You are on page 1of 2

‫تخريج ودراسة الحديث‬

‫إن رجلين ممن دخل النار اشتد صياحهما‪ .‬فقال الرب عز وجل‪ :‬أخرجوهما‪ .‬فلما أخرجا ق ال لهم ا‪ :‬ألي ش يء اش تد ص ياحكما؟‬
‫قاال‪ :‬فعلنا ذلك لترحمنا‪ .‬قال‪ :‬إن رحمتي لكما أن تَ ْنطَلِقا فتُ ْلقِيَا أنفسكما حيث كنتما من النار‪ .‬فينطلقان في ُْلقِي أحدهما نفسه‪ ،‬فيجعلها‬
‫عليه بردا وسالما‪ .‬ويقوم اآلخر فال يلقي نفسه‪ .‬فيقول له الرب عز وجل‪ :‬ما منعك أن تلقي نفسك كم ا ألقى ص احبك؟ فيق ول‪ :‬ي ا‬
‫رب إني ألرجو أن ال تعيدني فيها بعد ما أخرجتني‪ .‬فيقول له الرب‪ :‬لك رجاؤك فيدخالن جميعا الجنة برحمة هللا‪.‬‬

‫األول‪ :‬التخريج‬
‫هذا الحديث أخرجه الترمذي في كتاب صفة جهنم من باب منه‪َ :‬ح َّدثَنَا ُس َو ْي ُد بْنُ نَصْ ٍر‪ :‬أَ ْخبَ َرنَا َع ْب ُد هللاِ‪ :‬أَ ْخبَ َرنَا ِر ْش ِدينُ بْنُ َس ْع ٍد‪:‬‬
‫ار‬‫َح َّدثَنِى ابْنُ أَ ْن ُع َم‪ :‬ع َْن أَبِى ع ُْث َمانَ ‪ ،‬أَنَّهُ َح َّدثَهُ ع َْن أَبِى هُ َر ْي َرةَ ع َْن َرسُو ِل هللا ص لى هللا علي ه وس لم قَ ا َل‪ :‬إِ َّن َر ُجلَ ْي ِن ِم َّم ْن َدخَ َل النَّ َ‬
‫ك لِتَرْ َح َمنَا‪ .‬قَ ا َل‪:‬‬ ‫صيَا ُح ُك َما؟ قَاالَ فَ َع ْلنَا َذلِ َ‬‫ى َش ْى ٍء ا ْشتَ َّد ِ‬ ‫ال الرَّبُّ َع َّز َو َجلَّ‪ :‬أَ ْخ ِرجُوهُ َما‪ .‬فَلَ َّما أُ ْخ ِر َجا قَا َل لَهُ َما‪ :‬ألَ ِّ‬ ‫صيَا ُحهُ َما‪ ،‬فَقَ َ‬ ‫ا ْشتَ َّد ِ‬
‫ان فَي ُْلقِى أَ َح ُدهُ َما نَ ْف َس هُ فَيَجْ َعلُهَ ا َعلَ ْي ِه بَ رْ دًا َو َس الَ ًما؛ َويَقُ و ُم‬ ‫ار‪ .‬فَيَ ْنطَلِقَ ِ‬
‫ْث ُك ْنتُ َما ِمنَ النَّ ِ‬‫إِ َّن َرحْ َمتِى لَ ُك َما أَ ْن تَ ْنطَلِقَا فَتُ ْلقِيَا أَ ْنفُ َس ُك َما َحي ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ك؟ فيَق ولُ‪ :‬يَ ا َربِّ إِنى ألرْ ُج و أ ْن الَ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ص ا ِحبُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ك َك َم ا ألقى َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ك أ ْن تلقِ َى نَف َس َ‬ ‫َ‬ ‫اآلخَ ُر فَالَ ي ُْلقِى نَ ْف َسهُ‪ .‬فَيَقُو ُل لَهُ الرَّبُّ َع َّز َو َج لَّ‪َ :‬م ا َمنَ َع َ‬
‫ك َر َجاؤُكَ‪ .‬فَيَ ْد ُخالَ ِن َج ِميعًا ْال َجنَّةَ بِ َرحْ َم ِة هللاِ‪.‬‬ ‫تُ ِعي َدنِى فِيهَا بَ ْع َد َما أَ ْخ َرجْ تَنِى‪ .‬فَيَقُو ُل لَهُ الرَّبُّ ‪ :‬لَ َ‬

