You are on page 1of 4

‫‪Roland Barthes36, partant d'un point de vue sémiotique, appelle le théâtre "une espèce‬‬

‫‪de machine cybernétique" qui envoie à l'adresse du public des messages particuliers,‬‬
‫)‪simultanés(Roland Barthes, Essais critiques, Paris, Seuil, 1964, p.258.‬‬

‫المستقبل المغاربي في حوار خاص مع الدكتور عزالدين جالوجي ‪ /‬مسيكة لشهب‬


‫األحد‪ 26 ،‬يناير ‪2014‬‬

‫ائي الج ّيد هو من له القدرة على خلق جو عجائبي‪                                       ‬‬


‫الرو ّ‬
‫ّ‬
‫نظم أول أمس قسم اللغة واألدب العربي بجامعة ‪20‬أوث ‪ 1955‬ندوة‬
‫أدبية حول األعمال األدبية والنقدية لألديب عز الدين جالوجي بتنظيم‬
‫عميد الكلية الدكتور أحسن ثليالني ورئيس قسمها األستاذ عبد السالم‬
‫جغدير وجملة من األساتذة والبيداغوجين? بذات القسم‪.‬وقد قام األديب بكل‬
‫ثقة وجرأة إبداعية في عرض كل منجزاته األدبية وكان لنا حوار خاص‬
‫معه اكتشفنا من خالله طيبة هذا الرجل وتواضعه العلمي وخفة ظله‬
‫وتفعمه بالحيوية والنشاط‪..‬فهو ابن والية سطيف نشأ فيها وترعرع‬
‫وتتلمد بمدارسها وهو اآلن أستاذ أكاديمي جامعي يحمل شهادة الدكتوراه‬
‫في اآلداب وهو حريص في أعماله‬
‫األدبية على توظيف التراث والموروث الثقافي من عادات وتقاليد مختلفة‬
‫‪.‬‬

‫المستقبل‪ :‬سؤال روتيني اعتدنا أن نطرحه على كل مثقف مهما كان‬


‫تخصصه‪ ،‬متى كانت بداياتك األولى في الكتابة؟‬
‫جالوجي‪ :‬كنت قد بدأت في فترة الطفولة والمراهقة بكتابات هي شبه‬
‫عفوية رغم قيمتها الخاصة عندي إال أنّ أول كتاب أو رواية صدرت لي‪ ‬‬
‫هي "لمن تهتف الحناجر"‪  ‬سنة ‪  1994‬وتحوي ‪ 12‬قصة مختلفة‬

