You are on page 1of 11

‫المسؤولية المدنية )‪(faissal lahssen‬‬

‫_ التمييز بين المسؤولية الجنائية والمدنية‬ ‫‪.I‬‬

‫المسؤولية المدنية ‪ :‬تقوم بسبب ارتكاب فعل يضر بالمصالح الخاصة للغير‪ ،‬فيترتب على المسئول التزام بإصالح الضرر عن طريق‬
‫التعويض‪.‬‬

‫المسؤولية الجنائية‪ :‬تقوم عند ارتكاب شخص فعل يضر بالمصالح العامة او المصالح األساسية للمجتمع‪ ،‬ويكون الفعل منصوص عليه‬
‫في القانون الجنائي‪ ،‬لكن يحدث ان يترتب عن الفعل الواحد المسؤوليتين معا‪ ،‬مدنية وجنائية‪ ،‬وفي هذه الحالة يمكننا التمييز بينهما عن‬
‫طريق‪:‬‬

‫من حيث الغاية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫الغاية من إقرار المسؤولية الجنائية هي حماية مصلحة عامة هي مصلحة المجتمع‬
‫الغاية من إقرار المسؤولية المدنية هي حماية مصلحة خاصة هي مصلحة الطرف المتضرر حيث يمكنه التنازل عن المطالبة‬
‫بالتعويض الرتباطه بمصلحة شخصية وبالتالي فمجال المسؤولية المدنية أضيق من مجال المسؤولية الجنائية‪.‬‬
‫من حيث األساس‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أساس المسؤولية الجنائية "نص قانوني" تماشيا مع مبدأ ال جريمة وال عقوبة إال بنص‬
‫وتجد المسؤولية المدنية اساسها في االخالل بالمبادئ العامة التي تفرض حقوق الغير وعدم االعتداء عليها‪ ،‬سواء كان مصدرها‬
‫في العقود وااللتزامات او النصوص القانونية او مفروضة من النظام العام المجتمعي‬
‫من حيث الجزاء‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫جزاء المسؤولية الجنائية يكون ذو طابع زجري‪ ،‬في شكل عقوبة تطال مرتكب الخطأ شخصيا ويجب أن يكون منصوص عليها‬
‫قانونيا و تتناسب مع خطورة الفعل المرتكب‬
‫أما جزاء المسؤولية المدنية (العقدية) يكون عبارة عن تعويض مالي يمنح للطرف المتضرر تعويضا للضرر الالحق من‬
‫الشخص الملتزم سواء كان الفعل المسبب للضرر صادرا عنه او عن من هم في عهدته وحراسته‬
‫من حيث الجهة التي تطالب بالجزاء ‪ :‬في المسؤولية الجنائية‪ :‬النيابة العامة باعتبارها محامي المجتمع تتولى الدفاع عن مصالحه‬ ‫‪-4‬‬
‫العامة‪ ،‬وبالتالي ال يحق لشخص تعرض لضرر –جرم‪ -‬التنازل عن الدعوى العمومية ولكن يبقى له الحق في التنازل فقط عن‬
‫الدعوى المدنية التابعة للدعوى العمومية‬
‫في المسؤولية المدني ة‪ :‬يطالب الطرف المتضرر وبالتالي من حقه ان يتنازل عن المطالبة به‪ ،‬أ ويتصالح النه حق خالص له‬
‫من حيث اشتراط توفر عنصر النية‪:‬‬ ‫‪-5‬‬
‫المسؤولية الجنائية‪ :‬توفر القصد والنية في إلحاق الضرر بالمجتمع أو الغير أو هما معا‪ ،‬وانتفاء هذه النية قد يكون سببا في انتفاء‬
‫المسؤولية الجنائية‬
‫المسؤولية المدنية‪ :‬فال تشترط النية يكفي حصول الضرر فقط‪ ،‬والمسئول عنه يكن ملزما بالتعويض اذا ثبت فعله او إهماله‬
‫وكان سببا مباشرا في حصول الضرر‬

‫هناك أفعال تقوم عليها المسؤولية الجنائية دون المدنية ألنها تمس بالحق العام‪ ،‬كجريمة حمل السالح دون رخصة وهناك أفعال تقوم عليها‬
‫المسؤولية المدنية وحدها القتصارها على اإلضرار بحق خاص لفرد كإتالف مال الغير من غير قصد‪ ،‬وهناك أفعال تترتب عليها المسؤوليتين‬
‫معا‪ ،‬كالسرقة‪ ،‬القتل‪ ،‬االغتصاب التزوير‪.‬‬

‫النتائج المترتبة عن الجمع بين المسؤوليتين ‪:‬‬ ‫‪.II‬‬


‫من حيث االختصاص في البث في المطالب المدنية‬ ‫‪‬‬

‫المصلحة العامة‪ :‬تدافع عنها النيابة العامة النها دعوى عمومية‪ ،‬وذلك امام المحكمة الزجرية‪ ،‬وموضوع الدعوى يكون تحقيق الردع العام‬
‫والخاص‪.‬‬

‫المصلحة الخاصة ‪ :‬يدافع عنها الطرف المتضرر‪ ،‬وموضوعها يكون المطالبة بالتعويض المادي ويمكنه رفع مطالبه المدنية أمام القضاء‬
‫الزجري (في إطار الدعوى المدنية التابعة للدعوى العمومية) او أمام القضاء المدني‪.‬‬

‫وفي حالة رفع المتضرر مطالبه المدنية أمام القضاء المدني‪:‬‬


‫‪ -‬يجب على المحكمة المدنية التوقف عن البث فيها إلى حين صدور حكم نهائي في الدعوة العمومية‪ ،‬تفاديا للتعارض وإذا حركت النيابة العامة‬
‫الدعوى العمومية بعد ان رفع المتضرر دعواه امام المدنية يجوز له نقل دعواه الى المحكمة الزجرية شرط ان تكون هذه االخيرة لم تصدر‬
‫حكما بعد‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث قوة االمر المقضي به‪ :‬إذا أصدرت المحكمة الجنائية في الدعوى العمومية حكما حاز قوة األمر المقضي به فإن المحكمة المدنية‬
‫تتقيد بما اثبتته المحكمة الجنائية في حكمها من وقائع‪ ،‬دون أن تتقيد بالتكييف القانوني لهذه الوقائع‪ ،‬ما يعني إذا أصدر القاضي الجنائي في‬
‫قضية ما حكما بالبراءة او االدانة فعلى القاضي المدني التقيد بما أثبته القاضي الجنائي‪ ،‬أما التكييف القانوني حينما يحكم القاضي الجنائي‬
‫بالبراءة ألسباب راجعة إلى التكييف ( كاإلهمال الذي ال يصل إلى درجة االهمال الجنائي ويقتصر فقط على االهمال المدني) وبالتالي ال يمنع‬
‫القضاء المدني من الحكم بالمسؤولية المدنية‪.‬‬

