‫خــالصــة‬

‫خطب ورسائل‬
‫الســيد الفريق أحمـــد ڤايـــد‬
‫صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفاع‬
‫الوطنــي‪ ،‬رئيــس أركان‬
‫الجـــيش الوطنــي الشعـــبي‬

‫من مارس إلى ديسمبر ‪2019‬‬

 ‫إنجاز مديرية اإليصال واإلعالم والتوجيه‬
‫تصميم المركز الوطني للمنشورات العسكرية‬

‫الطباعة الشعبية للجيش (‪)EPA‬‬

‫الـطبـعة األولـى ‪ -‬ديسمبر ‪2019‬‬
 ‫«�إننا على يقني تام �أنه ال خوف على وطن يت�شبع‬
‫�أفراد جي�شه بقيم تاريخهم الوطني املجيد‪ ،‬ويعتربون‬
‫تثمني عـبـره واال�ستفادة من درو�سه‪ ،‬مبثابة النربا�س الذي‬
‫يهتدون بنوره نحو امتالك املزيد من القوة التي بها‬
‫حتفظ هيبة اجلزائر وت�صان �سيادتها الوطنية ووحدتها‬
‫الرتابية وال�شعبية»‪.‬‬

‫السيد الفريق أحمـد ڤايـد صالح‪ ،‬نائب وزير الدفاع‬

‫الوطنـي‪ ،‬رئـيس أركان الجــيش الوطنـي الشعــبي‬
 ‫تقـــديـــــم‬

‫فــي مســيرة األمــم والشــعوب محطــات وهاجــة أنــارت دربهــا‬

‫وصنعــت مجدهــا وكبرياءهــا‪ ،‬لكــن فــي مســيرتها أيضــا منعرجــات‬
‫عاصفــة كادت أن تهــز أركانهــا وتزعــزع أسســها وتشــتت وحدتهــا‪،‬‬
‫لــوال مواقــف ُثلّــة مــن رجالهــا الوطنيــن األوفيــاء‪ ،‬الذيــن ســجلوا‬
‫أســماءهم بأحــرف ناصعــة علــى صفحــات تاريــخ بلدانهــم والتاريــخ‬
‫اإلنســاني‪ ،‬ليبقــوا خالديــن فــي ذاكــرة أوطانهــم وذاكــرة األجيــال‬
‫المتالحقــة علــى مــرّ العصــور‪.‬‬

‫الجزائــر‪ ،‬وبوجودهــا الضــارب فــي عمــق التاريــخ‪ ،‬تحتفــظ‬

‫لنــا بأســماء قــادة شــيَّدوا دوال فرضــت نفســها علــى الصعيديــن‬
‫اإلقليمــي والدولــي‪ ،‬مــن نوميديــا إلــى فتــح األندلــس ثــم الدولــة‬
‫الموحديــة فمشــروع بنــاء الدولــة الجزائريــة الحديثــة مــع األميــر‬
‫عبــد القــادر والحــاج أحمــد بــاي‪ ،‬وفــي فتــرة الحقــة مــع بوعمامــة‬
‫والمقرانــي والشــيخ الحــداد والشــيخ أخامــوخ وفاطمــة نســومر‬
‫وآخريــن خــال الثــورات الشــعبية ضــد االحتــال الفرنســي‪ ،‬كان‬
‫الجيــش يمثــل الركيــزة األساســية لــكل المشــاريع التــي حملتهــا‬
‫هــذه المقاومــات‪ ،‬والتــي كانــت ترمــي إلــى اســتعادة االســتقالل‬
‫وبنــاء الدولــة الجزائريــة الحــرة والســيدة‪.‬‬

‫مــن تراكــم هــذه التجــارب‪ ،‬انبثــق جيــش التحريــر الوطنــي‪،‬‬

‫الــذي خــاض ثــورة عظيمــة تجنــد فيهــا كل الوطنييــن المخلصيــن‬
‫مــن أبنــاء الشــعب الجزائــري حــول مشــروع اســتعادة االســتقالل‬

‫‪3‬‬
‫وبنــاء الدولــة الجزائريــة‪ ،‬التــي ســتبقى علــى الــدوام مرتبطــة‬
‫بنوفمبــر ورجالــه الخيريــن و الصديقيــن‪.‬‬

‫خــال هــذه الفتــرة األخيــرة‪ ،‬وبعــد التطــور الكبيــر والنوعــي‬

‫الــذي عرفــه‪ ،‬دَ َّعـ َم الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر‬
‫الوطنــي تمســكه بطابعــه الجمهــوري وبكونــه األداة الوطنيــة التــي‬
‫تتمحــور حولهــا مهــام الدفــاع واألمــن الوطنيين‪ ،‬حيــث يواصل بكل‬
‫بســالة والتــزام‪ ،‬وإلــى غايــة اليــوم‪ ،‬مواجهــة التحديــات والتهديــدات‬
‫اإلرهابيــة علــى الحــدود ومكافحــة الجريمــة المنظمــة بكل أشــكالها‪،‬‬
‫َ‬
‫يضطلِ ـ ُع بــه فــي المســاهمة فــي‬ ‫إلــى جانــب الــدور الكبيــر الــذي‬
‫التنميــة الوطنيــة وترقيــة النســيج الصناعــي مــن خــال إنجــاز‬
‫مجمّعــات صناعيــة فعالــة‪ ،‬ومــا يوليــه مــن عنايــة للبحــث العلمــي‬
‫والتطويــر التكنولوجــي فــي مختلــف المجــاالت العســكرية‪.‬‬

‫وتأكيــدا علــى أصالــة انتمائــه إلــى جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬لم‬

‫يتــوان الجيــش الوطنــي الشــعبي ُم َم َثـاً بقيادتــه الرشــيدة والحكيمــة‬
‫فــي تبنــي المطالــب المشــروعة التــي عبر عنهــا الشــعب الجزائري‪،‬‬
‫والعمــل علــى تحقيقهــا فــي اإلطــار الدســتوري‪ ،‬مــع التصــدي‬
‫لــكل المحــاوالت التــي أرادت وتريــد التالعــب بأمــن الجزائــر‬
‫واســتقرارها‪.‬‬

‫فــي هــذا الســياق‪ ،‬فــإن المرحلــة الفارقــة والحساســة التــي تمــر‬

‫بهــا بالدنــا‪ ،‬ســ ُتدوَّ ن فــي حوليــات التاريــخ الــذي ســيحفظ‪ ،‬دون‬
‫أدنــى شــك‪ ،‬موقــف الجيــش الوطنــي الشــعبي وقيادتــه الوطنيــة‬

‫‪4‬‬
‫النوفمبريــة المخلصــة للوطــن والوفيــة للشــعب‪ ،‬التــي وقفــت‬
‫شــامخة أمــام كل التحديــات التــي حملتهــا هــذه الحقبــة العصيبــة‪،‬‬
‫وســدا منيعــا أمــام أعــداء الجزائــر وكل مــن حاولــوا المســاس بأمــن‬
‫بالدنــا‪ ،‬فأفشــلت مخططاتهــم لضــرب وحدتهــا واســتقرارها وتفتيــت‬
‫مقوماتهــا الوطنيــة األصيلــة ‪.‬‬

‫لقــد أدركــت القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي أن هنــاك‬

‫مؤامــرة تحــاك فــي الخفــاء ضــد الجزائــر وشــعبها‪ ،‬تــم الكشــف عــن‬
‫خيوطهــا وحيثياتهــا فــي الوقت المناســب وإفشــالها وفق اســتراتيجية‬
‫محكمــة علــى مراحــل‪ ،‬وذلك بفضــل حكمة وروّ ية وفراســة المجاهد‬
‫الســيد الفريــق نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪ ،‬رئيــس أركان الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي وتبصــره وبعــد نظــره وإدراكــه العميــق لمســار‬
‫األحــداث واستشــراف تطوراتهــا وأبعادهــا اإلقليميــة والدوليــة‪،‬‬
‫متعهــداً أمــام هللا والشــعب والتاريــخ بمرافقــة الشــعب ومؤسســات‬
‫الدولــة فــي ظــل الشــرعية الدســتوري ّة‪ ،‬وقــد وفــى بالعهــد‪ ،‬منتهجــا‬
‫وهــو يخاطــب المواطنيــن المخلصيــن األوفيــاء الخطــاب الواضــح‬
‫والصريــح الــذي علمتــه إيــاه ثورتنــا التحريريــة المباركــة‪ ،‬فــكل‬
‫خطاباتــه كانــت نابعــة مــن مبــدأ الوطنيــة الحقــة المتأصلــة‪ ،‬حيــث‬
‫ســادها الثبــات علــى الموقــف وصــدق التوجــه‪ ،‬فكانــت نتيجتهــا‬
‫الطبيعيــة التفــاف الشــعب برمتــه حــول جيشــه وحــول مقاربتــه‬
‫الشــاملة والمتكاملــة ووقوفــه معــه وقفــة رجــل واحــد يطبعهــا‬
‫التضامــن والتالحــم والفهــم المشــترك والواعــي لمــا يجــري فــي‬
‫البــاد‪ ،‬وانعكاســاته علــى مســتقبلها‪ ،‬وهــي وقفــة تاريخيــة قدمــت‬
‫أروع الــدروس فــي الوفــاء واإلخــاص للوطــن‪ ،‬وديعــة الشــهداء‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫الــذي يبقــى إلــى األبــد يســمو فــوق كل االعتبــارات مهمــا كانــت‬
‫الظــروف واألحــوال‪.‬‬

‫فمثلمــا وهــب هللا تعالــى للجزائــر رجــاال أبطــاال بــررة حــرروا‬

‫وطننــا مــن براثــن المســتدمر البغيــض‪ ،‬وخلصــوا شــعبنا مــن أغالل‬
‫القهــر واالســتعباد‪ ،‬وهبهــا اليــوم أيضــا رجــاال شــرفاء ال ينتصــرون‬
‫لغيــر مصلحــة الجزائــر وشــعبها األبــي وال والء لهــم إال هلل ثــم‬
‫للوطــن‪ ،‬واضعيــن ُنصْ ــب أعينهــم صــون أمانــة الشــهداء األبــرار‬
‫وحفــظ مســتقبل أبنــاء الجزائــر الذيــن يتطلعــون دومــا لغــد مشــرق‬
‫واعــد فــي كنــف التطــور والرقــي واألمــن واالســتقرار‪.‬‬

‫فــي هــذا اإلطــار‪ ،‬وتثمينــا للموقــف التاريخــي للقيــادة العليــا‬

‫للجيــش الوطنــي الشــعبي وجهودهــا الوطنيــة الصادقــة والمخلصــة‬
‫للحفــاظ علــى ســيادة الجزائــر ووحدتهــا الترابية والشــعبية‪ ،‬تتشــرف‬
‫مديريــة اإليصــال واإلعــام والتوجيــه ألركان الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪ ،‬بنشــر فحــوى مداخــات المجاهــد الســيد الفريــق أحمــد‬
‫قايــد صالــح منــذ بدايــة الهبــة الشــعبية الســلمية بتاريــخ ‪ 22‬فبرايــر‬
‫‪ ،2019‬وكــذا افتتاحيــات مجلــة الجيــش التــي رافقــت بالتحليــل هــذه‬
‫الخطابــات‪ ،‬لتكــون منهــا تســتلهم منــه األجيــال المتالحقــة الــدروس‬
‫والعبــر وقيــم اإلخــاص والوفــاء للوطــن‪.‬‬

‫مديرية اإليصال واإلعالم والتوجيه‪/‬أ ج و ش‬

‫‪6‬‬
 ‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمــل والتفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية الثالثــة فــي الفتــرة‬
‫مــن ‪ 18‬إلــى ‪ 21‬مــارس ‪.2019‬‬

‫«لقــد أثبــت الشــعب الجزائــري اليــوم‪ ،‬فــي هــذه الظــروف الحاليــة‪ ،‬حسّــا‬
‫وطن ّيــا بــل وحضار ّيــا بالــغ الرّ فعــة‪ ،‬ين ـ ّم عــن وعــي شــعبي عميــق أذهــل الجميــع‬
‫فــي كافــة أصقــاع العالــم‪ ،‬ففــي ظــل هــذا الوعــي المــدرك لقدســية الوطــن وألمنــه‬
‫واســتقراره‪ ،‬أج ـ ّدد اليــوم مــا تعهــدت بــه أمــام هللا وأمــام الشــعب وأمــام التاريــخ‪،‬‬
‫بــأن الجيــش الوطنــي الشــعبي ســيكون دومــا‪ ،‬وفقــا لمهامــه‪ ،‬الحصــن الحصيــن‬
‫للشــعب والوطــن فــي جميــع الظــروف واألحــوال‪ ،‬فــكل ذي عقــل وحكمــة‪ ،‬يــدرك‬
‫بحســه الوطنــي وببصيرتــه البعيــدة النظــر‪ ،‬بــأن لــكل مشــكلة حــل‪ ،‬بــل‪ ،‬حلــول‪،‬‬
‫فالمشــاكل مهمــا تعقــدت لــن تبقــى مــن دون حلــول مناســبة‪ ،‬بــل‪ ،‬ومالئمــة‪ ،‬هــذه‬

‫‪7‬‬
‫الحلــول التــي نؤمــن أشــ ّد اإليمــان بأنهــا تتطلــب التحلــي بــروح المســؤولية مــن‬
‫أجــل إيجــاد الحلــول فــي أقــرب وقــت‪ ،‬بــإذن هللا تعالــى وقوتــه‪.‬‬
‫إنّ األمــل فــي أن تبقــى الجزائــر دائمــا وأبــدا فــوق كل التحديــات‪ ،‬هــو أمــل‬
‫قائــم ودائــم‪ ،‬أمــل يتجــدد فــي النفــوس والوجــدان وينبعــث فــي القلــوب واألذهــان‪،‬‬
‫أمــل يحمــل فــي طياتــه البشــرى بغــد أفضــل وبالقــدرة علــى ربــح الرهانــات كل‬
‫الرهانــات‪ ،‬هــذا االستبشــار بالمســتقبل األفضــل الــذي يفتخــر الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪ ،‬بأنــه مــن ص ّناعــه‪ ،‬وبأنــه يســتلهم هــذه القــدرة مــن قربــه مــن شــعبه ومــن‬
‫خــزان التقــارب الــذي يختزنــه هــذا الشــعب العظيــم حيــال قواتــه المســلحة‪.‬‬

‫لقــد تخلّــل تاريــخ الجزائــر العديــد مــن األزمــات والمحــن ومــرّ بفتــرات صعبــة‬
‫تعــرّ ض الشــعب الجزائــري عبرهــا ألبشــع صــور اإلجــرام المقترفــة فــي حقــه‬
‫طيلــة فتــرة االحتــال الفرنســي الغاشــم‪ ،‬وعانــى بعــد ذلــك بجلــد وصبــر شــديدين‬
‫مــن ويــات اإلرهــاب الهمجــي ألكثــر مــن عشــرية مــن الزمــان‪ ،‬وســجّ ل الشــعب‬
‫الجزائــري خــال هــذه المحــن‪ ،‬إســمه فــي ســجل التاريــخ‪ ،‬كتبــت بدمــاء قوافــل‬
‫الشــهداء وبفضــل الــروح البطوليــة وروح التضحيــة ونكــران الــذات التــي تحلــى‬
‫بهــا هــؤالء األفــذاذ‪ ،‬وخرجــت الجزائــر رغــم ك ّل ذلــك منتصــرة‪ ،‬بــل وأكثــر قــوة‬
‫وصالبــة تنعــم باألمــن والســلم واالســتقرار‪.‬‬

‫ولطالمــا ر ّكــزت فــي مداخالتــي علــى العالقــة الوطيــدة التــي تربــط الشــعب‬
‫الجزائــري بجيشــه‪ ،‬الــذي هــو جــزء ال يتجــزأ منــه‪ ،‬ومــن هــذا المنطلــق بالــذات‪،‬‬
‫فــإن ثقتــي فــي حكمــة هــذا الشــعب‪ ،‬وفــي قدرتــه علــى تجــاوز كافــة الصعــاب مهمــا‬
‫كانــت طبيعتهــا‪ ،‬غيــر محــدودة بــل ومطلقــة‪ ،‬وإ ّنــي علــى يقيــن تــا ّم أن الشــعب‬
‫الجزائــري‪ ،‬الــذي لطالمــا وضــع مصالــح البــاد فــوق كل اعتبــار‪ ،‬يحــوز ويملــك‬
‫مــن اإلمكانيــات الضروريــة لجعــل بلــده يتفــادى أيّ وضــع صعــب مــن شــأنه أن‬
‫يســتغل مــن قبــل أطــراف أجنبيــة إللحــاق الضــرر بــه»‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫«فثمــار اإلخــاص ال تفنــى وال تــزول ويبقــى عطرهــا تفــوح منــه رائحــة العمــل‬
‫المخلــص هلل وللوطــن‪ ،‬فهــذه الرائحــة العطــرة والطيبــة‪ ،‬هــي التــي يحملهــا شــهر‬
‫مــارس كل ســنة إلــى الشــعب الجزائــري‪ ،‬فهــو شــهر الشــهداء‪ ،‬شــهر تجلــت فيــه‬
‫األعمــال ذات المقاصــد النبيلــة والنيــات الصافيــة‪ ،‬شــهر عبــر خاللــه الشــعب‬
‫الجزائــري عــن مكنونــه ومخزونــه مــن كنــوز الصــدق فــي العمــل واإلخــاص هلل‬
‫والوطــن‪ ،‬فعظــم عــدد الشــهداء فيــه بســم هللا ومــن أجــل الوطــن‪ ،‬وعظــم إصــرار‬
‫المجاهديــن بــل وجعلــوا مــن أنفســهم فــي هــذا الشــهر المنعــرج والمحطــة‪ ،‬مشــاريع‬
‫شــهادة أو مشــاريع نصــر مبيــن‪ ،‬فاســتجاب هللا تعالــى لــذوي النوايــا الحســنة‪،‬‬
‫فمنهــم مــن نــال شــرف الشــهادة ومنهــم مــن نــال شــرف النصــر‪ ،‬فاســتحق بذلــك‬
‫هــذا الشــهر المبــارك بــأن يكنــى بشــهر الشــهداء وبشــهر تحقيــق النصــر علــى‬
‫االســتعمار الفرنســي»‪.‬‬

‫‪« ‬إن التماشــي ال ّســليم مــع صلــب المهــام الموكلــة يتطلــب بالضــرورة االســتمرار‬
‫فــي اكتســاب‪ ،‬بــل امتــاك كا ّفــة عوامــل ومتطلبــات القــوّ ة التــي تصبــح الجاهزيــة‬
‫القتاليــة والعملياتيــة أحــد أهــم مظاهرهــا‪ ،‬بــل‪ ،‬أحــد أهــم شــواهدها الدالــة علــى‬
‫كثافــة الجهــود التطويريــة وفــي مقدمتهــا جهــد تنفيــذ كافــة مراحــل التحضيــر القتالــي‬
‫واســتيعاب برامجــه المختلفــة المســتويات‪ ،‬هــذا التحضيــر الذي يتع ّيــن أن يراعى فيه‬
‫دومــا كافــة المســتجدات ذات الصلــة بالجوانــب التعليميــة والتكوينيــة والتحضيريــة‪.‬‬
‫فالتحضيــر القتالــي الجيــد يســتدعي بالضــرورة تدريبــا ج ّيــدا ويســتلزم بالضــرورة‬
‫أيضــا تكوينــا جيّــدا‪ ،‬فتــازم هــذه العوامــل التطويريــة وتكاملهــا فــي الغايــة‬
‫والمضمــون يســتدعي مــن كافــة اإلطــارات واألفــراد‪ ،‬كل فــي مجــال عملــه ونطــاق‬
‫مهامــه‪ ،‬أن يحرصــوا علــى إتمــام هــذه الجهــود والوصــول بهــا إلــى منتهاهــا‪،‬‬
‫وأنكــم تعلمــون جيــدا أن التكويــن الجيــد والتدريــب الجيــد والتحضيــر القتالــي الجيــد‬
‫هــو مفتــاح الرفــع مــن القــدرات القتاليــة للوحــدات واألفــراد وهــو بالتالــي مفتــاح‬
‫حُســن بلــوغ أرقــى درجــات التقــدم والتطــور المهنــي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ ‬ومــن هــذا المنظــور تحديــدا‪ ،‬ال بــ ّد مــن اإلشــارة إلــى أ ّننــا ننظــر فــي الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬إلــى دالالت التطــور الشــامل لقواتنــا المســلحة‪ ،‬نظــرة منطقيــة‬
‫وواقعيــة‪ ،‬بــل وشــديدة الطمــوح‪ ،‬تأخــذ فــي االعتبــار الضــرورة التصاعديــة لكافــة‬
‫المجهــودات المتكاملــة المبذولــة‪ ،‬وأخــصّ ّ‬
‫بالذكــر هنــا جهــد التحضيــر القتالــي‪،‬‬
‫الــذي بلغــت فيــه وحداتنــا حتــى اآلن درجــة عاليــة مــن حيــث هضــم واســتيعاب‬
‫البرامــج اإلعداديــة والتدريبيــة الســنوية الموضوعــة‪ ،‬والتماريــن التكتيكيــة‬
‫المجــراة‪ ،‬وعبّــدت الطريــق لبلــوغ آفــاق واعــدة نســتطيع مــن خاللهــا تحقيــق‬
‫مســتويات تطويريــة رفيعــة تتوافــق فعليــا مــع طموحــات الجيــش الوطنــي الشــعبي‪.‬‬
‫فتحقيقــا لهــذه األهــداف المأمولــة‪ ،‬التــي يعتبــر نجــاح المســار التطويــري لقواتنــا‬
‫المســلحة جــزء ال يتجــزأ منهــا‪ ،‬قمنــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ببــذل كافــة‬
‫الجهــود وفــي جميــع مجــاالت المهنــة العســكرية ســواء فــي المجــال التكوينــي‬
‫والتحضيــري‪ ،‬أو فــي المجــال التجهيــزي أو فــي المجــال المنشــآتي‪ ،‬حيــث وفرنــا‬
‫كافــة أســباب التطــور وجميــع موجبــات التحديــث‪ ،‬وكل عوامــل ترقيــة الجانــب‬
‫العملياتــي والقتالــي لقــوام المعركــة للجيــش الوطنــي الشــعبي‪.‬‬

‫ولقــد أولينــا فــي هــذا الشــأن رعايــة شــديدة ومســتحقة النتهــاج أســلوب االســتفادة‬
‫العقالنيــة مــن كافــة هــذه الوســائل المتوفــرة‪ ،‬مــع الســعي ال ّدائــم إلــى حســن توظيــف‬
‫كا ّفــة المعــارف العلميــة والتكنولوجيــة المكتســبة‪ ،‬هــذا عــاوة علــى ضــرورة‬
‫ا ّتســام كافــة مكونــات جيشــنا بالطابــع العملــي والمهنــي المتكامــل والمنســجم‪،‬‬
‫الــذي يُراعــى فيــه تســخير كل الخصوصيــات الميدانيــة لفائــدة تحقيــق األهــداف‬
‫اإلســتراتيجية المرســومة»‪.‬‬

‫«لقــد أصبحــت الجزائــر‪ ،‬ونحمــد هللا تعالــى علــى ذلــك‪ ،‬قــدوة يقتــدى بهــا ليــس فقــط‬
‫فــي مجــال مكافحــة اإلرهــاب وقدرتهــا علــى إفشــال رهاناتــه الخاســرة بفضــل ذلــك‬
‫الرصيــد الغنــي بالتجــارب والخبــرات التــي اســتطاع الجيــش الوطنــي الشــعبي أن‬
‫يحــوز عليــه ســنة بعــد ســنة‪ ،‬ويوظفــه توظيفــا ســليما وصائبــا فــي مجــال محاربــة‬

‫‪10‬‬
‫هــذه اآلفــة‪ ،‬وإنمــا أيضــا فــي مجــال التحكــم الكامــل فــي حمايــة حدودنــا الوطنيــة‬
‫مــن جميــع اآلفــات‪ ،‬وفقــا لإلســتراتيجية الشــاملة والمتكاملــة المتبنــاة‪.‬‬
‫فعندمــا نتكلــم عــن الخبــرات والتجــارب فإننــا ال نعنــي فقــط الجانــب المــادي‬
‫والمناهــج الناجعــة المســتعملة‪ ،‬وإنمــا نعنــي باألســاس تلــك العزيمــة القويــة واإلرادة‬
‫الصلبــة التــي تحلــت بهــا قواتنــا المســلحة رفقــة كافــة األســاك األمنيــة األخــرى‬
‫وإصرارهــا علــى تحييــد الضــرر اإلرهابــي‪ ،‬وتخليــص بلدنــا مــن شــروره‪.‬‬

‫إن دوركــم كإطــارات ذات مســتويات قياديــة متعــددة الدرجــات والمجــاالت‪،‬‬

‫هــو دور محــوري وشــديد األهميــة ننتظــر بــأن يكــون لــه األثــر الطيــب علــى‬
‫مســتوى المجــرى العــام للمهــام الموكلــة لقواتنــا المســلحة فــي إقليــم الناحيــة‬
‫العســكرية الثالثــة‪ ،‬فــي مجــال الحــرص علــى التنفيــذ الدقيــق لبرامــج التحضيــر‬
‫القتالــي بمــا يفــي بمهمــة اســتيعاب األفــراد لمضاميــن هــذه البرامــج ويفــي أيضــا‬
‫باكتســاب القــدرة علــى التطبيــق الميدانــي لمــا تعلمــوه‪ ،‬فالفــرد المتكــون جيــدا‬
‫هــو فــرد متمــرس مهنيــا‪ ،‬والتمــرس المهنــي يعنــي بالضــرورة امتــاك الفــرد‬
‫العســكري‪ ،‬فــي أي موقــع مهنــي كان‪ ،‬لمقومــات أداء المهــام الموكلــة علــى النحــو‬
‫األسلم واألصوب‪.‬‬

‫فاإلطــار هــو المســؤول األول عــن نوعيــة النتائــج المحققــة مــن طــرف مرؤوســيه‪،‬‬
‫والبــد مــن اإلشــارة هنــا إلــى أن هنــاك عوامــل متعــددة ذات صلــة بامتــاك األفــراد‬
‫لزادهــم المهنــي الصحيــح بــل والرفيــع المســتوى‪ ،‬هــذه العوامــل التــي يتعيــن علــى‬
‫اإلطــار أن يأخذهــا فــي االعتبــار‪ ،‬مــن بينهــا أن يعــي الفــرد العســكري حيويــة‬
‫المهــام الموكلــة إليــه ويــدرك ضــرورة االجتهــاد مــن أجــل امتــاك القــدرة المهاريــة‬
‫والنفســية والمعنويــة علــى أداء هــذه المهــام»‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ ‬كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية الرابعــة فــي الفترة‬
‫مــن ‪ 26‬إلــى ‪ 28‬مــارس ‪.2019‬‬

‫«إن الوضــع فــي بالدنــا يظــل حاليــا يتميــز بمســيرات شــعبية ســلمية‪ ،‬تنظــم‬
‫عبــر كامــل التــراب الوطنــي وتطالــب بتغييــرات سياســية‪ ،‬ورغــم أن هــذه المســيرات‬
‫قــد اتســمت‪ ،‬إلــى غايــة اآلن‪ ،‬بطابعهــا الســلمي والحضــاري‪ ،‬مؤكــدة بذلــك المســتوى‬
‫الرفيــع للشــعب الجزائــري ووعيــه ونضجــه‪ ،‬الــذي حافــظ علــى الســمعة الطيبــة التــي‬
‫تحظــى بهــا الجزائــر بيــن األمــم‪ ،‬إال أنــه وجــب التنبيــه إلــى أن هــذه المســيرات قــد‬
‫تســتغل مــن قبــل أطــراف معاديــة فــي الداخــل والخــارج‪ ،‬ذات النوايــا الســيئة‪ ،‬والتــي‬
‫تلجــأ إلــى القيــام بمنــاورات مشــبوهة بهــدف زعزعــة اســتقرار البــاد‪ ،‬لكــن الشــعب‬
‫الواعــي واليقــظ والفطــن ســيعرف كيــف يفشــل كافــة مخططاتهــا الدنيئــة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ ‬وبغيــة حمايــة بالدنــا مــن أي وضــع قــد ال تحمــد عقبــاه‪ ،‬يتعيــن علــى الجميــع العمــل‬
‫بوطنيــة ونكــران الــذات وتغليــب المصالــح العليــا للوطــن‪ ،‬مــن أجــل إيجــاد حــل‬
‫للخــروج مــن األزمــة‪ ،‬حـــــــاال‪ ،‬حــل ينــدرج حصــرا فــي اإلطــار الدســتوري‪ ،‬الــذي‬
‫يعــد الضمانــة الوحيــدة للحفــاظ علــى وضــع سياســي مســتقر‪.‬‬

‫وفــي هــذا اإلطــار ســبق لــي فــي العديــد مــن المــرات أن تعهــدت أمــام هللا والوطــن‬
‫والشــعب‪ ،‬ولــن أمــل أبــدا مــن التذكيــر بذلــك والتأكيــد علــى أن الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪ ،‬بصفتــه جيــش عصــري ومتطــور قــادر علــى أداء مهامــه بــكل احترافيــة‪،‬‬
‫وبصفتــه كذلــك الضامــن والحافــظ لالســتقالل الوطنــي والســاهر علــى الدفــاع عــن‬
‫الســيادة الوطنيــة والوحــدة الترابيــة وحمايــة الشــعب مــن كل مكــروه ومــن أي خطــر‬
‫محــدق‪ ،‬قلــت أن الجيــش الوطنــي الشــعبي ســيظل وفيــا لتعهداتــه والتزاماتــه ولــن‬
‫يســمح أبــدا ألي كان بــأن يهــدم مــا بنــاه الشــعب الجزائــري‪.‬‬
‫وفــي هــذا الســياق يتعيــن بــل يجــب تبنــي حــل يكفــل الخروج مــن األزمة‪ ،‬ويســتجيب‬
‫للمطالــب المشــروعة للشــعب الجزائــري‪ ،‬وهــو الحــل الــذي يضمــن احتــرام أحــكام‬
‫الدســتور واســتمرارية ســيادة الدولــة‪ ،‬حــل مــن شــأنه تحقيــق توافــق رؤى الجميــع‬
‫ويكــون مقبــوال مــن كافــة األطــراف‪ ،‬وهــو الحــل المنصــوص عليــه فــي الدســتور‬
‫فــي مادتــه ‪.»102‬‬
‫‪« ‬إننــا وإذ نســتحضر تلــك الرابطــة القويــة النابضــة بالحيــاة التــي تشــد الشــعب‬
‫الجزائــري لجيشــه‪ ،‬هــذه الرابطــة التــي يشــهد علــى قوتهــا ومتانتهــا ذلــك التفاعــل‬
‫العاطفــي الــذي مــا فتــئ يعبــر علــى نفســه مــن خــال صــور التضامــن بيــن الشــعب‬
‫وجيشــه أثنــاء المحــن والملمــات‪ ،‬فإننــا نجــزم بــأن الرابطــة التــي ال تنقطــع عراهــا فــي‬
‫الســراء والضــراء‪ ،‬ســتبقى دائمــا وأبــدا تربــط الجيــش الوطني الشــعبي بشــعبه في كافة‬
‫ربــوع الوطــن‪ ،‬وهــو ربــاط مقــدس يســتمد قدســيته المباركــة مــن خصوصيات الشــعب‬
‫الجزائــري ومــن مميــزات تاريــخ الجزائــر المجيــد وجغرافيتهــا المديــدة‪ ،‬فواجــب بعث‬
‫الطمأنينــة وراحــة البــال فــي قلــوب أبنــاء الشــعب الجزائــري‪ ،‬هــو واجــب وطنــي‬
‫نمنحــه فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي أهميــة قصــوى ونعمــل جاهديــن وبمثابــرة شــديدة‬

‫‪13‬‬
 ‫علــى أن نكــون دومــا فــي مســتوى هــذا الواجــب الوطنــي الرفيــع الشــأن‪.‬‬
‫فــا خــوف علــى حاضــر الجزائــر وعلــى مســتقبلها فــي ظــل هــذا الشــعب الواعــي‬
‫والمــدرك للمصلحــة العليــا لوطنــه‪ ،‬وال خــوف علــى الجزائــر وعلــى مســتقبلها فــي‬
‫ظــل هــذا الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬الــذي يتنفــس هــواء وطنــه ويخفــق قلبــه لــكل‬
‫ذرة مــن ترابــه المبــارك‪ ،‬فالوطــن الــذي أثبــت أبنــاؤه عبــر جميــع ربوعــه‪ ،‬وفــي كل‬
‫األوقــات‪ ،‬بأنهــم أبنــاء يمنحــون للعــزة واالعتــزاز بالوطــن مســاحته الفســيحة وحيــزه‬

‫الرحــب‪ ،‬وبأنهــم أشــداء علــى أعدائهــم رحمــاء بينهــم‪ ،‬قلــت هــذا الوطــن ســيعرف‬
‫كيــف يجتــاز هــذه المحــن واألزمــات‪ ،‬وأن الجيــش الوطنــي الشــعبي هــو مــن هــذه‬
‫الطينــة‪ ،‬ومــن هــذا المعــدن األصيــل‪ ،‬الــذي يعــرف فــي الوقــت المناســب كيــف يغلّــب‬
‫مصلحــة الوطــن علــى كافــة المصالــح األخــرى‪ ،‬وهــل هنــاك مصلحــة أعلــى مــن‬
‫مصلحــة الوطــن‪.‬‬

‫‪ ‬ولقــد اســتطاع جيشــنا قطــع خطــوات كبــرى فــي جميــع المجــاالت‪ ،‬غيــر أن طموحنا‬
‫إلــى تحقيــق المزيــد والمزيــد مــن األشــواط األخــرى علــى جميــع األصعــدة‪ ،‬يجعلنــي‬

‫‪14‬‬
‫اليــوم‪ ،‬بهــذه المناســبة الكريمــة‪ ،‬أؤكــد أمامكــم أنتــم أفــراد الناحيــة العســكرية الرابعــة‪،‬‬
‫علــى أهميــة مضاعفــة اليقظــة ومواصلــة العمــل علــى نفــس الوتيــرة وبــذات العزيمــة‬
‫علــى تجســيد مــا نصبــو إليــه مــن أهــداف‪ ،‬حمايــة لحدودنــا الوطنيــة‪ ،‬كافــة حدودنــا‬
‫الوطنيــة‪ ،‬الســيما وأن بالدنــا تعيــش وســط محيــط إقليمــي متوتــر وغيــر مســتقر‪،‬‬
‫يشــهد تفاقمــا كبيــرا لكافــة أنــواع اآلفــات بمــا فيهــا اإلرهــاب والجريمــة المنظمــة‬
‫بكافــة أشــكالها‪ ،‬والتــي تمثــل تحديــات كبــرى وجــب علينــا فــي الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي التصــدي لهــا بــكل حــزم وصرامــة‪ ،‬وفقــا لمهامنــا الدســتورية التــي لــم ولــن‬
‫نحيــد عنهــا أبــدا»‪.‬‬

‫«فاالهتمــام بنوعيــة الفــرد العســكري المتخــرج‪ ،‬هــو اهتمــام بالتأكيــد بــدور هــذا‬
‫الفــرد وبمســاهمته الفاعلــة فــي تقويــة جــدار وحصــن قواتنــا المســلحة‪ ،‬فالبلــد اآلمــن‬
‫والمطمئــن علــى حاضــر أبنائــه ومســتقبلهم‪ ،‬هــو ذلــك البلــد الــذي يمتلــك جيشــا قويــا‬
‫بــكل مــا تعنيــه هــذه العبــارة مــن معانــي ودالالت‪ ،‬وهنــا البــد لــي مــن التذكيــر‪ ،‬بــل‬
‫والتأكيــد علــى أن قــوة الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪،‬‬
‫يســتمدها أساســا مــن قــوة تركيبتــه البشــرية‪ ،‬التــي بقــدر مــا تتفانــى فــي اكتســاب كل‬
‫مقومــات التمــرس المهنــي والعملــي المتوافــق مــع المهــام المخولــة‪ ،‬فإنهــا تتفانــى‬
‫أيضــا وتعمــل جاهــدة علــى أن تكــون قــدوة حســنة ومثــاال طيبــا يقتــدى بــه فــي‬
‫حــب الوطــن والتضحيــة فــي ســبيله‪ ،‬وتلكــم ســلوكيات وخصــال تســاهم المؤسســات‬
‫التكوينيــة فــي غــرس بذورهــا فــي عقــول األفــراد وقلوبهــم‪ ،‬بــل‪ ،‬ال تكتفــي بغــرس‬
‫البــذور وإنمــا تواصــل مهمتهــا النبيلــة عبــر تنميــة هــذه الخصــال وترقيتهــا وجعلهــا‬
‫مرجعــا ثابتــا ومعيــارا حاســما مــن المعاييــر الواجــب االعتمــاد عليهــا عنــد التقييــم‬
‫الدراســي وحتــى المهنــي‪ ،‬وتلكــم مهمــة بــل مســؤولية شــديدة الحساســية يتعيــن علــى‬
‫هــذه المدرســة ومــن خاللهــا كافــة مؤسســات المنظومــة التكوينيــة‪ ،‬أن تحــرص علــى‬
‫أدائهــا وإتمامهــا علــى النحــو األنجــع واألصــوب»‪.‬‬
‫‪« ‬إن الحــس الوطنــي الــذي تتحلــون بــه أنتــم أفــراد الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل‬
‫جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬أنتــم أبنــاء الجزائــر الســيدة والحــرة والمســتقلة‪ ،‬إنمــا هــو‬

‫‪15‬‬
‫وليــد ذلــك الحــس التاريخــي الــذي يبقــى دومــا يمثــل ليــس فقــط مصــدر فخــر ومنبــع‬
‫اعتــزاز‪ ،‬وإنمــا أيضــا يمثــل شــاحنا معنويــا قويــا يدفــع بكــم وبكافــة أفــراد الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬بــل‪ ،‬وبكافــة أبنــاء الجزائــر‪ ،‬إلــى المزيــد مــن العمــل المثابــر وإلــى‬
‫المزيــد مــن العمــل المثمــر والمخلــص للجيــش وللوطــن‪.‬‬

‫‪ ‬وفــي هــذا اإلطــار فإننــا نحــرص أشــد الحــرص علــى تكريــم التاريــخ الــذي ال ســبيل‬
‫لــه ســوى التذكــر واالقتــداء‪ ،‬والــذي يبقــى ســبيله األول بالنســبة للجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪ ،‬هــو اإلصــرار علــى أن يكــون خيــر خلــف لخيــر ســلف‪ ،‬وحتــى يكــون خيــر‬
‫خلــف لخيــر ســلف‪ ،‬عليــه أن يجتهــد بإخــاص‪ ،‬مــن أجــل تحقيــق األهــداف النبيلــة‬
‫المســطرة‪».‬‬

‫«لقــد تــم توفيــر كافــة عوامــل النجــاح المطلوبــة وأنتــم تعلمــون ذلــك‪ ،‬وتمــت تهيئــة‬
‫كل ســبل التطــور المهنــي المحتــرف مــن حيــث التجهيــز والتكويــن والتحضيــر‬
‫والتحســيس‪ ،‬وإننــا نــدرك جيــدا أن كل هــذه الجهــود المبذولــة فــي الســنوات القليلــة‬
‫الماضيــة‪ ،‬علــى أكثــر مــن مســتوى‪ ،‬قــد أثمــرت نضجــا مهنيــا رفيعــا وتمرســا‬
‫قتاليــا وعملياتيــا عاليــا‪ ،‬وأنتجــت‪ ،‬أساســا‪ ،‬وعيــا شــديدا بحساســية المهــام الموكلــة‬
‫وبضــرورة أدائهــا علــى الوجــه األصــوب‪.‬‬

‫فبقــدر هــذا اإلرتيــاح الــذي نشــعر بــه كلمــا تفقدنــا األفــراد والوحــدات والنواحــي‬
‫والقــوات‪ ،‬فإننــا نبقــى دومــا نطلــب المزيــد‪ ،‬فالتحديات متوالــدة ومتســارعة‪ ،‬والجزائر‬
‫تســتحق مــن كافــة أبنائهــا فــي كافــة مواقعهــم‪ ،‬بــأن يكونــوا حصنهــا المنيــع‪ ،‬و هنــا‬
‫يكمــن ســبب ارتياحنــا ألننــا نشــعر فعــا‪ ،‬أن الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬هــو ســليل‬
‫فعلــي لجيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬فــا خــوف علــى وطــن يتشــبع أفــراد جيشــه بقيــم‬
‫تاريخهــم الوطنــي‪ ،‬ويعتبــرون تثميــن عبــره واإلســتفادة مــن دروســه‪ ،‬بمثابــة المنــارة‬
‫التــي يهتــدون بنورهــا علــى مســار امتــاك المزيــد مــن القــوة التــي بهــا ُتحفــظ هيبــة‬
‫الجزائــر و ُتصــان ســيادتها الوطنيــة ووحدتهــا الترابيــة والشــعبية»‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة ترؤســه‪،‬‬
‫يــوم ‪ 30‬مــارس ‪ ،2019‬اجتمــاع لدراســة تطــورات األوضــاع الســائدة‬
‫فــي البــاد‪ ،‬عقــب اقتــراح تفعيــل المــادة ‪ 102‬مــن الدســتور‪.‬‬

‫«ينــدرج اجتماعنــا هــذا فــي إطــار الحصيلــة العامــة للجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫وفقــا لمخطــط األعبــاء‪ ،‬خاصــة لدراســة تطــورات األوضــاع السياســية الســائدة فــي‬
‫بالدنــا‪ ،‬بعــد اقتــراح تفعيــل المــادة ‪ 102‬مــن الدســتور‪.‬‬
‫فكمــا تعلمــون‪ ،‬لقــد أكــدت فــي مداخلتــي يــوم ‪ 26‬مــارس ‪ 2019‬التــي ألقيتهــا‬
‫بالقطــاع العملياتــي جنــوب ‪ -‬شــرق جانــت بالناحيــة العســكرية الرابعــة‪ ،‬علــى‬
‫أن تطبيــق المــادة ‪ 102‬مــن الدســتور هــو الحــل األمثــل للخــروج مــن األزمــة‬
‫الحالية التي تمر بها البالد‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫هــذا االقتــراح الــذي يأتــي فــي إطــار المهــام الدســتورية للجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫بصفتــه الضامــن والحافــظ لالســتقالل الوطنــي والســاهر علــى الدفــاع عــن الســيادة‬
‫الوطنيــة والوحــدة الترابيــة وحمايــة الشــعب مــن كل مكــروه ومــن أي خطــر محــدق‪،‬‬
‫وفقــا للمــادة ‪ 28‬مــن الدســتور‪.‬‬

‫علــى ضــوء هــذه التطــورات‪ ،‬يبقــى موقــف الجيــش الوطنــي الشــعبي ثابتــا بمــا أنــه‬
‫ينــدرج دومــا ضمــن إطــار الشــرعية الدســتورية ويضــع مصالــح الشــعب الجزائــري‬
‫فــوق كل اعتبــار ويــرى دائمــا أن حــل األزمــة ال يمكــن تصــوره إال بتفعيــل المــواد‬
‫‪ 7‬و‪ 8‬و‪ 102‬مــن الدســتور‪» .‬‬

‫‪18‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة ترؤســه‪،‬‬
‫يــوم ‪ 02‬أفريــل ‪ ،2019‬اجتماعــا لمتابعــة التطــورات المرتبطــة باالقتــراح‬
‫الــذي تقــدم بــه الجيــش الوطنــي الشــعبي الرامــي إلــى تفعيــل المــواد‬
‫‪ 7‬و‪ 8‬و‪ 102‬من الدستور‪.‬‬

‫«ولقــد استحســن الشــعب الجزائــري ورحــب بهــذا المســعى‪ ،‬الــذي رأى فيــه‬
‫بــادرة خيــر وأمــل للخــروج مــن األزمــة‪ ،‬هــذه المبــادرة قدمهــا الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪ ،‬انطالقــا مــن إحساســه بالمســؤولية التاريخيــة تجــاه الشــعب والوطــن‪،‬‬
‫لكــن مــع األســف الشــديد قوبــل هــذا المســعى بالتماطــل والتعنــت بــل والتحايــل مــن‬
‫قبــل أشــخاص يعملــون علــى إطالــة عمــر األزمــة وتعقيدهــا‪ ،‬والذيــن ال يهـــــمهم‬
‫ســوى الحفــاظ علــى مصالحهــم الشــخصية الضيقــة غيــر مكترثيــن بمصالــح الشــعب‬
‫وبمصيــر البــاد‪.‬‬
‫إن المســاعي المبذولــة مــن قبــل الجيــش الوطنــي الشــعبي منــذ بدايــة األزمــة وانحيازه‬
‫الكلــي إلــى المطالــب الشــعبية‪ ،‬تؤكــد أن طموحــه الوحيــد هــو الســهر علــى الحفــاظ‬
‫علــى النهــج الدســتوري للدولــة‪ ،‬وضمــان أمــن واســتقرار البــاد وحمايــة الشــعب‬
‫مــن العصابــة التــي اســتولت بغيــر وجــه حــق علــى مقــدرات الشــعب الجزائــري‪،‬‬

‫‪19‬‬
‫وهــي اآلن بصــدد االلتفــاف علــى مطالبــه المشــروعة مــن خــال اعتمــاد مخططــات‬
‫مشــبوهة‪ ،‬ترمــي إلــى زعزعــة اســتقرار البــاد والدفــع بهــا نحــو الوقــوع فــي فــخ‬
‫الفــراغ الدســتوري‪.‬‬
‫‪ ‬وفــي الوقــت الــذي كان الشــعب الجزائــري ينتظــر بفــارغ الصبــر االســتجابة لمطالبه‬
‫المشــروعة‪ ،‬صــدر يــوم الفاتــح مــن أفريــل بيــان منســوب لرئيــس الجمهوريــة‪ ،‬لكنــه‬
‫فــي الحقيقــة صــدر عــن جهــات غيــر دســتورية وغيــر مخولــة‪ ،‬يتحــدث عــن اتخــاذ‬
‫قــرارات هامــة تخــص المرحلــة االنتقاليــة‪ ،‬وفــي هــذا الصــدد بالــذات‪ ،‬نؤكــد أن أي‬
‫قــرار يتخــذ خــارج اإلطــار الدســتوري مرفــوض جملــة وتفصيــا‪.‬‬
‫لقــد تناســى البعــض أن الجيــش الوطنــي الشــعبي قــدم فــي ســبيل الوطــن تضحيــات‬
‫جســام وقوافــل مــن شــهداء الواجــب فــي محاربتــه لإلرهــاب الهمجــي‪ ،‬طيلــة عشــرية‬
‫مــن الزمــان‪ ،‬وتمكــن خاللهــا‪ ،‬بعــون هللا تعالــى وبمســاعدة هــذا الشــعب األبــي‪ ،‬مــن‬
‫القضــاء علــى هــذه اآلفــة وتجنيــب بالدنــا مــن شــرورها‪ ،‬وال يــزال يبــذل فــي ســبيل‬
‫وطنــه كل مــا بوســعه ليظــل شــامخا وآمنــا‪ ،‬فهــو المرابــط ليــل نهــار‪ ،‬فــي مختلــف‬
‫مناطــق التــراب الوطنــي وعلــى تخــوم حدودنــا المديــدة‪ ،‬متصديــا لكافــة اآلفــات مــن‬
‫إرهــاب وتهريــب األســلحة والمخــدرات والجريمــة المنظمــة بكافــة أشــكالها‪.‬‬
‫ولقــد تحقــق كل هــذا بفضــل اإلســتراتيجية الســديدة والصائبــة المتبنــاة مــن قبــل القيادة‬
‫العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي والمكيفــة باســتمرار حســب تطــور الوضــع‪ .‬هــذه‬
‫اإلســتراتيجية التــي أتــت بثمارهــا مــن خــال إرســاء موجبــات األمــن واالســتقرار‬
‫علــى كامــل التــراب الوطنــي‪.‬‬
‫ولــم تكــن هــذه اإلنجــازات وليــدة الصدفــة‪ ،‬بــل تحققــت بفضــل جهــود الرجــال‬
‫وتضحياتهــم الجســام‪ ،‬حيــث عكفنــا منــذ ســنوات‪ ،‬علــى بنــاء جيــش قــوي‪ ،‬عصــري‬
‫ومحتــرف‪ ،‬متــراص الصفــوف‪ ،‬جاهــز ألداء مهامــه فــي كل الظــروف واألحــوال‪،‬‬
‫يتحلــي أفــراده المتشــبعون بالــروح الوطنيــة الجياشــة‪ ،‬باالنضبــاط المثالــي‪ ،‬ليظــل‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي العمــود الفقــري للدولة وســند الشــعب فــي المحــن والملمات‪،‬‬
‫هــذا األمــر أزعــج بعــض األطــراف‪ ،‬التــي تعمــل علــى اســتهداف الجيــش مــن خــال‬
‫محاولــة المســاس بســمعته وتالحــم صفوفــه وانســجام مكوناتــه‪ ،‬بغــرض تحقيــق‬

‫‪20‬‬
‫مخططاتهــم الدنيئــة‪ ،‬هــذه المخططــات ســيتصدى لهــا الجيــش الوطنــي الشــعبي‪،‬‬
‫الــذي يعتبــر خطــا أحمــرا‪ ،‬بــكل صرامــة وحــزم وبــكل الطــرق القانونيــة‪.‬‬
‫هــذه المكاســب الغاليــة والثمينــة التــي يتعيــن الحفــاظ عليهــا فــي كل الظــروف‬
‫واألحــوال‪ ،‬الســيما فــي ظــل الوضــع المتــردي الــذي تشــهده منطقتنــا اإلقليميــة‪،‬‬
‫ومــن هــذا المنطلــق بالــذات فإننــا لــم ولــن نســمح بــأي حــال مــن األحــوال بهــدم هــذه‬
‫المكاســب التــي هــي فــي الحقيقــة مكاســب الشــعب الجزائــري‪.‬‬
‫ولقــد أكــدت فــي العديــد مــن المــرات علــى أننــي بصفتــي مجاهــد كافحــت باألمــس‬
‫المســتعمر الغاشــم وعايشــت معانــاة الشــعب فــي تلــك الفتــرة العصيبــة‪ ،‬ال يمكننــي‬
‫الســكوت عــن مــا يحــاك ضــد هــذا الشــعب مــن مؤامــرات ودســائس دنيئــة مــن‬
‫طــرف عصابــة امتهنــت الغــش والتدليــس والخــداع‪ ،‬ومــن أجــل ذلــك فأنــا فــي صفــه‬
‫وإلــى جانبــه فــي الســراء والضــراء‪ ،‬كمــا كنــت باألمــس‪ ،‬وأتعهــد أمــام هللا والوطــن‬
‫والشــعب أننــي لــن أدخــر جهــدا فــي ســبيل ذلــك‪ ،‬مهمــا كلفنــي األمــر‪.‬‬
‫لذلــك فنحــن نــرى أنــه ال مجــال للمزيــد مــن تضييــع الوقــت وأنــه يجــب التطبيــق‬
‫الفــوري للحــل الدســتوري المقتــرح المتمثــل فــي تفعيل المــواد ‪ 7‬و‪ 8‬و‪ ،102‬ومباشــرة‬
‫المســار الــذي يضمــن تســيير شــؤون الدولــة فــي إطــار الشــرعية الدســتورية‪.‬‬
‫وعليــه فقرارنــا واضــح وال رجعــة فيــه‪ ،‬إذ أننــا نقــف مع الشــعب حتى تتحقــق مطالبه‬
‫كاملــة غيــر منقوصــة‪ ،‬وبصفتــي ابــن الشــعب وبنــاء علــى المســؤولية التاريخيــة‬
‫الملقــاة علــى عاتقــي‪ ،‬فــا يمكننــي إال أن أنحــاز إلــى هــذا الشــعب الــذي صبــر‬
‫طويــا وكابــد المحــن وحــان الوقــت أن يســترجع حقوقــه الدســتورية المشــروعة‬
‫وسيادته الكاملة‪.‬‬
‫فــي األخيــر‪ ،‬نؤكــد مــرة أخــرى‪ ،‬أن مســعانا إليجــاد حــل لهــذه األزمــة ينبــع حصــرا‬
‫مــن والئنــا للوطــن وللوطــن فحســب‪ ،‬ألننــا علــى يقيــن تــام بقــدرة الشــعب الجزائري‪،‬‬
‫لمــا لــه مــن مقومــات تاريخيــة وحضاريــة وطاقــات بشــرية متشــبعة بحــب الوطــن‪،‬‬
‫علــى تجــاوز األزمــات‪ ،‬مهمــا كانــت حدتهــا‪ ،‬وألننــا كذلــك نؤمــن يقينا أن األشــخاص‬
‫مهمــا طــال األمــد فمصيرهــا إلــى الــزوال‪ ،‬أمــا الوطــن فهــو بــاق إلــى األبــد»‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا خــال زيــارة العمــل‬
‫و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية الثانيــة فــي الفتــرة مــن‬
‫‪ 08‬إلــى ‪ 11‬أفريــل ‪.2019‬‬

‫«فتحقيقــا لهــذا الهــدف األســمى‪ ،‬ووعيــا منــا بالــدور المنــوط بنــا‬

‫كعســكريين‪ ،‬فــإن الجيــش الوطنــي الشــعبي ســيواصل‪ ،‬بــإذن هللا تعالــى‪ ،‬بــذل‬
‫قصــارى الجهــود الكفيلــة بالترقيــة المســتمرة والتطويــر المتواصــل والدفــع‬
‫بكافــة مكوناتــه المختلفــة‪ ،‬إلــى مــا ينســجم ويتســاوق تمامــا مــع حــق الشــعب‬
‫الجزائــري الشــرعي فــي االطمئنــان الكامــل علــى حاضــر بــاده وعلــى مســتقبلها‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬فــإن التطــور الفعلــي والتحســن الحقيقــي للمســتوى‪ ،‬يســتلزمان إيــاء أهميــة‬
‫قصــوى‪ ،‬ســنة بعــد أخــرى‪ ،‬لتحضيــر التماريــن االختباريــة المختلفــة المســتويات‬
‫والخطــط‪ ،‬هــذا التحضيــر الــذي نحــرص دومــا علــى أن يبــدأ فعليــا مــع مطلــع‬
‫كل ســنة تدريبيــة‪ ،‬وعلــى أن يثمــر فــي آخرهــا‪ ،‬قــدرة عاليــة فــي مجــال وضــع‬

‫‪22‬‬
‫الخطــط التكتيكيــة والعملياتيــة الصائبــة المتماشــية مــع موضــوع التمريــن االختبــاري‬
‫المختــار‪ ،‬وقــدرة فائقــة وفعالــة أيضــا فــي مجــال التنفيــذ الفــردي والجماعــي لهــذه‬
‫الخطــط بمــا يحقــق النجــاح األوفــى لألهــداف المرســومة لــكل تمريــن‪.‬‬
‫‪ ‬فتلكــم هــي حصائــل األعمــال والجهــود‪ ،‬التــي نريــد أن تتمخــض عنهــا كل ســنة‬
‫تدريبيــة‪ ،‬مــن خــال مــا تســفر عنــه مثــل هــذه التماريــن الميدانيــة االختباريــة‪ ،‬مــن‬
‫نتائــج موفقــة‪ ،‬نتائــج هــي ثمــار مســتحقة لجهــود مثابــرة تبــذل‪ ،‬مــن أجــل أن يكــون‬
‫قطافهــا خطــوات جديــدة أخــرى مــن الخطــوات المتتاليــة والنوعيــة التــي يواصــل‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي قطعهــا»‪.‬‬
‫«ومــع انطــاق هــذه المرحلــة الجديــدة واســتمرار المســيرات‪ ،‬ســجلنا لألســف‪،‬‬
‫ظهــور محــاوالت لبعــض األطــراف األجنبيــة‪ ،‬انطالقــا مــن خلفياتهــا التاريخيــة مــع‬
‫بالدنــا‪ ،‬لدفــع بعــض األشــخاص إلــى واجهــة المشــهد الحالــي وفرضهــم كممثليــن عــن‬
‫الشــعب تحســبا لقيــادة المرحلــة االنتقاليــة‪ ،‬وتنفيــذ مخططاتهــم الراميــة إلــى ضــرب‬
‫اســتقرار البــاد وزرع الفتنــة بيــن أبنــاء الشــعب الواحــد‪ ،‬مــن خــال رفــع شــعارات‬
‫تعجيزيــة ترمــي إلــى الدفــع بالبــاد إلــى الفــراغ الدســتوري وهــدم مؤسســات الدولــة‪،‬‬
‫بــل كان هدفهــم الوصــول إلــى إعــان الحالــة االســتثنائية‪ ،‬وهــو مــا رفضنــاه بشــدة‬
‫منــذ بدايــة األحــداث‪ ،‬فمــن غيــر المعقــول تســيير المرحلــة االنتقاليــة دون وجــود‬
‫مؤسســات تنظــم وتشــرف علــى هــذه العمليــة‪ ،‬لمــا يترتــب عــن هــذا الوضــع مــن‬
‫عواقــب وخيمــة مــن شــأنها هــدم مــا تحقــق‪ ،‬منــذ االســتقالل إلــى يومنــا هــذا‪ ،‬مــن‬
‫إنجــازات ومكاســب تبقــى مفخــرة لألجيــال‪.‬‬
‫‪ ‬وإلحبــاط محــاوالت تســلل هــذه األطــراف المشــبوهة‪ ،‬بذلنــا فــي الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي كل مــا بوســعنا‪ ،‬مــن أجــل حمايــة هــذه الهبــة الشــعبية الكبــرى مــن اســتغاللها‬
‫مــن قبــل المتربصيــن بهــا فــي الداخــل والخــارج‪ ،‬مثــل بعــض العناصــر التابعــة‬
‫لبعــض المنظمــات غيــر الحكوميــة التــي تــم ضبطهــا متلبســة‪ ،‬وهــي مكلفــة بمهــام‬
‫اختــراق المســيرات الســلمية وتوجيههــا‪ ،‬بالتواطــؤ والتنســيق مــع عمالئهــا فــي‬
‫الداخــل‪ ،‬هــذه األطــراف التــي تعمــل بشــتى الوســائل النحــراف هــذه المســيرات عــن‬
‫أهدافهــا األساســية وركــوب موجتهــا لتحقيــق مخططاتهــا الخبيثــة‪ ،‬التــي ترمــي إلــى‬

‫‪23‬‬
 ‫المســاس بمنــاخ األمــن والســكينة الــذي تنعــم بــه بالدنــا»‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬تتطلــب هــذه المرحلــة التاريخيــة والمفصليــة الحاســمة‪ ،‬بــل‪ ،‬تفــرض علــى‬
‫كافــة أبنــاء الشــعب الجزائــري المخلــص والوفــي والمتحضــر‪ ،‬تضافــر جهــود كافــة‬
‫الوطنييــن بإتبــاع نهــج الحكمــة والرصانــة وبعــد النظــر‪ ،‬الــذي يراعــــي بالدرجــة‬
‫األولــى وأساســا المصلحــة العليــا للوطــن‪ ،‬واألخــذ بعيــن االعتبــار أن تســيير المرحلــة‬
‫االنتقاليــة يتطلــب مجموعــة مــن اآلليــات يقتضــي تفعيلهــا حســب نــص الدســتور‪،‬‬
‫أن يتولــى رئيــس مجلــس األمــة الــذي يختــاره البرلمــان بغرفتيــه‪ ،‬بعــد إقــرار حالــة‬
‫الشــغور‪ ،‬منصــب رئيــس الدولــة لمــدة ثالثــة أشــهر‪ ،‬بصالحيــات محــدودة‪ ،‬إلــى حيــن‬
‫انتخــاب رئيــس الـجـمـهـوريـــة الجديــد‪.‬‬
‫‪ ‬وأود أن أؤكــد فــي هــذا الصــدد أن ســير المرحلــة االنتقاليــة المخصصــة لتحضيــر‬
‫االنتخابــات الرئاســية‪ ،‬ســيتم بمرافقــة الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬الــذي سيســهر علــى‬
‫متابعــة ســير هــذه المرحلــة‪ ،‬فــي ظــل ّ‬
‫الثقــة المتبادلــة بيــن الشــعب وجيشــه‪ ،‬فــي‬
‫جــو مــن الهــدوء وفــي إطــار االحتــرام الصــارم لقواعــد الشــفافية والنزاهــة وقوانيــن‬
‫الجمهوريــة‪.‬‬
‫كمــا يتعيــن علــى الجميــع فهــم وإدراك كافــة جوانــب وحيثيــات األزمــة‪ ،‬خــال الفتــرة‬
‫المقبلــة‪ ،‬ال ســيما فــي شــقها االقتصــادي واالجتماعــي‪ ،‬التــي ســتتأزم أكثــر إذا مــا‬
‫اســتمرت هــذه المواقــف المتعنتــة والمطالــب التعجيزيــة‪ ،‬ممــا ســينعكس ســلبا علــى‬
‫مناصــب العمــل والقــدرة الشــرائية للمواطــن‪ ،‬خاصــة فــي ظــل وضــع إقليمــي ودولــي‬
‫متوتــر وغيــر مســتقر‪ ،‬باإلضافــة إلــى ضــرورة التحلــي بالصبــر والوعــي والفطنــة‪،‬‬
‫مــن أجــل تحقيــق المطالــب الشــعبية والخــروج ببالدنــا إلــى بــر األمــان وإرســاء‬
‫موجبــات دولــة القانــون والمؤسســات‪.‬‬
‫وفــي هــذا الشــأن تحديــدا‪ ،‬فإننــا نشــير إلــى أن العدالــة‪ ،‬وقــد اســترجعت كافــة‬
‫صالحياتهــا‪ ،‬ســتعمل بــكل حريــة ودون قيــود وال ضغوطــات وال إمــاءات‪ ،‬علــى‬
‫المتابعــة القضائيــة لــكل العصابــة‪ ،‬التــي تورطــت فــي قضايــا نهــب المــال العــام‬
‫واســتعمال النفــوذ لتحقيــق الثــراء بطــرق غيــر شــرعية‪ .‬وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬نطمئــن‬
‫الــرأي العــام أن األمــر ســيمتد كذلــك إلــى ملفــات ســابقة كقضايــا الخليفة وســوناطراك‬

‫‪24‬‬
‫والبوشــي وغيرهــا مــن الملفــات المتعلقــة بالفســاد والتــي تســبب أصحابهــا فــي تكبيــد‬
‫الخزينــة العموميــة خســائر فادحــة‪.‬‬
‫وأود بهــذه المناســبة أن أجــدد التذكيــر بأننــي قــد التزمــت شــخصيا بدعــم الشــعب‬
‫فــي هــذه المرحلــة الهامــة‪ ،‬والوقــوف إلــى جانبــه‪ ،‬رغــم ظهــور بعــض األصــوات‬
‫الناعقــة فــي الداخــل والخــارج‪ ،‬ممــن يزعجهــم التالحــم القــوي بيــن الشــعب وجيشــه‪،‬‬
‫وســيثبت التاريــخ صــدق أقوالنــا ومســاعينا وأنــه ال طمــوح لنــا ســوى خدمــة بالدنــا‬
‫والســهر علــى أمنهــا واســتقرارها‪ ،‬وســتخيب كل آمالهــم ومناوراتهــم الراميــة إلــى‬
‫المســاس بســمعة ومصداقيــة الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬الــذي ســيظل‪ ،‬رغــم كيــد‬
‫الكائديــن وحقــد الحاقديــن‪ ،‬ســندا قويــا لشــعبه فــي المحــن واألزمــات‪ ،‬فــي إطــار‬
‫أحــكام الدســتور وقوانيــن الجمهوريــة‪ ،‬وأن ثقتنــا كبيــرة فــي تفهــم شــعبنا وإدراكــه‬
‫لحساســية الوضــع وتغليبــه المصلحــة الوطنيــة وســيتمكن وطننــا بــإذن هللا مــن‬
‫الخــروج مــن هــذه األزمــة منتصــرا كمــا عهدنــاه»‪.‬‬
‫«لقــد تــم توفيــر كافــة عوامــل النجــاح المطلوبــة‪ ،‬بفضــل الرعايــة الخاصــة التــي‬
‫توليهــا القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي لالرتقــاء بقــوام المعركــة للجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي إلــى مــداه المأمــول‪ ،‬وتمــت تهيئــة كل ســبل التطــور المهنــي‬
‫المحتــرف مــن حيــث التجهيــز والتكويــن والتحضيــر والتحســيس‪ ،‬وإننــا نســجل‬
‫بارتيــاح شــديد‪ ،‬أن كل هــذه الجهــود المبذولــة‪ ،‬علــى أكثــر مــن مســتوى‪ ،‬قــد أثمــرت‬

‫‪25‬‬
‫نضجــا مهنيــا رفيعــا وتمرســا قتاليــا وعملياتيــا عاليــا‪ ،‬وأنتجــت‪ ،‬وباألســاس‪ ،‬وعيــا‬
‫شــديدا بحساســية المهــام الموكلــة وبضــرورة أدائهــا علــى الوجــه األصــوب‪.‬‬
‫‪ ‬فبقــدر هــذا االرتيــاح الــذي نشــعر بــه كلمــا تفقدنــا النواحــي والقــوات‪ ،‬فإننــا نبقــى‬
‫دومــا نطلــب المزيــد‪ ،‬فالتحديــات متوالــدة ومتســارعة‪ ،‬والجزائــر تســتحق مــن كافــة‬
‫أبنائهــا فــي كافــة مواقعهــم‪ ،‬بــأن يكونــوا حصنهــا المنيــع‪ ،‬الســيما فــي ظــل هــذه‬
‫المرحلــة الحاســمة‪ ،‬وأؤكــد علــى ضــرورة بــذل كل مــا فــي الوســع بــكل تفانــي‬
‫ومثابــرة وإخــاص‪ ،‬طالمــا أن األمــر يتعلــق بســمعة بلدنــا والصــورة الناصعــة‬
‫لجيشــه‪.‬إننا علــى يقيــن تــام أنــه ال خــوف علــى وطــن يتشــبع أفــراد جيشــه بقيــم‬
‫تاريخهــم الوطنــي المجيــد‪ ،‬ويعتبــرون تثميــن عـبـــره واالســتفادة مــن دروســه‪ ،‬بمثابة‬
‫النبــراس الــذي يهتــدون بنــوره نحــو امتــاك المزيــد مــن القــوة التــي بهــا تحفــظ هيبــة‬
‫الجزائــر وتصــان ســيادتها الوطنيــة ووحدتهــا الترابيــة والشــعبية‪.‬‬
‫فمــن نافلــة القــول التذكيــر أمامكــم اليــوم بهــذه المناســبة الطيبــة‪ ،‬بــأن القيــادة العليــا‬
‫للجيــش الوطنــي الشــعبي قــد حرصــت‪ ،‬علــى توفيــر كا ّفــة اإلمكانيــات البشــرية‬
‫والما ّديــة والبيداغوجيــة الكفيلــة بجعــل مــدارس أشــبال األ ّمــة منبتــا حقيقيــا فــي تربــة‬
‫خصبــة‪ ،‬تتخــرج منهــا إطــارات مســتقبلية واعــدة‪ ،‬شــعارها الجمــع بيــن اســتيعاب‬
‫المعــارف العصريــة بكافــة تفرعاتهــا العلميــة‪ ،‬والتشــبع بالقيــم الوطنيــة لثورتنــا‬
‫التحريريــة المظفــرة التــي أسســت باألمــس مــدارس أشــبال الثــورة‪ ،‬فتحقيقــا لهــذا‬
‫المبتغــى الهــام‪ ،‬فإننــي أطلــب مــن كافــة المعنييــن بهــذا الحقــل الدراســي والتكوينــي‪،‬‬
‫الــذي حقــق حتــى اآلن نتائــج باهــرة‪ ،‬أن يســهموا كل فــي حــدود صالحياتــه‪ ،‬ونطــاق‬
‫مهامــه‪ ،‬فــي بلــوغ األهــداف المســطرة‪ ،‬وأشــد علــى أيــدي الجميــع طالبــا منهــم بــأن‬
‫يواصلــوا علــى هــذا الــدرب العملــي الســليم‪ ،‬مــن أجــل كســب رهــان التعليــم الناجــع‬
‫صــارم بشــكل يصبــح‬ ‫والتكويــن النافــع المشــفوعين باألخــاق الســويّة واالنضبــاط ال ّ‬
‫مفخــرة للجيــش الوطنــي الشــعبي وأســوة حســنة لكا ّفــة الشــباب الجزائــري‪ ،‬فأنتــم‬
‫اليــوم‪ ،‬أيهــا األشــبال فــي عهــد الجزائــر المســتقلة تمثلــون‪ ،‬رفقــة كافــة الشــباب‬
‫الجزائــري الوطنــي والمخلــص‪ ،‬مســتقبل أمتنــا‪ ،‬وأننــا نــرى فيكــم أنتــم أيضــا رافــدا‬
‫مســتقبليا واعــدا لصفــوف الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي»‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية الرابعــة فــي الفترة‬
‫مــن ‪ 15‬إلــى ‪ 18‬أفريــل ‪.2019‬‬

‫‪« ‬إننــي أؤكــد مــرة أخــرى علــى ضــرورة انتهــاج أســلوب الحكمــة والصبــر‬
‫ألن الوضــع الســائد مــع بدايــة هــذه المرحلــة االنتقاليــة يعتبــر وضعــا خاصــا ومعقــدا‪،‬‬
‫يتطلــب تضافــر جهــود كافــة الوطنييــن المخلصيــن للخــروج منــه بســام‪ ،‬ومــن جهتنا‬
‫فإننــا نجــدد التــزام الجيــش الوطنــي الشــعبي بمرافقــة مؤسســات الدولــة‪ ،‬فــي هــذه‬
‫المرحلــة االنتقاليــة‪ ،‬مــع اإلشــارة إلــى أن كافــة اآلفــاق الممكنــة تبقــى مفتوحــة فــي‬
‫ســبيل التغلــب علــى مختلــف الصعوبــات وإيجــاد حــل لألزمــة فــي أقــرب األوقــات‪.‬‬
‫فالوضــع ال يحتمــل المزيــد مــن التأجيــل‪ ،‬ألن الوقــت يداهمنــا‪ ،‬وبهــذا يبقــى الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬يعتبــر نفســه مجنــدا علــى الــدوام‪ ،‬إلــى جانــب كافــة المخلصيــن‪،‬‬
‫لخدمــة شــعبه ووطنــه‪ ،‬وفــاء منــه للعهــد الــذي قطعــه علــى نفســه فــي تحقيــق مطالــب‬
‫الشــعب وطموحاتــه المشــروعة فــي بنــاء دولــة قويــة‪ ،‬آمنــة ومســتقرة‪ ،‬دولــة يجــد‬
‫فيهــا كل مواطــن مكانــه الطبيعــي وآمالــه المســتحقة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫وفــي هــذا الســياق وكمــا أشــرت فــي مناســبات ســابقة إلــى ضــرورة قيــام العدالــة‬
‫بمحاســبة المتورطيــن فــي قضايــا الفســاد‪ ،‬فإننــا ننتظــر من الجهــات القضائيــة المعنية‬
‫أن تســرع فــي وتيــرة معالجــة مختلــف القضايــا المتعلقــة باســتفادة بعــض األشــخاص‪،‬‬
‫بغيــر وجــه حــق‪ ،‬مــن قــروض بــآالف المليــارات وإلحــاق الضــرر بخزينــة الدولــة‬
‫واختــاس أمــوال الشــعب‪.‬‬
‫لقــد تطرقــت فــي مداخلتــي يــوم ‪ 30‬مــارس ‪ 2019‬إلــى االجتماعــات المشــبوهة التــي‬
‫ُتعقــد فــي الخفــاء مــن أجــل التآمــر علــى مطالــب الشــعب ومــن أجــل عرقلــة مســاعي‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي ومقترحاتــه لحــل األزمــة‪ ،‬إال أن بعــض هــذه األطــراف‬
‫وفــي مقدمتهــا رئيــس دائــرة االســتعالم واألمــن الســابق‪ ،‬خرجــت تحــاول عبثــا نفــي‬
‫تواجدهــا فــي هــذه االجتماعــات ومغالطــة الــرأي العــام‪ ،‬رغــم وجــود أدلــة قطعيــة‬
‫تثبــت هــذه الوقائــع المغرضــة‪ .‬وقــد أكدنــا يومهــا أننــا سنكشــف عــن الحقيقــة‪ ،‬وهاهــم‬
‫ال يزالــون ينشــطون ضــد إرادة الشــعب ويعملــون علــى تأجيــج الوضــع‪ ،‬واالتصــال‬
‫بجهــات مشــبوهة والتحريــض علــى عرقلــة مســاعي الخــروج مــن األزمــة‪ ،‬وعليــه‬
‫أوجــه لهــذا الشــخص آخــر إنــذار‪ ،‬وفــي حالــة اســتمراره فــي هــذه التصرفــات‪،‬‬
‫ســتتخذ ضــده إجــراءات قانونيــة صارمــة‪.‬‬

‫إننــا علــى يقيــن بــأن الشــعب الجزائــري األبــي والمتحضــر قــادر علــى رفــع كافــة‬
‫التحديــات والتغلــب علــى كل األزمــات‪ ،‬انطالقــا مــن عبقريتــه المســتلهمة مــن‬
‫مقوماتــه التاريخيــة وتجربتــه الطويلــة فــي التعامــل مــع األحــداث‪ ،‬ونؤكــد علــى‬
‫أننــا نتفهــم مطالبــه المشــروعة التــي التزمنــا بالعمــل معــه علــى تجســيدها كاملــة‪،‬‬
‫وبطبيعــة الحــال فــإن هــذه األهــداف يتطلــب تحقيقهــا مراحــل وخطــوات تســتلزم‬
‫التحلــي بالصبــر والتفهــم ونبــذ كافــة أشــكال العنــف‪ ،‬فالخطــوة األساســية قــد تحققــت‬
‫وســتليها‪ ،‬بــكل تأكيــد‪ ،‬الخطــوات األخــرى‪ ،‬حتــى تحقيــق كل األهــداف المنشــودة‪،‬‬
‫وهــذا دون اإلخــال بعمــل مؤسســات الدولــة التــي يتعيــن الحفــاظ عليهــا‪ ،‬لتســيير‬
‫شــؤون المجتمــع ومصالــح المواطنيــن‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫إن قــرار حمايــة الشــعب بمختلــف مكوناتــه قــرار ال رجعــة فيــه ولــن نحيــد عنــه‬
‫مهمــا كانــت الظــروف واألحــوال‪ ،‬وانطالقــا مــن متانــة الثقــة التــي تربــط الشــعب‬
‫بجيشــه‪ ،‬أســدينا تعليمــات واضحــة ال لبــس فيهــا لحمايــة المواطنيــن الســيما أثنــاء‬
‫المســيرات‪ ،‬لكــن بالمقابــل ننتظــر مــن شــعبنا أن يتفــادى اللجــوء إلــى العنــف وأن‬
‫يحافــظ علــى الممتلــكات العموميــة والخاصــة‪ ،‬ويتجنــب عرقلــة مصالــح المواطنيــن‪،‬‬
‫وأود اإلشــارة فــي هــذا اإلطــار إلــى ضــرورة االحتــرام التــام لرمــوز الدولــة وعلــى‬
‫رأســها العلــم الوطنــي‪ ،‬لمــا يمثلــه مــن رمزيــة مقدســة لوحــدة الوطــن والشــعب‬
‫وتضحيــات األجيــال عبــر التاريــخ‪ ،‬وإننــا علــى يقيــن تــام أن شــعبنا ســيكون فــي‬
‫مســتوى الصــورة الحضاريــة الراقيــة التــي ســجلها لــه التاريــخ‪ ،‬ونقلتهــا مختلــف‬
‫وســائل اإلعــام عبــر العالــم‪.‬‬

‫أتمنــى أن يلقــى هــذا النــداء الصــدى المنشــود لــدى كافــة مكونــات شــعبنا األبــي‪ ،‬ألنــه‬
‫صــادر عــن القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬انطالقــا مــن وفائهــا لرســالة‬
‫شــهداء الثــورة وشــهداء الواجــب الوطنــي‪ ،‬ومعايشــتها لمعانــاة الشــعب‪ ،‬وحرصهــا‬
‫علــى بنــاء جيــش قــوي وعصــري متحكــم فــي أدق التكنولوجيــات‪ ،‬وهــو مــا تحقــق‬

‫‪29‬‬
‫فعليــا وميدانيــا‪ ،‬مــن خــال غــرس قيــم الــوالء واإلخــاص للوطــن فــي أذهــان‬
‫وســلوكات أفــراد القــوات المســلحة‪ ،‬جيــش محتــرف بتعــداده وعتــاده واســتعداده‬
‫الدائــم مجهــز بأســلحة متطــورة‪ ،‬موجهــة ألعــداء الوطــن وليــس ضــد شــعبه‪ ،‬جيــش‬
‫لــن يتخــذ أي قــرارات ال تخــدم الشــعب والوطــن‪ ،‬وحريــص علــى أن ال تــراق قطــرة‬
‫دم جزائــري واحــدة‪ ،‬خدمــة لمصالــح أطــراف معاديــة‪ ،‬التــي لــم يعجبهــا الطابــع‬
‫الســلمي للمســيرات‪ ،‬فالجزائــر فــي أيــدي أمينــة برجــال مخلصيــن مســتعدين للدفــاع‬
‫عــن بالدهــم مهمــا كلفهــم الثمــن‪.‬‬

‫إننــا كقيــادة عليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي وأمــام المســؤولية التاريخية التــي نتحملها‪،‬‬
‫نحتــرم بشــكل كامــل أحــكام الدســتور لتســيير المرحلــة االنتقاليــة‪ ،‬وأود أن أعيــد‬
‫التأكيــد أن كافــة اآلفــاق الممكنــة تبقــى مفتوحــة فــي ســبيل التغلــب‪ ،‬علــى مختلــف‬
‫الصعوبــات وإيجــاد حــل لألزمــة فــي أقــرب األوقــات‪ ،‬بمــا يخــدم المصلحــة العليــا‬
‫للوطــن بغــض النظــر عــن مصلحــة األشــخاص‪ ،‬وأنــه ال طمــوح لنــا ســوى حمايــة‬
‫الوطــن وبســط نعمــة األمــن واالســتقرار والحفــاظ علــى ســمعة البــاد‪ ،‬كمــا أرادهــا‬
‫الشــهداء األمجــاد‪ ،‬وهللا علــى مــا أقــول شــهيد»‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫«فتماشــيا مــع مــا يفرضــه علينــا واجــب الســهر الدائــم علــى ترقيــة قــدرات الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬فقــد عملنــا علــى وضــع تصــور واضــح مــن حيــث المحتــوى‪،‬‬
‫وطمــوح مــن حيــث األهــداف‪ ،‬ومــرن مــن حيــث التطبيــق والتنفيــذ‪ ،‬تصــور عقالنــي‬
‫وبعيــد النظــر‪ ،‬تــم خاللــه األخــذ فــي االعتبــار كافــة المتغيــرات الجيوسياســية‬
‫المحتملــة‪ ،‬ومــا قــد يترتــب عنهــا مــن تحديــات آنيــة أو مســتقبلية‪ .‬هــذا التصــور‬
‫الواقعــي والمتكيــف مــع خصوصياتنــا الذاتيــة والمتماشــي مــع قدرتنــا علــى تحويلــه‬
‫إلــى إنجــازات ميدانيــة ملموســة‪ .‬وفعــا فقــد أصبحنــا اليــوم نعمــل علــى هــدى‬
‫أبجديــات هــذه المقاربــة وأصبحــت النتائــج المتحصــل عليهــا تشــهد علــى نفســها‬
‫ويشــهد عليهــا هــذا التطــور النوعــي الــذي بلغتــه مختلــف مكونــات قواتنــا المســلحة‬
‫التــي باتــت عينــا ســاهرة علــى حــدود الوطــن ليــل نهــار وحافظــة لموجبــات أمنــه‬
‫واســتقراره‪ ،‬وتلكــم هــي الغايــة وذلكــم هــو المبتغــى‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫وفــي هــذا اإلطــار‪ ،‬يعتبــر اإلبقــاء علــى هــذه الديناميكيــة الحاليــة ليــس هدفــا فــي حــد‬
‫ذاتــه‪ ،‬بــل الحــرص علــى زيــادة وتيرتهــا بمــا يتماشــى وتجســيد المرامــي المطلوبــة‪،‬‬
‫وهــذا يســتوجب بالضــرورة المحافظــة علــى المكتســبات وتدعيمهــا‪ ،‬مــع العمــل علــى‬
‫التوجــه أكثــر فأكثــر نحــو االمتيــاز واإلتقــان‪ ،‬بفضــل التبنــي الســليم والصائــب لنهــج‬
‫التقييــم المســتمر لمــا أنجــز ميدانيــا‪ ،‬ثــم بفضــل انتهــاج مســلك العمــل المخطــط الــذي‬
‫يراعــى فيــه موضــوع‪ ،‬ليــس فقــط تجســيد األهــداف المرســومة‪ ،‬بــل‪ ،‬وباألســاس‬
‫حتميــة الســهر علــى تكييــف هــذه األهــداف مــع مجــرى التطــور الــذي ينتهجــه الجيش‬
‫الوطنــي الشــعبي ووجهتــه المســتقبلية‪ ،‬فبهــذا يتــم اإلرســاء المتيــن والصحيــح لمســار‬
‫عملــي مهنــي واحترافــي مثمــر‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫فمــن هــذا المنظــور بالــذات‪ ،‬فإننــي ألــح كثيــرا علــى أن تكــون درجــة التطــور‬
‫المحقــق فــي كافــة نواحــي المهنــة العســكرية علــى مســتوى جميــع مكونــات قواتنــا‬
‫المســلحة‪ ،‬متوافقــة تمــام التوافــق‪ ،‬مــع مــا بــذل مــن جهــد‪ ،‬ومــع مــا ســخر مــن وســائل‬
‫وإمكانيــات ماديــة وبشــرية وتجهيزيــة وتســليحية‪ ،‬ومــع مــا خطــط مــن أهــداف‪ .‬هــذه‬
‫األهــداف المنشــودة الطموحــة والمشــروعة التــي ترمــي جميعهــا إلــى اكتســاب كل‬
‫مقومــات القــوة العســكرية‪ ،‬تطبيقــا لمحتــوى اإلســتراتيجية المتكاملــة المـتـبـــناة»‪.‬‬

‫«إن مــا حققــه ويحققــه الجيــش الوطنــي الشــعبي مــن نتائــج مرضيــة علــى مســتوى‬
‫حدودنــا الجنوبيــة الشــرقية علــى غــرار بقيــة حدودنــا الوطنيــة األخــرى‪ ،‬بــل وعلــى‬
‫مســتوى كافــة ترابنــا الوطنــي‪ ،‬هــي وليــدة رؤيــة شــاملة لمفهــوم األمــن الــذي تتبنــاه‬
‫القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ .‬فتوفيــر األمــن والمحافظــة عليــه يتطلــب‬
‫التطبيــق الصــارم والدقيــق لمضمــون هــذه الرؤيــة الوافـــية والمتكاملــة ذات األبعــاد‬
‫اإلســتراتيجية العميقــة والبعيــدة النظــر‪ ،‬التــي تكفــل فــي مجملهــا للشــعب الجزائــري‬
‫حــق العيــش فــي أمــن وأمــان‪ ،‬وتعتبــر ذلــك مــن الواجبــات األكيــدة التــي يتوالهــا‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬بحكــم مهامــه النبيلــة التــي يتشــرف دومــا بتحملهــا وأدائهــا‬
‫علــى النحــو األفضــل واألصــوب‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫وانطالقــا مــن هــذه الرؤيــة الوجيهــة‪ ،‬فــإن الجيــش الوطنــي الشــعبي يعتبــر أن أعظــم‬
‫الرهانــات التــي تســتحق منــا بــذل الجهــد تلــو الجهــد مــن أجــل ضمــان كســبها‪ ،‬هــي‬
‫رهــان حفــظ اســتقالل الجزائــر وتثبيــت أســس ســيادتها الوطنيــة وســامتها الترابيــة‪،‬‬
‫والمحافظــة علــى قــوة ومتانــة عــرى وحدتهــا الشــعبية‪ ،‬فــي عالــم يمــوج بتحديــات‬
‫كبــرى ومتغيــرات غيــر مأمونــة الجانــب تقــف وراءهــا أطــراف وقــوى كبــرى تعمــل‬
‫علــى إعــادة تشــكيل خريطــة العالــم‪ ،‬وفقــا لمصالحهــا حتــى ولــو كان ذلــك علــى‬
‫حســاب حريــة الشــعوب وأمنهــا واســتقاللها وســيادتها الوطنيــة‪.‬‬

‫لقــد فشــلت كافــة المحــاوالت اليائســة الهادفــة إلــى المســاس بأمــن بالدنا واســتقرارها‪،‬‬
‫وستفشــل مســتقبال‪ ،‬بحــول هللا تعالــى وقوتــه‪ ،‬بفضــل الجهــود العازمــة والمثمــرة التــي‬
‫مــا فتــئ يبذلهــا الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬مســتلهما‬
‫إياهــا مــن إخالصــه لقيــم نوفمبــر ولرســالته الخالــدة حتــى تبقــى الجزائــر واحــدة ال‬
‫تتجــزأ وفقــا للقســم المــؤدى فــي ســبيل الوطــن‪.‬‬

