Professional Documents
Culture Documents
الاستراتيجية ومراقبة التسيير
الاستراتيجية ومراقبة التسيير
المقدمـة :
الفصل األول :االسرتاتيجية
املبحث األول :ماهية االسرتاتيجية
املطلب األول :تعريف االسرتاتيجية
املطلب الثاين :تطور مفهوم االسرتاتيجية
املطلب الثالث :مبادئ االسرتاتيجية
املطلب الرابع :خصائص االسرتاتيجية
املطلب اخلامس :مستويات االسرتاتيجية
املطلب السادس :أسس التسيري االسرتاتيجي
1
الخاتمـة :
المقدمـة :
تعد املؤسسة مبختلف أش كاهلا منذ نش أهتا بعد الث ورة الص ناعية ،اخللية الفعالة يف العملية
اإلنتاجية لتحريك العجلة االقتصادية.
ونظرا حلساسية ودقة هذه املهمة ،يستلزم عليها إقامة اسرتاتيجية حمكمة بإمكاهنا االعتماد ً
عليها حيث تتماشى واأله داف املس طرة واملوارد والف رص املتاحة هلذه املؤسسة قصد بل وغ الغاية
اليت ترمى إليها هذه األخرية.
وهلذا ،فمن الض روري تن اول موض وع االس رتاتيجية بدقة مبا يتض منه من تس اؤالت ح ول
ماهيتها وخصائصها ومناذجها وحىت أنواعها وغريها من اإلشكاليات املطروحة يف هذا الصدد.
2
الفصل األول :االستراتيجية
المبحث األول :ماهية االستراتيجية
المطلب األول :تعريف االستراتيجية
يرجع أصل كلمة االسرتاتيجية إىل الكلمة اليونانية سرتاتوس أقوس ( )Stratos – Agosواليت
تعين فن احلرب وإدارة املعارك ،حيث كان القادة املوهوبون ميارسونه عن حدس وعبقرية ،مث تطور
إىل علم له أسس وقواعد.
ويع رف ق اموس ،Websstresوق اموس El-mouridوق اموس Oxfordاالس رتاتيجية على أهنا
"ذلك الفن املس تخدم يف تعبئة وحتريك املع دات احلربية مما ميكن من الس يطرة على املوقف والع دو
بصورة شاملة".
مث انتقل مص طلح االس رتاتيجية من اجملال العس كري إىل جمال املؤسس ات لالس تفادة من ه،
باعتب ار التش ابه الكبري بني اجملالني ،املؤسس ايت والعس كري ،وخاصة بعد انتش ار مص طلح احلرب
االقتصادية وظهور املنافسة ليس بني املؤسسات فقط ،وإمنا بني التجمعات االقتصادية واألمم.
ولقد عرف مصطلح االسرتاتيجية يف املؤسسة عدة تعريف ومعاين منها :
-حسب " : I. ANSOFFاالس رتاتيجية هي تلك الق رارات اليت هتتم بعالقة املؤسسة بالبيئة
اخلارجية يف ظروف عدم التأكد" ومن هنا يظهر دور املؤسسة يف التكيف مع هذه التغريات ،حيث
ك ان ي رى االس رتاتيجية على أهنا "عملية ختص يص املوارد واالس تثمارات بني خمتلف املنتج ات
واألسواق" وحاول اخلروج من فكرة اهلدف الوحيد للمؤسسة املتمثل تعظيم الربح إىل فكرة تعدد
األهداف وفكرة األهداف طويلة املدى(.)1
-أما حسب ALFRED CHANDLERف إن "االس رتاتيجية متثل إع داد األه داف والغاي ات
األساس ية طويلة األجل للمؤسس ة ،واختي ار خطط العمل وختص يص املوارد الض رورية لبل وغ ه ذه
الغايات".
