You are on page 1of 18

‫دراســات إعالمية‬

‫إشكاليات األخبار المفبركة وتأثيرها في تشكيل الرأي العام‬

‫عبد الرزاق الدليمي*‬

‫‪27‬يوليو‪ /‬تموز ‪2018‬‬


‫‪Al Jazeera Centre for Studies‬‬
‫‪Tel: +974-44663454‬‬
‫‪jcforstudies@aljazeera.net‬‬
‫‪http://studies.aljazeera.net‬‬
‫صورة حائطية تدعو لهدم جدار األخبار المفبركة خالل مؤتمر "ريببليكا ‪ "18‬في برلين‪ ،‬مايو‪/‬أيار ‪ ،2018‬حول ثقافة اإلعالم وسياسة الشبكة واتجاهات التقنية (غيتي)‬

‫مقدمة‬
‫ال تزال اللحظة التي قدم فيها وزير الخارجية األميركي األسبق‪ ،‬كولن باول‪ ،‬في ‪ 5‬فبراير‪/‬شباط ‪ ،2003‬خطابا ُمفَب َْركا أمام‬
‫مجلس األمن الدولي ضد العراق‪ ،‬مشهودة عندما عرض ما اعتبرته الواليات المتحدة "أدلة" على امتالك العراق أسلحة‬
‫دمار شامل وإيوائه لعناصر من تنظيم القاعدة‪ .‬بعد حوالي ثمانية أعوام‪ ،‬نقلت صحيفة "لونوفيل أوبسرفاتور"‪ ،‬في ‪31‬‬
‫ديسمبر‪/‬كانون األول ‪ ،2010‬عن كولن باول اعترافه ألول مرة بأن خطابه الذي اتهم فيه العراق بامتالك أسلحة دمار شامل‬
‫أمام األمم المتحدة كان ُمفَب َْركا وسيظل نقطة سوداء في ملفه‪ .‬وهو الخطاب الذي اعتمدته اإلدارة األميركية لمحاولة تشكيل‬
‫رأي عام محلي ودولي يتسم باإلجماع أو الموافقة على الخطوة التي ستعقب َش ْي َ‬
‫طنَة النظام العراقي‪ .‬وقد كان العلماء‪ ،‬وفي‬
‫مقدمتهم والتر ليبمان (‪ ،)Walter Lippmann‬وضعوا تصوراتهم المتميزة عن الرأي العام وآليات تشكيله باعتباره عملية‬
‫اجتماعية وتواصلية‪ ،‬حيث تعتمد آراء األفراد بطرق عديدة على السياق االجتماعي المحيط بالمسائل العامة‪ .‬وبناء على‬
‫ذلك‪ ،‬نتناول في هذه الدراسة التفاعل بين الهويات االجتماعية للناس وتقارير وسائل اإلعالم السيما األخبار المفبركة حول‬
‫القضايا العامة التي تؤكد تضارب الرأي بين المجموعات االجتماعية المختلفة‪.‬‬

‫وت ُستخدم النظرية والبحث الحاليان بشأن تحديد الهوية االجتماعية والسلوك بين المجموعات للعمليات اإلدراكية والسلوكية‬
‫التي قد تنجم عن التقارير اإلعالمية المفبركة عن نزاع المجموعة‪ .‬لذا‪ ،‬فإن تقريرا إخباريا يركز على نزاع المجموعة‬
‫حول قضية (‪ )1‬يلمح لمستلميها بالتفكير في القضية من خالل منظور المجموعة الخاصة بهم‪ ،‬وفي القضية (‪ )2‬يؤدي إلى‬
‫تصورات مستقطبة أو مبالغ فيها آلراء المجموعة‪ ،‬وأخيرا القضية (‪ )3‬يؤدي إلى تعبير عن رأي شخصي يتفق مع هذه‬
‫التصورات المبالغ فيها لمعايير المجموعة‪ .‬كما يتم دمج العوامل التي تسهم في هذا النوع من االستجابة وتثبيته في‬
‫االستنتاجات‪ .‬وقد تزايدت مخاوف اإلعالميين والسياسيين حول تأثير األخبار المفبركة وتحديدا التي يُ َروج لها على مواقع‬
‫التواصل االجتماعي؛ حيث علت األصوات الداعية لمحاربة األخبار المفبركة التي ت ُنشر عبر فيسبوك وغوغل خوفا من‬
‫تأثيرها على المسار الديمقراطي وتأثيرها بشكل سلبي على الرأي العام ليس في دول العالم الثالث فحسب بل في الدول‬
‫الكبرى أيضا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وت ُظهر استطالعات الرأي العام انخفاضا قويا في ثقة الجمهور بالمنافذ اإلخبارية التقليدية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ت ُقدم شبكات التواصل‬
‫االجتماعي طرقا جديدة لتلقي المحتوى اإلخباري؛ است ُخدمت كواجهة لبرمجة تطبيقات فيسبوك للتالعب فيما إذا كانت‬
‫القصة اإلخبارية نُشرت عبر هذه المنصة من قبل أحد (أصدقاء فيسبوك) الحقيقيين المستجيبين أم ال‪ .‬وأظهرت نتائج‬
‫استطالعات الرأي العام أن هناك تحسنا بمستويات الثقة في وسائل اإلعالم االجتماعي‪ ،‬مما يجعل الناس يقبلون على متابعة‬
‫المزيد من األخبار عبر هذا المنفذ اإلعالمي الخاص في المستقبل‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يتم تضخيم هذه التأثيرات عندما يُنظر‬
‫إلى صديق الحياة الواقعي الذي يشارك القصة على شبكات التواصل االجتماعي باعتباره قائد الرأي مع مالحظة اآلثار‬
‫المترتبة على ممارسات الديمقراطية واألنشطة اإلخبارية األخرى‪.‬‬

‫وأثبت استطالع رأي‪ ،‬أجراه موقع (‪ ،)YouGov‬أن ‪ %54‬من المستخدمين يلجؤون إلى مواقع التواصل االجتماعي‬
‫كمصدر لألخبار‪ ،‬في حين أن ‪ %24‬منهم فقط يستطيعون التفرقة بين األخبار الصحيحة والمفبركة مما يزيد من خطورة‬
‫تداول األخبار المضللة على شبكات التواصل االجتماعي(‪ .)1‬وسلطت صحيفة "اإلندبندنت" الضوء على األخبار المفبركة‬
‫وتأثيرها في األزمات‪ ،‬وكيف أسهمت في صب الزيت على بارود متفجر بمنطقة الشرق األوسط‪ .‬وضربت مثال لذلك بما‬
‫يجري تداوله على شبكات التواصل االجتماعي من أحداث مصطنعة ال عالقة لها بالواقع المحسوس‪ ،‬وأيضا ما خلفته‬
‫األزمة الخليجية من تراشق إعالمي ونشر ألخبار غير صحيحة‪ ،‬مشيرة إلى أن األزمة بدأت عندما اختُرق موقع وكالة‬
‫األنباء القطرية (قنا)‪ ،‬ونشر بيان مفبرك منسوب ألمير دولة قطر‪ ،‬الشيخ تميم بن حمد آل ثاني(‪.)2‬‬

‫اإلعالميون واألخبار المفبركة‬


‫أصبح معروفا للمتابعين أن استعداد اإلنسان المعاصر لنشر وتصديق األخبار المفبركة ظاهرة لها جذورها وتقاليدها الثقافية‬
‫القديمة‪ ،‬لكن مواقع التواصل االجتماعي أسهمت في ترسيخها‪ ،‬وسلبت الناس الوقت الكافي للتحقق من األخبار بسبب كثافة‬
‫تدفقها وسرعة سريانها على شبكة اإلنترنت‪ .‬وقد رافقت صناعة ونقل األخبار المزيفة والمفبركة مسيرة اإلنسانية لعشرات‬
‫اآلالف من السنننين‪ ،‬فلم تولد المبال ة والتهويل في عصننر مواقع التواصننل االجتماعي واإلنترنت؛ إذ كانت لعبة اإلنسننان منذ‬
‫تعلم الكالم وأتقن َحبْك القصنننننر والروايات‪ ،‬لكن في الماضننننني كان الخبر المزور ينتقل ببطء شنننننديد‪ ،‬ويؤثر في مجموعة‬
‫ص ن يرة من الناس في مناطق ج رافية ص ن يرة ومحدودة‪ ،‬أما اآلن فيمكن ألي خبر أو قصننة أن تنتقل بسننرعة فائقة وتنتشننر‬
‫في أرجاء المعمورة وتُحْ دث تأثيرات وتنتج عنها تداعيات ال يستطيع أحد التنبؤ بها‪ ،‬وال حتى صانعها أو مؤلفها‪.‬‬

‫وأصنبحنا اليوم‪ ،‬في عصنر التواصنل االجتماعي‪ ،‬نعيش في بيئة إعالمية مختلفة‪ ،‬حيث تنتشنر األخبار بكثافة أكثر وبسنرعة‬
‫أكبر ومن مصننادر متعددة جدا‪ .‬ويبدو أن شننهية الناس لألخبار المفبركة ازدادت بشننكل كبير في السنننتين الماضننيتين‪ ،‬ويرى‬
‫عالم النفس كيث آبلو (‪ )Keith Ablow‬أن "نشنننننر وتصنننننديق األخبار المفبركة ظاهرة لها جذورها الثقافية القديمة‪ ،‬ولكن‬
‫منصننات التواصننل االجتماعي جعلتنا هدفا أسننهل‪ ،‬وسننلبتنا الوقت الكافي للتحقق من األخبار بسننبب كثافة وسننرعة الشننبكات‬
‫االجتماعية"؛ فقد ك انت صننناعة األخبار والقصننر الخيالية في الماضنني تحدث بوتيرة أقل‪ ،‬وانتشننارها كان يسننت رق سنننين‬
‫طويلة ليصل إلى المدى الذي يؤثر في مجموعات كبيرة من البشر كي ي ير أحداث التاريخ أو ينتج أخرى جديدة(‪.)3‬‬

‫كما أن القصنننر بكل أنواعها تمر عبر ما يشنننبه عملية "انتقاء طبيعي" طويلة‪ ،‬تخضنننع من خاللها القصنننة لعملية تصنننفية‬
‫وفحر بطيئة وقاسنننية‪ ،‬فإن كانت القصنننة تخدم مصنننلحة اإلنسنننان وبقاءه في بيئة معينة ومجتمع معين وزمن معين عاشنننت‬
‫وانتعشت وانتشرت وإال ماتت أو ت يرت أو تحولت لتكون أكثر مناسبة للظروف والزمان والمكان‪ .‬وحتى إن أ صر مجتمع‬
‫ما على تبني روايات وقصنننر وهمية ال تناسنننبه وال تتناسنننب مع زمانه ومكانه غالبا ما اختفى ذلك المجتمع وتالشنننت معه‬

‫‪3‬‬
‫أسنناطيره‪ .‬وفي هذا السننياق‪ ،‬يشننير مايكل رادوتس نكي (‪ ،)Michael Radutzky‬أحد منتجي برنامج (‪ )60 Minutes‬عبر‬
‫قناة "سي بي إس"‪ ،‬إلى أن برنامجه يعتبر أن األخبار المفبركة "يمكن إقامة الدليل على خطئها‪ ،‬ولها قدرة اجتذاب ( شعبية)‬
‫هائلة في الثقافة‪ ،‬ويسننتهلكها ماليين األشننخاص"‪ ،‬ولم يُدرج ضننمن هذه الفئة األخبار المفبركة التي "يُطلقها سننياسننيون ضنند‬
‫وسائل اإلعالم على خلفية أخبار أو تعليقات ال تروقهم"‪ .‬وقال غاي كامبانيل (‪ ،)Campanile Guy‬وهو أيضا من منتجي‬
‫ار يتم تلفيقها من ال شنننيء‪ .‬وفقا لمعظم المعايير‪ ،‬وبحكم التعريف‪ ،‬إنها أكاذيب‬
‫برنامج (‪ :)60 Minutes‬ما نقصنننده هو أخب ٌ‬
‫متعمدة"(‪ .)4‬ورأت صننننحيفة "ال ارديان" البريطانية أن "سننننهولة الوصننننول إلى عائدات اإلعالنات عبر اإلنترنت‪ ،‬وزيادة‬
‫االستقطاب السياسي‪ ،‬وشعبية وسائل اإلعالم االجتماعية‪ ،‬كلها عناصر متورطة في انتشار األخبار الزائفة"(‪.)5‬‬

