You are on page 1of 11

‫]‪[1‬‬

‫الجمعة ‪ 20‬كانون األول ‪2019‬‬


‫الساعة ‪20.00‬‬
‫األول‪ :‬اضطراب هيرودس‬
‫الحديث ّ‬ ‫‪Page | 1‬‬

‫التجسد جبّار‪ ،‬يعيش مضطربًا‪ ،‬كهريودس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مق ّدمة‪ّ :‬أول ما يصطدم به‬
‫وكل أورشليم معه‪.".‬‬
‫أ‪ -‬مىت ‪ ..." :3 :2‬اضطرب هو ّ‬
‫ملاذا "اض‪%%‬طرب" ه‪%%‬ريودس؟ اض‪%%‬طرب لش‪..‬عوره بأنّ‪%%‬ه س‪%%‬يفقد املل‪%%‬ك (‪)1‬؛ أو لظنّه ب‪%%‬أ ّن مكي‪%%‬دة حتاك ض ‪ّ %‬ده‪،‬‬
‫ليس ه‪%% %‬و على علم هبا (‪)2‬؛ أو لفك‪.. .‬رة اس‪%% %‬تبدال مل‪%% %‬ك آخ‪%% %‬ر ب‪%% %‬ه‪ ،‬عن ق‪%% %‬رب (‪)3‬؛ أو لغيرته من إطالق لقب على‬
‫املولود اجلديد (‪)4‬؛ أو لحسده املولود اجلديد‪ ،‬إذ ّ‬
‫يهتم به غرباء (‪)5‬؛ أو لغضبه من أنّ‪%‬ه آخ‪%‬ر من يعلم ب‪%‬األمر (‪)6‬؛‬
‫أو لتكبّره‪ ،‬أل ّن اجملوس شرعوا يف السؤال عن الطفل‪ ،‬بني أناس أورشليم (‪.)7‬‬
‫خالصة‪ :‬هناك ‪ 7‬اس‪.‬تعدادات رئيس‪.‬يّة‪ ،‬لكي يتم ّكن اإلنس‪.‬ان من اس‪.‬تقبال الميالد‪ .‬فه‪.‬يرودس‪ ،‬ال‪.‬ذي لم تت‪.‬وفّر ل‪.‬ه‬
‫هذه االستعدادات‪ ،‬لم يكن في وضع يسمح له أن يستقبل المولود الجديد‪.‬‬
‫ب – مىت ‪" :16 :2‬حينئذ‪ ،‬لما رأى هيرودس أ ّن المجوس قد سخروا منه‪ ،‬سخط جدًّا‪ ،‬وأنفذ فقتل ‪."....‬‬
‫ملاذا "س ‪%%‬خط" ه ‪%%‬ريودس‪ :‬أأل ّن اجملوس س ‪%%‬خروا من ‪%%‬ه‪ ،‬أم‪ ،‬ب ‪%%‬األحرى‪ ،‬أل ّن نيّته ب ‪%%‬اتت مكش ‪%%‬وفة (‪)1‬؟ أأل ّن‬
‫الخاص مل جي ِر (‪)2‬؟ أأل ّن صربه نفذ‪ ،‬وهو ينتظر رجوع‬ ‫ّ‬ ‫استمر‪ ،‬بدونه‪ ،‬أم‪ ،‬باألحرى‪ ،‬أل ّن مشروعه‪.‬‬‫مشروع اهلل ّ‬
‫‪%‬اجزا عن أن يرس‪%%‬ل جواس‪%%‬يس يف‬ ‫اجملوس إليه‪ ،‬أم ألنّه شعر بأ ّن القيادة ك‪%%‬ادت تفلت من يدي‪%%‬ه (‪)3‬؟ أألنّ‪%%‬ه ك‪%%‬ان ع‪ً %‬‬
‫يف اجملوس بوعدهم‪ ،‬أم ألنّ‪%‬ه ب‪%‬ات خائ ًفا (‬ ‫إثر اجملوس‪ ،‬أم ألنّه لم يعد يثق بأحد من الذين هم حوله (‪)4‬؟ أألنّه مل ِ‬
‫اخلاص (‪)6‬؟ أألنّ ‪%%‬ه آمن ب ‪%%‬أ ّن الكتب‬
‫ّ‬ ‫يهم‪%%‬ه مج ‪..‬ده‬
‫‪)5‬؟ أألنّ ‪%%‬ه مل يقم بواجب ‪%%‬ه‪ ،‬كم ‪%%‬ا اجملوس‪ ،‬جتاه يس ‪%%‬وع‪ ،‬أم ألنّ ‪%%‬ه ّ‬
‫املق ّدسة صادقة‪ ،‬أم ألنّه أراد أن يتجاوز نبوءاهتا (‪)7‬؟‬
‫لتجسد يسوع فيها‪.‬‬
‫خالصة‪ :‬هناك ‪ 7‬رذائل‪ ،‬تعيق سالم النفس‪ ،‬وتسلّمها إلى التن ّكر ّ‬

‫‪.‬دث‪ ،‬تنعم ب‪..‬ه النف‪..‬وس‪ ،‬ال‪..‬تي تقط‪..‬ع أش‪..‬واطًا‪ ،‬ك‪..‬المجوس‪ ،‬لمالقات‪..‬ه‪ّ .‬أم‪..‬ا من يالزم مكان‪..‬ه‪ ،‬كه‪..‬يرودس‪،‬‬
‫س‪.‬د ح‪ٌ .‬‬
‫خاتم‪..‬ة‪ :‬التج ّ‬
‫فيفوت عليه فرصة "الخالص" من عالم االضطراب‪ ،‬الذي يحيق به‪ ،‬ومن عالم الرذيلة‪ ،‬الذي يستولي على نفسه‪.‬‬
‫ّ‬
‫للتأم‪%%‬ل‪ :‬ك‪%%‬ان ه‪%%‬ريودس مل ًك‪%%‬ا على اليه‪%%‬ود‪ .‬ه‪%%‬ل يف حياتن‪%%‬ا الشخص‪%%‬يّة "ه‪%%‬ريودس"‪ %‬ميل‪%%‬ك على تص‪%ّ %‬رفاتنا‪،‬‬
‫س‪%%‬ؤال ّ‬
‫ويضطرب‪ ،‬عند مساعه بقدوم املسيح إىل مكان جماور إليها؟‬