ومما سبق ،ميكن استخالص التعريف التايل لالسرتاتيجية :
"االسرتاتيجية هي جمموع القرارات طويلة املدى اليت حتدد املؤسسة من خالهلا مهمتها وكذا نطاق
األزواج (منتج ات /أس واق) اليت تتعامل فيها واس تخدامات املوارد املتاحة هلا وامليزات التنافس ية
اليت تتمتع هبا وأثر التعاضد بني خمتلف وظائفها وأنش طتها مبا حيقق وح دة املؤسسة الداخلية
() فعالية التخطيط االستراتيجي في المؤسسة االقتصادية العمومية الجزائرية ،مكتبة الجامعة ،تحت رقم .242/2002 1
3
وميكنها من حتقيق اس تجابة قص ور لبيئتها اخلارجية والوص ول إىل حتقيق أه دافها وغاياهتا بش كل
متوازن".
المطلب الثاني :تطور مفهوم االستراتيجية
ـ المفهوم التقليدي :
إن كلمة االس رتاتيجية مس تمدة من العملي ات العس كرية ،ونعين يف ه ذا اإلط ار تك وين
التش كيل وتوزيع املواد احلربية معين ة ،وحتريك الوح دات العس كرية وذلك مبواجهة الع دو ،فهي
بذلك مشتقة من اللفظ اإلغريقي "سرانوس أقوس" مبعىن أقود اجليش ،وتطور مفهومها ليستعمل
مر تطورها بثالث مراحل : يف اجملاالت األخرى على رأسها "علوم االقتصاد والتسيري" .وقد ّ
I -مرحلة التخطيط طويل المدى : 1965 – 1955 :اشتهرت مبدرسة هارفارد األمريكية
عرفها
اليت ق دمت تعري ًفا إداريًا لالس رتاتيجية وعلى س بيل املث ال ،تعريف "ألفريد تش اندل" ال ذي ّ
على أهنا :حتديد األه داف واألغ راض طويلة األجل للش ركة وإع داد ع دد من ب دائل الص رف
وختصيص املوارد الضرورية لتنفيذ تلك األهداف(.)1
La planification par matrice II -مرحلة التخطيط بالمصفوفات : 1980 – 1965 :
III -من 1984إلى يومنا هذا :وهي املرحلة اليت قدم هبا املفهوم احلديث لالسرتاتيجية والذي
يؤكد على اقرتان االسرتاتيجية ،باإلضافة إىل التخطيط بالتنظيم يف املؤسسات ،وأن االسرتاتيجيات
الناجحة هي اليت ت ربز من عمق النظ ام ،ففي املمارس ات العلمي ة ،االس رتاتيجية هي م زيج من
االسرتاتيجيات املقصودة والغري مقصودة.
ومن خالل ما ذكر نستخلص أن االسرتاتيجية هي أسلوب حترك مرحلي ملواجهة هتديدات
أو ف رص البيئ ة ،مع أخذ يف احلس بان نق اط ق وة وض عف التنظيم ،قصد حتقيق أه داف وغاي ات
املؤسسة املسطرة مسب ًقا.
على ض وء اإلمكاني ات اليت متلكها املؤسسة (نق اط الق وة والض عف) تق وم بإع داد
االس رتاتيجية املناس بة (اهلج وم – ال دفاع) ،وال شك أن ه ذين االس رتاتيجيتني تتف رع إىل ع دة
اسرتاتيجيات منها ( :التخصص – الشراكة – التفاهم)
4
– 2مبدأ التركيز :
أن ت وفر اإلمكان ات للمؤسسة ال يعين تبدي دها وتب ذيرها ،وإما أخذ مبب دأ احليطة واحلذر
وذلك بتكييف تلك اإلمكانات على ضوء املتغريات احلاصلة يف احمليط الذي توجد فيه.
إن حتديق الفعالية املرج وة من األنش طة اليت تق وم هبا املؤسس ات يتوقف على التنس يق
واالنسجام بني خمتلف الوظائف واألنشطة اليت تقوم هبا.
إن املؤسس ات توجد يف حميط مليء باملخ اطر ،األمر ال ذي يتطلب منها أن تضع إمكاناهتا
يف الواقع اليت تكون فيها درجة اخلطورة أقل.