‫‪ .1‬اإلجراءات المنهجية للدراسة‬


‫أ‪ -‬مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫ت ُظهر المالحظة االسننتكشننافية لحاالت انتشننار األخبار المفبركة وترويجها المؤسننسنني الذي حولها لصننناعة اتصننالية‪/‬دعائية‬
‫تأثيرها المتزايد وتداعيات على شنننبكة العالقات بين األفراد وحتى المؤسنننسنننات والدول‪ ،‬وقد ظهر ذلك واضنننحا في أحداث‬
‫وقضايا مختلفة خالل العامين الماضيين‪ ،‬وكانت عامال بارزا وأساسيا في صراعات وأزمات سياسية بدول كثيرة‪ ،‬بل وفي‬
‫العالقات الدولية أيضننننننا‪ ،‬مثل األزمة الخليجية التي اندلعت‪ ،‬في ‪ 5‬يونيو‪/‬حزيران ‪ ،2017‬بعد التصننننننريحات المفبركة التي‬
‫نُسننننبت ألمير قطر‪ ،‬الشننننيخ تميم بن حمد آل ثاني‪ ،‬وقبل ذلك األزمة التي ال تزال أيضننننا فصننننولها تتفاعل بشننننأن االتهامات‬
‫الموجهة إلى روسننننيا بالتدخل في انتخابات الرئاسننننة األميركية عام ‪ .2016‬ويمكن صننننياغة اإلشننننكالية التي تثيرها األخبار‬
‫المزيفة كاآلتي‪ :‬ما تأثير األخبار المفبركة على الرأي العام؟ وما أبعاده ومجاالته ومخاطره؟‬

‫ب‪ -‬أهمية الدراسة‪:‬‬


‫تسنننتمد الدراسنننة أهميتها من خطورة االنتشنننار المتسنننارع لألخبار المفبركة في وسنننائل اإلعالم المختلفة‪ ،‬السنننيما منصنننات‬
‫اإلعالم االجتماعي وشننننبكاته‪ ،‬حيث بدأت الظاهرة تتخذ أبعادا أخالقية‪/‬مهنية تمس بمصننننداقية الممارسننننة اإلعالمية والعمل‬
‫المؤسننسنني وأيض نا أبعادا سننياسننية وأمنية واقتصننادية‪ ،‬وهو ما جعل بعض الدول تسننارع إلى سننن تشننريعات قانونية الحتواء‬
‫تداعيات ظاهرة األخبار المزيفة‪ .‬كما أن الجدة التي يتسننم بها الموضننوع في األدبيات البحثية العربية تضننفي أهمية على أي‬
‫جهد بحثي يُبذل في دراسته‪.‬‬

‫ج‪ -‬أهداف الدراسة‪:‬‬


‫في سياق استقصاء اإلشكاليات التي تطرحها األخبار المفبركة وتأثيرها في الرأي العام‪ ،‬تهدف الدراسة إلى‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد مفهوم األخبار المفبركة وأهدافه ومخاطره‪.‬‬
‫‪ -‬الكشف عن دوافع االعتماد على األخبار المفبركة ومجاالته‪.‬‬
‫‪ -‬تسليط الضوء على أساليب التعامل مع األخبار المفبركة‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على حجم تأثير األخبار المفبركة على الرأي العام‪.‬‬

‫د‪ -‬الدراسات السابقة‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫اطلع الباحث على عدد من الدراسنننات في األدبيات البحثية العربية التي تناولت بشنننكل أسننناسننني "تأثير األخبار المفبركة في‬
‫الرأي العام"‪ ،‬وكان من أبرزها‪:‬‬

‫‪ .1‬دراسة بعنوان‪" :‬نموذج التوا صل السياسي لكامبريدج أناليتكا‪ :‬فبركة األخبار وهندسة الجمهور"(‪ ،)6‬وقد حددت أطر‬
‫واستراتيجيات التواصل السياسي لشركة االستشارات السياسية "كامبريدج أناليتكا"‪ ،‬واعتبرتها حالة دراسية للتواصل‬
‫االسنتراتيجي الذي يسنعى فيه القائم بالفبركة لهندسنة الجمهور والتأثير فيه باسنتخدام تقنيات معقدة لصنناعة أخبار كاذبة‬
‫ومحتويات دعائية مختارة بدقة تتجاوب مع حاجيات المسنننننتخدم المسنننننتهدف‪ .‬والحظت الدراسنننننة أن كامبريدج أناليتكا‬
‫استفادت إلى حد كبير من النظريات التقليدية المعروفة في مجاالت التأثير في الجماهير‪ ،‬وهندسة الرأي العام‪ ،‬مستفيدة‬
‫من التطور التكنولوجي‪ ،‬والكم الهننائننل من المعلومننات ال ُمتنناحننة على مواقع التواصنننننننل االجتمنناعي‪ ،‬للسننننننيطرة على‬
‫الجماهير‪ ،‬وهندسنننة الرأي العام‪ ،‬والتالعب باألفراد والمجتمعات‪ ،‬تبعا ألجندات سنننياسنننية مدفوعة الثمن‪ ،‬دون مراعاة‬
‫ألي حدود أو ضننوابط أخالقية‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬أشننارت إلى أن الجماهير‪ ،‬التي وقعت في فخ "مسننرحية ال زو الفضننائي"‬
‫قبل ما يقرب من مئة عام‪ ،‬لم تتعلم بعد‪ ،‬كيف تنجو من تأثير وكاالت االتصال السياسي والدعاية والعالقات العامة التي‬
‫تدفع األجندات السنننياسنننية لزبائنها‪ ،‬وتجتاا الفضننناء الرقمي بموجات متتالية من البيانات واألخبار‪ ،‬التي لم يعد سنننهال‬
‫التمييز بين ال ث والسمين فيها‪ ،‬وط ى الزيف فيها على الحقيقة‪.‬‬

‫‪ .2‬دراسنننة بعنوان‪" :‬صنننناعة األخبار الكاذبة ولولب الحصنننار المعلوماتي للرأي العام"(‪ ،)7‬قدمت إطارا معرفيا تفسنننيريا‬
‫لصنننننناعة األخبار الكاذبة ودورها في تشنننننكيل الرأي العام من خالل نموذج "لولب الحصنننننار المعلوماتي" الذي يُحدد‬
‫سنننيرورة َ عملية هذه الصنننناعة ومراح َل حصنننار الوسنننيلة‪/‬الرسنننالة‪ ،‬وأبرزت الكيفيةَ التي تؤثر بها األخبار الكاذبة في‬
‫الرأي العام وتطبيقاتها في عالقات األفراد والمؤسنننسنننات والدول‪ .‬وتوصنننلت الدراسنننة إلى أن األخبار الكاذبة إذا كانت‬
‫صنننننناعة اتصنننننالية‪ ،‬فالبد أن تكون لها أهداف معينة تعبر عنها األطر التي تصنننننو ربية السنننننرديات البديلة للخطاب‬
‫المنافس‪ ،‬وتشنننكل أيضنننا أولويات أجندته االتصنننالية‪/‬السنننياسنننية؛ حيث يكون القائم بالفبركة مسنننكونا بخلق حالة الخوف‬
‫واإلرعاب تجاه الخصم السياسي وسط الرأي العام لشيطنته واإلضرار بمكانته ومركزه االجتماعي والسياسي والثقافي‬
‫ودم ه بجميع األوصننناف التي تسنننهم في عزله وتحطيمه‪ ،‬وهو ما يُحول األخبار الكاذبة لسنننالا أو أداة تدميرية ل خر‬
‫باسننتخدام جميع الوسننائل المشننروعة وغير المشننروعة‪ .‬وهنا‪ ،‬تظهر خطورة هذه الصننناعة االتصننالية‪/‬السننياسننية التي‬
‫يتجاوز تأثيرها وتداعياتها بعض النماذج االتصنننننالية التقليدية‪ ،‬مثل التضنننننليل اإلعالمي الذي كانت مصنننننادره معلومة‬
‫ووسائل نشره محدودة‪ ،‬بينما تتشابك اليوم في إنتاج األخبار الكاذبة شبكة واسعة من المفبركين التي تروج لمنتجها عبر‬
‫وسننائل مختلفة وتتسننبب أيض نا في أزمات وصننراعات سننياسننية ال متناهية‪ ،‬وفي انتهاك سننيادة الدول واسننتقالل قرارها‬
‫السياسي الوطني‪ ،‬وزعزعة األمن والسلم الدوليين‪.‬‬

‫بالرجوع إلى جميع الدراسننات التي اطلع عليها الباحث ‪-‬باسننتثناء الدراسننتين المشننار إليهما أعاله‪ -‬فإنها لم تتناول موضننوع‬
‫تأثير األخبار المفبركة على الرأي العام‪ ،‬كما لم يُدْ َرس الموضنننوع في أي من الدراسنننات العربية بشنننكل أكاديمي‪ ،‬ولذا تفتقد‬
‫المكتبة العربية لمثل هذا النوع من الدراسات في حين نجد أن هناك اهتماما نوعيا بهذا الموضوع في األدبيات األجنبية وهذا‬
‫ما دفعنا إلى االعتماد كثيرا على ما توصننننلت إليه الدراسننننات األجنبية‪ ،‬حيث يبدو واضننننحا أن معاناتهم من انتشننننار األخبار‬
‫المفبركة أكثر إيالما مما نسننتشننعره في واقعنا العربي؛ مثلما حدث في الواليات المتحدة خالل انتخابات الرئاسننة في ‪2016‬؛‬
‫إذ أثارت األخبار الكاذبة قدرا كبيرا من السجال‪ ،‬ووصف بعض المعلقين مشاعر القلق إزاء هذه األخبار بالهلع األخالقي أو‬
‫الهسنننننتيريا الجماعية‪ ،‬وأبدى آخرون خشنننننيتهم من األضنننننرار الالحقة بالثقة العامة‪ .‬وفي يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2017‬أجرى‬

‫‪5‬‬
‫مجلس العموم في المملكة المتحدة تق صيا برلمانيا حول "الظاهرة المتنامية لألخبار الكاذبة"‪ .‬في حين دعا الرئيس الفرن سي‪،‬‬
‫إيمانويل ماكرون‪ ،‬إلى إقرار قانون ضننند األخبار الكاذبة؛ ما فتح سنننجاال حول الحريات في المجتمع الفرنسننني‪ ،‬وعن الجهة‬
‫التي يحق لها تصنيف الحقيقة‪.‬‬

‫ه‪ -‬منهج الدراسة‪:‬‬


‫اقتضت ضرورات الدراسة استخدام المنهج الوصفي لدراسة ظاهرة األخبار المفبركة في سياقات مختلفة‪ ،‬ووصف أبعادها‬
‫وصفا دقيقا و شامال‪ ،‬وتفسير جميع الظروف المحيطة بها للوصول إلى دالئل وبراهين تضع أطرا محددة للمشكلة‪ .‬وتندرج‬
‫هذه الدراسة في إطار دراسات الرأي العام الوصفية التي تشمل كل ميادين الحياة؛ حيث يمكن إجراء دراسات للتعرف على‬
‫رأي الجمهور في أية قضننننية سننننياسننننية أو اقتصننننادية أو اجتماعية‪ .‬أما األدوات والوسننننائل التي اسننننتعان بها الباحث فهي‬
‫االستبيان‪ ،‬إضافة إلى األساليب اإلسقاطية عن طريق إكمال جمل ناقصة أو تداعي الكلمات أو باستخدام اختيارات إسقاطية‪،‬‬
‫وتحليل الشائعات حيث يعبر عن الرأي العام في موضوعات معينة‪.‬‬

‫و‪ -‬مفاهيم الدراسة‪:‬‬


‫‪ -‬التأثير‪ :‬ونعني به إجرائيا‪ ،‬تأثيرا أو إحسنناس نا يُحْ دثُه عام ٌل بش ندة َ‬
‫الو ْقع ال ُمؤثر‪ ،‬وهو قياس لتأثير حادثة أو مشننكلة أو ت يير‬
‫على مواقف األفراد‪ .‬وينبني التأثير عادة على كيف ستتأثر مستويات الخدمة‪.‬‬

‫‪ -‬األخبار المفبركة‪ :‬ونق صد بها إجرائيا‪ ،‬ووفقا لما حدده غاي كامبانيل‪ ،‬ق ص صا م صنعة من العدم‪ ،‬وبمعظم التدابير‪ ،‬عمدا‪،‬‬
‫وفي تعريفها‪ ،‬هي عبارة عن أكاذيب‪.‬‬

