You are on page 1of 64

‫جامعة عبد الرحمان ميرة –بجاية‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫عنوان المذكرة‪:‬‬

‫الطبيعة القانونية لعقد العمل في القانون الجزائري‬

‫مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬

‫تخصص‪ :‬القانون الخاص‬

‫فرع‪:‬القانون الخاص الشامل‬

‫من إعداد الطالبتين‪:‬‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬


‫مرابط سعاد‬

‫أيت منصور كمال‬


‫سلي قوقو‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫جامعة عبد الرحمان ميرة –بجاية‪ -‬رئيسا‪.‬‬ ‫األستاذ بلول أعمر ‪ ،‬أستاذ محاضر‬

‫األستاذ ‪ -‬د‪ -‬أيت منصور كمال ‪ ،‬أستاذ محاضر –أ‪، -‬جامعة عبد الرحمان ميرة –بجاية‪ -‬مشرفا و مقررا‪.‬‬

‫األستاذ بوزاد ادريس ‪،‬أستاذ محاضر‪،...................‬جامعة عبد الرحمان ميرة –بجاية‪ -‬ممتحنا‪.‬‬

‫تاريخ المناقشة‪5942/90/41:‬‬
‫شكر و تقدير‬

‫الحمد هلل و الصالة و السالم على رسول اهلل وبعد يشرفنا أن نتوجه بخالص الشكر و االمتنان‬

‫والعرفان بالجميل إلى أستاذنا الفاضل الدكتورأيت منصور كمال على تكرمه باإلشراف على‬

‫مذكرتنا‪ ،‬ونسأل اهلل العلي العظيم أن يثيبه خير الثواب إنه سميع مجيب الدعاء‪.‬‬
‫إهداء‬

‫إلى والدي الكريمين‪ ،‬أطال اهلل في عمرهما‪.‬‬

‫إلى كل إخوتي سهام ‪ ،‬نبيلة ‪،‬مزيان‪.‬‬

‫إلى كل عائلتي‪.‬‬

‫إلى كل من مدلي يد العون‪.‬‬

‫سلي قوقو‬

‫إهداء‬

‫إلى كل أفراد عائلتي‪.‬‬

‫إلى كل من مد لي العون سواء من قريب أو بعيد‪.‬‬

‫مرابط سعاد‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج ‪ :‬جريدة رسمية جمهورية جزائرية‪.‬‬

‫ص ‪ :‬صفحة‪.‬‬

‫ص‪.‬ص‪ :‬من صفحة إلى صفحة‪.‬‬

‫‪P : page .‬‬


‫اختلف الفقهاء في تقديم تعريف شامل ومانع لعقد العمل ‪ ،‬فهناك من الفقه من عرفه على‬
‫أنه ‪ ":‬اتفاق يتعهد بموجبه أحد الطرفين بإنجاز أعمال مادية ذات طبيعة حرفية على العموم‬
‫لصالح طرف آخر وتحت إشرافه مقابل عوض " ‪ ،‬في حين يرى جانب آخر بأن عقد العمل هو‪":‬‬
‫اتفاق يلتزم بموجبه أحد األشخاص بالعمل لحساب شخص آخر مقابل أجر" ‪ ،‬أما التعريف الفقهي‬
‫األكثر شمولية لعقد العمل هو الذي يرى بأن " عقد العمل هو اتفاق يلتزم أحد األشخاص بالعمل‬
‫لحساب شخص آخر وهو صاحب العمل ‪ ،‬وتحت إشرافه وادارته وتوجيهه لمدة محددة أو غير‬
‫محددة مقابل أجر معين ومحدد سلفا" في حين أن أغلب التشريعات لم تقدم تعريف لعقد العمل ‪،‬‬
‫بل اكتفت بوضع القواعد التشريعية والتنظيمية التي تنظم عالقة العمل ‪.‬‬

‫المشرع الجزائري لم يخرج عن هذا المنهج ‪ ،‬حيث عرف العقد حسب القواعد العامة‬
‫المنصوص عليها في التقنين المدني وذلك وفقا لما جاء في نص المادة ‪ 45‬من التقنين المدني‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬وهذا ما نستخلصه أيضا في نص المادة ‪ 9‬من قانون ‪ 11-99‬المتعلق بعالقات‬ ‫الجزائري‬
‫العمل‪ 2‬حيث تنص على أنه ‪ ":‬يتم عقد العمل حسب األشكال التي تتفق عليها األطراف المتعاقدة"‬
‫ومنه نخلص إلى أن المشرع الجزائري اعتبر عقد العمل مجرد أداة إلبرام عالقة العمل تخضع‬
‫بالدرجة األولى إلدارة الطرفين ثم للقوانين‪.‬‬

‫ومن هذا المنطلق يتمحور الموضوع في البحث حول القواعد المكونة للطابع الخصوصي‬
‫لعقد العمل ؟‬

‫ولإلجابة عن هذه اإلشكالية يتعين دراسة عنصرين أساسين يرتكز عليهما عقد العمل‪ ،‬والمتمثالن‬
‫في عنصر التبعية باعتباره الركيزة األولى في عقد العمل ‪ ،‬و من خالله تنشأ عالقة بين‬

‫‪-1‬‬
‫أمر رقم ‪45-54‬مؤرخ في ‪ 62‬سبتمبر سنة‪ ،1954‬يتضمن القانون المدني‪ ،‬ج ‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬عدد ‪ 55‬صادر في ‪9- 09‬‬
‫‪، 1954‬معدل و متمم‪ ،‬أنظر الموقع االلكتروني التالي‪www.joradp.dz:‬‬
‫‪-6‬قانون رقم ‪ 11-99‬مؤرخ في ‪ 61‬أفريل سنة‪، 1999‬يتعلق بعالقات العمل‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬عدد ‪ 15‬صادر في ‪ 64‬أفريل‬
‫سنة ‪ 1999‬معدل و متمم ‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫العامل و رب العمل ‪ ،‬فيتحمل رب العمل المسؤولية الناجمة عن األضرار التي يلحقها‬
‫العامل بالغير(الفصل األول)‪،‬و الركيزة الثانية في عقد العمل تتمثل في عنصر األجر الذي يتلقاه‬
‫العامل‬

‫بعد تنفيذه للعمل المكلف به(الفصل الثاني)‪.‬‬

‫‪-3-‬‬
‫يعتبر عنصر التبعية من أهم عناصر عقد العمل سواء تعلق األمر بعقد عمل محدد المدة‬
‫أوغير محدد المدة وهو متوفر بقوة القانون ‪ ،‬بمجرد إبرام عقد العمل تنشأ بين طرفيه العامل‬
‫وصاحب العمل عالقة خاصة ومميزة ال نجدها في العقود األخرى‪ ،‬وهي عالقة التابع بالمتبوع‬
‫تظهر من خالل خضوع العامل لسلطة التوجيه المتمثلة في إصدار األوامر والتعليمات من رب‬
‫العمل إلى العامل فيما يخص كيفية أداء العمل المستند إليه ‪ ،‬ولسلطة الرقابة المخولة للمتبوع فمن‬
‫حقه محاسبة التابع عند إخالله في تنفيذه للتعليمات التي تصدر منه‪.‬‬

‫يتمتع العامل بالمقابل بحماية قانونية تتمثل خاصة في تطبيق القاعدة الشائعة في التقنين‬
‫المدني الجزائري الخاصة بمسؤولية المتبوع عن فعل تابعه ‪ ،‬وتعد التبعية من أهم المعايير الحديثة‬
‫التي أستند إليها الفقهاء لتمييز عقد العمل عن باقي العقود المشابهة له سواء كانت العقود الواردة‬
‫على العمل كعقد الوكالة وعقد المقاولة أو العقود غير الواردة على العمل كعقد اإليجار وعقد البيع‪.‬‬

‫التبعية حق والتزام في نفس الوقت ‪ ،‬حق مقرر قانونيا لرب العمل حيث يصدر أوامر‬
‫وتوجيهات للعامل‪ ،‬واذا خالفها يمكن لرب العمل أن يسلط عليه عقوبات تأديبية ‪ ،‬والتزام يقع على‬
‫عاتق العامل فالبد أن يؤدي العمل المنوط إليه على أكمل وجه ‪ ،‬ومن جميع جوانبه وبدوره يتلقى‬
‫األجر عند انتهائه من عمله ‪،‬وتتوفر العقود المشابهة لعقد العمل على عنصر التبعية إال أنه‬
‫يختلف تماما عن عنصر التبعية في عقد العمل ‪ ،‬فهذا األخير يتمثل في الخضوع التام للعامل‬
‫أثناء تنفيذه لعمله لرب العمل على عكس عنصر التبعية في العقود األخرى فيكون الخضوع لسلطة‬
‫األمر أقل وفي بعض الحاالت ينعدم تماما(المبحث األول)‪.‬‬
‫يتحمل رب العمل المسؤولية عن األفعال الضارة التي يرتكبها العامل أثناء تأديته لعمله و‬
‫يتضرر منها الغير ألن العامل يخضع ألوامر رب العمل‪ ،‬ويجوز للعامل أن يثبت بشتى طرق‬
‫اإلثبات وجود عالقة تبعية بينه وبين رب العمل(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫المبحث األول‬

‫مفهوم التبعية في عقد العمل‬

‫يعتبر قبول العامل أن يعمل لدى رب العمل‪ ،‬وتوقيعه لعقد العمل كأنه تنازل له عن جزء من‬
‫حريته حيث يخضع العامل وهو يؤدي عمله بنفسه لسلطة ومراقبة صاحب العمل‪ ،‬والذي يفرض‬
‫عليه كذلك عقوبات تأديبية في حالة مخالفته ألوامره‪ ،‬وبالمقابل يلتزم رب العمل بتقديم أجر للعامل‬
‫كعوض عن العمل الذي قدمه ‪ ،‬وتظهر أهمية عنصر التبعية في عقد العمل عند تميزه عن باقي‬
‫العقود المشابهة له‪.‬‬

‫ومن خالل ما تقدم سنقسم مبحثنا هذا إلى ثالث مطالب تعريف التبعية في عقد العمل (المطلب‬
‫األول)‪ ،‬صور التبعية في عقد العمل (المطلب الثاني)‪ ،‬التبعية كمعيار للتمييز بين عقد العمل‬
‫والعقود المشابهة له(المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫تعريف التبعية في عقد العمل‬

‫تمثل التبعية في عقد العمل ارتباط بين شخصين‪ ،‬يتعهد أحدهما وهو العامل بالخضوع‬
‫وااللتزام بتعليمات رب العمل‪ ،‬وهي حق شخصي لهذا األخير فالبد للعامل أن يبذل في أدائه لعمله‬
‫عناية الرجل المعتاد وأن يقوم بالعمل المكلف له شخصيا ‪ ،‬وفي األخير يتحصل العامل على أجر‪.‬‬

‫وعليه فالتبعية في عقد العمل عبارة عن عالقة خضوع بين العامل ورب العمل(الفرع‬
‫األول) والبد وجود خضوع تام من العامل ألوامر رب العمل وبالمقابل يدفع رب العمل األجر‬
‫للعامل (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪-6-‬‬
‫الفرع األول‬

‫المقصود بالتبعية في عقد العمل‬

‫‪« la dépendance » 3‬‬ ‫كون المشرع الجزائري لم يعرف عنصر التبعية في عقد العمل‬
‫في قانون العمل ‪ 11-99‬المتعلق بعالقات العمل ‪ 4‬وال في القواعد العامة المنصوص عليها في‬
‫القانون المدني‪ ،5‬وانما ترك ذلك للفقه فالتعريف الفقهي الراجح للتبعية في عقد العمل هو ‪":‬يقصد‬
‫بالتبعية في عقد العمل سلطة الرقابة والتوجيه حيث تعد إحدى الحقوق األساسية التي يمنحها عقد‬
‫العمل لصاحب العمل‪ ،‬ويلتزم العامل باالمتثال لها في الحدود التي يسمح بها القانون"‪.6‬‬

‫تطرق المشرع المصري إلى تعريف التبعية في عقد العمل من خالل تعريفه لعقد العمل في كل من‬
‫القانون المدني‪ 7‬وقانون العمل‪ ،8‬حيث نصت المادة ‪ 255‬من القانون المدني المصري على أنه‪":‬‬
‫عقد العمل هو الذي يتعهد فيه أحد المتعاقدين بأن يعمل في خدمة المتعاقد اآلخر وتحت إدارته‬
‫أو إشرافه مقابل أجر يتعهد به المتقاعد اآلخر"‪ ،‬والمادة ‪ 01‬من قانون العمل المصري تنص على‬
‫أنه‪ ":‬العقد الذي يتعهد بمقتضاه عامل بأن يعمل لدى صاحب العمل وتحت إدارته أو إشرافه لقاء‬
‫أجر‪".‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Le lieu de subordination est caractérisé par l’exécution du travail sous l’autorité d’un employeur qui a le‬‬
‫‪pouvoir de donner des ordres et des directives, d’en contrôler l’exécution et de sanctionner les manquement de‬‬
‫‪son subordonné‬‬
‫أنظر في ذلك ‪:‬‬

‫‪BRIGITTE Hess-FALLON-Anne .MARIE Simon ; Droit du travail, 13emeédition, Dalloz, Paris, 2001, p58.‬‬

‫‪ __4‬قانون رقم ‪ ،11-99‬تنظيم عالقات العمل‪ ،‬معدل ومتمم‪،‬القانون السالف الذكر‬


‫‪ _5‬أمر رقم ‪ 45-54‬يتضمن القانون المدني‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬القانون السالف الذكر‬
‫‪ _6‬أحمية سليمان‪ ،‬التنظيم القانوني لعالقات العمل‪ :‬عالقة العمل الفردي‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجماعية‬
‫الجزائر‪ ،6996 ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ _7‬قانون رقم‪ 101‬سنة ‪ ،1955‬يتعلق بإصدار القانون المدني المصري‪ ،‬معدل و متمم بالقانون رقم ‪ 192‬سنة ‪،6911‬ج‬
‫ر عدد ‪ 65‬صادرة في ‪ ،6911_92_12‬أنظر الموقع االلكتروني التالي‪www.tantawylow.com:‬‬
‫‪-5‬قانون العمل المصري الموحد رقم ‪ 16‬لسنة ‪ 6990‬والالئحة التنفيذية رقم ‪ ،16‬أنظر الموقع االلكتروني‬
‫التالي‪www.Egupt .gov.eg:‬‬

‫‪-7-‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫عناصر التبعية في عقد العمل‬

‫يتضمن عنصر التبعية عناصر أساسية تتمثل في قيام العامل بأداء عمل معين لحساب رب العمل‬
‫(أوال)‪ ،‬وتقاضي أجر مقابل عمله (ثانيا)‪ ،‬ثم خضوع العامل لسلطة رب العمل(ثالثا)‪.‬‬