‫فألجــل ذلــك نعمــل دومــا علــى المحافظــة علــى الجاهزيــة فــي أعلــى مســتواها وعلــى‬
‫أن يتــم التحضيــر والتدريــب الجيــد لقواتنــا المســلحة بالطريقــة المثلــى والمرســومة‪،‬‬
‫حتــى تبقــى علــى الــدوام مالكــة لمقاليــد القــدرة علــى اإلضطــاع بمهامهــا‪ ،‬ومتكيفــة‬
‫باســتمرار مــع تطــور الوضــع الجيوسياســي وتع ّقــد الرهانــات‪ ،‬التي تشــهدها المنطقة‪،‬‬
‫وهــو مــا يســتوجب بالضــرورة حرصكــم كإطــارات علــى التطبيــق الصــارم لبرنامــج‬
‫التحضيــر القتالــي لمختلــف مكونــات قــوام المعركــة بتكثيــف التماريــن التكتيكيــة‬
‫البيانيــة بالرمايــات الحقيقيــة لمختلــف األســلحة والقــوات»‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية األولــى يومــي‬
‫‪ 23‬و‪ 24‬أفريل ‪.2019‬‬

‫‪« ‬وتبعــا لهــذه المعطيــات الميدانيــة‪ ،‬أود أن أطمئــن الشــعب الجزائــري مــر ًة‬
‫أخــرى وأؤكــد بــأن الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســيواصل مرافقتــه بنفــس العزيمــة‬
‫واإلصــرار‪ ،‬وفقــا الســتراتيجية مدروســة‪ ،‬حتــى تحقيــق تطلعاتــه المشــروعة‪ ،‬والتــي‬
‫بــدأت‪ ،‬والحمــد هلل‪ ،‬تؤتــي ثمارهــا تدريجي ـاً‪ ،‬حتــى تحقيقهــا كاملــة‪ ،‬تبعــا للخطــوات‬
‫التــي دعــا إليهــا الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬الــذي غلــب دومـا ً مصلحــة الوطن والشــعب‬
‫وجعلهــا المقصــد الــذي يســمو فــوق كل المقاصــد‪ ،‬هــذه الخطــوات تتطلــب التعقــل‬
‫والتبصــر والهــدوء‪ ،‬الســتكمال انجازهــا فــي جــو مــن الســكينة واألمــن‪.‬‬
‫وعلــى ذكــر هــذه الخطــوات الواعــدة‪ ،‬التــي ترمــي إلــى اســتكمال مشــروع البنــاء‬
‫الوطنــي‪ ،‬ســجلنا ظهــور بعــض األصــوات التــي ال تبغــي الخيــر للجزائــر تدعــو إلــى‬
‫التعنــت والتمســك بنفــس المواقــف المســبقة‪ ،‬دون األخــذ بعيــن االعتبــار لكل مــا تحقق‪،‬‬
‫ورفــض كل المبــادرات ومقاطعــة كل الخطــوات‪ ،‬بمــا فــي ذلــك مبــادرة الحــوار الــذي‬
‫يعتبــر مــن اآلليــات الراقيــة التــي يجــب تثمينهــا الســيما فــي ظــل الظــروف الخاصــة‬

‫‪33‬‬
‫التــي تمــر بهــا بالدنــا‪ ،‬بحيــث يتوجــب اســتغالل كل الفــرص المتاحــة للتوصــل إلــى‬
‫توافــق للــرؤى وتقــارب فــي وجهــات النظــر تفضــي إليجــاد حــل بــل حلــول لألزمــة‪،‬‬
‫فــي أقــرب وقــت ممكــن‪ ،‬لكــون اســتمرار هــذا الوضــع ســتكون لــه آثــار وخيمــة علــى‬
‫االقتصــاد الوطنــي وعلــى القــدرة الشــرائية للمواطنيــن‪ ،‬الســيما ونحــن علــى أبــواب‬
‫شــهر رمضــان الفضيــل‪ ،‬كل هــذا يؤكــد أن هــذه األصــوات والمواقــف المتعنتــة تعمــل‬
‫علــى الدفــع بالبــاد إلــى فــخ الفــراغ الدســتوري والدخول فــي دوامة العنــف والفوضى‪،‬‬
‫وهــو مــا يرفضــه أي مواطــن مخلــص لوطنــه ويرفضــه الجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫قطعــا‪ ،‬ولهــؤالء نقــول أن الشــعب الجزائــري ســيد فــي قراراتــه وهــو مــن ســيفصل‬
‫فــي األمــر عنــد انتخــاب رئيــس الجمهوريــة الجديــد‪ ،‬الــذي تكــون لــه الشــرعية الالزمة‬
‫لتحقيــق مــا تبقــى مــن مطالــب الشــعب المشــروعة‪.‬‬

‫إن مــا تصبــون إليــه مــن خــال هبّـــتكم الشــعبية‪ ،‬التــي باركناهــا وباركنــا غاياتهــا‬
‫الســامية‪ ،‬تقتضــي منــا جميعـا ً التبصــر والحكمــة إلجهــاض مــا يُدبــر ضــد وطننــا مــن‬
‫دســائس وبذلــك نتجــاوز مع ـا ً بأمــان‪ ،‬هــذه المرحلــة الفارقــة فــي تاريــخ أمتنــا‪.‬‬
‫فــي هــذا المقــام‪ ،‬وإذ أنــوه مــرة ً أخــرى بتفهمكــم عــن وعــي ودراية لحساســية المرحلة‪،‬‬
‫أنتــم أبنــاء وطنــي‪ ،‬أجــدد دعوتكــم إلــى مزيــد مــن الفطنــة والحــرص لكــي تحافــظ‬
‫مســيراتكم علــى ســلميتها وحضاريتهــا‪ ،‬وذلــك بالعمــل علــى تأطيرهــا وتنظيمهــا‪ ،‬بمــا‬
‫يحميهــا مــن أي اختــراق أو انــزالق‪ ،‬كمــا كان الحــال بمســيرات الجمعــة الفارطــة التــي‬
‫تميــزت بالهــدوء والســكينة‪ ،‬وبذلــك نفــوت الفرصــة معــا‪ ،‬ككل مــرة‪ ،‬علــى المتربصين‬
‫بأمــن وطننــا واســتقراره‪.‬‬

‫وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬نذكــر أن بالدنــا طالمــا كانــت مســتهدفة وعُرضــة للمؤامــرات‬
‫الدنيئــة‪ ،‬لزعزعــة اســتقرارها وتهديــد أمنهــا‪ ،‬جــراء مواقفهــا الثابتــة وقرارهــا الســيد‬
‫الرافــض لــكل اإلمــاءات‪ ،‬وقــد توصلنــا إلــى معلومــات مؤكــدة حــول التخطيــط‬
‫الخبيــث للوصــول بالبــاد إلــى حالــة االنســداد‪ ،‬الــذي تعــود بــوادره إلــى ســنة ‪،2015‬‬
‫حيــث تــم كشــف خيــوط هــذه المؤامــرة وخلفياتهــا‪ ،‬ونحــن نعمــل بــكل هــدوء وصبــر‪،‬‬

‫‪34‬‬
‫علــى تفكيــك األلغــام التــي زرعهــا أولئــك الفاســدون المفســدون فــي مختلــف القطاعــات‬
‫والهيــاكل الحيويــة للدولــة‪ ،‬وســيتم تطهيــر هــذه القطاعــات بفضــل تضافــر جهــود كافــة‬
‫الخيريــن‪ ،‬ثــم بفضــل وعــي الشــعب الجزائــري الغيــور علــى وطنــه‪ ،‬وجاهزيــة أبنائــه‬
‫وإخوانــه فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي المرابطيــن علــى ثغــور الوطــن‪ ،‬والحريصيــن‬
‫علــى اســترجاع هيبــة الدولــة ومصداقيــة المؤسســات وســيرها الطبيعــي‪.‬‬

‫مــن جهــة أخــرى‪ ،‬فقــد دعــوت جهــاز العدالــة فــي مداخلتــي الســابقة بــأن يســرع مــن‬
‫وتيــرة متابعــة قضايــا الفســاد ونهــب المــال العــام ومحاســبة كل مــن امتــدت يــده إلــى‬
‫أمــوال الشــعب‪ ،‬وفــي هــذا الصــدد بالــذات‪ ،‬أثمــن اســتجابة جهــاز العدالــة لهــذا النــداء‬
‫الــذي جســد جانب ـا ً مهم ـا ً مــن المطالــب المشــروعة للجزائرييــن‪ ،‬وهــو مــا مــن شــأنه‬
‫تطميــن الشــعب بــأن أموالــه المنهوبــة ستســترجع بقــوة القانــون وبالصرامــة الالزمــة‪.‬‬

‫وهنــا أيضـا ً وجــب التنبيــه إلــى الظاهــرة الغريبــة المتمثلــة فــي التحريــض علــى عرقلة‬
‫عمــل مؤسســات الدولــة ومنــع المســؤولين مــن أداء مهامهــم‪ ،‬وهــي تصرفــات منافيــة‬
‫لقوانيــن الجمهوريــة ال يقبلهــا الشــعب الجزائــري الغيــور علــى مؤسســات بلــده وال‬
‫يقبلهــا الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬الــذي التــزم بمرافقــة هــذه المؤسســات وفقا للدســتور‪،‬‬
‫كمــا يجــب التنبيــه إلــى عــدم الوقــوع فــي فــخ التعميــم وإصــدار األحــكام المســبقة علــى‬
‫نزاهــة وإخــاص إطــارات الدولــة‪ ،‬الذيــن يوجــد مــن بينهــم الكثيــر مــن المخلصيــن‬
‫والشــرفاء واألوفيــاء‪ ،‬الحريصيــن علــى ضمــان اســتمرارية مؤسســات الدولــة وضمان‬
‫خدمــة للوطــن ومصالــح المواطنيــن‪ ،‬فالجزائــر تمتلــك كفــاءات‬ ‫ً‬ ‫ســير الشــأن العــام‬
‫مخلصــة مــن أبنائهــا فــي كل القطاعــات‪ ،‬يحملونهــا فــي قلوبهــم‪ ،‬وال والء لهــم إال‬
‫للوطــن‪ ،‬همهــم الوحيــد خدمــة وطنهــم ورؤيتــه معــززا بيــن األمــم»‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫«لقــد ع ّبــر الشــعب الجزائــري خــال مســيراته الســلمية عبــر كامــل ربــوع الوطــن‪،‬‬
‫عــن ارتباطــه الوثيــق بوطنــه ونبــل وســمو طموحاتــه‪ ،‬وأكــد تجنــده الصــادق مــن‬
‫أجــل أمــن ورقــي الجزائــر وســد كل الطــرق فــي وجــه محــاوالت ضــرب وتحريــف‬

‫‪35‬‬
‫هــذا المســار الســلمي والراقــي الــذي أظهــر فيــه الشــعب الجزائــري تم ّســكه بأرضــه‬
‫وبطموحاتــه المشــروعة فــي بنــاء دولــة قويــة آمنــة ومزدهــرة‪ ،‬يشــارك فــي بنــاء‬
‫مؤسســاتها كل أبنائهــا المخلصيــن‪ ،‬أساســها المصلحــة العليــا للوطــن‪ ،‬قوامهــا العدالــة‬
‫صــدق واإلخــاص والــوالء هلل ثــم للوطــن‪.‬‬‫االجتماعيــة وعمادهــا ال ّ‬

‫إنّ اصطفــاف الجيــش الوطنــي الشــعبي إلــى جانــب الشــعب لبلــوغ مراميــه فــي إحــداث‬
‫التغييــر المنشــود وتجنــده المســتمر لمرافقــة الجزائريين في ســلمية مســيراتهم وتأمينها‪،‬‬
‫نابــع مــن االنســجام والتطابــق فــي الــرؤى وفــي النهــج المتبــع بيــن الشــعب وجيشــه‪،‬‬
‫هــذا االنســجام أزعــج أولئــك الذيــن يحملــون حقــداً دفينـا ً للجزائــر وشــعبها‪ ،‬ولألســف‬
‫الشــديد بالتآمــر مــع أطــراف داخليــة‪ ،‬باعــت ضميرهــا ورهنــت مصيــر أبنــاء وطنهــا‬
‫مــن أجــل غايــات ومصالــح شــخصية ضيقــة‪.‬‬

‫وأمــام هــذه المخططــات الراميــة إلــى زرع الفتنــة والتفرقــة بيــن الجزائريين وجيشــهم‪،‬‬
‫يواصــل الجيــش الوطنــي الشــعبي التصــدي لهــذه المخططــات‪ ،‬وفقــا لما تقتضيــه أحكام‬
‫الدســتور‪ ،‬وقوانيــن الجمهوريــة‪ ،‬وهــو مــا يؤكده نجــاح الوحدات األمنيــة‪ ،‬المكلفة بحفظ‬
‫النظــام فــي إحبــاط عديــد المحــاوالت الراميــة إلــى بــث الرعــب والفوضــى وتعكيــر‬
‫صفــو األجــواء الهادئــة واآلمنــة التــي تطبــع مســيرات المواطنيــن‪ ،‬وهــو مــا تأكــد‬
‫بتوقيــف أشــخاص خــال نهايــة األســبوع الماضــي بحوزتهــم أســلحة ناريــة وأســلحة‬
‫بيضــاء وقنابــل مســيلة‬
‫للدمــوع وكميــة كبيــرة‬
‫المهلوســات‬ ‫مــن‬
‫وأجهــزة اتصــال‪.‬‬

‫مــن جهــة أخــرى‪ ،‬فقــد‬

‫دعــوت جهــاز العدالــة‬
‫فــي مداخلتــي الســابقة‬

‫‪36‬‬
‫بــأن يســرّع مــن وتيــرة متابعــة قضايــا الفســاد ونهــب المــال العــام ومحاســبة كل مــن‬
‫امتــدت يــده إلــى أمــوال الشــعب‪ ،‬وفــي هــذا الصــدد بالــذات‪ ،‬أث ّمــن اســتجابة جهــاز‬
‫العدالــة لهــذا النــداء الــذي ج ّســد جانب ـا ً مهم ـا ً مــن المطالــب المشــروعة للجزائرييــن‪،‬‬
‫كمــا أؤكــد مــرة أخــرى أن قيــادة الجيــش الوطنــي الشــعبي تقــدم الضمانــات الكافيــة‬
‫للجهــات القضائيــة لكــي تتابــع بــكل حــزم‪ ،‬وبــكل حريــة ودون قيــود وال ضغوطــات‪،‬‬
‫محاســبة المفســدين وهــي اإلجــراءات التــي مــن شــأنها تطميــن الشــعب بــأن أموالــه‬
‫المنهوبــة ستســترجع بقــوة القانــون وبالصرامــة الالزمــة‪.‬‬

‫إن الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ومــن منطلــق قناعاتــه الراســخة وإيمانــه المطلــق‬
‫بضــرورة الحفــاظ علــى جســور التواصــل مــع عمقــه الشــعبي المتجـ ّـذر‪ ،‬الــذي يُعــد‬
‫ســنده ومنبــع قوتــه‪ ،‬وســر صمــوده أمــام كل األخطــار والتهديــدات‪ ،‬ســيواصل فــي هــذا‬
‫الظــرف الحســاس‪ ،‬تبنــي نفــس النهــج الصــادق‪ ،‬بإطــاع المواطنيــن دوريــا بــكل مــا‬
‫يرتبــط بأمنهــم وأمــن وطنهــم‪ ،‬كمــا نجــدد التأكيــد أن الجيــش الوطنــي الشــعبي ســيبقى‬
‫ملتزمـا ً بالحفــاظ علــى مكتســبات وإنجــازات األمــة‪ ،‬وكــذا مرافقــة الشــعب ومؤسســاته‬
‫مــن خــال تفعيــل الحلــول الممكنــة‪ ،‬ويبــارك كل اقتــراح ب ّنــاء ومبــادرة نافعــة تصــبّ‬
‫فــي ســياق ح ـ ّل األزمــة والوصــول بالبــاد إلــى بــر األمــان‪.‬‬

‫لقــد اجتــازت بالدنــا مختلــف الشــدائد واألزمــات التــي ألمــت بها عبــر تاريخهــا‪ ،‬وحتما ً‬
‫ســتخرج مــن أزمتهــا الراهنــة أكثــر قــوة وصالبــة‪ ،‬وذلــك بفضــل اللّحمــة الوثيقــة‬
‫والرابطــة الوجدانيــة العميقــة والثقــة المتم ّيــزة التــي ال انفصام لها بين الشــعب وجيشــه‪،‬‬
‫والتــي تضــع مصلحــة الوطــن فــوق كل اعتبــار‪ ،‬لتظــل الجزائر شــامخة كمــا عهدناها‪،‬‬
‫وتظــل رايتهــا النوفمبريــة الثوريــة خفاقــة عاليــة‪ ،‬رمــزاً وطني ـا ً مقدس ـا ً مــن رمــوز‬
‫ثورتنــا المظفــرة‪ ،‬ومكســبا شــعبيا ً غاليـاً‪ ،‬اُنتــزع بضريبــة الــدم‪ ،‬ليعيــش شــعبنا موحــداً‬
‫منســجما ً فــي كنــف هــذا العلــم الوطنــي وتحــت لوائــه‪ ،‬علــم ال يتغيــر بتغيــر الظــروف‪،‬‬
‫وال يتأثــر بتقلــب األحــوال‪ ،‬علــم ســيبقى خالــدا إلــى أن يــرث هللا األرض ومــن عليهــا‪،‬‬
‫وفــاء لشــهدائنا األبــرار‪ ،‬الذيــن ارتــوى أديــم هــذه األرض الطاهــرة بدمائهــم الزكيــة»‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة العمل‬
‫و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية الخامســة فــي الفتــرة مــن‬
‫‪ 29‬إلــى ‪ 30‬أفريــل ‪.2019‬‬

‫«وبخصــوص محاســبة كل مــن تــورط فــي نهــب المــال العــام وتبديــد خيــرات‬
‫البــاد‪ ،‬والتــي تعــد مــن أهــم المطالــب التــي رفعهــا الشــعب الجزائــري بإلحــاح‪،‬‬
‫منــذ انطــاق مســيراته الســلمية‪ ،‬أو ّد أن أشيــــر إلــى أن مصالــح وزارة الدفــاع‬
‫الوطنــي تحــوز علــى معلومــات مؤكــدة حــول عــدة ملفــات فســاد ثقيلــة‪ ،‬اطلعــت‬
‫عليهــا شــخصيا‪ ،‬تكشــف عــن نهــب األمــوال العامــة بأرقــام ومبالــغ خياليــة‪ ،‬وانطالقــا‬
‫مــن حرصنــا الشــديد علــى حمايــة االقتصــاد الوطنــي‪ ،‬فقــد تولــت مصالــح األمــن‬
‫وضــع هــذه الملفــات تحــت تصــرف العدالــة‪ ،‬لدراســتها والتحقيــق بشــأنها ومتابعــة‬
‫كل المتورطيــن فيهــا‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫وســيبقى الجيــش الوطنــي الشــعبي بالمرصــاد‪ ،‬وفقــا لمطالــب الشــعب الملحــة ولمــا‬
‫يخولــه الدســتور وقوانيــن الجمهوريــة‪ ،‬يتحمــل مســؤوليته أمــام التاريــخ‪ ،‬حيــث قدمت‬
‫قيــادة الجيــش الوطنــي الشــعبي الضمانــات الكافيــة وتعهــدت بمرافقــة جهــاز العدالــة‬
‫فــي أداء مهامهــا النبيلــة والحساســة‪ ،‬بعــد أن تحــررت مــن كل القيــود والضغوطــات‬
‫واإلمــاءات‪ ،‬بعيــدا عــن االنتقائيــة والظرفيــة ودون اســتثناء أي ملــف‪ ،‬وبعيــدا عــن‬
‫أي ظلــم أو تصفيــة حســابات‪ ،‬كمــا نؤكــد علــى ضــرورة تفــادي التأخــر فــي معالجــة‬
‫هــذه الملفــات‪ ،‬بحجــة إعــادة النظــر فــي اإلجــراءات القانونيــة التــي تتطلــب وقتــا‬
‫أطــول‪ ،‬ممــا قــد يتســبب فــي إفــات الفاســدين مــن العقــاب‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫والبــد مــن اإلشــارة إلــى أن هــذه العمليــة ال زالــت فــي بداياتهــا وســيتم‪ ،‬إن شــاء هللا‪،‬‬
‫تطهيــر بالدنــا نهائيــا مــن الفســاد والمفســدين‪ ،‬ونحــن فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫لــم ولــن نســكت عــن الفســاد‪ ،‬بــل قدمنــا المثــال وكنــا ســباقين فــي محاربتــه مــن‬
‫خــال إحالــة إطــارات عســكرية ســامية علــى القضــاء العســكري‪ ،‬متمثليــن فــي القــادة‬
‫الســابقين للنواحــي العســكرية األولــى والثانيــة والرابعــة والــدرك الوطنــي والمديــر‬
‫الســابق للمصالــح الماليــة‪ ،‬الذيــن تأكــد تورطهــم فــي قضايــا فســاد باألدلــة الثابتــة‪.‬‬

‫إن التمســك الشــديد لقيــادة الجيــش الوطنــي الشــعبي بالدســتور الــذي زكاه الشــعب‬
‫مــن خــال ممثليــه فــي البرلمــان ينبــع مــن كــون أي تغييــر أو تبديــل ألحكامــه ليســت‬
‫مــن صالحيــة الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬بــل هــي مــن الصالحيــات المخولــة للرئيــس‬
‫المنتخــب مســتقبال وفقــا لــإرادة الشــعبية الحــرة‪ ،‬هــذا الموقــف المبدئــي يعــد عالمــة‬
‫فالقــة ودائمــة علــى مــدى تصميــم الجيــش الوطنــي الشــعبي علــى أن ال يحيــد عــن‬
‫الدســتور‪ ،‬مهمــا كانــت الظــروف واألحــوال‪ ،‬ومــن يقــول عكــس ذلــك فهــو مجحــف‬
‫فــي حــق الجيــش ومواقفــه الثابتــة‪ ،‬الســيما أولئــك الوصولييــن الذيــن اســتفادوا مــن‬
‫خيــرات البــاد علــى أكثــر مــن صعيــد ويريــدون اليــوم تقديــم الــدروس للجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي وقيادتــه‪ ،‬وإننــا ال نقبــل بــل نرفــض هــذه الســلوكيات االنتهازيــة‬
‫جملــة وتفصيــا ألنهــا ال تخــدم الجزائــر وال تســهم فعليــا فــي حـ ّل أزمتهــا‪ ،‬لــذا يتعيــن‬

‫‪39‬‬
‫علــى الجميــع التحلــي بالتعقــل والتبصــر وتجنــب الدخــول فــي متاهــات‪ ،‬وصراعــات‬
‫هامشــية ال طائــل منهــا وال تخــدم المصلحــة العليــا للوطــن والتــي مــن شــأنها إطالــة‬
‫عمــر األزمــة‪ ،‬وإننــا ننتظــر مــن كل المواطنيــن الغيوريــن علــى مســتقبل وطنهــم‪،‬‬
‫تضافــر الجهــود الصادقــة إليجــاد أحســن الســبل للوصــول بالبــاد إلــى بــر األمــان‪.‬‬
‫ومــن هــذا المنظــور‪ ،‬واحترامــا للدســتور ومؤسســات الدولــة‪ ،‬وجــب علينــا جميعــا‬
‫العمــل علــى تهيئــة الظــروف المالئمــة لتنظيــم انتخابــات رئاســية فــي أقــرب وقــت‬
‫ممكــن‪ ،‬باعتبارهــا الحــل األمثــل للخــروج مــن األزمــة والتصــدي لــكل التهديــدات‬
‫والمخاطــر المحدقــة ببالدنــا وإفشــال كافــة المخططــات المعاديــة الراميــة إلــى‬
‫الوقــوع فــي فــخ الفــراغ الدســتوري والــزج بالبــاد فــي متاهــات الفوضــى وزعزعــة‬
‫اســتقرارها‪ ،‬فهــذه اآلليــة الدســتورية هــي التــي تســمح بانتخــاب رئيــس جمهوريــة لــه‬
‫الشــرعية والصالحيــات لتحقيــق المطالــب الشــعبية المشــروعة المتبقيــة‪ ،‬وهــي كذلــك‬
‫القاعــدة األساســية النطــاق بالدنــا مــن جديــد فــي مســيرة التنميــة والبنــاء‪.‬‬

‫وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬فقــد أكــدت فــي لقــاء ســابق بأننــا بصــدد تفكيــك األلغــام التــي‬
‫يعــرف الشــعب الجزائــري مــن زرعهــا فــي كامــل مؤسســات الدولــة وأن هــذه‬
‫األزمــة‪ ،‬التــي كنــا فــي غنــى عنهــا‪ ،‬تــم افتعالهــا بهــدف زرع بــذور عــدم االســتقرار‬
‫فــي الجزائــر‪ ،‬مــن خــال خلــق بيئــة مناســبة للفــراغ الدســتوري‪ ،‬فهــؤالء الذيــن‬
‫تســببوا عــن قصــد فــي نشــوب هــذه األزمــة هــم أنفســهم مــن يحــاول اليــوم اختــراق‬
‫المســيرات ويلوحــون بشــعارات مشــبوهة ومغرضــة يحرضــون مــن خاللهــا علــى‬
‫عرقلــة كافــة المبــادرات البنــاءة التــي تكفــل الخــروج مــن األزمــة‪ ،‬وقــد برهنــوا بذلــك‬
‫بأنهــم أعــداء الشــعب‪ ،‬الــذي يــدرك جيــدا بالفطــرة‪ ،‬رفقــة جيشــه‪ ،‬كيــف يحبــط هــذه‬
‫المؤامــرات ويصــل بالبــاد إلــى بــر األمــان‪».‬‬

‫«مــن جهــة أخــرى‪ ،‬فإننــي تعهــدت أمــام هللا والشــعب والتاريخ‪ ،‬منــذ بداية المســيرات‬
‫الســلمية‪ ،‬علــى العمــل‪ ،‬دون كلــل وال ملــل‪ ،‬علــى مرافقــة الشــعب ومؤسســات الدولــة‬
‫فــي هــذه المرحلــة الحاســمة مــن تاريــخ بالدنــا‪ .‬وإننــي علــى قناعــة تامــة أن اعتمــاد‬

‫‪40‬‬
‫الحــوار البنــاء مــع مؤسســات الدولــة‪ ،‬هــو المنهــج الوحيــد للخــروج مــن األزمــة‪،‬‬
‫إدراكا منــا أن الحــوار هــو مــن أرقــى وأنبــل أســاليب التعامــل اإلنســاني‪ ،‬وهــو‬
‫المســلك األنجــع الكفيــل بتقديــم اقتراحــات بنــاءة وتقريــب وجهــات النظــر وتحقيــق‬
‫التوافــق حــول الحلــول المتاحــة‪ ،‬وهنــا أود اإلشــادة باســتجابة العديــد مــن الشــخصيات‬
‫واألحــزاب ألهميــة انتهــاج مبــدأ الحــوار‪ ،‬الــذي يتعيــن أن تنبثــق عنــه آليــات معقولــة‬
‫للخــروج مــن األزمــة‪ ،‬وهــو موقــف يحســب لهــم فــي هــذه المرحلــة التــي يجــب أن‬
‫تكــون فيهــا مصلحــة الوطــن هــي القاســم المشــترك بيــن كافــة األطــراف‪.‬‬

‫ومــا تأكيدنــا فــي العديــد مــن المناســبات علــى جــدوى تبنــي هــذا النهــج الحكيــم‪،‬‬
‫مــن طــرف كافــة فئــات شــعبنا األبــي‪ ،‬بعيــدا عــن الحســابات الشــخصية الضيقــة‪،‬‬
‫وفــي إطــار تغليــب المصالــح العليــا للوطــن‪ ،‬إال دليــا قاطعــا علــى حرصنــا علــى‬
‫أمــن واســتقرار البــاد ووحدتهــا الترابيــة والشــعبية‪ ،‬الســيما فــي ظــل وضــع‬
‫إقليمي متوتر‪.‬‬

‫وقــد حققــت مجمــل الترتيبــات المتخــذة لحــد اآلن توافقــا وطنيــا لمســناه مــن خــال‬
‫الشــعارات المرفوعــة فــي المســيرات بمختلــف واليــات الوطــن‪ ،‬باســتثناء بعــض‬
‫األطــراف‪ ،‬التــي ترفــض كل المبــادرات المقترحــة‪ ،‬وتعمــل علــى زرع النعــرات‬
‫والدســائس‪ ،‬بمــا يخــدم مصالحهــا الضيقــة ومصالــح مــن يقــف وراءهــا‪ .‬وقــد‬
‫انكشــفت النوايــا الســيئة لهــذه األطــراف وفضحتهــا وأدانتهــا مختلــف فئــات الشــعب‪،‬‬
‫التــي عبــرت عــن وعــي وطنــي متميــز وأصيــل‪ ،‬ورفضــت أطروحاتهــا التــي تهــدف‬
‫إلــى ضــرب مصداقيــة وجهــود مؤسســات الدولــة‪ ،‬فــي بلــورة وإيجــاد مخــارج آمنــة‬
‫لألزمــة‪ ،‬وعليــه وجــب توخــي الحــذر مــن الوقــوع فــي فــخ تعكيــر صفــو المســيرات‬
‫الســلمية‪ ،‬وتغييــر مســارها مــن خــال تلغيمهــا بتصرفــات تكــن العداء للوطن وتســاوم‬
‫علــى الوحــدة الترابيــة للجزائــر‪ ،‬واســتغالل هــذه المســيرات لتعريــض األمــن القومــي‬
‫للبــاد ووحدتهــا الوطنيــة للخطــر‪.‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪41‬‬
 ‫إن المقترحــات التــي قدمهــا‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي نابعــة‬
‫مــن وعيــه الراســخ بأهميــة‬
‫هــذه المرحلــة فــي حيــاة البــاد‬
‫وبالمســؤولية التاريخيــة الملقــاة‬
‫علــى عاتقــه وعلــى عاتــق‬
‫كافــة الجزائرييــن األوفيــاء‬
‫والمخلصيــن لوطنهــم الذيــن‬
‫ال يرضــون ســوء ببالدهــم‪،‬‬
‫فاألجــدر أن يشــعر الجميــع‬
‫بمســؤولية حفظ وصــون وطنهم‬
‫أمانــة الشــهداء‪ ،‬فالجزائــر وطن‬
‫الجميــع مــن حقهــا علــى أبنائهــا‬
‫كافــة أبنائهــا‪ ،‬كل فــي موقعــه‬
‫وحــدود مســؤولياته‪ ،‬أن ينتبهــوا ويدركــوا مــا يحــدق بهــا مــن مخاطــر وتهديــدات‪،‬‬
‫تســتوجب التحلــي باليقظــة والحيطــة والحــذر‪.‬‬

‫وعليــه‪ ،‬يواصــل الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬رفقــة كافــة الخيريــن مــن أبنــاء الشــعب‬
‫الجزائــري‪ ،‬العمــل علــى تجنيــب بالدنــا مغبــة الوقــوع فــي فــخ العنــف ومــا يترتــب‬
‫عنــه مــن مآســي وويــات‪ ،‬وعلينــا االســتفادة مــن دروس الماضــي باســتحضار‬
‫التضحيــات الجســام والثمــن الباهــض الــذي قدمــه الشــعب الجزائــري ســواء إَبــان‬
‫الثــورة التحريريــة المجيــدة التــي توجــت باســترجاع االســتقالل والســيادة الوطنيــة‪ ،‬أو‬
‫خــال فتــرة مكافحــة اإلرهــاب التــي اســتعادت فيهــا بالدنــا األمــن والســكينة‪ ،‬وهــي‬
‫المكاســب الغاليــة التــي يجــب الحفــاظ عليهــا وعــدم التفريــط فيهــا‪ ،‬وفــاء لتضحيــات‬
‫شــهداء الثــورة التحريريــة وشــهداء الواجــب الوطنــي»‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية الرابعــة فــي الفترة‬
‫مــن ‪ 19‬إلــى ‪ 23‬مــاي ‪.2019‬‬

‫«إن مــا تحقــق حتــى اآلن مــن نتائــج فــي مجــال محاربــة الفســاد‪ ،‬يمثــل مطلبــا‬
‫أساســيا مــن مطالــب الجزائرييــن األوفيــاء والمخلصيــن والغيوريــن علــى وطنهــم‪،‬‬
‫وهــي نتائــج بقــدر مــا تصــب فــي االتجــاه الصحيــح المتناغــم مــع تضافــر الجهــود‬
‫وتوافــق الــرؤى بيــن الجيــش والشــعب‪ ،‬وفــي ظــل هــذا التناغــم فإنــه يستحســن‬
‫بــأن تتســم المســيرات بحــد معقــول وكاف مــن التنظيــم والتأطيــر الجيــد الــذي يفــرز‬
‫ممثليــن حقـيـقـيـيـــن يتســمون بالصــدق واألمانــة فــي نقــل المطالــب المشــروعة لهــذه‬
‫المســيرات‪ ،‬ويجنبهــا أي شــكل مــن أشــكال الفوضــى‪ ،‬والوقــوع فــي فــخ االختــراق‬
‫مــن قبــل ذوي المخططــات المريبــة الذيــن يجعلــون مــن هــذه المســيرات بوابــة إلبراز‬
‫شــعاراتهم ورفــع راياتهــم‪ ،‬وجعلهــا جســرا لتبليــغ بعــض المطالــب غيــر العقالنيــة‪،‬‬
‫‪43‬‬
‫مثــل المطالبــة بالرحيــل الجماعــي لكافــة إطــارات الدولــة بحجــة أنهــم رمــوز النظــام‪،‬‬
‫وهــو مصطلــح غيــر موضوعــي وغيــر معقــول‪ ،‬بــل وخطيــر وخبيــث‪ ،‬يــراد منــه‬
‫تجريــد مؤسســات الدولــة وحرمانهــا مــن إطاراتهــا وتشــويه ســمعتهم‪ ،‬هــؤالء‬
‫اإلطــارات الذيــن كان لهــم الفضــل فــي خدمــة بلدهــم علــى مختلــف المســتويات‬
‫بنزاهــة وإخــاص‪ ،‬وليــس مــن حــق أي كان أن يحــل محــل العدالــة بتوجيــه التهــم‬
‫لهــم والمطالبــة برحيلهــم‪ .‬والهــدف هــو أن هــؤالء المتآمريــن ومــن يســير فــي فلكهــم‪،‬‬
‫يريــدون قطــع الطريــق أمــام كل الحلــول الممكنــة‪ ،‬وجعــل البــاد تعيــش حالــة مــن‬
‫االنســداد السياســي المقصــود‪ ،‬للوصــول إلــى هدفهــم المخطــط وهــو الوصــول بالبــاد‬
‫إلــى حالــة الفــراغ الدســتوري‪ ،‬ففــي هــذه الحالــة أصبحــت المســيرات الشــعبية مطيــة‬
‫ســهلة يركبهــا هــؤالء األشــخاص للترويــج إلــى أفــكار ال تخــدم الجزائــر وال تتماشــى‬
‫إطالقــا مــع المطالــب الشــعبية المرفوعــة‪ ،‬ومــن هنــا يصبح مــن الضــروري والحتمي‬
‫إعــادة النظــر فــي كيفيــة تنظيــم هــذه المســيرات وفي ضــرورة تأطيرها بأشــخاص من‬
‫ذوي الحــس الوطنــي المســؤول الذيــن يخافــون هللا فــي شــعبهم ووطنهــم ومؤسســات‬
‫دولتهــم‪ ،‬ويعملــون علــى نقــل المطالــب الشــعبية فــي إطــار حــوار جــاد وبنــاء مــع‬
‫مؤسســات الدولــة‪ ،‬آخذيــن بعيــن االعتبــار مــا تحقــق لحــد اآلن مــن مطالــب‪ ،‬بفضــل‬
‫المرافقــة الدائمــة للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬الــذي تعهــد والتــزم بأنــه لــن يكــون طرفــا‬
‫فــي هــذا الحــوار المرغــوب‪.‬‬
‫وفــي هــذا الســياق فإننــا نتســاءل عــن الغيــاب الملحــوظ للشــخصيات الوطنيــة والنخب‬
‫والكفــاءات الوطنيــة أمــام مــا تعيشــه البــاد مــن أحــداث وتطــورات متســارعة‬
‫تســتوجب تقديــم اقتراحــات بنــاءة مــن شــأنها التقريــب بيــن وجهــات النظــر المختلفــة‪.‬‬
‫وخالصــة القــول أن مــن يريــد إبقــاء البــاد فــي حالــة انســداد‪ ،‬هــم أشــخاص‬
‫وأطــراف يتعمــدون الدخــول فــي فــراغ دســتوري بــكل مــا يحملــه مــن مخاطــر‬
‫وتهديــدات‪ ،‬فاالنســداد السياســي والفــراغ الدســتوري المبرمــج فــي بالدنــا عــن قصــد‬
‫مــن بعــض األطــراف‪ ،‬هــو مســار لــه تأثيراتــه الوخيمــة علــى الجانــب االقتصــادي‬
‫واالجتماعــي للبــاد الســيما فــي مجــال االســتثمارات والحفــاظ علــى مناصــب الشــغل‬
‫وعلــى القــدرة الشــرائية للمواطنيــن‪ ،‬بــل وعلــى كافــة األصعــدة األخــرى ذات الصلــة‬
‫بالمســار التنمــوي عمومــا‪ ،‬ويبــدو أن هنــاك مــن يزعجهــم بقــاء الدولــة متمتعــة‬
‫‪44‬‬
‫بهيبتهــا‪ ،‬واســتمرار مؤسســاتها فــي مزاولــة مهامهــا بشــكل عــادي‪ ،‬علــى الرغــم مــن‬
‫هــذه األزمــة‪.‬‬
‫وفــي هــذا الســياق ال بــد مــن اإلشــارة إلــى أن إجــراء االنتخابــات الرئاســية يضــع‬
‫حــدا لمــن يحــاول إطالــة أمــد هــذه األزمــة‪ ،‬واألكيــد أن الخطــوة األساســية فــي‬
‫هــذا الشــأن تتمثــل فــي ضــرورة اإلســراع فــي تشــكيل وتنصيــب الهيئــة المســتقلة‬
‫لتنظيــم واإلشــراف علــى االنتخابــات‪ ،‬وإننــا ننتظــر فــي هــذا اإلطــار التعجيــل باتخــاذ‬
‫اإلجــراءات المناســبة لتفعيــل هــذه اآلليــة الدســتورية‪ ،‬باعتبارهــا األداة القانونيــة‬
‫المناســبة للحفــاظ علــى صــوت الناخــب وتحقيــق مصداقيــة االنتخابــات‪.‬‬
‫فإجــراء االنتخابــات الرئاســية‪ ،‬يمكــن مــن تفــادي الوقــوع فــي فــخ الفراغ الدســتوري‪،‬‬
‫ومــا يترتــب عنــه مــن مخاطــر وانزالقــات غيــر محمــودة العواقــب‪ ،‬وهــو مــا‬
‫يســتلزم مــن كافــة الخيريــن مــن أبنــاء الجزائــر الغيوريــن علــى ســمعة وطنهــم‬
‫ومصالــح بالدهــم ومكانتهــا بيــن األمــم‪ ،‬االلتفــاف حــول هــذا المســعى المصيــري‬
‫علــى مســتقبل البــاد‪.‬‬
‫وبهــذه المناســبة أود أن أشــير إلــى أن المــادة ‪ 102‬مــن الدســتور التــي بادرنــا‬
‫باقتــراح اعتمادهــا بــكل مســؤولية وصــدق وإخــاص‪ ،‬بتاريــخ ‪ 26‬مــارس الفــارط‬
‫بجانــات الناحيــة العســكرية الرابعــة‪ ،‬باعتبارهــا تمثــل حــا دســتوريا مالئمــا‪ ،‬قلــت‪،‬‬
‫لقــد أثــارت هــذه المــادة تأويــات خاطئــة ومغرضــة مــن طــرف رؤوس العصابــة‬
‫الذيــن أحدثــوا حولهــا ضجــة مــن أجــل إفشــال كل مســعى تتقــدم بــه قيــادة الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬هــؤالء الذيــن أظهــروا بهــذه المواقــف علــى أنهــم أعــداء لــكل‬
‫مســعى ناجــح حتــى ولــو كان لفائــدة البــاد‪ ،‬فمســارهم الوظيفــي والمهنــي يشــهد‬
‫علــى أنهــم لــم يقدمــوا أي شــيء لهــذا الجيــش‪ ،‬ألنهــم وببســاطة قــد انشــغلوا أساســا‬
‫بتحقيــق مصالحهــم الشــخصية الضيقــة بعيــدا عــن مــا يمليــه عليهــم واجبهــم الوطنــي‬
‫تجــاه الجيــش والوطــن‪ ،‬ويبــدو أن حقدهــم علــى الجيــش وقيادتــه بلغــت درجــة أنهــم‬
‫أصبحــوا فعــا منزعجيــن مــن هــذه األشــواط التطويريــة التــي قطعهــا جيشــنا علــى‬
‫أكثــر مــن صعيــد‪ ،‬هــذا االنزعــاج الــذي وصــل إلــى حــدود خطيــرة هدفهــا الواضــح‪،‬‬
‫هــو محاولــة إضعــاف الجيــش والوقــوف مانعــا أمــام هــذا الجهــد التطويــري المعتبــر‪،‬‬

‫‪45‬‬
‫متجاهليــن أن مــن يقــف فــي طريــق الجيــش الوطنــي الشــعبي وقيادتــه ويعمــل علــى‬
‫عرقلــة جهــوده هــو بالضــرورة يقــف ضــد مصلحــة الجزائــر‪.‬‬
‫وال شــك أن مــا أصــاب رؤوس الفتنــة التــي انكشــف أمرهــا وأمــر أعمالهــا اإلجراميــة‬
‫والخبيثــة والمضــرة بالجزائــر‪ ،‬هــي اآلن تنــال جزاءهــا العــادل والمنصــف بالحــق‬
‫والقانــون‪ ،‬وســوف يكــون ذات المصيــر‪ ،‬إن شــاء هللا تعالــى‪ ،‬لــكل الذيــن تورطــوا‬
‫فــي التآمــر علــى الجيــش الوطنــي الشــعبي وعلــى الجزائــر‪ ،‬مــن خــال مــا اقترفــوه‬
‫مــن أعمــال إجراميــة‪ ،‬هــؤالء الذيــن ستكشــفهم مســتقبال التحقيقــات المعمقــة والمثابــرة‬
‫الجاريــة‪ ،‬وســينالون هــم أيضــا جزاءهــم العــادل والمنصــف بالحــق والقانــون‪.‬‬
‫فهــؤالء الذيــن تــم تعيينهــم فــي وظائــف ســامية‪ ،‬وبــدال مــن أن يجعلــوا مــن هــذه‬
‫الوظائــف وهــذه المناصــب التــي يشــغلونها‪ ،‬فرصــة يؤكــدون عبرهــا إخالصهــم‬
‫لجيشــهم ووطنهــم مــن خــال عمــل ميدانــي ومثمــر‪ ،‬بــدل كل ذلــك‪ ،‬فإنهــم تفننــوا فــي‬
‫اســتغالل مزايــا وظائفهــم وتســخيرها أساســا لخدمــة أغراضهــم الشــخصية‪ ،‬معتقديــن‬
‫وهــم مخطــؤون‪ ،‬بــأن مواصلــة بــل اإلصــرار علــى نســج الدســائس والمؤامــرات‪،‬‬
‫ســيكفل لهــم النجــاة ممــا يقترفــون‪ ،‬إننــا نحذرهــم أشــد التحذيــر بــأن الدولــة الجزائريــة‬
‫قويــة بقوانينهــا وبشــعبها وبجيشــها‪ ،‬الذيــن يمثلــون ســدا منيعــا لحمايــة الجزائــر‪ ،‬هــذا‬
‫الوطــن المفــدى والغالــي‪ ،‬مــن كيــد هــؤالء الذيــن يريــدون دون وازع وطنــي إدخــال‬
‫الجزائــر فــي متاهــات مجهولــة العواقــب»‪.‬‬

‫«إن تشــبثنا باكتســاب الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‬
‫لمقومــات العصرنــة والتحديــث فــي كافــة المجــاالت‪ ،‬وتيقننــا مــن كــون المجــال‬
‫التكوينــي هــو حجــر الزاويــة ألي مســعى تحديثــي ناجــح‪ ،‬يتوافــق مــع عصــر العلــم‬
‫والمعرفــة‪ ،‬قلــت‪ ،‬إن تشــبثنا بهــذه المقومــات جعلنــا نمنــح أهميــة قصــوى ودائمــة‬
‫لمؤسســاتنا التكوينيــة‪ ،‬ونحــرص علــى تبنيهــا لألســاليب التعليميــة والبداغوجيــة‬
‫الحديثــة النظريــة والتطبيقيــة المعتمــدة علــى التقنيــات العصريــة المتطــورة‪.‬‬
‫إن التحكــم فــي معاييــر تحســين وتطويــر مســتوى التعليــم والتكويــن الملقــن فــي هــذه‬
‫المدرســة وفــي غيرهــا مــن مــدارس الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬يتــم عبــر التقييــم‬

‫‪46‬‬
‫الموضوعــي لدرجــات تحصيــل المتخرجيــن مــن الطلبــة والمتربصيــن لمختلــف‬
‫المعــارف والعلــوم العســكرية ســواء النظريــة أو التطبيقيــة‪.‬‬
‫فالتكويــن النظــري والتطبيقــي مهمــا بلــغ مســتواه‪ ،‬ال يضمــن فــي حــد ذاتــه كســب‬
‫رهــان التفــوق والنجــاح إذا لــم يقتــرن بالضــرورة بحــس مهنــي وخلقــي رفيــع يعينــه‬
‫علــى أداء واجبــه علــى الوجــه األصــوب‪ ،‬ألن األمــر يتعلــق هنــا بمــدى قــدرة الفــرد‬
‫علــى تحمــل المســؤولية الموضوعــة علــى عاتقــه الســيما فــي ميــدان قيــادة الرجــال‬
‫وطــرق التعامــل معهــم وأســاليب توظيــف إمكانياتهــم وتوحيــد جهودهــم خدمــة لنجــاح‬
‫المهــام الموكلــة‪.‬‬
‫لقــد مــرت علــى الشــعب الجزائــري خــال هــذا الشــهر الجــاري‪ ،‬ذكــرى وطنيــة‬
‫خالــدة‪ ،‬فبقــدر مــا هــي مؤلمــة فهــي عزيــزة علــى قلــوب الجزائرييــن‪ ،‬إنهــا ذكــرى‬
‫الثامــن مــن مــاي ‪ 1945‬األليمــة‪ ،‬هــذه الذكــرى التــي كانــت مفصليــة مــن حيــث‬
‫تأثيرهــا علــى تعزيــز القناعــة الثوريــة والنضاليــة لــدى الجزائرييــن بضــرورة تبنــي‬
‫الكفــاح المســلح الــذي كانــت الثــورة التحريريــة المجيــدة ثمرتــه المباركــة‪ .‬هــذه الثورة‬
‫الميمونــة التــي تخـلـلـتـــها محطــات عديــدة أظهــرت مــدى تعلــق الشــعب الجزائــري‬
‫بهــذا الجهــد الثــوري العــازم‪ ،‬ومــن بينهــا هــذه المحطــة التاريخيــة التــي أحــيـــا شــعبنا‬
‫فــي ‪ 19‬مــن هــذا الشــهر الجــاري ذكراهــا ‪ 63‬وهــي يــوم الطالــب الــذي يحمــل معانــي‬
‫ودالالت عميقــة عــن مــدى وعــي الطالــب الجزائــري وإدراكــه لحقيقــة المصلحــة‬
‫العليــا لبــاده‪ ،‬وقــد بقــي هــذا الموقــف الوطنــي والمبدئــي للطلبــة رمــزا بــارزا مــن‬
‫رمــوز توافــق الجزائرييــن‪ ،‬وحرصهــم علــى أن تبقــى الجزائــر فــوق كل اعتبــار»‪.‬‬
‫وفــي ســياق ذي صلــة‪ ،‬أشــير إلــى التحــدي الكبيــر المتمثــل فــي محاربــة الفســاد‬
‫الــذي أصبحــت لــه امتــدادات سياســية وماليــة وإعالميــة ولوبـــيات متعــددة متغلغلــة‬
‫فــي مؤسســات البــاد‪ .‬وفــي هــذا الشــأن‪ ،‬أؤكــد علــى أن النهــج المتبــع فــي مجــال‬
‫مكافحــة الفســاد‪ ،‬التــي اســتلزمت رصــد وتفكيــك كافــة األلغــام المزروعــة فــي مختلف‬
‫مؤسســات الدولــة وقطاعاتهــا‪ ،‬هــو نهــج يرتكــز علــى أســاس متيــن وصلــب‪ ،‬ألنــه‬
‫مبنــي علــى معلومــات صحيحــة ومؤكــدة‪ ،‬ويســتند إلــى ملفــات ثابتــة القرائــن‪ ،‬ملفــات‬
‫عديــدة وثقيلــة بــل وخطيــرة‪ ،‬ممــا أزعــج العصابــة وأثــار الرعـــب لديهــا‪ ،‬فســارعت‬

‫‪47‬‬
‫إلــى محاولــة عرقلــة جهــود الجيــش الوطنــي الشــعبي وجهــاز العدالــة‪ .‬وهــو مــا‬
‫يفــرض علــى الشــعب الجزائــري أن يتحلــى بيقظــة شــديدة وأن يضــع يــده فــي يــد‬
‫جيشــه‪ ،‬وأن ال يســمح ألصحــاب المخططــات الخبيثــة التســلل بيــن صفــوف الشــعب‬
‫مهمــا كانــت الظــروف واألحــوال‪.‬‬

‫واألكيــد أن مــا تلقــاه العدالــة فــي هــذا الشــأن مــن تضامــن مــن الشــعب الجزائــري‪،‬‬
‫هــو ضمانــة أخــرى وأساســية تكفــل للعدالــة مواصلــة أداء دورهــا وإتمــام واجبهــا‬
‫الوطنــي ضمــن هــذا المســار التطهـــيري الســليم‪ ،‬والتــي تســتحق منــا اليوم كل الشــكر‬
‫والتقديــر علــى الجهــود المثابــرة فــي معالجــة ملفــات الفســاد الكثيــرة والمتراكمــة‪،‬‬
‫وتلكــم رســالة قويــة مــن الشــعب الجزائــري علــى استحســانه هــذا المســعى القانونــي‬
‫العــادل والمنصــف وعلــى تبنيــه لصوابيــة هــذا الســبيل القويــم»‪.‬‬

‫«ومــن أهــم العوامــل التــي نــدرك جيــدا أنهــا توفــر بــوادر االرتيــاح لــدى المواطنيــن‪،‬‬
‫هــي تحــرر العدالــة مــن كافــة أشــكال القيــود واإلمــاءات والضغوطــات‪ ،‬ممــا ســمح‬
‫لهــا بممارســة مهامهــا بــكل حريــة‪ ،‬وبمــا يكفــل لهــا وضــع األيــدي علــى الجــرح‬
‫وتطهيــر البــاد مــن الفســاد والمفســدين‪ ،‬إال أن أبــواق العصابــة وأتباعهــا‪ ،‬تحــاول‬
‫تمييــع هــذا المســعى النبيــل مــن خــال تغليــط الــرأي العــام الوطنــي‪ ،‬باالدعــاء أن‬
‫محاســبة المفســدين ليســت أولويــة ولــم يـحـــن وقتهــا بعــد‪ ،‬بــل ينبغــي االنتظــار إلــى‬
‫غايــة انتخــاب رئيــس جديــد للجمهوريــة الــذي ســيتولى محاســبة هــؤالء المفســدين‪.‬‬
‫والهــدف الحقيقــي مــن وراء ذلــك هــو محاولــة الســعي بأشــكال عديــدة إلــى تعطيــل‬
‫هــذا المســعى الوطنــي الهــام‪ ،‬كــي تتمكــن رؤوس العصابــة وشــركاؤها مــن التملــص‬
‫واإلفــات مــن قبضــة العدالــة‪ ،‬ومــن أجــل ذلــك حاولــت أن تفــرض وجودهــا‬
‫ومخططاتهــا‪ ،‬إال أن جهــود الجيــش الوطنــي الشــعبي وقيادتــه النوفمبريــة‪ ،‬كانــت‬
‫لهــا بالمرصــاد وأفشــلت هــذه المؤامــرات والدســائس‪ ،‬بفضــل الحكمــة والتبصــر‬
‫واإلدراك العميــق لمســار األحــداث واستشــراف تطوراتهــا‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫وفــي هــذا الشــأن فقــد تعهــدت شــخصيا فــي العديــد مــن المــرات‪ ،‬أمــام هللا وأمــام‬
‫الوطــن وأمــام التاريــخ‪ ،‬وهــو قســم غليــظ لــن أتراجــع عنــه‪ ،‬احترامــا للدســتور‬
‫ولقوانيــن الجمهورية‪،‬علــى غــرار ذلــك القســم الــذي قطعتــه علــى نفســي أمــام شــهداء‬
‫الثــورة التحريريــة المباركــة‪ ،‬هــؤالء األمجــاد الذيــن اتبعــوا طريــق الحق واستشــهدوا‬

‫فــي ســبيله‪ ،‬فعلــى هــذا الســبيل نســير اليــوم بــكل أمانــة وصــدق‪ ،‬ولذلــك عملنــا فــي‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي وســنعمل‪ ،‬بــإذن هللا تعالــى وقوتــه‪ ،‬كل مــا بوســعنا بــكل‬
‫صــدق وأمانــة‪ ،‬علــى المرافقــة العقالنيــة المتســمة بالصــدق والصراحــة‪ ،‬للشــعب‬
‫الجزائــري فــي مســيراته الســلمية الراشــدة‪ ،‬ولجهــود مؤسســات الدولــة‪ ،‬ولجهــاز‬
‫العدالــة‪ ،‬وليعلــم الجميــع أننــا التزمنــا أكثــر مــن مــرة وبــكل وضــوح أنــه ال طموحــات‬
‫سياســية لنــا ســوى خدمــة بالدنــا طبقــا لمهامنــا الدســتورية‪ ،‬ورؤيتهــا مزدهــرة آمنــة‬
‫وهــو مبلــغ غايتنــا‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫لقــد أكدنــا أكثــر مــن مــرة علــى أن المســؤولية هــي أمانــة موضوعــة فــي أعنــاق‬
‫أصحابهــا‪ ،‬يتحملونهــا أمــام هللا وأمــام وطنهــم ثــم أمام أنفســهم‪ ،‬طوال فترة ممارســتهم‬
‫لمهامهــم‪ ،‬طبقــا للصالحيــات المخولــة لهــم قانونــا‪ ،‬وذلــك بــكل نزاهــة وإخــاص‬
‫‪49‬‬
‫ووفــاء للعهــد المقطــوع‪ ،‬هــذه الصالحيــات التــي ال يمكــن بــأي حــال مــن األحــوال‬
‫وتحــت أي ظــرف كان الحيــاد عنهــا‪ ،‬وأن يســعوا جاهديــن إلــى أداء واجبهــم‪ ،‬دون‬
‫تفريــط وال ضغوطــات مــن خــال الحــرص علــى احتــرام موجبــات الســلم الوظيفــي‪،‬‬
‫والمضــي بذلــك بمنتهــى أعمالهــم إلــى ســواء الســبيل واتســام مســارهم المهنــي‬
‫بحسن األداء»‪.‬‬
‫«إننــي أود بهــذه المناســبة اإلشــارة إلــى أن مــا حققــه جيــش التحريــر الوطنــي مــن‬
‫نصــر اســتراتيجي وتحريــره للبــاد واســترجاع ســيادتها الوطنيــة‪ ،‬لــه ارتبــاط وثيــق‬
‫بمــا يواجهــه اليــوم ســليله الجيــش الوطنــي الشــعبي مــن تحديــات حاســمة‪ ،‬يواصــل‬
‫اليــوم رفعهــا بــكل حــزم وإصــرار‪ ،‬وإننــا نعتبــر فــي هــذا الســياق‪ ،‬أن بنــاء جيش قوي‬
‫محتــرف ومهــاب الجانــب وجاهــز ألداء مهامــه الوطنيــة النبيلــة فــي كل الظــروف‪،‬‬
‫يعكــس وبجديــة مــا تــم بذلــه مــن جهــود لتوفيــر كافــة عوامــل الرقــي المرغــوب‪،‬‬
‫ومــا توصــل إليــه مــن تطــور علــى كافــة األصعــدة التنظيميــة والتجهيزيــة والماديــة‬
‫والمنشــآتية‪ ،‬وهــذا فــي إطــار مشــروع شــامل قوامــه تنظيــم وتطويــر مختلــف مكوناته‬
‫وتوفيــر كافــة المــوارد البشــرية الكفــأة والماهــرة‪ ،‬والقــادرة علــى التحكــم فــي أدق‬
‫التكنولوجيــات الحديثــة المتكيفــة مــع مطمــح بلــوغ الدرجــات الرفيعــة مــن االحترافيــة‬
‫والمهنيــة التــي تكفــل مواجهــة أي تهديــد أو طــارئ‪ .‬هــذا االســتعداد والجاهزيــة التــي‬
‫تشــهد عليهمــا هــذه النهضــة المتصاعــدة لقــوام المعركــة للقــوات المســلحة‪ ،‬لــم يــأت‬
‫صدفــة‪ ،‬بــل كان نتيجــة منطقيــة لرؤيــة متبصــرة وإلســتراتيجية شــاملة ومتكاملــة‬
‫وبعيــدة النظــر‪ ،‬وضعتهــا القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬والتــي ســمحت‬
‫لقواتنــا المســلحة بــأن تكــون دومــا درعــا صلبــا وحقيقيــا للوطــن وللشــعب‪.‬‬

‫كمــا يجــدر بــي التذكيــر أن هــذه الثمــرة التطويريــة المســتحقة التــي اســتطاع جيشــنا‬
‫قطفهــا مــن خــال كل هــذه الجهــود المضنيــة المبذولــة التــي سمـــت بقواتنــا المســلحة‬
‫إلــى مقــام االحتــراف ودرجــات العمــل المهنــي الســديد‪ ،‬مكنــت مــن الحفــاظ علــى‬
‫كيــان الدولــة الوطنيــة ومؤسســاتها الجمهوريــة‪ ،‬بمــا يتماشــى مــع مصلحــة الشــعب‬
‫الجزائــري وطموحاتــه المشــروعة»‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية السادســة فــي‬
‫الفتــرة مــن ‪ 27‬إلــى ‪ 30‬مــاي ‪.2019‬‬

‫‪ « ‬لقــد أكــدت فــي أكثــر مــن مناســبة وأعيــد التذكيــر اليــوم مــرة أخــرى‪،‬‬
‫بــأن الســبيل الوحيــد لحــل األزمــة التــي تعيشــها بالدنــا‪ ،‬هــو تبنــي نهــج الحــوار‬
‫الجــاد والجــدي والواقعــي والبنــاء والمتبصــر الــذي يضــع الجزائــر فــوق كل‬
‫اعتبــار‪ ،‬فســيادة الحــوار يعنــي اســتعداد الجميــع إلــى االســتماع بــل اإلصغــاء‬
‫إلــى الجميــع بــكل رويــة وهــدوء والتــزام وتطلــع مخلــص نحــو ضــرورة وحتميــة‬
‫إيجــاد الحلــول المناســبة دون تأخيــر‪.‬‬

‫فالشــعب الجزائــري المخلــص لوطنــه والمــدرك ألهميــة اإلســراع فــي بلــوغ‬

‫الحلــول المالئمــة لهــذه األزمــة‪ ،‬ال يريــد تكــرار تجــارب مريــرة ســابقة كان قــد‬
‫‪51‬‬
‫كـــابد ويالتهــا وعانــى مــن آثارهــا أشــد المعانــاة‪ ،‬إنــه ال ينســى وال يريــد أن ينســى‬
‫تلــك الفتــرة الصعبــة التــي مــر بهــا خــال التســعينيات‪.‬‬
‫‪ ‬وعلينــا كجزائرييــن أن نأخــذ العبــرة مــن مــا ســبق مــن تجــارب ومــا ســبق مــن‬
‫أحــداث مأســاوية غــاب عنهــا العقــل وكان الخاســر الوحيــد‪ ،‬مــن جــراء كل ذلــك‪،‬‬
‫هــو الوطــن‪ ،‬لهــذا فإننــا نشــدد اإللحــاح علــى ضــرورة شــعور كافــة األطــراف‬
‫بالمســؤولية وأن تجعــل مــن الحــوار طــوق النجــاة للوطــن‪.‬‬
‫‪ ‬هــذا الحــوار الــذي يتعيــن أن تشــارك فيــه شــخصيات ونخــب وطنيــة تكــون وفيــة‬
‫للوطــن ولمصلحتــه العليــا المقدســة‪ ،‬فالحــوار الصــادق والموضوعــي الــذي يتــم‬
‫خاللــه تقديــر الظــروف التــي تمــر بهــا البــاد‪ ،‬ويتــم عبــره التنــازل المتبــادل مــن‬
‫أجــل الوطــن‪ ،‬فبهــذه الطريقــة يتــم محــو الفــوارق بيــن اآلراء المختلفــة أو علــى‬
‫األقــل تقليــص المســافة فــي وجهــات النظــر المتباينــة والمتباعــدة‪ ،‬فــا شــيء‬
‫يعلــو علــى مصلحــة الجزائــر وكل شــيء يهــون فــي ســبيلها‪ ،‬ولنــا فــي تاريخنــا‬
‫الوطنــي الكثيــر مــن العبــر والــدروس‪ ،‬حيــث مــرت الجزائــر بالكثيــر مــن المحــن‬
‫والشــدائد واســتطاع شــعبها األصيــل والواعــي أن يمــر إلــى بــر األمــان بفضــل‬
‫روح المســؤولية الجماعيــة التــي يعــرف بهــا‪.‬‬
‫فالجزائــر اليــوم هــي فــي انتظــار كل جهــد مخلــص ووفــي يصــدر عــن أبنائهــا‬
‫الســيما منهــم الشــخصيات الوطنيــة ذات القــدرة الفعليــة علــى تقديــم اإلســهام‬
‫الصائــب الــذي يكفــل إيجــاد الحلــول المنتظــرة‪ ،‬إن الحلــول ســتأتي‪ ،‬بــإذن هللا‬
‫تعالــى وقوتــه‪ ،‬وفــي أقــرب اآلجــال‪ ،‬ألن ثقتنــا فــي شــعبنا كبيــرة وثقتنــا فــي‬
‫هللا أكبــر بــأن يوفــق الجيــش الوطنــي الشــعبي فــي حســن مرافقــة أبنــاء الوطــن‪،‬‬
‫وهــم يقدمــون اقتراحاتهــم البنــاءة خدمــة لمــا يســتوجبه الواجــب الوطنــي النبيــل‪،‬‬
‫وسيســجل التاريــخ كل جهــد أســهم فــي إيجــاد المخــرج الســليم ألزمــة الجزائــر‪،‬‬
‫فمــا خــاب مــن ســعى‪ ،‬شــرط أن يكــون الســعي متســما باإلخــاص والصــدق‪.‬‬
‫وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬وكمــا ســبق لــي أن أكــدت مــرارا وتكــرارا‪ ،‬فإننــي أجــدد التأكيد‬
‫اليــوم بــأن الجيــش الوطنــي الشــعبي ســيظل دومــا وفيــا لتعهداتــه في مرافقة الشــعب‬
‫الجزائــري ومؤسســات الدولــة وجهــاز العدالــة‪ ،‬كمــا أود التأكيــد أيضــا مثلمــا‬

‫‪52‬‬
‫تطرقــت إليــه فــي مداخالتــي الســابقة أنــه ليســت لنــا أي طموحــات سياســية بــل أن‬
‫مبلــغ طموحنــا هــو خدمــة بلدنــا وجيشــنا‪ ،‬طبقــا لمهامنــا الدســتورية‪ ،‬وهــو موقــف‬
‫لــن نحيد عنه أبدا‪.‬‬
‫‪ ‬إننــا نقــول هــذا الــكالم‪ ،‬ونحــن نعنــي مــا نقــول‪ ،‬ألننــا ننظــر إلــى واقــع األزمــة‬
‫فــي بالدنــا نظــرة تأمــل واقعيــة بــل وعميقــة مــن حيــث الخلفيــات والمرامــي‪ ،‬ومــن‬
‫حيــث التأثيــرات القريبــة والبعيــدة علــى أمــن الجزائــر ومســتقبلها‪ ،‬فتحليالتنــا هــي‬
‫تحليــات موضوعيــة ومنطقيــة نعتمــد فيهــا علــى فهــم وإدراك تسلســل األحــداث‬
‫وترابطهــا وعلــى مجراهــا ومنتهــى غايتهــا وأهدافهــا األساســية‪ ،‬ونســتعين فــي‬
‫كل ذلــك بنظــرة إســتراتيجية قوامهــا المعلومــة الموثوقــة بمــا يجــري‪ ،‬والدرايــة‬
‫بمــا قــد يجــري والتفحــص العميــق لــكل جوانــب هــذه األزمــة المتعــددة األوجــه‬
‫والحيثيــات‪.‬‬
‫ومــن هــذا المنطلــق فإننــا نعتبــر أن المحــور الرئيســي الــذي يتعيــن أن تــدور‬
‫حولــه جهــود الخيرييــن مــن أبنــاء الجزائــر هــو محــور الحــوار الصريــح الــذي‬
‫يجعــل مــن المطالــب الشــعبية المحققــة حتــى اآلن‪ ،‬وهــي كثيــرة وملموســة‪ ،‬قاعدتــه‬
‫األساســية ومنطلقــه الجــاد‪ ،‬بــل ونجعــل مــن الحــوار مشــروعا حضاريــا يصبــح‬
‫ثقافــة ســائدة بيــن أبنــاء الوطــن الواحــد‪ ،‬واألكيــد أن خريطــة طريــق هــذا الحــوار‬
‫سـتـــتجلى معالمهــا وتتضــح أكثــر مــن خــال جديــة المبــادرات‪ ،‬ومــن خــال‬
‫عقالنيــة طرحهــا‪ ،‬ومــن خــال جديــة التوجــه نحــو إيجــاد الحلــول الضروريــة‬
‫لهــذه األزمــة المســتفحلة‪ ،‬وذلــك فــي أقــرب اآلجــال ودون تأخيــر‪.‬‬
‫‪ ‬فاألولويــة اآلن‪ ،‬وأعيــد ذلــك مــرة أخــرى وبــكل إلحــاح‪ ،‬هــو أن يؤمــن الجميــع‬
‫بأهميــة المضــي قدمــا نحــو حــوار مثمــر يخــرج بالدنــا مــن هــذه الفتــرة المعقــدة‬
‫نســبيا التــي تعيشــها اليــوم‪ ،‬ويضمــن بذلــك الطريــق نحــو بلــوغ إجــراء االنتخابــات‬
‫الرئاســية المقبلــة فــي أســرع وقــت ممكــن‪ ،‬أقــول فــي أســرع وقــت ممكــن بعيــدا‬
‫عــن الفتــرات االنتقاليــة التــي ال تؤتمــن عواقبهــا‪ ،‬فالجزائــر ال يمكنهــا أن تتحمــل‬
‫المزيــد مــن التأخيــر والمزيــد مــن التســويف‪ ،‬فالحــل بيــن أيــدي الجزائرييــن‬
‫األوفيــاء لوطنهــم‪ ،‬وهــم مــن ســيجد هــذا الحــل مــن خــال‪ ،‬وأعيــد ذلــك مــرة‬

‫‪53‬‬
‫أخــرى‪ ،‬الحــوار الــذي يــؤدي إلــى الوفــاق وإلــى االتفــاق علــى حتميــة اإلجــراء‬
‫الضــروري والــازم لالنتخابــات الرئاســية فــي أقــرب وقــت ممكــن‪ ،‬فــا مبــرر‬
‫إطالقــا فــي االســتمرار فــي تبديــد الوقــت وضياعــه‪ ،‬فالوقــت مــن ذهــب ال مجــال‬
‫الســتنزافه فــي نقاشــات عـــقيمة بعيــدة عــن الحــوار الحقيقــي الصــادق والبنــاء‪ ،‬فــا‬
‫شــيء مســتحيل والجزائــر فــي انتظــار المخــرج القانونــي والدســتوري الــذي يقيهــا‬
‫الوقــوع فــي أي شــكل مــن أشــكال التأزيــم»‪.‬‬
‫«إن مــن يبحــث عــن التأزيــم ويبحــث عــن إطالــة أمــد هــذه األزمــة هــو مــن يتعمــد‬

‫نشــر اإلشــاعات واألخبــار المزيفــة واألكاذيــب بطريقــة مســتمرة عبــر العديــد مــن‬
‫الوســائط اإلعالميــة‪ ،‬ال يمكنــه بــأي حــال مــن األحــوال أن يســاهم فــي خلــق منــاخ‬
‫مالئــم للتفاهــم المتبــادل أو حتــى مــن أجــل حــوار هــادئ ورصيــن‪ ،‬وهــذا يعنــي أن‬
‫مــن يلجــأ إلــى مثــل هــذه الممارســات أنــه ضــد إجــراء حــوار جــاد وجــدي‪ ،‬وتلكــم‬
‫أهــداف غيــر بريئــة تمامــا يتحمــل أصحابهــا تبعاتهــا أمــام هللا والشــعب والتاريــخ‪،‬‬
‫إنهــم يتعمــدون انتهــاج هــذا الســبيل علــى الرغــم مــن أنــه كان بوســعهم اكتســاب‬
‫مصداقيــة أكثــر مــن خــال التركيــز علــى نقــل األحــداث الحقيقيــة‪ ،‬عــوض‬
‫تع ّمــد تضليــل الــرأي العــام مــن خــال صناعــة األكاذيــب والســيناريوهات غيــر‬
‫الحقيقيــة والمغلوطــة والتــي يتــم نســبها لشــخصيات ومراكــز اتخــاذ القــرار‪ ،‬وكل‬
‫ذلــك يأتــي مــن خلفيــة وجــود مخططــات مدروســة تـ ّم إعدادهــا بمكــر شــديد قصــد‬
‫التشــكيك فــي أيّ فعــل يهــدف إلــى تهدئــة وطمأنــة الشــعب‪ ،‬ويعمــل علــى البحــث‬
‫‪54‬‬
‫علــى إيجــاد الحلــول المالئمــة لألزمــة الحاليــة التــي تمــر بهــا البــاد‪ ،‬والغــرض‬
‫واضــح هــو الوقــوف أمــام إيجــاد أي مخــرج لألزمــة وتعطيــل كل مســعى خ ّيــر‬
‫ووطنــي للحــوار والتشــاور بيــن مختلــف األطــراف‪.‬‬
‫هــذا الحــوار الــذي ينبغــي أن يعمــل علــى إيجــاد كل الســبل التــي تكفــل البقــاء‬
‫فــي نطــاق الشــرعية الدســتورية‪ ،‬وضــرورة العــودة بأســرع وقــت ممكــن إلــى‬
‫صناديــق االقتــراع مــن أجــل انتخــاب رئيــس الجمهوريــة وفقــا لــإرادة الشــعبية‬
‫الحــرة‪ ،‬واألكيــد أن مــن يســعى إلــى تعطيــل مثــل هــذه المســاعي الوطنيــة الخيــرة‪،‬‬
‫هــم أشــخاص وأطــراف تعمــل بمنطــق العصابــة‪ ،‬وتســير فــي ســياق أبواقهــا‬
‫وأتباعهــا الهادفــة دومــا نحــو المزيــد مــن التغليــط والتضليــل‪.‬‬
‫‪ ‬فإفشــاال لــكل المســاعي غيــر الب ّنــاءة والمثبّطــة للعزائــم‪ ،‬فإنــه يتعيــن اليــوم أن‬
‫يمضــي الشــعب الجزائــري رفقــة جيشــه‪ ،‬نحــو رفــع كافــة التحديــات المعترضــة‪،‬‬
‫وتقديــم الــوالء‪ ،‬كل الــوالء للوطــن‪ ،‬دون غيــره‪ ،‬فالــوالء للوطــن يقتضــي بــأن‬
‫يتجنــد الجميــع‪ ،‬كل فــي مجــال عملــه ونطــاق مســؤولياته‪ ،‬الســيما قطــاع اإلعــام‬
‫بكافــة تفرعاتــه‪ ،‬قلــت‪ ،‬يتجنــد لخدمــة الجزائــر‪ ،‬فاإلعــام يتعيــن عليــه بــأن يكــون‬
‫مــرآة عاكســة للمطالــب الفعليــة والحقيقيــة للشــعب الجزائــري‪ ،‬ومطالــب بــأن‬
‫يكــون لســان صــدق لشــعبه يقــول الحقيقــة ويقــوم بتبليــغ مطالبــه دون تشــويه أو‬
‫تزييــف أو اســتغالل أو تســخير ألغــراض أخــرى غيــر خدمــة الوطــن‪ ،‬فالمصالــح‬
‫الماديــة ال يمكنهــا إطالقــا أن تكــون بديــا للوطــن‪ ،‬فهــي تــزول ويبقــى الوطــن‪،‬‬
‫وتبقــى الجزائــر‪.‬‬
‫‪« ‬إن مــن يقــرأ التاريــخ الوطنــي ومــا تخللــه مــن تحديــات‪ ،‬يــدرك أن عبقريــة‬
‫الشــعب الجزائــري هــي خاصيــة متميــزة مــن خصائصــه كشــعب مقــاوم وأصيــل‬
‫ومحــب لوطنــه‪ ،‬بــل هــو شــعب نبيــل فــي مواقفــه ومســلكه‪ ،‬عــادة مــا يقــدم‬
‫مصلحــة وطنــه علــى مصلحتــه الشــخصية‪ ،‬هــذه الخصــال التــي تظهــر أكثــر‬
‫فأكثــر أيــام العســر والشــ ّدة‪ ،‬ففــي مثــل هــذه األيــام تــزداد اللحمــة بيــن كافــة‬
‫أطيــاف الشــعب ويــزداد عمــق التضامــن وتضافــر الجهــود الن ّيــرة وتبــرز كذلــك‬
‫ك أن أصــدق مثــال علــى‬ ‫كل معانــي التضحيــة والفــداء مــن أجــل الوطــن‪ ،‬وال ش ـ ّ‬
‫مــا أقــول هــو ذلــك التالحــم المنقطــع النظيــر‪ ،‬الــذي كان يربــط الشــعب الجزائــري‬
‫‪55‬‬
‫المقــاوم مــع جيــش التحريــر الوطنــي الثــوري‪ ،‬أثنــاء الثــورة التحريريــة المباركــة‪،‬‬
‫هــذا التضامــن وهــذا التالحــم الــذي أنجــب قــوة عارمــة نســفت االســتعمار الفرنســي‬
‫مــن أساســه وقوضــت أركانــه بطريقــة ال رجعــة فيهــا »‪.‬‬
‫‪ « ‬إنّ حفــظ أمــن الجزائــر وتثبيــت ركائــز دفاعهــا الوطنــي يســتوجب منكــم األخــذ‬
‫بعيــن اإلعتبــار طبيعــة المهــام الموكلــة علــى مســتوى هــذه المنطقــة‪.‬‬
‫‪ ‬فألجــل ذلــك نعمــل دومــا علــى المحافظــة علــى الجاهزيــة فــي أعلــى مســتواها وعلــى‬
‫أن يتــم التحضيــر والتدريــب الجيــد لقواتنــا المســلحة بالطريقــة المثلــى والمرســومة‪،‬‬
‫حتــى تبقــى علــى الــدوام مالكــة لمقاليــد القــدرة علــى اإلضطــاع بمهامهــا‪ ،‬ومتكيفــة‬
‫باســتمرار مــع تطــور الوضــع الجيوسياســي وتع ّقــد الرهانــات‪ ،‬التــي تشــهدها المنطقة‪،‬‬
‫وهــو مــا يســتوجب بالضــرورة حرصكــم كإطــارات علــى التطبيــق الصــارم لبرنامــج‬
‫التحضيــر القتالــي لمختلــف مكونــات قــوام المعركــة بتكثيــف التماريــن التكتيكيــة‬
‫البيانيــة بالذخيــرة الحيــة لمختلــف األســلحة والقــوات‪.‬‬
‫‪ ‬إن العمــل علــى ربــط التاريــخ بالحاضــر والمســتقبل هــو ســلوك طبيعــي جــدا فــي‬
‫اإلنســان‪ ،‬بــل هــي مــن البديهيــات التــي يبقــى هذا اإلنســان دوما فــي حاجة أكيــدة إليها‪،‬‬
‫باعتبارهــا منحــى طبيعيــا يتماشــى تمامــا مــع فطرتــه و يتوافــق مــع ســلوكه المنطقــي‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬يتعيــن أن تعــود ذاكــرة الجزائرييــن‪ ،‬الســيما فئــة الشــباب منهــم‪ ،‬إلــى‬
‫ماضــي بالدهــم الخالــد ويســتمدون منــه زادا معنويــا أعــرف أنــه دافقــا وال يضاهــى‪،‬‬
‫بمــا يعينهــم‪ ،‬يقينــا‪ ،‬علــى مواجهــة‪ ،‬بــل التغلــب علــى كافــة التحديــات والصعوبــات‬
‫ومواصلــة دربهــم بــكل أمــل وتفــاؤل وطمــوح‪ ،‬نحــو اإلســهام الجــاد والمجــدي فــي‬
‫بنــاء مســتقبل وطنهــم‪.‬‬
‫‪ ‬فتاريــخ الجزائــر الــذي نعتــز بــه اليــوم أيمــا اعتــزاز‪ ،‬لــم يــأت كمــا يعلــم الجميــع‬
‫إال بفضــل هــؤالء الرجــال الصناديــد والمياميــن الذيــن ضحــوا بحاضرهــم‬
‫مــن أجــل مســتقبل الجزائر‪،‬وهــم يــرون حينهــا أن هــذا المســتقبل‪ ،‬ينبغــي لــه‬
‫أن يكــون مشــرقا و واعــدا‪ ،‬ويتعيــن عليكــم أنتــم اليــوم أن تعتقــدوا جازميــن‪،‬‬
‫بــأن مســتقبل الجزائــر ينبغــي لــه أن يكــون متوافقــا تمــام التوافــق مــع‬
‫تاريخها الوطني القدوة بل المعجزة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ ‬إعلمــوا‪ ،‬أن بالدكــم الجزائــر بفضــل ثورتهــا الخالــدة وتاريخهــا الوطنــي الحافــل‬
‫باألمجــاد والبطــوالت‪ ،‬قــد اســتطاعت أن تضــع بصمتهــا وبوضــوح علــى صفحــات‬
‫التاريــخ اإلنســاني المعاصــر‪ ،‬وأن تــدوّ ن بحــروف مــن ذهــب‪ ،‬قــدرة اإلنســان‬
‫علــى تغييــر مجــرى األحــداث التاريخيــة‪ ،‬وعلــى إعــادة توجيههــا وصياغتهــا وفقــا‬
‫لتطلعاتــه الشــرعية وطموحاتــه المشــروعة‪ ،‬وســيبقى التاريــخ اإلنســاني يحفــظ‬
‫فــي ذاكرتــه‪ ،‬دون شــك‪ ،‬وباعتــزاز شــديد عظمــة الجزائــر وشــعبها وثورتهــا‬
‫التحريريــة المظفــرة‪ ،‬ويخلــد بطــوالت مــن صنعوهــا‪ ،‬ويثنــي علــى الــدور الريــادي‬
‫الــذي ســاهمت مــن خاللــه هــذه الثــورة المجيــدة‪ ،‬فــي نشــر وتعميــم مُثــل الحريــة‬
‫وال ّســلم عبــر العالــم‪.‬‬
‫‪ ‬إن طمــوح الجيــش الوطنــي الشــعبي ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬فــي تدعيــم‬
‫ركائــز قوتــه اعتمــادا علــى عقــول وســواعد أبنائــه‪ ،‬هــو طمــوح ال حــدود لــه‪،‬‬
‫ومــن وحــي هــذا الطمــوح فإننــا بقــدر مــا نثمــن النتائــج الجيــدة المتحصــل عليهــا‬
‫مــن طــرف أشــبال األمــة خــال الســنوات األخيــرة‪ ،‬فإننــا ندعوكــم أنتــم اليــوم بــأن‬
‫تجعلــوا مــن هــذه النتائــج الباهــرة المحققــة مــن طــرف نظرائكــم األشــبال‪ ،‬قــدوة‬
‫لكــم تحفزكــم علــى أن تجعلــوا مــن هــذه المدرســة أيضــا‪ ،‬مثــاال طيبــا يحتــذى بــه‪،‬‬
‫حتــى تكــون كافــة مــدارس أشــبال األمــة‪ ،‬كمــا أردناهــا‪ ،‬مشــتلة حقيقيــة لنبتــات‬
‫بشــرية مســتوفاة الجــذور و كاملــة المواصفــات‬
‫ومــن أجــل بلــوغ هــذه المرامــي الطموحــة والمشــروعة‪ ،‬فإننــي أنتهــز مــرة‬
‫أخــرى هــذه المناســبة الكريمــة ألدعوكــم وأدعــوا الجميــع مــن خاللكــم إلــى بــذل‬
‫الكثيــر مــن الجهــد الــدؤوب والكثيــر مــن العمــل المتفانــي‪ ،‬بمــا يســتجيب لتحقيــق‬
‫النتائــج المرغوبــة وترســيخ النهــج التعليمــي والتكوينــي واإلنضباطــي والنفســي‬
‫والمعنــوي الــذي نريــده‪ ،‬و أعيــد ذلــك مــرة أخــرى‪ ،‬قلــت‪ ،‬نريــده بــأن يكــون‬
‫مثــاال طيبــا يقتــدى بــه مســتقبال باعتباركــم تمثلــون نــواة هــذا المســعى‬
‫التعليمــي البعيد النظر‪».‬‬

‫‪57‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية الثالثــة فــي الفتــرة‬
‫مــن ‪ 17‬إلــى ‪ 19‬جــوان ‪.2019‬‬

‫«إن مــن بيــن معالــم الســير التــي يحــرص الجيــش الوطنــي الشــعبي علــى‬
‫إتباعهــا‪ ،‬هــو التمســك الشــديد بالمخــارج القانونيــة والدســتورية لحــل األزمــة التــي‬
‫تمــر بهــا الجزائــر‪ ،‬وتلكــم مبــادئ ثابتــة ال ســبيل أبــدا إلــى التخلــي عنهــا‪ ،‬وال نمــل‬
‫إطالقــا مــن ترديدهــا وإعــادة ترديدهــا بــكل ثقــة وعــزم‪ ،‬وهــي ذات المبــادئ النبيلــة‬
‫والصائبــة التــي أعلــم يقينــا أن األغلبيــة الغالبــة مــن الشــعب الجزائــري تتبناهــا‪.‬‬

‫ولقــد أكدنــا أكثــر مــن مــرة أن مفاتيــح هــذه األزمــة موجــودة لمــن تتوفــر فيهــم‬
‫شــميلة اإليثــار‪ ،‬أي التخلــي عــن كافــة دروب األنانيــة الشــخصية والحزبيــة وغيرهــا‬
‫مــن األنانيــات األخــرى‪ ،‬وذلــك مــن خــال تغليــب مصلحــة الجزائــر علــى أي‬

‫‪58‬‬
‫مصلحــة أخــرى‪ ،‬واألكيــد أن أهــم مفاتيــح ذلــك يتلخــص تحديــدا فــي انتهــاج نهــج‬
‫الحــوار‪ ،‬بيــن جميــع األطــراف الجــادة‪.‬‬
‫إننــا ال نمــل مــن القــول بــأن األولويــة اآلن هــي اإلســراع والتعجيــل فــي انتخــاب‬
‫رئيــس الجمهوريــة فــي األوقــات واآلجــال المتاحــة دســتوريا والمقبولــة زمنيــا‪ ،‬هــذه‬
‫اآلجــال التــي وصلــت اليــوم إلــى حدودهــا القصــوى‪ ،‬أي أنــه علــى الجزائرييــن‬
‫المخلصيــن لوطنهــم أن يبحثــوا اآلن‪ ،‬نعــم اآلن‪ ،‬عــن أنجــع الطــرق إلــى بلــوغ ذلــك‪،‬‬
‫وأعــود مــرة أخــرى إلــى القــول‪ ،‬بــأن إيجــاد هــذه الطــرق الموصلــة إلــى االنتخابــات‬
‫الرئاســية ال يتــم إال بالحــوار الــذي ترضــي نتائجــه أغلبيــة الشــعب الجزائــري‪ ،‬أي‬
‫نتائــج توافقيــة لبلــوغ حــل توافقــي لفائــدة الجزائــر ولمصلحتهــا‪.‬‬
‫إن إجــراء االنتخابــات الرئاســية فــي أقــرب وقــت ممكن وفي أحســن شــروط الشــفافية‬
‫والمصداقيــة‪ ،‬يمثــل عنصــرا أساســيا تســتوجبه الديمقراطيــة الحقيقيــة التــي ال يؤمــن‬
‫بهــا‪ ،‬مــع األســف الشــديد‪ ،‬بعــض أتبــاع المغــاالة السياســية واإليديولوجيــة الذيــن‬
‫يعتبــرون أن االنتخابــات هــي خيــار وليســت ضــرورة‪ ،‬وذلــك هــو قمــة التناقــض‬
‫الفكــري والسياســي‪ ،‬فــأي ديمقراطيــة دون انتخابــات حــرة ونزيهــة‪ ،‬إال إذا كانــت‬
‫الديمقراطيــة تعنــي االنغمــاس فــي مســتنقع التعييــن‪.‬‬

