You are on page 1of 4

‫عَاقِبَةُ الظَّالِ ِميْنَ‬ ‫ب قصره‪ .

‫ب قصره‪ .‬النم رود ك ان‬ ‫ات لَ ِكنهُ أَ ْفقَ َر شعبَهُ وجعلهم يَتَ َس َّولُوْ نَ ِع ْن َد بَا ِ‬ ‫بِ ْالخَ ي َْر ْ‬
‫إِ َّن ْال َح ْم َد هلِل ِ نَحْ َم ُدهُ َون َْس تَ ِع ْينُهُ َون َْس تَ ْغفِ ُر ْه َونَ ُع وْ ُذ بِاهللِ ِم ْن ُش رُوْ ِر‬ ‫ُظ ِهرُوْ ا لَهُ الطَّا َعةَ َويَ ْس ُج ُدوْ ا‬ ‫ط أَ ْن ي ْ‬ ‫الناس فَرْ دًا فَرْ دًا بِشَرْ ْ‬
‫ِ‬ ‫ع الطعا َم على‬ ‫ي َُو ِّز ُ‬
‫ي‬ ‫ض َّل لَهُ َو َم ْن يُضْ لِلْ فَاَل هَا ِد َ‬ ‫ت أَ ْع َمالِنَا‪َ ،‬م ْن يَ ْه ِد ِه هللاُ فَاَل ُم ِ‬ ‫أَ ْنفُ ِسنَا َو ِم ْن َسيِّئَا ِ‬ ‫نص يبَهُ من طع ا ْم‪َ " ،‬م ْن َرب ُّْك؟"‬ ‫اح ٍد قَ ْب َل أن يعطيَهُ ِ‬ ‫لَهُ َويَرْ َكعُوْ ا فَيَسْأ َ َل ُك َّل َو ِ‬
‫ك لَ ْه َوأَ ْشهَ ُد أَ َّن ُم َح َّمدًا َع ْب ُدهُ َو َرسُوْ لُ ْه‬ ‫لَهْ‪ .‬أَ ْشهَ ُد أَ ْن اَل إِلهَ إِاَّل هللا َوحْ َدهُ اَل َش ِر ْي َ‬ ‫الظ ِلم َوالهَ َوام‪،‬‬ ‫فيقول أنت أيها النمرود فيعطيَ هُ الطع ا ْم‪ .‬يُ دَرِّ بُهُ ْم َعلَى ه ذا ُّ‬
‫ص فِيُّهُ َو َخلِ ْيلُ هُ َو ِخي َْرتُ هُ َوأَ ِم ْينُ هُ َعلَى َوحْ يِ ْه اَرْ َس لَهُ َربُّهُ َرحْ َم ةً لِ ْل َع الَ ِمي ْْن‬ ‫َو َ‬ ‫َحتَّى َجا َءه ذلك الشابُ ال ُم ْؤ ِم ُن التَّقِي اسمهُ ابراهي ُم عليه السالم‪ ،‬فس أله قب ل‬
‫َّ‬
‫ات هللاِ َوس اَل ُمهُ َعلَ ْي ِه َوآلِ ِه الطيِّبِي ْْن‬ ‫ص لَ َو ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫َو ُح َّجةً َعلَى ال ِعبَ ا ِد أجْ َم ِعي ْْن‪َ .‬و َ‬ ‫أن يعطيَهُ الطعام‪َ ،‬م ْن َربُّكَ ؟ قال ربي ه و ال ذي يح يي ويميت‪ ،‬لس ت أنت‬
‫َت أُ ُذ ٌن بِ َخبَ رْ َو َس لَّ َم‬ ‫ت َعي ٌْن بِنَظَ رْ َو َوع ْ‬ ‫ص لَ ْ‬ ‫َوأَصْ َحابِ ِه ْال ُغرِّ ْال َميَ ا ِمي ْْن‪َ ،‬م ا اتَّ َ‬ ‫أيه ا النم رود‪ ،‬إن هُ هللا بي ده الحي اة ليس ت بِيَ ِد ْك‪ ،‬حي اتي وحيات ك بي ِد هللا‪،‬‬