‫‪ -‬الرأي العام‪ :‬هو تكوين فكرة أو حكم على موضنننوع أو شنننخر ما‪ ،‬أو مجموعة من المعتقدات القابلة للنقاك وبذلك تكون‬
‫صنننننحيحة أو خاطئة‪ ،‬وتخر أعضننننناء في جماعة أو أمة تشنننننترك في الرأي رغم تباينهم الطبقي أو الثقافي أو االجتماعي‪،‬‬
‫فيعترض ذلك مع الرأي الخاص الذي يشير إلى أمور ومسائل شخصية تتعلق بفرد واحد(‪.)8‬‬

‫ز‪ -‬اإلطار النظري للدراسة‪:‬‬


‫تستند هذه الدراسة في إطارها النظري على تحديد األولويات أو نظرية األجندة (‪ )Agenda Setting Theory‬وتطبيقات‬
‫السبين (‪ )SPIN‬اإلعالمي‪.‬‬

‫ترجع أ صول نظرية األجندة األساسية إلى الباحث والتر ليبمان في كتابه (الرأي العام) الذي ظهر في العشرينات من القرن‬
‫الماضنني‪ ،‬وتشننير أطروحة هذه النظرية إلى أن هناك عالقة طردية موجبة بين درجة تركيز وسننائل اإلعالم على قضننية من‬
‫القضايا‪ ،‬ودرجة اهتمام الجماهير بتلك القضية‪ ،‬أي كلما زاد تركيز وسائل اإلعالم على تلك القضية‪ ،‬زاد اهتمام المتلقين بها‬
‫والعكس صننحيح‪ .‬وتنطلق هذه النظرية من فرضننية أن وسننائل اإلعالم لها تأثير كبير في تركيز انتباه الجمهور نحو االهتمام‬
‫بموضننننوعات وأحداث وقضننننايا معينة‪ ،‬وطرا ربى تراعي المسنننناواة في النوع‪ ،‬يمكن أن يؤدي إلى اهتمام الجمهور بهذه‬
‫القضننننايا‪ .‬ووفقا لهذه النظرية‪ ،‬يرتب اإلعالم أولويات الجمهور من حيث أولويات القضننننايا (المسننننتوى األول)‪ ،‬ومن حيث‬
‫وجهة النظر وجزئيات القضننننايا‪ ،‬وهي بمجموعها تؤكد بشننننكل يصننننعب التشننننكيك فيه‪ ،‬أن اإلعالم يحدد األولويات ويرسننننم‬
‫الصور الذهنية ويؤطر وجهات النظر‪ ،‬والناس عبر الزمن(‪.)9‬‬

‫‪6‬‬
‫إن الفرض الرئيسننني في معظم الدارسنننات الخاصنننة بنظرية األجندة هو "االتفاق بين ترتيب أجندة وسنننائل اإلعالم‪ ،‬وترتيب‬
‫أجندة الجمهور لالهتمام بالقضنايا والموضنوعات اإلعالمية"‪ ،‬أي وجود ارتباط إيجابي بين ترتيب االهتمام لكل من الوسنيلة‬
‫والجمهور‪ ،‬مما يشير إلى دور وسائل اإلعالم في ترتيب أولويات اهتمام الجمهور بالقضايا والموضوعات المطروحة بنفس‬
‫الترتيب الذي تعطيه الوسننائل لهذه القضننايا والموضننوعات‪ .‬وتركز وسننائل اإلعالم على األحداث العامة والقضننايا لتحقيق‬
‫التوحد الجمعي وتشكيل الخطاب االجتماعي‪ ،‬وانتهى كثير من البحوث إلى أن الصحافة تنجح أكثر من التليفزيون في التأثير‬
‫على أجندة الجمهور؛ ذلك أن التليفزيون يهتم أكثر بالقضننايا العامة وليس نت الفرعية األكثر تخصننص نا التي يمكن أن تهتم بها‬
‫الصحف‪ ،‬حيث تهتم الصحف بالعمق واالهتمام بالتفاصيل(‪.)10‬‬

‫وقد تطورت البحوث حول نظرية وضع األجندة للبحث في العالقة بين مت يرين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أسننلوب المعالجة اإلعالمية لألحداث من حيث اختيار المصننادر ونقاط التركيز والجانب المرئي في الرسننالة والعناصننر‬ ‫‪‬‬
‫الطبوغرافية في الوسائل الصحفية وغيرها من أساليب المعالجة اإلعالمية‪.‬‬
‫توجيه انتباه الجمهور نحو جانب محدد من القضية على حساب جانب آخر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وقد ارتبطت هذه النظرية بدراسننة الت طية اإلعالمية للصننراعات الدولية‪ ،‬كما تطورت النظرية بشننكل كبير لتوجيه البحوث‬
‫المعنية بأثر المعالجات اإلعالمية لقضننننننايا األقليات على الرأي العام وغيرها من القضننننننايا االجتماعية‪ .‬وتوصننننننف نظرية‬
‫األجندة بتعدد المناهج البحثية مع وجود رابط مشترك يتمثل في كون الت طية اإلخبارية منتجا يتم تصنيعه وإقراره من خالل‬
‫التأثيرات المتعددة‪ .‬ويمثل تحليل المضمون بشقيه الكمي والكيفي منتجا نهائيا لوضع األجندة(‪.)11‬‬

‫أما السبين اإلعالمي‪ :‬فقد كثر في اآلونة األخيرة استخدام مصطلح "السبين" (‪ )Spin‬في العالم السياسي واإلعالمي‪ .‬وأصل‬
‫التسننننمية ومصنننندرها من الحركة الدورانية للكرة التي يلقيها أحد الالعبين باتجاه الالعب مع المضننننرب في لعبة البيسننننبول‪.‬‬
‫وتمثل سننرعة السننبين مقياس نا لقدرة رامي الكرات‪ .‬والسننبين‪ :‬هو خطه مدروسننة‪ ،‬مقصننودة وقصننيرة المدى‪ ،‬يقوم بإعدادها‬
‫أشننننننخاص أو جهات جماهيرية بهدف تركيز االنتباه أثناء الت طية اإلعالمية على شننننننيء آخر‪ ،‬أو لصننننننرف النظر أو القيام‬
‫بالتضننليل حول حقائق القصننة أو تفسننيراتها‪ .‬ويوجد "السننبين" على حد دقيق بين الحقيقة والكذب‪ ،‬ويتميز بكونه كذبا أبيض‬
‫يهدف عادة إلى صرف أنظار وسائل االعالم وخلق " ضوء" يبهر "أعين" وسائل اإلعالم وي صرف انتباهها عن مو ضوع‬
‫أو تضليل في ت طية قصة إعالمية(‪.)12‬‬

‫وت ُ َعد تطبيقات سننبين عبارة عن مبادرة من قبَل السننياسنني إلش ن ال اإلعالم بموضننوع معين والت اضنني عن مواضننيع أخرى‬
‫مهمة‪ ،‬حيث يسعى السياسي من خالل ظاهرة "السبين" إلى إ ش ال األجندة اإلعالمية والجماهيرية باالتجاهات المريحة له‪،‬‬
‫وكل ذلك بهدف "ت طية" أو "تصليح" نتائج ألحداث غير ُمرضية قد حدثت‪ .‬ويتم ذلك عن طريق تأليف قصر تتوافق مع‬
‫أهداف السياسي الذي يحاول من خالل "السبين" صرف االنتباه واالهتمام عن أمور مهمة‪ ،‬وبالمقابل مدا وتمجيد السياسي‬
‫بالطريقة المرغوب فيها‪ ،‬وبذلك يكسب السياسي دعم وتأييد الجمهور له‪.‬‬

‫هناك أشننكال مختلفة من التأثير المتبادل بين الجدول اليومي الخاص بوسننائل االعالم‪ ،‬والجدول الخاص بالجمهور والجدول‬
‫الخاص بالسننننياسننننة(‪)13‬؛ إذ يؤثر جدول اإلعالم اليومي تأثيرا مباشننننرا على جدول الجمهور اليومي على األقل نتيجة قدرة‬
‫وأهلية وسنننننائل اإلعالم على جذب انتباه الجمهور‪ .‬كما أن السنننننياسنننننيين ينصنننننتون إلى رأي الجمهور‪ ،‬ومن المفروض أن‬
‫كر ُسله‪ .‬فمن شأن جدول الجمهور اليومي أن يُ شكل‪/‬يُ َحدد جدول السياسة اليومي؛ فمثال‪ :‬مشكلة البطالة‪ ،‬أو مشكلة‬
‫يتصرفوا ُ‬

‫‪7‬‬
‫اإلسنننكان التي تقلق الشنننباب والقادمين الجدد‪ ،‬يمكنها أن تصنننل إلى جدول السنننياسنننيين اليومي‪ .‬من جانب آخر‪ ،‬يؤثر جدول‬
‫اإلعالم اليومي تأثيرا مباشنننرا على جدول السنننياسنننة اليومي أيضنننا‪ ،‬حيث يمكن اعتباره أحيانا ك ُمعبر عن الرأي العام‪ ،‬وعن‬
‫جدول الجمهور اليومي‪ .‬ثم هنالك مواضنننيع وظروف يكون فيها لجدول السنننياسنننة اليومي تأثير مباشنننر وقوي على الجدول‬
‫اليومي لإلعالم(‪ .)14‬كما أن مجموعة عوامل أو أحداث عالمية‪ ،‬مثل كوارث أو أزمات أو انقالبات‪ ،‬يمكنها بشنننكل مباشنننر‬
‫أو غير مباشنننر أن تحدد جدول عمل الجمهور‪ .‬وفي حاالت ليسنننت قليلة‪ ،‬تفرض األحداث نفسنننها على وسنننائل اإلعالم التي‬
‫تضطر أن تهتم بها نظرا لضخامتها‪.‬‬

‫أما فيما يخر السنننبين اإلعالمي فإن هناك عالقة تبادلية بين ما تنشنننره وسنننائل اإلعالم ومدى اهتمام الجمهور بها لنجد أن‬
‫القضايا التي تركز عليها وسائل اإلعالم وتقوم بتكرارها تصبح مع الوقت مهمة لدى الجمهور‪ .‬ففي بعض األحيان قد تركز‬
‫وسننننائل االعالم على قضننننية تحظى باهتمام الجمهور فتكون هناك عالقة تبادلية بين ما تنشننننره وسننننائل اإلعالم وما يهتم به‬
‫الجمهور‪ .‬أما عن عالقة هذه النظرية بالدراسة فهي عالقة تبادلية بين وسائل االعالم التي تسلط الضوء على هذا الموضوع‬
‫وجمهور المتلقين اللذين يأخذون المعلومات من هذه الوسننننننائل اإلعالمية وقد وجدنا توافقا واضننننننحا بين مرتكزات نظرية‬
‫األجندة وتطبيقات السبين اإلعالمي في دراستنا‪.‬‬

‫‪ .2‬إشكاليات األخبار المفبركة أخالقيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا‬