‫ومــن أجــل بلــوغ شــاطئ الديمقراطيــة الحقــة بكافــة مقاييســها وشــروطها‪ ،‬فإنــه مــن‬
‫األصــح أن نقــول أنــه يتعيــن العمــل علــى تجميــع كافــة الشــروط الضروريــة لتنظيــم‬
‫انتخــاب تعــددي تســبقه نقاشــات بنــاءة وحــوار رزيــن ورصيــن يكفــل للمواطــن منــح‬
‫صوتــه لمــن يعتبــره قــادرا علــى قيــادة البــاد علــى درب الرفاهيــة والرقــي‪ ،‬وذلكــم‬
‫هــو المحــور الــذي يتعيــن علــى جميــع الطاقــات أن تركــز عليــه‪ ،‬بــكل إرادة وعــزم‪،‬‬
‫بــل وبــكل إخــاص بمــا يتماشــى وعــدم تخييــب طموحــات الشــعب الجزائــري‪.‬‬
‫هــذا الشــعب األبــي الــذي عليــه أن ينتبــه بــل ويحــذر مــن اســتمرار بعــض‬
‫األشــخاص وبعــض األطــراف فــي إبــداء معارضــة تســتند فقــط إلــى نهــج تشــويه‬
‫صــورة اآلخريــن‪ ،‬أو صياغــة طلبــات جديــدة واقتراحــات غيــر صائبــة بــل وغيــر‬
‫موضوعيــة‪ ،‬تصــب فــي خانــة الممارســات غيــر البنــاءة التــي تهــدف وعــن قصــد‬

‫‪59‬‬
‫إلــى إطالــة أمــد األزمــة التــي نواجههــا‪ ،‬متناســين أنــه يعــود لرئيــس الجمهوريــة‬
‫الجديــد ودون غيــره القيــام بمهمــة الترجمــة الميدانيــة وبشــكل ملمــوس لبرنامــج‬
‫اإلصالحــات المفصــل والدقيــق الــذي يبنــي علــى أساســه ترشــحه ووفقــا لمضمونــه‬
‫يتــم انتخابــه مــن طــرف الشــعب الجزائــري‪ ،‬وهــو مــا يســتلزم بالضــرورة المضــي‬
‫قدمــا وبســرعة نحــو حــوار شــامل‪ ،‬قصــد الســماح بتجســيد هــذا االســتحقاق االنتخابي‬
‫الحاســم‪ ،‬حــوار يجمــع كل مــن الطبقــة السياســية والمجتمــع المدنــي والشــخصيات‬
‫الوطنيــة‪ ،‬وذلكــم هــو الســبيل األوحــد نحــو إحــداث القطيعــة الفعليــة التــي ينــادي بهــا‬
‫الشــعب الجزائــري‪ ،‬قطيعــة مــع كل مــا هــو بائــس وســلبي يتــم مــن خاللهــا تفــادي‬
‫كل مــا يتنافــى مــع المصلحــة العليــا للبــاد‪ ،‬وتبنــي مقاربــة وطنيــة فــي محتواهــا‬
‫وعصريــة فــي وســائلها وأدائهــا‪ ،‬لهــا قابليــة التطبيــق علــى السياســة واالقتصــاد‬
‫وحتــى علــى الحيــاة االجتماعيــة والثقافيــة‪.‬‬

‫وفــي هــذا الســياق‪ ،‬يتعيــن التأكيــد مــرة أخــرى عــن عــزم المؤسســة العســكرية علــى‬
‫مرافقــة العدالــة وعــن قناعــة تامــة‪ ،‬وحــس رفيــع بالواجــب‪ ،‬وحمايتهــا حمايــة كاملــة‬
‫مــن أي مصــدر كان‪ ،‬بمــا يســمح لهــا بــأداء مهامهــا علــى أحســن وجــه ويكفــل‬
‫لهــا القيــام بدورهــا التطهيــري علــى الوجــه األصــوب‪ ،‬مــن خــال إخــراج كافــة‬
‫الملفــات ومعالجتهــا بــكل عــدل وإنصــاف مهمــا كانــت الظــروف واألحــوال‪ ،‬وبمــا‬
‫يكفــل بالتالــي مثــول كافــة األشــخاص المفســدين مهمــا كانــت منزلتهــم الوظيفيــة‬
‫والمجتمعيــة‪.‬‬
‫وانطالقــا مــن أنــه ال حــدود لنطــاق مكافحــة الفســاد وال اسـتـثـــناء ألي كان‪ ،‬فــإن هــذا‬
‫النهــج هــو الــذي ستســهر المؤسســة العســكرية علــى انتهاجــه بــكل عــزم فــي ســبيل‬
‫تمهيــد الطريــق أمــام تخليــص الجزائــر مــن دنــس الفســاد والمفســدين قبــل إجــراء‬
‫االنتخابــات الرئاســية المقبلــة‪.‬‬
‫فتمكيــن العدالــة مــن معالجــة ملفــات الفســاد الثقيلــة والذهــاب فــي اســتكمال مهامهــا‬
‫إلــى أبعــد الحــدود‪ ،‬هــو واجــب وطنــي تشــعر المؤسســة العســكرية أنهــا مســؤولة أمام‬
‫هللا والتاريــخ والشــعب علــى حتميــة إتمامــه‪ ،‬مهمــا كانــت الظــروف واألحــوال‪ ،‬لقــد‬

‫‪60‬‬
‫تبيــن اآلن للشــعب الجزائــري مــن خــال كل هــذه الملفــات المعروضــة علــى العدالــة‪،‬‬
‫بأنــه قــد تــم فــي الماضــي وعــن قصــد‪ ،‬توفيــر كل الظــروف المالئمــة لممارســة‬
‫الفســاد‪ ،‬وقــد تبيــن أيضــا مــن خــال ذلــك أن مــا كان يعــرف بإصــاح العدالــة هــو‬
‫كالم فــارغ وإصالحــات جوفــاء مــع األســف الشــديد‪ ،‬حيــث وعلــى العكــس تمامــا فقــد‬
‫تــم تشــجيع المفســدين علــى التمــادي فــي فســادهم‪ ،‬وتمــت رعايتهــم مــن أجــل التعــدي‬
‫علــى حقــوق الشــعب واختــراق القوانيــن عمــدا دون خــوف وال ضميــر‪.‬‬

‫لقــد حــان وقــت الحســاب وحــان وقــت تطهيــر بالدنــا مــن كل مــن ســولت لــه نفســه‬
‫الماكــرة تعكيــر صفــو عيــش الشــعب الجزائــري مــن خــال مثــل هــذه الممارســات‪،‬‬
‫ومــن كل مــن تســبب فــي ســد األفــق أمــام الجزائرييــن وبعــث فــي نفوســهم الخــوف‪،‬‬
‫بــل‪ ،‬اليــأس مــن المســتقبل‪.‬‬

‫لقــد تبيــن اآلن الســبب األساســي ممــا تعانــي منــه بالدنــا مــن أزمــة اقتصاديــة وهــو‬
‫ســبب تســييري فــي المقــام األول‪ ،‬أي أن المــال العــام كان بالنســبة لبعــض المســيرين‪،‬‬
‫عبــارة عــن مــال مشــاع‪ ،‬بــل‪ ،‬ومبــاح يغترفــون منــه كمــا يريــدون ووقــت ما يشــاؤون‬
‫ودون رقيــب وال حســيب‪ ،‬وال مراعــاة لثقــل المســؤولية التــي يتحملــون وزرهــا‪.‬‬
‫فالمســؤولية بمعناهــا الواســع والشــامل والصحيــح‪ ،‬هــي إبــراء للذمــة وإرضــاء‬
‫للضميــر‪ ،‬وهــي صفــة يصبــح مــن خاللهــا اإلنســان أهــا لاللتــزام‪ ،‬والمســؤولية‬
‫بمدلولهــا العميــق أيضــا هــي التــزام بالعهــد ووفــاء للقســم‪ ،‬لكــن الغريــب أن ثقــل‬
‫الملفــات المعروضــة علــى العدالــة اليــوم‪ ،‬تظهــر بوضــوح أن أصحــاب هــذه الملفــات‬
‫قــد فقــدوا كل مقومــات االلتــزام‪ ،‬وكل متطلبــات المســؤولية‪ ،‬مــن خــال اســتغالل‬
‫وظائفهــم ونفوذهــم وســلطتهم مــن أجــل التعــدي علــى القوانيــن واختــراق حدودهــا‬
‫وضوابطهــا‪.‬‬
‫فبمثــل هــذا التســيير غيــر القانونــي‪ ،‬تــم خلــق مشــاريع عقيمــة وغيــر مفيــدة أصــا‬
‫لالقتصــاد الوطنــي‪ ،‬وتــم منحهــا بأشــكال تفضيليــة‪ ،‬وبمبالــغ ماليــة خياليــة فــي صيغــة‬
‫قــروض‪ ،‬فبهــذا الشــكل تعطلــت وتيــرة التنميــة فــي الجزائــر‪ ،‬هــذه الممارســات‬

‫‪61‬‬
‫الفاســدة كانــت تتناقــض تمامــا مــع محتــوى الخطابــات المنافقــة التــي كان يتشــدق‬
‫بهــا هــؤالء»‪.‬‬
‫«إننــي ممتــن شــديد االمتنــان‪ ،‬بوجــودي بيــن هــذا الجمــع الكريــم‪ ،‬هــذا اللقــاء الــذي‬
‫يعتبــر ســانحة متجــددة أعــزم مــن خاللهــا‪ ،‬كمــا عزمــت دائمــا‪ ،‬علــى ترســيخ نهــج‬
‫المتابعــة الميدانيــة الدائمــة ألحــوال األفــراد‪ ،‬والتحفيــز علــى التطبيــق الوافــي لبرامــج‬
‫التحضيــر القتالــي وكافــة التعليمــات والتوجيهــات المتصلــة بــه‪ ،‬كمــا أن حضــور‬
‫وتقيـــــيم التماريــن البـــيــــانية واالخــتـبــــارية‪ ،‬ال تعــد معيــارا حقيقيــا لتقييــم مســتوى‬
‫القــدرات القتاليــة لقــوام المعركــة للجيــش الوطنــي الشــعبي فحســب‪ ،‬بــل تعتبــر أيضــا‬
‫وباألســاس‪ ،‬عالمــة فالقــة مــن عالمــات النضــج التكوينــي والتدريبــي والتحضيــري‪،‬‬
‫الــذي أضحــى يتميــز بــه المســار التطــوري للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬فــي ســبيل‬
‫الرفــع مــن جاهزيتــه العملياتيــة إلــى أقصــى مداهــا الممكــن‪.‬‬

‫إن شــدة حرصــي علــى بلــوغ هــذه المرامــي‪ ،‬مــن خــال تثبيت عــرى مقومــات القدرة‬
‫لــدى قــوام المعركــة للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬وتوطيــن مســببات القــوة بيــن صفوفه‪،‬‬
‫وتوفيــر شــروط وعوامــل الوفــاء بالمهــام الموكلــة إليــه‪ ،‬يدفعنــي اليــوم‪ ،‬ككل مــرة‪،‬‬
‫إلــى حضــور هــذا التمريــن البيانــي‪ ،‬الــذي يكلــل جهــد التحضيــر القتالــي‪ ،‬المنــدرج‬
‫فــي ســياق األهــداف المــراد تجســيدها عبــر تطبيــق توجيهــة تحضيــر القــوات لســنة‬
‫‪ ،2018-2019‬التــي نريــد ترســيخ مضامينهــا النظريــة فــي أذهــان األفــراد وتمكينهــم‬
‫بالتالــي مــن تحويلهــا إلــى أعمــال ميدانيــة ملموســة النتائــج‪ ،‬تضــاف إلــى الخبــرات‬
‫الماضيــة‪ ،‬فبهــذه الكيفيــة تتزايــد التجــارب المكتســبة‪ ،‬وعلــى هــذا النحــو يحصــل‬
‫التطــور ويتحســن المســتوى‪.‬‬

‫فالجميــع يعلــم بــأن قيــادة الجيــش الوطنــي الشــعبي الوفيــة لوطنهــا ولجيشــها‪ ،‬لــم‬
‫تدخــر منــذ بدايــة هــذه األزمــة‪ ،‬قلــت‪ ،‬لــم تدخــر أي جهــد مــن أجــل توفيــر كافــة‬
‫الظــروف المالئمــة التــي تعبــد الطريــق أمــام تذليــل كافــة الصعوبــات الموضوعيــة‬
‫وغيــر الموضوعيــة التــي أفرزتهــا هــذه األزمــة‪ ،‬وال شــك أن مــا تحقــق مــن مكاســب‬

‫‪62‬‬
‫حتــى اآلن‪ ،‬هــي إنجــازات عظيمــة تصــب جميعهــا فــي مصلحــة الجزائــر وشــعبها‬
‫وتتوافــق تمامــا مــع المطالــب الشــعبية الموضوعيــة‪.‬‬
‫وفــي هــذا الصــدد بالــذات وعلــى الرغــم مــن األزمــة التــي تمــر بهــا البــاد اليــوم‪،‬‬
‫فــإن الدولــة الجزائريــة بمؤسســاتها المختلفــة بقيــت محافظــة علــى كافــة قدراتهــا‬
‫التســييرية وعلــى هيبتهــا وعلــى نشــاطاتها المختلفــة وبقيــت محافظــة علــى‬
‫تواصــل مســارها العالقاتــي مــع شــركائها األجانــب‪ ،‬بفضــل أبنائهــا المخلصيــن‬
‫المتواجديــن فــي مختلــف مواقــع نشــاطهم وأعمالهــم‪ ،‬فللجزائــر شــأنها الهــام يتوجــب‬
‫المحافظــة عليــه مــن خــال الحــرص علــى إبقــاء الدولــة الجزائريــة ضمــن ســياقها‬
‫الشرعي والدستوري‪.‬‬

‫لقــد كثــر الحديــث عــن أهميــة إيجــاد حــل توافقــي بيــن أحــكام الدســتور وبيــن المطالب‬
‫الشــعبية‪ ،‬فهــل يعتقــد هــؤالء بــأن هنــاك تناقــض أو تباعــد بيــن مــا ترمــي إليــه‬
‫األحــكام الدســتورية فــي أبعادهــا الحقيقيــة وبيــن مــا يطالــب بــه الشــعب الجزائــري‬
‫فــي مســيراته المتتاليــة‪ ،‬فالشــعب الــذي زكــى دســتوره هــو أحــرص مــن غيــره‬
‫علــى صيانــة قانــون بــاده األساســي وحفــظ أحكامــه ودوام العمــل بــه‪ ،‬فــا يمكــن‬
‫أن يتــم بإســم الشــعب تحطيــم إنجــاز الشــعب الجزائــري المتمثــل فــي قانونه األساســي‬
‫أي الدستور‪.‬‬
‫هــل يــدرك مــن يدعــي عــن جهــل أو عــن مكابــرة وعنــاد أو عــن نوايــا مبهمــة‬
‫األهــداف‪ ،‬نعــم نوايــا مبهمــة األهــداف‪ ،‬بــأن ســلطة الشــعب هــي فــوق الدســتور‬
‫وفــوق الجميــع‪ ،‬وهــي حــق أريــد بــه باطــل‪ ،‬كونهــم يريــدون عــن قصــد تجــاوز‪،‬‬
‫بــل تجميــد العمــل بأحــكام الدســتور‪ ،‬قلــت هــل يــدرك هــؤالء أن ذلــك يعنــي إلغــاء‬
‫كافــة مؤسســات الدولــة والدخــول فــي نـفـــق مظلــم اســمه الفــراغ الدســتوري‪ ،‬ويعنــي‬
‫بالتالــي تهديــم أســس الدولــة الوطنيــة الجزائريــة والتفكيــر فــي بنــاء دولــة بمقاييــس‬
‫أخــرى وبأفــكار أخــرى وبمشــاريع إيديولوجيــة أخــرى‪ ،‬تخصــص لها نقاشــات ال أول‬
‫لهــا وال آخــر‪ ،‬هــل هــذا هــو المقصــود؟ فالجزائــر ليســت لعبــة حــظ بيــن أيــدي مــن‬
‫هــب ودب وليســت لقمــة صائغــة لهــواة المغامــرات‪ ،‬فهــي عصــارة تضحيــات ثــورة‬

‫‪63‬‬
‫عظيمــة اســمها الفاتــح مــن نوفمبــر ‪ ،1954‬تحتــاج مــن أبنائهــا المخلصيــن واألوفيــاء‬
‫أقــول كل أبنائهــا المخلصيــن واألوفيــاء‪ ،‬تحتــاج منهــم جميعــا التحلــي بالكثيــر مــن‬
‫الحكمــة والتبصــر والعقالنيــة‪ ،‬والكثيــر مــن االتــزان الفكــري والعقلــي وبعــد النظــر‪،‬‬
‫فالدســتور الجزائــري هــو حضــن الشــعب وحصنــه المنيــع وهــو الجامــع لمقومــات‬
‫شــخصيته الوطنيــة وثوابتــه الراســخة التــي ال تحتــاج إلــى أي شــكل مــن أشــكال‬
‫المراجعــة والتبديــل‪.‬‬

‫الشــعب‬ ‫حاســة‬ ‫إن‬

‫وفراســته‬ ‫الجزائــري‬
‫المعهــودة‪ ،‬لــم ولــن تخيــب‬
‫ظنــه‪ ،‬إنــه سيحســن بالتأكيــد‬
‫التمييــز الصحيــح بيــن‬
‫مـــــن يمتلــئ قلبــه صدقــا‪،‬‬
‫ومــن يحمــل فــي صــدره‬
‫ضغـــينة لهــذا البلــد‪ ،‬وســيدرك بالتأكيــد أن مــن يفيــض صــدره حقــدا علــى الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي وعلــى قيادتــه الوطنيــة‪ ،‬هــو ال محالــة فــي خانــة أعــداء الجزائــر‪،‬‬
‫فأعــداء الجزائــر يدركــون تمامــا‪ ،‬بحســرة شــديدة وبحســد أشــد‪ ،‬بــأن بالدنــا تحــوز‬
‫اليــوم‪ ،‬أقــول اليــوم‪ ،‬علــى جيــش وطنــي المبــدأ‪ ،‬وشــعبي المنبــع وصــادق العمــل‬
‫والســلوك‪ ،‬علــى رأســه قيــادة مجاهــدة تمنــح للجهــاد معنــاه الحقيقــي‪ ،‬وتضــع عهــد‬
‫الشــهداء منارتهــا العاليــة‪ ،‬التــي بهــا تـتـــلمس معالــم ســبيلها‪ ،‬ومعهــا تشــق طريقهــا‬
‫نحــو تأميــن الجزائــر ومرافقــة شــعبها إلــى غايــة االطمئنــان التــام علــى حاضــر هــذا‬
‫الوطــن وعلــى مســتقبله»‪.‬‬

‫ففــي الوقــت الــذي كان فيــه أبناء الشــعب مــن أفراد الجيش الوطني الشــعبي منشــغلون‬
‫بــأداء مهامهــم بــكل صــدق وإخــاص‪ ،‬ويقومــون بواجبهــم الوطنــي حيــال تطويــر‬
‫القــوات المســلحة وترقيتهــا وتمكينهــا مــن بلــوغ أعلــى درجــات االحترافيــة وأعلــى‬

‫‪64‬‬
‫مراتــب المهنيــة‪ ،‬بمــا يكفــل لهــا صــون الحــدود الوطنيــة المديــدة بــكل تحدياتهــا‪،‬‬
‫ومواصلــة ربــح رهــان القضــاء النهائــي علــى آفــة اإلرهــاب فــي شــمال الوطــن‪،‬‬
‫قلــت‪ ،‬ففــي هــذا الوقــت تحديــدا الــذي كان فيــه الجيــش الوطنــي الشــعبي يعمــل بــكل‬
‫مســؤولية ونكــران الــذات‪ ،‬كان فيــه البعــض ممــن ال ضميــر لهــم يخططــون بمكــر‬
‫فــي كيفيــة االنغمــاس فــي مســتنقع نهــب المــال العــام أي مــال الشــعب الجزائــري‪،‬‬
‫وهنــا يكمــن الفــرق بيــن مــن يعمــل بإخــاص وصــدق نيــة‪ ،‬وبيــن مــن يخطــط‬
‫بخبــث‪ ،‬فقــد نســي هــؤالء بــأن هــذا الطريــق قصيــر بــل ومســدود»‪.‬‬

‫«وانطالقــا مــن مبــدأ الصــدق مــع الــذات ومــع الوطــن‪ ،‬يعمــل الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي علــى أكثــر مــن صعيــد‪ ،‬فهــو يواصــل‪ ،‬مــن جهــة‪ ،‬مشــواره التطويــري‬
‫المتعــدد المناحــي واألصعــدة وفقــا لإلســتراتيجية الشــاملة المتبنــاة‪ ،‬ويبــذل مــن جهــة‬
‫ثانيــة‪ ،‬جهــوده المثابــرة بخصــوص ترقيــة األداء العملــي والميدانــي لكافــة مناحــي‬
‫المهنــة العســكرية‪ ،‬ويعمــل مــن ناحيــة أخــرى علــى تأميــن حدودنــا الوطنيــة‪ ،‬تأمينــا‬
‫كامــا مــن خــال الوقــوف الدائــم بالمرصــاد ألي اختــراق إرهابــي محتمــل أو أي‬
‫عمــل معــادي مهمــا كان مصــدره‪ ،‬يهــدف إلــى المســاس بأمــن الجزائــر واســتقرار‬
‫شــعبها‪ ،‬وهــو مــع كل ذلــك‪ ،‬يبقــى يحيــط شــعبه بــكل الرعايــة والتضامــن فــي كافــة‬
‫الظــروف واألحــوال‪ ،‬الســيما أثنــاء الكــوارث الطبيعيــة‪ ،‬ولنــا فــي تلــك الوقفــة‬
‫التضامنيــة األخويــة التــي وقفهــا الجيــش الوطنــي الشــعبي مــع إخوانــه المواطنيــن‬
‫فــي إليــزي وجانــات أثنــاء الســيول التــي تســبب فيهــا تســاقط األمطــار ومــا خلفتــه‬
‫مــن أضــرار‪ ،‬مثــاال طيبــا‪.‬‬

‫ويليــق بــي أيضــا‪ ،‬بهــذه المناســبة ‪ ،‬لفــت االنتبــاه إلــى قضيــة حساســة تتمثــل فــي‬
‫محاولــة اختــراق المســيرات ورفــع رايــات أخــرى غيــر الرايــة الوطنيــة مــن قبــل‬
‫أقليــة قليلــة جــدا‪ ،‬فللجزائــر علــم واحــد استشــهد مــن أجلــه مالييــن الشــهداء‪ ،‬ورايــة‬
‫واحــدة هــي الوحيــدة التــي تمثــل رمــز ســيادة الجزائــر واســتقاللها ووحدتهــا الترابيــة‬
‫والشــعبية‪ ،‬فــا مجــال للتالعــب بمشــاعر الشــعب الجزائــري‪ ،‬وعليــه فقــد تــم إصــدار‬

‫‪65‬‬
‫أوامــر صارمــة وتعليمــات لقــوات األمــن مــن أجــل التطبيــق الصــارم والدقيــق‬
‫للقوانيــن الســارية المفعــول والتصــدي لــكل مــن يحــاول مــرة أخــرى المســاس‬
‫بمشــاعر الجزائرييــن فــي هــذا المجــال الحســاس‪.‬‬

‫واألكيــد أنــه وبفضــل الخيريــن مــن أبنــاء الجزائــر ســتبقى مشــاعر الجزائرييــن‬
‫محفوظــة دائمــا وأبــدا‪ ،‬فــا خــوف علــى مســتقبل الجزائــر بلــد مالييــن الشــهداء‪ ،‬ألنها‬
‫ســتعرف بفضــل هللا تعالــى‪ ،‬ثــم بفضــل أبنائهــا المخلصيــن كيــف تتلمــس طريقهــا نحو‬
‫بــر األمــن واآلمــان‪ ،‬وســتنطلق عجلــة التنميــة فــي بالدنــا بوتيــرة أســرع وبعزيمــة‬
‫أمضــى وبأهــداف أســمى‪ ،‬فــا مــكان ألزمــة اقتصاديــة وال لغيرهــا مــن األزمــات‬
‫األخــرى‪ ،‬إذا مــا تحــررت الجزائــر مــن العصابــة والمفســدين ومـنـتـهـــكي األمانــة‪،‬‬
‫وتشـــبثت بمرجعيتهــا النوفمبريــة الوطنيــة‪ ،‬فللجزائــر القــدرة كل القــدرة علــى أن تبلغ‬
‫مبلغهــا‪ ،‬الــذي أراده لهــا الشــهداء األمجــاد‪.‬‬
‫واألكيــد أن عوامــل المهــارة والكفــاءة والجاهزيــة فــي صورتهــا الشــاملة‪ ،‬تســتند‬
‫فــي تحقيقهــا إلــى تثميــن التماريــن التكتيكيــة بهــدف ترســيخ أكثــر لقــدرات التفكيــر‬
‫والتحليــل والتخطيــط والتصــور‪ ،‬وكــذا إدارة عمليــات مختلــف األســلحة والقــوات‪،‬‬
‫وهــي مواصفــات مهنيــة يتــم اكتســابها باألســاس مــن خــال تعميــق اإلنســجام بيــن‬
‫األركانــات وتعزيــز مســتويات المعــارف العســكرية والتقنيــة والمنهجيــة لــدى‬
‫اإلطــارات‪ ،‬هــذا باإلضافــة إلــى تمكينهــم مــن التشــبع بتقنيــات االتصــال وقــدرات‬
‫تحليــل المواقــف واتخــاذ القــرار وإدارة العمليــات فــي مختلــف أشــكال القتــال‪.‬‬
‫هــذه المواصفــات التــي طالمــا حرصنــا علــى أن يتشــبع بهــا األفــراد العســكريون‬
‫بمختلــف وحداتهــم وفئاتهــم ومناطــق تواجدهــم‪ ،‬فعلــى هــذا النحــو تـثـمـــر الجهــود‪،‬‬
‫وبهــذه الجديــة يبلــغ الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬بحــول هللا تعالــى وقوتــه‪ ،‬المراتــب‬
‫الســـامية‪ ،‬التــي يســتحقها‪ ،‬ويعتلــي المصــاف الرفيعــة التــي تليــق فعــا بعظمــة‬
‫الجزائــر‪ ،‬أرضــا وشــعبا‪ ،‬وتتوافــق حتمــا مــع حجــم التحديــات‪ ،‬التــي تواجههــا‬
‫فــي ظــل هــذه الظــروف غيــر اآلمنــة وغيــر المســتقرة التــي تعرفهــا منطقتنــا‬
‫على وجه الخصوص»‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالح‪ ،‬نائب وزيــر الدفــاع الوطني‪ ،‬رئيس‬
‫أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيارتــه واشــرافه‬
‫علــى حفــل تخــرج الدفعــات باألكاديميــة العســكرية لشرشــال«الرئيس‬
‫الراحــل هــواري بومديــن» يومــي ‪ 26‬و‪ 27‬جــوان ‪.2019‬‬

‫«إخــاص الجيــش الوطنــي الشــعبي للجزائــر ال يضاهيــه إال إخالصــه لشــعبه‪،‬‬

‫فمــن وحــي هــذا اإلخــاص‪ ،‬مــد جيشــنا يــده إلــى شــعبه مــؤازرا ومســاندا‪ ،‬ومــن وحي‬
‫كل هــذا اإلخــاص للوطــن والشــعب‪ ،‬يســتمر الجيــش الوطنــي الشــعبي فــي مرافقــة‬
‫الشــعب بــكل مــا تعنيــه عبــارة المرافقــة مــن معانــي الصــدق مــع الــذات والوفــاء‬
‫للعهــد المقطــوع‪ ،‬ويســتمر معــه الوفــاء‪ ،‬كل الوفــاء‪ ،‬بهــذا العهــد المقطــوع‪ ،‬بأنــه ال‬
‫طموحــات سياســية لقيــادة الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬وأعيــد ذلــك مــرة أخــرى‪ ،‬بأنــه ال‬
‫طموحــات سياســية لنــا‪ ،‬بــل أن مبلــغ طموحنــا هــو خدمــة بالدنــا والمرافقــة الصادقــة‬
‫لهــذا الشــعب الطيــب واألصيــل‪ ،‬للوصــول ببالدنــا وإيــاه إلــى تجــاوز أزمتهــا وبلــوغ‬

‫‪67‬‬
‫أعتــاب الشــرعية الدســتورية‪ ،‬للتمكــن بعدهــا مــن االنطــاق علــى أرضيــة صلبــة‬
‫ومنطلقــا ســليما وصحيحــا وخــوض غمــار إرجــاع األمــور إلــى نصابهــا والســمو‬
‫بالجزائــر إلــى مكانتهــا المســتحقة بيــن األمــم‪.‬‬
‫وعليــه فإننــا ننتظــر مــن شــعبنا فــي كل ربــوع الوطــن‪ ،‬بــل فــي كل شــبر مــن أرض‬
‫الجزائــر الشــريفة‪ ،‬بــأن ينظــر إلــى كل خطــوة نخطوهــا‪ ،‬وإلــى كل مســلك نســلكه‪،‬‬
‫وإلــى كل عبــارة ننطقهــا‪ ،‬وإلــى كل وجهــة نتجــه إليهــا‪ ،‬وإلــى كل نهــج ننتهجــه‪،‬‬
‫قلــت‪ ،‬فإننــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ننتظــر مــن شــعبنا تفهمــا يرتقــي إلــى‬
‫مســتوى رصيــد الثقــة التــي تجمــع الشــعب بجيشــه‪ ،‬فمــن كانــت الجزائــر األصيلــة‬
‫التــي استشــهد مــن أجلهــا المالييــن مــن الشــهداء وجهتــه الرئيســية‪ ،‬فــا شــك أنــه‬
‫ســيلتقي فــي هــذه الوجهــة الســليمة مــع األغلبيــة الغالبــة مــن الشــعب الجزائــري‬
‫األصيــل‪.‬‬
‫واألكيــد أيضــا أنــه مــن ســلك هــذا المســلك الوطنــي النبيــل‪ ،‬ســيجد أمامــه عراقيــل‬
‫كثيــرة يتســبب فيهــا كل مــن ال يعــرف للصــدق طريقــا‪ ،‬ومــن ال يعــرف لإلخــاص‬
‫نهجــا وســلوكا‪ .‬هــؤالء الذيــن يــرون فــي كل عمــل جــدي ومخلــص للوطــن مساســا‬
‫بمصالحهــم ومصالــح أســيادهم‪ ،‬نعــم مصالــح أســيادهم‪ ،‬لقــد تبيــن اآلن الخيــط‬
‫األبيــض مــن الخيــط األســود‪ ،‬واتضحــت النوايــا وتجلــت التوجهــات‪ ،‬والبقــاء‬
‫لألصلــح‪ ،‬واألصلــح هــو مــن أخلــص النيــة هلل والوطــن والشــعب‪ ،‬وإننــا نعتبــر‬
‫أنفســنا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬مــن طينــة هــذه الفئــة المخلصــة والمصلحــة‪،‬‬
‫بــل‪ ،‬والمثمــرة‪ ،‬التــي تعتبــر بمثابــة الشــجرة الكثيــرة الثمــار‪ ،‬التــي يرميهــا أعداؤهــا‬
‫بالحجــر فـــتـــجود علــى وطنهــا وشــعبها بثمارهــا‪.‬‬

‫فالحمــات الدنيئــة والمتكــررة التــي مــا فـتـئـــت تتعــرض لهــا قيــادة الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪ ،‬مــع كل خطــوة صادقــة ومدروســة تخطوهــا بــكل وعــي وإدراك وبعــد‬
‫نظــر‪ ،‬هــي حمــات عقيمــة ونتائجهــا معدومــة ألن أهدافهــا أصبحــت مفضوحــة‬
‫ونواياهــا مكشــوفة‪ ،‬ولقــد تفطــن الشــعب الجزائــري لمراميهــا الخبيثــة وأســاليبها‬
‫الخادعــة وأفشــلها فــي المهــد‪ ،‬غيــر أن هــذه األبــواق الناعقــة‪ ،‬الذيــن نصبــوا أنفســهم‬

‫‪68‬‬
‫أوصيــاء علــى الشــعب واعتقــدوا أنهــم بإمكانهــم االســتثمار فــي أزمــة الجزائــر‬
‫واالســتفادة‪ ،‬بــل االرتــزاق مــن جهدهــم العميــل‪ ،‬قــد نســوا أو تناســوا‪ ،‬بــأن للجزائــر‬
‫قــدرات بشــرية ســليمة العقــل والتفكيــر‪ ،‬ووطنيــة مــن حيــث تحليــل األوضــاع وســبر‬
‫أحداثهــا‪ ،‬يمثلهــا الشــعب رفقــة جيشــه الوطنــي الشــعبي‪ ،‬هــي فقــط ودون غيرهــا‬
‫مــن يحــدد وجهــة الجزائــر ويصنــع توجههــا الوطنــي األصيــل‪ ،‬بعيــدا كل البعــد عــن‬
‫أي شــكل مــن أشــكال العمالــة‪ ،‬وبعيــدا كل البعــد عــن كل شــكل مــن أشــكال التفريــط‬
‫فــي أمانــة الشــهداء‪ ،‬فالجزائــر اليــوم فــي حاجــة إلــى أن تختــار وجهتهــا النوفمبريــة‬
‫القويمــة‪ ،‬وأن تتخلــص وإلــى األبــد مــن براثــن التبعيــة بكافــة أشــكالها‪ ،‬فاالعتمــاد فــي‬
‫بنــاء جزائــر الغــد ينبغــي أن يكــون علــى هللا أوال‪ ،‬ثــم علــى جهــود المخلصيــن مــن‬
‫أبنائهــا‪ ،‬فــا مــكان اليــوم ألي مرتــزق وألي عميــل ومخــادع ومــراوغ‪ ،‬فــا ضبابيــة‬
‫اليــوم فــي أفــق الجزائــر‪ ،‬وال جهــود تعلــو فــوق الجهــود الوطنيــة المخلصــة‪.‬‬

‫لقــد تجلــت اليــوم أحــد هــذه الجهــود الوطنيــة المخلصــة‪ ،‬المتمثلــة فــي حــرص‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬وأعيــد ذلــك مــرة أخــرى‪ ،‬علــى مرافقــة قطــاع العدالــة‪،‬‬
‫وحــرص كل الحــرص علــى مســاعدتها مــن أجــل اســترجاع هيبتهــا فــي ظــل قوانيــن‬
‫الدولــة الســارية المفعــول‪ ،‬وحــرص علــى أن يمدهــا بــكل أشــكال التأميــن والتطميــن‪،‬‬
‫أصبحــت مــن خاللهــا حــرة ودون قيــود وبعيــدة عــن كل الضغوطــات واإلمــاءات‪،‬‬
‫وهــو مــا ســمح لهــا بممارســة مهامهــا وتطبيــق القانــون وإصــدار األحــكام بالعــدل‬
‫واإلنصــاف دون أدنــى تمييــز‪.‬‬

‫فالعدالــة الحــرة والنزيهــة هــي واجهــة دولــة الحــق والقانــون التــي ينشــدها كل‬
‫جزائــري مخلــص لوطنــه‪ ،‬عدالــة تعمــل دون أي غلــو إيديولوجــي أو حســابات‬
‫سياســوية‪ ،‬يتــم فــي ظلهــا معاملــة جميــع المواطنيــن علــى قــدم المســاواة‪ ،‬وأن يكــون‬
‫القانــون فــوق الجميــع دون اســتثناء‪ ،‬وهــذه الطريقــة الوحيــدة ليــس إلعــادة إقــرار‬
‫مصداقيــة العدالــة فحســب‪ ،‬بــل للعمــل علــى أن تحتــرم القوانيــن مــن قبــل الجميــع‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫والبــد مــن اإلشــارة هنــا أنــه ومــن بــاب القــول للمحســن أحســنت‪ ،‬فقــد رأيــت‬
‫بهــذه المناســبة بــأن أتوجــه بالشــكر واالمتنــان إلــى الصحفــي بالمؤسســة العموميــة‬
‫للتلفزيــون األســتاذ كريــم بوســالم‪ ،‬مقــدم حصــة «فــي دائــرة الضــوء» الــذي نشــط‬
‫يــوم الســبت ‪ 22‬جــوان ‪ ،2019‬حصــة خاصــة بعنــوان « الجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫جاهزيــة‪ ،‬تفــوق وامتيــاز»‪ ،‬وإلــى مــن رافقــه فــي إثــراء النقــاش القيــم الــذي ســاد هــذه‬
‫الحصــة‪ ،‬األســاتذة الجامعييــن محمــد طيبــي‪ ،‬وعبــد الكريــم بــن أعــراب‪ ،‬وســليمان‬
‫أعــراج‪ ،‬والضابــط الســامي المتقاعــد مختــار الســعيد مديونــي‪ ،‬لقــد تابعــت هــذه‬
‫الحصــة وغيرهــا مــن الحصــص األخــرى باهتمــام شــديد ولمســت مــدى أهميــة مثــل‬
‫هــذه الحصــص ومثــل هــذه الموائــد المســتديرة وفضــاءات الحــوارات والنقاشــات‬
‫الموضوعيــة والهادئــة والمقنعــة التــي تديرهــا نخــب ذات توجــه وطنــي عفيــف‬
‫تنضــح منهــا روح وطنيــة خالصــة وكلمــات صادقــة وطيبــة تتجــه مباشــرة نحــو‬
‫القلــوب واألذهــان‪ ،‬فبمثــل هــؤالء انتصــرت الثــورة التحريريــة باألمــس وبمثلهــم‬
‫ســتتجاوز بالدنــا هــذه األزمــة‪ ،‬هــؤالء الذيــن كانــوا مــن خــال تحاليلهــم وآرائهــم‬
‫الموضوعيــة مــرآة حقيقيــة لمــا يجــري فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي مــن جهــود‬
‫تطويريــة ولمــا يحــدوه مــن آمــال واعــدة فــي ســبيل االرتقــاء بالقــدرات القتاليــة‬
‫والعملياتيــة لقواتنــا المســلحة إلــى مــا يكفــل لهــا التأميــن الكامــل ألمــن الجزائــر‬
‫واســتقرارها‪ ،‬فــكل هــؤالء وغيرهــم مــن المخلصيــن والغيوريــن علــى وطنهــم‪ ،‬وهــم‬
‫كثيــرون‪ ،‬يســتحقون منــي اليــوم كل الشــكر والتقديــر واالحتــرام‪ ،‬فجازاهــم هللا كل‬
‫خيــر عــن جيشــهم ووطنهــم‪.‬‬

‫وليعلــم الجميــع بــأن الجيــش الوطنــي الشــعبي ســيبقى يقظــا‪ ،‬بــل وفــي غايــة‬
‫اليقظــة‪ ،‬ولــن يحيــد عــن خــط ســيره الوطنــي‪ ،‬ولــن يحيــد عــن مهامــه الدســتورية‬
‫الوطنيــة التــي يســتوجبها الوضــع الحالــي فــي البــاد‪ ،‬إلــى غايــة انتخــاب رئيــس‬
‫للجمهوريــة‪ ،‬فــي اآلجــال الدســتورية البعيــدة كل البعــد عــن أي شــكل مــن أشــكال‬
‫المراحــل االنتقاليــة‪ ،‬فالجزائــر اآلمنــة والمســتقرة الموحــدة أرضــا وشــعبا تســتوجب‬
‫مــن أبنائهــا المخلصيــن‪ ،‬وهــم يشــكلون األغلبيــة الغالبــة مــن شــعبنا األصيــل‪ ،‬قلــت‬
‫تســتوجب منهــم تجــاوز كافــة الظــروف‪ ،‬وإننــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي لدينــا‬
‫‪70‬‬
‫مــن اإلرادة مــا يكفــي لتذليــل كل الصعوبــات‪ ،‬أقــول كل الصعوبــات‪ ،‬فــا صعوبــات‬
‫وال عراقيــل وال عـــقبات أمــام تحقيــق مصلحــة الوطــن العليــا‪ ،‬فتلكــم بديهــة علــى كل‬
‫مــن يعنيــه األمــر أن يـعـــيها ويــدرك مراميهــا القريبــة والبعيــدة‪ ،‬فالجزائــر ســتبقى‪،‬‬
‫بــإذن هللا تعالــى وقوتــه‪ ،‬وإلــى يــوم الديــن مصونــة ومحميــة ومهابــة الجانــب‪ ،‬كمــا‬
‫أرادهــا الشــهداء‪ ،‬وعندمــا أقــول الشــهداء فإننــي أقصــد كل المجاهديــن الذيــن كانــوا‬
‫وقــودا للثــورة التحريريــة المباركــة‪ ،‬فجميعهــم كانــوا يطلبــون الشــهادة فــي ســبيل‬
‫هللا والوطــن‪ ،‬فمنهــم مــن مـــــــــن هللا عليــه وأكرمــه بحســنى الشــهادة‪ ،‬ومنهــم مــن‬
‫مـــــــــن هللا عليــه وأكرمــه رفقــة شــعبه‪ ،‬بحســنى النصــر‪ ،‬فالجزائــر هــي أرض‬
‫الجهــاد وتربــة الشــهداء»‪.‬‬

‫«إننــي وكلمــا أحــــل باألكاديميــة العســكرية لشرشــال ‹الرئيــس الراحــل هــواري‬

‫بومديــن›‪ ،‬وألتقــي بأفرادهــا وإطاراتهــا وطلبتهــا‪ ،‬يخطــر ببالــي دور القاطــرة التــي‬
‫تمثلهــا هــذه المؤسســة التكوينيــة الكبــرى والعريقــة علــى مســتوى المنظومــة التكوينية‬
‫للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ويخطــر ببالــي تحديــدا تلــك األساســيات‪ ،‬التــي نحــرص‬
‫كقيــادة عليــا علــى أن نثبــت عراهــا وننميهــا أكثــر فأكثــر فــي أذهــان الناشــئة مــن‬
‫أبنــاء الجيــش الوطنــي الشــعبي‪.‬‬

‫فإلــى جانــب ترســيخ المعرفــة بكافــة مجاالتهــا في عقــول الطلبة بمختلف مســتوياتهم‪،‬‬
‫فإننــا نحــرص كذلــك علــى التذكيــر بمعانــي المبــادئ وســمو القيــم التــي ينهــل منهــا‬
‫جيشــنا رصيــده التكوينــي ويجعــل منهــا محفــزا رئيســيا مــن محفــزات العمــل المهنــي‬
‫الناجــح‪ ،‬ونحــرص فــي ذات الوقــت علــى التنبيــه إلــى أن هــذه المبــادئ والقيــم هــي‬
‫بمثابــة الحبــل الســري الــذي يربــط تاريخنــا الوطنــي المجيــد بحاضــر الجزائــر‬
‫ومســتقبلها الموعــود بــل الواعــد‪.‬‬

‫إننــا نرغــب شــديد الرغبــة‪ ،‬بــل ونســعى بقــوة‪ ،‬إلــى أن تكــون دومــا وأساســا ســجية‬
‫اإلخــاص للوطــن‪ ،‬هــي الســجية القاطــرة لغيرهــا مــن الســجايا والفضائــل األخــرى‪،‬‬

‫‪71‬‬
‫فا إل خــا ص‬
‫للوطــن يعني أن‬
‫يثابــر الطالــب‬
‫فــي دراســته‬
‫مثابــرة ينظــر‬
‫مــن خاللهــا إلى‬
‫كيفيــة أن يكــون‬
‫عملــه مثمــرا‬
‫وهــو يمــارس‬
‫واجبــه الوطنــي‪ ،‬ويعنــي أن يجتهــد المؤطــر واألســتاذ فــي أن يمنــح كل مــا لديــه مــن‬
‫إمكانيــات مــن أجــل المســاهمة فــي إنجــاح الفتــرات التكوينيــة التــي يشــرفون عليهــا‬
‫مــن البدايــة وحتــى النهايــة‪ ،‬ويعنــي أيضــا وأساســا‪ ،‬بــأن يشــعر كل فــرد عســكري‬
‫ســواء أثنــاء فتراتــه التكوينيــة المتعاقبــة‪ ،‬أو أثنــاء جهــده العملــي الميدانــي فــي كافــة‬
‫أشــكال المهنــة العســكرية ودروبهــا المختلفــة‪ ،‬بأنــه خــادم وفـــــــي ومخلــص لجيشــه‬
‫ولوطنــه الجزائــر‪ ،‬واألكيــد‪ ،‬أنــه ووفقــا لمعانــي ودالالت هــذه الســجايا العريقــة‬
‫والســامية الســالفة الذكــر‪ ،‬فــإن شــعور اإلنســان بأنــه خــادم لوطنــه هــو فــي حــد‬
‫ذاتــه تكريــم لهــذا الشــخص وتشــريف لــه‪ ،‬وال شــك أن هــذا الشــعور النبيــل ســتزداد‬
‫درجاتــه أكثــر فأكثــر فــي قلــب اإلنســان وفــي نفســه وعقلــه كلمــا منــح لســجية حــب‬
‫الوطــن بعدهــا الغامــر والالمحــدود‪.‬‬

‫فاإلخــاص للوطــن بهــذا المنظــور الصحيــح والســليم‪ ،‬هــو اعتقــاد يرســخ فــي القلــب‬
‫ويصدقــه العمــل والســلوك الفعلــي والميدانــي‪ ،‬وكل ذلــك يتطلــب بالضــرورة‪ ،‬بــل‬
‫وحتمــا‪ ،‬تفكيــرا ســويا وصائبــا وجهــودا إدراكيــة لــدالالت وأبعــاد العمــل المبــذول‪،‬‬
‫فلــوال تبنــي هــذا المنظــور الفكــري وهــذا النهــج العملــي الواعــي‪ ،‬مــا اســتطاع‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي اليــوم أن يبلــغ مــا بلغــه مــن خطــوات تطويريــة علــى أكثــر‬
‫مــن صعيــد‪ ،‬ولــوال ذلــك مــا بلغــت المنظومــة التكوينيــة هــذا المســتوى الرفيــع‪ ،‬ومــا‬
‫كانــت لتصبــح قاطــرة فعليــة للمجهــودات التطويريــة المبذولــة‪ ،‬ومــا كانــت لتكــون‬
‫‪72‬‬
‫نموذجــا ناجحــا يقتــدى بــه‪ ،‬فــي مجــال الرفــع الدائــم للمســتويات المعرفيــة والتعليميــة‬
‫النظريــة والتطبيقيــة لقواتنــا المســلحة‪ ،‬ومثــاال طيبــا يحتــذى بــه فــي مجــال الحــرص‬
‫الدائــم والمثابــر علــى التعلــق المســتمر بقيــم األمــة وبمبادئهــا األساســية والتمســك‬
‫المتواصــل بتلقيــن هــذه القيــم والمبــادئ وترســيخها فــي أذهــان بــل وقلــوب األفــراد‬
‫العســكريين‪.‬‬

‫فمــن يريــد أن يتأكــد مــن مــدى تطبيــق الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش‬
‫التحريــر الوطنــي‪ ،‬فعليــا وميدانيــا لمعانــي اإلخــاص للوطــن‪ ،‬عليــه أن يتأمــل بــكل‬
‫موضوعيــة وتجــرد فــي هــذه الخطــوات المرموقــة التــي قطعهــا جيشــنا فــي مجــال‬
‫تطويــر قدراتــه القتاليــة والعملياتيــة مــن خــال تفحــص مجريــات التماريــن البيانيــة‬
‫المختلفــة المســتويات التــي تجــرى بنجــاح كبيــر فــي ختــام كل ســنة تدريبيــة‪ ،‬إذ تولــي‬
‫القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي أهميــة بالغــة للتحضيــر القتالــي للقــوات‪،‬‬
‫بهــدف الرفــع المســتمر للجاهزيــة القتاليــة لألفــراد وتحكمهــم فــي مختلــف األســلحة‬
‫الحديثــة التــي يحوزهــا الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬وبالتالــي تعزيــز الفعاليــة القتاليــة‬
‫لوحــدات جيشــنا المرابطــة فــي كل شــبر مــن ترابنــا الوطنــي‪ ،‬وتلكــم هــي المرامــي‬
‫التطويريــة المتعــددة المســاعي‪ ،‬التــي أســعى دومــا وبإصــرار شــديد‪ ،‬خــال زياراتــي‬
‫الميدانيــة المنتظمــة للنواحــي العســكرية بكافــة وحداتهــا القتاليــة واإلســنادية‪ ،‬قلــت‪،‬‬
‫أســعى دومــا إلــى تثبيــت ركائزهــا عبــر تقديــر كافــة الجهــود المبذولــة مــن كافــة‬
‫األفــراد العســكريين بجميــع فئاتهــم ومســتوياتهم فــي هــذا المجــال الحيــوي‪ ،‬حيــث‬
‫مــن شــأن كل ذلــك المســاهمة فــي تعزيــز قــدرات جيشــنا والحفــاظ علــى عــزة وطننــا‪.‬‬

‫ومــن جهــة أخــرى‪ ،‬عليــه أن يتفحــص أيضــا كل هــذه الدفعــات المتتاليــة المتخرجــة‬
‫ســنة بعــد أخــرى مــن كافــة المؤسســات التكوينيــة وفــي مقدمتهــا األكاديمية العســكرية‬
‫لشرشــال‪ ،‬وعليــه أن يتفحــص ويتأمــل جيــدا ذلــك التوزيــع الجغرافــي العــادل‬
‫والمــدروس‪ ،‬الــذي اتســمت بــه مــدارس أشــبال األمــة بثانوياتهــا الثالثــة ومتوســطاتها‬
‫الســبعة‪ ،‬هــذا التوزيــع العقالنــي الــذي اعتمــد علــى عامــل االنتمــاء الشــعبي عبــر‬

‫‪73‬‬
‫كافــة ربــوع الوطــن‪ ،‬الــذي يجعــل منــه الجيــش الوطنــي الشــعبي عمــوده الفقــري‪،‬‬
‫فتكاتــف أبنــاء الشــعب بــكل أطيافــه وبــكل وعــي وإدراك لنبــل المهــام الموكولــة‬
‫وضخامــة المســؤولية الموضوعــة علــى عاتقهــم والتقائهــم متضافــري الجهــود فــي‬
‫ظــل جيــش وطنــي شــعبي راســخ الجــذور والمبــادئ‪ ،‬هــو رســالة محبــة وإخــاص‬
‫يرســلها هــذا الجيــش العريــق والمبدئــي إلــى كافــة إخوانــه المواطنيــن عبــر كافــة‬
‫ربــوع الوطــن‪ ،‬أقــول عبــر كافــة ربــوع الوطــن‪.‬‬

‫إننــي أعلــم جيــدا أيتهــا الطالبــات أيهــا الطلبــة أنكــم تمثلــون عمــاد الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي وذخيــرة مســتقبله الواعــد‪ ،‬وعليكــم أن تدركــوا بأننــا ومنــذ ســنة ‪ ،2015‬قــد‬
‫استشــرفنا خفايــا المؤامــرة المحاكــة ضــد الجيــش الوطنــي الشــعبي وضــد الوطــن‬
‫أي ضــد الجزائــر‪ ،‬وذلــك مــن خــال محــاوالت المتآمريــن قتــل األمــل فــي نفــوس‬
‫الجزائرييــن والتضييــق علــى كل المخلصيــن مــن أبنــاء هــذا الوطــن‪ ،‬الذيــن يمثلــون‬
‫خطــرا علــى مصالــح العصابــة برؤوســها المعروفــة وأذرعهــا المتراميــة األطــراف‬
‫وشــبكاتها المتســللة فــي مفاصــل مؤسســات الدولــة والمجتمــع‪ ،‬إذ عملــت وتعمــل‬
‫بــكل حقــد‪ ،‬بــل‪ ،‬وبــكل عمالــة مــع أطــراف معروفــة بعدائهــا التقليــدي لبالدنــا‪ ،‬قلــت‪،‬‬
‫تعمــل علــى تثبيــت ركائــز الفســاد فــي بالدنــا وتقويــة عــراه وجعلــه منصــة تنطلــق‬
‫منهــا كافــة الضربــات الموجهــة للجزائــر اقتصاديــا واجتماعيــا وثقافيــا بــل وحتــى‬
‫أمنيــا‪ ،‬فهــدف هــذه المؤامــرة يفســر دون شــك حجمهــا ووســائل دعمهــا‪ ،‬حتــى أن‬
‫بعــض األطــراف المغرضــة تحــاول التشــويش علــى العدالــة والتشــكيك فــي أهميــة‬
‫محاربتهــا للفســاد‪ ،‬بحجــة أن الوقــت ليــس مناســبا اآلن لمحاربــة هــذه اآلفــة ويتعيــن‬
‫تأجيــل ذلــك إلــى مــا بعــد االنتخابــات‪ ،‬وهنــا يتضــح للعيــان مصــدر الــداء بــل منبــع‬
‫الوبــاء‪ ،‬وتتضــح بالتالــي األهــداف الحقيقيــة للراغبيــن فــي تبنــي الفتــرات االنتقاليــة‪،‬‬
‫أي الوقــوع فــي فــخ الفــراغ الدســتوري‪ ،‬فهــم يريــدون حمايــة الفســاد مــن خــال‬
‫تأجيــل محاربتــه وذلكــم هــو نهــج المفســدين أعــداء الشــعب والوطــن‪ ،‬فــا مهادنــة‬
‫وال تأجيــل لمســعى محاربــة الفســاد‪ ،‬بــل‪ ،‬ســيتواصل بــإذن هللا تعالــى وقوتــه‪ ،‬بــكل‬
‫عــزم وصرامــة وثبــات قبــل االنتخابــات الرئاســية وبعدهــا‪ ،‬ألن الرئيــس المســتقبلي‬
‫المنتخــب ســيكون منحــازا لشــعبه ووطنــه وســيكون بالتالــي ســيفا علــى الفســاد‬
‫‪74‬‬
‫والمفســدين‪ ،‬فــا أمــل لبقــاء الفســاد فــي بالدنــا‪ ،‬وال أفــق للمفســدين وســتعرف بالدنــا‬
‫كيــف تنطلــق مــن جديــد علــى أســس قويــة يكــون فيهــا القانــون هــو الســيد وتكــون‬
‫فيهــا الشــرعية الدســتورية هــي الســائدة‪.‬‬

‫فتحقيقــا لهــذه األهــداف النبيلــة والوطنيــة‪ ،‬فقــد ســبق لــي أن تعهــدت شــخصيا أمــام هللا‬
‫والتاريــخ والوطــن بــكل صــدق‪ ،‬ولــن أحيــد عــن ذلــك أبــدا‪ ،‬قلــت‪ ،‬تعهــدت بمرافقــة‬
‫مســار الشــعب فــي تحقيــق أمالــه وتطلعاتــه المشــروعة‪ ،‬ومــن ذات المنطلــق أكدنــا‬
‫أكثــر مــن مــرة علــى أن الخــروج بــأي شــكل مــن األشــكال عــن الســياق الدســتوري‪،‬‬
‫يعنــي الوقــوع فــي احتمــاالت غيــر محمــودة العواقــب أي الوقــوع فــي الفوضــى‪ ،‬ال‬
‫قــدر هللا‪ ،‬وتلكــم هــي أمنيــة العصابــة ورؤوســها ومــن واالهــا مــن أذنابهــا ‪ ،‬وهنــا‬
‫يتجلــى حــرص المؤسســة العســكرية علــى حتميــة احتــرام دســتور البــاد وتحكيــم‬
‫القوانيــن الســارية المفعــول‪ ،‬وقطــع الطريــق أمــام كل االنتهازييــن والوصولييــن‬
‫والعمــاء الذيــن يحاولــون التشــويش علــى جهــود المخلصيــن مــن أبنــاء الجزائــر‬
‫ومنعهــم مــن خدمــة وطنهــم‪ ،‬فخدمــة الوطــن تعنــي بالضــرورة حتميــة مواجهــة أعداء‬
‫هــذا الوطــن‪ ،‬فاألشــرار ال يخيفهــم إال الخيــرون وتلكــم هــي ســنة هللا فــي خلقــه‪.‬‬
‫وفــي هــذا اإلطــار فإننــا نعتبــر أن مــا تعيشــه الجزائــر اليــوم هــو بمثابــة الحــدث‬
‫االســتثنائي الــذي ســيكفل‪ ،‬إن شــاء هللا تعالــى‪ ،‬الســير الثابــت علــى درب تشــييد دولــة‬
‫الحــق والقانــون‪ ،‬التــي تعتبــر غايــة كل أحــرار الجزائــر وشــرفائها‪ ،‬الذيــن ال هــم لهــم‬
‫ســوى أن يكونــوا فــي خدمــة وطنهــم وليــس االغتنــاء غيــر المشــروع‪ ،‬مــن خــال‬
‫اســتغالل وظائفهــم‪.‬‬

‫وفــي هــذا الســياق تحديــدا‪ ،‬فــإن مــا تحقــق حتــى اآلن مــن نتائــج ســواء فــي مجــال‬
‫مكافحــة الفســاد‪ ،‬ومــا تطلبــه ذلــك مــن تفكيــك شــبكات العصابــة وتجفيــف منابعهــا‬
‫ليــس بالهيــن‪ ،‬بــل هــو مؤشــر واضــح المعالــم علــى مــدى تضافــر الجهود بيــن الجيش‬
‫الوطنــي الشــعبي وبيــن كافــة المخلصيــن فــي جميــع قطاعــات الدولــة والمجتمــع‪،‬‬
‫فالجهــود المخلصــة المتضافــرة تكــون دومــا نتائجهــا طيبــة ومفيــدة للبــاد والعبــاد»‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة اشــرافه‬
‫علــى حفــل تقليــد الرتــب وإســداء األوســمة بمقــر وزارة الدفــاع الوطنــي‬
‫يــوم ‪ 04‬جويليــة ‪.2019‬‬

‫« يطيــب لــي وأنــا‬

‫أشــرف اليــوم رســميا‪،‬‬
‫علــى مراســم تقليــد الرتــب‬
‫وإســداء األوســمة‪ ،‬فــي‬
‫رحــاب مقــر وزارة الدفــاع‬
‫الوطنــي‪ ،‬أن أتقــدم إليكــم‬
‫بأحــر التهانــي وأصــدق‬

‫‪76‬‬
‫التبريــكات‪ ،‬راجيــا للجميــع بــأن تكــون هــذه الترقيــات وهــذه التكريمــات‪ ،‬محفــزات‬
‫أخــرى علــى مواصلــة درب العمــل المثمــر بغيــة تحقيــق نجاحــات أخــرى مــن شــأنها‬
‫المســاهمة فــي االرتقــاء بمكانــة الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬إلــى مصــاف الجيــوش‬
‫المتقدمــة‪.‬‬

‫هــذا الحفــل البهيــج يأتــي فــي غمــرة االحتفــال بالذكــرى الســابعة والخمســين لعيــد‬
‫االســتقالل‪ ،‬وهــي الذكــرى التــي تــزرع فــي نفوســنا وأذهاننــا معانــي النصــر المبيــن‪،‬‬
‫وتبعــث فينــا مشــاعر الفخــر واإلعتــزاز بأمجادنــا وبطــوالت الرعيــل األول مــن‬
‫جيــل نوفمــــبر‪ ،‬وهــي مناســبة عزيــزة نــؤدي مــن خاللهــا واجــب العرفــان والوفــاء‬
‫والتقديــر ألبطــال الجزائــر الذيــن صانــوا الوديعــة‪ ،‬وحافظــوا علــى العهــد ومــا بدلــوا‬
‫تبديــا‪ ،‬ونســتلهم منهــا العبــر والقيــم الســامية التــي طبعــت شــخصيتنا ومســيرتنا‬
‫المظفــرة التــي ينبغــي التمســك بــــها‪ ،‬ومواصلــة العمــل علــى تجســيدها‪ ،‬ونجــدد فيهــا‬
‫العهــد الــذي قطعنــاه أمــام شــهداء األمــس واليــوم ونترحــم فيهــا بخشــوع وإكبــار علــى‬
‫الذيــن وفــوا بالعهــد مــع هللا والوطــن‪.‬‬

‫لقــد تبنــت القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي فــي هــذه الســنوات األخيــرة نهــج‬
‫التقييــم الموضوعــي لــكل مــا ســبق مــن أعمــال ومناهــج ومســارات مهنيــة متبنــاة‬
‫مــن قبــل‪ ،‬والقيــام بمــا اســتوجبته نتائــج هــذا التقييــم الســليم مــن مراجعــة عقالنيــة‬
‫مســتندة إلــى نظــرة متبصــرة ومتوافقــة تمــام التوافــق مــع اإلســتراتيجية التطويريــة‬
‫الشــاملة التــي جعلنــا مــن أبجدياتهــا محطــات جديــة نرصــد مــن خاللهــا كافــة‬
‫األهــداف الواجــب بلوغهــا ونضــع لذلــك كل اإلمكانيــات المتاحــة التــي تكفــل المضــي‬
‫بهــذه اإلســتراتيجية إلــى منتهاهــا‪ ،‬فبهــذا النهــج العملــي الصــادق والمخلــص والوفــي‬
‫لعهــد الشــهداء األبــرار‪ ،‬ارتقــى جيشــنا الوطنــي الشــعبي إلــى مســتويات راقيــة مــن‬
‫االحترافيــة الجــادة والمتكيفــة مــع خصوصياتنــا الذاتيــة والمنســجمة كل االنســجام مــع‬
‫متطلبــات المواجهــة الفاعلــة لــكل التحديــات المحتملــة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫فالجزائــر بعمقهــا التاريخــي والحضــاري العريــق‪ ،‬وبطمــوح شــعبها األصيــل إلــى‬
‫العيــش المتآخــي والمتــراص الصفــوف فــي وطــن تشــع فيــه بشــائر المســتقبل اآلمــن‬
‫والمســتقر‪ ،‬قلــت‪ ،‬الجزائــر بمثــل هــذه اآلمــال العريضــة والتطلعــات المشــروعة‪،‬‬
‫هــي بحاجــة ماســة وأكيــدة إلــى جيــش بمثــل هــذه المواصفــات المهنيــة‪ ،‬وبمثــل‬
‫هــذا الصــدق مــع الــذات‪ ،‬وبمثــل هــذا الوفــاء للعهــد والتاريــخ‪ ،‬فتلكــم هــي الجزائــر‬
‫بخصالهــا المعهــودة‪ ،‬وذلكــم هــو جيشــها المعــروف بشــمائله المرغوبــة‪.‬‬

‫فعلــى هــذا الــدرب ســرنا‪ ،‬وعلــى هــداه ســلكنا المســلك الــذي حققنــا مــن خاللــه كل‬
‫هــذه األشــواط المحمــودة المقطوعــة علــى أكثــر مــن صعيــد‪ ،‬هــذا المســلك الوطنــي‬
‫الخالــص الــذي نريــده أن يكــون منــارة كل إطــار فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪،‬‬
‫ارتقــى فــي الرتبــة وفــي المســؤولية‪ ،‬بحيــث يتعيــن عليــه بــأن يكــون فــي مســتوى‬
‫الثقــة التــي وضعــت فيــه وأن يكــون مثــاال طيبــا يقتــدى بــه عمــا وســلوكا وأخالقــا‬
‫وأن يكــون صــورة مثاليــة لهــذا الجيــش الوطنــي الشــعبي‪.‬‬

‫فجيشــنا بحاجــة إلــى مــن يمثــل جهدهــم إضافــة فعليــة وحقيقيــة للجهــد العــام المبــذول‪،‬‬
‫الــذي بفضلــه أصبــح اليــوم صــرح قواتنــا المســلحة‪ ،‬فــي أعلــى مســتوياته‪ ،‬وأصبــح‬
‫جيشــنا يحظــى باالحتــرام والتوقيــر فــي داخــل الوطــن وخارجــه‪ ،‬وإننــا نحمــد هللا‬
‫تعالــى ونشــكر فضلــه علــى توفيقــه لنــا وتســهيل ســبل النجــاح فــي هــذا المســعى‬
‫الوطنــي النبيــل‪.‬‬

‫فــكل مســعى وطنــي نبيــل ال يتحقــق إال إذا ارتقــى أصحابــه إلــى مصــاف الســلوك‬
‫المهنــي النظيــف‪ ،‬فتلكــم هــي خريطــة الطريــق التــي نســعى بــل ونحــرص علــى أن‬
‫نســير علــى هداهــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ونحــرص علــى أن تكــون كل هــذه‬
‫المفاســد التــي تعالجهــا العدالــة اليــوم دروســا وعبــرا نافعــة ومفيــدة بــل ورادعــة لــكل‬
‫ذي عقــل ورويــة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫وفــي هــذا الشــأن‪ ،‬فإنــه مــن المؤســف حقــا‪ ،‬ومــن غيــر المقبــول دينيــا واجتماعيــا‬
‫وأخالقيــا أن يصـــل بعــض اإلطــارات الســامية إلــى هــذا المســتوى المتـــدني مــن‬
‫الفســاد علــى الرغــم مــن معرفتهــم التامــة بالقوانيــن الســارية المفعــول‪ ،‬هــؤالء الذيــن‬
‫شــغلوا مناصــب عليــا فــي الدولــة‪ ،‬ووضعــت فــي أعناقهــم مســؤولية المحافظــة‬
‫علــى المصالــح العليــا للشــعب الجزائــري‪ ،‬لــم يكونــوا فــي مســتوى الثقــة التــي‬
‫وضعــت فيهــم‪ ،‬وهــم بذلــك يســتحقون هــذا الجــزاء العــادل‪ ،‬الــذي نالــوه بالقانــون‬
‫والحق واإلنصاف‪.‬‬

‫فالعــدل الحــازم‪ ،‬واإلنصــاف العــازم‪ ،‬همــا الســبيل األمثــل واألنجع نحو تطهيــر البالد‬
‫مــن الفســاد والمفســدين علــى الرغــم مــن المعارضــة الشــديدة المتعــددة األشــكال‪،‬‬
‫التــي مــا انفكــت تبديهــا بعــض األطــراف المتضــررة مــن عمــل العدالــة‪ ،‬فمــن يــرى‬
‫فــي المحيــط الفاســد والمتعفــن ســبيله فــي تحقيــق العيــش الرغــد‪ ،‬حتــى ولــو كان‬
‫علــى حســاب الوطــن والشــعب‪ ،‬فإنــه ســيعمل علــى محاربــة كل جهــد صــادق يريــد‬
‫تخليــص الوطــن مــن هــذا الــــداء المسـتـفـحـــل‪.‬‬

‫لقــد نســي كل مفســد وكل عميــل وكل مــن يتســبب فــي إلحــاق الضــرر بــأرض‬
‫الشــهداء‪ ،‬بأنــه طــال الزمــن أو قصــر سينكشــف أمــره وســيخيب ســعيه‪ ،‬واألكيــد‬
‫أن كل مــن يؤمــن بميثــاق الشــهداء األبــرار وبعهدهــم األزلــي‪ ،‬سيســهم بصــدق فــي‬
‫مكافحــة الفســاد‪ ،‬ويشــارك بوفــاء وإخــاص فــي تطهيــر الجزائــر مــن كل عبــدة‬
‫االســتعمار وأصنامــه‪».‬‬

‫‪79‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة إشــرافه‪،‬‬
‫يــوم ‪ 10‬جويليــة ‪ 2019‬علــى حفــل تســليم جائــزة الجيــش الوطني الشــعبي‬
‫ألفضــل عمــل علمــي وثقافــي وإعالمي لســنة ‪.2019‬‬

‫«إنكــم تعلمــون جميعــا‪ ،‬بــأن مواقــف القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي‪،‬‬
‫هــي مواقــف ثابتــة وصادقــة حيــال الوطــن والشــعب منــذ بدايــة األزمــة ومــرورا‬
‫بكافــة مراحلهــا وإلــى غايــة اليــوم‪ ،‬هــذا الثبــات فــي الــرأي والموقــف‪ ،‬يأتــي مــن‬
‫ثبــات المبــدأ الوطنــي الــذي تتبنــاه المؤسســة العســكرية والرامــي أساســا إلــى مراعــاة‬
‫مطالــب الشــعب‪ ،‬وتطلعاتــه المشــروعة أثنــاء التعامــل مــع مجريــات إيجــاد الحلــول‬
‫الدســتورية لهــذه األزمــة السياســية‪ ،‬فــكل الجهــود التــي بذلتهــا المؤسســة العســكرية‬
‫حتــى اآلن‪ ،‬هــي جهــود مراعيــة أساســا للمصلحــة العليــا للوطــن‪ ،‬هــذه المصلحــة‬
‫العليــا التــي تســتوجب بالضــرورة تجميــع جهــود كافــة الخيريــن مــن أبنــاء الجزائــر‬

‫‪80‬‬
‫واســتنهاض هممهــم فــي ســبيل التحضيــر الفاعــل والجــاد إلجــراء االنتخابــات‬
‫الرئاســية المقبلــة فــي أقــرب اآلجــال‪ ،‬مــن خــال تبنــي أســلوب الحــوار الوطنــي‬
‫الجــاد والبنــاء الــذي أشــارت إليــه كافــة المبــادرات الخيــرة بمضامينهــا الواقعيــة‬
‫والمعقولــة‪.‬‬
‫فــي هــذا الســياق‪ ،‬تنــدرج المقاربــة المعقولــة التــي تضمنهــا الخطــاب األخيــر‬
‫لرئيــس الدولــة فيمــا يتعلــق بالجهــد الواجــب بذلــه مــن أجــل إخــراج البــاد مــن‬
‫أزمتهــا الحاليــة‪ ،‬فإننــا بقــدر مــا نشــجعها ونؤيــد محتواهــا‪ ،‬فإننــا نــرى فــي مســعاها‬
‫بأنهــا خطــوة جــادة ضمــن الخطــوات الواجــب قطعهــا علــى درب إيجــاد الحلــول‬
‫المناســبة لهــذه األزمــة السياســية التــي تمــر بهــا البــاد‪ ،‬هــذه الحلــول التــي نعتبــر فــي‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬أن االنتخابــات الرئاســية المقبلــة هــي ثمرتهــا الدســتورية‬
‫والشــرعية األولــى‪ ،‬ونعتبــر بأنهــا تحمــل فــي طياتهــا مــا يكفــل مواصلــة أشــواط‬
‫إرســاء قواعــد دولــة الحــق والقانــون التــي تســودها النهضــة االقتصاديــة والرخــاء‬
‫االجتماعــي والتماســك المجتمعــي ويخيــم عليهــا األمــن واالســتقرار‪.‬‬

‫هــذه االنتخابــات الرئاســية التــي نعتبرهــا مفتاحــا حقيقيــا للولــوج إلــى بنــاء دولــة‬
‫قويــة ذات أســس ســليمة وصحيحــة‪ ،‬دولــة تعمــل قيــادة الجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫بــكل إصــرار علــى ضمــان بلوغهــا فــي ظــروف آمنــة ومســتقرة‪ ،‬علــى الرغــم مــن‬
‫العقبــات التــي يحــاول الرافضــون للســير الحســن لهــذا المســار الدســتوري الصائــب‬
‫وضعهــا فــي الطريــق‪ ،‬علــى غــرار رفــع شــعارات كاذبــة ومفضوحــة األهــداف‬
‫والنوايــا مثــل المطالبــة بالدولــة المدنيــة وليســت الدولــة العســكرية‪ ،‬إنهــا أفــكار‬
‫مســمومة أملتهــا عليهــم دوائــر معاديــة للجزائــر‪ ،‬ولمؤسســاتها الدســتورية‪ ،‬دوائــر‬
‫تكــن حقــدا دفينــا للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬ولقيادتــه‬
‫الوطنيــة التــي أثبتــت بالقــول والعمــل أنهــا فــي خدمــة الخــط الوطنــي المبدئــي للشــعب‬
‫الجزائــري وأنهــا ثابتــة الوفــاء علــى العهــد الــذي قطعتــه أمــام هللا والشــعب والتاريــخ‪،‬‬
‫هــذا العهــد الصــادق الــذي أصبــح الوفــاء بــه‪ ،‬يقلــق أتبــاع العصابــة وأذنابهــا إلــى‬
‫درجــة أنهــم باتــوا يقومــون بحمــات تشــكيك معروفــة المرامــي‪ ،‬فــي كل عمــل تقــوم‬

‫‪81‬‬
‫بــه المؤسســة العســكرية وقيادتهــا النوفمبريــة‪ ،‬وفــي كل جهــد يقــوم بــه كل مخلــص‬
‫لهــذا الوطــن‪ ،‬حيــث تبنــوا مــن أجــل ذلــك نهــج الدعــوات الصريحــة إلــى رفــض‬
‫كل عمــل بإمكانــه اإلســهام فــي حــل األزمــة‪ ،‬معتقديــن أنهــم بإمكانهــم اإلفــات مــن‬
‫قبضــة القانــون‪ ،‬إننــا نحذرهــم شــديد التحذيــر‪ ،‬بــأن الجزائــر أغلــى وأســمى مــن أن‬
‫يتعــرض لهــا ولشــعبها‪ ،‬مثــل هــؤالء العمــاء الذيــن باعــوا ضمائرهــم وأصبحــوا‬
‫أدوات طيعــة بــل وخطيــرة بيــن أيــدي تلــك الدوائــر المعاديــة لوطننــا‪.‬‬

‫إن تحذيرنــا هــذا يمليــه علينــا‪ ،‬صلــب الصالحيــات المخولــة لنــا وتســتوجبه طبيعــة‬
‫المهــام النبيلــة والحساســة التــي تشــرف الجيــش الوطنــي الشــعبي بتحمــل وزرها‪ ،‬هذه‬
‫المهــام الحيويــة التــي تعتبــر المحافظــة على الســيادة الوطنيــة وصيانة الوحــدة الترابية‬
‫والشــعبية للجزائــر‪ ،‬وديمومــة أمنهــا واســتقرارها‪ ،‬بمثابــة حجــر زاويتهــا‪ ،‬فالجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬هــو قلعــة شــامخة البنيــان وســليمة‬
‫الجــذور‪ ،‬تأسســت علــى قاعــدة تاريخيــة صحيحــة تبعــث فــي القلــوب المخلصــة التــي‬
‫ترعــى للتاريــخ حقــه كل بواعــث الفخــر واالعتــزاز‪ ،‬فــكل كلمــة طيبة ومخلصــة تقال‬
‫فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي ســتزيده شــموخا علــى شــموخ‪ ،‬وكل إســاءة مغرضــة‬
‫وباطلــة فــي حقــه لــن ينقــص مــن قــدره شــيئا‪ ،‬بــل سيعـــري صاحبهــا أو أصحابهــا‬
‫ويكشــف طينتهــم الحقيقيــة أمــام أنفســهم وأمــام الشــعب والتاريــخ ثــم أمــام هللا قبــل‬
‫ذلــك وبعــد ذلــك‪ ،‬فتاريــخ الجزائــر الوطنــي هــو تاريــخ مجيــد وخالــد يقــدر الجهــاد‬
‫ويســمو بــه إلــى الدرجــات المرموقــة التــي يســتحقها‪ ،‬وينظــر إلــى المجاهــد الحقيقــي‬
‫علــى أنــه بــذرة خيــر ال بــذرة شــر‪ ،‬وأداة بنــاء ال معــول هــدم‪ ،‬فــكل مــن تنصــل مــن‬
‫هــذه الفضائــل الجهاديــة الحقيقيــة‪ ،‬فقــد وضــع نفســه فــي خانــة المفســدين‪ ،‬بــكل مــا‬
‫تعنيــه هــذه الكلمــة مــن معنــى‪ ،‬والرجــال معــادن كمــا يقــال‪.‬‬

‫لقــد آن أوان النظــر الصــارم المعتمــد علــى حمايــة المصلحــة العليــا للجزائــر‪ ،‬بشــأن‬
‫اتخــاذ كافــة اإلجــراءات القانونيــة حيــال كل مــا يقــوم بــه هــؤالء العمــاء‪ ،‬فــي حــق‬
‫مســتقبل الشــعب ومصيــر الوطــن‪ ،‬واألكيــد أن جهــاز العدالــة هــو مــن ســيقوم بالبــت‬

‫‪82‬‬
‫فــي مصيــر هــؤالء العمــاء‪ ،‬وســيقوم باتخــاذ كافــة اإلجــراءات العادلــة‪ ،‬لكنهــا رادعة‬
‫وصارمــة‪ ،‬فمــن يتجــرأ علــى الجزائــر وعلــى مســتقبل شــعبها وديمومــة دولتهــا‪ ،‬لــن‬
‫يفلــت مــن العقــاب وســتتولى العدالــة أمــره طــال الزمــن أم قصــر‪ ،‬إنــه آخــر تحذيــر‬
‫لــكل هــؤالء المتاجريــن بمســتقبل الوطــن وبمصلحتــه العليــا‪.‬‬
‫هــؤالء الذيــن جعلــوا مــن تجــرأ علــى الرايــة الوطنية وأســاءوا احتــرام العلــم الوطني‪،‬‬
‫رمــز الشــهداء ومبعــث فخــر األمــة الجزائريــة قاطبــة‪ ،‬قلــت‪ ،‬هــؤالء الذيــن جعلــوا‬
‫ممــن أجــرم فــي حــق الشــعب والوطــن‪ ،‬بمثابــة المعتقليــن السياســيين وســجناء الــرأي‪،‬‬
‫أيعقــل هــذا الــكالم‪ ،‬هــل يعتقــدون أنهــم أذكيــاء إلــى درجــة أنــه بإمكانهــم خــداع‬
‫الشــعب الجزائــري بهــذه الترهــات واألالعيــب‪ ،‬هــل سيســمح الشــعب الجزائــري‬
‫ألي كان أن يهيــن رايتــه الوطنيــة‪ ،‬إنهــم ليســوا أبنــاء هــذا الشــعب وال يعرفــون‬
‫صلــب قيمــه ومبادئــه ومــدى تعلقــه بتاريخــه الوطنــي‪ ،‬وتلكــم هــي عقليــة المفســدين‪،‬‬
‫فالعقــل الفاســد ســينجر عنــه الــرأي الفاســد والتصــرف الفاســد والســلوك الفاســد‪،‬‬
‫وهــذه طبيعــة األشــياء‪.‬‬

‫ومــا دمنــا نتكلــم عــن الفســاد‪ ،‬فإنــه يتعيــن علينــا فــي هــذا المقــام المحمــود وأمــام‬
‫هــذه الوجــوه النيــرة التذكيــر هنــا‪ ،‬بــأن الشــعب الجزائــري الــذي حــارب مفاســد‬
‫االســتعمار الفرنســي باألمــس‪ ،‬واســتطاع رفقــة جيــش التحريــر الوطنــي أن ينتصــر‬
‫عليــه بعــد تضحيــات جســام ويتغلــب علــى كافــة مفاســده المتعــددة األصعــدة واألبعــاد‪،‬‬
‫قــد اســتطاع أيضــا أن يحــارب آفـــة اإلرهــاب‪ ،‬بــكل مفاســده وســلوكياته الخطيــرة‬
‫والمقيتــة‪ ،‬واســتطاع رفقــة الجيــش الوطنــي الشــعبي أن ينتصــر عليــه ويجتــث جــذوره‬
‫مــن هــذه األرض الطيبــة‪ ،‬قلــت‪ ،‬فالشــعب الــذي انتصــر علــى االســتعمار وانتصــر‬
‫علــى اإلرهــاب‪ ،‬هــو اآلن أمــام تحــد آخــر ال يقــل خطــورة وال تهديــدا عــن ســابقيه‪،‬‬
‫إنــه الفســاد بــكل مــا تعنيــه هــذه العبــارة مــن معنــى‪ ،‬واألكيــد أن مــا يقــوم بــه الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي فــي هــذا المســعى‪ ،‬هــو جهــد ال يضاهــى‪ ،‬قوامــه القضــاء المبــرم‬
‫علــى آخــر معقــل مــن معاقــل االســتعمار فــي بالدنــا‪ ،‬فالفســاد هــو شــكل آخــر مــن‬
‫أشــكال االســتعمار‪ ،‬إنــه اســتعمار الذهنيــات واســتعمار العقــول الــذي يصيــب فــي‬

‫‪83‬‬
‫مقتــل كل الضمائــر التــي لهــا قابليــة االســتعمار‪ ،‬فالعصابــة اليــوم التــي انكشــف كل‬
‫مــا أضمرتــه مــن مفاســد‪ ،‬ال يــزال لديهــا أتبــاع ومريــدون فــي المجتمــع وال تــزال‬
‫هــذه العصابــة‪ ،‬بصفــة أوضــح وأدق‪ ،‬تعمــل جاهــدة علــى التغلغــل فــي المســيرات‬
‫الشــعبية‪ ،‬وتســعى إلــى اختــراق صفوفهــا والتأثيــر علــى طبيعــة المطالــب الشــعبية‬
‫المشــروعة‪ ،‬بــل‪ ،‬ومحاولــة توجيــه هــذه المطالــب إلــى الوجهــة التــي تتماشــى مــع‬
‫األغــراض الدنيئــة لهــذه العصابــة‪ ،‬وهــو مــا يســتلزم‪ ،‬وأعيــد ذلــك مــرة أخــرى‪ ،‬أخــذ‬
‫الحيطــة والحــذر فيمــا يتعلــق بتأطيــر هــذه المســيرات‪.‬‬

‫وعليــه وفــي ذات الســياق‪ ،‬فــإن مواصلــة تطهيــر البــاد مــن هــذا الــداء الخطيــر‪،‬‬
‫هــي المهمــة التــي يتشــرف اليــوم بهــا الجيــش الوطنــي الشــعبي مــن خــال مرافقتــه‬
‫لجهــاز العدالــة وتقديــم كافــة الضمانــات‪ ،‬التــي تكفــل لهــا القيــام بهــذه المهمــة الوطنيــة‬
‫النبيلــة‪ ،‬وإننــا نحييهــا مــن هــذا المنبــر ونحيــي كافــة الخطــوات الوطنيــة التــي تقطعهــا‬
‫اليــوم بقــوة القانــون وبعدالــة الحــق‪ ،‬ولكــم فــي القصــاص حيــاة يــا أولــي األلبــاب‪.‬‬

‫كمــا يجــدر بنــا إبــداء تقديرنــا وتثميننــا لــكل مــا تبذلــه مؤسســات الدولــة اليــوم مــن‬
‫جهــود مضنيــة ومســاعي حثيثــة ومتفانيــة فــي ســبيل الوطــن والشــعب‪ ،‬وهــي جهــود‬
‫مثمــرة النتائــج ال ينكرهــا إال جاحــد‪ ،‬تســتحق فــي هــذه الظــروف الخاصــة كل الثنــاء‬
‫والتقديــر والتشــجيع»‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة إشــرافه‬
‫علــى مراســم تنصيــب قائــد الــدرك الوطنــي يــوم ‪ 25‬جويليــة ‪.2019‬‬

‫«وفقــا للمرســوم الرئاســي المــؤرخ فــي ‪ 24‬يوليــو ‪ ،2019‬أنصــب رســميا‬

‫العميــد عبــد الرحمــان عرعــار كقائــد للــدرك الوطنــي خلفــا للعميــد الغالــي بلقصيــر‪.‬‬
‫لقــد أولــت القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي عنايــة شــديدة لســلك الــدرك‬
‫الوطنــي‪ ،‬هــذه العنايــة التــي تبــرز معالمهــا األساســية فــي الحــرص علــى توفيــر‬
‫‪85‬‬
‫كافــة العوامــل التــي تمنحــه حســن التطــور وحســن االنســجام التــام مــع مــا تســتوجبه‬
‫حساســية وخصوصيــة المهــام المنوطــة بــه‪ ،‬ومــع مــا يتوافــق والرغبــة الشــديدة فــي‬
‫أن نجعــل مــن هــذا الســلك الهــام دعامــة أساســية مــن دعائــم األمــن واالســتقرار‬
‫فــي بالدنــا‪ ،‬وذلــك تماشــيا مــع الرؤيــة المتبصــرة للقيــادة العليــا التــي تحــرص مــن‬
‫خاللهــا علــى أن يكــون ســلك الــدرك الوطنــي بمثابــة همــزة وصــل واتصــال مــع‬
‫الشــعب‪ ،‬الســيما فــي المناطــق الريفيــة وشــبه الحضريــة‪ ،‬التــي يحتــك فيهــا رجــال‬
‫الــدرك الوطنــي يوميــا مــع إخوانهــم المواطنيــن‪ ،‬وهــو مــا يجعــل منهــم فــي ذات‬
‫الوقــت عناصــر أمــن ال غنــى عنهــم وأداة فعالــة فــي غايــة الضــرورة فــي مجــال‬
‫خدمــة الوطــن واحتــرام قوانيــن الجمهوريــة‪ ،‬الســيما فــي ظــل المرحلــة الحساســة‬
‫التــي تعيشــها بالدنــا‪.‬‬