‫المستقبل‪ :‬إ ّنك توظف لغة في كتاباتك من نوع خاص فيها من الشعرية ما‬
‫يجعلك تتميز عن غيرك؟ ‪ ‬‬
‫جالوجي ‪ :‬الشعرية ال تخص الشعر فقط بل تخص الشعر واألدب وبرأيي‬
‫عجائبي وأن يكسر‬
‫ّ‬ ‫الروائي الج ّيد هو من له القدرة على خلق جو ‪ ‬‬‫ّ‬
‫رحابة األفق ‪                                                       . ‬‬
‫المستقبل‪  :‬كم يقدر إنتاجك األدبي؟‪         ‬‬
‫جالوجي ‪  :‬ما يقرب من ‪ 30‬كتابا ‪ 06 ،‬روايات ‪ 04 ،‬مجموعات‬
‫قصص ‪ 14،‬مسرحية للكبار و ‪ 40‬مسرحية لألطفال?‬
‫المستقبل ‪    :‬كنت قد زاوجت بين عديد األلفاظ وهجنتها وخرجت بلفظ‬
‫واحد مركب‪..‬فهل هده تقنية جديدة أم توليد للغة أم اجتهاد فني شخصي‬
‫ام مادا‪،‬؟؟‬
‫جالوجي ‪ :‬فعال و أشكرك على هذا السؤال الوجيه‪..‬وهذه األلفاظ هي ‪ :‬‬
‫مقدنس‪ /‬ديناغول‪ /‬قرزير‪ /‬قوزح‪ /‬مسردية‪  ‬فاألولى تجمع بين المقدّس‬
‫والمد ّن س والثانية تجمع بين الدنيا والغول والثالثة تجمع بين قوس وقزح‬
‫أما األخيرة فتجمع بين المسرح والسرد ‪    ،‬هذي تسمى في العربية‬
‫النحت وهو من مستويات االشتقاق وأنا اجتهدت في أن أضع ألفاظا‬
‫جديدة تجمع بين المتناقضات كما االولى او تعمق المعنى كما في ‪ 2‬و ‪3‬‬
‫او تضع مصطلحا لجنس مختلف كما في الخامس‬
‫المستقبل ‪ :‬بذكرك لهذا فالسؤال يطرح نفسه ‪ ،‬اآلن تحدث بإسهاب عن‬
‫فكرة المسر دية كيف تجمعت في فكرك يعني اإلرهاصات وكيف تبلورت‬
‫وما مدلولها ومواضيعها؟‬
‫جالوجي ‪ :‬كان ُك َّتاب المسرح منذ زمن اإلغريق يكتبون نصوصهم إلى‬
‫الخشبة مباشرة‪ ،‬ولعله لم يدر في خلدهم أن يوجهوا ما يكتبون إلى‬
‫القارئ‪ ،‬ومع مرور القرون صارت المسرحية تصدر أيضا بين دفتي كتاب‬
‫مما حفظها? من الضياع والزوال‪ ،‬كما ضاعت لألسف الشديد آالف‬
‫العروض المسرحية التي كانت ترتبط بالمشاهد في حينها ثم تختفي إلى‬
‫غير رجعة‪ .‬مع تطور وسائل تسجيل الصوت والصورة‪ ،‬تحقق حلم‬
‫االحتفاظ ببعض العروض لتشكل مادة خصبة للمتلقي في كل مستوياته‪،‬‬
‫مما هيأ للدارسين المتخصصين فرص دراسة ذلك‪ .‬غير أن ظهور وسائط‬
‫مختلفة سرق المتلقي إلى غير رجعة‪ ،‬بما استطاعت أن تحققه‬
‫من وسائل إغراء‪ ،‬جعلت المسرح منبوذا إلى حد بعيد‪ ،‬حيث راح يفقد‬
‫معاقله وسحره‪ ،‬ولم يتخل عنه متلقوه فحسب بل وحتى منتجوه أيضا‪،‬‬
‫وبذلك يكون المسرح قد خسر المشاهد وهو الذي لم يكسب القراء في أي‬
‫مرحلة من مراحله‪ .‬في وقت راح السرد بأشكاله يزحف على الميدان‬
‫ويكسب أآلالف بل الماليين من األنصار إلى صفه‪ ،‬مما فرض التفكير في‬
‫إعادة التألق للنص المسرحي‪ ،‬فيحقق رغبة الناس في قراءته دون أن‬
‫يفقد خاصية التمسرح فيه‪ ،‬وهذا ما حدا بنا إلى إعادة كتابة النص‬
‫المسرحي ولكن بنكهة السرد فنكسب القارئ أوال ونأخذ ثانيا بيديه ليعود‬
‫إلى خشبة المسرح دون أن نجرح كبرياءه‬
‫بحيث يكون النص مهيئا أيضا للعرض على الخشبة‪ ،‬ويمكن أن يستفيد‬
‫منه المخرج والممثل معا‬