‫شروط إعمال حجية االحكام الجنائية امام القضاء المدني ‪:‬‬

‫الجهة المقيدة هي القضاء المدني الى حين صدور حكم القضاء الزجري( القضاء الجنائي ال تعارض حجيته)‬ ‫‪‬‬
‫ان يكون الحكم المراد التقيد به حكما جنائيا‬ ‫‪‬‬
‫ان يكون الحكم الجنائي نهائي (براءة او إدانة) وال حجية لألحكام الغيابية والتمهيدية الصادرة عنها قبل الفصل النهائي فيها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ان يكون الحكم الجنائي سابقا في صدوره على الحكم المدني‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬من حيث التقادم‪ :‬المشرع المغربي شرع لكل دعوى تقادما خاصا بها‬

‫بالنسبة للدعوى العمومية‪:‬‬

‫الجنايات‪ :‬تتقادم بمرور ‪ 15‬سنة شمسية كاملة‬

‫الجنح‪ :‬تتقادم بمرور ‪ 4‬سنوات ش‪.‬ك‪.‬‬

‫المخالفات‪ :‬تتقادم بمرور سنة ش‪.‬ك‪.‬‬

‫بالنسبة للدعوى المدنية‪:‬‬

‫الخطأ التقصيري‪ :‬مرور ‪ 5‬سنوات من وقت علم المتضرر بالضرر والمسئول عنه‪ ،‬وفي كل االحوال بمرور ‪ 22‬سنة من وقت حدوث الضرر‪.‬‬

‫الخطأ العقدي‪ :‬مرور ‪ 15‬سنة فيما عدا بعض االستثناءات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المسؤولية المدنية بين الوحدة واالزدواجية‬

‫هناك قسمين للمسؤولية المدنية‬

‫المسؤولية العقدية‪ :‬تقوم حينما يخل أحد الطرفين بالتزام عقدي (عقد بينهما) مع الطرف االخر‬ ‫‪-‬‬
‫المسؤولية التقصيرية‪ :‬إذا وقع إخالل بالتزام عام يفرضه القانون في عدم اإلضرار بالغير سواء كان عمدي أو غير عمدي‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب االول‪ :‬ازدواجية المسؤولية المدنية‪:‬‬

‫يرى هذا االتجاه أن المسؤولية المدنية هي عبارة عن نظام مزدوج ( نظام المسؤولية العقدية ونظام المسؤولية التقصيرية) ولكل نظام أحكام‬
‫مستقلة اعتمدوا على مجموعة من الفوارق‪:‬‬

‫‪ -1‬من حيث المصدر‪ :‬مصدر المسؤولية العقدية ‪ :‬العقد‬

‫مصدر المسؤولية التقصيرية‪ :‬االخالل بالتزام قانوني ( يفرضه القانون)‬

‫‪ -2‬من حيث األهلية‪ :‬المسؤولية العقدية‪ :‬سن الرشد القانوني ‪ 11‬سنة ش ‪.‬ك‬

‫المسؤولية التقصيرية‪ :‬تكفي أهلية التمييز (الصغير المميز الذي أتم ‪ 12‬سنة ش ك )‬
‫من حيث اإلثبات‪ :‬في المسؤولية العقدية الدائن يكفيه إثبات وجود االلتزام (عقد صحيح) لينتقل عبء االثبات إلى المدين الذي عليه‬ ‫‪-3‬‬
‫إثبات وفائه أو السبب األجنبي الذي يعفيه‪.‬‬
‫في المسؤولية التقصيرية‪ :‬يقع عبء اإلثبات على عاتق الدائن الضحية إلثبات الخطأ المرتكب‬
‫من حيث االرتباط بالنظام العام‪ :‬المسؤولية العقدية‪ :‬استنادا الى مبدأ حرية التعاقد يمكن االتفاق على إعفاء المدين من المسؤولية في‬ ‫‪-4‬‬
‫حالة إخالله بأحد االلتزامات المترتبة على ذمته من العقد‪ ،‬شرط أال يكون ناتج عن تدليس أو خطأ جسيم‪.‬‬
‫المسؤولية التقصيرية‪ :‬ال يجوز مطلقا االتفاق على التخفيف من المسؤولية التقصيرية أو االعفاء منها‬
‫النها من صميم النظام العام‬
‫من حيث التضامن‪ :‬المسؤولية العقدية‪ :‬ال يفترض إال إذا نص عليه االتفاق أو أقره القانون أو تجبه طبيعة المعاملة‬ ‫‪-5‬‬
‫المسؤولية التقصيرية‪ :‬يفترض التضامن إذا وقع الضرر من أشخاص متعددين كانوا المسئولين بالتضامن عن‬
‫النتائج دون تمييز‪.‬‬
‫من حيث اإلعذار (إخبار) من أجل الحصول على التعويض‪:‬‬ ‫‪-6‬‬
‫في المسؤولية العقدية‬
‫يكون اإلعذار ليس ضروريا في المسؤولية العقدية في حالتين‪:‬‬
‫‪ ‬إذا كان االلتزام المدين سلبيا (االمتناع عن القيم بعمل)‬
‫‪ ‬إذا كان االلتزام مرتبط بأجل للوفاء‬
‫في حين يكون ضروريا اذا كان االلتزام غير محدد بأجل‪.‬‬

‫في المسؤولية التقصيرية‪ :‬اإلعذار ليس ضروريا لحصول المتضرر على التعويض‬

‫‪ -7‬من حيث التقادم‪ :‬المسؤولية العقدية‪ 15 :‬سنة من تاريخ ابرام العقد أو نشوء االلتزام‬
‫المسؤولية التقصيرية‪ 5 :‬سنوات من وقت علم المتضرر بالضرر والمسئول عنه وفي كل األحوال بمضر ‪ 22‬سنة من‬
‫وقت حدوث الضرر‪.‬‬
‫‪ -1‬من حيث التعويض‪ :‬المسؤولية العقدية‪ :‬يلزم المدين بتعويض الدائن عن الضرر المباشر المتوقع فقط‪ ،‬ويمكن االتفاق المسبق على‬
‫قدر التعويض المادي‪ ،‬حيث ينحصر التعويض على األضرار المادية دون االدبية‪.‬‬