‫ففــي ظــل هــذه الظــروف الحساســة‪ ،‬ومــن موقــع المســؤولية الثقيلــة التــي يتحملهــا‬
‫اليــوم الجيــش الوطنــي الشــعبي أمــام هللا والتاريــخ والشــعب‪ ،‬وانطالقــا مــن حيويــة‬
‫المهــام الموكلــة للــدرك الوطنــي‪ ،‬فإننــي أدعــو الجميــع‪ ،‬مــرة أخــرى‪ ،‬إلــى االلتــزام‬
‫التــام والكامــل بالمســؤولية‪ ،‬نعــم االلتــزام بالمســؤولية فــي أداء المهــام الموكلــة‪،‬‬
‫والحفــاظ علــى ســمعتكم وعلــى الســمعة الناصعــة لجيشــكم ووطنكــم‪ ،‬حاثــا إياكــم‬
‫علــى التحلــي باالنضبــاط المثالــي واألخــاق الســامية‪ ،‬وبــذل المزيــد مــن الجهــود‬
‫المتفانيــة والعمــل المثابــر والمحتــرف‪ ،‬بــل وبــكل تضحيــة وتجــرد ونكــران للــذات‪،‬‬
‫تشــريفا لمهنتكــم وخدمــة لبلدكــم‪ ،‬فكونــوا فــي مســتوى هــذه الثقــة الموضوعــة فيكــم‬
‫وهــذه المســؤولية الثقيلــة التــي ستســألون عنهــا‪ ،‬وكونــوا جميعــا أوفيــاء لجيشــكم‬
‫ولوطنكــم وللعهــد الــذي قطعتمــوه علــى أنفســكم أمــام هللا أوال وأخيــرا‪ ،‬ثــم أمــام‬
‫وطنكــم وشــعبكم»‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة إشــرافه‬
‫علــى حفــل تكريــم أشــبال األمــة المتفوقيــن في شــهادة البكالوريا وشــهادة‬
‫التعليــم المتوســط يــوم ‪ 30‬جويليــة ‪.2019‬‬

‫«إن هــذه النتائــج المعتبــرة والممتــازة التــي حققتموهــا‪ ،‬ال ينجزهــا إال مــن‬
‫كانــت وســيلته الفاعلــة والمثلــى فــي بلــوغ طموحاتــه المشــروعة‪ ،‬هي الجهــد المضني‬
‫واالجتهــاد المتواصــل المصــر علــى قطــف ثمــار العمــل المبــذول‪ ،‬فلــكل مجتهــد‬
‫نصيــب كمــا يقــال‪ ،‬إنكــم وأنتــم تحظــون اليــوم بهــذا التكريــم المســتحق‪ ،‬فإنمــا أنتــم‬
‫تمـثـــلون بالنســبة للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬نموذجــا‬
‫صادقــا وميدانيــا للعمــل المنجــز الســيما خــال هــذه الســنوات األخيــرة‪ ،‬الحـافـــلة‬
‫باإلنجــازات المتعــددة المســتويات واألصعــدة‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫إن خريطــة الطريــق التــي وضعناهــا فــي ســبيل النهــوض بقــدرات الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪ ،‬كانــت فــي األســاس مســتندة إلــى مقاربــة شــاملة وبعيــدة النظــر‪ ،‬قدرنــا‬
‫أنهــا بحاجــة إلــى التركيــز علــى جملــة مــن المحــاور الناهضــة الرئيســية‪ ،‬أساســها‬
‫العنايــة القصــوى بالجانــب التكوينــي‪ ،‬ألننــا نعـتبـــر أن المراهنــة على توفيــر العنصر‬
‫البشــري المؤهــل تأهيــا كافيــا ووافيــا‪ ،‬هــو االســتثمار المربــح الكفيــل بإنجــاح هــذا‬
‫المســعى‪ ،‬الرامــي إلــى عصرنــة وتطويــر الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬واالرتقــاء‬
‫بجاهزيتــه إلــى أرقــى مســتوياتها الممكنــة والمطلوبــة‪.‬‬

‫ومــن هــذا المنظــور فقــد أنـيـــطت بالمنظومــة التكوينيــة مهمــة غــرس ثقافة العســكري‬
‫المحتــرف‪ ،‬المتشــبع بالــروح الوطنيــة‪ ،‬والمطبــوع بــروح التضحيــة ونكــران‬
‫الــذات‪ ،‬فاالحترافيــة بمفهومهــا العميــق‪ ،‬هــي هــدف أساســي مــن األهــداف الكبــرى‬
‫التــي تضمـنـــتها مقاربـتـــنا فــي هــذا المجــال‪ ،‬والتــي أردناهــا أن تكــون فــي صلــب‬
‫اإلســتراتيجية الشــاملة التــي يـتـبـنـــاها الجيــش الوطنــي الشــعبي‪.‬‬

‫هــذه اإلســتراتيجية الشــاملة التــي برهــن فيهــا جيشــنا بأنــه كان والزال وســيظل بــإذن‬
‫هللا تعالــى‪ ،‬أهــا لــكل مــا تحقــق مــن أشــواط متصاعــدة التطــور ومتـتـالـيـــة النمــاء‪،‬‬
‫وبرهــن بالتالــي بأنــه أهــل ألن يكــون مــن صلــب هــذا الشــعب الوطنــي األصيــل بــكل‬
‫مــا تعنيــه هــذه العبــارة البليغــة مــن معنــى‪ ،‬فمــن وحــي هــذا التالحــم بيــن الجيــش‬
‫واألمــة يواصــل الجيــش الوطنــي الشــعبي بــذل كل مــا فــي الوســع مــن أجــل أن‬
‫تتمكــن الجزائــر مــن تجــاوز المرحلــة الحاليــة‪ ،‬وإننــا نعتبــر أكبــر جائــزة وأعظمهــا‬
‫بالنســبة لنــا فــي هــذه الظــروف‪ ،‬هــي أن يتجــاوز وطننــا هــذه األزمــة‪ ،‬ويحقــق‬
‫الحلــول المناســبة التــي تأخــذ فــي االعتبــار أساســا المصلحــة العليــا للوطــن‪.‬‬

‫فــي هــذا المجــال واســتجابة لمتطلبــات هــذه المصلحــة العليــا للوطــن‪ ،‬عملــت القيــادة‬
‫العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي ومنــذ بدايــة األزمــة‪ ،‬علــى تبنــي مقاربــة اتســمت‬
‫بالعقالنيــة فــي الطــرح‪ ،‬وبالمنطــق فــي التنــاول‪ ،‬وبالواقعيــة فــي مرافقــة الشــعب‬

‫‪88‬‬
‫الجزائــري ومؤسســات الدولــة‪ ،‬مؤكــدة فــي العديــد مــن المناســبات‪ ،‬أنــه ال طموحــات‬
‫سياســية لهــا ســوى خدمــة الوطــن ومصالحــه العليــا‪.‬‬
‫وفــي هــذا الصــدد بالــذات‪ ،‬فإننــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي نـثـمـــن الخطــوات‬
‫المقطوعــة علــى درب الحــوار الوطنــي‪ ،‬الســيما بعــد اســتقبال الســيد رئيــس الدولــة‬
‫لمجموعــة مــن الشــخصيات الوطنيــة‪ ،‬التــي ســتتولى إدارة هــذا الحــوار‪ ،‬حيــث‬
‫تعهــد بتوفيــر اإلمكانيــات الالزمــة والضروريــة لمرافقتهــا فــي هــذا المســعى النبيــل‪،‬‬
‫وتهيئــة الظــروف المالئمــة لتنظيــم االنتخابــات الرئاســية فــي أقــرب اآلجــال‪ ،‬وال‬
‫مجــال مــن المزيــد مــن تضييــع الوقــت‪ ،‬فاالنتخابــات هــي النقطــة األساســية التــي‬

‫ينبغــي أن يــدور حولهــا الحــوار‪ ،‬حــوار نباركـــه ونتمنــى أن يكلــل بالتوفيــق والنجاح‪،‬‬
‫بعيــدا عــن أســلوب وضــع الشــروط المســبقة التــي تصــل إلــى حــد اإلمــاءات‪ ،‬فمثــل‬
‫هــذه األســاليب واألطروحــات مرفوضــة شــكال ومضمونــا‪ ،‬ألن الجزائــر بحاجــة إلــى‬
‫مــن يضحــي مــن أجلهــا ويقــدم المصلحــة العليــا للوطــن علــى مــا ســواها‪ ،‬ويتحلــى‬
‫بالنزاهــة والحكمــة والهــدوء والرزانــة وبعــد النظــر‪ ،‬ويرفــع مســتوى النقــاش ويترفــع‬
‫عــن القضايــا الهامشــية ويبتعــد عــن المزايــدات‪ ،‬ألن األمــر يتعلــق بمســتقبل الشــعب‬
‫ومصيــر األمــة‪.‬‬

‫ويجــدر بــي فــي هــذا المقــام اإلشــارة إلــى بعــض األفــكار المســمومة التــي بثتهــا‬
‫العصابــة وتبنتهــا بعــض األصــوات التــي تــدور فــي فلكهــا‪ ،‬والمتمثلــة فــي الدعــوة‬

‫‪89‬‬
‫إلــى إطــاق ســراح الموقوفيــن الموصوفيــن زورا وبهتانــا بســجناء الــرأي‪ ،‬كتدابيــر‬
‫تهدئــة حســب زعمهــم‪ ،‬وعليــه‪ ،‬أؤكــد مــرة أخــرى أن العدالــة وحدهــا مــن تقــرر‪،‬‬
‫طبقــا للقانــون‪ ،‬بشــأن هــؤالء األشــخاص الذيــن تعـــدوا علــى رمــوز ومؤسســات‬
‫الدولــة وأهانــوا الرايــة الوطنيــة‪ ،‬وال يحــق ألي أحــد كان‪ ،‬أن يتدخــل فــي عملهــا‬
‫وصالحياتهــا ويحــاول التأثيــر علــى قراراتهــا‪ ،‬ونحــن فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫نشــجعها‪ ،‬وندعوهــا لمواصلــة مســعاها الوطنــي المخلــص بنفــس العزيمــة واإلصــرار‬
‫بعيــدا عــن كل التأثيــرات والضغــوط التــي تحــاول منــح فرصــة للعصابــة وأذنابهــا من‬
‫أجــل التملــص مــن العقــاب والعــودة إلــى زرع البلبلــة والتأثيــر فــي مســار األحــداث‪.‬‬
‫فعــا‪ ،‬لقــد تفطنــت مؤسســات الدولــة‪ ،‬وجهــاز العدالــة‪ ،‬للنوايــا الخبيثــة للعصابــة‪،‬‬
‫وتجنــدت أكثــر مــن أي وقــت مضــى‪ ،‬بهــدف إنجــاح عمليــة مكافحــة الفســاد وبلوغهــا‬
‫منتهاهــا وكســب رهــان معالجــة ملفــات الفســاد المطروحــة أمــام العدالــة‪ ،‬ومحاســبة‬
‫المتســببين فيهــا‪ ،‬بــكل صرامــة وتجــرد وطمأنينــة‪ ،‬الســيما بعــد أن تعهــدت القيــادة‬
‫العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي علــى تقديــم الضمانــات الكافيــة لمرافقــة اإلجــراءات‬
‫التــي اتخذتهــا وتتخذهــا العدالــة فــي هــذا المجــال‪.‬‬
‫وبخصــوص الدعــوة المشــبوهة وغيــر المنطقيــة المطالبــة بتخفيــف اإلجــراءات‬
‫األمنيــة المتخــذة علــى مداخــل العاصمــة والمــدن الكبــرى‪ ،‬أود التوضيــح أن هــذه‬
‫التدابيــر الوقائيــة التــي تتخذهــا مصالــح األمــن لتأميــن المســيرات‪ ،‬هــي فــي مصلحــة‬
‫الشــعب وحمايــة لــه وليــس العكــس‪ ،‬وهــو األمــر الــذي طالمــا أكدنــا عليــه أكثــر‬
‫مــن مــرة بضــرورة تنظيــم وتأطيــر المســيرات لتفــادي اختراقهــا‪ ،‬وعليــه‪ ،‬فمــن‬
‫غيــر المقبــول التشــكيك فــي نوايــا وجهــود مصالــح األمــن‪ ،‬ومــن غيــر األخالقــي‬
‫تشــويه الحقائــق واختــاق األكاذيــب‪ ،‬بغــرض إعطــاء نفــس جديــد ألصحــاب النوايــا‬
‫الخبيثــة‪ ،‬الذيــن يعملــون علــى تأجيــج الوضــع وإطالــة أمــد األزمــة‪.‬‬
‫وفــي نفــس الســياق‪ ،‬ورغــم أن أغلــب المطالــب الشــعبية قــد تحققــت ميدانيــا‪ ،‬إال أننــا‬
‫ســجلنا ظهــور بعــض األصــوات تحــاول ضــرب مصداقيــة وأداء مؤسســات الدولــة‪،‬‬
‫مــن خــال نشــر اإلشــاعات لتضليــل الــرأي العــام وإفشــال جهــود المســؤولين النزهاء‬
‫والمخلصيــن القائميــن عليهــا‪ ،‬ونحــن كقيــادة عليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي نتابــع كل‬

‫‪90‬‬
‫صغيــرة وكبيــرة ولــم نســجل أي خلــل‪ ،‬فــي أداء هــؤالء المســؤولين الوطنييــن وفــي‬
‫ســير هــذه المؤسســات‪ ،‬بــل بالعكــس فقــد حققــت فــي الفتــرة القليلــة الماضيــة مــا لــم‬
‫يتحقــق فــي ســنوات عديــدة‪ ،‬واإلنجــازات فــي كافــة المجــاالت ال تحصــى وال ينكرهــا‬
‫إال جاحــد‪ ،‬أو متآمــر يعمــل بإيعــاز ويســعى لتنفيــذ أجنــدات مشــبوهة‪ ،‬فالشــعب‬
‫واعــي أكثــر مــن أي وقــت مضــى وال يمكــن تغليطــه أو دفعــه إلــى متاهــات محفوفــة‬
‫بالمخاطــر‪ ،‬وعليــه نؤكــد مــن جديــد أن مؤسســات الدولــة تعــد خطــا أحمــر ال تقبــل‬
‫المســاومة والشــروط المســبقة واإلمــاءات غيــر القانونيــة مــن أي جهــة كانــت‪،‬‬
‫وستســتمر فــي أداء مهامهــا‪ ،‬إلــى غايــة انتخــاب رئيــس الجمهوريــة الجديــد‪ ،‬الــذي‬
‫لــه كامــل الصالحيــات لمباشــرة اإلصالحــات الضروريــة‪.‬‬
‫وفــي هــذا الســياق بالــذات‪ ،‬نؤكــد مــرة أخــرى أننــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬لــن‬
‫نحيــد عــن موقفنــا الثابــت‪ ،‬بخصــوص التمســك باإلطــار الدســتوري‪ ،‬ألننــا ملتزمــون‬
‫بقوانيــن الجمهوريــة‪ ،‬وألننــا كذلــك تعهدنــا أمــام هللا والوطــن والشــعب باحتــرام‬
‫الدســتور‪ ،‬مهمــا كانــت الظــروف‪ ،‬وعليــه‪ ،‬فإننــا نحــذر األبــواق التــي ال زالــت تدعــو‬
‫لالبتعــاد عــن الدســتور‪ ،‬والســقوط فــي فــخ الفــراغ الدســتوري الــذي يعــد البوابــة‬
‫المباشــرة المؤديــة إلــى الفوضــى والمجهــول‪ ،‬ونؤكــد أن طريــق الخــاص هــو تبنــي‬
‫نهــج الحــوار النزيــه‪ ،‬المبنــي علــى النوايــا الصادقــة والمخلصــة‪ ،‬التــي تمكــن بالدنــا‬
‫مــن التغلــب علــى الصعــاب‪ ،‬وشــق طريقهــا نحــو التقــدم والرقــي‪ ،‬ووضــع معالــم‬
‫مســتقبلها الواعــد‪.‬‬
‫هــذا المســتقبل الواعــد الــذي تملــك بالدنــا كل الشــروط الضروريــة والمقومــات‬
‫لتجســيده علــى أرض الواقــع‪ ،‬ألن هللا عــز وجــل أنعــم علــى بالدنــا بمــوارد‬
‫وثــروات طبيعيــة هائلــة‪ ،‬واألهــم مــن كل ذلــك أنهــا تحــوز علــى شــعب أصيــل‬
‫شــحذته المحــن والتجــارب‪ ،‬خــاض أعظــم ثــورة تحريريــة فــي التاريــخ المعاصــر‪،‬‬
‫ويملــك مــن القيــم والمبــادئ واإلرادة والطمــوح مــا يؤهلــه ألن يلتحــق بركــب التقــدم‬
‫والتطــور والتنميــة‪ ،‬ويتحــول إلــى قــوة حـقـيـقـــية‪ ،‬علــى كافــة األصعــدة والمياديــن‪،‬‬
‫ومــا الصــورة الناصعــة التــي رســمتها الجماهيــر الجزائريــة طيلــة فعاليــات كأس‬
‫إفريقيــا لألمــم المنظمــة بجمهوريــة مصــر العربيــة الشــقيقة‪ ،‬الســيما علــى إثــر الفــوز‬
‫المــؤزر الــذي حققــه الفريــق الوطنــي لكــرة القــدم وانتزاعــه عــن جــدارة واســتحقاق‬
‫‪91‬‬
‫للتــاج اإلفريقــي للمــرة الثانيــة فــي تاريخــه‪ ،‬إال أحســن دليــل علــى عراقــة هــذا‬
‫الشــعب األبــي الــذي برهــن مــرة أخــرى علــى تعلقــه الشــديد بعلمــه الوطنــي‪ ،‬ووفائــه‬
‫التــام لرســالة الشــهداء األبــرار وغيرتــه علــى وطنــه‪ ،‬إذ طافــت صــور البهجــة‬
‫والفرحــة التــي صنعهــا الشــعب الجزائــري أرجــاء المعمــورة‪ ،‬صــور ســمحت لنــا‬
‫جميعــا بعيــش لحظــات تاريخيــة ال تنســى‪ ،‬أعــادت إلــى أذهاننــا تلــك الصــور الخالــدة‬
‫لالحتفــال باالســتقالل واســتعادة الســيادة الوطنيــة وطــرد المســتعمر الغاشــم مــن‬
‫أرضنــا الزكيــة‪ ،‬لحظــات عــززت أواصــر التالحــم والتضامــن والوحــدة بيــن أبنــاء‬
‫الشــعب وأجـــجت فــي نفوســهم الــروح الوطنيــة الفياضــة وروح االعتــزاز باالنتمــاء‬
‫للجزائــر أرض الشــهداء والبطــوالت واألمجــاد‪.‬‬

‫فبالدنــا‪ ،‬تملــك كل مقومــات النهضــة والتطــور‪ ،‬شــريطة توظيفهــا على الوجــه األمثل‬
‫واألكمــل‪ ،‬وشــريطة كذلــك تفهــم مطالــب الشــعب وانشــغاالته الحقيقيــة‪ ،‬واالبتعــاد‬
‫عــن األنانيــة‪ ،‬والحســابات الشــخصية الضيقــة‪ ،‬التــي أوصلــت البــاد إلــى مــا نحــن‬
‫عليــه اليــوم‪ ،‬وتســببت فــي تفويــت الفرصــة علــى بــاد بحجــم الجزائــر وشــعبها‬
‫األبــي‪ ،‬مــن تحقيــق النهضــة المنشــودة‪ ،‬حيــث لــم يكــن بعــض مســؤوليه‪ ،‬والقائميــن‬
‫علــى شــؤونه‪ ،‬لألســف الشــديد‪ ،‬فــي مســتواه وال فــي مســتوى آمالــه وتطلعاتــه إلــى‬
‫غــد أفضــل‪.‬‬

‫فــي األخيــر‪ ،‬ونظــرا للتهديــدات والمخاطــر المحدقــة ببالدنــا‪ ،‬نؤكــد مــرة أخــرى‬
‫أن القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ومــن موقــع المســؤولية التاريخيــة التــي‬
‫تتحملهــا فــي هــذا الظــرف بالــذات‪ ،‬تقــف بالمرصاد لــكل المحــاوالت الهدامــة والنوايا‬
‫الخبيثــة التــي انكشــفت أهدافهــا الحقيقيــة‪ ،‬تعمــل‪ ،‬بــكل عــزم وإصــرار‪ ،‬علــى تعزيــز‬
‫مرافقــة الشــعب الجزائــري ومؤسســات الدولــة‪ ،‬للمضــي قدمــا‪ ،‬نحــو توفيــر الظروف‬
‫المالئمــة لتنظيــم انتخابــات رئاســية تســمح لبالدنــا مــن االنطــاق مــن جديــد علــى‬
‫درب التنميــة والتطــور ورفــع كافــة التحديــات المعترضــة‪ ،‬خدمــة للجزائــر دون‬
‫غيرهــا‪ ،‬ووالء للوطــن المفــدى»‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية األولــى‬
‫يوم ‪ 08‬أوت ‪.2019‬‬

‫المناســبة‪ ،‬أود أن أذكــر‬ ‫« بهــذ ه‬

‫عبرنــا عنهــا بــكل‬ ‫بالمواقــف التــي‬
‫عــــدة مناســبات‪ ،‬مؤكدين‬ ‫وضــوح وفــي‬
‫ال طموحــات سياســية لنــا‬ ‫فــي كل مــرة أنــه‬
‫الوطــن‪ ،‬والحــرص علــى‬ ‫فــي ذلــك ســوى خدمة‬
‫فبالدنــا اليــوم‪ ،‬والحمــد هلل فــي‬ ‫ضمــان أمنــه واســتقراره‪،‬‬
‫أيــدي آمنــة يســهر علــى تأمينهــا إطــارات ملتزميــن‪ ،‬همهــم الوحيــد الســهر علــى‬
‫عـــزة الوطــن وشــموخه‪ ،‬ولهــم كل الحــق فــي ذلــك‪ ،‬فالجزائــر القويــة والمســتقرة‬
‫واآلمنــة‪ ،‬تزعــج بعــض األطــراف التــي ال تبغــي الخيــر لبالدنــا‪ ،‬وهــو مــا يجعلهــا‬

‫‪93‬‬
‫عرضــة للطامعيــن والمغامريــن الذيــن يحاولــون عبثــا عرقلــة مســارها التطويــري‪،‬‬
‫ولدينــا كقيــادة عليــا المعلومــات المؤكــدة حــول هــذه المخططــات المعاديــة‪ ،‬التــي‬
‫ســبق وأن حذرنــا منهــا ومــن مخاطرهــا وتهديداتهــا‪ ،‬والتــي تســتغل الوضــع الراهــن‬
‫فــي بالدنــا‪ ،‬لمحاولــة فــرض أجنداتهــا والتأثيــر فــي مســار األحــداث‪ ،‬ومــن هنــا‬
‫يأتــي تأكيدنــا فــي كل مــرة علــى ضــرورة التمســك باإلطــار الدســتوري فــي حــل‬
‫إشــكاليات المرحلــة الراهنــة‪ ،‬ألنــه يعــد الضمانــة األساســية‪ ،‬بــل الوحيــدة‪ ،‬للحفــاظ‬
‫علــى كيــان الدولــة ومؤسســاتها وعــدم الوقــوع فــي فــخ الفــراغ الدســتوري واالنزالق‬
‫إلــى مــا ال يحمــد عقبــاه‪ ،‬هــذا اإلصــرار ينبــع أساســا مــن قناعاتنــا الراســخة بهــذا‬
‫المبــدأ الــذي ال بـديـــل عنــه‪ ،‬ولــن نحيــد عنــه‪ ،‬فالجزائــر أمانــة الشــهداء عرفــت عبــر‬
‫تاريخهــا النضالــي الطويــل العديــد مــن المحــن والويــات‪ ،‬ســواء مــن خــال مــا‬
‫اقترفــه االســتعمار البغيــض فــي حــق شــعبها مــن همجيــة ودمــار‪ ،‬أو مــن خــال مــا‬
‫ارتكبــه اإلرهــاب المقيــت مــن مآســي ونكبــات‪ ،‬أو مــا تســببت فيــه العصابــة مــن‬
‫نهــب واختــاس وتبديــد لمقــدرات األمــة‪.‬‬

‫فالجزائــر‪ ،‬هــذا الوطــن الغالــي‪ ،‬عظيمــة برجالهــا األشــاوس وبتاريخهــا المجيــد‪،‬‬

‫وبإمكانياتهــا الوافــرة وإنجازاتهــا المتعــددة ومســتقبلها الواعــد‪ ،‬ليســت لعبــة فــي‬
‫أيــدي المغامريــن‪ ،‬وإننــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي نعمــل باســتمرار وبيقظــة‬
‫كبيــرة علــى صونهــا وحمايتهــا والحفــاظ عليهــا‪ ،‬ونقــف بالمرصــاد لــكل مــن يحــاول‬
‫المســاس باســتقرارها وأمنهــا وســمعتها ومكانتهــا‪.‬‬

‫وفــي نفــس الســياق أكدنــا منــذ بدايــة األزمــة علــى ضــرورة تبنــي نهــج الحــوار‪،‬‬
‫الــذي يعــد الســبيل األمثــل لتقريــب وجهــات النظــر‪ ،‬والوصــول بالبــاد إلــى بـــر‬
‫األمــان‪ ،‬شــريطة أن يجــرى هــذا الحــوار فــي جــو تســوده النوايــا الحســنة والصــدق‬
‫واألمانــة‪ ،‬وتديــره شــخصيات وطنيــة مخلصــة وذات مصداقيــة وكفــاءة تؤمــن فعــا‬
‫بالحــوار وتعمــل علــى إنجاحــه وال تنتظــر جــزاء وال شــكورا‪ ،‬تقــدم المصلحــة العليــا‬
‫للوطــن‪ ،‬وتنـــأى بنفســها عــن الشــروط المســبقة التــي تعرقــل مســار الحــوار‪ ،‬ذلــك‬

‫‪94‬‬
‫أننــا نؤمــن بالحــوار الجــاد المضبــوط األهــداف و نباركــه وندعمــه‪ ،‬حــوار بنــاء‬
‫كفيــل بتقديــم الحلــول المناســبة وخلــق الظــروف المالئمــة للذهــاب إلــى االنتخابــات‬
‫الرئاســية‪ ،‬وتنظيمهــا فــي أقــرب اآلجــال‪ ،‬والتــي تمــر حتمــا عبــر التنصيــب العاجــل‬
‫للهيئــة الوطنيــة المســتقلة لتحضيــر وتنظيــم ومراقبــة االنتخابــات الرئاســية كأولويــة‬
‫قصــوى فــي مســار الحــوار الوطنــي‪.‬‬

‫وبهــذه المناســبة فإننــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬نثمــن جهــود الهيئــة الوطنيــة‬
‫للوســاطة والحــوار فــي مســعاها النبيــل‪ ،‬ونشــجع مبادراتهــا الراميــة إلــى اإلســراع‬
‫فــي تنظيــم جــوالت الحــوار واتخــاذ كل اإلجــراءات التــي تــؤدي إلــى تحقيــق الهــدف‬
‫المنشــود‪.‬‬

‫وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬نشــير أن الجيــش الوطنــي الشــعبي الــذي رافــق ومنــذ البدايــة‬
‫مطالــب الشــعب الجزائــري التــي عبــر عنهــا خــال المســيرات الســلمية‪ ،‬يقــدر‬
‫اليــوم رفقــة الخيريــن مــن أبنــاء الوطــن أن المطالــب األساســية قــد تحققــت وبشــكل‬
‫كامــل‪ ،‬وبقيــت مرحلــة االنتخابــات الرئاســية ومــا يتعلــق بهــا مــن ضبــط اإلجــراءات‬
‫الضروريــة إلنجاحهــا‪ ،‬ومــع ذلــك نســجل أن بعــض المجموعــات الصغيــرة المرتبطة‬
‫بالعصابــة‪ ،‬تصــر علــى رفــض كل المبــادرات المقدمــة والنتائــج المحققــة‪ ،‬مــن‬
‫خــال رفــع شــعارات مغرضــة ونــداءات مشــبوهة‪ ،‬تســتهدف التقليــل مــن أهميــة مــا‬
‫تحقــق‪ ،‬والتشــبث بمطالــب غيــر معقولــة تجاوزتهــا األحــداث واإلنجــازات‪.‬‬

‫وبالمناســبة ندعــو مختلــف وســائل اإلعــام الوطنيــة إلــى عــدم الوقــوع فــي مغالطــات‬
‫أعــداء الوطــن‪ ،‬واإلســهام البنــاء والفعــال واإليجابــي فــي هــذا المســعى الوطنــي‬
‫النبيــل والمصيــري فــي حيــاة األمــة‪ ،‬وعــدم االنســياق وراء المخططــات المشــبوهة‪.‬‬
‫وفيمــا يتعلــق بالعدالــة‪ ،‬التــي يتولــى شــؤونها رجــال مخلصــون‪ ،‬تعهدنــا فــي الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬انطالقــا مــن مهامنــا الدســتورية وصالحياتنــا‪ ،‬علــى مرافقتهــا‬
‫وتدعيمهــا وتشــجيعها‪ ،‬وتقديــم كافــة الضمانــات لهــا‪ ،‬ومســاعدتها علــى تأديــة‬

‫‪95‬‬
‫مهامهــا فــي أحســن الظــروف‪ ،‬بعيــدا عــن أي شــكل مــن أشــكال الضغوطــات‪ ،‬وفتــح‬
‫جميــع الملفــات الثقيلــة‪ ،‬بمــا فيهــا تلــك التــي كانــت عــن قصــد حبيســة األدراج وفــي‬
‫طــي النســيان‪ ،‬وهــي ملفــات تتعلــق بالجرائــم واالنحرافــات الخطيــرة المقترفــة مــن‬
‫قبــل العصابــة فــي حــق الشــعب وفــي حــق أموالــه وثرواتــه‪ ،‬وهــي جرائــم نكــراء‪،‬‬
‫يســتحق مرتكبوهــا الجــزاء العــادل‪ ،‬طبقــا للقانــون‪ ،‬الــذي يتعيــن أن يطبــق بحذافيــره‬
‫فــي مثــل هــذه القضايــا الحساســة‪ ،‬والحمــد هلل فقــد بــدأت النتائــج الطيبــة الملموســة‬
‫لجهــود العدالــة فــي مكافحــة الفســاد تظهــر جليــة‪ ،‬وتعيــد الثقــة والطمأنينــة تدريجيــا‬
‫للمواطنيــن‪ ،‬وليعلــم الجميــع أننــا عندمــا نتكلــم عــن هــذه القضايــا فإننــا نتكلــم انطالقــا‬
‫مــن معلومــات ومعطيــات موثوقــة‪ ،‬فــكل كلمــة نقولهــا هــي نابعــة مــن حقائــق ميدانيــة‬
‫ملموســة ومؤكــدة‪ ،‬وكل مــن ثبــت تورطــه فــي قضايــا الفســاد ونهــب المــال العــام‪،‬‬
‫ســيتم تقديــم ملفــه إلــى العدالــة‪ ،‬التــي تتولــى محاســبته عمــا اقترفــه فــي حــق الوطــن‬
‫والشــعب‪ ،‬و مــن جهتنــا‪ ،‬لــن يهــدأ لنــا بــال حتــى يتــم تطهيــر بالدنــا مــن المفســدين‪،‬‬
‫واقتــاع جذورهــم مــن هــذه األرض الزكيــة‪ ،‬التــي استشــهد مــن أجــل اســتقاللها و‬
‫اســترجاع ســيادتها المالييــن مــن الشــهداء األبــرار‪ ،‬ولــن نســمح ألي كان أن يعبــث‬
‫بمصيــر البــاد‪ ،‬بــل ســنتصدى لــه بــكل قــوة وصرامــة‪.‬‬

‫وأود التنويــه فــي هــذا المقــام بتنويــر الــرأي العــام الوطنــي مــن طــرف بعــض‬
‫أســاتذة القانــون‪ ،‬الذيــن لــم يتوانــوا عــن قــول كلمــة الحــق‪ ،‬حيــث أنهــم بعــد االطــاع‬
‫علــى ملفــات الموقوفيــن أكــدوا أن هــؤالء ليســوا ســجناء رأي‪ ،‬كمــا تدعــي بعــض‬
‫األطــراف التــي تحــاول اســتغالل هــذا الملــف‪ ،‬وأن العدالــة هــي المخولــة للفصــل‬
‫فــي هــذا الموضــوع‪.‬‬

‫وفــي مــا يتعلــق بتمســك القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي بمؤسســات الدولــة‬
‫ومرافقتهــا‪ ،‬نؤكــد حرصنــا علــى أن تســتمر هــذه المؤسســات فــي أداء مهامهــا إلــى‬
‫غايــة انتخــاب رئيــس جمهوريــة جديــد‪ ،‬ألن القائميــن علــى هــذه المؤسســات هــم‬
‫مســؤولون يــؤدون مهامهــم علــى أكمــل وجــه‪ ،‬وهــذا ليــس مــن بــاب المجاملــة أو‬

‫‪96‬‬
 ‫تزييــف الحقائــق‪ ،‬بــل انطالقــا مــن متابعتنــا اليوميــة ألداء هــذه المؤسســات‪.‬‬
‫وأود بهــذه المناســبة التذكيــر بــأن أفــراد الجيــش الوطنــي الشــعبي ســيظلون علــى‬
‫اســتعداد دائــم للتضحيــة بالنفــس الغاليــة فــي ســبيل تعزيــز األمــن فــي البــاد وتأميــن‬
‫شــعبها وتمكينــه مــن العيــش فــي حضــن الطمأنينــة واالســتقرار‪ ،‬إيمانــا منهــم بقدســية‬
‫الواجــب الوطنــي الــذي يؤدونــه‪ ،‬واقتــداء بأســافهم المياميــن الذيــن وهبــوا أرواحهــم‬
‫فــداء للجزائــر‪ ،‬وآمنــوا بالتضحيــة فــي ســبيل هللا والوطــن‪ ،‬فقدمــوا أنفســهم عربــون‬
‫فــداء علــى نهــج الحريــة واالســتقالل‪ ،‬شــعارهم النصــر أو االستشــهاد‪ ،‬وهــا هــو‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي اليــوم علــى خطــى أبطــال جيــش التحريــر الوطنــي‪،‬‬
‫يعتبــر نفســه جاهــزا ومســتعدا الســتكمال رســالة أســافه‪ ،‬ووفيــا للمصلحــة الوطنيــة‬
‫العليــا‪ ،‬وحارســا أمينــا علــى هــذه األرض الطيبــة‪ ،‬وســيبقى يعمــل ويكــد باســتمرار‬
‫لفائــدة وطنــه وشــعبه‪ ،‬يســهم بــكل مــا أوتــي مــن قــوة فــي تعزيــز قــدرة الجزائــر‬
‫علــى كســب رهاناتهــا علــى كافــة األصعــدة والمجــاالت‪ ،‬وإبعادهــا نهائيــا عــن كل‬
‫المخاطــر والتهديــدات وأشــباح العــدوان والتدخــات‪ ،‬وذلــك مــن خــال الحــرص‬
‫علــى تصفيــة صفوفهــا مــن جميــع عمــاء االســتعمار وأعوانــه‪ ،‬بشــكل يجعــل بالدنــا‬
‫فــي مأمــن دائــم مــن كافــة مخاطــر التدخــات والتآمــر والخــداع‪ ،‬واالنتقــال بهــا‬
‫نهائيــا إلــى بــر األمــان»‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة إشــرافه‬
‫علــى مراســم حفــل تقديــم التهانــي بمناســبة عيــد األضحــى المبــارك‬
‫يوم ‪ 13‬أوت ‪.2019‬‬

‫«إنها ســانحة طيبة‬

‫هــذه التي تجمعنــي وإياكم‬
‫بمناســبة إحيــاء شــعبنا‬
‫المســلم لعيــد األضحــى‬
‫المبــارك‪ ،‬والتــي يســعدني‬
‫مــن خاللهــا أن أتقــدم لكــم‬
‫ولكافــة عائالتكــم الكريمة‬
‫بأحــر التهانــي وخالــص‬
‫التبريــكات‪ ،‬مبتهــا إلــى‬
‫هللا العلــي القديــر‪ ،‬بــأن‬
‫يعيــد علــى جيشــنا مثــل‬
‫هــذه المناســبات ذات‬
‫المعانــي الرمزيــة البالغــة‬
‫والعميقــة‪ ،‬بالمزيــد مــن‬
‫العمــل المثمــر والمثابــر‬
‫الــذي يســمح لجيشــنا‪،‬‬
‫بعــون هللا تعالــى وقوتــه‪ ،‬بقطــع المزيــد مــن األشــواط التحديثيــة والتطويريــة‪،‬‬
‫الضامنــة لــكل أســباب الحمايــة الكاملــة لوطننــا‪ ،‬والكفيلــة بتعميــم األمــن واألمــان‬
‫لشــعبنا األبــي واألصيــل فــي جميــع ربــوع الوطــن‪ ،‬والــذي يســتحق أن ينعــم دومــا‬

‫‪98‬‬
‫بمثــل هــذا الجــو الــذي تســوده الطمأنينــة والســكينة والهــدوء‪ ،‬وهــي المناســبة التــي‬
‫نغتنمهــا لنتمنــى لحجاجنــا المياميــن حجــا مبــرورا‪ ،‬وســعيا مشــكورا‪ ،‬وذنبــا مغفــورا‪،‬‬
‫وعــودة ميمونــة إلــى حضــن أهلهــم وشــعبهم ووطنهــم‪ ،‬إن شــاء هللا تعالــى‪.‬‬

‫لقــد أصبحــت جليــة وبــارزة للعيــان‪ ،‬نتائــج األشــواط المديــدة التــي قطعهــا‪ ،‬الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي فــي هــذه الســنوات األخيــرة‪ ،‬فــي‬
‫مختلــف المجــاالت وعلــى كافــة األصعــدة‪ ،‬وهــو مــا ســمح لقواتنــا المســلحة بــأن‬
‫ترتقــي إلــى مراتــب رفيعــة متوافقــة كل التوافــق مــع متطلبــات إبقــاء الجزائــر دائمــا‬
‫وأبــدا قويــة ومهابــة الجانــب ومحفوظــة الســيادة ومصانــة االســتقالل‪.‬‬

‫هــذا االســتقالل الــذي يدعونــا فــي كل مناســبة‪ ،‬إلــى واجــب اســتحضار مآثــر هــؤالء‬
‫الرجــال الصناديــد مــن شــهداء األمــس واليــوم‪ ،‬الذيــن جســدوا ميدانيا معانــي التضحية‬
‫والفــداء‪ ،‬والذيــن نديــن لهــم جميعــا بالتذكــر والترحــم وبالوفــاء بالعهــد‪ ،‬ونرفــع أيــادي‬
‫التضــرع واالبتهــال إلــى هللا عــز وجــل‪ ،‬بــأن يشــملهم بفيــض رحمتــه الواســعة‪ ،‬وأن‬
‫يرزقهــم جنــة الخلــد والرضــوان‪ ،‬وأن يجعلهــم قــدوة لكافــة أبنــاء الجزائــر المســتقلة‪،‬‬
‫حتــى يســيروا علــى دربهــم وينتهجــوا نهجهــم المثابــر والمخلــص كــي يكونــوا فعــا‬
‫خيــر خلــف لخيــر ســلف‪.‬‬

‫ذلكــم هــو الرصيــد الثــري والزاخــر الــذي يســتحق مــن كافــة أبنــاء الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي اليــوم وغــدا‪ ،‬بــأن يحظــى لديهــم بــكل التقديــر والتبجيــل‪ ،‬حتى يكــون للجميع‪،‬‬
‫دافعــا آخــر مــن الدوافــع المحفــزة علــى بــذل المزيــد مــن الجهــد‪ ،‬بمــا يكفــل لقواتنــا‬
‫المســلحة‪ ،‬بــأن تســمو دائمــا إلــى مســتوى مســؤولياتها وحجــم المهــام النبيلــة المنوطــة‬
‫بهــا‪ ،‬هــذه المهــام التــي تشــرفت وتبقــى تتشــرف دومــا بتحملهــا وأدائهــا علــى الوجــه‬
‫األكمــل واألوفــى واألصــوب‪ ،‬خدمــة للشــعب وذودا عــن حيــاض الوطــن»‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة إشــرافه‬
‫علــى مراســم حفــل تكريــم أعضــاء المنتخــب العســكري للقــوات الخاصــة‬
‫يــوم ‪ 19‬أوت ‪.2019‬‬

‫«يطيــب لــي كثيــرا أن ألتقــي بكــم بهــذه المناســبة الكريمــة التــي تأتــي علــى‬
‫إثــر عودتكــم مــن المشــاركة فــي فعاليــات الطبعــة الخامســة لأللعــاب العســكرية‬
‫الدوليــة‪ ،‬التــي جــرت وقائعهــا بروســيا‪ ،‬مــن ‪ 03‬إلــى ‪ 17‬غشــت ‪ ،2019‬أنتــم الذيــن‬
‫لــم تبخلــوا بــأي جهــد ولــم تتوانــوا فــي بــذل كل مــا فــي وســعكم‪ ،‬مــن أجــل تحقيــق‬
‫نتائــج مرضيــة‪ ،‬شــرفتم بهــا أنفســكم وجيشــكم ووطنكــم الجزائــر‪ ،‬وإننــا نعتبــر ذلــك‬
‫بمثابــة اإلنجــاز المشــجع‪ ،‬الــذي تســتحقون عليــه اليــوم أن نتقــدم لكــم بأحــر التهانــي‬
‫علــى هــذا الجهــد المخلــص الــذي بذلتمــوه‪ ،‬والــذي وجــد لــدى شــعبكم فــي كافــة‬
‫ربــوع الوطــن‪ ،‬كل التقديــر والعرفــان‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫لقــد تابعنــا باهتمــام شــديد فعاليــات هــذه المشــاركة وذلــك اإلصــرار الــذي كان‬
‫يســكن قلوبكــم والعزيمــة التــي تحليتــم بهــا طيلــة هــذه الــدورة‪ ،‬حيــث انتزعتــم‪ ،‬عــن‬
‫جــدارة واســتحقاق‪ ،‬المرتبــة السادســة حســب الفــرق مــن بيــن واحــد وعشــرين (‪)21‬‬
‫بلــدا مشــاركا فــي اختصــاص « فصيلــة محمولــة جــوا «‪ ،‬هــذه المرتبــة المشــرفة‬
‫المتحصــل عليهــا مــن بيــن عــدد كبيــر مــن المشــاركين ونوعيــة الجائــزة الخاصــة‬
‫التــي تــم التتويــج بهــا‪ ،‬والمتمثلــة فــي «كأس الفريــق المتحــد»‪ ،‬هــي مرتبــة متقدمــة‬
‫وجائــزة ســامية المقــام تؤكــد الخصوصيــات الروحيــة والنفســية والمعنويــة التــي‬
‫يتحلــى بهــا أفــراد قواتنــا الخاصــة الباســلة‪.‬‬

‫وأود التذكيــر‪ ،‬بهــذه المناســبة‪ ،‬بالجهــود التــي بذلناهــا والقفــزة النوعيــة والخطــوات‬
‫العمالقــة التــي قطعناهــا‪ ،‬منــذ ســنة ‪ ،2007‬فــي مجــال تطويــر وعصرنــة الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي فــي شــتى المجــاالت‪ ،‬ســواء علــى مســتوى التدريــب والتحضيــر‬
‫القتالــي أو علــى صعيــد اقتنــاء تجهيــزات ومعــدات ذات تكنولوجيــة عاليــة‪ ،‬يتحكــم‬
‫فــي ناصيتهــا إطــارات ذوي كفــاءات مؤكدة‪،‬هــذه الجهــود التــي بذلناهــا وال زلنــا‬
‫نبذلهــا ترمــي فــي مجملهــا إلــى تكويــن جيــش احترافــي بأتــم معنــى الكلمــة‪ ،‬فــي‬
‫إطــار التشــبث بالقيــم والثوابــت الوطنيــة المســتلهمة مــن الرصيــد الزاخــر لثورتنــا‬
‫المظفــرة وتاريخنــا المجيــد‪.‬‬

‫إن تشــبثنا باكتســاب الجيــش‬

‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش‬
‫التحريــر الوطنــي‪ ،‬لمقومــات‬
‫العصرنــة والتحديــث فــي كافــة‬
‫المجــاالت‪ ،‬وتيقننــا مــن كــون‬
‫المجــال التكوينــي هــو حجــر‬

‫‪101‬‬
‫الزاويــة ألي مســعى تحديثــي ناجــح‪ ،‬قلــت إن تشــبثنا بهــذه المقومــات‪ ،‬جعلنــا‬
‫نمنــح أهميــة قصــوى ودائمــة لمنظومتنــا التكوينيــة‪ ،‬ونحــرص علــى منحهــا كافــة‬
‫اإلمكانيــات البشــرية والماديــة الالزمــة ألداء مهامهــا علــى الوجــه األكمــل واألمثــل‪،‬‬
‫وتطبيــق األســاليب التعليميــة والبيداغوجيــة الحديثــة‪ ،‬الســيما فيمــا يخــص التحضيــر‬
‫البدنــي لألفــراد العســكريين‪ ،‬مــن خــال االعتمــاد علــى أحــدث التقنيــات والمقاييــس‬
‫العالميــة فــي هــذا المجــال‪.‬‬

‫وفــي هــذا الصــدد بالــذات‪ ،‬وانطالقــا مــن أهميــة تحســين القــدرات البدنيــة لفريقنــا‬
‫الوطنــي‪ ،‬الســيما أمــام فــرق دول معروفــة ولهــا تجربــة طويلــة فــي مثــل هــذه‬
‫الــدورات الرياضيــة العســكرية العاليــة المســتوى‪ ،‬أؤكــد مــرة أخــرى أنــه ورغــم‬
‫كــون النتائــج المحققــة مرضيــة وتســتحق التشــجيع‪ ،‬إال أننــا نتطلــع للمزيــد‬
‫واألحســن‪ ،‬خاصــة بالنظــر‪ ،‬كمــا أســلفت‪ ،‬لإلمكانيــات التــي وفرناهــا‪ ،‬والرعايــة‬
‫التــي مــا فتئنــا نوليهــا لهــذا المجــال‪ ،‬إيمانــا منــا بقدراتنــا الذاتيــة الهائلــة وإمكانياتنــا‬
‫غيــر المحــدودة فــي أن نكــون فــي مســتوى الجيــوش المتقدمــة‪ ،‬ولــن يكــون‬
‫ذلــك بالبعيــد وال بالمســتحيل متــى توفــرت العزيمــة واإلرادة ومتــى ســكن‬
‫اإليمان القلوب‪.‬‬

‫إن حضــوري بينكــم اليــوم وإشــرافي الشــخصي علــى مراســم هــذا الحفــل الرمــزي‪،‬‬
‫هــو دليــل قاطــع علــى إيمانــي الشــديد بقدراتكــم وإرادتكــم الصلبــة النابعــة مــن‬
‫حبكــم لوطنكــم وســعيكم الدائــم والحثيــث إلــى تشــريفه فــي المحافــل الدوليــــــــة‪،‬‬
‫كونكــم تمثلــون فريقــا شــابا خالــص القصــد‪ ،‬ونقــي الســريرة‪ ،‬وصــادق الوفــاء‬
‫لجيشــه ووطنــه ولشــعبه‪ ،‬ذلكــم هــو الحــس بالواجــب الوطنــي‪ ،‬بــل حــس المســؤولية‬
‫الــذي نعمــل دومــا علــى تثبيــت عراهــا بيــن صفــوف الجيــش الوطنــي الشــعبي‪،‬‬
‫ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬وترســيخ فضائلــه فــي عقــول وأذهــان أفــراده‬
‫بكافــة فئاتهــم ورتبهــم‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫كمــا أحثكــم علــى المضــي قدمــا نحــو تحقيــق نتائــج مســتقبلية أكثــر إشــراقا وأكثــر‬
‫تميــزا‪ ،‬بمــا يتوافــق مــع طموحــات جيشــنا الهادفــة دومــا إلــى تحقيــق أفضــل النتائــج‬
‫علــى الصعيديــن الوطنــي والدولــي‪ ،‬التــي تؤكــد قدرتنــا كجزائرييــن علــى حفــظ‬
‫هيبــة وطننــا وعلــى منحــه المكانــة المرموقــة التــي يســتحقها بيــن األمــم والشــعوب‪.‬‬

‫وال يفوتنــي فــي األخيــر‪ ،‬أن أتقــدم لكــم‪ ،‬ومــن خاللكــم إلــى كافــة مســتخدمي الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬عشــية احـتـفـــال بلدنــا المفــدى بذكــرى يــوم المجاهــد‪ 20( ،‬أوت‬
‫‪ 1955‬و‪ ،)1956‬الـــمخلد للذكــرى المزدوجــة لهجومــات الشــمال القســنطيني‪ ،‬بقيــادة‬
‫الشــهيد البطــل زيغــود يوســف‪ ،‬قائــد الواليــة التاريخيــة الثانيــة وانعقــاد مؤتمــر‬
‫الصومــام‪ ،‬بتهانــي الحــارة وتمنياتــي بالهنــاء والســعادة وللجزائــر المزيــد مــن التقــدم‬
‫واالزدهــار فــي ظــل األمــن واالســتقرار‪ ،‬وأحثكــم علــى الثبــات علــى عهــد الســلف‬
‫الصالــح واالقتــداء بســيرة الشــهداء األبــرار والمجاهديــن األخيــار‪ ،‬الذيــن يكفيهــم‬
‫فخــرا وإجــاال أنهــم صنعــوا تاريــخ الجزائــر وكتبــوا صفحاتــه المضيئــة بدمائهــم‬
‫الزكيــة وتضحياتهــم الجســام وأضفوا‬
‫علــى ســجله صفــة العظمــة والخلــود‪،‬‬
‫تلكــم هــي الذاكــرة الجماعيــة‬
‫المفعمــة بــكل معانــي النبــل والقيــم‬
‫الســامية‪ ،‬الجديــرة بــأن تحفــظ وال‬
‫تنســى أبــدا وال تغيــب عــن األذهــان‬
‫ألنهــا تســتحق منكــم ومنــا جميعــا‪،‬‬
‫كل آيــات الثنــاء والتمجيــد إكرامــا‬
‫لها ولمن صنعوها»‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمــل والتفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية الثانيــة فــي الفتــرة‬
‫من ‪ 25‬إلى ‪ 28‬أوت ‪.2019‬‬

‫«إن المرحلــة المفصليــة التــي تمــر بهــا بالدنــا‪ ،‬تتطلــب التحلــي بالحكمــة‬
‫ـة تعهــد فيهــا الجيــش الوطنــي الشــعبي بمرافقــة الشــعب‬‫والرويــة والتبصــر‪ ،‬مرحلـ ٌ‬
‫ومؤسســات الدولــة ومســار الحــوار‪ ،‬وفقــا لمقاربــة مدروســة بعنايــة‪ ،‬مؤكــدا فــي كل‬
‫مــرة ثبــات مواقفــه حيــال الوطــن والشــعب‪ ،‬ومحــذرا مــن المســاس بالمصالــح العليــا‬
‫للوطــن التــي ال تقبــل المســاومة بــأي حــال مــن األحــوال‪.‬‬

‫هــذه المقاربــة ترتكــز علــى ترجيــح الشــرعية الدســتورية‪ ،‬من خــال تنظيــم انتخابات‬
‫رئاســية شــفافة فــي أقــرب اآلجــال‪ ،‬تجنبنــا كل المراحــل االنتقاليــة الوخيمــة العواقب‪،‬‬

‫‪104‬‬
‫التــي تــروج لهــا بعــض األطــراف التــي ال غايــة لهــا ســوى تحقيــق مصالحهــا‬
‫الضيقــة ومصالــح أســيادها‪ ،‬هــذه األطــراف التــي بــدأت تنكشــف علــى حقيقتهــا‪،‬‬
‫ولدينــا معلومــات مؤكــدة حــول تورطهــا‪ ،‬سنكشــف عنهــا فــي الوقــت المناســب‪ ،‬قلت‪،‬‬
‫هــذه المقاربــة التــي تدعــو إلــى تبنــي الحــوار العقالنــي النزيــه والجــاد‪ ،‬قــد حظيــت‬
‫بدعــم أغلبيــة مكونــات الشــعب الجزائــري‪ ،‬ألنــه الســبيل األمثــل الكفيــل بالحفــاظ‬
‫علــى المصالــح العليــا للوطــن‪ ،‬وهــو مــا أكــد عليــه الســيد رئيــس الدولــة‪ ،‬فــي رســالته‬
‫الموجهــة إلــى الشــعب الجزائــري بمناســبة يــوم المجاهــد‪.‬‬

‫وفــي هــذا الصــدد بالــذات‪ ،‬أود أن أشــيد بالجهــود الوطنيــة المخلصــة التــي تبذلهــا‬
‫الهيئــة الوطنيــة للوســاطة والحــوار‪ ،‬وأنــوه بالنتائــج المشــجعة المحققــة فــي وقــت‬
‫قصيــر‪ ،‬كمــا نجــزي جزيــل الشــكر لــكل الذيــن لـــبوا نــداء الوطــن‪ ،‬انطالقــا مــن‬
‫إخالصهــم الصــادق‪ ،‬وإيمانهــم الثابــت بــأن الجزائــر التــي ســقيت أرضهــا الطاهــرة‬
‫بدمــاء المالييــن مــن الشــهداء ســتعرف كيــف تخــرج بحــول هللا تعالــى وقوتــه‪ ،‬مــن‬
‫أزمتهــا وكيــف تنتصــر كمــا عهدناهــا دومــا‪.‬‬

‫فــي هــذا اإلطــار بالــذات‪ ،‬وإذ أنــوه بالمســاعي الحميــدة المبذولــة للدفــع بعجلــة الحوار‬
‫قدمــا‪ ،‬نحــو إيجــاد مخــارج عقالنيــة وموضوعيــة لألزمــة الحاليــة‪ ،‬فإننــا نجــدد‪ ،‬مــرة‬
‫أخــرى‪ ،‬دعوتنــا لــكل الخيريــن والشــرفاء‪ ،‬الذيــن تحدوهــم النوايــا الطيبــة والغيــرة‬
‫علــى الجزائــر‪ ،‬إلــى الوقــوف وقفــة رجــل واحــد وتلبيــة نــداء الوطــن وعــدم التخلــف‬
‫عــن الركــب‪ ،‬للمســاهمة فــي‬
‫إثــراء هــذا الحــوار الوطنــي‪،‬‬
‫بمــا يضمــن تنظيــم انتخابــات‬
‫رئاســية فــي أقــرب اآلجــال‪،‬‬
‫فــي كنــف الشــفافية والنزاهــة‬
‫واحتــرام اإلرادة الشــعبية فــي‬
‫اختيــار رئيــس للجمهوريــة‬

‫‪105‬‬
‫يعمــل علــى خدمــة بلــده وشــعبه بــكل إخــاص وتفانــي‪ ،‬وتكون لــه كامــل الصالحيات‬
‫لتجســيد التطلعــات المشــروعة للشــعب‪ ،‬والســير ببالدنــا نحــو المســتقبل المنشــود‪.‬‬

‫هــذه االنتخابــات ســتكون فرصــة حقيقيــة لتجســيد اإلرادة الشــعبية وترجمتهــا علــى‬
‫أرض الواقــع مــن خــال انتخــاب رئيــس يحظــى بالشــرعية الالزمــة وبثقــة الشــعب‪،‬‬
‫المصــر علــى هــذا المطلــب الملــح وعلــى موقفــه الثابــت بخصــوص تحضيــر‬
‫وإجــراء االنتخابــات الرئاســية‪ ،‬فــي أقــرب اآلجــال‪ ،‬بــل أن المنطــق يفــرض الشــروع‬
‫فــي التحضيــر لهــا خــال األســابيع القليلــة القادمــة‪ ،‬وألن الوقــت ليــس فــي صالحنــا‬
‫كمــا أكدنــا علــى ذلــك مــرارا‪ ،‬وألن كل مــا نقولــه مبنــي علــى معلومــات مؤكــدة‬
‫ومعطيــات موثوقــة تؤكــد كلهــا أن هــذا هــو الخيــار األســلم واألنجــع للخــروج مــن‬
‫األزمــة الحاليــة‪ ،‬وعليــه‪ ،‬أجــدد الدعــوة مــرة أخــرى إلــى ضــرورة التعجيــل بتنصيــب‬
‫الهيئــة الوطنيــة المســتقلة لتحضيــر وتنظيــم ومراقبــة االنتخابــات الرئاســية‪ ،‬التــي تعــد‬
‫ضمانــا أساســيا لتجــاوز الوضــع الراهــن‪.‬‬
‫لكــن ولألســف الشــديد‪ ،‬وفــي الوقــت الــذي ظــل فيــه المخلصــون الصادقــون مــن‬
‫أبنــاء الوطــن‪ ،‬يدعــون باســتمرار إلــى تعزيــز اللحمــة الوطنيــة وتكاتــف الجهــود‬
‫وتغليــب المصلحــة العليــا للوطــن‪ ،‬ال تــزال بعــض األصــوات الناعقــة المعروفــة‬
‫بنواياهــا الخبيثــة‪ ،‬والتــي باعــت ضمائرهــا لتخــدم مصالــح العصابــة ومصالــح‬
‫أســيادها‪ ،‬تعمــل بــكل الوســائل المتاحــة علــى عرقلــة عمــل الهيئــة الوطنيــة للوســاطة‬
‫والحــوار‪ ،‬الســيما مــن خــال محاولــة فــرض شــروط تعجيزيــة وإمــاءات مرفوضــة‬
‫جملــة وتفصيــا‪ ،‬علــى غــرار الترويــج لفكــرة التفــاوض بــدل الحــوار والتعييــن بــدل‬
‫االنتخــاب وممارســة األالعيــب المفضوحــة عبــر التركيــز علــى قضايــا هامشــية‬
‫ال فائــدة ترجــى منهــا‪ ،‬إضافــة إلــى محاولــة بــث أفــكار مســمومة ترهــن الرئيــس‬
‫القــادم وتفــرض عليــه تطبيــق أجنــدات معــدة مســبقا‪ ،‬وهــو إجــراء غيــر مقبــول‬
‫لكونــه يتناقــض تمامــا مــع أحــكام الدســتور الواضحــة فــي هــذا المجــال‪ ،‬ويحــد‬
‫مــن صالحيــات الرئيــس المنتخــب‪ ،‬رغــم أنــه بعــد انتخابــه ســيكون قــد حــاز علــى‬
‫شــرعية الصنــدوق وحظــي بثقــة الشــعب الــذي اختــاره علــى أســاس برنامــج محــدد‪،‬‬

‫‪106‬‬
‫كل هــذه األالعيــب تهــدف إلــى التشــويش علــى مســار الحــوار وتوجيهــه إلــى مــا‬
‫يخــدم المصالــح الخاصــة للعصابــة‪.‬‬

‫كمــا أود بهــذه المناســبة أن أتوجــه إلــى رجــال العدالــة‪ ،‬بأســمى آيــات التقديــر‬
‫والتشــجيع‪ ،‬علــى الجهــود التــي يبذلونهــا فــي مكافحــة آفــة الفســاد‪ ،‬مجدديــن تعهدنــا‬
‫فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬علــى مرافقتهــم وتقديــم لهــم الضمانــات الكافيــة ألداء‬
‫مهامهــم النبيلــة‪ ،‬بعيــدا عــن أي شــكل مــن أشــكال الضغوطــات‪ ،‬ألن العدالــة التــي‬
‫تعــد أســاس دولــة القانــون‪ ،‬قــد اســترجعت والحمــد هلل صالحياتهــا وحريتهــا ودورهــا‬
‫الحقيقــي‪ ،‬ورجالهــا مصممــون ومصــرون علــى تطبيــق القانــون بحذافيــره ضــد‬
‫العابثيــن‪ ،‬مــن خــال معالجــة كافــة الملفــات دون اســتثناء‪ ،‬بمــا فيهــا تلــك التــي بقيــت‬
‫حبيســة األدراج وفــي طــي النســيان‪ ،‬كمــا أشــرت إليــه فــي مناســبات ســابقة‪.‬‬

‫إن إجــراء التماريــن االختباريــة‪ ،‬هــي مــن أنجــع الطــرق التــي يتــم مــن خاللهــا‬
‫معاينــة والحكــم علــى مــدى اســتيعاب برامــج التحضيــر القتالــي‪ ،‬ناهيــك عــن مــدى‬
‫متانــة التكويــن الملقــن علــى أكثــر مــن مســتوى‪ ،‬ومــدى تكيفــه مــع المهــام الموكلــة‪،‬‬
‫وهنــا ال بــد مــن اإلشــارة‪ ،‬بــل التنبيــه إلــى أن مــــن أنجــع الســبل الموصلــة إلــى‬
‫اســتيعاب متطلبــات االســتغالل األمثــل للعتــاد والتجهيــزات العصريــة الموجــودة فــي‬
‫الحــوزة‪ ،‬هــي ســبل المداومــة علــى تنفيــذ برامــج التحضيــر القتالــي‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬وبعــد دخــول هاتيــن الغواصتيــن فــي الخدمــة مــع مطلــع الســنة الجاريــة‪،‬‬
‫يأتــي هــذا التمريــن تتويجــا لمرحلــة التكويــن النظــري والتطبيقــي الــذي تابعــه‬
‫األطقــم‪ ،‬والــذي مكنهــم مــن اســتيعاب التكنولوجيــات العصريــة‪ ،‬وهضــم متطلبــات‬
‫االســتغالل األمثــل لوســائل بحريــة فــي غايــة اإلتقــان والفعاليــة‪ ،‬مــن حيث دقــة األداء‬
‫وجودتــه‪ ،‬ومــن حيــث التحكــم فــي التكنولوجيــا المســتعملة‪ ،‬وتلكــم لبنــة أخــرى قويــة‬
‫مــن اللبنــات الكثيــرة‪ ،‬التــي ندعــم بهــا اليــوم أســطولنا البحــري‪ ،‬وستســهم فــي إعــاء‬
‫صــرح قواتنــا البحريــة‪ ،‬التــي تمثــل مكونــا أساســيا مــن مكونــات قــوام المعركــة لدينا‪،‬‬
‫وأيضــا ستســهم فــي إبــراز الرؤيــة الســديدة المتبنــاة فــي هــذا االتجــاه االســتراتيجي‬

‫‪107‬‬
‫والحيــوي‪ ،‬هــذه الرؤيــة التــي بــدأت تجــود بثمارهــا‪ ،‬مــا فتئــت القيــادة العليــا للجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي تغــرس بذورهــا فــي عقــول وقلــوب األفــراد العســكريين‪.‬‬
‫فاتباعــا لهــذه الوتيــرة العازمــة ومخلصــة النيــة والقصــد‪ ،‬تمكــن أســطولنا البحــري في‬
‫خــال ســنوات قليلــة‪ ،‬علــى غــرار بقيــة القــوات األخــرى‪ ،‬مــن حيــازة كل عوامــل‬
‫القــوة والعصرنــة‪ ،‬وامتــاك ناصيــة التكنولوجيــات المتطورة‪ ،‬بــل والمعقدة‪ ،‬وأضحى‬
‫بذلــك مثــاال يقتــدى بــه فــي مجــال العمــل المهنــي المحتــرف الجــاد والمســؤول‪ ،‬وهــو‬
‫مــا كفــل ويكفــل لــه التحكــم الكامــل واالســتغالل األمثــل والعقالنــي لمثــل هــذا الســاح‬
‫البحــري اإلســتراتيجي وغيــره مــن الوســائل والتجهيــزات المتطــورة التــي لهــا‪ ،‬كمــا‬
‫تعلمــون جميعــا‪ ،‬أهميتهــا القصــوى والمؤكــدة فــي مجــال تعزيــز القــوة البحريــة‪،‬‬
‫وترســيخ حضــور قواتنــا البحريــة فــي حــوض البحــر األبيــض المتوســط»‪.‬‬
‫«لكــن هيهــات أن تتحقــق أمانــي هــذه العصابــة وأذنابهــا ومــن يســير فــي فلكهــا‪ ،‬ألن‬
‫المؤسســة العســكرية‪ ،‬ونجــدد التأكيــد علــى ذلــك وبإلحــاح‪ ،‬ســتواجه وســتتصدى بــكل‬
‫قــوة وصرامــة‪ ،‬رفقــة كافــة الوطنييــن المخلصيــن واألوفيــاء لعهــد الشــهداء األبــرار‪،‬‬
‫لهــذه الجهــات المغرضــة‪ ،‬ولــن تســمح ألي كان المســاس بســمعة الجزائــر بيــن األمــم‬
‫وتاريخهــا المجيــد وعــزة شــعبها األصيــل‪ ،‬وســنعمل معــا ودون هــوادة علــى إفشــال‬
‫المخططــات الخبيثــة لهــذه الجهــات وهــؤالء األشــخاص المأجوريــن‪ ،‬الذيــن أصبحــت‬
‫مواقفهــم متغيــرة ومتناقضــة باســتمرار‪ ،‬ألنهــا وببســاطة ليســت نابعــة مــن أفكارهــم‬
‫بــل أمالهــا عليهــم أســيادهم‪ ،‬الذيــن يتحكمــون فيهــم ويوجهونهــم حســب أهوائهــم‪،‬‬
‫محاولــة منهــم تقزيــم دور الجزائــر إقليميــا ودوليــا‪ ،‬هــذا البلــد القــارة الغنــي بتاريخــه‬
‫العريــق‪ ،‬القــوي بمواقفــه المبدئيــة الثابتــة‪ ،‬والثــري بطاقاتــه وخيراتــه‪ ،‬قلــت الجزائــر‬
‫ليســت فــي حاجــة لمثــل هــؤالء البشــر‪ ،‬بــل هــي بحاجــة إلــى الوطنييــن المخلصيــن‬
‫الذيــن يعملــون وفــق خطــط مدروســة‪ ،‬متحليــن فــي ذلــك بــروح المســؤولية والتحفــظ‬
‫ويتفــادون تقديــم تصريحــات طائشــة غيــر محســوبة العواقــب‪ ،‬ويســعون إلــى طــرح‬
‫مبــادرات تخــدم البــاد وتســاهم فــي خروجهــا مــن األزمــة‪.‬‬
‫لقــد علمتنــا الثــورة التحريريــة المباركــة اإلصــرار والمثابــرة إلــى غايــة تحقيــق‬
‫أهدافنــا النبيلــة‪ ،‬كمــا علمتنــا أن نتكلــم بصراحــة ودون تزيـيـــف وال مواربـــة‪ ،‬وعليــه‬

‫‪108‬‬
‫فإننــا نقــول ونؤكــد‪ ،‬ولــن نمــل أبــدا مــن ترديــد ذلــك‪ ،‬أن الشــعب الجزائــري الواعــي‬
‫والراشــد ال يحتــاج لوصايــة أيــة جهــة كانــت‪ ،‬وال يحتــاج لمــن يملــي عليــه مــا‬
‫يجــب فعلــه‪ ،‬هــذا الشــعب الــذي هــو وحــده مــن يختــار بــكل حريــة وشــفافية رئيــس‬
‫الجمهوريــة القــادم‪ ،‬فبالدنــا ال تبنيهــا العصابــة التــي لــم تعــرف أبــدا حقيقــة الجزائــر‬
‫وشــعبها‪ ،‬ولــم تقــف إلــى جانبــه فــي أوقــات الشــدة واألزمــات‪ ،‬فالشــعب الــذي صقلتــه‬
‫المحــن مــدرك لهــذه الحقائــق‪ ،‬وعلــى يقيــن أن البــاد يبنيهــا أبناؤهــا المخلصــون‪،‬‬
‫وهــم وهلل الحمــد يمثلــون األغلبيــة مــن هــذا الشــعب األبــي‪ ،‬الــذي نعرفــه جيــدا‬
‫ونقــدره حــق قــدره ونعــرف خصوصياتــه‪ ،‬ألننــا مــن صلبــه وألننــا واجهنــا معــا كافــة‬
‫الصعــاب والشــدائد‪ ،‬الســيما خــال األوقــات العصيبــة التــي عاشــتها بالدنــا جــراء‬
‫اإلرهــاب الهمجــي‪ ،‬الــذي حاربــه الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬طبقــا الســتراتيجية‬
‫متبصــرة وبعيــدة النظــر وقــدم فيهــا أفــراده‪ ،‬إلــى جانــب إخوانهــم مــن األســاك‬
‫األمنيــة األخــرى والمواطنيــن بكافــة فئاتهــم‪ ،‬التضحيــات الجســام‪ ،‬لكونهــم يحملــون‬
‫الجزائــر فــي قلوبهــم ويعملــون علــى حفــظ أمنهــا واســتقرارها ويقــدرون ويثمنــون مــا‬
‫تحقــق مــن إنجــازات معتبــرة‪ ،‬ال ينكرهــا إال جاحــد ناكــر للجميــل‪.‬‬
‫وعلــى ذكــر اإلنجــازات‪ ،‬أود أن أتطــرق إلــى مــا تحقــق‪ ،‬علــى مســتوى المناطــق‬
‫الجنوبيــة للبــاد‪ ،‬بفضــل الجهــود الحثيثــة للدولــة‪ ،‬من خالل النشــاط المكثــف للحكومة‬
‫علــى مســتوى هــذه المناطــق‪ ،‬مــن أجــل الدفــع بعجلــة التنميــة بهــا والوقوف علــى تقدم‬
‫إنجــاز مختلــف المشــاريع الحيويــة المبرمجــة‪ ،‬كذلــك بفضــل جهــود الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي علــى كافــة المســتويات واألصعــدة‪ ،‬الســيما فيمــا تعلــق بتقديــم يــد العــون‬
‫والمســاعدة للســكان فــي المناطــق النائيــة خاصــة فــي مجــال الرعايــة الصحيــة‪ ،‬كل‬
‫هــذه الجهــود ستســاهم دون شــك فــي إنعــاش االقتصــاد فــي هــذه المناطــق الشاســعة‪،‬‬
‫وبالتالــي تحســين ظــروف معيشــة ســاكنتها خاصــة علــى مســتوى الشــريط الحــدودي‬
‫الجنوبــي‪ ،‬الــذي يســهر أفــراد قواتنــا المســلحة علــى تأمينــه تأمينــا كامــا‪ ،‬والتصــدي‬
‫بــكل حــزم لــكل مــن تســول لــه نفســه المســاس بحرمــة تــراب وطننــا الغالــي‪.‬‬
‫فــي األخيــر نؤكــد مجــددا أن الجيــش الوطني الشــعبي‪ ،‬ســليل جيش التحريــر الوطني‪،‬‬
‫كان حاضــرا فــي كل المحطــات الحاســمة التــي عاشــتها الجزائــر‪ ،‬وال يــزال عازمــا‬
‫علــى المســاهمة بفعاليــة فــي تجــاوز هــذه المرحلــة الدقيقــة التــي تشــهدها بالدنــا‬
‫‪109‬‬
‫وتذليــل الصعــاب وتحييــد العقبــات ونــزع كافــة األلغــام المزروعــة مــن قبــل العصابــة‬
‫فــي مختلــف المؤسســات‪ ،‬وذلــك انطالقــا مــن إيمانــه العميــق بنبــل مهامــه‪ ،‬التــي‬
‫تعهــد والتــزم أمــام هللا والوطــن والشــعب‪ ،‬بتأديتهــا بــكل حــزم وتفانــي مهمــا عظمــت‬
‫التحديــات وكبــرت الرهانــات‪ ،‬وســيبقى علــى الــدوام الخــادم الوفــي للوطــن‪ ،‬يُرابــط‬
‫علــى الثغــور‪ ،‬ويحمــي الحــدود‪ ،‬ويبنــي ويطــور كافــة مكوناتــه‪ ،‬هدفــه األســمى هــو‬
‫الحفــاظ علــى أمانــة الشــهداء األبــرار‪ ،‬وصــون حاضــر الجزائــر ومســتقبلها»‪.‬‬
‫«لقــد تــم توفيــر كافــة عوامــل النجــاح المطلوبــة‪ ،‬وتمــت تهيئــة كل ســبل التطــور‬
‫المهنــي المحتــرف مــن حيــث التجهيــز والتكويــن والتحضيــر والتحســيس‪ ،‬وإننا ندرك‬
‫جيــدا‪ ،‬بارتيــاح شــديد‪ ،‬أن كل هــذه الجهــود المبذولــة فــي الســنوات القليلــة الماضيــة‪،‬‬
‫علــى أكثــر مــن مســتوى‪ ،‬قــد أثمــرت نضجــا مهنيــا رفيعــا وتمرســا قتاليــا وعملياتيــا‬
‫عاليــا‪ ،‬وأنتجــت‪ ،‬أساســا‪ ،‬وعيــا شــديدا بحساســية المهــام الموكلــة وبضــرورة أدائهــا‬
‫علــى الوجــه األصــوب واألكمــل‪.‬‬
‫فبقــدر هــذا االرتيــاح الــذي نشــعر بــه كلمــا تفقدنــا األفــراد والوحــدات والنواحــي‬
‫والقــوات‪ ،‬فإننــا نبقــى دومــا نطلــب المزيــد‪ ،‬فالتحديــات متوالــدة ومتســارعة‪،‬‬
‫والجزائــر تســتحق مــن كافــة أبنائهــا‪ ،‬فــي كافــة مواقعهــم‪ ،‬بــأن يكونــوا حصنهــا‬
‫المنيــع‪ ،‬وهنــا يكمــن ســبب ارتياحنــا ألننــا نشــعر فعــا‪ ،‬أن الجيــش الوطنــي الشــعبي‪،‬‬
‫هــو ســليل فعلــي لجيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬فــا خــوف علــى وطــن يتشــبع أفــراد‬
‫جيشــه بقيــم تاريخهــم الوطنــي‪ ،‬ويعتبــرون تثميــن عـبـــره واالســتفادة مــن دروســه‪،‬‬
‫بمثابــة الســراج الــذي يهتــدون بنــوره نحــو امتــاك المزيــد مــن القــوة التــي بهــا تحفــظ‬
‫هيبــة الجزائــر وتصــان ســيادتها الوطنيــة ووحدتهــا الترابيــة والشــعبية‪.‬‬
‫تلكــم هــي المبــادئ التــي لــن نمــل مــن ترســيخ أسســها ومعانيهــا الســامية والنبيلــة‬
‫فــي عقــول أبنــاء الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬الــذي بقــدر مــا يعتــز بتاريخــه الوطنــي‬
‫وبقيــم ثورتــه التحريريــة المجيــدة‪ ،‬فإنــه ســيبقى يتكفــل بمــا خــول إليــه مــن مهــام‬
‫بــكل عزيمــة وإصــرار‪ ،‬وكفــاءة واقتــدار‪ ،‬وفــاء منــا لرســالة الشــهداء األبــرار‪،‬‬
‫وضمانــا أبديــا لمكســب ســيادة وحريــة الجزائــر واســتقاللها الوطنــي‪،‬‬
‫ووحدتها الشعبية والترابية»‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمــل والتفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية الرابعــة فــي الفتــرة‬
‫مــن ‪ 02‬إلــى ‪ 05‬ســبتمبر ‪.2019‬‬

‫«فلقــد ســبق وأن أشــرت فــي مداخلتــي الســابقة إلــى أولويــة الشــروع‬
‫الجــدي فــي التحضيــر إلجــراء االنتخابــات الرئاســية خــال األســابيع القليلــة‬
‫القادمــة‪ ،‬وهــا أنــا اليــوم أؤكــد علــى أننــا وانطالقــا مــن مهامنــا وصالحياتنــا‬
‫واحترامنــا للدســتور ولقوانيــن الجمهوريــة‪ ،‬نــرى أنــه مــن األجــدر أن يتــم‬
‫اســتدعاء الهيئــة الناخبــة بتاريــخ ‪ 15‬ســبتمبر الجــاري‪ ،‬علــى أن يجــرى االســتحقاق‬
‫الرئاســي فــي اآلجــال المحــددة قانونــا‪ ،‬وهــي آجــال معقولــة ومقبولــة تعكــس‬
‫مطلبا شعبيا ملحا‪.‬‬
‫وفــي هــذا اإلطــار وإذ أنــوه مــرة أخــرى بالجهــود المبذولــة مــن قبــل الهيئــة الوطنيــة‬
‫للوســاطة والحــوار‪ ،‬وأشــيد بالنتائــج المشــجعة التــي حققتهــا فــي وقــت قصيــر‪ ،‬علــى‬
‫‪111‬‬
‫نهــج الحــوار الجــاد والبنــاء والهــادف‪ ،‬ال يفوتنــي أن أجــدد الدعــوة للمضــي قدمــا‬
‫بعمليــة تقريــب وجهــات النظــر وتوحيــد الــرؤى وإيجــاد اآلليــات التي تجســد المســعى‬
‫الملــح المتمثــل فــي التســريع فــي تنظيــم االنتخابــات الرئاســية‪ ،‬الســيما مــن خــال‬
‫التنصيــب العاجــل للهيئــة الوطنيــة المســتقلة لتحضيــر وتنظيــم ومراقبــة االنتخابــات‪،‬‬
‫التــي ستشــرف علــى جميــع مراحــل العمليــة االنتخابيــة‪ ،‬وهــو مــا يســتدعي أيضــا‬
‫تعديــل بعــض مــواد قانــون االنتخابــات ليتكيــف مــع متطلبــات الوضــع الراهــن‪،‬‬
‫وليــس كمــا يطالــب بــه البعــض بــأن هــذا التعديــل يجــب أن يكــون جذريــا ومعمقــا‬
‫ويمــس جميــع المــواد ممــا يســتلزم وقتــا أطــول‪.‬‬
‫هــذه االنتخابــات التــي تعــد موعــدا هامــا فــي تاريــخ الجزائــر ســتحمل حتمــا بيــن‬
‫طياتهــا مــا يتيــح قطــع المزيــد مــن األشــواط علــى درب إرســاء دولــة الحــق والقانون‪،‬‬
‫وعلــى ذكــر دولــة القانــون‪ ،‬فإننــا نجــدد التحيــة لرجــال العدالــة األوفيــاء‪ ،‬الذيــن نؤكــد‬
‫مــرة أخــرى مرافقتنــا لهــم والوقــوف إلــى جانبهــم‪ ،‬وننــوه بشــجاعتهم وإصرارهــم‬
‫علــى أداء مهامهــم النبيلــة وفقــا للقانــون‪ ،‬مــن خــال فتــح جميــع الملفــات‪ ،‬دون‬
‫اســتثناء‪ ،‬وفــق إرادة قويــة لمكافحــة الفســاد واجتثاثــه نهائيــا مــن هــذه األرض الطيبة‪،‬‬
‫عــاوة علــى اإلشــادة بمســعى فــرض االنضبــاط والصرامــة واســتعادة هيبــة الدولــة‪،‬‬
‫وهــو المســعى الــذي يعــد اليــوم أكثــر مــن ضــرورة لتصحيــح األخطــاء وإعــادة‬
‫مســار البنــاء إلــى اتجاهــه الصحيــح‪.‬‬
‫وفــي نفــس الســياق‪ ،‬وإلفشــال رهــان العصابــة وعمالئهــا علــى التشــويش علــى‬
‫الدخــول المدرســي المقبــل‪ ،‬مــن خــال زرع بــذور الشــك والبلبلــة فــي صفــوف‬
‫التالميــذ وأوليائهــم‪ ،‬تتواصــل جهــود الدولــة فــي توفيــر الظــروف المالئمــة إلنجــاح‬
‫هــذا الدخــول المدرســي‪ ،‬حيــث اتخــذت الحكومــة كافــة اإلجــراءات ووفــرت كل‬
‫اإلمكانيــات الماديــة والبشــرية لضمــان دخــول مدرســي فــي أحســن الظروف‪ ،‬الســيما‬
‫مــن خــال رفــع عــاوة التمــدرس بنســبة معتبــرة‪ ،‬وهــو اإلجــراء الــذي مــن شــأنه‬
‫تعزيــز دور الدولــة وحرصهــا علــى تخفيــف األعبــاء علــى المتمدرســين وأوليائهــم‪.‬‬
‫وفــي هــذا الصــدد بالــذات‪ ،‬فإننــي أعلــم يقينــا بأنكــم علــى وعــي تــام‪ ،‬بــأن الجزائــر‬
‫ولعــدة اعتبــارات كانــت وســتبقى مســتهدفة مــن طــرف أعدائهــا‪ ،‬وال يــراد لهــا بــأن‬