‫المستقبل ‪:‬في رواياتك تزاوج بين الزمنين الماضي البعيد مثال الدولة‬
‫الرستمية في رواية المقدنس وبين الزمن المستقبل البعيد ‪ ،‬فما سبب هذا‬
‫التفا رق والتضارب في األزمنة ولماذا غياب الزمن الحاضر زمننا نحن ؟‬
‫جالوجي‪ :  ‬يبتسم ويرد بحنكة األكاديمي المثقف واألديب الواعي لما‬
‫يفعله وما يكتبه ‪ ..‬دعي األمر للقراءلن أنوب عنهم‪.‬‬
‫المستقبل‪ :‬مار أيك بالسلطة الجزائرية أنت كأنموذج هل أعطتك حقك‬
‫األدبي والفكري‪ ‬اإلبداعي؟‬
‫جالوجي ‪ :‬مبتسما ‪..‬أنت عدت للموضوع بطريقة ذكية ‪..‬‬
‫المستقبل ‪ :‬من خالل قراءتنا للعشق المقدنس فإننا الحظنا أنها تعالج‬
‫زمنين متناظران بعيدان عن بعضهما البعض الماضي البعيد والمستقبل‬
‫األبعد وال رابط بينهما وهذا ما أحدث فجوة‪  ‬زمنية تفصل الماضي عن‬
‫الحاضر مما خلق التشظي الزمني ‪ ،‬فالرواية عادت بنا للدولة الرستمية‬
‫وفي هذا دعوة للعودة للتاريخ وبالتالي عودة للمسكوت عنه لنعيش‬
‫حاضرا سليما ونبني لمستقبل زاهر نعيشه وال نتخيله فقط ‪ ،‬ويبقى الرد‬
‫األخير كما قال جالوجي للقراء الكرام‪.‬‬
‫المستقبل ‪ :‬ما آخر ما أنتجت؟‬
‫جالوجي ‪:‬العشق المقدنس كانت أول طبعة له في سنة ‪ 2013‬ومؤخرا‬
‫هذا الشهر صدرت طبعته الثانية‪..‬و أنا اآلن أكتب في رواية‪  ‬قد أكملها‬
‫مع نهاية هذا‪  ‬الربيع‪.‬‬
‫المستقبل ‪ :‬كنت قد قلت أن اإلعالم الجزائري مقصر في حق األدباء‬
‫والمفكرين فعلى ماذا بنيت حكمك هذا ؟‬
‫جالوجي ‪ :‬إنها حقيقة الوضع اإلعالمي ولألسف فالكثير من اإلعالميين‬
‫ال يقرؤون ألدبائهم ولمفكريهم واإلعالم يهتم غالبا بالفنانين في مجال‬
‫الغناء والرقص واالحتفاالت الشعبية والمناسباتية و يه ّملون أديب أو‬
‫مفكر أنتج كتاب وضع فيه عصارة مجهود سنوات طوال من العلم‬
‫الصعاب للحصول على تلك العصارة ليقدمها في كتاب‬ ‫ّ‬ ‫والمعرفة ومكابدة‬
‫ألمة اقرأ التي ولألسف ال تقرأ‬
‫المستقبل ‪ :‬هل ترى أن األديب الجزائري المعاصر شانه شأن األدباء‬
‫الحديثين قبل الثورة وبعدها وأدباء االستقالل أي لم يعتني بهم كنخبة و‬
‫ربوة المجتمع ؟‬
‫جالوجي ‪ :‬في كلمتين قصيرتين ‪..‬لألسف فاألدباء عندنا شأنهم شأن‬
‫العصور األولى ال يعترف نتاجهم الفكري إال بعدما يصبحون في قوائم‪ ‬‬
‫عداد األموات ولكنني كمفكر وكأستاذ جامعي وكمنتج ألفكار وفنون‬
‫فهذفي األول هو تقديم هذا المجهود الذي أنتجته للقارئ الجزائري‬
‫والعربي وحتى العالمي وال يهمني إن قرئء االن وقدّ ر فقد غرسوا فأكلنا‬
‫ونغرس ليأكلوا‪.‬‬
‫المستقبل ‪ :‬عذرا أستاذي الفاضل فقد أنهكتك باألسئلة وقد أقلبت عليك‬
‫مواجع أنت في غنى عنها فنشكرك كثيرا على السماح لنا بهذا الحوار‬
‫الش ّيق وكلمة أخيرة من فضلك؟‪.‬‬
‫جالوجي ‪ :‬سكيكدة الماء والخضرة والوجه الحسن‪..‬هذا أول شيء‬
‫أحسسته وأنا داخل سكيكدة المضيافة وأشكر قسم األدب العربي بجامعة‬
‫سكيكدة وكل أساتذتها الذين استضافوني في هذه الندوة القيمة وشكر‬
‫خاص لكي سيدتي ولجريدة المستقبل المغاربي‪.‬‬

You might also like