‫أ‪ -‬الثقة المؤسسية في المؤسسات اإلعالمية‪:‬‬
‫أصننبح الجمهور أقل انتباها لألخبار السننائدة وزاد من السننلبية والقابلية تفاقم مشننكلة مصننداقية وسننائل اإلعالم على المسننتوى‬
‫الكلي‪ ،‬وتشنننير اسنننتطالعات الرأي إلى تراجع ثابت في ثقة الجمهور في مؤسنننسنننة األخبار‪ .‬وازداد شنننعور الناس من جميع‬
‫االنتماءات السياسية بعدم الرضا عن األخبار‪ ،‬حيث يُال َحظ انخفاض مستويات الثقة في وسائل اإلعالم(‪.)15‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬وفي ظل التطور التكنولوجي وما وفرته من وسننائل اإلعالم‪ ،‬فإن مشننكلة مصننداقية األخبار ال تؤثر بشننكل موحد‬
‫على المواقف في جميع وسائل اإلعالم؛ على سبيل المثال‪ ،‬فالجمهور أكثر ثقة في منافذه المفضلة لألخبار وأكثر ثقة بالمنافذ‬
‫اإلخبارية المحلية(‪ .)16‬بعبارة أخرى‪ ،‬تعتمد الثقة في وسننننننائل اإلعالم إلى حد ما على خصننننننائر منفذ األخبار؛ فقد وجد‬
‫اسننننتطالع رأي أ ُجري عام ‪ 2014‬عن السننننياسننننة العامة أن "فوكس نيوز" مثال تعتبر أكبر مصنننندر لألخبار وأقلها ثقة‪ .‬هذا‬
‫يشننير إلى أن مصننداقية منفذ األخبار تختلف حسننب التوجهات الحزبية‪ .‬وفي مرحلة اختيار وسننائل اإلعالم‪ ،‬يختار الجمهور‬
‫منافذ تتوافق مع الميول األيديولوجية للفرد‪ ،‬وهذه العملية من التعرض االنتقائي تجعل الناس ال يثقون بالمنافذ غير المضيافة‬
‫وربما يثقون في منافذهم اإلخبارية المفضلة‪ .‬وبخالف التفضيالت الحزبية‪ ،‬يمكن للمت يرات الديم رافية والمعرفة السياسية‬
‫أن تلعبا دورا في تحديد المنافذ اإلخبارية التي يرى المرء أنها ذات مصداقية أعلى‪ .‬لقد وضع الباحثون مفهوما موثوقا حول‬
‫وسننننننائل اإلعالم بطرق متنوعة‪ ،‬بما في ذلك الثقة في المحتوى اإلخباري‪ ،‬والثقة بأولئك الذين يقدمون األخبار‪ ،‬والثقة في‬
‫ملكية وسننائل اإلعالم(‪ .)17‬ولما كان القرب والتهيؤ السننياسنني يلعبان دورا في التأثير على التقييم العام لمصننداقية األخبار‪،‬‬
‫فمن المهم وضننع تصننور لمصننداقية وسننائل اإلعالم على مسننتوى المنفذ وليس على المسننتوى المؤسننسنني‪ .‬واسننتكشننف ماير‬
‫درجة الثقة بوسننائل اإلعالم من خالل قياس اإلدراك العام للدقة واإلنصنناف والتحيز وسننياق القصننة والجدارة بالثقة‪ .‬بعبارة‬
‫أخرى‪ ،‬ركزت الدراسنننة على مصنننداقية المؤسنننسنننة اإلخبارية‪ .‬وتشنننير األبحاث الحديثة في سنننياق عملية وضنننع مفهوم للثقة‬
‫بوسائل اإلعالم إلى أهمية النظر في كيفية تحديد ماهيات الثقة بوسائل اإلعالم وسلوكيات البحث عن المعلومات‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ب‪ -‬األخبار المفبركة تقض مضاجع المسؤولين في الدول الكبرى‪:‬‬
‫لم يخترع الرئيس األميركي‪ ،‬دونالد ترامب‪ ،‬بالتأكيد عبارة "األخبار المفبركة"‪ ،‬لكنه أكسبها شهرة وزادها انتشارا‪ .‬فمن بين‬
‫‪ 2608‬ت ريدات أنتجها خالل عامه األول في البيت األبيض‪ ،‬كان تعبير "األخبار المفبركة" هو األكثر تكرارا؛ إذ وردت‬
‫هذه العبارة في ‪ 196‬ت ريدة في إطار تهجمه على وسائل اإلعالم ورده على أخبارها التي ال يتفق معها أو يصنفها باعتبارها‬
‫م عاد ية له‪ .‬وحتى ق بل دخو له الب يت األبيض وعلى مدى فترة حمل ته االنت خاب ية‪ ،‬تكررت هذه الع بارة كثيرا في خ طا با ته‬
‫ولقاءاته الجماهيرية‪ ،‬وأصننننبحت من بين التعبيرات واسننننعة التداول‪ .‬وفي نهاية ‪ ،2017‬أصننننبحت "األخبار المفبركة" كلمة‬
‫العام وفقا الختيارات قاموس "كولينز" للكلمات األكثر تأثيرا وحضورا‪.‬‬

‫لم يكن االختيار بسننننبب ترامب وحده‪ ،‬وإنما برزت مشننننكلة األخبار والصننننور المفبركة والفيديوهات المركبة مع االنتشننننار‬
‫الواسنننع لوسنننائط التواصنننل االجتماعي وط يانها على الحياة المعاصنننرة وتأثيراتها على حياتنا‪ ،‬وأصنننبحت قضنننية تشننن ل‬
‫المجتمعات والحكومات آلثارها السننننننالبة والخطيرة في كثير من األحيان‪ .‬فخالل تواصننننننلنا اليومي يمر علينا خبر أو فيديو‬
‫يتبين الحقا أنه مفبرك‪ ،‬أو صننورة يتضننح الحقا أنها معدلة أو موضننوعة في خارج سننياقها بهدف التضننليل والتشننويش‪ .‬إن‬
‫األخبار المفبركة لم تعد مصدر إزعاج للناس فحسب‪ ،‬بل أصبحت خطرا يقض مضاجع الحكومات والدول خصوصا بعدما‬
‫ثبت أنها أصننننبحت سننننالحا تسننننتخدمه بعض أجهزة االسننننتخبارات للتضننننليل والتأثير على الرأي العام أو لتصنننندير القالقل‬
‫وزعزعة األمن‪ .‬وأوضح مثال على ذلك هو التدخل الذي حدث في االنتخابات األميركية والذي أجمعت أجهزة االستخبارات‬
‫األميركية على أن روسنننيا كانت تقف وراءه للتأثير على العملية االنتخابية‪ ،‬وزعزعة االسنننتقرار‪ ،‬واإلضنننرار بالديمقراطية‬
‫األميركية‪ .‬فقد أثبتت التحقيقات حدوث عمليات منسننننقة لبث صننننور وأخبار وموضننننوعات مفبركة للتأثير على الناخبين‪ ،‬أو‬
‫إلثارة الكراهية والمشكالت العنصرية‪ ،‬أو إحداث بلبلة إزاء بعض القضايا‪.‬‬

‫أميركا لم تكن وحدها التي تحدثت عن تدخل روسنني بهذه األسنناليب‪ ،‬فقد صنندرت تصننريحات وتحذيرات من ألمانيا وفرنسننا‬
‫وبريطانيا عن حمالت منسقة قيل‪ :‬إن مصدرها روسيا‪ ،‬وهدفها التأثير على الرأي العام وإثارة القالقل من خالل بث األخبار‬
‫والمعلومات المدسنننننوسنننننة والمفبركة عبر وسنننننائل التواصنننننل االجتماعي‪ .‬ولمواجهة هذا الخطر المتنامي‪ ،‬أعلنت الحكومة‬
‫البريطانية أنها سننننتنشننننا وحدة خاصننننة في مجال األمن الوطني لمواجهة "األخبار المفبركة" التي تقف وراءها أجهزة دول‬
‫أخرى أو ج هات تع مل على إ ثارة القال قل وزعز عة األمن(‪ .)18‬لكن الحكو مات ال رب ية ترى أن ه ناك أمورا كثيرة على‬
‫الشننركات التي تملك منصننات التواصننل االجتماعي وتجني من ورائها أرباحا طائلة القيام بها‪ .‬لذلك صننعدت الض ن وط على‬
‫شننننركات فيسننننبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها من منصننننات التواصننننل االجتماعي‪ ،‬لتطوير وسننننائل للتصنننندي لهذه الظاهرة‬
‫ومواجهة الترويج لألخبار والمعلومات المفبركة‪ .‬وعلى الرغم من أن الشنننركات المعنية بدأت تتخذ إجراءات إلغالق بعض‬
‫الحسنابات والتصندي لألخبار المفبركة‪ ،‬فإن القضنية تبقى بال ة التعقيد نظرا للكم الهائل من القصنر والصنور والفيديوهات‬
‫التي يجري تداولها عبر هذه المنصات‪ ،‬وصعوبة فرز المزور منها بالسرعة المطلوبة وقبل أن يقع الضرر‪ .‬خذ على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬قصنننننة السنننننيدة المسنننننلمة المحجبة التي نشنننننرت لها صنننننورة أثارت جدال واسنننننعا عقب حادث الدهس في لندن‪ ،‬في‬
‫مارس‪/‬آذار ‪2017‬؛ إذ بدا أنها كانت تسننننير قرب المصننننابين وهي تشننننيح بوجهها وتتحدث على هاتفها الجوال وكأنها غير‬
‫مكترثة بالم صيبة حولها‪ .‬وكان وا ضحا أن الهدف من ال صورة التي جرى تداولها على نطاق واسع هو إثارة مشاعر سلبية‬
‫ضد المسلمين خصوصا مع تداول تعليقات مسيئة‪ ،‬بعضها تحت عناوين مثل "احظروا اإلسالم"‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن السنننيدة المعنية سنننارعت إلى إصننندار بيان توضنننح فيه أنها كانت تعاني من صننندمة شنننديدة ورعب مثل‬
‫الكثيرين الذين كانوا في موقع الحادث وهرعوا لم ادرة المكان‪ ،‬وهو ما أيدها فيه الكثيرون‪ ،‬ومن بينهم المصننننننورة التي‬

‫‪9‬‬
‫التقطت الصنننورة‪ ،‬إال أن الضنننرر كان قد وقع بالفعل بسنننبب ما نالها ونال المسنننلمين من تعليقات سنننلبية‪ .‬األدهى من ذلك أن‬
‫موقع تويتر اكتشف الحقا أن المستخدم الذي بث الصورة ألول مرة عبر منصته كان واجهة لجهة في روسيا أرادت إحداث‬
‫قالقل‪ ،‬فقامت بحظر الحساب‪.‬‬

‫ج‪ -‬األخبار المفبركة قضية مثيرة للجدل والنقاش‪:‬‬


‫تتزايد مخاوف اإلعالميين والسياسيين من تأثير األخبار الزائفة التي يُ َروج لها على مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬حيث علت‬
‫األصننننوات الداعية لمحاربة األخبار الكاذبة التي ت ُنشننننر على فيسننننبوك وغوغل خوفا من تأثيرها على المسننننار الديمقراطي‬
‫ونتائج انتخابات الدول الكبرى(‪.)19‬‬

‫فقد ازداد النقاك والجدل بين المعنيين‪ ،‬وسننيسننتمر بال شننك‪ ،‬حول قضننية األخبار المفبركة في وسننائل التواصننل االجتماعي‬
‫نظرا لتأثيراتها المتشنننعبة اجتماعيا وأمنيا وسنننياسنننيا وحتى اقتصننناديا‪ ،‬وأيضنننا لصنننعوبة التصننندي لها‪ .‬فإذا كان االتفاق على‬
‫تعريف األخبار المفبركة يبدو سنننهال ‪ ،‬فإن اكتشنننافها هو األصنننعب‪ ،‬والتصننندي لها هو المعضنننلة‪ ،‬بالنظر إلى الكم الهائل من‬
‫األخبار والمعلومات والصنننور وأشنننرطة الفيديو التي يجري تداولها يوميا في منصنننات التواصنننل االجتماعي‪ .‬كما أن الناس‬
‫ي سارعون بن شر هذه األخبار والق صر وال صور من دون تق صي م صادرها أو التحقق من صحتها في أغلب األحيان‪ ،‬مما‬
‫يزيد القضننننية تعقيدا بالنسننننبة للجهات التي تبحث عن حلول لمسننننألة يُتوقع أن تثير مزيدا من الجدل والمشننننكالت والقالقل‪.‬‬
‫وأعلن مسننننننؤولون ألمان بارزون‪ ،‬بداية العام ‪ ،2018‬عن نيتهم إقرار تشننننننريع لمواجهة "خطاب الكراهية" على مواقع‬
‫التواصنننل االجتماعي ومنها فيسنننبوك‪ ،‬وفرض عقوبات صنننارمة في حال لم تتم إزالة هذه المنشنننورات والرسنننائل بسنننرعة‪.‬‬
‫وكانت المسنننتشنننارة األلمانية‪ ،‬أنجيال ميركل‪ ،‬قد وجهت‪ ،‬بداية العام ‪ ،2017‬أصنننابع االتهام إلى روسنننيا‪ ،‬واتهمتها بمحاولة‬
‫التأثير في االنتخابات التشننريعية األلمانية التي نُظمت عام ‪ .2017‬واتخذت مسننألة األخبار الكاذبة أهمية كبيرة بعد تحذيرات‬
‫أجهزة المخابرات األلمانية واألميركية من الجهود الروسننننننية للتأثير على االنتخابات والرأي العام في البلدين‪ ،‬خاصننننننة بعد‬
‫اتهامها من قبل الواليات المتحدة بشن هجوم إلكتروني أثر على نتيجة االنتخابات األميركية‪.‬‬