‫أوال_ قيام العامل بأداء عمل معينا لحساب رب العمل‬

‫‪9‬‬
‫بتنفيذ العمل الذي كلفه به صاحب العمل بنفسه باعتباره طرف أساسي في عقد‬ ‫يلتزم العامل‬
‫العمل‪ ،‬ألنه عندما تعاقد معه كان ذلك العتبار شخص ي‪ 10‬فيه‪،‬وذلك إما بسبب كفاءته أو‬
‫أمانته‪...‬إلخ‪ ،‬وهذا ما يبرر انتهاء عقد العمل بموت العامل‪.11‬‬

‫ال يجوز للعامل أن يكلف شخص آخر غيره بتأدية العمل الذي كلف به‪ ،12‬وهذا ما تؤكده‬
‫المادة ‪ 129‬من التقنيين المدني الجزائري بنصها على أنه‪ ":‬في االلتزام بعمل ‪ ،‬إذا نص االتفاق أو‬
‫استوجبت طبيعة الدين أن ينفذ المدين االلتزام بنفسه جاز للدائن أن يرفض الوفاء من غير‬
‫المدين"‪ ،13‬وهذا ما نصت عليه كذلك المادة ‪ 65‬من القانون ‪ 16-55‬المتضمن القانون األساسي‬
‫للعامل الملغى‪ 14‬على أنه‪":‬‬

‫ينبغي للعامل مهما كانت رتبته في التنظيم السلمي أن يقوم بجميع المهام المرتبطة بمنصب‬
‫العمل‪ ،‬بوعي وفعالية مع مراعاة القانون واألحكام التنظيمية واالنضباط والتعليمات السلمية‪ ،‬وأن‬

‫‪9‬‬
‫‪ -‬عرف المشرع المصري العامل في المادة األولى من قانون العمل على أنه"‪ :‬كل شخص طبيعي يعمل لقاء أجر لدى‬
‫صاحب العمل‪ ،‬وتحت إدارته أو إشرافه"‪.‬‬
‫‪ -10‬عقد العمل يطغي عليه االعتبار الشخصي فيلتزم العامل شخصيابأداء مهامه تجاه المستخدم‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 22‬فقرة ‪9‬من قانون العمل ‪11-99‬على أنه‪ ":‬تنتهي عالقة العمل في الحاالت التالية‪- :‬الوفاة"‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪- -‬هيثم حمادة المصاروة‪ ،‬المنتقى في شرح قانون العمل‪ ،‬دراسة مقارنة بالقانون المدني‪ ،‬دار حمادة ‪ ،‬عمان‪6995 ،‬‬
‫ص‪.155 .‬‬
‫‪13‬‬
‫‪-‬أمررقم ‪ ،45-54‬يتضمن القانون المدني‪ ،‬معدل ومتمم‪ ،‬القانون السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -14‬قانون رقم ‪ 16-55‬مؤرخ في ‪ 64‬أوت سنة ‪ ،1955‬يتضمن القانون األساسي للعامل ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،06‬الملغى‪.‬‬

‫‪-8-‬‬
‫يبذل ما في وسعه من مقدرة مهنية منتجة ومبدعة‪ ،‬يدفعه إلى ذلك االهتمام المستمر بتحسين‬
‫نوعين عمله وزيادة اإلنتاجية‪. "15‬‬

‫غيران هذا االلتزام ال يعد من النظام العام ‪ ،‬فقد ترد عليه استثناءات كأن يحل شخص‬
‫آخر محل العامل ‪ ،‬أو أن يطلب هذا األخير مساعدة من الغير لكن بشرط موافقة صاحب العمل‪.‬‬

‫يلتزم العامل أثناء تنفيذه للعمل المنوط إليه ببذل عناية الرجل المعتاد كقاعدة عامة‪ 16‬كما‬
‫‪17‬‬
‫أشارت إليه المادة ‪ 5‬فقرة أولى من قانون العمل الجزائري‪.‬‬

‫يقوم كذلك العامل بالمحافظة على وسائل العمل من الهالك أو التلف‪ ،‬واال تحمل بنفسه‬
‫تبعة الهالك وقيام المسؤولية التقصيرية‪ ،‬أما إذا ثبت العكس أي وجود سبب أجنبي أو قوة قاهرة‬
‫‪18‬‬
‫أدت لتلف وهالك وسائل العمل فتنتفي بذلك مسؤولية العامل‪.‬‬

‫‪ -14‬تقابلها المادة ‪ 251‬من القانون المدني المصري فقرة أ التي تنص على أنه‪ ":‬يجب على العامل أن يؤدي العمل بنفسه‬
‫أن يبذل في تأديته من العناية ما يبذ له الشخص المعتاد"‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪-‬تنص المادة ‪ 156‬من التقنين المدني الجزائري على أنه ‪ ":‬في االلتزام بعمل إذ كان المطلوب من المدين أن يحافظ‬
‫على الشيء أو أن يقوم بإدارته ‪ ،‬و أن يتوخى الحيطة في تنفيذ التزامه فان المدين يكون قد وفى بااللتزام اذا بذل في تنفيذه‬
‫من العناية كل ما يبذله الشخص العادي و لو لم يتحقق الفرض المقصود هذا ما لم ينص القانون أو االتفاق على خالف‬
‫ذلك‪".‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬التي تنص على أنه‪ ":‬أن يؤدوا بأقصى ما لديهم من قدرات الواجبات المرتبة بمنصب عملهم‪ ،‬ويعمل بعناية‬
‫ومواظبة في إطار تنظيم العمل الذي يضعه المستخدم"‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬قد نص المشرع الجزائري على هذا االلتزام في نص المادة ‪ 06‬المتعلق بالقانون األساسي العام للعامل على أنه‪":‬‬
‫يجب على العامل أن يحمي ويحافظ في كل وقت ومع اليقظة المستمرة بنفسه وان يبذل في تأديته من العناية ما يبذله‬
‫الشخص المعتاد على كل عنصر تأسيسي لوسائل العمل ‪ ،‬وعلى إمكانيات اإلنتاج‪ ،‬وبصفة عامة على ممتلكات المؤسسة‬
‫التي تستخدمه والممتلكات الوطنية" أما في القانون الحالي المتعلق بعالقات العمل فلم ينص على هذا االلتزام فقد أدرجه‬
‫ضمن االلتزام بتنفيذ العامل لعمله بنفسه‪.‬‬

‫‪-9-‬‬
‫ثانيا _ خضوع العامل لسلطة رب العمل‬

‫مجرد دخول العامل في العالقة التعاقدية مع رب العمل‪ ،‬فإن هذا يعتبر قبول ضمني منه‬
‫لخضوعه للسلطة اآلمرة لصاحب العمل‪ ،‬إ ْذ بمقتضى هذا العمل يضع العامل نشاطه تحت إمرة‬
‫صاحب العمل وادارته‪ ،‬وهذا ما ذكرته المادة ‪ 5‬فقرة ‪ 0‬من قانون العمل الجزائري بنصها على أنه‪":‬‬
‫أن ينفذوا التعليمات التي تصدرها السلطة السلمية التي يعينها المستخدم أثناء ممارسته العادية‬
‫لسلطاته في اإلدارة" في حين أن مخالفة العامل ألوامر رب العمل يكون معرضا لجزاء‬
‫تأديبي‪19‬ومثال ذلك‪:‬انتهاء عالقة العمل انتهاء مشروعا حيث نصت المادة ‪ 50‬من قانون العمل‬
‫الجزائري‬

‫‪20‬‬
‫على أنه‪ ":‬يتم العزل في حالة ارتكاب العامل أخطاء جسيمة‪".‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫صور التبعية في عقد العمل‬

‫تتخذ التبعية في عقد العمل صورتين مختلفتين‪ ،‬حيث يرى الفقه التقليدي أن التبعية هي عالقة‬
‫خضوع كلية أو جزئية من العامل تجاه رب العمل‪ ،‬وبالتالي يحق لرب العمل تسليط العقوبات‬
‫على العامل إذا خالفه‪ ،‬أما الفقه الحديث يقر بان الهدف من التبعية في عقد العمل هو حصول‬
‫العامل في نهاية عمله على األجر الذي يعتبر المورد الوحيد لمعيشته‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس سنقسم هذا المطلب إلى فرعين‪ ،‬التبعية القانونية(الفرع األول)‪ ،‬التبعية‬
‫االقتصادية ( الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬مصطفى قويدري‪ ،‬عقد العمل بين النظري والممارسة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،6919 ،‬ص ‪.151.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 11-99‬يتعلق بعالقات العمل‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬واألخطار الجسيمة حددها المشرع الجزائري‬
‫على سبيل الحصر في المادة ‪ 0‬المتممة للمادة ‪ 50‬السابقة الذكر وذلك في قانون رقم ‪ 69-91‬مؤرخ في ‪1991-16-61‬‬
‫‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج ‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ، 25‬يعدل و يتمم القانون رقم ‪ 11-99‬المؤرخ في ‪، 1999-5- 61‬المتعلق بعالقات العمل‪.‬‬

‫‪- 10 -‬‬
‫الفرع األول‬

‫التبعية القانونية في عقد العمل‬

‫تمثل التبعية القانونية في عقد العمل » ‪" la subordination juridique‬في خضوع العامل أثناء‬
‫تأديته لعمله لرقابة وادارة وتوجيه رب العمل الذي يتمتع بالمقابل بحق فرض جزاءات تأديبية عليه‬

‫إذا قصر أو أخطأ في عمله‪ ،‬فيكون لعمل العامل صفة العمل التابع ‪21‬ويخضع لقانون العمل‪.22‬‬

‫تتخذ التبعية القانونية في عقد العمل شكلين يعبران عن مدى ودرجة خضوع العامل لسلطة‬
‫صاحب العمل‪ ،‬أشدها التبعية الفنية وأخفها التبعية التنظيمية‪. 23‬‬

‫أوال‪-‬التبعية الفنية‬

‫يسيطر رب العمل بصفة شاملة على تصرفات العامل‪ ،‬و بالتالي عليه أن يكون ملما بأدق‬
‫التفاصيل الفنية المتعلقة بالعمل‪ ،‬وأن يكون متواجد في مكان العمل وسط عماله‪ ،‬وتظهر هذه‬
‫التبعية خاصة في األعمال الصناعية‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬صاحب الورشة الميكانيكية الذي يعمل بنفسه‬

‫‪ -‬التبعية القانونية‪ ":‬حالة مرؤوسة العامل الموضوع تحت سلطة من يقوم بعمل له ‪ ،‬وبالتعميم من يعطيه تعليمات‬
‫(إمكانية التدخل في التنفيذ العمل ومراقبة انجازه ) ويتحقق من النتائج ويتحمل مخاطر نشاطه‪".‬‬
‫أنظر في ذلك‪:‬‬
‫جيرار كورنو‪ ،‬معجم المصطلحات القانونية‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات ‪ ،‬بيروت ‪،1995 ،‬ص‪.099.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ -‬العمل التابع‪ :‬ال يكون العامل مستقال بل تابع لرب العمل‪ ،‬ويأخذ أجرة عمله منه على عكس العمل المستقل فإن‬
‫العامل يعمل لحسابه الخاص وال يخضع ألي تبعية‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫–القاضي حسين عبد اللطيف حمدان ‪ ،‬قانون العمل‪ :‬دراسة مقارنة ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية ‪ ،‬بيروت‪، 6999 ،‬ص‬
‫‪. 690‬‬
‫‪-65‬هيثم حمادة المصاروة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.56 .‬‬
‫‪ -64‬نضال جمال مسعود جرادة‪ ،‬التبعية القانونية في عالقات العمل الفردية ‪:‬دراسة تحليلية مقرنة رسالة ماجستير في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق بجامعة األزهر بغزة فلسطين‪ ، 6910 ،‬ص‪.56 .‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫ويتدخل كلما وجدت ضرورة‬ ‫في ورشته يراقب العمال لديه‪ ،‬ويوجههم في أدائهم ألعمالهم‬
‫‪24‬‬
‫للتدخل‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬التبعية التنظيمية‬

‫يكتفي رب العمل في التبعية التنظيمية بإدارة العمل وتنظيمه فقط كتحديد ساعات العمل وفترات‬
‫الراحة واإلجازات‪ ...‬إلخ‪ ،‬وهذا راجع إما ألن صاحب العمل ليس له خبرة في المجال الفني أو ألي‬
‫‪25‬‬
‫سبب آخر‪.‬‬

‫ترتكز التبعية القانونية في عقد العمل على مسألتين مهمتين هما‪:‬‬

‫المسألة األولى خضوع العامل لسلطة رب العمل‪:‬‬

‫يكون العامل دائما تابعا لرب العمل ‪ ،‬وعليه أن ينفذ كل تعليمات رب العمل‪ ،‬وهذا األخير يعتبر‬
‫آمر والعامل المنفذ ألوامره وكأن العامل مواطن ورب العمل السلطة العامة‪ ،‬وبما أن صاحب العمل‬
‫‪26‬‬
‫هو اآلمر فإنه يتحمل المسؤولية في حالة ارتكاب المنفذ ألوامره أخطاء‪.‬‬

‫والمسألة الثانية هي سلطة المتبوع في إصدار جزاء على التابع‪:‬‬

‫يتعرض العامل لجزاء تأديبي عند مخالفته ألوامر رب العمل‪ ،‬فال يمكن للعامل أن يرفض توقيع‬
‫الجزاء عليه ألنه في بادئ األمر تنازل عن جزء من حريته برضاه لصاحب العمل‪ ،‬مما يستوجب‬
‫عليه قبول الجزاء المفروض عليه‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ -‬أنظر في ذلك‪ :‬عصام أبو سالم‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪،6996 ،‬ص‪ ،596 .‬أحمد‬
‫عبد الكريم أبو شنب‪ ،‬ـشرح قانون العمل الجديد‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬عمان‪،6992 ،‬ص‪.29‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬بوضياف عمار‪ ،‬عنصر التبعية في عالقة العمل‪ ،‬بحث لحصول على شهادة الماجستير في القانون"المؤسسات" معهد‬
‫الحقوق والعلوم اإلدارية‪ ،‬بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر‪،1955 ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫يعاب على التبعية القانونية في عقد العمل بأنها تخرج من نطاقها طائفة من العمال منهم العمال‬
‫الذين يعملون في المنازل دون إشراف من طرف رب العمل فإنهم ال يخضعون للحماية التي يقرها‬
‫قانون العمل ‪،‬وكذلك حصر سلطة إصدار األوامر وااللتزام بها على األشخاص المبرمين لعقد‬
‫العمل فقط‪ ،‬فهذا غير مجدي بل قد تمتد سلطة إصدار األوامر إلى أشخاص آخرين‪.27‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التبعية االقتصادية في عقد العمل‬

‫يقصد بالتبعية االقتصادية ¨ ‪ ¨ La dependence économique‬في عقد العمل اعتماد العامل‬


‫كليا على األجر الذي يتقاضاه من رب العمل لتوفير ما هو ضروري لمعيشته‪ ،‬ومعيشة أسرته مما‬
‫يجعل العامل تابعا اقتصاديا لرب العمل‪ ،‬ومن جهة أخرى يستحوذ رب العمل على كل نشاط وجهد‬
‫العامل أثناء قيامه بعمله‪ ،‬فال يترك له مجال للعمل في مكان آخر وهذا ما يعبر عنه بعدم‬
‫‪28‬‬
‫ازدواجية الوظيفة‪.‬‬