‫األول ‪2019‬‬
‫السبت ‪ 21‬كانون ّ‬
‫]‪[2‬‬

‫الساعة ‪16,00‬‬
‫الحديث الثاني‪ :‬رمزيّة النجم‬

‫‪ّPage‬دمة‪ :‬أهّل ت ش ‪%%‬عوب الش ‪%%‬رق الق ‪%%‬دمي الك ‪%%‬واكب‪ ،‬العتق ‪%%‬ادهم بأهّن ا انعك ‪%%‬اس ق ‪%ّ %‬وات علويّ ‪%%‬ة‪ّ .‬أم‪%%‬ا اليه ‪%%‬ود فجعلته ‪%%‬ا‬
‫‪ | 2‬مق‬
‫خملوقات‪ ،‬تطيع اهلل‪ ،‬وختدمه‪ %.‬وأغدقت عليها املسيحية فداء املسيح‪.‬‬
‫عظيما جدًّا"‪.‬‬
‫فرحا ً‬‫فلما رأوا النجم‪ ،‬فرحوا ً‬ ‫أ ‪ -‬مىت ‪ّ " :10 :2‬‬
‫يظه‪%%‬ر "النجم" ‪ 4‬م‪%ّ %‬رات‪ ،‬خالل رواي‪%%‬ة الزي‪%%‬ارة‪ ،‬ال‪%%‬يت ق‪%%‬ام هبا اجملوس‪ ،‬إىل اليهوديّ‪%%‬ة‪9 % ،7 % ،2 % :2 :‬ب‪،‬‬
‫أدوارا خمتلف‪%%‬ة‪ ،‬يف قلب الرواي‪%%‬ة‪ ،‬وكأنّ‪%%‬ه يأخ‪%%‬ذ "شخص‪%%‬يّة" خمتلف‪%%‬ة‪ ،‬يف ك‪%ّ %‬ل م‪%ّ %‬رة‪ ،‬ي‪%%‬رد ذك‪%%‬ره‬ ‫‪%‬ؤدي ً‬‫‪ .10‬ولكنّ‪%%‬ه ي‪ّ %‬‬
‫فيها‪.‬‬
‫يف ‪ :2 .:2‬حبسب اعتقاد البابليّني‪ ،‬يراف‪%‬ق ظه َ‬
‫‪%‬ور املل‪%‬وك والدةُ جنم‪ ،‬يف كب‪%‬د الس‪%%‬ماء‪ .‬أخ‪%%‬ذ اليه‪%‬ود عنهم‬
‫بالدهم‪ ،‬على‬ ‫اجملوس َ‬
‫ُ‬ ‫‪%‬ديين‪ .‬لق‪%‬د غ‪%%‬ادر‬
‫ه‪%‬ذا املعتق‪%‬د‪ ،‬من‪%‬ذ أيّ‪%‬ام س‪%‬بيهم إىل باب‪%‬ل‪ ،‬وجعل‪%%‬وا يس‪%‬تخدمونه‪ ،‬يف أدهبم ال ّ‬
‫اجملوس‪ ،‬على ه‪%%‬ذا األس‪%%‬اس نفس‪%%‬ه؛ ولكنّ‪%%‬ه‪ ،‬اس‪%%‬تدعى إلي‪%%‬ه رؤس‪%%‬اء الكهن‪%%‬ة‬ ‫َ‬ ‫‪%‬ريودس‬
‫ُ‬ ‫أس‪%%‬اس ه‪%%‬ذا املعتق‪%%‬د‪ .‬وص‪ّ %‬دق ه‪%‬‬
‫مرجع‪%%‬ا علويًّا‪ ،‬مساويًّا‪ ،‬ومص ‪%%‬در إهلام‪ ،‬علي ‪%%‬ه يُتّك ‪%%‬ل‪ ،‬ملعرف ‪%%‬ة الش ‪%%‬ؤون الغيبيّ ‪%%‬ة‪ ،‬أو‬
‫والكتب ‪%%‬ة‪ .‬وعلي ‪%%‬ه‪ ،‬يك ‪%%‬ون النجم ً‬
‫اإلهليّة‪.‬‬
‫يف ‪ :7 .:2‬مل يعلم اجملوس من أين أتى النجم؟ ومل يعلم ه‪%%‬ريودس أي ً‬
‫ض ‪%‬ا أين ول‪%%‬د املس‪%%‬يح‪ ،‬يف بيت حلم‪.‬‬
‫ض ‪%‬ا‬
‫ومسيحا‪ ،‬قد ولد‪ ،‬بالفع‪%%‬ل‪ .‬ض‪%%‬من ه‪%%‬ذا الق‪%%‬رائن‪ ،‬يتّخ‪%%‬ذ "النجم" مع‪%%‬ىن "املالك"‪ ،‬ودوره أي ً‬
‫ً‬ ‫عظيما‪،‬‬
‫لكن مل ًكا ً‬
‫ّ‬
‫سرا!‬
‫(أنظر ‪ ،)13 :2‬لدى الشعوب الغريبة‪ .‬وإمنا يبقى ميالد املسيح ًّ‬
‫‪.‬ارا‪ ،‬في عم‪..‬ود من‬ ‫يف ‪9 . :2‬ب‪ :‬ي ‪%%‬رد يف خ ‪%%‬ر ‪ 21 % :13‬م ‪%%‬ا ي ‪%%‬أيت حرفيًّا‪" :‬وك‪..‬ان ال‪ّ .‬‬
‫‪.‬رب يس‪..‬ير‪ ،‬أم‪..‬امهم‪ ،‬نه‪ً .‬‬
‫غم‪..‬ام‪ ،‬ليه‪..‬ديهم الطري‪..‬ق‪ ،‬وليالً‪ ،‬في عم‪..‬ود من ن‪..‬ار‪ ،‬ليض‪..‬يء لهم‪ ،‬وذل‪..‬ك لكي يس‪..‬يروا‪ ،‬نه‪.ً .‬ارا وليالً"‪ .‬ف‪%%‬النجم‪ ،‬يف م‪%%‬ىت‪،‬‬
‫هو اهلل‪ ،‬حبسب خروج‪.‬‬
‫يف ‪ :10 . :2‬النجم ه ‪%%‬و الطف ‪%%‬ل يس ‪%%‬وع‪ .‬بع ‪%%‬د ه ‪%%‬ذه اآلي ‪%%‬ة‪ ،‬س ‪%%‬وف يك ‪%%‬ون يس ‪%%‬وع وح ‪%%‬ده موض ‪%%‬ع اهتم ‪%%‬ام‬
‫اإلجنيلي الكالم على جنم‪ ،‬وكأ ّن اجملوس مل يعودوا حباجة إليه‪ ،‬يف طريق عودهتم‪ .‬ال هذا‬ ‫ّ‬ ‫وحيد‪ ،‬وسوف يهمل‬
‫أيضا‪ ،‬حىت يتلقوا ما جيب عليهم فعله‪.‬‬ ‫فقط‪ ،‬بل سوف خيلي النجم مكانه للحلم‪ً ،‬‬
‫األول للنجم)‪ ،‬فص‪%% %‬ارت هلم تع‪%% %‬اليمهم مبثاب‪%% %‬ة مالك‬‫خالص‪%% %‬ة‪ :‬تتبّ‪%% %‬ع اجملوس معتق‪%% %‬داهتم‪ ،‬وإمياهنم (املع‪%% %‬ىن ّ‬
‫(املع‪%%‬ىن الث‪%%‬اين للنجم)‪ ،‬يرش‪%‬دهم إىل اهلل‪ .‬وق‪%%‬د وص‪%%‬لوا إلي‪%%‬ه حقًّا (املع‪%%‬ىن الث‪%‬الث للنجم)‪ ،‬حىّت عن‪%%‬دما التق‪%%‬وا ش‪%%‬عوبًا‬
‫أخ‪%%‬رى‪ %.‬ف‪%‬إذ ت‪%%‬بيّنوا‪ ،‬بع‪%%‬د ارحتال طوي‪%%‬ل‪ ،‬وح‪%%‬وار م‪%%‬ع مؤم‪%%‬نني خيتلف‪%%‬ون عنهم يف املعتق‪%%‬د‪ ،‬أ ّن اهلل ه‪%%‬و يس‪%%‬وع (املع‪%%‬ىن‬
‫الرابع للنجم)‪ ،‬عادوا إىل ديارهم‪ ،‬من دون االستعانة بنجمهم‪.‬‬

‫ب ‪ -‬رمزيّة "النجم"‬
‫]‪[3‬‬

‫أهم رم‪%%‬وز النجم‪ :‬ض‪%%‬وؤه يف آن‪%%‬اء اللي‪%%‬ل (‪ ،)1‬وص‪%%‬غر حجم‪%%‬ه (‪ ،)2‬مقارن‪%%‬ة م‪%%‬ع س‪%%‬ائر الك‪%%‬واكب‪ ،‬وك‪%%‬ثرة‬ ‫ّ‬
‫النج‪%%‬وم يف الس‪%%‬ماء (‪ .)3‬إ ّن ه‪%%‬ذه املواص‪%‬فات الثالث‪ ،‬ال‪%‬يت يتميّ‪%‬ز هبا النجم‪ ،‬ك ّ‪%‬ل جنم‪ ،‬ق‪%‬د أخلت الس‪%%‬احة‪ ،‬ل‪%‬دى‬
‫‪%‬عاعا‪،‬‬
‫الرب‪ .‬أخلت الساحة‪ ،‬أي احنجبت‪ ،‬حني وج‪%%‬دت م‪%%‬ا يفوقه‪%%‬ا إش‪ً %‬‬ ‫حلول النجم‪ ،‬فوق املوضع‪ ،‬حيث ولد ّ‬
‫وانتشارا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ووضاعة‪،‬‬‫‪Page | 3‬‬
‫اإلجنيلي أن يش‪%%‬ري‬
‫ّ‬ ‫مل يعد للنجم ضرورة‪ %،‬أو حاجة‪ ،‬عندما وجد من يضيء بنوره الدرب‪ .‬هذا م‪%%‬ا يري‪%%‬د‬
‫إليه‪ .‬أش‪%‬خاص كث‪%‬ريون يق‪%%‬ودون‪ ،‬ع‪%‬رب احلي‪%‬اة‪ ،‬ويرش‪%%‬دون‪ ،‬ويه‪%%‬دون‪ ،‬وينص‪%‬حون‪ .‬ولكن‪ ،‬ال يلبث‪%‬ون أن يتالش‪%%‬وا‪،‬‬
‫‪%‬رب يس‪%%‬وع‪ ،‬حني جت ّس ‪%‬د‪ .‬ليس كالتج ّس ‪%‬د مدرس ‪%%‬ة يف القي‪%%‬ادة‪ ،‬واإلرش ‪%%‬اد‪،‬‬ ‫ل‪%%‬دى مقارن‪%%‬ة إس ‪%%‬هاماهتم‪ ،‬بإس ‪%%‬هام ال‪ّ %‬‬
‫واهلداية‪ ،‬والنص‪%‬ح‪ .‬فه‪%‬و يض‪%‬يء ظلم‪%‬ات الع‪%‬امل‪ ،‬والنفس‪ %:‬يعلّم الس‪%‬عي إىل مالق‪%‬اة الض‪%‬عيف‪ ،‬وإىل القي‪%‬ام ب‪%‬اخلطوة‬
‫األوىل‪ ،‬حنو اخلاطئ‪ .‬إ ّن التغاضي عن اإلساءة‪ ،‬واملبادرة حنو اآلخر‪ ،‬يلقيان ضوءًا يف نفس من أهلكته اخلطيئة‪.‬‬
‫ليس يف ت‪%%‬اريخ البش‪%%‬ريّة ح‪%%‬دث واح‪%%‬د‪ ،‬تن‪%%‬ازل في‪%%‬ه أص‪%%‬حاب العظم‪%%‬ة من عل‪%ّ %‬و أجمادهم‪ ،‬ليقبل‪%%‬وا ب‪%%‬أن يل‪%%‬دوا‬
‫أبناءهم يف مكان منبوذ‪ ،‬م‪%‬ا ع‪%‬دا اإلل‪%‬ه‪ ،‬ال‪%‬ذي ش‪%‬اء أن يل‪%‬د يف مك‪%‬ان وض‪%‬يع‪ ،‬بعي ً‪%‬دا عن أعني األقرب‪%‬اء‪ ،‬واجلريان‪.‬‬
‫احلب الص‪%%‬ادق ه‪%%‬و الثب‪%%‬ات على فع‪%%‬ل م‪%%‬ا ينف‪%%‬ع اإلنس‪%%‬ان‪،‬‬‫‪%‬رب‪ ،‬بفع‪%%‬ل التواض‪%%‬ع ه‪%%‬ذا؟ إنّ‪%%‬ه يعلّمن‪%%‬ا أ ّن ّ‬ ‫وم‪%%‬اذا يعلّمن‪%%‬ا ال‪ّ %‬‬
‫من دون انتظ‪%%‬ار م‪%%‬ديح‪ ،‬أو تص‪%%‬فيق‪ ،‬أو مكاف‪%%‬أة‪ ،‬أو تق‪%%‬دير‪ .‬ذل‪%%‬ك بأنّ‪%%‬ه كلّم‪%%‬ا أح‪%%‬اط اإلنس‪%%‬ان أفعال‪%%‬ه بالض‪%%‬جيج‪،‬‬
‫حب الذات‪.‬‬ ‫وحل حملّها ّ‬ ‫احلب‪ّ ،‬‬ ‫واأللوان‪ ،‬واالحتفاالت‪ ،‬خ ّفت وترية ّ‬
‫‪%‬رب اإلل‪%%‬ه إب‪%%‬راهيم أنّ‪%%‬ه س‪%‬وف جيع‪%%‬ل نس‪%%‬له كنج‪.‬وم‬
‫يف ت‪%%‬ك ‪( 4 %:26‬خ‪%%‬ر ‪13 %:32‬؛ تث ا‪ ،)10 :‬يع‪%%‬د ال‪ّ %‬‬
‫عددا‪ .‬وهذا يع‪%‬ين عالم‪%‬ة خ‪%‬ري وف‪%‬ري‪ ،‬وبرك‪%‬ة‪ .‬لق‪%‬د غ‪%‬دا النجم‪ ،‬لك‪%‬ثرة ع‪%‬دده‪ ،‬رم ً‪%‬زا للخ‪%‬ري‪ ،‬وعالم‪%‬ة برك‪%‬ة‬ ‫السماء ً‬
‫‪%‬رب‪ ،‬فه‪%%‬و س‪%%‬يأيت الن‪%%‬اس عطاي‪%%‬ا‪ ،‬مل يألفوه‪%%‬ا من قب‪%%‬ل‪ .‬وه‪%%‬ل أعظم من التألي‪%%‬ه عطيّ‪%%‬ة‪،‬‬ ‫من قب‪%%‬ل اهلل‪ .‬هك‪%%‬ذا جت ُّس‪ُ %‬د ال‪ّ %‬‬
‫جسدا‪ ،‬مثلنا؟‬
‫الرب‪ ،‬إذ إنّه اخّت ذ ً‬ ‫أعطانا إيّاها ّ‬
‫‪%‬الرب ه ‪%%‬و املل ‪%%‬ك‪،‬‬
‫واملر‪ ،‬حتم ‪%%‬ل رمزيًّا مع ‪%%‬اين التج ّس ‪%‬د املش‪%%‬ار إليه‪%%‬ا‪ .‬ف‪ّ %‬‬
‫إ ّن تق‪%%‬ادم اجملوس‪ ،‬ال ‪%%‬ذهب واللب‪%%‬ان ّ‬
‫ال‪%%‬ذي يلي‪%%‬ق ب‪%%‬ه تقدم‪%%‬ة من ذهب‪ .‬وه‪%%‬و اإلل‪%%‬ه‪ ،‬ال‪%%‬ذي يلي‪%%‬ق ب‪%%‬ه تقدم‪%%‬ة من لب‪%%‬ان‪ .‬وه‪%%‬و املخلّص‪ ،‬ال‪%%‬ذي س‪%%‬وف يق‪ّ %‬دم‬
‫املر‪ ،‬هدية رمزيّة‪.‬‬
‫نفسه فداء عن البشر‪ .‬هلذا‪ ،‬تل ّقى ّ‬
‫‪%‬ان الهوتيّ‪%‬ة كب‪%‬رية‪ :‬إ ّن اإلل‪%‬ه‪ ،‬ال‪%‬ذي ول‪%‬د‪ ،‬يف بيت حلم‪ ،‬يف‪%‬وق ج‪%‬دًّا بلمعان‪%‬ه‬ ‫خالص‪%‬ة‪ :‬يف رمزي ‪%‬ة النجم مع ٍ‬
‫ّ‬
‫جنما من النجوم أن يتزيّن هبا‪.‬‬ ‫كل األجماد‪ ،‬اليت ميكن ً‬ ‫ّ‬
‫للتأم‪%%‬ل‪ :‬ه‪%%‬دى النجم اجملوس ليص‪%%‬لوا إىل يس‪%%‬وع‪ ،‬ب‪%%‬الرغم من اع‪%%‬رتاض ه‪%%‬ريودس ط‪%%‬ريقهم‪ ،‬ومش‪ّ %‬قة‬ ‫س‪%%‬ؤال ّ‬
‫السفر‪ ،‬وطول الدرب‪ .‬ما الذي ميثّل دور النجم‪ ،‬بالنسبة إىل دعوتنا؟ وما الذي ميثّل دور هريودس؟‬