‫المسؤولية التقصيرية‪ :‬المسئول ملزم بتعويض الضرر المتوقع وغير المتوقع‪ ،‬ألن مصدره القانون‪ ،‬وليس إرادة‬
‫األطراف وال يمكن االتفاق المسبق على مقدار التعويض في حين يمتد التعويض هنا‪ ،‬إلى التعويض المعنوي (االدبي) إلى جانب الضرر‬
‫المادي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وحدة المسؤولية المدنية‬

‫يرى هذا االتجاه أن المسؤوليتين العقدية والتقصيرية متحدة في السبب والنتيجة وال فرق في الطبيعة بينهما فكلتاهما جزاء لإلخالل بالتزام‬
‫سابق وهدف ها الحصول على التعويض ويرون أن الفوارق التي اعتمدها االتجاه األول " ازدواجية المسئوليتين" هي فقط فوراق ظاهرية‬
‫ثانوية‬

‫مؤيدات أنصار وحدة المسؤولية المدنية‬ ‫‪‬‬


‫من حيث األهلية‪ :‬في المسؤولية العقدية‪ :‬أهلية الرشد ليست شرطا فقط في المسؤولية العقدية بل هي شرط أكثر العقود حتى لو زالت‬ ‫‪-‬‬
‫أهليته بعد انعقاد العقد بقي ملتزما به وبقيت المسؤوليته‬
‫المسؤولية التقصيرية‪ :‬يعتبرون أن أهلية التمييز ليست شرطا‪ ،‬بل الغرض هي فقط شرط لتحقيق المسؤولية لو‬
‫ارتكب الخطأ‬

‫من حيث اإلثبات‪ :‬في المسؤولية العقدية والتقصيرية يقع عبء االثبات على " الدائن" في العقدية يجب عليه اثبات مصدر االلتزام‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بينما في المسؤولية التقصيرية ثابت بقوة القانون‪.‬‬
‫من حيث االرتباط بالنظام العام‪ :‬يرون ان العديد من االلتزامات التي مصدرها القانون ال ترتبط بالنظام العام‪ ،‬بل مرتبطة بالمصالح‬ ‫‪-‬‬
‫الخاصة (كالتزامات الجوار) بالمقابل هناك التزامات عقدية تتصل بالنظام العام ( كالتزام الناقل بسالمة المسافرين والبضائع)‬
‫من حيث اإل عذار من أجل الحصول على التعويض‪ :‬يرون ان اإلعذار ال يشترط كلما كان التزام المدين أو المسئول سلبيا باعتبار أن‬ ‫‪-‬‬
‫طبيعة االلتزام في المسؤولية التقصيرية يكون دائما سلبيا فالمتضرر ملزم بإعذار المسئول عن الضرر يعني أن اإلعذار ال يرتبط‬
‫بنوع المسؤولية بقدر ما يرتبط بنوع التزام المدين أو المسئول‪.‬‬
‫من حيث التقادم‪ :‬اعتبروه فرقا تنظيميا فقط‬ ‫‪-‬‬
‫من حيث التضامن‪ :‬يعتبرون أن الخطأ هو السبب في حصول الضرر لذلك وجب على كل شخص مسئول عن الضرر أن يلزم‬ ‫‪-‬‬
‫بالتضامن مع االخرين في تعويضه (المسؤولية التقصيرية)‬
‫عدم جواز الجمع بين المسؤوليتين العقدية والتقصيرية‬ ‫‪‬‬
‫االحتمال األول‪ :‬الجمع بين تعويضين (تعويض المسؤولية العقدية و تعويض المسؤولية التقصيرية) >= ال يمكن النه ال يجوز‬
‫التعويض عن ضرر واحد مرتين‬
‫االحتمال الثاني‪ :‬الجمع بين مزايا المسؤوليتين لالستفادة منها خاصة القواعد المتعلقة بالتضامن والتعويض عن الضرر المباشر‬
‫المتوقع وغير المتوقع (مسؤولية تقصيرية) وجمعها بمزايا المسؤولية العقدية كالتمسك بآجال التقادم الطويلة وعبء االثبات => غير‬
‫منطقي يتوجب رفع دعوى في إطارها القانوني بمزاياه وعيوبه‪.‬‬
‫االحتمال الثالث‪ :‬رفع دعوى ثانية بعد خسارة الدعوى األولى عمال بمبدأ حجية األمر المقضي به >= الجمع بين المسؤوليتين مسألة‬
‫مستبعدة فقها و قانونا و قضاء‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬إشكالية الخيار بين المسؤوليتين العقدية والتقصيرية‬

‫القضاء الفرنسي‪ :‬ال يجيز للطرف المتضرر االختيار بين الدعوى العقدية أو الدعوى التقصيرية ألن العقد شريعة المتعاقدين ‪ ،‬و المسؤولية‬
‫العقدية هي أصل العقد‪.‬‬

‫وقد جاز ذلك في حاالت معينة فقط‪ :‬حالة بطالن العقد – الحالة التي تكون فيها الدعوى المدنية تابعة للدعوى الجنائية‪ -‬حالة الغش والخطأ‬
‫الجسيم‪.‬‬

‫الفقه المصري‪ :‬رفض االختيار‬

‫القضاء المغربي‪ :‬شأنه شأن الفرنسي‪ ،‬رافضا فكرة الخيرة كلما كان االخالل بااللتزام تعاقدي‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬المسؤولية العقدية‬

‫تترتب المسؤولية العقدية حينما يمتنع المدين عن التنفيذ العيني لاللتزام (تنفيذ ما التزم به المدين) كان للدائن إجباره على تنفيذ التزامه مادام‬
‫ممكنا‪ ،‬وإن لم يكن ممكنا جاز له فسخ العقد والتعويض‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األركان الالزمة لقيام المسؤولية العقدية‬

‫المطلب االول‪ :‬الخطأ العقدي‬

‫كل عقد هو شريعة المتعاقيدن وإذا لم يتم تنفيذ االلتزام من احد االطراف يتحقق الخطأ العقدي في ذمة المدين‪ ،‬ويمكن أن يكون الخطأ عمدي أو‬
‫عن إهمال أو تقصير‬

‫أنواع الخطأ العقدي‬

‫‪ -1‬االلتزام بتحقيق غاية (تحقيق نتيجة)‪ :‬وعدم تحقيق هذه الغاية نكون امام خطا عقدي موجب للمسؤولية ما لم يثبت المدين تدخل عامل‬
‫اجنبي منعه‪.‬‬
‫‪ -2‬االلتزام ببذل العناية ( بوسيلة)‪ :‬اي بذل الجهد الكافي والعناية لتحقيق نتيجة معينة وهذا النوع ال يوجب المسؤولية في عدم تحقق‬
‫الغاية بل يوجبها إذا لم تبذل عناية كافية وحيطة في القيام بعمل لتحقيق نتيجة ( ال يعدك بالنتيجة لكنه يبذل عناية كعمل الطبيب‬
‫اوالمحامي مثال)‬