‫‪112‬‬
‫تبنــي نفســها اقتصاديــا واجتماعيــا وعلميــا وتكنولوجيــا‪ ،‬وتكــون متحصنــة ومنيعــة‬
‫بــكل أســباب القــوة‪ ،‬ســاح هــؤالء األعــداء فــي ذلــك هــو المحاولــة مــن جديــد تجريــد‬
‫الشــعب الجزائــري مــن كل ركائــز قوتــه‪ ،‬المتمثلــة أساســا فــي مقومــات شــخصيته‬
‫األساســية وثوابتــه الوطنيــة وقيمــه‪ ،‬الســيما تلــك النابعــة مــن ثــورة نوفمبــر الخالــدة‬
‫ونســيجه المجتمعــي المتالحــم‪.‬‬
‫هــذا التالحــم الــذي أزعــج العصابــة‪ ،‬ومــا لبثــت تخطط في الســر والعلن لفــك روابطه‬
‫وقطــع وشــائجه اعتمــادا علــى أذنابهــا المندســين فــي هيــاكل مختلــف المؤسســات‪،‬‬
‫الذيــن أوكلــت لهــم مهمــة عرقلــة عمــل الحكومــة ومؤسســات الدولــة وخلــق حالــة‬
‫مــن االنســداد والغليــان فــي الجبهــة االجتماعيــة‪ ،‬أمــا فــي تحقيــق مآربهــم وأهدافهــم‬
‫الخبيثــة فــي عرقلــة مســار الحــوار الوطنــي وإطالــة عمــر األزمــة‪ ،‬وســيلتهم فــي‬
‫ذلــك الدعايــة المغرضــة‬
‫واألفــكار الهدامــة التــي‬
‫يعملــون علــى بثهــا دون‬
‫انقطــاع فــي الســاحة السياســية‬
‫واإلعالميــة‪ ،‬مســتغلين فــي‬
‫ذلــك حريــة التعبيــر وإبــداء‬
‫الــرأي المضمونــة دســتوريا‪،‬‬
‫لكنهــم تناســوا عــن قصــد أن‬
‫هــذه الحريــة يجــب أن ال تتخطــى حدودهــا وتتجــاوز األخالقيــات المتعــارف عليهــا‪،‬‬
‫لتســقط إلــى مســتويات منحطــة تصــل إلــى حــد الشــتم والقــذف وكيــل التهــم الباطلــة‪،‬‬
‫وهــو أمــر غيــر مقبــول قانونــا وأخالقــا وعرفــا‪.‬‬
‫ومــن هــذه األفــكار التــي دأبــت العصابــة علــى بثهــا‪ ،‬والتــي يــروج لهــا بعــض‬
‫المحلليــن المزعوميــن ســواء عــن قصــد أو عــن ســذاجة‪ ،‬مســألة مطالبــة بعــض‬
‫األحــزاب السياســية التحــاور‪ ،‬بــل التفــاوض مباشــرة مــع المؤسســة العســكرية‪ ،‬اقتداء‬
‫بتجــارب بعــض دول المنطقــة فــي التعامــل مــع األزمــات‪ ،‬متناســين أن الجزائــر‬
‫بتاريخهــا العريــق وبشــعبها األبــي وبمواقفهــا الرياديــة الثابتــة هــي مــن تكــون دائمــا‬
‫القــدوة وليــس العكــس‪ ،‬وهــي محاولــة فاشــلة أخــرى تهــدف إلــى توريــط الجيــش فــي‬
‫‪113‬‬
‫مســتنقع السياســة‪ ،‬رغــم أنهــا تعلــم علــم اليقيــن موقفنــا الثابــت مــن هــذا األمــر الــذي‬
‫أكدنــا أكثــر مــن مــرة بخصوصــه علــى أن الجيــش الوطنــي الشــعبي متمســك بالحــل‬
‫الدســتوري لألزمــة‪ ،‬انطالقــا مــن إيمانــه بــأن الدولــة العصريــة هي دولة المؤسســات‪،‬‬
‫والتمســك بالدســتور هــو عنــوان أساســي للحفــاظ علــى كيــان الدولــة واســتمراريتها‪،‬‬
‫ويعمــل علــى مرافقــة‪ ،‬وأؤكــد هنــا علــى كلمــة مرافقــة مؤسســات الدولــة والشــعب‬
‫ومســعى الحــوار‪ ،‬الــذي أؤكــد مــرة أخــرى أن الجيــش الوطنــي الشــعبي لــن يكــون‬
‫طرفــا فيــه‪ ،‬إلــى غايــة انتخــاب رئيــس للجمهوريــة فــي أقــرب اآلجــال‪ ،‬حريصــا كل‬
‫الحــرص‪ ،‬علــى النــأي بنفســه عــن كافــة الحساســيات والحســابات السياســية‪.‬‬
‫إن التحامــل علــى المؤسســة العســكرية هــو جــزء مــن مخطــط خبيــث هدفــه الوصــول‬
‫إلــى تقييــد أو تحييــد دور الجيــش‪ ،‬الــذي قــدم درســا للجميــع‪ ،‬فــي الوفــاء واإلخــاص‬
‫وحمايــة الوطــن‪ ،‬وبرهــن ميدانيــا علــى قدرتــه فــي أن يجســد عمــق الرابطــة القويــة‬
‫بيــن الشــعب وجيشــه‪ ،‬وكانــت قيادتــه ســباقة فــي االســتجابة للمطالــب الشــعبية قبــل‬
‫أيــة جهــة أخــرى‪ ،‬ممــا هــدد مصالــح العصابــة وأذنابهــا وأفشــل مخططاتهــا فــي‬
‫إعــادة صياغــة المشــهد الوطنــي العــام حســب أهوائهــا ومصالــح أســيادها‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬وإذ نؤكــد علــى أننــا لســنا ضــد حريــة التعبيــر واختــاف اآلراء البنــاءة‪،‬‬
‫وأننــا ضــد سياســة اإلقصــاء والتهميــش‪ ،‬فإننــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي نؤكــد‬
‫أيضــا أننــا لــن نســكت علــى محــاوالت عرقلــة عمــل مؤسســات الدولــة وســنتصدى‬
‫بــكل صرامــة‪ ،‬انطالقــا مــن مهامنــا وصالحياتنــا الدســتورية‪ ،‬لهــذه المحــاوالت التــي‬
‫ترمــي إلــى إطالــة عمــر األزمــة وعرقلــة المســار التنمــوي للوطــن‪ ،‬والوقــوف ضــد‬
‫إرادة الشــعب الــذي أكــد فــي عــدة مناســبات علــى أنــه ليــس فــي حاجــة إلــى مثــل‬
‫هــذه األفــكار التــي تهــدم وال تبنــي‪ ،‬الســيما فــي هــذه المرحلــة الدقيقــة مــن تاريــخ‬
‫بالدنــا المعاصــر‪ ،‬ولدينــا معلومــات مؤكــدة سنكشــفها فــي الوقــت المناســب عــن‬
‫تآمــر بعــض األحــزاب ضــد الوطــن والشــعب‪ ،‬هــذه األحــزاب المرفوضــة شــعبيا‪،‬‬
‫ال هــم لهــا ســوى االنتقــاد والعويــل‪ ،‬كمــا يقــال فــي المثــل الشــعبي «اللســان طويــل‬
‫والــذراع قصيــر»‪ ،‬نطلــب منهــا بهــذه الســانحة أن تتقــي هللا فــي شــعبها ووطنهــا‬
‫وتتحلــى بالقليــل مــن الكرامــة والشــرف‪ ،‬والتمســك بأخالقيــات العمــل السياســي‪،‬‬
‫وتكــف عــن وضــع العقبــات علــى طريــق مبــادرات المخلصيــن للخــروج بالبــاد مــن‬
‫‪114‬‬
‫األزمــة‪ ،‬ونقــول لهــم اتركــوا الجزائــر ألبنائهــا األوفيــاء فهــم جديــرون بهــا وقــادرون‬
‫علــى بنائهــا وحمايتهــا‪ ،‬وإننــا علــى يقيــن أن شــعبنا األبــي التــواق إلــى العيــش فــي‬
‫ســام وطمأنينــة فــي كنــف األمــن واالســتقرار‪ ،‬ال يريــد بــأي حــال مــن األحــوال‬
‫العــودة إلــى ســنوات الــدم والدمــوع‪ ،‬ويســتحق أن يعيــش عيشــة كريمــة فــي بــاده‪،‬‬
‫هــذا الشــعب‪ ،‬الــذي يضــرب بــه المثــل فــي حــب الوطــن واإلخــاص‪ ،‬أيــد وبــارك‬
‫مســاعي المؤسســة العســكرية المصممــة علــى الذهــاب إلــى االنتخابــات وإجرائهــا‬
‫فــي وقتهــا‪ ،‬أحــب مــن أحــب وكــره مــن كــره‪ ،‬ومهمــا كانــت العقبــات والتضحيــات»‪.‬‬
‫فــي‬ ‫والمتمعــن‬ ‫«إن المســتقرئ‬
‫الحافــل بالــدروس‬ ‫تاريخنــا المجيــد‬
‫إلــى التأمــل والتدبــر‬ ‫والعبــر‪ ،‬يدعونــا‬
‫مــن أجــل الجزائــر‪،‬‬ ‫فــي مــا بذلنــاه‬
‫بالدنــا‪ ،‬فــي كل‬ ‫وكيــف تمكنــت‬
‫مــن‬ ‫وتخــرج‬ ‫مــرة‪ ،‬أن تنتصــر‬
‫وتماســكا‪،‬‬ ‫قــوة‬ ‫أزماتهــا أكثــر‬
‫هــذا التاريــخ الــذي‬ ‫فبالعــودة إلــى‬
‫المآثــر‪،‬‬ ‫منــه‬ ‫نعتــز بــه ونســتلهم‬
‫الشــعب الجزائــري‬ ‫تســتوقفنا إرادة‬
‫التــي ال تليــن وال تقهــر‪ ،‬وروح األمــل التــي تحــدوه وتغــذي طموحاتــه علــى‬
‫مــر الســنين‪ ،‬وجعلتــه يـتـبـــين صالــح الســبل لتخطــي الصعــاب والتصــدي لتجــار‬
‫اليــأس والتفرقــة‪.‬‬
‫ومــن هــذا المنطلــق‪ ،‬فإنــه يتعيــن علينــا جميعــا أن نســتحضر اليــوم تلــك اإلرادة‬
‫القويــة‪ ،‬وذلــك األمــل الوهــاج‪ ،‬تيمنــا بتجــارب أســافنا ومــن ســبقونا لنكــون فــي‬
‫مســتوى آمالهــم وتضحياتهــم وعلــى أثرهــم الطيــب‪ ،‬هــذه التجــارب التــي يجــب‬
‫أن نســتمد منهــا الحلــول المناســبة للخــروج العاجــل مــن هــذه األزمــة‪ ،‬ذلــك أن‬
‫الجزائــر ســبق وأن مــرت بأزمــات عرفــت كيــف تخــرج منهــا قويــة ومنتصــرة‪ ،‬هــذه‬
‫التجــارب الثريــة‪ ،‬علينــا أن ننهــل منهــا لتعزيــز وتدعيــم وحدتنــا أمــام كل مــا يهــدد‬
‫الجزائــر ويتربــص بهــا الســوء‪ ،‬وعليــه‪ ،‬فــإن الوضــع اليــوم هــو شــأن جزائــري‬
‫‪115‬‬
‫داخلــي يخصنــا وحدنــا‪ ،‬ويقتضــي بالضــرورة حلــوال مــن واقعنــا ومــن تجاربنــا‪،‬‬
‫وحتــى وإن تباينــت وجهــات النظــر واختلفــت اآلراء التــي ال تفســد للــود قضيــة‪،‬‬
‫فعلينــا نحــن الجزائرييــن دون غيرنــا‪ ،‬ودون تعصــب وال مكابــرة‪ ،‬التوصــل إلــى‬
‫هــذه الحلــول وتوظيفهــا بمــا يتيــح لنــا تجــاوز أزمتنــا بســام‪ ،‬والتفــرغ والتجنــد معــا‬
‫لخدمــة الجزائــر وضمــان تطورهــا ورقيهــا فــي جميــع المجــاالت‪.‬‬
‫وانطالقــا ممــا ســبق‪ ،‬يتعيــن علــى الجميــع الوعــي بحساســية المرحلــة واليقيــن بــأن‬
‫تبنــي الحــوار العقالنــي النزيــه والجــاد‪ ،‬والعمــل علــى إنجاحــه والوصــول بــه إلــى‬
‫منتهــاه واالبتعــاد عــن الســلبية والمهاتــرات الفارغــة وسياســة تثبيــط العزائــم‪ ،‬هــو‬
‫واجــب وطنــي تســتلزمه المصلحــة العليــا للجزائــر وتســتوجبه دواعــي ضمــان‬
‫مســتقبلها وحفــظ ســيادتها وحمايــة اقتصادهــا الوطنــي وثرواتهــا ومواردهــا الماليــة‪.‬‬
‫إن قناعتنــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي راســخة وإيماننــا عميــق بأننــا ســنتجاوز‬
‫هــذا الظــرف الــذي تعيشــه بالدنــا‪ ،‬وســنعبر معــا بوطننــا الغالــي إلــى بــر األمــان‬
‫ككل مــرة‪ ،‬واألمــل كل األمــل يحدونــا لالرتقــاء ببالدنــا لتحتــل مكانتهــا المرموقــة‬
‫والطبيعيــة بيــن األمــم‪ ،‬ألن هللا عــز وجــل أنعــم عليهــا بكافــة مقومــات النهضــة‬
‫والقــوة‪ ،‬هــذه النعــم الكثيــرة التــي نحســد عليهــا اليــوم‪ ،‬يتعيــن علينــا جميعــا العمــل‬
‫دون كلــل وال ملــل فــي ســبيل حمايتهــا مــن أيــادي العابثيــن‪ ،‬وعلــى أن يظــل شــعبنا‬
‫األبــي ينعــم بخيــرات بــاده إلــى أن يــرث هللا األرض ومــن عليهــا‪ ،‬وذلــك بفضــل‬
‫االنســجام والتكاتــف والوحــدة الوطنيــة التــي يجــب أن تطبــع كل مرامينــا ومقاصدنــا‪،‬‬
‫وبتجنــد كل واحــد منــا اســتجابة للمطلــب الوطنــي الملــح‪ ،‬الــذي البــد أن يكــون أولويــة‬
‫الجميــع ويســمو فــوق أنانيــة األشــخاص وأهوائهــم‪.‬‬
‫هــذه األنانيــة أعمــت بصيــرة أولئــك الذيــن ال يعرفــون قيمــة هــذا البلــد وشــعبه‪،‬‬
‫ويحترفــون التضليــل والتدليــس‪ ،‬ويحاولــون عبثــا تغليــط الــرأي العــام والتشــكيك فــي‬
‫أي مبــادرة وطنيــة خيــرة‪ ،‬ســاعية لتجــاوز األزمــة‪ ،‬ويعملــون مــن أجــل الــزج ببالدنــا‬
‫فــي متاهــات ال تحمــد عقباهــا‪ ،‬خدمــة للعصابــة ومــن يســير فــي فلكهــا‪ ،‬واألكيــد أن‬
‫مشــاريع ومخططــات هــذه الشــرذمة الضالــة والخائنــة التــي ال تصــب فــي مصلحــة‬
‫الوطــن والشــعب‪ ،‬ســيكون مآلهــا الفشــل حتمــا‪ ،‬ولهــؤالء المتآمريــن المغامريــن نقــول‬

‫‪116‬‬
‫إنْ كان والؤكــم لغيــر الوطــن بــل ألعدائــه والمتربصيــن بــه ولمصالحكــم الشــخصية‬
‫التــي تضعونهــا أولويتكــم العليــا‪ ،‬فإننــا نجــدد مــن هــذا المنبــر أننــا في الجيــش الوطني‬
‫الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬ســنبقى إلــى األبــد‪ ،‬رفقــة كافــة الوطنييــن‬
‫المخلصيــن‪ ،‬أوفيــاء لعهــد شــهدائنا األبــرار‪ ،‬ال والء لنــا إال هلل ثــم للوطــن‪ ،‬وســتظل‬
‫عندنــا مصلحــة الجزائــر دائمــا وأبــدا فــوق كل اعتبــار‪ ،‬وهللا علــى مــا أقــول شــهيد‪».‬‬
‫« أود بهــذه المناســبة التذكيــر والتأكيــد علــى بعــض النقــاط التــي تناولتهــا فــي كلمتــي‬
‫يــوم االثنيــن الماضــي بــإن أمنــاس بالنظــر لمــا لهــا مــن أهميــة علــى مصيــر البــاد‬
‫فــي هــذا الظــرف الحســاس‪ ،‬الــذي ال تــزال فيــه بعــض األحــزاب السياســية تطالــب‬
‫بالتحــاور‪ ،‬بــل التفــاوض مباشــرة مــع المؤسســة العســكرية‪ ،‬اقتــداء بتجــارب بعــض‬
‫دول المنطقــة فــي التعامــل مــع األزمــات‪ ،‬متناســين أن الجزائــر بتاريخهــا العريــق‬
‫وبشــعبها األبــي وبمواقفهــا الرياديــة الثابتــة هــي مــن تكــون دائمــا القــدوة وليــس‬
‫العكــس‪ ،‬رغــم أنهــا تعلــم علــم اليقيــن موقفنــا الثابــت مــن هــذا األمــر الــذي أكدنــا‬
‫أكثــر مــن مــرة بخصوصــه علــى أن الجيــش الوطنــي الشــعبي ســيضل متمســك‬
‫بالحــل الدســتوري لألزمــة‪ ،‬انطالقــا مــن إيمانــه بــأن الدولــة العصريــة هــي دولــة‬
‫المؤسســات‪ ،‬والتمســك بالدســتور هــو عنــوان أساســي للحفــاظ علــى كيــان الدولــة‬
‫واســتمراريتها‪ ،‬ويعمــل علــى مرافقــة الشــعب الجزائــري األبــي الــذي يطالــب‬
‫بإلحــاح بالتعجيــل فــي إجــراء االنتخابــات الرئاســية‪ ،‬هــذا الشــعب الــذي نكــن لــه كل‬
‫التقديــر واالحتــرام‪ ،‬والــذي التــف بقــوة حــول جميــع المبــادرات الخيــرة التــي قدمتهــا‬
‫المؤسســة العســكرية‪.‬‬
‫إن التحامــل علــى المؤسســة العســكرية هــو جــزء مــن مخطــط خبيــث هدفــه الوصــول‬
‫إلــى تقييــد أو تحييــد دور الجيــش‪ ،‬الــذي قــدم درســا للجميــع‪ ،‬فــي الوفــاء واإلخــاص‬
‫وحمايــة الوطــن‪ ،‬وبرهــن ميدانيــا علــى قدرتــه فــي أن يجســد عمــق الرابطــة القويــة‬
‫بيــن الشــعب وجيشــه‪ ،‬وكانــت قيادتــه ســباقة فــي االســتجابة للمطالــب الشــعبية قبــل‬
‫أيــة جهــة أخــرى‪ ،‬ممــا هــدد مصالــح العصابــة وأذنابهــا وأفشــل مخططاتهــا فــي‬
‫إعــادة صياغــة المشــهد الوطنــي العــام حســب أهوائهــا ومصالــح أســيادها‪.‬‬
‫إننــا نقــول لهــؤالء اتركــوا الجزائــر ألبنائهــا األوفيــاء فهــم جديــرون بهــا وقــادرون‬

‫‪117‬‬
‫علــى بنائهــا وحمايتهــا‪ ،‬وإننــا علــى يقيــن أن شــعبنا األبــي التــواق إلــى العيــش فــي‬
‫ســام وطمأنينــة فــي كنــف األمــن واالســتقرار‪ ،‬يســتحق أن يعيــش حيــاة كريمــة فــي‬
‫بــاده‪ ،‬هــذا الشــعب‪ ،‬الــذي يضــرب بــه المثــل فــي حــب الوطــن واإلخــاص‪ ،‬أيــد‬
‫وبــارك مســاعي المؤسســة العســكرية‪.‬‬
‫وبخصــوص االنتخابــات الرئاســية فإننــي أود أن أؤكــد مــرة أخــرى‪ ،‬بــأن الوضــع‬
‫ال يحتمــل المزيــد مــن التأخيــر‪ ،‬بــل يقتضــي إجــراء هــذه اإلنتخابــات المصيريــة‬
‫فــي حيــاة البــاد ومســتقبلها فــي اآلجــال التــي أشــرت إليهــا فــي مداخلتــي الســابقة‪،‬‬
‫وهــي آجــال معقولــة ومقبولــة تعكــس مطلبــا شــعبيا ملحــا كفيــل بإرســاء دولــة‬
‫الحق والقانون‪.‬‬
‫وعلــى ذكــر دولــة القانــون‪ ،‬فإننــا ال نمــل أبــدا مــن التأكيــد علــى وقوفنــا ومرافقتنــا‬
‫لرجــال العدالــة‪ ،‬الذيــن يــؤدون مهامهــم النبيلــة بإخــاص ويســهرون علــى اســترجاع‬
‫هيبــة الدولــة‪ ،‬مــن خــال معالجــة مختلــف ملفــات الفســاد‪ ،‬وطمأنــة الشــعب الجزائري‬
‫أنــه فــي بلــد الحــق والقانــون‪ ،‬هــذا الشــعب الــذي عملــت العصابــة إلــى تجويعــه‬
‫وإلحــاق الضــرر بــه‪ ،‬وهــو مــا يدعونــا فــي كل مناســبة التأكيــد علــى مســاندة مســاعي‬
‫وجهــود رجــال العدالــة والوقــوف إلــى جانبهــم‪ ،‬وننــوه بشــجاعتهم وإصرارهــم علــى‬
‫تطهيــر بالدنــا مــن هــؤالء المفســدين‪.‬‬
‫لقــد أعمــت األنانيــة بصيــرة أولئــك الذيــن ال يعرفــون قيمــة هــذا البلــد وشــعبه‪،‬‬
‫التضليــل والتدليــس‪،‬‬ ‫و يحتر فــو ن‬
‫تغليــط الــرأي العــام‬ ‫ويحاولــون عبثــا‬
‫أي مبــادرة وطنيــة‬ ‫والتشــكيك فــي‬
‫لتجــاوز األزمــة‪،‬‬ ‫خيــرة‪ ،‬ســاعية‬
‫أجــل الــزج ببالدنــا‬ ‫ويعملــون مــن‬
‫ال تحمــد عقباهــا‪،‬‬ ‫فــي متاهــات‬
‫ومــن يســير فــي‬ ‫خدمــة للعصابــة‬
‫المتآمريــن المغامريــن‬ ‫فلكهــا‪ ،‬ولهــؤالء‬
‫الوطنــي‬ ‫الجيــش‬ ‫نقــول إننــا فــي‬

‫‪118‬‬
‫الشــعبي‪ ،‬ســنبقى إلــى األبــد‪ ،‬رفقــة كافــة الوطنييــن المخلصيــن‪ ،‬أوفيــاء لعهــد شــهدائنا‬
‫األبــرار‪ ،‬ال والء لنــا إال هلل ثــم للوطــن‪.‬‬
‫إن تشــبثنا باكتســاب الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪،‬‬
‫لمقومــات العصرنــة والتحديــث فــي كافــة المجــاالت‪ ،‬وتيقننــا مــن كــون المجــال‬
‫التكوينــي هــو حجــر الزاويــة ألي مســعى تحديثــي ناجــح‪ ،‬يتوافــق مــع عصــر العلــم‬
‫والمعرفــة‪ ،‬جعلنــا نمنــح أهميــة قصــوى ودائمــة لمؤسســاتنا التكوينيــة‪ ،‬ونحــرص‬
‫علــى تبنيهــا لألســاليب التعليميــة والبيداغوجيــة الحديثــة‪ ،‬النظريــة والتطبيقيــة‪،‬‬
‫المعتمــدة علــى التقنيــات العصريــة المتطــورة‪.‬‬
‫إن ثقتنــا كبيــرة فــي تمكــن المدرســة العليــا للقــوات الخاصــة‪ ،‬مــن االضطــاع بالــدور‬
‫المنــوط بهــا‪ .‬ومــا النتائــج الملموســة والمعبــرة التــي مــا انفكــت تحققهــا إال خيــر‬
‫شــاهد علــى مــا نقــول‪ ،‬فالمســتوى المرمــوق الــذي تبــرزه كل ســنة بمناســبة تخــرج‬
‫دفعاتهــا المختلفــة‪ ،‬يــدل علــى المجهــودات المبذولــة طــوال الســنة بفضــل تضافــر‬
‫طاقــات الجميــع‪ ،‬وهــي حصائــل بقــدر مــا نطلــب ترقيتهــا أكثــر فأكثــر‪ ،‬فإننــا نعتــز‬
‫بهــا باعتبارهــا صــورة طيبــة ومضيئــة‪ ،‬تعكــس مــدى الحــرص علــى إتقــان المهــام‬
‫وأداء الواجــب فــي هــذا المجــال الحيــوي بفعاليــة قصــوى‪.‬‬
‫إننــا ونحــن نســتعرض ونشــيد بمآثــر وإنجــازات هــذا الصــرح التكوينــي المتميــز‪،‬‬
‫ال ينبغــي إطالقــا أن يغيــب عــن أذهــان الجميــع‪ ،‬بأنــه مهمــا اجتهــدت المؤسســة‬
‫التكوينيــة فــي منــح مســتوى راق لطالبهــا ومتربصيهــا‪ ،‬يبقــى القطــف الميدانــي‬
‫لثمــار هــذا االجتهــاد‪ ،‬مرتبطــا باإلنســان نفســه‪.‬‬
‫وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬يتعيــن علــى المتربصيــن مهمــا كانــت مســتوياتهم‪ ،‬بــأن يجعلــوا‬
‫مــن فتــرة أو فتــرات التكويــن التــي تتخلــل مســارهم المهنــي‪ ،‬فرصــة مواتيــة لصقــل‬
‫مواهبهــم وتحســين أدائهــم العملــي الميدانــي والرفــع مــن مردوديتهــم الفرديــة‬
‫والجماعيــة‪ ،‬حتــى يتمكنــوا مــن حجــز مكانتهــم ضمــن نخــب الغــد‪ ،‬فهــؤالء وحدهــم‬
‫مــن تكــون لهــم الجــدارة واألحقيــة‪ ،‬فــي نيــل شــرف تصــدر صفــوف مــن يوضــع‬
‫مســتقبل الجيــش الوطنــي الشــعبي بيــن أيديهــم‪ ،‬ومــن يحظون بثقــة تحمل مســؤولياتهم‬
‫كاملــة وغيــر منقوصــة‪ ،‬ضمــن هــذه المؤسســة الوطنيــة العريقــة واالســتراتيجية»‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫«إن تضافــر الجهــود وتناســق األعمــال وتكاملهــا‪ ،‬هــو المســلك األنجــع المــؤدي‬
‫إلــى توجيــه القــوى وتجميعهــا لتصــب بكاملهــا فــي جهــد رئيســي واحــد‪ ،‬وذلكــم هــو‬
‫الهــدف األســمى الــذي نعمــل علــى بلوغــه بصفــة أكيــدة‪ ،‬وهــذا يســتوجب بالضــرورة‬
‫تفــرد أفــراد الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬بصفــات اإلخــاص والتفانــي‪ ،‬وتشــبعهم بشــيم‬
‫الوفــاء وحــب الوطــن‪ ،‬أســوة بأســافهم المياميــن الذيــن تمســكوا بأرضهــم وبــكل مــا‬
‫تمثلــه هــذه األرض الطيبــة مــن مــوروث حضــاري وثقافــي دافــق وثــري‪ ،‬ومــن‬
‫رصيــد تاريخــي وطنــي عميــق ومجيــد‪ ،‬واســتطاعوا بذلــك أن يســمعوا صــوت‬
‫الحــق‪ ،‬ويعتلــوا صهــوة العــز والمجــد‪ ،‬ويرتقــوا ببالدهــم الجزائــر‪ ،‬إلــى مصــاف‬
‫األوطــان التــي وضعــت بصمتهــا عــن جــدارة علــى صفحــات التاريــخ اإلنســاني‪،‬‬
‫وخلــدت فــي أذهــان البشــرية مــا يتميــز بــه الشــعب الجزائــري مــن روح اإليثــار‬
‫والتضحيــة واإلقــدام‪.‬‬
‫إن مــن أهــم األهــداف الكبــرى والمســتقبلية المــراد تحقيقهــا مــن خــال إنجــاح هــذا‬
‫المســار التحضيــري والتطويــري لمختلــف مكونــات الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬هــو‬
‫ربــح رهــان النوعيــة بــكل مقاييســها وبــكل مــا تحملــه هــذه العبــارة مــن معانــي‬
‫ودالالت‪ ،‬هــذا الرهــان الــذي أصبــح متطلبــا الزمــا يســتوجبه التماشــي الســليم مــع‬
‫مقتضيــات الوتيــرة المتســارعة والحثيثــة‪ ،‬بــل‪ ،‬والعازمــة التــي أصبــح يتبعهــا اليــوم‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬بــكل وعــي وإدراك‪ ،‬هــذا المســار المشــروع والطمــوح‬
‫الــذي بــات حتميــة ال منــاص منهــا فــي ســبيل مضاهــاة ومجــاراة وتيــرة التطــور‬
‫المتســارع الــذي تعرفــه الجيــوش المتقدمــة فــي عصرنــا الحاضــر‪.‬‬
‫إننــا نســعى مــن وراء هــذا الحــرص المخلــص والمتفانــي‪ ،‬إلــى مواصلــة تعزيــز‬
‫قــدرات قــوام المعركــة للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬وتأميــن متطلبــات الرفــع مــن‬
‫جاهزيتــه‪ ،‬بمــا يضمــن تحســين وترقيــة األداء العملياتــي والقتالــي لكافــة تشــكيالته‬
‫ومكوناتــه‪ ،‬توافقــا مــع مصلحــة الجزائــر وعــزة شــعبها التــي تقتضــي‪ ،‬بــأن يعمــل‬
‫أبناؤهــا المخلصــون علــى أن تبقــى دومــا وإلــى األبــد‪ ،‬ثابتــة األقــدام‪ ،‬راســخة القيــم‪،‬‬
‫حافظــة لوحدتهــا‪ ،‬وصائــنـــــة لســيادتها واســتقاللها وأمنهــا واســتقرارها‪ ،‬وهــذا‬
‫يقتضــي بالضــرورة تحلــي قواتنــا المســلحة بــكل موجبــات الحــرص‪ ،‬وبــكل عوامــل‬
‫اليقظــة‪ ،‬وبــكل مســتلزمات الحــذر والفطنــة واالنتبــاه»‪.‬‬
‫‪120‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمـــل والتفتيـــش التي قادتـــه إلـــى الناحية العسكرية الخـامســـة يومـــي‬
‫‪ 11‬و‪ 12‬ســبتمبر ‪.2019‬‬

‫«إن وضــع البــاد علــى الســكة الصحيحــة يســتوجب بالضــرورة تحديــد‬

‫األولويــات‪ ،‬وال شــك أن األولويــة التــي تفــرض نفســها فــي هــذه الظــروف التــي‬
‫تمــر بهــا الجزائــر‪ ،‬هــي إجــراء االنتخابــات الرئاســية فــي وقتهــا المحــدد‪ .‬كنــا قبــل‬
‫اآلن نتكلــم عــن ضــرورة اإلســراع فــي إجــراء االنتخابــات الرئاســية‪ ،‬أمــا اليــوم‬
‫فإننــا علــى يقيــن تــام بــأن هــذه االنتخابــات ســتتم فــي اآلجــال المحــددة لهــا‪ ،‬بفضــل‬
‫قــوة إدراك الشــعب لخفايــا أجنــدة بعــض األطــراف المعروفــة التــي ال تمــت بــأي‬
‫صلــة لمصلحــة الشــعب الجزائــري‪ ،‬أجنــدة أمليــت عليهــا مــن طــرف جهــات معاديــة‬
‫للجزائــر قوامهــا بــذل كل الجهــود المغرضــة مــن أجــل تعطيــل الحــل الدســتوري‪،‬‬

‫‪121‬‬
‫أي تعطيــل إجــراء االنتخابــات الرئاســية‪ ،‬ألن هــذه األطــراف المعاديــة تــدرك جيــدا‬
‫بــأن إجــراء االنتخابــات الرئاســية تعنــي بدايــة فتــح أبــواب الديمقراطيــة بمفهومهــا‬
‫الحقيقــي‪ .‬وهــذا مــا ال يعجــب هــذه الشــرذمة التــي تتصــرف بمنطــق العصابــة‬
‫المتمثــل فــي تطبيــق مبــدأ التغليــط واالختبــاء وراء شــعارات أصبحــت اليــوم‬
‫مفضوحــة أمــام الــرأي العــام الوطنــي‪ .‬هــذه الشــعارات التــي تتغنــى بالديمقراطيــة‬
‫مــن جهــة‪ ،‬وتعمــل بــكل مــا فــي وســعها مــن أجــل عــدم بلوغهــا مــن جهــة أخــرى‪.‬‬

‫إنهــم يعيشــون أزمــة حقيقيــة وجــدوا أنفســهم مــن خاللهــا أمــام خياريــن ال ثالــث‬
‫لهمــا‪ ،‬إمــا القبــول بمــا يفــرزه الصنــدوق وإمــا العيــش بمعــزل عــن الخيــار الشــعبي‪،‬‬
‫وتلكــم نتيجــة ال يتقبلونهــا إطالقــا‪ .‬ومــن هنــا فهــم يســعون إلــى بديــل ثالــث مجهــول‬
‫العواقــب وغيــر محســوب التداعيــات ألنــه بعيــدا تمامــا عــن مصلحــة الشــعب‬
‫الجزائــري‪ ،‬بديــل عدمــي الــروح عقيــم الثمــار ومســدود األفــق ويعــرض أمــن‬
‫الجزائــر واســتقرارها إلــى مخاطــر ال حصــر لهــا‪ .‬هــذه المخاطــر التــي يتصــدى‬
‫لهــا الجيــش الوطنــي الشــعبي بــكل حــزم وعــزم وإرادة ال تليــن‪ ،‬ويقــف لهــا‬
‫بالمرصــاد بــكل القــوة التــي يحــوز عليهــا‪ ،‬قــوة يســندها ســمو المهــام الموكلــة‬
‫ونبــل مواقفــه المتمســكة دومــا بالشــرعية الدســتورية وبالمرجعيــة النوفمبريــة‬
‫وبعظمــة العهــد الــذي قطعــه أمــام هللا وأمــام التاريــخ حيــال الوطــن والشــعب‪.‬‬
‫فللجيــش إمكانيــات معتبــرة‪ ،‬أقــول إمكانيــات معتبــرة‪ ،‬ســيعرف كيــف يضعهــا‬
‫فــي خدمــة الوطــن والشــعب‪ ،‬فليطمئــن الشــعب الجزائــري كل االطمئنــان‪ ،‬بــأن‬
‫جيشــه لــن يخلــف وعــده مهمــا كانــت الظــروف واألحــوال‪ ،‬وسيســتمر فــي مرافقتــه‬
‫عبــر كافــة أرجــاء الوطــن وطيلــة هــذه المرحلــة الحساســة إلــى غايــة تمكينــه مــن‬
‫إجــراء االنتخابــات الرئاســية فــي كنــف األمــن واألمــان والســكينة‪ ،‬رغــم أنــف هــذه‬
‫الشــرذمة القليلــة الباغيــة التــي أخطــأت فــي تقديــر حجمهــا الحقيقــي وأفرطــت فــي‬
‫التعاظــم المزيــف وتحــاول بــكل كبــر وعنــاد أن تســبح ضــد تيــار الجزائــر أرضــا‬
‫وشــعبا وتاريخــا وقيمــا وطنيــة عريقــة‪ ،‬ومــن يســبح ضــد مثــل هــذا التيــار ســيجرفه‬
‫السيل ال محالة‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫إن مثــل هــذا العــزم القــوي الــذي يتحلــى بــه الجيــش الوطنــي الشــعبي يعــود باألســاس‬
‫إلــى الثقــة فــي هللا عــز وجــل‪ ،‬ثــم شــعوره بأنــه موضــع ثقــة الشــعب الجزائــري‬
‫المخلــص واألصيــل و البطــل الــذي أثبــت أكثــر مــن مــرة وعبــر تاريخــه الطويــل أنــه‬
‫شــعب المعجــزات‪ ،‬شــعب يعــرف كيــف يستشــعر المخاطــر والتهديــدات التــي تحيــط‬
‫بوطنــه ويعــرف بالتأكيــد كيــف يواجههــا ويتغلــب عليهــا ويفشــل مخططــات أعدائــه‪.‬‬
‫فمــن هــذا المعيــن الشــعبي الغزيــر يرتــوي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش‬
‫التحريــر الوطنــي‪ ،‬ومــن هــذا الزخــم القيمــي النبيــل تســتمد القيــادة العليــا لجيشــنا‬
‫قوتهــا المعنويــة‪ .‬يكفينــي شــخصيا ويكفــي كافــة أفــراد الجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫شــرفا‪ ،‬أن نشــعر جميعــا بأننــا فــي خدمــة هــذا الشــعب األبــي‪ ،‬وبــأن كل الخطــوات‬
‫التــي نخطوهــا معــا هــي خطــوات مباركــة مــن طــرف األغلبيــة الغالبــة مــن شــعبنا‪،‬‬
‫ولنــا فــي نبــض الشــارع وصــوت الشــعب عبــر كافــة أرجــاء الوطــن‪ ،‬مــا يعكــس هــذا‬
‫الرضــا ومــا يبــارك هــذا التوجــه‪ ،‬وال شــك أن مــن يتــوكل علــى هللا مخلصــا فســيكون‬
‫التوفيــق حصــاده‪ ،‬وهلل الحمــد والمنــة علــى ذلــك‪ .‬إنــه منعــرج تاريخــي نســأل هللا أن‬
‫يكتبنــا مــن المســاهمين‪ ،‬رفقــة كافــة الخيريــن والمصلحيــن مــن أبنــاء هــذا الشــعب‬
‫الطيــب‪ ،‬فــي إرســاء ســفينة الجزائــر إلــى بــر األمــن واألمــان‪.‬‬

‫لقــد اســتطاع الشــعب الجزائــري حتــى اآلن أن يبلــغ محطــة بالغــة الحساســية فــي‬
‫تاريــخ الجزائــر‪ ،‬بفضــل وعيــه وغيرتــه علــى وطنــه‪ ،‬وتحملــه لمســؤوليته بالكامــل‬
‫بــكل جديــة ووعــي وإصــرار علــى مواجهــة هــذا التحــدي الــذي تمثلــه هــذه األجنــدة‬
‫المعاديــة الســالفة الذكــر‪ .‬واألكيــد أن أنجــع ســبيل يكفــل للشــعب الجزائــري كســب‬
‫كافــة الرهانــات الحاضــرة والمســتقبلية‪ ،‬هــو االنتباه للمغالطــات المتكررة والمســتمرة‬
‫التــي تتبناهــا بــكل وقاحــة هــذه الشــرذمة الضالــة التــي تريــد أن تفــرض رؤيتهــا‬
‫المنحرفــة علــى أغلبيــة الشــعب الجزائــري‪ ،‬مــن خــال توظيــف فروعهــا اإلعالميــة‬
‫داخــل وخــارج الوطــن وتجنيــد بعــض األبــواق المأجــورة التــي تنعــق مــن خــال‬
‫وســائل التواصــل االجتماعــي‪ ،‬هــذا عــاوة علــى التســخير المغــرض للمســيرات‬

‫‪123‬‬
‫الشــعبية والطالبيــة عبــر المواظبــة علــى تصــدر هــذه المســيرات والحــرص علــى‬
‫رفــع بعــض الشــعارات الفارغــة‪ ،‬بصفــة متكــررة‪ ،‬تخــدم رؤيتهــم الســقيمة وتتماشــى‬
‫تمامــا مــع مــا ترمــي إليــه أهدافهــم‪.‬‬

‫فكيــف لهــذه األهــداف المســمومة أن تتحقــق وللجزائــر رجــال صدقــوا النيــة‪ ،‬وعقــدوا‬
‫العــزم علــى إخــراج بالدهــم مــن أزمتهــا‪ .‬فعلــى أبنــاء الشــعب الجزائــري بكافــة‬
‫فئاتهــم أن يســاهموا فــي إنجــاح هــذا المســعى الوطنــي الهــام‪ ،‬وأن يكونــوا كمــا‬
‫عهدناهــم دومــا فــي خانــة األوفيــاء للوطــن‪.‬‬

‫وال يســعني فــي الختــام‪ ،‬إال أن أحيــي هــذا الوعــي المتزايــد وهــذا اإلدراك القــوي‬
‫للمصلحــة العليــا للجزائــر التــي مــا انفــك يظهرهــا الشــعب الجزائــري بــكل وضــوح‬
‫ومثابــرة وإخــاص‪ ،‬وهــي خصــال ليســت غريبــة علــى شــعبنا األصيــل الــذي نحــن‬
‫علــى ثقــة تامــة بــأن مشــاركته ســتكون قويــة ومكثفــة فــي انتخــاب رئيــس الجمهوريــة‬
‫المقبــل‪ ،‬بــكل حريــة ونزاهــة وشــفافية وحســن اختيــار‪ ،‬وليتأكــد شــعبنا أنــه ســيبقى‬
‫دومــا مســنودا بالجيــش الوطنــي الشــعبي فــي كل الظــروف واألحــوال‪ .‬وسيســجل‬
‫التاريــخ أن الجزائــر اســتطاعت أن تبلــغ مبلغهــا بفضــل هــذا التكاتــف وهــذا التضامــن‬
‫القــوي والمنقطــع النظيــر‪ ،‬الــذي يجمــع الشــعب الجزائــري بجيشــه خدمــة للوطــن‪.‬‬
‫ففــي ســبيل هــذا الوطــن الغالــي ســيبقى الجيــش الوطنــي الشــعبي متمســكا بقــوة بــكل‬
‫المواقــف الثابتــة والمبدئيــة والشــجاعة‪ ،‬وســيظل مرافقــا للشــعب إلــى غايــة انتخــاب‬
‫رئيــس الجمهوريــة‪ ،‬وذلــك هــو العهــد الــذي قطعنــاه علــى أنفســنا بــكل همــة واقتنــاع‬
‫وإصــرار»‪.‬‬

‫«غيــر أن الثابــت الوحيــد والمؤكــد‪ ،‬هــو أن الجزائــر ســتخرج مــن أزمتهــا‪ ،‬فــا‬
‫أحــد‪ ،‬أقــول ال أحــد‪ ،‬لــه القــدرة علــى إيقــاف أو تعطيــل عجلــة ســير الجزائــر ومنعهــا‬
‫مــن بلــوغ منتهاهــا‪ ،‬ومــن هنــا أقــول‪ ،‬أن مــا تــم إنجــازه ميدانيــا علــى أكثــر مــن‬
‫مســتوى وفــي الكثيــر مــن المجــاالت فــي ســبيل التعجيــل بتســوية هــذه األزمــة وتهيئــة‬

‫‪124‬‬
‫الظــروف المالئمــة لتلبيــة المطالــب الشــعبية الملحــة التــي يأتــي فــي مقدمتهــا فتــح‬
‫المجــال واســعا‪ ،‬أمــام الشــعب الجزائــري للقيــام بواجبــه الوطنــي نحــو بــاده‪ ،‬مــن‬
‫خــال إنجــاح الديمقراطيــة المنشــودة عبــر اختيــاره الحــر والشــفاف لمــن يــرى فيــه‬
‫الرجــل الوطنــي المناســب المتســم باإلخــاص للوطــن ولموروثــه النوفمبــري المجيــد‪.‬‬

‫فمــن بيــن أهــم شــواهد تأميــن مســار االنتخابــات الرئاســية المقبلــة وضمــان حســن‬
‫ســيرها بــكل شــفافية ووضــوح والســماح للشــعب الجزائــري بالتعبيــر الحــر عــن‬
‫خياراتــه‪ ،‬هــو هــذه الحصيلــة الثريــة التــي نتجــت عــن انعقــاد مجلــس الــوزراء‬
‫بتاريــخ ‪ 09‬ســبتمبر ‪ 2019‬برئاســة رئيــس الدولــة الســيد عبــد القــادر بــن صالــح‪،‬‬
‫الــذي حــرص علــى أن يســدي تعليماتــه ذات الصلــة بتوفيــر كافــة الظــروف التــي‬
‫تكفــل التحضيــر الســليم لالنتخابــات الرئاســية ووضــع كافــة االمكانيــات فــي خدمــة‬
‫الســير الحســن إلجرائهــا بــكل شــفافية ونزاهــة‪ ،‬واألكيــد أن إحــداث الســلطة الوطنيــة‬
‫المســتقلة لالنتخابــات‪ ،‬وتعديــل القانــون العضــوي المتعلــق بالنظــام االنتخابــي‪،‬‬
‫هذيــن المشــروعين اللذيــن ســيتم عرضهمــا الحقــا علــى غرفتــي البرلمــان للدراســة‬
‫والمناقشــة والمصادقــة‪ ،‬وذلــك قبــل إحالتهــا علــى المجلــس الدســتوري‪ ،‬دليــل قاطــع‬
‫علــى إرادة وتصميــم الدولــة بكافــة مؤسســاتها علــى المضــي قدمــا نحــو توفيــر كافــة‬
‫الظــروف إلنجــاح هــذا الموعــد االنتخابــي الهــام‪.‬‬

‫وفــي هــذا الســياق‪ ،‬فإننــا نعتبــر أن تجســيد مثــل‬

‫هــذه التطلعــات الشــعبية بمثابــة الخطــوات‬
‫المعتبــرة المقطوعــة علــى درب ضمــان‬
‫إجــراء هــذا االســتحقاق الوطنــي الهــام وفقــا‬
‫لآلمــال التــي مــا فتــئ الشــعب الجزائــري‬
‫يطالــب بتحقيقهــا فعليــا وميدانيــا‪ ،‬وإلــى‬
‫جانــب ذلــك‪ ،‬هنالــك مســألتان هامتــان درســهما‬
‫مجلس الوزراء‪:‬‬

‫‪125‬‬
‫تتمثــل األولــى فــي رفــع مبلــغ المنحــة المخصصــة لــذوي االحتياجــات الخاصــة‪ ،‬مــن‬
‫أربعــة آالف إلــى عشــرة آالف دينــار‪ ،‬وهــو قــرار صائــب اتخذتــه الحكومــة بشــأن‬
‫هــذه الفئــة‪ ،‬ســيكفل لهــا التخفيــف مــن أعبــاء الحيــاة‪ ،‬وهــي صــورة ناصعــة أخــرى‬
‫مــن صــور تكفــل الدولــة بهــذه الفئــة مــن أبنــاء شــعبنا‪.‬‬

‫وتتمثــل الثانيــة فــي التحضيــر الجيــد والجــدي للدخــول الجامعــي المقبــل‬

‫‪ ،2020-2019‬بمــا يســمح لطلبتنــا بدخــول جامعــي ناجــح ومثمــر النتائــج‪ ،‬يكفــل‬
‫لهــم نهــل العلــم والرفــع مــن مســتواهم المعرفــي والعلمــي‪ ،‬ورســم معالــم مســتقبلهم‬
‫المهنــي الواعــد باعتبارهــم يمثلــون إطــارات الغــد وطاقــات البــاد البشــرية‪ ،‬الذيــن‬
‫ينتظــر منهــم وطنهــم وشــعبهم إســهاما مثمــرا وإيجابيــا‪ ،‬يضمــن للجزائــر تأميــن‬
‫قفــزات نوعيــة أخــرى علــى درب التطــور والرقــي‪.‬‬

‫وال يســعني أيضــا فــي هــذا المقــام المحمــود‪ ،‬إال أن أتوجــه بالشــكر الجزيــل إلــى‬
‫الحكومــة برئاســة الوزيــر األول نــور الديــن بــدوي‪ ،‬هــذه الحكومــة التــي تولــت‬
‫مهامهــا فــي ظــروف صعبــة وغيــر عاديــة واســتطاعت أن تحقــق الكثيــر مــن‬
‫اإلنجــازات الميدانيــة لفائــدة الشــعب الجزائــري ولصالــح التكفــل بجميــع المشــاكل‬
‫االجتماعيــة واالقتصاديــة المعترضــة‪ ،‬وتلكــم كلمــة حــق نوردهــا اليــوم دون مبالغــة‬
‫وال مجاملــة تماشــيا مــع مبــدأ القــول للمســيء أســأت‪ ،‬وللمحســن أحســنت‪.‬‬

‫ولــن يتأتــى ذلــك إال بالتمســك بقيــم نوفمبــر الســامية ومبادئــه النبيلــة الــذي ســيبقى‬
‫هــو مفتــاح الحــل ألي معضلــة تعتــرض طريــق الجزائــر‪ ،‬فكمــا التــف باألمــس‬
‫الجزائريــون فــي العهــد االســتعماري البائــد حــول النهــج النوفمبــري وجعلــوا‬
‫منــه ســبيلهم األمثــل نحــو بلــوغ طــوق النجــاة‪ ،‬رغــم أنــف االســتعمار الفرنســي‬
‫وأتباعــه مــن الخونــة والعمــاء‪ ،‬فســيعرف اليــوم الشــعب الجزائــري‪ ،‬غالبيــة الشــعب‬
‫الجزائــري‪ ،‬كيــف يعيــدون االلتفــاف مــن جديــد حــول قيــم نوفمبــر بــكل مــا تحملــه‬
‫هــذه القيــم‪ ،‬مــن مجــد ونبــل وســمو وبــكل مــا تمثلــه مــن مرجعيــة أساســية تبقــى‬

‫‪126‬‬
‫دومــا تمثــل الســند القــوي بــل األقــوى‪ ،‬بعــد هللا ســبحانه وتعالــى‪ ،‬للشــعب الجزائــري‪،‬‬
‫فــا مــكان ألعــداء نوفمبــر فــي الجزائــر‪ ،‬فإمــا أن تكــون مــع الجزائــر بــكل وضــوح‬
‫وشــجاعة وإمــا أن تكــون مــع أعدائهــا‪.‬‬

‫وهــا هــي لجنــة الوســاطة والحــوار تعــرض الحوصلــة النهائيــة لنتائــج أعمالهــا علــى‬
‫رئيــس الدولــة‪ ،‬هــذه النتائــج التــي تعكــس رأي شــريحة واســعة وعريضــة مــن الطبقة‬
‫السياســية والمجتمــع المدنــي‪ ،‬هــذا إلــى جانــب آراء عــدد معتبر من الشــباب المشــارك‬
‫فــي المســيرات الســلمية‪ ،‬وال شــك أن كل ذلــك يمثــل أرضيــة صلبــة ســتكون‪ ،‬إن شــاء‬
‫هللا تعالــى‪ ،‬منطلقــا يســمح للشــعب الجزائــري بــأن ينخــرط بقــوة وبعــزم فــي مســعى‬
‫التحضيــر لالنتخابــات الرئاســية المقبلــة واإلصــرار علــى إنجاحهــا‪ ، ،‬وإننــا بقــدر مــا‬
‫نشــد علــى أيــدي لجنــة الوســاطة والحــوار ونستبشــر خيــرا بنتائــج أعمالهــا‪ ،‬فإننــا‬
‫نعلــم يقينــا أن الشــعب الجزائــري ســيكون دومــا أكثــر وعيــا وإدراكا ألبعــاد وخلفيــات‬
‫المحــاوالت اليائســة لعرقلــة كل مســعى وطنــي طاهــر ونظيــف ومخلــص النيــة‪.‬‬

‫إنهــا رســالة أمــل‪ ،‬ســتبقى قيــادة الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر‬
‫الوطنــي تتشــرف دومــا بحملهــا‪ ،‬وتبقــى دائمــا تتحمــل أعباءهــا‪ ،‬متبعــة نهــج الــوالء‬
‫للوطــن والوفــاء للشــعب الجزائــري واالقتــداء بمســلك وســلوك الرعيــل األول للثــورة‬
‫التحريريــة المباركــة‪ ،‬هــذا الرعيــل الخالــد الــذي أثبــت ميدانيــا وتاريخيــا‪ ،‬أنــه متــى‬
‫توفــرت اإلرادة وتجلــت العزيمــة أصبــح كل شــيء ممكــن‪ ،‬فــا مســتحيل أمــام إرادة‬
‫الرجــال الذيــن ال يوجــد فــي قاموســهم إال تحقيــق النصــر وتثبيــت عــرى االنتصــار‪،‬‬
‫واألكيــد أن أســمى مراتــب النصــر وأعظــم منــازل االنتصــار هــو انتصــار الوطــن‪،‬‬
‫فالجزائــر ال ترضــى أبــدا بغيــر النصــر‪ ،‬رغــم المحــن والملمــات‪ ،‬وال تقبــل بغيــر‬
‫التفــوق مهمــا كانــت الظــروف واألحــوال‪ ،‬وذلكــم وســام مجــد يؤكــد علــو قــدر‬
‫الجزائــر وســمو منزلتهــا»‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمــل والتفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية السادســة‬
‫يومي ‪ 18‬و‪ 19‬سبتمبر ‪.2019‬‬

‫«أود فــي البدايــة أن أشــير إلــى أننــا أدركنــا منــذ بدايــة األزمــة أن هنــاك‬
‫مؤامــرة تحــاك فــي الخفــاء ضــد الجزائــر وشــعبها‪ ،‬وكشــفنا عــن خيوطهــا وحيثياتهــا‬
‫فــي الوقــت المناســب‪ ،‬ووضعنــا اســتراتيجية محكمــة تــم تنفيذهــا علــى مراحــل‪ ،‬وفقــا‬
‫لمــا يخولــه لنــا الدســتور وقوانيــن الجمهوريــة‪ ،‬إذ واجهنــا هــذه المؤامــرة الخطيــرة‬
‫التــي كانــت تهــدف إلــى تدميــر بالدنــا‪ ،‬فقــررت القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي مــن موقــع مســؤوليتها التاريخيــة مواجهــة العصابــة وإفشــال مخططاتهــا‬
‫الدنيئــة‪ ،‬وتعهدنــا أمــام هللا والوطــن علــى مرافقــة الشــعب ومؤسســات الدولــة ووفينــا‬
‫بالعهــد‪ ،‬وانتهجنــا ونحــن نخاطــب المواطنيــن المخلصيــن األوفيــاء مــن أبنــاء هــذا‬

‫‪128‬‬
‫الوطــن الغالــي‪ ،‬الخطــاب الواضــح أي الخطــاب الصريــح‪ ،‬الــذي علمتنــا إيــاه الثــورة‬
‫التحريريــة المجيــدة‪ .‬فــكل خطاباتنــا تنبــع مــن مبــدأ الوطنيــة بمفهومهــا الشــامل‪،‬‬
‫ويســودها الثبــات علــى صــدق التوجــه الــذي مــا فتئــت تحــرص القيــادة العليــا للجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي علــى تبليغــه‪ ،‬كلمــا أتيحــت الفرصــة‪ ،‬إلــى الــرأي العــام الوطنــي‬
‫علــى وجــه التحديــد‪ ،‬فالتــف الشــعب برمتــه حــول جيشــه‪ ،‬ووقــف معــه وقفــة رجــل‬
‫واحــد‪ ،‬وقفــة يطبعهــا التضافــر والتضامــن والفهــم المشــترك لمــا يجــري فــي البــاد‪،‬‬
‫وقفــة سيشــهد لهــا التاريــخ‪ .‬والحمــد هلل لقــد حافظنــا معــا علــى مؤسســات الدولــة‬
‫وعلــى ســيرها الحســن‪ ،‬هــذه المؤسســات التــي تمكنــت مــن تحقيــق‪ ،‬فــي ظــرف‬
‫وجيــز‪ ،‬نتائــج معتبــرة ســاهمت فــي طمأنــة الشــعب وخلــق جــو مــن الثقــة المتبادلــة‪.‬‬

‫واألكيــد أن أهــم مــا يطمئــن الشــعب الجزائــري هــو أن يشــعر بــأن وطنــه يتجــه بقــوة‬
‫وبثبــات نحــو مســتقبل أفضــل‪ .‬مســتقبل ال غمــوض يلــوح فــي أفـقـــه‪ ،‬مســتقبل توضع‬
‫لبناتــه‪ ،‬لبنــة لبنــة‪ ،‬وال شــك أن مــن بيــن اللبنــات القويــة التــي ســيتم بهــا إعــاء هــذا‬
‫الحصــن الديمقراطــي المنشــود‪ ،‬هــو هــذه الحصيلــة الثريــة التــي نتجــت عــن انعقــاد‬
‫مجلــس الــوزراء بتاريــخ ‪ 09‬ســبتمبر ‪ 2019‬برئاســة رئيــس الدولــة‪ ،‬الســيد عبــد‬
‫القــادر بــن صالــح‪ ،‬الــذي درس نصــي القانونيــن المتضمنين إحــداث الســلطة الوطنية‬
‫المســتقلة لالنتخابــات‪ ،‬وتعديــل القانــون العضــوي المتعلــق بالنظــام االنتخابــي‪ ،‬قبــل‬
‫عرضهمــا علــى البرلمــان بغرفتيــه‪ ،‬والمصادقــة عليهمــا باإلجمــاع‪ ،‬وإحالتهمــا بعــد‬
‫ذلــك علــى المجلــس الدســتوري‪ ،‬وإصدارهمــا مــن قبــل رئيــس الدولــة‪ ،‬ونشــرهما‬
‫فــي الجريــدة الرســمية‪ ،‬فضــا عــن اســتدعائه للهيئــة الناخبــة خــال خطابــه األخيــر‬
‫الموجــه لألمــة‪ ،‬حيــث منــح هــذا المســار الـــزخم المطلــوب‪ ،‬الســيما مــن خالل إســداء‬
‫التعليمــات لكافــة مؤسســات الدولــة لمرافقــة الســلطة الوطنيــة المســتقلة لالنتخابــات‬
‫وتوفيــر لهــا جميــع الوســائل اللوجيســتية الضروريــة ألداء مهامهــا علــى أكمــل‬
‫وجــه‪ .‬وقــد دعــا رئيــس الدولــة بهــذه المناســبة كافــة المواطنيــن واألحــزاب السياســية‬
‫والمجتمــع المدنــي إلــى التجنــد بقــوة ألجــل إنجــاح هــذا االســتحقاق كونــه ســيمكن‬
‫شــعبنا‪ ،‬مــن انتخــاب رئيــس جديــد يتمتــع بكامــل شــروط الشــرعية‪ ،‬رئيــس يأخــذ‬
‫علــى عاتقــه قيــادة مصيــر البــاد وترجمــة تطلعــات الشــعب‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫وتلكــم شــواهد أخــرى بالغــة القــوة علــى مــدى قــدرة مؤسســات الدولــة‪ ،‬علــى رأســها‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬الــذي تعهــد بتوفيــر كافــة أســباب الطمأنينــة واألمــن‬
‫المرجــوة مــن الشــعب الجزائــري‪ ،‬فاســتدعاء الهيئــة االنتخابيــة بتاريــخ ‪ 15‬ســبتمبر‬
‫الجــاري‪ ،‬هــو كمــا يعــرف الجميــع بمثابــة التحديــد القطعــي لموعــد إجــراء هــذا‬
‫االســتحقاق الوطنــي الهــام‪ ،‬وهــو يــوم الخميــس الموافــق لـــ ‪ 12‬ديســمبر ‪.2019‬‬
‫وإننــا نعلــم يقينــا‪ ،‬بــأن الشــعب الجزائــري قــد ابتهــج كثيــرا لهــذه الخطــوة التــي تمثــل‬
‫لــه فرصــة كبيــرة مــن أجــل تجــاوز هــذه المحطــة المفصليــة وبنــاء مســتقبله الواعــد‬

‫بــكل حريــة ووعــي‪.‬‬

‫إننــا نؤكــد أن كافــة الظــروف المالئمــة إلجــراء هــذا االســتحقاق االنتخابــي فــي جــو‬
‫مــن الثقــة والشــفافية قــد تحققــت‪ ،‬مــن خــال تشــكيل الســلطة الوطنيــة وانتخــاب‬
‫رئيســها وتنصيبهــا بكافــة أعضائهــا الخمســين‪ ،‬مــن بيــن الكفــاءات الوطنيــة التــي‬
‫يشــهد لهــا بالنزاهــة واإلخــاص‪ ،‬والتــي أغتنــم هــذه الســانحة كــي أهنــئ الســيد‬
‫محمــد شــرفي الــذي تمــت تزكيتــه رئيســا لهــذه الســلطة الوطنيــة المســتقلة‪ ،‬متمنيــا‬
‫لــه ولكافــة األعضــاء كل التوفيــق والنجــاح فــي هــذه المهــام الحساســة المنوطــة‬
‫بهــم‪ .‬هــذه الســلطة أصبحــت وألول مــرة تتمتــع بكامــل الصالحيــات مــن أجــل تنظيــم‬
‫العمليــة االنتخابيــة مــن بدايتهــا إلــى نهايتهــا‪ ،‬والتــي نؤكــد أن الجيش الوطني الشــعبي‬
‫‪130‬‬
‫ســيرافقها‪ .‬وعليــه‪ ،‬فــا مبــرر ألي كان أن يبحــث عــن الحجــج الواهيــة‪ ،‬للتشــكيك في‬
‫نزاهــة العمليــة االنتخابيــة‪ ،‬أو عرقلــة مســارها‪ ،‬إذ ســيكون لهذيــن القانونيــن اللذيــن‬
‫تمــت المصادقــة عليهمــا الــدور المحــوري فــي تنظيــم العمليــة االنتخابيــة وإنجاحهــا‬
‫وفقــا للمطالــب الشــعبية‪ ،‬وســيكونان بذلــك بمثابــة الــدروب المضيئــة المعالــم التــي‬
‫تؤشــر بقــوة وتدفــع نحــو تحقيــق النجــاح المرغــوب فــي هــذا المجــال‪.‬‬

‫ومــن هــذا المنطلــق‪ ،‬فقــد الحظنــا ميدانيــا أن هنــاك أطرافــا مــن أذنــاب العصابــة‬
‫ذات النوايــا الســيئة‪ ،‬تعمــل علــى جعــل مــن حريــة التنقــل ذريعــة لتبريــر ســلوكها‬
‫الخطيــر والمتمثــل فــي خلــق كل عوامــل التشــويش علــى راحــة المواطنيــن‪ ،‬مــن‬
‫خــال الــزج األســبوعي بعــدد مــن المواطنيــن يتــم جلبهــم مــن مختلــف واليــات‬
‫الوطــن إلــى العاصمــة‪ ،‬بهــدف تضخيــم األعــداد البشــرية فــي الســاحات العامــة‬
‫التــي ترفــع شــعارات مغرضــة وغيــر بريئــة تتبناهــا هــذه األطــراف‪ .‬والغــرض‬
‫الحقيقــي مــن وراء كل ذلــك‪ ،‬هــو تغليــط الــرأي العــام الوطنــي بهــذه األســاليب‬
‫المخادعــة لتجعــل مــن نفســها أبواقــا ناطقــة كذبــا وبهتانــا باســم الشــعب الجزائــري‪.‬‬
‫وعليــه فقــد أســديت تعليمــات إلــى الــدرك الوطنــي‪ ،‬بغــرض التصــدي الصــارم‬
‫لهــذه التصرفــات‪ ،‬مــن خــال التطبيــق الحرفــي للقوانيــن الســارية المفعــول بمــا فــي‬
‫ذلــك توقيــف العربــات والحافــات المســتعملة لهــذه األغــراض وحجزهــا وفــرض‬
‫غرامــات ماليــة علــى أصحابهــا»‪.‬‬

‫«وفــي هــذا الســياق‪ ،‬أود التأكيــد علــى أن تمســك الجيــش الوطنــي الشــعبي وحرصــه‬
‫الدائــم علــى القيــام بواجبــه الوطنــي حيــال الوطــن والشــعب‪ ،‬وفقــا للمهــام المخولــة له‬
‫دســتوريا‪ ،‬يملــي عليــه فــي هــذه المرحلــة الحاســمة اتخــاذ كافــة اإلجــراءات المتعلقــة‬
‫بأمــن المواطنيــن‪ ،‬وتوفيــر لهــم كافــة الضمانــات التــي تكفــل لهــم المشــاركة القويــة‬
‫والفعالــة فــي االنتخابــات الرئاســية بــكل حريــة وشــفافية‪ .‬ذلــك أن أغلـبـيـــة الشــعب‬
‫الجزائــري تريــد التخلــص فــي أســرع وقــت ممكــن مــن هــذا الوضــع الحالــي‪،‬‬
‫وتأمــل فــي اإلســراع إلجــراء االنتخابــات الرئاســية فــي آجالهــا المحــددة‪ .‬فالشــعب‬

‫‪131‬‬
‫الجزائــري المتســم بالوعــي العميــق لــكل مــا يحيــط بوطنــه‪ ،‬والمتســم بالقــدرة‬
‫الشــديدة علــى التحليــل الصائــب لخلفيــات األحــداث الدائــرة وطنيــا وإقليميــا وحتــى‬
‫دوليــا‪ ،‬هــذا الشــعب الــذي التــف برمتــه حــول جيشــه ووقــف معــه وقفــة رجــل واحــد‬
‫يــرى أن إجــراء االنتخابــات واالحتــكام إلــى الصنــدوق هــو الحــل األمثــل واألجــدى‬
‫واألصــوب للبــاد والعبــاد‪.‬‬

‫فانطالقــا مــن تطابــق األهــداف الوطنيــة بيــن الشــعب الجزائــري وجيشــه‪ ،‬وباعتبــار‬
‫أن الجيــش الوطنــي الشــعبي هــو مــن صلــب هــذا الشــعب وملتــزم كل االلتــزام‬
‫بخدمتــه فــي كل الظــروف واألحــوال بــل وملتــزم أشــد االلتــزام بمرافقتــه أكثــر‬
‫فــي كافــة المراحــل الحاســمة والحساســة‪ ،‬فإننــا واثقــون بــأن الشــعب الجزائــري‬
‫الــذي يقــدس وطنــه ويــدرك حجــم التحديــات التــي تواجــه الجزائــر‪ ،‬ســتكون لــه‬
‫اليــد الطولــى والكلمــة األخيــرة فــي حســم نتائــج هــذه التحديــات لصالــح الجزائــر‪.‬‬
‫واألكيــد أن خصوصيــة الشــعب الجزائــري المتميــزة والفريــدة مــن نوعهــا‪ ،‬ســتكون‬
‫لــه الداعــم النوعــي فــي كســب كل الرهانــات المعترضــة‪ ،‬ألنــه شــعب أثبــت عبــر‬
‫تاريخــه الطويــل أنــه شــعب التحديــات ألنــه بــكل بســاطة يرجــح دومــا إعمــال العقــل‬
‫والتفكيــر الصائــب والواقعــي حيــال القضايــا المصيريــة التــي تعيشــها بــاده‪ .‬وعليــه‬
‫فإننــا مرتاحــون كل االرتيــاح إلــى أن خصوصيــة ترجيــح كفــة الجزائــر وطنــا‬
‫وشــعبا‪ ،‬هــي الخصوصيــة الراجحــة والفاصلــة‪ ،‬وســيثبت الشــعب الجزائــري ذلــك‬
‫وبقــوة خــال موعــد االنتخابــات الرئاســية المقبلــة‪ ،‬وســيعرف يقينــا كيــف يحســم‬
‫رهــان هــذا االســتحقاق الوطنــي الهــام‪ ،‬مــن خــال المشــاركة المكثفــة لكافــة الشــرائح‬
‫الشــعبية وأداء حقهــم بــل واجبهــم الوطنــي‪ .‬فالشــعب الجزائــري المعتــز بتاريخــه‬
‫الوطنــي العريــق ســيعرف كيــف يفــوت الفرصــة علــى المتربصيــن والمشــككين مــن‬
‫بقايــا العصابــة الذيــن نحذرهــم مــن جديــد مــن محاولــة التشــويش علــى الشــعب‪.‬‬
‫هــذا الشــعب األبــي الــذي ســتكون لــه الفرصــة مــرة أخــرى لتشــكيل معالــم مســتقبل‬
‫الجزائــر الواعــد‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫وال يفوتنــي فــي هــذا المقــام الطيــب أن أتقــدم لكــم‪ ،‬ومــن خاللكــم إلــى كافــة الشــبالت‬
‫واألشــبال‪ ،‬بتهانــي الخالصــة علــى إثــر النتائــج المشــجعة التــي حققتموهــا فــي نهايــة‬
‫الســنة الدراســية الفارطــة‪ ،‬وأخــص بالذكــر النتائــج الباهــرة التــي حققهــا زمالؤكــم‬
‫فــي شــهادتي البكالوريــا والتعليــم المتوســط‪ ،‬لــدورة يونيــو ‪ ،2019‬هــذا اإلنجــاز‬
‫المتميــز الــذي يضــاف إلــى سلســلة اإلنجــازات والنجاحــات التــي مــا فـتـــئ يحـقـــقها‬
‫األشــبال بكافــة مســتوياتهم وعلــى كافــة األصعــدة والمجــاالت‪ ،‬بفضــل جهودهــم‬
‫ومواظبتهــم فــي التحصيــل العلمــي العالــي والســلوك المثالــي الــذي تحلــوا بــه طيلــة‬
‫مشــوارهم الدراســي‪ ،‬وهــي نتائــج مشــرفة‪ ،‬جــاءت لتؤكــد مــرة أخــرى المســتوى‬
‫الراقــي للتكويــن الــذي تضمنــه مؤسســات التكويــن فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪،‬‬
‫والتــي تحققــت بفضــل الدعــم والحــرص الدائميــن للقيــادة العليــا‪ ،‬التــي وفــرت‬
‫جميــع عوامــل وشــروط النجــاح لهــذه المشاتـــل التعليميــة‪ ،‬وبفضــل كذلــك تجنــد‬
‫إطــارات وأســاتذة هــذه المــدارس‪ ،‬الذيــن أتقــدم لهــم بهــذه المناســبة‪ ،‬بأســمى آيــات‬
‫الشــكر والعرفــان علــى مــا بذلـــوه مــن جهــود مضنيــة‪ ،‬فــي ســبيل االرتقــاء بمســتوى‬
‫التحصيــل العلمــي ألشــبال األمــة إلــى مــداه المنشــود‪.‬‬

‫كمــا أطلــب مــن كافــة المعنييــن بهــذا الحقــل الدراســي والتكوينــي‪ ،‬الــذي حقــق‬
‫حتــى اآلن نتائــج معتبــرة‪ ،‬بــأن يســهموا كل فــي حــدود صالحياتــه‪ ،‬ونطــاق مهامــه‪،‬‬
‫فــي بلــوغ األهــداف المســطرة‪ ،‬الســيما ونحــن فــي بدايــة الســنة الدراســية الجديــدة‬
‫‪ ،2019-2020‬وأشــد علــى أيــدي الجميــع طالبــا منهــم بــأن يواصلــوا علــى هــذا‬
‫الــدرب العملــي الســليم‪ ،‬مــن أجــل كســب رهــان التعليــم الناجــع والتكويــن النافــع‬
‫المشــفوعين باألخــاق الســوية واالنضبــاط الصــارم بشــكل يصبــح مفخــرة للجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي وأســوة حســنة لكافــة الشــباب الجزائــري»‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمــل والتفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية الثالثــة فــي الفتــرة‬
‫مــن ‪ 24‬إلــى ‪ 26‬ســبتمبر ‪.2019‬‬

‫«إن مــا تعيشــه بالدنــا اليــوم مــن أمــن وأمــان لــم يتحقــق دون عنــاء‪ ،‬بــل كان‬
‫وليــد رؤيــة شــاملة لمفهــوم األمــن المتبنــى مــن لــدن القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪ ،‬ومــا تضمنتــه هــذه الرؤيــة الشــاملة مــن إســتراتيجية عميقــة وبعيــدة النظــر‪،‬‬
‫كفــل تطبيقهــا بنجــاح ومثابــرة للشــعب الجزائــري حــق العيــش فــي أمــن وأمــان‪،‬‬
‫وأكــدت للقاصــي والدانــي تمســك الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر‬
‫الوطنــي‪ ،‬بتحمــل مســؤولياته العظيمــة والشــريفة وفقــا للمهــام الموكلــة إليــه دســتوريا‪.‬‬
‫بهــذه المناســبة‪ ،‬أود أن أقــول بــكل صراحــة أن فــي األشــهر الســبعة األخيــرة‪،‬‬
‫التــي خــرج فيهــا الشــعب للتعبيــر عــن مطالبــه الشــرعية بــكل ســلمية‪ ،‬لــم يجــد مــن‬
‫يقــف إلــى جانبــه ويســانده ويحميــه إال المؤسســة العســكرية وقيادتهــا الوطنيــة‪،‬‬

‫‪134‬‬
‫التــي تمكنــت‪ ،‬بــكل بصيــرة وحكمــة‪ ،‬مــن الحفــاظ علــى انســجام مؤسســات الدولــة‬
‫وضمــان ســيرها الحســن‪ ،‬لكــن مــا الحظنــاه فــي األيــام األخيــرة هــو تعنــت بعــض‬
‫األطــراف وإصرارهــا علــى رفــع بعــض الشــعارات المغرضــة‪ ،‬التــي لــم يعرهــا‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي أي اهتمــام وظــل ثابتــا علــى مواقفــه‪ ،‬مؤكــدا أال طموحــات‬
‫سياســية لقيادتــه ســوى خدمــة الجزائــر وشــعبها‪ ،‬وقــد تأكــدت مصداقيــة هــذا الموقــف‬
‫بعــد تنصيــب الســلطة الوطنيــة المســتقلة لالنتخابــات‪ ،‬التــي شــرعت فــي التحضيــر‬
‫الفعلــي لهــذا االســتحقاق‪.‬‬
‫لقــد حرصــت الجزائــر‪ ،‬منــذ االســتقالل علــى تربيــة وتعليــم أجيــال‪ ،‬أمــا منهــا فــي‬
‫قطــف ثمــار جهودهــا المضنيــة فــي شــكل إطــارات ســامية يحملــون مشــعل تشــييدها‬
‫وبنائهــا ويرتقــون بهــا إلــى مصــاف الــدول المتقدمــة‪ ،‬لكــن ولألســف مــا أشــبه اليــوم‬
‫بالبارحــة ‪ ،‬فكمــا خانــت فئــة قليلــة عهــد الشــرفاء إبــان الثــورة المظفــرة‪ ،‬فــإن فئــة‬
‫قليلــة مــن هــذا الجيــل التــي تولــت مســؤوليات ســامية ووظائــف تســييرية فــي مختلــف‬
‫مؤسســات الدولــة‪ ،‬لــم تراعــي حــق الوطــن فيهــا وجحــدت خيراتــه‪ ،‬بــل وعمــدت‬
‫علــى التآمــر ضــده مــع األعــداء‪ ،‬فــي محاولــة تهديــم مــا تــم بنــاؤه بفضــل جهــود‬
‫الرجــال المخلصيــن‪ ،‬لتصــل أعمالهــم الشــنيعة حــد الخيانــة فــي الوقــت الــذي كان فيــه‬
‫الوطــن فــي أمــس الحاجــة إليهــم‪.‬‬
‫إن محــاوالت العصابــة وأذنابهــا لعرقلــة المســار االنتخابــي مــن خــال نشــر‬
‫المغالطــات والدعايــة المغرضــة بخصــوص حرصنــا علــى تســريع وتيــرة األعمــال‬
‫للتوجــه نحــو االقتــراع‪ ،‬الــذي ال عالقــة لــه بالتســرع‪ ،‬ســتبوء بالفشــل ألنهــا تحمــل‬
‫فــي طياتهــا تناقضــات صارخــة تفطــن لهــا الشــعب وأدرك ضــرورة الذهــاب فــي‬
‫أقــرب اآلجــال إلــى انتخــاب رئيــس جمهوريــة باعتبــاره المــاذ الوحيــد للخــروج‬
‫بالبــاد إلــى بــر األمــان‪.‬‬
‫‪ -‬إن القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬بمرافقتهــا للمســيرات الشــعبية الســلمية‬
‫وتحديــد معالــم طريــق إجــراء رئاســيات حــرة وشــفافة‪ ،‬قــد أجبــرت هــذه الشــرذمة‬
‫علــى إســقاط القنــاع ومكنــت الــرأي العــام مــن كشــفها ومعرفــة المصالــح التــي‬
‫تدافــع عنهــا هــذه األخيــرة ولصالــح أي أجنــدة تعمــل‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ -‬وإننــا نحــث المواطنيــن علــى التجنــد المكثــف حتــى يجعلــوا مــن هــذا الموعــد نقطــة‬
‫انطــاق لمســعى تجديــد مؤسســات الوطــن‪ ،‬ويعملــوا علــى إنجــاح هــذا االســتحقاق‬
‫االنتخابــي الــذي سيســمح بانتخــاب رئيــس جديــد‪ ،‬تكــون لــه الشــرعية الكاملــة‬
‫لرئاســة البلــد وتجســيد طموحــات الشــعب‪.‬‬
‫‪ -‬ولــن نمــل مــن التذكيــر بــأن هــذا االقتــراع ســيجرى فــي ظــروف مغايــرة تمامــا لمــا‬
‫ســبق مــن مواعيــد انتخابيــة‪ ،‬لكــون هــذا المســار االنتخابــي لــم يعــد مــن صالحيــات‬
‫اإلدارة‪ ،‬بــل ســلطة مســتقلة تتكفــل بتنظيــم كل مراحــل العمليــة االنتخابيــة‪ ،‬وفقــا‬
‫لمــا يخولــه لهــا القانــون‪ ،‬وتضمــن شــفافية االقتــراع ومصداقيتــه‪.‬‬
‫‪ -‬وعليــه‪ ،‬نؤكــد مــرة أخــرى أننــا مصممــون علــى الخــروج ببالدنــا مــن هــذه األزمــة‬
‫مهمــا تطلــب ذلــك مــن جهــود مضنيــة وتضحيــات جســام وأننــا متيقنون أن مســعانا‬
‫ســيكلل بالنجــاح‪ ،‬بفضــل اإليمــان واإلخــاص الــذي تحلــى بــه رجــال صدقــوا مــا‬
‫عاهــدوا هللا عليــه‪ ،‬وتأســوا بالشــهداء األبــرار والمجاهديــن األخيــار‪ ،‬الذيــن واجهوا‬
‫باألمــس القريــب أعتــى قــوة اســتعمارية بإمكانيــات بســيطة‪ ،‬قلــت‪ ،‬ســيكلل مســعانا‬
‫بالنجــاح وستفشــل مخططــات العصابــة ألن يــد هللا فــوق أيديهــم»‪.‬‬

‫« لقــد عملنــا منــذ بدايــة األزمــة علــى مواجهــة كافــة التحديــات وإفشــال مخططــات‬
‫العصابــة‪ ،‬وقــد بــدأت بشــائر النصــر تلــوح فــي األفــق والحمــد هلل‪ ،‬ولــن نمــل عــن‬
‫الدعــوة إلــى التوجــه إلــى صناديــق االقتــراع‪ ،‬فــي ظــل منافســة قائمــة علــى قواعــد‬
‫ديمقراطيــة صحيحــة‪ ،‬حيــث يكــون صــوت الشــعب هــو الســيد لتقريــر مــن يأخــذ‬

‫‪136‬‬
‫بزمــام قيــادة البلــد‪ ،‬وهــي ســانحة مميــزة للمــرور إلــى مرحلــة جديــدة فــي مســار‬
‫بنــاء مســتقبل الوطــن‪.‬‬
‫إن هــذا االســتحقاق الهــام يعــد فرصــة غيــر مســبوقة مــن أجــل إرســاء الثقــة فــي‬
‫البــاد وفتــح الطريــق ألفــق واعــد فــي مجــال توطيــد الممارســة الديمقراطيــة‪ ،‬التــي‬
‫غيبتهــا العصابــة لســنوات‪ ،‬التــي حاولــت االســتحواذ علــى الســلطة مــن خــال‬
‫نهــب ثــروات البــاد واختــاس أمــوال الشــعب واإلضــرار بمقــدرات األمــة‪ ،‬خدمــة‬
‫ألجنــدات معاديــة للوطــن‪ ،‬إال أننــا‪ ،‬وكمــا تمكنــا إبــان الثــورة التحريريــة المجيــدة مــن‬
‫تركيــع االســتعمار الغاشــم‪ ،‬هــا نحــن اليــوم نهزمهــم بعــون هللا وجهــود المخلصيــن‬
‫مــن أبنــاء الوطــن‪.‬‬
‫هــذا الشــعب الــذي طالمــا اســتطاع أن يجابــه جميــع المحــن‪ ،‬مهمــا عظمــت‪،‬‬
‫بفضــل وفائــه وإخالصــه لمبادئــه الوطنيــة وقيمــه العريقــة‪ ،‬وكــذا بفضــل مرافقــة‬
‫المؤسســة العســكرية‪ ،‬التــي انتهجــت إســتراتيجية متبصــرة وحكيمــة عكفــت علــى‬
‫إعمالهــا عبــر مراحــل وأشــواط‪ ،‬واكبــت بــكل انســجام وتبصــر مطالــب وتطلعــات‬
‫هذا الشعب األبي‪.‬‬
‫إننــا نلمــح اليــوم أفــق المســتقبل الواعــد الــذي ينتظــر الشــعب الجزائــري بــإذن هللا‪،‬‬
‫بعــد انتخــاب رئيــس جمهوريــة شــرعي ســيأخذ علــى عاتقــه بــكل وفــاء وإخــاص‬
‫لوطنــه ولشــعبه المســؤولية الثقيلــة المنتظــرة‪ ،‬وإننــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪،‬‬
‫ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬عازمــون علــى مرافقــة الشــعب الجزائــري دون‬
‫هــوادة‪ ،‬مــن خــال توفيــر كافــة الشــروط المواتيــة والظــروف المناســبة وإعمــال‬
‫اإلجــراءات المتعلقــة بتأميــن العمليــة االنتخابيــة وتوفيــر جميع الضمانــات للمواطنين‪،‬‬
‫مــن أجــل مشــاركة مكثفــة وفعالــة فــي الرئاســيات المقبلــة»‪.‬‬
‫«إن الهــدف األســمى لمضمــون الخطابــات التــي أحــرص علــى توجيههــا انطالقــا من‬
‫النواحــي العســكرية ألبنــاء وطنــي األوفيــاء والمخلصيــن عبــر كافــة أرجــاء الوطــن‪،‬‬
‫هــو مرافقتهــم وإطالعهــم‪ ،‬بنــاء علــى معطيــات‪ ،‬علــى مســتجدات الوضــع وعلــى مــا‬
‫يجــري مــن أحــداث فــي وطنهــم‪ ،‬وإحاطتهــم علمــا بالتحديــات التــي تواجههــا بالدنــا‬
‫ومــا يبذلــه الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬رفقــة كافــة الخيريــن مــن أبنــاء الوطــن‪ ،‬مــن‬

‫‪137‬‬
‫جهــود مضنيــة لتأميــن حاضــر الجزائــر ومســتقبلها والســهر علــى اســتقرار الوطــن‬
‫وازدهــاره‪ ،‬كمــا أعمــل دومــا أن يكــون محتــوى كل خطــاب متماشــيا ومتطابقــا مــع‬
‫الظــرف والموقــف الــذي تمــر بــه البــاد‪.‬‬
‫واألكيــد أن التحضيــرات الجاريــة اســتعدادا لالنتخابــات الرئاســية المقبلــة‪ ،‬التي حُـــدد‬
‫موعدهــا كمــا تعلمــون جميعــا فــي ‪ 12‬مــن شــهر ديســمبر القــادم‪ ،‬قــد انطـــلقت فعليــا‬
‫وميدانيــا عبــر الحــرص علــى توفير كافة الشــــروط الالزمــــة والعـــــوامل المـــائمة‬
‫للـــسير الحـــسن لهــذا االســتحقاق المصيــري فــي حيــاة األمــة‪ ،‬مــن خــال تكـــييف‬
‫القانون العضـــوي لالنتخابات وتعـــديله بمـا يتمـاشى والطموحـات المـشروعة لشعبنـا‬
‫األبـــي وكـــذا إنشاء السلطة الوطـــنية المســـتقلة لالنتـــخابات‪ ،‬الذي يعتبر حدثا بارزا‬
‫فــي مســار الخــروج مــن األزمــة‪ ،‬حيــث تــم منــح هــذه الســلطة كافــة الصالحيــات‬
‫التــي تخولهــا التكفــل‪ ،‬دون ســواها‪ ،‬بجميــع مراحــل العمليــة االنتخابيــة‪ ،‬وهــو أمــر‬
‫تعيشــه بالدنــا ألول مــرة‪ ،‬ويعتبــر قفــزة نوعيــة فــي مســار البنــاء الوطنــي تضفــي‬
‫المزيــد مــن المصداقيــة والشــفافية علــى العمليــة االنتخابيــة‪ ،‬وال يفوتنــي فــي هــذا‬
‫المقــام التنويــه مجــددا بــروح المســؤولية وااللتــزام المخلــص الــذي تحلــى بــه طاقــم‬
‫هــذه الســلطة‪ ،‬بمــا يجعــل مــن هــذا الموعــد االنتخابــي الهــام محطــة أساســية ينتظرهــا‬
‫الشــعب الجزائــري بحمــاس وســيكون هــذا الموعــد التاريخــي عرســا للجزائــر‬
‫وألبنائهــا المخلصيــن‪ ،‬علــى درب الحــل الدســتوري للخــروج مــن األزمــة‪ ،‬وســتتخذ‬
‫القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬فــي القريــب العاجــل‪ ،‬كافــة اإلجــراءات‬
‫الالزمــة التــي تمكــن المواطنيــن مــن ممارســة حقهــم االنتخابــي فــي جو مــن الطمأنينة‬
‫والســكينة وفــي أحســن الظــروف األمنيــة‪.‬‬
‫وفــي هــذا الصــدد تحديــدا‪ ،‬يبــرز تمســكنا الدائــم بالمســار الدســتوري وحرصنــا علــى‬
‫االحتــرام الكامــل والوافــي لقوانيــن الجمهوريــة‪ ،‬وخــط ســيرنا الــذي لــم ولــن نحيــد‬
‫عنــه إطالقــا مهمــا كانــت الظــروف واألحــوال‪ ،‬ألنــه المســلك الوحيــد اآلمــن الــذي‬
‫تتحقــق بــه الغايــات الكبــرى المنشــودة ويتوقــف عليــه مســتقبل البــاد‪.‬‬
‫هــذا الخــط الوطنــي الــذي ال يعجــب الشــرذمة التــي تحــاول بــكل الوســائل والســبل‬
‫عرقلــة هــذا المســار االنتخابــي الــذي يبقــى المفتــاح األساســي لحــل األزمــة التــي‬

‫‪138‬‬
‫تعيشــها البــاد‪ ،‬وعليــه فمــن يقــف حاجــزا أمــام هــذا الحــل الدســتوري والمطلــب‬
‫الشــعبي ويعمــل علــى عرقلــة هــذا المســعى الوطنــي الحيــوي بــأي شــكل مــن‬
‫األشــكال‪ ،‬ســيلقى جــزاءه العــادل والصــارم بــل الــرادع طبقــا للقانــون‪ ،‬فــا تالعــب‬
‫إطالقــا مــع المصلحــة العليــا للوطــن‪.‬‬
‫وفــي هــذا اإلطــار‪ ،‬فإننــا علــى يقيــن تــام بــأن الشــعب الجزائــري‪ ،‬المــدرك لمصلحتــه‬
‫ولمصلحــة وطنــه وحجــم التحديــات المعترضــة‪ ،‬ســيعرف كيــف يخــوض هــذا‬
‫االســتحقاق الوطنــي الحاســم‪ ،‬وســيعرف كيــف يرفــع التحــدي عاليــا مــن خــال‬
‫المشــاركة القويــة والمكثفــة فــي هــذا الجهــد الوطنــي البنــاء‪ ،‬وســيقوم بــأداء واجبــه‬
‫الوطنــي بــكل حريــة وشــفافية‪ ،‬فــي ظــل أجــواء يطبعهــا اإلدراك العميــق ألهميــة‬
‫الحــدث ودوره البــارز فــي تحقيــق أمــال مالييــن الشــهداء األبــرار وتطلعــات‬
‫أجيال االستقالل‪.‬‬
‫إن تمســك الجيــش الوطنــي الشــعبي ببلــوغ هــذه التطلعــات المشــروعة‪ ،‬هــو تمســك‬
‫عالــي العــزم ورفيــع الهمــة‪ ،‬تمليــه علينــا الصالحيــات الدســتورية الصريحــة‬
‫المخولــة لقواتنــا المســلحة‪ ،‬وفــي هــذا اإلطــار تحديــدا‪ ،‬ينــدرج الحــرص علــى تدعيــم‬
‫كافــة مؤسســات الدولــة ومرافقتهــا‪ ،‬وتقديــم كافــة أشــكال الدعــم للســلطة الوطنيــة‬
‫المستقلة لالنتخابات‪.‬‬
‫لقــد تعهدنــا أمــام الشــعب الجزائــري‪ ،‬بتوفيــر كافــة الظــروف المالئمــة إلجــراء‬
‫االنتخابــات الرئاســية وســنكون بعــون هللا فــي الموعــد‪ ،‬بتحقيــق كافــة عوامــل األمــن‬
‫والطمأنينــة للشــعب الجزائــري وتمكينــه مــن أداء حقــه وواجبــه االنتخابــي‪ ،‬وذلــك من‬
‫خــال التحكــم الفعلــي فــي الميــدان واالنتشــار الكامــل والمــدروس لمختلــف قــوات‬
‫األمــن فــي كل أرجــاء الوطــن‪ ،‬بمــا يكفــل التأميــن الكامــل لالنتخابــات الرئاســية‪ ،‬حتى‬
‫تكــون فعــا ثمــرة يانعــة ومباركــة‪ ،‬تكفــل بالتالــي تجســيد المطلــب الشــعبي الملــح‬
‫عبــر انتخــاب رئيــس للجمهوريــة يتمتــع بالســند الشــعبي القــوي الــذي يمكنــه مــن أداء‬
‫مســؤولياته الدســتورية الكبــرى‪ ،‬وهــي مســؤولية فــي غايــة األهميــة‪ ،‬تتوافــق تمامــا‬
‫مــع التطلعــات المشــروعة للشــعب الجزائــري‪ ،‬الــذي ســيكون بــكل تأكيــد فــي مســتوى‬
‫عظمــة الجزائــر وفــي مســتوى تاريخهــا الوطنــي الزاخــر بالبطــوالت واألمجــاد»‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمل والتفتـيش التـي قادتـه إلى الناحية العسكـرية الثــانية فـي الفتـرة‬
‫من ‪ 28‬سبتمبر إلى ‪ 03‬أكتوبر ‪.2019‬‬