‫أما على الصننننننعيد الفني العالمي‪ ،‬فقد انتشننننننر قبل فترة خبر عن وفاة نجم هوليوود‪ ،‬الممثل والمخرج والمنتج السننننننينمائي‪،‬‬
‫سلفستر ستالون‪ .‬وقد غزا الخبر فضاء اإلنترنت‪ ،‬مما جعل كثيرين يصدقونه‪ .‬ونشرت مئات الحسابات على تويتر مرثيات‬
‫في سننتالون‪ ،‬وسننلسننلة من إنجازاته وأعماله‪ .‬لكن الخبر كان كاذبا‪ ،‬هو اآلخر‪ .‬بعد سنناعات من انتشنناره‪ ،‬اكتشننف الم ردون‪،‬‬
‫والصننننحافة‪ ،‬أن مصنننندره موقع ينشننننر أخبارا كاذبة عن وفاة الفنانين والمشنننناهير‪ ،‬بعد انتشننننار صننننورة له من فيلمه الجديد‬
‫"كريد"‪ ،‬يبدو فيها ضعيفا صحيا‪ .‬ويؤكد خبر وفاة ستالون استفحال أزمة األخبار الكاذبة والمتصيدين على مواقع التواصل‪،‬‬
‫وعجز شننركات التواصننل االجتماعي عن إيجاد حل لها‪ ،‬أو‪ ،‬على األقل‪ ،‬الحد من قدرتها على االنتشننار والترويج للتضننليل‬
‫والعنصرية واالنقسام السياسي‪.‬‬

‫د‪ -‬فيسبوك المتهم األكبر بالترويج لألخبار المفبركة‪:‬‬


‫نشرت شركة التحليالت الشهيرة "جمب شوت"‪ ،‬في ديسمبر‪/‬كانون األول ‪ ،2017‬تقريرا حول المواقع التي تنشر األخبار‬
‫الوهمية والمضللة‪ ،‬والتي تعتمد بشكل كامل على موقع التواصل فيسبوك‪ ،‬للحصول على أعلى معدل زيارات لها‪ .‬وجاء في‬
‫التقرير أن المواقع الوهمية تحصنننننل على أكثر من ‪ %70‬من حركة المرور الخاصنننننة بها من خالل زيارات المسنننننتخدمين‬
‫القادمة من فيسننننننبوك‪ ،‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬تحصنننننننل المواقع اإلخبارية المهمة على أقل من ‪ %30‬من عدد الزيارات‬
‫الخا صة بها‪ ،‬مثل "نيويورك تايمز"‪ .‬وزعم موقع في سبوك أنه طرا عددا من األدوات الجديدة لمنع انت شار ق صر إخبارية‬

‫‪10‬‬
‫زائفة على شننبكة التواصننل االجتماعي‪ .‬وسننتسننه ل الشننركة على المسننتخدمين اإلبال عن المقاالت الزائفة على صننفحاتهم‬
‫الرئيسننية‪ ،‬وسننتعمل مع مؤسننسننات مثل "سنننوبس"‪ ،‬المتخصننصننة في مراجعة الحقائق‪ ،‬و"إيه‪ .‬بي‪.‬سنني نيوز" و"أسننوش نيتد‬
‫برس"‪ ،‬في مسننننعى للتأكد من مصننننداقية القصننننر‪ .‬ويتعرض فيسننننبوك النتقادات شننننديدة لفشننننله في وقف فيض المقاالت‬
‫اإلخ بار ية ال كاذ بة خالل حم لة االنت خا بات الر ئاسنننننن ية األميرك ية‪ ،‬واسننننننت خدا مه في نشننننننر األخ بار ال كاذ بة والمعلو مات‬
‫الم لوطة(‪.)20‬‬

‫ه‪ -‬أخبار "اإلثارة" والمدرسة الجديدة المسماة "عاجل خطير"‪:‬‬


‫يسلط باحثون وصحافيون الضوء على إشكالية األخبار الكاذبة‪ ،‬سواء في أوروبا أو على الصعيد العالمي‪ ،‬مؤكدين أن هذه‬
‫األخبار يكون وراءها أشنننننخاص يحاولون تحقيق مصنننننالحهم الخاصنننننة‪ ،‬ومبرزين أن هناك دوال تعمل على اختراع أخبار‬
‫كاذبة‪ ،‬ناهيك عن ربطها بنموذج اقتصننننننادي جديد للصننننننحافة يقوم على أكبر عدد من النقرات‪ ،‬ما يجعل عددا من المواقع‬
‫اإللكترونية تنشننر بعض نا من هذه األخبار‪ .‬وقد تؤدي هذه الظاهرة الخطيرة إلى إمكانية فقدان مهنة الصننحافة أمام انتشننار ما‬
‫يسننننمى بـنننننننننن"أخبار البوز" أو اإلثارة (ال رائب والشننننائعات)؛ وهو ما "بات يشننننكل خطرا كبيرا على المهنة وأيضننننا على‬
‫المجتمع"‪ .‬إن األخبار الكاذبة ال تختلف كثيرا عن البروباغاندا واإلشننناعات‪ ،‬وإن من بين أسنننباب انتشنننارها ما بات يسنننمى‬
‫بالنموذج االقتصنننادي الجديد لوسنننائل اإلعالم الذي أصنننبح يمثل إشنننكالية في وقت كنا نعلم أن هناك جرائد يتم إنتاجها لتباع‬
‫للناس وأن هناك معلنين يقدمون عروضنننهم ويختارون الجرائد التي لها أكبر عدد من المبيعات‪ ،‬لكن اليوم المعلن يبحث عن‬
‫وسننننائل اإلعالم التي تحقق أعلى المتابعات‪ .‬وتبرز اإلشننننكالية هنا في نوعية األخبار التي يتم نشننننرها لجلب هذه المتابعات؛‬
‫فالتحقيقات تتطلب ميزانيات مرتفعة‪ ،‬وبالتالي فإن عددا من هذه المواقع يعمل على اختراع األخبار وتكذيبها في آن واحد‬
‫من أجل تحقيق عدد أكبر من المتابعات‪.‬‬

‫وهناك إشننكالية أخرى تتمثل في حجم المواد والتقارير اإلخبارية التي يتم نشننرها عبر مختلف وسننائل التواصننل االجتماعي‪،‬‬
‫السننننننيما في الواليات المتحدة وأغلب الدول األوروبية؛ إذ ال يتم إنتاج أخبار تحليلية أو تحقيقات كبرى فيها‪ ،‬بل تعتمد على‬
‫نشننر أخبار مقتضننبة وقصننيرة جدا دون أي محتوى‪ ،‬وعرف ذلك باختراع مدرسننة جديدة تسننمى "عاجل خطير"‪ .‬إن سننرعة‬
‫انتشار األخبار عبر وسائل التواصل االجتماعي‪ ،‬تلفت االنتباه إلى مدى تأثيرها على نسبة المقروئية؛ فالناس تتباين قراءاتهم‬
‫بين بلد وآخر‪ .‬ومع وجود و سائل التوا صل االجتماعي‪ ،‬فهناك أخبار تخلق ضجة كبرى لكن ال أحد يعلم ما تنتجه التحقيقات‬
‫بعدها وسرعان ما تنسى‪ .‬وعلى الرغم من الت ييرات التي يعرفها المشهد اإلعالمي إال أن الوسائل اإلعالمية التقليدية ال تفقد‬
‫جمهورها؛ إذ إن الجمهور يريد أخبارا موثوقة وحقيقية‪ ،‬وهذا ما يجعله متشبثا بالصحافة القديمة‪.‬‬

‫و‪ -‬استغالل األخبار المفبركة تجاريًّا في البيع المكشوف‪:‬‬


‫من شنننأن االسنننتراتيجيات المربحة المحتملة أن تسنننتند على الجمع بين البيع المكشنننوف ونشنننر األخبار الكاذبة‪ :‬أحدهما البيع‬
‫المكشننوف أوال‪ ،‬ثم نشننر األخبار السننلبية الكاذبة التي تؤدي إلى انخفاض األسننعار‪ ،‬وأخيرا ت طية السننعر المنخفض‪ .‬واآلخر‬
‫هو نشنننر أخبار إيجابية كاذبة تزيد من سنننعر السنننهم‪ ،‬والبيع المكشنننوف الملحوق بسنننعر متضنننخم‪ ،‬وي طي في النهاية بعد أن‬
‫يدرك السننوق زيف األخبار وتالشنني تضننخم األسننعار‪ .‬ولهذه الممارسننة االحتيالية األكثر عمومية في نشننر األخبار الكاذبة‬
‫والتجارة بهدف االسننتفادة الناتجة عن تمويه السننعر‪ ،‬في أي شننكل تم تنفيذه‪ ،‬عدة آثار اجتماعية ضننارة‪ .‬اثنان من هذه اآلثار‬
‫يشننننبه اآلثار الضننننارة بالتالعب المحض الناجح‪ .‬وكما التالعب المحض‪ ،‬سننننيقوم نشننننر األخبار الكاذبة الذي يحفزه إمكانية‬
‫الربح من تمويه السننعر بتحريك أسننعار األسننهم مؤقتا بعيدا عن قيمها األسنناسننية‪ ،‬وبالتالي يقلل المسننتوى الشننامل لدقة سننعر‬
‫السننهم والذي تسننفر عنه األسننعار الدقيقة من أجل التش ن يل الفعال لالقتصنناد الحقيقي‪ .‬أيض نا‪ ،‬وكما التالعب المحض الناجح‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫تقوم الممارسة االحتيالية المتمثلة في نشر األخبار الكاذبة والتجارة بهدف االستفادة الناتجة عن تمويه السعر بتحويل الثروة‬
‫بعيد ا عن ال البية العظمى من المسننننننتثمرين لفئة المتداولين القادرين على تنفيذ االحتيال‪ .‬وهذا بدوره يقلل من العائد المتوقع‬
‫للمجموعة األولى من االستثمار‪ ،‬كما ويقلل من حوافزهم لالستثمار في السوق على اإلطالق‪.‬‬

‫ويمكن لهذه الممارسة االحتيالية األكثر شيوعا للتداول على أساس التمويه الناشا عن األخبار الكاذبة أن تؤدي إلى أ ضرار‬
‫اجتماعية إضننننننافية كذلك‪ .‬أوال‪ :‬ألن المتداول الذي يوزع األخبار الكاذبة يعرف أن األخبار خاطئة وأن الطرف اآلخر في‬
‫المعاملة ال يقوم بذلك‪ ،‬كما يؤدي االحتيال إلى عدم تباين المعلومات بين التاجر واألطراف األخرى في تجارته‪ .‬إن احتمال‬
‫الدخول على نحو غير علني في تجارة مع التاجر الذي يقوم بمثل هذا االحتيال سيقود اآلخذين بسعر السوق شراء وبيعا إلى‬
‫زيادة فروق العرض والطلب الخاصننننة بهم‪ .‬وتؤدي فروق سننننعر العرض والطلب إلى تقليل السننننيولة‪ ،‬مما يؤدي إلى تخلي‬
‫األطراف عن التداول بالسوق الثانوية بشكل غير فعال‪ ،‬والذي كانوا سيجدونه جديرا باالهتمام من ناحية أخرى‪ .‬من جهتها‪،‬‬
‫تؤدي الزيادة في العرض والطلب أيضننننا إلى المشنننناركة في التداول اسننننتنادا إلى جمع المعلومات األسنننناسننننية األكثر تكلفة‬
‫وتحليلها‪ ،‬وذلك من خالل تقليل ربحية مثل هذا التداول‪ ،‬والتقليل من مسنننننتوى جمع المعلومات وتحليلها وبالتالي دقة سنننننعر‬
‫السهم‪ .‬أيضا‪ ،‬كلما ازدادت األخبار الكاذبة‪ ،‬ازدادت الموارد الحقيقية للمستثمرين في محاولة اكتشاف ما إذا كانت أي أخبار‬
‫معينة صحيحة أم خاطئة‪ ،‬أي كلما زادت تكاليف االحتياط(‪.)21‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬ت ُعَد الممارسننة االحتيالية المتمثلة في نشننر األخبار الكاذبة والتجارة بهدف االسننتفادة من التمويه الناتج عنها ضننارة‬
‫اجتماعيا بشكل وا ضح‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬فإن السؤال الذي يطرا نفسه هو ما إذا كان توفر البيع المكشوف يزيد بشكل كبير من‬
‫مسننننتوى هذه الممارسننننة الضننننارة‪ .‬يمكن القول‪ :‬إنه لن يكون ذلك؛ إذ إن ثمة طرقا بديلة للربح من خالل نشننننر كل األخبار‬
‫السلبية واإليجابية دون استخدام البيع المكشوف‪ .‬واالستراتيجية البديلة لالستفادة من نشر األخبار السلبية الخاطئة هي نشر‬
‫األخبار أوال ‪ ،‬ومن ثم شنننراء األسنننهم عند السنننعر المنخفض الناتج‪ ،‬ثم إعادة بيع األسنننهم بعد أن يدرك السنننوق زيف األخبار‬
‫ويتبدد الكسننناد في األسنننعار‪ .‬وهناك أيضنننا اسنننتراتيجية بديلة أخرى للربح من خالل نشنننر األخبار اإليجابية الخاطئة‪ ،‬وهي‬
‫شراء األسهم قبل نشر األخبار‪ ،‬ومن ثم بيعها فورا بعد انتشار الخبر بالسعر المتضخم الناتج‪.‬‬