‫وقد أكد ذلك الفقيه سافاته بقوله‪ ":‬قليال ما تهم درجة االستقالل القانوني التي يحتفظ بها‬
‫مأمورين لمن ينتفع من عملهم‬ ‫هؤالء العمال‪ ،‬يكفي اتكالهم االقتصادي إلى أن يجعل منهم‬
‫ويتحمل مخاطره"‪. 29‬‬

‫ومما سبق يتضح لنا أن التبعية االقتصادية في عقد العمل تقوم على عنصرين أساسيين‬
‫هما‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون األجر مصدر رزق العامل األساسي‪.‬‬


‫‪ ‬أن يستحوذ رب العمل على كل جهد العامل‪.‬‬

‫ومن مزايا هذه النظرية االقتصادية أن األخذ بها يمكن الكثير من العمال الذين ال يخضعون‬
‫لسلطة ورقابة رب العمل باالستفادة من أحكام قانون العمل مثل‪:‬عمال المنازل فبالرغم من عدم‬

‫‪ -27‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.19.‬‬


‫‪ -28‬أحمية سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.00 .‬‬
‫‪29‬‬
‫‪-‬بوضياف عمار‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.10 .‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫توفر عنصر التبعية القانونية في عقودهم إالّ أنهم يعتمدون كليا على األجر الذي يتقاضوه من‬
‫رب العمل في معيشتهم‪.‬‬

‫لكن وبالرغم من الهدف اإلنساني ألصحاب هذه النظرية االقتصادية إال أنها تعرضت إلى نقد كبير‬
‫من جانب الفقه نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬إن هذه النظرية تفتقد إلى الدقة إذ من الصعب معرفة أين تبدأ وأين تنتهي‪ ،‬واألخذ بها‬
‫يعني أن يطبق قانون العمل على كل إنسان يعمل في المجتمع‪.‬‬

‫‪-‬إن هذه النظرية االقتصادية تدفعنا إلى ضرورة النظر إلى عنصر خارج العقد‪ ،‬وهو الحالة‬
‫االقتصادية للعامل‪ ،‬وهذا أمر يرفضه المنطق وكذلك القانون‪.30‬‬

‫ومن كل ما سبق توصلنا إلى أنه يجب األخذ بالنظريتين االقتصادية والقانونية معا ألن كل واحدة‬
‫منها تتوفر على مزايا ال نجدها في األخرى وهذا ما انتهجه المشرع الجزائري في القانون‬

‫‪ 11-99‬المتعلق بعالقات العمل ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬

‫التبعية كمعيار للتميز بين عقد العمل والعقود المشابهة له‬

‫يتخذ أغلب الفقهاء رابطة التبعية كضابط مميز للتفرقة بين عقد العمل والعقود المشابهة له‬
‫وتعتبر التبعية عنصر جوهري في عقد العمل فبدونها ال يعد العقد المبرم عقد عمل‪ ،‬أما في العقود‬
‫األخرى سواء كانت العقود الواردة على العمل أو العقود غير الوارد على العمل فحتى وان وجدت‬

‫هناك تبعية فال تكون أساسية كما هي في عقد العمل‪.‬‬

‫‪ -30‬المرجع نفسه‪،‬ص‪.14 .‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫لذا سوف نتطرق في هذا المطلب إلى تبيان الفرق بين التبعية في عقد العمل وعقد المقاولة‬
‫( الفرع األول)‪ ،‬والفرق بين التبعية في عقد العمل وعقد الوكالة ( الفرع الثاني)‪ ،‬ثم الفرق بين‬
‫التبعية في عقد العمل وعقد التسيير(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫الفرق بين التبعية في عقد العمل وعقد المقاولة‬

‫يعرف الفقه عقد العمل على أنه‪ ":‬اتفاق يلتزم بموجبه أحد األشخاص بالعمل لحساب‬
‫شخص آخر‪ ،‬وهو صاحب العمل وتحت إشرافه وادارته وتوجيهه لمدة محددة أو غير محددة مقابل‬
‫أجر معين ومحدد وسلفا"‪ ،‬ويعرف المشرع الجزائري عقد المقاولة في نص المادة ‪ 459‬من التقنين‬
‫المدني الجزائري على أنها‪ ":‬المقاولة عقد يتعهد بمقتضاه أحد المتعاقدين أن يصنع شيئا أو أن‬
‫‪31‬‬
‫يؤدي عمال مقابل أجر يتعهد به المتعاقد األخر ‪".‬‬

‫استنادا إلى التعريفين المذكورين أعاله فيما يخص عنصر التبعية سنميز بين عقد العمل‬
‫وعقد المقاولة وفقا لعنصرين ‪ :‬من حيث االستقاللية في العمل (أوال)‪ ،‬ومن حيث المسؤولية‬
‫المترتبة على أطراف العقد (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال_ من حيث االستقاللية في العمل‬

‫يلتزم العامل بتعليمات رب العمل‪ ،‬فال يعمل مستقال عن رب العمل‪ ،‬ولهذا يعتبر العامل‬
‫‪32‬‬
‫‪ ،‬أما المقاول فال يخضع لتعليمات و لتوجيهات رب العمل‪ ،‬بل يعمل مستقال‬ ‫تابعا لرب العمل‬
‫عن رب العمل‪.‬‬

‫‪-31‬أمر رقم‪ ،45-54‬يتضمن القانون المدني الجزائري‪ ،‬معدل ومتمم‪،‬القانون السالف الذكر‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬راجع في ذلك‪ :‬زهدي يكن‪ ،‬قانون الموجبات والعقود‪ ،‬الجزء العاشر‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيروت‪ ،1955 ،‬ص‪،19.‬زيداني‬
‫توفيق‪ ،‬التنظيم القانوني لعقد المقاولة على ضوء أحكام القانون المدني الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ‪،‬‬
‫فرع قانون عقاري‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،6999 ،‬ص ‪ ،10.‬زياد شقيق حسن ق اررية‪ ،‬عقد المقاولة في الفقه‬

‫‪- 15 -‬‬
‫فعليه فقط أن يراعي ما هو موجود في العقد المبرم بينهما‪ ،‬إذن المقاول ال يعتبر تابعا‬
‫لصاحب المشروع‪.‬‬

‫ثانيا_ من حيث المسؤولية‬

‫يتحمل رب العمل المسؤولية الناجمة عن األعمال الضارة التي يحدثها العامل‪ 33‬باعتباره‬
‫تابعا لرب العمل وفقا لنص المادة ‪ 102‬من التقنيين المدني الجزائري لى عكس رب العمل في‬
‫عقد المقاولة فهو ال يتحمل أية مسؤولية عن األفعال الضارة المترتبة عن أعمال المقاول فتقع‬
‫المسؤولية على عاتق المقاول فقط‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الفرق بين التبعية في عقد العمل وعقد الوكالة‬

‫يعرف المشرع الجزائري عقد الوكالة في نص المادة ‪ 45‬من التقنيين المدني الجزائري على‬
‫أنها‪ ":‬الوكالة أو اإلنابة هو عقد بمقتضاه يفوض شخص شخصا أخر للقيام بعمل شيء لحساب‬
‫الموكل وباسمه"‪.‬‬

‫من خالل نص المادة السابقة نستخلص أن التبعية في عقد العمل وعقد الوكالة تتجلى في‬
‫االستقاللية في العمل (أوال) والمسؤولية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال_من حيث االستقاللية في العمل‬

‫يخضع العامل ألوامر رب العمل‪ ،‬ومقيد بتعليماته فإذا خرج عن نطاقها يتعرض لعقوبات تأديبية‬

‫اإلسالمي وما يقابله في القانون المدني أطروحة لنيل شهادة الماجستير في الفقه والتشريع‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة‬
‫النجاح الوطنية نابلس‪ ،‬فلسطين ‪ ،6910،‬ص ‪.46.‬‬
‫‪-33‬زيداني توفيق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15 .‬‬

‫‪- 16 -‬‬
‫أما الوكيل فيحظى باستقاللية في أداء عمله‪.34‬‬

‫عالقة العامل برب العمل هي عالقة التابع ‪35‬بالمتبوع ‪ ،‬أما عالقة الوكيل بالموكل فليس‬
‫من الضروري أن تقوم بينهما عالقة تبعية‪ ،36‬إال أن الوكيل ال يمارس عمله على وجه االستقالل‬
‫الكامل في مواجهة موكله إذ كثي ار ما يخضع لمراقبة وتوجيه رب العمل‪ ،‬ولهذا من الصعب اتخاذ‬
‫عنصر التبعية كأساس للتمييز بين عقد العمل وعقد الوكالة‪ ،‬ولهذا اعتبر الفقه الخضوع والتبعية‬
‫في عقد العمل أكثر وضوحا منها في عقد الوكالة‪ ،‬وفي هذا الصدد تقضي محكمة النقض الفرنسية‬
‫أن وجود تعليمات من صاحب العمل ال يستتبع بالضرورة تكييف العالقة بأنها عالقة عمل ذلك‬
‫أن من سلطة الموكل أن يبين للوكيل حدود قيامه بمهامه‪.37‬‬

‫ثانيا_ من حيث المسؤولية‬

‫تقع المسؤولية على عاتق رب العمل في حالة ارتكاب العامل خطأ أثناء تأديته لعمله‪ ،‬أما‬
‫الوكيل فيتحمل المسؤولية عن أفعاله الضارة إذا كان هو السبب في ذلك‪ ،‬واذ وقع ضرر خارج عن‬
‫إرادة الوكيل فسيتحمل المسؤولية الموكل وفقا لنص المادة ‪ 450‬من التقنين المدني الجزائري‪":‬‬
‫يكون الموكل مسؤوال عما أصاب الوكيل من ضرر دون خطأ منه بسبب تنفيذ الوكالة تنفيذا‬
‫معتاد"‪. 38‬‬

‫‪-34‬راجع في ذلك‪ :‬محمد حسين منصور‪ ،‬قانون العمل منشورات الحلبي الحقوقية بيروت ‪ ،6919‬ص‪ ،199 .‬لحسن بن‬
‫شيخ اتملويا‪ ،‬عقد الوكالة‪ :‬دراسةفقهية وقضائية ‪ ،‬مقارنة‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر‪، 6990 ،‬ص ‪. 06‬‬

‫‪ -04‬اسم مأخوذ عن ‪PREPOSER‬من الالتينية‪( Paeponere‬مفرنس استنادا إلى ‪ )poser‬وهو ينجز عمال أو يمارس‬
‫وظيفة تحت تبعية آخر‪.‬‬
‫أنظر في ذلك‪ :‬جيرار كورنو‪ ،‬معجم المصطلحات القانونية ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.050.‬‬
‫‪ -02‬عبد الرزاق السنهوري ‪ ،‬الوسيط في شرح القانون المدني الجديد ‪ ،‬العقود والواردة على العمل ‪ :‬المقاولة ‪ ،‬الوكالة‬
‫الوديعة والحراسة‪ ،‬الجزء السابع‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬مصر‪،6995 ،‬ص‪. 055 .‬‬
‫‪37‬‬
‫‪-‬حمدي عبد الرحمان ومحمد يحي مطر‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1955 ،‬ص‪.51‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ -‬أمر رقم ‪ ،45-54‬يتضمن القانون المدني‪ ،‬معدل ومتمم‪،‬القانون السالف الذكر‪.‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫الفرع الثالث‬

‫الفرق بين التبعية في عقد العمل وعقد التسيير‬

‫تنص المادة األولى من قانون ‪ 91-59‬المتعلق بعقد التسيير على أن‪« :‬عقد التسيير هو العقد‬
‫الذي يلتزم بموجبه متعامل يتمتع بشهرة معترف بها‪ ،‬يسمى مسي ار إزاء مؤسسة عمومية اقتصادية‬
‫أو شركة مختلطة االقتصاد ‪،‬يسير كل أمالكها أو بعضها باسمها ولحسابها مقابل أجر فيضفي‬
‫عليها عالمته حسب مقاييسه ومعاييره ويجعلها تستفيد من شبكاته الخاصة بالترويج و البيع"‪.39‬‬

‫نستنتج من خالل هذه المادة أن التمييز بين عقد العمل وعقد التسيير على أساس عنصر‬
‫التبعية يكون وفقا لحالتين‪ :‬الحالة األولى من حيث االستقاللية في العمل (أوال) ‪ ،‬والحالة الثانية‬
‫من حيث المسؤولية(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال_من حيث االستقاللية في العمل‬

‫وفقا لما جاء في نص المادة أعاله نستخلص أن جوهر عقد التسيير هو االستقاللية‬
‫فالمسير لن يتوصل إلى تحقيق هدفه المتمثل في جعل المؤسسة المالكة ترقى إلى المستوى‬
‫المطلوب‪ ،‬إال إذا منحت له استقاللية تامة للقيام بأعماله‪ ،‬وهذا ما نصت عليه أيضا المادة‬
‫‪4‬منقانون ‪ 91-59‬المتعلق بعقد التسيير‪ 40‬يجعل المؤسسة المالكة تندمج ضمن شبكة‬

‫التسيير‪ 41‬بينما نجد العامل في عقد العمل يخضع لسلطة المستخدم التي تسمح له بتوجيه‬
‫التعليمات وبذلك يكون دائما تابعا له‪.42‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ 91-59‬مؤرخ في ‪ 95‬فيفري سنة ‪،1959‬يتمم ويعدل األمر رقم ‪ 45-54‬مؤرخ في ‪ 62‬سبتمبر‬
‫سنة‪ ،1954‬يتضمن القانون المدني‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ج ‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،92‬صادر في ‪ 95‬فيفري سنة ‪.1959‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ -‬تنص على أنه‪" :‬يجب على المسير أن يسير الملك طبقا للمستوى المطلوب‪ ،‬كما يجب عليه أن يستخدم الوسائل‬
‫الالزمة ويتوفر جميع األنشطة التي تترتب عادة على نوع االستقالل محل العقد"‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ -‬أيت منصور كمال‪ ،‬عقد التسيير‪،‬دار بلقيس ‪،‬الجزائر‪ ،6916 ،‬ص ‪.52.‬‬
‫‪ -42‬مصطفى قويدري‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.169،‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫ثانيا _ من حيث المسؤولية‬

‫تنص المادة ‪ 2‬من قانون‪ 91-59‬على أنه‪ ":‬يجب على المسير أن يكتتب جميع التأمينات التي‬
‫تضمنه من التبعات المالية الناجمة عن المسؤولية المدنية المهنية التي قد يتحملها بسبب األضرار‬
‫البدنية والمادية والمعنوية التي قد تصيب الزبائن ومقدمي الخدمات أو الغير من جراء استقالل‬
‫الملك المسير"‪.‬‬

‫من خالل نص المادة أعاله نستخلص أن المسير يتحمل المسؤولية في حالة تضرر الغير‬
‫سواء كان الزبائن أو مقدمي الخدمات من جراء استغاللهم للملك المسير على عكس العامل في‬
‫عقد العمل الذي ال يتحمل المسؤولية عن أفعاله الضارة بل يتحملها رب العمل‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫آثار و إثبات التبعية في عقد العمل‬