‫«لقــد ســبق لــي وأن أكــدت فــي مداخالتــي الســابقة‪ ،‬أن تميــز الشــعب‬
‫الجزائــري األصيــل واألبــي‪ ،‬وتعــوده علــى ربــح كافــة رهاناتــه مهمــا كانــت طبيعتهــا‬
‫وصعوبتهــا‪ ،‬يجعــل مــن كســب رهــان االنتخابــات الرئاســية المقــررة‪ ،‬إن شــاء هللا‬
‫تعالــى‪ ،‬فــي ‪ 12‬ديســمبر المقبــل‪ ،‬مــن المســائل البديهيــة‪ ،‬ويجعــل منــه‪ ،‬بذلــك‪ ،‬بمثابــة‬
‫الخطــوة األخــرى مــن الخطــوات العمالقــة‪ ،‬التــي مــا فتــئ يخطوهــا الجزائريــون بــكل‬
‫ثقــة وثبــات‪.‬‬
‫ومــن هــذا المنطلــق‪ ،‬تنــدرج جديــة وصوابيــة التحضيــر لالنتخابــات الرئاســية المقبلة‪،‬‬
‫واألكيــد أنــه وبعــد االنتهــاء مــن مرحلــة اســتدعاء الهيئــة الناخبــة ومباشــرة الســلطة‬
‫الوطنيــة المســتقلة لالنتخابــات لصلــب المهــام الموكلــة إليهــا‪ ،‬فــي ظــل قانــون انتخابي‬

‫‪140‬‬
‫مكيــف‪ ،‬ســيتم تثبيــت ركائــز الضمانــة الحقيقيــة إلجــراء هــذا االســتحقاق الوطنــي‬
‫بــكل مــا يفرضــه معيــار النزاهــة مــن بواعــث الصــدق والمصداقيــة‪ ،‬ويجــدر بنــا بهــذه‬
‫المناســبة الكريمــة أن نوجــه تحيــة إكبــار واحتــرام لكافــة المواطنيــن‪ ،‬الســيما فئــة‬
‫الشــباب‪ ،‬الذيــن أدركــوا رهــان هــذا الموعــد االنتخابــي وأهميتــه القصــوى بالنســبة‬
‫للجزائــر ولشــعبها‪ ،‬مــن خــال توافدهــم وإقبالهــم علــى مكاتــب التســجيل فــي مختلــف‬
‫بلديــات الجمهوريــة عبــر كافــة أنحــاء الوطــن‪ ،‬مــن أجــل تســجيل أنفســهم فــي هــذه‬
‫القوائــم واالســتعداد ألداء واجبهــم الوطنــي‪ ،‬وتلكــم عالمــة بــارزة مــن عالمــات‬
‫اإلخــاص للجزائــر وداللــة مــن دالالت إرادة الشــعب الجزائــري القويــة وحرصــه‬
‫الشــديد علــى المشــاركة فــي االنتخابــات الرئاســية المقبلــة بــكل مــا يســتوجبه ذلــك مــن‬
‫واجــب التحلــي بالســلوك والقيــم ذات الصلــة الوثيقــة بمبــادئ الشــعب وثوابــت األمــة‪.‬‬
‫وفــي هــذا الصــدد‪ ،‬وكمــا أشــرت إليــه فــي مداخلتــي الســابقة حــول تأميــن االنتخابــات‬
‫الرئاســية‪ ،‬أود أن أؤكــد أننــي أســديت تعليمــات إلــى قــادة النواحــي والقــوات ومختلــف‬
‫المصالــح األمنيــة للشــروع فــورا فــي اتخــاذ كافــة اإلجــراءات الضروريــة لتأميــن‬
‫العمليــة االنتخابيــة عبــر كافــة التــراب الوطنــي حتــى يتمكــن شــعبنا مــن أداء واجبــه‬
‫االنتخابــي فــي ظــروف يســودها األمــن والســكينة‪.‬‬
‫وبهــذا المعنــى تحديــدا‪ ،‬أود أن أشــير إلــى الجــزاء العــادل الــذي نالــه بعــض أفــراد‬
‫العصابــة‪ ،‬بــل رؤوســها‪ ،‬علــى إثــر صدور األحــكام القضائيــة في حقهم نظيــر تآمرهم‬
‫علــى ســلطة الدولــة وســلطة الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬هــذه األحــكام‪ ،‬التــي جســدت‬
‫مطلبــا شــعبيا ملحــا ومشــروعا‪ ،‬نالــت استحســان وترحيــب المواطنيــن‪ ،‬الذيــن عبــروا‬
‫عــن ارتياحهــم لرؤيــة مــن كان إلــى وقــت قريــب يعيــث فــي األرض فســادا وتكبــرا‬
‫وازدراء لمعانــاة شــعبنا األبــي‪ ،‬وبهــذا فقــد وفــت القيــادة العليــا للجيش الوطني الشــعبي‬
‫بتعهداتهــا حيــال الشــعب والوطــن فيمــا تعلــق بمرافقــة العدالــة في محاســبة المفســدين‪،‬‬
‫مــن خــال تقديــم الضمانــات الكافيــة لهــا لمتابعــة كافــة المتورطيــن فــي الفســاد‪ ،‬ألنــه‬
‫ال أحــد فــوق القانــون‪ ،‬ولـيـتـيـقـــن الشــعب الجزائــري أنــه لــن يهــدأ لنــا بــال حتــى‬
‫ينــال كل مفســد ومخــرب للوطــن جــزاءه العــادل‪ ،‬وســتتواصل عمليــة مكافحــة الفســاد‬
‫إلــى نهايتهــا‪ ،‬أي تطهيــر البــاد مــن هــؤالء المفســدين والعابثيــن بمقــدرات الشــعب‬
‫ومســتقبل األجيــال‪ ،‬مهمــا تطلــب ذلــك مــن جهــود مضنيــة وتضحيــات جســام»‪.‬‬
‫‪141‬‬
‫إن الجميــع يعلــم مــدى أهميــة الجانــب اإلعالمــي‪ ،‬ويعلــم مــدى تأثيــره علــى الــرأي العام‬
‫الوطنــي وعلــى ســير ووجهــة األحــداث‪ ،‬فانطالقا من هــذه األهمية واعتبارا لهــذا التأثير‬
‫اإلعالمــي‪ ،‬فإننــي أدعــو أحــرار هــذا القطــاع إلــى تفعيــل الضميــر الحــي والمســاهمة‬
‫بحيويــة فــي انتصــار الجزائــر علــى مــن يعاديهــا‪ ،‬مــن خــال الجهــد اإلعالمــي النزيــه‬
‫والصراحــة التــي يتميــز بهــا رجــال اإلعــام الوطنييــن ومــا أكثرهــم‪ ،‬فمن حــق الجزائر‬
‫علينــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬أن نكــون فــي مســتوى تطلعــات شــعبها‪ ،‬لكــن مــن‬
‫حقنــا نحــن علــى القطــاع اإلعالمــي الوطنــي بكافــة فروعــه المســموعة والمقــروءة‬
‫والمرئيــة‪ ،‬أن يســاير بــكل صــدق وصراحــة مجــرى األحــداث وتطوراتهــا وأن يتحلــى‬
‫بالموضوعيــة المطلوبــة فــي تنــاول الوقائــع‪ ،‬وأن يجاهــر بالحــق وال يخشــى لومــة الئــم‬
‫عنــد التصــدي لــكل مــن يجعــل أســاليب التهويــل وســيلته اإلعالميــة المثلــى‪ ،‬وأن يجعــل‬
‫دومــا مصلحــة الجزائــر العليــا فــوق كل االعتبــارات األخــرى‪ ،‬فتلكــم هــي النصيحــة‬
‫الصادقــة النيــة والطيبــة الســريرة‪ ،‬التــي ننصــح بهــا أحــرار قطــاع اإلعــام الوطنــي‪.‬‬
‫فمــن بيــن الدعايــات التــي تــروج لهــا العصابــة وأذنابهــا والتــي يجــب محاربتهــا‬
‫والتصــدي لهــا‪ ،‬هــي تلــك التــي تحــاول الترويــج إلــى أن الجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫يزكــي أحــد المترشــحين للرئاســيات المقبلــة‪ ،‬وهــي دعايــة الغــرض منهــا التشــويش‬
‫علــى هــذا االســتحقاق الوطنــي الهــام‪ ،‬وإننــا نؤكــد فــي هــذا الصــدد بــأن الشــعب هــو‬
‫مــن يزكــي الرئيــس القــادم مــن خــال الصنــدوق‪ ،‬وأن الجيــش الوطنــي الشــعبي ال‬
‫يزكــي أحــدا‪ ،‬وهــذا وعـــد أتعهــد بــه أمــام هللا والوطــن والتاريــخ‪ .‬كمــا نؤكــد مــرة أخرى‬
‫وانطالقــا مــن الصراحــة التــي علمتنــا إياهــا الثــورة التحريريــة المباركــة أننــا صادقــون‬
‫فــي أقوالنــا ومخلصــون فــي أعمالنــا ولــن نحيــد عــن مواقفنــا أبــدا‪ ،‬وأننــا عازمــون علــى‬
‫مواصلــة مواجهــة العصابــة إلــى غايــة التخلــص مــن شــرورها‪.‬‬
‫أخيــرا‪ ،‬فإنــه ال يســعني إال أن أقــول بــكل فخــر وتصميــم وتفــاؤل بالمســتقبل‪ ،‬بــأن‬
‫الجزائــر ســائرة نحــو وجهتهــا الصحيحــة والســليمة وذلــك‪ ،‬بفضــل هللا وقوتــه‪ ،‬ثــم‬
‫بفضــل وعــــي األغلبيــة الغالبــة مــن الشــعب الجزائــري الــذي يعــرف دوما فــي األوقات‬
‫الحاســمة كيــف يحســم األمــور الجديــة لصالــح الجزائــر والجزائــر فقــط‪ ،‬فالجزائــر‬
‫تســتحق بــأن تكــون فــوق كل اعتبــار‪ ،‬وهللا مــن وراء القصــد‪ ،‬ويشــهد علــى مــا أقــول»‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫«أود أن أؤكــد أننــي أســديت تعليمــات إلــى قــادة النواحــي والقــوات ومختلــف المصالح‬
‫األمنيــة للشــروع فــورا فــي اتخــاذ كافــة اإلجــراءات الضروريــة لـــتأمين العمليــة‬
‫االنتخابيــة عبــر كافــة التــراب الوطنــي حتــى يتمكــن شــعبنا مــن أداء واجبــه االنتخابي‬
‫فــي ظــروف يســودها األمــن والســكينة‪ ،‬ألننــا نــرى أن تحقيــق ذلــك‪ ،‬يســتوجب‬
‫بالضــرورة تحقيــق المطلــب األمنــي‪ ،‬فاألمــن هــو مبعــث األمــل ومنبــع الطمأنينــة ‪،‬‬
‫ولهــذا الســبب بالــذات‪ ،‬يأتــي االهتمــام الشــديد بالمقاربــة األمنيــة‪ ،‬فالجزائــر اآلمنــة‬

‫والمســتقرة والقــادرة علــى حفــظ ســيادتها واســتقاللها الوطنــي ووحدتهــا الترابيــة‬

‫والشــعبية‪ ،‬بــل والقــادرة علــى صــون مقومــات شــخصيتها وحمايتهــا‪ ،‬هــي جزائــر‬
‫قابلــة للتطــور علــى أكثــر مــن صعيــد‪ ،‬وقابلــة للنهــوض فــي كافــة المجــاالت‪.‬‬
‫وعليــه فإننــا نعتبــر أن االنتخابــات الرئاســية المقبلــة‪ ،‬تكتســي أهميــة قصــوى‪ ،‬والتــي‬
‫يتــم التحضيــر الجــدي لهــا ماديــا ومعنويــا باعتبارهــا مرحلــة هامــة مــن المراحــل‬
‫التــي ســيجتازها الشــعب الجزائــري بــكل عزيمــة وإصــرار‪ ،‬علــى درب تحقيــق عــزة‬
‫الجزائــر وتحقيــق ازدهارهــا االقتصــادي ونهضتهــا االجتماعيــة والثقافيــة‪.‬‬
‫كمــا أن هــذه االنتخابــات‪ ،‬تشــكل فرصــة متجــددة يبرهــن خاللهــا الشــعب الجزائــري‬
‫‪143‬‬
‫علــى أنــه شــعب‪ ،‬متمســك بمبادئــه الوطنيــة األصيلــة‪ ،‬يعــرف كلمــا واجهتــه التحديــات‬
‫كيــف يــؤدي واجبــه الوطنــي‪ ،‬فالجزائــر هــي غايــة الغايــات‪.‬‬
‫لقــد ســبق لــي وأن أشــرت فــي العديــد مــن المناســبات أن هنــاك أطرافــا خارجيــة‬
‫معاديــة تتربــص بالجزائــر وتحــاول التدخــل فــي شــؤونها الداخليــة‪ ،‬بتواطــؤ مفضــوح‬
‫مــع العصابــة فــي الداخــل التــي نحذرهــا مــن اللعــب بالنــار‪ ،‬وهــي محــاوالت يائســة‬
‫تهــدف باألســاس إلــى زعزعــة اســتقرار وأمــن الجزائــر وشــعبها الــذي خــاض ثــورة‬
‫تحريريــة فريــدة مــن نوعهــا‪ ،‬اســترجع بفضلهــا وبفضــل تضحيــات قوافــل مــن‬
‫الشــهداء‪ ،‬حريتــه واســتقالله‪ ،‬وهــو اليــوم يتمــع بكامــل الســيادة فــي وطنــه‪ ،‬ولقــد تفطن‬
‫هــذا الشــعب األصيــل واألبــي منــذ بدايــة األزمــة إلــى هــذه المنــاورات المشــبوهة‪،‬‬
‫وعبــر مــن خــال مســيراته الســلمية‪ ،‬التــي شــهد العالــم برمتــه عــن حضاريتهــا‪ ،‬عــن‬
‫رفضــه القاطــع ألي تدخــل أجنبــي فــي شــؤون بــاده الداخليــة‪ ،‬وأنــه لــن يقبــل أن‬
‫تملــى عليــه أيــة دروس مــن أيــة جهــة كانــت‪ ،‬كونــه ســيد قراراتــه‪.‬‬
‫كمــا أننــي أكــدت شــخصيا أكثــر مــن مــرة‪ ،‬بــأن مــا يجــري فــي الجزائــر هــو شــأن‬
‫داخلــي يخــص الجزائرييــن وحدهــم‪ ،‬وأن الشــعب الملتــف حــول جيشــه ســيعرف كيف‬
‫يتصــدى لمثــل هــذه المنــاورات‪ ،‬التــي ســيكون مآلهــا الفشــل‪ ،‬الســيما وأنــه مــاض فــي‬
‫طريقــه‪ ،‬للخــروج مــن األزمــة فــي أقــرب وقــت مــن خــال تنظيــم انتخابــات رئاســية‬
‫حــرة ونزيهــة وشــفافة‪ ،‬ســتجرى إن شــاء هللا تعالــى فــي موعدهــا المحــدد فــي ‪12‬‬
‫ديســمبر القــادم‪.‬‬
‫وفــي هــذا الصــدد بالــذات‪ ،‬أنتهــز هــذه الســائحة ألؤكــد مجــددا أن الجزائــر بتاريخهــا‬
‫العريــق وبشــعبها الحــر‪ ،‬ســتظل دومــا ســيدة قرارتهــا‪ ،‬وأن الشــعب الجزائــري‬
‫األبــي بكافــة أطيافــه يرفــض بصفــة قطعيــة أي تدخــل ســافر فــي شــؤون بالدنــا‬
‫مــن أيــة جهــة كانــت‪ ،‬ولهــؤالء المتطاوليــن علــى الجزائــر أقــول اهتمــوا بشــؤونكم‬
‫وبمشــاكل بلدانكــم‪ ،‬فالجزائــر ســتعرف كيــف تنتصــر وتخــرج مــن أزمتهــا‬
‫قوية بشعبها وآمنة بجيشها‪.‬‬
‫إن واجــب الوطنييــن المخلصيــن اليــوم وفــي طليعتهــم الجيــش الوطني الشــعبي‪ ،‬ســليل‬
‫جيــش التحريــر الوطنــي هــو أن ال يتركــوا جزائــر المالييــن مــن الشــهداء عرضــة‬
‫لدســائس ومؤامــرات شــرذمة قليلــة مــن الحاقديــن علــى الجزائــر من خــال تخطيطهم‬
‫‪144‬‬
‫إلفســاد عــرس االنتخابــات الرئاســية‪ ،‬لقــد نســي هــؤالء أن تصميم أحــرار الوطن على‬
‫المضــي قدمــا نحــو تحقيــق األهــداف الوطنيــة النبيلــة والســامية للشــعب الجزائــري‪،‬‬
‫هــو تصميــم ال يقبــل المهاتــرات وال الجــدل الفــارغ والعقيــم‪ ،‬فاألمــر يتعلــق بالجزائر‪،‬‬
‫أرض المالييــن مــن الشــهداء الذيــن منحــوا أعــز مــا يملكــون مــن أجــل أن يعـــرف‬
‫وطنهــم معانــي التحــرر الحقيقــي‪ ،‬ومعانــي االســتقالل الكامــل‪ ،‬المتمثــل فــي تمكيــن‬
‫اإلرادة الشــعبية بمفهومهــا الحقيقــي والصحيــح مــن رســم معالــم مســتقبل الوطــن بــكل‬
‫حريــة وديمقراطيــة‪ ،‬وتجســيدا لهــذه التطلعــات الشــعبية المشــروعة‪ ،‬فإننــا لــن نتــردد‬
‫لحظــة واحــدة فــي التصــدي الصــارم والــرادع لهــذه الشــرذمة‪ ،‬وســنكون دومــا‪ ،‬مثلمــا‬
‫أكدنــا علــى ذلــك أكثــر مــن مــرة‪ ،‬حمــاة لهــذه اإلرادة الشــعبية وأمنــاء علــى تجســيدها‪،‬‬
‫مــن خــال التطبيــق الدقيــق والصــارم للقوانيــن الســارية المفعــول‪ ،‬فلــن نتــرك المجال‬
‫للعصابــة وأذنابهــا لعرقلــة هــذا العــرس االنتخابــي الواعــد والمفصلــي فــي تاريــخ‬
‫الجزائــر‪ ،‬وسنجســد فعليــا وميدانيــا هــذا الــكالم علــى أرض الواقــع‪.‬‬
‫فبالدنــا بــاد الخيــر تحــوز علــى إمكانيــات وثــروات معتبــرة فــوق األرض وتحــت‬
‫األرض‪ ،‬فلــن نتــرك العمــاء ينهبــوا رفقــة أســيادهم هــذه الخيــرات الوطنيــة الزاخــرة‬
‫ولــن نتــرك أرض الشــهداء يعيــث فيهــا المفســدون فســادا‪ ،‬ولــن نســمح ألي كان‬
‫التالعــب بمصيــر البــاد ومســتقبل الشــعب الجزائــري‪.‬‬
‫لقــد أصبــح اليــوم واضحــا للعيــان أشــد الوضــوح‪ ،‬بــأن هــذه العصابــة ومــن يــدور‬
‫فــي فلكهــا ويأتمــر بأوامرهــا‪ ،‬هــم دخــاء وغربــاء عــن الشــعب الجزائــري‪ ،‬فمــن‬
‫ال يخــدم مصلحــة الوطــن بمفهومهــا الحقيقــي‪ ،‬هــو دخيــل وغريــب عــن الوطــن بــل‬
‫ومعــادي لــه‪ ،‬ألن هــذه الشــرذمة ال تملــك حــق التفكيــر‪ ،‬فاألطــراف الخفيــة التــي تقــف‬
‫وراءهــا هــي التــي تفكــر لهــا وتأمرهــا بالتنفيــذ‪ ،‬إننــا ال نقــول هــذا الــكالم مــن فــراغ‪،‬‬
‫بــل لدينــا معطيــات تؤكــد تــورط هــؤالء العمــاء وســنتخذ دون شــك اإلجــراءات‬
‫الالزمــة فــي الوقــت المناســب باســم القانــون ضــد هــذه الشــرذمة‪ ،‬فــا تســامح‪ ،‬أقــول‬
‫ال تســامح مــع هــذه الفـئـــة القليلــة‪ ،‬التــي تعــودت علــى فــرض إرادتهــا الظالمــة علــى‬
‫األغلبيــة‪ ،‬لقــد انتهــى وإلــى األبــد هــذا العهــد غيــر الســوي‪ ،‬فالكلمــة اآلن أصبحــت‬
‫للشــعب الجزائــري الــذي ســيعرف كيــف يبنــي دولــة القانــون التــي ال ســيد فيهــا ســوى‬
‫القانــون‪ ،‬ومــن يحــاول عرقلــة هــذا المســار فقــد ظلــم نفســه‪ ،‬ولــن يســمح أحــرار‬
‫‪145‬‬
‫الجزائــر ابتــداء مــن اليــوم بــأن يعبــث أعــداء الوطــن بمصيــر األمــة‪ ،‬لقــد عانــى‬
‫الشــعب الجزائــري كثيــرا أثنــاء العهــد االســتعماري البغيــض ولــن يعــود مهمــا كانت‬
‫الظــروف واألحــوال إلــى العيــش مراحــل أخــرى مــن المعانــاة‪ ،‬تلكــم هــي التطلعــات‬
‫المشــروعة التــي سيســهر علــى تجســيدها ميدانيــا رجــال أوفيــاء وشــرفاء ومخلصون‬
‫هلل والوطــن‪ ،‬يقولــون ويفعلــون وال يراوغــون‪ ،‬مثــل بعــض الذيــن يدعــون الثقافــة‬
‫والمعرفــة بالقانــون لكنهــم يتصرفــون تصرفــات منافيــة تمامــا للقانــون ومجانبــة‬
‫تمامــا للصــواب‪ ،‬مــن خــال تصريحــات مغرضــة‪ ،‬لقــد تناســوا بــأن المعيــار الوحيــد‬
‫للحكــم علــى األفعــال واألقــوال هــو الشــعب الجزائــري‪ ،‬فمــن أراد أن يقيــس قيمتــه‬
‫الحقيقيــة فليتقــدم إلــى الشــعب ويترشــح‪ ،‬أمــا غيــر ذلــك فســيبقى كالمــا هــراء وليــس‬
‫لــه قيمــة أبــدا‪.‬‬
‫فــإن‬ ‫وعليــه‪،‬‬
‫مثــال‬ ‫أبلــغ‬
‫وأبــرز شــاهد‬
‫علــى التصميــم‬
‫واإلصــرار الــذي‬
‫ال زال يحدونــا‬
‫مــن أجــل خدمــة‬
‫الوطــن‬ ‫هــذا‬
‫الغالــي هــو ذلــك‬
‫اإلســهام الكبيــر‬
‫الــذي مــا انفــك‬
‫يقــوم بــه الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‬
‫خــال‬ ‫مــن‬
‫قطــاع الصحــة‬
‫العســكرية‪ ،‬فــي‬
‫مجــال التكفــل‪،‬‬
‫‪146‬‬
‫بســكان المناطــق الحدوديــة الجنوبيــة‪ ،‬بتقديــم رعايــة طبيــة نوعيــة ودائمــة لكافــة‬
‫ســكان جنوبنــا الكبيــر وبالتالــي تحســين ظــروف معيشــتهم‪.‬‬
‫وفــي هــذا الشــأن بالــذات تنــدرج اإلجــراءات المتخــذة فــي قطــاع الصحــة التــي‬
‫أعلنــت عنهــا الحكومــة األســبوع الماضــي‪ ،‬بأمــر مــن الوزيــر األول نــور الديــن‬
‫بــدوي‪ ،‬لفائــدة واليــات الجنــوب والهضــاب العليــا‪ ،‬الســيما فيمــا يخــص رفــع التجميد‪،‬‬
‫عــن كل المشــاريع المســجلة فــي هــذا القطــاع الحســاس‪ ،‬ورفــع أجــور األطبــاء‪ ،‬هــذا‬
‫إلــى جانــب إيفــاد الوزيــر األول لجنــة وزاريــة كلفــت باتخــاذ كافــة اإلجــراءات التــي‬
‫تكفــل فــك العزلــة عــن المناطــق الجنوبيــة مــن خــال التســريع فــي إنجــاز شــبكات‬
‫الطرقــات فــي هــذه المناطــق‪ ،‬الســيما الطريــق الرابــط بيــن رقــان ‪ -‬بــرج باجــي‬
‫مختــار‪ -‬تيمياويــن‪ ،‬علــى مســافة ‪ 580‬كيلومتــر»‪.‬‬
‫«لقــد أصبــح اليــوم واضحــا للعيــان أشــد الوضــوح‪ ،‬بــأن هــذه العصابــة ومــن يــدور‬
‫فــي فلكهــا ويأتمــر بأوامرهــا‪ ،‬هــم دخــاء وغربــاء عــن الشــعب الجزائــري‪ ،‬فمــن‬
‫ال يخــدم مصلحــة الوطــن بمفهومهــا الحقيقــي‪ ،‬هــو دخيــل وغريــب عــن الوطــن بــل‬
‫ومعــادي لــه‪ ،‬ألن هــذه الشــرذمة ال تملــك حــق التفكيــر‪ ،‬فاألطــراف الخفيــة التــي تقــف‬
‫وراءهــا هــي التــي تفكــر لهــا وتأمرهــا بالتنفيــذ‪ ،‬إننــا ال نقــول هــذا الــكالم مــن فــراغ‪،‬‬
‫بــل لدينــا معطيــات تؤكــد تــورط هــؤالء العمــاء وســنتخذ دون شــك اإلجــراءات‬
‫الالزمــة فــي الوقــت المناســب باســم القانــون ضــد هــذه الشــرذمة‪ ،‬فــا تســامح‪ ،‬أقــول‬
‫ال تســامح مــع هــذه الفـئـــة القليلــة‪ ،‬التــي تعــودت علــى فــرض إرادتهــا الظالمــة علــى‬
‫األغلبيــة‪ ،‬لقــد انتهــى وإلــى األبــد هــذا العهــد غيــر الســوي‪ ،‬فالكلمــة اآلن أصبحــت‬
‫للشــعب الجزائــري الــذي ســيعرف كيــف يبنــي دولــة القانــون التــي ال ســيد فيهــا ســوى‬
‫القانــون‪ ،‬ومــن يحــاول عرقلــة هــذا المســار فقــد ظلــم نفســه‪ ،‬ولــن يســمح أحــرار‬
‫الجزائــر ابتــداء مــن اليــوم بــأن يعبــث أعــداء الوطــن بمصيــر األمــة‪ ،‬لقــد عانــى‬
‫الشــعب الجزائــري كثيــرا أثنــاء العهــد االســتعماري البغيــض ولــن يعــود مهمــا كانــت‬
‫الظــروف واألحــوال إلــى العيــش مراحــل أخــرى مــن المعانــاة‪ ،‬تلكــم هــي التطلعــات‬
‫المشــروعة التــي سيســهر علــى تجســيدها ميدانيــا رجــال أوفيــاء وشــرفاء ومخلصــون‬
‫هلل والوطــن‪ ،‬يقولــون ويفعلــون وال يراوغــون‪ ،‬مثــل بعــض الذيــن يدعــون الثقافــة‬
‫والمعرفــة بالقانــون لكنهــم يتصرفــون تصرفــات منافيــة تمامــا للقانــون ومجانبــة‬
‫‪147‬‬
‫تمامــا للصــواب‪ ،‬مــن خــال تصريحــات مغرضــة‪ ،‬لقــد تناســوا بــأن المعيــار الوحيــد‬
‫للحكــم علــى األفعــال واألقــوال هــو الشــعب الجزائــري‪ ،‬فمــن أراد أن يقيــس قيمتــه‬
‫الحقيقيــة فليتقــدم إلــى الشــعب ويترشــح‪ ،‬أمــا غيــر ذلــك فســيبقى كالمــا هــراء وليــس‬
‫له قيمة أبدا»‪.‬‬
‫«إننــا نــدرك جيــدا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‬
‫ونســعى جاهديــن‪ ،‬بحــول هللا تعالــى وقوتــه‪ ،‬إلــى ترســيخ معانــي ثــورة نوفمبــر‬
‫وقيمهــا النبيلــة فــي ذاكــرة األجيــال الصاعــدة‪ ،‬وتمكينهــا مــن أن تســتوعب رســالة‬
‫نوفمبــر وأن تعــي أبعادهــا وقداســتها باعتبارهــا ملحمــة مــن أعظــم المالحــم وأرفعهــا‬
‫شــأنا وأزكاهــا ذكــرا وأقربهــا إلــى قلــوب الجزائرييــن‪ ،‬فهــي مدعــاة للتمجيــد يحــق‬
‫لجيشــنا اليــوم وكل يــوم‪ ،‬االفتخــار بامتــداد جــذوره إلــى صانــع هــذه الملحمــة‪ ،‬جيــش‬
‫التحريــر الوطنــي‪ ،‬وســتبقى جــذوة هــذا االفتخــار ســاطعة ومتألقــة‪ ،‬ســطوع الــدور‬
‫الريــادي المــوكل لجيشــنا الوطنــي الشــعبي فــي إطــار مــا خــول إليــه مــن مهــام‪.‬‬
‫فمــن هــذا المنطلــق تحديــدا‪ ،‬فإنــه يصبــح مــن الطبيعــي‪ ،‬بــل مــن الحتمــي‪ ،‬أن‬
‫تعــود ذاكــرة الجزائرييــن‪ ،‬الســيما فئــة الشــباب منهــم‪ ،‬إلــى ماضــي بالدهــم الخالــد‬
‫ويســتمدون منــه زادا معنويــا دافقــا‪ ،‬بمــا يعينهــم علــى مواجهــة‪ ،‬بــل التغلــب علــى‬
‫كافــة التحديــات‪ ،‬ومواصلــة دربهــم بــكل أمــل وتفــاؤل وطمــوح‪ ،‬نحــو اإلســهام الجــاد‬
‫والمجــدي فــي بنــاء مســتقبل وطنهــم الواعــد‪.‬‬
‫فتاريــخ الجزائــر الــذي نعتــز بــه اليــوم أيمــا اعتــزاز‪ ،‬لــم يــأت كمــا يعلــم الجميــع إال‬
‫بفضــل هــؤالء الرجــال الصناديــد الذيــن ضحــوا بأرواحهــم في ســبيل حرية واســتقالل‬
‫وطنهــم‪ ،‬وهــم يــرون حينهــا أن مســتقبل هــذا الوطــن ســيكون مشــرقا وواعــدا‪،‬‬
‫ويتعيــن عليكــم أنتــم اليــوم أيتهــا الشــبالت أيهــا األشــبال‪ ،‬أن تعتقــدوا جازميــن‪ ،‬بــأن‬
‫مســتقبل الجزائــر ينبغــي لــه أن يكــون متوافقــا تمــام التوافــق مــع تاريخهــا الوطنــي‬
‫القدوة بل المعجزة‪.‬‬
‫اعلمــوا‪ ،‬أيتهــا الشــبالت أيهــا األشــبال أن بالدكــم الجزائــر بفضــل ثورتهــا الخالــدة‬
‫وتاريخهــا الوطنــي الحافــل باألمجــاد والبطــوالت‪ ،‬قــد اســتطاعت أن تضــع بصمتهــا‬
‫وبوضــوح علــى صفحــات التاريــخ اإلنســاني المعاصــر‪ ،‬وأن تـــدون بحــروف مــن‬

‫‪148‬‬
‫ذهــب‪ ،‬قــدرة اإلنســان الجزائــري علــى تغـــيير مجــرى األحــداث التاريخيــة‪ ،‬وعلــى‬
‫إعــادة توجيههــا وصياغتها وفـــقا لتطلعاته الشــرعية وطموحاته المشــروعة‪ ،‬وسيـــبقى‬
‫التاريــخ اإلنســاني يحفــظ فــي ذاكرتــه‪،‬دون شــك‪ ،‬وباعـــتزاز شــديد عظمــة الجزائــر‬
‫وشــعبها‪ ،‬وثورتهــا التحريريــة المظفــرة‪ ،‬ويخلــد بطــوالت مــن صنعوهــا‪ ،‬ويثنــي‬
‫علــى الــدور الريــادي الــذي ســاهمت مــن خاللــه هــذه الثــورة المجيــدة‪ ،‬فــي نشــر‬
‫وتعميــم مُـثــ َل الحريــة والســـلم عبرالعالــم‪.‬‬
‫لقــد أكــدت فــي العديــد مــن المناســبات علــى أن أشــبال األمــة بقــدر مــا تمتــد جذورهــم‬
‫إلــى عنفــوان هــذه الثــورة التحريريــة المجيــدة وتاريخهــا الخالــد‪ ،‬التــي شــهدت ميــاد‬
‫أســافهم المياميــن مــن أشــبال الثــورة‪ ،‬هــؤالء الذيــن جعلــت منهــم ثورتهــم رافــدا قويــا‬
‫مــن روافدهــا الغزيــرة والمتعــددة‪ ،‬فبقــدر كل ذلــك‪ ،‬فــإن أشــبال األمــة اليــوم فــي عهــد‬
‫الجزائــر المســتقلة‪ ،‬يمثلــون رفقــة كافــة الشــباب الجزائــري الوطنــي والمخلــص‪،‬‬
‫مســتقبل وطننــا وأمتنــا‪ ،‬وإننــا نــرى فيهــم هــم أيضــا رافــدا مســتقبليا واعــدا مــن‬
‫الروافــد التــي تتغــذى وتتــزود منهــا صفــوف الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش‬
‫التحريــر الوطنــي‪.‬‬
‫إنكــم تعلمــون جميعــا مــدى الحــرص الــذي ظــل يحدونــا مــن أجــل إحــداث مــدارس‬
‫أشــبال األمــة العشــر‪ ،‬عبــر كافــة ربــوع الوطــن‪ ،‬وقــد تــم تحقيــق ذلــك فــي وقــت‬
‫قياســي‪ ،‬وفقــا الســتراتيجية متبصــرة وبعيــدة النظــر تبنتهــا القيــادة العليــا للجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬تهــدف إلــى تكويــن جيــل نخبــوي من اإلطــارات مــن ذوي الكفاءات‬
‫العاليــة‪ ،‬قــادرة علــى تحمــل المســؤوليات المســتقبلية‪.‬‬

‫فمــن وحــي هــذا الطمــوح‪ ،‬بذلنــا كل مــا فــي الوســع مــن أجــل توفيــر لهــذه المــدارس‬
‫كافة الوسائل المادية والبشرية والبيداغوجية‪ ،‬بــــل وحـــتى الـمـعـنويـــة والـتحـفـيـزية‪،‬‬
‫الـــتي ســمحت جـــميعها للشــبالت واألشــبال بتلقــي تكوينــا راقيــا يكفــل لهــم بــأن‬
‫يصبحــوا ضبــاط أكفــاء‪ ،‬تعبــق قلوبهــم بحــب الجزائــر‪ ،‬وتزخــر عقولهــم بشــتى العلوم‬
‫والمعــارف التكنولوجيــة والعســكرية‪ ،‬وتـغـمـــر نفوســهم آمــال كبيرة وتـواقـــة‪ ،‬قوامها‬
‫اإلرادة وســاحها اإلصــرار علــى تحقيــق هــذه الطموحــات بــكل جــدارة واســتحقاق‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫إن توفيــر الظــروف المالئمــة معيشــيا وحياتيــا ومهنيــا‪ ،‬هــي كلهــا أدوات بــل‬
‫ومتطلبــات ملحــة تســهم بالتأكيــد فــي إنجــاح الجهــد التعليمــي المرغــوب الــذي‬
‫نســعى إلــى تحقيقــه عبــر هــذه المنظومــة التعليميــة المتكاملــة التــي تمثلهــا مــدارس‬
‫أشــبال األمــة‪ ،‬وتعتبــر بحــق جــزء حيويــا وطموحــا ضمــن المنظومــة التكوينيــة‬
‫برمتهــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪.‬‬

‫واألكيــد أن اإلنجــازات الهامــة التــي اســتفادت منهــا جميــع مــدارس أشــبال األمــة‪،‬‬
‫ســتجد لــدى شــبالتها وأشــبالها وأســاتذتها وإطاراتهــا استحســانا شــديدا‪ ،‬وســتمثل‬
‫لهــم محفــزا آخــر مــن محفــزات التعليــم الناجــح والمثمــر‪ ،‬فالغايــة مــن كل ذلــك‬
‫هــي تهيئــة كافــة الظــروف التــي توفــر للشــبالت واألشــبال أجــواء مالئمة للـتـــفوق‬
‫والـــتميز فــي الدراســة‪ ،‬وتفتــح المجــال واســعا أمــام األســاتذة لمنــح الشــبالت‬
‫واألشــبال تعليمــا ذي مســتوى راقــي‪.‬‬

‫وألن المنظومــة التكوينيــة للجيــش الوطنــي الشــعبي برمتهــا وبكافــة مســتوياتها‪،‬‬

‫بمــا فــي ذلــك مــدارس أشــبال األمــة‪ ،‬قــد حظيــت وال تــزال تحظــى لدينــا كقيــادة‬
‫عليــا بالرعايــة الشــديدة واالهتمــام المتواصــل‪ ،‬فإننــي أكــدت فــي أكثر من مناســبة‪،‬‬
‫وأعيــد التذكيــر بذلــك أمامكــم اليــوم‪ ،‬أن توفيــر العنصــر البشــري الكــفء والمؤهل‬
‫والمتشــبع بقيــم ومبــادئ نوفمبــر الخالــدة‪ ،‬هــو الهــدف األســمى الــذي نســعى‬
‫جاهديــن لتحقيقــه مــن خــال كافــة الجهــود المبذولــة علــى مســتوى المنظومــة‬
‫التكوينيــة والتعليميــة فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬وعليــه فإننــي أدعوكــم‬
‫مجــددا إلــى تخصيــص كل وقتكــم‪ ،‬لنهــل العلــم والمعرفــة‪ ،‬وبــذل الكثيــر مــن‬
‫الجهــد الــدؤوب والمتفانــي مــن أجــل تحقيــق النتائــج المرغوبــة‪ ،‬فمســتقبلكم بيــن‬
‫أيديكــم وأنتــم مــن يصنعــه بفضــل إرادتكــم وعزيمتكــم وإصراركــم علــى‬
‫تبوء المراتب العليا»‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة‬
‫زيــارة العـمـــل والتفتيـــش التـــي قـــادته إلـــى قيــادة القـــوات البحريـــة‬
‫يــوم ‪ 15‬أكتوبر ‪.2019‬‬

‫«إننــا اليــوم نســتطيع القــول ونحــن متيقنــون كل اليقيــن‪ ،‬بــأن قطــار الجزائر قد‬
‫وضــع علــى الســكة الصحيحــة والمأمونــة‪ ،‬وتــم توجيهــه نحــو الوجهــة الصائبــة التــي‬
‫يرتضيهــا أخيــار الوطــن‪ ،‬بفضــل ذلــك التضافــر المشــهود والثقــة العاليــة المتبادلــة‬
‫بيــن الشــعب وجيشــه‪ ،‬الــذي كان لــه بمثابــة الحامــي مــن أذى العصابــة وأذنابهــا‪،‬‬
‫وبفضــل القــرارات الشــجاعة التــي اتخذتهــا القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫منــذ بدايــة األزمــة‪ ،‬والتــي أثبتــت األيــام صوابيتهــا ومصداقيتهــا‪ ،‬ألنهــا تصــب فــي‬
‫مجملهــا فــي مصلحــة الشــعب والوطــن‪.‬‬
‫وفــي هــذا الســياق‪ ،‬تجــدر اإلشــارة إلــى الجهــود الحثيثــة والمخلصــة التــي بذلهــا‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي مــن أجــل توفيــر جــو مــن الثقــة والطمأنينــة ســمح بقطــع‬

‫‪151‬‬
‫العديــد مــن األشــواط المتكاملــة األهــداف‪ ،‬الســيما عقــب انعقــاد مجلــس الــوزراء‬
‫بتاريــخ ‪ 09‬ســبتمبر ‪ 2019‬برئاســة رئيــس الدولــة الســيد عبــد القــادر بــن صالــح‪،‬‬
‫حيــث تــم تجســيد الكثيــر مــن المســاعي المتســمة بالصــدق والجديــة‪ ،‬مــن خــال‬
‫تعديــل قانــون االنتخابــات وتكييفــه بشــكل يتجــاوب تمامــا مــع االنشــغاالت الشــعبية‬
‫ويســتجيب بالتالــي للتطلعــات التــي يريــد الجزائريــون بلوغهــا‪ ،‬واســتجابة أيضــا‬
‫لمطالــب الشــعب الجزائــري الملحــة‪ ،‬ثـــم إحــداث الســلطة الوطنيــة المســتقلة‬
‫لالنتخابــات التــي تمثــل بالنظــر للصالحيــات الكبــرى الممنوحــة لهــا‪ ،‬حجــر الزاويــة‬
‫لعوامــل إنجــاح هــذا االســتحقاق الرئاســي المنتظــر والحاســم‪.‬‬

‫ومــن أجــل ذلــك‪ ،‬وجــدت الســلطة الوطنيــة المســتقلة‪ ،‬كل العــون والدعــم والمســاعدة‬
‫مــن طــرف مؤسســات الدولــة المختلفــة التــي وفــرت لهــا كل الوســائل واإلمكانيــات‬
‫وشــتى أشــكال التســهيالت‪ ،‬حتــى تقــوم بمهامهــا الجليلــة وواجبهــا الوطنــي بــكل‬
‫ســهولة ويســر‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫ومواصلــة لــذات الجهــود والمســاعي‪ ،‬ينــدرج انعقــاد مجلــس الــوزراء يــوم‬
‫أكتوبــر الجــاري‪ ،‬للمصادقــة علــى مشــاريع قوانيــن هامــة‪ ،‬علــى غــرار قانونــي‬
‫الماليــة والمحروقــات‪ ،‬التــي تعــد إضافــة حقيقيــة من شــأنها إنعــاش االقتصــاد الوطني‬
‫وإعطــاء نفــس جديــد لالســتثمار فــي مختلــف القطاعــات االقتصاديــة االســتراتيجية‪.‬‬
‫كمــا تمــت المصادقــة علــى مشــروع القانــون المتمــم لألمــر رقــم ‪ 06-02‬المــؤرخ‬
‫فــي ‪ 28‬فبرايــر ‪ ،2006‬المتضمــن القانــون األساســي العــام للمســتخدمين العســكريين‪،‬‬
‫حيــث تــم ســن أحــكام تقيــد حــق العســكريين‪ ،‬المقبوليــن للتوقــف نهائيــا عــن الخدمــة‪،‬‬
‫والمحاليــن علــى االحتيــاط‪ ،‬فــي ممارســة نشــاط سياســي حزبــي أو فــي الترشــح‬
‫لوظيفــة انتخابيــة عموميــة‪ ،‬لمــدة خمــس (‪ )05‬ســنوات‪.‬‬

‫هــذا اإلجــراء مبــرر لعــدة أســباب‪ ،‬منهــا أن ممارســة نشــاط سياســي حزبــي أو‬
‫الترشــح لوظيفــة انتخابيــة عموميــة يســتلزم بالضــرورة اإلدالء بتصريحــات وإجــراء‬

‫‪152‬‬
‫نقاشــات قــد يترتــب عنهــا خــرق واجــب االلتــزام والتحفــظ كمــا هــو منصــوص عليــه‬
‫فــي القانــون‪ ،‬وكذلــك واجــب كتمــان األســرار التــي اطلــع عليهــا المترشــح فــي إطــار‬
‫أو بمناســبة ممارســة نشــاطاته داخــل المؤسســة العســكرية‪.‬‬

‫كمــا أود التذكيــر أن الجيــش الوطنــي الشــعبي يواصــل‪ ،‬كمــا كان دائمــا‪ ،‬الوفــاء‬
‫بتعهداتــه المقطوعــة أمــام هللا والوطــن والتاريــخ‪ ،‬مــن لــدن قيادتــه العليــا حيــال‬
‫المرافقــة الدائمــة للشــعب الجزائــري ولكافــة الجهــود التــي تبــذل بصــدق فــي اتجــاه‬
‫إخــراج الجزائــر مــن أزمتهــا‪ ،‬والتأميــن الكامــل والوافــي لجميــع مراحــل العمليــة‬
‫االنتخابيــة عبــر كافــة أرجــاء الوطــن‪.‬‬

‫فالقيــادة العليــا التــي حرصــت شــديد الحــرص‪ ،‬وال تــزال تحــرص بشــدة علــى‬
‫مواصلــة المهــام العظيمــة الموكولــة للجيــش الوطنــي الشــعبي فــي كل الظــروف‬
‫واألحــوال‪ ،‬تقــدر بشــدة حجــم المســؤولية الموضوعــة علــى عاتــق قواتنــا المســلحة‪،‬‬
‫وتعيــد التذكيــر مــرة أخــرى بــأن الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســيظل العيــن الســاهرة‬
‫التــي ال تنــام‪ ،‬الراصــدة بــل والمتفحصــة للطريــق الــذي يمــر بالجزائــر إلــى الوجهــة‬
‫التــي يرتضيهــا الشــعب الجزائــري‪ ،‬فســيكون طريقــا آمنــا بفضــل هللا تعالــى‪ ،‬ثــم‬
‫بفضــل كافــة اإلجــراءات األمنيــة الكثيــرة والمتكاملــة التــي ال نســمح مــن خاللهــا ألي‬
‫كان‪ ،‬أن ينحــرف بالبــاد عــن هــذا الطريــق المرســوم الــذي بــه يتجســد علــى األرض‬
‫مســعى الجزائــر وشــعبها‪.‬‬

‫وعليــه‪ ،‬وإذ نتقــدم للشــعب الجزائــري األبــي والواعــي ونحــن نقتــرب أكثــر من موعد‬
‫االنتخابــات الرئاســية المقبلــة‪ ،‬بأســمى آيــات الشــكر والتقديــر والعرفــان علــى حســه‬
‫الوطنــي الرفيــع الــذي تجســد مــن خــال إقبالــه‪ ،‬عــن قناعــة ووعــي‪ ،‬علــى مكاتــب‬
‫التســجيل‪ ،‬ممــا مكــن مــن إنجــاح عمليــة تطهيــر القوائــم االنتخابيــة ومراجعتهــا عبــر‬
‫كافــة بلديــات الوطــن‪ ،‬بمــا يتــاءم كليــا مــع المطالــب الشــعبية‪ ،‬فإننــا نعيــد التحذيــر‬
‫لهــذه العصابــة ولــكل مــن لــه ارتباطــات عضويــة أو فكريــة أو مصلحيــة معهــا‪ ،‬أو‬

‫‪153‬‬
‫أي شــكل آخــر مــن أشــكال العمالــة ضــد الشــعب والوطــن‪ ،‬ونذكــر أن العدالــة قــد‬
‫اســتعادت‪ ،‬والحمــد هلل مكانتهــا المناســبة بعــد اســترجاعها لصالحياتهــا كاملــة غيــر‬
‫منقوصــة‪ ،‬وهــي تــؤدي مهامهــا بشــكل جــدي وجــاد وطبيعــي‪ ،‬شــأنها فــي ذلــك‬
‫شــأن جميــع مؤسســات الدولــة‪ ،‬ومــن ال يحتــرم قوانيــن الجمهوريــة فســيلقى جــزاءه‬
‫العــادل‪ ،‬وســيتم تطبيــق القانــون بــكل الصرامــة المطلوبــة ضــد كل مــن يحــاول أن‬
‫يضــع العراقيــل أمــام هــذا المســار االنتخابــي المصيــري‪ ،‬ويحــاول يائســا أن يشــوش‬
‫علــى وعــي الشــعب الجزائــري واندفاعــه بقــوة وإصــرار علــى المشــاركة المكثفة في‬
‫االنتخابــات الرئاســية المقبلــة‪ ،‬فالشــعب المــدرك لكافــة األخطــار المحدقــة بالجزائــر‪،‬‬
‫يــرى‪ ،‬وهــو علــى حــق‪ ،‬بــأن خــاص الوطــن يكــون عــن طريــق أبنائــه المخلصيــن‬
‫واألوفيــاء‪ ،‬بحيــث ال يســمح لهــذه األقليــة العديمــة الوطنيــة‪ ،‬بــأن تمتطــي صهــوة‬
‫الكــذب والتغليــط‪ ،‬وتعمــل علــى تمويــه الحــق بالباطــل‪ ،‬معتقــدة أن ذلــك سيســمح‬
‫لهــا مــرة أخــرى بمخادعــة الجميــع‪ ،‬وهــي ال تــدري أنهــا تخــادع نفســها فقــط‪ ،‬هــذه‬
‫العصابــة التــي ســلط عليهــا الشــعب الجزائــري الواعــي والمخلــص أقســى عقوبــة‬
‫مــن خــال عزلهــا ونبذهــا‪.‬‬

‫لقــد انكشــف أمــر هــذه األقليــة المريضــة فكريــا وإيديولوجيــا‪ ،‬مــن خــال ســقوط‬
‫العصابــة فــي فــخ أعمالهــا وشــرور تصرفاتهــا وممارســاتها الخائنــة ضــد الشــعب‬
‫والوطــن‪ ،‬وسيســقط أتباعهــا تباعــا مــع مــر األيــام‪ ،‬فالخائــن تكشــفه تصرفاتــه ولــو‬
‫بعــد حيــن‪ ،‬وتلكــم ورقــة رابحــة أصبحــت اليــوم بمثابــة المعيــار الســليم الــذي يمكــن‬
‫للشــعب الجزائــري أن يقيــس بهــا خطابــات بعــض األطــراف‪ ،‬فــا تغليــط بعــد‬
‫اليــوم وموجــة الشــعب الجزائــري ســتجرف‪ ،‬إن شــاء هللا تعالــى‪ ،‬هــؤالء الذيــن‬
‫يريــدون أن يتصــدروا المشــهد الوطنــي وينصبــوا أنفســهم أوصيــاء علــى هــذا‬
‫الشعب بالكذب والبهتان‪.‬‬

‫لقــد أخطــأ هــؤالء ســواء الســبيل‪ ،‬ألنهــم أصبحــوا هــذه المــرة فــي مواجهــة رجــال‬
‫يؤمنــون بمبــادئ وقيــم نوفمبــر‪ ،‬نوفمبــر العزيمــة‪ ،‬ونوفمبــر اإلصــرار‪ ،‬ونوفمبــر‬

‫‪154‬‬
‫االنتصــار‪ ،‬وفشــلوا فشــا ذريعــا فــي مراوغــة الشــعب الجزائــري وتحييــده عــن‬
‫خطــه الوطنــي الصــادق‪ ،‬إنهــم ال يدركــون أن مــن تــوكل علــى هللا صادقــا ومخلصــا‪،‬‬
‫ومــن جعــل مــن الشــعب الجزائــري رهانــه األول واألخيــر‪ ،‬لــن يخيــب مســعاه أبــدا‬
‫وتلكــم ســنة هللا فــي خلقــه‪.‬‬

‫وإننــي أحــرص دومــا فــي كل مداخالتــي علــى القــول بافتخــار شــديد‪ ،‬أن الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬هــو جديــر كل الجــدارة بــأن يكون ســليال لجيــش التحريــر الوطني‪،‬‬
‫ويعتــز بأنــه مــن صلــب هــذا الشــعب األصيــل الــذي اتســم ويتســم دومــا بالوعــي‬
‫ورشــادة الــرأي وبالتفكيــر العقالنــي عندمــا يتعلــق األمــر بمصيــر الجزائــر‪.‬‬

‫فمــن وحــي كل ذلــك أخــص اليــوم‪ ،‬وكل يــوم‪ ،‬الشــباب الواعــي بمــا يســتحقونه‬
‫مــن االهتمــام‪ ،‬ألنهــم يســتحقون ذلــك كل االســتحقاق‪ ،‬فالثــورة التحريريــة باألمــس‬
‫اندلعــت واســتمرت وانتصــرت بفضــل جهــد الشــباب وقــوة إرادتهــم وتصميمهــم على‬
‫بلــوغ األهــداف المنشــودة‪ ،‬فكمــا انتصــرت الجزائــر باألمــس بوعــي شــبابها وصالبــة‬
‫عزيمتــه‪ ،‬فهــي اليــوم بأمــس الحاجــة إلــى أبنائهــا الشــباب الواعــي والمــدرك لخطورة‬
‫التحديــات التــي يواجههــا وطنــه‪ ،‬فلنــا الثقــة كل الثقــة في أن شــباب اليوم سيســير على‬
‫نفــس درب أســافه‪ ،‬وســيوصل الجزائــر إلــى بــر األمــان‪ ،‬واألكيــد أن اإلقبــال علــى‬
‫مكاتب التســجيل‬
‫قوائــم‬ ‫فــي‬
‫ا ال نتخا بــا ت ‪،‬‬
‫مبشــر‬ ‫هــو‬
‫واعــد علــى أن‬
‫اإلقبــال علــى‬
‫الصناديــق يــوم‬
‫‪ 12‬ديســمبر‬
‫المقبــل‪ ،‬ســيكون‬

‫‪155‬‬
‫إقبــاال مكثفــا‪ ،‬فكمــا حمــل األســاف المياميــن البندقيــة باألمــس مــن أجــل محــو آثــار‬
‫االســتعمار الفرنســي البغيــض‪ ،‬فعلى شــباب اليــوم أن يتهافتوا علــى صناديق االقتراع‬
‫حامليــن ورقــة االنتخــاب مــن أجــل توجيــه صفعــة مؤلمــة للعصابــة ومحــو آثارهــا‬
‫في كافة المجاالت‪.‬‬
‫هــذه العصابــة التــي حذرناهــا أكثــر مــن مــرة وتــم اتخــاذ اإلجــراءات الالزمــة بشــأنها‬
‫وتولــت العدالــة أمــر بعــض عناصرهــا بالحــق والقانــون‪ ،‬واألكيــد أن الــدور ســيأتي‬
‫الحقــا علــى بقيــة عناصــر هــذه العصابــة‪ ،‬فبــاإلرادة الفوالذيــة التــي تســكن قلوبنــا‬
‫وقلــوب كافــة المخلصيــن مــن أبنــاء الجزائــر ســتتم حمايــة الوطــن مــن أي أذى‪،‬‬
‫وســيتم بــإذن هللا تعالــى وقوتــه‪ ،‬مواصلــة جهــد محاربــة هــذه العصابــة إلــى أن يتــم‬
‫القضــاء عليهــا تمامــا بــل اســتئصالها واجتثاثهــا مــن جذورهــا بطريقــة ال رجعــة فيها‪،‬‬
‫حتــى تتخلــص الجزائــر مــن أضــرار هــذه الشــرذمة العميلــة بــل الخائنــة‪.‬‬

‫وفــي هــذا الســياق تحديــدا‪ ،‬لقــد أردت بهــذه المناســبة الكريمــة تنبيــه أبنــاء شــعبنا‬
‫الذيــن يقومــون بالمســيرات الســلمية‪ ،‬إلــى أن هنــاك أطرافــا مغرضــة تحــاول جاهــدة‬
‫ركــوب هــذه المســيرات وتســخير المــال الفاســد مــن جهــات مجهولــة وذات مرامــي‬
‫خبيثــة واســتعماله لتضخيــم أعــداد هــذه المســيرات‪ ،‬مــن خــال جلــب مواطنيــن مــن‬
‫واليــات خــارج العاصمــة‪ ،‬فــا يعتقــد هــؤالء بأننــا غافلــون علــى طرقهــم الخبيثــة‬
‫وتصرفاتهــم الخطيــرة‪ ،‬فمــن يســعى إلــى محاولــة خلــق البلبلــة والتأثيــر علــى مجــرى‬
‫الســير العــادي والطبيعــي للحيــاة العامــة للمواطنيــن‪ ،‬مــن خــال بعــض الســلوكيات‬
‫والتصرفــات المقيتــة‪ ،‬فليعلــم هــؤالء بأنــه ســيتم التصــدي لهــم بالطــرق القانونيــة‪،‬‬
‫وســيتم إجهــاض كافــة مخططاتهــم‪ ،‬وذلــك بفضــل وعــي الشــعب الجزائــري وتفطنــه‬
‫لمثــل هــذه الممارســات‪ ،‬فحصــن الجزائــر أعلــى مــن أن ينــال مــن حمــاه مثــل هؤالء‪،‬‬
‫وربــاط شــعبها متماســك ومتجانــس‪ ،‬وقــوة وعيــه وإدراكــه أمتــن مــن أن يحــول‪ ،‬أي‬
‫كان‪ ،‬دون مضــي الجزائــر اآلمنــة نحــو وجهتهــا بــكل ثقــة وثبــات»‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة‬
‫التدشــين الرســمي للمركــز الوطنــي لإلشــارة والحــرب اإللكترونيــة‬
‫التابــع لدائـــرة اإلشـــارة وأنـــظمة المعلومـــات والحـــرب اإللكـــترونية‬
‫يــوم ‪ 27‬أكتوبر ‪.2019‬‬

‫«كمــا أغتنــم مناســبة إشــرافي علــى التدشــين الرســمي للمركــز الوطنــي‬

‫لإلشــارة والحــرب اإللكترونيــة‪ ،‬للتذكيــر أن الجيــش الوطنــي الشــعبي يواصل مســاره‬
‫الوطني النير ويســتمر في حصد حصـــــائل أعمـــــاله ونتـــــائج مثـــــابرته على أكثر‬
‫مــن صعيـــــد‪ ،‬وفــي كافــة مواقــع المهنــة العســكرية‪ ،‬وهــو مــا يتجســد فعــا وميدانيــا‬
‫مــن خــال اإلنجــازات النوعيــة التــي يتدعــم بهــا‪ ،‬وتتعــزز مــن خاللهــا قدراتــه‬
‫فــي هــذا المجــال الحيــوي‪ ،‬وهــو مــا يترجــم بصــدق المجهــودات الجبــارة المبذولــة‬
‫ويعكــس االهتمــام المتزايــد والرعايــة المتواصلــة التــي توليهمــا القيــادة العليــا لمجــال‬
‫تطويــر ســاح اإلشــارة وأنظمــة المعلومــات والحــرب االلكترونيــة‪ ،‬وعليــه‪ ،‬فإنــه‬
‫يحــق فعــا لهــذا الســاح أن يفتخــر بمــا تحقــق حتــى اآلن مــن إنجــازات‪ ،‬التــي تعــد‬
‫‪157‬‬
‫مــن الشــواهد الدالــة علــى الخطــوات العديــدة التــي مــا فتــئ يقطعهــا الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي بنجــاح باهــر‪ ،‬فــي هــذا المجــال‪.‬‬

‫فهــذا الصــرح المتطــور هــو مــن اإلنجــازات الكبــرى التي تهــدف في مجملهــا وبصفة‬
‫متكاملــة وطموحــة إلــى عصرنــة قواتنــا المســلحة وترقيــة مهنيتهــا واحترافيتهــا‪ ،‬هــذا‬
‫إلــى جانــب اكتســاب مقاييــس التحكــم الفعــال فــي التكنولوجيــات الحديثــة وتوظيفهــا‬
‫بإحــكام فــي إضفــاء طابــع العمــل المهنــي المحتــرف والمتكامــل‪.‬‬
‫ولقــد ســبق لــي التذكيــر أمــام أفــراد وإطــارات ســاح اإلشــارة وأنظمــة المعلومــات‬

‫والحــرب االلكترونيــة‪ ،‬فــي مناســبات عديــدة ســابقة‪ ،‬بــأن الحــروب المســتقبلية‪ ،‬هــي‬
‫باألســاس حــروب إلكترونيــة‪ ،‬فمــن أجــل ذلــك يــزداد اهتمــام الجيــش الوطني الشــعبي‬
‫بهــذا القطــاع الحيــوي‪ ،‬ويــزداد معــه طموحــه إلــى تحقيــق مســتويات أفضــل ســنة بعد‬
‫ســنة‪ ،‬ســواء مــن الجانــب التطويــري والتجهيــزي‪ ،‬أو مــن ناحيــة التحكــم فــي آليــات‬
‫اســتعماله وحســن توظيفــه أو مــن جانــب تدريــب وتكويــن الطاقــات البشــرية المؤهلــة‬
‫القــادرة علــى ترقيــة هــذا الســاح وتحقيــق النتائــج المرجــوة‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫وفــي هــذا الســياق بالــذات‪ ،‬أود أن أشــير أن مثــل هــذه اإلنجــازات الماديــة والمنشــآتية‬
‫تبقــى نجاعتهــا بحاجــة أكيــدة إلــى مــن يمنحهــا قــوة الفعاليــة‪ ،‬وال شــك أن العنصــر‬
‫البشــري الكــفء القــادر علــى اســتيعاب التقنيــات الحديثــة والتكنولوجيــات المتطــورة‪،‬‬
‫هــو وحــده الجديــر بمواكبــة التحديــات المتســارعة التــي بــات يفرضهــا واجــب حمايــة‬
‫اســتقالل الجزائــر وصــون ســيادتها الوطنيــة‪.‬‬

‫كمــا نرجــو أن يكــون هــذا المركــز الوطنــي لإلشــارة للجيــش الوطني الشــعبي إضافة‬
‫حقيقيــة لإلنجــازات المعتبــرة المحققــة بفضــل المجهــودات المضنيــة والحثيثــة التــي‬
‫مــا انفــك يبذلهــا منتســبو ســاح اإلشــارة وأنظمــة المعلومــات والحــرب االلكترونيــة‪،‬‬
‫فــي ظــل الرعايــة المتواصلــة للقيــادة العليــا‪ ،‬الراميــة إلــى االرتقــاء بكافــة مكونــات‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي إلــى مســتواها المرغــوب‪ ،‬بمــا يكفــل االضطــاع بالمهــام‬
‫الموكلــة علــى الوجــه األمثــل واألنســب‪.‬‬

‫وإذ أشــيد فــي الختــام‪ ،‬بالعمــل المثابــر والجهــود الحثيثــة التــي حــرص علــى‬
‫بذلهــا جميــع إطــارات ومســتخدمي دائــرة اإلشــارة وأنظمــة المعلومــات والحــرب‬
‫االلكترونيــة والدرجــة العاليــة مــن الجاهزيــة واالحترافيــة التــي بلغهــا هــذا الســاح‪،‬‬
‫فإننــي أنتهــز هــذه الســانحة الطيبــة ألتوجــه إليكــم جميعــا‪ ،‬قيــادة ومرؤوســين‪ ،‬بجزيــل‬
‫الشــكر والتقديــر والعرفــان‪ ،‬حاثــا إياكــم علــى مضاعفــة هــذه الجهــود والتحلــي‬
‫باليقظــة الشــديدة‪ ،‬مــن أجــل مواجهــة التحديــات وكســب كافــة الرهانــات والمســاهمة‬
‫فــي تطويــر قــدرات قواتنــا المســلحة‪.‬‬

‫نســأل هللا التوفيــق فــي األعمــال والســداد فــي الــرأي‪ ،‬لمــا فيــه خيــر‬
‫جيشنا ووطننا الجزائر‪».‬‬

‫‪159‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة التدشــين‬
‫الرســمي المركــز الطبي‪-‬الجراحــي النهــاري والداخلــي التابــع للمستشــفى‬
‫المركــزي للجيــش يــوم ‪ 29‬أكتوبــر ‪.2019‬‬

‫«كمــا أغتنــم مناســبة إشــرافي الرســمي علــى تدشــين المركــز الطبي‪-‬الجراحي‬

‫النهــاري والداخلــي‪ ،‬لإلشــارة إلــى حرصنــا علــى أن تتوفــر جميــع الهيــاكل الصحيــة‬
‫المتواجــدة علــى مســتوى الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬علــى كافــة الوســائل البشــرية‬
‫الالزمــة مــن أطبــاء عاميــن ومختصيــن وجراحيــن وممرضيــن وتقنييــن مكلفيــن‬
‫بتشــغيل مختلــف المعــدات والتجهيــزات المتوفــرة ووضعهــا فــي الخدمــة‪.‬‬
‫إن التكفــل الطبــي وتلبيــة حاجيــات األفــراد العســكريين عبــر كافــة مناطــق الوطــن‬

‫‪160‬‬
‫وكــذا التغطيــة الصحيــة إلخواننــا المواطنيــن‪ ،‬الســيما المتواجديــن علــى مســتوى‬
‫المناطــق الحدوديــة فــي جنوبنــا الكبيــر‪ ،‬هــو الهــدف األساســي الــذي عملنــا علــى‬
‫بلوغــه‪ ،‬مــن خــال تكثيــف الجهــود مــن أجــل الرقــي بقطــاع الصحــة العســكرية إلــى‬
‫مبتغــاه‪ ،‬ليكــون حلقــة وصــل قويــة فــي مجــال تمتيــن اللحمــة أكثــر فأكثــر بيــن الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي وعمقــه الشــعبي‪ ،‬وتلــك قيمــة نبيلــة كان لهــا دورهــا المحــوري‬
‫باألمــس فــي نجــاح الثــورة التحريريــة المباركــة‪ ،‬فالتقــارب بيــن جيــش التحريــر‬
‫الوطنــي وإخوانــه المواطنيــن علــى كافــة األصعــدة بمــا فــي ذلــك الصعيــد الطبــي‬
‫والصحــي‪ ،‬هــو الورقــة الرابحــة التــي منحــت للثــورة التحريريــة المباركــة زخمهــا‬
‫المرجــو وقوتهــا المنشــودة‪ ،‬وهــو مــا مكــن مــن تجــاوز كافــة المحــن واآلالم وعجــل‬
‫بموعــد النصــر المبيــن الــذي بــزغ مــن أجلــه نــور الحريــة واالســتقالل‪.‬‬

‫فانطالقــا مــن هــذه الخلفيــة التاريخيــة المجيــدة‪ ،‬تنــدرج هــذه الجهــود التطويريــة التــي‬
‫يعتبــر هــذا الصــرح الصحــي الشــامخ الــذي أدشــنه اليــوم بصفــة رســمية‪ ،‬شــاهدا‬
‫قويــا مــن شــواهد قطــف ثمــار هــذه الجهــود‪ ،‬التــي أكــدت بشــأنها فــي العديــد مــن‬
‫المناســبات الســابقة‪ ،‬بــأن إتمامهــا هــو جــزء ال يتجــزأ مــن االنشــغال الدائــم المنــدرج‬
‫فــي إطــار المقاربــة الشــاملة والمتكاملــة األهــداف والمرامــي التــي تتبناهــا القيــادة‬
‫العليــا‪ ،‬بخصــوص تطويــر قــدرات الجيــش الوطنــي الشــعبي فــي المجــال الصحــي‪،‬‬
‫مــن خــال إنشــاء منظومــة صحيــة عســكرية تتســم بجــودة التســيير وبتكامــل األدوار‬
‫بيــن مختلــف مؤسســات الصحــة العســكرية‪.‬‬

‫والبــد مــن اإلشــارة فــي هــذا اإلطــار‪ ،‬أنــه يتعيــن بــذل المزيــد مــن الجهــود مــن أجــل‬
‫ترشــيد ســبل وكيفيــات اســتغالل الوســائل المتوفــرة واالرتقــاء أكثــر فأكثــر بنوعيــة‬
‫االســتفادة مــن هــذه الهيــاكل الصحيــة العســكرية العصريــة بمــا يســمح بالتكفــل‬
‫الصحــي الســليم والدفــع بــه إلــى مــداه المأمــول‪.‬‬
‫فالحــرص علــى مواصلــة جهــد إنشــاء هيــاكل طبيــة واستشــفائية راقيــة مــن حيــث‬
‫الجــودة والقــدرة علــى أداء الــدور المنــوط‪ ،‬وحديثــة مــن حيــث التحكــم فــي حســن‬

‫‪161‬‬
‫التســيير وفعالــة فــي توظيــف التجهيــزات العاليــة التقنيــة‪ ،‬هــو حــرص ال يغفــل إطالقا‬
‫الجانــب البشــري المتخصــص والمؤهــل لمــا لذلــك مــن أهميــة قصــوى وضروريــة‪.‬‬
‫فــي األخيــر يمكــن القــول‪ ،‬أن مــا تــم تجســيده ميدانيــا علــى مســتوى قطــاع الصحــة‬
‫العســكرية أو مــا هــو فــي طريـــــق التجســيد يعكــس دون شــك‪ ،‬تلــك األهميــة الكبــرى‬
‫الممنوحــة لقطـــاع الصحــة العســكرية‪ ،‬علــى غــرار كافــة القطاعــات األخــرى‪،‬‬
‫للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ويمثــل بالتالــي‪ ،‬شــاهدا بالــغ القــوة‪ ،‬مــن الشــواهد التــي‬
‫تبــرز رشــادة الــرأي ونفــاذ البصيـــرة وقــوة اإلصــرار علــى بلــوغ النتائــج المرجــوة‪.‬‬
‫فقطــاع الصحــة هــو نمــوذج صحيــح ومثــال طيــب لــكل مــا تحقــق ويتحقــق علــى‬
‫مســتوى قواتنــا المســلحة‪ ،‬فبالعمــل والعمــل وحــده يتــم خلــق المعجــزات‪ ،‬والعمــل ال‬
‫يكــون مثمــرا وســليم النتائــج إذا لــم يقتــرن بإخــاص النيــة هلل والوطــن‪.‬‬

‫فــي الختــام‪ ،‬أود التأكيــد بصراحــة أننــا نســجل بــكل فخــر واعتــزاز هــذه القفــزة‬
‫النوعيــة واألشــواط المعتبــرة المقطوعــة فــي الســنوات األخيــرة‪ ،‬فــي قطــاع الصحــة‬
‫العســكرية‪ ،‬ســواء فيمــا يتعلــق بالجانــب المنشــآتي مــن مستشــفيات ومراكــز طبيــة‬
‫صحيــة‪ ،‬تــم إنجازهــا مؤخــرا فــي إطــار تخفيــف العــبء عن المؤسســات االستشــفائية‬
‫الموجــودة والتكفــل الطبــي األمثــل للمســتخدمين العســكريين وذويهــم‪ ،‬أو فيمــا يخــص‬
‫تزويــد هــذه الهيــاكل الصحيــة بالتجهيــزات الطبيــة الحديثــة ذات التكنولوجيــات‬
‫المتطــورة‪ ،‬عــاوة علــى توفيــر العنصــر البشــري المؤهــل علميــا وإداريــا‪ ،‬كل‬
‫ذلــك تحقــق وتجســد علــى أرض الواقــع بفضــل الرؤيــة المتبصــرة والدعــم الدائــم‬
‫والمتواصــل للقيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬التــي تؤمــن يقينــا بــأن األمــن‬
‫الصحــي هــو جــزء ال يتجــزأ مــن األمــن الشــامل وشــرط أساســي وحاســم فــي قــوة‬
‫الجيــش وجاهزيتــه‪ ،‬التــي تمثــل الغايــة المرغوبــة الواجــب بلوغهــا مهمــا كانــت‬
‫الظــروف‪.‬‬
‫نســأل هللا التوفيــق فــي األعمــال والســداد فــي الــرأي‪ ،‬لمــا فيــه خيــر‬
‫جيشنا ووطننا الجزائر»‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمــل والتفتيــش التــي قادتــه إلــى قيــادة قــوات الدفــاع الجــوي عــن‬
‫اإلقليــم يــوم ‪ 30‬أكتوبــر ‪.2019‬‬

‫«إن مــا يهــدف إليــه الشــعب الجزائــري رفقــة جيشــه ومــا يســعى إلــى تجســيده‬
‫فعليــا‪ ،‬هــو إرســاء أســس الدولــة الوطنيــة الجديــدة‪ ،‬التــي ســيتولى أمرهــا الرئيــس‬
‫المنتخــب‪ ،‬الــذي حظــي بثقــة الشــعب ونــال رضــاه ومنحــه الشــرعية الشــعبية التــي‬
‫ســتمكنه مــن تجســيد التطلعــات الشــعبية والمتوافقــة أساســا مــع آمــال الشــباب وتحقيق‬
‫مســعى اللحــاق بركــب الــدول المتقدمــة‪ ،‬كمــا كان يتمنــى الشــهداء األبــرار وكمــا‬
‫تتطلــع بــل وتحلــم بهــا األجيــال الصاعــدة للجزائــر المســتقلة‪.‬‬

‫إن الجزائــر وهــي تســتعد لخــوض غمــار اســتحقاق رئاســي بالــغ األهميــة‪ ،‬وتجــد‬
‫مــن شــعبها برمتــه مــن أجــل ذلــك‪ ،‬التفافــا منقطــع النظيــر عبــر كافــة أرجــاء الوطــن‪،‬‬
‫‪163‬‬
‫يعكــس وعيــا شــعبيا عالــي المســتوى بأهميــة هــذا االســتحقاق الوطنــي الحيــوي‪،‬‬
‫ويعكــس اإلدراك الشــعبي العميــق لحتميــة التســريع بــل التعجيــل بإخــراج بالدنــا مــن‬
‫هــذه المرحلــة الحساســة‪ ،‬فانطالقــا مــن هــذا االلتفــاف الشــعبي الكبيــر واســتنادا إلــى‬
‫مســتوى الثقــة التــي يضعهــا الشــعب الجزائــري فــي جيشــه وتوخيــا لبلــوغ األهــداف‬
‫النبيلــة التــي يتطلــع إليهــا‪ ،‬تواصــل القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي ســعيها‬
‫المتواصــل الرامــي إلــى رعايــة ومرافقــة هــذه االندفاعــة الوطنيــة العازمــة والحرص‬
‫علــى مدهــا بكافــة عوامــل التوفيــق والنجــاح حتــى تبلــغ المبتغــى المرغــوب‪.‬‬

‫فإتباعــا لهــذا الســبيل الموفــق‪ ،‬إن شــاء هللا تعالــى‪ ،‬ينــدرج عمــل الســلطة الوطنيــة‬
‫المســتقلة لالنتخابــات‪ ،‬التــي تضطلــع بمهامهــا النبيلــة بــكل وعــي وقناعــة وتتولى بكل‬
‫ثبــات وإخــاص وإصــرار‪ ،‬أمــر اإلشــراف علــى جميــع مراحــل العمليــة االنتخابيــة‪،‬‬
‫وقــد وجــدت‪ ،‬وتجــد اليــوم وســتجد مســتقبال‪ ،‬كافــة أشــكال الدعــم مــن طــرف جميــع‬
‫مؤسســات الدولــة‪ ،‬وســتحظى بــكل تأكيــد بكافــة أشــكال المرافقــة الدائمــة مــن طــرف‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي واألحــرار واألخيــار مــن أبنــاء الشــعب الجزائــري‪ ،‬إلــى‬
‫غايــة بلــوغ الهــدف األســمى وهــو إجــراء االنتخابــات الرئاســية فــي موعدهــا المحــدد‬
‫أي يــوم الخميــس ‪ 12‬ديســمبر ‪ ،2019‬فاالنتخابــات الرئاســية ســتجرى فــي موعدهــا‪،‬‬
‫ألن هــذا المســعى الوطنــي النبيــل هــو نابــع مــن اإلرادة الشــعبية‪ ،‬وعندمــا أقــول‬
‫اإلرادة الشــعبية فإنــي أعنــي كافــة فئــات الشــعب الجزائــري باســتثناء العصابــة ومــن‬
‫ســار فــي فلكهــا‪.‬‬

‫وإننــا نــرى اليــوم أن الشــعب الجزائــري‪ ،‬الســيما فئــة الشــباب‪ ،‬قــد بلــغ درجــة عاليــة‬
‫مــن الوعــي وهــو مصمــم علــى الذهــاب إلــى إجــراء االنتخابــات الرئاســية‪ ،‬مفشــا‬
‫بذلــك مخططــات العصابــة وأذنابهــا الذيــن تعــودوا علــى االبتــزاز السياســي‪ ،‬مــن‬
‫خــال أبــواق ناعقــة تســتغل بعــض المنابــر اإلعالميــة المغرضــة التــي تحــاول عبثــا‬
‫عرقلــة هــذا المســعى النبيــل‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫إن الجيــش الوطنــي الشــعبي مصــر وملتــزم بمرافقــة الشــعب الجزائــري إلــى غايــة‬
‫نهايــة المرحلــة الحساســة التــي تمــر بهــا بالدنــا‪ ،‬كمــا أن قيادتــه العليــا أكــدت وتؤكــد‬
‫صراحــة‪ ،‬عبــر مداخالتهــا وخطاباتهــا‪ ،‬أن مواقــف الجيــش ثابتــة وال رجعــة فيهــا‬
‫وهــو يتبــع اســتراتيجية حكيمــة ومدروســة‪ ،‬عملــت وتعمــل علــى توفيــر كافــة‬
‫الظــروف المالئمــة التــي تســمح للمواطنيــن بــأداء واجبهــم الوطنــي فــي جــو يســوده‬
‫األمــن واألمــان والطمأنينــة وإجــراء هــذه االنتخابــات‪ ،‬بكافــة مراحلهــا‪ ،‬فــي ظــروف‬
‫جيــدة‪ ،‬وكمــا حذرنــا العصابــة وأذنابهــا باألمــس وتصدينــا لهــا‪ ،‬رفقــة كافــة مؤسســات‬
‫الدولــة‪ ،‬وقدمناهــم أمــام العدالــة ليحاســبوا علــى أفعالهــم‪ ،‬فنحــن اليــوم نحــذر مجــددا‬
‫كل مــن يحــاول التشــويش وتعكيــر صفــو هــذا االســتحقاق الهــام‪ ،‬وســتكون العدالــة‬
‫لهــم بالمرصــاد مــن خــال التطبيــق الصــارم للقانــون‪.‬‬

‫إننــا نتوجــه اليــوم بــكل عــزم وثبــات إلجــراء االنتخابــات الرئاســية بعــد أن أدرك‬
‫الشــعب الجزائــري برمتــه‪ ،‬باســتثناء العصابــة وأتباعهــا‪ ،‬أن جميــع الشــروط‬
‫والظــروف مهيــأة النتخــاب رئيــس الجمهوريــة الجديــد‪ ،‬الــذي ســيطبق برنامجــه بمــا‬
‫يكفــل بنــاء جزائــر جديــدة ال مكان فيها للممارســات غيــر القانونية والباليــة‪ ،‬والعقليات‬
‫المتحجــرة التــي ذهبت وولــــت‬
‫دون رجعــة‪ ،‬وأن الشــعب‬
‫الواعــي‪ ،‬الســيما فئــة الشــباب‪،‬‬
‫وفــي ظــل المرافقــة الصادقــة‬
‫للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬قــد‬
‫اتخــذ قــرارا ال رجعــة فيــه‪،‬‬
‫ومصمــم بشــدة علــى المضــي‬
‫قدمــا بهــذا المســار إلــى نهايتــه‪،‬‬
‫فهــو غيــر مـكـتـــرث باالســتفزازات والدعايــة المغرضــة التي يســوقها أعــداء الوطن‪،‬‬
‫مــن أجــل عرقلــة مســار االنتخابــات‪ ،‬ولــن ينجــح هــؤالء فــي محاوالتهــم اليائســة‬
‫لتحييــده عــن مســاره التاريخــي مهمــا قالــوا ومهمــا حاولــوا فــرض أفكارهــم الباليــة‪،‬‬
‫ألن هــذا الشــعب قــد أيقــن أنــه علــى الســكة الصحيحــة والــدرب القويــم‪ ،‬وألن شــبابنا‬
‫‪165‬‬
‫الواعــي قــد كشــف زيــف هــذه األالعيــب ولــم تعــد تنطلــي عليــه مثــل هــذه الحيــل‬
‫ولــن يتراجــع عــن المكتســبات المعتبــرة المحققــة فــي هــذه الفتــرة القصيــرة‪.‬‬
‫إن داء التشــاؤم هــو وبــاء مقيــت عملــت العصابــة علــى محاولــة زرعــه‪ ،‬وقــد تــم‬
‫إفشــال هــذه المرامــي الخبيثــة مــن طــرف الجيــش الوطنــي الشــعبي الــذي تســهر‬
‫علــى تولــي أمــوره بــكل صــدق ووفــاء‪ ،‬قيــادة مجاهــدة ومخلصــة لوطنهــا‪ ،‬تــدرك‬
‫للمســؤولية قيمتهــا الحقيقيــة وتتشــرف دومــا بأنهــا مــن صلــب هــذا الشــعب الوطنــي‬
‫واألصيــل‪ ،‬وتجعــل مــن األمــل دافعهــا العالــي ومحفزهــا الرفيــع علــى بلــوغ أعتــاب‬
‫مــا يرضــي هــذا الشــعب الطيــب‪ ،‬الــذي ينشــد التغييــر‪ ،‬ويســعى بوعــي شــديد إلــى‬
‫التوجــه نحــو الوجهــة اإليجابيــة والصحيحــة المنســجمة فــي محتواهــا وطبيعتهــا مــع‬
‫المبــادئ والقيــم الوطنيــة العريقــة‪.‬‬

‫ورغــم كل مــا تحقــق مــن نتائــج إيجابيــة‪ ،‬ظهــر بعــض األشــخاص يخالفــون تمامــا‬
‫كل المســاعي والجهــود الوطنيــة الصادقــة المبذولــة‪ ،‬هــؤالء األشــخاص الذيــن‬
‫يدعــون الثقافــة الواســعة والذيــن جعلــوا مــن البيانــات وســيلتهم المثلــى للتشــويش‪،‬‬
‫علــى ســير هــذا المســعى الوطنــي النبيــل‪ ،‬يحاولــون تغليــط الشــعب الجزائــري‬
‫واإلفــراط فــي تقديــم النصائــح‪ ،‬متناســين أنهــم تولــوا قبــل اليــوم مســؤوليات ســامية‬
‫فــي الدولــة وكانــوا جــزء ال يتجــزأ مــن النظــام الســابق‪ ،‬هــؤالء األشــخاص الذيــن‬
‫فاتهــم القطــار وأصبحــوا مــن الماضــي‪ ،‬يعيشــون فــي بــروج عاجيــة ال علــم لهــم‬
‫بحقيقــة مــا يجــري فــي البــاد وال علــم لهــم بمشــاعر الجزائرييــن فــي كل أرجــاء‬
‫الوطــن‪ ،‬وحقيقــة آمالهــم وتطلعاتهــم إلــى غــد أفضــل‪ ،‬والدليــل علــى ذلــك إقدامهــم‬
‫علــى طــرح اقتراحــات عقيمــة ولــدت ميتــة‪ ،‬علــى غــرار مطالبتهــم بإطــاق‬
‫ســراح مــن أهــان العلــم الوطنــي‪ ،‬إنهــا اقتراحــات مرفوضــة شــكال ومضمونــا‪،‬‬
‫فالعلــم الوطنــي هــو رمــز الســيادة الوطنيــة‪ ،‬ورمــز تضحيــات مالييــن الشــهداء‬
‫األبــرار ورمــز ســيادة الشــعب الجزائــري برمتــه‪ ،‬والــذي ال يقبــل إطالقــا‬
‫المساس بالعلم الوطني‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫فالعدالــة هــي مــن تتولــى أمــر هــؤالء‪ ،‬باعتبارهــا أيضــا رمــزا بــارزا مــن رمــوز‬
‫دولــة القانــون‪ ،‬فهــي تتمتــع اآلن بــكل الحريــة المطلوبــة وتعمــل دون ضغوطــات وال‬
‫إمــاءات‪ ،‬فرجالهــا يواصلــون أداء مهامهــم بــكل نزاهــة واقتــدار وإخــاص‪ ،‬ســبيلهم‬
‫الوحيــد هــو تغليــب كفــة القانــون دون ســواه‪ ،‬فــا مجــال للتشــكيك أبــدا فــي دورهــا‬
‫الريــادي والمعتبــر فــي مجــال محاربــة الفســاد ومعالجــة مختلــف قضايــاه‪ ،‬فللعدالــة‬
‫القــدرة والشــجاعة علــى التصــدي العــادل لــكل متســبب فــي الفســاد‪ ،‬وهــي ترفــض‬
‫أي إمــاء مــن أي شــخص مهمــا كان‪ ،‬وال تقبــل إطالقــا بــأن يتــم التأثيــر علــى‬
‫مجــرى أحكامهــا‪ ،‬فســبيلها الوحيــد هــو القانــون‪ ،‬فبــه تــؤدي دورهــا ومــن خاللــه‬
‫تواصــل القيــام بهــذا الــدور النبيــل والحيــوي‪ ،‬وعليــه نقــول أنــه قــد تبيــن اليــوم الخيــط‬
‫األبيــض مــن الخيــط األســود‪ ،‬وأن العدالــة التــي اســتعادت مصداقيتهــا‪ ،‬تتولــى تطبيــق‬
‫القانــون بالصرامــة المطلوبــة‪ ،‬مــا مكنهــا مــن تحييــد رؤوس العصابــة‪.‬‬