‫مع ذلك‪ ،‬يقترا نهج ما أكثر تعقيدا للمسننننألة أن هذه الحجة معيبة‪ ،‬وأن توفر البيع المكشننننوف يزيد من مسننننتوى الممارسننننة‬
‫االحتيالية المتمثلة في نشننننر أخبار كاذبة والتداول بهدف االسننننتفادة من التمويه في السننننعر‪ .‬يبدأ فهم هذا النهج األكثر تعقيدا‬
‫بمالحظتين‪ .‬المالحظة األولى‪ ،‬بالنسننننبة لبعض أنواع المعلومات‪ ،‬على األقل بعض الوقت‪ ،‬قد يكون نشننننر معلومات سننننلبية‬
‫خاطئة بشننننكل مقنع أسننننهل من نشننننر معلومات إيجابية خاطئة مقنعة‪ ،‬وقد يكون العكس هو الصننننحيح بالنسننننبة لبعض أنواع‬
‫المعلومات األخرى‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬فإنه لمن األ سهل في بعض األحيان ن شر أخبار كاذبة إيجابية؛ ألنه من المحتمل أن‬
‫يتم في ال الب تصننننننحيحها على الفور من ق َب ل الشننننننركة‪ .‬خالل أوقات االرتفاع‪ ،‬قد تكون األخبار اإليجابية الخاطئة أكثر‬
‫تصننديقا؛ ألن الناس يريدون تصننديقها‪ ،‬كما أنها تتفق مع المزاج العام للنشننوة‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬عندما يكون من المسننتحسنن‬
‫تجنب الخصننننوصننننية‪ ،‬فإن المعلومات السننننلبية الكاذبة‪ ،‬بسننننبب قوة التلميحات‪ ،‬ربما يكون انتشننننارها أسننننهل من المعلومات‬
‫اإليجابية الخاطئة‪.‬‬

‫أما المالحظة الثانية‪ ،‬فمن شأن المخاطر القانونية والمالية المرتبطة بال ش في نشر األخبار الكاذبة والتداول بهدف االستفادة‬
‫من التمويه في األسننننننعار أن تكون‪ ،‬في بعض الظروف‪ ،‬أقل عندما تتم التجارة األولية في وقت مبكر من نشننننننر المعلومات‬
‫الكاذبة‪ ،‬وعندما يتم إجراء المعاملة الثانية مباشرة بعد أن يكون لألخبار الكاذبة تأثيرها الكامل على السعر‪ .‬وفي ظل ظروف‬

‫‪12‬‬
‫أخرى‪ ،‬قد يكون من الصننننننعب كشننننننف ال ش من الناحية المالية عندما تتم التجارة األولية بعد أن تُنشننننننر المعلومات الكاذبة‬
‫وتستمر مع ذلك في تمويه األسعار‪ ،‬وكذلك عندما تتم التجارة العكسية بعد أن يدرك السوق الحقيقة ويتفرق سعر التمويه‪.‬‬

‫تشير هاتان المالحظتان إلى تشكيلة من المجموعات المحتملة من العوامل ذات الصلة‪ .‬بالنسبة للحاالت التي تمثل العديد من‬
‫هذه المجموعات‪ ،‬فإن الطريقة األكثر فائدة للقيام بعملية االحتيال تنطوي على اسننننننتخدام البيع المكشننننننوف‪ .‬في بعض هذه‬
‫الحاالت على األقل‪ ،‬إذا كان البيع المكشننننننوف غير متاا‪ ،‬فإن االحتيال ال يُ َعد جذابا بما يكفي ليكون ذا قيمة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن‬
‫توفر البيع المكشنوف سنيزيد من انتشنار ال ش الذي ينطوي على نشنر أخبار كاذبة وما يرتبط بها من أضنرار اجتماعية‪ .‬في‬
‫الواقع‪ ،‬وبالمقارنة مع األنواع الثالثة األخرى من الممارسنننات التي تنطوي على البيع المكشنننوف والتي تم مناقشنننتها في هذا‬
‫الصدد ‪ -‬التالعب المحض‪ ،‬والسعر المنخفض للربح من خالل عقد مع طرف ثالث‪ ،‬واالستفادة من انخفاض القيمة األساسية‬
‫التي تنتج عن انخفاض االكتتاب األولي في المبيعات المكشنننوفة‪ -‬تشنننير النظرية إلى أنه من شنننأن اسنننتخدام البيع المكشنننوف‬
‫للربح من خالل نشنننر األخبار الكاذبة أن يكون له القدرة األكثر ثباتا على إحداث تأثيرات اجتماعية ضنننارة‪ ،‬على الرغم من‬
‫أنه من الممكن المجادلة بخالف ذلك‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن مثل هذا النشاط يبدو بالتأكيد جديرا بالتحقيق التجريبي*‪.‬‬

‫ز‪ -‬البيع المكشوف على أساس المعلومات السلبية وآثارها‪:‬‬


‫من المرجح أيضنننا أن تكون ممارسنننة أخرى ‪-‬التداول على أسننناس المعلومات المطلعة السنننلبية‪ -‬أكثر انتشنننارا إذا توفر البيع‬
‫المكشننوف‪ ،‬ذلك ألن ملكية أسننهم جهة اإلصنندار لن تكون ضننرورية من ناحية االسننتفادة من أي من هذه المعلومات التي قد‬
‫يحوزها التاجر‪ .‬وببسنناطة يسننتطيع التاجر القيام بالبيع المكشننوف ثم ت طيته عندما ينخفض السننعر بعد أن تصننبح المعلومات‬
‫عامة‪ .‬إن التداول على أسننناس المعلومات المطلعة السنننلبية له التأثيرات الثالثة الضنننارة اجتماعيا نفسنننها‪ ،‬مثل نشنننر األخبار‬
‫والتجارب الكاذبة لالسنننتفادة من التمويه الناتج في السنننعر‪ )1( :‬نقل الثروة إلى القادرين على المشننناركة في هذه الممارسنننة‪،‬‬
‫وبالتالي تثبيط المشننننناركة في السنننننوق من قبل أولئك الذين ال يسنننننتطيعون‪ )2( .‬رفع سنننننعر العرض والطلب مع االنخفاض‬
‫المصننناحب لالسنننتحقاق ‪-‬انخفاض سنننيولة السنننوق والمشننناركة في عملية التداول باألسنننهم‪ -‬بما في ذلك التداول على أسننناس‬
‫التحليل األ سا سي‪ )3( .‬إ ضافة إلى م ستوى الموارد الحقيقية المخ ص صة لتكاليف االحتياط‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وخالفا لن شر األخبار‬
‫الكاذبة‪ ،‬التي ليس لها فضننننائل تعويضننننية‪ ،‬فإن للتداول على أسنننناس المعلومات المطلعة السننننلبية‪ ،‬رغم أنها غير قانونية في‬
‫العديد من الظروف‪ ،‬فوائد اجتماعية متضنننناربة؛ ألنه في الوقت الذي يتم فيه ذلك‪ ،‬يتحرك سننننعر سننننهم المصنننندر نحو قيمة‬
‫أسننناسنننية بدال من االبتعاد عنها‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬فإن من شنننأن الزيادة في هذه الممارسنننة التي تنتج عن توفر البيع المكشنننوف‪،‬‬
‫اعتمادا بشننكل جزئي على انتشناره نسننبة إلى ممارسننة نشننر األخبار الكاذبة جنبا إلى جنب مع التداول‪ ،‬أن تكون متوازنة مع‬
‫النتائج االجتماعية األقل سلبية‪.‬‬

‫وهنا‪ ،‬فإن حالة التخويف والترهيب أو اإلرعاب التي ت ُ ْنشنننئُها وتخلقها عملية صنننناعة األخبار الكاذبة تدفع باتجاه محاصنننرة‬
‫الرأي العام بخطاب أو سرديات بديلة لمواجهة الخطاب السائد‪/‬ال ُمنَافس أو الجهة التي ت ُ َمثلُه‪ ،‬وهي الفرضية التي تؤسس في‬
‫هذا السنننياق لنموذج الحصنننار المعلوماتي عبر صنننناعة األخبار الكاذبة وتأثيرها في الرأي العام عبر الضنننخ والتدفق الهائل‬
‫للبيانات الزائفة والتحليالت المفبركة‪ .‬ويدعم هذه الفرضية ثالثة عوامل رئيسية(‪:)22‬‬

‫‪ .1‬األفراد يسننتجيبون لنوازع الخوف ودوافعه‪ ،‬وقد يتفاعلون سننلبا وإيجابا مع حالة الترهيب التي ت ُ ْنش نئ ُها وسننائل اإلعالم‪،‬‬
‫وكذلك تحذيرات الفبركة اإلعالمية من األخطار الخارجية أو حتى التهديدات المحلية؛ فينسنننننناقون وراء السننننننرديات‬
‫البديلة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ .2‬تقوم السننرديات البديلة بتعزيز أطروحاتها وسننط الرأي العام عبر الضننخ والتدفق الهائل للبيانات المزيفة من ق َبل شننبكة‬
‫المفبركين والجيوك اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ .3‬سنننرعة انتشنننار األخبار الكاذبة التي تثير حالة الخوف والرعب وسنننط الرأي العام‪ ،‬وترويج المسنننتخدمين لها أكثر من‬
‫األخبار والمعلومات الحقيقية التي تبدو متشابهة إلى حد كبير‪ ،‬بينما األخبار الزائفة تتميز بعنصر المفاجأة‪.‬‬

‫‪ .3‬آراء أساتذة اإلعالم والصحفيين في تأثير األخبار المفبركة على الرأي العام (دراسة تطبيقية)‬
‫ل رض التأكد من موثوقية تأثير األخبار الكاذبة على الرأي العام أجرى الباحث ‪-‬اعتمادا على الدراسنننننة الكمية‪ -‬اسنننننتطالعا‬
‫للرأي على عينة من أسننناتذة اإلعالم‪ ،‬وكذلك عينة من الصنننحفيين المسنننجلين رسنننميا في نقابة الصنننحفيين في األردن خالل‬
‫الفترة الممتدة من فبراير‪/‬شباط إلى ‪ 15‬مايو‪/‬أيار ‪ ،2018‬وبلغ عدد وحدات العينتين ‪ 110‬على النحو اآلتي‪:‬‬

‫الجنس‪ :‬بل ت نسنننننبة الذكور الصنننننحفيين ‪ ،%53.6‬ونسنننننبة اإلناث ‪ ،%46.4‬بينما كانت عينة المدرسنننننين جميعها من‬ ‫‪-‬‬
‫الذكور‪.‬‬
‫المؤهل العلمي‪ :‬بل ت نسبة الحاصلين على البكالوريوس من الصحفيين أفراد عينة الدراسة ‪ ،%57.3‬والحاصلين على‬ ‫‪-‬‬
‫الماجسننتير ‪ ،%32.7‬والحاصننلين على درجة الدكتوراه ‪ ،%6.4‬بينما كانت عينة المدرسننين كاملة من الحاصننلين على‬
‫درجة الدكتوراه‪.‬‬
‫العمر‪ :‬ال البية العظمى من الصحفيين أفراد عينة الدراسة هم ممن تزيد أعمارهم عن ‪ 41‬عاما بنسبة ‪ ،%58.2‬وجميع‬ ‫‪-‬‬
‫أفراد عينة الدراسة المدرسين هم ممن تزيد أعمارهم عن ‪ 41‬عاما‪.‬‬
‫الدرجة األكاديمية‪ :‬بل ت نسننبة أفراد عينة الدراسننة من المحاضننرين ‪ ،%21.6‬ومن األسننتاذ المسنناعد ‪ ،%36.1‬ونسننبة‬ ‫‪-‬‬
‫المدرس المساعد ‪.%42.3‬‬
‫المن صب الوظيفي‪ :‬غالبية أفراد عينة ال صحفيين هم من المرا سل ال صحفي بن سبة ‪ ،%46.4‬ثم الكاتب ال صحفي بن سبة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،%14.5‬ثم سننكرتير تحرير بنسننبة ‪ ،%12.7‬ثم محرر رئيسنني بنسننبة ‪ ،%9.1‬ثم رئيس قسننم بنسننبة ‪ ،%7.3‬وأخيرا‬
‫محرر بنسبة ‪.%3.6‬‬
‫سننننوات الخبرة‪ :‬النسنننبة األكبر من الصنننحفيين لديهم خبرة في العمل الصنننحفي تزيد عن ‪ 15‬عاما حيث بل ت نسنننبتهم‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،%50.9‬وغالبية المدرسين لديهم خبرة في التدريس تتراوا ما بين ‪ 15-11‬عاما وبل ت نسبتهم ‪.%66.7‬‬

