Professional Documents
Culture Documents
I R Rig Internet
I R Rig Internet
تقـديم
إن ما تمثله الموارد المائية من أهمية محورية للزراعة العربية ،وبخاصة على ضوء الن درة النس بية
لهذه الموارد ،إنما يدعو إلى توجيه االهتمام المناسب للتحليل والدراسة والبحث في كافة القض ايا والج وانب
التي من شأنها أن تساهم في تنمية وصيانة تلك الموارد ،وتحقيق أقصى مستويات ممكنة من الترشيد وكفاءة
االستخدام .
إن من أعظم التحديات التي تواجه المنطقة العربية هو وقوعها في أكثر مناطق العالم جفافًا ،مما
أدى إلى تدني مصادرها المائية ،فبكل المقاييس العالمية تعتبر المنطقة العربية األقل نص يبًا من المي اه .من
جهة أخرى فإن هذا المناخ قد فرض واقعًا حتميًا يتمثل في ت دني نس بة األراضي ال تي يمكن اس تزراعها
باألمطار ،وبالرغم من أن جملة هطول األمطار على المنطقة العربية تقدر بحوالي 2282مليار م تر مكعب
سنويًا إال أن %18فقط من األراضي العربية والتي تزيد فيها مع دالت الهط ول عن 300ملم هى المؤهلة
لزراعات مطرية ،مما يعني حتمية الري بباقي األراضي لضمان زراعة مستقرة.
لقد قامت المنظمة العربية للتنمية الزراعية خالل السنوات الماضية بدراسات وأنشطة مختلفة في
وير مجال حسن وترشيد استخدام المياه في الزراعة المروية شملت تعزيز استخدام طرق الري الحديثة وتط
الري الحقلي واستخدام الرصد الجوي الزراعي في رفع كفاءة االستخدام .
من خالل هذه الدراسة تواصل المنظمة جهودها في هذا المجال بتسليط الضوء على موقف
الري السطحي والصرف بالدول العربية ،حيث أن ما نسبته %85من األراضي المروية تستخدم هذا النظام
الذي يتسم بتدني كفاءته ،وقد أوضحت الدراسات السابقة للمنظمة بأن كفاءة ال ري الس طحي الكلية بال دول
العربية هى أقل من %40مما يعني فواقد مائية سنوية تقدر بحوالي 91مليار متر مكعب.
إن معظم مشاريع الري القائمة حاليًا في الوطن العربي قد شيدت في حقبة زمنية لم يتم فيها
التقدير المناسب لندرة المياه ،كما أن هذه المشاريع لم تشهد التطور والتحديث وإعادة التأهيل الالزمة لمواكبة
التقنيات الحديثة ومواجهة ما يكتنفها من تحديات ومشاكل ومعوقات بسبب ندرة المياه .
ولهذه األسباب مجتمعة فقد برز اتجاه قوي في الدول العربية بتحويل الري السطحي إلى ري حديث ،
إال أنه نسبة إلتساع هـذا االسلوب وارتفـاع تكلفة التمويل وتفتت مساحات الحيازات الزراعية فقـد تكـون
ري هناك صعوبات فنية واقتصادية واجتماعية للقيام بالتحويل الكامل من نظام الري السطحي إلى طرق ال
الحديثة ،لهذا فقد ارتأت المنظمة العربية للتنمية الزراعية أن تقوم بإعداد دراسة سبل تطوير الري الس طحي
والصرف في الدول العربية .
أوضحت الدراسة أن هناك امكانيات حقيقية ومتاحة للتطوير ورفع كف اءة اس تخدام المي اه بإدخ ال
األساليب الحديثة والمتطورة في نقل وتوزيع المياه ورصد ومتابعة والتحكم في عمليات الري الحقلي ،إضافة
إلى إمكانية أتمتة جوانب عديدة من شبكة الري والصرف .
لقد إستعانت المنظمة في إعداد هذه الدراسة بنخبة من الخبراء العرب المتميزين منهم من كلف بإع داد
دراسات حاالت الري لبعض الدول ومنهم من أنيطت بهم إعداد هذه الدراسة الشاملة .
ذه الدراسة والمنظمة تقدر وتشيد بهذه الجهود العربية لخدمة قضية عربية ملحة ،وترجو أن تكون ه
مساهمة منها في مجال تطوير هذا القطاع الهام في الدول العربية .
المحتـويات
المحتويات
رقم الصفحة
1 تقديم
4 المحتويات
7 ملخص الدراسة
111 الباب الرابع :الرؤية العربية المستقبلية لتطوير الري السطحي والصرف :
111 4-1خلفية
112 4-2أهمية االستراتيجية العربية لتطوير الري السطحي والصرف
4-3أهداف استراتيجية تطوير وتحسين اداء الري الس طحي والص رف في ال دول
113 العربية
114 4-4محاور االستراتيجية العربية لتطوير الري السطحي والصرف
136 المراجع
139 الملخص االنجليزي
145 الملخص الفرنسي
152 فريق الدراسة
ملخص الدراسـة
ملخص الدراسة
تكوّن دراسة سبل تطوير الري السطحي والصرف في الدول العربية إحدى أنشطة المنظمة العربية
للتنمية الزراعية ضمن خطة عملها لعام 2002في مجال الموارد الطبيعية والبيئة .
تهدف هذه الدراسة إلى مواجهة التحديات ال تي تجابه الزراعة العربية ،حيث يعت بر االس تخدام
الواسع للري السطحي فـي الزراعة المروية العربية تحديًا كبيرًا لهذا القطاع الهام في االقتصاد العربي.
يتمدد الري السطحي على ما يربو من %85من األراضي المروية بالوطن العربي ويرجع انش اء
بعض مشاريع الري السطحي إلى سنوات عديدة خلت ،حيث كانت ه ذه الس بل هى األفضل ،كما أنشئ
بعضها حديثًا بسبب انخفاض تكاليف انشاءها مقارنة بالطرق الحديثة للري .
تتسم هذه الطرق التقليدية للري بتدني كفاءة استخدام المياه وبالتالي فهناك فواقد مائية كبيرة ق درت
في دراسات سابقة للمنظمة بحوالي 91مليار متر مكعب سنويًا على نطاق ال دول العربية ،كما ان العديد
من هذه األراضي المروية تواجه مشاكل صرف زراعي تحد من انتاجيتها .
ري الحديثة ذات ولمواجهة هذه المشكلة فقد تزايدت توجهات الدول العربية نحو استخدام طرق ال
الكفاءة األعلى في استخدام المياه وخاصة في المش اريع الجدي دة .ولكن هن اك ص عوبات مالية وفنية
واجتماعية في تحويل الري السطحي بالدول العربية إلى ري حديث نس بة إلتس اع الرقعة المروية وتفتت
الحيازات ومستوى المزارع الذهني والمادي الذي قد ال يستوعب بسهولة طرق الري الحديثة .
لذلك فان الخيار اآلخر هو العمل على رفع كفاءة هذه الطرق بادخال ما يمكن من تطوير وتحس ين
في مجال الري والصرف .
ومن هذا المنطلق تأتي أهمية اعداد دراسة الستعراض سبل تطوير هذه النظم التقليدية دون الحاجة
الستبدالها إلى ري حديث من أجل ترشيد استخدام المياه ،هذه المادة النادرة في المنطقة العربية ،والعمـل
على زيادة العوائـد وتحسين اقتصاديات المشاريع التي تستخدم الري السطحي بالدول العربية.
ولهذا فقد ارتأت المنظمة العربية للتنمية الزراعية تضمين خطة عملها لع ام 2002اع داد دراسة
استطالعية حول سبل تطوير الري السطحي والصرف علها تكون مرشدًا للدول العربية في هذا المج ال،
وقد حددت أهداف هذه الدراسة على النحو التالي :
-إنشاء قاعدة معلومات حديثة ودقيقة عن الري السطحي والصرف بالدول العربية .
-تحديد سبل ومجاالت تطوير الري السطحي والصرف في الدول العربية .
-نشر الخبرات والمعارف والتجارب العربية والعالمية الناجحة في مجال تطوير الري الس طحي
والصرف لتعميم الفائدة بين الدول العربية .
-تعزيز التعاون والتنسيق العربي في مجال تطوير الري السطحي والصرف .
ومن أجل اثراء الدراسة بتوفير معلومات وبيانات وبرامج حديثة لتطوير الري السطحي في ال دول
العربية فقد اختارت المنظمة سبعة دول ذات تجربة عريضة في مجال ال ري الس طحي ،وهى األردن –
5 املنظمة العربية للتنمية الزراعية
دراسة سبل تطوير الري السطحي والصرف يف الدول العربية
الجزائر– السودان– سوريا – الع راق – مصر – المغ رب ،وكلفت خ براء من ذوي المعرفة والدراية
والخبرة من هذه الدول العداد دراسة حاالت لتطوير سبل الري السطحي بها .كما تم تكليف فريق ع ربي
العداد هذه الدراسة االستطالعية الشاملة لسبل تطوير الري السطحي والصرف في الدول العربية.
تقع هذه الدراسة في أربعة أبواب حيث أهتم الباب األول بأهمية تطوير الري السطحي والصرف في
الدول العربية .
وقد تم توضيح التفاوت الكبير في معدالت الهطول المطري في المنطقة العربية والتذبذب من موسم
إلى موسم ،مما يقلل من االعتماد عليها ،وخلص إلى أن من جملة حجم الهط ول المط ري على ال دول
العربية والذي يبلغ حوالى 2283مليار متر مكعب في السنة ،بينما المساحة الصالحة للزراعة المطرية ال
تتعدى %18من جملة مساحة الدول العربية ،وهى االراضي ذات معدالت هطول تزيد عن 300ملم في
السنة وهى المؤهلة الستدامة الزراعة المطرية والمناطق األساسية النتاج الغذاء في الدول العربية .
ومن هذا المنطلق تبرز أهمية الري في الدول العربية لتأمين الغذاء والكساء وتوفير قاعدة اقتصادية
قوية .
استعرض الباب أيضًا األهمية النسبية للزراعة المروية في الدول العربية وأوضح أنها تتف اوت بين
ومال %100في دول مثل جيبوتي حيث ال توجد زراعات مطرية إلى حوالي %4.7في دول مثل الص
حيث االعتماد األكبر على الزراعة المطرية .وتش ير التحليالت ب أن متوسط األهمية النس بية للزراعة
والي 69 المروية في الدول العربية هىفي حدود %22.0إذ أن جملة األراضي المزروعة فيها تبلغ ح
مليون هكتار منها 15مليون هكتار مروية .
ان هذا السرد حول ضرورة الري باالضافة إلى اإلنتاجية العالية للزراعة المروية مقارنة بالزراعة
المطرية وثبات هذه اإلنتاجية يوضح بجالء األهمية النسبية الكبرى للزراعة المروية العربية .
كما تطرق الباب ألساليب الري السطحي السائدة في الدول العربية وبين أن التعريف الع ام لل ري
السطحي هو االغمار الكلي أو الجزئي لألرض بالمياه لتوفير حاجة المحاصيل الزراعية ،وانطالقًا من هذا
المفهوم فان أساليب الري السطحي في الدول العربية شملت ما يلي :
ـ :وهـو األكثر انتشارًا في مصر والسودان والع راق وخاصة عند مص بات
* الري الفيضي
األنهر الموسمية حيث يغمر الفيضان السهول المنخفضة والتي يتم زراعتها
بعد انحسار الفيضان .
ـ :وهو تقسيم األراضى إلى شرائح مسطحة او منحدر يكون انحداره منتظمًا أو
* الري بالشرائح
شرائح توجه فيها المياه للجزء األعلى من الشريحة ثم تنح در على ب اقي
األرض حسب االنحدار الطبيعي لألرض .
* الري باألحواض :وهو األكثر انتشارًا في العالم العربي حيث توزع األرض على أحواض تمأل
بالماء ،ولذلك فالبد أن يكون كل حوض مستوي القاع تمامًا.
ـ :وهو األسلوب الذي أصبح اآلن أك ثر انتش ارًا لفوائ ده العدي دة
ـ (االخاديد)
* الري بالخطوط
وأهمـها ارتفاع كفاءة استخدام المياه مقارنة باألساليب األخـرى.
استعرض الباب بعد ذلك محاسن ومساوئ الري الس طحي حيث تنحصر محاس نه في قلة التكلفة
االنشائية وتوفير الخبرة والمعرفة المتوارثة عنه في الدول العربية والحاجة للعمالة مما يوفر ف رص عمل
واسعة وقابليته للتعديل والتطوير وسهولة إدارته وصالحيته لكل أن واع المحاص يل الحقلية والبس تانية
والغابية .
أما مساوئ الري السطحي فهى تتلخص أساسًا في تدني كفاءة استخدامه للمياه والحاجة لدرجة عالية
من التسوية والتسطيح واقتطاع جزء مقدر من األرض إلنشاء القنوات والكتوف ومح ابس المي اه الحقلية
وخلقه لبيئة غير مواتيه حول المشاريع مما قد يساعد على انتشار األمراض .
وقد أوضح الباب األول مبررات تطوير الري السطحي في الدول العربية والتي تشمل التوسع الكبير
للري السطحي من حيث المساحة وارتفاع استخدام المياه بالزراعة وتدني الكفاءة .أما المعوق ات ال تي
تواجه تطوير الري السطحي في الدول العربية فهى ضعف االرشاد والتوعية بتدني كفاءة هذا االسلوب من
طحي للتحويل إلى الري وضعف تأهيل المزارع العربي ليستوعب التغير وعدم مالئمة أسلوب الري الس
ري حديث وندرة المؤسسات التعليمية وقلة البحوث وتعدد المؤسسات والجهات المسؤولة عن تطوير الري
في الدول العربية .
تشمل أهم المعوقات الفنية عدم اإللمام بأس اليب تط وير ال ري في ال دول العربية وخاصة من
المزارعين وقلة المعلومات والرصد حول الفواقد المائية وأسبابها .
أما األسباب االقتصادية فأهمها انخفاض تكلفة اتاحة المياه للمزارع حيث تدعم اغلب ال دول ه ذه
التكلفة ،وهناك تدني في العوائد من مشاريع الري مما يعيق توفير اعتمادات التطوير ،باإلضافة إلى تفتت
وصغر الحيازات الذي يعد من عوائق التطوير إلى جانب ارتفاع تكاليفه وعدم وجود التمويل له .
من جهة أخرى فقد أوضح الباب أهمية الص رف ال زراعي المزدوجة ،فهى تخلص األرض من
المياه الزائدة ،مما يرفع اإلنتاجية كما أنها توفر مياه اضافية يمكن استخدامها في الري مرة أخرى بأسلوب
علمي يأخذ في االعتبار عدم تلوث هذه المياه .
تشمل أساليب الصرف المتبعة في الدول العربية الصرف السطحي المكشوف بواسطة شبكة صرف
سطحية تبدأ من الحقل حتى المصرف الرئيسي ،وهذا األسلوب يعني بصرف مياه الري الزائدة سطحيًا .
أما الصرف شبه السطحي فيتم عبر شبكة أنابيب مغطاة أو مكشوفة لسحب المياه شبه السطحية من الحقل .
أما الصرف الشاقولي والذي يعتبر األقل انتشارًا في الدول العربية فهو عبارة عن شبكة أبار شبه س طحية
تضخ منها المياه لتخفيض منسوب المياه بالحقل للحد المطلوب .وتبرز أهمية الصرف الزراعي في ارتفاع
انتاجية األرض بعد الصرف .
أما المعوقات التي تواجه تطوير الصرف الزراعي فهى تماثل المعوقات التي تواجه تطوير ال ري
السطحي في كثير من النواحي باإلضافة إلى عدم وجود اآلليات الالزمة لتطوير الص رف ال زراعي في
الدول العربية .
شمل الباب الثاني استعراضًا لمجاالت تطوير الري السطحي والصرف بصفة عامة ،وقد أوضح ان
التطوير يجب أن يتسم بالربط بين المسألة االقتص ادية وأهمية الحد من الطلب على المي اه برفع كف اءة
االستخدام وأساليب أخرى .
وقد بين الباب أن المجال التقني للتطوير يشمل مرحلة نقل وتوزيع المياه حيث يسود أسلوب القنوات
المفتوحة في العالم العربي وهى معروفة بمشاكلها العديدة وتدني كفاءتها ،وأن استخدام األنابيب يعتبر أول
أساليب التطوير في هذا المجال ،باالضافة إلى مندلة جسور القنوات واستخدام أس اليب حديثة لص يانتها
ونظافتها من اإلطماء واألعشاب المائية .كما ان التحكم في شبكة النقل والتوزيع يعد من مجاالت التطوير
الحديثة الهامة ،ويمكن ان يتم ذلك باستخدام أساليب االتصاالت الحديثة او استخدام منظمات للتحكم حسب
الطلب وليس حسب العرض كما هو الحال اآلن ،وهناك وس ائل أتمتة ت دفق المض خات حسب الطلب
والتحكم فيها بواسطة االتصاالت الحديثة عن بعد .
أما في مرحلة الري الحقلي فإن التطوير قد يش مل العمل على تخفيض منس وب الغمر باس تخدام
ون السرابات الطويلة والري بالشرائح ،كما أن برمجة الري على دفعات واستخدام التدفق المنقطع قد يك
أحد أساليب التطوير .
وقد يشمل التطور في المجال اإلداري والمؤسسي تطوير مفهوم اإلدارة بصفة عامـة واستخـدام
اإلدارة المتكاملة للمياه والمناهج الشمولية والتشاركية واالقتصاديـة .
وبالنسبة للمجال القانوني والتشريعي والسياسات لتطوير الري السطحي والص رف فيش مل وضع
تعريفة إلتاحة المياه ،وقد حدد الباب الوسائل الحديثة لتحديد تكلفة إتاحة المي اه للم وارد المائية المختلفة
ووفقًا للسياسات المتعددة للدول المعنية ،إضافة إلى سياسات حسن استخدام المياه .
أما المجال االجتماعي واالرشادي والتوعية فيشمل االرشاد والتوعية المائية بالمعوقات والمش اكل
التي تواجه الموارد المائية وأهمية العمل على تخطيها برفع كفاءة استخدام المياه وارشاد الجمهور بالوسائل
الممكنة لرفع كفاءة االستخدام ،ويتم ذلك بالطرق الحديثة من دورات زراعية وبرامج تعليمية وتثقيفية .
استعرض الباب الثالث تجارب الدول العربية في مجال تطوير الري السطحي والتي شملت تجارب
المغرب والسودان ،ومصر والجزائر واألردن والعراق ،وهى الدول ذات الوزن النسبي العالي في مجال
ات الري السطحي في الدول العربية ،وتم توضيح بعض النماذج للتطوير بهذه الدول والمشاكل والمعوق
التي تواجه التطوير وهى متشابهة في كثير من األحوال متمثلة أساسًا في نقص البح وث وع دم وج ود
التشريعات الالزمة وتعدد المؤسسات العامة في مجال التطوير وضعف وتأهيل الكوادر وتفتت المس احات
المروية والتكلفة العالية للتطوير مع تدني عوائد الزراعة بصفة عامة .
وقد تم عرض التجربة الفرنسية في منطقة الشرق األوسط خالل الفترة ( )1999-1990في تطوير
اون الري السطحي ،والتي شملت تعزيز مراقبة ضبط إدارة المياه ورصد البيانات وتحسين مستوى التع
االقليمي في هذا المجال مع زيادة رسوم المياه وتطوير استخدام الصرف الصحي والزراعي وإيجاد برامج
للتمويل واالستثمار .وقد شملت التجربة كل من األردن وسوريا وقطاع غزة .
وخلص الباب إلى استعراض بعض التجارب العالمية مثل اس بانيا وهنغاريا ورومانيا في مج ال
تطوير الري السطحي والصرف .
أهتم الباب الرابع بوضع المالمح الرئيسية للنظرة المستقبلية لتطوير الري السطحي بالدول العربية
وأهم الخطوط العريضة الستراتيجية عربية في مجاالت تنمية الموارد المائية وإدارتها والتشريعات المائية
والنظم المؤسس ية والتوعية المائية ومش اركة القط اع الخ اص والتمويل واالس تثمار والبحث العلمي
والمشاركة الشعبية ورفع كفاءة االستخدام .
-هنالك ضرورات اقتصادية واجتماعية وتنموية وبيئية عاجلة لتطوير وتحسين الري السطحي في
الدول العربية .
-عند دراسة وتخطيط وتنفيذ مشاريع الري الجديدة يجب األخذ بعين االعتبار اس تخدام أس اليب
الري الحديثة والحد من التوسع في مشاريع الري السطحي التقليدية .
-على كل دولة عربية وضع استراتيجية متكاملة واضحة المعالم قابلة للتطبيق لقط اعي ال ري
والصرف لتكون نواة الستراتيجية عربية شاملة .
ودًا تنص على -من المفيد أن تتضمن السياسات المائية والري السطحي والصرف في الدول بن
التعاون الوثيق بين األقطار العربية ونقل الخبرات والتي من شأنها زي ادة كف اءة إدارة ال ري
والصرف .
-العمل على تخصيص المياه في الزراعة حسب االحتياجات الفعلية العلمية للمحاصيل وفقًا للمناخ
والمساحة المروية وخواص التربة .
ذور -العمل على تقديم خدمات ارشادية حول الري السطحي بدءًا من مصادر المياه وانتهاءًا بج
النبات .
الباب األول
الباب األول
األهمية النسبية لتطوير الري السطحي
والصرف في الدول العربية
ان التعريف العام للري هو "إضافة المياه للتربة لزيادة نس بة الرطوبة فيها بما ي وفي بمتطلب ات
افة تعتمد المحاصيل المزروعة واستقرارها" ،وعليه وبناءًا على هذا التعريف فإن كمية مياه الري المض
رى . اعتمادًا كليًا على مستوى الهطول المطري في المنطقة المعنية باإلضافة إلى العوامل المناخية األخ
فالموازنة المائية في منطقة زراعية معينة هى عبارة عن الفرق بين الهطول المطري والمتطلب ات المائية
للمحاصيل والتي تتمثل في عامل البخر-نتح الكامن وهو عب ارة عن المحص لة النهائية للعوامل المناخية
المختلفة ،إال ان الموازنة المائية بالمفهوم العلمي الدقيق تشمل عوامل أخرى أهمها التربة ونوعيتها ومدى
امكانيتها في الحفاظ على الرطوبة ،باالضافة إلى طبوغرافية الموقع .
ان الموازنة المائية في غالبية الدول العربية سالبة اى ان الهطول المطري المطري يقل كث يرًا عن
البخر-نتح الكامن ،ويوضح الجدول رقم ( )1-1معدالت الهطول المطري في الدول العربية .
تتميز األمطار فـي المنطقة العربية بالتذبذب حيث تتفاوت كميتها وكثافتها من ع ام لع ام ومن
موسم لموسم ،كما أن توزيعها الجغرافي متفاوت من بلد إلى آخر .ويبين الج دول رقم ( )1-1أيضًا أن
جملة الهطول المطري على المنطقة العربية تبلغ في المتوسط العام حوالى 2283ملي ار م تر مكعب
سنويًا ولكن توزيعها غير متوازن .تقدر المساحة التي تقل جملة األمط ار الس نوية بها عن 100ملم
بحوالي %67من مساحة األراضي االجمالية للدول العربية ،وتعتبر هذه األراضي بطبيعة الحال غ ير
مؤهلة ألى نوع مـن أنـواع الزراعة المطريـة وانما تص لح للرعـي مـع امكانية قي ام مش اريع
ة .أما لحصاد المياه لتوفيرها لالنسان والحيوان والمحافظة على الغطاء النباتي ومكافحة انجراف الترب
المساحة التي يتراوح فيها معدل الهطول المطري ما بين 300-100ملم سنويًا فتقدر بحوالي %15من
أراضي الدول العربية ،ورغم ان جملة السقوط على هذه األراضي يبلغ 436ملي ار م تر مكعب ،بما
يعادل %19من جملة الهطول السنوي الكلي لل دول العربية ،إال أنها غ ير ص الحة لزراعة مطرية
مستقرة ،إال في حدود ضيقة لبعض المحاصيل سريعة النضج أو المقاومة للجفاف ،وتعتبر بذلك مناطق
رعي طبيعية جيدة وتصلح لمشاريع حصاد المياه .أما مساحة األراضي التي تعت بر مؤهلة لزراع ات
مطرية مستقرة فهى ال تتعدى نسبة %18من مساحة الدول العربية ،وهى المناطق التي تزيد مع دالت
الهطول المطري السنوي بها عن 300ملم .وتعتبر هذه المن اطق هى المن اطق األساس ية إلنت اج
المحاصيل الغذائية الرئيسية في الدول العربية وهى بالتالي أكثر مناطق النشاط ال زراعي التقلي دي في
الدول العربية .
المصدر :دراسة السياسات العامة الستخدام موارد المياه في الزراعة العربية (. )1994
من هذا السرد يتضح أن حوالى %82من األراضي العربية غير مؤهلة لزراعات مطرية مس تقرة
وبالتالي فان الزراعة في هذه األراضي البد ان تعتمد على الري الصناعي ،كما ان أي زراعات مكثفة في
بقية األراضي ذات الهطول المطري الذي يزيد عن 300مليمتر في السنة غير ممكنة نظ رًا النحص ار
موسم األمطار في جزء يسير من السنة ،وأن المتطلبات المائية للمحاصيل المكثفة تفوق معدالت الهط ول
في موسم األمطار في كثير من هذه األراضي ،وهذا يوضح بجالء األهمية النسبية العالية للري في الدول
العربية .
يلعب القطاع المروي في ال دول العربية دورًا هامًا للغاية ،حيث يعتمد إنت اج الحب وب في أغلب
الدول العربية على هذا القطاع الرائد والهام .وتتبع أهمية هذا القطاع من الموقف المناخي بالدول العربية
كما ذكر سابقًا ،حيث أن %18فقط من األراضي العربية تزيد من معدالت الهط ول المط ري فيها عن
، 300وعليه فبقية األراضي ال يمكن انتاج محاصيل إال من خالل الري الصناعي .
تشير المعلومات والبيانات المتاحة والموضحة بالجدول رقم ( )2-1ب أن األهمية النس بية لل ري
بالدول العربية تتفاوت من أقل من %5في الصومال إلى %100في جيبوتي والبح رين ،حيث ال توجد
زراعة مطرية في حين أنها تزيد عن %50في سبعة دول مما يوضح األهمية النسبية للزراعة المروية في
الدول العربية
يقتضي تجهيز االرض للري السطحي تقسيمها الى وحدات مساحة تأخذ في االعتبار نوعية وتجانس
التربة واالنحدار ومعدل الصرف وذلك سعيًا إلضافة ري متساوي ( )uniformبقدر اإلمك ان .اعتم ادًا
احة المروية تتم عملية ري التربة وفق ثالثة مراحل على معدل نفاذية التربة وحجم الصرف الداخل للمس
زمنية كما يلي :
المساحة :ألف
هكتار
دول المصدر :المنظمة العربية للتنمية الزراعية ،دراسة أساليب سياسات استرداد تكلفة اتاحة مياه الري في ال
العربية . 1999 ،
أ -فترة تقدم الماء داخل الوحدة وتبدأ من مدخل الري وحتى وصول الماء لنهاية الوحدة المروية.
ب -فترة بلل أو ترطيب التربة وتعرف بالفترة الرئيسية للري حيث أن الم اء يالمس كل مس احة
الوحدة المروية وبالتالي يصبح نافذًا بكل المساحة .تس تمر ه ذه الف ترة ح تى قفل الم اء
(الصرف) الداخل للحقل .
ج -فترة انحسار الماء وتعني الفترة الزمنية بين إيقاف الصرف وحتى تساوي س طح الم اء على
طول الوحدة المروية .
يختلف الزمن الكلي الالزم لنفاذ الماء بالتربة حسب طول الوحدة مما يؤدي إلى اختالف وتباين في
كمية المياه النافذة بالتربة ،ويكون كبيرًا في أول الحقل ويقل كلما تقدم الم اء ص وب النهاية .في بعض
األحيان وعندما تكون األرض اكثر انحدارًا وحسب مقدار التصرف الداخل للحقل تتجمع المي اه في نهاية
الوحدة وتبقى على السطح لفترة أطول مما ينتج عنه تس رب ألعم اق التربة في نهاية الحقل أو جري ان
سطحي لخارجه ،وهذا يعني هدرًا للمياه وتقليالً لكفاءة الري الحقلي.
يصعب على مستوى الحقل تساوي الزمن الكلي لنفاذ الماء بالتربة ولكن يمكن تقليل الفارق الزمني
-اختيار اطوال حقلية توفق بين إمكانية تحسين توزيع مياه الري دون اعاقة للعمليات الزراعية
األخرى (. )Optimum length of run
اين -إدخال معدل صرف عال حتى يتمكن الماء من الوصول لنهاية الوحدة بسرعة ال تؤدي لتب
كبير فـي كمية مياه الري .الصرف المعني يجب أن يأخذ فـي االعتبار قابلية التربة للتعرية.
-قفل التدفق قبل وصول الماء لنهاية الحقل تجنبًا لتراكمه في النهاية وتفاديًا للجريان السطحي (
. )Cutback concept
تعتبر األنهار واالودية والخيران مصارف طبيعية لنقل تجمع مياه األمطار من الهضاب والمرتفعات
الى مصباتها في البحار والبحيرات والمنخفضات األخرى .إن تجمع مياه األمط ار في ذروتها قد تف وق
سعة هذه المجاري فتفيض وتغمر األراضي الزراعية في المنخفضات المجاورة أو تلك التي على مشارف
مصباتها في األنهار المستدامة ذات المجرى المتواصل من المنبع الى المصب كنهر النيل في السودان
ومصر ونهرى دجلة والفرات بسوريا والعراق .أما بالنسبة لألنهار الموس مية ف إن مجاريها ربما تنتهي
ول بأراض منخفضة ومنبسطة بمساحة كبيرة تستوعب مياه فيضانها فتنتشر على سطح التربة قبل الوص
إلى مصب مائي ،وتبقى هذه األراضي مغمورة بالمياه فتتشبع بالرطوبة بالق در ال ذي يمكن من إنت اج
المحاصيل الزراعية .
في بعض المناطق وعندما تبدأ مياه الفيضان بالرجوع الى المجرى الطبيعي للنهر يتم قفل مداخلها
بر لتبقى بالمنخفضات أطول فترة ممكنة وذلك لزيادة كمية الماء النافذة بالتربة .توجه مياه الفيضان ع
مداخل معلومة باألراضي المنخفضة وقفل هذه المداخل عند نهاية فترة الفيضان ،وتعتبر ه ذه ص ورة
متقدمة للري الفيضي التقليدي .
عقب الفيضان ورجوع الماء للمجرى الرئيسي للنهر يترسب الغ رين والطمى في المنخفض ات
وعلى سهول مجراه فتص بح األرض على درجة عالية من الرطوبة والخص وبة مما يمكنها من اإليف اء
باحتياجات النبات المائية والغذائية .هذه األراضي نسبة لغمرها سنويًا بمياه الفيضان وخصوبتها المتجددة
تعطي إنتاجًا وفيرًا بأقل تكلفة مقارنة بأراضي المرتفعات التي ال تغمرها مياه الفيض ان .إن المحاص يل
الزراعية التي تزرع في هذه المناطق غالبًا ما تكون محاصيل ذات موسم زراعي قص ير وغ ير حساسة
لنقص مياه التربة بعد استنفاذها في نهاية الموسم الزراعي .
إستنادًا الى خواص مجرى النهر وطبوغرافية التربة المجاورة يمكن تقسيم االرض المروية ب الري
الفيضي واستخداماتها الى أربعة اقسام كما يلي :
-في نهاية الفيضان وانحسار المياه الى مجراها الطبيعي في االنه ار ذات المج رى الع ريض
احل الضحل تترك ساحالً بمساحات تتفاوت حسب مقطع النهر وحجم مياه الفيضان ،هذا الس
وبحكم أنه على درجة عالية من الرطوبة والخص وبة يمكن زراعته بالمحص ول المناسب فيما
يل يعرف في بعض البلدان العربية بزراعـة الجروف وعادة هذه األراضي صالحة لمحاص
ذات قيمة نقدية عالية .
-المنخفضات المحاذية والمجاورة لمجاري األنهار تغمرها مياه الفيضان عبر مداخل طبيعية أو
صناعية اعتمادًا على بقاء الماء على سطح التربة وتكون بذلك بيئة صالحة إلنت اج محص ول
زراعي بأقل تكلفة ممكنة .
األراضي التـي تغمرها مياه الفيضان في المنخفضات التي على مشارف مصبات -
األنهـار المستدامة أو تلك التي ينتهي بها مجرى األنهار الموسمية فيما تسمى بأراضي الدلتا
معروفة بخصوبتها وإنتاجيتها العالية .
-مجاري األنهار الموسمية واألودية ،تتخللها بعض المنخفضات مما يؤدي الى تك وين ال برك
ارية والمستنقعات بنهاية فترة الفيضان فيها .نسبة لقلة ترسيب الغرين والطمي من المياه الس
بهذه المجارى ونسبة لما تسببه من تعرية فإن التربة فيها تكون أقل خص وبة من تلك ال تي تم
غمرها بمياه الفيضان .هذه األراضي تستخدم إلنتاج العلف وكمرعى للحيوان .
دم ،وقد أتسم لقد عرف االنسان الري الفيضي على ضفاف االنهار وفي الوديان الطبيعية منذ الق
استعمال النظام بالزراعات التقليدية لمحصول زراعي واحد طوال العام ،وفي سبيل تعظيم االس تفادة
من هذا النظام يمكن القيام ببعض األعمال ومن ذلك :
-السعي لتوجيه مياه الفيضان للمنخفضات المجاورة بكميات معلومة ع بر م داخل محكمة الفتح
والقفل ومتابعة الفيضان وحجزها عند تراجعه وذلك لضمان بقاء الماء على سطح التربة ألطول
فترة ممكنة .
-الري الفيضي بصورته الحالية يقصر االستفادة من األرض إلنتاج محصول زراعي واحـد في
السنـة وتبقى األرض بورًا لبقية العام .يمكـن إستغالل االرض بالصورة المثلى باس تعمال
ري تكميلي وفقًا لالعتبارات اآلتية :
أ -ترسب الطمي وغسل التربة سنويًا بمياه الفيضان يجعلها على درجة عالية من الخص وبة
إلنتاج أكثر من محصول خالل العام .
ب -وجود هذه األراضي على مقربة من مجاري األنهار يجعل جلب مياه الري لها في ف ترة
الجفاف ممكنًا .في الحاالت التي تكون فيها أراضي المنخفضات بعيدة عن مجاري األنهار
،يمكن ريها من المياه الجوفيه التي غالبًا ما تكون متوفرة وعلى أعماق غير بعيدة.
ج -بالري التكميلي يمكن اضافة رية أو ريتين للمحصول في أوقات نض جه وبالت الي تزيد
االنتاجية كمًا ونوعًا .وفي بعض السنوات وعندما يكون الفيضان دون المستوى المتعارف
عليه فإن الري التكميلي يكون وسيلة تأمين ولزيادة اإلنتاجية .
ويمكن تقسيم الشرائح حسب مستوى التسطيح واالنحدار الى ما يلي :
يقارب االنحدار في اتجاه المياه الصفر ويكون االنسياب لداخل الشريحة بقوة ال دفع ال ذاتي لطبقة
رب المياه الداخلة .وبما أن الشريحة مقفولة باالطراف والنهاية فتحتفظ بالمياه على شكل بركة حتى تتس
لباطن التربة .ومن المفيد أن يكون مقدار التصرف الداخل للشريحة يمكن من تغطية كل الشريحة في وقت
مناسب.
هنالك تعارف على ري مثل هذه الشرائح خالل فترة تعادل ( )4/1الزمن المطلوب لنفاذية هذه المياه
لداخل التربة .
فـي هذا األسلوب ،تروي األرض بطريقة انتظام التقدم واالنحسار ( Balanced advance and
)recessionحيث أن الشريحة تنحدر في اتجاه المياه وكل شريحة تروي بتوجيه المياه للج زء method
االعلى منها .وبما أن الشريحة مقفولة من االطراف فقط ومفتوحة النهاية فعندما يقارب تقدم المي اه نهاية
الشريحة يوقف الري تفاديًا للجريان السطحي .تعتمد كفاءة وتساوي الري بالش رائح على مع دل وكمية
التصرف الداخل للشريحة .
توجه المياه بمعدالت وكميات كبيرة ( )Flushesللجزء األعلى من الشريحة المنحدرة وتترك ح تى
تتسرب كمية معقولة منها .عندما يقارب تقدم المياه نهاية الشريحة يخفض التص رف لتف ادي الجري ان
السطحي ،وتستعمل في التربة ذات االنحدارات الكبيرة والنفاذية القليلة .
يمكن تحديد مواصفات الشريحة المناسبة للمشروع المعني فيما يلي :
ـ:
* طول الشريحة
شكل ومساحة الحقل المروي ويكون طول الشريحة عادة بطول الحقل ،أما إذا كان الحقل -
طويالً فيمكن تقسيمه إلى عدة شرائح .
-معدل نفاذية التربة حيث أن العالقة عكسية بين معدل النفاذية وطول الحقل أى كلما زاد معدل
النفاذية يقل طول الشريحة .
-عمق جذور النبات ومقدرة التربة لالحتفاظ بالماء .وعلى سبيل المثال تستعمل عادة شرائح
طويلة لمحاصيل ذات جذور عميقة في أراضي طينية .
ـ:
* عرض الشريحة
-أن يحتوي علـى نوعية واحدة من التربة وعلـى درجة من التسوية والتنعيم.
-أن تكون كمية التصرف المتاح ومدى كفايته لري المساحة المعنية خالل فترة ري مناسبة .
-أن تناسب مقاس اآلالت الزراعية المستعملة ويفضل أن يساوي عرض الشريحة لمدة أضعاف
عرض اآلالت الزراعية .