‫أخيــرا‪ ،‬فإنــه ال يســعني إال أن أقــول بــكل فخــر وتصميــم وتفــاؤل بالمســتقبل‪ ،‬بــأن‬
‫الجزائــر ســائرة بخطــى واثقــة وثابتــة نحــو إنجــاح االســتحقاق الرئاســي المقبــل‪،‬‬
‫وســتخرج مــن هــذه المرحلــة الحساســة‪ ،‬بفضل هللا وقوتــه‪ ،‬وبفضل جهــود المخلصين‬
‫الوطنييــن‪ ،‬فــي ظــل المرافقــة الصادقــة للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ثــم بفضــل وعــــي‬
‫الشــعب الجزائــري‪ ،‬خاصــة الشــباب‪ ،‬الــذي يقــدر واجباتــه ومســؤولياته تجــاه الوطــن‬
‫حــــق قدرهــــا ويـــعرف دومــا فــي األوقــات الـــدقيقة كيــف يحســم األمــور الجديــة‬
‫لصالــح الجزائــر الجديــدة‪ ،‬التــي لــن تعــود‪ ،‬إن شــاء هللا‪ ،‬للممارســات الســابقة‪ ،‬ألن‬
‫كافــة الضمانــات المتعلقــة باالنتخابــات قــد تــم توفيرهــا وكل شــيء علــى مــا يــرام‪،‬‬
‫وال مجــال ألن يدعــي أي كان بــأن الظــروف غيــر مواتيــة‪ ،‬وليعلــم الجميــع أن‬
‫الجزائــر الجديــدة التــي يتطلــع الشــعب الجزائــري بشــبابه إلــى بنائهــا علــى أســس‬
‫قويــة ومتينــة فــي ظــل مبــادئ الديمقراطيــة‪ ،‬هــي الجزائــر التــي ضحــى مــن أجلهــا‬
‫مالييــن الشــهداء والتــي تســتحق بــأن تكــون فــوق كل اعتبــار‪ ،‬وهللا مــن وراء القصــد‪،‬‬
‫ويشــهد علــى مــا أقــول»‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة إشــرافه‪،‬‬
‫يــوم ‪ 07‬نوفمبــر ‪ ،2019‬علــى النــدوة التاريخيــة بعنــوان‪:‬‬
‫«دور ومكانة الجيش في المجتمع بالنادي الوطني للجيش»‪.‬‬

‫« لقــد وُ لــد جيــش التحرير‬

‫الوطنــي األبــي مــن رحــم معانــاة‬
‫الشــعب ووُ ضعــت لبنا ُتــه األولــى‬
‫بإنشــاء المنظمــة الخاصــة‪،‬‬
‫شــهر فيفــري ‪ 1947‬التــي‬
‫أرســت المنطلقــات والتصــورات‬
‫لميــاد النــواة األولــى لتنظيــم‬
‫عســكري ثــوري‪ ،‬شـ ّكل اإلطــار‬
‫التأسيســي للثــورة التحريريــة‪،‬‬
‫التــي انطلقــت ملحمتهــا الخالــدة‬
‫يــوم الفاتــح نوفمبــر ‪1954‬‬
‫بمجموعــات من الشــباب المؤمن‬
‫بعدالــة قضيتــه‪ ،‬وتعــززت تباعــا‬
‫باالنخــراط فــي صفــوف الثــورة‬
‫الفتيــة‪ ،‬مشــكلة تيــارا جارفــا كلــه‬
‫تضحيــات وبطــوالت تــوج بعــد‬
‫ســنوات مــن الكفــاح المريــر‪،‬‬
‫بالنصــر المبيــن‪.‬‬
‫إن األصفيــاء مــن المجاهديــن المؤمنيــن بنصــر هللا وبعونــه والمســنودين بعمقهــم‬
‫الشــعبي‪ ،‬هــم مــن روّ ضــوا المســتحيل وأكســبوا ثورتنــا التحريريــة ميزتهــا العالميــة‪،‬‬
‫‪168‬‬
 ‫ّ‬
‫فأثـــروا أيّمــا تأثيــر علــى مجــرى األحــداث الدوليــة لفائــدة اإلنســانية جمعــاء‪ ،‬ورغــم‬
‫نقــص اإلمكانيــات إال أن ثورتنــا المجيــدة اســتطاعت تحقيــق الكثيــر مــن االنتصــارات‬
‫طيلــة مختلــف مراحــل الكفــاح‪ .‬فبهــذا الوعــي الكبيــر بمتطلبــات تحقيــق النصــر‬
‫وإدراك موجباتــه‪ ،‬جــاءت هجومــات الشــمال القســنطيني‪ ،‬فــي أوت ‪ ،1955‬التــي‬
‫كانــت نصــرا إســتراتيجيا بأ ّتــم معنــى الكلمــة‪ ،‬ازداد معــه االلتحــام الشــعبي بثورتــه‬
‫قــوة وانتشــارا‪ ،‬وحققــت نقلــة فعليــة وشــاملة فــي المســار الثــوري‪ ،‬اســتوجبت التفكيــر‬
‫فــي بلــوغ مســتويات ومحطــات أخــرى تســتلزم بالضــرورة وقفــة تقييميــة وتنظيميــة‪،‬‬
‫تبناهــا مؤتمــر الصومــام فــي شــهر أوت ‪ ،1956‬الــذي أرّ خ لمرحلــة جديــدة فــي‬
‫كفــاح الشــعب الجزائــري‪ ،‬أرســت أســـس الثــورة علــى عــدة أصعــدة‪ ،‬العســكرية‬
‫منهــا والتنظيميــة‪ ،‬ورغــم ذلــك فقــد كانــت غيــر كافيــة نظــرا لشســاعة بالدنــا وقلــة‬
‫االتصــاالت والوســائل فــي ذلــك الوقــت‪.‬‬

‫وفــي ســنة ‪ ،1960‬وبعــد تأســيس هيئــة األركان العامــة لجيــش التحرير بقيــادة الرئيس‬
‫الراحــل‪ ،‬العقيــد هــواري بومديــن‪ ،‬اشــت ّد عــود الثــورة واتضحــت معالمهــا التنظيميــة‬
‫واإلســتراتيجية‪ ،‬خاصــة مــن خــال تعزيــز مكونــات ونشــاط جيــش التحريــر الوطنــي‬
‫فــي كافــة المجــاالت‪ ،‬حيــث شــهد قفــزة نوعيــة مــن حيــث الهيكلــة والتنظيــم والتســليح‬
‫والتمويــن والتكويــن والتدريــب‪ ،‬ليصبــح تنظيمــا عصريــا متكامــا‪ ،‬يعتمــد عقيــدة‬
‫عســكرية راســخة شــعارها «النصــر أو االستشــهاد»‪ ،‬فانتقــل مــن اعتمــاد أســلوب‬
‫حــرب العصابــات إلــى مرحلــة جديــدة نوعيــة تميــزت بمركزيــة القــرار القتالــي‬
‫مــن خــال توحيــد هجومــات عارمــة ومنســقة شــرقا وغربــا وعبــر كافــة التــراب‬
‫الوطنــي‪ ،‬باســتعمال أســاليب عســكرية حديثــة‪ ،‬والمواجهــة المباشــرة مــع العــدو‬
‫بوحــدات منظمــة وأســلحة حديثــة بمــا فيهــا الثقيلــة‪ ،‬تعكــس التطــور الــذي أحــرزه‬
‫جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬فتحقــق االنتصــار تـــلو اآلخــر علــى المســتعمر الغاشــم‪،‬‬
‫وأجبــره علــى تقليــص احتاللــه لبالدنــا والتعجيــل بالتفــاوض وبالتالــي انســحابه‬
‫مهزومــا مدحــورا‪.‬‬

‫‪169‬‬
‫خــال ثورتنــا التحريريــة المجيــدة‪ ،‬كان الجيــش فــي الطليعــة‪ ،‬يحمــل آمــال األمــة‬
‫وتطلعاتهــا ويحظــى بالثقــة المطلقــة والدعــم المــادي والمعنــوي مــن أجــل تجســيد‬
‫تلــك اآلمــال والتطلعــات‪ ،‬ولنــا فــي هــذه الثــورة المظفــرة المثــال الســاطع والصــورة‬
‫الجليــة‪ ،‬حيــث وقــف جيــش التحريــر الوطنــي صرحــا شــامخا ونــدا عصيــا فــي وجــه‬
‫المســتدمر الغاشــم‪ ،‬بــاذال تضحيــات نــادرة فــي التاريــخ‪ ،‬ســنده فــي ذلــك والء ووفــاء‬
‫الشــعب الــذي احتضنــه بــدوره وشــد أزره بالعزيمــة والصبــر‪ ،‬فــي صــورة مــن أبلــغ‬
‫صــور التالحــم واالنســجام والتضامــن‪ ،‬حتــى تحقــق الهــدف المقــدس فــي اإلنعتــاق‬
‫والحريــة وإعــادة بنــاء الدولــة الجزائريــة المســتقلة‪.‬‬

‫بعــد اســترجاع الســيادة الوطنيــة‪ ،‬أدرك أعــداء األمــس واليــوم أن الجيــش الوطنــي‬
‫ــف مخططاتهــم‬ ‫الشــعبي هــو امتــداد طبيعــي لجيــش التحريــر الوطنــي الــذي َن َس َ‬
‫الدنيئــة‪ ،‬يحمــل نفــس القيــم والمبــادئ‪ ،‬وال ينتصــر لغيــر المصلحــة الوطنيــة‪ ،‬وقــد‬
‫عــرف تطــورا كبيــرا علــى مســتوى التنظيــم والتكويــن والتســليح‪ ،‬واضطلــع بمهامــه‬
‫بفعاليــة ونجاعــة بمــا فيهــا اإلســهام فــي بنــاء وحمايــة االقتصــاد الوطنــي‪ ،‬األمــر‬
‫الــذي جعلــه عرضــة لحمــات مســعورة‪ ،‬مــن خــال النقاشــات والجــدل الــذي أثارتــه‬
‫وتثيــره دوائــر مشــبوهة‪ ،‬حــول دور ومكانــة الجيــش فــي المجتمــع‪ ،‬خاصــة بعــد‬
‫مواصلــة الجيــش الوطنــي الشــعبي مســاهمته المشــهودة فــي مســيرة بنــاء الدولــة‪،‬‬
‫ومواكبــة اإلرادة الوطنيــة الراميــة إلــى إعــادة مجــد الجزائــر َو َم ْن ِح َهــا المكانــة‬
‫الـ ـ ُم َشرِّ َفة المســتحقة بيــن األمــم‪.‬‬

‫وفــي هــذا اإلطــار بالــذات‪ ،‬فإنــه مــن الواضــح أن الرِّ َهـ َ‬

‫ـان اليــوم‪ ،‬كمــا كان باألمــس‪،‬‬
‫هــو محاولــة إخــراج الجزائــر مــن البيئــة الطبيعيــة التــي أحاطــت بمســارها التطــوري‬
‫بــكل مــا َيـــحْ ِملُ ُه مــن قيــم تاريخيــة وثقافيــة ودينيــة‪ ،‬ومحاولــة تقديــم بدائــل تســتهدف‬
‫ضــرب الثقــة القويــة التــي تربــط الشــعب بجيشــه وإحــداث قطيعــة بينهمــا‪ ،‬لكــي‬
‫َيسْ ـ ُه َل التالعــب بمصيــر الجزائــر َو ُم َق ِو َمات َهــا‪ ،‬ومحاولــة اســتغالل الظــرف الراهــن‬
‫الــذي تمــر بــه البــاد‪ ،‬مــن أجــل تهديــم أســس الدولــة الوطنيــة‪ ،‬مــن خــال شــعار‬

‫‪170‬‬
‫«دولــة مدنيــة وليســت عســكرية»‪ ،‬تحــاول العصابــة مــن خاللــه تغليــط الــرأي العــام‬
‫الوطنــي عبــر نشــر هــذه األفــكار الخبيثــة‪ ،‬التــي ليــس لهــا وجــود إال فــي أذهــان‬
‫ونوايــا مــن يــروج لهــا‪ ،‬ألن الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬المتمســك بمهامــه الدســتورية‬
‫الواضحــة والمــدرك لحساســية الوضــع وخطــورة التحديــات والرهانــات الحاليــة‪،‬‬
‫يعمــل علــى حمايــة الدولــة والحفــاظ علــى الســيادة الوطنيــة ووحــدة الوطــن والشــعب‪،‬‬
‫مهمــا كانــت الظــروف واألحــوال‪.‬‬

‫فــي هــذا الصــدد‪ ،‬فــإن الموقــف الثابــت الــذي تبنــاه الجيــش الوطنــي الشــعبي خــال‬
‫هــذه المرحلــة الفارقــة فــي تاريــخ بالدنــا‪ ،‬نابــع مــن إيمانــه الراســخ بضــرورة‬
‫الحفــاظ علــى أمــن واســتقرار الجزائــر أرضــا وشــعبا وصــون ســيادتها‪ ،‬فــي ظــل‬
‫الشــرعية الدســتورية‪ ،‬فرافــق الشــعب الجزائــري فــي تطلعاتــه لتجســيد خيــاره فــي‬
‫تحقيــق المشــروع الوطنــي المنشــود الــذي أراده الشــهداء األبــرار‪ ،‬وحافــظ علــى‬
‫كيــان الدولــة ومؤسســاتها‪ ،‬مؤكــدا مــرة أخــرى أنــه وطنــي العقيــدة‪ ،‬شــعبي الجــذور‬
‫والمنبــت‪ ،‬نوفمبــري المبــادئ والقيــم‪ ،‬وهــو موقــف يؤكــد أصالــة جيشــنا وأنــه مــن‬
‫صلــب الشــعب‪ ،‬ويعكــس بجــد مدلــوالت تســميته بالجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ففــي‬
‫هــذه الظــروف بالتحديــد‪ ،‬تدفــق وعــي الشــعب الجزائــري الــذي وجــد فــي الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي وقيادتــه الوطنيــة النوفمبريــة كل‬
‫الســند والدعــم وكل التجــاوب المطلــق مــع مطالبــه المشــروعة‪ ،‬فــازدادت بذلــك‬
‫هــذه العالقــة التفاعليــة الوطيــدة بيــن الجيــش وكافــة مكونــات المجتمــع الجزائــري‬
‫متانة وصالبة‪.‬‬
‫هــذه العالقــة المتأصلــة والقائمــة علــى الثقــة والصــدق‪ ،‬أســهمت اليــوم كثيــرا فــي‬
‫تفاعــل الجهــود وتضافرهــا ووضعــت الجزائــر علــى الســكة الصحيحــة والوجهــة‬
‫الســليمة لتجــاوز المرحلــة الراهنــة والمــرور ببالدنــا إلــى بــرّ األمــان‪.‬‬

‫إن إدراكنــا جميعــا‪ ،‬شــعبا وجيشــا‪ ،‬لمــا يحملــه عالــم اليــوم مــن تحديــات وتناقضــات‬
‫وتهديــدات‪ ،‬ترمــي فــي معظمهــا إلــى المســاس بــأركان الدولــة الوطنيــة‪ ،‬قلــت هــذا‬

‫‪171‬‬
‫اإلدراك دفعنــا إلــى بلــورة اســتراتيجية أمنيــة صلبــة‪ ،‬وفــق مقاربــة شــاملة ومتكاملــة‬
‫ومدروســة‪ ،‬اســتراتيجية يُقــر بنجاعتهــا العــدو قبــل الصديــق ويلمــس ثمارهــا الشــعب‬
‫الجزائــري الــذي يعيــش‪ ،‬والحمــد هلل‪ ،‬فــي كنــف الســكينة والطمأنينــة رغــم الظــروف‬
‫المحيطــة بنــا إقليميــا‪ ،‬ليكــون بذلــك الجيــش الوطنــي الشــعبي قــد حافــظ علــى‬
‫صوابيــة المســار التاريخــي الوطنــي‪ ،‬الــذي ســطره الســلف وصانــه الخلــف‬
‫بكل افتخار جيال بعد جيل‪.‬‬

‫ـر بجيــش التحريــر الوطنــي ويعتـ َّ‬

‫ـز بســليله‬ ‫إنــي متأكــد أن الشــعب الجزائــري يفتخـ َ‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬الــذي واصــل المســيرة وفــق الخــط الــذي رســمته ثــورة‬
‫َ‬
‫اإلرث‬ ‫نوفمبــر العظيمــة‪ ،‬مصــد ُر َمجدِنــا وكبريائِنــا‪ ،‬كمــا أ ُ َذ ِّكــرْ أنَّ صِ يانــة هــذا‬
‫ــت مــن أجــل الجزائــر‪ ،‬فــي‬ ‫العظيــم لــن َت َتأ َّتــى إال بالوفــا ِء لل َّتضحيــات التــي قُ ِد َم ْ‬
‫ـات المجتمــع الجزائــري‪ ،‬وفــي‬ ‫إطــار مــن االنســجام والتكامــل بيــن مختلــف ُم َكوِّ َنـ ْ‬
‫ظ ـ ِّل َمرْ ِج ِعيَّا ِت َنــا األصليــة والعريقــة الكفيلــة َوحدَ هــا ب َتحصيــن األجيــال وتو ِجيههــم‬
‫التوجيــه الحســن‪ ،‬فــي ســبيل تجســيد ال َمشــروع الوطنــي الــذي هــو َخيــار ال َّشــعب‪.‬‬
‫هــذا ال َمشــروع الوطنــي الــذي َيســعى ال َّشــعب الجزائــري لِ َتحقيقــه‪َ ،‬مســنودا ِبجيشــه‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬إلــى جانــب مؤسســات الدولــة األخــرى‪ ،‬والــذي َسـ َيتولَّى تجســيده‬
‫الرئيــس المُنتخــب الــذي ســ ُتفرزه اإلرادة الشــعبية خــال االســتحقاق االِنتخابــي‬
‫المُحــدد يــوم ‪ 12‬ديســمبر المقبــل‪.‬‬

‫وبالحديــث عــن هــذا االسـتِحقاق الهــام فــي تاريــخ بالدنــا‪ ،‬فإننــا نجــدد تأكيدنــا علــى‬
‫مرافقــة الســلطة الوطنيــة المســتقلة لالنتخابــات فــي تأديــة مهامهــا ونثمــن الجُهــود‪،‬‬
‫التــي َتبذلُهــا مــن أجــل إنجــاح هــذا ال َموعــد االِنتخابــي‪ ،‬كمــا ُنشــيد بجُهــود جميــع‬
‫ضعــون ُنصْ ــب أعيُنهــم مصلحــة البــاد ومســتقبلها‪.‬‬ ‫المُخلصيــن والوطنيِّيــن الذيــن َي َ‬

‫وفــي هــذا اإلطــار بالـ َّـذات‪ ،‬نج ـ ِّدد التأكيــد علــى حِرصنــا علــى توفيــر ك ِّل عوامــل‬
‫نجــاح هــذه االنتخابــات خاصّــة مــن الجانــب األمنــي‪ ،‬كمــا ُنؤ ِّكــد مــرَّ ة أخــرى أنَّ‬
‫ِ‬
‫‪172‬‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي ســيرافق العمليــة اإلنتخابيــة بجميــع مراحلهــا‪ ،‬مثلمــا تعهدنــا‬
‫بــه مــرارا‪ ،‬عكــس مــا تــروِّ ج لــه َبعــض األ ْبــواق واألصْ ــوات المُغرضــة‪ ،‬فال َّشــعب‬
‫صفحــة مُشــرقة وواعــدة‬ ‫الجزائــري الــذي َيتطلَّــع بــك ِّل َشـ َ‬
‫ـغف لهــذه االنتخابــات لِ ًفتــح َ‬
‫فــي مســيرة الجزائــر‪ ،‬هــو الوحيــد الــذي ســ َيختار بــكل حُريَّــة وشــفافية ونزاهــة‪،‬‬
‫ـق المســار الصحيــح‪ ،‬نحــو وجهتهــا‬ ‫ـق طريقهــا ِوفـ َ‬ ‫الرَّ ئيــس الــذي َسـ َيقُود بالدنــا ل َت ُ‬
‫شـ َّ‬
‫المأمولــة ومكانتهــا الطبيعيــة والحقيقيــة التــي َيجــب أن َت َت َبوَّ أهــا»‪.‬‬

‫أخيــرا‪ ،‬أجــدد الترحــم علــى شــهدائنا األبــرار وشــهداء الواجــب الوطنــي‪ ،‬كمــا‬
‫أدعــوا أبناءنــا إلــى الحفــاظ علــى طهــارة الفكــر ورجاحــة الســلوك الــذي تحلــى بــه‬
‫صانعــوا ملحمــة نوفمبــر‪ ،‬والتمســك بمبــادئ ثورتنــا الوطنيــة التــي حــررت الجزائــر‬
‫باألمــس‪ ،‬فهــي ذاتهــا التــي ســتحافظ علــى جزائــر اليــوم والضمانــة األكيــدة لحاضــر‬
‫بالدنــا ومســتقبلها‪ ،‬وتلكــم مســؤولية ثقيلــة يتعيــن علــى أبنــاء الجزائــر‪ ،‬أن يـتحمـــلوها‬
‫بــكل صــدق وإخــاص‪ ،‬فوطننــا‪ ،‬وديعــة الشــهداء‪ ،‬يبقــى علــى الــدوام فــي الحفــظ‬
‫والصــون‪ ،‬يســمو فــوق كل االعتبــارات مهمــا كانــت الظــروف واألحــوال»‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫عمــل وتفتيــش إلــى الناحيــة العســكرية الرابعــة بورڤلــة فــي الفتــرة مــن‬
‫‪ 19‬إلــى ‪ 22‬نوفمبــر ‪.2019‬‬

‫«ينــدرج هــذا اللقــاء فــي إطــار رعايتنــا المتواصلــة والشــديدة لــكل ما لــه عالقة‬
‫بترقيــة القــدرات العملياتيــة والقتاليــة لقواتنــا المســلحة‪ ،‬الســيما وأنــه يأتــي بعــد أيــام‬
‫قالئــل مــن إحيــاء الجزائــر ألمجــد عيــد وطنــي لديهــا‪ ،‬أال وهــو أول نوفمبــر ‪ 1954‬في‬
‫ذكــراه الخامســة والســتين‪ ،‬هــذه الذكــرى الخالــدة التــي يقــف عندهــا شــعبنا ســنويا فــي‬
‫ليلتهــا المباركــة وقفــة تذكــر واحتــرام وإجــال لهــذه الثــورة العظيمــة‪.‬‬

‫أو ّد أن أؤكــد مــرة أخــرى‪ ،‬بهــذه المناســبة الطيبــة‪ ،‬أننــا نســجل بإعجــاب شــديد بــل‬
‫وباعتــزاز أشــد‪ ،‬هــذه الهبــة الشــعبية التــي تعــم كافــة ربــوع الوطــن‪ ،‬حيــث خرجــت‬
‫مختلــف فئــات شــعبنا األبــي‪ ،‬عــن بكــرة أبيهــا‪ ،‬رجــاال ونســاء‪ ،‬شــبابا وطلبــة وكهــوال‬
‫وشــيوخا‪ ،‬فــي أروع صــور التالحــم والتضامــن والتفــاف الشــعب بقــوة حــول جيشــه‪،‬‬
‫يهتفــون كلهــم‪ ،‬بصــوت واحــد‪ ،‬بشــعارات وطنيــة معبــرة تدعــو فــي مجملهــا إلــى‬

‫‪174‬‬
‫التوجــه المكثــف إلــى صناديــق االقتــراع يــوم ‪ 12‬ديســمبر المقبــل‪ ،‬إلنجــاح االنتخابات‬
‫الرئاســية والمســاهمة بالتالــي فــي صناعــة المســتقبل الواعــد‪ ،‬فذلكــم هــو الشــعب‬
‫الجزائــري‪ ،‬وتلكــم هــي الجزائــر‪.‬‬

‫ومــن وحــي ذلــك‪ ،‬فإننــا نتعامــل دومــا مــع شــعبنا بالفعــل والعمــل وليــس بالقــول‬
‫فقــط‪ ،‬فاألقــوال الصادقــة بالنســبة لنــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬هــي تلــك التــي‬
‫يتــم تجســيدها ميدانيــا وواقعيــا والتــي يلمــس المواطنــون صدقهــا ويشــعرون بوفائهــا‬
‫وإخالصهــا‪ ،‬فــا طموحــات سياســية لدينــا وال أهدافــا أخــرى غيــر األهــداف الوطنيــة‪،‬‬
‫أي األهــداف التــي هــي فــي مصلحــة الجزائــر وشــعبها‪ ،‬هــذا الشــعب الــذي نفتخــر‬
‫بأننــا ننحــدر مــن صلبــه‪ ،‬ونفتخــر أيضــا بأننــا علــى درايــة عميقــة وشــاملة بتوجهاتــه‬
‫المبدئيــة‪ ،‬هــذه التوجهــات الشــعبية التــي كنــا دومــا وســنبقى نحافــظ حيالهــا علــى‬
‫مواقفنــا الثابتــة ونســعى دومــا فــي ذات الوقــت إلــى أن نكــون مصــدر أمــن شــعبنا‬
‫ومنبــع حمايتــه‪.‬‬

‫لقــد أدرك الشــعب الجزائــري بفضــل وعيــه وبعبقريتــه المعهــودة وحســه الوطنــي‬
‫المشــهود‪ ،‬عبــر هــذه المســيرات الشــعبية الوفيــة لوطنهــا والمؤيــدة لجيشــها وقيادتــه‬
‫الوطنيــة المجاهــدة‪ ،‬قلــت‪ ،‬لقــد أدرك شــعبنا خلفيــات هــذه األطــراف الحاقــدة التــي‬
‫أزعجتهــا هــذه اللحمــة بيــن الشــعب وجيشــه‪ ،‬وتيقــن هــؤالء األعــداء أن الخــط األصيل‬
‫الوفــي لثــورة نوفمبــر المجيــد‪ ،‬هــو الخــط الــذي يحصــد االنتصــار تلــو االنتصــار‪،‬‬
‫فالحــق يعلــو وال يعلــى عليــه‪ ،‬وكلمــة الفصــل تكــون دومــا لألحــرار وللمخلصيــن‬
‫الذيــن يحفظــون عهــد الشــهداء األبــرار ويقفــون ســدا منيعــا ضــد مفتعلــي األزمــة مــن‬
‫العصابــة ومــن واالهــم‪ ،‬الذيــن فقــدوا كل صلــة مــع الشــعب الجزائــري وفقــدوا كل‬
‫عالقــة مــع تاريخــه ومبادئــه الوطنيــة األصيلــة‪ ،‬هــؤالء الذيــن وجــدوا الــرد المناســب‬
‫مــن لــدن الشــعب الجزائــري عبــر كافــة أرجــاء الوطــن‪ ،‬الــذي برهــن وال يــزال‬
‫وســيبرهن مســتقبال‪ ،‬بأنــه شــعب وفــي‪ ،‬بطبيعتــه وبعفويتــه‪ ،‬لمــن يراهــم حمــاة لــه‬
‫ويراهــم قريبــون منــه‪ ،‬كلمــا اشــتدت المحــن والملمــات‪ ،‬فطوبــى لهــذا الشــعب الكريــم‪،‬‬

‫‪175‬‬
‫الــذي نــراه اليــوم يــذود بقــوة عــن الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬فاللحمــة بيــن الشــعب‬
‫والجيــش هــي لحمــة كاملــة األركان فــا انفصــام لهــا‪ ،‬وذلــك هــو النصــر المبيــن‬
‫للجزائــر‪ ،‬وذلكــم هــو الخســران المبيــن ألعدائهــا‪.‬‬

‫نعــم إننــا فخــورون بهــذا االلتفــاف وهــذه اإلحاطــة الصادقــة‪ ،‬ونؤكــد أن الــكالم الــذي‬
‫قلنــاه‪ ،‬فــي مناســبات ســابقة‪ ،‬عــن هــذا الشــعب المخلــص والغيــور علــى بلــده‪ ،‬والــذي‬
‫عرفنــاه جيــدا خــال الثــورة التحريريــة المباركــة‪ ،‬وفــي مرحلــة مكافحــة اإلرهــاب‪،‬‬
‫قلــت أن هــذا الــكالم قــد تجســد فــي الميــدان عبــر هــذه المســيرات الشــعبية العفويــة‬
‫الداعمــة للجيــش الوطنــي الشــعبي ولالنتخابــات الرئاســية‪ ،‬هــذا االلتفــاف الــذي يعنــي‬
‫يقينــا بــأن شــعبنا قــد أدرك وبالملمــوس أن جيشــه قــد تمســك فعليــا وميدانيــا‪ ،‬بــل‪،‬‬
‫ووجدانيــا بمبــدأ البقــاء دائمــا وأبــدا فــي حضــن الشــعب الجزائــري بفضــل قيادتــه‬
‫المجاهــدة التــي تربــت علــى قيــم الوفــاء لهذا الوطــن الغالي‪ ،‬وتشــبعت بمبادئ التشــبث‬
‫بــل التمســك المخلــص بالمقومــات األساســية للشــخصية الوطنيــة‪ ،‬والســعي المخلــص‬
‫أيضــا إلــى تهيئــة األرضيــة لكــي تســود هــذه القيــم وهــذه المبــادئ لتصبــح فعليــا هــي‬
‫األســاس الــذي تنبنــي عليــه الدولــة الجزائريــة فــي قالبهــا النوفمبــري األصيــل كمــا‬
‫أرادهــا الشــهداء األبــرار‪ ،‬وجاهــد فــي ســبيلها المجاهــدون األطهــار»‪.‬‬

‫«فمصلحــة الوطــن‪ ،‬تعنــي بالتأكيــد أن يســهر الشــعب الجزائــري بكل نزاهــة وحرية‪،‬‬
‫وهــو يقــوم بواجبــه االنتخابــي‪ ،‬علــى إعمــال العقــل وتحكيــم الضميــر وترجيــح‬
‫المصلحــة العليــا للجزائــر ومســتقبل أبنائهــا‪ ،‬ويحــرص بالتالــي فــي اختيــاره‪ ،‬مــن‬
‫بيــن المترشــحين الخمســة‪ ،‬الرئيــس المقبــل للجزائــر‪ ،‬علــى مراعــاة مــن تتوفــر فيــه‬
‫القــدرة علــى قيــادة الشــعب الجزائــري وقيــادة الدولــة الجزائريــة والمــرور بهــا إلــى‬
‫مــا تســتحقه مــن مكانــة رفيعــة بيــن األمــم‪ ،‬هــذا عــاوة علــى حيازتــه علــى القــدرة‬
‫الكافيــة والضروريــة علــى تلبيــة المطالــب الملحــة والمشــروعة للشــعب الجزائــري‪،‬‬
‫فــي ظــل وحــدة الصــف وتماســكه بيــن كافــة أبنــاء الجزائــر عبــر جميــع أنحــاء البالد‪،‬‬
‫فالجزائــر بحاجــة إلــى مــن يفتــح أمــام شــعبها أبــواب األمــل بغــد أحســن ومســتقبل‬

‫‪176‬‬
 ‫أفضــل‪ ،‬ومــن يحســن النيــة ويصــدق القصــد‪ ،‬فســيعينه هللا ويســدد خطــاه‪.‬‬
‫ومــن هنــا فإننــي أدعــو مــن هــذا المنبــر كافــة شــرائح الشــعب الجزائــري عبــر جميــع‬
‫أنحــاء البــاد‪ ،‬إلــى وضــع اليــد فــي اليــد‪ ،‬وإلــى وضــع الجزائــر ومصلحتهــا العليا فوق‬
‫كل اعتبــار‪ ،‬والمســاهمة فــي هــذا الموعــد الــذي ســيكون إن شــاء هللا تعالــى عرســا‬
‫وطنيــا بامتيــاز‪ ،‬وســيكون بوابــة خيــر وهنــاء تفتــح واســعة علــى الجزائــر وشــعبها‪،‬‬
‫تفســح المجــال رحبــا أمــام اســتكمال بنــاء الدولــة الوطنيــة الجزائريــة الحديثــة»‪.‬‬

‫«وفــي نهايــة مداخلتــي‪ ،‬أود التأكيــد مــرة أخــرى عــن فخرنــا واعتزازنــا بالــدور‬
‫الحيــوي الــذي قــام بــه الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬باعتبــاره جيــش مــن صنيــع الثــورة‬
‫التحريريــة المباركــة‪،‬‬
‫حيــث تمكــن خــال‬
‫هــذه المرحلــة الخاصــة‬
‫التــي مــرت بهــا بالدنــا‪،‬‬
‫مــن مرافقــة الشــعب‬
‫الجزائــري فــي مســيراته‬
‫الســلمية‪ ،‬ممــا ســمح‬
‫بحمايــة مؤسســات الدولــة‬
‫والحفــاظ علــى هيبتهــا واســتمراريتها‪ ،‬قويــة بشــعبها وآمنــة بجيشــها‪ ،‬فضــا عــن‬
‫تحقيــق أغلــب المطالــب الشــعبية‪.‬‬
‫فالجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬باعتبــاره العمــود الفقــري للدولــة‪ ،‬أدرك مبكــرا خطــورة‬
‫المؤامــرة الدنيئــة التــي كانــت تحــاك فــي الخفــاء ضــد الجزائــر وشــعبها‪ ،‬وهــي‬
‫المؤامــرة التــي كانــت ترمــي إلــى تدميــر أركان الدولــة الوطنيــة‪ ،‬فتحمــل مســؤوليته‬
‫التاريخيــة واســتطاع بحكمــة وتبصــر إنقــاذ البــاد مــن هــذا الخطــر المحــدق وتفويــت‬
‫الفرصــة علــى أعــداء الوطــن‪ ،‬وســيظل بالمرصــاد لــكل مــن تســول لــه نفســه المســاس‬
‫بمقومــات األمــة وبالوحــدة الترابيــة والشــعبية‪ ،‬كل ذلــك ســيتحقق بفضــل تضافــر‬
‫الجهــود بيــن الشــعب وجيشــه‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫فالشــعب هــو الجيــش والجيــش هــو الشــعب‪ ،‬حيــث تمكنــا معــا‪ ،‬رغــم كل الصعوبــات‬
‫المعترضــة‪ ،‬مــن إســقاط رؤوس العصابــة والفاســدين‪ ،‬الســيما بعــد اســترجاع العدالــة‬
‫لصالحياتهــا وحريتهــا‪ ،‬ونتعهــد اليــوم مثلمــا تعهدنــا باألمــس أمــام هللا والتاريــخ‬
‫والوطــن بــأن هــذا الجهــد وهــذا المشــوار ســيتواصل إلــى غايــة الخــروج بالبــاد‬
‫إلــى بــر األمــان‪ ،‬وأننــا جميعــا‪ ،‬شــعبا ً وجيش ـاً‪ ،‬قــادرون علــى شــق طريــق الجزائــر‬
‫الواعــد‪ ،‬الــذي يســتجيب آلمــال وطموحــات أبنائهــا البــررة ويرتقــي بهــا إلــى مكانتهــا‬
‫المســتحقة بيــن األمــم‪ ،‬فالتاريــخ ال يرحــم‪ ،‬ومــن خــادع الوطــن والجزائــر تحديــدا‪،‬‬
‫فهــو يخــادع هللا‪ ،‬ومــن يخــادع هللا فقــد ظلــم نفســه»‪.‬‬

‫وفــي ذات الســياق‪ ،‬وجــب التذكيــر بــأن الخصــال المتفــردة التــي يتميــز بهــا الشــعب‬
‫الجزائــري عــن غيــره‪ ،‬هــي خصــال التضامــن بمعانيــه الدقيقــة والشــاملة‪ ،‬وال ريــب‪،‬‬
‫أن مــن أعلــى وأنبــل هــذه الخصــال‪ ،‬هــو التضامــن مــع الوطــن والوقــوف إلــى جانبــه‪،‬‬
‫عندمــا يكــون فــي أمــس الحاجــة إلــى ذلــك‪ ،‬فالجزائــر القــادرة علــى فــرز مــن يقودهــا‬
‫فــي المرحلــة المقبلــة‪ ،‬تنــادي أبناءهــا المخلصيــن‪ ،‬فــي هــذه الظــروف الخاصــة‪،‬‬
‫وأؤكــد هنــا علــى عبــارة المخلصيــن‪ ،‬وهــم كثيــرون جــدا عبــر كافــة أرجــاء التــراب‬
‫الوطنــي‪ ،‬ألنهــا فعــا هــي فــي حاجــة ماســة إلــى مثــل هــؤالء األبنــاء‪ ،‬فاإلخــاص‬
‫هــو الســمة المؤكــدة الدالــة علــى قــوة ارتبــاط المواطــن بوطنــه‪ ،‬وهــو صفــة ال تبــاع‬
‫وال تشــترى‪ ،‬ألنهــا تنبــع أساســا مــن طبيعــة شــخصية األفــراد ومــن قــوة تماســكهم‪،‬‬
‫واألكيــد أن الشــعور الفــردي والجماعــي فــي أي موقــع كان‪ ،‬بحــس الواجــب تجــاه‬
‫الوطــن‪ ،‬وأهميــة أداء هــذا الواجــب بالفعاليــة المطلوبــة‪ ،‬علــى غــرار الــدور المنــوط‬
‫بأســرة اإلعــام وبالمســاجد والزوايــا ومــا ينتظــر مــن األئمــة مــن أدوار تحسيســية‬
‫وتوعويــة‪ ،‬هــو قيمــة ســلوكية عاليــة الدرجــات أثبــت الشــعب الجزائــري بهــا ومــن‬
‫خاللهــا‪ ،‬عبــر تاريخــه الوطنــي الطويــل‪ ،‬أنــه شــعب حــي ينتمــي إلــى وطــن شــامخ‪،‬‬
‫بــكل مــا تعنيــه عبــارة حيــاة مــن داللــة‪ ،‬وعبــارة شــموخ مــن مغــزى‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وفــي هــذا الصــدد تحديــدا‪ ،‬فقــد أثبــت الشــعب الجزائــري‪ ،‬أنــه شــعب الرهانــات‬

‫‪178‬‬
‫الكبــرى وأنــه فعــا شــعب واحــد موحــد‪ ،‬ال تؤثــر علــى مســاره الوطنــي العقبــات‬
‫الموضوعــة فــي طريقــه‪ ،‬فهــو شــعب يتقــن شــديد اإلتقــان أســلوب التكيــف الفاعــل مــع‬
‫جميــع المراحــل مهمــا كانــت حساســيتها وصعوبتهــا‪ ،‬وقــد أبهــر العالــم أجمــع بهــذا‬
‫الســلوك الحضــاري الــذي أصــر علــى أن يطبــع بــه مســيراته الســلمية‪ ،‬ألن الشــعب‬
‫الجزائــري يــدرك بحســه الوطنــي الصــادق والجامــع‪ ،‬خلفيــات األحــداث وطبيعــة‬
‫التحديــات‪ ،‬ويصــر كل اإلصــرار‪ ،‬علــى المــرور بالجزائــر إلــى بــر األمــان‪ ،‬مهمــا‬
‫كانــت الظــروف واألحــوال‪ ،‬ألنــه يضــع مصلحــة وطنــه فــوق كل اعتبــار‪.‬‬

‫إن رســوخ قيــم أول نوفمبــر ‪ 1954‬األغــر وتجــذر مبادئــه الوطنيــة الســامية فــي قلــوب‬
‫المخلصيــن مــن أبنــاء الشــعب الجزائــري‪ ،‬هــو خريطــة الطريــق المثلــى والمأمونــة‬
‫التــي مـــــن اتبعهــا لــن يخيــب مســعاه أبــدا‪ ،‬وكيــف يخيــب مســعى مــن حــدد الشــهداء‬
‫األبــرار معالمــه األساســية‪ ،‬هــذه المعالــم البــارزة التــي نراهــا اليوم وكل يوم تســتقطب‬
‫قلــوب األوفيــاء مــن أبنــاء الجزائــر المســتقلة‪ ،‬وتبعــث فيهــم آيــات العــزة والوفــاء‬
‫وروح الهمــة واإلبــاء وتثيــر فيهــم كل عوامــل القــوة والعــزم واإلصــرار علــى المضي‬
‫قدمــا نحــو تحقيــق كافــة األهــداف التــي رســمها نوفمبــر األغــر‪ ،‬فنوفمبــر ال يمثــل‬
‫فقــط بالنســبة ألخيــار الجزائــر عــز التاريــخ‪ ،‬ونــور الحاضــر‪ ،‬وإنمــا يمثــل كذلــك‪،‬‬
‫وباألســاس‪ ،‬معلمــا منيــرا مــن معالــم التوجيــه والتثبيــت نحــو مســتقبل زاهــر وواعــد‪،‬‬
‫فنوفمبــر هــو حصــن الجزائــر‪ ،‬بعــد هللا عــز وجــل‪ ،‬والجزائــر هــي وديعــة نوفمبــر‪،‬‬
‫فمــن أحــب الجزائــر عليــه أن يحــب نوفمبــر ومــن يحــب نوفمبــر عليــه أن يؤمــن بقيمه‬
‫النبيلــة ويكــون دومــا وفيــا لعهــد رســالته ولرســالة مــن صنعــوه مــن الشــهداء األبــرار‬
‫والمجاهديــن األخيــار‪.‬‬

‫والوفــاء يعنــي بالضــرورة االلتــزام بالقــول والعمــل بمبادئــه الخالــدة واإلصــرار علــى‬
‫إتبــاع ســير رجاالتــه المخلصيــن‪ ،‬فبذلــك‪ ،‬وبذلــك فقــط يبنــى الجــدار الصلــب الــذي‬
‫تتحطــم عليــه أحــام أعــداء الجزائــر خاصــة فــي هــذه الظــروف الراهنــة‪ ،‬وهــو‬
‫الضمانــة األكيــدة‪ ،‬التــي تمــد شــعبنا بالقــوة الوافيــة وتمنــح كافــة مكونــات أمتنــا الحيــة‪،‬‬

‫‪179‬‬
‫شــبابا فــي مختلــف مواقــع عملهــم‪ ،‬وطلبة فــي مختلف مواقــع دراســتهم وتخصصاتهم‪،‬‬
‫باعتبارهــم يمثلــون‪ ،‬عــن جــدارة واســتحقاق رجــال الغــد وإطــارات المســتقبل‪ ،‬قلــت‪،‬‬
‫هــذه الضمانــة التــي تمنــح هــؤالء جميعــا رفقــة كافــة شــرائح المجتمــع كل أســباب‬
‫الوعــي ودواعــي القــوة التــي تكفــل إفشــال مختلــف الدســائس والمؤامــرات المحاكــة‬
‫ضــد شــعبنا ودولتنــا الوطنيــة ذات الجــذور النوفمبريــة الخالصــة‪.‬‬

‫ال أختــم هــذه المداخلــة دون أن أشــيد وأنــوه باإلجــراءات العملية التــي اتخذتها الحكومة‬
‫بتوجيــه مــن الوزيــر األول‪ ،‬الســيد نــور الديــن بــدوي‪ ،‬خــال الفتــرة القليلــة الماضيــة‪،‬‬
‫والمتعلقــة بحمايــة ودعــم المؤسســات الوطنيــة العموميــة‪ ،‬خاصــة منهــا الشــركات‬
‫والمركبــات الصناعيــة‪ ،‬وذلــك بغــرض تدعيــم مســاهمتها فــي االقتصــاد الوطنــي‬
‫والحفــاظ علــى اليــد العاملــة بهــا‪ ،‬وكمثــال علــى ذلــك تلــك اإلجــراءات االســتعجالية‬
‫المتخــذة لمعالجــة المشــاكل التــي كان يعانــي منهــا مركــب الحديــد والصلــب بالحجــار‪،‬‬
‫وبغــرض أيضــا تأهيــل وإعــادة بعــث نشــاط وتطويــر إنتــاج هــذا المركــب الصناعــي‬
‫الــذي يعــد مفخــرة الصناعــة الوطنيــة ومكســبا تجــب حمايتــه‪ ،‬لكونــه يشــغل اآلالف‬
‫مــن العمــال‪ ،‬ولكونــه كذلــك كان عرضــة لمخططــات العصابــة‪ ،‬التي حاولــت بمختلف‬
‫األســاليب إضعافــه ووضــع العراقيــل فــي مســاره‪ ،‬مــن أجــل حرمــان اقتصــاد بالدنــا‬
‫مــن القيمــة المضافــة التــي بإمــكان هــذا المركــب تقديمهــا‪ ،‬الســيما فــي هــذا المجــال‬
‫الحســاس‪.‬‬

‫« فالجهــاد بهــذا المفهــوم وبهــذا الفكــر المنبثق من صميــم الثورة التحريريــة المباركة‪،‬‬
‫هــو عمــل ال ينقطــع وســعي متواصــل الحلقــات حــري بأجيــال االســتقالل الســيما فئــة‬
‫الشــباب‪ ،‬بــأن تعــي جيــدا وتــدرك‪ ،‬أن االســتقالل المبــارك الــذي بــزغ نــوره عبــر‬
‫جيــل نوفمبــر‪ ،‬ســيظل غصــة فــي حلــق أعــداء األمــس وخدامهــم مــن أعــداء اليــوم‪.‬‬
‫فهــم لــم يســتوعبوا اســتقالل الجزائــر‪ ،‬بــل يريدونــه اســتقالال شــكليا ال غيــر‪.‬‬
‫إن عبــق الجزائــر النوفمبريــة قلبــا وقالبــا يخنــق هــؤالء األعــداء‪ ،‬فحياتهــم ومصالحهم‬
‫ومســتقبلهم ال يكــون إال فــي جزائــر متنكــرة لتاريخهــا وللغتهــا ودينهــا وقيمهــا الوطنية‬

‫‪180‬‬
‫األصيلــة‪ ،‬وعندمــا شــاهدوا فــي الواقــع والميــدان النيــة الصلبــة والصادقة للقيــادة العليا‬
‫للجيــش الوطنــي الشــعبي بأنهــا منحــازة كل االنحيــاز إلــى شــعبها وإلــى وطنهــا‪ ،‬بــكل‬
‫مــا تعنيــه كلمــة وطنيــة مــن معنــى‪ ،‬قامــت قائمتهــم وبــرز عداؤهــم للشــعب الجزائــري‬
‫وجيشــه‪ .‬لقــد نســي هــؤالء بــأن القــوة الرئيســية التــي يعتمــد عليهــا جيشــنا‪ ،‬هــي القــوة‬
‫الشــعبية‪ ،‬هــي اإلرادة الشــعبية‪ ،‬هــو اإلدراك الشــعبي ببصيرتــه المعهــودة بــأن العمــق‬
‫االســتراتيجي للجيــش الوطنــي الشــعبي هــو شــعبه‪ ،‬ألنــه هــو الوعــاء البشــري الــذي‬
‫منــه نبــع الجيــش‪ ،‬وهــو الغايــة التــي مــن أجلهــا يعمــل‪.‬‬

‫فالجيــش الوطنــي الشــعبي هــو ســليل‪ ،‬وعــن جــدارة واســتحقاق‪ ،‬لجيــش التحريــر‬
‫الوطنــي‪ ،‬وذلكــم هــو الربــاط المقــدس الــذي أقلــق كثيــرا هــؤالء األعــداء‪ .‬فهــم يريدون‬
‫جيشــا بــا عمــق تاريخــي ليتســنى لهــم توظيفــه ليخــدم مصالحهم وينحــاز إلــى أهدافهم‬
‫ونواياهــم المنحرفــة والعميلــة‪ ،‬فذلكــم هــو الســبب الحقيقــي والعميــق لهــذه العــداوة التي‬
‫يكنهــا هــؤالء للجيــش‬
‫الشــعبي‬ ‫الوطنــي‬
‫ولقيادتــه المجاهــدة ذات‬
‫المنابــع النوفمبريــة‬
‫الخالصــة والمخلصــة‪.‬‬

‫فكمــا انتصــرت ثــورة‬

‫نوفمبــر باألمــس علــى‬
‫عدوهــا الغاشــم‪ ،‬بالصــدق واإلخــاص واإلصــرار علــى بلــوغ األهــداف‪ ،‬فــإن الشــعب‬
‫الجزائــري ســينتصر اليــوم رفقــة جيشــه‪ ،‬علــى أذنــاب العصابــة وســيتم تثبيــت قيــم‬
‫نوفمبــر وترســيخها فــي األذهــان والعقــول‪ ،‬وســيكون المــد النوفمبــري هــو الطابــع‬
‫الــذي ســيصبغ ألــوان الجزائــر الجديــدة ودولتهــا الشــامخة الراســية الجــذور‪ .‬فذلكــم‬
‫هــو التحــدي الــذي ســنرفعه‪ ،‬بــإذن هللا تعالــى وقوتــه‪ ،‬وسنكســب رهانــه وســيخيب‬
‫أمــل خــدام االســتعمار‪ ،‬الذيــن ال يعجبهــم إطالقــا هــذا االلتفــاف الوطنــي الصــادق‬

‫‪181‬‬
‫حــول الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬التفــاف يؤكــد وبقــوة تصميمــه الثابــت والعــازم علــى‬
‫الذهــاب إلــى االنتخابــات الرئاســية لـــ ‪ 12‬ديســمبر ‪ ،2019‬التــي يــرى فيهــا بحســه‬
‫الفطــري والطبيعــي بمثابــة المخــرج الوحيــد‪ ،‬مــن مثــل هــذه الظــروف الخاصــة التــي‬
‫تمــر بهــا الجزائــر‪ .‬لقــد أصبــح اآلن واضحــا كل الوضــوح‪ ،‬مــن يريــد للجزائــر بــأن‬
‫تخــرج مــن هــذه الظــروف التــي تمــر بهــا‪ ،‬ومــن يريــد لهــا الوقــوع فــي فــخ االنســداد‬
‫بــكل مــا ينجــر عــن ذلــك مــن عواقــب وخيمــة وغيــر مأمونــة‪ ،‬فالجزائــر اآلن‪ ،‬كمــا‬
‫تحمــل أمانتهــا أبنــاء نوفمبــر باألمــس‪ ،‬هــي بحاجــة لمــن يتحمــل أمانتهــا اليــوم‪ ،‬ولــن‬
‫يخيــب مســعى الجزائــر اليــوم كمــا لــم يخــب باألمــس‪ ،‬فطينــة أحــرار جيــل االســتقالل‬
‫هــي ذاتهــا طينــة أحــرار نوفمبــر‪.‬‬

‫إننــا نعلــم يقينــا بــأن هــذه المواقــف الواضحــة التــي مــا فتــئ يقفهــا شــعبنا حيــال‬
‫جيشــه‪ ،‬هــي مواقــف ثابتــة ألنهــا نابعــة مــن إدراكــه العميــق وحســه الســليم الــذي‬
‫ال يخطــئ أبــدا‪ ،‬بــأن الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬قــد كان ومنــذ البدايــة صــادق النيــة‬
‫ونقــي المقاصــد واألهــداف وهــو يرافــق شــعبه فــي مســيراته الســلمية والحضاريــة‪،‬‬
‫مرافقــة‪ ،‬حرصــت القيــادة العليــا علــى أن توفــر خاللهــا كافــة موجبــات الحمايــة وكافــة‬
‫الظــروف األمنيــة والوقائيــة‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫كمــا حرصــت جاهــدة علــى أن تتــم االســتجابة للمطالــب الشــعبية المشــروعة والملحة‪،‬‬
‫التــي مــن أجلهــا انطلقــت المســيرات الشــعبية الســلمية والحضاريــة‪ ،‬والتــي تراعــي‬
‫المصلحــة العليــا للوطــن‪ ،‬وقــد تــم مــن أجــل ذلك‪ ،‬اتخــاذ كل اإلجــراءات المناســبة التي‬
‫تحفــظ للشــعب الجزائــري أمنــه واســتقراره‪ ،‬وتحفــظ للدولــة الجزائريــة ومؤسســاتها‬
‫الحيويــة هيبتهــا واســتمراريتها‪ ،‬وذلــك إلــى غايــة بلــوغ محطــة تنظيــم االنتخابــات‬
‫الرئاســية التــي تــم مــن أجــل إنجاحهــا‪ ،‬كمــا يعلــم الجميــع‪ ،‬اتخــاذ كافــة التدابيــر األمنية‬
‫الكفيلــة بتأميــن جميــع مراحــل العمليــة االنتخابيــة‪ ،‬فضــا عــن مراعــاة كافــة التدابيــر‬
‫القانونيــة الكفيلــة بحمايــة صــوت المواطــن والمحافظــة علــى الطابــع الدســتوري لهــذا‬
‫المســار الوطنــي الهــام‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫فألجــل ذلــك نعمــل دومــا علــى المحافظــة علــى الجاهزيــة فــي أعلــى مســتواها وعلــى‬
‫أن يتــم التحضيــر والتدريــب الجيــد لقواتنــا المســلحة بالطريقــة المثلــى والمرســومة‪،‬‬
‫حتــى تبقــى علــى الــدوام مالكــة لمقاليــد القــدرة علــى اإلضطــاع بمهامهــا‪ ،‬ومتكيفــة‬
‫باســتمرار مــع تطــور الوضــع الجيوسياســي وتع ّقــد الرهانــات‪ ،‬التــي تشــهدها المنطقة‪.‬‬
‫وهــو مــا يســتوجب بالضــرورة حرصكــم كإطــارات علــى التطبيــق الصــارم لبرنامــج‬
‫التحضيــر القتالــي لمختلــف مكونــات قــوام المعركــة بتكثيــف التماريــن التطبيقيــة‬
‫التكتيكيــة العملياتيــة بالرمايــات الحقيقيــة لمختلــف األســلحة والقــوات لمختلــف‬
‫المســتويات واألنســاق‪ ،‬تدريــب وتحضيــر األركانــات واألفــراد فــي المســتويات‬
‫التكتيكيــة والعملياتيــة‪ ،‬هــذا فضــا عــن الحــرص على االســتخدام األفضــل لمنظومات‬
‫األســلحة الموجــودة فــي الحــوزة‪.‬‬

‫فبقــدر هــذا االرتيــاح الــذي نشــعر بــه كلمــا تفقدنــا األفــراد والوحــدات والنواحــي‬
‫والقــوات‪ ،‬فإننــا نبقــى دومــا نطلــب المزيــد‪ .‬فالتحديــات متوالــدة ومتســارعة‪ ،‬والجزائر‬
‫تســتحق مــن كافــة أبنائهــا فــي كافــة مواقعهــم‪ ،‬بــأن يكونــوا حصنهــا المنيــع‪ ،‬وهنــا‬
‫يكمــن ســبب ارتياحنــا ألننــا نشــعر فعــا‪ ،‬أن الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬هــو ســليل‬
‫فعلــي لجيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬فــا خــوف علــى وطــن يتشــبع أفــراد جيشــه بقيــم‬
‫تاريخهــم الوطنــي‪ ،‬ويعتبــرون تثميــن عبــره واالســتفادة مــن دروســه‪ ،‬بمثابــة المنــارة‬
‫التــي يهتــدون بنورهــا علــى مســار امتــاك المزيــد مــن القــوة التــي بهــا ُتحفــظ هيبــة‬
‫الجزائــر و ُتصــان ســيادتها الوطنيــة ووحدتهــا الترابيــة والشــعبية‪.‬‬

‫لقــد فشــلت كل المحــاوالت اليائســة الهادفــة إلــى المســاس بأمــن بالدنــا واســتقرارها‪،‬‬
‫وستفشــل مســتقبال‪ ،‬بحــول هللا تعالــى وقوتــه‪ ،‬بفضــل الجهــود العازمــة والمثمــرة التــي‬
‫مــا فتــئ يبذلهــا الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬مســتلهما‬
‫إياهــا مــن إخالصــه لقيــم نوفمبــر ولرســالته الخالــدة لكــي تبقــى الجزائــر واحــدة ال‬
‫تتجــزأ وفقــا للقســم المــؤدى فــي ســبيل الوطــن»‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة زيــارة‬
‫العمــل التــي قادتــه إلــى قيــادة القــوات الجويــة‪ ،‬يــوم ‪ 27‬نوفمبــر ‪.2019‬‬

‫«أود بهــذه المناســبة الكريمــة‪ ،‬التنويــه مــرة أخــرى بكافــة المواقــف الصادقــة‪،‬‬
‫التــي مــا انفــك يعبــر عنهــا بــكل وفــاء وعفويــة وعــن قناعــة‪ ،‬المواطنــون عبــر كافــة‬
‫أرجــاء الوطــن‪ ،‬رجــاال ونســاء‪ ،‬شــبابا وشــيوخا‪ ،‬حيــال الجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫وقيادتــه العليــا‪ ،‬وإصرارهــم علــى المشــاركة بقــوة فــي االنتخابــات الرئاســية ليــوم‬
‫‪ 12‬ديســمبر ‪ ،2019‬وهــو مــا يبرهــن علــى أصالــة هــذا الشــعب الفريــد مــن نوعــه‬
‫ونقــاء معدنــه والــذي يعــرف دومــا كيــف يتخطــى الصعــاب والعقبــات ويخــرج منهــا‬
‫منتصــرا‪ ،‬فبقــدر مــا نفتخــر بــأن جيشــنا بلــغ هــذه المنزلــة الســامية والمرتبــة الرفيعــة‬
‫فــي قلــوب الجزائرييــن‪ ،‬يــزداد عزمنــا وتتقــوى إرادتنــا علــى المضــي قدمــا رفقــة‬
‫الشــعب الجزائــري للوصــول معــا إلــى منتهــى غايتنــا أي الغايــة التــي كان ينشــدها‬
‫‪184‬‬
 ‫الشــهداء األبــرار‪ ،‬وهــي بنــاء دولــة جزائريــة قويــة‪ ،‬متماســكة ومزدهــرة‪.‬‬

‫ويجــدر بنــا أن نتذكــر‪ ،‬الســيما ونحــن ال زلنــا نعيــش نفحــات االحتفــال بالذكــرى‬
‫الخامســة والســتين النــدالع ثــورة أول نوفمبــر المظفــرة‪ ،‬أن الشــهداء األبــرار ضحوا‬
‫عــن طيــب خاطــر بأعــز مــا يملكــون وهــو شــبابهم‪ ،‬مــن أجــل الجزائــر‪ ،‬ومــن‬
‫أجــل أن تســترجع حريتهــا واســتقاللها‪ ،‬رغــم اآللــة الحربيــة الجهنميــة لالســتعمار‬
‫الفرنســي الغاشــم ومناوراتــه الخبيثــة‪ ،‬التــي فشــلت بفضــل التفــاف الشــعب‬
‫الجزائــري حــول جيــش التحريــر الوطنــي وموقفــه البطولــي الداعــم لمســار‬
‫الثورة التحريرية المظفرة‪.‬‬
‫فالجيــش الوطنــي الشــعبي حامــي حمــى الجزائــر‪ ،‬ســيبقى دومــا يعــرف كيــف يقيــم‬
‫مســتوى التحديــات المعترضــة ويعــرف كيــف يســتقرئ أحداثهــا ويســتبق نواياهــا‪،‬‬
‫ويعــرف كيــف يـــعد لهــا عدتـــها المناســبة‪ ،‬بمــا يجعلــه يكــون‪ ،‬فــي كل وقــت وحيــن‪،‬‬
‫بالمرصــاد لمــن تســول لــه نفســه اســتهداف وطننــا‪.‬‬
‫كمــا أن الشــعب الجزائــري الــذي نجــح فــي إخــراج البــاد مــن مختلــف المحــن‬
‫والملمــات‪ ،‬قــادر اليــوم علــى تفويــت الفرصــة علــى العصابــة وأذنابهــا‪ ،‬ويعــرف‬
‫جيــدا كيــف يتخطــى الوضــع الراهــن بــكل حكمــة وتبصــر‪ ،‬والمــرور بالجزائــر‬
‫إلــى بــر األمــان وإلــى مرحلــة جديــدة مشــرقة‪ ،‬وهــو وحــده مــن يرســم معالمهــا‬
‫الواعــدة‪ ،‬بفضــل إرادتــه والتــزام جيشــه للحفــاظ علــى الجزائــر حــرة مســتقلة‪ ،‬ســيدة‬
‫فــي قرارهــا ال تقبــل أبــدا أي تدخــل أو إمــاءات وال تخضــع ألي مســاومات مــن أي‬
‫طــرف مهمــا كان‪ ،‬أقــول مــن أي طــرف مهمــا كان‪ ،‬فهــذا الشــعب األبــي سيفشــل‬
‫محــاوالت هــذه الشــرذمة مــن العصابــة التــي‪ ،‬وبعــد فشــل جميــع خططهــا‪ ،‬هــا هــي‬
‫تلجــأ إلــى االســتنجاد بأطــراف خارجيــة‪ ،‬الســيما تلــك المعروفــة بحقدهــا التاريخــي‬
‫الدفيــن‪ ،‬والتــي ال تحــب الخيــر للجزائــر وشــعبها‪ ،‬هــذا الشــعب‪ ،‬الــذي قــال بأعلــى‬
‫صوتــه أنــه ليــس بحاجــة لــدروس ومواعــظ مــن أي جهــة كانــت‪ ،‬يعلــم جيــدا كيــف‬
‫َي ـ ُرد فــي الوقــت المناســب علــى األبــواق الناعقــة التــي تحــاول عبثــا التدخــل فــي‬
‫شــؤونه وتعمــل علــى عرقلــة مســار المــرور بالجزائــر إلــى عهــد جديــد تشــق فيــه‬

‫‪185‬‬
 ‫طريقهــا بثبــات نحــو الرُقــي واالزدهــار فــي كنــف الطمأنينــة والســكينة‪.‬‬
‫إن هــذا الموقــف الشــجاع والتاريخــي كان موقــف كل الجزائرييــن األحــرار إبــان‬
‫الثــورة التحريريــة المجيــدة‪ ،‬فباســتثناء العمــاء والخونــة الذيــن باعــوا ضمائرهــم‬
‫للمســتعمر الغاشــم‪ ،‬فــإن الموقــف الــذي وقفــه الشــعب الجزائــري آنــذاك عبــر‬
‫كافــة مناطــق الوطــن‪ ،‬كان موقفــا مشــهودا وناصعــا‪ ،‬شــهد ويشــهد لــه العــدو قبــل‬
‫الصديــق‪ ،‬فالشــعب الــذي وقــف وقفــة تضامــن واتحــاد أثنــاء الثــورة التحريريــة‪،‬‬
‫واســتطاع رفقــة جيــش التحريــر الوطنــي أن يفشــل كافــة المؤامــرات ويســكت أبــواق‬
‫الدعايــة االســتعمارية‪ ،‬وأن يقتلــع االس تعمــار مــن جــذوره ويحــرر الجزائــر‪،‬‬
‫هــو نفــس الشــعب الجزائــري الــذي اســتطاع أن يتجــاوز العديــد مــن المحــن‪ ،‬بــل‬
‫وسيســتطيع‪ ،‬بحــول هللا تعالــى‪ ،‬المــرور بوطنــه رفقــة جيشــه‪ ،‬إلــى مــا يتوافــق‬
‫فــي الرؤيــة والهــدف‪ ،‬بيــن أحــرار األمــس وأحــرار اليــوم‪ ،‬بــل‪ ،‬وأحــرار‬
‫الغد جيال بعد جيل‪.‬‬
‫فتباشــير هــذا الغــد الواعــد بــدأت تلــوح فــي األفــق‪ ،‬والنيــة الصادقــة والحــرص‬
‫الشــديد الــذي يحدونــا بــكل عــزم ووفــاء‪ ،‬علــى توفيــر كافــة الضمانــات األكيــدة‬
‫والملموســة‪ ،‬التــي تســمح بصــون خيــــار الجزائرييــن عندمــا يدلــون بأصواتهــم أثنــاء‬
‫االنتخابــات الرئاســية القادمــة‪ ،‬هــي ضمانــات جليــة نرمــي مــن خاللهــا إلــى أن‬
‫يشــعر المواطــن الجزائــري بــأن صوتــه ســيصل إلــى الوجهــة التــي ارتضاهــا‪،‬‬
‫فالمســؤولية اآلن أصبحــت عنــد الشــعب صاحــب الســيادة‪ ،‬وهــو اليــوم‪ ،‬فــي ظــل‬
‫هــذه الضمانــات االنتخابيــة‪ ،‬المســؤول األول واألوحــد عــن خياراتــه‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬فــإن الشــعب الجزائــري بكافــة فئاتــه‪ ،‬مــن شــباب ونســاء ورجــال‬
‫وطلبــة‪ ،‬مدعــوون بشــدة للوقــوف إلــى جانــب وطنهــم فــي هــذه الظــروف الراهنــة‬
‫وإفشــال مخططــات العصابــة وأذنابهــا‪ ،‬مــن خــال المشــاركة المكثفــة والقويــة‬
‫وعــن قناعــة‪ ،‬فــي االنتخابــات الرئاســية المقبلــة‪ ،‬التــي ســتجرى فــي جــو مــن‬
‫الديمقراطيــة الحقــة وبالتالــي إنجــاح هــذا الموعــد التاريخــي‪ ،‬الــذي ســيكون‬
‫بمثابــة انطالقــة جديــدة علــى مســار بنــاء الدولــة الجزائريــة الجديــدة‪ ،‬ولــن‬
‫يتأتــى ذلــك إال بالمشــاركة فــي هــذا االســتحقاق الوطنــي الهــام واختيــار الرجــل‬

‫‪186‬‬
‫األنســب مــن بيــن المترشــحين الخمســة‪ ،‬القــادر علــى قيــادة الجزائــر وشــعبها‬
‫والــذي يتحلــى بالكفــاءة التــي تؤهلــه لالرتقــاء بهــا إلــى أعتــاب التطــور والرقــي‬
‫في كافة المجاالت‪.‬‬
‫فعندمــا يقــول الشــعب الجزائــري كلمتــه الصريحــة والســديدة‪ ،‬إن شــاء هللا تعالــى‪،‬‬
‫أثنــاء هــذه االنتخابــات الرئاســية‪ ،‬فعليــه أن يعلــم أن الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل‬
‫جيــش التحريــر الوطنــي وقيادتــه النوفمبريــة‪ ،‬ســيكون دومــا مرافقــا لهــذا الشــعب‬
‫األصيــل والكريــم‪ ،‬ومزكيــا لخياراتــه‪ ،‬ألن قيادتــه العليــا تــدرك كل اإلدراك معنــى‬
‫العهــد وواجــب الوفــاء بــه‪ ،‬وقــد تعهــدت أمــام هللا والوطــن والتاريــخ‪ ،‬بــأن ترافــق‬
‫الشــعب الجزائــري إلــى أن يتجــاوز هــذه المرحلــة الحساســة التــي يعيشــها‪ ،‬وإننــا‬
‫نــرى بــأن االنتخابــات الرئاســية المقبلــة‪ ،‬هــي بوابــة واعــدة األفــق ومبشــرة بالمزيــد‬
‫مــن اإلنجــازات الوطنيــة األخــرى‪ ،‬ســتفتح المجــال رحبــا أمــام الجزائرييــن لمواصلة‬
‫مشــوار البنــاء الوطنــي المنشــود‪ ،‬فالبنــاء الصحيــح والســليم والمطلــوب‪ ،‬هــو ذلــك‬
‫الــذي يراعــى فيــه‪ ،‬فــي كل خطــوة تقطــع‪ ،‬أمانــة الشــهداء الغاليــة‪ ،‬وعندمــا أقــول‬
‫أمانــة الشــهداء‪ ،‬فإننــي أعنــي الحفــاظ علــى الجزائــر‪ ،‬فالجزائــر هــي أمانــة ووديعــة‬
‫الشــهداء فــي أعنــاق أبنائهــا جيــا بعــد جيــل‪ ،‬وإننــا نــدرك جيــدا القيمــة الســامية‬
‫لألمانــة ونعــي كذلــك التقديــر الــذي يوليــه الشــعب الجزائــري لهــذه األمانــة‪ ،‬ولــكل‬
‫شــخص مخلــص وأميــن‪ ،‬وال شــك أن المحــن والشــدائد التــي تصيــب األوطــان‪ ،‬هــي‬
‫االختبــار والمحــك الحقيقــي لــكل وطنــي مخلــص‪ ،‬صــادق وأميــن»‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة‬
‫زيــارة العمــل التــي قادتــه إلــى قيــادة الحــرس الجمهــوري‪،‬‬
‫يوم ‪ 28‬نوفمبر ‪.2019‬‬

‫«ينــدرج هــذا اللقــاء فــي إطــار رعايتنــا المتواصلــة والشــديدة لــكل مــا لــه عالقة‬
‫بترقيــة القــدرات العملياتيــة والقتاليــة لقواتنــا المســلحة‪ ،‬الســيما وأنــه يأتــي بعــد أيام من‬
‫إحيــاء الجزائــر ألمجــد عيــد وطنــي لديهــا‪ ،‬أال وهــو أول نوفمبــر ‪ 1954‬فــي ذكــراه‬
‫الخامســة والســتين‪ ،‬هــذه الذكــرى الخالــدة التــي يقــف عندهــا شــعبنا ســنويا فــي ليلتهــا‬
‫المباركــة وقفــة تذكــر واحتــرام وإجــال لهــذه الثــورة العظيمــة‪.‬‬
‫إنّ ال َمســيرات الشــعبية التــي تشــهدها كافــة رُبــوع وطننــا‪ ،‬والتــي وقــف خِاللهــا أبنــاء‬
‫الشــعب المُخلِصيــن صفــا واحــدا دعمــا للمســار االنتخابــي ومســاند ًة للجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي فــي مواقفــه‪ ،‬مُل َت ِّفيــن حــول مقاربتــه الب ّنــاءة لتجــاوز المرحلــة الحساســة التــي‬
‫تمــر بهــا البــاد‪ ،‬إنمــا ُت َتر ِجــم درجــة النضــج العاليــة ألبنــاء الجزائر ووعيهــم بما يحاك‬
‫ضــد بلدنــا مــن مكائــد ودســائس ومؤامــرات‪ ،‬لعرقلــة مســيرة الجزائــر والجزائرييــن‪،‬‬
‫كمــا تعكــس مــن جانــب آخــر َت َر ُّســخ قيــم اإلخــاص والوفــاء لديهــم وروحهــم الوطنيــة‬

‫‪188‬‬
 ‫الفياضــة‪ ،‬المعتــزة باالنتمــاء لجزائــر التضحيــات‬
‫والبطــوالت والمبــادئ الوطنيــة الح َّقــة التــي‬
‫ظمــت التحديــات‬ ‫لــن تحيــد عنهــا أبــدا مهمــا َع ُ‬
‫وتعــددت الرهانــات‪.‬‬
‫إنّ هــذا الموقــف الــذي يزيــد شــعبنا شــموخا‬
‫راق ونبيــل يعكــس أصالتــه‬ ‫ورفعــة‪ ،‬هــو موقــف ٍ‬
‫ومعدنــه النقــي‪ ،‬الــذي يُق ـ ِّدس الوطــن واســتعداده‬
‫لِ َي َه َبـ ُه أغلــى مــا يملــك‪ ،‬إ ّنــه التفاف شــعبي صادق‬
‫ومخلــص َتجلَّــى مــن خاللــه التالحــم والتضامــن‪ ،‬الــذي لــم ولن تنقطــع عــراه وأوصاله‬
‫أبــد الدهــر مــع جيشــه‪ ،‬وأ ّكــد أيضــا عظيــم الــوالء لِ ُتــراب بلدنــا الطاهــر الــذي ارتــوى‬
‫ِبدِمــاء زكيــة وغزيــرة عبــر تاريــخ الجزائــر الحافــل باألمجــاد والتضحيــات‪.‬‬
‫ـاق علــى العهــد والوعــد ألســافنا‬ ‫إن هــذا الموقــف كذلــك‪ ،‬أثبــت أنَّ هــذا الشــعب بـ ٍ‬
‫المياميــن‪ ،‬الذيــن بذلــوا الغالــي والنفيــس َف َحــرَّ روا األرض َودافعــوا عــن ال ِعــرض‪ ،‬كمــا‬
‫ي َُعــد تكريمــا لشــهدائنا األبــرار ومجاهدينــا األخيــار‪ ،‬وهــل هنــاك تكريــم أعظــم مــن‬
‫الوفــاء لتضحياتهــم وصــون أمانتهــم بالحفــاظ علــى ســيادة بالدنــا وحرمــة أرضهــا‪،‬‬
‫وااللتفــاف مــع الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيش التحريــر الوطنــي وكل الوطنيين‬
‫الخيرين حول المصلحة العليا للوطن‪.‬‬
‫إن الشــعب الجزائــري المســنود بجيشــه الــذي رافقــه مرافقــة صادقــة وثابتــة فــي هبتــه‬
‫الســلمية لتحقيــق تطلعاتــه المشــروعة‪ ،‬والملتــزم بمهامــه فــي الحفــاظ علــى األمــن‬
‫واالســتقرار وحمايــة الحــدود الوطنيــة والوحــدة الترابية والشــعبية للبالد‪ ،‬قطع أشــواطا ً‬
‫كبيــرة فــي مســار تجســيد اإلرادة الشــعبية التــي ســتتحقق بحــول هللا تعالــى وقوتــه فــي‬
‫االســتحقاق الرئاســي المقبــل‪ ،‬يــوم ‪ 12‬ديســمبر واختيــار الرئيــس القــادم للجزائــر بــكل‬
‫حُرّيــة ونزاهــة‪.‬‬
‫يبذلهــا كافــة المخلصيــن فــي مختلــف‬ ‫وفــي هــذا الصــدد بالــذات‪ ،‬فــإِنّ الجهــود التــي ُ‬
‫مؤسســات الدولــة‪ ،‬وفــي طليعتهــا الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬تســتحق مــن الجميــع‬
‫كل التنويــه‪ ،‬هــذه الجهــود التــي ستســاهم دون شــك‪ ،‬فــي تجســيد المشــروع الوطنــي‬
‫النوفمبــري الــذي َسـ َيضع الجزائــر حتمــا علــى دربهــا الصحيــح لِ َتحتــل مكانتهــا الرائدة‬

‫‪189‬‬
‫والمســتحقة بيــن الــدول‪ ،‬وليعيــش أبناؤهــا الحيــاة الكريمــة التــي يســتحقونها فــي وطنهم‬
‫الــذي يزخــر بــكل الثــروات والخيــرات والنعــم‪.‬‬
‫لقــد َســبق لــي وأن حــذرت فــي مداخــات ســابقة أنــه كان هنــاك مخطــط دنــيء‬
‫ك خيوطــه وإفشــال المؤامــرة‬ ‫يســتهدف الجزائــر‪ ،‬وقــد َتمك َّنــا‪ ،‬بعــون هلل‪ ،‬مــن َكشــفه و َفـ ِّ‬
‫التــي كانــت ُتحيكهــا العصابــة وأعــداء الجزائــر‪ ،‬فبفضــل إدراكنــا فــي الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي ألبعــاد هــذه المخططــات الخبيثــة وإدراك الشــعب الجزائــري لخطورتهــا‪ ،‬تــم‬
‫إحباطهــا بفضــل حرصنــا على مصلحــة الوطن التي التزمنــا وتعهدنا بحمايتهــا والدفاع‬
‫عنها مهما كانت الظروف واألحوال‪.‬‬
‫فــي هــذا اإلطــار‪ ،‬فــإن الموقــف التاريخــي للجيــش الوطنــي الشــعبي الــذي وقــف‬
‫إلــى جانــب الشــعب وحافــظ علــى كيــان الدولــة ومؤسســاتها وقــدم حلــوال موضوعيــة‬
‫ـرض أعــداء الجزائــر فــي الخــارج وأذنابهــم فــي‬ ‫وعقالنيــة لتجــاوز المرحلــة‪ ،‬لــم ُيـ ِ‬
‫الداخــل‪ ،‬هــؤالء األعــداء الذيــن يعلمــون جيــدا أن الوحــدة بيــن الشــعب والجيــش‬
‫وتماســكهما هــي صمــام أمــان بالدنــا‪ ،‬ولهــذا ترتكــز مخططاتهــم علــى محاولــة ضرب‬
‫أســس هــذه الوحــدة مــن خــال مغالطــات وأكاذيــب َث َبـ َ‬
‫ـت َزيفُهــا وبُطالنهــا للشــعب‬
‫الجزائــري‪ ،‬هــذا الشــعب الــذي ســيبقى دائمــا يفتخــر ويعتــز بجيشــه الــذي قــدم دروســا‬
‫فــي الــوالء للوطــن والوفــاء لعهــد الشــهداء‪.‬‬
‫وفــي هــذا الخصــوص‪ ،‬أعيــد التأكيــد مــرة أخــرى أن القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪ ،‬التــي تعهــدت أمــام هللا والوطــن والتاريــخ‪ ،‬ال طمــوح لهــا ســوى الحفــاظ‬
‫علــى ســكينة وطمـــأنينة الجزائرييــن وعلــى الجزائــر آمنة‪ ،‬مســتقرة وشــامخة أمــام كيد‬
‫األعــداء والمتآمريــن‪.‬‬
‫ختامــا‪ ،‬أود التأكيــد مــرة أخــرى أن الشــعب الجزائــري فــي هــذه المرحلــة الخاصــة‪،‬‬
‫يواصــل مســاره التاريخــي البطولــي بفضــل ارتباطــه الوثيــق بالوطــن وتالحمــه مــع‬
‫جيشــه الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬فبشــائر تجــاوز بالدنــا‬
‫المرحلــة الراهنــة تلــوح فــي األفــق ومخططــات إســقاطها فشــلت وشــوكة أعداءهــا‬
‫ومــن يُض ِمــرون لهــا الحقــد الدفيــن ويتربصــون شــرا بشــعبها ســيكون مآلهــا االنكســار‬
‫وســتالحق أصحابهــا وصمــة العــار التــي ســتبقى شــاهدة علــى خذالنهــم للوطــن‬
‫والشــعب لتقرأهــا األجيــال القادمــة جيــا بعــد جيــل»‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة‬
‫زيــارة عمــل وتفتيــش إلــى الناحيــة العســكرية الثانيــة بوهــران فــي الفترة‬
‫مــن ‪ 03‬إلــى ‪ 05‬ديســمبر ‪2019‬‬

‫«إنّ مــا تشــهده‬

‫بالدنــا فــي الفتــرة األخيــرة‬
‫مــن هبــة شــعبية قويــة‬
‫ومســيرات ســلمية‪ ،‬تعكــس‬
‫قــوة اإلرادة الشــعبية لتخطي‬
‫هــذه المرحلــة الحساســة فــي‬
‫تاريخهــا‪ ،‬و ُتب ِّشــر باقتــراب‬
‫انفــراج الوضــع والمــرور‬
‫بالجزائــر إلــى ب ـ ّر األمــان‪،‬‬
‫بفضــل تصميــم الشــعب‬
‫الجزائــري وإصــراره‪،‬‬
‫عبــر كامــل ربــوع الوطــن‬
‫علــى المشــاركة بقــوة فــي االســتحقاق الرئاســي المقبــل يــوم ‪ 12‬ديســمبر ‪ 2019‬والتفافــه‬
‫حــول جيشــه الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬دعمــا لموقفــه الصــادق‬
‫والمخلــص‪ ،‬وإيمانــا تامــا وعــن قناعــة‪ ،‬بصوابيــة مقاربتــه العقالنيــة والموضوعيــة‬
‫لتجــاوز المرحلــة التــي تمــر بهــا البــاد‪ ،‬هــذه المقاربــة البنــاءة التــي ال غايــة لهــا ســوى‬
‫خدمــة المصلحــة العليــا للوطــن والحفــاظ علــى أمنــه وعلــى ســكينة شــعبه‪.‬‬
‫هــذا الشــعب األصيــل الــذي استحســن بشــدة وبــارك المواقــف التــي عبــرت عنهــا‬
‫المؤسســة العســكرية بــكل وضــوح ومنــذ بدايــة األزمــة وإلــى غايــة اليــوم‪ ،‬وقدرهــا حــق‬
‫قدرهــا‪ ،‬انطالقــا مــن الثقــة الكبيــرة التــي يضعهــا فــي جيشــه‪ ،‬العــازم علــى مواصلــة‬