‫األول ‪2019‬‬
‫السبت ‪ 21‬كانون ّ‬
‫الساعة ‪20,00‬‬
‫]‪[4‬‬

‫الحديث الثالث‪ :‬خوف الرعاة‬

‫‪%‬دل على التق‪%‬وى‪ .‬العكس‪ ،‬أي االس‪%‬تهتار‪ ،‬ه‪%‬و‬


‫الديين (املهابة) عالمة صحة ودلي‪%‬ل عافي‪%‬ة‪ :‬إنّ‪%‬ه ي ّ‬
‫مق ّدمة اخلوف ّ‬
‫وإما جحوده ناشط‪.‬‬ ‫معتل‪ّ ،‬‬
‫املخيف؛ ألنّه ّإما إدراك اإلنسان ّ‬
‫‪Page | 4‬‬

‫الرب بسناه‪ ،‬فاستولى عليهم خوف عظيم" (لو ‪.)9 :2‬‬ ‫الرب بهم (بالرعاة)‪ ،‬وغمرهم مجد ّ‬ ‫أ – "فوقف مالك ّ‬
‫األول ه‪%%‬و الش‪%%‬عور ال‪%%‬ذي خياجل‬
‫وإم‪%%‬ا ذع‪%%‬ر مقل‪%%‬ق‪ّ .‬‬
‫اخلوف نوع‪%%‬ان‪ ،‬يف الكت‪%%‬اب‪ ،‬فه‪%%‬و ّإم‪%%‬ا خ‪%%‬وف مق ‪ّ %‬دس‪ّ ،‬‬
‫بدنو اإلله منه‪%‬ا‪ .‬والث‪%‬اين ه‪%‬و الش‪%‬عور ب‪%‬اخلوف‪ ،‬من ج‪%‬رى خط‪%‬ر داهم‪ .‬اخلوف املق‪ّ %‬دس‬ ‫النفس‪ ،‬لدى استشعارها ّ‬
‫األول‪ ،‬أي اخلوف املق‪ّ % %‬دس‪،‬‬
‫ينجم عن ورع‪ ،‬مبع‪%% %‬ىن هتيّب املث‪%% %‬ول أم‪%% %‬ام اهلل‪ .‬الث‪%% %‬اين ينجم عن ض‪%% %‬عف وارتع‪%% %‬اد‪ّ .‬‬
‫يتولّد يف النفوس املتّقية اهلل‪ ،‬اخلاشعة‪ ،‬العابدة‪ ،‬اليت تروم صداقة اهلل‪ ،‬وتكره اخلطيئة‪ .‬الث‪%‬اين‪ ،‬أي ال‪%‬ذعر‪ ،‬يس‪%‬تويل‬
‫أخريا‪ ،‬اخلوف املق ّدس صاحبه مس‪%%‬امل‪ ،‬متس‪%%‬امح‪،‬‬
‫على النفوس املتخاذلة‪ ،‬اليت ختشى اجملاهبة‪ ،‬وتقيم وزنًا للحياة‪ً .‬‬
‫متغاض‪ .‬أما الذعر فصاحبه موارب‪ ،‬مداهن‪ ،‬متزلّف‪ ،‬باإلمجال‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫أي ن ‪%%‬وع من اخلوف أص ‪%%‬اب الرع ‪%%‬اة؟ ال ب‪ّ % %‬د من التنبي ‪%%‬ه‪ّ ،‬أوالً‪ ،‬إىل أ ّن احلديث عن رع ‪%%‬اة يس ‪%%‬هرون على‬ ‫ّ‬
‫قطع ‪%%‬اهنم ليالً‪ ،‬ه ‪%%‬و ح ‪%%‬ديث عن "أج ‪%%‬راء" (ي ‪%%‬و ‪ ،)13 % %،12 % %:10‬ال عن رع ‪%%‬اة ميلك ‪%%‬ون القطع ‪%%‬ان‪ .‬مث ‪%%‬ل أولئ ‪%%‬ك‬
‫الرجال‪ ،‬ال خيشون إالّ ما هو غري م‪%%‬ألوف عن‪%%‬دهم‪ ،‬من كائن‪%%‬ات األرض الليليّ‪%‬ة‪ .‬مل حيدث‪ ،‬ثانيً‪%%‬ا‪ ،‬أهّن م ش‪%‬اهدوا‪،‬‬
‫مرة‪ ،‬ضياء يلمع حوهلم‪ ،‬كذلك الضوء‪ ،‬الذي أبرق ح‪%‬وهلم‪ ،‬وغم‪%‬رهم‪ .‬هلذا‪ ،‬خ‪%‬افوا‪ .‬وخ‪%‬وفهم ه‪%‬و م‪%‬زيج‬ ‫ذات ّ‬
‫من الشعور خبطر على حياهتم‪ ،‬وباندهاش فظيع‪.‬‬
‫ف خ ‪%%‬رب ال ‪%%‬والدة العجيب للبعي ‪%%‬دين‪ ،‬قب ‪%%‬ل القري ‪%%‬بني‪ .‬يرس ‪%%‬ل اهلل‬
‫كم ‪%%‬ا يف إجني ‪%%‬ل مىّت ‪ ،‬ك ‪%%‬ذلك يف لوق ‪%%‬ا‪ ،‬يُ ‪%َ %‬ز ّ‬
‫جنما‪ ،‬أو مال ًكا‪ ،‬لكي حيم‪%‬ل اخلرب إىل أولئ‪%%‬ك الن‪%‬اس‪ .‬فيس‪%‬تجيبون لل‪%‬دعوة‪ .‬إ ّن امللفت لالنتب‪%‬اه‪ ،‬يف أم‪%%‬ر البعي‪%‬دين‪،‬‬ ‫ً‬
‫أهّن م يأخ‪%%‬ذون املب‪%%‬ادرة بزي‪%%‬ارة الطف‪%%‬ل‪ ،‬من تلق‪%%‬اء أنفس‪%%‬هم‪ .‬يب‪%%‬دو أ ّن التج ّس ‪%‬د‪ ،‬بالنس‪%%‬بة إىل اإلجنيليّني م‪%%‬ىت ولوق‪%%‬ا‪،‬‬
‫‪%‬ترتا‪ ،‬عن‪%%‬دما‬
‫واقع‪%%‬ا عاديًّا‪ ،‬يك‪%%‬اد أن يك‪%%‬ون مس‪ً %‬‬
‫يب‪%%‬دأ من بعي‪%%‬د‪ :‬من ع‪%%‬امل الس‪%%‬ماء‪ ،‬إىل ع‪%%‬امل البعي‪%%‬دين‪ ،‬ح‪%%‬ىت يص‪%%‬بح ً‬
‫يصبح قريبًا من املعنيّني‪.‬‬