ـ:
* انحدار الشريحة
يستعمل الري باألحواض ألنواع مختلفة من التربة وتؤثر نفاذية التربة في مساحة األحواض حيث
أن التربة ذات النفاذية العالية تقسم إلى أحواض صغيرة والعكس صحيح بالنسبة لتربة قليلة النفاذية .تروي
واض على ميل أقل االحواض وهى مستوية تمامًا وتشكل أبعاد الحوض حسب انحسار التربة وتنشأ األح
من . %2
يستخدم الري باألحواض ألغلب أنواع المحاصيل ويستحسن عدم اس تعماله للمحاص يل الحساسة
للغرق .تنشأ جسور األحواض بص ورة مؤقتة أو مس تدامة حسب نوعية المحص ول حيث أن جس ور
احواض ري األرز والمراعي غالبًا ما تكون ثابتة ،بينما جسور أحواض ري المحاص يل الحقلية ت زول
تمامًا مع عمليات تحضير األرض سنويًا .
تهيأ الجسور واألكتاف يدويًا أو ميكانيكيًا بارتفاع 30-16سم ف وق س طح االرض وتك ون قمة
الجسر في حدود 20-10سم فوق سطح الماء بالحوض .يتراوح عرض قاعدة الجسر بين 120-60سم
في أحواض األرز ويصل ارتفاع الجسور إلى 50-40سم وعرض القاعدة إلى 180-150سم .
ينحصر الماء داخل الحوض بين الجسور ليبقى في حالة سكون وتنفذ الى داخل التربة ح تى مرحلة
التشبع في مداها األقصى وبتوزيع متساوي يعتمد على اآلتي :
يدخل الماء من القناة الحقلية من أول الخط لنهايته من خالل فتحة أو سيفون تحت تأثير ضاغط مائي
يماثل ارتفاع الماء بالمسقي عن قاع هذه الخطوط .تتوقف كمية الماء المتسربة بالتربة عند أى نقطة على
طول الخط على نوع التربة ومعدل نفاذيتها والزمن الذي المست فيه الماء سطح التربة عند النقطة المعنية
( . )Contact timeأما الماء الزائد عن معدل تراكم النفاذية فيصل لنهاية الخط ومنه يصب في مصرف
صغير لنقله بعيدًا عن الحقل المروي .
يمكن حساب سعة الخط بسهولة بايجاد مساحة مقطعة ( )Cross - sectionوارتفاع الم اء داخله
باختالف المسافة بين الخطوط كمعاملة فالحية .وتختلف س عة المقطع حسب نوعية النب ات واحتياجاته
المائية .
تتناسب هذه الطريقة لري كل المحاصيل التي تزرع في خطوط وأيضًا للمحاصيل التي تتأثر بالغدق
،كما تناسب التربة ذات النسيج الناعم وجيدة النفاذية وحفظ الماء .
-خطوط الميل ( )Graded Furrowsوتعرف بالخطوط العادية وتكون في اتجاه الميل الطبيعي
لألرض حيث بكون االنحدار في حدود %0.5كحد أدنى .
-خطوط مستوية ( )Level Furrowsبانحدار خفيف جدًا وتضاف المياه بكميات قليلة للتراكم على
سطح التربة .
-خطوط كنتورية ( )Contour Furrowsتتبع الخطوط الطبيعية للخرطة الكنتورية للحقل .
تختلف أطوال الخطوط حسب نوع التربة واالنحدار والتصرفات المائية وبالت الي يمكن اس تعمال
خطوط طويلة في األراضي الطبيعية ذات النفاذية القليلة وخطوط قصيرة للتربة الخفيفة ذات النفاذية العالية
.
تحكم المسافة بين الخطوط المع امالت الفالحية المتبعة وتعتمد على ن وع المحص ول والتربة ،
ويجب أن تكون هذه المسافة متوازية والخطوط بانحدارات منتظمة.
ـ:
* الصرف بالخطوط
تنتقل المياه الى الخطوط خالل مس اقي أو مج اري مائية مفتوحة أو أن ابيب .تنقل المس اقي أو
المجاري المزودة للخطوط بهذه المياه الصرف المطلوب كما يجب أن يكون ارتفاع منسوب الماء في ه ذه
المساقي في حدود 30-15سم فوق قاع هذه الخطوط .أما مخارج المياه الى الخط وط يجب أن تك ون
محكمة حتى يتسنى إدخال نفس كمية المياه في نفس الوقت الى كل خط ،مما يعني أن تك ون كل فتح ات
مداخل الماء للخط بنفس القطر وتحت تأثير نفس الضاغط الهايدروليكي .
حجم الصرف ( )Qالداخل لكل خط يجب أن يكون غير مسبب للتعرية (. )Non-erosive
يجب اال تزيد التص ريفات داخل الخط عن مقدرته على حملها ،ويتح دد ذلك بمقطع الخط وميله
ومعامل خشونته (كمعامل الخشونة ( )Nالمتضمن فـي معادلـة ماننج-ستريكلر ()Manning’s equation
) التالية:
½
Q = A. N . R. I
حيث أن :
فات المطلوبة يجهز الحقل المروي حسب الوسيلة والكيفية المستعملة إلضافة مياه الري والمواص
افة للتربة بين غمر كامل لفالحة المحصول المعني .تختلف وسائل الري السطحي في كمية المياه المض
كما في الري باألحواض أو غمر جزئي كما في الري بالخطوط ،أما وسيلة الري باألخاديد فإنها تجمع بين
االثنين فيما يعرف في السودان بنظام االنقاية (. )Angaya system
يعني الري باألخاديد الحوضية تجهيز األرض في خط وط بط ول الحقل الم روي يتبع ذلك عمل
أكتاف عمودية على هذه الخطوط ليتقسم الحقل بالطول الى عدة أخاديد حوضية .تجهز هذه االكتاف يدويًا
ري على أو ميكانيكيًا لتغطي عدة أحواض حسب درجة انحدار الخطوط ،أحيانًا ربما يقتضي ممارسة ال
مستوى الحقل شق هذه االكتاف الى شقين الستعمالها كقنوات حقلية ليوزع الماء داخل الحقل وإن االكتاف
والقنوات الحقلية تتعاقب بمنوال ثابت حتى نهاية الحقل .تستعمل القنوات الحقلية كمسقى لألرض المروية
الواقعة على جانبيها بعرض الحقل المروي ،وتقتضي ممارسة ال ري باألخاديد الحوض ية ع دم غمرها
بالمياه حتى تكون أقرب لطريقة الري بالخطوط .
يمكن تلخيص الدافع األساسي النتهاج طريقة الري باألخاديد الحوضية في اآلتي :
* قلة الجهد والتكلفة المبذولة إلعداد األخاديد الحوضية مقارنة مع الرى باألحواض .
* سهولة التحكم في مياه الري وانتظام توزيعها بالحقل مقارنة مع الري بالخطوط.
أما سلبيات الـري باألخاديد الحوضية مقارنة مع طريقة الري بالخطوط فيمكن تلخيصها في اآلتي
:
. * فقدان جزء كبير من األرض في االكتاف والقنوات الحقلية مقارنة بالري بالخطوط
* إعاقة عمليات الميكنة الزراعية وباألخص عمليات الحص اد اآللي مما يتطلب إزالة الكت وف
والقنوات الحقلية عند إدخال اآللة لحصاد هذه الحقول .
* إمكانية ري مساحات كبيرة من االراضي الزراعية بأقل التكاليف مما يؤدي الستقرار كثير من
األسر ومشاريع الري الكبرى والتي تعتبر من مقومات تنمية المناطق الريفية لعدة أسباب منها :
-خلق وظائف ووسائل عمل لزيادة دخل سكان الريف الفقراء .
-بناء مجتمعات يسهل فيها تقديم الخدمات الضرورية لمواطن المنطقة .
-إنعاش االقتصاد محليًا وقوميًا بزيادة اإلنتاجية والمحافظة أو الحصول على العملة األجنبية.
-النظام بطبيعته قابل للتعديل والتحسين لري مساحات إضافية وإمتدادات جديدة لمشاريع قائمه
.يتضح أحيانًا أن تعديل وتحسين النظام يكون وفق خطط التوسع الرأسي بتك ثيف ال دورة
الزراعية لزيادة المردود االقتصادي بإدخال محاصيل زراعية جديدة .
-استهالك الطاقـة قليل جـدًا مقارنة مع طرق الري األخرى ،فبإستثناء الري بالمض خات
فإن أنظمة الـري السطحي غيـر مستهلكة للطاقة أصالً.
* سهولة إدارة وتوزيع مياه الري بالحقل وذلك لألسباب اآلتية :
-إمكانية إضافة كمية من الماء لتغطي احتياجات النب ات لف ترة الحقة وبالت الي دورة ري
رى بين متباعدة بما يساعد في تخطيط وبرمجة توزيع مياه الري والعمليات الزراعية األخ
الحقول المزروعة .
-ال تحتاج إضافة الماء بالحقل إلى تقنية أو تعقي دات وتعتمد كث يرًا على خ برة الم زارع
ومهاراته المكتسبة بالممارسة ومعرفته لخواص حقله .
-النظام صالح لري كل المحاصيل الزراعية بما في ذلك المحاصيل الشجرية (بستانية وغابية)
.
تتعدد مساوئ الري السطحي مقارنة بطرق الري األخرى ،وهذه المساوئ يمكن حصرها في اآلتي
:
* عرف نظام الري السطحي بكفاءته المتدنية والتي غالبًا ما تكون في حدود %60-40مما يعتبر
هدرًا لمياه الري .
* يحتاج النظام إلى درجة عالية من التسطيح لالرض المروية الذي يكلف الكثير من الجهد والمال
بل أن انتظام وتوزيع مياه الري في الحقل يعتمد كثيرًا على ذلك .
جزء كبير من األرض تستقطع للقنوات والكتوف ومحابس الماء األخرى وبالتالي تخرج عن *
دائرة اإلنتاج الزراعي في المشروع المروي .
صعوبة أداء العمليات الزراعية أثناء وبعد عملية الري بالحقل مباشرة وعليه يتم تأخيرها لفترة *
بين الريات .
القنـوات والجداول الحقلية ومح ابس الم اء تعيـق حـركة اآلالت وعملي ات الميكنة *
الزراعيـة.
ول الحقل * سطح الماء المكشوف بالقنوات والجداول والحقول وما يصاحبه من تدفقات المياه ح
الم روي خلق بيئة غ ير ص حية في المنطقة المروية مما ي ؤدى لتفشي أم راض المالريا
تشير البيانات والمعلومات المتاحة ان أكثر من نصف الدول العربية تزيد فيها نسبة الري الس طحي
عن %95وأنها تزيد عن %97في ثمانية من الدول هي جيبوتي ،سوريا ،السودان ،المغرب ،مصر ،
العراق ،موريتانيا واليمن ،علمًا بأن نس بة األراضي المروية به ذه ال دول تزيد عن %79من جملة
األراضي المروية بالدول العربية .
أما الدول التي فيها تركيز على استخدام طرق ال ري الحديثة فهي أساسًا دول الخليج وال دول ذات
الموارد المائية المحدودة مع توفر االمكانات المالية لذلك نجد خمسة دول فقط تقل فيها نسبة الري السطحي
عن . %50
ان هذا السرد يوضح بجالء مدى انتشار ال ري الس طحي في األراضي بال دول العربية مما يؤكد
أهميته النسبية .
ان هذا الوضع قد تطلبته األوضاع المناخية بالدول العربية وارتفاع المتطلبات المائية للزراعة نسبة
للجفاف وقلة األمطار التي تسود المنطقة باإلضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة والعوامل المناخية األخرى
التي زادت من هذه المتطلبات المائية لري المحاصيل .
كما أن الدول العربية عامة تعتمد على الزراعة في محصلة الدخل القومي مما جعل االعتماد عليها
أكثر من غيرها من األنشطة األخرى .
يمكن تعريفها بأنها نسبة كمية المياه التي تصل إلى منطقة ج ذور النب ات إلى الكمية الكلية ال تي
أضيفت إلى الحقل .وهذه النسبة منخفضة في حالة الري السطحي حاليًا ومرتفعة للري الموض عي وبينهما
تقع النسبة الخاصة بالري بالرش .في الوقت الراهن ال تزيد نسبة كفاءة اإلضافة للري السطحي عن %50
في أفضل أحوالها في الوطن العربي (األردن ،سوريا) .
هذه الكفاءة عبارة عن نسبة المياه التي تدخل الحقل من الكمية التي تطلق من مصدر المياه األساسي
.تتعرض القنوات الترابية المكشوفة إلى رشح من أسفلها وجوانبها وبخر سطح الماء المكشوف بها ولذلك
فإن كفاءتها منخفضة .ارتفعت هذه النسبة من %20إلى %80في مشروع بيجان ب اليمن بعد اس تبدال
القنوات الترابية بأنابيب كما ارتفعت من %65إلى %90بعد تحويل القنوات المكش وفة إلى أن ابيب في
المنطقة الشمالية الوسطى من وادي األردن .
وهي نسبة المياه التي تضاف لمنطقة الجذور إلى ما هو مطلوب فعالً لمنطقة الج ذور وهي قي اس
لمدى إيفاء حاجة النباتات من الماء.
بالرغم من أن المق اييس التالية ليست حقلية وال تتعلق بمنظومة النقل والتوزيع إال أن أثرها يتخطى
ال هذه المنظومة إلى إدارة الري داخل الحقل .هذه المقاييس تؤثر على إدارة المزارع للري وتصرفه حي
فتح وإغالق مياه الري وهي كما يلي :
ـ (: )Adequacy
الكفاية
وهي عبارة عن نسبة كمية الماء التي تجلب للحقل إلى كمية الماء المطلوبة لذلك الحقل .من
المعروف أن قنوات الري تصمم بناءًا على االحتياجات المائية للمحاصيل مع وضع معامل سالمة وكف اءة
إضافة افتراضية لمنظومة الري الحقلي حتى يمكن استيعاب أي تغييرات طفيفة في التركيبة المحصولية ،
وقنوات الـري تفشل في أداء مهامـها عنـدما تتغ ير التـركيبة المحصـولية أو نسبـة اس تخدام
لية األرض تغييرًا كبيرًا ،كما ال تستطيع القنوات حمل كميات المياه المطلوبة للتركيبة المحصولية األص
عندما تهمل صيانتها الدورية.
ـ (: )Dependability
اإلعتمادية
وهي عبارة عن مقياس يتعلق بالحصول على الماء في ال وقت المناسب وبالكمية المطلوبة إذا
اعتبر أن كميات المياه تكفي الطلبيات فإن االعتمادية ال تختل إال بس وء التوزيع في حالة مص در المي اه
الدائـم ( مثل الخزان ) .أما في حالة المياه الجوفية التي تحتاج للطاقة لرفعها فإن كميات المياه الجوفيـة
در الطاقة الالزمة البترولية أو الطاقة يمكن أن تكفي حاجـة النبات إال أن معـوقات الحصول على مص
الكهربائية أو تعطل المضخة ألي أسباب أخرى يمكن أن تخفض من االعتمادية كثيرًا.
وهي مقياس للتوزيع العادل للمتوفر من المياه بين مستخدمي المياه على منظومة الري الموحدة
دون اعتبار لمقام أو وضع اجتماعي أو موقع على المجرى المائي ألي منهم ،عن دما يك ون الطلب على
الماء عند أقصى حد غالبًا ما يختل هذا المقياس خاصة بين المزارعين عند بداية القناة الحقلية وأولئك الذين
على نهايتها.
عندما يكون أي من هذه المقاييس منخفضًا فإن المزارع يغرق حقله بالماء متى ما وجد سانحة لذلك
ودون التقيد بجدولة للري أو احتياجات مائية محددة .إن المزارع يعتقد أنه بفعله ه ذا قد وفر لمحاصيلـه
مياه تكفيها لفترة طويلـة وال يعلم فـي أغلب األحوال أن سعة التربة التخزينيـة مح دودة وأن أي كمية
زائدة عنها تعتبر هدرًا ال فائدة منها .وبالرغم من خبرة المزارع التي أكتسبها إال أنه كذلك ال يعلم أن الري
عبارة عن تعويض للتربة عما فقدته من رطوبة وإعادة مستوى الرطوبة فيها إلى سعتها التخزينية وأن هذه
الكمية تعتمد على معدالت استنزاف رطوبة التربة بعمليتي البخر والنتح وأن هذه الكمية تتناسب ط ردًا مع
الفترة بين الريات .
1-5المعوقات والمشاكل الرئيسية التي تواجه تحسين كفاءة الري السطحي في الدول العربية:
إن تدني كفاءة الري الحقلي التي أصبحت سمة من سمات قطاع الزراعة المروية في العالم العربي
تتطلب حصر المعوقات الرئيسية حتى يمكن التطرق لمعالجتها وعليه يمكن وضع المعوقات الرئيس ية في
أطر محددة كما يلي :
اريع درجت إدارات تصميم المشاريع المروية في الدول العربية على نقل نمط وتخطيط أقدم المش
المروية إلى كل منطقة يستحدث فيها مشروع جديد وذلك دون اعتبار لخصوصية المنطقة الجديدة من تربة
وطبوغرافية ودون األخذ بأساليب التص ميم الحديثة .وه ذا خطأ ش ائع يجب تداركه ،حيث لكل موقع
صفاته الخاصة به ويجب األخذ بها مع مراعاة التطورات الحديثة في التصميم .
أسباب مؤسسية :
تتعدد المؤسسات الحكومية التي يرتبط عملها بالم اء على مس توى األقط ار العربية مما يتطلب
التنسيق الدائم بينها .
هن اك نقص فـي التنس يق بيـن مراكـز البح وث الزراعيـة ،مراكـز البحـوث -
الهايدروليكية والجامعات والمعاهد العليا فيما يختص بالبحوث المائية.
التدفق .وتزداد الخشونة بنمو الحشائش في المجاري المائية واألخاديد مما يعيق حركة الماء.
ـ اقتصادية :
أسباب
-انخفاض تكلفة الماء مقارنة بأي مدخل انتاج آخر بالرغم من أنه المدخل األهم الذي يتوقف عليه
المحصول كمًا ونوعًا مما أدى إلى اإلسراف في استخدامه.
-تدني معدالت اإلنتاج لوحدة المساحة أو لوحدة الماء أدى إلى عدم الحرص على المياه.
-انخفاض عائدات المنتجات الزراعية مع ارتفاع تكلفة اإلنتاج واضمحالل دعم الخزانة العامة
أدى إلى هجر المزارعين لمباشرة الري واستئجارهم لغير الملمين بعملية الري وذلك نظير أجر
معلوم أو نسبة من المحصول .
-صغر مساحة الحيازات ال يساعد على استرداد تكلفة أي تحسينات رئيسية.
-عزوف رأس المال الخاص عن االستثمار في الزراعة المروية وبحثه عن مشروعات ذات عائد
سريع .
-ارتفاع تكلفة البحوث الزراعية فيما يختص بوسائل النقل ،العمالة واألجهزة.
-انخفاض أو دعم سعر الطاقة في بعض البالد العربية أدى إلى لجوء المزارعين إلى ضخ كميات
من المياه أكبر من حاجة المحصول.
-ارتفاع تكاليف إنشاء شبكات الري الحديثة يشكل عائقًا كبيرًا في التوسع باستعمالها.
إن مشاريع الري الكبرى في أغلب الدول العربية ذات العراقة في موضوع الري السطحي تعت بر
فيها شبكة الصرف جزًا مكمالً لشبكة الري كما هو الحال في مصر والسودان والعراق وسوريا وهى الدول
التي بها حوالى %70من مساحة األراضي المروية في العالم العربي .
هذا فاذا ما أخذنا في االعتبار الفوائد المائية العالية ال تي س بق ذكرها خاصة عند تط بيق ال ري
السطحي تتضح أهمية الصرف الزراعي الذي يقوم بدورين مهمين هما :
أ -إزالة المياه الزائدة من منطقة الجذور والتي يؤدي تراكمها الى احداث ظاهرة الغدق وهى عملية
غمر لمنطقة الجذور مما يؤدي الى تعفن الجذور وربما إلى اتالفها وبالتالي انخفاض اإلنتاجية أو
موت النبات بالكامل .
وفي الحقيقة فإن إنخفاض اإلنتاجية مربوط بعدة عوامل وفي األساس أربعة وبنسبة :
-التسوية .
ب-االستفادة من مياه الصرف الزراعي باعادة استخدامها ،وتشير الدراسات الى اإلرتفاع الكب ير
في الفواقد المائية في الري السطحي بالدول العربية .
وتوضح التجربة المجربة التالية اشكالية المياه الزائدة ومدن تأثيرها على إنتاجية المحاصيل :
Rm-R
R
100%
100% d
وهنا تبرز العديد من المحاذير ،مياه الصرف الزراعي مياه عادمة تحتوي على العديد من الملوثات
من بقايا مكونات التسميد والمبيدات الحشرية ومبيدات الحشائش ،ولهذا فان اعادة استخدام هذه المي اه يتم
وفق ضوابط محددة سيتم التعرض لها بالتفصيل الحقًا .
تنقسـم أساليب الصـرف الزراعي السائدة فـي الدول العربية إلـي ثالثة أساليب أساسية هى:
إن هذا النوع من الصرف الزراعي يعني أساسًا بتجميع المياه الزائدة من الحقل سطحيًا ،وعليه ف
مسار المصارف في هذه الحالة تكون دائمًا على زاوية عمودية على مسار القنوات المفتوحة وتك ون على
خطوط مسار االنحدارات الطبيعية لألرض .
تقوم هـذه المصارف بتجميـع المياه الزائـدة فـي الحقل والتـي قد تشمل مصادرها ما يلي:
صرف طبيعي متوقع ومبرمج مرتبط بنوعية المحاصيل كمحصول األرز الذي تغمر أراضيه *
بقًا وال بالمياه ثم تصرف في حالة حدوث هطول مطري مفاجئ وتكون األرض قد تم ريها مس
مجال الستقبال مزيد من المياه.
في حالة كسور في القنوات مما قد يؤدي إلى غمر األراضي ويصبح من الضروري صرف *
هذه المياه الزائدة عنها .
يكون سير المياه في هذه المص ارف بالراحة ووفق االنح دارات الطبيعية لألرض إالفي ح االت
معينة ،فمثالً عندما تقل االنحدارات الطبيعية عن االنح دار المطل وب لس ير المي اه بس هولة يتم خلق
االنحدارات المطلوبة بزيادة الحفر .كما أنه في حالة شدة انحدارات األرض الطبيعي عن المطل وب ومن
أجل المحافظة على المصارف من النهر يتم انشاء مساقط على هذه المصارف لتقليل االنحدارات والتحكم
في سير المياه عليها بالصورة المطلوبة .
هناك العديد من النظريات لتصميم هذه المصارف ولكن نسبة لصعوبة التكهن في كثير من الحاالت
بكميات التدفق فان هناك معادالت متعارف عليها ( )empericalلتصميم هذه القنوات بص ورة تس مح لها
باالستجابة لكل التوقعات الحقلية والتخلص بالسرعة المطلوبة من المي اه الزائ دة .في بعض الح االت
وعندما تكون األرض مسطحة للغاية فقد تصبح هناك حاجة لوجود مضخات على هذه المصارف .
ترتكز قواعد حساب شبكات الصرف الزراعي على ثالث اعتبارات أساسية :
تحــدد دراسـة التـربة مختلـف الطبقـات ( اآلفاق ) مــن السطـح إلــى القـاعدة غير
النفاذة وكذلك المناطق المبرزة آلثار التغدق ومن ثم تحديد الخصائص الفيزيائية والهايدروديناميكية.
ـ:
ثانيًا :االعتبارات الزراعية
لعل أهم عنصر يؤخذ في االعتبار هو التحديد بدقة لإلرتف اع األمثل للم اء األرضي .ويوجد لكل
محصول مستوى معين مرتبط أساسًا بنوعية التربة وبالموسم أيضًا .إن الغمر ال دائم للتربة ي ؤدي على
المـدى البعيد إلـى تكـوين مستنقعات وفـي المقابل رطوبـة زائـدة ح تى ولو ك انت ظرفيـة تقلل
مـن تهوية التربة وعمليات األكسـدة ،مـن جهـة أخرى فان صعود الماء األرضي خالل 24س اعة
يشكل توقف شبـه كامل للنظام التجديري ،وفي األيام المتعاقبة يكون موت النبات .وفي العكس فان أي
تصريف زائد يقلل من إمكانيات تغذية الجذور من المياه عن طريق الطبقة المائية السطحية .
إن تصميم شبكة الصرف الزراعى داخل الحقل يعمل على أساس ان الغمر ال يتعدى مب دئيًا الم دة
الحرجة للغمر المحددة حسب كل محصول .وفي الحقيقة فإن طرق حس اب الخص ائص التقنية للش بكة
تختلف حسب االعتبارات الهيدرولوجية التالية :
-في منطقة – حيث يكون فيها فصلي الشتاء والربيع تعطي أمطارًا طويلة ومتكررة وال تترك بين
ني على السلسات المطرية اإل فترات قصيرة ال تسمح بإزالة المياه الجاذبية ،فإن الحسابات تب
أساس ما يعرف بالنظام الدائم لتصريف المياه وإبقاء الطبقة المائية تحت مستوى أقصى ال يمكن
تجاوزه .
-بينما في المناطق ذات األمطار الشديدة والقصيرة والتي تسمح بفترات طويلة (في حدود أسبوع)
تتم محاولة تصميم الشبكة على أساس نظام متغير ،الذي يمكنّ من تخفيض كافي في وقت معين
بعد انتهاء المطر .
األمطار
* * * * * * * * * * * * *
H Ks
h
E
h
Ki
P
* * * * * * * * * * *
E
إن هذا النوع من الصرف الزراعي ينقسم الى قسمين اساسيين هما :
يكون هذا النوع من الصرف داخل الحقل وهو في األساس عملية للتحكم في منسوب المياه الجوفية
شبه السطحية (تحت السطحية) داخل الحقل .وقد ظهر التقدم في ه ذا المج ال بعد ظه ور النظري ات
األساسية لحركة المياه داخل التربة مع تقدم علوم الهيدروليكا والهيدرولوجيا وال تي اس تقرت مبادئها في
اس في كل القرن الثامن عشر ثم ظهور قانون دارسي لحركة المياه الجوفية سنة 1856والذي كان االس
نظريات حركة المياه الجوفية .
تتكون شبكة الصرف الحقلي ايضًا من مصارف حقلية تحمل المياه من الطبقات شبه الس طحية في
الحقول الى مصارف فرعية ثم الى مصارف رئيسية .
تتكون شبكة المصارف الحقلية المكشوفة من مجاري مائية عميقة مكشوفة تصب فيها المياه ش به
السطحية الزائدة بطريقة طبيعية حسب انحدارها ،اما المصارف الحقلية المغطاة فهى عبارة عن مواس ير
بها فتحات توضع تحت سطح االرض في عمق معين تحدده عوامل عديدة .تصب هذه المصارف الحقلية
في مصارف فرعية ثم عمومية فـي كثير من االحوال تحتاج هذه الشبكات الى مض خات تس حب ه ذه
المياه.
المفهوم العام للصرف الشاقولي هو تخفيض منسوب المياه ش به الجوفية دون منطقة الج ذور ويتم
استخدام هذا النوع من الصرف في األراضي ذات االرتفاع العالي نسبيًا في مستوى المياه شبه الجوفية.
ولقد استخدم الصرف الشاقولي في وادي الفرات األسفل بسورية وكانت له نتائج جيدة ،ويعتبر هذا
األسلوب من الصرف الرأسي باعتبار أن األساليب األخرى من الصرف كلها أفقية .ويعت بر الص رف
ة، الشاقولي من طرق الصرف المكلفة ،حيث يتطلب شبكة من اآلبار الجوفية يتم حسابها بمعادالت دقيق
كما أن هذه اآلبار تتطلب أنواعًا من المضخات الغاطسة وهذا بالض رورة يع ني ت وفر طاقة كهربائية ،
ولرفع كفاءة هذا النوع من الصرف يفضل ان يكون مرتبطًا بأجهزة تحكم أتوماتيكية لتشغيـل المض خات
عنـد الحاجة ،ومن الجانب اآلخر فان لهذا النوع بعض المزايا التي تشمل ما يلي:
* تأمين تخفيض تحكم للمي اه الجوفية دون منطقة الج ذور مع تص فية التربة من األمالح وهو
يعتبـر الصـرف األفضل لهذا النوع من األراضي ذات المنسوب العالي للمياه شبه السطحية.
يًا حيث أنها متدنية * يمكن إستخدام المياه من الصرف الشاقولي في اإلرواء وغسيل التربة رأس
الملوحة وتعتبر صالحة للري .
* نتيجة للصرف الشاقولي ستكون طبقة مهواة تسمح بغسيل التربة بسهولة .
* إن المحافظة على العمق المثالي للمي اه الجوفية خالل مرحلة نمو النب ات يمنع إع ادة التملح
ويشكل ظروفًا مواتية للحصول على إنتاجية جيدة .
اطق * عدم تجفيف التربة بشكل متوازن حيث أن المناطق بالقرب من اآلبار تجف أكثر من المن
البعيدة من اآلبار بسبب الشكل المخروط لمنسوب المياه بين اآلبار وال ذي تك ون قاعدته (أدنى
نقطة) عند البئر وأقصاها في المسافة بين البئرين .
* لدى العمل الطويل والمتواصل للصرف الشاقولي وخصوصًا في المشاريع الكبيرة والمجموعات
الكثيرة لآلبار فقد يؤدي ذلك إلى تملح اآلبار والخزانات بسبب انج ذاب المي اه المالحة لها من
خزانات مجاورة .
* إن تخفيض منسوب المياه قد يؤدي إلى غسل بعض المواد العضوية الذائبة في هذه المياه مما قد
يخفض من خصوبة التربة .
يجب تصميم شبكة الصرف الشاقولي بدقة وعلى األسس العلمية الدقيقة لتفادي هذه السلبيات وتأمين
تحقيق منسوب المياه للحد المطلوب والمحدد دون زيادة أو نقصان ،وهذا بالطبع يتطلب تحري ات كث يرة
ومعقدة للمنطقة للوصول إلى التوازن المائي والملحي المطلوب .
ان عملية الصرف الزراعي تصبح مطلوبة وهامة للغاية في الحاالت اآلتية :
بح أ -عندما تكون كميات مياه الري زائدة عن الحاجة مما يؤدي انسيابها خارج الحقل وهنا يص
تصريفها ضرورة حتمية لخلق بيئة زراعية صحيحة مواتية .
ب -في كثير من األحيان تتسرب مياه الري الزائدة عن الحاجة الى الطبق ات األرض ية العليا مما
يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه شبه السطحية إلى منطقة الجذور ،وهنا يصبح من الضروري
تصريف هذه المياه بعيدًا عن منطقة الجذور .
ج -في بعض الحاالت وخاصة في دلتا األنهر يكون منسوب المياه ش به الس طحية مرتفعًا للغاية
وفي حالة ارتفاعه حتى منطقة الجذور تصير هناك حاجة للصرف لتخفيض منسوب المياه شبه
السطحية عن منطقة الجذور ،ودلتا النيل بمصر من أبرز األمثلة العربية في هذا المجال .
د -هناك أراضي ذات ملوحة عالية ويتطلب استص الحها عملية غسل له ذه األمالح وفي بعض
الحاالت عندما تكون نفاذية التربة ال تسمح بتسرب مياه الغسل إلى المياه الجوفية العميقة ف ان
األمر يتطلب ايجاد وسيلة للتخلص من هذه المياه ويكمن العالج في الصرف ال زراعي به ذه
األراضي
كما ذكر سابقًا فان %85من المساحة المروية بالدول العربية تستخدم الري السطحي كأسلوب للري
الحقلي وانه نسبة لتدني كفاءة هذا األسلوب فان جملة الفواقد المائية تقدر بحوالي 91ملي ار م تر مكعب
سنويًا على نطاق الدول العربية .ان هذا الفقد الكبير يعد أهم العوامل ال تي ت دعو إلى تط وير أس اليب
الصرف الزراعي من أجل التوازن الرطوبي بالتربة ومن أجل االستفادة من بعض هذا الفقد باعادة استخدام
مياه الصرف الزراعي الصالح للري/للزراعة حيث يعتبر هذا االستخدام كأحد الموارد المائية غير التقليدية
الهامة في الدول العربية .
1-10المعوقات والمشاكل التي تواجه تطوير الصرف الزراعي في الدول العربية :
تشمـل المعـوقات والمشاكـل التي تواجـه تطـوير الصرف الزراعـي بالدول العربية ما يلي:
* اتساع رقعة المساحة المروية ببعض الدول العربية حيث أن الدول العربية التي يهمها في المقام
عًا مثل مصر األول تطوير الصرف الزراعي هى الدول ذات الرقعة المروية ريًا سطحيًا واس
والسودان والعراق وسوريا .إن هذا االتساع الكبير في الرقعة المروية وما يصاحبها من شبكات
للصرف تجعل التطوير مرتفع الكلفة ،ورغم القناعة التامة بأهمية التط وير إال أنه يص بح في
الواقع غير ممكن إال في حدود ضعيفة للغاية .
* اتساع المصارف بطرق الصرف تحت السطحي بالدول العربية إال في دول محدودة مثل مصر
.
* عـدم وجــود الوسائل واآلليات الالزمة لتطـوير الصرف الزراعي بأغلب الدول العربية.
* عدم وجود البيانات الدقيقة عن الفواقد ومستوى مناسيب المي اه ش به الس طحية في األراضي
الزراعية المروية لتقييم الحاجة للصرف الزراعي .
* ارتفاع تكاليف عملية الصرف الزراعي بالنسبة للمزارع العربي البسيط وخاصة في الم زارع
الصغيرة المنتشرة على جميع أرجاء الدول العربية .
* تفتت جزء مقدر من األراضي الزراعية المروية بالدول العربية لحي ازات ص غيرة مما يجعل
عملية الصرف صعبة نسبيًا .
ـ
الباب الثاني
مجاالت تطوير
الري السطحي والصرف
الباب الثاني
مجاالت تطوير
الري السطحي والصرف
2-1تمهيد :
إن طرق الري السطحي التقليدية هي السائدة في غالبية البلدان العربية .وتتسم هذه الطرق بانخفاض
كفاءة الري فيها والمقدرة بين 40-50%وبالتالي ترتفع نسبة الفاقد من المياه ،فهناك مش كلة كمية متمثلة
بمحدودية موارد المياه ومشكلة نوعية متمثلة بتلوث األوساط المائية وبخاصة الجوفية منها نتيجة وص ول
مياه الري الزائدة إلى التكوينات الجوفية الحاملة للمياه كما هو الح ال في العديد من المن اطق الس احلية
لبعض البلدان العربية ،ومن الضرورة بمكان الربط بين هاتين المشكلتين وذلك باستخدام مبادئ اقتصادية
ادة الرقعة المروية .ومن للحد من زيادة الطلب على المياه مع المحافظة على توفير هذه المياه بهدف زي
هذه المبادئ وضع نظام مناسب لتعرفة المياه ،وبمعنى آخر إذا أمكن إيجاد معادلة اقتصادية ضمن مب دأ "
الملوّث يدفع والمنتفع يدفع " فيمكن حل المعادلة االقتصادية التي تربط بين تك اليف اس تهالك المي اه مع
تكاليف طرحها في األوساط الطبيعية ،وبالتالي يمكن رفع كفاءة استخدام المياه والحد من حجم المياه العادمة
الملوثة وتوفير موارد مائية إضافية لمواكبة الطلب المتزايد على الماء .
ان استخدام األساليب العلمية والفنية والتوجه نحو التقان ات الحديثة المتط ورة يه دف إلى تخطي
وبهما العديد التحديات والمعوقات التي تواجه استخدام خزن الري السطحي والصرف التقليدي والذين يش
من االخفاقات التي تم سردها سابقًا .
بالدول العربية يمثل ذلك حوالى %76من جملة االستخدام الكلي للمياه بال دول العربية وهو عب ارة عن
%89من االستخدام الزراعي بهذه الدول ،حيث ان مساحة األراضي الخاضعة للري الس طحي بال دول
العربية تزيد عن %85من جملة األراضي المروية .
تستخدم معظم مشاريع الرى السطحي في الدول العربية القن وات الترابية المفتوحة في نقل وتوزيع
أكثر مياه الري ،وهى طريقة قديمة وعقيمة في المنطقة العربية ،فقد يصاحبها فقد كبير في المياه يقدر ب
من %20ويتمثل في التسرب والكسورات المتعددة على جسور القن وات وفواقد البخ ر-نتح الناتجة من
األعشاب التي تنمو على هذه القنوات .
كما ان نتيجة لإلطماء الذي يحدث بهذة القنوات بسبب إرتفاع نسبة الطمي بالمياه تقلل س عة ه ذه
القنوات مما يعوق حصول النبات على كفايته من المياه في الوقت المناسب وبالكميات المطلوبة مما ي ؤدي
في كثير من األحيان إلى العطش وتعرض النبات إلى حالة الشد ( )Water stressوبالتالي انخفاض شديد في
اإلنتاجية أو فقدها بالكامل .
كما أن األعشاب المائية التي عادة ما تنمو في القنوات الترابية تق ود إلى نفس النتيجة الس ابقة إذا
تكاثرت وسدت مجاري القنوات المائية .
احة وقد شهدت العديد من المشاريع بالدول العربية توقف الري بها تمامًا وهجرها أو تقليص المس
المروية بها بسبب تدني كفاءة نقل وتوزيع المياه .
صيدها ولكن البد من العمل على مراقبة ذلك األسلوب بحذر والحيلولة دون تكاثر األس ماك ف وق طاقة
القنوات .
وعليه فان التحكم في مناسيب المياه بالقنوات يتطلب أوالً تطوير أساليب رصد هذه المناس يب ونقل
المعلومه باسرع فرصة لمركز التحكم .وتعتمد األساليب المتبعة على الق راءة اليومية بواس طة خف راء
القنوات ونقل المعلومة للمركز بأساليب تقليدية أفضلها التلفون إذا وجد ،وهناك أساليب رصد للمناسيب من
البعد وإرسال المعلومة للمركز بواسطة أجهزة السلكية تقوم بتس جيل المعلومة وإرس الها للمركز ف ورًا
يرًا وهناك أساليب اكثر تطويرًا باستخدام األقمار الصناعية والشهب لنقل المعلومة للمركز مما يساعد كث
على التحكم في القنوات .لقد أدخلت في الكثير من شبكات الري طرق رصد ونقل المعلومة من البعد ،مما
ساعد في تطوير التحكم في مناسيب األنهر والقنوات .