‫تسري أحكام قانون العمل على العالقة القائمة بين العامل وصاحب العمل بشرط توفر عنصر‬
‫التبعية ‪ ،‬والسؤال المطروح هو فيما تتمثل اآلثار التي تترتب على قيام التبعية‪ ،‬وعلى من تقع‬
‫مسؤولية إثباته؟‬

‫و بذلك قسمنا هذا المبحث إلى مطلبين‪( ،‬المطلب األول) نذكر فيه آثار التبعية واثبات‬
‫التبعية(المطلب الثاني )‪.‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫المطلب األول‬

‫آثار التبعية في عقد العمل‬

‫تتميز عالقة العمل التي تربط بين العامل ورب العمل بأنها عالقة خضوع ‪ ،‬حيث يخضع العامل‬
‫إلدارة رب العمل وبالمقابل يتلقى أجر كما يتحمل رب العمل المسؤولية عن األفعال الضارة التي‬
‫يرتكبها العامل تجاه الغير‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق ذكره تنتج آثار ما بين العامل ورب العمل (الفرع األول)‪ ،‬وآثار بالنسبة للغير‬
‫(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫آثار التبعية بين العامل وصاحب العمل‬

‫وجود رابط التبعية بين العامل ورب العمل يستلزم حتما خضوع العالقة بينهما لقانون العمل ومنه‬
‫يحدد التزامات وحقوق متبادلة لكال الطرفين‪ ،‬طالما أن العامل يقدم عمال لرب العمل يلتزم هذا‬
‫‪43‬‬
‫األخير بتقديم األجر‪ ،‬ويكون العامل تابعا له‬

‫الفرع الثاني‬

‫آثار التبعية بالنسبة للغير‬

‫بما أن العامل يخضع لسلطة ورقابة رب العمل‪ ،‬فإن العامل ال يكون مسؤوال مسؤولية شخصية عن‬
‫فعله الشخصي‪.‬‬

‫فبالرجوع إلى أحكام القواعد العامة يتضح من خالل نص المادة ‪ 631‬من التقنين المدني‬
‫الجزائري‪ ، 44‬أن المتبوع مسؤوال عن الضرر الذي يحدثه العامل متى وقع أثناء تأديته لعمله أو‬

‫‪43‬‬
‫‪ -‬نضال جمال مسعود جرادة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25.‬‬
‫‪44‬‬
‫‪ -‬تقابلها المادة ‪ 150‬من القانون المدني المصري ‪":‬يكون المتبوع مسؤوال عن الضرر الذي يحدثه تابعه بفعله غير‬
‫المشروع‪ ،‬متى كان واقعا منه في حال تأديته وظيفته أو بسببها"‪.‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫بسببه أو متى توفرت عناصر المسؤولية الثالثة من فعل ضار‪ ،‬ضرر‪ ،‬ثم عالقة سببية بين الخطأ‬
‫والضرر‪.45‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫إثبات التبعية في عقد العمل‬

‫يتلقى العامل تعليمات من صاحب العمل و ال يستطيع أن يعمل أي شيء بدون الرجوع إلى رب‬
‫العمل وهذا دليل على وجود عالقة خضوع بين العامل ورب العمل‪ ،‬وبالتالي يتحمل رب العمل‬
‫المسؤولية عن الضرر الذي يوقعه العامل ‪ ،‬و لهذا نتساءل ما هي طرق اإلثبات(الفرع األول)‬

‫وما هي المحكمة المختصة بالنظر في ذلك (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫طرق اإلثبات‬

‫يمكن للعامل أن يثبت قيام رابطة التبعية بكافة الوسائل الممكنة لإلثبات‪ ،‬وذلك استناد إلى المادة‬
‫‪ 61‬قانون ‪ ، 4666-01‬المتعلق بعالقات العمل‪ ،‬ومن ثم يمكن للعامل أن يثبت قيام عالقة تبعية‬
‫بينه وبين صاحب العمل من خالل الكتابة‪ ،‬البينة والشهود‪ 47‬وغيرها‪.‬‬

‫باعتبار العامل الطرف الضعيف في العالقة سعت التشريعات العمالية إلى إيجاد وسائل إثبات‬
‫جديدة‪ ،‬فيمكن للعامل أن يستند في إثباته إلى وثائق التصريح التي يقدمها صاحب العمل إلى‬

‫مصالح الضمان االجتماعي كما يمكن أن يستند كذلك إلى الملف اإلداري الخاص به الذي احتفظ‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬نضال جمال مسعود جرادة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24.‬‬
‫‪52‬‬
‫‪ -‬تنص على أنه‪ ":‬يمكن إثبات عقد العمل أو عالقته بأية وسيلة كانت"‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫‪ -‬المحكمة العليا‪ ،‬الغرفة االجتماعية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،299990‬الصادر في ‪ 69‬ديسمبر سنة‪ ،6911‬المجلة القضائية‬
‫‪،‬العدد األول‪ ،6916 ،‬ص‪.664.‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫به صاحب العمل‪،‬غير أنه ال يجوز للعامل أن يثبت خالف ذلك إذا وجد عقد مكتوب إال بعقد‬
‫مكتوب آخر‪.48‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫المحكمة المختصة‬

‫تنص المادة ‪ 011‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أنه‪ ":‬يختص القسم االجتماعي‬
‫اختصاصا مانعا في المواد التالية‪ -6 :‬إثبات عقود العمل والتكوين والتمهين"‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 016‬من نفس القانون على أنه‪ ":‬يؤول االختصاص اإلقليمي إلى المحكمة التي تم‬
‫في دائرة اختصاصها إبرام عقد العمل أو تنفيذه أو التي يوجد بها موطن المدعي عليه"‪.49‬‬

‫من خالل نص المادتين المذكورتين أعاله نستخلص أن االختصاص النوعي فيما يخص إثبات‬
‫عقد العمل يؤول إلى القسم االجتماعي بالمحكمة‪.‬‬

‫أما االختصاص اإلقليمي فيعود للمحكمة التي يتواجد فيها مكان إبرام العقد‪ ،‬وعليه فإن القاضي‬
‫المختص في اإلثبات هو قاضي المسائل االجتماعية‪.50‬‬

‫‪ -48‬بشير هدفي‪ ،‬الوجيز في شرح قانون العمل‪ :‬عالقات العمل الفردية و الجماعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬جسور‪،‬‬
‫المحمدية‪ ،6999،‬ص‪.51‬‬
‫‪ -49‬قانون رقم ‪ 99-95‬مؤرخ في ‪ 64‬فيفري سنة ‪ ،6995‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪،‬ج ‪.‬ر‪ .‬ج‪ .‬ج‬
‫عدد‪، 61‬صادر في ‪ ،6995-95-60‬متمم و معدل‪.‬‬
‫‪ _50‬المحكمة العليا‪ ،‬الغرفة االجتماعية‪ ،‬قرار رقم ‪ ، 599955‬الصادر ‪، ، 6995- 95- 99‬المجلة القضائية ‪،‬العدد‬
‫األول‪، 6999‬ص ‪.092 .‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫يعد عقد العمل من العقود الملزمة للجانبين‪ ،‬بمعنى أن االلتزامات تكون متبادلة بين طرفي‬
‫عقد العمل‪ ،‬ومن أهم االلتزامات التي تقع على عاتق العامل هي تأديته للعمل الذي كلفه به رب‬
‫العمل‪ ،‬وبذله في ذلك عناية الرجل العادي ‪،‬وبالمقابل نجد أن دفع األجر للعامل يمثل أهم التزام‬
‫يلتزم به رب العمل ‪ ،‬فكما قال الرسول صلى اهلل عليه وسلم " أعطي األجير أجره قبل أن يجف‬
‫عرقه" ‪،‬ويفهم مما سبق أن العامل الذي ال يقوم بعمله‪ ،‬ال يستحق األجر‪.‬‬

‫يعتبر األجر عنصر جوهري في عقد العمل إلى جانب عنصر التبعية الذي سبق وأن‬
‫تعرضنا إليه في الفصل األول‪ ،‬وبالتالي فإن تخلفه ومعناه أن يؤدي العامل عمله دون أجر‪ ،‬أو أن‬
‫يتفق رب العمل والعامل على أن يكون المقابل الذي سيتلقاه العامل مقابل عمله بخس جدا أو تافه‪،‬‬
‫فهذا سوف يؤدي إما إلبطال عقد العمل‪ ،‬أو اعتباره مجرد تصرف تبرعي ويخرج عن دائرة‬
‫الخضوع لقانون العمل‪.‬‬

‫كثي ار ما يكون األجر المصدر األساسي‪ ،‬إن لم نقل الوحيد لرزق العامل‪ ،‬والذي يكفل له‬
‫وألسرته الحياة الكريمة‪ ،‬المملوءة بالسعادة والرغد‪،‬وبالنظر إلى األهمية االجتماعية واالقتصادية‬
‫لألجر‪ ،‬حظي باهتمام المشرع الجزائري على غرار التشريعات العمالية المقارنة‪ ،‬فميزه بنظام قانوني‬
‫خاص به واعتبرت أحكامه من قبيل قواعد النظام العام‪.‬‬

‫ولتفصيل أكثر سنتطرق إلى مفهوم األجر في عقد العمل(المبحث األول) ونعرض آليات الوفاء‬
‫به(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫المبحث األول‬

‫مفهوم األجر في عقد العمل‬

‫يقصد باألجر في عقد العمل المقابل المالي الذي يقدمه صاحب العمل كتعويض عن‬
‫الجهد البدني أو الفكري أو كالهما معا الذي يبذله العامل أثناء تأديته لعمله‪.‬‬

‫أطرف العقد عليه أثناء إبرام العقد ‪ ،‬واذا‬


‫يحدد األجر في عقد العمل إما عن طريق اتفاق ا‬
‫ّ‬
‫حدد األجر عن طريق النظام الداخلي‬
‫ما نسيا تحديده في العقد حدداه في ملحق بالعقد ‪ ،‬كما قد ي ّ‬
‫للمؤسسة‪ ،‬واذا لم يتم تحديده بأي من الطرق السابقة‪ ،‬فإن القاضي هو الذي يتولى تحديد األجر‬
‫وفق لثالثة أسس أساسية سنتعرض لها في (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫نظ ار ألهمية األجر في عقد العمل‪ ،‬فقد اتخذه بعض الفقهاء كمعيار للتفرقة بين عقد العمل‬
‫والعقود المشابهة له(المطلب الثالث)‪ ،‬ثم تعريف األجر في عقد العمل(المطلب األول)‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫تعريف األجر في عقد العمل‬

‫لم يعرف المشرع الجزائري األجر صراحة ال في قانون العمل ‪11-99‬وال في القانون األساسي‬
‫المتعلق بالعامل‪.51‬‬

‫وبالمقابل عرف المشرع المصري األجر من خالل نص المادة األولى فقرة ج من قانون العمل‬
‫المصري حيث نصت على أنه‪ ":‬كل ما يحصل عليه العامل لقاء عمله ـثابتا كان أو متغيرا‪ ،‬نقدا‬
‫أو عينا‪".‬‬

‫‪ -51‬تنص المادة ‪ 100‬من القانون األساسي المتعلق بالعامل على ‪ ":‬يتقاضى العامل أجر مقابل العمل الذي يؤديه‬
‫ويشارك في نتائج المؤسسة ويستفيد من الخدمات والحماية االجتماعية" قانون ‪ 16_55‬الملغى المرجع السابق على عكس‬
‫المادة ‪ 59‬من قانون عالقات العمل فإن المشرع الجزائري لم ينص في المادة ‪ 100‬من القانون األساسي للعامل (الملغى)‬
‫إال على مصطلح واحد وهو األجر‪.‬‬

‫‪- 25 -‬‬
‫وعرفته المادة الثانية من قانون العمل األردني بنصها على اآلتي‪ ":‬األجر كل ما يستحقه العامل‬
‫لقاء عمله نقدا أو عينا‪ ،‬مضاف إليه سائر االستحقاقات األخرى أيا كان نوعها‪،‬إذ نص القانون أو‬
‫‪52‬‬
‫عقد العمل أو النظام الداخلي أو استقر التعامل على دفعها‪".‬‬

‫الرتب في مصطلح‬
‫أما المشرع الفرنسي فقد اقترح تعريفا لألجر جمع فيه بين مصطلحين األجر و ا‬
‫واحد وهو يعرف ب ‪Remuneration‬وذلك من خالل نص المادة ‪.L3221-353‬‬

‫الفرع األول‬

‫مكونات األجر في عقد العمل‬

‫يتضمن األجر عدة عناصر جزء منها ثابت وآخر متغير ‪ ،‬وكونها مرتبطة بالوضع االجتماعي‬
‫واالقتصادي للدولة ‪ ،‬فإن تركيبها وتصنيفها يختلف من دولة إلى أخرى ولهذا سوف نركز على‬
‫التشريع الجزائري فقط‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األجر الثابت‬

‫يشمل األجر الثابت على العناصر التالية وهي‪:‬‬

‫األجر الوطني األدنى المضمون ‪،SMIG‬األجراألساسي ‪ ،salaire de base‬التعويضات‪.‬‬

‫‪_4‬األجر الوطني األدنى المضمون ‪SMIG‬‬

‫‪ -52‬هيثم حامد المصاروة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪ ،155.‬ما نالحظه عند قراءتنا للمادتين أعاله أن المشرعين المصري واألردني‬
‫قدما نفس التعريف لألجر فقط أضاف المشرع األردني ضرورة إلزام صاحب العمل على دفع األجر المنصوص عليه إما‬
‫في القانون أو النظام الداخلي للمؤسسة أو ما استقر العرف عليه‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫‪-Article : L3221-3 Rémunération « Constitue une rémunération …. De salaire ou traitement ordinaire de base‬‬
‫‪ou minimum et tous les autres avantages et accessoires payés, directement ou indirectement, en espèces ou en‬‬
‫‪nature, par l’employeur au salarié en raison de l’emploi de ce dernier »voir code de travail français sur le site‬‬
‫‪www .legifrance.gouv.fr :‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫يتحصل العامل المرتبط بعقد العمل في كافة المؤسسات والنشاطات على الحد األدنى لألجر‬
‫دون أي استثناء فكل رب عمل ملزم بأن ال يقدم ألي عامل عنده مهما كانت مكانته في العمل أقل‬
‫من الحد األدنى لألجر حتى وان قبل العامل بذلك‪ ،‬ألنه من النظام العام وال يجوز مخالفته‪.54‬‬

‫يتم تحديد األجر الوطني األدنى المضمون من طرف السلطة العامة حيث تنص المادة ‪ 55‬من‬
‫قانون العمل الجزائري على أنه‪ ":‬يحدد األجر الوطني األدنى المضمون المطبق في قطاعات‬
‫النشاط بموجب مرسوم بعد استشارة نقابات العمال والمستخدمين‪ ،‬والتنظيمات النقابية األكثر‬
‫‪55‬‬
‫تمثيال‪".‬‬