‫‪ .1.3‬أسئلة الدراسة‪ :‬أهداف األخبار المفبركة ودوافع اعتمادها وحجم تأثيرها‬


‫أ‪ -‬ركز سننؤال الدراسننة األول على‪" :‬ما مدى إدراك الصننحفيين لألخبار المفبركة من حيث المفهوم واألهداف واألخطار؟"‪،‬‬
‫والحظ الباحث في اإلجابة عن هذا السؤال أن إدراك الصحفيين ألهمية األخبار المفبركة قد حصل على درجة متوسطة؛ إذ‬
‫بلغ المتوسننط الحسننابي (‪ ،)3.41‬بينما حصننلت جميع الفقرات األخرى المعبرة عن مدى إدراك الصننحفيين لألخبار المفبركة‬
‫من حيث المفهوم واأل هداف واألخطار على درجات مرتفعة تراوحت ما بين (‪ ،)4.45-4.04‬وحصنننننن لت الفقرة "يدرك‬
‫الصننحفي أن األخبار المفبركة تسننتخدم كأسننلوب في التشننكيك" على أعالها‪ ،‬والفقرة "يدرك الصننحفي أن األخبار المفبركة‬
‫تجعل الفرد في حيرة بين التصنننننديق والتكذيب لمحتواها ما يؤثر على مصنننننداقية الموقع" على أدناها‪ ،‬وبل ت المعدل الكلي‬
‫(‪ )4.17‬وهو معدل يمثل درجة مرتفعة بشنننننننأن مدى إدراك الصننننننحفيين لألخبار المفبركة من حيث المفهوم واألهداف‬
‫واألخطار‪.‬‬
‫ب‪ -‬نر سننننننؤال الدراسننننننة الثاني على‪ " :‬ما مدى إدراك مدرسنننننني اإلعالم لألخبار المفبركة من حيث المفهوم واألهداف‬
‫واألخطار؟"‪ ،‬وأظهرت النتائج أن مدر سي اإلعالم يرون أن األخبار المفبركة تجعل الفرد في حيرة بين الت صديق والتكذيب‬
‫لمحتواها ما يؤثر على مصننننننداقية الموقع بدرجة متوسننننننطة بل ت (‪ ،)3.43‬ويدركون األصننننننناف المختلفة ألنواع األخبار‬
‫‪14‬‬
‫المفبركة بدرجة متوسنننننطة بل ت (‪ ،)3.2‬بينما حصنننننلت جميع الفقرات األخرى المعبرة عن مدى إدراك مدرسننننني اإلعالم‬
‫لألخبننار المفبركننة من حيننث المفهوم واألهننداف واألخطننار على درجننات مرتفعننة تراوحننت مننا بين (‪)4.67-3.67‬؛ حيننث‬
‫حصننننننلت الفقرة "يدرك مدرس اإلعالم أن مهارات التفكير لديه تمك نه من تمييز األخبار المفبركة والتعرف عليها" على‬
‫أعالها‪ ،‬والفقرة "يدرك مدرس اإلعالم أن األخبار المفبركة تتسنننم باألهمية" على أدناها‪ ،‬وبل ت المعدل الكلي (‪ )3.99‬وهو‬
‫معدل يمثل درجة مرتفعة من مدى إدراك مدرسي اإلعالم لألخبار المفبركة من حيث المفهوم واألهداف واألخطار‪.‬‬

‫ج‪ -‬ركز سننننؤال الدراسننننة الثالث على‪" :‬ما دوافع اعتماد الصننننحفيين األردنيين على األخبار المفبركة في عملهم؟"‪ ،‬والحظ‬
‫الباحث من خالل الدرجة المرتفعة والبال ة (‪ )3.75‬أن الدوافع المقترحة العتماد الصحفيين األردنيين على األخبار المفبركة‬
‫في عملهم قد حصلت على درجة عالية‪ ،‬وقد حصلت الدوافع "للتحذير من انتشار أمراض في المجتمع‪ ،‬للتنفيس عن قضايا‬
‫مكبوتة لدى الجماهير ‪ ،‬لقياس الرأي العام حول قضنية مهمة في المجتمع‪ ،‬أوقات الكوارث والشنعور بالخطر" على درجات‬
‫متوسنننطة تراوحت ما بين (‪ ،)3.14-3.64‬بينما حصنننلت الدوافع "البتزاز شنننخصنننيات مهمة في المجتمع للبحث عن الربح‬
‫السنننريع‪ ،‬إلثارة الفضنننول والتسنننلية‪ ،‬لتأليب المشننناعر ضننند فئة معينة من المجتمع‪ ،‬إلسنننقاط شنننخصنننيات مهمة في المجتمع‬
‫والتشهير بها‪ ،‬إلشباع فضول الجماهير حول قضايا تهمهم‪ ،‬الحصول على السبق الصحفي‪ ،‬للبحث عن الربح السريع‪ ،‬فترة‬
‫تشكيل الحكومات‪ ،‬فترة االنتخابات البرلمانية والترويج للمرشحين‪ ،‬للحصول على أكبر عدد ممكن من القراءات والتي تؤثر‬
‫في ترتيبه بالنسبة للمواقع اإلخبارية األخرى" على درجات مرتفعة تراوحت ما بين (‪.)4.14-3.68‬‬

‫د‪ -‬وفي سنننننؤال الدراسنننننة الرابع‪" :‬ما دوافع اعتماد مدرسننننني اإلعالم على األخبار المفبركة في عملهم؟"‪ ،‬يالحظ من خالل‬
‫الدرجة المرتفعة والبال ة (‪ )3.86‬أن الدوافع المقترحة العتماد مدرسي اإلعالم على األخبار المفبركة في عملهم قد حصلت‬
‫على درجة عالية‪ ،‬وقد حصننلت الدوافع "للتنفيس عن قضننايا مكبوتة لدى الجماهير‪ ،‬إلشننباع فضننول الجماهير حول قضننايا‬
‫تهمهم‪ ،‬للتحذير من انتشننار أمراض في المجتمع‪ ،‬الحصننول على السننبق الصننحفي" على درجات متوسننطة تراوحت ما بين‬
‫(‪ ،)3.33-3.63‬بينما حصننننلت الدوافع " لقياس الرأي العام حول قضننننية مهمة في المجتمع‪ ،‬البتزاز شننننخصننننيات مهمة في‬
‫المجتمع للبحث عن الربح السنننريع‪ ،‬لتأليب المشننناعر ضننند فئة معينة من المجتمع‪ ،‬إلسنننقاط شنننخصنننيات مهمة في المجتمع‬
‫والت شهير بها‪ ،‬فترة االنتخابات البرلمانية والترويج للمر شحين‪ ،‬فترة ت شكيل الحكومات‪ ،‬أوقات الكوارث وال شعور بالخطر‪،‬‬
‫للحصنننننول على أكبر عدد ممكن من القراءات والتي تؤثر في ترتيبه بالنسنننننبة للمواقع اإلخبارية األخرى‪ ،‬إلثارة الفضنننننول‬
‫والتسلية‪ ،‬للبحث عن الربح السريع" على درجات مرتفعة تراوحت ما بين (‪.)4.33-3.67‬‬

‫ه‪ -‬بحث سؤال الدراسة الخامس‪" :‬كيف يتعامل الصحفيون األردنيون مع األخبار المفبركة في عملهم؟"‪ ،‬والحظ الباحث بأن‬
‫الدرجة الكلية لكيفية تعامل الصنننحفيين مع األخبار المفبركة كانت متوسنننطة وبل ت (‪ ،)3.53‬وقد حصنننلت الفقرات "إهمال‬
‫األخبار المفبركة وعدم نشرها‪ ،‬التحرك الميداني لمواقع األحداث مثار األخبار المفبركة‪ ،‬التثبت من صحة األخبار قبل بثها‪،‬‬
‫الرجوع إلى أهل الخبرة عند مناقشننة أخبار مفبركة ما لمحاولة نفيها‪ ،‬اعتماد مصنندر رسننمي لألخبار" على درجات مرتفعة‬
‫تراوحت ما بين (‪ ،)3.83-3.67‬بينما حصنننلت الفقرات "نشنننر األخبار المفبركة بناء على رغبة ربسنننائي في العمل‪ ،‬نشنننر‬
‫األخ بار المفبر كة ع ند وجود تضنننننننارب في األن باء في المواقع اإلخ بار ية‪ ،‬نشننننننر األخ بار المفبر كة التي ترتبط برغ بات‬
‫واهتمامات الجماهير‪ ،‬نشننننننر األخبار المفبركة المثيرة للقار ‪ ،‬النفي السننننننريع األخبار المفبركة‪ ،‬إعادة صننننننياغة األخبار‬
‫المفبركة بأسنننننلوب فني وقالب جذاب‪ ،‬إجراء التحقيقات اإلعالمية‪ ،‬عدم نشنننننر األخبار المفبركة التي تؤدي إلى العنف‪ ،‬عدم‬
‫نشننر األخبار المفبركة حتى ال تؤثر على مصننداقية الموقع على المدى البعيد‪ ،‬إرفاق األخبار المفبركة ببراهين ووثائق تدعم‬

‫‪15‬‬
‫م صداقيتها‪ ،‬عدم ن شر المو ضوعات التي ت ذي األخبار المفبركة‪ ،‬اإلبانة واإلف صاا عن حقيقة المواقف في أوقات الحروب‬
‫واألزمات" على درجات متوسطة تراوحت ما بين (‪.)3.65-3.05‬‬

‫و‪ -‬وفي سنننننؤال الدراسنننننة السنننننادس‪" :‬كيف يتعامل مدرسنننننو اإلعالم مع األخبار المفبركة في عملهم؟"‪ ،‬أظهرت النتائج أن‬
‫الدرجة الكلية لكيفية تعامل مدرسي اإلعالم مع األخبار المفبركة كانت مرتفعة وبل ت (‪ ،)3.83‬ونالحظ أن مدرسي اإلعالم‬
‫يتعاملون مع األخبار المفبركة "في التحرك الميداني لمواقع األحداث" بدرجة مرتفعة وكانت األعلى وبل ت (‪ ،)4.67‬ثم‬
‫" عدم نشننننننر األخبار المفبركة التي تؤدي إلى العنف" بدرجة مرتفعة بل ت (‪ ،)4.47‬ثم "إهمال األخبار المفبركة وعدم‬
‫نشنننرها‪ ،‬النفي السنننريع لألخبار المفبركة" بدرجة مرتفعة بل ت (‪" ،)4.33‬اإلبانة واإلفصننناا عن حقيقة المواقف في أوقات‬
‫الحروب واألزمات" بدرجة مرتفعة بل ت (‪ ،)4.13‬ثم " إجراء التحقيقات اإلعالمية‪ ،‬عدم نشننننننر األخبار المفبركة حتى ال‬
‫تؤثر على مصننننننداقية الموقع على المدى البعيد‪ ،‬التثبت من صننننننحة األخبار قبل بثها" بدرجة مرتفعة وصننننننلت (‪ ،)4.03‬ثم‬
‫"الرجوع إلى أهل الخبرة عند مناقشننننننة أخبار مفبركة ما لمحاولة نفيها" بدرجة مرتفعة بل ت (‪ ،)3.77‬ثم "نشننننننر األخبار‬
‫المفبركة المثيرة للقار " بدرجة مرتفعة بل ت (‪ .)3.73‬بينما حصننلت الفقرات "نشننر األخبار المفبركة عند وجود تضننارب‬
‫في األنباء في المواقع اإلخبارية‪ ،‬إعادة صننننياغة األخبار المفبركة بأسننننلوب فني وقالب جذاب‪ ،‬نشننننر األخبار المفبركة التي‬
‫ترتبط برغبات واهتمامات الجماهير‪ ،‬إرفاق األخبار المفبركة ببراهين ووثائق تدعم مصداقيتها‪ ،‬نشر األخبار المفبركة بناء‬
‫على رغبة ربسننائي في العمل‪ ،‬اعتماد مصنندر رسننمي لألخبار‪ ،‬عدم نشننر الموضننوعات التي ت ذي األخبار المفبركة" على‬
‫درجات متوسطة تراوحت ما بين (‪.)3.6-3.07‬‬