‫تَ ْسلِ ْي ًما َكثِي َْرا أَ َّما بَ ْع ُد‪.‬‬ ‫ك الحي ا ِة‬ ‫ك الدنيا و َملِ ُ‬ ‫ك ظَ َّن أنه َملِ ُ‬ ‫وموتي وموتِك بيد هللا‪ ،‬ألنه َحازَ على ُم ْل ِ‬
‫وممات‪ .‬و َما علِم كيف ستكون نهايتُ ْه (ألَ ْم تَ َر إِلَى ال ِذي َح ا َّج إِ ْب َرا ِه ْي َم فِي‬ ‫ْ‬
‫ق تُقَاتِ ِه‬ ‫ص ْي ُك ْم أَيُّهَا الناسُ بِتَ ْق َوى هللاِ‪ .‬قال هللا تع الى‪ :‬إتقُ وا هللاَ َح َّ‬ ‫فَأًوْ ِ‬
‫َواَل تَ ُموْ تُ َّن إِاَّل َوأَ ْنتُ ْم ُم ْسلِ ُموْ نَ ‪ .‬اتقُوا هللاَ تَ َعالَى فَإ ِ َّن َم ِن اتَقَى هللا َوقَاهُ َوأَرْ َش َدهُ‬ ‫ْت) فر َّد الظال ْم ‪:‬‬ ‫ال إبراهي ُم َرب َِّي الَّ ِذي يُحْ يِي َويُ ِمي ْ‬ ‫ك‪ ،‬إِ ْذ قَ َ‬‫َربِّ ِه ْأن آتَاهُ هللاُ ال ُم ْل َ‬
‫ت‬ ‫بالشمس من المش رق ف أ ِ‬ ‫ال إِب َْراهي ُم فإن هللا يأتي‬ ‫ْت‪ ،‬قَ َ‬ ‫ال أَنَا أُحْ يِي َوأُ ِمي ْ‬ ‫(ق َ َ‬
‫إِلَى خَ ي ِْر أُ ُموْ ِر ِد ْينِ ِه َو ُد ْنيَاهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بها من المغرب فبهت الذي كف ر‪ ،‬وهللا ال يه ِدي الق وم الظ المين) (البق رة‪:‬‬
‫اإل ْخ َوةُ ْال ُم ْس لِ ُموْ نَ ‪....‬إِ َّن ِم ْن ُس نَ ِة هللاِ َع َّز َو َج َّل فِي ْال َك وْ ِن أَ َّن‬ ‫أَيُّهَ ا ِ‬ ‫ض‪ ،‬وهل هن اك في األرض أَحْ قَ ُر‬ ‫أرسل إليه البَعُوْ َ‬ ‫َ‬ ‫فعل هللا بِه؟‬ ‫‪ )258‬ماذا َ‬
‫الس ا َع ْة‪،‬‬ ‫الظ ْل ِم َسا َع ْة َودَوْ لَةُ ْال َع ْد ِل إِلَى قِيَ ِام َّ‬ ‫الظ ْل َم يَ ْنتَ ِهي‪ ،‬دَوْ لَةُ ُّ‬ ‫ْال َع ْد َل يَ ْبقَى َو ُّ‬
‫ب من هربْ ‪،‬‬ ‫صر َع ْتهُ ْم‪ ،‬الحاشية‪ .‬ه ََر َ‬ ‫من البعوض؟ أرسلها هللا على ُج ْن ِد ِه فَ َ‬
‫ف‪َ ،‬علَى ْال ُم ْؤ ِمنِ ْينَ َو ْال َكافِ ِري ْْن‪ ،‬فَ ْال َع ْد ُل يُ ْبقِي‬ ‫ض اَل تَتَخَ لَّ ْ‬ ‫ه ِذ ِه ُسنَّةُ هللاِ فِي اأْل َرْ ِ‬ ‫ض في جس ِد ْه‬ ‫فَ َّر َم ْن فَ َّر هَلَك من هَلَ ْك بَقِ َي هُ َو فدخل البعوضُ وأصابَهُ بِ َم َر ٍ‬