‫‪ -5‬األجر األساسي‪salaire de base:‬‬

‫تنص المادة ‪ 51‬فقرة أولى من قانون العمل الجزائري على أنه‪ ":‬يفهم من عبارة مرتب حسب هذا‬
‫القانون ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬األجر األساسي الناجم عن التصنيف المهني في الهيئة المستخدمة "‪.‬‬

‫من خالل نص المادة المذكورة أعاله نستنتج أن األجر األساسي يتمثل في أجر المنصب‬
‫وهو األجر المتعلق بالعمل الذي يستوجب عند تحديده أن ال يقل عن الحد األدنى المضمون‬
‫لألجر‪ ،‬ويتم تحديده عن طريق مجموعة من النقاط االستداللية الخاصة بكل منصب‪ ،‬ويجب أن‬
‫يؤخذ بعين االعتبار أثناء تحديده كل ما يتعلق بدرجة المسؤولية‪،‬الجهد المطلوب‪ ،‬ظروف‬
‫العمل‪..‬الخ"‪ 56‬فلكل منصب نقاط استداللية تقابلها قيمة مالية معينة ‪.‬‬

‫‪-54‬أحمية سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.609.‬‬


‫‪55‬‬
‫‪-‬ما يفهم من نص المادة ‪ 55‬أعاله أنه بعد صدور قانون عالقات العمل‪ 11-99‬أصبح األجر الوطني األدنى‬
‫المضمون ال يحدد من طرف السلطة العامة فقط كما كان في السابق وانها أصبح يحدد فيإطار التفاوض الثالثي أي بين‬
‫النقابة وأرباب العمل والحكومة‪.‬‬
‫‪-56‬ارجع في ذلك‪:‬أحمية سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،606‬بشير هدفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.104‬‬

‫‪- 27 -‬‬
‫‪-3‬التعويضات‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 51‬فقرة ‪ 6‬من قانون العمل الجزائري على أنه ‪ ":‬التعويضات المدفوعة بحكم أقدمية‬
‫العامل أو مقابل الساعات اإلضافية بحكم ظروف عمل خاصة ‪ ،‬السيما العمل التناوبي والعمل‬
‫المضر اإللزامي‪،‬بما فيه العمل الليلي وعالوة المنطقة‪".‬‬

‫نستنتج من ق ارءة المادة أنه باإلضافة إلى األجر األساسي يوجد تعويضات تتعلق بمنصب العمل‬
‫وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪-‬تعويض األقدمية‪:‬‬

‫يقصد بتعويض األقدمية التعويض الذي يقدم للعامل بالنظر إلى الخبرة التي اكتسبها خالل‬
‫المدة التي قضاها في منصب عمله ‪،‬وذلك عن طريق ترقيته في السلم المهني من درجة إلى‬
‫درجة أخرى‪ ،‬أو ترقية من منصب عمل إلى منصب أعلى منه‪ ،‬إذ ما أثبت العامل كفاءته‬
‫وتفانيه في أداء عمله أو وفقا لمستواه التعليمي‪.‬‬

‫ويتم هذا إذا توفر منصب العمل‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 21‬من قانون العمل‬
‫الجزائري‪.57‬‬

‫ب‪-‬تعويض الضرر‬

‫كثي ار ما يتعرض العامل أثناء قيامه بعمله إلى أضرار قد تكون بسيطة أو خطيرة والتي‬

‫تكون في الغالب ناجمة عن تغاضي رب العمل عن القيام بتحسين ظروف العمل‪ ،‬كعدم‬
‫توفير اللّوازم الخاصة بحماية العمال مثل‪ :‬قبعات العمل‪ ،‬القفا ازت أو االستمرار باستعمال أآلت‬

‫‪57‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 21‬تنص على أنه‪ ":‬تتجسد الترقية داخل السلم المهني وتكون حسب المناصب المتوفرة وتبعا ألهلية العامل‬
‫واستحقاقه"للتفصيل أكثر راجع‪ :‬قانون رقم ‪ 11-99‬المعدل والمتمم‪ ،‬تنظيم عالقات العمل‪ ،‬الفانون السالف الذكر‪.‬‬
‫ما نالحظه في الواقع المعاش أن الترقية في الجزائر ال تتم دائما حسب ما نصت عليه المادة ‪ 21‬من قانون العمل بحيث‬
‫نجد في كثير من األحيان أشخاصأفنوا حياتهم في عملهم دون أن يرقوا و نجد أشخاص وضعوا في مناصب غير مؤهلين‬
‫لذلك المنصب‪.‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫غير صالحة للعمل‪ ...‬إلخ ولحماية العامل قام المشرع الجزائري بمعالجة هذه المسألة بالنص‬
‫على ضرورة التعويض عن العمل المضر من خالل نص المادة ‪ 51‬من قانون العمل الجزائري‪.‬‬

‫وكذلك من خالل نص المادة ‪169‬فقرة ‪ 5‬من نفس القانون التي تنص على أنه‪" :‬التعويضات‬
‫المرتبة باألقدمية‪ ،‬الساعات اإلضافية‪ ،‬وظروف العمل‪ ،‬بما فيها تعويض المنطقة "‬

‫ج‪-‬تعويض المنطقة‪:‬‬

‫يقدم تعويض المنطقة للعمال الذي يزاولون عملهم في مناطق معزولة‪ ،‬أو مناطق ذات‬
‫‪58‬‬
‫مناخ صعب التحمل‪ ،‬كأن تكون شديدة الح اررة أو البرودة‪ ،‬حيث يصعب على اإلنسان تحملّها‬
‫ومثال ذلك العمال الذين يزاولون عملهم في المناطق الصحراوية‪.‬‬

‫د‪-‬المنح العائلية‪:‬‬

‫عبارة عن مبالغ مالية تقدم إلى العمال المتزوجين‪ ،‬حسب عدد األوالد الذين يعولهم وهي منح‬
‫مقررة إلى سن الرشد‪.‬‬

‫ثانيا_األجر المتغير‬

‫األجر المتغير هو مجموعة من المكافآت التي تمنح للعامل خالل مساره المهني سواء بسبب‬
‫ونظر ألهمية مثل هذه المكافآت من الناحية‬
‫ا‬ ‫كفاءته أو مساهمته في تحسين مستوى اإلنتاج‪...‬إلخ‪،‬‬
‫االجتماعية حيث تساهم في تحسين المستوى المعيشي للعامل‪ ،‬ومن الناحية االقتصادية حيث‬
‫تحفز العامل على إتقان عمله وبذل جهد أكثر ولكي ال تضيع المجهودات التي يقوم بها العمال‬
‫سدا أقر لها المشرع الجزائري حماية قانونية تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪-58‬راجع‪ :‬قانون ‪ ، 11-09‬معدل و متمم‪،‬القانون السالف الذكر ‪.‬‬


‫‪- 29 -‬‬
‫‪ -4‬تعويض العمل التناوبي‪:‬‬

‫كثي ار ما يلجأ أصحاب المصانع إلى إتباع طريقة العمل باألفواج المتناوبة‪، 59‬ألن حاجة اإلنتاج‬
‫تستدعي ذلك‪،‬وقد قضى على ذلك المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 09‬من قانون العمل‬
‫الجزائري‪.60‬‬

‫‪_5‬تعويض العمل اإلضافي‪:‬‬

‫عند قيام العامل بعمل إضافي خارج نطاق عمله األصلي سواء كان بصفة دائمة أو متقطعة‪61‬فهذا‬
‫يعتبر تعدي على ساعات راحته واستمتاعه برفقة أسرته‪ ،‬وهذا يعد كافيا لمنحه تعويضا‪.‬‬

‫ولكي ال يتعسف رب العمل في اللّجوء إلى طلب الساعات اإلضافية من عماله‪ ،‬ألزم المشرع‬
‫الجزائري أرباب العمل بعدم اللّجوء إلى العمل اإلضافي إال في حالة الضرورة وهذا ما نصت‬
‫عليهالمادة‪ 01‬فقرة أولى من قانون العمل‪ ، 62‬كما نص كذلك على أن ال تقل الزيادة المقدمة‬
‫للتعويض عن الساعات اإلضافية عن ‪ %49‬من األجر العادي للساعة‪.63‬‬

‫‪ -59‬األفواج المتناوبة‪ :‬هي تقسيم العمال إلى أفواج تعمل بالتناوب حيث يعمل الفوج األول من الخامسة صباحا إل الواحدة‬
‫مساءا والفوج الثاني من الواحدة إلى غاية التاسعة ليال و الفوج الثالث من التاسعة ليال إلى الخامسة صباحا‪.‬‬
‫‪ -60‬تنص المادة‪ 09‬من قانون العمل الجزائري على أنه‪ ":‬يجوز للمستخدم أن ينظم العمل على أساس فرق متعاقبة أو‬
‫عمل تناوبي إذ اقتضت ذلك حاجيات اإلنتاج أو الخدمة تخول العمل التناوبي الحق في التعويض "‪.‬‬
‫‪ -61‬محمد حسين منصور‪ ،‬مرجعسابق‪،‬ص‪.149.‬‬
‫‪62‬‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 01‬فقرة أولى من قانون العمل على أنه‪« :‬يجب أن يكون اللّجوء إلى الساعات اإلضافية استجابة‬
‫لضرورة مطلقة في الخدمة ‪ ،‬كما يجب أن يكتسي هذا اللجوء طابعا استثنائيا‪".‬‬
‫‪63‬‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 06‬من قانون العمل على‪ " :‬يخول أداء ساعات إضافية الحق في زيادة ال تقل بأدنى حال من األحوال‬
‫عن ‪ %49‬من األجر العادي للساعة"‪.‬‬

‫‪- 30 -‬‬
‫‪-3‬تعويض المصاريف الخاصة‪:‬‬

‫يكلف صاحب العمل أحيانا العامل بالعمل خارج مكان عمله المعتاد‪ ،‬وبعيدا عنه فيضطر لإلقامة‬
‫في فندق وشراء ما يأكله‪ ،‬فينفق على ذلك من ماله الخاص‪ ،‬لكن بمجرد العودة إلى مكان عمله‬
‫يتلقى تعويض‬

‫‪64‬‬
‫وهذا ما كرسته المادة ‪ 50‬من قانون العمل‬ ‫على كل ما أنفقه بسبب المهمة الموكلة إليه ‪،‬‬
‫الجزائري حيث تنص على أنه ‪ ":‬تسدد المصاريف حسب تبعات خاصة يفرضها المستخدم على‬
‫العامل مهام مأمورة استعمال السيارة الشخصية‪ ،‬وتبعات من ماله‪".‬‬

‫‪ -1‬المكافآت‪:‬‬

‫عبارة عن مبالغ مالية يقدمها المستخدم لعماله كتقدير منه للمجهودات التي قاموا بها لزيادة‬
‫وتحسين مردودية اإلنتاج‪ ،‬تطبيقا لنص المادة ‪ 51‬فقرة ‪ 0‬من قانون العمل الجزائري بحيث تنص‬
‫على أن‪ ":‬العالوات المرتبطة بإنتاجية العمل ونتائجه"‪،‬وتقديم المكافآت للعمال تعتبر طريقة لرفع‬
‫من معنوياتهم وتجديد طاقتهم لالستمرار في تحسين عملهم‪.‬‬

‫يمنح رب العمل للعمال مبالغ نقدية أو عينية في بعض المناسبات خاصة في األعياد الدينية‪.65‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫تحديد األجرفي عقد العمل‬

‫يتم تحديد األجر وفقا لثالث معايير أساسية وهي‪:‬‬

‫حساب األجر باالعتماد على مدة زمنية معينة(أوال)‪ ،‬احتساب األجر حسب كمية اإلنتاج التي‬
‫توصل إليها العامل(ثانيا)‪ ،‬وأخير احتساب األجر بالمزج بين المعيارين السابقين أي المدة‬
‫واإلنتاج(ثالثا)‪.‬‬

‫‪-64‬القاضي حسين عبد اللطيف‪ ،‬مرجعسابق‪،‬ص‪.55 .‬‬


‫‪-65‬أحمية سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.659.‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫أوال _ معيار المدة‬

‫يعتبر أكثر المعايير استعماال خاصة في العقود الغير محددة المدة‪ ،‬ويتم احتساب األجر وفقا لهذا‬
‫المعيار باستعمال مدة زمنية معينة‪ ،‬قد تقصر أو تطول حسب طبيعة العمل والمدة الزمنية التي‬
‫يتخذها أرباب العمل في الغالب هي شهر‪.‬‬

‫المالحظ أن االعتماد على معيار المدة يخدم أكثر مصلحة العامل‪ ،‬ألنه يتحصل على أجره بمجرد‬
‫حلول األجل‪،‬بغض النظر عن كمية أو نوعية عمله ‪ ،‬فسواء كان إنتاج العامل كثي ار أو قليال ‪،‬‬
‫متقن أو غير متقن فهذا ال يهم ‪ ،‬وانتقد هذا المعيار على أساس انه ال يحفز العمال على تحسين‬
‫مستوى اإلنتاج‪ ،‬كما أنه يسوي بين كافة العمال‪.66‬‬

‫ثانيا _ معيار المردودية‬

‫يحدد األجر وفقا لهذا المعيار على أساس اإلنتاج الذي توصل إليه لعامل أو مجموعة من العمال‪،‬‬
‫كثير تحصل على أجر مرتفع‬
‫ا‬ ‫بمعنى أن كل عامل يتحصل على األجر الذي يستحقه‪ ،‬فإذا أنتج‬
‫واذا أنتج قليال تحصل على أجر منخفض‪.67‬‬

‫مما سبق نستنتج أن هذا المعيار يخدم أكثر مصلحة المستخدم‪ ،‬إال أن هذا المعيار يعتبر أحسن‬
‫معيار ألنه يدفع بالعامل إلى بذل كل ما في وسعه لينتج أكثر وبالتالي تكون المردودية أكثر وهذا‬
‫سيؤدي إلى ازدهار اقتصاد البالد‪.‬‬

‫وقد أخذ المشرع الجزائري بهذا المعيار من خالل نص المادة ‪ 56‬من قانون العمل الجزائري‪.‬‬

‫‪ -66‬محمد حسين منصور‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.110-116.‬‬


‫‪67‬‬
‫‪ -‬استنادا إلى المبدأ القائل ‪ ، «A travail égal égal salaire‬للعلم أن هذا المبدأ استعمل لعدم التمييز األجر بين‬
‫الرجال والنساء وأخذ به المشرع الفرنسي‪.‬‬

‫‪. MOULY Jean ,Droit du travial , 4‬‬ ‫‪eme‬‬


‫أنظر في ذلك ‪édition, préal Paris, 2008 p91‬‬

‫‪- 32 -‬‬
‫ثانيا_المعيار المزدوج‬

‫يجمع هذا المعيار بين المعيارين السابقين حيث يحدد األجر على أساس مدة زمنية معينة وعلى‬
‫أساس كمية اإلنتاج‪.68‬‬