‫إثبات الخطأ العقدي‬

‫في االلتزام بتحقيق نتيجة‪ :‬يقع عبء االثبات على المدين ‪ ،‬اما الدائن عليه اثبات وجود عقد صحيح ملزم للمدين‪.‬‬

‫في االلتزام بتحقيق عناية (وسيلة)‪ :‬عبء االثبات على الدائن الذي يجب عليه اثبات التقصير واالهمال من جانب المدين ويمكن للمدين اخالء‬
‫مسؤوليته بإثباته تدخل عامل اجنبي (قوة قاهرة) منعه من التنفيذ العيني‪.‬‬

‫المسؤولية العقدية عن فعل الغير‬


‫يكون المدين مسئوال عن كل ضرر صادر من شخص اخر كلفه بتنفيذ التزاماته التعاقدية‪ ،‬فيكون مسئوال عن أخطائه تجاه الدائن (كالعقد من‬
‫الباطن ‪ :‬عقدين أول اصلي والثاني فرعي كالمقاول الذي يعهد بجزء من عمله الى مقاولين فرعيين)‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الضرر‬

‫حسب الفصل ‪ 264‬ق ل ع‪ :‬الضرر هو ما لحق الدائن من خسارة حقيقة و ما فاته من كسب متى كانا ناتجين مباشرة عن عدم الوفاء بااللتزام"‬

‫انواع الضرر‬

‫الضرر المادي‪ :‬يصيب الدائن في ماله أو سالمته الجسدية وهو ضرر ملموس ومحسوس‬

‫الضرر المعنوي (االدبي)‪ :‬الذي يصيب الدائن في كرامته أو شرفه أو عاطفته أو شعوره‬

‫شروط الضرر‬

‫ان يكون الضرر محققا‪ :‬ان يكون قد وقع فعال او وقعت اسبابه وستظهر اثاره في المستقبل يقينا‪ ،‬اما الضرر المحتمل ال يستحق عنه‬ ‫‪-1‬‬
‫الدائن التعويض‪ ،‬اما ما يسمى تفويت الفرصة فحسب المشرع لمغربي يعتبر ضررا محققا يجب عليه التعويض في اطار المسؤولية‬
‫التقصيرية‪.‬‬
‫ان يكون ال ضرر شخصيا‪ :‬الضرر الذي يصيب شخص الدائن سواء في جسمه او ذمته المالية او شعوره‪ ،‬والتعويض يكون ماليا‬ ‫‪-2‬‬
‫للدائن وفي حالة وفاته بعد رفعه دعوى ينتقل الحق الى ورثته‪.‬‬
‫ان يكون الضرر مباشرا‪ :‬حصول الضرر كنتيجة طبيعية مباشرة لعدم الوفاء بااللتزام او التأخر عن الوفاء به‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ان يكون الضرر متوقعا وقت ابرام العقد‪:‬يكون الضرر متوقع الحصول حالة عدم تنفي ذ االلتزام (وقت ابرام العقد) ويكون التعويض‬ ‫‪-4‬‬
‫حسب الضرر المتوقع اما غير المتوقع فال تعويض عنه اال في حالة الغش او الخطأ الجسيم والدائن هو من يتحمل عبء اثبات‬
‫الضرر وتوافر شروطه القانونية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬العالقة السببية بين الخطأ و الضرر‬

‫عالقة السببية هي الركن الثالث في المسؤولية العقدية والتقصيرية وهي ان يكون الضرر الحاصل نتيجة الخطأ المقترف من الطرف األخر‪،‬‬
‫ويكون لتعويض اما باالتفاق او يقرره القاضي بعد رفع الدعوى‪ ،‬الذي يراعي فيه الخسارة الالحقة للمتضرر ( الخسارة التي تلحق المتضرر)‬
‫والكسب الفائت ( ما حرم منه من جراء عدم تنفيذ االلتزام)‪ ،‬وال يجوز مساءلة المدين عن ضرر سببه ال يرجع اليه بل لقوة قاهرة او حادث‬
‫فجائي‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬حاالت انتفاء المسؤولية العقدية‬

‫حسب الفصل ‪ 261‬ق ل ع‪ " :‬ال محل ألي تعويض إذا أثبت المدين أن عدم الوفاء بااللتزام او التأخير فيه ناشئ عن سبب ال يمكن أن يعزى‬
‫اليه كالقوة القاهرة أو الحدث الفجائي أو مطل الدائن"‬

‫ويلزم لتحقق السبب االجنبي توافر شرطين‪:‬‬

‫‪ -1‬ان ال يكون للمدين يد فيه‪ ،‬ولم يستطع تفاديه ببذل الجهد المعقول‬
‫‪ -2‬ان يؤدي السبب االجنبي الى استحالة تنفيذ االلتزام كليا او جزئيا او استحالة الوفاء به في ميعاده‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االتفاق على تعديل احكام المسؤولية العقدية‬

‫يقصد به االتفاق الذي بموجبه يتنازل أحد طرفيه عما يستحقه من تعويض إذا ما أصابه ضرر من جراء إخالل الطرف االخر بااللتزام‬
‫المفروض عليه شرط عدم وجود خطأ جسيم أو تدليس‪ ،‬أما في المسؤولية التقصيرية ال يجوز ذلك الرتباط االحكام بالنظام العام‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬صور االتفاقات المعدلة المسؤولية‬

‫الفقرة االولى‪ :‬االتفاقات المشددة المسؤولية‬

‫تهدف هذه االتفاقات الى جعل هذه المسؤولية اقسى واشد من تلك التي تقررها القواعد العامة(كعقود البيع العادية وعقود االذعان‪ ،‬والعقود‬
‫االستهالكية) كذلك ك أن يتم االتفاق على توسيع نطاق المسؤولية ليشمل حتى حاالت عدم التنفيذ بسبب أجنبي‪ ،‬هي اتفاقات جائزة بصفة مطلقة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االتفاقات المخففة المعفية من المسؤولية‬

‫هي االتفاقات على تخفيض التعويض في مقدا ر الضرر الذي يصيب احد المتعاقدين بسبب عدم تنفيذ المتعاقد االخر اللتزاماته‪ ،‬وهي اتفاقات‬
‫كثيرة التداول كاشتراط التعويض المادي دون االدبي او العكس‪ ،‬او استبعاد المسؤولية بشكل نهائي ولصحة هذه االتفاقات يجب توفر شرطين‪:‬‬