أما أساليب التحكم في التدفق التقليدي فهى تعتمد على مناسيب المياه خلف نقاط التحكم أى أنها تعتمد
على الوارد من المياه (على العرض) ،أما األس اليب الحديثة وال تي ط ورت في فرنسا فهي تعتمد على
التحكم من خالل مناسيب األمام اى عن طريق الطلب وهى منظمات جيدة ومتطورة تعمل اتوماتيكيًا وتقوم
بتنظيم التدفق لألمام حسب الطلب ،وهذا يعني تمرير كميات المياه المطلوبة دون زيادة أو نقصان .
هناك بعض شبكات الري المفتوحة التي يمكن أتمتة بعض جوانبها .أولى وس ائل التحكم في ه ذه
الشبكات يمكن أن يكون من خالل التحكم في المضخات المغذية لهذه الشبكات .
أما القنوات التي تتغذى من خزانات مائية بواسطة الراحة ( )Gravityأو االنسياب الط بيعي فيمكن
وات ،ويتم ذلك التحكم في تدفقاته من خالل التحكم في منسوب المياه داخل الخزانات التي تغذي هذه القن
اس العليا عبر فتح أبواب مأخذ القنوات بإبقاء منسوب المياه في الخزان ثابتًا ،فكلما زاد التدفق من األحب
وارتفع منسوب المياه تنفتح أبواب مأخذ القنوات أتوماتيكيًا للمحافظة على المنسوب في الخ زان .يتم ذلك
عبر عوامات وأوزان ثقيلة لتحريك أبواب المأخذ .إن ه ذه الطريقة في التحكم ال تناسب طلب ات المي اه
المتغيرة خالل فترات زمنية بسيطة ولكنها تعتبر جيدة وتناسب التدفقات الثابتة لفترات طويلة.
هناك وسيلة أخرى ألتمتة القنوات المفتوحة بواسطة تث بيت المنس وب األم امي لمأخذ القن اة (
)Downstream levelويتم ذلك أيضًا عبر عوامات وأوزان ثقيلة ( )Floats & Weightsوبهذه الطريقة
يمكن أتمتة تدفقات القناة ومقابلة كاملة المتطلبات المائية حتى المتغيرة منها في كل حبس في القناة ،وتعتبر
ورة ولكن لها العديد من المزايا مقارنة بطريقة التحكم هذه الطريقة تقليدية مقارنة بالطرق األخرى المتط
اليدوي للقنوات ،كما أنها قد تكون أفضل من طريقة التحكم بواسطة المنسوب الخلفي للمي اه (upstream
. )levelتعمل القنوات المفتوحة المتحكم فيها بهذه الطريقة ،مثل ش بكة األن ابيب المتحكم فيها بواس طة
الضغط والتي سبق التعرض لها .ولهذا فهي يمكن أن تلبي طلبات مياه متغيرة ولكنها ليست مرنة التشغيل
مثل شبكة األنابيب .إن التحكم اآللي للتدفقات يتم كلما انخفض منسوب المياه في نقطة معينة أم ام المأخذ
وتمر موجة المياه عبر المأخذ وفقًا لسرعة انخفاض منسوب المياه في هذه النقطة المعينة .لهذا فقد يك ون
هناك تأخير في التدفق إذا تأخر وصول المياه للمأخذ مما يستوجب توسيع القنوات الستيعاب هذه الحاالت ،
عندما ال يكون هناك سحب للمياه تصبح القنوات سلسلة من الخزانات ذات مستوى ثابت ،وله ذا فالبد من
مراعاة ذلك عند تصميم القنوات.
إن أبواب القنوات التي يتم فيها التحكم من خالل المنسوب األمامي تسمح بتدفق المي اه في قن وات
جانبية بإستخدام نظام مناسب حيث أنها تعمل حسب منسوب ثابت يضمن تدفق الكميات المطلوبة من المياه
في كل القنوات الجانبية دون أن يؤثر التدفق في أي قناة جانبية على التدفق في القنوات األخرى.
هناك طريقة أخرى متط ورة للتحكم في القن وات يتم التحكم فيها بواس طة أجه زة إرس ال (
)Transmittersكهربائية توضع في مناسيب مختلفة ،وتشغيل هذا النظام يحت اج إلى أجه زة إلرس ال
البيانات المطلوبة عن المناسيب والبيانات األخرى.
يتميز هذا النظام عن األنظمة األخرى للتحكم في القنوات المطلوبة في التدفق الرتباطها بالتوصيل
الكهربائي لجهاز اإلرسال ،ولكن هذا النظام ليس بصالبة النظم األخرى لحساسيته الش ديدة وقابليته للتلف
أكثر من األجهزة األخرى.
ة .إن أول إن التطور المتسارع ألجهزة الكمبيوتر قد فتح الباب واسعًا التمتة أجهزة الري المختلف
رامج متكاملة لجدولة مميزات الحاسوب هو إمكانية حساب االحتياجات المائية مقدمًا بدقة شديدة وعمل ب
الري وتشغيل المعدات لإليفاء بهذه الجدولة وتأكيد الت دفقات المطلوبة والمحافظة على مناس يب المي اه
المحددة وهذا يمكن تطبيقه في القنوات المفتوحة وشبكات األنابيب ،كما أنه باستخدام هذه األجهزة الحاسبة
يمكن تحديد طريقة التشغيل المالئمة لمأخذ القنوات بسرعة هائلة وفي فترة زمنية قصيرة للغاية ،كما يمكن
وضع برامج تقوم بموجبها أجهزة الحاسوب نفسها بعملية بدء تش غيله وإيقافه وتغ ير نمطه ،أي التحكم
الكامل في عملية التشغيل أتوماتيكيا وهذا يعتبر تقدمًا مهوالً في عملية أتمتة أجه زة ال ري في القن وات
المفتوحة ويمكن اختيار الطريقة المالئمة حسب أهمية القناة واقتصاديات المشروع المعين.
ارات إن مميزات استخدام الحاسوب في أتمتة القنوات المفتوحة متعددة ،منها إمكانية إرسال اإلش
إلى أجهزة القنوات وتشغيلها من البعد والتعرف على التدفق ومناسيب المياه في كل نقطة تحكم .كما يمكن
اإلعداد المسبق لبرنامج فتح وقفل أبواب مأخذ القنوات لضمان توفير المتطلبات المائية ،كما أنه باستخدام
الحاسوب قد ال تكون هناك حاجة للمحافظة على مناس يب عالية في القن وات مما يقلل من مخ اطر كسر
جسور القنوات وعدم تعرض األجهزة لحموالت زائدة والتعويض عن التسرب الذي قد يحدث في القنوات ،
ولكن أهم مميزات استخدام الحاسوب للتحكم في القنوات المفتوحة هو إمكانية تش غيل الش بكة بن اء على
كما أن استعمال هذه األجهزة يقلل من معطيات دقيقة عن مناسيب وتدفقات المياه في كل النقاط المعينة.
إن إدخال أنظم التحكم اآللي في شبكات الري القديمة القائمة قد يكون معقدًا بعض الش يء .هن اك
العديد من الدول في العالم ذات خبرة عريقة في نظم الري التقليدية السطحية ولكنها تق وم حاليًا بتط وير
شبكات الري إذ لم يعد من الممكن أو المقبول االستمرار في ه ذه النظم التقليدية والمعتم دة على ال ري
المستمر ليل نهار طوال األربعة والعشرين ساعة ،وقد أصبح من الضروري تبني طرق ري أخرى أكثر
مالئمة مع المحافظة على المنشآت المائية القائمة.
إن إقامة بوابات للمنشآت القائمة تعمل أتوماتيكيا حسب مناسيب المياه خلف المنشآت يحسن من أداء
المنشآت ويقلل من الحاجة للعمالة مع احتمال أن يؤدي وضع هذه األبواب إلى فقد في فرق التوازن وه ذا
يتطلب بالضرورة إعادة النظر في المناسيب .إن إدخال االتمتة في شبكات الري الس طحي التقليدية القائمة
عن طريق التحكم في المناسيب أمام المنشآت قد ال يكون سهالً في كث ير من األح وال نس بة لض خامة
اإلنشاءات الهندسية اإلضافية الالزمة لذلك وخاصة في جسور القنوات وضرورة رفع مناسيبها باإلض افة
إلى أن انحدار القنوات قد ال يناسب تطبيق ه ذه التقانة ،كما أن رفع المناس يب قد يتع ارض مع بعض
المنشآت األخرى على القناة من معايير وخالفه.
إن أهم المشاكل التي يجب االنتباه إليها عند إدخال نظم الري اآللي في الش بكات القديمة القائمة هي
أن عدد ساعات التشغيل ستقل عن ساعات العمل التي بموجبها تم تصميم القنوات في األساس مما قد يؤدي
إلى عدم إمكانية إيفاءها للمتطلبات المائية ،وخاصة في ذروة االحتياجات المائية وهذا بالطبع يتطلب زيادة
سعة القنوات ولكن باستخـدام الحاسوب ،كما سيرد الحقًا قد يكون من الممكن تجاوز هذه المشكلة.
إن من أول أهداف االتمتة في المض خات باإلض افة إلى التحكم في الت دفقات هو حماية مح رك
المضخات الكهربائية ،ولتحقيق ذلك فقد تم تصميم جهاز إليقاف المح رك عن دما ت زداد س عة التي ار
الكهربائي عن الحد األقصى المسموح به دون إلحاق أي أضرار بالمحرك ،أما بالنسبة لمحركات ال ديزل
فهناك أجهزة إليقاف االحتراق إذا نقصت كمية الزيوت ب المحرك أو ارتفعت درجة حرارته عن حد معين
( . )cavitationأما في حالة أو عندما يحدث خلل في األجهزة الهيدروليكية منعًا لحدوث فجوات ضغط
وجود آبار جوفية مرتبط بعضها ببعض فيمكن بسهولة التحكم في الضخ المشترك بإيقاف البعض عندما تقل
الحاجة وتشغيل العدد المناسب عند ارتفاع الطلب ،وهذا بالطبع يتم حسب حالة الخزان المائي وس عة كل
مضخة .إن أتمتة شبكة الري في اآلبار الجوفية تساعد كثيرًا على االستغالل األمثل لهذه الم وارد المائية
وتؤدي إلى تخفيض كبير في استخدامات الطاقة باستخدام أفضل لآلبار لتوفير كمية المياه المطلوبة.
يمكن التحكم في المض خات عن طريق االتص االت الالس لكية واإلش ارات الهوائية أو ع بر
التوصيالت الكهربائية من الشبكات العامة أو باستخدام البطاريات في المن اطق النائي ة .كما أن هن اك
وسيلتين أساسيتين للتحكم في المضخات ،األولى من خالل التحكم في تشغيل المضخة وفقًا لمنسوب المياه
في خزان معلى Elevated tankحيث يمثل هذا الخزان الضغط المطلوب في األنابيب التي تنقل المـياه من
المضخات .يتم التحكم في منسوب المياه ب الخزان من خــالل عوامـة أو آلة تحكم أك ثر دقة تمثل
عند قاع الخزان أو عبر مقاومات كهربائية (Electrical الضغط االستاتيكي ( Hydrostatic Pressure
خات هي أنها )Resistanceوالتي تتغير مع كمية المياه .إن من أهم سمات هذه الوسيلة للتحكم في المض
يمكن االعتماد عليها أكثر من غيرها من الوسائل ،كما أنها أكثر مالئمة للمضخات حيث أن تشغيل وإيقاف
المضخات يتم خالل فترات زمنية معقولة وليس فجاءة مما يساعد على عدم رفع درجات حرارة المضخات
التي تتأثر كثيرًا بالتشغيل واإليقاف المفاجئ .
تتحسن كفاءة تشغيل المضخات تحت األتمتة كثيرًا بإدخال نظام للتحكم يشمل كل الوح دات العاملة
كوحدة متكاملة وليس التحكم المفرد لكل مضخة على حده ،وهذا نظام مت وفر ويخفض كث يرًا من تكلفة
التشغيل .إن تكلفة الخزان المعلى ال تتأثر كثيرًا بحجم وعدد المضخات التي يخ دمها ،ل ذلك فكلما زادت
تغطيته لعدد أكبر من المضخات كلما قلت تكلفته للوحدة .
أما الوسيلة األخرى ألتمتة المضخات الكهربائية فتتمثل في إيقاف وتشغيل المضخات أتوماتيكيا وفقًا
للتدفقات وذلك عبر حاسب للتدفقات ( ، )flowmeterفإذا زادت التدفقات عن البرنامج المتفق عليه يتم
إيقاف المضخة أتوماتيكيا بانقطاع التيار الكهربائي عنها ويتم أعادته عندما ينخفض الت دفق عن مس توى
معين محدد مسبقًا حسب متطلبات الري .بهذه الطريقة يمكن إرسال إشارة لكل المضخات وفق البرن امج
المحدد للتدفقات .إن هذه الطريقة ألتمتة المضخات تتطلب مضخات ذات مواص فات متطابقة ومتش ابهة
حيث ال يمكن إدخال مضخات مختلفة في نظام واحد متكامل مع ضرورة أن يكون التدفق مت وازن بينها ،
ولضمان خلق الضغط األدنى المطلوب في الشبكة عند حدوث تسرب أو فقد للمياه من الشبكة يتم ت ركيب
مضخة صغيرة إضافية تعمل عند انخفاض الضغط وتعمل على إرجاع الضغط للمس توى األدنى وتعمل
هذه المضخة بواسطة محبس هواء صغير يتحكم في تشغيلها .
إن أسلوب التحكم في المضخات بواسطة حاسب المياه هو أك ثر اقتص ادًا من األسـلوب األول
المرتبـط بالخـزان المـعلى ،إال أنه يتطلب أجهزة كهربائية أك ثر تعقي دًا .تج در اإلش ارة إلى أن
األوضاع التشغيلية التي تتع رض لها أجه زة التحكم الكهربائية الميكانيكية للمض خات قد تواجه بعض
المشاكل نسبة لإليقاف والتشغيل المتكرر خاصة في فترة أقصى االحتياج ات المائية للنب ات أو في حالة
هطول أمطار غير متوقعة ،ولذلك البد من تصميم هذه األجهزة الحتمال هذه األوضاع التشغيلية الصعبة.
2-2-1-4تحسين وسائل الري الحقلي :
طحي تمثل فواقد الري الحقلي أو ما يسمى أيضًا بفواقد االضافة الجزء األكبر من فواقد الري الس
حيث تقدر كفاءة االضافة في الري السطحي بالدول العربية ح والي %50-40وتبلغ ح والي %60من
جملة الفواقد الكلية للري السطحي ،وهى تعتبر بذلك أض عف نقطة في حلقة ال ري الس طحي وتحت اج
لمجهودات كبيرة لتقليل هذه الفولقد .
يعتمد الري السطحي التقليدي على الغمر الكلي لألرض مما يؤدي إلى إرتفاع الفواقد المائية .وإن
تي لها تقليل نسبة الغمر قد يساعد كثيرًا على تقليل الفواقد ،لذلك نجد انتشار أسلوب السرابات الطويلة ال
فواقد أخرى على اإلنتاج ولكنها ذات فائدة كبرى في تقليل الفواقد المائية وتحسين كفاءة الري الحقلي.
من األساليب األخرى لتحسين أساليب الري الحقلي ضمن أسلوب الري السطحي هو برمجة ال ري
بحيث يتم االرواء على دفعات صغيرة وفترات قصيرة مما يساعد كثيرًا على الفواقد من التبخر من س طح
الماء والتسرب إلى أعماق تحت منطقة الجذور.
من األساليب الجديدة استخدام التدفق المتقطع Surge Irrigationوهى عدم ارسال الماء دفعة واحدة
ولكن على دفعات وهو شبيه باألسلوب السابق ولكن يختلف في أنه ري مستمر .وقد قدرت كف اءة ه ذا
األسلوب بحوالي %75مقارنة مع %50لألسلوب التقليدي ،ومن األساليب الحديثة المتطورة في ال ري
السطحي إستخدام الري على مسارات ، Border Irrigationوهذه الطريقة تتطلب التحكم في تسوية
بة تمكن األرض حتى ال تنساب المياه بسرعة وتتراكم فـي نهاية المسار بل يجب ان تسير بسرعة مناس
من تغلغل المياه فـي األرض بنسبة معقولـة على طول المسار من بدايته حتى نهايته مع أقل الفواقد.
تستخدم طريقة الري حسب الطلب مع أب واب القن وات المتحكم فيها بالمناس يب األمامية الثابتة ،
وهناك أبواب يمكن التحكم فيها لتوفير كميات ثابتة من المياه.
أما التحكم في الري باألنابيب تحت الضغط فيناسب الري حسب الطلب بش كل أفضل من القن وات
المفتوحة نسبة لسرعة استجابة الطريقة للتغيرات في طلب المياه ،ولهذا فإن هناك تصور بأن الري حسب
حيح إذ أنه الطلب يرتبط فقط بطرق الري التي تستخدم األنابيب مثل الري بالرش ،وهذا تصور غير ص
يمكن استخدام القنوات المفتوحة في طريقة الري حسب الطلب كما سبق ذكره.
إن الفرق األساسي بين الري حسب الطلب والري المؤسسي هو أن في األول يكون الطلب للري من
المزارعين وقد يحدث في وقت واحد مما يستوجب أن تقوم شبكة الري بتحرير كميات من المي اه تزيد عن
التدفق المستمر في القنوات ،وفي حالة الري المؤسسي فهناك مجال لتعديل برنامج الري بما يتناسب وسعة
القنوات.
هناك عامل آخر مرتبط ب الري اآللي وهو درجة الح رارة .ففي البالد الب اردة قد يك ون من
الضروري إيقاف الري إذا تدنت درجة الحرارة عن حد معين لتجنب تجمد الرذاذ المتساقط ،له ذا ف إن
األجهزة في هذه الحالة تكون مرتبطة بمقياس للحرارة ويتم إيقاف جهاز الري آليًا إذا دنت درجة الح رارة
عن الحد المعين.
وهناك جهاز آخر مرتبط بأشعة الشمس يقوم ببدء وتشغيل جهاز الري آليًا حسب درجات الحرارة .
إدارة المـوارد المائية أهمها االرتباط العضـوي بين السياسة المائية والتخطيط واإلدارة ،وأفرزت أيضًا
فصالً لموضوع ترشيد استخدامات المياه وفصالً آخر للجوانب البيئية ومكافحة التل وث .وفي الع ام نفسه
طرح مفهوم اإلدارة المتكاملة للموارد المائية International water resources managementفي مؤتمر
رة ماردل بالتا .لقد ارتكز هذا المفهوم في السبعينيات على مبدأ التخطيط المركزي وبالتالي تبلورت فك
إعداد خطط مائية وطنية ، Water Master planوبالتالي تبلورت فكرة اإلدارة المركزية للموارد المائية (
أن مفهوم إدارة الموارد ()1
، )Central planning & managementومع نهاية الثمانينيات رأى رسول آغا
المائية ما هـو إالّ عملية معقدة تشمـل كـل المراحـل المتكاملة ألعم ال التخطيط والتنفيذ والتش غيل
وصيانة الموارد المائية ،آخذة بعين االعتبار كل المعوقات والعوامل المؤثرة والفاعلة في ذل ك ،وس اعية
لتقليل المنعكسات السلبية على البيئة ،وعاملة على زيادة العوائد االقتصادية للمجتمع وإلحداث التوازن بين
الموارد المتاحة والطلب عليها" .وتكمن أهمية هذا الرأي فـي أخذه بعين االعتبار اآلثار البيئية للم وارد
المائية ،Environmental impacts assessmentإذ من الضرورة بمكان لإلدارة الرشيدة أن تسعى للحد من
اآلثار السلبية وزيادة الفوائد اإليجابية لعملية إدارة الموارد المائية .
ومع مطلع التسعينيات وعلى الرغم من أن اإلدارة المتكاملة للموارد المائية مازالت حجر األس اس
في السياسات والخطط المائية الوطنية إالّ أن النهج التكاملي قد تبدّل بس بب ص عوبة تنفيذ خطط مركزية
ير على عمالقة شاملة من الناحية العملية ألسباب اقتصادية واجتماعية وطبيعية ،وبالتالي طرأ تحول وتغ
مفهوم اإلدارة المتكاملة للموارد المائية ،إذ انتقل من الش مولية المطلقة Comprehensivenessإلى الترابط
المنطقي ، Coherenceأي تحويل االتجاه في مجالي التخطيط واإلدارة من العمليات المعقدة إلى العمليات
األكثر تبسيطًا وفعالية(. )2
( )1وائق رسول أغا " ،استراتيجية إدارة الموارد المائية في منطقة اللجنة االقتصادية واالجتماعية لغربي آس يا
لتحقيق األمن المائي" ،ورقة قدمت إلى :اجتماع خبراء بشأن األمن المائي في منطقة االسكوا ،دمشق -12
16تشرين/نوفمبر . 1989
براء رصد ( )2جان خوري " ،اإلدارة المتكاملة للموارد المائية في الوطن العربي" ،ورقة قدمت إلى إجتماع خ
مصادر المياه والقوانين والتشريعات وإدارة المصادر المشتركة للمي اه الطبيعية ،الكسو ،ط رابلس 6-3 ،
تشرين األول/اكتوبر . 1994
يقوم هذا المنهج على تقييم وتنمية وإدارة الموارد المائية السنوية ووضع السياسات المائية القطاعية
في إطار السياسة الوطنية للتنمية االجتماعية واالقتصادية الشاملة نظرًا لمحدودية الموارد المائية وحساسية
األوساط المائية .ويالحظ هنا أنه على الرغم من تولد القناعة ل دى المس ؤولين عن القطاع ات التنموية
ناعة) بضـرورة تطبيق هذا المنهج إالّ أن إدارة هذه القطاعات وتخصيص المياه (للري وللشرب وللص
لديها غالبًا ما يتم بصورة مستقلة مما أدى إلى تدنّي كفاءة استثمار الم وارد المتاحة وإلى ت دهور الوضع
المائي وبخاصة في األحواض المائية الجوفية .
يقوم هذا المنهج على التفاعل السليم بين واضعي السياسات المائية وعامة السكان المستفيدين من هذه
السياسات وذلك بإشراك المس تفيدين من المش روعات المائية في كل من عملي ات تخطيط وتنفيذ ه ذه
المشروعات .وهذا اليتم عادة إالّ بتطوير الوضع المؤسسي والتشريعي من جه ة ،وبتنظيم المس تفيدين
ينادي الكثيرون من العاملين في مجاالت التنمية االقتصادية واالجتماعية بالتعامل مع الماء على أنه
"سلعة اقتصادية" وبالتالي يجب استخدام المبادئ االقتصادية لحل المشكالت المائية كونها تسهم بشكل فعال
في رفع كفاءة استخدامات المياه وتقليل الهدر .وعلى الرغم من ص عوبة تحديد قيمة المي اه في ال دورة
الهيدرولوجية على المستويات المحلية واإلقليمية والعالمية إالّ أنه من الضروري أيضًا معاملته اآلن كالنفط
"عديم القيمة وهو في باطن األرض وذي القيمة الكبيرة فوقها " ،أي يترتب على إنتاج الم اء وتحويله من
مورد إلى إمدادات تكلفة إضافية في التخزين والتوزيع والمعالجة والصيانة والتشغيل .
ات الحديثة في مع ذلك التزال العديد من مشاريع الري الكبرى في الوطن العربي تفتقر إلى التقني
إدارة مياه الري .ويشمل ذلك حساب المقننات المائية لكل نوع من المزروعات ،وكذلك جدولة توزيع مياه
الري على أسس علمية دقيقة باستخدام تقني ات الحاسب اآللي المتقدمة .ولقد لوحظ ح تى في المش اريع
الكبرى عدم الدقة في تقدير فتحات عشرات البوابات على القنوات وبالتالي إهدار كميات كب يرة من مي اه
ات الري وعدم توازن توزيعها .وعالوة على ذلك فإن عدم استعمال بنك المعلومات الخاص بإدارة البيان
الخاصة بالري والمزارع سبب إرباكًا لهيئة اإلدارة الخاصة بتشغيل مشاريع الري الك برى وبالت الي تقل
كفاءة توزيع المياه .
والواقع أن القطاعات الزراعية في العديد من البلدان العربية في الس نوات األخ يرة ك انت مخيبة
اقبت لآلمال نظرًا ألن السياسات الكلية التي انتهجتها الحكومات والمتمثلة بسياسات التسعير والدعم قد ع
الزراعة من ناحية ،وألن السياسات االستثمارية انحازت إلى مشروعات الري الضخمة من ناحية أخرى.
وعلى رغم االستثمار الكبير في مجال الري فإن االفتقار إلى الكفاءة في إدارة المياه (بس بب التص ميمات
المعيبة وضعف الصيانة وسوء االستعمال) فان النتيجة لم تكن مرضية للغاية .
وتنظيم استغالل المياه الجوفية شائع ولكنه كث يرًا ما يمثل مش كلة عس يرة ،إذ أن الس حب على
المكشوف من دون ضابط من مستودعات المياه الجوفية ليس نادرًا في بلدان المنطقة ،وال تتوفر الق درات
اإلدارية للمراقبة السليمة بالقدر الكافي وينبغي تعزيزها وتجهيزها بوسائل المراقبة التقانية الحديث ة ،إذ بلغ
السحب على المكشوف نسبًا خطيرة في بعض بلدان المنطقة (األردن وليبيا وفي بعض المناطق في سوريا
تلعب الضوابط االقتصادية وبخاصة السياسات السعرية المائية دورًا ف اعالً في مج االت ترش يد
استخدامات المياه ،والواقع أنه إذا لم تتخذ مثل هذه الضوابط في الوطن العربي فلن تعطي الوس ائل التقنية
السابقة أية نتائج مرجوة .وكما ذكر آنفًا البد من تحديد هيكل تعريفة المياه القائم على معرفة تكاليف إنتاج
وتوزيع المياه من جهة ،والظروف االقتصادية واالجتماعية لمستهلكي المياه من جهة ثاني ة .في مج ال
االستخدام الصناعي البدّ من تطبيق مبدأ " الملوّث يدفع " المعم ول به في ال دول المتط ورة ،وفي حالة
ات استحالة تطبيق هذا المبدأ يفضل تركيز النشاطات الصناعية في مناطق صناعية لسهولة معالجة مخلف
هذه الصناعات وتطوير ما يعرف بـ " سوق إعادة التدوير " للمياه .
هناك مناهج كثيرة لوضع هيكل لوسائل التدخل المالية يؤيد أحدها فك رة أن يك ون التمويل الكامل
لكلفة توريد المياه على حساب المستعملين ،بينما يحبذ نهج آخر التسعير بمستويات تكافؤ الكلفة الحدية للمياه
.وعادة ما تكون رسوم المياه ،في الواقع العملي ،أدنى من المستويات الالزمة الستعادة التك اليف المالية
ناهيك عن المحافظة على استمرار تمشيها مع زيادة التكاليف الحدية حيث توضع بمستويات التق ترب من
القيمة الحقيقية للمي اه .ففي الجزائر تبلغ الكلفة الحدية الطويلة األجل للمي اه الموجهة إلى المس تهلكين
الحضريين ،بما في ذلك توريد توزيع المياه ،حوالي 0.52دوالر أمريكي للم تر المكعب بينما يبلغ رسم
المياه في المتوسط 0.12دوالر أمريكي للمتر المكعب .والتناقض أوضح في الري إذ تبلغ رسوم المي اه
الحالية في المتوسط 0.02دوالر أمريكي للمتر المكعب مقابل متوسط كلفة حدية للمياه تبلغ 0.32دوالر
أمريكي .وفي األردن تقارب رسوم مياه الري في ش بكات ال ري العامة حاليًا نصف تك اليف الص يانة
والتشغيل .وفي مصر يتراوح مجموع كلفة توريد وتوزيع المي اه الخ ام بين 0.03دوالر أم ريكي في
المناطق الريفية و 0.25دوالر أمريكي في المناطق الحضرية الرئيسية ،بينما اليزيد متوسط رسوم المياه
التي يدفعها المستهلكون في المنازل على 0.03دوالر أمريكي للم تر المكعب ،وينبغي أن تض اف إلى
التكاليف السالفة الذكر كلفة جمع ومعالجة مياه الصرف الصحي ،التي يبلغ متوسطها ،بحسب التق ديرات ،
ما يتراوح بين 0.12دوالر أمريكي للمتر المكعب في المغرب و 0.37دوالر أمريكي للمتر المكعب في
األردن (إعادة استعمال مياه الصرف في الري) ،ومن هنا فإن الجمهور اليدرك القيمـة االقتصادية للمياه
،ومـع انخفاض مستويات رسـوم المياه فإنه يفتقـر إلى الحافز على الحفاظ على المياه ،وبالتالي فإنه
اليمكن توقع أن يتحمل الجمهور مسؤولية حماية وحفظ المياه(. )1
تهدف معظم الحكومات إلى فرض رسوم على استعمال المياه من شأنها أن تغطي تك اليف ص يانة
وتشغيل المرافق الحضرية ،وفي حاالت كثيرة أيضًا جزءًا من التكاليف الرأسمالية .ولكنها كثيرًا ما تفشل
،من الناحية العملية ،عن تنفيذ سياساتها مما قد ال يمكنها من تغطية التك اليف .وح تى في األردن ،حيث
تقترب رسوم المياه الحضرية من الكلفة الحدية الطويلة األجل لإلمدادات الجديدة من المياه ،فإن الهدر غير
المبرر وغيره من العيوب يستوجب تقديم دعم حكومي .وعادة ما تك ون الحكومة هي المالكة والم ديرة
لخدمات توريد المياه ،ويرى البعض أنه ينبغي تقديم مستوى معين من خدمات المياه والص رف بكلفة في
حدود طاقة الجميع للمحافظة على معايير الصحة العامة .وعلى الرغم من صواب هـذا ال رأي ف إن
الخدمات التي تزيد على االحتياجات األساسيـة ينبغي دفع رسوم مقابل كلفتها الحقيقيـة.
أما رسوم مياه الري فهي أقل بكثير عادة حتى من المستويات غير الوافية لقطاع البلديات ،إذ تعزف
كثيرًا من الحكومات عن قبول مبدأ استعادة كلفة مياه الري وتعمد إلى إبقاء رسوم مي اه ال ري أدنى من
مستويات استعادة الكلفة الكاملة كتعويض من انخفاض دخول المزارعين المقيدة بهدف إبقاء أسعار األغذية
منخفضة في السوق والمحافظة على فرص العمل الزراعية والحد من الهجرة المكلفة من المن اطق الريفية
إلى المناطق الحضرية .غير أن "الري المجاني" يعطي المزارع "إشارة خاطئة" وبالتالي ينبغي أن تك ون
زيادة رسوم مياه الري عنصرًا مهمًا في بحث إزالة تشوهات األسعار ،أي وضع األسعار في نصابها .
ولم يسلَّم سوى عدد قليل من البلدان بضرورة فرض رسوم " بصورة وافية" على إمدادات مياه الري
.ففـي المغرب ينص قانون المياه على أن يخضـع استهالك المياه كله لدفع رسوم على أساس عام حتى
رية. إذا ظلت المعدالت في مجال الري ،في الواقع العملي ،أدنى بكثير من المعدالت في المناطق الحض
وفـي معظـم البلدان اليزال الري "مجانًا " ،ففي مصر ،توفر إمدادات المي اه الس طحية لل ري مجانًا
وتمول هيئات المياه من الضرائب وغيرها من اإليرادات العامة.
(1) Jeremy Berkoff, A strategy for managing water in the Middle East and North Africa,
)Directions in development (Washington, DC: World bank, (1994
وأي زيادة ذات شأن في رسوم المياه ستؤدي إلى وفورات في استعمال المي اه عن طريق تش جيع
المزارعين ،على سبيل المثال ،بإقامة نظم ري تحقق وفرًا في المياه ،وتكييف أنماطهم المحصولية بحيث
تحقق صافي عائدات أمثل .
غير أن تكلفة اتاحة المياه قد أخذت تحظى باهتمام متزايد في كث ير من بل دان المنطقة مثل األردن
وسوريا ومصر وغيرها ،وتتجه كثير من البلدان حاليًا ،من حيث المبدأ ،إلى ضرورة زيادة رسوم المياه .
هناك مفاهيم عديدة لتحديد أفضل السبل لتحديد رسوم المياه ،وأحد المن اهج المتناولة هي تس عير
زءًا من المياه بحيث تغطي كلفة التشغيل والصيانة لتوصيل المياه إلى المستعمل .وثمة نهج ثان يشمل ج
االستثمارات الرأسمالية أيضًا ،كما أن هناك نهجًا ثالثًا يتمثل بتسعير المي اه بكلفتها الفعلية أو بكلفة ث اني
أفضل استعمال في األجل القصير مع افتراض ثبات طاقات التوريد .وثمة رأي آخر والس يما في ض وء
مل بحكم ارتفاع تكاليف الوحدة اإلضافية من المياه يتمثل بتسعيرها بكلفتها الحدية الطويلة األجل التي تش
تعريفها تكاليف الضرر البيئي أو إستنفاذ الموارد في األجل الطويل .
ويمكن أن تراعي أهداف سياسة التسعير واحدًا أو أكثر من االعتبارات التالية(: )1
* توزيع الموارد المائية بكفاءة بين شتى قطاعات االقتصاد وداخل القطاع ذاته.
* تلبية اعتبارات اإلنصاف وقدرة المستهلكين على الدفع والسيما الفقراء .
رر ويشمل تسعير المياه كلفة التشغيل والصيانة والتكاليف الرأسمالية وكلفة استنفاد الموارد والض
البيئي .وهذا يعني تقويم ثمن المياه بسعرها الكفء اجتماعيًا ،وهو يختلف عن تسعير المياه ،مع اف تراض
أن تكاليف توريد الوحدة اإلضافية سيبقى من دون تغيير مستقبالً .وبموجب آلية تسعير كهذه ،فإنه إذا زاد
الطلب (بسبب تغير أنماط االستهالك أو زيادة عدد السكان كما هو الحال في كثير من البلدان العربية) فإن
تكاليف التوريد سوف تزداد .ويعني هذا عمليًا وضع هيكل تسعير يختلف باختالف المستهلكين وأوق ات
التوريد (فترات الذروة مقابل فترات انخفاض االستهالك) ونوعية المياه المقدمة والمناطق الجغرافية .
(1) Mohan Munasinghe, Water supply and environmental management : Developing world
applications, foreword by Donald Lauria, Studies in water policy and management
(Boulder, CO : Westview press (1992) .
وعندما توضع األسعار وفقًا للكلفة الحدية الطويلة األجل في ظروف تزداد فيها تك اليف إنت اج
الوحدة اإلضافية من المياه ،كما هو الحال في كثير من البلدان العربية ،فقد يتحقق فائض ويمكن تحويل هذا
الفائض إلعانة المجموعات الخاصة مثل الفقراء وسكان المناطق المتخلفة إنمائيًا .
وفي مواجهة ندرة المياه في المنطقة العربية تملي اعتبارات التنمية المستدامة أن يكون تسعير المياه
على مستوى أقرب ما يمكن من الكلفة الحدية الطويلة األجل .وكخطوة أولى ينبغي أن تحصل رسوم:
-من أجل استعادة كلفة التشغيل والصيانة باإلضافة إلى نسبة من التكاليف االستثمارية.
ويجري استنزاف موارد المياه الجوفية في كثير من بلدان المنطقة العربية بمعدل يثير الجزع ويمكن
للحكومات من أجل منع االستنزاف المستمر أن تلجأ إلى تدابير من قبيل فرض الض رائب أو تخص يص
حقوق المياه أو ضبط توريدها .
وترسل السياسات التي تقلل من قيمة المورد الطبيعي إشارات اقتصادية خاطئة إلى المزارعين من
زاوية الدخل الكبير الذي يخسره المجتمع .ويقدم الشكل رقم ( )2-1مثاالً يبين كلفة اإلفراط في الضخ في
حالة " الوصول الحر إلى المورد " حيث يمثل منحنى الطلب استعداد الم زارعين لل دفع مقابل الوح دة
اإلضافية من المياه .ويتيح معدل التغذية الطبيعية حدًا أقصى من " الع رض " مق داره . X1وتمثل OD
الكلفة األولية للحصول على وحدة من المياه عن طريق الضخ .وبهذا السعر ،في حالة عدم وجود ض بط
لالستعمال ،ستضخ X2وحدة من المياه .ومع ضخ المياه بأكثر من المستوى المس تديم وهو ( X1الضخ
أكبر من التغذية) يبدأ مستوى المياه في الحوض في الهبوط (كما هو الحال في كثير من بلدان المنطقة) مما
يؤدي إلى ارتفاع تكاليف ضخ الكمية نفسها من المياه .
السعر
وفي ظل التوازن الجديد تضخ مياه أقل ( )X1بكلفة أكبر ،حيث يدفع المزارعون س عرًا اليأخذ في
الحسبان كلفة المستعمل (أو كلفة استعمال المياه على مر األجي ال) .ويتمتع المس تعمل بف ترة أولية من
الفوائد اإلضافية التي تتحقق من الحصول على X2من المي اه ،كما هو م بين بالش كل (المنطقة الفاتحة
اللون) ،ولكن هذه الحالة التستمر ألنها تؤدي إلى كلفة إضافية كما هو م بين بالمس احة المنقطة الغامقة
اللون .ومن الناحية االقتصادية سيكون الخصم الذي يحدث في تحقيق الفوائد في الف ترة المبك رة أقل من
الخصم في الكلفة نتيجة اتباع سياسة الوصول الحر إلى المياه .
ويمكن إنجاز الحل األقل كلفة المستديم عن طريق ف رض رسم مماثل للمق دار ADفي الش كل
تى المذكور على كل وحـدة مـن المياه تستمد مـن المياه الجوفية أو إنشاء سوق لحقوق سحب المياه ح
المستويـات المستديمة . X1وفي كثير مـن البلدان يجعـل الوصـول الحـر إلى المياه الجوفية الضخ
غير اقتصادي ويؤدي إلى تفاقم مشكلة تدهور الموارد المائية وفي حاالت كثيرة إلى التصحر .