يفهم من ذل ك ،على املؤسسة أن تس تغل الف رص املرحبة كلما مسحت الفرص ة ،أي حنسن
املراهنة على احلصان املربح وذلك يبنيها االسرتاتيجيات التسوقية املالئمة.
اسرتاتيجية التغلغل يف األسواق احلالية :تتوسع املؤسسة باملنتوجات احلالية يف نفس القطاعات
اليت توجد فيها.
اس رتاتيجية التوسع الس وقي :أن تتوسع املؤسسة يف أس واق جدي دة باملنتوج ات احلالية أو
مبنتوجات جديدة.
اسرتاتيجية تطوير السلعة :تتوسع املؤسسة بالرتكيز على تطوير منتوجاهتا.
اسرتاتيجية التنوع :اقتناص فرص جتارية ال متد بأي صلة لنشاطها
5
اسرتاتيجية املنتوج :هي القلب النابض لالسرتاتيجية املنتوجية (إشباع حاجات املستهلكني
االسرتاتيجية التسعريية :هلا تأثري بالغ على املنافسة وتغريات السوق ،وسالح فعال عن حتقيق
األرباح (السعر أحد املكونات الرئيسية للمزيج التسويقي)
االسرتاتيجية التوزيعية
االسرتاتيجية الرتوجيية
إن االسرتاتيجية كغريها من املفاهيم االقتصادية حتمل مجلة من اخلصائص واليت تتجلى فيما
يلي :
– 1االس رتاتيجية هي حترك م رحلي ،ويعين ه ذا أنه على حسب الظ روف واملرحلة اليت مير هبا
املشروع ،يتحدد أسلوب التحرك والعمل .كما نقصد هبذا املرونة يف العمل (La flexibilité dans
)le travailأي على املؤسسة أن تك ون اس رتاتيجيتها تتم يز باملرونة حسب التغ ريات احلاص لة يف
احمليط البيئي الذي توجد فيه.
– 2االس رتاتيجية هي اس تغالل الف رص وجتنب املخ اطر باس تعمال نق اط الق وة واحلد من نق اط
الضعف يف املؤسسة ،وال ب ّد هلا من أن تأخذ بعني االعتبار ،القيود االجتماعية والقانونية.
– 3تركز االسرتاتيجية على إعادة ختصيص موارد املشروع (كلها أو جزء منها) وذلك ألن إبقاء
املوارد على حاهلا ميكنه فقط من بق اء الش يء على ما هو علي ه ،ومواجهة التغ ريات البيئي ة ،يتطلب
التغيري يف هيكل املوارد احلالية وطريقة توزيعها على االستخدامات.
– 4أن التحرك ات االس رتاتيجية تتم يف ال زمن القصري أو ال زمن الطويل وقد تتك رر أو ال تتك رر
استنادا إىل طبيعة الظروف البيئية.
ً وذلك
– 5تستغل االسرتاتيجية املزايا التنافسية اليت يتمتع هبا املشروع يف مواجهة التهديدات أو املشاكل
أو يف اقتناص الفرصة املتاحة وقد تكون هذه املزايا يف نوع معني من املوارد.
لقد فرق مؤلفو اإلدارة االسرتاتيجية بني ثالث مستويات للاسرتاتيجية وهي :
6
– 1اســتراتيجيةـ المؤسسةـ :تنف رد االس رتاتيجية العامة للمؤسسة باإلجابة عن الس ؤال اخلاص
بتحديد جمموعة أنش طة األعم ال اليت تنتمي إليها املؤسس ة( .أي :اس رتاتيجية املؤسس ة ،تق وم
املؤسسة بتحديد جمموعة أنشطة األعمال اليت تنتمي إليها).
– 2استراتيجيةـ وحدات األعمال :حيث تركز على كيفية املنافسة على صناعة معينة ،أو قطاع
منتج أو سوق معني.