‫ب – "فقال لهم المالك‪ :‬ال تخافوا" (لو ‪)10 :2‬‬


‫ال يستطيع الذي خياف أن يقرتب ممّا‪/‬ممّن خياف‪ .‬يبقى يف عامل "اخلوف"‪ ،‬عامله‪ ،‬فيما يبقى العامل اآلخر‬
‫غريبًا‪ ،‬بالنسبة إليه‪ .‬إهّن م‪%‬ا عاملان‪ ،‬ال ع‪%‬امل واح‪%‬د‪ .‬هك‪%‬ذا الرع‪%‬اة‪ ،‬مل يكن باس‪%‬تطاعتهم االق‪%‬رتاب من ع‪%‬امل املالك‪،‬‬
‫حامل البشرى مبيالد طفل‪ ،‬طاملا مل يتخلّصوا من خماوفهم‪ .‬ولكن‪ ،‬ما هي هذه املخاوف؟ ممّا هي مؤلّفة؟‬
‫بعيدا عن جمد‬
‫الرب بسناه"‪ .‬يتألّف خوفهم من عادة‪ ،‬إ ًذا‪ ،‬عادة العيش ً‬ ‫يتعود الرعاة أن "يغمرهم مجد ّ‬ ‫مل ّ‬
‫الطبيعي أهّن م لن يتم ّكنوا‪ ،‬واحلالة هذه‪ ،‬من معاينة الطفل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الرب‪ ،‬حبيث إنّه ملا ظهر هلم بسناه‪ ،‬خافوا منه‪ .‬من‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫]‪[5‬‬

‫يقتص‪%%‬ر عم‪%%‬ل الرع‪%%‬اة على أن يس‪%%‬هروا باللي‪%%‬ل‪ ،‬على قطع‪%%‬ان نائم‪%%‬ة‪ ،‬حلمايته‪%%‬ا ممّن ق‪%%‬د يفرتس‪%%‬ها‪ .‬ه‪%%‬ذا ه‪%%‬و‬
‫أقص ‪%%‬ى ح ‪%%‬دود عملهم‪ ،‬وعيش ‪%%‬هم‪ .‬وإذا خ ‪%%‬افوا من املالك‪ ،‬فلظنّهم أنّ ‪%%‬ه ك ‪%%‬ائن أتى ليف ‪%%‬رتس‪ ،‬وليب‪ّ % %‬دد‪ .‬مل خيش ‪%%‬وا‪،‬‬
‫يهمهم أمر اخلراف‪ .‬ولكن‪،‬‬ ‫رمّب ا‪ ،‬على القطعان أنفسها‪ ،‬قدر خشيتهم على فقدان معيشتهم؛ فهم أجراء‪ ،‬قلّما ّ‬
‫تعودوا عليها‪ ،‬ويعيشون فيها‪ ،‬ومنها‪.‬‬ ‫أي تبديل يف جمرى حياهتم‪ ،‬اليت ّ‬ ‫الطبيعي أن خيشوا ّ‬
‫ّ‬ ‫يهمهم أجرهم‪ .‬ومن‬ ‫‪ّPage | 5‬‬
‫موجهة إىل الرعاة‪ ،‬لكي ينتقلوا من عامل البهيميّة‪،‬‬ ‫"ال ختافوا"‪ ،‬من مثّ‪ ،‬هني حيمل دعوة مزدوجة‪ :‬دعوة ّ‬
‫ال‪%%‬يت تع‪%ّ %‬ودوا عليه‪%%‬ا‪ ،‬إىل ع‪%%‬امل التج ّس‪%‬د‪ ،‬وه‪%%‬و ع‪%%‬امل الرفع‪%%‬ة؛ ودع‪%%‬وة إليهم أنفس‪%%‬هم‪ ،‬لكي ينفتح‪%%‬وا على اآلخ‪%%‬رين‪،‬‬
‫وال يبقوا أسرى احتياجاهتم‪.‬‬

‫ضار لنا‪ ،‬ويغمرنا مبا هو مفيد للعيش يف عامل يسوع‪.‬‬ ‫اإلهلي خماوفنا‪ .‬فيزيل ما هو ّ‬ ‫التجسد ّ‬ ‫ّ‬ ‫خالصة‪ :‬ين ّقى‬
‫للتأمل‪ :‬دعون‪%‬ا نف ّك‪%‬ر يف أم‪%‬ر التزاماتن‪%‬ا الرهبانيّ‪%‬ة‪ ،‬ال‪%‬يت تس‪%‬لّمنا الس‪%‬هر عليه‪%‬ا‪ .‬إهّن ا مبثاب‪%‬ة القطع‪%‬ان‪ ،‬ال‪%‬يت ك‪%‬ان‬
‫سؤال ّ‬
‫يهمهم أالّ‬
‫الرع ‪%%‬اة يس ‪%%‬هرون على محايته ‪%%‬ا‪ ،‬ليالً‪ .‬ه ‪%%‬ل نرعاه ‪%%‬ا ك ‪%%‬أجراء‪ ،‬ينتظ ‪%%‬رون البق ‪%%‬اء يف عملهم‪ ،‬أم كرع ‪%%‬اة ّ‬
‫يضيع منها واحد؟‬

‫األحد ‪ 22‬كانون األول ‪2019‬‬


‫الساعة ‪16,00‬‬
‫الحديث الرابع‪ :‬عالمة المخلّص‬

‫مق ّدمة‪ :‬عالمة "املخلّص"‪ ،‬حبسب مىّت ‪ ،‬هي اسم الطفل‪ّ .‬أما‪ ،‬يف لوقا‪ ،‬فهي املذود (؟)‪/‬املعلف‪%.‬‬
‫يلخص بكلم‪%% %‬ة واح‪%% %‬دة رس‪%% %‬الة ش‪%% %‬خص‪" .‬يس‪%% %‬وع" =‬
‫عالم‪%% %‬ة اخلالص‪ ،‬عن‪%% %‬د مىّت ‪ ،‬هي عن‪%% %‬وان حلي‪%% %‬اة‪ّ ،‬‬
‫املخلّص‪.‬‬
‫اإلهلي‪.‬‬
‫ّأما هذه العالمة‪ ،‬عند لوقا‪ ،‬فهي الضعة‪ .‬املخلّص = التنازل ّ‬

‫ومضجعا في مذود" (لو ‪)12 :2‬‬ ‫ً‬ ‫أ – "وهذه هي العالمة‪ .:‬إنّكم تجدون طفالً ملفوفًا بقمط‪،‬‬
‫اإلجنيلي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ليس يف هذه العالم‪%‬ة‪ ،‬ال‪%‬يت يعطيه‪%‬ا املالك‪ ،‬س‪%‬وى املذود‪ ،‬ك‪%‬دليل‪ ،‬يلفت انتب‪%‬اههم‪ .‬بالنس‪%‬بة إىل‬
‫ه ‪%%‬ذه العالم ‪%%‬ة كافي ‪%%‬ة‪ ،‬كي يتح ّق‪%%‬ق الرع ‪%%‬اة من ص ‪%%‬دق بش ‪%%‬ارة امليالد‪ ،‬ب ‪%%‬والدة املخلّص‪ .‬فم ‪%%‬ا ال ‪%%‬ذي تتض ‪%ّ %‬منه حقًّا‬
‫كربهان دامغ؟‬
‫ص‪%‬ة يس‪%%‬وع‪ ،‬س‪%‬اعة والدت‪%‬ه‪ ،‬يف بيت حلم‪ ،‬ال‪%‬يت هي‪،‬‬ ‫وخاصته لم تقبله" (ي‪%‬و ‪11 %:1‬ب)‪ :‬من هي خا ّ‬ ‫ّ‬ ‫"‪...‬‬
‫األصلي‪ ،‬الذي يتح ّدر منه يسوع‪ ،‬عرب يوسف؟ ال أحد‪ .‬العدم‪ ،‬هو فقدان النس‪%%‬ب‪ .‬هن‪%%‬اك‬ ‫ّ‬ ‫حبسب لوقا‪ ،‬املوطن‬
‫]‪[6‬‬