‫الظ ْل ُم يُ ْؤ ِذي بِ ال َّز َوا ِل َوإِ ْن َك انَ أَ ْهلُ هُ‬ ‫َت َك افِ َر ْة‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ال ُّد َو َل َويَحْ فَظُهَ ا َوإِ ْن َك ان ْ‬
‫فصار أَ َحبَّ الناسُ إلي ِه َم ْن يَضْ ِربُهُ بِالنِّ َع ا ِل َعلَى َر ْأ ِس ْه (ف انظر كي ف ك ان‬ ‫َ‬
‫ك أَخَ َذ َربُّكَ إِ َذا أَ َخ َذ ْالقُ َرى َو ِه َي ظَالِ َم ْة إِ َّن أَ ْخ َذهُ َعلِ ْي ٌم َش ِديْد‬ ‫ُم ْؤ ِمنِي ْْن‪ .‬ك ذلِ َ‬ ‫عاقبة الظالمين)‪.‬‬
‫ض‬ ‫َعلَى ُم ْست ََوى ال ُّد َو ِل َواأْل َ ْف َرا ْد‪ .‬فَالظَّالِ ُموْ نَ ت ََو َّع َدهُ ُم هللاُ َج َّل َو َعاَل فِي اأْل َرْ ِ‬ ‫ْخ ه ِذ ِه األُ َّمةُ‬
‫الظ ْل َم َعلَى نَ ْف ِس ي َو َج َع ْلتُ هُ َوبَ ْينَ ُك ْم ُم َح َّر َم ا فَاَل‬ ‫ت ُّ‬ ‫(يَ ا ِعبَ ا ِدي إِنِّي ُح رِّ ْم ُ‬ ‫اري ِ‬‫أيه ا المص لون رحمكم هللا‪.....‬قص ة أخ رى فِي تَ ِ‬
‫تَظَالَ ُموْ ا) حديث القدسي الذي رواه مسلم‪.‬‬ ‫اإِل ْساَل ِميَّة‪َ ،‬سأَضْ ِربُ أَرْ بَ َعةَ أَ ْمثِلَ ٍة بَس ْيطَة‪ :‬لِ َحا ِك ٍم ظَالِ ْم َوأَح ُد الش عرا ِء ال ذينَ‬
‫ضاة الذين يحكمون‬ ‫الحاك ْم‪َ ،‬ويَجعلونه َر ْم ًزا لألُ َّمة‪َ ،‬وقَاضي القُ َ‬ ‫يُقَ ِّدسُوْ نَ هذا َ‬
‫َت‬ ‫ك الظَّالِ ِم ْينَ َو َك ْي فَ َك ان ْ‬ ‫ص َورًا ِم ْن أُولئِ َ‬ ‫إِ َّن ْالقُ رْ آنَ يَحْ ِكي لَنَ ا ُ‬ ‫ُون‬ ‫اس ويَ ْس ُجنُونَهُ ْم فِي ُّ‬ ‫بالظ ْلم‪ ،‬وصاحبُ الشرطة ال ذين يُ ْم ِس ُكوْ نَ النَّ َ‬ ‫ُّ‬
‫الس ج ِ‬
‫ْخ اإْل ِ ْس اَل ِم اَل َغ ْي َر ْه‪َ ،‬ونَظَ َر‬ ‫َاري ِ‬‫ار ْي ُخ َملِيْئ‪َ ،‬م ْن قَ َرأَ فِي ت ِ‬ ‫عَاقِبَتُهُ ْم‪َ .‬وكذلك التَّ ِ‬ ‫ُض هَا‬ ‫ويضربونهم ويَرْ ُشوْ ن عَلي ِه ْم ك َّل م ا يقتلُهم‪ ،‬ه ذه أربع ة أمثل ة‪ .‬سأ ُ ْعر ُ‬
‫الش رْ طَ ِة أَ ِو‬ ‫ْض الظَّالِ ِم ْينَ ِمنَ ْال ُح َّك ِام أَوْ بِطَ انَتِ ِه ْم َس َوا ٌء َك انُوْ ا ِمنَ ُّ‬ ‫إِلَى بَع ِ‬ ‫ستكون نِهَايتُه َو ِخ ْي َم ْة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وإن طَ َ‬
‫ْرفَ أن الظلم ْ‬