‫من خالل المواد المنصوص عليها في قانون العمل يتبين لنا أن المشرع الجزائري لم يعتمد على‬
‫معيار واحد في تحديد األجر‪ ،‬وانما نص على وجوب دفع األجر المستحق للعامل عند حلول أجله‬
‫وفقا لنص المادة ‪ 55‬من قانون العمل الجزائري‪ ،‬وهذا يعني أنه أخذ بمعيار المدة‪ ،‬كما أخذ‬
‫بمعيار المردودية في نص المادة ‪ 56‬من قانون العمل الجزائري التي تنص على أنه‪ ":‬يفهم من‬
‫عبارة الدخل المناسب مع نتائج العمل األجر حسب المردود"‪ ،‬وما نالحظه أيضا أن المشرع‬
‫الجزائري من خالل نص المادة‪ 54‬من قانون العمل الجزائري ‪ ،‬أوجب أن يكون تحديد األجر‬
‫ودفعه بطريقة نقدية محضة على عكس المشرع الفرنسي والمصري اللذان اعتمدا في تحديد األجر‬
‫ودفعه يكون بطريقة نقدية أو عينية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫وسائل وحماية تحديد األجر في عقد العمل‬

‫نظر ألهمية األجر ومساهمته الفعالة خاصة في التنمية االجتماعية‪ ،‬حيث يعتبر األجر المصدر‬
‫الرئيسي الذي يعتمد عليه العمال إلعانة عائلتهم وتحسين المستوى المعيشي لهم‪،‬ومن أجل حماية‬
‫العامل من استغالل وبطش أرباب العمل تدخلت الدولة ووضعت وسائل لتحديد األجر( الفرع‬
‫األول)وأقرت بعض المبادئ لحماية األجر في عقد العمل(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪-‬بشير زهير‪ ،‬سعيدي أسيا‪ ،‬مسيخ نسيمة‪ ،‬عقد العمل ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة المدرسة العليا للقضاء ‪ ،‬الدفعة‪، 14‬‬
‫‪ ،6995-6995‬ص ‪.15‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫الفرع األول‬

‫وسائل تحديد األجر في عقد العمل‬

‫يستند في تحديد األجر إلى مبدأين أساسيين‪ ،‬األول يتمثل في تحديد األجر عن طريق النصوص‬
‫التنظيمية والمبدأ الثاني يتمثل في تحديد األجر عن طريق التفاوض‪.‬‬

‫أوال_ تحديد األجر بمقتضى النصوص التنظيمية‬

‫تسعى الدولة لوضع قوانين ونظم من أجل حماية العمال‪ ،‬ومن خالل القانون األساسي العامل‬

‫الصادر سنة ‪ 1955‬الملغى وضع المشرع مبدأ التحديد المركزي لألجور‪ ،‬إال أنه بعد صدور قانون‬
‫العمل ‪ 1999‬خرج عن نطاق المبدأ السابق وكرس أسلوب التفاوض ما بين العمال وأصحاب‬
‫العمل‪.69‬‬

‫ثانيا_ مبدأ تحديد األجر عن طريق التفاوض‬

‫يحدد األجر وفقا لهذا المبدأ سواء في إطار عقد العمل بين العامل وصاحب العمل ‪ ،‬حيث‬
‫يتفاوض كال الطرفين على األجر األساسي‪ ،‬ومختلف التعويضات دون المساس بالحد األدنى‬
‫الوطني المضمون لألجر‪ ،‬كما يمكن أن يحدد وفقا لالتفاقيات الجماعية للعمل حيث يقوم ممثلي‬
‫العمال وأصحاب العمل بتحديد األجور عن طريق اتفاق جماعي‪ ،‬كما يقومون بتحديد شروط العمل‬
‫والحقوق وااللتزامات الناتجة عن عالقة العمل ‪ ،‬وهذا المبدأ كرسه المشرع الجزائري في نص المادة‬
‫‪70‬‬
‫‪ 169‬من قانون العمل‪.‬‬

‫‪ -69‬بشير هدفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬


‫‪70‬‬
‫‪ -‬مصطفى قويدري‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.191-129 .‬‬

‫‪- 34 -‬‬
‫الفرع الثاني‬

‫حماية األجر في عقد العمل‬

‫األجر هو المورد األساسي للعامل‪ ،‬ولهذا عمدت أغلب التشريعات العمالية على إقرار حماية‬
‫خاصة باألجور‪ ،‬وقد كرستها في المبادئ التالية‪:‬‬

‫أوال_ مبدأ امتياز األجور عن باقي الديون‬

‫يستوفي العامل أجره قبل الديون األخرى المترتبة على صاحب العمل‪ ،‬سواء كانت بين الخزينة‬
‫العامة‪ ،‬أو المصروفات القضائية‪ ،‬أو أي دين آخر‪.71‬‬

‫فلألجر حق األفضلية عن باقي الديون‪ ،‬وهذا مكرس في نص المادة ‪ 59‬من قانون العمل التي‬
‫تنص على أنه‪ ":‬تمنح األفضلية لدفع األجور‪ ،‬وتسبيقاتها على جميع الديون األخرى بما فيها ديون‬
‫الخزينة والضمان االجتماعي‪ ،‬مهما كان طبيعة عالقة العمل وصحتا وشكلها"‪.‬‬

‫ثانيا _ مبدأ عدم قابلية الحجز على الكتلة األجرية‬

‫يمنع منعا باتا المساس بأجر العامل‪ ،‬فال يمكن الحجز عليه أو االقتطاع منه‪ ،‬ألنه حق مكرس‬
‫للعامل ‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 99‬من قانون العمل الجزائري على أنه‪ " :‬ال يمكن االعتراض‬
‫على األجور المترتبة على المستخدم‪ ،‬كما ال يمكن حجزها أواقتطاعها مهما كان السبب حتى ال‬
‫يتضرر العمال الذين يستحقونها"‪.72‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬األحكام العامة لعقد العمل الفردي‪ :‬الخصائص واألثار‪ ،‬االنقضاء في ضوء قانون‬
‫العمل الموحد وقضاء النقض العمال‪ ،‬دار الكتب القانونية ‪ ،‬مصر‪،6995 ،‬ص‪.115 .‬‬
‫‪72‬‬
‫‪-‬محمد صغير بعلي ‪ ،‬تشريع العمل في الجزائر‪ ،‬دار العلوم ‪ ،‬عنابة ‪. 6911،‬ص‪.66.‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫غير أن المشرع أورد استثناء لهذا المبدأ وذلك في نص المادة ‪ 554‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية حيث أجاز الحجز على أجر العامل لمن يحوز على سند تنفيذي لكن بشرط أن تكون في‬
‫حدود النسب المحدودة في المادة ‪ 552‬منه ‪.73‬‬

‫أما المشرع المصري فقد أجاز االقتطاع من أجر العامل لكن وفقا لشروط خاصة تتمثل في‪:‬‬

‫‪-‬أن يكون االقتطاع وفاء لدين قرض يكون صاحب العمل قد أقرضه‬

‫‪-‬أن تكون النسبة المقتطعة في حدود ‪. %19‬‬

‫_أن يكون االقتطاع بحسب طريقة دفعه‪.74‬‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ بطالن التنازل عن األجر‬

‫مفاد هذا المبدأ أنه ال يجوز للعامل أن يتنازل عن كامل أجره أو جزء منه سواء كان ذلك برضى‬
‫منه أو بدون رضائه فإذا حدث وأن تنازل العامل عن أجره فإن ذلك سيكون باطال بطالن مطلق‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 105‬قانون العمل الجزائري على أنه‪ ":‬يكون باطال وعديم األثر كل بند‬
‫فيعقد العمل يحالف عليه باستنقاصه حقوقا منحت للعامل بموجب التشريع أو االتفاقيات‬
‫الجماعية‪".‬‬

‫مما سبق نستنتج أن المشرع لم يكتف بحماية األجر من االقتطاعات والحجز عليه من دائني‬
‫العامل بل ذهب إلى أبعد من ذلك حيث حماه حتى من العامل نفسه‪75‬وهذا إذ دل على شيء وانما‬
‫يدل على أهمية األجر ومكانته الرفيعة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ -‬راجع في ذلك ‪:‬الفصل السابع من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية تحت عنوان "في الحجز على األجور والمداخل‬
‫والمرتبات‬
‫‪ -74‬أنظر‪:‬المادة‪ 50‬من القانون العمل المصري‪ ،‬القانون السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -75‬القاضي حسين عبد اللطيف‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.545 .‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫المطلب الثالث‬

‫األجر كمعيار للتمييز بين عقد العمل والعقود المشابهة له‬

‫يعتبر األجر جوهر عقد العمل‪ ،‬فال يمكن أن نتصور عقد عمل دون األجر وهذا ما يميزه عن‬
‫باقي العقود المشابهة كعقد المقاولة(الفرع األول)‪ ،‬وعقد الوكالة (الفرع الثاني)ثم عقد التسيير(الفرع‬
‫الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫الفرق بين األجر في عقد العمل وعقد المقاولة‬

‫يعتبر كل من عقد المقاولة وعقد العمل من عقود المعاوضة‪ ،‬أي أن العامل والمقاول يحصالن‬
‫على عوض مقابل عملهما إال أن عنصر األجر في كال العقدين يخضع لقواعد مختلفة منها‪:‬‬

‫أجر العامل يحظى بحماية قانونية‪ ،‬بحيث حدد له المشرع حد أدنى ال يجوز ألي رب عمل أن‬
‫يخالفه‪ ،76‬على عكس المقاول الذي ال يتمتع بأية حماية ‪.‬‬

‫وكذلك فيما يخص تبعة الهالك‪ ،‬فالمقاول عندما يتعرض الشيء محل التزامه إلى الهالك بسبب‬
‫أجنبي‪ ،‬فال يحق له أن يطالب بأجره وال بما أنفقه وهذا ما نصت عليه المادة‪ 425‬التقنين المدني‬
‫جزائري‪، 77‬أما العامل فهو يتقاضى أجره حتى وان هلك الشيء محل التزامه‪.78‬‬

‫والمعيار الذي اعتمد عليه بعض الفقهاء للتمييز بين العقدين هو الطريقة التي يحدد بها إذ حسب‬
‫رأيهم فإذا قدر األجر على أساس وحدة زمنية كاليوم‪ ،‬الشهر‪..‬الخ ‪ ،‬فإن العقد يعتبر عقد عمل‪ ،‬أما‬
‫إذا قدر بحسب كمية اإلنتاج كان عقد مقاولة‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪-‬أنظر في ذلك‪ :‬نص المادة ‪ 55‬من قانون العمل الجزائري‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫‪ -‬تنص على أنه‪ ":‬إذا هلك الشيء بسبب حادث فجائي قبل تسليمه لرب العمل‪ ،‬فليس للمقاول أن يطالب ال بثمن عمله‬
‫وال برد نفقاته‪ ،‬وبيكون هالك المادة على من قام بتوريدها من الطرفين"‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫‪ -‬فتيحة قرة‪ ،‬أحكام عقد المقاولة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،1996‬ص ‪. 69.‬‬

‫‪- 37 -‬‬
‫انتقد هذا المعيار على أساس انه ال يوجد فرق بين عامل يتقاضى أجره بحسب الوقت وآخر بأخذه‬
‫بحسب الوحدة‪ ،‬فكالهما يعتبران أجي ار عند رب العمل‪ ،‬يأخذ مقابل عمله‪ 79‬كما أن عقد العمل ال‬
‫‪80‬‬
‫يحدد فقط عن طريق المدة ‪ ،‬وانما قد يحدد عن طريق كمية اإلنتاج‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫الفرق بين األجر فيعقد العمل وعقد الوكالة‬

‫يتميز عقد الوكالة عن عقد العمل بما يلي‪:‬‬

‫الوكالة في األصل تبرعية أي بدون مقابل وهذا ما نستشفه من نص المادة ‪451‬من التقنين‬
‫المدني الجزائري‪ ، 81‬التي تنص على أنه‪' :‬الوكالة أو اإلنابة هو عقد بمقتضاه يعرض شخص‬
‫شخصا آخر للقيام بعمل شيء لحساب الموكل واسمه" ‪ ،‬لكن عقد العمل يكون دائما بأجر واال‬
‫كان باطال وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 59‬من قانون العمل الجزائري‪.‬‬

‫وانطالقا مما سبق أعتبر األجر كمعيار للتفرقة بين العقدين غير أن الواقع المعاش أثبت‬
‫لنا عدم صحة هذا المعيار‪ ،‬حيث انتشرت مكاتب للوكالة وأصبح الوكيل يمارسها كمهنة من‬
‫أجل األجر‪.82‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫الفرق بين األجر فيعقد العمل وعقد التسيير‬

‫إن ما يميز عقد العمل عن عقد التسيير باالعتماد على عنصر األجر يظهر لنا من خالل طريقة‬
‫تحديده‪ ،‬وذلك عن طريق وضع قاعدة آمرة هل قاعدة األجر الوطني األدنى المضمون‪ ،‬أما في‬
‫المختلطة االقتصاد أو‬ ‫عقد التسيير فاألجر يحدد عن طريق التفاوض بين المسير والشركة‬

‫‪79‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.19- 9،‬‬
‫‪80‬‬
‫‪-‬هيثم حامدة المصاروة ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.199.‬‬
‫‪81‬‬
‫‪ -‬أمر رقم ‪ ،45-54‬يتضمن القانون المدني ‪ ،‬معدل و متمم ‪ ،‬القانون السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -82‬أحمد عبد الكريم أبو شنب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.55 .‬‬

‫‪- 38 -‬‬
‫المؤسسة العمومية ويجب أن يطابق أعراف المهنة‪،83‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 5‬من قانون رقم‬
‫‪ 11-59‬على أنه‪" :‬يحدد أجر المسير في العقد ويجب أن يكون مطابقا لألعراف المكرسة في هذا‬
‫المجال"‪.84‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫آليات الوفاء باألجر في عقد العمل‬

‫يمثل األجر الدعامة األساسية التي يقوم عليها معاش العامل ومعاش أسرته واستقرارها‪ ،‬ولهذا‬
‫حرص المشرع الجزائري على وضع ضوابط وقواعد خاصة الستقائه‪ ،‬نجد بعض هذه القواعد‬
‫أساسية وأخرى ثانوية‪ ،‬ولهذا سنتطرق في هذا المبحث إلى قواعد الدفع األصلية (المطلب االول)‬
‫والتدابير االقتصادية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫قواعد الدفع األصلية‬

‫تتضمن كل قاعدة قانونية على أصل واستثناء‪ ،‬والمشرع الجزائري‪ ،‬لما نظم قواعد الوفاء باألجر لم‬
‫يخالف هذا المبدأ‪ ،‬فرضع وسائل دفع أصلية وأخرى احتياطية‪ ،‬فاألولى تتمثل في تحدد مكان دفع‬
‫األجر (الفرع األول) ‪ ،‬وزمان الوفاء باألجر (الفرع الثاني)‪ ،‬ثم الوفاء باألجر (الفرع الثالث) أما‬
‫الثانية سنتطرق إليها الحقا‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫مكان دفع األجر‬