ونعين بعملية ص ياغة االس رتاتيجية وضع وحتديد غاي ات املنظمة أو املؤسسة وأه دافها
الرئيسية وذلك يف ضوء الرؤية املستقبلية الشاملة ،ووضوح وحتديد رسالة املؤسسة وتوجيه البحث
لتحديد وحتليل العوامل الداخلية واخلارجية املؤشرة مع تقليل املخاطر.
كما حتتوي عملية صياغة االسرتاتيجية على حتديد االسرتاتيجيات البديلة ،مث اختيار البديل
االسرتاتيجي املناسب.
وعلى ذلك جند أن هذه املرحلة تشمل جمموعة من األنشطة تتمثل يف :
– 1حتديد رسالة املؤسسة
– 2حتديد الغايات واألهداف طويل األجل
– 3دراسة البيئة اخلارجية حتديد الفرص واملخاطر
– 4دراسة اإلمكانيات الداخلية لتحديد عناصر القوة والضعف
– 5حتديد البدائل االسرتاتيجية
– 6اختيار االسرتاتيجية املناسبة
ال ميكن أن يعترب التسيري االسرتاتيجي عملية تقنية فقط لكي ال يفصل عن املؤسسة أو دجمه
مع كل أبعادها وهذا شيء صعب ألننا نرى يف معظم املؤسسات أنه :
7
أوال :الباحثون يف التنظيم وإشكاله فيعتربون أن املؤسسة منظمة اجتماعية.
ثالثًا :أما االجتم اعيون والسياس يون ف إهنم ي رون أن املؤسسة لنظ ام سياس ي ،فهنا ن رى أن كل
ب احث يع رف املؤسسة من وجهة نظ ره .ومنه تص بح مهمة املسري معق دة إذ ينبغي عليه أن يق وم
بتنسية كل هذه االجتاهات اليت تظهر متغايرة يف بعض األحيان .وبعبارة أخرى ينبغي عليه أن يسري
املؤسس ات وذلك جبمع املب ادئ الرئيس ية والقواعد الك ربى واملع ايري اليت توجه العمل باس تمرار
وحتديد األهداف املقصودة ومراعاة القيود وقواعد السلوك واإلدارة .. .اخل.
8
الفصل الثاني :أنواع وبدائل االستراتيجية
المبحث األول :أنواع االستراتيجية
يهتم ه ذا الن وع من االس رتاتيجية بظ روف البيئة التس ويقية ،أو البيئة التنافس ية للمؤسسة
وهتدف إىل بن اء املركز التنافسي للمؤسسة من خالل ع دة أس اليب أو ط رق واليت نأخذ أش كال
متعددة ،منها :التوسع ،التنويع ،االبتكار ،التجديد ،غزو السوق اجلديدة ،تقدمي السلع أو خدمة
جديدة.
يهتم هذا النوع من االسرتاتيجية بالظروف الداخلية للمنظمة ،واليت هتدف إىل عالج بعض
اجلوانب أو التهديدات الداخلية سواء كان هذا من خالل حتقيق عدد السلع املنتجة أو إعادة بناء
اهليكل التنظيمي أو التدريب وتنمية القوى العاملة.
كما تس تخدم ه ذه االس رتاتيجية ملواجهة هتدي دات الس وق والبيئة اخلارجية العامة والبيئة
اخلارجية اخلاصة ،التنافسية ،مثال ذلك :مواجهة حرب األسعار أو التقدم التكنولوجي السريع يف
جمال تقدمي اخلدمة أو السلعة.
وتعين ه ذه االس رتاتيجية ،قي ام املؤسسة ببعض التغ ريات احملدودة ولكنها رئيسة يف نفس
ال وقت ،أي حنتفظ بوض عها احلايل مع القي ام بتغ ريات طفيفة كالتحسني يف اجلودة أو محاية حصة
املنظمة يف السوق.
كما يهدف هذا النوع من االسرتاتيجية توفري املوارد يف اجتاه معني.