‫ضاة أَوْ ُش َع َرا ِء أَ ِو ْال ُعلَ َما ِء ْالفَا ِس ِدي ْْن ِم َّم ْن َكانُوْ ا يَ ْلتَفُوْ نَ َحوْ َل أُولئِكَ ُّ‬
‫ال‬ ‫سر ْيعًا لِنَع ِ‬
‫الظ ْل ْم‪،‬‬ ‫ْالقُ َ‬
‫َت نِهَايَ اتُهُ ْم‪َ ،‬و َعلِ َم أَ َّن هللاَ َع َّز َو َج َّل َح ِك ْي ٌم‬ ‫َت َع اقِبَتُهُ ْم َو َك ْي فَ َك ان ْ‬ ‫َك ْيفَ َك ان ْ‬ ‫الظلم ل ه ي و ْم‪ ،‬هللا يق ول ال تق تربْ ‪ ،‬ال تجلس معهم‪ ،‬ال تَ ْم َدحْ هُم اَل‬
‫فَا ْنظُرْ َك ْيفَ َكانَ عَاقِبَةُ الظَّالِ ِمي ْْن‪.‬‬ ‫(واَل تَرْ َكنُ وا إِلَى الَّ ِذ ْينَ ظَلَ ُم وْ ا‬ ‫الظالمين‪ ،‬ق ال هللا تع الى‪َ :‬‬ ‫ْ‬ ‫تُدَافع َع ْنهُم‪ ،‬إياكَ‬
‫فَتَ َم َّس ُك ُم النَّارْ )‪ .‬سورة هود‪113 :‬‬
‫اغيَ ْة َح ا ِك ٌم ظَ الِ ٌم َس ْيطَ َر َعلَى‬ ‫أيها اإلخوة المؤمنون‪....‬النَّ ْم رُوْ ْد‪ ،‬طَ ِ‬
‫ال َش ْعبِ ِه بِ ْال ِع َرا ْق‪ ،‬النَّ ْم رُوْ ْد َك انَ فِي تِ ْل كَ ْالبِاَل ِد ْال َخ ْي َر ْة‪ ،‬الَّتِي ا ْمتَأَل َ ْ‬ ‫أح د الظ المين من الش رطة‪ ،‬اس مه محم د بن عب د المل ك ال َّزيَّا ْد‬
‫ت‬ ‫أَ ْم َو ِ‬
‫ص احب الش رطة في زمن اإلم ام أحم د بن حنب ل‪ ،‬رج ل ظ الم‪ ،‬ض رب‬
‫العلماء‪ ،‬س جن العلم اء وال دعاة والمس لمين‪ ،‬ك انوا يقول ون ل ه‪":‬أال ت رحم‬ ‫الناس أن يَ ْس ُجنَهُ هللاُ في َج َس ِد ِه‪ ،‬وفِ ْعاًل‬‫َ‬ ‫سجنَ‬
‫اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬دعا كما َ‬
‫الناس؟ أال ترحم الناس؟" قال‪":‬الرحمة خَ َو ٌر فِي الطَبِع"‪،‬‬ ‫ف َج َس ِد ِه‪ .‬ال‬ ‫ص ِ‬‫فجلس أَرْ بَ َع ِس نِ ْينَ َم ْش ُغوْ اًل ‪ ،‬اَل يَ ْش ُع ُر بِنِ ْ‬
‫َ‬ ‫ْب بِ َم َرض‪،‬‬ ‫أُ ِ‬
‫صي َ‬
‫فتمر األيام‪...‬وينقلب الناس عليه‪ ،‬ويدخل ه و الس جن‪ ،‬وي ُْس َج ُن في‬ ‫حول وال قوة إال باهلل‪.....‬فانظر كيف كان عاقبة الظالمين‪....‬‬
‫جن حتَّى تَ د ُخ َل مس ا ِم ُر في‬ ‫ق َعلَ ْي ه الس ُ‬ ‫ُض يِّ ُ‬
‫السجن ال ذي في ِه َم َس ا ِمير‪ ،‬وي َ‬ ‫والمثال األخير‪....‬حاكم ظ الم اس مه القَ ا ِه ُر باهلل‪ ،‬ال ُم ْعتَ ُّز بِاهلل‪َ ،‬زي ُْن‬
