي‪ ،‬فجعلوه بينهم؛ أَي‪َ :‬حكما‪ ،‬فقال‪ :‬قيسوا ما بينَ‬ ‫فأَت َا ُه ْم َم ٌ‬
‫فو َجدُوه أ َ ْدنى إِلَى األرض‬ ‫سوا َ‬‫ين‪ ،‬فإِلَى أَيَّتِهما َكان أَ ْدنى ف ْهو لَهُ‪ ،‬فقا ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫األ َ ْر َ‬
‫ٌ‬
‫متفق عليه‬ ‫ضتْهُ َمالئ َكةُ الرحمة))؛‬ ‫‪.‬التي أ َ َرادَ فَق َب َ‬

‫أقرب بِ ِشب ٍْر‪ ،‬ف ُج ِعل ِم ْن‬ ‫َ‬ ‫صال َح ِة‬


‫وفي رواي ٍة في الصحيح‪(( :‬فكان إلى القرية ال َّ‬
‫عدِي‪،‬‬ ‫اَّللُ تعالَى إلى هذه أن تبا َ‬ ‫أ َ ْه ِلها)) وفي ِرواية في الصحيح‪(( :‬فأ َ ْو َحى َّ‬
‫أقرب ِب ِشب ٍْر‬
‫َ‬ ‫سوا َما بيْنه َما‪ ،‬فَ َوجدُوه ِإلَى َه ِذ ِه‬ ‫وإلى هذه أَن ت َّ‬
‫َقر ِبي‪ ،‬و َقال‪ِ :‬قي ُ‬
‫‪))،‬فَغُ ِف َر له‬

‫و هللا سبحانه و تعالى يفرح بتوبة عبده‪ ،‬فقد ص ّح عن رسول هللا صلى هللا‬
‫((َّللُ أشدُّ فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم‬ ‫عليه وسلم أنَّه قال‪َ :‬‬
‫بأرض فَ َالة‪ ،‬فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه‪ ،‬ف َ‬
‫أيس‬ ‫ٍ‬ ‫كان على راحلَته‬
‫ظلّها قد أيس من ِ‬
‫راحلَته‪ ،‬فبينا هو كذلك إذا‬ ‫منها‪ ،‬فأتى شجرة فاضط َج َع في ِ‬
‫بخطامها‪ ،‬ث َّم قال ِمن شدَّة الفرح‪ :‬الله َّم أنت عبدي‬‫هو بها قائمة عنده‪ ،‬فأخذ ِ‬
‫))وأنا ربُّك‪ ،‬أخطأ من ِشدَّة الفَرح‬

‫أن‬ ‫إن هذا الحديث لَهو من أعظم ما يبيِّن رحمة هللا بعباده‪ ،‬وال يظن ٌّ‬
‫ظان َّ‬ ‫َّ‬
‫صمد‬ ‫هذا الفرح فرح حاج ٍة وافتِقار؛ فاهلل تعالى له ال ِغنى المطلق‪ ،‬وهو ال َّ‬
‫غيره به وهو القائم بنفسه سبحانه ‪ ،‬وإنَّما هذا الفرح فرح‬ ‫القيُّوم الذي يقوم ُ‬
‫ِب ٍ ّر وإحسان ورحمة‪،‬‬

‫‪:‬و يقول ابن القيم على هذا الفرح‬


‫السر األعظم الذي ال تقتحمه ال ِعبارةُ‪ ،‬وال تجسر عليه اإلشارة‪ ،‬وال ينادي "‬
‫قلوب خواص العباد‪،‬‬
‫ُ‬ ‫عليه منادي اإليمان على رؤوس األشهاد؛ بل شهدَتْه‬
‫طمأنينة به وشوقا إليه ولهجا بذكره‪،‬‬ ‫ت به معرفة لربِّها و َمحبَّة له و ُ‬ ‫فازدادَ ْ‬
‫لسر العبودية‪ ،‬وإشرافا‬
‫وكرمه وإحسانه‪ ،‬ومطالعة ِ ّ‬ ‫ِ‬ ‫وشهودا ل ِب ِ ّره ولطفه‪،‬‬
‫‪).‬على حقيقة اإللهية" "مدارج السالكين" (‪231 ،230 / 1‬‬

‫و هو أجود األجودين‪ ،‬وأكرم األكرمين‪ ،‬وأرحم الراحمين‪ ،‬وأنه سبقت‬


‫رحمته غضبه‪ ،‬وحلمه عقوبته‪ ،‬وعفوه مؤاخذته‪ ،‬وأنه قد أفاض على خلقه‬
‫النعمة‪ ،‬وكتب على نفسه الرحمة‪ ،‬وأنه يحب اإلحسان والجود والعطاء‬
‫والبر‪ ،‬وأن الفضل كله بيده‪ ،‬والخير كله منه‪ ،‬والجود كله له‪ ،‬وأحب ما إليه‬
‫أن يجود على عباده‪ ،‬ويوسعهم فضال‪ ،‬ويغمرهم إحسانا وجودا‪ ،‬ويتم عليهم‬
‫نعمته‪ ،‬ويضاعف لديهم منته‪ ،‬ويتعرف إليهم بأوصافه وأسمائه‪ ،‬ويتحبب‬
‫‪).‬إليهم بنعمه وآالئه‪" .‬مدارج السالكين" (‪233 / 1‬‬

‫و في حديث أبي رزين العقيلي لقيط بن عامر المنتفق رضي هللا تعالى عنه‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ضحك ربنا من قنوط عبده وقرب‬
‫غيره قال قلت يا رسول هللا أويضحك الرب عز وجل قال نعم قال لن نعدم‬
‫‪.‬من رب يضحك خيرا‬

‫و كذلك نقول نحن أيضا لن نعدم خيرا من رب يضحك سبحانه و تعالى عز‬
‫وجل في عاله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ‪،‬‬

‫فاالستغفار ليس مجرد كلمة تقال باللسان‪ ،‬بل يختزل لحظة صدق بين القلب‬
‫‪.‬و الروح و العقل‪ ،‬و يصدّقها اللّسان بالقول‬

‫في األخير أذ ّكر نفسي و إيّاكم بتقوى هللا تعالى‪ ،‬و باإلخالص في القول و‬
‫العمل‪ ،‬كما قال اإلمام الشافعي رحمه هللا تعالى ‪ ‹ :‬ليس العلم ما ُحفظ‪ ،‬إنّما‬
‫› العلم ما نفع‬
‫و أسال هللا العظيم رب العرش الكريم‪ ،‬أن يعلمنا ما ينفعنا ‪،‬وينفعنا بما‬
‫ي ذلك و القادر‬ ‫علمنا‪ ،‬وأن يرزقنا االخالص في القول وفي العمل‪ ،‬هو ول ّ‬
‫عليه‪ ،‬فما كان من توفيق فمن هللا وما كان من خطأ أو زلل أو نسيان فمني‬
‫ومن الشيطان‪ ،‬و هللا تعالى أعلى و أعلم‪ ،‬سبحانك اللهم و بحمدك‪ ،‬أشهد أن‬
‫‪.‬ال إاله ّإال أنت‪ ،‬أستغفرك و أتوب إليك‪ ،‬و الحمد هلل رب العالمين‬

You might also like