9
إال أنه ميكن أن تكون هناك اسرتاتيجية خمتلطة ،أي جتمع بني االسرتاتيجيات السالفة الذكر
واليت هتدف إىل التخلص من املنتجات القدمية وإضافة منتجات جديدة واكتشاف مستهلكني جدد
وحتسني الكفاءة اإلنتاجية.
يتمثل االختي ار االس رتاتيجي يف اختي ار االس رتاتيجية املنافسة اليت من خالهلا ميكن حتقيق
األهداف املسطرة للوصول إىل الغايات اليت ترمي إليها املؤسسة.
وتنحصر الب دائل االس رتاتيجية اليت ميكن للمؤسسة االختي ار فيما بينها على مس توى
املؤسس ة ،يف أربع اس رتاتيجيات نوعية رئيس ية هي - :اس رتاتيجية النمو املس تقر – اس رتاتيجية
النمو السريع – اسرتاتيجية االنكماش – اسرتاتيجية التشكيلية.
وتعين ه ذه االس رتاتيجية قي ام املؤسسة ببعض التغ ريات احملدودة ولكنها رئيس ية يف نفس
ال وقت أي حتتفظ بوض عها احلايل مع قيامها متغ ريات طفيفة كالتحسني يف اجلودة أو محاية حصة
املنظمة يف السوق.
إال أنه ميكن أن تك ون اس رتاتيجية خمتلطة واليت تك ون ثنائية أو ثالثية التوجه أي جتمع بني
اسرتاتيجيات (هجوم ،دفاع…)
ويهدف من هذا االجتاه التخلص من املنتجات القدمية وإضافة منتجات جديدة واكتشاف
مستهلكني جدد وإلغاء آخرين مع حتسني الكفاءة اإلنتاجية
وعادة ما تتبع املؤسسات اسرتاتيجيات النمو املستقر عندما :
-تواصل حتقيق األه داف الس ابقة نفس ها أو مثيلتها بزي ادة مس توى األداء بنفس النس بة املئوية يف
كل سنة عما حتقق يف السنة املاضية.
-تواصل خدمة عمالءها يف القطاعات (منتج /سوق) احملددة نفسها يف تعريفها لقطاع نشاطات
األعمال.
10
ومن ب دائل ه ذه االس رتاتيجية :اس رتاتيجية النمو الت درجيي ،اس رتاتيجية ال ربح أو احلص اد،
اسرتاتيجية النمو املمكن احملافظة عليه ،باإلضافة إىل اسرتاتيجية عدم التغري واسرتاتيجية احلركة مع
احلذر.
تق وم املؤسسة باتب اع ه ذا الن وع من االس رتاتيجية ،باتب اع ه ذا الن وع من االس رتاتيجية يف
احلاالت التالية :
إذا رفعت يف مس توى األه داف احملققة عن جمرد كوهنا امت داد حنط أداءها املاضي يف املس تقبل
عن طريق زيادة حصتها السوقية بنسبة عالية مثالً.
إذا استمرت يف خدمة قطاع األعمال نفسه أو طورته.
ومن بدائل هذه االسرتاتيجية :
– 1اس رتاتيجية التكامل الرأسي :يعين تعزيز نش اط املؤسسة يف نفس فرعها وذلك إما خلفيا أو
أساميًا.
-خلفيا :تعمل املؤسسة على اإلنتاج باستمارات يف جمال املادة األولية اليت تستعملها يف نشاطها
األول حيث تسمح هذه العملية بضمان مدخوالهتا
11
الفصل الثالث :التشخيص والرقابة االستراتيجية
المبحث األول :التشخيص االستراتيجي
يك ون التش خيص اخلارجي على مس توى حميط املؤسسة بكامل أبع اده هبدف الكشف عن
فرص النمو والتطور اليت ميكن اغتنامها على التهديدات الواجب جتنبها ويشمل على :
– 1تشخيص الطلب :يكون بوضع قائمة لبعض األسئلة اليت ختص مظهر وتطور الطلب مثل :
ما هي الكمية املباعة؟ من يشرتيها؟ مىت نشرتيها؟ ألي حاجة؟ ...اخل.