‫يسمعون‪ .‬يق ول‪" :‬اِرْ َح ُم وْ نِي‪..‬ارح ُم وْ نِي‪ "...‬ف ير ُّد‬ ‫ْ‬ ‫ُصي َْح والناس‬ ‫جس ِد ْه‪...‬في ِ‬ ‫الفاجرين‪...‬طواغيْت‪...‬القاهر باهلل ك ان أح د الظ المين‬ ‫ِ‬ ‫ال َعابدين‪ ،‬وهم أفجر‬
‫الناس إليه‪":‬الرحمة خ ََو ٌر في الطبع‪ ،‬جزا ًء ِوفَاقًا‪ ،‬ومن لَ ْم يَ رْ َح ْم اَل يُ رْ َح ُم"‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ض ِر َ‬ ‫فانقلب الناسُ علي ه‪ ،‬وص ار َذلِ ْياًل فِي األَرْ ض‪ُ ،‬‬ ‫َ‬ ‫في عصره‪...‬قَتَلْ ‪،‬‬
‫فانظر كيف كان عاقبة الظالمين‪...‬‬ ‫يقول‪":‬صلَّيْنا صالةَ جماع ٍة‪ ،‬وبعد صال ِة الجماع ة رأين ا‬ ‫َ‬ ‫أُ ِه ْينَ ‪َ ،‬رأاهُ أح ُدهم‬
‫الز ْن ِديْق‪ ،‬ك ان‬ ‫ابن هَانِئ‪ ،‬ال َّشاع ُر ِّ‬ ‫أما أحد الشعراء الظالِ ِمي ْْن‪ ،‬فا ْس ُمهُ ُ‬ ‫رجال على األرض يَت ََس َّولْ ‪" ،‬أيه ا الن اس درهم‪ ،‬آك ل ب ه‪...‬فق د قَتَلَنِي‬
‫يدخ ُل على ال َحا ِك ِم ْال ُم ِع ُّز ْال ُعبَ ْي ِديُّ الفَا ِط ِم ّي‪ ،‬يدخ ُل علي ِه فَيَ ْم َد ُحهُ َوهُ َو الظَّالِ ُم‪،‬‬ ‫ْت‪ ،‬فإذا بِ ِه القاهر باهلل‪ ،‬الح اكم الظ الم‪ .‬كي ف أذل ه هللا‬ ‫ع‪ ،"..‬فلما اِ ْقتَرب ُ‬‫الجُوْ ُ‬
‫جل وعال‪ ،‬إنه سنة هللا في الكون‪.‬‬
‫ْر ِه فإنه قَ ال‪َ :‬م ا ِش ْئتَ اَل َم ا‬ ‫الحكام الظَّالِم‪ .‬حتَّى َجا َء لِ ِشع ِ‬ ‫ِ‬ ‫َش ِ‬
‫اع ٌر ي ْمد ُح أح َد‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت اأْل ْق َدارْ ‪ ،‬فَ احْ ُك ْم فَ أ ْنتَ ال َوا ِح ُد القّهَّارْ ‪ .‬جعل وا لبعض الحك ام منزل ةَ‬ ‫َ‬ ‫َشا َء ِ‬ ‫أيها المصلون رحمكم هللا‪...‬الظالم نهايته وخيمة‪ .‬والع ادل يبقى وإن‬
‫ع هللا‪،‬‬ ‫اآللهة‪ ،‬جعلوهم يحكمون من دون هللا‪ ،‬جعلوا َش رْ َعهُ ْم أَوْ لَى من َش رْ ِ‬ ‫لم يكن مؤمنا‪ ،‬الشعوب حرة والعدل هو الذي يبقى والظلم سيزول ولو بعد‬