‫الثاني‪ :‬دراسة اإلسناد‬


‫ص ٍر‬‫س َو ْي ُد بْنُ نَ ْ‬
‫ُ‬
‫االسم‪ :‬سويد بن نصر بن سويد المروزي‪ ،‬أبو الفضل الطوساني ويعرف بالشاه‪.‬‬
‫الشيوخ‪ :‬عَبد هللا بن المبارك وسفيان بن ُعيَ ْينَة المكي وعبد الكبير بن دينار الصائغ وغيرهم‪.‬‬
‫ي والنَّ َسائي وأبو إسحاق إبراهيم بن ُسلَيْمان الخواص وغيرهم‪.‬‬ ‫التالميذ‪ :‬التِّرْ ِم ِذ ّ‬
‫َّ‬
‫أقوال العلماء‪ :‬قال الن َسائي‪ :‬ثقة‪ .‬وذكره ابنُ ِحبَّان في كتاب الثقات‪ .‬وقال الحافظ في التقريب‪ :‬ثقة من العاشرة‪.‬‬
‫سنة الوفاة‪ :‬مات سنة أربعين ومئتين (‪ )240‬وهو ابن إحدى وتسعين (‪ )91‬سنة‪.‬‬

‫َع ْب ُد هللاِ‬
‫االسم‪ :‬عبدهللا بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي موالهم أبو عبد الرحمن المروزي‪.‬‬
‫الشيوخ‪ِ :‬ر ْش ِدينُ بْنُ َس ْع ٍد ال ِمصْ ِري وأبان بن تغلب وأبان بن عَبد هللا البجلي وغيرهم‪.‬‬
‫التالميذ‪ :‬س َُو ْي ُد بْنُ نَصْ ٍر والثوري ومعمر بن راشد وغيرهم‪.‬‬
‫أقوال العلماء‪ :‬وقال ابن الجني د عن ابن معين‪ :‬ك ان كيس ا متثبت ا ثق ة وك ان عالم ا ص حيح الح ديث‪ .‬وق ال العجلي‪ :‬ثق ة ثبت في‬
‫الحديث رجل صالح وكان جامعا للعلم‪ .‬وقال الحافظ في التقريب‪ :‬ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاه د جمعت في ه خص ال الخ ير من‬
‫الثامنة‪.‬‬
‫سنة الوفاة‪ :‬مات سنة إحدى وثمانين (‪ )181‬وله ثالث وستون (‪ )63‬سنة‪.‬‬

‫س ْع ٍد‬
‫ش ِدينُ بْنُ َ‬
‫ِر ْ‬
‫االسم‪ :‬رشدين بن سعد بن مفلح بن هالل المهرى أبو الحجاج المصري‪.‬‬
‫الشيوخ‪ :‬عبد الرحمن بن أبي زياد بْنُ أَ ْن ُع َم وزبان بن فائد وأبي هانئ حميد بن هانئ وغيرهم‪.‬‬
‫التالميذ‪ :‬عبدهللا بن المبارك ومروان بن محمد وابنه عبد القاهر بن رشدين‪.‬‬
‫أقوال العلماء‪ :‬قال عمرو ابن علي وأبو زرعة‪ :‬ض عيف الح ديث وق ال أب و ح اتم منك ر الح ديث وفي ه غفل ة‪ .‬وق ال الحاف ظ في‬
‫التقريب‪ :‬ضعيف من السابعة‪.‬‬
‫سنة الوفاة‪ :‬مات سنة ثمان وثمانين (‪ )188‬وله ثمان وسبعون (‪ )78‬سنة‪.‬‬