‫‪ -1‬ان يكون الدائن على علم بمضمون الشرط‬


‫‪ -2‬ان ال يكون من الشروط المعفية من المسؤولية لها مساس بالصحة و السالمة العامة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬بعض حاالت عدم جواز االتفاق على تعديل احكام المسؤولية‬

‫حالة التدليس والخطأ الجسيم للطرف المدين‪ :‬لما في ذلك من مساس بالنظام العام الذي يفرض على الملتزمين حسن النية‪ ،‬فالغش‬ ‫‪-1‬‬
‫والتدليس يعبران عن سوء نية لذلك ال يجوز التخفيف من المسؤولية العقدية من الفعل العمد (الغش) وما يلحقه من خطأ جسيم (يبطل‬
‫شرط االعفاء من المسؤولية حال الغش او الخطأ الجسيم اذا كان صادرا من المدين نفسه اما اذا كان صادرا من اتباعه فان الشرط‬
‫يكون صحيحا)‪.‬‬
‫مسؤولية المنتج عن االضرار التي تسبب فيها منتجاته المعيبة‪ :‬النها تمس بالصحة والسالمة العامة وهناك صعوبتان في مثل هذه‬ ‫‪-2‬‬
‫الحاالت لقبول شرط االعفاء ‪ :‬احتمالية كون الدائن لم يرَ هذا الشرط – اعتبار الشرط شرط إذعان تعسفي يمكن للقاضي ان يبطله‪.‬‬
‫مسؤولية الدائن عن الشيء المرهون‪ :‬يحب عليه المحافظة عليه كما يحافظ على امالكه وكل شرط يعفيه من المسؤولية يعتبر عديم‬ ‫‪-3‬‬
‫االثر‪.‬‬
‫مسؤولية أصحاب النزل والفنادق والدور عن امتعة النزالء‪ :‬في حالة السرقة او اتالف االمتعة‬ ‫‪-4‬‬
‫مسؤولية المهندس المعماري ومقاول البناء‪ :‬شدد المشرع مسؤوليتهم على أعمالهم التي سببت ضررا للطرف االخر‪ ،‬خصوصا في‬ ‫‪-5‬‬
‫العشر سنوات الموالية لتمام االشغال وهو ما يعرف بالضمان العشري‪ ،‬وكل شرط يعفيهم من المسؤولية خالل هذه الفترة يعتبر عديم‬
‫االثر‬

‫الفصل الثاني‪ :‬المسؤولية التقصيرية‬

‫تنتج عن عمل غير مشروع يقوم به الشخص عمدا (جريمة) او غير عمد (شبه جريمة) ما ينتح عنه التزام الشخص بتعويض الضرر الذي‬
‫تسبب فيه‪ ،‬وهو التزام غير ارادي الن الشخص المرتكب للفعل المضر لم يكن يريد انشاء التزام بالتعويض وحسب المشرع المغربي‬
‫فللمسؤولية التقصيرية احكام هي‪:‬‬

‫المبحث االول‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن الفعل الشخصي‬

‫اي مسؤولية الشخص عن فعله الذي تسبب في الضرر دون تدخل شخص اخر او شيء او حيوان‬

‫ولقيام هذه المسؤولية البد من توفر ‪ 3‬اركان‪ :‬الخطأ – الضرر – العالقة السببية بين الخطأ والضرر‬

‫المطلب االول‪ :‬ركن الخطأ‬

‫الخطأ‪ :‬حسب الفصل ‪ 71‬ق ل ع " هو ترك ما كان يجب فعله‪ ،‬او فعل ما كان يجب االمساك عنه‪ ،‬وذلك من غير قصد إلحداث الضرر"‬
‫ويقدر الخطأ بمقارنه سلوك الشخص المنحرف بسلوك الشخص العادي من طائفة مرتكب الخطأ ( لو كان سائقا يتم مقارنته بالشخص العادي‬
‫السائق)‬

‫انواع الخطأ‬

‫‪ -1‬الخطا العمدي والخطأ غير العمدي‪:‬‬


‫‪ ‬الخطأ العمدي‪ :‬حسب الفصل ‪ 77‬ق ل ع‪ " :‬كل فعل ارتكبه االنسان عن بينة و اختيار‪ ،‬ومن غير ان يسمح له القانون‪ ،‬فأحدث‬
‫ضررا ماديا أو معنويا للغير‪ ،‬ألزم مرتكبه بتعويض هذا الضرر‪ ،‬إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول الضرر وكل‬
‫شرط مخالف لذلك يعتبر عديم االثر"‬
‫‪ ‬الخطأ غير العمدي‪ :‬يصفه قانون ل ع بشبه الجريمة‪ ،‬وحسب الفصل ‪ 71‬منه‪ ":‬كل شخص مسئول عن الضرر المعنوي او المادي‬
‫الذي احدثه ال بفعله فقط‪ ،‬ولكن بخطئه ايضا‪ ،‬وذلك عندما يثبت ان هذا الخطأ هو السبب المباشر في ذلك الضرر وكل شرط مخالف‬
‫لذلك يكون عديم االثر"‬
‫← للمضرور حق طلب التعويض في كلتا الحالتين‪ ،‬خاصة الخطأ العمدي الذي يركز عليه القاضي اكثر في تقدير التعويض نظرا لعامل‬
‫سوء النية‪.‬‬

‫‪ -2‬الخطأ السلبي و الخطا االيجابي‬


‫‪ ‬الخطأ السلبي‪ :‬هو ترك وامتناع عن كل ما كان يجب على الشخص فعله لتفادي ضرر معين قد يصيب الغير (من يحفر‬
‫حفرة لغرض معين ويهمل االشارة اليها فيسقط شخص ويسبب له الضرر)‬
‫‪ ‬الخطأ االيجابي‪ :‬اتيان فعل مادي ضار ينهى عنه القانون او نظام التعايش االجتماعي حماية وصيانة لحقوق الغير‪ ،‬وبما‬
‫انه فعل مادي يساعد القضاء على تحديده وتكييف طبيعته القانونية بسهولة عكس الخطأ السلبي‬