– 2تشخيص العرض :يف هذا النوع تطرح أسئلة عن مقدرة القطاع يف تلبية حاجيات الزبائن
وعن التك اليف واألعب اء ،ومن ه ذه األس ئلة :ما هي تك اليف املواد؟ اليد العامل ة؟ وج ود
اقتصاديات السلم أو انعدامها؟ احتياجات التمويل؟ ...اخل.
– 3تش خيص المنافسة :تق وم املؤسس ات بتش خيص املنافسة هبدف التع رف على أه داف
واسرتاتيجيات منافسيها وعادة ما تكون األسئلة يف هذا النوع مثل :ما هي أهداف املنافس؟ ما
هي حمفظة أعماله؟ ما هي قدراته على املنافسة؟
– 4تش خيص ح دة المنافسة :تق وم املؤسس ات بتش خيص ه ذه املنافسة لتحديد التكتيك ات
املختلفة املمكن استخدامها من طرف املنافسني ،مثل املنافسة البعدية ،اإلعالن اهلجومي.
يرتكز التش خيص ال داخلي يف املؤسسة على البحث عن نق اط الق وة والض عف داخل
املؤسسة وذلك باعتم اد ع دة أن واع من ط رف التش خيص ال داخلي ،مثل :التش خيص ال وظيفي،
التشخيص حسب عوامل النجاح األساسية FCSوالتشخيص حسب القدرات واملعارف املكتسبة.
12
– 1التش خيص ال وظيفي :يق وم ه ذا الن وع من التش خيص على تش خيص الوظ ائف الرئيس ية
للمؤسسة مثل :الوظيفة اإلنتاجية والوظيفة التسويقية .. .اخل.
– 2التش خيص حسب عوامل النج اح األساس ية :تشري ه ذه الطريقة إىل أن جناح املؤسسة
يعتمد على وضع تركيبة اس رتاتيجية حتت وي عوامل النج اح يف قط اع معني ،وختتلف ه ذه العوامل
حسب قطاع النشاط ،فقد تكون حسب املردودية أو حسب حصة السوق.
– 3التشخيص حسب المعارف والقدرات المكتسبة :حسب هذا النوع من التشخيص ،فإن
املؤسسة متثل ش جرة ،حيث أن األوراق والثم ار متثل املنتج ات املباع ة ،واألغص ان الفرعية متثل
األنشطة ،واجلذع ميثل املهن ،أما اجلذور فإهنا تتمثل يف املعارف والقدرات األساسية للمؤسسة.
وبعد القي ام بالتش خيص اخلارجي وال داخلي ،يتم مجع املعلوم ات املتحصل عليها لوضع
أساسا ،التوجيهات األساسية للمؤسسة.
حوصلة من النتائج اليت ستمثل ً
إن تنفيذ االس رتاتيجية يتطلب ترمجة اخلطة االس رتاتيجية ،حبيث حتدد مس ؤولية تنفيذ كل
جزء منها.
فتنفيذ االس رتاتيجية هو جعل اخلطة االس رتاتيجية واقع ملم وس أي حتويل اخلطط
االسرتاتيجية إىل خطط تنفيذية.