وتتطلب سياسة التس عير المالئم أن يتم التحقق على األجل الطويل من قيمة اس تنزاف الم وارد
الجوفية على مر األجيال التي تبينها العالقة التالية بالقيمة الحدية :
COM
CM
1 1
CUM 1
ECM ji
حيث :
: COMهي صافي كلفة االنتفاع الحدية الستعمال مورد المياه ، 1
CUMكلفة المستعمل الحدية الستعمال مورد المياه (اعتبارات تعاقب األجيال) .
:هي 1
CEM
هي الكلفة الحدية المشتركة بين القطاعات المفروضة على القطاع (المورد) المشار : ji
أما أساس تحديد أسعار المياه بناءًا على تكلفتها الحدية فيمكن التعب ير عنه بمنح نى بس يط يمثل
العرض والطلب .والشكل رقم ( )2-2يبين الحالة الراهنة في ما يتعلق بمنحنيات العرض والطلب .فعند
السعر Pوالكمية Qفإن جملة الفوائد الخاصة بالمستهلكين تمثلها المساحة الواقعة أسفل منحنى الطلب أو
استعدادهم لدفع السعر المطلوب ،أما الشكل رقم ( )2-3فيبين سعر الم اء عند نقطة ن اتج القيمة الحدية
ويالحظ منه التالي :
ووفقًا للشكل المذكور تمثل تكلفة عرض المياه المساحة الواقعة أسفل منحنى العرض وتعبر عنها
المساحة ( . )3+4+5وأما صافي الفوائد أي المساحة ( )1+2-5فهو يساوي الفوائد ( )1+2+3+4ناقصًا
التكاليف (. )3+4+5
ويبلغ صافي الفوائد أقصى قيمة له عندما تكون الفوائد الحدية مساوية للتكلفة الحدية أو عند السعر
Qحيث تكون : o P oوالكمية
وقبل الدخول في حساب وتقدير قيمة المياه البدّ من تحديد الفارق بين األسعار الخاصة (المالي ة)
اب قيمة الفوائد واألسعار االجتماعية (االقتصادية) .فاألسعار الخاصة هي أسعار السوق التي تتخذ لحس
واء لخلل في والتكاليف لسلعة من السلع .وهذه األسعار تبتعد في كثير من األحيان عن قيمتها الحقيقية س
السوق أو ألنها خارجية ،وبإزالة هـذه التشوهات يمكن حساب األسعار االجتماعية أو االقتصادية.
ادة وعادة ما تكون األسواق غير كافية أو غائبة تمامًا بالنسبة لسلعة كالمياه وتعتمد قيمة المياه ع
على المحاسبة المالية (أي على متوسط السعر).
هذا ويُستخدم أسلوب دالة اإلنتاج للحصول على ناتج القيمة الحدية لمستلزمات بعينها ،إذ غالبًا ما
يل .في تستخدم قطاعات من البيانات أو سالسل زمنية لتقدير قيمة المستلزمات الداخلة في إنتاج المحاص
عام 1922استخدم معهد البنجاب للبحوث االقتصادية نموذج دالة اإلنتاج (استنادًا إلى بيان ات تقريبية أو
بعض المسموح عن إدارة المزارع) لحساب المساهمة النسبية لبعض اللوازم المختارة في إنتاج المحاصيل
وكذلك قيمة الناتج الحدي لكل واحد من المستلزمات وكفاءة تخصيص الموارد المستخدمة .وصُ نّفت قيمة
الناتج الحدي بالنسبة للماء سواء في مناطق مش روع إزالة الملوحة واستص الح األراضي أو في غيرها
بحسب حجم المزرعة .
Y xa b1
1 .x 2b 2 .x 3b 3 .x 4b 4 .x 5b 5 .x 6b 6 .e u
حيث أن :
ونظرًا النخفاض قيمة تكلفة الفرصة فإن كبار الم زارعين ق ادرون على تحقيق مزيد من ال ربح
االقتصادي وذلك بتحسين استعمال المياه ،بينما يستخدم صغار المزارعين المياه بدرجة كبيرة من الكفاءة،
حيث كان منتج القيمة الحدية 10.08روبيات ،وهي قيمة تقترب من تكلفة الفرصة .وإذا قورنت األسعار
في أسواق المياه (تكلفة الفرصة) وقيمة الناتج الح دي يتضح أنه يمكن تحقيق مكاسب اقتص ادية من بيع
اه بطريقة المياه ،وإذا زادت المنافسة بين أسواق المياه العاملة في ظل القانون سوف يتحسن استخدام المي
مرشدة وعادلة .
إذا وتقوم هذه الطريقة على توزيع القيمة الكلية للناتج على جميع الموارد المستخدمة في اإلنتاج ،ف
إن المتبقي من القيمة اإلجمالية أعطيت كل المستلزمات أسعارًا سليمة باستثناء واحد فقط (وليكن المياه) ف
للمنتج يُعزى إلى المتبقي من الموارد .وتستخدم عادة المعادلة البسيطة التالية في حساب قيمة الماء الالزم
لمحصول ما :
حيث :
وبالجمع بين البيانات المتعلقة باحتياجات المحصول من الماء يمكن حساب قيمة الماء بالنسبة لهذا
المحصول كما يلي :
الدخل الصافي للمحصول i
قيمة الماء Eللمحصول = i
احتياجات المحصول iللمياه
ولدى تطبيق هذه الطريقة في باكستان على محاصيل القمح واألرز وقصب السكر والقطن وعباد الشمس
تبين أن متوسط العائدات الصـافية لميـاه الري (روبية لكل 1000م 3مياه)( )1كانت كالتالي :
يعتبر أسلوب البرمجة الخطية طريقة مناسبة لتقدير القيمة الحدية للمياه حيث يمكن للنموذج تحديد
النظام الزراعي المطلوب لزيادة الدخل إلى أقصى حد ممكن في ظل تشغيل نموذجي للمزرعة مع اختالف
كميات الري .ومن طرق تقويم أي مورد حدي اعتبار المزرعة في حالة مثلى على المدى القصير ثم قياس
كيفية تأثير زيادة كمية المياه أو نقصانها بالقدر المرغوب في العائدات كما هو موضح في الشكل رقم (-4
. )2()2
اج غالبًا ما تستخدم تكلفة استخراج المياه من اآلبار لتعبر عن قيمة هذه المياه نظرًا ألن تكلفة إنت
الماء تمثل قيمته الحدية وأن المزارعين المستخدمين لمياه اآلبار يضخون الماء منها إلى الحد الذي تتساوى
عنده قيمة الماء الحدية مع تكلفة إنتاجه .ومن الواضح أن التكلفة االقتصادية إلنتاج الماء تكون مرتفعة في
حالة آبار الديزل بالمقارنة مع آبار الكهرباء ( % 5-25زيادة) ذات السرعات العالية كما هو موضح في
الجدول رقم (. )2-1
ووفقًا لهذه القيم الحدية تكون أسعار المي اه مس اوية تقريبًا لألس عار التجارية ولن يك ون بوسع
المزارعين دفع هذه األسعار إالّ إذا ألغيت الضرائب المفروضة ضمنيًا على المنتجات الزراعي ة .ويالحظ
هنا أنه اليمكن اعتبار تكلفة إنتاج مياه اآلبار مقياسًا لتحديد سعر مياه القنوات كونها مرتفعة جدًا والتستخدم
عادة إالّ بصفة تكميلية للري بواسطة القنوات .
غالبًا ما ينظر االقتصاديون إلى زيادة رسوم المي اه كأحد الخي ارات المطروحة لتق نين المي اه
المستخدمة في الزراعة ولرفع كفاءة استخدامها .وتتوقف قدرة المزارعين على دفع الرسوم اإلضافية على
المياه وفقًا لدخولهم الصافية .فمزارعو باكستان على سبيل المثال يدفعون ما يعادل ، 2.6%و ، 2,8%و
13.2%من الدخل الصافي لكل من القطن والقمح وقصب السكر على التوالي ،هنا يالحظ الف رق الهائل
بين رسوم المياه الحالية وبين األسعار الخاصة واالجتماعية( )1المحسوبة بالطرق المختلفة المذكورة آنفًا .
والواقع أن عملية زيادة الرسوم على المياه يجب أن تقرن دائمًا بحجم الضرائب التي تضعها الدولة
على المحاصيل الزراعية (خاصة التصديرية منها) سواء أكانت مباشرة( )2أو غ ير مباش رة .ففي حالة
كبر حجم هذه الضرائب البدّ للمزارعين واتحاداتهم من مقاومة أية رسوم إضافية على المياه نظرًا ألن هذه
الزيادات ستضر بمعدالت التبادل التجاري القطاعية في غير صالح القطاع الزراعي وتؤدي إلى انخفاض
رغبة وقدرة المزارع في المحافظة على الموارد المائية .
من جهة أخرى ترتبط أيضًا رسوم المياه كليًا بكل من تكاليف التشغيل والصيانة .فانخف اض ه ذه
الرسوم في باكستان أدى إلى تقييد يد الحكومة في توفير الموارد الالزمة للتشغيل واإلدارة بكفاءة .إن سوء
صيانة شبكة الري يؤدي إلى العديد من الثغرات التي تقود في النهاية إلى انقط اع المي اه وبالت الي إلى
انخفاض في غلة المحاصيل واإلضرار بالمساحات المزروعة وإلى التحول لزراعة المحاصيل المنخفضة
القيمة ،وإلى تقليص االستثمارات الزراعية .لذلك نرى أنه من الضرورة بمكان رفع رس وم المي اه إلى
المستوى الذي يمكن عنده أن تغطي تكاليف تشغيل مرافق الري وصيانتها وأن تدر الموارد المالية لتطوير
هذه المرافق .بمعنى آخر يجب أن تراعي الزيادات في رسوم المياه مستقبالً النقاط التالية :
-تصحيح األسعار مطلوب بهدف القضاء على التدخل في األسعار بطريقة مباشرة أو غير مباشرة
.
-رفـع األسعار فـي المدى القصير لجمـع األموال الالزمة لبناء شبكة الري وصيانتها بكفاءة.
حيث :
:تكلفة الفرصة الصافية الحدية الستنفاذ مورد الماء ، COM 1
تكلفة االستخدام الحدية الستنفاذ ماء المورد (الجانب المشترك بين : CUM 1
األجيال)،
CEM
:التكلفة الحدية المشتركة بين القطاعات والمفروضة على القطاع (المورد) باستنفاذ ji
المورد . i
2-4-2التشريع والقضايا المؤسسية :
ود إلى تعتبر التشريعات من أهم الوسائل التي تستخدمها اإلدارة المتكاملة للموارد المائية كونها تق
اع حماية الموارد المائية ألنها أمالك عامة .وما يتمتع به األفراد من حقوق بخصوصها هو حـق االنتف
بالمياه وذلك في ضوء الرخص التي تمنحها الدولة الستثمار المياه السطحية والجوفية ووفقًا لشروط تحمي
هذه الموارد من التلوث واالستنزاف وتجنب اختالط مياه الطبقات المتباينة النوعيات .
وتدرك البلدان العربية أهمية التشريعات في حماية الموارد المائية السطحية والجوفية من التل وث،
فأخ ذت تسن الق وانين الخاصة بحماية نوعية المي اه وحماية البيئة وبخاصة المي اه الجوفية على رغم
الصعوبات التي تواجهها السلطة المسؤولة عن إدارة الموارد المائية المتعلقة بهذه المياه من جراء التكثيف
الزراعي في المناطق المروية وانتقال جزء مهم من المغذيات والملوثات إلى الطبقات الحرة .
وفي ضوء ظروف ازدياد ندرة المياه وزيادة التكاليف الحدية إلمدادات المياه يتعين تحسين وتعزيز
الوظائف التنظيمية التي تضطلع بها الحكومة في قطاع المياه .وال غنى عن إصالح إدارة الحكومة لقطاع
أثير في الوضع المؤسسي المياه باعتبار أن تحسين الكفاءة هو الهدف األسمى .وسيكون لهذا اإلصالح ت
لموارد المياه وسيكفل تعريفًا أوضح لدور القطاع الخاص .ويمكن توقع أن تكتسب إع ادة توزيع م وارد
المياه أهمية متعاظمة خاصة في البلدان الفق يرة بالمي اه ذات ال دخل المتوسط وال دخل المنخفض ،كما
ستكتسب معالجة مياه النفايات وإعادة استعماالتها أهمية أكثر .وستتطلب هذه العوامل وغيرها من العوامل
الملحة إصالحات مؤسسية وتشريعية لمعالجة الجوانب التنظيمية وغيرها من الوظائف التي ستظهر نتيجة
لألوضاع الجديدة لموارد المياه .
وما تزال األقسام المتخصصة "باإلرشاد المائي" للمزارعين شبه غائبة في العديد من البلدان العربية
وبالتالي يبقى المزارع من دون اإلرشاد الكافي والفعال ألفضل األس اليب لتحس ين ط رق ال ري داخل
المزرعة واتباع المقننات المائية .
أما في مجال " توعية الجمهور " تشجع األطر التي تستهدف مشاركة الحائزين في صنع القرارات
على تحقيق الشفافية والمحاسبة ،ويمكن أن تكفل تأييد والتزام الجمهور بسياسات وبرامج المياه .ويمكن أن
تؤدي المناش دات الموجهة لتوعية الجمه ور من خالل ب رامج التعليم العامة والمب ادرات المماثلة إلى
تغييرات مهمة في السلوك البشري المتصل بحفظ المياه واستعمالها .وهذه الجهود في معظمها التكاد تكلف
شيئًا بالمقارنة مع االستثمارات في قطاع المياه وينبغي تشجيعها ودعمها في البلدان العربية .
ونظرًا ألن العديد من اختصاصيي المياه اليؤمنون بالتعريف المبسط لترش يد اس تعماالت المي اه
المتمثل بتأمين االحتياج المائي المعقول للنبات وللمحصول فقط وإنما يريدون أن يش مل كل اإلج راءات
المترابطة والمتكاملة من فنية وإدارية وزراعية واقتصادية واجتماعية وتشريعية والتي ته دف بمجموعها
إلى تحقيق أكبر عائد اقتصادي من وحدة المياه وبشكل ي ؤمن ديمومة الم وارد المائية وحماية الم وارد
الطبيعية األخرى من التدهور والتصحر واالستنزاف والتلوث ،لذلك فإن عملية الترش يد المتكاملة به دف
رفع كفاءة استخدام الماء ترتبط عمليًا بكثير من العوامل ،منها :
-8العالقة بين الدولة والمزارعين ومدى مشاركتهم في إدارة المنظومة المائية .
الباب الثالث
التجارب العربية والعالمية في مجال
تطوير الري السطحي والصرف
الباب الثالث
التجارب العربية والعالمية في مجال
تطوير الري السطحي والصرف
3-1مقدمة :
لقد ارتبطت الزراعة المروية بالحضارات على ضفاف األنهر ،وقد عرف العالم العربي العديد من
هذه الحضارات في منطقة ما بين النهرين وعلى ضفاف نهر النيل ،حيث اشتهرت الزراعة المروية ،ولقد
ساد نمط الري السطحي في كل هذه الزراع ات المروية ،حيث لم يكن هن اك أس لوب خالفه .تش ير
االحصاءات الحالية كما ذكر سابقًا بأن أسلوب الري السطحي يس تخدم في ح والي %85من األراضي
المروية العربية .وقد تعددت التجارب العربية في تطوير هذا النظام لتدارك س لبياته ،وفيما يلي س رد
لبعض هذه التجارب العربية :
بشكل عام ،إن أساليب الري المتبعة وسبل نقل المياه إلى الحقل تلعب دورًا كبيرًا في كفاءة ال ري
وحسن استخدام المياه .وفي األردن ،يتكون نظام الري من ثالثة أجزاء رئيسية هي :
ية ) إلى نقل تهدف أنظمة التوزيع (القناة الرئيسية :قناة الملك عبد اهلل ،وشبكات الري الرئيس
المياه من المصادر المائية (السطحية والجوفية والمخزونة) عبر سدود تحويلية مقامة على األودية الجانبية
عي داخل مجهزة بأجهزة قياس وبوابات وأحواض ترسيب وغيرها .وتهدف أنظمة الري الحقلي الموض
الوحدات الزراعية إلى نقل المياه من مآخذ الوحدات الزراعية إلى جذر النب ات .وتقسم ط رق ال ري
الحقلي إلى :الري السطحي ، Surface irrigationالري بالرش ، Sprinkler irrigationوالري بالتنقيط
. Drip or trickle irrigation
هذه الطرق الثالثة هي الشائعة حاليًا ،إالّ أن الري السطحي هو األسلوب الذي م ورس منذ الق دم
وظل سائدًا في األردن حتى نهاية السبعينات ،وحتى ذلك الحين لم يكن يم ارس أيًا من أس اليب ال ري
األخرى .ومنذ مطلع الثمانينات بدأ التح ول الت دريجي إلى ال ري بالتنقيط متس ارعًا خاصة في ري
الخضروات وأصبح هو السائد في األردن ،إالّ أن أسلوب الري الس طحي ما ي زال يس تخدم خاصة في
أراضي األودية الجانبية دائمة الجري ان ،واألراضي المزروعة باألش جار والم وز في وادي األردن.
ويتطلب أسلوب الري السطحي أعمال التسوية الحقلية وتجريف األرض لتكون ش به مس توية إذا ك ان
منسوب مصدر المياه أخفض من أجزاء األرض المراد ريها .
ومن أبرز سلبيات الري السطحي تدني كفاءة الري ،في الوقت الذي تعاني منه األردن من شح شديد
في المياه المتاحة من مصادرها .
طرق الري السطحي في األردن :
أوالً :الري السطحي باألثالم أو الخطوط :عبارة عن خطوط مستقيمة أو كنتورية ارتفاعها -25
15سم ،وعرضها 20-40سم ،والمسافة فيما بينها 50-100سم وذلك حسب المحصول
،تسيل فيها المياه ،ويتم زراعة الخضروات مثل البن دورة والباذنج ان والكوسا والزه رة
والملفوف والفاصولياء والبصل والثوم وغيرها .يتوقف طول الخط على نوع التربة ،ويمكن
استخدام الخطوط الطويلة في األراضي الطينية الثقيلة إذا كانت أبعاد المزرعة تس اعد على
ذلك كما يلي :
طول الخط نوع التربة
120متر خفيفة
120-250متر متوسطة
250-400متر ثقيلة
ـ :عب ارة عن أقنية متعرجة ذات زوايا قائم ة ،ويتم زراعة
ـدواليب
ـطحي بالـ
ـري السـ
ثانيًا :الـ
الخضروات مثل البندورة والباذنجان والكوسا والزهرة والبصل والثوم وغيرها .
ثالثًا :الري السطحي باألحواض :عبارة عن أحواض كب يرة مس تطيلة أو مربعة الش كل ذات
أكتاف ،ويتم زراعة أشجار الحمضيات والموز وغيرها من األشجار ،وك ذلك المحاص يل
الورقية مثل البقدونس والنعنع والجرجير والسبانخ والملوخية باإلض افة إلى البرســيم
والفصة .
وض كما لوحظ أن المزارعين في وادي األردن يمارسون هذا النمط من الري :يقومون بعمل ح
كبير دائري الشكل بقطر حوالي 4متر ،أو حوض كبير مستطيل الشكل (كل حوض يحتوي أربعة أشجار
واض بحيث أو أكثر حسب عمر وحجم الشجرة) وتقوم شبكة قنوات ترابية بتوصيل المياه إلى تلك األح
يمتلئ الحوض ثم تأخذ األشجار احتياجها المائي .كذلك يقوم مزارعي الموز بزراعة شجيرات الموز داخل
يل أخاديد مستقيمة عمقها عند الزراعة حوالي 40-50سم وعرضها حوالي 80-100سم ،ويتم توص
وز في وادي األردن مرتفعة )8-12 المياه من خالل شبكة أقنية ترابية ،علمًا بأن االحتياجات المائية للم
دد من متر مكعب للدونم في اليوم ) .أما في حال زراعة المحاصيل الورقية فيتم تقسيم المزرعة إلى ع
األحواض أبعادها ( 3 × 1,5متر) وتقوم شبكة أقنية ترابية بتوصيل المياه إلى هذه األحواض .
ري على أما على مستوى المزرعة التي تمارس فيها طرق الري المختلفة ،يمكن تقدير كفاءة ال
وليس من السهل إقناع المزارعين برفع كفاءة الري وترش يد ، مستوى المزرعة بحوالي 50-55%
استهالك المياه ،وليس أدل على ذلك بالقول ،بأنه تم تقليل كميات المياه المسالة إلى المزارعين خالل ع ام
1999بمقدار ( 30%نتيجة لشح المياه) مقارنة بعام 1998ومع ذلك فإن اإلنتاج الزراعي لم يشهد نقص
يذكر .
األراضي المروية في المناطق المرتفعة والصحراوية لم تعاني لغاية اآلن من مشاكل صرف .
اني في أراضي مناطق األودية الجانبية المروية من الجريان الدائم ،لوحظ أن هذه األراضي التع
من أي مشاكل صرف لكونها ذات انحدار يساعد على صرف المياه الزائدة من قطاع التربة.
أما في منطقة وادي األردن ،عندما تم تنفيذ مشاريع ري وادي األردن ،تم عمل مه ارب س طحية
مفتوحة (مصارف مكشوفة) ما بين الوحدات الزراعية على أعماق ت تراوح بين ( )2-3أمت ار ،أي أن
جميع أراضي مشاريع ري وادي األردن مجه زة بمه ارب س طحية مفتوحة ( .يبلغ طولها اإلجم الي
72750متر طولي) .وكانت سلطة وادي األردن قد نفذت شبكات مصارف جوفية (مغط اة) بأقط ار
تتراوح بين ( )4-10انش .وبلغ طولها اإلجمالي 283192م تر ط ولي لخدمة 32745دونم ،ويتم
مراقبة المصارف الجوفية (المغطاة) ونوعية المياه الخارجة منها دوريًا .ونتيجة لري األراضي الزراعية
خالل الفترة الماضية ظهر في بعضها مشاكل صرف أو تملح أو كليهما ،وهذه المشاكل تعتبر عائقًا رئيسيًا
لالستغالل األمثل لألراضي الزراعية ،األمر الذي يستدعي القي ام بغسل األراضي المالحة ،وقد وجد من
تجارب غسيل التربة فـي وادي األردن أنه يمكن غسيل األراضي المالحة بكمية تتراوح ما بين (-1000
300م )3لكل دونم حسب ملوحة التربة وملوحة مياه الري ،ويمكن استغالل مياه السنوات المطيرة لعملية
غسيل األراضي المالحة .
المشاكل والمعوقات التي تواجه تطوير إدارة مياه الري على مستوى المزرعة في األردن :
عدم وضوح سياسة إلدارة الري على مستوى المزرعة كفيلة برفع كفاءة الري الحقلي . أ-
ب -عدم وجود جمعية مختصة لمستخدمي المياه لتقوم ب إدارة مي اه ال ري من حيث الجدولة
والكمية لكافة شبكات التوزيع ،باإلضافة إلى المس اعدة في تحديد النمط المحص ولي ألي
منطقة على أساس توفر المياه (كميتها) ،ونوعيتها ،وصالحية األراضي للري .
دايات ج -عدم توفر " إرشاد مائي " على مستوى المزرعة من قبل وزارة الزراعة ،وهناك ب
مشجعة جدًا مقدمة من وزارة المياه والري /سلطة وادي األردن إلى مزارعي وادي األردن
فقط .
د -ضعف استعداد المزارعين لتقبل اإلرشادات ،وانعدام تدريب المزارعين حول إدارة ال ري
الحقلي ،وضعف " التوعية المائية " .
غيل هـ -تعاني شبكات الري على مستوى المزرعة من سوء التصميم والتنفيذ والتصنيع والتش
والصيانة ناشئ أساسًا عن عدم وجود تشريعات خاصة تنظم تصنيع وتصميم وإدارة وتشغيل
وصيانة أنظمة الري الحقلي .
و -انخفاض أسعار مياه الري أو تكاليف ض خها قلل من أهميتها (كعامل اقتص ادي ه ام من
عوامل اإلنتاج) ،مما أدى إلى اإلسراف في استعمال المياه وعدم ترشيد االستهالك .
ز -ارتفاع تكاليف أنظمة الري الحقلي الموضعي وخاصة في المزارع الص غيرة ،مما ينتج عنه
عدم قدرة المزارع على تحسين أساليب الري ،وه ذا راجع إلى ش كوى الم زارعين من
انخفاض أسعار المنتوجات الزراعية .
إن الحكومة األردنية ممثلة بوزارة المياه والري وسلطة وادي األردن وسلطة المياه ،تولي موضوع
رفع كفاءة استخدام المياه واالستفادة القصوى منها باإلض افة إلى تلبية االحتياج ات المائية للقطاع ات
المختلفة ،جلّ اهتمامها ،ومن أبرز البرامج والخطط المستقبلية في هذا المجال يمكن إيجازها كما يلي :
* تحديث الخطط المائية الوطنية أو الخطط الوطنية لقطاع المياه Water Master planفي األردن
ليلبي االحتياجات والتطلعات المستقبلية .
في الجزائر ،وكمثل معظم دول العالم ،فإن الري السطحي التقليدي لن يستبدل فج أة ح تى بأبسط
طرق الري الحديثة ،وسيبقى مسيطرًا بنسبة كبيرة ولفترة طويلة .وتستعمل في الجزائر جميع طرق الري
السطحي التي يغطي فيها الماء كامل سطح األرض كما في طريقة الري باالنس ياب (الش رائح) وطريقة
الري بالغمر ،أو يغطي جزء من سطح األرض كما في حالة الري بالخطوط .ويطبق الري السطحي على
جميع المزروعات المروية ،ويستعمل في كل أنحاء القطر وبنسب كبيرة مقارنة مع نظم ال ري الحديث ة.
ولتطوير كفاءة الري بالجزائر ،فقد تم على مستوى معظم شبكات توزيع مياه الري (األولية والثانوية) نقل
ار المياه باألنابيب تحت الضغط حتى فتحات األخذ المتواجدة على مستوى كل حقل ،ومن هذه النقطة يخت
المزارع حسب محصوله نظام الري الذي يالئمه ،ولهذا فأكثرهم يستعمل الري الس طحي التقلي دي األقل
تكلفة ،حيث يبلغ استعمال هذا النمط نسبة 70-80%وبكفاءة التتعدى . 60%وعلى الرغم من انخفاض
تكاليف تقسيم الحقل بهذه الطريقة ،إالّ أن كفاءة إضافة مياه الري منخفضة فيها .
أما بالنسبة للصرف ،يعتبر صرف المياه من أهم معيقات التنمية الفالحية بالجزائر ،ويمكن الق ول
بأن صرف المياه يكاد أن يكون مهمالً في الحقول ،حيث اليهتم المزارع في أغلب األحي ان إالّ بش بكات
الري المتواجدة عبر حقله وذلك ألن شبكات صرف المياه مشتركة بين كل المزارعين ،ونتيجة لعدم تطور
التقنيات لدى الفالح في هذا المجال ،أدى ذلك إلى تدهور شبكات الصرف وفقدان فعاليتها إن وجدت أصالً
!.
رغم كل السلبيات والمآخذ المذكورة سابقًا لحالة الري السطحي والصرف بالجزائر إالّ أن التف اؤل
اليزال قائمًا بخصوص الري وصرف المياه الزائدة وتطوير الري السطحي ،حيث أولت الدولة أهمية كبيرة
لهذا األمر ،ألنه جزء اليتجزأ من تقاليد وعادات المزارعين في الجزائر وليس من الس هولة التخلي عنه ،
فمن خالل المخطط الوطني للتنمية الفالحية تم توفير كل اإلمكانيات المادية الالزمة لتطوير ال ري بش تى
أنواعه وكذا تشجيع كل هيئات وزارة الفالحة والمزارعين لالندماج الكلي لضمان نج اح ه ذا المخطط ،
الذي سيمكن البالد من توسيع رقعة المساحات المروية واالس تغالل العقالني للم وارد المائية باس تعمال
الطرق المتطورة للري .
مليون متر مكعب في العام ،منها حوالي 15.300مليون متر مكعب من النيل وفروعه ،والبقية من أنهار
مى " خارج حوض النيل والمياه الجوفية .وفي السودان يشكل الجزء األكبر من المساحة المروية بما يس
بالسهول الطينية الوسطى " أو " الترب الطينية المسطحة " ال تي تمثل أك ثر من 72%من المس احات
المروية في البالد والتي تتميز بتسطح أرضها وتربتها الطينية بطيئة التسرب (النفاذي ة) ،وقد مكنت ه ذه
الخصائص من استخدام الري السطحي بقنوات غير مبطنة وبكفاءة عالية للري مقارنة بالمشاريع المشابهة
في أجزاء أخرى من العالم .وعليه فإن كفاءة الري الكلية في كل مشاريع الري ال تي تقع على الس هول
الطينية الوسطى تتراوح ما بين ، 63-71%أي أن فواقد مياه الري في أغلب المساحات المروية في
السودان ضئيلة جدًا بحيث أنها في رأي كثير من العاملين في مجال الزراعة المروية في السودان التش كل
همًا كبيرًا في الوقت الحاضر .
في السودان ،يستخدم الري السطحي التقلي دي بقن وات مكش وفة غ ير مبطنة في كل األراضي
ورة المروية ،ولم يتم حتى اآلن استخدام طرق الري األكثر حداثة مثل الري بالرش أو الري بالتنقيط بص
تجارية .وكما ذكرنا سابقًا (في المقدمة) ،فقد ساعدت ع دة عوامل طبيعية على أن تك ون كف اءة ال ري
السطحي التقليدي بالقنوات غير المبطنة عالية نس بيًا في الغالبية العظمى من المس احات المروية مقارنة
بالمشاريع المشابهة في بلدان أخرى ،ولكن على الرغم من ذلك مازالت الفرص متاحة لتحس ين مس توى
الخدمة المقدمة للمزارعين لزيادة اإلنتاجية وكذلك لزيادة المساحات المزروعة بتحسين كفاءة الري ،خاصة
وأن الماء (وليست األرض) يعتبر العامل المحدد األول لزيادة الرقعة الزراعية المروية في السودان .
ري في المشاريع التي تقوم على التربة الطينية المسطحة ذات التسرب البطيء تعتبر فواقد مياه ال
إن فواقد عن طريق التسرب العميق معدومة تقريبًا ،وذلك بدون الحاجة إلى تبطين قنوات الري ،لذلك ف
ور مياه الري في شبكة التوزيع تتمثل في التبخر الطبيعي من سطح المياه في القنوات ومن كسورات جس
القنوات ومن التبخر – نتح من الحشائش التي تنمو داخل وفي أطراف القنوات ،ويمثل التبخر الطبيعي من
سطح المياه في القنوات أكبر هذه الفواقد ،ويقدر فاقد المياه من التبخر من سطح المياه في القنوات بحوالي
8%من االستهالك المائي لمشروع الري (. )Elawad, 1991
وبهدف رفع كفاءة الري في شبكات التوزيع ،تمت ابت داءً من الع ام الماض ي ،وألول م رة في
السودان تجربة استخدام األنابيب البالستيكية بدالً من القنوات الحقلية في مشروع زاد الخير 2ألف هكتار
الذي يقع على الضفة الشرقية للنيل األزرق على بعد حوالي 80كيلومتر جنوب الخرطوم .وعلى ال رغم
من أن التجربة حديثة ولم يتم تقييمها حتى اآلن لكنها على األقل أدت إلى توفير ج زء مق در (ه ام) من
المساحات الزراعية التي كانت تحتلها قنوات الري الحقلي .
أما فيما يتعلق بفواقد مياه الري الناتج من البخر – نتح من الحشائش التي تنمو داخل القنوات وعلى
أطرافها ،فقد وجد أن الوسيلة األكثر استخدامًا واألكثر نجاحًا في الوقت الحاضر هي تجفيف القنوات فـي
وات وقلة فترة توقف الر ي ،وقـد برهنت هـذه الوسيلـة فاعليتها فـي القضاء على الحشائش في القن
كما تم ويتم حاليًا (في المشاريع الحكومية الكبرى) تركيب نوع جديد من بوابات التحكم داخل قنوات
ركيب الري الحقلية وعلى القنوات الكبرى ،كما تمت معايرة عدد من المنظِمات في هذه المشاريع .وإن ت
البوابات الجديدة ومعايرة القناطر قد ساعد كثيرًا في ضبط وقياس التصريفات الم ارة مما ك ان له األثر
اإليجابي في تحسين كفاءة استخدام مياه الري وحسـن توزيعها .
يعتبر هدر مياه الري على مستوى الحقل هو األهم في السودان مقارنةً بش بكات النقل والتوزي ع.
وتعتمد الكمية المهدورة على نوع التربة (تربة طينية أو غيرها) ،طريقة الري الحقلي المستخدمة ،م دى
اهتمام المزارع بترشيد استخدام مياه الري ،وهناك مصدر آخر من مصادر هدر مياه ال ري في الحقل هو
الري غير الض روري بعد نض وج المحص ول في نهاية الموسم (وهي ممارسة منتش رة في أوس اط
المزارعين خاصة في المشاريع الحكومية الكبرى في الس ودان) .ومن المتفق علي ه ،أن الطريقة المثلى
لمعالجة مشكلة هدر المياه المذكورة أعاله هو اهتمام المزارعين بترشيد اس تخدام المي اه ،وه ذا يتطلب
باإلضافة للتوعية واإلرشاد وخلق الدافع الالزم لدى المزارعين لترشيد استخدام مياه الري .
أما بالنسبة لهدر مياه الري على مستوى الحقل ،نذكر على سبيل المثال :في المشاريع القائمة على
التربة الطينية ،تساعد خاصية بطء التسرب على عدم فقد مياه الري بالتسرب العميق ولكن في الوقت نفسه
نجد أن هذه الخاصية ،عند استخدام نظام الري باألحواض ،تؤدي إلى ترك سطح مائي حر فوق التربة قد
يستمر لمدة يوم أو يومين تكون المياه معرضة فيها للتبخر الحر .وقد أوضحت بعض القياسات التي تمت
في حقول المزارعين في محاصيل الذرة الرفيعة والفول السوداني في مشروع الجزيرة ()Ibraheem,1992
ل ،وأنها تعتمد على أن كمية المياه المهدورة بهذه الطريقة تصل إلى 40%من المياه الواصلة إلى الحق
نسبة الرطوبة في التربة قبل الري إذ أنها عندما تكون نسبة الرطوبة في التربة مرتفعة قبل ال ري قد تصل
إلى 60%من المياه المضافة إلى الحقل .وفي المشاريع التي تستخدم السراب الطويل ،يالحظ أيضًا هدر
كميات كبيرة من المياه في صورة جريان سطحي خ ارج الحقل عند نهاية الس راب ،وأوض حت بعض
(Abd القياسات التي أجريت في مشروع سكر كنانة أن مثل هذه الفواقد ت تراوح ما بين 30-47%
)Elwahab, 2000وتعتمد كمية المياه المهدورة على تصميم نظام الري (طول السراب ،ميل السراب )... ،
.
كما أن عدم تسطيح األرض (تسوية األرض) ،خاصة في المشاريع التي تستخدم الري باألحواض
،هو اآلخر يشكل أحد أسباب هدر مياه الري وعدم عدالة توزيعه ا ،حيث عن دما تك ون األرض غ ير
مسطحة (غير مستوية ) بالشكل المناسب ،يتطلب ري مساحة الحوض كله ،إضافة كمية أك بر من المي اه
لضمان ري المناطق المرتفعة فيه ،وهذا يؤدي إلى زيادة كميات المياه التي تبقى حرة فوق سطح األرض
في المناطق المنخفضة من الحوض ،مما يزيد من نسبة الفواقد المائية .وبه ذا الخص وص ،تم إج راء
تجارب لتسوية األراضي في مشروع الرهد ومشروع أبو نعامة على النيل األزرق ،وقد س اعدت ه ذه
العملية في زيادة كفاءة الري وحسن توزيع المياه في الحقل.
وفي المشاريع الكبرى القائمة أحيانًا على األراضي غير المسطحة (غير المستوية) ،حيث تستخدم
أحواض كبيرة تصل مساحتها إلى 450هكتار (مشروع القاش مثالً) ،أوض حت الدراس ات األولية أنه
يمكن تحسين كفاءة استخدام مياه الري وحسن توزيعها في الحقل باستخدام أحواض أقل مساحة أو بتحريك
سطح التربة لزيادة معدل التسرب لتقليل المدة الزمنية المطلوبة لغمر الحوض ،وبالت الي تقليل التبخر من
سطح مياه الحوض بما قد يصل إلى . 30%
المعوقات والمشاكل التي تواجه برامج تطوير الري السطحي في السودان :
إن تحسين أداء الري السطحي المستخدم في كل األراضي المروية في السودان تواجهه عدة معوقات
يمكن حصر أهمها في األطر التالية :
ـ:
أ -معوقات بحثية (عدم توفر المعلومات والدراسات)
ويشمل ذلك المعلومات األساسية عن أنواع التربة التي تقام عليها مش اريع ال ري في الس ودان،
وخصائصها المتعلقة بالري والتي تمكن من اختيار وتصميم نظم الري المناس بة ،وتش مل أيضًا غي اب
المعلومات المتعلقة بتصريفات القنوات وكميات المياه المضافة .
يد عدم وجود التشريعات الرادعة التي تحد من هدر المياه والتي تشجع مستخدمي المياه على ترش
استخدامها .فمثالً مازالت تكلفة مياه الري يتم تحصيلها من مستخدمي المياه على أساس المساحة المزروعة
بغض النظر عن كمية المياه التي يتم استخدامها (استهالكها) أو حتى عدد الريات .