‫درجات الخطأ‬

‫الخطأ غير المغتفر‪ :‬عرفه قرار محكمة النقض الفرنسية سنة ‪ " 1441‬خطأ ذو جسامة استثنائية ناتج عن فعل او امتناع ارادي‪ ،‬مع‬ ‫‪-1‬‬
‫ادراك الفاعل لخطورة هذا الفعل او االمتناع او انعدام اي سبب يبرره‪ ،‬و يتميز عن الخطأ العمدي بانتفاء عنصر القصد فيه" وهو‬
‫أقل خطورة من الخطأ العمدي وأشد خطورة من الخطأ الجسيم‪،‬‬
‫الخطأ الجسيم‪ :‬هو خطأ اإلهمال وهو خطا غير إرادي ال يتوفر على عنصر سوء النية رغم ذلك فإن قانون الشغل يعطي الحق لرب‬ ‫‪-2‬‬
‫العمل في فصل االجير المرتكب لخطأ جسيم‬
‫الخطأ اليسير‪ :‬هو خطأ يتجنبه الشخص المعتاد في حرصه ويقظته (الشخص المعتاد هو الرشيد المتوسط الذكاء والفطنة) اي الخطأ‬ ‫‪-3‬‬
‫الذي ال يقع فيه الشخص العادي النه ال يتطلب تجنبه ذكاء او قدرة خارقة والمشرع المغربي يأخذ به ويعتبره كافيا لقيام مسؤولية‬
‫الطبيب شرط ان يكون واضحا وال يمكن ان يقع من طبيب عادي لو وجد في نفس الظروف الخارجية التي جد فيها الطبيب المدعى‬
‫عليه‪.‬‬
‫الخطأ اليسير جدا(الخطأ التافه)‪ :‬هو خطأ يقع بقدر طفيف من اإلهمال وعدم االنتباه وال يقترفه رجل حريص مفرط الحزم‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫أركان الخطأ‬

‫‪ -1‬الركن المادي( التعدي)‪ :‬سلوك او فعل منحرف يقع من الشخص في تصرفه مجاوزا الحدود التي يجب عليه التزامها قانونا (الضرب‬
‫القتل السرقة) او ما يفرضه نظام التعايش االجتماعي التي تلزم الشخص باحترام حقوق االخرين واالمتناع عن االضرار بهم والتي‬
‫يقاس فيها سلوك الشخص المنحرف على سلوك شخص عادي متوسط الذكاء‪ ،‬والطرف المتضرر يقع عليه عبء االثبات واال انتفت‬
‫المسؤولية عن المخطئ‪.‬‬
‫‪ -2‬الركن المعنوي (االدراك او التمييز)‪ :‬التمييز السبب الذي تقوم عليه المسؤولية وال تقوم اال بتوفره‪ ،‬حسب الفصل ‪ 46‬ق ل ع‪":‬‬
‫القاصر عديم التمييز ال يسأل مدنيا عن الضرر الحاصل بفعله‪ ،‬ويطبق نفس الحكم على فاقد العقل بالنسبة لألفعال الحاصلة في حالة‬
‫جنونه وبالعكس من ذلك يسأل القاصر عن الصرر الحاصل بفعله اذا كان له من التمييز الدرجة الالزمة لتقدير نتائج أعمااله" كذلك‬
‫الفقدان االرادي للعقل ال يعفي من المسؤولية (السكر‪ ،‬المخدرت)‪ ،‬اما الشخص المعنوي (الشركات البلديات‪ )..‬مسؤولة عن االضرار‬
‫التي يتسبب فيها طاقمها البشري‪.‬‬

‫حاالت انتفاء المسؤولية مع توافر الخطأ‬

‫حالة الدفاع الشرعي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫حسب ف ‪ 45‬ق ل ع‪ " :‬ال محل للمسؤولية المدنية في حالة الدفاع الشرعي او اذا كان الضرر قد نتج عن حدث فجائي او قوة قاهرة او‬
‫يصطحبها فعل يؤاخذ به المدعى عليه‪ ،‬وحالة الدفاع الشرعي تلك التي يجبر فيها الشخص على العمل لدفع اعتداء حال غير مشروع موجه‬
‫لنفسه او ماله او لنفس غيره او لماله"‬

‫شروط حالة الدفاع الشرعي‪:‬‬

‫‪ )1‬وجود خطر اعتداء حال‪ :‬اي وقوع االعتداء فعال وان يكون وشيك الوقوع‪ ،‬ويكون هناك خطر حقيقي يهدد الشخص وال توجد طريقة‬
‫لالفالت غير المواجهة‬
‫‪ )2‬ان يكون االعتداء على النفس أو المال‪ :‬نفس المعتدى عليه او ماله‪ ،‬أو نفس غيره وماله‪ ،‬وتدخل كرامة الشخص وشعوره ضمن‬
‫النفس‬
‫‪ )3‬ان يكون الخطر الحال عمل غير مشروع‪ :‬ان يكون االعتداء الذي تعرض له غير مشروع ( وليس كحالة الشرطة التي تلقي القبض‬
‫على مجرم فيتعدى عليها مبررا ذلك بالدفاع الشرعي فعملها مشروع)‬
‫‪ )4‬ان يكون الدفاع متناسب مع خطورة االعتداء‪ :‬اي بالقدر الذي يتناسب مع االعتداء دون افراط لكي ال يصبح بدوره معتديا‪.‬‬

‫‪ -2‬حالة الضرورة‬

‫اضطرار الشخص الى ارتكاب فعل يترتب عليه ضرر أخف للغير لتفادي ارتكاب فعل يترتب عليه ضرر اكبر له او لغيره كأن يصطدم سائق‬
‫بمحل تجاري او منزل تفاديا لالصطدام بالمارة فالنفس اولى من المال بالحماية‬

‫شروط حالة الضرورة‪:‬‬

‫‪ )1‬وجود خطر حال يهدد المضطر في نفسه أو ماله او الغير في نفسه اوماله‬
‫‪ )2‬ان يكون مصدر الخطر أجنبيا عن مرتكب فعل الضرورة وعن من وقع عليه و اال كان مسئوال‬
‫‪ )3‬ان يكون الضرر الذي حاول المضطر تفاديه اكبر واشد من الضرر الذي تسبب فيه وال يساويه النه سيعتبر مسئوال كذلك‬

‫‪ -3‬حالة تنفيذ أوامر القانون و اوامر السلطة الشرعية‪:‬‬

‫تنفيذ اوامر القانون أو السلطة الشرعية التي لها صالحية إصدارها حتى لو ترتب عنها ضرر بالغير‪ ،‬المتسبب في الضرر يعفى من المسؤولية‬

‫شروطها‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬ان يكون مصدر االمر القانون او سلطة شرعية واجب اتباعها‬
‫‪ -‬ان يكون االمر (الذي يسبب ضررا للغير) مشروعا‪ ،‬اما اذا كان غير مشروع فانه ال يجب اتباعه حتى لو صدر من رئيس مأمور‬
‫أو سلطة شرعية‬
‫‪ -‬ان يراعي المنفذ في عمله الحيطة والحذر وان يلتزم بما يفرضه القانون و امر السلطة الشرعية دون تعسف او زيادة‬