‫نسب املسيح‪ ،‬وساللة ترقى إىل آدم‪ ،‬بالتناسل؛ ولكن‪ ،‬ال أحد من الساللة البشريّة أراد أن يستقبل يسوع‪ ،‬أو‬
‫ملمني بع‪%%‬ادات القبائ‪%%‬ل اليهوديّ‪%%‬ة‪،‬‬‫‪%‬ك‪ ،‬األم‪%%‬ر‪ ،‬لك‪%%‬وهنم ّ‬
‫يع‪%%‬رتف بص‪%%‬لة تربط‪%%‬ه ب‪%%‬ه‪ .‬س‪%%‬وف يس‪%%‬تغرب الرع‪%%‬اة‪ ،‬بال ش‪ّ %‬‬
‫ميت بص‪%%‬لة جوهريّ‪%%‬ة إىل البش‪%%‬ريّة‪ ،‬م‪%%‬ع أنّ‪%%‬ه‬
‫والض‪%%‬يافة‪ .‬س‪%%‬وف ي‪%%‬رون يف "عدميّ‪%%‬ة" يس‪%%‬وع عالم‪%%‬ة فارق‪%%‬ة على أنّ‪%%‬ه ال ّ‬
‫أوالدهن‪ ،‬عند والدهتم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يقمطن‬
‫مولود‪ ،‬كسائر مواليد النساء‪ ،‬اللوايت ّ‬ ‫‪Page | 6‬‬
‫ولكن األم‪..‬ر يب‪..‬دو على ش‪..‬يء من‬
‫ص ‪.‬ته‪ّ .‬‬
‫خالص‪..‬ة‪ .:‬من أراد أن ينتس‪..‬ب إلى يس‪..‬وع يص‪..‬بح من س‪..‬اللته‪ ،‬أي من خا ّ‬
‫مصيرا مشابهاً‪.‬‬
‫المخاطرة‪ :‬فالمنتسب إلى ساللة يسوع ال يمكنه أن يبتكر نمط حياة جدي ًدا‪ ،‬ومن شأنه أن يجد ً‬
‫الغني قد افتقر من أجلكم ‪2( "..‬كو ‪ .)9 %:8‬ال الغىن وال الفقر ي‪%%‬دالّن‪ ،‬هن‪%%‬ا‪ ،‬حتت قلم‬
‫"‪ ...‬كيف أنّه هو ّ‬
‫ي‪ .‬لق‪%%‬د ول‪%%‬د يس‪%%‬وع يف معل‪%%‬ف‪ ،‬أي خ‪%%‬ارج ال‪%%‬نزل‪ ،‬حيث مل يكن ملرمي ويوس‪%%‬ف موض‪%%‬ع‬ ‫املاد ّ‬
‫ب‪%%‬ولس‪ ،‬على املع‪%%‬ىن ّ‬
‫ض‪%‬ا ال‬
‫‪%‬يب تش‪%‬به ح‪%‬التهم‪ ،‬إىل ح‪ّ %‬د بعي‪%‬د‪ .‬فهم أي ً‬
‫(لو ‪ .)7 %:2‬وه‪%‬ذا دلي‪%‬ل‪ ،‬يف نظ‪%‬ر الرع‪%‬اة‪ ،‬على أ ّن حال‪%‬ة ه‪%‬ذا الص ّ‬
‫‪%‬بها ل‪%‬ه‪ .‬أت‪%‬وا‬
‫‪%‬ين ش ً‬
‫احلب‪ :‬أن جيد املع‪%%‬دم يف الغ ّ‬
‫قم‪%‬ة ّ‬‫يبيتون حتت سقف‪ ،‬بل يف العراء‪ .‬وجدوا فيه أنفسهم‪ .‬وهذا ّ‬
‫إىل يسوع‪ ،‬فسبقهم إىل مالقاهتم‪ .‬جاءوا لريوه‪ ،‬فوجدوا أنه قد سبقهم إىل استقباهلم‪ ،‬متّخ ًذا منزلتهم‪.‬‬
‫التجرد المتواصل‪ ،‬حتى يجد اآلخرون فيه مكانًا يمكنه‬
‫خالصة‪ :‬من أراد أن ينتسب إلى يسوع يجب أن يتعلّم ّ‬
‫أن يستقبلهم‪.‬‬
‫الرب" (لو ‪)15 :2‬‬ ‫لنمض إلى بيت لحم‪ ،‬وننظر هذا الحادث‪ ،‬الذي أطلعنا عليه ّ‬ ‫ب–" ِ‬
‫ي‪%%‬دعو الرع‪%%‬اة والدة الطف‪%%‬ل يس‪%%‬وع "حادثً‪%%‬ا"‪ .‬وه‪%%‬ذا يع‪%%‬ين وق‪%%‬وع أم‪%%‬ر ط‪%%‬ارئ‪ ،‬ل‪%%‬ه حملّ‪%%‬ه يف ت‪%%‬اريخ البش‪%%‬ريّة‪.‬‬
‫تدخالً مساويًّا رافقه‪ ،‬وإثباتً‪%%‬ا مالئكيًّا ج‪%%‬اء‬
‫ولكن هذا احلدث ال يشبه سائر األحداث‪ ،‬اليت عرفتها البشريّة‪ .‬فإ ّن ّ‬ ‫ّ‬
‫بشأنه‪ .‬إ ّن ما قيل عن الطفل ال يتناسب واحلالة اليت ولد فيها‪ .‬قيل عنه إنّه خملّص؛ إالّ أ ّن الرعاة وج‪%‬دوا طفالً‪،‬‬
‫‪%‬دل على جالل‬ ‫‪%‬رب؛ إالّ أهّن م وج‪%‬دوا "قمطً‪%‬ا" ل ّفت جس‪%‬ده‪ ،‬ال ت ّ‬ ‫ض‪%‬ا إن‪%‬ه املس‪%‬يح ال‪ّ %‬‬
‫مضجعا يف مذود‪ .‬قي‪%‬ل عن‪%‬ه أي ً‬ ‫ً‬
‫اإلل‪%% %‬ه‪ .‬إ ّن س‪%ّ % %‬ر التج ّس ‪% %‬د ه‪%% %‬و س‪%ّ % %‬ر اإلل‪%% %‬ه‪ ،‬ال‪%% %‬ذي "أخلى ذاته"‪ ،‬أي ال‪%% %‬ذي احتف‪%% %‬ظ بك‪%ّ % %‬ل جمده‪ ،‬من دون أن يبه ‪%%‬ر‬
‫‪%‬ام‪ ،‬واالتّض‪%‬اع ح‪%‬ىت التخلّي‪ ،‬واالرتض‪%‬اء بالص‪%‬غر‪ .‬لق‪%‬د ش‪%‬اهد الرع‪%‬اة الس ّ‪%‬ر‪ ،‬عن‪%‬دما‬ ‫اإلنسان به‪ .‬هو االنسحاق الت ّ‬
‫هبّوا مسرعني إىل املكان‪ ،‬الذي ولد فيه يسوع‪.‬‬
‫وأم‪%%‬ه ويوس‪%%‬ف‪ ،‬ورج‪%%‬وعهم إىل موض‪%%‬عهم‪ ،‬إىل ج‪%%‬انب‬ ‫‪%‬ريا‪ ،‬بني زي‪%%‬ارة الرع‪%%‬اة الطف‪%%‬ل ّ‬‫مثّ‪%%‬ة ف‪%%‬رق شاس‪%%‬ع‪ ،‬أخ‪ً %‬‬
‫الصيب‪ .‬تب ّدل الرعاة‪،‬‬
‫قطعاهنم‪ .‬أتوا لينظروا احلادث الغريب‪ ،‬ولكنّهم ملا غادروا‪ ،‬جعلوا خيربون مبا قيل هلم عن ّ‬
‫بعد لقائهم مع يسوع‪ .‬وهذا التب ّدل هو عالم‪%‬ة خالص‪ .‬أت‪%‬وا رع‪%‬اة‪ ،‬مبا تع ّ‪%‬ودوا علي‪%‬ه‪ ،‬وبع‪%‬اداهتم‪ ،‬إالّ أهّن م حينم‪%‬ا‬
‫رجعوا من حيث أتوا‪ ،‬باتوا رسالً‪ ،‬يشهدون للطفل‪.‬‬
‫‪.‬ل توقّ‪..‬ع للبش‪..‬ر‪ :‬ابن اهلل يص‪..‬ير طفالً‪ .‬خ‪..‬الق الك‪..‬ون يص‪..‬بح خاض‪.ً .‬عا لن‪..‬واميس‬
‫س‪.‬د حص‪..‬ل على خالف ك‪ّ .‬‬ ‫خالص‪%%‬ة‪ :‬إ ّن التج ّ‬
‫التجسد أن‬
‫ّ‬ ‫العيش بالجسد‪ .‬الملك مضجع بمذود‪ ،‬وملفوف بأقماط‪ .‬الذي تعبده البرايا ولد ال أحد يحيط به‪ .‬يستحق‬
‫يتجسد من أجله‪.‬‬
‫يدعى فلسفة المسيحيّة‪ .‬ال أحد من البشر البتّة يمكنه أن ي ّدعى أ ّن المسيح لم ّ‬
‫]‪[7‬‬

‫دعوتنا على ضوء دعوة إبراهيم‬


‫(تك ‪)11 :25-1 :12‬‬ ‫‪Page | 7‬‬

‫األبوي (‪1 %:12‬؛‪ ،)2 %:22 %‬ومن ّ‬


‫تعه‪.‬ده‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬تتألّف دعوة إبراهيم من‪ :‬إيعاز اهلل إلي‪.‬ه بهج‪.‬ر ال‪.‬بيت‬ ‫مق ّدمة‬
‫له بالتعويض عنه أضعافًا (‪3-2 %:12‬؛‪ ،)17-15 %:13 %‬ومن وعد قطع‪.‬ه له (‪18 %،16-13 %،6 %،4 %:15‬‬
‫واألصح "وعد"> إخل)‪ ،‬يصدرهم اهلل‪ ،‬على شكل مبادرة جمّانيّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫<بالرغم من ترجمة كلمة "بريت" بعهد‪،‬‬
‫ّأم‪%%‬ا ب‪%%‬اقي الس‪%%‬رية‪ ،‬ال‪%%‬يت ترويه‪%%‬ا الفص‪%%‬ول ت‪%%‬ك ‪1 %:12‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ‪ ،11 %:25‬فيت‪%%‬ألّف من أخب‪%%‬ار‬ ‫‪-‬‬
‫متفرقة‪ ،‬ومنسوجة على شكل أقاصيص أدبيّة‪ ،‬ال ختلو من روح الدعابة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬تندرج سرية ل‪%‬وط وإمساعيل‪ ،‬يف قلب س‪%‬رية إب‪%‬راهيم‪ ،‬ويف ظلّ‪%‬ه‪ ،‬بش‪%‬كل مقض‪%‬وم‪ :‬ال ي‪%%‬روي‬
‫النص هناية لوط‪ ،‬وال نعرف كيف انتهى إمساعيل‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪%‬بيعي‬
‫التعهد‪ ،‬والوعد‪ ،‬مها على ع‪%%‬اتق اهلل‪ .‬ل‪%‬ذا‪ ،‬من الط ّ‬ ‫اإليعاز‪ ،‬وحده‪ ،‬يتعلّق ب‪%%‬إبراهيم‪ّ .‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن نتح ‪ّ %‬دث عن دع ‪%%‬وة مبعن ‪%%‬يني‪ :‬مع ‪%%‬ىن واس ‪%%‬ع‪ ،‬يش ‪%%‬مل العناص ‪%%‬ر الثالث ‪%%‬ة‪ ،‬ومع ‪%%‬ىن ض ‪%%‬يّق‪ ،‬ينحص ‪%%‬ر يف إيع ‪%%‬از اهلل إىل‬
‫إبراهيم مبا جيب عليه أن يفعله‪.‬‬