عدم اهتمام المؤسسات العاملة في مجال المياه والري بنشر " ال وعي الم ائي " للجمه ور عامة ،
والمزارعين خاصة .فما زالت قضية األهمية المطلقة للمياه (وشح المياه) وأهمية ترش يدها ،موض وعًا
متداوالً في أروقة المؤتمرات وبين قلة من المشتغلين باألمر فقط ،واليتم توصيل هذه القض ية للجمه ور
للتفاعل معها .
عدم اهتمام المؤسسات التي يرتبط عملها بالزراعة المروية واالستخدامات األخرى للمياه "باإلرشاد
المائي" .فاإلرشاد يركز كل اهتمامه على التقنيات الزراعية التي التشمل طرق الري وتأثيرها على كفاءة
استخدام المياه .
ضعف تأهيل الكوادر اإلرشادية المتوفرة في مجاالت المياه والري ،والتي تكون "عادة" قادرة على
اختيار نظم الري المالئمة وتحديد متى يتم الري وأي كمية من المياه يجب إضافتها لتتمكن من نقل المعلومة
المناسبة للمزارع .
فيما يتعلق بإدخال أنظمة الري الحديثة (طريقة الري بالرش مثالً) ،تقع أغلب المس احات المروية
5 املنظمة العربية للتنمية الزراعية
دراسة سبل تطوير الري السطحي والصرف يف الدول العربية
في السودان في أراضي طينية تستحيل الحركة فيها عندما تبتل ،وهذه الخاصية تجعل استخدام الري بالرش
(المتنقل أو الدائم الحركة) صعبًا للغاية .
تروى أكثر من 90%من مساحة المشاريع المروية في السودان من النيل األزرق والنيل الرئيسي
ان ،مما ونهر عطبرة .وهذه األنهار الثالثة تتصف بنسبة تركيز عالية للطمي في مياهها في فترة الفيض
ينتج عن ذلك ترسيب جزء كبير من الطمي الذي تحمله مياه الري في القنوات ،حيث أوضحت القياسات أن
حوالي 65%من الطمي الداخل إلى مشروع الجزيرة يترسب في قنوات النق ل ،وتش كل عملية تخليص
القنوات من هذا الطمي عبئًا ماليًا كبيرًا .
وات أو عند عند استخدام األنابيب بدالً عن القنوات المكشوفة لتقليل التبخر من سطح الماء في القن
تبطين قنوات الري في التربة ذات التسرب العالي (النفاذية العالية) فإن التخلص من الطمي المترسب داخل
األنابيب أو في القنوات المبطنة باستخدام اآلليات قد يكون مستحيالً.
التكلفة العالية لبعض العمليات التي تساعد على زيادة كفاءة ال ري مثل تبطين القن وات في التربة
الرسوبية ذات التسرب العالي (النفاذية العالية) أو استخدام األنابيب بدالً من القنوات المفتوحة (المكش وفة)
لتقليل فواقد التبخر من سطح القنوات أو كذلك تسطيح األراضي (عمليات التسوية) .فمش اكل ض عف
عار ،قد اإلنتاجية في القطاع الزراعي المروي في السودان عامة ،ومشاكل التسويق وعدم استقرار األس
التشجع المستثمرين من القطاع الخاص على استثمار رؤوس أموال كبيرة في مرافق ال ري ،وال تي من
المعلوم أنها استثمارات طويلة المدى يتحقق العائد منها خالل فترة زمنية طويلة.
ضعف الميزانيات المتاحة لصيانة مرافق الري ،الذي أدى بدوره إلى تراكم الطمي ونمو الحشائش
ات في قنوات الري .ويترتب على ضعف الميزانيات المتاحة لصيانة مرافق الري ،كذلك ،تدهور منظِم
المياه ،لدرجة جعلها غير قادرة على أداء دورها الذي أنشئت من أجله ،وهو ض بط وقي اس تص ريفات
اه في المياه ،األمر الذي نتج عنه سوء توزيع مياه الري بين أجزاء المشروع وهدر كميات كبيرة من المي
بعض األحيان .
تعتبر سورية من المناطق شبه الجافة ،وتتوزع مصادر المياه فيها وفق اآلتي 61% :من األمطار
21% ،من األنهار 5% ،من الينابيع و 3%من المياه الجوفية ،ويقدر حجم المي اه المتاحة لالس تثمار
بحدود 35%من إجمالي الموارد المائية السنوية ويستثمر في قطاع الزراعة نحو 7ملي ار م تر مكعب
سنويًا .ويعتبر نهر الفرات من أهم الموارد المائية في سورية حيث يشكل هذا النهر حوالي 35%من هذه
الموارد ،لذلك فقد أولت الحكومة السورية أهمية خاصة الستثمار مياه هذا النهر ،فوض عت خطة طموحة
الستصالح األراضي المحيطة به وعلى مساحة حوالي 640ألف هكتار تقريبًا ،ولكن مع تف اقم مش كلة
الجفاف يومًا بعد يوم ...ونظرًا لتحديد تدفق مي اه نهر الف رات ال واردة من تركيا إلى الحد األدنى من
الجريان والذي اليحقق تأمين الحد األدنى من االحتياجات المائية لري المحاصيل الزراعية بعد استص الح
كافة األراضي المخطط لها في حال استخدام طرق الري السطحي التقليدية ،لذلك فقد أص بحت مش كلة
ترشيد استعماالت المياه وحسن استخدامها وتطوير إدارتها ،هي من أهم المشاكل االقتصادية ال تي تتطلب
إيجاد الحلول السريعة والفعالة باالعتماد على أسس فنية واقتصادية .لذا فإن ال برامج الس ابقة في وزارة
الري تهدف إلى دراسة آفاق تطوير نظام الري السطحي وتطبيق تقنيات الري الحديثة باس تخدام :طريقة
الري السطحي المطوّر (الري بالخطوط الطويلة) ،والري بالرش ،والري بالتنقيط ،وذلك به دف تحقيق
أكبر كفاءة ري وتخفيض التكاليف الزراعية وزيادة المردود اإلنتاجي لوحدة المساحة .
ونظرًا الستخدام طرق الري السطحي التقليدية ذات الكف اءة المتدنية وال ذي قد ينتج عنه ارتف اع
منسوب الماء األرضي وتملّح األراضي ،يطبق نظام الصرف المغطى (أنابيب حقلية ماصة مص نوعة من
مادة الـ ، P.V.Cوتصب في المصارف المجمعة أو المجمعات ،والتي بدورها تصب في المصارف
الرئيسية المكشوفة) الذي يسمح بزيادة عمق منسوب الماء األرضي والحد من خطر التملّح نتيجة ارتف اع
األمالح بواسطة الخاصة الشعرية .
ازدادت المساحة المروية في الفترة ما بين ( )1970-2000بحدود 756ألف هكتار خالل ثالثين
عامًا بزيادة مطلقة قدرها 267%ونسبة 167%وزيادة وسطية قدرها 24.4ألف هكتار/سنة.
المحاصيل االستراتيجية ،وفي كثير من األحيان على حساب االستخدام غير المت وازن للمي اه
الجوفية حيث ازدادت المساحة المروية بحدود 419ألف هكت ار بمع دل زي ادة 41.9ألف
هكتار/سنة ،وشكلت زيادة المساحات المروية خالل هذه المرحلة 55.4%من إجمالي الزي ادة
المحققة
أ -التخطيط للمساحات المروية حسب الموارد المائية المتج ددة واتخ اذ اإلج راءات الالزمة
للتحول نحو استخدام تقنيات الري المتطورة .
ب -معالجة وضع اآلبار غير المرخصة والمنع المطلق لحفر اآلبار في األحواض المغلقة .
ج -إعداد الدراسات الالزمة إلقامة مشاريع الري الجماعي على اآلبار .
هـ – تحديد احتياجات الري الحديث وتوفير القروض لتمويل كافة متطلباته .
و -إعداد الدراسات والتصاميم لشبكات الري الحديثة لدى الفالحين (مجانًا) .
ز -وضع اآلليات واإلجراءات الالزمة لمراقبة جودة تجهيزات الري الحديث وض رورة تحقيقها
للمواصفة المطلوبة .
وغيرها كثير من القرارات التي حفزت وساعدت على التحول إلى الري الح ديث ،يض اف إليها
نتائج بحوث الري والتوعية اإلعالمية وظهور العجز المائي في عدة مواقع ،مما ش جع الم زارعين على
التحول إلى الري الحديث بشكل متسارع ،حيث بلغت المساحة المحولة منذ شهر آب (أغس طس) 2000
حوالي 44,8ألف هكتار ،وهي تشكل نسبة 31,5%من إجمالي المساحة المروية بط رق ال ري الحديثة
حتى نهاية 2001والبالغة 142,6ألف هكتار ،منها 33,2ألف هكت ار بالتنقيط و 109,4ألف هكت ار
بالرش ،وتشكل نسبة 10,6%من المساحة اإلجمالية المروية و 17,9%من المساحة المروية من المي اه
الجوفية ،كون معظم المساحة التي تستخدم تقنيات الري الحديثة تقع على مصادر المياه الجوفية .
يتطلب تنفيذ هذا البرنامج (الذي من شأنه إحداث نقلة نوعية في طريقة التعامل مع المياه في القطاع
الزراعي) جهودًا مكثفة ،وكوادر متخصصة ،وكميات هائلة من األنابيب والتجهيزات ،واعتمادات كبيرة .
ولضمان نجاح هذا البرنامج (حمايةً للفالح والمستثمر واالقتصاد الوط ني) ،تم اتخ اذ ع دد من
اإلجراءات الفورية ،تتعلق بآليات التنفيذ ومراقبة جودة ومواصفات التصنيع لتجه يزات ال ري ،وإقامة
دورات تدريبية للمهندسين والمرشدين الزراعيين لتدريبهم على التص ميم والتنفيذ والتش غيل الص حيح
لشبكات الري ،إضافة لتدريب الفالحين من خالل العديد من األيام الحقلية على تشغيل وصيانة هذه التقنيات
لضمان االستثمار الجيد لشبكة الري في الحقل .
كما تم وضع خطة إعالمية من خالل ندوات ولقاءات في التلفزيون العربي السوري واإلذاعة وعبر
زال الحاجة مقاالت في الصحف ،تؤكد على ضرورة االنتقال إلى طرق الري الحديثة بشكل سليم ،والت
وارد المائية أكبر لجميع هذه النشاطات ،بدءًا من تأهيل الكادر الفني من مهندسين مختصين في إدارة الم
وتصميم شبكات الري الحديثة ،وانتهاءً بمتابعة أداء الشبكات في الحقل لتحقيق الجدوى الفنية واالقتصادية
ونجاح البرنامج الوطني في تحقيق الغايات والنتائج المرجوة .
أوالً :إعادة تأهيل شبكات الري السطحي الحكومية المنفذة وتحويلها إلى طرق ري حديثة :
على اعتبار أن طرق الري الحديثة " ،هي كل طريقة توفر الماء وتؤمن كفاءة عالية لل ري ،وتتمتع
ات الفنية والمالية بمردود اقتصادي مرتفع ،وتتالءم مع الظروف المناخية والبيئية واالجتماعية واإلمكاني
المتاحة" .أي أنه التوجد طرق ري حديثة مثلى يمكن تعميمها على جميع المشاريع ،بل البد من أخذ جميع
العوامل اآلنفة الذكر بعين االعتبار لدى اختيار طريقة الري المثلى في كل مشروع على حدة .ون بين فيما
يلي طرق إعادة تأهيل شبكات الري السطحي الحكومية المنفذة :
-1في حال كون األقنية الرئيسية والثانوية المكشوفة الناقلة للماء بيتونية والمراوي الحقلية مؤلفة
من فلومات Flumesكما هو الحال في مشاريع حوض الف رات ،فيمكن عندئذ االنتق ال إلى
بكة الري الحديث (ري بالرش ،ري بالتنقيط) أو ري سطحي مطوّر ،عن طريق تجهيز ش
الري عند كل مروى حقلي بحوض ضخ (بركة صغيرة) ،ي ركب عليها المض خات الالزمة
للري بالرش أو بالتنقيط أو الري السطحي المطوّر .
-2أما إذا كانت األقنية الثانوية أو المراوي الحقلية ترابية ،فالبدّ عندئذ من إعادة استبدالها بفلومات
Flumesبيتونية مناسبة ،أو يمكن اس تبدال األقنية بحيث تص بح أنبوبية مض غوطة ت ؤمن
ضاغطًا اليقل عن 3بار عند المأخذ المائي وذلك عن طريق إنشاء محطات لرفع الضغط في
تلك األقنية .
ثانيًا :إعادة تأهيل شبكات الري السطحي الحكومية غير المنفذة أو قيد التنفيذ أو قيد الدراسة:
تم توجيه كافة شركات الدارسة سواء كانت الوطنية منها (كشركة الدراسات المائي ة) المتعاقد معها
على دراسة مشاريع حوض الفرات األدنى والرص افة وش رقي الرقة والبليخ في ح وض الف رات إلى
ركات األجنبية المتعاقد ضرورة اعتماد الطرق الحديثة للري في جميع مشاريعها ،كما تم توجيه كافة الش
معها على دراسة مشروع ري سهول حلب الجنوبية والباب – تهدف إلى ضرورة اعتماد ط رق ال ري
الحديثة .
حي كما تم توجيه الشركة الروسية (سوف انترفود) إلى ضرورة االستفادة من مياه الصرف الص
والصناعي المعالجة لمدينة حلب في ري ( )20ألف هكتار في منطقة المطخ جنوب حلب ضمن مش روع
ري سهول حلب الجنوبية .
ثالثًا :إعادة تأهيل مشاريع الري التابعة للقطاع الخاص (والتي تعتمد على المياه الجوفية وتبلغ
نسبتها 65%من إجمالي المساحة المروية) :
إن التركيز سيتم على تحديث شبكات الري السطحي في مشاريع القطاع الخاص والتي تشكل 65%
،والتي تعتمد على المياه الجوفية التي أصبحت مهددة باالستنـزاف في كل األحواض المائية ،حيث من
الضروري اتباع التعليمات التالية للحفاظ على المخزون المائي الجوفي:
-3عدم التوسع في زراعة المحاصيل التي تتطلب احتياجات مائية عالية .
-1انخفاض سوية الخبرة الفنية وتدنّي مستوى المعرفة المتطورة بأساليب الري الحديثة لدى أغلب
الفالحين ،مما يساهم في بعدهم عن األخذ بالتقنيات الحديثة .
-1ضعف التنسيق بين الجهات المتعددة ،فهناك الجهات المناط بها تصميم وتنفيذ مشاريع الري
والصرف ،وهناك الجهات الموكل إليها موضوع تشغيل شبكات الري والص رف ،وأخ يرًا
الجهات المستغِلة لهذه المشاريع .ويحتاج األمر إلى تنس يق وترابط وتكامل ه ذه الجه ود
المتسلسلة ،والتي تتطلب بالضرورة خبرات ومؤهالت مختلفة حسب المراحل المختلفة .
-2قلة الكوادر الفنية المقتدرة والمؤهلة لمتابعة مسيرة هذه العملية المعقدة ،لضمان الوصول إلى
الغايات المنشودة بأفضل السبل .
-3غياب المؤسسة البحثية القيادية والناظمة لألولويات في كافة مجاالت البحث العلمي الزراعي
من تصميم لشبكات الري الحديثة ،وأصناف مقاومة للجفاف وغيرها ...
ـ:
ـ واالقتصادية والتمويلية
ثالثًا :المعوقات المالية
إن ارتفاع تكاليف إنشاء شبكات الري الحديثة (بالرش ،بالتنقيط) ،مقارنة بقلة تكلفة إنش اء -1
شبكات الري السطحي التقليدية ،يمثل أكبر العوائق أمام تطوير طرق الري الس طحي وتعزيز
استخدام طرق الري الحديثة .
-2ضعف تمويل البحوث والدراسات الخاصة بتطوير طرق الري الحديثة .
ـ:
رابعًا :المعوقات االجتماعية
قلة الوعي العام بمشكلة نقص المياه في س ورية ،حيث أن ه ذا الوضع قد أدى إلى اإلف راط في
االستخدام وعدم االهتمام بإعادة تأهيل شبكات الري السطحي وتحويلها إلى طرق ري حديثة .
االستنتاجات :
إن الزراعة العربية تستهلك ( )80%من مجموع المصادر المائية المتاحة حاليًا وأن نظ ام ال ري
السطحي التقليدي معتمد في حوالي ( )85%من المساحات المزروعة ،وإن فواقد هذا النظام من مياه الري
(اثناء النقل والتوزيع في شبكات الري) يزيد على ( ، )50%وبالتالي فكفاءة أنظمة الري تقل في معظم
البلدان العربية عن ( . )50%أما في حالة تحسين شبكات الري القائمة (الري السطحي التقلي دي) س واء
بتبطين األقنية باالسمنت أو عن طريق تسوية األرض في المزرعة ،أو استخدام السيفونات في عملية الري
،أو بتحسين إدارة التوزيع ،أو بإدخال نظام الري السطحي المطوّر (نقل المياه بواسطة أنابيب حتى حدود
الحقل) ،فيمكن عندئذ رفع كفاءة الري إلى أكثر من ( ، )75%وبالتالي يمكن معه توفير 21,25%من
المياه المستعملة في الزراعة حاليـًا ،وهذا بدوره يعادل 17%من مجموع المصادر المائية المتاحة حاليًا
.
-2تعزيز دور البحوث المشتركة في مج ال إدارة وتنمية الم وارد المائية غ ير التقليدية وتقليل
االعتماد على المصادر التقليدية وبخاصة المياه الجوفية غير المتجددة وتعظيم اس تخدام مي اه
الصرف الزراعي والصرف الصحي في اإلنت اج ال زراعي ،وتنفيذ بح وث متخصصة في
استخدام المياه غير التقليدية (صرف زراعي ،صرف صحي) للتوصل إلى معايير محلية تمكن
من االستخدام اآلمن لهذه المياه ،وأن تكون المعايير الموضوعة من قبل منظمة الصحة العالمية
هي الهدف الذي يجب الوصول إليه .
-3تعزيز البحوث المتعلقة باستنباط محاصيل زراعية تتحمل مياه الص رف الص حي والملوحة
العالية (المياه الجوفية شديدة الملوحة ،مياه البحر) مع ض رورة التوسع في بح وث اس تخدام
النموذج الرياضي في التنبؤ لظاهرة الملوحة .
-4تبادل الخبرات والتدريب بين الدول العربية في مجال تقنيات تحلية مياه البحر ومعالجة المي اه
العادمة الملوثة للوصول إلى أفضل التقنيات المستخدمة لرفع كفاءة اإلنت اج وخفض تك اليف
اإلنشاء والتشغيل والصيانة وإطالة العمر االفتراضي لتلك المحطات .
-1الري السيحي :يكون بتحويل المياه بطريقة الحادية Gravityمن المصدر المائي إلى الحقل أما الري بالضخ
:يكون بتحويل المياه من المصدر المائي إلى القناة الرئيسية للمشروع بواسطة ع دد من المض خات ،وذلك
عندما يكون منسوب الماء في المصدر أقل من منسوب األرض المطلوب إروائها .
تبلغ المساحات الصالحة للزراعة في القطر العراقي 11,1مليون هكتار ،وتبلغ مس احة األراضي
القابلة لإلرواء من مجمل األراضي الصالحة للزراعة حوالي 6ملي ون هكت ار .وتتب اين إنتاجية ه ذه
األراضي تباينًا كبيرًا بسبب عوامل عديدة تؤثر بنسب متفاوتة على اإلنتاج الزراعي ونذكر منها :انتش ار
بة الملوحة وبدرجات متفاوتة ،تدهور صفات التربة الفيزيائية ،ارتفاع مناسيب المياه الجوفية ،ارتفاع نس
الجيبس في بعض المناطق المروية .
إن تجهيز المياه إلى الحقل أو المشروع يكون بإحدى الطرق التالية :
أ – إيصال الماء إلى الحقل على أساس نظام مقرر مسبقًا أو جدول للتوزيع ،Schedule system
حيث يعتمد على توزيع متكافئ وعادل للموارد المائية المتاحة للمستفيدين ض من المش روع
اإلروائي .وتعتمد هذه الطريقة عندما تكون الموارد المائية هي العامل المحدد للزراعة .
ب– إيصال الماء إلى الحقل على أساس التجهيز عند الطلب ، On demand systemحيث يكون
للمستفيد الحرية الكاملة في تجهيز الكمية التي يحتاج إليها بحسب حاجته .
وتتوزع األراضي المروية في القطر العراقي على مشاريع إروائية متعددة تتف اوت في مس احاتها
وظروفها وطبيعتها ،وهذه المشاريع اإلروائية تشمل على قنوات ري وصرف ،منها قنوات الري الرئيسية
والفرعية وكذلك قنوات الصرف الرئيسية والفرعية وتدخل هذه المش اريع اإلروائية ض من التقس يمات
اإلدارية لمحافظات القطر .
إن كافة الجداول والمصارف ومنشآتها عرضة لالندثار بدرجات متفاوتة بسبب ت راكم الترس بات
ونمو القصب واألعشاب بكثافة في شبكات الري والص رف مما ي ؤدي إلى عرقلة التش غيل وتخفيض
تصريف الشبكات المذكورة (الجداول والمصارف) وقد يصل االنخفاض إلى حدود 25%من التصريف
التصميمي أو أكثر من ذلك ،وأحيانًا توقف عمل ش بكة الص رف الحقلي المغطى وبالت الي إع ادة تملح
األراضي الزراعية .ويكون نمو القصب واألعشاب في شبكات الري المبطنة معدومًا أو أقل بكثير عما هو
عليه في شبكات الري غير المبطنة .
نظرًا ألن كفاءة اإلرواء في أية مساحة زراعية تعتمد على دقة استواء المساحة المذكورة ،أي على
دقة التعديل والتسوية لهذه المساحة ،فإن ذلك يتطلب إجراء أعمال التسوية كل موسم أو موسمين أو أك ثر
وذلك حسب متطلبات الدورات الزراعية ،مع التقيد بالعمليات الزراعية الصحيحة ،وتتم التسوية الم ذكورة
باستعمال المعدالت Land planeالصغيرة أو الكبيرة التي تسحب ب الجرارات .وإن إهم ال الص يانة
المبرمجة لمشروع الري والصرف يؤدي إلى زيادة تكاليفها ،بمعنى أن الص يانة ليست قليلة التك اليف،
وإهمالها يؤدي إلى ضرورة القيام بإصالح باهظ التكاليف للمشروع نفسه .
كانت األس اليب التقليدية في اإلرواء وما زالت هي الس ائدة في الع راق ،إالّ أن محدودية المي اه
بيق المتوفرة لإلرواء وزيادة الحاجة إلى الغذاء دفع وزارة الري لوضع خطة وبرنامج عمل لتجربة وتط
األساليب الحديثة كالري بالرش والري بالتنقيط .ولرفع كفاءة الري جربت هذه األساليب الحديثة في بعض
المشاريع اإلروائية في العراق وأثبتت نجاحها حيث تبين أن إعطاء بضع ري ات عند شح األمط ار كفيل
بإنقاذ المحاصيل الزراعية من الفشل ورفع معدالت اإلنتاج .
ـ:
ـ المياه غير التقليدية (مياه الصرف الصحي والزراعي) في الزراعة
ب -تطوير استخدامات
أوالً :إعداد بيانات عن قيمة االستهالك المائي للمحاصيل Crop water requirementsوخصوصًا
الرئيسية منها ،وكذلك ال دورات الزراعية المالئمة للتربة والمن اخ .إن ذلك يس اعد على
معرفة االحتياجات اإلروائية الحقيقية لمشروع الري وبالت الي إع داد التص اميم المالئمة
لشبكات الري الحديثة للمشروع .
ثانيًا :تبطين قنوات ا لري Canal linningوخصوصًا الرئيسية منها ،وإن ذلك يس اعد في تقليل
فواقد قنوات الري عن طريق الرشح العميق Deep percolationوالتي تقدر بنسبة حوالي %
، 15وكذلك في منع نمو األدغال المائية التي تسبب منع أو إعاقة جريان الماء بشكل مالئم
في قنوات الري.
رغم الكلفة العالية لمثل هذا اإلجراء ،إالّ أن ذلك يقلل من كلفة الصيانة الس نوية للمش روع
وفي تقليل اآلثار السيئة لنمو األدغال المائية في قنوات الري .
ثالثًا :إجراء عمليات التعديل والتسوية للحقل بواسطة المعدات الحقلية واألجه زة الحديثة وال تي
تساعد في توزيع الماء بشكل متجانس ،مما يرفع من كفاءة نظام الري في توزيع المياه .
رابعًا :السيطرة على األنهار الرئيسية والفرعية عن طريق منظومات السيطرة على مناسيب المياه
، Cross regulatorsحيث يساعد ذلك في ضمان التوزيع المنظم للمياه بين األنهار الرئيسية
وكذلك بين األنهار الفرعية ضمن المنظومة اإلروائية الواحدة .
خامسًا :إزالة الترسبات من قنوات الري ،حيث أن تراكم الترسبات في ه ذه القن وات ي ؤدي إلى
اإلقالل من جريان الماء فيها بسبب تقليل قيمة مساحة المقطع العرضي وبالت الي انخف اض
تصاريف هذه القنوات بنسبة قد تصل إلى 25%أو أكثر .
سادسًا :إدخال أساليب الري الحديثة كالري بالرش والري بالتنقيط وبمساحات كبيرة للمساعدة في
رفع كفاءة اإلرواء وكذلك للسيطرة الكبيرة على الموارد المائية بما يساعد في زي ادة رقعة
األراضي المروية.
سابعًا :صيانة مشاريع الري والمنشآت التابعة لها .وتشمل أعمال الصيانة صيانة البوابات الخاصة
بالنواظم القاطعة وكذلك صيانة المنافذ الحقلية لضمان عدم التجاوز على الحصص المائية،
رورية لديمومة باإلضافة إلى صيانة محطات الضخ ،ويعتبر ذلك من أهم العوامل الض
عمل منظومة اإلرواء وبنفس كفاءتها التصميمية .
يعمل مشروع تطوير الري حاليًا في إحدى عش رة منطقة بالمحافظ ات المختلفة (الش رقية ،كفر
الشيخ ،الغربية ،البحيرة ،االسكندرية ،الفيوم ،بني سويف ،المنيا ،أسيوط ،س وهاج ،أس وان) لتك ون
مناطق رائدة ألعمال مشروع تطوير الري في األراضي القديمة بكافة محافظات الجمهورية ،بزمام إجمالي
قدره حوالي 395ألف فدان .
-أهداف اقتصادية :يهدف مشروع تطوير الري إلى عدالة توزيع المياه ووصول المياه إلى
يؤدي الحقول في الوقت المناسب وبالكمية الالزمة الحتياجات النبات ،مما س
إلى زيادة المحصول بنسب تتراوح ما بين 10%و 25%عالوة على ال وفر
في أعمال التشغيل والري والصيانة .
يرًا ـ :إن تكوين روابط مستخدمي المياه ومشاركتهم في أعمال التطوير يمثل تغي
أهداف اجتماعية
اجتماعيًا شامالً في قطاع عريض من الشعب المصري وهو قطاع المزارعين،
ألن نظام تكوين روابط مستخدمي المياه ونظامها ال داخلي س وف ي ؤدي إلى
مشاركة المواطنين مع السلطة التنفيذية في األعمال التي ت ؤدى لهم ،وبالت الي
ينمو إحساس الم واطن باالنتم اء وملكيته للبنية األساس ية ،وينمو بينهم أيضًا
التعاون والتكافل بهدف زيادة اإلنتاجية الزراعية لمصلحتهم.
أهداف صحية :إن أسلوب "الري المتطور" ونقل مياه الري إلى الحقول في مواس ير (أن ابيب)
مغلقة أو مساقي مبطنة بالخرسانة سوف يؤدي إلى عدم نمو الحش ائش وقواقع
البلهارسيا وبالتالي وقاية المزارعين من اإلصابة بهذا المرض ،وك ذلك ع دم
تكاثر البعوض الناقل لمرض المالريا .
وقد تحقق من نتائج تطبيق هذه األساليب المطورة في المن اطق ال تي تم تطبيقها فيها ح تى اآلن
مجموعة من الفوائد للمزارعين نذكر منها ما يلي :
-رفع كفاءة توزيع مياه الري في معظم المناطق بين 30%إلى . 40%
-تحقيق زيادة في مساحة األراضي الزراعية على المساقي بعد تطويرها بلغت من 1,4%إلى
اقي المرفوعة المبطنة 2%بالنسبة لمساقي المواسير ،وبين 0.3%إلى 0,4%بالنسبة للمس
بالخرسانة .
-التخلص نهائيًا من مشاكل عدم عدالة توزيع المياه بين المزارعين على أواخر المسقى ،وذلك
بتوحيد الرفع من نقطة واحدة على رأس المسقى المطورة ،واالنعكاس المباشر لذلك على اإلنتاج
الزراعي لجميع المزارعين .
-التخلص من الري الزائد واإلسراف في استخدام مياه الري بإعطاء المزارعين الثقة بوجود
السريان المستمر للماء في الترع الفرعية التي تم تطويرها .
-نقل التقنية الحديثة واستخداماتها بالنسبة للمزارعين وأثر ذلك على اإلنتاجية الزراعية ،والوفر
المحقق في كميات مياه الري المستخدمة .
وقد أثبتت كافة األبحاث والدراسات العديدة على األراضي الزراعية مدى الفوائد ال تي تع ود على
البالد بعد إدخال نظام الصرف سواء العام أو المغطى خاصةً بعد إنشاء السد العالي واستخدام نظام ال ري
الدائم .
وتتلخص ه ذه الفوائد فيما تحققه ه ذه المش روعات من الزي ادة في اإلنتاجية الزراعية والعائد
االقتصـادي المرتفـع الذي يصـل إلـى 17-25%وكذلك التأثيـر اإليجابي في تحس ين خ واص
التربـة الطبيعيـة والكيميائية مـن حيث خفض منسـوب الماء األرضـي وتحسيـن معامـل التوصيل
الهيدروليكي للتربة وخفض ملوحة التربة وملوحة الماء األرضي (محلول التربة) .
ام والمغطى وتهدف الخطط المستقبلية االستمرار في استكمال تنفيذ مشروعات الصرف بشقيه الع
بناءًا على ما أوضحته دراسات الجدوى الفنية واالقتصادية وما أكدته المتابعة ،وفي ض وء السياسة
العامة للدولة ووزارة األشغال العامـة والمـوارد المائية والتـي كان مـن نتائجها وتوصياتها ضـرورة
وحتمية تطوير الري ،فقد بادر قطاع التطوير بإعداد الخطة القومية المستقبلية لتطوير الري فـي األراضي
القديمـة حتى عام ، 2017وذلك عـن طريق إعداد أربع خطط خمسية( ،جدول رقم . )1-3
-نمو الحشائش المائية بالترع والمساقي مما يعوق وصول المياه إلى نهايتها .
-عدم كفاية المياه بنهاية بعض المساقي بسبب طول هذه المساقي .
-عدم وجود تحكم في مياه الري وكمية المياه التي يتم سحبها من قبل المزارعين أثناء عملية الري
.
-عدم تطابق مواعيد بدء الزراعة مع مواعيد إطالق المياه بأدوار العمالة .
تحديث وتطوير منشآت ونظم الري على مختلف مستوياتها بما فيها شبكات الري الرئيس ية -
والفـرعية والـري الحقلي ،بما يهـدف إلـى توفيـر مياه الـري حسب الحاجـة الفعليـة
للمزروعات مع منع اإلسراف وتقليل الفواقد بتحسين عملية الري باستخدام التصرفات ب دالً من
المناسيب ،وتحويل الري من نظام المناوبات إلى الري بنظام التيار المستمر .
-تسهيل عمليات تشغيل وإدارة عملية توزيع المياه باستخدام نظم التحكم الحديثة وذلك عن طريق
،كما تستخدم الموزع ات تركيب بوابات أوتوماتيكية حديثة طراز AVISوطراز AVTO
Distributorsلتعطي تصريفات ثابتة يمكن التحكم فيها طبقًا لالحتياجات المائية الفعلية.
تحديث نظم الري الحقلي وشبكات المساقي ،وذلك عن طريق تنفيذ عمليات تسوية الحق ول -
بالليزر وتحويل المساقي الحالية الترابية إلى مساقي مرفوعة مبطنة على شكل حرف ، Jأو
مساقي مواسير ( )PVCذات ض اغط منخفض ،وتعمل المس اقي المط ورة على تقليل الفواقد
المائية والقضاء على الحشائش وضمان وصول المياه إلى نهاية المس قى بالكمية المناس بة في
الوقت المناسب وتوفير تكاليف أعمال الصيانة ،مما سيؤدي إلى زيادة اإلنت اج ورفع مس توى
معيشة المزارع .
-استخدام مختلف المصادر المائية بما فيها المياه السطحية والمياه الجوفية ،وإعادة استخدام مياه
الصرف الزراعي .
حل مشاكل ارتفاع المياه الجوفية وما تسببه من رفع معدالت الملوحة وانخف اض اإلنت اج -
الزراعي.
-إيجاد صيغة للتعاون بين إدارة الري ومستخدمي مياه الري من مزارعين وفالحين عن طريق
تكوين روابط مستخدمي مياه الري وتك وين إدارة التوجيه الم ائي ب وزارة األش غال العامة
والموارد المائية لتدريب وتوجيه المزارعين على االستخدام األمثل للمياه وحل المش اكل ال تي
تعترض المزارعين أوالً بأول .
الزراعة المروية ،ويغطي نظام الري السطحي وحده حوالي 80%من المساحة المروية ،وتبين أن الري
السطحي كما هو مطبق حاليًا في المغرب يقوم بهدر وضياع كبير لمياه ال ري وخصوصًا على مس توى
الحقل ،حيث تصل كفاءة نظام الري في قنوات الري المحمولة إلى 85%وفي قنوات التوزيع الترابية إلى
85%وعلى مستوى الحقل إلى ( 60%حسب العديد من الدراسات الميدانية) ،وبالتالي فالكفاءة اإلجمالية
للمشروع تصل إلى حوالي ( 40%جدول رقم .)2-3
نستنتج من ذلك أن أهم ضياع في مياه الري يحصل على مستوى الحقل وأن أهم اقتص اد في مي اه
الري يمكن إنجازه على هذا المستوى .ونظرًا لمحدودية الم وارد المائية مـن جهة ،وبغيـة عقلنة
استعمالها من جهة أخرى ،فإن تخفيض فواقد الماء باإلضافة إلى تحسين استغالل شبكات النقل والتوزيع
وترشيد استخدام المياه عن طريق تطوير نظام الري السطحي على مستوى الحقل يش كالن ه دفًا أولويًا
لتحسين كفاءة الري الحالية لمشاريع الري.
الجدول ()3-2
يبين كفاءة استعمال مياه الري لبعض الدول العربية
كما ورد في إحدى نشرات FAOلسنة 1994
الكفاءة داخل
الكفاءة الكلية أو كفاءة الشبكة
الحقل أو البــــلد
اإلجمالية ()% ()%
المزرعة ()%
53 80 80.5 األردن
30 50 60 سوريا
- - 68 مصر
42 60 80 المغرب
22 40 55 اليمن
28 40 67 معدل البلدان النامية
-الدائرة السقوية لدكالة (مساحتها 493ألف هكتار) والمصدر الوحيد لمياه الري في المنطقة
كلها هو واد أم الربيع (ثاني نهر بالمغرب من حيث كبر الحوض المائي) .
-الدائرة السقوية للحوز (مساحتها 663ألف هكتار) والمصادر الرئيسية لمياه الري هي حوض
تانسيفت وحوض تاسوت .
-الدائرة السقوية لتادلة (مساحتها 320ألف هكتار) والمصدر الرئيسي لمياه الري هو نهر أم
الربيع .
-الدائرة السقوية لسوس ماسة (مساحتها واحد مليون و 200ألف هكتار) وتتكون الموارد
المائية لهذه الدائرة من مياه أودية سوس وماسة وإسلي .
-الدائرة السقوية للوكوس (مساحتها 256ألف هكتار) وتتكون الموارد المائية لهذه الدائرة من
مياه نهر اللوكوس وروافده (أودية درادر وسوير وصغر) .
ـ (مساحتها 7مليون و 750ألف هكتار) وإن أهم المصادر المائية
-الدائرة السقوية لتافاللت
للمنطقة هي أودية زيزوغيس وكير والفرشة المائية .
ـ (مساحتها 5مليون و 500ألف هكتار) والمصدر الرئيسي لمي اه
الدائرة السقوية لورزازات -
الري هو سد المنصور الذهبي .
ـ الهيدروفالحية :
أ -نموذج التهيئة
بدايةً ومنذ استقالل المغرب ،صُممت مناطق السقي الكبيرة على أساس أن تكون مساحة كل وح دة
سقوية تتراوح ما بين ( 20و 30هكتار) بصبيب ( 30لتر/ثانية) ،وكل وحدة سقوية مقسمة إلى ش رائح
مستطيلة عرضها يتراوح ما بين ( 80و 120متر) وتروى من طولها بواسطة قنوات ترابية يصل طولها
وذج من التهيئة ما إلى 400متر ،وتقسم كل وحدة سقوية إلى 4أو 6حقول ،وقد كان هدف هذا النم
يلي :
* استغالل مشترك للقناة الترابية التي تزود الحقول بمياه الري .
* إدخال تقنية الري " بالخطوط الطويلة " التي تعتبر ذات كفاءة جيدة .
* اتباع أسلوب الري بالتناوب على الماء بين جميع مستعمليه وفق احتياجات المزروعات .
بعد مضي ثالثين سنة ،لم يعد هذا النظام معموالً به ،حيث تم حفر مجموعة من األقنية الترابية بدالً
من استغالل القناة المشتركة ،ولم تستعمل المكننة الثقيلة وبصفة جماعية ،وحصلت اس تقاللية في اختي ار
5 املنظمة العربية للتنمية الزراعية
دراسة سبل تطوير الري السطحي والصرف يف الدول العربية
المزروعات وعشوائية في التناوب على استغالل مياه الري ،وتم استخدام الري التقليدي "بالربطة" (حقنيات
ذات أحجام صغيرة حوالي 50متر مربع) بدالً من "الخطوط الطويلة" .كل هذا أدى إلى تدني كفاءة الري
الحقلي حيث قدرت الفواقد المائية بـ 25%على مستوى الحقل و 15%في القنوات الترابية .