‫‪ .2.3‬نتائج الدراسة التطبيقية‬


‫بعد ما طبقنا ما ورد في جوهر نظرية األجندة وتطبيقات السننبين اإلعالمي على مضننامين أسننئلة الدراسننة التطبيقية‪ ،‬خلصنننا‬
‫إلى مجموعة من النتائج‪ ،‬أبرزها‪:‬‬

‫الن سبة األكبر من ال صحفيين أفراد عينة الدرا سة لديهم خبرة في العمل ال صحفي تزيد عن ‪ 15‬عاما حيث بل ت ن سبتهم‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،%50.9‬وغالبية المدرسين لديهم خبرة في التدريس تتراوا ما بين ‪ 15-11‬عاما وبل ت نسبتهم ‪.%66.7‬‬

‫مدى إدراك الصحفيين ألن األخبار المفبركة تتسم باألهمية قد حصل على درجة متوسطة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مدى إدراك الصحفيين لألخبار المفبركة من حيث المفهوم واألهداف واألخطار قد حصلت على درجات مرتفعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مدرسو اإلعالم يرون أن األخبار المفبركة تجعل الفرد في حيرة بين تصديق مضمونها وتكذيبه ما يؤثر على مصداقية‬ ‫‪‬‬
‫الموقع بدرجة متوسطة‪.‬‬

‫معدل إدراك مدرسي اإلعالم لألخبار المفبركة من حيث المفهوم واألهداف واألخطار ذو درجة مرتفعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الدوافع المقترحة العتماد الصحفيين األردنيين على األخبار المفبركة في عملهم قد حصلت على درجة عالية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حصننننلت الدوافع "للتحذير من انتشننننار أمراض في المجتمع‪ ،‬للتنفيس عن قضننننايا مكبوتة لدى الجماهير‪ ،‬لقياس الرأي‬ ‫‪‬‬
‫العام حول قضننننننية مهمة في المجتمع‪ ،‬أوقات الكوارث والشننننننعور بالخطر" على درجات متوسننننننطة من وجهة نظر‬
‫الصحفيين‪.‬‬

‫حصنننلت الدوافع "البتزاز شنننخصنننيات مهمة في المجتمع للبحث عن الربح السنننريع‪ ،‬إلثارة الفضنننول والتسنننلية‪ ،‬لتأليب‬ ‫‪‬‬
‫المشنناعر ضنند فئة معينة من المجتمع‪ ،‬إلسننقاط شننخصننيات مهمة في المجتمع والتشننهير بها‪ ،‬إلشننباع فضننول الجماهير‬
‫حول قضايا تهمهم‪ ،‬الحصول على السبق الصحفي‪ ،‬للبحث عن الربح السريع‪ ،‬فترة تشكيل الحكومات‪ ،‬فترة االنتخابات‬

‫‪16‬‬
‫البرلمانية والترويج للمرشننننحين‪ ،‬للحصننننول على أكبر عدد ممكن من القراءات والتي تؤثر في ترتيبه بالنسننننبة للمواقع‬
‫اإلخبارية األخرى" على درجات مرتفعة‪.‬‬

‫الدوافع المقترحة العتماد مدرسي اإلعالم على األخبار المفبركة في عملهم قد حصلت على درجة عالية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫حصنلت الدوافع "للتنفيس عن قضنايا مكبوتة لدى الجماهير‪ ،‬إلشنباع فضنول الجماهير حول قضنايا تهمهم‪ ،‬للتحذير من‬ ‫‪‬‬
‫انتشار أمراض في المجتمع‪ ،‬الحصول على السبق الصحفي" على درجات متوسطة من وجهة نظر مدرسي االعالم‪.‬‬

‫حصننلت الدوافع " لقياس الرأي العام حول قضننية مهمة في المجتمع‪ ،‬البتزاز شننخصننيات مهمة في المجتمع للبحث عن‬ ‫‪‬‬
‫الربح ال سريع‪ ،‬لتأليب الم شاعر ضد فئة معينة من المجتمع‪ ،‬إل سقاط شخ صيات مهمة في المجتمع والت شهير بها‪ ،‬فترة‬
‫االنتخابات البرلمانية والترويج للمرشحين‪ ،‬فترة تشكيل الحكومات‪ ،‬أوقات الكوارث والشعور بالخطر‪ ،‬للحصول على‬
‫أكبر عدد ممكن من القراءات والتي تؤثر في ترتيبه بالنسنننننبة للمواقع اإلخبارية األخرى‪ ،‬إلثارة الفضنننننول والتسنننننلية‪،‬‬
‫للبحث عن الربح السريع" على درجات مرتفعة من وجهة نظر مدرسي اإلعالم‪.‬‬

‫الدرجة الكلية لكيفية تعامل الصحفيين مع األخبار المفبركة كانت متوسطة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الدرجة الكلية لكيفية تعامل مدرسي اإلعالم مع األخبار المفبركة كانت مرتفعة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫توجد فروق ذات داللة إحصننائية عند مسننتوى داللة أقل أو يسنناوي (‪ )0.05‬تعود للمنصننب الوظيفي بشننأن مدى إدراك‬ ‫‪‬‬
‫الصننننننحفيين األردنيين لألخبار المفبركة من حيث المفهوم واألهداف واألخطار‪ ،‬ونالحظ أن الفروقات كانت ما بين‬
‫المحررين من جهة وما بين سكرتير التحرير والمحرر الرئي سي ورئيس الق سم والكاتب ال صحفي والمرا سل ال صحفي‬
‫من جهة أخرى لصالح سكرتير التحرير والمحرر الرئيسي ورئيس القسم والكاتب الصحفي والمراسل الصحفي‪.‬‬

‫توجد فروق ذات داللة إح صائية عند مستوى داللة أقل أو يساوي (‪ )0.05‬تعود للمن صب الوظيفي بشأن دوافع اعتماد‬ ‫‪‬‬
‫الصننننحفيين األردنيين على األخبار المفبركة في عملهم‪ ،‬ونالحظ أن الفروقات كانت ما بين سننننكرتير التحرير من جهة‬
‫وما بين المحرر والمحرر الرئيسي ورئيس القسم والكاتب الصحفي والمراسل الصحفي من جهة أخرى‪.‬‬

‫ال توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى داللة أقل أو يساوي (‪ )0.05‬تعود للمنصب الوظيفي بشأن كيفية تعامل‬ ‫‪‬‬
‫الصحفيين األردنيين مع األخبار المفبركة في عملهم‪.‬‬

‫*د‪.‬عبد الرزاق الدليمي‪ ،‬أستاذ الدعاية واإلعالم بجامعة البترا في األردن‪.‬‬

‫مراجع‬

‫احذف حسابك على فيسبوك إن كتبت هذه المنشورات في ‪ ،"2017‬سبوتنيك‪ 28 ،‬ديسمبر‪/‬كانون األول ‪( ،2017‬تاريخ الدخول‪ 10 :‬أبريل‪/‬نيسان‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪https://bit.ly/2Odwkh7:)2018‬‬

‫‪McKernan, Bethan “How fake news in the Middle East is a powder keg waiting to blow”, independent, 10 September 2017, (Visited‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪on 10 April 2018):https://ind.pn/2v4RS6T‬‬
‫بركات‪ ،‬إياد‪" ،‬الوهم المحبوب‪ ..‬كيف صنعت األخبار المفبركة وعينا الجمعي"‪ ،‬العرب‪ 3 ،‬ديسمبر‪/‬كانون األول ‪( ،2016‬تاريخ الدخول ‪ 10‬أبريل‪/‬نيسان‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪/https://alarab.co.uk:)2018‬الوهم‪-‬المحبوب‪-‬كيف‪-‬صنعت‪-‬األخبار‪-‬المفبركة‪-‬وعينا‪-‬الجمعي‬
‫"التصدي لها واجب أخالقي‪ ..‬ما هي األخبار الزائفة أو الـ ‪Fake news‬؟"‪ ،‬النهار‪ 5 ،‬فبراير‪/‬شباط ‪ 11( ،2018‬أبريل‪/‬نيسان ‪https://bit.ly/2BXbLOD:)2018‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪“Facebook enables 'fake news' by reliance on digital advertising – report”, the guardian, 31 January 2018, (Visited on 10 April‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪2018):https://bit.ly/2npz9jE‬‬
‫التميمي‪ ،‬نواف‪" ،‬نموذج التواصل السياسي لكامبريدج أناليتكا‪ :‬فبركة األخبار وهندسة الجمهور"‪ ،‬مركز الجزيرة للدراسات‪ 8 ،‬مايو‪/‬أيار ‪( ،2018‬تاريخ الدخول‪10 :‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫أبريل‪/‬نيسان ‪http://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/2018/05/180508093028286.html:)2018‬‬
‫الراجي‪ ،‬محمد‪" ،‬صناعة األخبار الكاذبة ولولب الحصار المعلوماتي للرأي العام"‪ ،‬مركز الجزيرة للدراسات‪ 27 ،‬مايو‪/‬أيار ‪( ،2018‬تاريخ الدخول‪ 10 :‬أبريل‪/‬نيسان ‪:)2018‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪http://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/2018/05/180527110035087.html‬‬
‫الدليمي‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬الدعاية والشائعات والرأي العام‪( ،‬دار اليازوري‪ ،‬األردن‪ ،)2015 ،‬ص ‪.63‬‬ ‫(‪)8‬‬
‫الدليمي‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬نظريات االتصال في القرن الحادي والعشرين‪( ،‬دار اليازوري‪ ،‬األردن‪ ،)2016 ،‬ص ‪.115‬‬ ‫(‪)9‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.116‬‬ ‫(‪)11‬‬
‫الدليمي‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬وسائل اإلعالم والطفل‪( ،‬دار المسيرة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،)2012 ،‬ص ‪.117‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫الدليمي‪ ،2016 ،‬نظريات االتصال في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬ ‫(‪)14‬‬
‫‪Ladd, J. M. Why Americans hate the media and how it matters, (Princeton University Press, NJ, 2011), p. 163.‬‬ ‫(‪)15‬‬

‫‪17‬‬
Gronke, P.; Cook, T. “Disdaining the media: The American public's changing attitudes toward the news”, Political Communication, 24 )16(
(3), 2007.
Ladd, Jonathan, “The era of media distrust and its consequences for perceptions of political reality”, In T. N. Rid out (ed.), new )17(
directions in media and politics, (Rout ledge, New York, 2013), p. 2.

Gronke; Cook, “Disdaining the media: The American public's changing attitudes toward the news”, op, cit. )18(

.Bennett, W. L; Manheim, J. B, “The One-Step Flow of Communication”, Journal of Personality and Social Psychology, 39 (5) )19(
Matsa, Katerina Eva, Mitchel, Amy, “8 Key takeaways about social media and news”, journalism, 26 March 2014, (Visited on 10 )20(
April 2018):http://www.journalism.org/2014/03/26/8-key-takeaways-about-social-media-and-news/
“The rise and rise of fake news”, BBC, 6 November 2016, (Visited on 14 April 2018):https://www.bbc.com/news/blogs-trending- )21(
37846860
:‫ للتوسع راجع‬.‫أصبح هناك اهتمام بدراسة قادة الرأي واألشخاص الذين يؤثرون بشكل كبير على غيرهم‬

Pingree, R. J.; Brossard, D.; McLeod, D. M. The influential: People who influence people. Albany, (State University of New York Press, NY, 2014).
.‫ مرجع سابق‬،"‫ "صناعة األخبار الكاذبة ولولب الحصار المعلوماتي للرأي العام‬،‫) الراجي‬22(

18

You might also like