‫دعوة إبراهيم بمعناها الضيّق‬ ‫‪-1‬‬


‫ت‪%%‬ك ‪" %:1 %:12‬وق‪..‬ال ال‪ّ .‬‬
‫‪.‬رب ألب‪..‬رام‪ :‬انطل‪..‬ق من أرض‪..‬ك‪ ،‬وعش‪..‬يرتك‪ ،‬وبيت أبي‪..‬ك‪ ،‬إلى األرض‪ ،‬ال‪..‬تي‬
‫أريك"‪.‬‬
‫‪%‬ان عدي‪%%‬دة (م‪%%‬وطن‪ %،‬ممتلك‪%%‬ات‪ ،‬منطق‪%%‬ة‪ ،‬ع‪%%‬امل‪ ،‬ترب‪%%‬ة‪ ،‬حمي‪%%‬ط)‪ %.‬مص‪..‬در الحي‪..‬اة‪:‬‬ ‫األرض‪ :‬للفظ‪%%‬ة مع‪ٍ %‬‬
‫يؤمن ختليد ذك‪%‬راه‪ ،‬بنس‪%‬ل يقيم‪%‬ه‪ ،‬وهبا حيتمي‪ ،‬ومنه‪%‬ا‬ ‫منها يأكل اإلنسان‪ ،‬وعليها يعيش‪ ،‬وفيها يعمل‪ ،‬وبفضلها ّ‬
‫‪%‬ؤمن ل‪%‬ه مص‪%%‬در حيات‪%%‬ه‪ ،‬إىل "أرض"‬ ‫‪%‬رب إىل إب‪%‬راهيم ب‪%‬أن خيرج‪ ،‬إذًا‪ ،‬من "أرض‪%‬ه"‪ ،‬ال‪%‬يت ت ّ‬ ‫يكتسب عادات‪%%‬ه‪ .‬ي‪%‬وعز ال ّ‬
‫كل شيء له‪ ،‬أو باألحرى‪ ،‬سوف يغدو يف وسطها كائنًا آخر‪.‬‬ ‫ال يراها بعد‪ ،‬سوف تكون ّ‬
‫العش ‪%%‬رية‪ :‬مص ‪..‬در حماية‪( .‬العش ‪%%‬رية أص ‪%%‬غر من القبيل ‪%%‬ة) ي ‪%%‬أمن اإلنس ‪%%‬ان ش ‪%ّ %‬ر الغ ‪%%‬زوات‪ ،‬واحلرب‪،‬‬
‫والث ‪%%‬أر‪ ،‬بفض ‪%%‬ل العش ‪%%‬رية‪ .‬يف وس ‪%%‬طها حيتف ‪%%‬ل بأفراح ‪%%‬ه‪ ،‬وأحزان ‪%%‬ه‪ .‬وال يس ‪%%‬تطيع اخلروج إىل جتارة‪ ،‬أو الس ‪%%‬فر‪ ،‬إالّ‬
‫والعم ‪%%‬ات‪ ،‬واألخ‪%% %‬وال واخلاالت‪ ،‬أي األق‪%% %‬ارب األدن‪%% %‬ون‪ ،‬ال‪%% %‬ذين‬
‫مص‪%% %‬حوبًا برج‪%% %‬ال من أبنائه‪%% %‬ا‪ .‬أبن‪%% %‬اء العم‪%% %‬وم‪%ّ ،‬‬
‫يتكاتفون‪ ،‬من أجل استمرار الفرد بينهم يف الوجود‪.‬‬
‫الذريّ‪%%‬ة من جه‪%%‬ة األب‪ ،‬ومن جه‪%%‬ة‬ ‫ٍ‬
‫ض‪%‬ا مع‪%%‬ان عدي‪%%‬دة (الوال‪%%‬د‪ ،‬اجل ّد‪ّ ،‬‬ ‫بيت األب‪ :‬للفظ‪%%‬ة األب أي ً‬
‫األم‪ :) ،‬مص‪..‬در االنتم‪..‬اء (بيت األب أص‪%%‬غر من العش‪%%‬رية)‪ .‬ميل‪%%‬ك اإلنس‪%%‬ان‪ ،‬بفض‪%%‬ل انتمائ‪%%‬ه إىل بيت "أبي‪%%‬ه"‪ .‬ويثبّت‬ ‫ّ‬
‫هويّته‪ ،‬وحريّته‪ ،‬ويصنع مستقبله‪ ،‬بفضل البيت‪ ،‬الذي ترىّب فيه‪.‬‬
‫]‪[8‬‬

‫تتلخص دع ‪%%‬وة إب ‪%%‬راهيم‪ ،‬مبعناه ‪%%‬ا الض ‪%%‬يّق‪ ،‬بطلب اهلل من ‪%%‬ه أن يرف ‪%%‬ع عن نفس ‪%%‬ه (أن‬ ‫خالص ‪..‬ة ‪ّ :1‬‬
‫‪%‬ؤمن ل‪%%‬ه وج‪%%‬وده على األرض‪ ،‬وب‪%%‬أن يقب‪%%‬ل غط‪%%‬اء‬ ‫يتخلّى‪ ،‬أن يتج‪%%‬اوز) غط‪%%‬اء حياتيًّا‪ ،‬اجتماعيًّا‪ ،‬وأمنيًّا‪ ،‬ونفس‪%‬يًّا‪ ،‬ي‪ّ %‬‬
‫‪%‬رب‪ ،‬ال‪%%‬ذي ي‪%%‬دعوه‪ .‬إ ّن بني‪%%‬ة ال‪%%‬دعوة هي التخلّي‪ ،‬على ش‪%%‬كل جتاوب‪ ،‬من أج‪%%‬ل تك‪%%‬وين انتم‪%%‬اء‬ ‫يؤمن‪%%‬ه ل‪%%‬ه ال‪ّ %‬‬
‫آخ‪%%‬ر‪ّ ،‬‬
‫جديد‪.‬‬
‫‪Page | 8‬‬
‫ِ‬
‫وامض إلى أرض الموريّ‪.‬ا‪ ،‬وأص‪..‬عده‬ ‫‪.‬رب]‪" :‬خ‪.‬ذ ابن‪..‬ك‪ ،‬وحي‪..‬دك‪ ،‬ال‪..‬ذي تحبّ‪..‬ه‪ ،‬إس‪..‬حق‪،‬‬ ‫ت‪%%‬ك ‪" %:2 %:22‬ق‪..‬ال [ال‪ّ .‬‬
‫هناك محرقة‪ .‬على أحد الجبال‪ ،‬الذي أريك"‪.‬‬
‫حي‪ ،‬وحتقيق‪%%‬ه‪ ،‬اخلل‪%%‬ف‪ ،‬ال‪%%‬وارث‪ ،‬رج‪%%‬اء الغ‪%%‬د‪ ،‬ض‪%%‬مانة الش‪%%‬يخوخة‪ ،‬موض‪%%‬ع االفتخ‪%%‬ار‪،‬‬ ‫االبن‪ :‬حلم ك‪%ّ %‬ل ّ‬
‫مكمل النسل‪ ،‬حامي األمالك‪.‬‬ ‫ّ‬
‫احلب واالهتمام‪ ،‬السند الوحيد‪.‬‬ ‫الوحيد‪ :‬أغلى ما يف الوجود‪ ،‬األمل الوحيد‪ ،‬موضوع ّ‬
‫اإلهلي‪ ،‬األمل غري املنتظر‪ ،‬املستقبل‪ ،‬شرط ختليد الذكر‪.‬‬ ‫إسحق‪ :‬ابن الوعد ّ‬
‫ِ‬
‫امض‪ :‬غ‪%%‬ادر للم‪.ّ .‬رة الثاني‪..‬ة‪ ،‬وإنّم‪.‬ا‪ .‬بقص‪..‬د مح‪..‬دَّد ومعيَّن‪ ،‬ه‪..‬ذه الم‪.ّ .‬رة‪ .،‬على أن تع‪..‬ود من حيث أتيت‪ ،‬جاه‪%%‬د على نفس‪%%‬ك‪،‬‬
‫والسن‪ ،‬ثابر على ما أطلبه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫رغم تق ّدمك‪ ،‬يا إبراهيم‪ ،‬في األمانة‪،‬‬
‫أرض املوريّا‪" :‬األرض اليت أريك"‪ ،‬أنظر ‪3 :22‬ب‪ ،14 ،9 ،8 ،‬املصري اجملهول‪.‬‬
‫خالصة ‪ :2‬تظهر دعوة إبراهيم‪ ،‬مبعناها الضيّق‪ ،‬يف إطار تضحيات متتابعة‪ ،‬وباهظ‪%%‬ة التكلف‪%%‬ة (‪ ،)1‬وس‪%%‬ري‬
‫التذمر (‪.)5‬‬
‫حنو اجملهول (‪ ،)2‬وشيء من املفاجآت (‪ ،)3‬وجهوزيّة لتلبية النداء (‪ ،)4‬والثقة‪ ،‬اخلالية من ّ‬
‫كل إط‪%%‬ار‬
‫يتجرد إبراهيم عن ّ‬ ‫جترد مزدوج‪ّ :‬‬ ‫تنص دعوة إبراهيم‪ ،‬مبعناها الضيّق‪ ،‬على فعل ّ‬‫عامة‪ّ :.‬‬ ‫خالصة ّ‬
‫املرة الثانية‪.‬‬
‫يتجرد حىت عن علّة ختليد ذكره‪ ،‬على األرض‪ ،‬يف ّ‬
‫املرة األوىل‪ ،‬مثّ ّ‬ ‫وجوده‪ ،‬يف ّ‬