نظرًا لعدم وجود تنظيم بين المزارعين فإن طريقة التناوب على الماء تطبق بعش وائية وفوض ى،
اوي 30 لذلك يجب إعادة النظر فيها .أما القنوات الترابية فقد صممت على أساس أنها ستؤمن صبيبًا يس
لتر/ثانية ،بسبب الفواقد عن طريق النقل والتوزيع ،وضعف ضبط تجهيزات التوزيع انخفض هذا الصبيب
إلى 25لتر/ثانية (استنادًا إلى بعض القياسات التي أنجزت في حوض تادلة).
يغطي نظام الري السطحي وحده حوالي 80%من المساحة المروية ،وتعتبر طريقة الري التقليدية
"الربطة" هي األكثر شيوعًا في الدوائر السقوية للمغرب .وتعتمد هذه التقنية على الري "بخطوط قصيرة" ،
ومن بين الدوافع الرئيسية التي تجعل المزارعين يلجؤون إلى استخدام طريقة الري "بالربطة" الحالة السيئة
ررة التي توجد عليها تسوية الحقول في الدوائر السقوية التي تالشت ولم تصمد كثيرًا أمام العمليات المتك
للحراثة في االتجاه الطولي للحقول .وزيادة على تأثيرها السيء على تسوية األرض ،فإن طريقة الري "
بالربطة " تؤدي إلى فواقد في الرقعة المزروعة تقدر بـ ، %15وكذلك يتطلب استعمال الري "بالربطة"
مجهودًا كبيرًا وحضورًا متواصالً أثناء عملية الري ،أما تجانس توزيع الماء في الحقل فهو ضعيف جدًا .
أما بالنسبة للري "بالخطوط الطويلة" ،فبالرغم من الجهود الكبيرة ال تي ب ذلت في بعض ال دوائر
السقوية ،فإن هذه الطريقة لم تعرف التطور المرغوب فيه ،وتعد مشكلة تسوية الحقول (م رة ثاني ة) هي
عائقًا أساسيًا أمام استخدام الري "بالخطوط الطويلة" .
إن الهدف من تكوين جمعيات مستعملي مياه الري هو إشراك المزارعين في عمليات تسيير وصيانة
شبكات الري وتحميلهم قسطًا من المسؤولية من أجل االستغالل العقالني لموارد الم اء والتربة والمحافظة
عوبات فقد تأسس عليها وكذلك على البنية التحتية لمشاريع الري .وبالرغم من العديد من العراقيل والص
عدد كبير من جمعيات مستعملي مياه الري على صعيد السقي الكب ير والمتوسط والص غير ،نظ رًا لتفهم
المزارعين ضرورة المساهمة في تسيير وصيانة التجه يزات وتحمل المس ؤولية في ذلك من أجل عقلنة
استغالل الموارد المائية المتاحة ورفع كفاءة مشاريع الري .
أ -البرنامج الوطني لتحسين الري الذي يهدف أساسًا إلى توس يع نط اق ال ري واستص الح
التجهيزات المتقادمة وتشجيع المزارعين على المشاركة في إدارة وتسيير ش بكات ال ري من
خالل إنشاء جمعيات مستخدمي مياه الري ،وك ذلك تش جيع إنش اء المق اوالت الص غيرة
والمتوسطة المتخصصة في صيانة التجهيزات الهيدروفالحية ،وهكذا فإن البرن امج الوط ني
للري ( )2000 – 1993مكّن من توسيع المساحات المروية بحوالي 250ألف هكتار ،كما
ساعد على استصالح أو تحديث التجهيزات الهيدروفالحية على مساحة تناهز 200ألف هكتار
.
ب -برنامج تحسين الري الكبير الذي همه متابعة صيانة تجهيزات الري ودعم قدرات التدبير لدى
المكاتب الجهوية لالستثمار الفالحي وعقلنة استغالل الماء على مس توى الحقل ،وحماية البيئة
اه والرفع من فعالية والمحافظة على الموارد الطبيعية وذلك عن طريق االستغالل المحكم للمي
استعمالها على مستوى األحواض المائية .
ج -التهيئات العقارية التي ترمي إلى تحس ين إنتاجية األراضي الفالحية (الزراعي ة) والمحافظة
عليها وتطوير اإلطار القانوني والمؤسساتي للعقار الفالحي (الزراعي) .
-صعوبة التعرف على احتياجات المزروعات من الماء وبرمجة الري لدى المزارعين .
-استخدام المزارعين لتقنيات ري تقليدية بسبب الصعوبة الفعلية التي تعوق تعميم استخدام تقنيات
الري الحديثة ذات القدرة العالية على توفير واقتصاد مياه الري .
ولبلوغ الهدف الحيوي المتمثل بتحقيق اقتصاد مهم في مياه الري يقترح التحس ينات االس تراتيجية
التالية :
إن برمجة الري تعد ضرورية ألنه في الوقت الراهن يتلقى المزارعون كميات من مياه الري غ ير
كافية في فترات االستهالك القصوى والتي تعتبر حساسة بالنسبة لنمو النب ات .ويض طر المزارع ون
وب لتجنب (لتفادي هذه المشكلة) "عن وعي أو غير وعي" إلى ضرورة الري بكميات تفوق بكثير المطل
نتائج تأخير الدور القادم من استعمال مياه شبكة الري ،لذلك تعد برمجة الري أهم وسيلة تمكن من تحس ين
استغالل شبكات الري وتنظيم نقل وتوزيع مياه الري ،وكذلك تمكين المزارعين من ري حقولهم في أوقات
متفرقة خالل فترات االستهالك القصوى وبكميات معقولة وبالتالي تحقيق زيادة في اإلنتاجية .
تكمن أهمية الحديث عن الري السطحي في أنه مازال من أكثر أنظمة الري شيوعًا في الع الم حيث
أن أكثر من 80%من األراضي المروية في العالم مازالت تروى بطريقة الري السطحي ،ويعت بر ه ذا
النظام من أكثر النظم هدرًا لمياه الري على مستوى الحقل نتيجة الستعمال أساليب تقليدية كطريقة " ال ري
بالربطة " األكثر شيوعًا في المغرب ،التي من مساوئها تب ذير كب ير في المي اه وتقليص في المس احة
المزروعة وبالتالي ضعف في مردودية الهكتار .إالّ أنه باإلمكان تفادي كل هذه المس اوئ ورفع كف اءة
الري السطحي إلى مستوٍ عالٍ وذلك باستعمال :
-استخدام المتاعب (السيفونات) والتسوية الدقيقة لسطح الحقل المراد ريه باستعمال أجهزة الليزر
مثالً ،مما سيمكن من توفير ما يعادل 20%من المياه المس تخدمة في ال ري باإلض افة إلى
تحقيق زيادة في إنتاجية المحاصيل المروية .
ومن بين أساليب الري السطحي ذات الكفاءة العالية الممكن اس تخدامها ن ذكر ال ري ب الخطوط
(باألثالم) والذي باستعماله يمكن تحقيق اقتصاد في مياه الري بما يعادل 10%والتخلص من فواقد الرقعة
المزروعة التي تقدر بحوالي 15%في الري التقليدي "الربطة " وكذلك من تحسين اإلنتاج الزراعي.
يناسب الري بالخطوط (باألثالم) عددًا كبيرًا من المحاصيل ويمتاز عن ط رق ال ري الس طحي
األخرى بقلة الكلفة الالزمة إلعداد األرض ،والتحتاج األثالم إلى مواصفات خاصة كما هو الحال بالنسبة
للري بالشرائح (المساكب) واألحواض ،وتروى األثالم بإعطاء تصريف مائي مناسب من قناة الحقل إلى
بداية ثلم أو مجموعة من األثالم بإحدى الطرق التالية :
أ– كسر حافة القناة عند رأس الثلم إذا كانت ترابية .وهذه الطريقة التحقق تحكمًا جيدًا بالتصريف
المائي ،واليمكن توزيع التصريف بشكل متساو بين األثالم المختلفة مع أنها األكثر شيوعًا.
ب -بنقل الماء من القناة إلى الثلم بواسطة المثعب (الس يفون) وهي طريقة جي دة وغ ير مكلفة
ومستخدمة على نطاق واسع وبخاصة عندما تكون قناة الري الحقلية مبطنة .
ج– باستخدام األنابيب ذات البوابات ،وهذه األنابيب (صلبة أو لينة ) تعوض بها قن اة الحقل حيث
اء يوجد عليها بوابات تفتح بالقدر الالزم عند بداية كل ثلم ،وتعتبر من أكثر طرق توزيع الم
على األثالم دقةً وقدرةً على التحكم بالتصريف .
ويمكن استخدام الري "بالربطة " المحسنة عن طريق توسيع مساحة األحواض الصغيرة المس تعملة
للري ( حقنيات ذات أحجام صغيرة حوالي m2 50تقريبًا إلى حوالي )m2 100حيث تعد هذه العملية
مؤقتة تمكن من تقليص فواقد المساحة المزروعة مقارنة مع " الربطة " التقليدية وبالتالي تحس ين مردودية
الهكتار إالّ أن تجانس توزيع مياه الري سيظل ضعيفًا نسبيًا .
كما أن تسوية األراضي تعد ضرورية جدًا لنجاح الري السطحي وتمكن من الحص ول على توزيع
متجانس لمياه الري على مستوى الحقل ،إالّ أنه في جميع األحواض المجهزة للري في المغ رب لوحظ أن
تسوية الحقول لم تصمد كثيرًا أمام العمليات المتكررة للحراثة في االتجاه الطولي للحقول وإنش اء البت ون
(األكتاف) ألحواض الري " بالربطة " .
يمكن صيانة األقنية الترابية المستخدمة في توزيع مياه ال ري على الحق ول إما عن طريق إع ادة
حفرها دون تبطينها ،وهو الحل األول ال ذي اليمكننا من تقليص فواقد التس رب ،أما الحل الث اني فهو
صيانتها مع تبطينها ،وهنا يجب مقارنة قيمة الكلفة مع كمية المياه الممكن توفيرها .وعملية التبطين يمكن
إنجازها بواسطة الخرسانة أو استخدام القنوات نصف الدائرية المستخدمة في الشبكات المحمولة أو التبطين
بمواد بالستيكية التي تعد أقل ولكن كذلك أقل استدامة .
يعد خلق جمعيات مستخدمي مياه الري حالً حيويًا وإطارًا مناسبًا يمكن من توعية المزارعين ح ول
ضرورة وأهمية االقتصاد في مياه الري وعقلنة استغاللها وذلك بإشراكهم في عملي ات تس يير وص يانة
شبكات وتجهيزات الري .
-3رفع الرسوم المفروضة على المياه للحث على االقتصاد في استخدامها .
-4تطوير عمليـة إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة (التي تمت معالجتها) في الري.
-5إيجاد برامج لالستثمارات بغية تعميم معالجة مياه الصرف الصحي .
هذا وتتيح التقنيات الحديثة المستخدمة في الزراعة المروية فرصة تحقيق توفير كبير في الم اء من
األجدر توسيع انتشارها واس تخدامها في المنطق ة ،وتس اهم البعثة اإلقليمية للم اء والزراعة ()MREA
المعتمدة لدى السفارة الفرنسية في األردن في الجهود التي تبذلها بل دان منطقة الش رق األوسط في ه ذا
االتجاه منذ عام . 1990
،واكتس بت كفاءتها اإلقليمية منذ ع ام 1993 نشأت " البعثة الفرنسية للزراعة " عام 1990
MREAأي بإضافة " الماء " في عام . 1996وقد وأصبحت تدعى " البعثة اإلقليمية للماء والزراعة "
طورت أعمالها وأبحاثها التجريبية في األردن وفي األراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وغزة) ،وعملت
بالتعاون مع أقطار عربية أخرى في المنطقة (سورية ،لبنان ،مصر )...باذلة جهودها في نشر المعلومات
العلمية والتقنية فيها .
طوّرت الـ MREAمجموعة من الدراسات واألعمال التجريبية مي دانيًا بالتع اون مع العديد من
الجامعات ومؤسسات التطوير والتنمية ونظمت دورات لتأهيل التقنيين بغية تحقيق أهداف تلك الدراس ات،
وكانت النتائج الرئيسية كما يلي (جدول رقم . )3-3
كانت عملية نقل الماء حتى مكان استخدامه بالحقل تتم تقليديًا بواسطة األقنية الترابية مما كان يسبب
ضياع أو فقدان نسبة كبيرة منه بسبب التسرب بش كل خ اص .غ ير أن تكس ية أو تبطين تلك األقنية
(بالحجارة أو بالخرسانة) كانت " المرحلة األولى " التي تتالءم مع نقل كميات كبيرة من الم اء لمس افات
طويلـة .أما تعميم توزيـع الماء وفـق ضغط مالئـم فـي األنابيب فهـو ذو فوائد جمّة ألنـه يح دّ
مـن ضياع الماء ويسهّل كذلك عمليـة مراقبـة استخدامـه (بواسطة العدّادات) ويحمي المياه مـن شتى
أنواع التلوث ،ويمكن استخدام الضغط الالزم لنقلها بغية توزيعها حتى مكان استثمارها.
إن نظام الري السطحي (طريقة الري بالغمر) تجعل الماء يجري غالبًا على س طح التربة أو داخل
القنوات الترابية لتوصيل الماء إلى النباتات ،إذ أنه من اللحظة التي يجري فيها الماء من أحد طرفي الحقل
يحتاج بعض الوقت قبل أن يبلغ الطرف اآلخر ،ويرشح الماء في األرض خالل تلك المدة الزمنية وتتناسب
كمية الماء المتسرّب طردًا مع المدة التي استغرقها لذلك ،مع العلم أن مقدار الماء المتسرّب يكون أكبر في
بداية جريانه .هذه الظاهرة من عدم التكافؤ في توزيع الماء إضافة إلى فقدانه في األقنية تؤدي إلى تبدي ده
بمعدل يتجاوز غالبًا 50%من الماء عند توزيعه ،ويؤدي اتب اع ه ذا النظ ام في بعض األراضي ذات
النفاذية العالية إلى خسائر كبيرة في الماء بسبب عملية الرشح العميقة (شكل رقم . )3-1
تخدام ويؤدي اتباع هذه الطريقة ،يعززها سعر الماء المنخفض ،إلى المغاالة في الري أحيانًا (اس
بب ،إذا لم تطبق على األقل " المرحلة الثانية " المتمثلة بتبطين األقنية كميات كبيرة من الماء) ،لهذا الس
الترابية وتعميم توزيع الماء على الحقل وفق ضغط مالئم في األنابيب (أي إدخال نظام ال ري الس طحي
المطوّر :نقل المياه بواسطة أنابيب حتى حدود الحقل) وتحديد كمية مي اه ال ري المعط اة حسب الحاجة
الفعلية للمزروعات ،لن يؤدّي استخدام الري السطحي (حتى اآلن ومستقبالً ) إلى أي اقتصاد وتوفير للمياه
كما هو متوقع .
إن التقييم األمثل للماء المستخدم في الزراعة المروية الينحصر في استخدام "أفضل أنظمة الري" ،إذ
أن تنافس القطاعات األخرى من أجل هذا المورد النادر "الماء" يتطلب من الزراعة المروية أن تؤمّن للبالد
المعنية بذلك المنتجات الزراعية بأعلى نسبة ممكنة من القيمة المضافة .غير أن إنت اج الم وز في وادي
األردن ،على سبيل المثال ،يستهلك كميات هائلة من الماء دون أن يحقق القيمة الكافية التي يستحقها ودون
أن يهيء فرصًا هامةً للعمل في حين أن هذا المنتج يتواجد بكميات كبيرة في األس واق العالمية وبأس عار
أدنى بكثير منها في السوق المحلية .بينما نجد أن الفريز المزروع في البيوت البالستيكية ،على العكس من
ذلك ،يتطلب الكثير من األيدي العاملة ويؤمّن قيمة مضافة أعلى من سابقتها بكثير ،باإلضافة إلى استخدام
واق كميات أقل بكثير من الماء ،كذلك من الممكن إنتاج الفريز في المنطقة في غير أوانه ،مما يفتح له أس
التصدير في أوروبا ،مؤمّنًا بذلك دخول العمالت الصعبة التي تعود بالفائدة على البالد .
ويبين هذين المثالين على أنه يجب توجيه اختيار الزراعات في اتجاه إنت اج المحاص يل األك ثر
مالءمة اجتماعيًا واقتصاديًا .
إن أهم المواضيع التي سيتم معالجتها هي إدارة أنظمة الري ،واستخدام مي اه الص رف الص حي
المعالجة (التي تمت معالجتها ) في الزراعة المروية ،وتطوير الزراعات ال تي تتكيف مع ن درة المي اه
واألسواق المحلية والعالمية على السواء .
تتسم األراضي الزراعية في هنغاريا بانبساطها مما يجعل صعوبة االعتم اد على ال ري بالراحة
وخاصة عند تطوير أساليب الري واستخدام الري بالرش .
المزارع في هنغاريا ذات مساحات كبيرة نسبيًا تتراوح بين 3000إلى 20000هكتار ولهذا ف إن
نظام الري اآللي لم ينتشر انتشارًا واسعًا حيث اعتبر زي ادة الميكنة واالعتم اد على التحكم من بعد أفضل
اقتصاديًا .
لقد شملت الدراسات التي جرت في هنغاريا ألتمتة الري استخدام مجسات الرطوبة .وقد تم استخدام
هذه التقنية في الري السطحي بالراحة والري تحت الضغط وفي شبكات القن وات المفتوحة وفي أجه زة
التحكم الهيدروليكي بالمنشآت المائية وفي مجال قياس تصرفات المياه والتحكم الكلي في شبكات الري .
هي دولة زراعية ولكن نسبة لعدم مالئمة طقسها إلنتاج المحاصيل في الصيف بسبب موج ات الجف اف
أصبح الري من المعوقات األساسية للزراعة في أسبانيا .
لقد كانت طرق الري التقليدية هي السائدة في أسبانيا حيث تسود األع راف والتقاليد بإتاحة ال ري
بالتناوب للمزارعين بنظام دقيق لالستخدام األمثل للمياه وبعدالة توزيع يحترمها كل المزارعين.
ثم ظهر في أواخر القرن العشرين نظام إدارة الري الكبرى التي تق وم بنقل وتوزيع المي اه ،ولكن
واجهت هذه النظم بعض المشاكل والمعوقات بسبب رفض المزارعين استالم المياه والري ليالً.
تواجه الزراعة المروية في أسبانيا بعض المشاكل الخاصة بتوفير مياه الري لإليف اء بالمتطلب ات
المائية للمساحات المروية الشاسعة .أول هذه المشاكل الحاجة إلى إصالح نظم الري التقليدية لتتناسب مع
التطورات التي تمت واإلنشاءات المائية الجوفية التي تم القيام بها منذ بداية السبعينات في القرن العشرين .
كما أن التصاميم القديمة لشبكات الري شكلت مشاكل لتط وير النظم التقليدي ة .ق امت وتق وم أس بانيا
بمجهودات كبيرة لحصاد مياه األمطار واالستفادة منها في مواجـهة مشاكل ال ري من خالل الخزان ات
والسدود المنتشرة في المناطق المروية .لقد قامت أسبانيا بدراسة مستفيضة للوصول إلى أفضل المقنن ات
المائية للمحاصيل ،وقد توصلت إلى أن 7ألف متر مكعب /للهكتار /السنة كافية للري .إن المس احات
المروية التي تدار على أساس قطاع خاص أفضل من تلك التي تدار على أساس تعاوني ومشترك.
ويعتبر الري اآللي المتحكم فيه أحد أساليب مواجهة المشاكل في قطاع ال ري في أس بانيا وتطبق
العديد من أساليب الري اآللي وفي مجاالت متعددة وتشمل :
من المؤكد بأن نقل المياه عبر أنابيب تحت الضغط هي أفضل بكث ير من نقلها بقن وات مفتوحة .
تشمل مزايا نقل المياه باألنابيب ،التحكم في الطلب وتخفيض نسبة فواقد النقل .
إن التحكم اآللي في توزيع المياه باألنابيب قد مكن من التوزيع المالئم للمي اه حسب الطلب والتحكم
في تصرفات المزارعين حيال ريهم لألراضي .يتم التحكم في سرعة فترات تشغيل المضخات التي ت زود
هذه األنابيب بالمياه .نسبة ألتساع طريقة الري السطحي فقد قامت أس بانيا أيضًا بالعمل على التحكم اآللي
في القنوات المفتوحة القائمة بغرض تحسين كفاءة ال ري الحقلي وتقليل الفواقد .تش مل الط رق ال تي
استخدمت في أسبانيا للتحكم اآللي في القنوات المفتوحة التحكم في أبواب القناطر واله دارات والمنش آت
المائية بصفة عامة للتأكد من المحافظة على منسوب المياه أمام المنشآت ثابتًا ،وعليه فيمكن آلي مس تخدم
للمياه من أخذ ما يحتاجه للمياه ،وهذا يتطلب انحدار بسيط في القنوات ،ونسبة لعدم إمكانية تغير انح دار
القنوات الفرعية الثالثة الحقلية ستكون أكثر مما هو مطلوب .بدأت أسبانيا منذ الستينات في إنشاء ش بكات
الري السطحي وفق متطلبات التحكم اآللي في القنوات المفتوحة نسبة الرتفاع تكلفة التغي ير في الش بكات
القائمة منذ عام . 1959
العديد من شبكات الري قد تم إنشاءها في أسبانيا بهذه السمات المناسبة للتحكم اآللي .
لقد ادخل نظام التحكم الكهربائي في شبكات الري مع بداية السبعينات ،وقد تم وضع معدات التحكم
يشمل الري اآللي في رومانيا التحكم في شبكات الري ع بر األن ابيب وذلك من خالل التحكم في
محطات الضخ المرتبطة بهذه الشبكات.
لدى رومانيا تج ارب ح ول التحكم اآللي في ش بكات ال ري المفتوحة ،وقد وجد أن المش اكل
والمعوقات التي تواجه التحكم في هذا المجال عديدة تفوق كثيرًا التحكم اآللي في األن ابيب .إن التحكم في
القنوات المفتوحة يمكن أن يتم كهربائيًا أو ميكانيكيًا حيث يتم التحكم الكهربائي من خالل مناس يب المي اه
وضبطها حسب متطلبات الري ،وهذا ما يسمى بالتحكم المحلي .
أما التحكم المركزي الميكانيكي فيتم بض بط الت دفق في القن وات حيث يتم نقل المعلوم ات إلى
الحاسوب الـذي يحـدد فتحات المنشآت لتمرير التدفق المطلوب .وقد تم إنشاء عتبات بارشال Parshall
flumesعلى العديد من القنوات للتحكم في التدفق.
3-4التحديات التي تواجه تطوير الري السطحي والصرف بصفة عامة وسبل تخطيها :
إن تطوير وتحسين أداء الري السطحي والصرف بصفة عامة تواجهه ع دة تح ديات يمكن حصر
أهمها في األطر التالية :
أوالً :تحديات في المجال اإلداري والمؤسسي :
-عدم وجود جمعية مختصة لمستخدمي المياه ،لتقوم بإدارة مياه الري من حيث "جدولة الري" ،
باإلضافة إلى المساعدة في تحديد " النمط المحصولي" ألي منطقة على أس اس ت وفر المي اه
(كميتها) ،ونوعيتها ،وصالحية األراضي للري.
-ضعف تأهيل الكوادر اإلرشادية المتوفرة في مجاالت المياه والري ،والتي تكون "عادة" قادرة
على اختيار نظم الري المالئمة وتحديد متى يتم الري ،وأي كمية من المي اه يجب إض افتها ،
لتتمكن من نقل المعلومة المناسبة للمزارع .
-عدم اهتمام المؤسسات التي يرتبط عملها بالزراعة المروية واالس تخدامات األخ رى للمي اه
"باإلرشاد المائي" .ونتيجة لذلك ،فاإلرش اد يركز كل اهتمامه على التقني ات الزراعية ال تي
التشمل طرق الري وتأثيرها على كفاءة استخدام المياه .
-عدم اهتمام المؤسسات العاملة في مجال المياه والري بنشر " الوعي المائي" للجمهور عامة
والمزارعين خاصة .فمازالت قضية األهمية المطلقة للمي اه (وشح المي اه) وأهمية ترش يدها
موضوعًا متداوالً في أروقة المؤتمرات وبين قلة من المشتغلين باألمر فقط ،واليتم توصيل هذه
القضية للجمهور للتفاعل معها .
وبشكل عام يمكن القول أن " جدولة الري " تعني اإلجابة عن سؤالين هامين هما " متى وكم ن روي
"؟ ،نروي بحيث أن اليتأثر النبات من الجفاف ،وبكمية تعادل كمية الماء التي استنزفها النب ات من التربة
منذ الرية السابقة .والعوامل المؤثرة على " جدولة الري " وكمية المياه المضافة " هي :قوام التربة ،عمق
المجموع الجذري ،طريقة الري .
هذه الطرق تأخذ بعين االعتبار تأثير المناخ على حاجة النبات للماء وتستخدم المع دل الي ومي
للقراءات المناخية لشهر كامل أو لفترات أقل .والبخر – نتح المرجعي يعبر عنه بـ (ملم لكل
يوم) وهو يمثل معدل القيم خالل فترة زمنية منتقاة .وإن اختيار الطريقة الالزمة لقياس البخر –
نتح تعتمد على نوع المعلومات المناخية المتوفرة وعلى الدقة الالزمة لحساب كمية الماء الالزم
.ويتوفر اآلن بعض برامج الكومبيوتر الج اهزة ال تي يمكن من خاللها حس اب البخر – نتح
بسهولة ومن أمثلة هذه البرامج برنامج . Crop Wat
* جدولة الري باستخدام جهاز قياس الشد الرطوبي : Tensiometerهناك عالقة وثيقة بين توفر
الماء في التربة ومقدار الشد الذي يجب أن يبذله النبات من أجل استخالص ه .وفي حالة ت وفر
ذا المياه بشكل جيد في التربة فإن النبات المزروع فيها اليبذل جهدًا كبيرًا في الحصول على ه
الماء ،وكلما نقص محتوى التربة من الماء تزداد بالتالي قوة مسك حبيبات التربة له مما ي ؤدي
بالنبات لبذل جهد أكبر من أجل الحصول على الماء لتلبية احتياجاته إلى الحد الذي عن ده يب دأ
النبات بالمعاناة مما يؤثر على انتاجيته .لذلك يجب إضافة مياه الري للنب ات قبل وص وله إلى
حالة اإلجهاد الرطوبي .
إن جهاز التنشيوميتر يقيس بطريقة مباشرة مقدار الشد الذي يجب على النبات أن يبذله الستخالص
الماء من التربة ،أي أنه يعمل عمل الجذور ،فقراءة هذا الجهاز تعتبر دليل جيد على توفر الماء للنب ات،
ويمكن بالتالي معرفة المحتوى الرطوبي الذي يجب عنده أن تبدأ عملية الري من أجل عدم تعريض النبات
لإلجهاد .
الوحدة التي تقاس فيها هذه القراءات هي السنتيبار ( )cbومدى قياس التنش يوميتر ي تراوح ما بين
(صفر – 100سنتيبار) .قراءة صفر تعني أن التربة مشبعة وأن الجذور تعاني من نقص التهوية ،والقراءة
(من صفر – 5سنتيبار) تدل على وجود رطوبة عالية في التربة ،والقراءات (من 10-25سنتيبار) تمثل
السعة الحقلية حسب قوام التربة .وفي حالة القراءات أكثر من 25س نتيبار يمكن أن تتع رض النبات ات
الحساسة وذات الجذور السطحية لنقص الماء ،وتشمل أيضًا النباتات التي تنمو في تربة خشنة .أما النباتات
ذات المجموع الجذري العميق فالتعاني من نقص الماء قبل أن تصل قراءة التنشيوميتر ( 40-50سنتيبار)
.
ـ:
كيفية جدولة الري باستخدام جهاز التنشيوميتر
بعد تجهيز الجهاز وتثبيته في التربة بشكل جيد وعلى العمق المطل وب تب دأ عملية جدولة ال ري
باالعتماد على قراءات الجهاز .ومن جداول قيم الشد الرطوبي يتم عندها إضافة مياه الري للحصول على
أعلى إنتاج ممكن في أراضي ذات ملوحة قليلة نسبيًا ،واليوجد لها أي مشاكل صرف وبشرط أن يقع جهاز
الشد الرطوبي في منطقة الجذور الفعالة .
وعند استعمال التنشيوميتر كأساس في تحديد زمن الري ،يمكن تقدير كمية المياه المطلوبة إضافتها
بواسطة :
تقدير كمية المياه المستهلكة (البخر – نتح ) منذ الرية السابقة . أ–
ب – تحويل قيم الشد الرطوبي إلى ما يقابلها من رطوبة التربة (إذا ما توفرت هذه المعلومات)
وذلك بحساب عمق الماء المطلوب لرفع رطوبة التربة من هذا الحد إلى السعة الحقلية.
وعلى سبيل المثال ،نتيجة ثالث سنوات من عمل وحدة الخدمات اإلرشادية للري في سلطة
وادي األردن (األردن) مع طاقم الوحدة في مجال جدولة ال ري ض من 54مش اهدة في
وحدات زراعية (عند المزارعين) يمكن القول بأنه أمكن توفير ( )10-20%من كمية مياه
الري في أجزاء المشاهدات نسبة إلى ما يس تخدمه الم زارعين في بقية أج زاء المزرعة
متوافقًا مع زيادة في اإلنتاج بنسبة 7%مقارنة إلى إنتاج بقية أجزاء المزرعة .
* التوعية المائية في مجال مياه الري الرامية إلى ترشيد استخدام المياه .
* تقـوية وتوسيع وتطوير جهات اإلرشاد المائي وربطها كليًا مع وزارة الري ووزارة الزراعة.
* مد جسور الثقة بين المؤسسات العاملة في مجال الري والمزارعين وإشراك المزارعين في
إدارة مشاريع الري وإيجاد صيغة للتعاون بين إدارة الري ومستخدمي مياه الري ( من مزارعين
وفالحين) عن طريق تكوين روابط مستخدمي مياه الري وتكوين إدارة التوجيه المائي ب وزارة
الري أو وزارة الزراعة لتدريب وتوجيه المزارعين على االستخدام األمثل للمياه وحل المشاكل
التي تعترض المزارعين أوالً بأول .
* ضعف البحث العلمي الميداني واقتصاره على األبحاث النظرية ،وهذا يتطلب من جهات البحث
العلمي والجامعات رفد كوادرها بالب احثين العلم يين المختص ين في مج ال ال ري ورصد
المخصصات المالية الالزمة لهذه األبحاث.
* في مجال تصميم شبكات الري الحقلي ،فيجب سن األنظمة المناسبة إللزام الشركات العاملة في
مجال الري اتباع األساليب العلمية والحصول على تصديق الجهات الرسمية أو النقابات المهنية
عليها ويجب أن يتولى مهندس مختص اإلشراف على تنفيذها .
* تنفيذ برامج ومشاريع نقل تكنولوجيا لتحسين كفاءة الري السطحي وذلك من خالل التطبيقات
التالية على مستوى الحقل :
-تحسين تسوية األرض Land levelingمما يعمل على تحسين كفاءة التوزيع .
-الري بدفعات مما يعمل على تحسين كفاءة التوزيع وكفاء ة اإلضافة .
* تطوير نظم معلوماتية للري يعتمد على معلومات المنـاخ والنبـات والتربـة ونوعيـة المياه
لتحديد االحتياجات المائية و "جدولة الري " ويجب وصول المعلومات للمزارع بأسهل الطرق.
انخفاض الخبرة الفنية وتدنّي مستوى المعرفة المتطورة بأساليب الري ل دى أغلب الفالحين -
والمزارعين ،مما يساهم في بعدهم عن األخذ بالتقنيات الحديثة التي تؤدي عادةً إلى رفع كفاءة
الري.
-قلة الكوادر الفنية المتخصصة في مجال بحوث الري والزراعة ،وقلة وضعف المعاهد ومراكز
التدريب القادرة على تأهيل كادر بحثي جيد في مجال المياه والري .
-ضعف تقنية الري في الوطن العربي ،حيث أن معظم متطلبات الري من أنابيب وأجهزة قياسات
وتحكم تستورد من خارج الوطن العربي ،مع اإلشارة إلى وجـــود بعض التقني ات مثل
صناعة األنابيب في بعض البلدان العربية .
تدنّي كفاءة شبكات الري السطحي ،وهذا يعود أساسًا إلى تراكم الترسبات ونمو الحش ائش -
المائية في أقنية الري ،وسوء أعمال الصيانة الدورية لهذه األقنية .كما تعد مشكلة تسوية الحقول
هي عائقًا أساسيًا أمام استخدام الري السطحي المطوّر (بالخطوط الطويلة) .
-ندرة وجود المراكز المتخصصة في بحوث المياه والري ،وإن وجدت فهي شحيحة العتاد.
* االحتياجات المائية للمحاصيل ومعدل توافر السقايات وبرمجة الري :إعداد بيانات عن قيمة
االستهالك المائي للمحاصيل وخصوصًا الرئيس ية منها وذلك باالعتم اد على المعلوم ات
المناخية المتوفرة ،التركيب المحصولي ،وتحديد الدورات الزراعية المالئمة للتربة والمناخ،
وهذا يساعد على معرفة االحتياجات المائية الحقيقية للمشروع وبالت الي إع داد التص اميم
المالئمة لشبكة الري السطحي .
* معايير صرف واستصالح األراضي المتملحة وتحديد معدالت نظام الري الغاسل.
-تحديث وتطوير منشآت ونظم الري السطحي على مختلف مستوياتها بما فيها شبكات الري
الرئيسية والفرعية وشبكات المساقي (الري الحقلي) بما يهدف إلى توف ير مي اه ال ري حسب
الحاجة الفعلية للمزروعات مع منع اإلسراف وتقليل الفواقد بتحس ين عملية ال ري ،وذلك عن
طريق تنفيذ عمليات تسوية الحقول بالليزر أو باستعمال المعدّالت Land planeوتحويل المساقي
الحالية الترابية إلى مساقي مرفوعة مبطنة على شكل حرف ، Jأو مساقي مواسير ()PVC
ذات ضاغط منخفض .وتعمل المساقي المطوّرة ه ذه على تقليل الفواقد المائية والقض اء على
الحشائش وضمان وصول المياه إلى نهاية المسقى بالكمية المناسبة وفي الوقت المناسب وتوفير
تكاليف أعمال الصيانة ،مما سيؤدي إلى رفع كفاءة الري وزيادة اإلنتاج ورفع مس توى معيشة
المزارع .
تسهيل عمليات توزيع المياه باستخدام نظم التحكم الحديثة وذلك عن طريق تركيب بوابات -
أوتوماتيكية حديثة طراز AVISوطراز ، AVTOكما يمكن استخدام الموزعات Distributors
لتعطي تصريفًا (تدفقًا مائيًا ) ثابتًا يمكن التحكم فيه طبقًا لالحتياجات المائية الفعلية .
برمجة الري والتوزيع بهدف تحسين كفاءة الري الحقلي :إن برمجة الري تعد ضرورية ألنه -
غالبًا ما يتلقى المزارعون كميات من مياه الري غير كافية في "فترات االس تهالك القص وى"
كلة) "عن والتي تعتبر حساسة بالنسبة لنمو النبات .ويضطر المزارعون (لتفادي هذه المش
وعي أو غير وعي" إلى ضرورة الري بكميات تفوق بكثير المطلوب لتجنب نت ائج ت أخير
الدور القادم من استعمال مياه شبكة الري ،لذلك تعد برمجة ال ري هي أهم وس يلة تمكن من
زارعين من تحسين استغالل شبكات الري وتنظيم نقل وتوزيع مياه الري ،وكذلك تمكين الم
ري حقولهم في أوقات متفرقة خالل " فترات االستهالك القصوى" وبكميات معقولة وبالت الي
تحقيق زيادة في اإلنتاجية .
-إدخال تقنية الري " بالخطوط الطويلة " التي تعتبر ذات كفاءة جيدة .
-االلتزام بالنمط المحصولي الذي وضعت على أساسه قنوات الري .
-إقامة نظام صرف لتجنب الملوحة والغدق وخاصة للمحافظة على التربة من إعادة التملح بعد
استصالحها .
8-إعداد دراسات الجدوى الفنية واالقتصادية ألي مشروع ري سطحي قبل تنفيذه .
التكلفة العالية لبعض العمليات التي تساعد على زيادة كفاءة ال ري الس طحي مثل تبطين القن وات
الترابية أو استخدام األنابيب بدالً من القنوات الترابية المكشوفة لتقليل فواقد التبخر من س طح القن وات أو
كذلك تسطيح األراضي (عمليات التسوية) .فمشاكل ضعف اإلنتاجية في القطاع الزراعي أحيانًا ،ومشاكل
التسويق وانخفاض أسعار المنتوجات الزراعية وع دم اس تقرار األس عار أحيانًا أخ رى ،قد التش جع
المستثمرين من القطاع الخاص على استثمار رؤوس أموال كبيرة في مرافق الري ،والتي من المعلوم أنها
استثمارات طويلة المدى يتحقق العائد منها خالل فترة زمنية طويلة .
ضعف الميزانيات المتاحة لصيانة مرافق الري السطحي ،الذي يؤدي إلى تراكم الطمي والترسبات
ونمو الحشائش في قنوات الري .ويترتب على ضعف الميزانيات المتاحة لصيانة مرافق الري السطحي،
كذلك ،تدهور منظِّمات المياه ،لدرجة يجعلها غير قادرة على أداء دورها الذي أنشئت من أجله ،وهو ضبط
وقياس تصريفات مياه الري ،األمر الذي ينتج عنه سوء توزيع مياه الري بين أج زاء المش روع وه در
كميات كبيرة من المياه في بعض األحيان ،مما يقلل بالتالي من كفاءة الري .