‫‪ -4‬حالة رضى المتضرر بحصول الضرر‬

‫كالمريض الذي يأذن للطبيب باجراء عملية جراحية خطيرة والمالكم الذي يصيب خصمه رغم مراعاة قواعد اللعبة‪ ،‬ويتم إعمال هذه الحالة في‬
‫نطاق ضيق ضمن شرطين‪:‬‬

‫أن يكون المتضرر كامل االهلية‪ ،‬و ان يكون رضاه صحيحا خاليا من العيوب (الغلط التدليس او االكراه)‬ ‫‪-‬‬
‫ان يكون الضرر مشر وعا غير مخالف للقانون والنظام العام ( كان يأذن شخص الخر بإزهاق روحه)‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الضرر‬

‫الضرر‪ :‬حسب الفصل ‪ 41‬ق ل ع‪ " :‬الخسارة التي لحقت المدعي فعال والمصروفات الضرورية التي اضطر او سيضطر إلى إنفاقها إلصالح‬
‫نتائج الفعل الذي ارتكب أضرارا به‪ ،‬وكذلك ما حرم من نفع في دائرة الحدود العادية لنتائج هذا الفعل"‬

‫انواع الضرر‬

‫‪ -1‬الضرر المادي‪ :‬يصي ب الشخص في ذمته المالية فيفقرها كالمس بحق من حقوقه العينية األصلية ( حق الملكية حق االنتفاع حق االرتفاق) و‬
‫التبعية ( الرهون‪ ،‬االمتيازات) او يحق شخصي له ( الكراء‪ ،‬الدائنية) والضرر الذي يصيب السالمة الجسدية (عجز كلي او جزئي عن العمل)‬
‫ويشمل كذلك مس الحقوق المتعلقة بالحرية الشخصية‪( ،‬حرية العمل حرية الرأي ) اذا ترتب عليه خسارة مالية‬

‫‪ -2‬الضرر المعنوي (األدبي)‪ :‬الضرر الذي يصيب الشخص في مصلحة غير مالية (كالشرف‪ ،‬السمعة‪ ،‬الكرامة)‬

‫شروط الضرر‬

‫‪ )1‬ان يكون الضرر محققا‪ :‬قد وقع فعال ( حاال) او مؤكدا الحصول في المستقبل اما الضرر االحتمالي الوقوع ال يستحق التعويض حتى‬
‫يتحقق فعال وقامت العالقة السببية بينه وبين الخطأ‪.‬‬
‫‪ )2‬ان ي كون الضرر مباشرا ضرورة وجود عالقة مباشرة بين الخطأ والضرر‪ ،‬اما إذا تداخلت اسباب اخرى مع الخطأ يمكن للمسؤولية‬
‫ان تخفف او تنتفى‪.‬‬
‫‪ )3‬ان يكون الضرر شخصيا‪ :‬في شخص المضرور حيث ان المطالبة بالتعويض حق مكفول بصفته الشخصية وال يحق التقاضي إال‬
‫ممن كانت له المصلحة في ذلك‪ ،‬ويمكن ان يشمل المطالبة بالتعويض الشخاص تربطهم بالمتضرر عالقة قانونية (قرابة)‪.‬‬
‫‪ )4‬ان يقع الضرر على مصلحة مشروعة‪ :‬اي ال تتنافي مع القانون و االداب العامة اما المصلحة غير المشروعة ال يعتد بها‬

‫المطلب الثالث‪ :‬العالقة السببية بين الخطأ والضرر‬

‫وهي ركن ثالث الى جانب الخطأ والضرر وهي تفيد وجود عالقة مباشرة بين الخطأ الذي ارتكبه المسئول والضرر الذي اصاب المضرور‪ ،‬فقد‬
‫يقوم الخطأ والضرر دون ان تكون هناك عالقة سببية فال تتحقق المسؤولية‪ ،‬وال يستحق التعويض‪ ،‬ويرجع للقاضي امر تحديد وجود العالقة‬
‫السببية‪ ،‬بعد ان يتم إثباتها من المدعي في حين يكون على المدعى عليه اثبات السبب االجنبي الذي سبب الضرر ليدفع عنه المسؤولية‪.‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬السببية وفقا للنظريات الفقهية‬

‫ظهرت هذه النظريات لتحديد السببية في حالة تداخل مجموعة من العوامل واألسباب في إحداث الضرر الى جانب المسئول‬

‫‪ -1‬معيار السببية وفقا لنظرية تعادل االسباب‬

‫يرى فقهاء هذا االتجاه ان كل العوامل التي تداخلت في احداث الضرر متساوية ومتعادلة في حصول الضرر رغم ذلك تعتبر ان خطأ المسئول‬
‫هو السبب في حدوث الضرر‬

‫← انتقدت هذه النظرية ألنها تناقض مبدأ لتعادل الطي تقوم عليه وتحمل النتيجة كلها للمسئول‬

‫‪ -2‬معيار السببية وفقا لنظرية السبب المنتج‬

‫هذه النظرية ال تساوي بين العوامل المتداخلة لحصول الضرر‪ ،‬وتركز على السبب الذي يتوفر على االمكانية الموضوعية للنتيجة وتعطي‬
‫للقاضي حرية واسعة في اختيار السبب المنتج للضرر‪ ،‬وال تأخذ بعين االعتبار كل االسباب‬

‫← انتقدت لعدم تحديدها المعايير التي من الممكن االستناد عليها في انتقاء السبب الذي ادى الى الضرر دون االسباب االخرى رغم ان هذه‬
‫العوامل كلها تكون قد ساهمت بشكل او بأخر في النتيجة‬

‫‪ -3‬موقف المشرع المغربي من النظريتين‬

‫يميل إلى االخذ بنظرية السبب المنتج‪ ،‬و يقر بتعويض الضرر متى ثبت ان ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول الضرر‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬نفي العالقة السببية‪:‬‬

‫تنفى العالقة السببية اذا اثبت المدعى عليه انقطاع عالقة خطئه بالضرر بسبب اجنبي (القوة القاهرة والحادث الفجائي‪ -‬خطا المضرور – خطأ‬
‫الغير)‬

‫‪ -1‬القوة القاهرة والحادث الفجائي‪ :‬حسب ف ‪" 45‬ال محل للمسؤولية المدنية في حالة الدفاع الشرعي او إذا كان الضرر قد نتج عن حدث‬
‫فجائي او قوة قاهرة لم يسبقها او يصطحبها فعل يؤاخذ به المدعى عليه"‬