‫لم يحدد المشرع الجزائري مكان معين لدفع األجر في أي نص قانوني ال في قانون العمل رقم‬
‫‪ 11-99‬المتضمن عالقات العمل وال قانون رقم ‪ 16-55‬المتضمن القانون األساسي للعامل‬

‫‪83‬‬
‫‪ -‬مصطفى قويدري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.165 .‬‬
‫‪84‬‬
‫‪ -‬قانون رقم ‪ ،91-59‬يتمم القانون المدني‪،‬القانون السالف الذكر‪.‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫الملغى إال أنه نص في المادة ‪ 146‬من األمر ‪ 85 01-54‬الملغى على عدم دفع األجر في‬
‫الحانات أو مخازن البيع وأماكن اللهو‪ ،‬وذلك لحماية أجر العامل من الضياع واالحتيال‪.‬‬

‫وبما أن هذا األمر ملغى يتطلب منا الرجوع إلى القواعد في التقنين المدني الجزائري التي كرست‬
‫للدائن أي العامل في مكان تنفيذ عالقة العمل‪ ،87‬وقد سلك‬ ‫‪86‬‬
‫مبدأ الدين مطلوب وليس محمول‬
‫المشرع الجزائري نفس مسلك المشرع الفرنسي ‪ ،‬أما المشرع المصري فقد نص صراحة في المادة‬

‫‪ 05‬من قانون العمل على أنه‪ ":‬األجور وغيرها من المبالغ المستحقة للعامل بالعملة المتداولة‬
‫قانونا في أحد أيام العمل وفي مكانه‪".‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫زمان الوفاء باألجر‬

‫تتخذ أغلب التشريعات أوقات العمل العامة الزمان المناسب للوفاء باألجر للعامل حتى ال يحرم هذا‬
‫األخير من أيام راحته‪ ،88‬ومن بينها التشريع الفرنسي والتشريع المصري‪ ،‬فقد نص المشرع المصري‬
‫في نص المادة ‪ 05‬من قانون العمل المصري السابقة الذكر على زمان الوفاء باألجر في أوقات‬
‫العمل‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ -‬أمر رقم ‪ 01-54‬المؤرخ في ‪ 19‬أفريل سنة‪ 1954‬المتعلق بالشروط العامة لعالقات العمل في القطاع الخاص ج ر‬
‫ج ج‪ ،‬عدد ‪، 09‬مؤرخ في ‪ 12‬مايو سنة ‪.1954‬‬
‫‪86‬‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 656‬فقرة ‪ 6‬على أنه‪ ":‬أما االلتزامات األخرى‪ ،‬فيكون الوفاء في المكان الذي يوجد فيه موطن المدين‬
‫وقت الوفاء‪ ،‬أو في المكان الذي يوجد فيه مركز مؤسسة إذا كان االلتزام متعلقا به المؤسسة " تقابلها المادة‪ 055‬فقرة ‪ 6‬من‬
‫القانون المدني المصري التي تنص على أنه‪ ":‬أما في االلتزامات األحرى فيكون الوفاء في المكان الذي يوجد فيه موطن‬
‫المدين وقت الوفاء أو في المكان الذي يوجد فيه مركز أعمال المدين إذا كان االلتزام متعلق بهذه األعمال"‬
‫‪ -87‬محي الدين زكريا‪،‬بوزيدة جياللي‪ ،‬عنصر األجر في عالقة العمل‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة المدرسة العليا للقضاء‪،‬‬
‫الدفعة ‪14‬ـ الجزائر‪،6995‬ص ‪.01‬‬
‫‪88‬‬
‫‪ -‬محمد حسين منصور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 165.‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫أما المشرع الجزائري فلم يتطرق إلى زمان الوفاء باألجر‪ ،‬بعدما نص عليه في نص المادة‬
‫‪89141‬من األمر ‪ 01_54‬المتضمن للشروط العامة لعالقات العمل في القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪91‬‬ ‫‪90‬‬
‫من قانون العمل‬ ‫و‪55‬‬ ‫نص المشرع الجزائري على الوفاء الدوري لألجور في المادتين‪52‬‬
‫الجزائري فيجب أن يدفع األجر للعامل بصفة منظمة ودورية ويكون من تاريخ استحقاقه‪،‬وهو ما‬
‫تبناه كذلك المشرع الفرنسي في قانون العمل الفرنسي‪،‬كما أخذ به المشرع المصري حيث اعتبر أنه‬
‫يجوز التفاق على مخالفة دورية الوفاء باألجر واال تعرض مخالفها لعقوبات ‪.92‬‬
‫ا‬ ‫ال‬

‫أما فيما يخص التقادم فالمشرع الجزائري لم يتعرض إلى تقادم األجور لكن بالرجوع إلى القواعد‬
‫العامة نجده أنه أورد نصين لتقادم األجور‪ ،‬فقد نص في المادة ‪93 099‬من التقنين المدني الجزائري‬
‫على التقادم الخماسي وفي نص المادة ‪ 016‬على التقادم الحولي ‪ ،‬كما تطرق المشرع المصري في‬

‫نص المادة ‪ 054‬من القانون المدني المصري إلى التقادم الخماسي بنصه على أنه‪:‬‬

‫'"يتقادم لخمس سنوات كل حق دوري متجدد ولو أقر به المدين‪ ،‬كأجرة المباني واألراضي‬
‫الزراعية ومقابل الحكر وكالفوائد وااليرادات المترتبة المهايأة و واألجور والمعاشات "‪ ،‬والتقادم‬
‫الحولي في نص المادة ‪ 055‬من نفس القانون فقرة ب حيث نصت على أنه‪ ":‬تتقادم بسنة واحدة‬
‫الحقوق اآلتية‪:‬‬

‫حقوق العمال والخدم واألجراء من أجور يومية وغير يومية ومن ثمن ما قاموا به من توريدات"‬

‫‪89‬‬
‫‪ -‬تنص على أنه‪ " :‬يتم دفع أجر العامل في يوم الراحة"‬
‫‪ - -90‬تنص على أنه‪" :‬يدرج مبلغ األجر وجميع عناصره بالتسمية في قسيمة األجور الدوري التي يعدها المستخدم‪".‬‬
‫‪91‬‬
‫‪-‬تنصعلى أنه‪ ":‬يجب على المستخدم دفع األجور لكل عامل بانتظام عند حلول أجل استحقاقه"‬
‫‪92‬‬
‫‪ -‬آ مال بطاهر ‪ ،‬النظام القانوني لحماية األجور في القانون الجزائري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪،6910‬ص‪.199 .‬‬
‫‪ -93‬تنص على أنه‪ ":‬يتقادم بخمس سنوات كل الحق دوري متجدد ولو أقز به المدين كأجر المباني والديون المتأخرة‬
‫والمرتبات واألجور المعاشات "‪.‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫المطلب الثاني‬

‫التدابير االحتياطية‬

‫تب أر ذمة المستخدم عندما يحترم التدابير االحتياطية للوفاء باألجر‪ ،‬فإن لم يحترمها ال تب أر ذمته‬
‫ومن بين هذه التدابير تلقي العامل أجره بنفسه(الفرع األول)‪،‬ويجب أن يكون دفع األجر‬
‫نقدي(الفرع الثاني)‪،‬كما يلتزم رب العمل بالمحافظة على الوثائق المتعلقة بالعامل المتمثلة في‬
‫قسيمة األجر(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫الدفع الشخصي‬

‫يجب على صاحب العمل أن يدفع للعامل شخصيا أجره دون سواه‪ ،‬ألن طبيعة عقد العمل تقتضي‬
‫ذلك ألنه يطغى على عقد العمل الطابع الشخصي‪ ،‬ويرتب التزامات فيما بين الطرفين‬

‫‪94‬‬
‫فالعامل ملزم بتقديم العمل ورب العمل ملزم بتقديم األجر له‬

‫الفرع الثاني‬

‫الدفع النقدي‬

‫يدفع األجر للعامل نقدا ‪،‬وهذا وفقا لنص المادة ‪ 9554‬من قانون العمل الجزائري‪ ،‬فقد يكون األجر‬
‫عبارة عن نقود سائلة أو صكوك أو حسابات بنكية من خاللها يتم دفع األجر عن طريق تحويل‬
‫المبلغ لحساب المعني‪.96‬‬

‫وتطرق المشرع المصري في نص المادة ‪05‬السابقة الذكر من قانون العمل المصري إلى أن الدفع‬
‫يكون بالعمل المتداولة قانونا فباإلضافة إلى أجر العامل نجد كذلك تعويضات أخرى كتعويض‬

‫‪94‬‬
‫‪ -‬بشير هدفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.155.‬‬
‫‪95‬‬
‫‪ -‬محمد زكريا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00.‬‬
‫‪ -96‬تنص على أنه‪ ":‬تحدد األجور بعبارات نقدية محضة وتدفع عن طريق وسائل نقدية محضة" ‪.‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫العطل المدفوعة والتعويض عن الفصل التعسفي‪ ...‬الخ‪ ،‬وهذا ما أقرته محكمة النقض الفرنسي‪.97‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫تسليم قسيمة األجر‬

‫البد لرب العمل أن يحتفظ بالمستندات أو الوثائق التي تتضمن معلومات عن العامل‪ ،‬وعن سجل‬
‫األجور الذي يبين فيه أدق التفاصيل عن أجر العامل وعلى هذا األخير أن يوقع عليه متى يسلم‬
‫أجره‪ ،98‬وقد نص المشرع الجزائري على قسيمة األجر وهي وثيقة تحتوي على كافة المعلومات‬
‫الخاصة بعناصر األجر الثابتة والمتغيرة‪،‬وهذا وفقا لنص المادة ‪ 52‬من قانون العمل الجزائري‬
‫تنص على أنه‪ ":‬يدرج مبلغ األجر و جميع عناصره بالتسمية في قسيمة األجور الدوري التي يمدها‬
‫المستخدم"‬

‫وأي مخالفة لألحكام الخاصة باألجر تترتب عليه جزاءات مالية‪ ،‬وهذا ما جاء في المادة ‪ 155‬من‬
‫قانون العمل الجزائري‪.99‬‬

‫وعليه فإن هذه المستندات أو قسيمة األجر تعد كدليل إثبات يستخدمها العامل تجاه رب العمل‪.‬‬

‫‪-97‬آمال بطاهر‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.195‬‬


‫‪98‬‬
‫‪ -‬يوسف الياس‪ ،‬الوجيز في شرح قانون العمل‪ ،‬دار المفتي‪ ،‬بغداد‪،1955 ،‬ص ‪.‬ص ‪.192-194 ،‬‬
‫‪99‬‬
‫‪-‬تنص على أنه‪ ":‬يعاقب مالية تتراوح من ‪499‬إلى ‪ 1999‬دج كل من دفع أجر العامل دون أن يسلمه قسيمة الراتب‬
‫المطابقة لألجر المقبوض أو يغفل فيها عنص ار أو عدة عناصر منها الراتب المقبوض‪ ،‬وتضاعف العقوبة حسب عدر‬
‫المخالفات‪.‬‬

‫‪- 43 -‬‬
- 44 -
‫نتوصل في الختام إلى أن عقد العمل يرتكز على‪ :‬عنصر التبعية حيث يخضع العامل‬
‫لتعليمات رب العمل ‪ ،‬فالعامل ال يعمل باستقاللية يكون دائما تابعا لرب العمل ‪ ،‬وعنصر األجر‬
‫حيث يتقاضى العامل أجر مقابل مالي عند انتهائه من عمله ‪ ،‬فانعدام هذين العنصرين يؤدي حتما‬
‫إلى زوال عقد العمل ‪.‬‬
‫يتحمل رب العمل المسؤولية الناتجة عن األعمال الضارة التي يلحقها العامل للغير أثناء‬
‫تأديته لعمله ‪.‬‬

‫نستنتج من خالل النصوص القانونية وخاصة قانون العمل ‪ 11-99‬المتعلق بعالقات‬


‫العمل أن المشرع الجزائري منح لرب العمل سلطة تأديب العامل في حالة مخالفته ألوامره على‬
‫عكس القا عدة العامة في التقنين المدني الجزائري التي تلزم العامل بالتعويض أثناء مخالفته‬
‫لتعليمات رب العمل ‪ ،‬وهذا راجع لذاتية قواعد قانون العمل ‪ ،‬إال أنه لبد لرب العمل أن يضع نظام‬
‫خاص بالتأديب يبين فيه المخالفات التي يعاقب على أساسها العامل ‪ ،‬وقد أوردها المشرع الجزائري‬
‫في نص المادة ‪ 50‬من قانون العمل هذه األخطاء ‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى أقر المشرع الجزائري حماية قانونية ألجر العامل ‪ ،‬فالبد لرب العمل أن‬
‫يسلم األجر للعامل في الوقت المناسب وأن يكون األجر خارج نطاق ديون رب العمل وأن ال‬
‫يحجز على أمواله ‪ ،‬كما يلتزم رب العمل بتسليم قسيمة األجر للعامل ‪.‬‬

‫بالرغم من أن المشرع الجزائري حاول اإللمام بجميع الجوانب المتعلقة بعقد العمل في قانون‬
‫العمل ‪ 11-99‬إال أنه توجد بعض النقائص لبد أن يراعيها ‪ ،‬ولهذا لبد للمشرع الجزائري أن ينص‬
‫على مكان و زمان دفع األجر‪ ،‬و أن ينص بصفة صريحة على تسليم األجر بصفة شخصية‬
‫للعامل ‪.‬‬
‫أوال_ باللغة العربية‬

‫الكتب‬ ‫‪.I‬‬

‫‪ _ 1‬أحمية سليمان ‪،‬التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ‪:‬عالقة العمل الفردي‬
‫الجزء الثاني‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬بن عكنون ‪.6996،‬‬

‫‪ _6‬أحمد عبد الكريم أبوشنب‪ ،‬شرح قانون العمل ‪ ،‬دار الثقافة ‪،‬عمان ‪.6992،‬‬

‫‪ _0‬أيت منصور كمال ‪،‬عقد التسيير ‪ ،‬دار بلقيس ‪ ،‬دار البيضاء ‪.6916،‬‬

‫‪ _ 5‬أمال بطاهر‪ ،‬النظام القانوني لحماية األجور في القانون الجزائري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‬
‫اإلسكندرية ‪.6910،‬‬

‫‪ _4‬القاضي حسين عبد اللطيف حمدان ‪ ،‬قانون العمل ‪:‬دراسة مقارنة ‪،‬منشورات الحلبي الحقوقية‬
‫بيروت ‪.6999‬‬

‫‪ _ 2‬بشير هدفي‪ ،‬الوجيز في شرح قانون العمل‪ :‬عالقات العمل الفردية و الجماعية الطبعة الثانية‪،‬‬
‫جسور‪ ،‬المحمدية‪.6999 ،‬‬

‫‪ _5‬حمدي عبد الرحمن و محمد يحي مطر‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬القاهرة‪.1955 ،‬‬