إال أنه من مقوم ات التنفيذ الفع ال لالس رتاتيجية ما يلي :أن يوافق االس رتاتيجية املخت ارة
هيكلة مناس بة ،وقد أثبتت ع دة دراس ات أن جناح اخلطة االس رتاتيجية مرتبط بتكيف اهليكلة مع
كثريا من املشكالت التسيريية تنتج عن عدم القدرة على حتقيق ذلك التكيف. االسرتاتيجية ،أن ً
نظام مالئم لالتصال
وللمعلومات آليات هيكلة
مالئمة
نمـط أو نظـام
تحديد المشكالت إدارة مالئمة
وحلها في مجاالت 13
األنشطة المختلفة نظام مالئم للحوافز
واألجـور
المطلب الثاني :حدود االستراتيجية
إن االسرتاتيجية تصادف بعض املشاكل ،لذا هناك حدود نذكر منها :
-التعقيد والص عوبة في اإلع داد :إن االس رتاتيجية ترتبط باأله داف والسياس ات املتعلقة
باملؤسسة وباخلطط ومنهجية التسيري وهذا جيعل منها عملية صعبة ومعقدة .وكذلك الرتباط كل
من األه داف والتخطيط واالس رتاتيجية باملعلوم ات س واء من خ ارج أو داخل املؤسسة وه ذه
املعلوم ات مرتبطة بالعامل الرئيسي وهو العامل املتح رك واملتم يز ب الغموض واملفاجئة وحتاول
املؤسسة التخلص من ه ذا احلد بتط وير نظ ام املعلوم ات ونظ ام إع داد أه داف وختطيط متكامل
يسمح هلا بالوصول إىل أقصى درجة من فعالية االسرتاتيجية.
-إمكانية نقص مرونتها :كثري ما تواجه االنتق ادات االس رتاتيجية على أهنا ص لبة غري مرنة
وبذلك قد تؤدي إىل عدم االستفادة من الفرص اليت قد تعرض على املؤسسة أثناء تنفيذها وهي ال
تأخذ بعني االعتبار يف عملية اإلعداد ،مما يؤدي إىل تغيري نتائج االسرتاتيجية يف االجتاه السليب رغم
جودهتا عند اإلعداد.
-إمكانية المعارضة عند التنفيذ :من أهم العوائق اليت يصادفها املسريون يف تطبيق االسرتاتيجية
هي املعارضة اليت تواجهها خمتلف مس تويات التنفيذ وه ذه املعارضة قد تك ون جزئية أو جذرية
بواسطة رفضها من بعض األفراد باملؤسسة.
ولذلك ،فإن هناك صعوبة يف اإلعداد وبالتايل صعوبة يف التنفيذ ،إال أن هذه الصعوبة ليس
متام ا ،ف إن على املؤسسة أن تس عى إىل التخفيف منها أو تأخ ذها بعني
من املمكن القض اء عليها ً
االعتبار يف خمتلف املراحل االسرتاتيجية.
إن أي مسعى اسرتاتيجي يربط بشكل كبري بتحديد األهداف املراد حتقيقها ومن هنا يظهر
أيض ا يعترب هناية مط اف نش اط املؤسسة يف جمال معني ال ذي ينعكس
ج وهر االس رتاتيجية واهلدف ً
أثره على اجلانب املادي.
14
إنت اج ال ثروة وتوزيعها وختصيص ها ،كما أن األه داف ال تتعلق بنت ائج املؤسسة يف اجملتم ع،
بل درجة واجتاه حنو ه ذا األخري وال ميكن أن تك ون األه داف بعي دة عن اختي ار مس تويات من
املردودية والكف اءة ،ولقد أك دت بعض التج ارب أن الربط بني األه داف وإع داد اخلطة األساس ية
يقدم سهولة وسالمة.
وباعتب ار القومية االقتص ادية نظ ام ذي أه داف وغاي ات ،فهي تبحث عن حتقيق حالة حمببة
ولكن تتوقف حالة املؤسسة بعاملني ،األول عملها والثاين حالة ختطيطها.
15
الخاتمـة :
ومن خالل ما س بق ،نالحظ أن االس رتاتيجية ت وفر مزايا للمش روع الق ائم هبا ،فهي متكنه
من التغلب على التهدي دات املوج ودة يف بيئة املش روع ويف انته از أي فرصة قد تس مح له من
مواجهة املش اكل الداخلية ب األداء ،ومن اس تغالل ما يتمتع به من عناصر ق وة ،كما تس اعد
االس رتاتيجية على حتقيق مرونة وع دم حتج ره وزي ادة قدرته على البق اء والنمو يف البيئة اليت يعمل
فيها ،خاصة لو كانت تتغري باستمرار.
16