‫والخوف ِم ْنهُم أكبر من خوفهم من هللا‪ ،‬هؤالء‬ ‫ُ‬ ‫ُكم هللا‪،‬‬ ‫وحك ُمهُ ْم أعظَ ُم من ح ِ‬ ‫حين‪ ،‬وك ل من رك ع للظ المين فمس يره مس ير الظ المين‪ ،‬من ال ي رحم ال‬
‫ْب بم رض‪ ،‬وطُ ِر َد من القص ر‪،‬‬ ‫صي َ‬ ‫هم الظالمون حقيقة‪ .‬م رت األي ام‪...‬فأ ُ ِ‬ ‫يرحم‪ ،‬والعدل أساس الملك‪ ،‬وه ذه س نة هللا ال تتب دل‪ ،‬وهللا ج ل وعال قص‬
‫خارج ال ْ‬
‫بيت‪ ،‬يَ ْمبُ ُح‬ ‫ِ‬ ‫وأُ ِه ْينَ وأُ ِذلَّ‪ ،‬فصار في غرفتِ ِه يَسمع الناسُ صوتَهُ من‬ ‫علينا قصصا في القرآ‪ ،‬وأرانا مصائرهم في األعيان حتى يعتبر كل واح د‬
‫س ال َع َم ِل‪ .‬ال ح ول وال ق وة‬ ‫كما يَ ْمبُح الكلبْ ‪ ،‬ألنه قال ِش ْعرًا َو َجزَا ًء من ِج ْن ِ‬ ‫منا فال يكون إال مع الصف العادلين ويتبرأ من الظالمين‪.‬‬
‫إال باهلل العلي العظيم‪...‬‬ ‫بارك هللا لي ولكم في القرآن العظيم‪ ،‬ونفعي وإي اكم بم ا في ه من‬
‫اآلي ات وال ذكر الحكيم‪ .‬أَقُ وْ ُل ه َذا القَ وْ َل َواَ ْس تَ ْغفِ ُر هللاَ لِي َولَ ُك ْم َولِ َس ائِ ِر‬
‫ب‪ ،‬فَا ْستَ ْغفِرُوْ هُ إِنَّهُ هُ َو ْال َغفُوْ ُر الر ِ‬
‫َّح ْي ُم‪.‬‬ ‫ْال ُم ْسلِ ِم ْينَ ِم ْن ُك ِّل َذ ْن ٍ‬

‫ط‪،‬‬ ‫الش َر ْ‬‫أما الحكام الظ المون فهم يحت اجون غ ي َر الش عراء وغ ير ُّ‬
‫اض‪ :‬اُحْ ُك ْم‬
‫ِ‬ ‫ض اة‪ ،‬يحكم ون لهم بم ا أرادوا‪ ،‬يُقَ ا ُل لِقَ‬ ‫أيضا يحتاجون إلى القُ َ‬
‫اال ْع دَا ْم َوفُاَل ن بِ ْالقَ ْت لْ وفالن بِ ْال ِج ْل ْد‪ ،‬فهم قض اة‬
‫َعلَى فُاَل ْن بِ ِس جْ ن َوفُاَل ن بِ ِ‬
‫األرض يحكم ون الن اس ظُ ْل ًم ا‬ ‫ِ‬ ‫فَجَّارْ ‪ ،‬هم من أه ل الن ار‪ ،‬لكنهم على ه ذه‬
‫بن أبِي ُد َءا ْة‪ ،‬في زمن اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬كم‬ ‫َو ُزوْ َرا‪ .‬أحدهم اسمه أحم ُد ُ‬
‫َح َك َم ظُل ًما على العلما ِء والمسل ِم ْينَ ‪ ،‬هذا القاض من الناس ال ذين دع ا علي ه‬
rakyat biasa. Presiden dituntut untuk berbuat adil dalam
memberikan kebijakan untuk rakyatnya. Seorang hakim, harus adil
dalam memberikan hukuman kepada tersangka kasus kejahatan.