‫‪ – 2‬دعوتنا بناء على دعوة إبراهيم‬


‫مهم‪ ،‬يتعلّ ‪%%‬ق بط ‪%%‬رح املوض ‪%%‬وع على ه ‪%%‬ذا الش ‪%%‬كل‪ :‬عن ‪%%‬دما نتح‪ّ % %‬دث عن‬ ‫ال ب‪ّ % %‬د‪ ،‬بداي ‪%%‬ة‪ ،‬من إيض ‪%%‬اح أم ‪%%‬ر ّ‬
‫منوذج‪%‬ا‪ ،‬نب‪%%‬ين على قياس‪%%‬ه‪ ،‬جيب أن نأخ‪%%‬ذ ع‪ّ %‬دة أم‪%%‬ور بعني االعتب‪%%‬ار‪ .‬ف‪%%‬إ ّن ع‪ّ %‬دة‬
‫دعوتن‪%%‬ا‪ ،‬وجنع‪%%‬ل من دع‪%%‬وة إب‪%%‬راهيم ً‪%‬‬
‫نق ‪%%‬اط‪ ،‬باحلقيق ‪%%‬ة‪ ،‬ال ميكن البن ‪%%‬اء عليه ‪%%‬ا‪ ،‬أو اعتماده ‪%%‬ا‪ ،‬حبيث إ ّن املث ‪%%‬ال (دع ‪%%‬وة إب ‪%%‬راهيم) – وي ‪%%‬دعى بالفرنس ‪%%‬يّة ‪le‬‬
‫متام‪%‬ا التقلي‪%‬د (دعوتن‪%%‬ا) – وي‪%‬دعى بالفرنس‪%‬يّة ‪ ،- antitype‬إالّ يف بعض ج‪%‬وانب فق‪%%‬ط‪ ،‬خيش‪%%‬ى‬ ‫‪ - type‬ال يوافق ً‬
‫أن تكون استنسابيّة‪.‬‬
‫‪%‬رب إىل إب‪%%‬راهيم ب‪%%‬أن ينطل‪%%‬ق من أرض‪%%‬ه‪ %،‬وعش‪%‬ريته‪ ،‬وبيت أبي‪%%‬ه‪ ،‬ه‪%%‬و أس‪%‬اس‬ ‫رأين‪%%‬ا‪ ،‬مثالً‪ ،‬أعاله‪ ،‬أ ّن إيعاز ال‪ّ %‬‬
‫منوذج‪%%‬ا ل‪%%‬دعوتنا الكهنوتيّ‪%%‬ة‪ ،‬الي‪%%‬وم‪ .‬فال حنن‪ ،‬وال غرين‪%%‬ا‪،‬‬
‫دع‪%%‬وة إب‪%%‬راهيم‪ .‬ولكنّن‪%%‬ا ال نس‪%%‬تطيع أن نع ‪ّ %‬د ه‪%%‬ذا اإليع‪%%‬از ً‬
‫نعيش يف زمن الب‪%%‬داوة‪ ،‬وال التن ّق‪%%‬ل من مك‪%%‬ان إىل مك‪%%‬ان‪ ،‬حبثً‪%%‬ا عن مكإل‪ ،‬أو عن عني م‪%%‬اء‪ ،‬كم‪%%‬ا يف أيّ‪%%‬ام إب‪%%‬راهيم‪،‬‬
‫ه‪%‬و نظ‪%‬ام احلي‪%‬اة‪ ،‬احملي‪%%‬ط بن‪%‬ا‪ .‬ك‪%‬ذلك‪ ،‬احلال‪ ،‬بالنس‪%‬بة إىل تقدم‪%‬ة ال‪%%‬ذبائح البش‪%‬ريّة‪ ،‬ال يُعترَب انص‪%‬ياع إب‪%‬راهيم‪ ،‬مثالً‪،‬‬
‫]‪[9‬‬

‫‪%‬حي بابن ‪%%‬ه إس ‪%%‬حق‪ ،‬اختب ‪%ً %‬ارا خيتربن ‪%%‬ا اهلل ب ‪%%‬ه‪ .‬وعلي ‪%%‬ه‪ ،‬ال نس ‪%%‬تطيع أن جنع ‪%%‬ل من ‪%%‬ه‪ ،‬من مثّ‪،‬‬
‫إىل إيع ‪%%‬از اهلل إلي ‪%%‬ه ب ‪%%‬أن يض ‪ّ %‬‬
‫التطرق إىل املوضوع‪.‬‬ ‫منوذجا لطاعتنا الكهنوتيّة‪ ،‬يف عاملنا‪ .‬وسوف ندعه‪ ،‬بالطبع‪ ،‬جانبًا‪ ،‬عند ّ‬ ‫ً‬
‫ض‪%‬ا‪ ،‬ب‪%%‬العكس‪ ،‬م‪%%‬ا يؤلّ‪%%‬ف أسا ًس‪%‬ا ل‪%%‬دعوتنا الكهنوتيّ‪%%‬ة‪ ،‬يف جانبه‪%%‬ا املتّص‪%%‬ل بوض‪%%‬ع‬ ‫ِ‬
‫قس على ه‪%%‬ذا املن‪%%‬وال‪ ،‬أي ً‬
‫‪%‬ايف‪ ،‬الي‪%‬وم‪ ،‬وم‪%‬ا ال يتط‪%‬ابق م‪%‬ع دع‪%‬وة إب‪%‬راهيم‪ ،‬يف زمن‪%‬ه‪ .‬أف ّك‪%‬ر‪ ،‬مثالً‪ ،‬بأمهيّ‪%‬ة الرتبي‪%‬ة العائليّ‪%‬ة املس‪%‬يحيّة‪،‬‬ ‫‪Page‬س‪%‬ان الثق ّ‬ ‫‪ | 9‬اإلن‬
‫‪%‬رب من إب‪%%‬راهيم ش‪%%‬يئًا خمتل ًف‪%%‬ا‪ ،‬يف ه‪%%‬ذه الناحي‪%%‬ة‪ .‬طلب من‪%%‬ه أن ي‪%%‬رتك ال‪%%‬بيت‬ ‫كأس‪%%‬اس لنش‪%%‬أة ال‪%%‬دعوة‪ .‬لق‪%%‬د طلب ال‪ّ %‬‬
‫‪%‬وي‪ ،‬وأن ينطل ‪%% %‬ق إىل أرض‪ ،‬يري‪%% %‬ه اهلل إيّاه‪%% %‬ا‪ .‬وال يغيب عن ب ‪%% %‬ايل الكالم على الص‪%% %‬دق‪ ،‬مثالً‪ ،‬كعالم‪%% %‬ة من‬ ‫األب ‪ّ % %‬‬
‫املدعو‪ .‬ويعتم ‪%%‬د املن ّش‪% %‬ئون‪ ،‬يف دور الرتبي ‪%%‬ة اإلكلرييكيّ ‪%%‬ة‪ ،‬علي ‪%%‬ه‪ ،‬لكي يص ‪%%‬دروا‬ ‫عالم ‪%%‬ات االس ‪%%‬تقامة‪ ،‬بالنس ‪%%‬بة إىل ّ‬
‫لكن إب ‪%%‬راهيم ك ‪%%‬ذب م ‪%ّ %‬رتني‪ ،‬خبص‪%%‬وص موض ‪%%‬عه‪ %،‬جتاه س‪%%‬ارة امرأت ‪%%‬ه‪ ،‬كي يتجنّب أن يقتل ‪%%‬ه فرع ‪%%‬ون (‬ ‫أحك ‪%%‬امهم‪ّ .‬‬
‫‪ ،)13 :12‬وأبيملك‪ ،‬ملك جرار (‪.)2 :20‬‬
‫‪.‬اعي‪،‬‬
‫‪.‬ديني واالجتم‪ّ .‬‬
‫الثقافي‪ ،‬ال ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلنساني‬
‫ّ‬ ‫يحوط الوضع‬
‫كبيرا ّ‬
‫نخلص من هذا اإليضاح المقتضب إلى أ ّن اختالفًا ً‬
‫تلم به‪.‬ذه الف‪..‬وارق "الزمنيّ‪..‬ة"‪ ،‬عن‪.‬د الكالم‬
‫الذي يفصل دعوة إب‪.‬راهيم عن دعوتن‪.‬ا‪ ،‬نحن‪ .‬ومن ش‪.‬أن مقاربتن‪.‬ا الموض‪..‬وع أن ّ‬
‫على الدعوة‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬ليس لنا من وسيلة قراءة لدعوتنا‪ ،‬على أساس دعوة إبراهيم‪ ،‬إال القراءة الرمزيّة‪.‬‬
‫باملقابل‪ ،‬هناك جمموعة من النقاط‪ ،‬يف موقف إبراهيم‪ ،‬تتخطّى الظ‪%%‬روف‪ ،‬ال‪%‬يت ك‪%%‬ان يعيش فيه‪%‬ا‪ ،‬وميكن‬
‫‪%‬اص ال ‪%%‬دعوة الكهنوتيّ ‪%%‬ة‪ .‬أوىل ه ‪%%‬ذه‬
‫االعتم ‪%%‬اد عليه ‪%%‬ا‪ ،‬من أج ‪%%‬ل مقارب ‪%%‬ة دعوت ‪%%‬ه كأس ‪%%‬اس لك ‪%ّ %‬ل دع ‪%%‬وة‪ ،‬وبش ‪%%‬كل خ ‪ّ %‬‬
‫حس القداسة‪ .‬التق ‪%% %‬وى‪ ،‬واالتّك ‪%% %‬ال على اهلل‪ ،‬والرج ‪%% %‬اء‪ ،‬هي أحاس ‪%% %‬يس إميانيّ ‪%% %‬ة‪ ،‬جتع ‪%% %‬ل النفس تعيش‬ ‫النق ‪%% %‬اط هي ّ‬
‫احلس بالقداس‪%%‬ة بطريق‪%%‬تني‪ :‬ال‪%%‬رتائي‪ ،‬واإليع‪%%‬از‪ .‬يظه‪%%‬ر اهلل‬
‫حبض‪%%‬رة اهلل فيه‪%%‬ا‪ .‬تعرّب األخب‪%%‬ار املتعلّق‪%%‬ة ب‪%%‬إبراهيم عن ه‪%%‬ذا ّ‬
‫حس القداسة‪ ،‬من خالل احلياة الروحيّ‪%%‬ة‪ ،‬والفض‪%%‬يلة‪ .‬من ال‬ ‫إلبراهيم‪ ،‬ويوعز إليه مبا ينتظره‪ّ .‬أما زماننا فيعرّب عن ّ‬
‫يتزود بالفض‪%‬ائل‪ ،‬ال يعت‪%‬ربه أبن‪%‬اء زمانن‪%‬ا‪ ،‬وال املس‪%‬ؤولون ال‪%‬رتبويّون‪ ،‬وال املرش‪%‬دون الروحيّ‪%‬ون‪ ،‬إنس‪%‬انًا‬ ‫يصلّي‪ ،‬وال ّ‬
‫املكرس للّ‪%%‬ه مرتبطً‪%‬ا ب‪%%‬ه‪ ،‬الي‪%%‬وم‪ .‬يف‬
‫مدعو ا‪ .‬وحيكم أناس جيلنا على الدعوة‪ ،‬بناء على هاتني النقطتني‪ .‬هبما يكون ّ‬ ‫ًّ‬
‫احلياة الروحيّة فقط يرتاءى اهلل لنا‪ ،‬وينبئنا ما علينا فعله‪.‬‬
‫حس العطف‪ ،‬عند إب‪%‬راهيم‪ ،‬النقط‪%‬ة الثاني‪%‬ة‪ ،‬ال‪%‬يت ميكن الرك‪%‬ون إليه‪%‬ا‪ ،‬للكالم على دع‪%‬وة متماثل‪%‬ة‪،‬‬ ‫يؤلّف ّ‬
‫حس العط ‪%%‬ف أك‪%%‬ثر م ‪%%‬ا يظه‪%%‬ر‪ ،‬عن‪%%‬ده‪ ،‬من خالل نص ‪%%‬رة املنك‪%%‬وب‪ ،‬واحملت ‪%%‬اج‪،‬‬ ‫م‪%%‬ع جي‪%%‬ل عص ‪%%‬رنا احلاض‪%%‬ر‪ .‬ويظه‪%%‬ر ّ‬
‫هب إب‪%% %‬راهيم (‪)14 % % :14‬‬ ‫‪%‬وي‪ %،‬خالل تأدي‪%% %‬ة اخلدم‪%% %‬ة‪ّ .‬‬
‫واملنب‪%% %‬وذ‪ ،‬بش‪%% %‬كل رئيس‪%ّ % %‬ي‪ .‬إنّ‪%% %‬ه اجلانب اإلنس‪%% %‬اينّ والرع‪ّ % %‬‬
‫السرتداد لوط‪ ،‬ابن أخيه‪ ،‬عندما مسع أنّ‪%‬ه وق‪%%‬ع يف األس‪%‬ر‪ .‬وتش‪ّ %‬فع ل‪%‬دى اهلل‪ ،‬بش‪%%‬أن س‪%‬دوم‪ ،‬كيال يبي‪%‬د أهله‪%‬ا‪ ،‬عن‬
‫بك‪%%‬رة أبيهم‪ ،‬بس‪%%‬بب فس‪%%‬قهم (‪16 %:18‬ي)‪ %.‬وأج‪%%‬زل عطاي‪%%‬اه لس‪%%‬راريه‪ ،‬قب‪%%‬ل أن يص‪%%‬رفهم إىل ش‪%%‬أهنم (‪.)6 %:25‬‬
‫ّأم‪%%‬ا الي ‪%%‬وم ف‪%%‬أكثر م ‪%%‬ا حيت‪%%‬اج إلي‪%%‬ه اخلادم ه ‪%%‬و‪ ،‬بالتحدي ‪%%‬د‪ ،‬وج ‪%%‬ه العط‪%%‬ف‪ ،‬واإلحس‪%%‬ان‪ ،‬وس‪%%‬ند الض‪%%‬عيف‪ .‬والكنيس‪%%‬ة‬
‫الرسويل جانبًا‪ ،‬كانت له املرتبة األوىل‪ ،‬عند نشأة الكنيس‪%‬ة األوىل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ملح‪ ،‬إىل أن تعيد إىل دورها‬ ‫مدعوة‪ ،‬بشكل ّ‬ ‫ّ‬
‫املكرسني‪.‬‬
‫يف زمن قَ َست فيه القلوب‪ ،‬وتصلّبت العقول‪ ،‬وج ّفت فيه مقاربات بعض ّ‬
‫]‪[10‬‬