انخفاض أسعار مياه الري أو تكاليف ضخها يقلل من أهميتها (كعامل اقتص ادي ه ام من عوامل
اإلنتاج) ،مما يؤدي إلى اإلسراف في استعمال المياه وعدم ترشيد االستهالك .
ارتفاع تكاليف البحث العلمي بشكل عام وضعف تمويل البحوث والدراسات الخاصة بتطوير الري .
-العمل على تحسين العائد المالي واالقتصادي للمشاريع الزراعية الحكومية والخاصة ،من خالل
إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التسويقية .
-العمل على إقناع الجهات المانحة والمموِّلة بأهمية االستثمار في هذا المجال ،من خالل التركيز
على أهمية استخدام الموارد المائية والزراعية بكفاءة ،األمر الذي سيحسن العائد الزراعي ،وما
لهذا األمر من أهمية في تحقيق األمن الغذائي واالجتماعي والسياسي .
-العمل على تقديم ضمانات كافية للجهات المموِّلة تكفل التزام المزارعين التقيد بشروط الق روض
للغايات الممنوحة ،إضافة إلى االلتزام بطرق وفاء هذه االلتزامات النقدية .
راط قلة الوعي العام بمشكلة نقص المياه في الوطن العربي ،حيث أن هذا الوضع قد أدى إلى اإلف
في استخدام المياه وعدم االهتمام بإعادة تأهيل شبكات الري السطحي ،وكذلك ضعف استعداد الم زارعين
لتقبل اإلرشادات ،وانعدام تدريب المزارعين حول إدارة الري الحقلي ،وضعف " التوعية المائية " .
ضعف آلية اإلرشاد عامةً والمائي خاصةً ،أو عدم توفر " إرشاد مائي " على مستوى المزرعة نهائيًا
،مما يؤدي إلى العديد من الممارسات الخاطئة ،ومنها مثالً ،عدم التقيد بالقوانين والتشريعات المائية .
ـ واإلرشادي والتوعية :
* سبل تخطي التحديات في المجال االجتماعي
تكوين جمعيات مستخدمي المياه ،والهدف منها هو تشجيع المزارعين وحثهم على تفهم وض رورة
المساهمة أو المشاركة في عمليات إدارة وتسيير وصيانة تجهيزات شبكات الري السطحي وتحملهم قس طًا
من المسؤولية من أجل االستغالل العقالني للموارد المائية المتاحة لرفع كفاءة مش اريع ال ري والمحافظة
عليها وعلى البنية التحتية لهذه المشاريع ،وكذلك تشجيع الم زارعين على إنش اء المق اوالت الص غيرة
والمتوسطة ،المتخصصة في صيانة أقنية الري وغيرها من التجهيزات .
وبصفة عامة ،يمكن القول بأن تخطي التحديات المشار إليها سابقًا :
يتطلب وجود وزيادة التنسيق بين الجهات المتعددة ،فهناك الجهات المناط بها تصميم وتنفيذ -
مشاريع الري والصرف ،وهناك الجهات الموكل لها موضوع تشغيل شبكات الري والصرف،
وأخيرًا الجهات المستغِلة لهذه المشاريع .ويحتاج األمر إلى تنسيق وترابط وتكامل هذه الجهود
المتسلسلة ،والتي تتطلب بالضرورة خبرات ومؤهالت مختلفة حسب المراحل المختلفة.
يتطلب وجود وزيادة الكوادر الفنية المقتدرة والمؤهلة لمتابعة مسيرة هذه العملية المعق دة، -
لضمان الوصول إلى الغايات المنشودة بأفضل السبل .
يتطلب وجود وحضور المؤسسة البحثية القيادية والناظمة لألولويات في كافة مجاالت البحث -
العلمي الزراعي من تصميم لشبكات الري الحديثة ،وأصناف مقاومة للجفاف وغيرها.
يتطلب إعادة تنظيم البنى المؤسسية والقانونية والتشريعية للجهات المسؤولة عن إدارة الموارد -
المائية واستخداماتها ،بحيث يتم " تحديد المسؤوليات " بشكل واضح فيما بينها .
الخالصة :
من خالل التجارب العربية السابقة في مجال تطوير طرق الري السطحي والص رف ،وغيرها من
البحوث المتعلقة بالمياه واستعماالتها في الوطن العربي ،يمكن تسليط الضوء على الوضع الح الي لل ري
السطحي في الوطن العربي والمشاكل والتحديات التي تواجه تطوير الري السطحي والصرف في ال وطن
العربي بصفة عامة وسبل تخطيها :
ـ التي تواجه تطــويره
ـ للري السطحي في الوطن العربي والمشاكل والتحديات
أوالً :الوضع الحالي
بصفة عامة :
-1انخفاض كفاءة الري السطحي :إن طرق ال ري الس طحي التقليدية هي الس ائدة في غالبية
األقطار العربية ،وتتسم هذه الطرق بانخفاض كفاءة الري فيها والمقدرة بين ، 40-50%ويعود
ذلك أساسًا إلى فقد كميات كبيرة من مياه الري بالتسرب من القنوات الترابية "غير المبطنة" إلى
المزارع .
-مشاكل إدارة مياه الري :التزال العديد من مشاريع الري (حتى المش اريع الك برى منه ا) في
الوطن العربي تفتقر إلى التقنيات الحديثة في إدارة مياه الري ،ويش مل ذلك حس اب المقنن ات
المائية لكل نوع من المزروع ات ،وك ذلك جدولة توزيع مي اه ال ري على أسس علمية دقيقة
باستخدام تقنيات الحاسب اآللي المتقدمة .وعالوة على ذلك فإن عدم اس تعمال بنك المعلوم ات
الخاص بإدارة البيانات الخاصة بالري والمزارع تسبب إرباكًا لهيئة اإلدارة الخاصة (إن وُجدت)
بتشغيل مشاريع الري الكبرى وبالتالي تقل كفاءة توزيع المياه وإهدار كميات كب يرة من مي اه
الري أيضًا .
-مشاكل تدريب العاملين بالري والمزارعين :مازالت مقدرة مستخدمي مياه الري في العديد من
ات الحديثة مشاريع الري في الوطن العربي بحاجة إلى زيادة التأهيل الفني على استخدام التقني
ألعمال تشغيل القنوات أو قطاعات مشروع الري المختلفة وبرمجة وتوزيع مياه ال ري .كما أن
المزارعين بحاجة إلى تفهم طرق تحسين الري السطحي داخل المزرعة نفسها ،وأن الكث ير من
المزارعين مايزالون يجهلون القيمة الحقيقية للثروة المائية والمردود الفردي والجماعي أو الناتج
الوطني من توفير موارد المياه .
-المشاكل التنظيمية واالجتماعية واالقتصادية :تعاني بعض مشاريع الري صعوبات تنظيمية في
الهيكل اإلداري والفني الالزم لإلدارة الفعالة لمشروع الري وتوزيع المياه وصيانة منشآت الري
والمحافظة على الثروة المائية .أيضًا ،م ازالت المش اكل ذات الطبيعة االجتماعية ت ؤثر في
أساليب الري في بعض البلدان العربية من حيث تعوّد الم زارعين على نمط ري معين ألن واع
معينة من المحاصيل وصعوبة تركه مثل استعمال الري بالغمر غير المقيد أو بالخطوط الترابية
غير المنتظمة مما ينتج عنه فقد كميات كبيرة من مياه الري.
-ما تزال األقسام المتخصصة " باإلرشاد المائي " للمزارعين شبه غائبة في العديد من األقطار
العربية ،وبالتالي ،بغياب اإلرشاد الكافي والفعال ،يبقى المزارع بعيدًا عن التعرف على أفضل
األساليب لتحسين طرق الري السطحي داخل المزرعة وكذلك اتباع المقننات المائية ال تي ترفع
من كفاءة استخدام المياه .
وات -التكلفة العالية لبعض العمليات التي تساعد على زيادة كفاءة الري السطحي مثل تبطين القن
ات الترابية أو استخدام األنابيب بدالً من القنوات الترابية المكشوفة أو تسطيح األراضي (عملي
التسوية) ،وضعف الميزانيات المتاحة لصيانة مرافق الري السطحي .
-انخفاض أسعار مياه الري مما يقلل من أهميتها (كعامل اقتص ادي ه ام من عوامل اإلنت اج) ،
ويؤدي بالتالي إلى اإلسراف في استعمال المياه وعدم ترشيد االستهالك .
-ارتفاع تكاليف البحث العلمي بشكل عام وضعف تمويل البحوث والدراس ات الخاصة بتط وير
الري .
ثانيًا :أهم سبل تخطي التحديات التي تواجه تطوير الري السطحي والصرف في الوطن العربي:
-تحسين إدارة الري على مستوى المزرعة ،وتدريب المزارعين حول إدارة الري .
-تقوية وتوسيع وتطوير جهات اإلرشاد المائي وربطها كليًا مع وزارتي الري والزراعة .
-مد جسور الثقة بين المؤسسات العاملة في مجال الري والمزارعين عن طريق تكوين روابط
مستخدمي مياه الري .
دعم البحث العلمي الميداني ،وهذا يتطلب من جهات البحث العلمي رفد كوادرها بالب احثين -
العلميين المتخصصين في مجال الري ورصد المخصصات المالية الالزمة لهذه األبحاث .
-تطوير نظم معلوماتية للري تعتمد على معلومات المناخ والنبات والتربة ونوعية المياه لتحديد
االحتياجات المائية للمحاصيل و " جدولة الري " ،مع وجوب وص ول المعلوم ات للم زارع
بأسهل الطرق .
-إجراء بحوث زراعية على مستوى الحقل تتضمن المجاالت التالية :
ري الغاسل ج – تحديد معايير صرف واستصالح األراضي المتملّحة وتحديد معدالت نظام ال
لألمالح الزائدة في التربة .
تسهيل عمليات توزيع المياه باستخدام نظم التحكم الحديثة وذلك عن طريق ت ركيب بواب ات -
أوتوماتيكية حديثة طراز AVISوطراز ، AVTOواستخدام الموزعات Distributorsلتعطي
تصريفات ثابتة يمكن التحكم فيها طبقًا لالحتياجات المائية الفعلية للمشروع .
-إدخال تقنية الري بالخطوط المستوية Level Furrowالتي تعتبر ذات كفاءة جيدة وترصيص
الخطوط من أجل تقليل الفاقد في مياه الري إلى أقصى درجة ممكنة .
-االلتزام " بالنمط المحصولي" الذي وضعت على أساسه قنوات الري .
-إقامة شبكات الصرف العام والمغطى ،لما لها من عائد سريع لإلنتاج الزراعي يصل إلى %
، 17-25وكذلك التأثير اإليجابي في تحسين خواص التربة الطبيعية والكيميائية ،من حيث
خفض منسوب الماء األرضي ،وخفض ملوحة التربة ,وتحسين معامل التوصيل الهي دروليكي،
والمحافظة على التربة من إعادة التملح بعد استصالحها .
-13إعداد دراسات الجدوى الفنية واالقتصادية ألي مشروع ري سطحي قبل تنفيذه .
-العمل على تحسين العائد المالي واالقتصادي للمشاريع الزراعية الحكومية والخاصة ،من خالل
إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التسويقية .
-إعادة تنظيم البنى المؤسسية والقانونية والتشريعية للجهات المسؤولة عن إدارة الموارد المائية
واستخداماتها ،بحيث يتم " تحديد المسؤوليات " بشكل واضح فيما بينها .
ثالثًا :مدى استعمال طرق الري السطحي المطوّرة في الوطن العربي :
هناك عدة عوامل تحدّ من انتشار تقنيات الري الحديثة (الري بالرش والتنقيط ) في الوطن الع ربي
وعلى األخص العوامل المتعلقة بتكاليف األجهزة المرتفعة وتكاليف الطاقة .لذا فإن ال ري الس طحي في
معظم األقطار العربية لن يستبدل فجأة حتى بأبسط طرق الري الحديثة وسيبقى مسيطرًا بنسبة كبيرة ولفترة
طويلة ،وإن المجال واسع لتحسين وتطوير طرق الري السطحي في معظم األقطار العربية وخاصة ال تي
تتوفر فيها موارد المياه مثل السودان وسوريا والع راق ،وذلك للتخلص من ه در المي اه ورفع كف اءة
استخدامها .ويبدو أنه يمكن االتجاه إلى طرق الري السطحي المط وّرة مثل الخط وط المس توية Level
Furrowوترصيص الخطوط من أجل تقليل الفاقد في مياه الري .
الباب الرابع
الباب الرابع
الرؤية العربية المستقبلية لتطوير
الري السطحي والصرف
4-1خلفية :
يقع الوطن العربي في اإلقليم الجاف و شبة الجاف من الع الم ،وتتم يز معظم أقط اره بمحدودية
موارده المائية حيث يعتمد في معظمه على هطول األمطار المتذبذبة من عام آلخر ،و تس تخدم الم وارد
المائية لألغراض المنـزلية و الصناعية والـزراعية ،حيث تبلغ نسبة اإلستخدام الزراعي للموارد المائية
في الدول العربية بحوالي % 89من إجمالي إستخدامات المياه ،و هذه النسبة عالية ج دًا إذا ما ق ورنت
بدول العالم األخرى إذ يبلغ المتوسط العالمي العام بح والي % 70في حين ينخفض كث يرًا في ال دول
الصناعية لصالح اإلستخدامات األخرى.
يسود نظام الري السطحي في الدول العربية ،إذ يروي نحو 15مليون هكتار تمثل ما نسبته %85
من إجمالي األراضي المروية في مناطق إستقرار و تجمعات سكانية وضعت األس اس لنهضة إقتصاديـة
وعمرانـية ،ويستهلك نظام الري السطحي في جميع الدول العربية ما مجموعه حوالي 146مليار م تر
مكعب من المياه سنويًا ،ووفقًا للدراسات التي أجريت في العديد من األقطار العربية فإن كف اءة ال ري
السطحي ال تزيد عن ، % 40أي ما يربوا على 91مليار متر مكعب مياه سنويًا تذهب هدرًا ،منها
حوالي 54مليار متر مكعب كفواقد نقل و حوالي 37مليار متر مكعب كفواقد في الحقل ،وتعت بر ه ذه
الفواقد نتيجة الممارسات الحالية إلدارة أسلوب الري الس طحي ،وفي واقع األمر ف إن س لبيات ال ري
السطحي ال تتوقف عند هدر المياه ولكنه يمتد ليصيب األرض الزراعية ،األمر الذي يصبح فيه إنشاء نظام
فعال لصرف المياه الزائدة من التربة أمـرًا حتميًا.
من هنا فإن تطوير وتحسين أسلوب الري السطحي ورفع كفاءته سوف يوفر كميات مياه كبيرة جدًا
على مستوى العالم العربي ،وعلى سبيل المثال لو تم رفع كفاءة الري السطحي بشكل عام بنسبة % 5فإن
ذلك يعني توفير ما مقداره حوالي 7مليار متر مكعب س نويًا حيث يمكن به ذه الكمية ري مس احات من
األراضي لم تكن مروية أصالً وبالتـالي زيادة اإلنتاج الزراعي ،وبخصوص تط وير وتنفيذ مص ارف
المياه الزائدة من األراضي الزراعية ،فإن ذلك يعني ديمومة الحفاظ عليها رفع القدرة اإلنتاجية لها .
بدأت الدول العربية تدرك أهمية سبل تطوير و تحسين و رفع كفاءة أسلوب الري الس طحي ال ذي
يستهلك كميات هائلة من المياه كما ذكر سابقًا ،لذا فإن لألقطار العربية رؤىً أساسية مس تقبلية تتمح ور
حول سبل تطوير وتحسين ورفع كفاءة أسلوب الري الس طحي ،وحسن إس تغالل المي اه ض من خطط
وسياسات واضحة مع األخذ بعين اإلعتبار القضايا اإلجتماعية واإلقتصادية والسياسية والبيئية .
وفي هذا المجال فإن المنظمة العربية للتنمية الزراعية ترمي من دراسة س بل تط وير و تحس ين
أسلوب الري السطحي وصرف المياه الزائدة في األراضي الزراعية إلى زيادة كفاءة الري ورفع وتحسين
اإلنتاج الزراعي في الوطن العربي لكون الموارد الطبيعية ( المياه ،األرض ) محدودة ،وهناك ضرورة
ملحة لإلستخدام األمثل لها .
إن تأمين التزويد المائي الموثوق بالكمية و النوعية المالئمين و المكان و الزمان المناسبين هو أكبر
التحديات التي تواجهها أقطار العالم العربي حاضرًا ،لذا يجب أن يرتكز تخطيط و صياغة سياسة التزويد
المائي و إستخدام موارد المياه الى معطيات ش املة وموثوقة بما فيها معطي ات عن كمية ونوعية المي اه
بح وإستخدامها ،أما الموارد المائية غير التقليدية األخرى وخاصة المياه المالحة فيجب تقييمها عندما تص
تحلية المياه ذات جدوى إقتصادية أكبر.
ويجب إجراء تطوير الطاقة القصوى للمياه السطحية و الجوفية إلى المدى الذي تسمح به إعتبارات
الجدوى اإلقتصادية واآلثار اإلجتماعية و البيئية .
تشير الدراسات العالمية إلستخدامات المياه إلى أن الوطن العربي يستهلك حوالي %89من إجمالي
اإلستخدامات للري مقارنة بح والي %70للع الم قاطبة وح والي %34في أوروبا و %47في أمريكا
ذي الشمالية أما نسبة إستخدام المياه للزراعة في القارتين األسيوية واإلفريقية فيقدر بنحو %86األمر ال
يشابه الوضع في العالم العربي ،وتشير اإلحص اءات أيضًا إلى أن األراضي المروية في ال دول العربية
تقدر بنحو %15من إجمالي األراضي المزروعة أي أقل من المتوسط العالمي بنحو ،%20وهي تمثل
نحو % 5.2من إجمالي األراضي المروية في العالم .
هناك ضرورات ملحة إقتصادية و إجتماعية وتنموية وبيئية عاجلة لتط وير وتحس ين
الري السطحي والصرف .
حاليًا هناك عجز في الموازنة المائية في بعض ال دول العربية مثل األردن وفلس طين ،وتش ير
الدراسات إلى أن العديد من الدول العربية األخرى ستعاني في العقدين القادمين شحًا بالمي اه إذا إس تمرت
المعطيات والممارسات الحالية ،و من الممكن أن ال تساعد األوضاع اإلقتصادية في إقليم الخليج الع ربي
بتحلية مياه البحر مستقبالً ،األمر الذي يس تدعي كافة األقط ار العربية أن تباشر بتح ديث التش ريعات
والقوانين المتعلقة بقطاع المياه ووضع الخطط اإلستراتيجية و إتباع السياس ات المائية الكفيلة باإلس تخدام
المرشد واألمثل للموارد المائية الحالية .
توجد صعوبات جمـة إلستبدال نظام الري السطحي المستعمل حاليًا في الدول العربية بنظم أخرى
أكثر كفاءة وترشيدًا في إستخدام المياه مثل أنظمة الري بالرش أو التنقيط ،و بناءًا عليه يصبح الخي ار هو
زيادة كفاءة إستخدام المياه في أنظمة الري السطحي القائمة ،إذ إن أنظمة ال ري الس طحي بطبيعتها قابلة
للتحسين والتعديل والتطوير في شبكات الري الحالية ،ومن هنا ال بد من ص ياغة وتب ني إس تراتيجيات
وخطط وسياسات مائية خاصة بالري السطحي و الصرف.
من الضروري أن تشدد اإلستراتيجية المائية القطرية الخاصة ب الري الس طحي والص رف على
اد تحسين إدارة الموارد مع التأكيد على إستدامة اإلستعماالت المائية الراهنة والمستقبلية في محاولة إليج
حلول لمشاكل عديدة تهدد مستقبل موارد الزراعة المروية من أرض ومي اه ،وعالوة على ذلك ،يجب أن
تولي الدول العربية تحقيق أعلى درجة كفاءة عملية في نقل المياه و توزيعها ونشرها وإستعمالها مع تب ني
آليات التكنولوجيا المتقدمة لتعزيز قدرات إدارة المياه .ويستهدف اإلستعمال المتفاعل لمورد المي اه تعظيم
تدفقه القابل لإلستخدام وتعظيم المنفعة الصافية لوحدة تدفق المياه ،كما يستهدف الكلفة ال دنيا للتش غيل و
الصيانة ،ويجب مراقبة و تصنيف فعالية أداء نظام الري السطحي والصرف وإدارتها وإدخال التحسينات
على األداء مع األخذ بعين اإلعتبار إقتصاديات المورد .مع ضرورة قياس كلفة اإلنتاج لمشاريع الزراعة
المروية وما تحتاج إليه من مياه.
4-3أهداف استراتيجية تطوير و تحسين أداء الري السطحي والصرف في الدول العربية
:
بناءًا على ما تقدم فإن أهداف استراتيجية تطوير و تحسين أسلوب الري الس طحي والص رف في
الدول العربية تتمثل فيما يلي:
-1توفير المياه و تقليل الفاقد منها وذلك برفع كفاءة النقل في القنوات وزيادة كفاءة الري السطحي
الحقلي كون بعض األقطار العربية تعاني حاضرًا وأغلبها سيعاني مس تقبالً ش حًا بمواردها
رى أو ري أراضي المائية المتاحة ،وإمكانية إستخدام المياه التي يمكن توفيرها ألغراض أخ
جديدة .
-2اإلستفادة القصوى من المياه المتاحة و حسن إستخدام المياه بتزويد المزارع حسب اإلحتياجات
المائية للمحاصيل وحسب التربة وطور النبات والمناخ والوصول الى جدولة الري ،وبتحسين
توزيع المياه بالتساوي داخل المزرعة عبر تسوية األراضي بصورة تكفل ذلك.
-3زيادة العائد اإلقتصادي للمتر المكعب من المياه ،و زيادة إنتاج وحدة المساحة كمًا ونوعًا.
-4المحافظة على إنتاجية األراضي الزراعية بتوسيع خدمة األراضي بنظام صرف المياه الزائدة
منها وتحسين أداء القائم منها.
-5زيادة اإلستفادة من المياه األمر الذي يؤدي الى زيادة الرقعة الزراعية وزي ادة اإلنتاجية لتلبية
الطلب على السلع الزراعية.
-6تقليل تكاليف التشغيل والصيانة واإلستفادة القصوى من البنية التحتية لمشاريع الري .
-7تحسين الوضع الصحي للمواطنين حيث أن ركود وتجمع المياه على سطح التربة جراء الري
أو الصرف يصبح موطنًا لتكاثر القواقع و الحشرات التي تسبب األمراض لإلنسان.
* إعادة تأهيل قنوات الري الناقلة اإلسمنتية بإص الح عيوبها و كس ورها و إزالة الترس بات و
األعشاب منها و تعديل ميلها إذا لزم األم ر ،وإع ادة تأهيل القن وات الترابية بتغليفها بم واد
غيرمنفذة مثل اإلسمنت (الباطون ) أو اإلسفلت أو البالس تيك لمنع تس رب ورشح المي اه في
التربة.
* تقليل المساحة السطحية (المعرضة ألشعة الشمس) للقنوات بهدف تقليل التبخر من سطوحها ما
أمكن وذلك بتعميقها وتعديل ميلها لتفي بالغرض من ذلك.
الالزمة لألراضي لضمان التوزيع المتس اوي للمي اه فيها * القيام بأعمال التسوية Leveling
وتجنب غدق وركود و تجمع المياه على بعض أجزاء الحقل وقلة المياه على الجزء اآلخر.
* تزويد األراضي باإلحتياج ات المائية الكلية (فق ط) للمحاص يل المزروعة وحسب عمرها
وتكرارها تبعًا لصفات التربة وعدم السماح بتجاوز تلك الكمي ات تحت أي ظ رف ك ان ،أما
اإلحتياجات الغسيلية للتربة فيمكن أن تتم في فصل الشتاء أو حسب الظروف.
* إستيفاء رسوم عن كميات إستهالك المياه (السطحية والجوفية) وبصورة تصاعدية كأحد أساليب
ـطحي
ـري السـ
ـوير الـ
ـتراتيجية تطـ
ـ العريضة للرؤية العربية السـ
ـوط
4-5الموجهات والخطـ
والصرف :
ان من أهم المالمح والموجهات لرؤية الدول العربية لتطوير الري الس طحي والص رف تتمثل في
الخطوط العريضة اآلتية :
وضع خطط إستراتيجية متكاملة واضحة المعالم قابلة للتطبيق لقطاع الري والصرف ووضع خطة
رئيسية Master Planجديدة أو تحديث الخطة إذا كانت موجودة لتلبية اإلحتياجات و التطلعات المستقبلية ،
وإتباع سياسات متوازنة مائية لكافة القطاعات المنـزلية والص ناعية و الزراعية باإلض افة الى ال ري
السطحي والصرف .
عند دراسة وتخطيط وتنفيذ مشاريع الري الجديدة يجب أن تأخذ بعين اإلعتبار
إستخدام وتطبيق أساليب الري الحديثة ،و يجب أن تتوقف مش اريع ال ري
السطحي الجديدة
وتعتبر الموارد المائية القاعدة األساسية للتطور الزراعي و بالتالي األمن الغذائي ،ومع أنها متجددة
فإن تطويرها وإستغاللها األمثل في اإلنتاج الزراعي هو أحد مقومات اإلستمرار و التق دم ،وفي ال دول
العربية فإن قطاع المياه يعتبر من أهم القطاعات الخدمية واإلنتاجية ألنه يمس حياة جميع المواطنين .
ال يخفى على أحد األهمية اإلستراتيجية للمياه في الري و الصرف ،إذ بدون المياه ال توجد زراعة
مرويـة ،والزراعة المروية ذات عالقة وثيقة باألمن الغذائي ،وتكون الشعوب آمنة غذائيًا عندما تحصل
بشكل طبيعي سواء من خالل اإلنتاج أو القدرة الشرائية على غذاء كاف لحي اة ص حية منتجة ،ولك ون
ادية اإلحتياجات و اإلستهالك المائي عالي في الري السطحي و إلرتباطه العضوي مع النشاطات اإلقتص
5 املنظمة العربية للتنمية الزراعية
دراسة سبل تطوير الري السطحي والصرف يف الدول العربية
والمعيشية واإلجتماعية والبيئية فإن ذلك يضفي عليه أهمية إستراتيجية قصوى.
ادر إلى إن الدول العربية التي تزخر بالخبرات الزراعية المتميزة في كافة المجاالت وعليها أن تب
تبني خطـة إستراتيجية للري والصرف و إتباع سياسات زراعية مائية لتحقيق األهداف المرجوة ،ويجب
أن تكـون تلك الخطط والسياسات جزءًا من خطة إستراتيجية وسياسة زراعية مائية عربية موحدة .
يجب على كل دولة عربية وضع خطة إستراتيجية متكاملة واضحة المعالم قابلة للتطبيق
لقطاعي الري والصرف ،ووضع خطة رئيسية Master Planجديدة أو تحديث
الخطة إذا كانت موجودة لقطاع المياه ليلبي اإلحتياجات و التطلعات المستقبلية ،وإتب اع
سياسات متوازنة مائية لكافة القطاعات المنـزلية والصناعية والزراعية .
من الضروري أن تحقق الخطط االستراتيجية للدول العربية الغاي ات واأله داف المبينة س ابقًا،
باإلضافة الى توجه الحكومات العربية الى رفع كفاءة أداء مؤسساتها وميل سياساتها نحو الخصخصة البد
من وضع خطة إستراتيجية لقطاع الري والصرف واضحة وقابلة للتط بيق ،يش تق منها خطط خمس ية
دورية يجري تحديثها كلما كان ذلك ضروريًا ،هذه الخطة تكون جزءًا من خطط قطاعات المياه األخ رى
وتالزمها خطة إستثمارية موازية .
يقوم مختصين بالتخطيط اإلستراتيجي وفنيين مختصين بنشاطات الري والص رف باإلض افة الى
مختصين بمجاالت مثل اإلقتصاد و القانون وعلم المجتمع وغيرها بوضع وصياغة تلك الخطة.
إن التخطيط المستقبلي لقطاع المياه و خاصة مشاريع الري يتطلب بالض رورة ت وفر معلوم ات
صحيحة ودقيقة حول جميع الموارد الطبيعية و القض ايا اإلقتص ادية واإلجتماعية و السياس ية و البيئية
وغيرها من األمور الهامة ،و يجب أن تكون المعلومات المدخلة و المس تعملة ص حيحة و دقيقة لتك ون
النتيجة مخرجات صحيحة ودقيقة أيضًا ،يتم الحص ول على ه ذه المعلوم ات من بنك قط ري متكامل
للمعلومات والبد من تطوير هذا البنك ليصبح جزءًا من منظومة قومية للمعلومات المائية .
تتضمن الخطة اإلستراتيجية تحديد كافة القضايا اإلستراتيجية الرئيسية بتقييم شامل لكافة الخ دمات
واألنشطة و التي تشكل تحديات أو فرص قطاع الري السطحي والصرف ،وتش مل دراسة المؤسس ات
( مزارعين و مستخدمي المياه ،مؤسسات أخ رى، العاملة والمؤثرة فيه وكافة المعنيين Stakeholders
شركات القطاع الخاص …… .الخ ) و مواطن الضعف والقوة في البيئ تين الداخلية و الخارجية ومن ثم
مل ترتيب هذه القضايا حسب األولوية باإلضافة الى التحقق من التوجهات الحكومية في هذا القطاع ،ويش
أيضًا دراسات متخصصة قانونية ومؤسسية وتحليل مالي ومشاركة القطاع الخاص ومراقبة األداء و التنفيذ
.
لتعكس السياسات الحكومية العامة فيما يتعلق بالتوجهات المستقبلية يتم وضع المهمة Mission
لتعكس الوضع والتي قد تؤدي الى قي ام ش كل مؤسسي جديد ذات هوية جدي دة ،والرؤية Vision
المستقبلي الجديد ،و وضع األهداف اإلستراتيجية والمرحلية و يتم ترجمتها إلى مشاريع مستقبلية وتكاليف
مالية تتولى الجهة المعنية بالتعاون مع الحكومة بتوفير التمويل الالزم لها وفترات تنفيذ زمنية محددة .
رف مع اإلدراك وفيما يلي بعض المجاالت العامة لخطة إستراتيجية قطرية في قطاع الري والص
-إن تطوير الموارد البشرية يجب أن تكون على سلم األولويات بتنظيم ب رامج التعليم المس تمر
والتدريب الميداني ،ويجب تقليص التوظيف الزائد عن الحاجة الى مستويات دنيا.
ـ المؤسسي :
ـ والتنظيم
ثالثًا :في مجال التشريعات
-ال بد من إعادة النظر بالقوانين واألنظمة المعمول بها دوريًا لتفي بالمستجدات للظروف والزمن
المتغير ،وإعادة النظر بالترتيبات المؤسسية وإعادة هيكلتها بما يتالئم واإلحتياجات الالزمة.
-تحديث التشريعات والقوانين واألنظمة كلما كان ذلك ضروريًا لتفي بالمس تجدات ،بما في ذلك
قوانين تحسين اإلدارة .
-إشراك المزارعين في إدارة مشاريع الري ،و تكوين جمعيات مستخدمي المي اه مع األخذ بعين
اإلعتبار القضايا اإلجتماعية ووضع التشريع الالزم لمشاركتهم .
-التأكيد علـى التعاون والتنسيق بين الجهات الرسمية المعنية لتتكامل األدوار.
-فسح المجال أمام إستثمارات القطاع الخاص وتسهيل مهامه وإشراكه في إدارة مورد المياه كلما
كان ذلك ضروريًا من خالل إيجاد التشريعات الالزمة لذلك.
ـ:
رابعًا :وفي مجال توعـية المزارعين
-تواجه تحديات قطاع الري السطحي ال من خالل إدارة المياه فحسب وإنما من خالل المزارعين
أيضًا ،وهنا ال بد من تحديد األدوار بهدف المحافظة على المياه.
-توعية جمهور المزارعين مستخدمي أس لوب ال ري الس طحي من خالل الحمالت اإلعالمية
والوسائل المختلفة بالتعريف باألسلوب األمثل للتعامل مع الري السطحي و بقيمة المي اه وحسن
إستخدامها و رفع العائد اإلقتصادي … .وغيره .
-تدريب المزارعين عمليًا حول كيفية التعامل العلمي مع أسلوب الري السطحي والصرف .
-نشر الحقائق حول المياه و أسلوب الري السطحي و تكاليفه وإعتماد الشفافية أس لوبًا للتعامل مع
المزارعين والمستخدمين.
-يجب توسيع دور القطاع الخاص من خالل اإلستثمار في البنية التحتية لمش اريع ال ري ،وفي
عقود إدارة مورد مياه الري وعقود اإلمتياز وغيرها من أشكال المشاركة حيثما كان ذلك ممكنًا .
اص ،وال بد -النظر في مفهوم طرق إنشاء مشاريع الري الجديدة وتشغيلها من قبل القطاع الخ
من تقييم آثارها على المزارعين وتخفيف سلبياتها عنهم .
-تشجيع القطاع الخاص في إقامة المزارع المروية المتكاملة مع التأكيد على المزايا اإلقتص ادية
واإلجتماعية فيما يتعلق باإلستثمارات الخاصة.
سادساً :في مجال التمويل :
-ال بد من إستعادة كلفة تشغيل وصيانة مشاريع الري من المس تفيدين مع األخذ بعين اإلعتب ار
تقليل تكاليفها.
-تفعيل دور مؤسسات تمويل الزراعة المروية وباألخص تمويل تطوير الري السطحي والصرف
.
سابعًا :في مجال البحث العلمي :
-يجب بذل الجهود القطرية لتشجيع و تعزيز البحث العلمي المتعلق بأسلوب الري السطحي الذي
يهدف الى تحسين إدارته وتطوير كفاءته والوفاء باإلحتياجات المائية للمحاص يل وتقليل التبخر
وغيره .
-يجب إنشاء مختبرات تحليل المياه و التربة والنبات ورف دها ب الكوادر الفنية إلس داء النصح
واإلرشاد للمزارعين ،وال بد أن تكون تكاليف التحليل في متناول المزارعين .
-تشجيع التواصل بين المؤسسات العربية لتب ادل الخ برات والمعرفة ،وال بد من مد جس ور
التعاون مع المؤسسات األجنبية والدولية لمواكبة التطور والتحسين ونقل التكنولوجيا.
ثامنًا :في مجال رفع الكفاءة :
تدرك الدول العربية بأن التحدي الذي يواجهها هو الحصول على أفضل إنتاج زراعي بإستخدام أقل
كمية مياه من وحدة المساحة وبأهمية ترشيد و تحس ين إس تخدام المي اه المتاحة ،وهي تجمع في رؤيتها
بأهمية رفع كفاءة أسلوب الري السطحي وضرورة اإلستخدام األمثل للمياه وحظر ه درها باإلض افة الى
أهمية المحافظة على إنتاجية األراضي الزراعية المروية بشبكة صرف فعالة.
إن زيادة المردود اإلقتصادي لوحدة حجم تدفق المياه ال يأتي إال ب اإلدارة الناجعة لم وارد المي اه
واألرض واإلنسان وبإدارة علمية لزراعة المحصول المناسب ذو اإلنتاج العالي كمًا ونوعًا ليحصد ناضجًا
في الوقت المناسب ،وهذا يتطلب دراسة حاجات األسواق المحلية والخارجية وال بد من اإلستفادة القصوى
من الميزة النسبية لإلنتاج في كل دولة عربية ومواجهة التنافس مـع المنتجين اآلخرين .
إن ذلك يتحقق بإتباع األساليب العلمية التطبيقية ووسائل إرشادية فعالة وزيادة الوعي بأهمية موارد
المياه واألرض كثروة قومية و أن المحافظة عليهما و حسن إستخدامهما أمر تفرضه الظروف المعيش ية
والتنموية ،وفي هذا المقام فإن المنظمة العربية للتنمية الزراعية تدعو الجامعات العربية للمبادرة والتطوع
بعمل مشاريع ريادية للتطبيقات العلمية الحديثة في مجال ال ري الس طحي و الص رف وتق ديم النصح
واإلرشاد للمزارعين ومد جسور التعاون مع خدمات إرشاد الري في المؤسسات الحكومية والمنظمات غير
الحكومية .
أن مكونات اإلرشاد المائي في الزراعة المروية يختلف عن غيره نظرًا لتعدد و تداخل مدخالته مثل
ظروف التربة و النبات و المياه و المناخ و مكونات مشروع الري باإلضافة إلى جوهره و هم المزارعين ،
اجع حيث أن البرامج اإلرشادية المائية تأخذ بعين اإلعتبار هذه الخصوصية و تكفل األسلوب المالئم والن
من قبل مرشدين مختصين لديهم القدرة الفنية و العلمية و العملية و لهم خصائص متميزة بوسائل اإلتصال
وبناء جسور الثقة مع المزارعين.
هناك وحدات تعنى بتقديم الخدمات اإلرشادية للري Irrigation Advisory Servicesفي بعض
الدول العربية ،ومن الضروري تعزيز قدرات هذه الوحدات ودعمها بالكوادر الفنية المؤهلة و األدوات و
األجهزة الالزمة ليتسنى لها القيام بمهامها الموكلة بها خير قيام ،و ال بد من إنشاء هذه الوحدات في ال دول
التي تفتقر إليها .
ولعل رؤية الدول العربية في هذا األمر بأن مثل هذه الخدمات ض رورة ملحة خاصة لمس تخدمي
أسلوب الري السطحي ،ويظهر ذلك مما تقدمه من خدمات مجانية للمستفيدين تهدف لرفع كف اءة ال ري
وحسن إستخدام المياه و إدخال أجهزة ترشيد اإلستهالك و القيام بحمالت توعية للمزارعين في مجال الري
السطحي والصرف ،أما مجاالت الخدمات التي تقدم فهي كما يلي :
* تصميم و تقييم شبكات الري السطحي داخل الم زارع ،وإس داء النصح واإلرش اد إلدخ ال
التعديالت المناسبة عليها.
* تدريب المزارعين على إدارة الري السطحي داخل المزرعة ( تشغيل وصيانة).