Seorang guru dan dosen dituntut adil memberikan hak kepada
murid dan mahasiswanya, begitu juga sebaliknya.
Mari, kita do’akan agar para pemegang kekuasaan di negara
kita diberikan hidayah Allah untuk senantiasa adil dalam
mengemban amanat. Dan semoga bumi pertiwi tercinta ini
terhindar dari segala musibah yang disebabkan oleh orang-orang
dzalim. Cukuplah kisah-kisah di atas menjadi cerminan bagi kita
agar tidak terjerumus ke dalam lembah kedzaliman.

‫ص لُّوا َعلَ ْي ِه‬ َ ‫ُصلُّوْ نَ َعلَى النَّبِي يَا أَيُّهَا الَّ ِذ ْينَ آ َمنُ وْ ا‬ َ ‫إِ َّن هللاَ َو َماَل ئِ َكتَهُ ي‬
‫ اللهم ص ل على محم د وعلى آل محم د كم ا ص ليت على‬.‫َو َسلِّ ُموْ ا ت َْس لِ ْي ًما‬
‫ابراهيم وعلى آل ابراهيم وبارك على محم د وعلى آل محم د كم ا ب اركت‬
‫الخطبة الثانية‬ .‫ في العالمين انك حميد مجيد‬،‫على ابراهيم وعلى آل ابراهيم‬
‫ْال َح ْم ُد هللِ َعلَى إِحْ َسانِ ْه َوال ُّش ْك ُر لَهُ َعلَى تَوْ فِ ْيقِ ِه َوا ْمتِنَانِ ْه وأ ْش هَ ُد أ ْن اَل‬
َ َ ‫ك َس ِم ْي ٌع‬ ْ ‫ت األَحْ يَا ِء ِم ْنهُ ْم َواألَ ْم َو‬
َ َّ‫ات إِن‬ ِ ‫اللهُ َّم ا ْغفِرْ لِ ْل ُم ْسلِ ِم ْينَ َو ْال ُم ْسلِ َما‬
ُ‫ْظ ْي ًما لِ َشأْنِ ْه وأَ ْشهَ ُد أَ َّن ُم َح َّمدًا َع ْب ُدهُ َو َر ُس وْ لُه‬ َ ‫إِلَه إاَّل هللا َوحْ َدهُ اَل َشري‬
ِ ‫ك لَ ْه تَع‬ ‫ِّت أَ ْق دَا َمنَا‬
ْ ‫ اللهُ َّم ا ْغفِرْ ُذنُوْ بَنَا َوإِصْ َرافَنَا فِي أَ ْم ِرنَا َوثَب‬.‫ت‬ ِ ‫قَ ِريْبٌ ُم ِجيْبُ ال َّدع ََوا‬
‫ص لَّى هللاُ وس لَّم َوبَ ا َركَ َعلَ ْي ِه َو َعلَى آلِ ِه واِ ْخ َوانِ ِه‬ َ ‫ض َوانِ ْه‬ْ ‫اعي إِلَى ِر‬ ِ ‫ال َّد‬ ‫ هللا‬،‫ هللا أع ّز عب ادك الص الحين‬.‫ص رْ نَا َعلَى ْالقَ وْ ِم ْال َك افِ ِر ْينَ الظ المين‬ ُ ‫َوا ْن‬