‫وعرف القوة القاهرة ف ‪ 264‬ق ل ع " كل أمر ال يستطيع االنسان ان يتوقعه كال ظواهر الطبيعية و غارات العدو‪ ،‬وفعل السلطة‪ ،‬ويكون من‬
‫شأنه ان يجعل تنفيذ االلتزام مستحيال"‬

‫شروط القوة القاهرة والحادث الفجائي‪:‬‬

‫‪ )1‬ان يكون الحادث غير ممكن التوقع‪ :‬والمستبعد حصولها‪ ،‬اما اذا كان متوقعا فهذا ال ينفي المسؤولية ويختلف شرط عدم التوقع في‬
‫المسؤولية ا لعقدية عن المسؤولية التقصيرية ففي العقدية يشترط عدم التوقع فقط وقت ابرام العقد‪ ،‬اما توقعه بعد ابرامه يعفي من‬
‫المسؤولية‪ ،‬اما في التقصيرية فال يعتد بالقوة القاهرة اال اذا كان الحادث غير ممكن التوقع اصال وقت وقوعه‪.‬‬
‫‪ )2‬ان يكون الحادث غير ممكن دفعه‪ :‬يكون فوق طاقة االنسان في مواجهته وتفاديه ما يجعل تنفيذ االلتزام امرا مستحيال (فإذا كان غير‬
‫متوقع ولكن ممكن دفعه انتفت القوة القاهرة)‬

‫‪ -2‬خطأ المضرور‬

‫هو من االسباب االجنبية المعفية من المسؤولية‪ ،‬و يكون إما فعال او تركا غير مشروع يسبب للدائن ضررا‪ ،‬ويخضع لنفس المبادئ التي‬
‫يخضع لها خطأ المتسبب في الضرر‪.‬ويجب على المدعى عليه اثبات العالقة السببية ليدفع عنه المسؤولية ولكنه غالبا ما يكون خطأ ً مشتركا‬
‫تخول للقاضي السلطة التقديرية ويوزع المسؤولية حسب ما يراه من انحراف في سلوك الطرفين‬

‫تجدر االشارة ان المشرع المغربي لم يشر صراحة عنها لكنه اعتبره سببا لالعفاء في بعض صور المسؤولية التقصيرية كمسؤولية حارس‬
‫الحيوان او حارس الشيء‪ ،‬اما المسؤولية العقدية نص صراحة في ف ‪ 261‬واعتبر مطل الدائن (المتضرر) سببا العفاء الطرف االخر‪.‬‬

‫‪ -3‬خطأ الغير‬

‫الغير هو شخص اجنبي عن الفاعل والمضرور وهو يعفي مسؤولية ا لملتزم اذا كان هذا الغير السبب الوحيد في احداث الضرر وفي حالة‬
‫اشتراكهم (تعدد المسئولين) في الضرر يتحمل الغير كذلك نصيبه من المسؤولية حسب نسبة خطأ كل منهما حيث يتضامنون في تعويض‬
‫المتضرر ‪ ،‬وفي حالة تعسر احدهم عن االداء يؤدي عنه احدهم مع حفظ حقه في الرجوع اليه‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬آثار المسؤولية‬

‫التعويض هو الجزاء المدني المترتب عن ثبوت المسؤولية حيث يلجأ المتضرر للمحكمة ويرفع دعواه ضد المسئول عن الضرر‬

‫اطراف دعوى المسؤولية‬

‫المدعى‪ :‬المتضرر‪ ،‬اصابه ضرر من خطأ المدعى عليه يطالب به اما شخصيا او بواسطة وكيل او بالنيابة ( ولي‪ ،‬وصي‪ ،‬مقدم) وال يحق لغير‬
‫المضرور طلب التعويض النتفاء شرطي التقاضي‪ :‬المصلحة والصفة‪ ،‬ويمكن ان ينتقل الحق الى الخلف العام (الورثة) ويمكن ان يتعدد‬
‫المضرورين من الخطأ الواحد وبالتالي كل واحد منهم يرفع دعواه مستقلة ويقدر القاضي قدر التعويض‪.‬‬

‫المدعى عليه‪ :‬الشخص المسئول عن حصول الضرر بصفة شخصية او مسئوال عن الغير او عن الشيء الذي تحت حراسته الذي تسبب في‬
‫الضرر‪ ،‬وفي حالة وفاته يتكلف ورثته في اداء التعويض (يعتبر دين) حتى لو توفي قبل رفع الدعوى عليه‪ ،‬ويمكن التضامن في االداء حالة‬
‫تعدد المسئولين‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عبء االثبات في دعوى المسؤولية‬

‫البينة على من ادعى وهنا يكون عبء االثبات على المدعي بكل وسائل االثبات كالبينة والقرائن واثبات الضرر والعالقة السببية‪ ،‬في حين يمكن‬
‫للمدعى عليه ال تحلل من المسؤولية بدحض قرينة المدعي‪ ،‬لو أثبت ان الضرر ال يرجع الى خطئه بل لسبب اجنبي او قوة قاهرة او من طرف‬
‫المضرور‪ ،‬ويترك االمر لسلطة القاضي التقديرية‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬موضوع دعوى المسؤولية‬

‫موضوعها " الحصول على التعويض " لجبر الضرر المترتب عن الفعل الضار وقد يكون التعويض اما‪:‬‬

‫تعويض عيني‪ :‬إجبار المدعى عليه على تنفيذ ما التزم به مادام ذلك ممكنا‪ ،‬جزئيا او كليا وإذا لم يكن ممكنا وجب للدائن فسخ العقد وله الحق في‬
‫التعويض في الحالتين‪ ،‬والقاضي غير ملزم بالحكم بالتنفيذ العيني ولكن فقط اذا كان ذلك ممكنا او طالب به الدائن او المدين‬

‫اما في المسؤولية التقصيرية ال يتصور الحكم بالتعويض العيني اال في حاالت نادرة‪.،‬‬

‫تعويض نقدي ‪ :‬مبلغ مالي يقدم للمدعي لجبر الضرر سواء المادي منه او المعنوي او هما معا شرط ان يكون متعادال مع الضرر وفي حالة‬
‫تقاعسه في الوفاء يتم التنفيذ مباشرة عل ى اموال المدعى عليه ويمكن ان يكون دفعة واحدة او على مرتب مدى الحياة‬

‫تعويض غير نقدي‪ :‬كدعاوى السب والقذف يجوز للقاضي مثال ان يأمر كتعويض‪ ،‬نشر الحكم القاضي بإدانة المدعى عليه في الجرائد او نشر‬
‫نفي او اعتذار‬

You might also like