* القيام بحمالت توعية وتثقيف لمستخدمي المياه في الري السطحي ،إذ أن هؤالء بش كل ع ام
يعوزهم التفهم و اإلكتراث بقيمة المياه ومدى شح مواردها ،كما أن أية تغييرات مهمة في كيفية
الحفاظ على المياه وحمايتها تتطلب دعم المزارعين و مشاركتهم.
وتؤمن الدول العربية بأن برامج التوعية هي الطريقة الناجحة للوصول الى الم زارعين وعامة
الناس بهدف تعديل السلوك غير المرغوب فيه وتعزيز الجه ود اإليجابية ،ومن خالل ب رامج
التوعية التي تشجع الحفاظ على مورد المياه المحدود وحمايتها و التقيد بأنظمة وق وانين المي اه
تستطيع الحكومة تحقيق األهداف المرجوة.
* جدولة الري على مستوى المزرعة من خالل مشاريع ريادية ومشاهدات في حقول المزارعين ،
و تعني جدولة الري معرفة الوقت المناسب و كمية المياه الالزمة للري ،وتجنب ال ري الغزير
غير المبرر وتسرب المياه الى أعماق التربة ،لهذه العملية مزايا عدي دة أهمها توف ير المي اه
وتوفير األسمدة وتقليل أمراض النبات الناجمة عن زيادة رطوبة التربة وزيادة اإلنتاج كمًا ونوعًا
.
* المساعدة بتنفيذ خطط مشاركة المزارعين في إدارة مشاريع الري ،وبتكوين جمعيات مستخدمي
المياه.
* إسداء النصح واإلرشاد للمزارعين لزراعة محاصيل ذات استهالك مائي قليل ومردود اقتصادي
مرتفع .
* إسداء النصح و اإلرشاد حول استخدام المياه الحدية في الزراعة المروية .
* إسداء التوعية واإلرشاد فيما يتعلق بأهمية صرف المي اه الزائ دة من األراضي للمحافظة على
األراضي وأهمية صيانة الشبكات القائمة و التخلص من المياه الراك دة في ش بكات ال ري و
الصرف وما له من مزايا للتخلص من الحشرات و مسببات األمراض لإلنسان.
* القيام بأية أمور أخرى لها عالقة بموضوع اإلرشاد و التوعية المائية للري السطحي والصرف.
يوجد عدة عوائق تواجه اإلرشاد المائي في القطاع العام ومن أهمها عدم توفر العدد الكافي من
الكوادر البشرية المؤهلة و ذات الخبرة الغنية و الدراية في مجال الري السطحي و الص رف ،وص عوبة
توفر وسائل النقل (إذ أن كل مرشد ري يتطلب تزويده بوسيلة نقل خاصة به و أجه زة و مع دات مالئمة
تساعده في عمله) أو محدوديتها وعدم المقدرة على متابعة التط ورات التكنولوجية الس ريعة ،و المرشد
المائي يجب أن يتحلى بأسلوب مرن للتعامل مع المزارعين و ضرورة أن يحوز على ثقتهم.
تتم إدارة مشاريع الري في الدول العربية من قبل األجهزة الحكومية المسؤولة عن هذا القطاع
وخاصة فيما يتعلق بتشغيل وصيانة مشروع الري ( شبكات الري والصرف وملحقاتها) وتوزيع المياه على
األراضي الزراعية ،ولقد تسبب هذا النهج الى بروز العديد من المظاهر السلبية منها تهميش وعدم وجود
دور للمزارعين مالكي األراضي وحقوق المياه ،بشكل عام ال يوجد للمزارعين أي دور في إدارة مشاريع
الري خارج مزارعهم رغم قدرتهم على ذلك.
الهدف اإلستراتيجي من إشراك المزارعين في إدارة مشاريع الري هو توفير المياه وتقليل النفقات
اه وإستدامة المشاريع والحصول على أقصى إنتاج زراعي ممكن من خالل تكوين جمعيات مستخدمي مي
الري وبوضع برامج قابلة للتطبيق لإشراك المزارعين في إدارة الري والص رف مثل المش اركة بوضع
برامج الري وفي أعمال تشغيل و صيانة مشاريع الري وصوالً لألهداف التالية :
* مالئمة المزارعين ألوضاع مزارعهم من خالل معرفة الموازنة المائية وم دى ت وفر أو شح
المياه .
* تلبية حاجات المزارعين مـن المياه للكمية المطلوبة (فقط) في الوقت المناسب.
* تخفيض تكاليف تشغيل مشاريع الري من خالل مشاركتهم بأعمال توزيع ونشر المياه فيما بينهم.
* تخفيض تكاليف صيانة مشاريع الري وتقليل العبث واالعتداءات على منشآت المشاريع كنتيجة
مباشرة لشعور المزارعين المتزايد بأن المشروع ملكًا لهم ويتوجب المحافظة التامة عليه.
* زيادة المعرفة العلمية الزراعية للمزارعين و إدراكهم أهمية عالقة التربة والماء و النبات.
* زيادة كفاءة الجهاز الحكومي للتش غيل و الص يانة من خالل الش عور بالمتابعة والمس ؤولية
والمنافسة وبأن هذا الجهاز وقع عليه مراقبة أكثر.
* إمكانية الربط بين مختلف الفعاليات الزراعية مثل الري والتسويق .
جمعيات مستخدمي المياه في الزراعة المروية هي جمعيات غير حكومية من المزارعين ولها
دور في األعمال المشتركة في شبكات الري وشبكات صرف المياه الزائدة ،وفي إدارة مش اريع ال ري
(تشغيل وصيانة ) وحماية المياه من التلوث ومنشآت المشروع من العبث ونشاطات أخرى.
إن تكوين جمعيات مستخدمي المياه يبرز أهمية حاجة مجموعة الم زارعين لممارسة حق وقهم في
إستخدام المياه بشكل كفؤ وتركيز جهودهم و وسائلهم لألعمال المش تركة نحو اإلس تفادة القص وى من
مصادر المياه والمحافظة على إنتاجية أفضل ألراضيهم.
هناك أهمية على الدور الذي ستلعبه تنظيمات مستخدمي المياه في إستغالل وتشغيل و صيانة نظام
الري السطحي والصرف و رفع كفاءة إدارة المياه والترش يد والحف اظ على الم وارد المائية المخصصة
للزراعة المروية باإلضافة الى تقليل تكاليف التشغيل و الصيانة وبما ينعكس على إقتصاديات المزرعة .
والبد من التأكيد على الخصوصية القطرية فيما يتعلق بمشاركة المزارعين في إدارة مشاريع الري
ضمن إطار المشاركة الشعبية في التنمية المستدامة ،وفي هذا السبيل يوصى بما يلي :
* إيجاد األطر القانونية والتشريعية لقيام جمعيات مستخدمي المياه ،وأهمية تضمين تلك الق وانين
والتشريعات نصوصًا واضحة إلعطائها صفة الشخصية اإلعتبارية ال تي تمنحها الص الحيات
الكفيلة للقيام بمهامها.
* التأكيد على ضرورة تقديم الدعم المالي والمادي الكافيين من الحكومة والمنظمات غير الحكومية
دريجيًا الى الى جمعيات مستخدمي المياه خاصة في بداية أعمالها ،وتشجيعها على الوصول ت
مرحلة التمويل الذاتي واإلستقالل المالي .
* إعداد خطة لنقل مهام إدارة تشغيل و صيانة مشروع الري الى المستفيدين تدريجيًا .
* تحديد و توزيع األدوار و المهام بين األجهزة الحكومية و جمعيات مستخدمي المياه وفق شروط
مرجعية ضمن إطار تعاقدي يحدد الحق وق والواجب ات على أن يتم تقييمه و تط ويره وتعديله
بصفة دورية بما يحقق المصلحة العامة .
ال اإلدارة * إعداد فئات من المزارعين فنيًا وإداريًا من خالل برامج تدريبية فنية خاصة في مج
والتشغيل والصيانة والمحاسبة.
* التأكيد على دور الحكومة بتقديم الحوافز لقيام و تطوير جمعيات مستخدمي المياه ،و في تأمين
* تشجيع وفسح المجال أمام القطاع الخاص إلنشاء ورش فنية متخصصة في اعمال صيانة اآلالت
و المعدات و توفير قطع الغيار و المعدات التي تتطلبها صيانة و تشغيل أنظمة الري السطحي و
الصرف.
* قيام أجهزة اإلرشاد المائي بزيادة و تعميق الوعي بالقضايا المتعلقة بإستعمال المي اه على أسس
تطبيقية علمية وتقديم المساعدة الى جمعيات مستخدمي المياه.
تخدمي * توثيق الروابط بين مؤسسات البحث العلمي و اإلرشاد المائي من ناحية وجمعيات مس
طحي المياه من ناحية أخرى لمعالجة المشاكل و المعوقات التي تواجه تحسين كفاءة الري الس
والصرف.
* بناء قاعدة للمعلومات الفنية الخاصة بالري السطحي و الصرف و عالقتها بالتربة و النبات.
ومن المفيد تبني برامج قطرية لتدريب و تثقيف وتوعية المزارعين ح ول األس لوب األمثل إلدارة
الـري السطحـي متضمنًا أسلوب نقل وتخزين ونشر المياه في المزرعة باإلض افة الى الكمية وال وقت
المناسبين للري وغيرها من القضايا ذات العالقة.
إن وضع حوافز مادية أو معنوية للمزارعين الذين يطبقون األسلوب األفضل إلدارة الري السطحي
في مزارعهم وعمل برامج تحفيزية مثل جائزة المزارع المثالي في إدارة مزرعته يعت بر من األس اليب
المفيدة في توفير المياه و رفع كفاءة الري السطحي .
إن نصوص السياسة المائية للري السطحي و الصرف الواجب وضعها تفصل األهداف بعيدة
المدى التي ترد في اإلستراتيجية ،هذه السياسة ال تش مل قض ايا الزراعة المروية ،و يجب أن تتن اول
بالتفصيل شؤون المياه من حيث تطوير مواردها إلستخدامها في الزراعة و إدارة هذه الموارد وض رورة
نقل التكنولوجيا و قضايا نوعية المياه و كفاءة الري و إسترداد الكلفة و قضايا أخرى ، .ويجب أن تنس جم
هذه السياسة مع إستراتيجية المياه وتتطابق أهدافها بعيدة المدى.
يجب أن تتضمن السياسات المائية للري السطحي و الصرف بنودًا تنص على التعاون الوثيق بين األقطار
العربية في كافة مجاالت التعاون و نقل الخبرات التي من شأنها زيادة كفاءة إدارة الري والصرف
5 املنظمة العربية للتنمية الزراعية
دراسة سبل تطوير الري السطحي والصرف يف الدول العربية
أن هذه السياسات تتغير بمرور الزمن و تتغير العوامل المؤثرة فيها بينما تع بر اإلس تراتيجية عن
األهداف بعيدة المدى ،و من المؤمل أن تفي هذه السياسات بالغرض المستوفى منها لخمس س نوات قادمة
أو يزيد و ذلك مع بعض التعديالت كلما كان ذلك ممكنًا .
سياسة مياه الري تتناول شؤونها من حيث تطوير مواردها الس تخدامها في الزراعة و إدارة ه ذه
الموارد وضرورة نقل التكنولوجيا وقضايا نوعية المياه والكفاءة واسترداد الكلفة ،ويجب أن تتضمن إعادة
تخصيص حصص مياه الري ،و تغيير أسلوب التخصيص المتبع الى أسلوب يأخذ بعين اإلعتب ار عوامل
المناخ و المحصول وعمره وخواص التربة ،بمعنى آخر .
إعادة تخصيص حصص المياه للمزرعة تبعًا لإلحتياجات المائية الكلية للنبات والمساحة المزروعة وخواص
التربة
وتتضمن أيضًا سياسة تحديد كميات المياه التي تسحب من األنه ار أو تضخ من األح واض المائية
الجوفية بحيث ال تتجاوز كميـة المياه المخصصة ومثل هـذا التحديد ينبغي أن يفرض في كافة األقطار.
* يجب أن ال يكون هناك تساهل في إستدامة الزراعة المروية إال في حال تهديدها إستخدام المي اه
الجوفية فقط ،و يمكن أن يكون اإلستنـزاف الجائر للخزانات الجوفية سببًا يبرر هذا التساهل .
* يجب حماية مصادر المياه من التلوث الذي يضر بنوعية المياه أو يهدد السالمة العامة والبيئة أو
يعرض الصحة الحيوانية للخطر ،وفي هذا المجال يجب تبني وتشجيع ط رق المكافحة الحيوية
بدالً من إستخدام المبيدات الحشرية.
* يجب التنسيق الوثيق بين المؤسسات ذات العالقة بمياه الري والزراعة بالبحث والتطوير بهدف
تحسين كفاءة الري السطحي داخل المزارع وتعظيم اإلنتاج لوحدة المساحة لكل وحدة ت دفق من
مياه الري.
* يجب األخذ بعين اإلعتبار تقديم الفائض من المياه السطحية خالل فترة الشتاء للم زارعين دون
مقابل من أجل غسيل التربة.
* يجب تركيب شبكات صرف للمياه الزائدة في المناطق المروية حيث أن الصرف الطبيعي غ ير
كافي ألداء المهمة ،ويجب التخلص من مياه الصرف بطريقة سليمة بيئيًا ،ويجب إيالء صيانة
مثل هذه الشبكات عناية مماثلة للعناية التي تولى لشبكات الري.
* يجب تعظيم إستخدام مياه األمطار إلنتاج المحاصيل وإستخدام الري التكميلي لتعظيم اإلنتاج ،بما
في ذلك الكثافة المحصولية.
* يجب متابعة إستخدام المي اه المالحة في ال ري بعناية ،ومراقبة ملوحة التربة الناجمة عن ذلك
بشكل يحد من تراكم األمالح ،باإلضافة الى إدارة األراضي بما تس تحقه من عناية بوص فها
موردًا غير متجددًا .
* يجب أن يتم نقل المياه عبر أقنية إسمنتية أو أنابيب لتقليل الفاقد ما أمكن .
* يجب تحسين تشغيل وصيانة شبكات الري حسب التصميم الذي نفذت على أساسه هذه الشبكات.
* يجب برمجة و إجراء الصيانة الدورية لمنشآت مشروع الري والصرف ،ويجب توفير وتدريب
الموارد البشرية الالزمة للقيام باإلدارة والصيانة الضروريتين الى أقصى قدر ممكن.
* يجب أن يكون هناك برنامج تدريب على القيام بعمليات الري السطحي وجدولة الري هدفًا ثابتًا
و دائمًا.
* تحديد اإلحتياجات المائية للمحاصيل من خالل تج ارب ميدانية في مختلف المن اطق مع األخذ
بعين اإلعتبار نوعية المياه.
ري * تشجيع المزارعين على إتباع أسلوب جدولة الري في مزارعهم لتحديد الموعد المناسب لل
وكمية المياه الواجب إضافتها ومدته بما يناسب إحتياجات المحاصيل من المياه .
* تشجيع الري الليلي و خاصة في أشهر الجفاف من أجل تقليل التبخر.
* السعي لتدريب المزارعين على األساليب العلمية لنقل و توزيع ونشر المياه في الري السطحي
باإلضافة الى كيفية التعامل مع أنواع وصفات الترب الزراعية .
* إعداد برنامج متكامل لتوعية المزارعين وإجراء حمالت إعالمية حول مدى توفر مي اه ال ري
وإستخدامها بشكل معقول وإقتصادي وحول اآلثار المترتبة على نوعية تلك المياه.
في مجال نوعية مياه الري :
* مراقبة نوعية مياه الري من خالل أخذ عينات من مصادر المياه و من شبكات النقل والتوزيع ،و
يجب تنبيه المزارعين ألي تردي في نوعية المياه ليتسنى لهم التخطيط إلستخدام المي اه في ري
محاصيل مناسبة.
* عندما تكون المياه ذات النوعية الحدية (مياه الصرف الزراعي أو المي اه المالحة أو المعالج ة)
مصدرًا من مصادر مياه الري يجب توخي الحيطة والحذر إلى أقصى درجة ممكنة و تحس ين
نوعيتها إلستعمالها في الزراعة المطلقة ،و يمكن تحقيق ذلك بخلطها بمياه من مصادر نوعيتها
أجود ،ويجب إعالم المزارعين بنوعية مياه الري ليكون إختيارهم للمحاصيل مبنيًا على المعرفة
والمعلومات.
* يجب توفير خدمة فحوصات المياه والتربة للمزارعين من خالل مختبرات تنشأ له ذه الغاية في
المناطـق التـي تفتقر إليها علـى أن تكـون تكاليف التحاليل فـي متناول المزارعين ،ورفد
هذه المختبرات بكوادر فنية قادرة على تفسير نتائج التحليل تلك وإسداء النصح واإلرشاد .
* العمل على إنشاء مناطق ريادية إلختب ار م دى قابلية أس لوب اإلدارة المبنية على إش راك
المزارعين فيها ،و بموجبها يتولى المزارعون مسؤولية توزيع المياه الى مزارعهم .
* يجب قياس كمية المياه المس تخرجة من اآلب ار الجوفية ،و يجب مراقبة الضخ من وقت آلخر
لمطابقته لشروط اإلستخراج اآلمن .
* منع حفر اآلبار الجوفية دون ترخيص مسبق ،و يجب التعامل مع اآلبار الجوفية المحفورة دون
ترخيص باألخذ بعين اإلعتبار اآلثار اإلجتماعية واإلقتصادية و البيئية و السياسية.
* إن الزراعة تخدم المجتمع من خالل إستخدام العمالة وتوزيع السكان وتوفير الغذاء الذي ل واله
لتوجب إستيراده ،لهذا يجب أن تلقى الدعم من المجتمع على شكل إعفاءات من الضرائب مثالً.
* يجب توخي العناية القصوى عند إستخدام المياه المعالجة ،إذ يجب أن تكون مقبولة بيئيًا يمكن
للعاملين في الزراعة التعامل معها بشكل آمن ،و يجب أن يكون هذا المصدر آمنًا للحياة البرية
و الحيوانات األليفة في المزرعة.
* يجب أن يتم تحديد دور الحكومة بشكل دقيق به دف الوص ول الى دور تنظيمي و رق ابي مع
مـرور الزمن ،ويجب إدخال المستفيدين و القطاع الخاص في إدارة الري السطحي ودعمـه.
* يجب تشجيع دور القطاع الخاص في تطوير الري السطحي والصرف وجذب إستثماراته ،كما
تجب العناية بمراقبة إستخدام المورد في هذا المجال واإلشراف عليه .
* يجب أن يتم تطوير التعاون مع المراكز المتخصصة داخل القطر وخارجه .
الحادي عشر :في مجال إعادة هيكلة مؤسسات قطاع الري :
إن أداء قطاع الري السطحي و الصرف شأنه شأن أي قطاع آخر ،فهو يعتمد على قوة مؤسس اته،
لذا فمن الحكمة دعم إعادة الهيكلية المؤسسية وتأمين مشاركة القط اع الخ اص بالتش ريعات المالئمة ،
والتطبيق الفعال للقانون.
ولقد أصبح من الضروري إعادة تنظيم المؤسسات المائية بهدف زيادة الكفاءة وتحسين األداء وتقديم
أفضل الخدمات للمستفيدين ( المزارعين ) ،و في هذا السياق يجب أن يتم إجراء تقييم دقيق مجرد للوضع
المؤسسي و مقيداته و تبني برنامج تنفيذي لإلصالح .
يفت تتولى وزارات المياه و الري مسؤولية قطاع المياه في غالبية الدول العربية وفي بعضها إض
إليها مسؤولية الثروة السمكية ،و اآلخر القوى الكهربائية أو مسؤولية الزراعة وهكذا ،على أية حال فإن
هناك بعضًا من الضبابية في صالحيات الوزارات والمؤسسات ذات العالقة بمياه الري و الزراعة وغيرها
أو تداخالً في تلك الصالحيات.
إن المنظمة العربية للتنمية الزراعية توصي بإيجاد مرجعية واح دة تجمع في مس ؤولياتها وهيكلها
الإداري كل مسؤوليات المؤسسات المعنية بقطاع المي اه وال ري ،خاصة فيما يتعلق بمص ادر المي اه
غيل وتطويرها وأولويات التوزيع المائي في األوقات التي يشتد الطلب فيها على المياه ،باإلضافة الى تش
ادر وصيانة مشاريع الري وكذلك الحاجة لوضع سياسة مائية متزنة تأخذ بعين الإعتبار تطوير كافة مص
المياه من خالل مشاريع مائية لألغراض المختلفة بموجب خطة قطرية طويلة األجل تحد من االزدواجية ،
وكذلك وضع االستراتيجيات والبرامج الخاصة بتنفيذ السياسة المائية التي تأخذ بعين االعتبار االحتياج ات
الحاضرة والمستقبلية على ضوء ما تشهده الدول العربية من نمو وتطور في مختلف المجاالت.
التكامل والتعاون والتنس يق بين وزارات المي اه وال ري و الزراعة القطرية وغيرها ذات العالقة
بالمياه والزراعة هدف يجب السعي إليه منعًا لإلزدواجية والضبابية والتنافس السلبي الذي يؤدي الى تراجع
قطاع المياه والزراعة و الذي ينعكس سلبًا على المزارعين واإلقتص اد الوط ني ،من هنا ف إن المنظمة
العربية للتنمية الزراعية توصي بإيجاد مجلس أعلى للمياه و الزراعة يمكن أن تسند إليه مه ام ع دة منها
إيجاد صيغ التعاون و التنسيق والتكامل في موض وع ال ري و الزراعة يضم في عض ويته ممثلين (من
شريحة متخذي القرار) عن كافة الجهات ذات العالقة المباشرة أو غير المباشرة بالري السطحي و الصرف
و الزراعة (المروية) ،وفيما يلي مقترح و على سبيل المثال ال الحصر.
ممثلين عن وزارة
الصحة ممثلين عن مراكز
البحوث الزراعية
ذكورة آنفًا وذلك من ويتوقع من مشاركة القطاع الخاص أن يحقق األهداف المبينة البند خامسًا الم
خالل ما يلي :
ومن الممكن إتباع أي من األساليب التالية لمشاركة القط اع الخ اص في إدارة ال ري الس طحي
والصرف :
نقل ملكية المؤسسة أو مشروع الري الى شركة والتي أعيدت هيكلتها لغرض إكمال خصخصتها من
القطاع العام الى القطاع الخاص .
وفي هذا المقام ومن أجل مشاركة القطاع الخاص في مجال الري السطحي والصرف ف إن المنظمة
ادية واإلجتماعية العربية للتنمية الزراعية توصى بضرورة السير قدمًا بإجراء الدراسات الفنية و اإلقتص
وغيرها بهدف إشراك القطاع الخاص القطري أو العربي في الري السطحي ،واإلستفادة من خبرات الدول
العربية التي قطعت شوطًا في إشراك القطاع الخاص في الفعاليات اإلقتصادية .
4-7أساليب إستقطاب التمويل الالزم لتنفيذ البرامج القطرية و المتطلبات القومية المشــتركة
من اإلستراتيجية :
إن خيارات زيادة التزويد المائي محدودة ،وتكاليف التطوير تتن امى ،وتش مل ه ذه الخي ارات
(المشاريع المستقبلية) إعادة تأهيل مشاريع الري ورفع كفاءة شبكات التزويد من خالل تحس ين الكف اءة
وير وتنفيذ واإلنتاجية والقدرة التنافسية و تطبيق أحدث مفاهيم اإلدارة واألدوات والتقنيات ،و يتطلب تط
الخيارات في المستقبل إستثمارات ضخمة من القطاعين العام و الخ اص ،و ال بد أن تحظى عملية وضع
أولويات اإلستثمار بأهمية متزايدة وتطوير معايير ألولويات اإلستثمار .
لقد إستثمر القطاع العام في الدول العربية منذ فترة طويلة جدًا في مش اريع ال ري ،وقد ش كلت
تمرار إستثمارات قطاع المياه جزءًا كبيرًا من ديون بعض الدول العربية الخارجية ،وعلى الرغم من إس
إستثمار القطاع العام ،إال أن إستثمارات القطاع الخاص ستكون منشودة ،ويتوجب خلق المن اخ المناسب
لجذب القطاع الخاص لإلستثمار ضمن األولويات التي تحددها جهات قطاع الري السطحي حيثما كان ذلك
ممكنًا .
وفي هذا المجال من الضروري إفساح المجال أمام القطاع الخاص لإلستثمار في رفع كفاءة ال ري
السطحي و في زيادة فعالية نظام صرف المياه الزائدة و ذلك من خالل إيج اد التش ريع المناسب لج ذب
اإلستثمار و ضمان الحكومة للعوائد اإلقتصادية حيث يفضل توجيه اإلستثمارات نحو ما ذكر في البند 2-4
سابقًا .
ومن ناحية أخرى يجب عدم إغفال فسح المجال أمام المزارعين (المستفيدين) أنفسهم لإلستثمار في
مجال الري السطحي و الصرف ،إذ ال بد من وجود شريحة منهم تستطيع اإلستثمار في هذا المجال ،و إذا
توفر ذلك فيجب إعطائهم األولوية .
4-7-1اإلستثمار في رفع كفاءة القنوات الناقلة للمياه من المصدر الى المزرعة :
بهدف بتقليل تسرب ورشح المياه الى أعماق التربة و تقليل نمو األعشاب حيث تستهلك كميات كبيرة
من المياه وتقليل التبخر من تلك القنوات ،ويمكن رفع كفاءة القنوات الناقلة كما يلي:
* إعادة تأهيل قنوات ال ري الناقلة اإلس منتية بإص الح عيوبها وكس ورها وإزالة الترس بات
واألعشاب وتعديل ميلها إذا لزم األمر ،و تغليف القنوات الترابية بواسطة مواد غير منف ذة مثل
اإلسمنت (الباطون) أو اإلسفلت أو البالستيك لمنع تسرب و رشح المياه في التربة.
* تقليل المساحة السطحية للقنوات بهدف تقليل التبخر من سطوحها ما أمكن وذلك بتعميقها وتعديل
ميلها لتفي بالغرض من ذلك.
* القيام بأعمال التسوية Levelingالالزمة لألراضي لضمان التوزيع المتساوي للمياه وتجنب
غدق المياه على بعض أجزاء الحقل و قلة المياه على الجزء اآلخر.
زين * تقديم القروض الميسرة للمزارعين التي من شأنها تحسين شبكة الري السطحي ونقل وتخ
المياه داخل المزرعة.
4-7-3اإلستثمار في إنشاء و إعادة تأهيل مصارف المياه الزائدة المغطاة أو المفتوحة:
والتي يمكن أن توجه إلى ما يلي :
* إنشاء و تنفيذ مصارف مياه مفتوحة أو مغطاة لألراضي التي تعاني مش اكل ملوحة و إرتف اع
منسوب مياه ولم ينفذ فيها مصارف مـن قبل حسب األولويات اإلقتصادية واإلجتماعية والبيئية.
* صيانة الشبكات الحالية لصرف المياه الزائدة من األراضي و مخارجها و تسليكها لتحسين أدائها
.
توجد في عدد من األقطار العربية مصارف متخصصة للقط اع ال زراعي ،و ه ذه تطبق سياسة
إئتمانية خاصة بها تختلف عن السياسة اإلئتمانية التي تحكم المصارف التجارية ،تقدم ه ذه المص ارف
قروض ميسرة للقطاع الزراعي مع إعطاء فترة سماح وفق أقس اط مريح ة ،وفي أقط ار أخ رى تضع
ضوابط معينة لإلقراض ،وغيرها تقوم بفرض سياسة إئتمانية لجميع المصارف المتخصصة والتجاري ة.
يقترح بأن تسعى هذه األقطار لتبني سياسة إئتمانية جديدة للقطاع الزراعي ليتسنى للم زارعين الحص ول
على القروض الميسرة وفق أقساط مريحة .
ويمكن التمويل الجماعي لتجمعات و تعاونيات المزارعين وجمعي ات مس تخدمي المي اه من أجل
تحسين الري السطحي مثل عمل تسوية جماعية لألراضي أو إع ادة تأهيل أو تبطين قن وات نقل المي اه
بواسطة اإلسمنت أو األنابيب التي تخدم مجموعة مزارعين أو غير ذلك من أساليب من شأنها تحسين الري
السطحي.
من ناحية أخرى ومن أجل المحافظة على المياه واألرض العربية كأحد أهم الم وارد الطبيعية حيث
ال يخفى على أحد األهمية القص وى له ذه الم وارد ،ف إن المنظمة العربية للتنمية الزراعية تثمن وقفة
الصناديق وجهات التمويل العربية وتدعوها إلى المزيد من تقديم المنح المالية المجزية و اإلستثمار وتق ديم
القروض المالية الميسرة الى األقطار العربية التي بحاجة لهذه األموال لتطوير وتحسين ال ري الس طحي
اه العربية وديمومة والصرف ،ذلك ألن هناك متطلبات قومية مشتركة لحسن إستخدام والحفاظ على المي
عطاء وإنتاج األرض العربية ،وعدم فسح المجال أمام الصناديق األجنبية لتمويل واإلس تثمار في ال ري
السطحي والصرف بسبب الشروط التي تضعها تلك الصناديق على الدول العربية.
إن أمر األرض والمياه العربية واإلنسان العربي هي مسؤولية قومية مشتركة لجميع األقطار العربية
تتطلب من الجميع التوجه نحو تحسين أداء الري السطحي والصرف و اإلستفادة القصوى من المياه المتاحة
للحصول على أقصى إنتاج زراعي ممكن يمهد لحياة كريمة لمواطنيه .
المراجــع
المراجع
-1األشرم ،محمود ( – )2001اقتصاديات المياه في الوطن العربي والعالم ،مركز دراسات الوحدة
العربية ،بيروت ،آب /أغسطس . 2001
-2المنظمة العربية للتنمية الزراعية ،دراسة السياسات العامة الستخدام موارد المياه في الزراع ة،
. 1994
-3المنظمة العربية للتنمية الزراعية ،دراسة تعزيز دور تنظيمات مس تخدمي المي اه في الزراعة
العربية . 1999 ،
ري في -4المنظمة العربية للتنمية الزراعية ،دراسة أساليب وسياسات استرداد تكلفة إتاحة مياه ال
الدول العربية . 1999 ،
-5المنظمة العربية للتنمية الزراعية ،دراسة تعزيز استخدام الري اآللي لتحسين كفاءة الري الحقلي
في الدول العربية . 2001 ،
المويلحي ،نبيل ( – )2002موقف تطوير الري السطحي والص رف في جمهورية مصر - 7
العربية.
-8البعثة اإلقليمية للماء والزراعة ( – MREA )2000السفارة الفرنسية في األردن ،عمان :أهمية
المياه المستخدمة للزراعة في الشرق األوسط :جهود للمساعدة التقنية الفرنسية في المنطقة ،مجلة
أخبار علمية ،آب . 2000
-9سدر ،نايف سعد ( – )2002دراسة حول تطور الري السطحي والصرف الجوفي في المملكة
األردنية الهاشمية .
– تقرير علمي قطري حول تقويم أداء طرق الري الس طحي سفر ،طلعت أحمد ()2002 -10
بل والصرف في مشروع مسكنة غرب ) 50000هكتار) في الجمهورية العربية السورية :س
تطوير طرق الري السطحي والصرف ورفع كفاءة ال ري وتقليل الفواقد المائية وزي ادة العوائد
وتحسين االقتصاديات .
16- FAO (1995) – Irrigation in Africa in Figures, Water Reports (7), Rome (1995) .
17- MARTIN Gilles (1997) – Irrigation Tensiométrique (Jordanie), Rev. Nouvelles Scientifiques
(CEDUST) – Jullit 1997 .
الملخص االنجليزي
Summary
Accordingly, there is a real need for such study to explore all possible
means and methods to promote the existing traditional surface irrigation
methods and improve their water use efficiency.
The specific objectives of the study are :
- Evaluation of prevailing surface irrigation methods in the Arab
countries.
- Establishing a data base about surface irrigation and drainage in
Arab countries.
- Identifying methods for promoting Arab surface irrigation and
drainage.
- Exchange of knowledge and experiences among the Arab countries
regarding surface irrigation and drainage.
- Fostering common Arab work in this field.
To enrich the study through fresh up todate information, AOAD has
identified the following seven Arab countries of known experiences in
surface irrigation : Jordan, Algeria, Sudan, Syria, Iraq, Egypt and
Morocco.
Experienced, qualified local experts were selected by AOAD to prepare
country case studies about surface irrigation in each of these countries.
An Arab study team was entrusted with preparing this regional study on
the issue.
This study is composed of four chapters, chapter one explained the
5 املنظمة العربية للتنمية الزراعية
دراسة سبل تطوير الري السطحي والصرف يف الدول العربية
water resources and specially rainfall in the Arab countries and the ability
to sustain rainfed agriculture. The total annual volume of rainfall in the
Arab area is about 2782 milliards cubic meter, but only 18% of the Arab
land receives more than 300 mm annual rain, and as such able to sustain
rainfed cultivation. For that reason irrigation became inevitable in the most
of the Arab countries for the production of food and fiber crops and for
general economy of the countries.
The relative importance of irrigation in the Arab countries ranges from
100% as in Djibouti, where there is no rainfed agriculture to 4.7% in
Somalia where rainfed agriculture previous. The relative importance of
irrigated is about 22% for the Arab countries in general. The total
cultivated area in the Arab countries is about 68.6 million hectares out of
which 15 million hectares are irrigated
It is evident that irrigation has very high relative importance in most of
the Arab countries as it has high crop yield compared with rainfed
cultivation.
Chapter one also explained the different methods of surface irrigation
being used in the Arab countries which include :
- Flood irrigation.
- Furrow irrigation.
- Basin irrigation.
- Border irrigation .
The chapter identified the advantages and dis-advantages of surface
irrigation. The advantages include, low investment costs, long rich
experienced gained in the area, high labour need solving some of the
employment problems, easiness to modification and promotion, suitability
for all crop production, and simple management.
The disadvantages of surface irrigation include, low water use
efficiency, need for leveling of land, use of substantial part of the land for
canalization and small dikes, its creation of negative environmental
condition in the area.
The main rational behind the promotion of these system is the high
percentage of agricultural water use with low efficiency. The constraints
facing such promotion include, lack of adequate extension specially
regarding awarness about the water situation, the unability of farmers to
cope with any major changes in the system, inadequate education and
research, and the many various government agencies concerned with such
activity of promotion.
Technical constraints include, lack of adequate data and proper
technological know-how. Economic coustraints include, low returns from
surface irrigation projects, small land holdings, high cost of promotion, and
lack of development funds.
Chapter one also explained the relative high importance of promoting
and drainage in order to increase productivity per unit of land, and water.
Drainage has dual advantage, getting ride of excess water and providing
additional water for irrigation when drained water is reused for irrigation.
Chapter one also identified the different drainage systems used in the
Arab countries. It include, surface drainage, subsoil drainage, ground water
drainage (Shagouli).
The constraints facing the promotion of drainage system in the Arab
countries are the same as that facing surface irrigation.
Chapter two explained the general methods for the promotion of the
surface irrigation and drainage. The main themes of promotion are
economy and efficiency.
Technical promotion in the conveyance stage include, use of pipe
canalization, compaction of canal banks, use of modern efficient means for
canal desalting and weeding, use of modern communication system, use of
automation where possible specially through control of demand rather than
supply, control of discharge through automation of pumping and use of
remote control.
On farm stage promotion may include, use of long furrow, wide border
system, surge discharge.
agricultural issues.
- Irrigation water must be based on actual crop needs and
according to climate and soil.
- Extension and public awareness is most needed.
الملخص الفرنسي
Résumé
le Maroc, le Soudan l’Egypte, l’Algérie, la Jordanie la Syrie et l’Irak, pays qui ont
un poids relativement élevé dans le domaine. Les modèles de développement
de ces pays ont été développés, tout comme les problèmes et les contraintes
rencontrés et qui sont similaires, et concernent, tout particulièrement, le
manque de recherche, l’absence ou l’inadaptation des lois et règlements
régissant l’usage de l’eau, la multitude d’institutions publiques oeuvrant dans le
domaine du développement, la faiblesse des circuits de perfectionnement et la
promotion des cadres techniques, le morcellement des terres agricoles et bien
entendu la régression des revenus agricoles d’une manière générale. Le
chapitre met en relief également l’expérience française dans le Moyen Orient
durant la période 1990-1999, et qui a porté essentiellement sur le renforcement
du contrôle de la gestion de l’eau d’irrigation, le recueil et l’analyse des
données, l’amélioration du niveau de coopération sous régional dans ce
domaine, l’augmentation du prix de l’eau, la promotion de l’usage des eaux non
conventionnelles (eaux usées et eaux de drainage) tout en assurant des
programmes de financement et d’investissement. L’expérience française a été
testée en Jordanie, en Syrie et dans le Secteur de Ghaza en Palestine.
Certaines expériences internationales ont été également développées,
notamment celles de l’Espagne, la Hongrie et la Roumanie.
Enfin, le quatrième chapitre développe les principaux caractères d’une
vision pour développer l’irrigation gravitaire et le drainage agricole. Les
principaux axes d’intervention de cette vision arabe commune se résument à la
promotion des ressources en eau et leur gestion, les lois et les règlements des
eaux, les systèmes institutionnels, la sensibilisation, la participation de plus en
plus dynamique du secteur privé, le financement et l’investissement, la
recherche scientifique la participation active des bénéficiaires à toutes les
phases du projet, particulièrement la maintenance et le fonctionnement,et enfin
l’élévation de l’efficience de l’usage.
Le chapitre a conclu par certaines recommandations qui sont les
suivantes :
* Il y a des obligations économiques, sociales, environnementales et
urgentes pour développer l’irrigation gravitaire et le drainage dans les
pays arabes.
* Lors de l’étude, de la planification et l’exécution des projets d’irrigation
modernes, il est nécessaire de limiter l’extension des projets d’irrigation
gravitaire traditionnelle.
* Il est primordial pour chaque pays arabe de mettre en œuvre une
stratégie intégrée, claire et exécutable pour les secteur de l’irrigation et
le drainage, et qui peut, dans une certaine mesure, constituer un noyau
pour une stratégie arabe globale.
فريق الدراسـة
فريق الدراسة