.‫ار على نَ ْه ِج ِه َوا ْقتَفَى اَثَ َرهُ َوا ْستَنَى بِ ُسنَّتِ ِه إِلَى يَوْ ِم الدي ِن‬ َ ‫و ِخاَّل نِ ْه َو َم ْن َس‬ ‫أعز اإلسالم والمس لمين وأص لح والة أم ورهم ووفقهم في العم ل بم ا في ه‬
Jama’ah shalat jumu’ah rahimakumullah... ‫ اللهُ َّم َم ْن أَ َرا َد بِنَ ا َوبِاإْل ِ ْس اَل ِم َو ْال ُم ْس لِ ِم ْينَ ُس وْ ًءا‬.‫صالح اإلسالم والمسلمين‬
.‫ اللهُ َّم ا ْنصُرْ ِعبَادَكَ ْال ُم َجا ِه ِد ْينَ فِي كلِّ َم َكان‬.ْ‫فَأَجْ لِ ْلهُ فِي نَ ْف ِسه‬
Sudah terlalu banyak kisah para penguasa dzolim yg
termaktub di dalam al-Qur’an atau buku sejarah sahabat dan َ‫َّب إِلَ ْيهَا ِم ْن قَوْ ٍل َو َع َم ٍل َونعُوْ ُذ بِ كَ ِمن‬ َ ‫ك ْال َجنَّةَ َو َما قَر‬ َ ُ‫اللهُ َّم إِنَّا نَسْأَل‬
salafushalih. Mulai dari Namrud, Fir’aun, hingga para penguasa ‫اللهم اش ف مرض انا وبالخص وص‬...‫َّب إِلَ ْيهَا ِم ْن قَ وْ ٍل َو َع َم ٍل‬ ِ َّ‫الن‬
َ ‫ار َو َما قَر‬
yang terdiri dari di zaman al-Imam Ahmad ibn Hanbal yang ‫ وأس تاذنا الح بيب دحي ة‬،‫لشيخ معهدنا كياهي الحاج عبد هللا شكر زركشي‬
khotib paparkan di atas. Maka sudah sunnatullah, semua ‫ َربَّنَ ا آتِنَ ا فِي‬.‫ أنت الشافي ال شفاء إال شفاءك شفاء ال يغ ادر س قما‬،‫مسقان‬
kedzaliman di muka bumi lambat laun akan Allah binasakan
sesuai janji-Nya.
.‫اب النَّار‬َ ‫ال ُّد ْنيَا َح َسنَة َوفِي اآل ِخ َر ِة َح َسنَة َوقِنَا َع َذ‬
Pada hakikatnya, ancaman adzab atas prilaku kedzaliman ini
berlaku untuk semua kalangan. Dari seorang presiden sampai
‫ِعبَا َد هللا‪...‬إِ َّن هللاَ يَأْ ُم ُر بِ ْال َع ْد ِل َواإْل ِ حْ َس ان َوإِ ْيتَ ا ِء ِذي القُ رْ بَى َويَ ْنهَى‬
‫ع َِن ْالفَحْ َشا ِء َو ْال ُم ْن َكر يَ ِعظُ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ َذ َّكرُوْ نَ ‪ .‬فاذكروا هللا يذكركم واش كروه‬
‫على نعمه يزدكم ولذكر هللا أكبر وهللا يعلم ما تصنعون‪ .‬أقم الصالة‪.‬‬

You might also like