‫ابْنُ أَ ْن ُع َم‬
‫االسم‪ :‬عبدالرحمن بن زياد بن أنعم بن ذرى بن يحمد بن معد يكرب بن أسلم بن منبه بن النمادة بن حيوي ل الش عباني أب و أي وب‬
‫ويقال أبو خالد االفريقي القاضي‪.‬‬
‫الشيوخ‪ :‬أَبُو ع ُْث َمانَ مسلم بن يسار الطنبذي وأبيه زياد بن أنعم وأبو عبدالرحمن الحبلى وغيرهم‪.‬‬
‫التالميذ‪ِ :‬ر ْش ِدينُ بْنُ َس ْع ٍد والثوري وابن لهيعة وغيرهم‪.‬‬
‫أقوال العلماء‪ :‬قال الترمذي ضعيف عند أهل الحديث ضعفه يحيى القطان وغيره‪ .‬وق ال النس ائي ض عيف‪ .‬وق ال ابن خزيم ة ال‬
‫يحتج به‪ .‬وقال الحافظ في التقريب‪ :‬ضعيف في حفظه من السابعة‪.‬‬
‫سنة الوفاة‪ :‬مات سنة ست وخمسين (‪.)156‬‬

‫أَبِو ُع ْث َمانَ‬
‫االسم‪ :‬مسلم بن يسار المصري أبو عثمان الطنبذي ويقال االفريقي مولى االنصار‪.‬‬
‫الشيوخ‪ :‬أَبُو هُ َر ْي َرةَ وابن عمر وسفيان بن وهب الخوالني‪.‬‬
‫التالميذ‪ :‬عبد الرحمن بن زياد ابن أنعم وأبو هانئ حميد بن هانئ وبكر بن عمرو وغيرهم‪.‬‬
‫أقوال العلماء‪ :‬ذكره ابن حبان في الثقات‪ .‬وقال الدار قطني‪ :‬يعتبر به‪ .‬وقال الحافظ في التقريب‪ :‬مقبول من الرابعة‪.‬‬

‫أَبُو ه َُر ْي َرةَ‬


‫االسم‪ :‬أبو هريرة الدوسي اليماني‪ ،‬الصحابي الجليل‪ .‬اختلف في اسمه واسم أبيه اختالفا كثير فقيل اسمه عبد ال رحمن بن ص خر‬
‫وقيل غير ذلك‪.‬‬
‫الشيوخ‪ :‬النبي صلى هللا عليه وآله وسلم عن أبي بكر وعمر والفضل بن عباس بن عبد المطلب وغيرهم‪.‬‬
‫التالميذ‪ :‬أبو عثمان الطنبذي وابن عباس وابن عمر وأنس وغيرهم‪.‬‬
‫سنة الوفاة‪ :‬سنة ‪ 58‬هـ وقيل‪.59 :‬‬

‫درجة اإلسناد‬
‫سويد بن نصر ثقة‪ .‬وعبدهللا بن المبارك ثقة ثبت‪ .‬ورشدين بن سعد ضعيف‪ .‬وعبدالرحمن بن زياد بن أنعم ضعيف‪ .‬وأبو عثم ان‬
‫مسلم بن يسار المصري الطنبذي مقبول من الرابعة‪ .‬وأبو هريرة صحابي جليل‪ .‬وهذا اإلسناد ضعيف بض عف رش دين بن س عد‬
‫وابن أنعم‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬قضايا الحديث والتعليق عليه‬


‫قال المباركفوري‪ :‬الصيح والصيحة والصياح بالكسر والضم والص يحان محرك ة الص وت بأقص ى الطاق ة‪ .‬وق ال الطي بي‪ :‬ف إن‬
‫قلت‪ :‬كيف يجوز حمل االنطالق إلى النار وإلقاء النفس فيها على الرحم ة؟ قلت‪ :‬ه ذا من حم ل الس بب على المس بب‪ .‬وتحقيق ه‪:‬‬
‫أنهما لما فرطا في جنب هللا وقصرا في العاجل ة في امتث ال أم ره أم را هنال ك باالمتث ال في إلق اء أنفس هما في الن ار‪ ،‬إي ذانا ب أن‬
‫الرحمة إنما هي مترتبة على امتثال أمر هللا عز وجل‪ .‬اهـ وقوله‪ :‬فيجعلها عليه بردا وس الما‪ :‬أي كم ا جعله ا ب ردا وس الما على‬
‫إبراهيم‪ .‬وقال القاري‪ :‬األول امتثل بالخوف والعمل‪ ،‬والثاني عمل بالعلم واألمل‪ .‬وكل منهما دخل الجنة برحمة هللا تعالى‪.‬‬

You might also like