‫‪%‬ذكارا‬
‫حل‪ ،‬ت‪ً %‬‬ ‫للرب‪ ،‬أينما ّ‬ ‫أختم بنقطة أخرية‪ ،‬ميكننا مالحظتها واضحة‪ ،‬عند إبراهيم‪ .‬فقد شيّد مذابح ّ‬
‫الرب‪ ،‬الذي عاهده‪ ،‬بأن اختنت‪ ،‬ومع‪%%‬ه ابن‪%%‬ه إمساعيل‪ ،‬ومجي‪%%‬ع رج‪%%‬ال‬ ‫الرب اإلله إيّاه بظهوره له‪ .‬وعاهد ّ‬ ‫لتشريف ّ‬
‫‪%‬حي بابن‪%%‬ه‬
‫جمربً‪%%‬ا أن يض‪ّ %‬‬
‫‪%‬رب إىل مطلب‪%%‬ه‪ ،‬حني س‪%%‬أله ّ‬ ‫‪%‬ردد‪ ،‬إىل اس‪%%‬تجابة ال‪ّ %‬‬ ‫بيت‪%%‬ه (‪ .)27-26 % :17‬وس‪%%‬عى‪ ،‬ب‪%%‬دون ت‪ّ %‬‬
‫الرب اإلل‪%‬ه‪ ،‬وانق‪%‬اد ل‪%‬ه‪ .‬ويف ه‪%‬ذا أج‪%%‬د نقط‪%‬ة تق‪%‬اطع ثالث‪%‬ة‪ ،‬بني دع‪%%‬وة‬ ‫دائما يف خمافة ّ‬ ‫الوحيد إسحق‪ .‬عمل إبراهيم ً‬ ‫‪Page | 10‬‬
‫املودة اإلهليّ ‪%%‬ة ه ‪%%‬ذا من تق ‪%%‬وى اهلل‪ ،‬وف ‪%%‬رح‬
‫حس ّ‬ ‫حس الم ‪..‬و ّدة اإللهيّ ‪..‬ة‪ .‬يت ‪%%‬ألّف ّ‬
‫س ‪%‬ا ثالثً ‪%%‬ا‪ ،‬ه ‪%%‬و ّ‬
‫إب ‪%%‬راهيم‪ ،‬ودعوتن ‪%%‬ا‪ ،‬ح ًّ‬
‫التكرس خلدمته‪ ،‬وااللتزام بشرائعه‪ ،‬واالستعداد للتضحية‪ ،‬من أجله‪.‬‬ ‫ّ‬

‫خامتة‬
‫حيلو للبعض أن يتح ّدث عن "دعوات"‪ ،‬باجلمع‪ ،‬عندما يدور املوضوع‪ ،‬يف وسط حلقة من املف ّكرين‪،‬‬
‫حول االجّت اه‪ ،‬الذي ينتهجه إنسان ما‪ ،‬ويلتزم به‪ ،‬على مدى عمره‪ .‬هبذا املعىن‪ ،‬يتح ّدثون عن الزواج‪ ،‬واملهنة‪،‬‬
‫واالخنراط يف سلك معنَّي ‪ %،‬كسلك الكهنوت‪ .‬يعترب أولئك أ ّن ما يدعى "دعوة" هو‪ ،‬بنهاية املطاف‪ ،‬قرار‬
‫ويتمرس يف مزاولتها‪ ،‬ضمن اجملتمع‪.‬‬
‫فردي‪ ،‬يتبنّاها فرد من الناس‪ّ ،‬‬
‫شخصي‪ ،‬ورؤية ذات منظور ّ‬ ‫ّ‬
‫املنطقي‪ ،‬من وجهة النظر هذه‪ ،‬أالّ تبقى ما يدعى "رسالة"‪ ،‬كذلك‪ ،‬رهنًا على "دعوة" معيّنة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫من‬
‫الشخصي‪ .‬فكما للزوج أن‬
‫ّ‬ ‫سمى "دعوة"؛‪ %‬فهذه تؤلّف الوجه‬ ‫االجتماعي‪ ،‬ملا يُ ّ‬
‫ّ‬ ‫فالرسالة هي‪ ،‬باحلقيقة‪ ،‬الوجه‬
‫ويؤديان رسالة‪ ،‬من خالل هذه‬ ‫اجلندي‪ .‬إ ّن لديهما دعوهتما‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫يؤدي رسالته‪ ،‬يف احلياة‪ ،‬هكذا الطبيب‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬
‫الدعوة عينها‪.‬‬
‫املتزوج ذا دعوتني‬
‫يرتتّب على مثل هذه الطريقة يف النظر إىل الدعوة‪ ،‬والرسالة‪ ،‬أن يكون الطبيب ّ‬
‫زعيما (‪:23‬‬‫(الطب والزواج)‪ ،‬ورسالتني (الشفاء من املرض‪ ،‬واألمانة)‪ ،‬يف الوقت عينه‪ .‬فقد كان إبراهيم ً‬
‫مضطلعا بدعوته املزدوجة هذه‬
‫ً‬ ‫‪ ،)5‬ملا اختار أن ينطلق من أرضه‪ ،‬وعشريته‪ ،‬وترك نسالً‪ ،‬بعده‪ .‬وسلك‪،‬‬
‫ّ‬
‫للرب)‪ ،‬حىت آخر‬
‫ّ‬ ‫واالنقياد‬ ‫احلكيمة‪،‬‬ ‫(القيادة‬ ‫هبما‬ ‫امللحقتني‬ ‫ورسالتيه‪،‬‬ ‫ا)‪،‬‬ ‫ومدعو‬
‫ًّ‬ ‫ة‪،‬‬‫ّ‬‫بشري‬ ‫جمموعة‬ ‫(رأس‬
‫تطرق إىل موضوع الصفات‪ %،‬اليت جيب أن‬ ‫سنوات حياته‪ .‬ال يغيب هذا األمر عن عيين بولس‪ ،‬يف أيّامه‪ %،‬عندما ّ‬
‫يتحلّى هبا األساقفة والشمامسة‪ ،‬على ح ّد سواء (‪1‬تيم ‪ .)12 ،2 :3‬لقد راعى بكالمه متطلّبات الدعوة‬
‫الزوجيّة‪ ،‬والدعوة الكنسيّة‪.‬‬
‫ولكن‪ ،‬إذا كانت حالة الدعوة‪ ،‬هي على حنو ما ذكرنا‪ ،‬فما الذي تتميّز به "الدعوة"‪ %،‬إذًا‪ ،‬عندما ترد‬
‫بصيغة املفرد؟ (سؤال ّأول) هل من خصائص إضافيّة جتعلها خمتلفة عن "الدعوة"‪ ،‬اليت نتكلّم عليها بصيغة‬
‫ثان) وما هو املثال‪ ،‬الذي تستوحي منه هذه "الدعوة" خصائصها؟ (سؤال ثالث) أضف أ ّن‬ ‫اجلمع؟ (سؤال ٍ‬
‫الدراسة‪ ،‬املتعلّقة بالدعوة‪ ،‬جيب أن تستكمل‪ ،‬بناء على دعوات األنبياء‪ ،‬وسائر اآلباء‪ .‬فهي كفيلة بأن تزيد‬
‫احلديث عن الدعوة إحاطة‪.‬‬
[11]

Page | 11

You might also like