‫‪ _5‬زهدي يكن‪،‬شرح قانون الموجبات و العقود ‪:‬إجارة الخدمة و عقد االستخدام (عقد العمل ) و‬
‫إجارة الصناعة أو عقد المقاولة ‪ ،‬الجزء العاشر ‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬بيروت ‪.1952،‬‬

‫‪ _9‬عبد الرزاق أحمد السنهوري ‪،‬الوسيط في شرح القانون المدني ‪،‬العقود الواردة على العمل‬
‫‪:‬المقاولة و الوكالة و الوديعة و الحراسة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪.1925،‬‬

‫‪- 47 -‬‬
‫‪ _19‬عبد عزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬األحكام العامة لعقد العمل الفردي‪ :‬الخصائص واآلثار‬
‫االنقضاء في ضوء قانون العمل الموحد و قضاء النقض العمال ‪ ،‬دار الكتب القانونية ‪،‬مصر‬
‫‪.6995‬‬

‫‪ -11‬عصام أبو سليم‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.1994 ،‬‬

‫‪-16‬فتيحة قرة‪ ،‬أحكام عقد المقاولة ‪،‬منشأة المعارف ‪،‬اإلسكندرية ‪.1994،‬‬

‫‪ -10‬لحسن شيخ أيت ملويا‪ ،‬عقد الوكالة ‪ :‬دراسة فقهية و قضائية ‪ ،‬مقارنة ‪ ،‬دار هومة‬
‫الجزائر‪.6990،‬‬

‫‪-15‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬تشريع العمل في الجزائر ‪،‬دار العلوم ‪،‬عنابة ‪.6911،‬‬

‫‪ -14‬مصطفي قويدري ‪ ،‬عقد العمل بين النظري و الممارسة ‪،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪.6919،‬‬

‫‪ -12‬محمد حسين منصور‪ ،‬قانون العمل‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪.6919 ،‬‬

‫‪ -15‬يوسف الياس ‪،‬الوجيز في شرح قانون العمل‪ ،‬دار المفتي ‪،‬بغداد‪1955،‬‬

‫الرسائل و المذكرات الجامعية‬ ‫‪.II‬‬

‫أوال‪:‬الرسائل الجامعية‬

‫‪ -1‬نضال جمال مسعودة جرادة‪ ،‬التبعية القانونية في عالقات العمل الفردية دراسة التحليلية‬
‫مقارنة‪ ،‬رسالة ماجستير في القانون الخاص‪ ،‬كلية الحقوق بجامعة األزهر بغزة فلسطين ‪.6910‬‬

‫‪ -6‬بوضياف عمار‪،‬عنصر التبعية في عقد العمل ‪،‬بحث لحصول على شهادة الماجستير في‬
‫القانون "المؤسسات "‪،‬معهد الحقوق و العلوم اإلدارية بن عكنون جامعة الجزائر ‪.1955،‬‬

‫‪- 48 -‬‬
‫ثانيا‪ :‬المذكرات الجامعية‬

‫‪ -1‬زيداني توفيق ‪،‬التنظيم القانوني لعقد العمل المقاولة على ضوء أحكام القانون المدني‬
‫الجزائري ( المذكرة لنيل شهادة الماجستير )‪ ،‬كلية الحقوق ‪،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‬
‫‪.6919‬‬

‫‪ -6‬زياد شفيق حسن ق اررية ‪،‬عقد المقاولة في الفقه اإلسالمي و ما يقابله في القانون‬

‫مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ‪،‬كلية الدراسات العليا ‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية‬
‫فلسطين ‪.6995‬‬

‫‪ -0‬بشير زهير‪ ،‬سعيدي أسيا‪ ،‬مسيخ نسيمة ‪،‬عقد العمل‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة المدرسة العليا‬
‫للقضاء‪ ،‬الدفعة ‪ ،14‬الجزائر‪.6995،‬‬

‫‪-5‬محي الدين زكريا ‪ ،‬بوزيدة جياللي ‪،‬عنص ار ألجر في عالقة العمل ‪،‬مذكرة تخرج لنيل‬
‫شهادة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الدفعة ‪،14‬الجزائر‪.6995،‬‬

‫النصوص القانونية‬ ‫‪.III‬‬

‫أوال ‪ :‬النصوص القانونية الوطنية‬

‫القانون‬ ‫يتضمن‬ ‫‪،1954‬‬ ‫‪62‬سبتمبرسنة‬ ‫في‬ ‫مؤرخ‬ ‫‪45-54‬‬ ‫رقم‬ ‫‪–1‬أمر‬


‫المدني‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪.‬عدد‪55‬الصادر في ‪،1954-99-09‬معدل ومتمم‪،‬أنظر الموقع االلكتروني‬
‫التالي‪www .joradp.dz :‬‬

‫‪ -6‬قانون رقم ‪99-95‬مؤوخ في ‪ 64‬فيفري سنة‪،6995‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و‬


‫اإلدارية ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج عدد‪،61‬صادر في ‪ - 3.6995-95-60‬قانون رقم ‪11-99‬مؤرخ في‬
‫‪61‬أفريل سنة ‪،1999‬يتعلق بعالقات العمل ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬عدد‪،15‬صادر في ‪-95-64‬‬
‫‪1999‬معدل و متمم‪.‬‬
‫‪- 49 -‬‬
‫‪ -5‬قانون رقم ‪69-91‬المؤرخ في ‪ ،1991 -16-61‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،25‬يعدل و يتمم‬
‫القانون رقم ‪ 11-99‬المؤرخ في ‪ ، 1999-95-61‬المتعلق بعالقات العمل‪.‬‬

‫‪-4‬أمر رقم ‪ 01-54‬المؤرخ في ‪ 19‬أفريل سنة ‪ 1954‬المتعلق بالشروط العامة لعالقات‬


‫العمل في القطاع الخاص ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ 09‬مؤرخ في ‪ 12‬مايو سنة ‪.1954‬‬

‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 16-55‬مؤرخ في ‪64‬أوت سنة ‪ 1955‬يتضمن القانون األساسي للعامل ‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ ،‬عدد ‪ ،06‬ملغى‪.‬‬

‫‪ _5‬قانون رقم ‪91 -59‬مؤرخ في ‪ 95‬فيفري سنة ‪ ،1959‬متمم لألمر ‪45-54‬مؤرخ في‬
‫‪62‬سبتمبر ‪،1954‬يتضمن القانون المدني ‪،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪،‬عدد ‪92‬صادر في ‪ 95‬فيفري سنة‬
‫‪.1959‬‬

‫ثانيا ‪ :‬النصوص القانونية األجنبية‬

‫‪ – 1‬قانون العمل المصري الموحد رقم ‪ 16‬لسنة ‪ 6990‬والالئحة التنفيذية رقم ‪ ،16‬أنظر الموقع‬
‫اإللكتروني التالي‪www.egypt.gov.eg:‬‬

‫‪-6‬قانون رقم ‪ 101‬سنة ‪ ،1955‬يتعلق بإصدار القانون المدني المصري‪ ،‬المعدل و المتمم بالقانون‬
‫رقم ‪ 192‬سنة‪، 6911‬ج ر عدد ‪ 65‬صادرة في ‪، 6911_92_12‬أنظر الموقع اإللكتروني التالي ‪:‬‬

‫‪www.tantawylow.com‬‬

‫االجتهادات القضائية‬ ‫‪.IV‬‬

‫‪_1‬المحكمة العليا‪ ،‬الغرفة االجتماعية‪ ،‬قرار رقم ‪ ،299990‬الصادر في ‪ 69‬ديسمبر سنة ‪6911‬‬
‫المجلة القضائية‪،‬العدد األول‪. 6916 ،‬‬

‫‪_6‬المحكمة العليا‪ ،‬الغرفة االجتماعية‪ ،‬قرار رقم ‪ ، 599955‬الصادر ‪6995- 95- 99‬‬
‫‪،‬المجلة القضائية ‪،‬العدد األول‪. 6999,‬‬

‫‪- 50 -‬‬
‫القاموس‬ .V

.1995 ، ‫ بيروت‬، ‫ المؤسسة الجامعية للدراسات‬،‫ معجم المصطلحات القانونية‬،‫جيرار كورنو‬-1

‫ باللغة األجنبية‬:‫ثانيا‬

I. Ouvrage

6_BRIGITTE Hess ,FALLON Anne ,MARIE Simon , Droit du travail,


13emeédition, Dalloz, Paris, 2001

2_MOULY Jean, Droit du travail,4eme édition, préal paris, 2008

II. Textes juridiques

6-code travail français, voir le site : www.ligifrance.gouve.fr

SGG Algérie
Journal Officiel de la République Algérienne
joradp.dz

- 51 -
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫مقدمة ‪1 ..............................................................................‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬عنصر التبعية في عقد العمل ‪5 ............................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهومالتبعية في عقد العمل ‪2 ..............................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف التبعية في عقد العمل ‪2 .............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المقصودبالتبعية في عقد العمل ‪5 ..............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عناصر التبعية في عقد العمل ‪5 ..............................................‬‬

‫أوال ‪ :‬قيام العامل بأداء عمل معين لحساب رب العمل ‪8 ....................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬خضوع العامل لسلطة رب العمل ‪10 ..................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صور التبعية في عقد العمل ‪11 .............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التبعية القانونية في عقد العمل ‪11 ..............................................‬‬

‫أوال ‪ :‬التبعية الفنية ‪12 ......................................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التبعية التنظيمية‪12 ..................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التبعية االقتصادية في عقد العمل ‪13 ...........................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التبعية كمعيار للتمييز بين عقد العمل و العقود المشابهة له ‪15 ...............‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الفرق بين التبعية في عقد العمل و عقد المقاولة ‪15 ..............................‬‬

‫أوال ‪ :‬من حيث االستقاللية في العمل ‪12 ....................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬من حيث المسؤولية ‪12 ...............................................................‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الفرق بين التبعية في عقد العمل و عقد الوكالة ‪12 ..............................‬‬

‫أوال ‪ :‬من حيث االستقاللية في العمل ‪15 ....................................................‬‬

‫ثانيا ‪ .‬من حيث المسؤولية ‪15 ...............................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الفرق بين التبعية في عقد العمل و عقد التسيير ‪15 .............................‬‬

‫أوال ‪ :‬من حيث االستقاللية في العمل ‪15 ....................................................‬‬

‫ثانيا ‪:‬من حيث المسؤولية ‪19 ................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آثار و إثبات التبعيةفي عقد العمل ‪19 .......................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آثار التبعية في عقد العمل ‪69 ...............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬آثار التبعية بين العامل و صاحب العمل ‪69 ....................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬آثار التبعية بالنسبة للغير ‪69 ...................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إثباتالتبعية في عقد العمل ‪61 ................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬طرق اإلثبات ‪61 ...............................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المحكمة المختصة ‪66 .........................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬عنصر األجر في عقد العمل ‪60 .............................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األجر في عقد العمل ‪64 ..............................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف األجر في عقد العمل ‪64 ............................................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مكونات األجر في عقد العمل ‪62 ..............................................‬‬

‫أوال ‪ :‬األجر الثابت‪62 ......................................................................‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫‪ -1‬األجر األدنى المضمون ‪62..........................................................‬‬
‫‪ -6‬األجر األساسي‪65...................................................................‬‬
‫‪ -0‬التعويضات‪65.......................................................................‬‬
‫أ‪ -‬تعويض األقدمية‪65..................................................................‬‬
‫ب‪-‬تعويض الضرر‪65...............................................................‬‬
‫ج‪ -‬تعويض المنطقة‪69..............................................................‬‬
‫د‪ -‬المنح العائلية‪69.................................................................‬‬

‫ثانيا‪:‬األجر المتغير ‪69 ......................................................................‬‬

‫‪ -1‬تعويض العمل التناوبي‪09............................................................‬‬


‫‪ -6‬تعويض العمل االضافي‪09...........................................................‬‬
‫‪ -0‬تعويض المصاريف الخاصة‪09.......................................................‬‬
‫‪ -5‬المكافآت‪01..........................................................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تحديد األجر في عقد العمل ‪01 ...............................................‬‬

‫أوال ‪ :‬معيار المدة ‪01 .......................................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬معيار المردودية ‪06 ..................................................................‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المعيار المزدوج ‪06 .................................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬وسائل تحديد و حماية األجر في عقد العمل ‪00 ............................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬وسائل تحديد األجر في عقد العمل ‪00 .........................................‬‬

‫أوال ‪ :‬تحديد األجر بمقتض النصوص التنظيمية ‪00 ..........................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مبدأ تحديد األجر عن طريق التفاوض ‪05 .............................................‬‬

‫‪- 55 -‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حماية األجر في عقد العمل ‪05 ................................................‬‬

‫أوال ‪ :‬مبدأ امتياز األجور عن باقي الديوان ‪05 ...............................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مبدأ عدم قابلية الحجز على الكتلة األجرية ‪04 .......................................‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مبدأ بطالن التنازل عن األجر ‪02 ....................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬األجر كمعيار للتمييز بين عقد العمل و العقود المشابهةله ‪02 .................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الفرق بين األجر في عقد العمل و عقد المقاولة ‪02 ..............................‬‬

‫الفرعالثاني‪ :‬الفرق بين األجر في عقد العمل و عقد الوكالة ‪05 ................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الفرق بين األجر في عقد العمل و عقد التسيير ‪05 ..............................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آليات الوفاء باألجر في عقد العمل ‪05 .......................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬قواعد الدفع األصلية ‪09 ....................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مكان دفع األجر ‪09 ............................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬زمان الوفاء باألجر ‪59 .........................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التدابير االحتياطية ‪51 ......................................................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الدفع الشخصي ‪51 ............................................................‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الدفع النقدي ‪56 ..............................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تسليم قسيمة األجر ‪56 .........................................................‬‬

‫خاتمة ‪55 ..................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع ‪52 ...........................................................................‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫فهرس المحتويات ‪46 .......................................................................‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫ملخص عن المذكرة باللغة العربية‬

‫يبرم عقد العمل بين طرفين يلتزم الطرف األول و هو العامل بالخضوع لسلطة و مراقبة الطرف‬
‫ ومنه نستنتج أن الفرق‬،‫الثاني و هو رب العمل في حين يتقاضى العامل أجر مقابل أدائه لعمله‬
:‫بين عقد العمل و العقود المشابهة له يتجلى في توفر عقد العمل على عنصرين أساسين هما‬

‫ و يجب أن يكون العمل الذي يقدمه‬،‫ فيجب أن يكون العامل تابعا لرب العمل‬،‫التبعية و األجر‬
.‫العامل مأجورا‬

Résumé du mémoire en langue française

Le contrat de travail conclu entre deux parties.La première partie s’est engagée à
travailler et à se soumettre à l'autorité de contrôle et de direction, tandis que la
deuxième partie qui est l'employeur s’engage à verser une rémunération au
premier en contrepartie de son travail. On peut donc en déduire que deux
éléments distinguent le contrat de travail des autres contrats similaires : le lien
de subordination et la rémunération. Il faut que le salarié soit dépendant de
l’employeur, et il faut que ce dernier lui verse un salaire en contrepartie du
travail fourni.

You might also like