‫‪191‬‬
‫أداء مهامــه بــكل عــزم وتصميــم‪ ،‬مهمــا‬
‫كانــت الظــروف واألحــوال‪ ،‬معتبــرا‬
‫أن هــذا الجيــش‪ ،‬الــذي يظــل شــغله‬
‫الشــاغل‪ ،‬الســيما فــي هــذه الظــروف‬
‫الخاصــة التــي تعيشــها بالدنــا‪ ،‬هــو‬
‫تأميــن الجزائــر أرضــا وشــعبا وحفــظ‬
‫اســتقرارها واســتقاللها وســيادتها‬
‫الوطنيــة‪ ،‬لهــو جيــش جديــر باالحتــرام‬
‫والتوقيــر والمــؤازرة‪.‬‬
‫هــذا الشــعب الــذي نحــن مــن صلبــه‪ ،‬ونعرفــه جيــدا ونقــدره كل التقديــر‪ ،‬طالمــا اســتطاع‬
‫أن يجابــه جميــع المحــن‪ ،‬مهمــا عظمــت‪ ،‬بفضــل وفائــه وإخالصــه لمبادئــه الوطنيــة‬
‫وقيمــه العريقــة‪ ،‬وكــذا بفضــل مرافقــة المؤسســة العســكرية‪ ،‬التــي انتهجــت إســتراتيجية‬
‫متبصــرة وحكيمــة عكفــت علــى إعمالهــا عبــر مراحــل وأشــواط‪ ،‬واكبــت بــكل انســجام‬
‫وتبصــر مطالــب وتطلعــات هــذا الشــعب األبــي‪.‬‬
‫لقــد قلتهــا فــي مداخلتــي أمــام إطــارات ومســتخدمي قيــادة القــوات الجويــة يــوم األربعــاء‬
‫الماضــي ‪ 27‬نوفمبــر‪ ،‬بــل وفــي مناســبات أخــرى ســابقة‪ ،‬أن هــذا الشــعب األصيــل‪،‬‬
‫الــذي يعــي جيــداً خطــورة الدســائس التــي تحــاك فــي مخابــر التآمــر فــي الخــارج‬
‫وأســاليب الخيانــة والعمالــة فــي الداخــل مــن خــال اســتنجاد العصابــة بأطــراف خارجيــة‪،‬‬
‫قلــت أن هــذا الشــعب ســيرد فــي الوقــت المناســب‪ ،‬علــى كافــة محــاوالت التدخــل فــي‬
‫شــؤونه الداخليــة‪ ،‬وهــا هــو اليــوم‪ ،‬يــرد بقــوة علــى هــذه المحــاوالت اليائســة مــن خــال‬
‫مســيراته الحاشــدة‪ ،‬عبــر كافــة أرجــاء الوطــن‪ ،‬ويقــف وقفــة رجــل واحــد‪ ،‬بكافــة فئاتــه‪،‬‬
‫فــي أروع صــور التضامــن والتــآزر والتالحــم‪ ،‬رافضــا وبشــكل قطعــي محاولــة البرلمــان‬
‫األوروبــي‪ ،‬التدخــل فــي شــؤون بــاده الداخليــة‪ ،‬ملقنــا العالــم أجمــع درســا فــي الوطنيــة‬
‫الحقــة‪ ،‬ومثبتــا أن للجزائــر رجــال ونســاء قــادرون علــى الدفــاع عنها‪ ،‬ألنهم وبكل بســاطة‬
‫ينتمــون لشــعب المعجــزات الــذي يــدرك معنــى الســيادة الوطنيــة‪ ،‬ويقدرهــا حــق قدرهــا‪،‬‬
‫ألنهــا تحققــت بفضــل تضحيــات المالييــن مــن الشــهداء األبــرار‪ ،‬وســيعرف الشــعب‬
‫الجزائــري كيــف َيــ ُر ُّد أيضــا علــى هــؤالء المتربصيــن بــه والمتآمريــن علــى وطنــه‪،‬‬
‫‪192‬‬
‫مــن خــال إقبالــه بقــوة يــوم ‪ 12‬ديســمبر القــادم علــى صناديــق االقتــراع الختيــار رئيــس‬
‫للجمهوريــة بــكل نزاهــة وحريــة وديمقراطيــة‪ ،‬لِ َيكــون الــرد بليغ ـا ً وحضاري ـاً‪ ،‬وبمثابــة‬
‫صفعــة مدويــة أخــرى فــي وجــه هــؤالء المتطاوليــن علــى الجزائــر‪ ،‬تضاهــي قوتهــا‬ ‫ً‬
‫تلــك التــي َت َل َقوهــا مــن طــرف أســافنا المياميــن منــذ بدايــة االحتــال الفرنســي للجزائــر‬
‫ســنة ‪ ،1830‬خــال المقاومــات الشــعبية الباســلة المتواصلــة‪ ،‬مــرورا بالثــورة التحريريــة‬
‫المجيــدة وإلــى غايــة االســتقالل‪ ،‬حيــث َلقنــوا المحتــل الغاشــم أبلــغ الــدروس فــي حــب‬
‫الوطــن والتمســك بــاألرض ورفــض االســتعباد مهمــا كانــت التضحيــات‪ ،‬وأكــدوا للخونــة‬
‫والعمــاء أن مصيرهــم الحتمــي هــو الخــزي والعــار‪ ،‬فالوطــن غــال ونفيــس‪ ،‬ال يبــاع وال‬
‫يشــترى مهمــا كان الثمــن‪.‬‬
‫فالجزائــر بهــذه المواصفــات ومــا تحملــه مــن طموحــات ذات الســقف العالــي‪،‬‬
‫ومــا ترنــو إليــه مــن مســتقبل يليــق بعظمتهــا‪ ،‬هــي التــي تتشــرف القيــادة العليــا‬
‫للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬اليــوم وكل يــوم‪ ،‬بمرافقتهــا‪ ،‬وهــي مدركــة تمــام اإلدراك‬
‫لمعانــي وضخامــة التضحيــات التــي قدمهــا األســاف مــن أجــل صناعــة تاريــخ‬
‫الجزائــر الوطنــي المجيــد‪ ،‬الــذي يمثــل‪ ،‬وبــكل قــوة‪ ،‬منــارة يهتــدي بهــا أبنــاء‬
‫الجزائر المخلصين‪.‬‬
‫وهنــا تكمــن أهميــة المنعــرج الــذي يكتســيه االســتحقاق الرئاســي المقبــل‪ ،‬ألنــه‬
‫فــي الحقيقــة يمثــل اســتكماال الرجعــة فيــه لمشــوار الفاتــح مــن نوفمبــر ‪ ،1954‬فــإذا‬
‫كان نوفمبــر قــد بشــر بتحريــر البــاد مــن دنــس االســتعمار الفرنســي البغيــض‪،‬‬
‫فــإن ديســمبر ســيكون لــه شــرف اســتكمال بنــاء دولــة الحــق والقانــون وفقــا لمبــادئ‬
‫بيان أول نوفمبر‪.‬‬
‫ومــن هنــا فــإن كل الخيريــن مــن أبنــاء الوطــن يســارعون الخطــى نحــو المســاهمة‪ ،‬كل‬
‫فــي مجــال عملــه‪ ،‬فــي توفيــر الظــروف المالئمــة التــي تكفــل إنجــاح االســتحقاق الرئاســي‬
‫القــادم يــوم ‪ 12‬ديســمبر ‪ ،2019‬هــذا المســعى الوطنــي النبيــل‪ ،‬الــذي يندمــج بــل ينبغــي‬
‫بالضــرورة أن ينســجم فيــه الواجــب مــع الحــق‪.‬‬
‫وفــي هــذا اإلطــار‪ ،‬فإننــا علــى يقيــن تــام بــأن الشــعب الجزائــري‪ ،‬المــدرك لمصلحتــه‬
‫ولمصلحــة وطنــه وحجــم التحديــات المعترضــة‪ ،‬ســيعرف كيــف يخــوض هــذا االســتحقاق‬
‫الوطنــي الحاســم‪ ،‬وســيعرف كيــف يرفــع التحــدي عاليــا مــن خــال المشــاركة القويــة‬
‫‪193‬‬
 ‫والمكثفــة فــي هــذا الجهــد الوطنــي‬
‫البنــاء‪ ،‬وســيقوم بــأداء واجبــه‬
‫الوطنــي بــكل حريــة وشــفافية‪ ،‬فــي‬
‫ظــل أجــواء يطبعهــا اإلدراك العميــق‬
‫ألهميــة الحــدث ودوره البــارز فــي‬
‫تحقيــق أمــال مالييــن الشــهداء األبــرار‬
‫وتطلعــات أجيــال االســتقالل‪.‬‬
‫ومــن هــذا المنطلــق بالــذات‪ ،‬فإننــا‬
‫ننتظــر مــن كافــة المواطنيــن والمواطنــات عبــر جميــع أنحــاء الوطــن‪ ،‬والســيما فئــة‬
‫الشــباب‪ ،‬المشــاركة بقــوة وبكثافــة فــي االنتخابــات الرئاســية المقبلــة‪ ،‬ألننــا نعلــم يقينــا أن‬
‫الشــعب الجزائــري مــدرك للخطــر المحــدق بالبــاد وأن وعيــه بمــا تمــر بــه الجزائــر مــن‬
‫تحديــات ورهانــات كبــرى‪ ،‬هــو وعــي ال يحتــاج إلــى برهــان‪ ،‬فالشــعب الجزائــري هــو‬
‫شــعب التحديــات فعــا وليــس قــوال‪ ،‬وتاريخــه يشــهد علــى ذلــك‪ ،‬ومــن هنــا يصبــح شــعبنا‬
‫اليــوم خاصــة الشــباب‪ ،‬أمــام فرصــة أخــرى يثبتــون خاللهــا ألنفســهم وللعالــم أجمــع‪ ،‬أنهــم‬
‫جديــرون كل الجــدارة‪ ،‬بحمــل لــواء األســاف الذيــن وضعــوا الجزائــر أمانــة فــي أعنــاق‬
‫أبنــاء أجيــال االســتقالل‪ ،‬فــا تمنحــوا يــا أبنــاء الجزائــر البــررة أيــة فرصــة للعصابــة‬
‫وأذنابهــا‪ ،‬واثبتــوا للعــدو قبــل الصديــق‪ ،‬مــن خــال المشــاركة الواســعة والحــرة والنزيهــة‬
‫فــي االســتحقاق الرئاســي ليــوم الخميــس ‪ 12‬ديســمبر ‪ ،2019‬بــأن للجزائــر أبنــاء لهــم‬
‫مــن الفطنــة والنباهــة والوعــي بالمســؤولية‪ ،‬مــا يكفــل لهــم رفــع كافــة التحديــات‪ ،‬ورفــع‬
‫التحــدي معنــاه إنجــاح هــذا المســعى الوطنــي النبيــل‪ ،‬الــذي ســيجعل مــن هــذا الموعــد‬
‫االنتخابــي الحاســم بوابــة ســلم وســام وأمــن وأمــان‪ ،‬وســيفتح أبــواب خيراتــه واســعة‪ ،‬إن‬
‫شــاء هللا تعالــى وقوتــه‪ ،‬علــى الشــعب الجزائــري الســيما فئــة الشــباب‪ ،‬وســيحمل معــه‬
‫األمــل وســيكون فــأل خيــر علــى مــن يحــب الجزائــر‪ ،‬وســيكون‪ ،‬يقينــا‪ ،‬خيبــة أمــل لمــن‬
‫يكــره ويعــادي هــذا البلــد العظيــم‪.‬‬
‫كمــا أنــه مــن واجبنــا كقيــادة عليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ونحــن نفتخــر بحمــل هــذه‬
‫المســؤولية العظيمــة لهــذا الوطــن العظيــم‪ ،‬ونعمــل ليــل نهــار جاهديــن‪ ،‬وبمعيــة جميــع‬
‫أفــراد األســاك األمنيــة األخــرى‪ ،‬مســنودين بكافــة أبنــاء الشــعب عبــر جميــع أنحــاء‬
‫‪194‬‬
‫البــاد‪ ،‬قلــت‪ ،‬أرى مــن واجبنــا‪ ،‬أن نتوجــه بالشــكر والعرفــان لــكل هــؤالء األبطــال‪،‬‬
‫مــن أبنــاء قواتنــا المســلحة الذيــن يرابطــون علــى تخــوم الوطــن وفــي الثغــور بــل عبــر‬
‫كل أرجــاء الجزائــر‪ ،‬هــؤالء الذيــن بقــدر مــا يعتــزون بانتمائهــم إلــى الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪ ،‬فشــعبهم وجيشــهم أيضــا يفتخــر بهــم كثيــرا ويعتــز بأنــه يحــوز علــى هــذه الطينة‬
‫مــن الرجــال الذيــن برهنــوا أنهــم‪ ،‬خيــر خلــف لخيــر ســلف‪ ،‬وأكــدوا مــرارا وتكــرارا على‬
‫قدرتهــم العاليــة وعلــى حســهم الوطنــي المســؤول وعلــى وعيهــم ونفــاد بصيرتهــم‪ ،‬فمعهــم‬
‫ومــع أخيــار الشــعب‪ ،‬باتــت الجزائــر محروســة ومصانــة ومهابــة الجانــب وبفضلهــم‪ ،‬بعــد‬
‫هللا ســبحانه وتعالــى‪ ،‬تبقــى محفوظــة مــن كل ســوء ومــن كل مكــروه‪.‬‬
‫فعلــى هــذا المنــوال أقــول لكــم اســتمروا‪ ،‬وعلــى هــذا الــدرب تابعــوا خطاكــم الثابتــة‬
‫والعازمــة‪ ،‬فأمــن الجزائــر وعزتهــا أمانــة بيــن أيديكــم‪ ،‬فكمــا أنتــم مطالبــون بــأداء واجــب‬
‫توفيــر األمــن‪ ،‬بــكل مــا تعنيــه هــذه العبــارة مــن معنــى‪ ،‬الســيما فيمــا يتعلــق بتوفيــر‬
‫الظــروف المالئمــة لتمكيــن إخوانكــم المواطنيــن عبــر كافــة أرجــاء الوطــن‪ ،‬مــن أداء‬
‫واجبهــم االنتخابــي فــي كنــف الســكينة والهــدوء والطمأنينــة‪ ،‬فأنتــم أيضــا لديكــم حقــوق‬
‫دســتورية وهــي حــق االنتخــاب ســتؤدونها‪ ،‬كمــا تعلمــون جميعــا‪ ،‬علــى غــرار إخوانكــم‬
‫المواطنيــن‪ ،‬أي التوجــه إلــى صناديــق االقتــراع واإلدالء بأصواتكــم‪ ،‬والمشــاركة فــي‬
‫هــذه االنتخابــات خــارج الثكنــات‪ ،‬وفقــا لمــا ورد فــي التعليمــة التــي أصدرتهــا بهــذا‬
‫الخصــوص وتماشــيا مــع اإلجــراءات القانونيــة المطبقــة فــي هــذا المجــال‪ ،‬فذلكــم هــو‬
‫التشــريف المــزدوج الــذي حظيتــم بــه كعســكريين‪ ،‬فاحرصــوا علــى أداء مــا تشــرفتم‬
‫بــه مــن واجبــات وحقــوق‪ ،‬وتلكــم قمــة الوفــاء بمــا تمليــه علينــا جميعــا المواطنــة بكافــة‬
‫مدلوالتهــا ومعانيهــا‪.‬‬
‫وفــي إطــار ضمــان إنجــاح هــذا‬
‫الموعــد االنتخابــي الهــام‪ ،‬فقــد‬
‫أســديت فــي هــذا اإلطــار تعليمــات‬
‫صارمــة لكافــة أفــراد الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي ومصالــح األمــن‪،‬‬
‫مــن أجــل التحلــي بأعلــى درجــات‬
‫اليقظــة والحــذر‪ ،‬إلحبــاط أي‬
‫‪195‬‬
‫محاولــة غــادرة أو مؤامــرة قــد تســتهدف الســير الحســن لهــذا الحــدث الهــام‪ ،‬وعــدم‬
‫الســماح ألي كان أن يشــوش‪ ،‬بــأي شــكل مــن األشــكال‪ ،‬علــى هــذا المســار االنتخابــي‪،‬‬
‫وتلكــم مســؤولية حيويــة بقــدر مــا نحــن مدركــون ألهميتهــا البالغــة‪ ،‬فإننــا مســتعدون‬
‫ألداء مهامنــا النبيلــة والوقــوف بالمرصــاد لــكل المحــاوالت اليائســة للمســاس بالســير‬
‫الحســن لالنتخابــات مــن أيــة جهــة كانــت‪ ،‬مــن أجــل الوصــول بالبــاد إلــى الضفــة‬
‫اآلمنة والمستقرة‪.‬‬
‫وبهــذه المناســبة‪ ،‬فإننــا نحــذر مجــددا العصابــة وأذنابهــا وكل مــن تســول له نفســه المســاس‬
‫بهــذا المســار الدســتوري أو عرقلتــه للــزج بالبــاد فــي مســارات محفوفــة بالمخاطــر‪،‬‬
‫مــن خــال التشــويش علــى االنتخابــات أو محاولــة منــع المواطنيــن مــن ممارســة حقهــم‬
‫الدســتوري‪ ،‬مؤكديــن أن العدالــة وكل أجهــزة الدولــة ســتكون بالمرصــاد لهــم‪ ،‬وســنعمل‬
‫مســنودين بشــعبنا األبــي علــى اجتثــاث جــذور العصابــة وأذنابهــا التــي تظهــر مــا ال‬
‫تبطــن‪ ،‬بــل ال زالــت تضمــر حقــدا دفينــا وكراهيــة للبــاد‪ ،‬وتلعــب أوراقهــا األخيــرة أمــا‬
‫منهــا فــي تنفيــذ مخططاتهــا الخسيســة‪.‬‬
‫واألكيــد أن الجزائــر مــن أجــل إفشــال‬
‫هــذه المخططــات‪ ،‬بحاجــة لــكل جهــد‬
‫مخلــص يســهم فــي تمكينهــا مــن تجــاوز‬
‫هــذا الظــرف‪ ،‬بــكل أمــن وأمــان‪ ،‬ويســهم‬

‫‪196‬‬
‫بالتالــي فــي بلــوغ األهــداف الوطنيــة النبيلــة لهــذا الموعــد االنتخابــي الهــام‪ ،‬وفــي هــذه‬
‫اللحظــة التاريخيــة بالــذات‪ ،‬يتجلــى مــن لــه القــدرة علــى التخلــي علــى كل أنــواع األنانيــة‬
‫وحــب الــذات‪ ،‬ويرمــي جانبــا كل أشــكال المصالــح الشــخصية الضيقــة‪ ،‬فمصلحــة الجزائر‬
‫فــي مثــل هــذه الظــروف يهــون مــن أجلهــا كل شــيء‪ ،‬فالجزائــر المحروســة دومــا بحفــظ‬
‫هللا‪ ،‬ســتجد دومــا أيــادي أبنائهــا المخلصيــن‪ ،‬شــعبا وجيشــا‪ ،‬ممــدودة‪ ،‬بــل‪ ،‬ومبســوطة‬
‫نحوهــا‪.‬‬
‫وهــا هــي الجزائــر تفتــح ذراعيهــا ألبنائهــا األوفيــاء‪ ،‬فمــن أراد أن يرتمــي فــي حضنهــا‬
‫فســيجد كل الــدفء‪ ،‬ومــن أراد أن تكــون لــه وجهــة أخــرى غيــر تلــك التــي يرتضيهــا‬
‫الشــعب الجزائــري‪ ،‬فســيحصد الخيبــة والنــدم‪ ،‬ألن الجزائــر ســائرة إلــى وجهتهــا‬
‫المرغوبــة معهــم أو مــن دونهــم‪.‬‬
‫إن النطــق بكلمــة الحــق مــن خــال التحليــل المنطقــي والواقعــي والموضوعــي لمــا يجــري‬
‫مــن أحــداث فــي بالدنــا ومــا يبــذل مــن جهــود مضنيــة فــي ســبيل الجزائــر وأمنهــا‬
‫واســتقرارها‪ ،‬هــو اللبنــة التــي تســهم فــي تنويــر الــرأي العــام الوطنــي بحقيقــة الوقائــع‬
‫المعاشــة‪ ،‬وحقيقــة المجهــودات المبذولــة مــن كافــة مؤسســات الدولــة وفي طليعتهــا الجيش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬الــذي منــح لعبــارة المرافقــة كل معانيهــا وكل مدلوالتهــا‪ ،‬مــن خــال‬
‫صــدق مرافقتــه للشــعب الجزائــري ولكافــة مؤسســات الدولــة وفــي مقدمتهــا العدالــة‪.‬‬
‫لقــد منحنــا لعبــارة المرافقــة المعنــى الســليم الــذي تعنيــه‪ ،‬ولــم نجعــل منهــا شــعارا براقــا‬
‫فارغــا بــل جعلنــا منهــا وســيلة راقيــة األهــداف يشــعر مــن خاللهــا الشــعب الجزائــري‬
‫بأنــه محــل اهتمــام‪ ،‬ومحــط أنظــار الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ويشــعر مــن خاللهــا الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي فــي ذات الوقــت بأنــه مســؤول مســؤولية مطلقــة‪ ،‬علــى تخطــي شــعبه‬
‫هــذه المرحلــة فــي أجــواء آمنــة ومطمئنــة‪ ،‬وأنــه مســؤول علــى ضمــان الســير الحســن‬
‫لكافــة مؤسســات الدولــة‪ ،‬وأنــه مســؤول مســؤولية مطلقــة علــى تطهيــر بالدنــا مــن دنــس‬
‫الفســاد والمفســدين مــن خــال مرافقــة العدالــة وتمكينهــا فعليــا وبالملمــوس مــن أداء‬
‫مهامهــا النبيلــة وفــك االرتبــاط مــع كل الممارســات والســلوكيات الماضيــة التــي تفرضهــا‬
‫العصابــة علــى العدالــة‪ ،‬فتحريــر العدالــة اليــوم وانعتاقهــا مــن براثــن المفســدين ومــن‬
‫كافــة أشــكال اإلمــاءات والمضايقــات والضغوطــات‪ ،‬هــو ثمــرة يانعــة مــن ثمــار مرافقــة‬

‫‪197‬‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي لشــعبه‪ ،‬ثمــرة بــدأ مــن خاللهــا المواطــن الجزائــري يشــعر بأنــه‬
‫يعيــش فعــا وليــس قــوال فــي دولــة القانــون‪ ،‬فقمــة رقــي العدالــة التــي ننشــدها هــي تمكيــن‬
‫القانــون بــأن يكــون هــو الســيد وهــو المعيــار األول واألخيــر الــذي يســتعمل فــي مكافحــة‬
‫كافــة أشــكال الفســاد‪ ،‬وإننــا نعتبــر إحاكــة الدســائس ونســج المؤامــرات التــي اســتطعنا أن‬
‫نفككهــا ونفشــل مراميهــا‪ ،‬مــن بيــن أخطــر أشــكال الفســاد‪ ،‬فقمــة الفســاد هــو أن يســعى‬
‫المفســدون إلــى خلــق بيئــة فاســدة تتــاءم مــع طبيعتهــم وســلوكياتهم‪ ،‬فتطهيــر مجتمعنــا‬
‫مــن هــذه اآلفــات‪ ،‬هــو واجــب وطنــي حرصنــا كثيــرا مــن خــال مرافقــة شــعبنا علــى‬
‫أدائــه بصفــة ســليمة وجديــة بــل وفعالــة‪.‬‬
‫هــذه الجديــة وهــذه الفعاليــة التــي حرصنــا أيضــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي رفقــة كافــة‬
‫األســاك األمنيــة األخــرى‪ ،‬علــى أن نطبعهــا بطابــع العمــل الجــواري عبــر كافــة أرجــاء‬
‫الوطــن‪ ،‬هــذا العمــل الــذي اتخــذ الجانــب الصحــي مجالــه األساســي‪ ،‬مــن خــال الرعايــة‬
‫الصحيــة التــي وفرتهــا مصالــح الصحــة العســكرية لســكان المناطــق النائيــة والحدوديــة‪.‬‬
‫وعليــه فــإن الهــدف األســمى واألنبــل لمغــزى مرافقــة الجيــش الوطنــي الشــعبي لشــعبه‬
‫طيلــة هــذه الفتــرة الماضيــة‪ ،‬هــو تمكيــن الشــعب الجزائــري مــن الحصــول علــى حقوقــه‬
‫الدســتورية والمشــروعة التــي نــادى بهــا عنــد انطالقــة المســيرات الشــعبية‪ ،‬ولقــد‬
‫حرصــت القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي علــى تلبيــة أغلبيــة هــذه المطالــب فــي‬
‫انتظــار تولــي الرئيــس المنتخــب تحقيــق بقيــة المطالــب‪.‬‬
‫وعلــى الرغــم مــن كل ذلــك فــإن بعــض المحلليــن قــد حــادوا كثيــرا عــن منطــق التحليــل‬
‫الصائــب والموضوعــي الســيما فيمــا يتعلــق بالجهــود المضنيــة والمخلصــة والمثمــرة‬
‫التــي مــا فتــئ يقــوم بهــا الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬أو بخصــوص النتائــج المعتبــرة التــي‬
‫حققتهــا العدالــة فــي كنــف المرافقــة المســتمرة التــي تلقاهــا مــن لــدن الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪.‬‬
‫وختامــا‪ ،‬فإنــه يمكــن القــول أن ســفينة الجزائــر راســية فــي مينــاء أمنهــا وســامتها دون‬
‫شــك‪ ،‬بفضــل هللا‪ ،‬ثــم بفضــل أبنائهــا المخلصيــن‪ ،‬فمــن أراد أن يعبــر معهــا هــذه المرحلــة‬
‫فليتفضــل مــع إخوانــه المواطنيــن وال يتأخــر عــن نــداء الوطــن‪ ،‬وليشــارك بــاده أفراحها‪،‬‬
‫ألن موعــد ‪ 12‬ديســمبر ‪ 2019‬ســيكون دون شــك عرســا حقيقيــا للجزائــر ولشــعبها‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة‬
‫زيارة عمل إلى قيادة القوات البرية يوم ‪ 08‬ديسمبر ‪2019‬‬

‫«هــذا اللقــاء‬
‫الــذي يأتــي أيامــا‬
‫قالئــل قبــل حلــول‬
‫ذكــرى ‪ 11‬ديســمبر‬
‫‪ ،1960‬حيــث خــرج‬
‫الشــعب الجزائــري‬
‫فــي مظاهــرات ســلمية‬
‫مطالبــا باالســتقالل‪،‬‬
‫وهــي مناســبة تاريخية‬
‫مجيــدة يســعدني أن أتوجــه إليكــم ومــن خاللكــم إلــى كافــة أفــراد الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬بأصــدق التمنيــات بــأن تعــود علينــا‬
‫جميعــا هــذه الذكــرى وغيرهــا مــن الذكريــات الخالــدة التــي يزخــر بهــا تاريــخ‬
‫وطننــا‪ ،‬بالمزيــد مــن التأمــل والتذكــر واســتحضار هــذا الزخــم التاريخــي القــدوة‪،‬‬
‫راجيــا بــأن تكونــوا جميعــا خيــر خلــف لخيــر ســلف‪ ،‬وأن تبعــث فــي قلوبكــم مثــل‬
‫هــذه المناســبات كل معانــي اإلخــاص لجيشــكم ولوطنكــم‪.‬‬
‫إن اســتحضار تضحيــات وبطــوالت مــن وهبــوا الجزائــر فخــر االســتقالل‬
‫وأنــاروا طريقهــا بشــعاع فجــر الســيادة الوطنيــة‪ ،‬هــو واجــب وطنــي يفــرض‬
‫نفســه علــى كافــة شــرائح الشــعب الجزائــري عبــر جميــع أنحــاء الوطــن‪ ،‬واجــب‬
‫يمنحنــا جميعــا االفتخــار‪ ،‬بــل االعتــزاز باالنتمــاء إلــى الشــعب الجزائــري الــذي‬
‫هــو شــعب المواقــف الثابتــة والســديدة والحاســمة يتخذهــا فــي حينهــا وفــي الوقــت‬

‫‪199‬‬
‫المناســب‪ ،‬ويبرزهــا واضحــة المعالــم والــدالالت‪ ،‬خاصــة فــي أوقــات الشــدة‪،‬‬
‫مواقــف تأتــي نصــرة للوطــن‪ ،‬وهبــة صادقــة تبــرز بصفــة عفويــة‪ ،‬وتعلــن عــن‬
‫نفســها بــكل وفــاء وصراحــة وشــجاعة‪.‬‬
‫إن الذاكــرة الجماعيــة لمجتمعنــا تختــزن بــكل فخــر‪ ،‬وتثبــت بــكل اعتــزاز عبــر‬
‫صفحــات التاريــخ الوطنــي الحافــل بمحطاتــه العديــدة‪ ،‬أن بوصلــة الشــعب‬
‫الجزائــري كانــت دومــا تتجــه نحــو األصــوب ونحــو األصلــح»‪.‬‬
‫«وعندمــا نســأل تاريــخ الجزائــر بكافــة مراحلــه ونســتقرئ صفحاتــه ونتفحــص‬
‫خاصياتــه بــكل عنايــة وتدبــر‪ ،‬نستبشــر خيــرا بمســتقبل بالدنــا‪ ،‬فالمســتقبل هــو‬
‫حصــاد الحاضــر وامتــداد طبيعــي لتاريــخ الثــورة التحريريــة المباركــة‪ ،‬وهنــا‬
‫نســتحضر بــكل فخــر شــجاعة الشــعب الجزائــري ووقوفــه يــوم ‪ 11‬ديســمبر ‪،1960‬‬
‫فــي مواجهــة طغيــان المســتعمر الغاشــم‪ ،‬حيــث تكاتــف يومهــا جهــد الشــعب‬
‫الجزائــري ونضالــه مــع جهــد جيــش التحريــر الوطنــي وكفاحــه المســتميت ضــد‬
‫االســتعمار الفرنســي‪ ،‬فكانــت تلــك المظاهــرات الشــعبية منعرجــا تاريخيــا وحاســما‬
‫لمجــرى الثــورة التحريريــة المباركــة‪ ،‬حيــث تــم إجهــاض كافــة المخططــات‬
‫االســتعمارية التــي أرادت أن تجعــل مــن الجزائــر جــزء مــن كيــان المســتعمر‪ ،‬وأن‬
‫تجــرد ثورتهــا المجيــدة مــن تحقيــق أهدافهــا العظيمــة التــي مــن أجلهــا قامــت ثــورة‬
‫أول نوفمبــر الخالدة‪.‬‬
‫تلكــم هــي النتيجــة التاريخيــة الكبــرى التــي كانــت خالصــة التفــاف الشــعب‬
‫الجزائــري فــي زمــن المحنــة االســتعمارية حــول جيــش التحريــر الوطنــي‪،‬‬
‫وخالصــة صــدق جيــش التحريــر مــع شــعبه‪ ،‬وإيمانهمــا معــا‪ ،‬نعــم معــا‪ ،‬بــأن‬
‫الجزائــر‪ ،‬وطــن الشــهداء‪ ،‬بحاجــة ماســة إلــى الصــدق والتضامــن ووحــدة الصــف‪،‬‬
‫فكانــت بذلــك درســا قويــا لالســتعمار‪ ،‬وثمــرة النصــر علــى األعــداء‪ ،‬التــي ظلــت‬
‫غصــة بقيــت عالقــة إلــى غايــة اليــوم فــي حلــق عــدو األمــس وأذنابــه‪ ،‬ألنهــم لــم‬
‫يتقبلــوا أبــدا بلــوغ بالدنــا عتبــة االســتقالل الحقيقــي بــكل معانيــه ودالالتــه‪.‬‬
‫فتلكــم هــي خلفيــات الصــراع الحقيقــي‪ ،‬الــذي يــدور اليــوم بيــن الشــعب‬
‫الجزائــري األصيــل المســنود بالجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر‬

‫‪200‬‬
‫الوطنــي‪ ،‬وبيــن خــدام االســتعمار مــن العصابــة وأذنابهــا‪ ،‬الذيــن تنصلــوا‬
‫مــن كل مقومــات الوطنيــة‪ ،‬ووضعــوا أنفســهم فــي خدمــة األعــداء‪ ،‬وراحــوا‬
‫يعملــون مــن أجــل عرقلــة مســعى الخيريــن مــن شــعبنا وجيشــنا‪ ،‬فخــاب مســعاهم‬
‫وتأكــدوا بأنفســهم بأنهــم أخطــأوا فــي حــق شــعبهم‪ ،‬لمــا شــاهدوا هــذه الهبــات‬
‫الشــعبية‪ ،‬عبــر كافــة أرجــاء الوطــن‪ ،‬التــي يســتحضر مــن خاللهــا الجزائريــون‬
‫ماضيهــم التاريخي العريق‪.‬‬
‫فمعرفــة الجيــش الوطنــي الشــعبي بطينــة الشــعب الجزائــري وبمعدنــه الطيــب‬
‫واألصيــل‪ ،‬كانــت هــي المحفــز األول واألخيــر لكــي يكــون دومــا مرافقــا صادقــا‬
‫ووفيــا للعهــد المقطــوع‪ ،‬ويكــون هــو الســند لشــعبه‪ ،‬الــذي يعتبــره وبحــق وبصــدق‬
‫عمقــه االســتراتيجي وزاده‬
‫البشــري الــذي ال ينضــب‪.‬‬

‫فكمــا انتصــرت الجزائــر‬

‫باألمــس مــن خــال تالحــم‬
‫الشــعب الجزائــري مــع‬
‫جيــش التحريــر الوطنــي‪،‬‬
‫فســتنتصر بالدنــا اليــوم‪،‬‬
‫بفضــل هللا وقوتــه‪ ،‬ثــم‬
‫بفضــل هــذا التالحــم القــوي‬
‫بيــن الشــعب الجزائــري وجيشــه الوطنــي الشــعبي‪.‬‬
‫‪2019‬‬ ‫«وقبــل التطــرق إلــى موعــد االنتخابــات الرئاســية ليــوم ‪ 12‬ديســمبر‬
‫الحاســمة والتاريخيــة‪ ،‬فإنــه حــري بنــا فــي هــذه اللحظــة أن ننــوه بمــا تحقــق إلــى‬
‫غايــة اآلن‪ ،‬مــن مطالــب شــعبية والتــي تؤكــد صــدق مرافقــة الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي للشــعب الجزائــري خــال هــذه الفتــرة الحساســة‪ ،‬مرافقــة اتســمت بســامة‬
‫النيــة وبــراءة القصــد وصــدق الوعــد‪ ،‬كانــت تنبــع مــن روح المســؤولية العظيمــة‬
‫الموضوعــة علــى عاتــق القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬وتنهــل مــن‬

‫‪201‬‬
‫منبــع قيــم ومبــادئ الثــورة التحريريــة المباركــة‪ ،‬التــي ضحــى خاللهــا الشــعب‬
‫الجزائــري بالغالــي والنفيــس‪ ،‬والتــي وضعــت األســس األولــى للدولــة الجزائريــة‬
‫الحديثــة‪ ،‬مــن خــال بيانهــا الرمــز‪ ،‬بيــان أول نوفمبــر الخالــد‪ ،‬فــروح نوفمبــر‬
‫هــو المعلــم النيــر الــذي اهتــدت بــه القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫المجاهــدة وســارت مــن خاللــه علــى درب األســاف المياميــن مــن الشــهداء‬
‫األبــرار والمجاهديــن األطهــار‪.‬‬
‫فمــن وحــي هــذه المرافقــة المتبصــرة والمتلمســة لمصلحــة الجزائــر فــي الحاضــر‬
‫والمســتقبل‪ ،‬عملنــا علــى اجتثــاث رؤوس العصابــة‪ ،‬وتــم الشــروع فــي شــل‬
‫أطرافهــا وأذنابهــا مــن خــال مكافحــة بــؤر الفســاد الــذي اســتلزم منــا مرافقــة‬
‫العدالــة بصفــة كاملــة‪ ،‬بــكل مــا تعنيــه عبــارة مرافقــة مــن معنــى‪ ،‬أي فتــح المجــال‬
‫أمامهــا لكــي تقــوم بواجبهــا الوطنــي بــكل حريــة ونزاهــة والتــزام‪ ،‬فنجــاح مكافحــة‬
‫الفســاد‪ ،‬هــو جــزء ال يتجــزأ مــن صــدق المرافقــة الشــاملة للشــعب الجزائــري‬
‫ولكافــة مؤسســات الدولــة الجزائريــة‪.‬‬
‫ومــا دمنــا نتكلــم عــن المرافقــة بمفهومهــا الشــامل‪ ،‬فإنــه حــري بنــا أيضــا التطــرق‬
‫إلــى كافــة التحضيــرات واإلجــراءات القانونيــة والتنظيميــة واألمنيــة لضمــان‬
‫إنجــاح االنتخابــات الرئاســية المقبلــة وتمكيــن الشــعب الجزائــري مــن أداء واجبــه‬
‫وحقــه االنتخابــي بــكل حريــة ونزاهــة‪ ،‬فــي جــو يســوده األمــن والهــدوء والســكينة‪.‬‬
‫لقــد قلــت أكثــر مــن مــرة‪ ،‬بــأن هنــاك أطرافــا ال تريــد مطلقــا أن تبقــى الجزائــر‬
‫محصنــة وتتبــع طريــق األمــن واالســتقرار والتنميــة‪ ،‬هــذه األطــراف‪ ،‬التــي‬
‫حاولــت يائســة مــرارا وتكــرارا‪ ،‬مــن أجــل تحقيــق أهدافهــا الخسيســة‪ ،‬التأثيــر‬
‫الماكــر والخبيــث علــى صالبــة الجبهــة الداخليــة وعلــى قــوة تماســك وتالحــم‬
‫النســيج المجتمعــي للشــعب الجزائــري‪ ،‬فبــاءت كل محاوالتهــا بالخيبــة والفشــل‬
‫والخســران‪ ،‬كونهــا كانــت فــي مواجهــة شــعب‪ ،‬اســمه الشــعب الجزائــري‪ ،‬الــذي‬
‫تحطمــت علــى حصونــه كافــة المحــاوالت الســابقة وستنكســر علــى قالعــه كل‬
‫المحــاوالت اليائســة»‪.‬‬
‫«فالثقــة بالنفــس والتفــاؤل فــي المســتقبل واإلصــرار علــى بلــوغ األهــداف‬

‫‪202‬‬
‫المرغوبــة‪ ،‬هــي الســمات التــي تطبــع ســلوك الشــعب الجزائــري‪ ،‬ومــا الهبــة‬
‫الشــعبية القويــة‪ ،‬التــي أظهرهــا الشــعب الجزائــري‪ ،‬إال برهانــا قاطعــا وســاطعا‪،‬‬
‫يشــهد علــى وضــوح النظــرة االستشــرافية التــي تبنتهــا القيــادة العليــا للجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬رفقــة كافــة الخيريــن مــن أبنــاء الشــعب الجزائــري‪.‬‬
‫هــذا الشــعب الوفــي والصــادق والمخلــص والــذي يحمــل الجزائــر فــي قلبــه تعهدنــا‬
‫أننــا ســنظل نرافقــه فــي كافــة الظــروف واألحــوال‪ ،‬كمــا أكدنــا أكثــر مــن مــرة‬
‫أال طموحــات سياســية لقيــادة الجيــش الوطنــي الشــعبي ســوى خدمــة الجزائــر‬
‫وشــعبها‪.‬‬
‫ختامــا‪ ،‬فإننــا علــى يقيــن تــام بــأن الشــعب الجزائــري‪ ،‬األصيــل واألبــي بكافــة‬
‫فئاتــه‪ ،‬رجــاال ونســاء‪ ،‬شــبابا وطلبــة‪ ،‬ســيعرف‪ ،‬كمــا عودنــا دائمــا‪ ،‬كيــف يبرهــن‬
‫بأنــه جديــر كل الجــدارة بتحمــل أمانــة الشــهداء‪ ،‬وســيخوض هــذا االســتحقاق‬
‫الوطنــي الحاســم‪ ،‬مــن خــال المشــاركة القويــة والمكثفــة فــي االنتخابــات الرئاســية‬
‫المقبلــة‪ ،‬بــكل حريــة وشــفافية‪ ،‬فــي ظــل أجــواء يطبعهــا اإلدراك العميــق ألهميــة‬
‫الحــدث ودوره البــارز فــي تحقيــق أمــال مالييــن الشــهداء األبــرار وتطلعــات‬
‫أجيــال االســتقالل‪ ،‬ومــا الصــور المؤثــرة والمعبــرة التــي صنعتهــا جاليتنــا المقيمــة‬
‫بالخــارج‪ ،‬التــي نوجــه لهــا كل الشــكر والتقديــر لمــا اتســمت بــه مــن وطنيــة فياضــة‬
‫عنــد الشــروع فــي أدائهــا باألمــس لواجبهــا وحقهــا االنتخابــي‪ ،‬لهــو خيــر دليــل‬
‫علــى االرتبــاط الوجدانــي‬
‫والعميــق والوثيــق لجاليتنــا‬
‫بوطنهــا رغــم بعدهــا عنــه‪،‬‬
‫وهــي صــور صادقــة‬
‫تشــكل ردا قويــا علــى‬
‫كل العمــاء والمشــككين‬
‫فــي أصالــة هــذا الشــعب‬
‫وقدرتــه علــى تجــاوز كل‬
‫الصعــاب‪ ،‬مهمــا كانــت‬
‫الظروف واألحوال»‪.‬‬
‫‪203‬‬
‫كلمــة الســيد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪،‬‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي التــي ألقاهــا بمناســبة‬
‫زيارته إلى قيادة الدرك الوطني‪ ،‬يوم ‪ 10‬ديسمبر ‪.2019‬‬

‫«يجــدر بــي القــول فــي المســتهل‪ ،‬أن االنتخابــات الرئاســية لـــ ‪ 12‬ديســمبر‬
‫‪ ،2019‬هــي التــي َس َتر ُســم معالــم الدولــة الجزائريــة الجديــدة التــي طالمــا َت َطلَّعــت إليهــا‬
‫أجيــال االســتقالل‪ ،‬جزائــر ِبقيــم نوفمبريــة راســخة َتجعــل مــن مصلحــة الوطــن أَسْ ــمى‬
‫الغايــات ومــن طموحــات الشــعب الجزائــري للعيــش الكريــم فــي كنــف التطــور واألمن‬ ‫َ‬
‫واالســتقرار أنبــل األهــداف‪ ،‬أهــداف استشــهد مــن أجلهــا الشــهداء األبــرار وضحــى في‬
‫ســبيلها المجاهــدون األخيــار‪.‬‬
‫بالذات‪ ،‬أَو ُّد التأكيد على أن هذه االنتخابات تعد َم َحطة بالغة األهمية في‬ ‫في هذا الصدد َّ‬
‫مســار بنــاء دولــة الحــق والقانــون‪ ،‬والمُرور ببالدنــا إلى مرحلة جديدة مُشــرقة وواعدة‪،‬‬
‫ينعــم فيهــا الشــعب الجزائــري بخيــرات بــاده وثرواتهــا‪ ،‬ويحقــق طموحاته المشــروعة‬
‫فــي العيــش الكريــم‪ ،‬دولــة َيص َنـ ُع َمجدَ َهــا أَبناؤُ هــا المخلصون األوفياء لرســالة أســافهم‬
‫الميامين‪ ،‬بعيدا عن كل أشــكال المغالطات والتضليل واألكاذيب التي ُت َســوِّ ُق لها بعض‬
‫‪204‬‬
‫األطــراف المُتربصــة بأمــن الجزائــر وســكينة شــعبها‪ ،‬والذيــن ال تهمهــم‬
‫سوى مصالحهم الضيقة‪.‬‬
‫فــي هــذا الصــدد بالــذات‪ ،‬فــإن الجيــش الوطني الشــعبي‪ ،‬ســليل جيش التحريــر الوطني‪،‬‬
‫الــذي طالمــا حــذر مــن المؤامــرات والدســائس التــي تحــاك ضــد الجزائر والمكائــد التي‬
‫ُتد َّبــر ضــد شــعبها‪ ،‬ســيبقى دائمــا بالمرصــاد لــكل الذيــن يكيــدون للوطــن ويتربصــون‬
‫بــه الســوء‪ ،‬مســنودا فــي هــذه المهمــة النبيلــة الســامية بالشــعب الجزائــري األبــي‪ ،‬هــذا‬
‫الشــعب األصيــل‪ ،‬الــذي عــاش وعانــى ويــات االســتعمار الغاشــم‪ ،‬وكابــد مــع جيشــه‬
‫ويــات ســنوات الجمــر‪ ،‬وتمكــن مــن تخطــي كل الفتــرات العصيبــة والحالكــة فــي‬
‫تاريخــه‪ ،‬ســيتمكن دون شــك مــن تجــاوز هــذه المرحلــة أيضــا‪ ،‬فالشــعب الــذي فشــل‬
‫االســتعمار الغاشــم طيلــة قــرن وثلــث قــرن فــي إخمــاد جــذوة الثــورة فيــه وطمــس‬
‫مقوماتــه وهويتــه الوطنيــة المتأصلــة‪ ،‬هــو شــعب صلــب اإلرادة قــوي العزيمــة‪ ،‬لــن‬
‫تتمكــن أيــة جهــة مهمــا كان حجمهــا مــن اســتغالله والتحايــل عليــه ومغالطتــه وتضليلــه‬
‫لتمريــر مشــاريعها ومخططاتهــا الخبيثــة والدنيئــة‪.‬‬
‫كمــا أن الجيــش الوطنــي الشــعبي يعمــل علــى أن يظــل حارســا أمينــا وحاميــا‬
‫وفيــا لهــذه األرض المباركــة‪ ،‬التــي تســتحق مــن جيشــها بــأن يحمــي كافــة‬
‫ربوعهــا ويرابــط ليــل نهــار علــى مشــارف حدودهــا الوطنيــة المديــدة‪ ،‬وهــو‬
‫تشــريف مــا بعــده تشــريف للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل جيــش التحريــر‬
‫الوطنــي الــذي ال ينســى أبــدا‪ ،‬وهــو يقــوم بواجبــه الوطنــي نحــو شــعبه وبــاده‪،‬‬
‫بــأن يســتحضر بتمعــن شــديد تاريــخ الجزائــر الزاخــر بالبطــوالت ويســتلهم منــه‬
‫بواعــث قــوة اإلرادة ومحفــزات اإلصــرار العــازم‪ ،‬علــى مواصلــة القيــام بالواجــب‬
‫الوطنــي المقــدس‪.‬‬
‫وأود التأكيــد مــرة أخــرى‪ ،‬أن القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي ســتواصل‬
‫مرافقتهــا للشــعب الجزائــري ولكافــة مؤسســات الدولــة إلــى غايــة إجــراء االنتخابــات‬
‫الرئاســية‪ ،‬مــن خــال دعمهــا الكامــل للجهــود الصادقــة المبذولــة فــي ســبيل تحقيــق‬
‫نهضــة الجزائــر و ُر َقيهــا مــن جديــد‪ ،‬بفضــل المخلصيــن والشــرفاء مــن أبنائهــا‪ ،‬خاصة‬
‫الشــباب الذيــن هــم ُذخــر األمــة فــي كل األوقــات‪ ،‬هــؤالء الشــباب الذيــن َن َت َوســم فيهــم‬
‫خيــرا لحاضــر البــاد ومســتقبلها‪ ،‬لِ َيكونــوا فــي مســتوى المســؤولية الثقيلــة والتحديــات‬
‫‪205‬‬
‫المعترضــة‪ ،‬وعلــى خطــى أســافهم األطهــار الذيــن قدمــوا كل غــال ونفيــس مــن أجــل‬
‫الجزائــر‪ ،‬والجزائــر فقــط‪.‬‬
‫كمــا أؤكــد مجــددا أننــي أَســدَ يْت تعليمــات صارمــة لكافــة مُكوِّ نــات الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي ومصالــح األمــن بضــرورة التحلــي بأعلــى درجــات اليقظــة والجاهزيــة‪،‬‬
‫والســهر علــى التأميــن الشــامل والكامــل لهــذه االنتخابــات لتمكيــن المواطنيــن فــي كل‬
‫ربــوع الوطــن مــن أداء حقهــم وواجبهــم االنتخابــي فــي جــوٍّ مــن الهــدوء والســكينة‪،‬‬
‫والتصــدي‪ ،‬بقــوة القانــون‪ ،‬لــكل مــن يحــاول اســتهداف وتعكير صفــو هذا اليوم الحاســم‬
‫فــي مســيرة الجزائــر‪ ،‬أو التشــويش علــى هــذا الموعــد االنتخابــي الهــام والمصيــري‪،‬‬
‫وذلــك فــي إطــار المســؤولية الوطنيــة الجســيمة التــي َنع َتـ ُّ‬
‫ـز ب َت َحمُّلهــا‪ ،‬حفاظــا علــى‬
‫أمــن واســتقرار بالدنــا‪ ،‬التي تســتحق‬
‫منــا اليــوم وكل يــوم أن ندافــع عنهــا‬
‫فــي كل الظــروف واألحــوال ومهمــا‬
‫كلّفنــا ذلــك مــن تضحيــات‪ ،‬لِ َنفــي‬
‫بالعهــد الــذي قطعنــاه مــع هللا والوطن‬
‫والشــعب‪.‬‬
‫وهنــا أخــص بالذكــر ســلك الــدرك‬
‫الوطنــي‪ ،‬الــذي يســاهم بفعاليــة فــي‬
‫الحفــاظ علــى أمــن واســتقرار بالدنــا‪،‬‬
‫باعتبــاره همــزة وصــل واتصــال مــع الشــعب فــي غايــة األهميــة‪ ،‬الســيما فــي المناطــق‬
‫الريفيــة وشــبه الحضريــة‪ ،‬التــي يحتــك فيهــا رجال الــدرك الوطنــي يوميا‪ ،‬مــع إخوانهم‬
‫المواطنيــن‪ ،‬وهــو مــا يتطلــب مــن الــدرك الوطنــي‪ ،‬بالتنســيق مــع وحــدات الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي ومختلــف األســاك األمنيــة‪ ،‬اتخــاذ كافــة اإلجــراءات الكفيلــة بالتأمين‬
‫التــام والشــامل لمراكــز ومكاتــب االنتخــاب عبــر مختلــف مناطــق الوطــن‪ ،‬وتأميــن‬
‫المكاتــب المتنقلــة بالمناطــق النائيــة‪ ،‬بغــرض ضمــان نجــاح االنتخابــات الرئاســية‬
‫المقبلــة‪ ،‬خدمــة للوطــن ومصلحتــه العليــا‪.‬‬
‫وفــي هــذا اإلطــار‪ ،‬هــا نحــن نعيــش اليــوم‪ ،‬بفضــل هللا وعونــه وإرادة المخلصيــن‬
‫واألوفيــاء للوطــن‪ ،‬علــى َو ْق ِ‬
‫ــع انطــاق العمليــة االنتخابيــة وتأديــة مواطنينــا‬
‫‪206‬‬
‫ْــر المكاتــب‬
‫بالمناطــق النائيــة مــن وطننــا الغالــي لواجبهــم وحقهــم االنتخابــي َعب َ‬
‫المتنقلــة‪َ ،‬يح ُدوهــم فــي ذلــك ِحسُّــهم الوطنــي العالــي والرفيــع‪ ،‬الــذي أكــد‬
‫نقــاء معدنهــم وصفــاء ســريرتهم وأخــرص األصــوات الناعقــة التــي‬
‫تتربص بالوطن وبمستقبله‪.‬‬
‫وإننــا علــى يقيــن تــام أنكــم أنتــم أبنــاء هــذا الشــعب الوطنــي واألصيــل‪ ،‬الذيــن تمثلــون‬
‫فخــر الجزائــر‪ ،‬ستســطرون اليــوم‪ ،‬مــن خــال مشــاركتكم القويــة فــي هــذا الموعــد‬
‫االنتخابــي الهــام بــل الحاســم‪ ،‬ملحمــة عظيمــة فــي ســبيل وطنكــم الجزائــر ســيحفظها‬
‫التاريــخ وتصونهــا الذاكــرة الجماعيــة للمجتمــع الجزائــري وســتكون هــذه الملحمــة لبنة‬
‫قويــة أخــرى يعلــي بهــا شــعبنا صرحــه العالــي‪ ،‬وعليــه‪ ،‬فــإن هــذه االنتخابات الرئاســية‬
‫تســتحق مــن أبنــاء الشــعب الجزائــري برمتــه بــأن يوليهــا كل الرعايــة واالهتمــام‪ ،‬مــن‬
‫خــال مشــاركته القويــة والمكثفــة فــي هــذه االنتخابــات‪.‬‬
‫فــي األخيــر‪ ،‬أود أن أشــير إلــى أن فــي حيــاة األمــم والشــعوب أجيــال تكــون علــى‬
‫موعــد مــع ال َقــدَر‪ ،‬لتصنــع تاريخهــا بنفســها وترســم معالمه تبعــا إلرادتهــا وطموحاتها‪،‬‬
‫كمــا فعــل عظمــاء نوفمبــر الخالــدون‪ ،‬الذيــن منحــوا الجزائــر كبريــاء مــا بعــده كبريــاء‬
‫ومجــدا خالــدا ال يــزول‪ ،‬وهــو مــا يجــب أن يتحلــى بــه جيــل اليــوم مــن أبنــاء الوطــن‪،‬‬
‫ــخرهم‬‫ليكونــوا إلــى جانــب إخوانهــم فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي مــن الذيــن َس َّ‬
‫هللا للجزائــر‪ ،‬رجــاال ونســاء شــرفاء مخلصيــن‪ ،‬يقفــون ســدا منيعــا فــي وجــه كل‬
‫المتآمريــن‪ ،‬الذيــن لــن يُفلِحــوا أبــداً فــي تدنيــس هــذه األرض الطاهــرة‪.‬‬
‫كمــا ال يســعني إال أن أقــول بــكل فخــر واعتــزاز وتفــاؤل بالمســتقبل الواعــد‪ ،‬بــأن‬
‫الجزائــر تشــق طريقهــا بخطــى ثابتــة نحــو وجهتهــا الصحيحــة والســليمة وذلــك‪ ،‬بعون‬
‫هللا وقوتــه‪ ،‬ثــم بفضــل وعــــي الشــعب الجزائــري وتكاتفــه مــع جيشــه‪ ،‬الــذي يعــرف‬
‫صــون‬ ‫دومــا فــي األوقــات الحاســمة كيــف يحافــظ علــى أمــن واســتقرار الوطــن و َي ُ‬
‫وحدتــه الترابيــة والشــعبية‪ ،‬وهــو واجــب مقــدس‪ ،‬وأمانــة غاليــة فــي أعناقنــا جميعــا‪،‬‬
‫شــعبا وجيشــا‪ ،‬وفــاء منــا للتضحيــات الجســام التــي قدمهــا شــهداؤنا األبــرار‪ ،‬خدمــة‬
‫للجزائــر التــي ســتظل شــامخة‪ ،‬بــإذن هللا‪ ،‬إلــى أبــد اآلبديــن»‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫كلمــة الســيد نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪ ،‬رئيــس أركان الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪ ،‬بمناســبة انعقــاد مجلــس الــوزراء يــوم ‪ 11‬ديســمبر‪2019‬‬

‫الســيد رئيس الدولة‪،‬‬

‫اســمحوا لــي فــي مســتهل هــذا االجتمــاع أن أعــرب لكــم عــن أســمى‬
‫عبــارات التقديــر واإلحتــرام بمناســبة انعقــاد مجلــس الــوزراء تحــت‬
‫رئاســتكم‪ ،‬وهــي مناســبة أغتنمهــا ألتوجــه لســيادتكم بأزكــى آيــات‬
‫الشــكر والعرفــان علــى مــا بذلتمــوه مــن جهــود مثابــرة منــذ توليكــم هــذه‬
‫المســؤولية الثقيلــة فــي هــذه الفتــرة الحساســة مــن تاريــخ بالدنــا‪ ،‬حيــث‬
‫نجحتــم فــي إرســاء مقومــات العمــل المنســجم والمنســق بيــن الرئاســة‬
‫والــوزارة األولــى والقيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬فــي ســبيل‬
‫‪208‬‬
‫الوصــول بالبــاد إلــى بــر األمــان‪ ،‬ويرجــع ذلــك بــكل تأكيــد إلــى الحكمــة‬
‫والرزانــة التــي تحليتــم بهــا وإلــى الخبــرة الثمينــة التــي ســمحت لكــم‬
‫بتســيير مختلــف الملفــات المطروحــة بجــدارة واســتحقاق‪ ،‬كمــا أتوجــه‬
‫بالشــكر الجزيــل لمعالــي الوزيــر األول‪ ،‬الســيد نــور الديــن بــدوي‪ ،‬وبــدون‬
‫مجاملــة‪ ،‬علــى المجهــودات التــي بذلهــا والنتائــج النوعيــة التــي حققهــا‬
‫وخاصــة مــا تعلــق منهــا ببعــث المشــاريع التنمويــة والبرامــج الهامــة‬
‫التــي كانــت مجمــدة‪ ،‬ممــا ســمح بإعــادة تنشــيط الــدورة االقتصاديــة‬
‫للبــاد وتحقيــق الرقــي وازدهــار الوطــن‪ ،‬واألكيــد أن ترقيــة الواليــات‬
‫المنتدبــة إلــى واليــات كاملــة الصالحيــات فــي جنوبنــا الكبيــر‪ ،‬كان لــه‬
‫األثــر الطيــب لــدى المواطنيــن الذيــن استحســنوا هــذه اإلجــراءات القويــة‪.‬‬

‫إننــا نجتمــع فــي هــذا اليــوم الرمــز‪ ،‬ذكــرى ‪ 11‬ديســمبر ‪ ،1960‬الــذي‬

‫يتزامــن مــع األجــواء العارمــة لإلنتخابــات الرئاســية يــوم غــد ‪ 12‬ديســمبر‬
‫‪ ،2019‬التــي ســيبرهن فيــه الشــعب الجزائــري مــرة أخــرى للعالــم أجمــع‬
‫عــن قــراره الســيد باختيــار رئيــس للجمهوريــة‪ ،‬وإعــان موقفــه الفاصــل‬
‫وإثبــات نضجــه ووعيــه ووطنيتــه‪.‬‬

‫الســيد رئيس الدولة‪،‬‬

‫الســيد الوزير األول‪،‬‬
‫الســيدات والسادة الوزراء‪،‬‬
‫أود بهــذه المناســبة التذكيــر بخلفيــات المنــاورات الخطيــرة التــي عملــت‬
‫العصابــة علــى تنفيذهــا‪ ،‬مــن خــال محاولــة فــرض الحالــة االســتثنائية‪،‬‬
‫مــن أجــل التمســك بالســلطة ولــو علــى حســاب أمــن واســتقرار البــاد‬
‫وإدخالهــا فــي دوامــة العنــف والفوضــى‪ ،‬بعــد انطــاق المســيرات الســلمية‬
‫الرافضــة إلســتمرار العبــث والتالعــب بمســتقبل البــاد‪ ،‬وهــو األمــر‬
‫الــذي إســتجابت لــه قيــادة الجيــش الوطنــي الشــعبي مــن خــال إتخــاذ‬

‫‪209‬‬
‫القــرار التاريخــي الــذي جــاء فــي إطــار االحتــرام التــام للدســتور وقوانيــن‬
‫الجمهوريــة‪ ،‬حيــث تحملــت المؤسســة العســكرية مســؤوليتها وطالبــت‬
‫بالتطبيــق الفــوري للمــواد ‪ 102‬و ‪ 7‬و ‪ 8‬مــن الدســتور‪ ،‬وهــو مــا مكــن‬
‫بالدنــا مــن الوصــول إلــى بــرّ األمــان وتجــاوز األزمــة‪ ،‬وفقــا الســتراتيجية‬
‫متبصــرة انتهجتهــا القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي رفقــة كافــة‬
‫الخيريــن فــي مختلــف مؤسســات الدولــة للتعامــل مــع هــذا الوضــع الجديــد‪،‬‬
‫ســمحت باســتبعاد كل أشــكال العنــف والفوضــى‪ ،‬التــي راهنــت عليهــا‬
‫العصابــة عــن طريــق االســتفزازات المتكــررة والمطالــب التعجيزيــة‬
‫التــي كانــت ترفعهــا‪ ،‬بمــا يخــدم مصالحهــا الضيقــة‪.‬‬

‫وقــد تــم إفشــال هــذه المنــاورات بفضــل تضافــر جهــود الخيّريــن والتزامهــم‬
‫بــكل مــا يصــون إرادة الشــعب ويحمــي مطالبــه الشــرعية مــن أي انحراف‪،‬‬
‫حيــث وجــد الشــعب الســند والحمايــة مــن قبــل الجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫ومختلــف أســاك األمــن التــي رافقتــه بوعــي علــى مــدار عشــرة أشــهر‪،‬‬
‫دون إراقــة قطــرة دم واحــدة‪ ،‬حتــى تحقيــق الهــدف الرئيســي للمطالــب‬
‫الشــعبية المتمثــل فــي تنظيــم االنتخابــات الرئاســية‪.‬‬

‫وقــد ســبق تحقيــق هــذا الهــدف المنشــود‪ ،‬صــدور القــرار الرئاســي المتعلــق‬
‫بتنظيــم حــوار وطنــي شــامل‪ ،‬وإنشــاء الهيئــة الوطنيــة المســتقلة للحــوار‪،‬‬
‫التــي عملــت بتشــجيع ورعايــة مــن الرئاســة وبمرافقــة وتدعيــم الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬فــي مختلــف الجوانــب ممــا مكنهــا مــن الوصــول إلــى‬
‫ضبــط الترتيبــات التنظيميــة إلجــراء اإلنتخابــات الرئاســية فــي آجالهــا‬
‫المحــددة‪ ،‬وأهــم هــذه الترتيبــات إحــداث الســلطة الوطنيــة المســتقلة‬
‫لإلنتخابــات التــي باشــرت فــي إعــداد اإلجــراءات الضروريــة لســير‬
‫عمليــة اإلنتخابــات بمختلــف مراحلهــا إلــى غايــة إعــان النتائــج النهائيــة‬
‫وفــرز رئيــس الجمهوريــة المنتخــب‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫وفــي هــذا الصــدد بالــذات‪ ،‬فقــد تــم إســداء تعليمــات صارمــة لكافــة‬
‫مكونــات الجيــش الوطنــي الشــعبي ومصالــح األمــن بضــرورة التحلــي‬ ‫ّ‬
‫بأعلــى درجــات اليقظــة والجاهزيــة‪ ،‬والســهر علــى التأميــن الشــامل‬
‫والكامــل لهــذه اإلنتخابــات لتمكيــن المواطنيــن فــي كل ربــوع الوطــن‬
‫جــو مــن الهــدوء والســكينة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مــن أداء حقهــم وواجبهــم اإلنتخابــي فــي‬
‫والتصــدي‪ ،‬بقــوة القانــون‪ ،‬لــكل مــن يحــاول إســتهداف وتعكيــر صفــو‬
‫هــذا اليــوم الحاســم أو التشــويش علــى هــذا االســتحقاق المصيــري فــي‬
‫مســيرة بالدنــا‪.‬‬

‫كمــا ال يفوتنــا فــي هــذا المقــام التنويــه بالجهــود التــي بذلهــا جهــاز العدالــة‬
‫فــي محاربــة الفســاد ومعاقبــة المفســدين بعــد أن تحــرر مــن الضغوطــات‬
‫واإلمــاءات‪ ،‬وقدمنــا لــه كل الضمانــات بالمرافقــة والحمايــة ألداء مهامــه‬
‫النبيلــة فــي ظــروف حســنة‪ ،‬وهــي إجــراءات أثلجــت صــدور المواطنيــن‬
‫وأعــادت لهــم ثقتهــم فــي مؤسســات الدولــة وفــي عدالــة بالدنــا‪ ،‬بعــد أن‬
‫تأكــدوا أنهــا فــي أيــدي أمينــة‪.‬‬

‫الســيد رئيس الدولة‪،‬‬

‫الســيد الوزير األول‪،‬‬
‫الســيدات والسادة الوزراء‪،‬‬
‫لقــد ح ّققــت بالدنــا نقلــة نوعيــة فــي غضــون األشــهر الماضيــة وتحققــت‬
‫إنجــازات كبيــرة أعــادت للجزائــر تدريجيــا حيويتهــا وســمعتها ومكانتهــا‬
‫المســتحقة التــي أوصانــا بهــا الشــهداء‪ ،‬وقــد تعــززت هــذه النتائــج خاصــة‬
‫بعــد الهبــة الشــعبية الحاشــدة المســاندة للمواقــف التاريخيــة للجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي التــي هيّــأت الظــروف المالئمــة لتحقيــق هــذه النتائــج الباهــرة‪،‬‬
‫وع ّبــر الشــعب خاللهــا عــن وعيــه الكبيــر بالتحديــات الراهنــة واألخطــار‬
‫المحدقــة بالوطــن‪ ،‬فوقــف مســاندا ومؤيــدا لمؤسســات بــاده الســيادية‬
‫‪211‬‬
‫وقراراتهــا الحاســمة ورافضــا للمخططــات الهدامــة ألعــداء الجزائــر‬
‫وكل أشــكال التدخــل األجنبــي والوقــوف وقفــة رجــل واحــد ضــد بقايــا‬
‫االســتعمار وأذنابــه‪.‬‬

‫وهــا نحــن اليــوم نتأهــب والحمــد هلل الســتقبال فجــر جديــد عمــاده الثقــة‬
‫والوفــاء واإلخــاص لــدرب الشــهداء وتضحياتهــم‪ ،‬واإلنطــاق مجــددا‬
‫فــي مســار بنــاء مســتقبل األجيــال القادمــة علــى قواعــد ســليمة مســتلهمة‬
‫مــن روح نوفمبــر وتضحيــات األجيــال التــي عبّــدت طريــق الحريــة‬
‫واالســتقالل للوطــن والمواطنيــن‪ ،‬ونحــن علــى يقيــن أنهــم سيحســنون‬
‫اختيــار الرئيــس المقبــل للجزائــر‪ ،‬المتمتــع بصفــات الرزانــة والتبصــر‬
‫وبعــد النظــر والقــادر علــى تجســيد إرادة الشــعب وإدارة البــاد بمــا يحقــق‬
‫النهضــة المنشــودة والمســتقبل الواعــد وهــو مــا ســيتم بــإذن هللا وعزيمــة‬
‫الرجــال غــدا مــن خــال إدالء المواطنيــن بأصواتهــم فــي هــذا االســتحقاق‬
‫االنتخابــي الحاســم‪.‬‬

‫‪212‬‬
 ‫ٕافتتاحيات‬

‫من أفريل إلى ديسمبر ‪2019‬‬

 ‫إفتتاحية‬
‫أفريل‬
‫‪2019‬‬
‫‪ l‬أي قرأر يتخذ خارج أإلطار ألدسستوري مرفوضض جملة وتفصسي‪.Ó‬‬
‫‪ l‬يوأصسل أ÷يشض ألوطني ألشسعبي بذل كل ما بوسسعه ‘ سسبيل وطنه‪.‬‬
‫‪ l‬سسيظل أ÷يشض ألوطني ألشسعبي ألعمود ألفقري للدولة وسسند ألشسعب ‘ أ‪Ù‬ن وأ‪Ÿ‬لمات‪.‬‬
‫‪ l‬إأننا على يق‪ Ú‬تام بقدرة ألشسعب أ÷زأئري على ‪Œ‬اوز أألزمات مهما كانت حدتها‪.‬‬

‫ال صوت يعلو فوق صوت الشعب‬

‫يأتــي الحــل القاضــي بتطبيــق المــادة ‪ 102‬مــن الدســتور الــذي اقترحــه الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي فــي إطــار المهــام التــي يخولهــا لــه الدســتور طبقــا لمادتــه ‪،28‬‬
‫بصفتــه الضامــن والحافــظ لالســتقالل الوطنــي والســاهر علــى الدفــاع عــن الســيادة‬
‫الوطنيــة والوحــدة الترابيــة وحمايــة الشــعب مــن أي خطــر محــدق أو تهديــد‪ ،‬وأيضــا‬
‫مــن بــاب وفائــه لرســالة نوفمبــر الخالــدة وكــذا وفائــه للعهــد المتيــن الــذي قطعــه علــى‬
‫نفســه‪ ،‬بــأن يضــع الجزائــر فــوق أي اعتبــار وتغليــب المصلحــة العليــا للوطــن‪ ،‬وفــي‬
‫ســياق إيمانــه الراســخ بقــدرة الشــعب الجزائــري علــى تجــاوز كل الصعــاب والمحــن‬
‫مهمــا كانــت طبيعتهــا‪ .‬وقــد تضمــن االقتــراح المذكــور حــا أورده دســتور البــاد‪،‬‬
‫يســمح للجزائــر بتجــاوز الظــرف الــذي تمــر بــه بســام ويجنبهــا ســيناريوهات قــد تدفــع‬
‫بهــا نحــو المجهــول‪ ،‬حيــث أكــد نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي رئيــس أركان الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح فــي زيــارة العمــل والتفقــد التــي قادتــه‬
‫إلــى الناحيــة العســكرية الرابعــة أنــه‪“ :‬يتعيــن بــل يجــب تبنــي حــل يكفــل الخــروج‬
‫مــن األزمــة‪ ،‬ويســتجيب للمطالــب المشــروعة للشــعب الجزائــري‪ ،‬وهــو الحــل الــذي‬
‫يضمــن احتــرام أحــكام الدســتور واســتمرارية ســيادة الدولــة‪ ،‬حــل مــن شــأنه تحقيــق‬
‫توافــق رؤى الجميــع ويكــون مقبــوال مــن كافــة األطــراف‪ ،‬وهــو الحــل المنصــوص‬
‫عليــه فــي الدســتور فــي مادتــه ‪.”102‬‬
‫والحــال أن هــذا الحــل الدســتوري الــذي ينســجم تمامــا مــع المطالــب الشــرعية التــي‬
‫عبــر عنهــا الشــعب الجزائــري صراحــة‪ ،‬لقــي قبــوال مــن لدنــه‪ ،‬كيــف ال وقــد أبــدى‬

‫‪214‬‬
‫وعيــا عميقــا إزاء التطــورات التــي تعرفهــا بالدنــا‪ ،‬إلدراكــه بــأن الحــل المقتــرح كفيــل‬
‫بــأن يحــول دون الوقــوع فــي فــراغ مؤسســاتي‪ ،‬ويضمــن بالتالــي تفــادي وضــع صعــب‬
‫وغيــر محســوب العواقــب‪ .‬وفــي وقــت كان مــن المفــروض أن يعمــل فيــه الجميــع‬
‫وفــق منطــق وطنــي خالــص ونكــران للــذات وتغليــب المصالــح العليــا للوطــن‪ ،‬مــن‬
‫أجــل إيجــاد حــل للخــروج مــن األزمــة طبقــا لألحــكام المنصــوص عليهــا دســتوريا‪،‬‬
‫تحــاول بعــض األطــراف مــن ذوي النوايــا الســيئة واألغــراض المشــبوهة‪ ،‬مــن خــال‬
‫مخطــط منــاوئ للمصلحــة العليــا للوطــن‪ ،‬اســتهداف مصداقيــة وصــورة المؤسســة‬
‫العســكرية وااللتفــاف علــى المطالــب المشــروعة التــي رفعهــا الشــعب صراحــة فــي‬
‫مســيرات ســلمية عمــت مختلــف واليــات الوطــن‪ ،‬عبــر شــن حملــة إعالميــة مرّ كــزة‬
‫ومغرضــة تتضمــن معلومــات كاذبــة ومغلوطــة فــي وســائل اإلعــام وعلــى شــبكات‬
‫التواصــل االجتماعــي ضــد الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬تتحــدث باســم الشــعب وتعطــي‬
‫االنطبــاع أنــه يرفــض تطبيــق المــادة ‪ 102‬مــن الدســتور‪ ،‬وهــو مــا يجانــب الحقيقــة‬
‫ويكذبــه الواقع‪ .‬‬
‫والحــال هــذه‪ ،‬واهــم مــن يعتقــد أن مثــل هكــذا مخطــط أو غيــره‪ ،‬ســينطلي علــى‬
‫الشــعب الجزائــري‪ ،‬ذلــك ألن العالقــة الوطيــدة التــي تربــط الشــعب الجزائري بجيشــه‪،‬‬
‫تعــززت فــي الســنوات األخيــرة وازدادت وثوقــا وصالبــة‪ ،‬بشــكل ال يمكــن بــأي حــال‬
‫مــن األحــوال أن تتأثــر بنعيــق أصــوات تحــاول عبثــا المســاس بهــا وزعزعتهــا‪ ،‬خدمــة‬
‫لمصالــح آنيــة ضيقــة علــى حســاب المصالــح العليــا للوطــن‪ ،‬وهــو مــا أكــده الســيد‬
‫الفريــق فــي ذات الزيــارة‪ ،‬بقولــه‪“ :‬إننــا وإذ نســتحضر تلــك الرابطــة القويــة النابضــة‬
‫بالحيــاة التــي تشــد الشــعب الجزائــري لجيشــه‪ ،‬هــذه الرابطــة التــي يشــهد علــى‬
‫قوتهــا ومتانتهــا ذلــك التفاعــل العاطفــي الــذي مــا فتــئ يعبــر علــى نفســه مــن خــال‬
‫صــور التضامــن بيــن الشــعب وجيشــه أثنــاء المحــن والملمــات‪ ،‬فإننــا نجــزم بــأن‬
‫الرابطــة التــي ال تنقطــع عراهــا فــي الســراء والضــراء‪ ،‬ســتبقى دائمــا وأبــدا تربــط‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي بشــعبه فــي كافــة ربــوع الوطــن”‪ .‬‬
‫فقــد شــهدت هــذه العالقــة الوجدانيــة العميقــة والمتبادلــة بيــن جيــش هــو أصــا مــن‬
‫صلــب الشــعب‪ ،‬تطــورا مســتمرا‪ ،‬بفعــل حــرص القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪ ،‬منــذ ســنوات عديــدة‪ ،‬علــى التواصــل مــع الشــعب واطالعــه بمســتجدات‬

‫‪215‬‬
‫المنحــى التصاعــدي الــذي ســار عليــه جيشــنا فــي الســنوات الماضيــة والقفــزة النوعيــة‬
‫التــي مــا فتــئ يحققهــا علــى أصعــدة عــدة‪ ،‬والتــي مكنتــه مــن تبــوء المكانــة المرموقــة‬
‫التــي بلغهــا علــى نهــج العصرنــة والتطويــر خدمــة للشــعب والوطــن‪ ،‬حيــث أدرك‬
‫الشــعب الجزائــري ماهيــة ومضاميــن هــذا المســعى وتجــاوب معــه أيمــا تجاوبــا‪،‬‬
‫وتيقــن بمــا ال يــدع مجــاال للشــك‪ ،‬أن طموحاتــه المشــروعة الــذي يتــوق مــن خاللهــا‬
‫دومــا إلــى بلــوغ جيشــه أرقــى مســتويات الرفعــة والقــوة والجاهزيــة‪ ،‬قــد تجســدت‬
‫وتحققــت‪ ،‬وتأكــد معهــا أن الجيــش الوطنــي الشــعبي ســيبقى وفيــا لعهــده أمــام هللا‬
‫وأمــام التاريــخ‪ ،‬بــأن يكــون حصنــا منيعــا للشــعب والوطــن‪ .‬وعلــى هــذا األســاس فــإن‬
‫موقــف الجيــش الوطنــي الشــعبي حيــال التطــورات التــي تشــهدها البــاد ســيبقى ثابتــا‪:‬‬
‫“بمــا أنــه ينــدرج دومــا ضمــن إطــار الشــرعية الدســتورية ويضــع مصالــح الشــعب‬
‫الجزائــري فــوق كل اعتبــار ويــرى دائمــا أن حــل األزمــة ال يمكــن تصــوره إال بتفعيــل‬
‫المواد ‪ 7‬و‪ 8‬و‪ 102‬من الدستور”‪.‬‬
‫أكــد الجيــش الوطنــي الشــعبي تأييــده التــام لمطالــب الشــعب المشــروعة وســانده‬
‫إنطالقــا مــن قناعتــه النابعــة مــن تمســكه بالشــرعية الدســتورية‪ .‬ولقــد بــارك الشــعب‬
‫الجزائــري هــذا المســعى وثمنــه ويــرى فيــه الحــل األمثــل لتجــاوز األزمــة والخــروج‬
‫بالجزائــر إلــى بــر األمــان واإلســتقرار‪.‬‬
‫بهــذا الموقــف التاريخــي ‪ ،‬أبــان أبنــاء الشــعب الجزائــري بمــا اليــدع مجــاال ألي‬
‫شــك‪ ،‬نضجــا ووعيــا وتحضــرا فــاق كل التصــورات وكــذا التزامــا وثقــة وتماســكا‬
‫بجيــش بــاده‪ ،‬وعليــه قطــع الشــعب الطريــق علــى كل مــن يحــاول اإللتفــاف علــى‬
‫مطالبــه وضــرب مصداقيــة جيشــه الوطنــي الشــعبي‪ ..‬وبذلــك “قطعــت جهيــزة قــول‬
‫كل خطيــب”‪.‬‬

‫‪216‬‬
 ‫إفتتاحية‬
‫ماي‬
‫‪2019‬‬

‫التبصر والحكمة إلجهاض كل الدسائس‬

‫يســتحضر شــعبنا فــي هــذا الشــهر ذكــرى الثامــن مــاي‪ ،‬بمــا تحملــه مــن صــور‬
‫ناصعــة لصمــود الشــعب الجزائــري األبــي واســتماتته فــي مقاومــة اســتعمار اســتيطاني‬
‫بغيــض‪ ،‬فشــل رغــم جرائمــه المتكــررة التــي فاقــت فــي بشــاعتها كل التصــورات‬
‫فــي إيقــاف مســيرة شــعب تــواق للحريــة‪ ،‬فــي وقــت تعيــش فيــه بالدنــا أزمــة يريــد‬
‫البعــض‪ ،‬ممــن باعــوا ضمائرهــم وضربــوا المصلحــة العليــا للوطــن عــرض الحائــط بل‬
‫ويتآمــرون عليــه جهــارا نهــارا‪ ،‬أن تــراوح مكانهــا ويطــول أمدهــا‪ ،‬برفضهــم الحلــول‬
‫المتاحــة والممكنــة التــي مــن شــأنها أن تتيــح لبالدنــا تجــاوز هــذه األزمــة‪ ،‬وبالتالــي قطع‬
‫الطريــق فــي وجــه المغامريــن الذيــن يســعون لتنفيــذ مخطــط علــى جبهــات عــدة‪ ،‬يهــدف‬
‫فــي نهايــة المطــاف إلــى اإليقــاع ببالدنــا فــي أتــون الفوضــى واالختــال‪ ،‬فقــد أكــد‬
‫نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي الفريــق أحمــد ڤايــد‬
‫صالــح ذلــك خــال زيــارة العمــل والتفقــد األخيــرة للناحيــة العســكرية الخامســة‪ ،‬بقولــه‬
‫“‪...‬إننــا بصــدد تفكيــك األلغــام التــي يعــرف الشــعب الجزائــري مــن زرعهــا فــي كامــل‬
‫مؤسســات الدولــة وأن هــذه األزمــة‪ ،‬التــي كنــا فــي غنــى عنهــا‪ ،‬تــم افتعالهــا بهــدف‬
‫زرع بــذور عــدم االســتقرار فــي الجزائــر‪ ،‬مــن خــال خلــق بيئــة مناســبة للفــراغ‬
‫الدســتوري‪ ،‬فهــؤالء الذيــن تســببوا عــن قصــد فــي نشــوب هــذه األزمــة هــم أنفســهم‬
‫مــن يحــاول اليــوم اختــراق المســيرات ويلوحــون بشــعارات مشــبوهة ومغرضــة‬
‫يحرضــون مــن خاللهــا علــى عرقلــة كافــة المبــادرات البنــاءة التــي تكفــل الخــروج مــن‬
‫األزمــة‪ ،‬وقــد برهنــوا بذلــك بأنهــم أعــداء الشــعب‪ ،‬الــذي يــدرك جيــدا بالفطــرة‪ ،‬رفقــة‬
‫جيشــه‪ ،‬كيــف يحبــط هــذه المؤامــرات ويصــل بالبــاد إلــى بــر األمــان”‪.‬‬
‫‪217‬‬
‫والحقيقــة أن الشــعب الجزائــري‪ ،‬الــذي عبّــر دونمــا لبــس أو غمــوض عــن مطالبــه‬
‫المشــروعة خــال مســيراته الســلمية‪ ،‬واع بحجــم تحديــات المرحلــة الحساســة التــي تمــر‬
‫بهــا بالدنــا‪ ،‬ومــدرك لطبيعــة المخطــط الدنــيء الــذي تحــاول بيــادق تنفيــذه بالوكالــة عــن‬
‫جهــات أضحــت معروفــة لــدى العــام والخــاص‪.‬‬
‫والحــال هــذه‪ ،‬لــم يعــد خافيــا علــى أحــد أن عرابــي هــذا المخطــط الخبيــث ومــن والهــم‬
‫ومــن يســير فــي فلكهــم‪ ،‬ظلــوا يتســنحون أدنــى فرصــة خــال ســنوات خلــت للشــروع‬
‫فــي تنفيــذه‪ ،‬باســتعمال وســائل وطــرق مختلفــة‪ ،‬فبعــد أن كشــفهم الشــعب الجزائــري‬
‫ولفظهــم بشــدة وبشــكل قاطــع‪ ،‬اتخــذوا مــن قنــوات معينــة في اإلعــام ووســائل التواصل‬
‫االجتماعــي وســيلة لتنفيــذ أجنــدات مشــبوهة‪ ،‬عبــر شــن حمــات ممنهجــة ومغرضــة‬
‫بهــدف تغليــط الــرأي العــام وبــث هرطقــات وأكاذيــب ومغالطــات‪ ،‬فــي محاولــة يائســة‬
‫وخبيثــة الســتهداف العالقــة الوجدانيــة القويــة بيــن الشــعب وجيشــه وضــرب اللحمــة‬
‫والثقــة الكامنــة بينهمــا‪ .‬فــا غرابــة أن األبــواق ذاتهــا التــي طالبــت الجيــش بالتدخــل‬
‫فــي الشــأن السياســي خــال عشــريات ســابقة‪ ،‬هــي نفســها التــي تحــاول اليــوم عبثــا أن‬
‫طــرق شــتى أبرزهــا ممارســة الضغــط‬ ‫تدفعــه لذلــك فــي هــذه المرحلــة‪ ،‬مــن خــال ُ‬
‫عبــر “رســائل مفتوحــة” و“نقاشــات” و“آراء” تنشــر علــى صفحــات بعــض الصحــف‪،‬‬
‫للذهــاب لفتــرة انتقاليــة علــى مقاســهم‪ ،‬يعبثــون فيهــا مثلمــا شــاؤوا ويمــررون مشــاريعهم‬
‫وأجنــدات عرابيهــم الذيــن يكنــون الحقــد والضغينــة للجزائــر وشــعبها‪.‬‬
‫ولتحقيــق مآربهــم‪ ،‬يحــاول هــؤالء الذيــن ال يبغــون خيــرا للجزائــر ولشــعبها الســطو‬
‫علــى حراكــه الســلمي وركــوب الموجــة بمــا يخــدم مصالحهــم الضيقــة‪ ،‬عبــر الســعي‬
‫لفــرض أنفســهم كناطقيــن باســم الشــعب‪ ،‬علــى أمــل تأجيج الوضــع وخلــط األوراق‪ ،‬كما‬
‫لــم تتــوان هــذه الجهــات المشــبوهة ضمــن مخططاتهــا فــي شــن حمــات شــعواء علــى‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬مــن خــال أبــواق تســوق العــداء لنهجــه الوطنــي النوفمبــري‬
‫الــذي ال ولــن تحيــد عنــه أبــدا‪ ،‬ومــا الهيســتريا التــي أصابتهــا فــي اآلونــة األخيــرة‬
‫وأفقدتهــا البوصلــة‪ ،‬إنمــا جــاءت أساســا علــى خلفيــة الرفــض القاطــع لقيــادة جيشــنا‬
‫أن تســيل قطــرة دم واحــدة مــن الشــعب منــذ بدايــة المســيرات الســلمية‪ ،‬ووقوفهــا ســدا‬
‫منيعــا فــي وجــه كل مــن تســول لــه نفســه المســاس باســتقرار الوطــن ووحــدة الشــعب‪.‬‬
‫وقــد أكــد الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح هــذا التوجــه الم ّشــرف والتاريخــي للمؤسســة‬

‫‪218‬‬
 ‫العســكرية‪ ،‬بقولــه‪“:‬إنّ اصطفــاف الجيــش الوطنــي الشــعبي إلــى جانــب الشــعب لبلــوغ‬
‫مراميــه فــي إحــداث التغييــر المنشــود وتجنــده المســتمر لمرافقــة الجزائرييــن فــي‬
‫ســلمية مســيراتهم وتأمينهــا‪ ،‬نابــع مــن االنســجام والتطابــق فــي الــرؤى وفــي النهــج‬
‫المتبــع بيــن الشــعب وجيشــه‪ ،‬هــذا االنســجام أزعــج أولئــك الذيــن يحملــون حقــداً دفينـا ً‬
‫للجزائــر وشــعبها‪ ،‬ولألســف الشــديد بالتآمــر مــع أطــراف داخليــة‪ ،‬باعــت ضميرهــا‬
‫ورهنــت مصيــر أبنــاء وطنهــا مــن أجــل غايــات ومصالــح شــخصية ضيقــة”‪ ،‬مضيفــا‬
‫مخاطبــا الشــعب الجزائــري‪“ :‬إن مــا تصبــون إليــه مــن خــال ه ّبـــتكم الشــعبية‪ ،‬التــي‬
‫باركناهــا وباركنــا غاياتهــا الســامية‪ ،‬تقتضــي منــا جميعـا ً التبصــر والحكمــة إلجهــاض‬
‫مــا ُيدبــر ضــد وطننــا مــن دســائس وبذلــك نتجــاوز معـا ً بأمــان‪ ،‬هــذه المرحلــة الفارقــة‬
‫فــي تاريــخ أمتنــا”‪.‬‬
‫لقــد أضحــى المشــروع المذكــور مفضوحــا وباديــا للعيــان‪ ،‬خصوصــا وأن الشــعب‬
‫الجزائــري أدرك طبيعتــه ومراميــه والقائميــن عليــه وأذرعــه المتشــعبة‪ ،‬فإلــى جانــب‬
‫الســعي الســتهداف األمــن واالســتقرار الــذي ينعــم بــه الشــعب الجزائــري فــي ربــوع‬
‫الوطــن‪ ،‬تحــاول هــذه األطــراف فــي وقــت تحركــت فيــه العدالــة لنــزع فتيــل األلغــام‬
‫وتطهيــر مختلــف القطاعــات التــي طالهــا الفســاد‪ ،‬وقدمــت قيــادة الجيــش الضمانــات‬
‫الكافيــة وتعهــدت بمرافقــة جهــاز العدالــة فــي أداء مهامهــا النبيلــة بعــد أن تحــررت مــن‬
‫القيــود واإلمــاءات‪ ،‬إيهــام الجزائرييــن بــأن تحــرك القضــاء للنظــر فــي ملفــات الفســاد‪،‬‬
‫إنمــا جــاء بإيعــاز مــن المؤسســة العســكرية‪ ،‬فــي محاولــة خبيثــة للتشــويش علــى العدالــة‬
‫وإحبــاط‪  ‬عزائمهــا فــي إتمــام إنجــاز المهــام الموكلــة لهــا وفقــا للقانــون‪ ،‬وإال فكيــف‬
‫يمكــن تفســير أنــه وبمجــرد أن اســتهل القضــاء عمليــة التحقيــق فــي تلــك الملفــات‪ ،‬حتــى‬
‫انطلقــت حملــة مناهضــة ُتشــكك فــي جديــة العمـــلية برمتها وتطعن في نزاهـــة القـضـــاء‬
‫معتبرينها حملـــة انتقـــام وتصفيـــة حسابات‪.‬‬
‫واألكيــد أن مشــاريع هــذه الشــرذمة ومخططاتهــا ستفشــل حتمــا‪ ،‬بمــا فــي ذلــك اســتهداف‬
‫االنســجام بيــن الشــعب وجيشــه‪ .‬وســيظل الجيــش الوطنــي الشــعبي مصطفــا إلــى جانــب‬
‫الشــعب لبلــوغ أهدافــه فــي إحــداث التغييــر المرجــو وســيبقى متجنــدا علــى الــدوام‬
‫لمرافقــة الشــعب وحمايتــه مــن شــرور أنــاس كشــفت األيــام خيــوط وحيثيــات المؤامــرة‬
‫الدنيئــة التــي حاكوهــا للنيــل مــن وطــن الشــهداء‪.‬‬

‫‪219‬‬
 ‫إفتتاحية‬
‫جوان‬
‫‪2019‬‬

‫على نهج الشرعية الدستورية‬

‫يتخلــل برنامــج زيــارات العمــل والتفتيــش المكثفــة التــي يقــوم بهــا نائــب وزيــر‬
‫الدفــاع الوطنــي رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‬
‫إلــى مختلــف النواحــي العســكرية‪ ،‬تنفيــذ تماريــن بيانيــة بمختلــف األســلحة‪ ،‬وقــد حققــت‬
‫هــذه التماريــن التــي تحاكــي ســيناريوهات أقــرب مــا تكــون للواقــع األهــداف المرجــوة‬
‫منهــا‪ ،‬مــا يثبــت اســتعداد وحــدات الجيــش الوطنــي الشــعبي وجاهزيتهــا القصــوى‬
‫والدائمــة للتعامــل مــع أي اعتــداء وصــده تحــت أي ظــرف كان‪ ،‬كمــا يؤكــد نجــاح هــذه‬
‫التماريــن مــدى الكفــاءة العاليــة التــي تميــز أفــراد الوحــدات المقحمــة وتحكمهــا فــي‬
‫مختلــف األســلحة المتطــورة التــي يحوزهــا الجيــش الوطنــي الشــعبي‪.‬‬
‫وفــي حيــن أثبــت الجيــش الوطنــي الشــعبي مــن خــال مــا حققــه مــن إنجــازات علــى‬
‫أصعــدة عــدة‪ ،‬أنــه وُ فــق فــي تنفيــذ إســتراتيجية التحديــث والعصرنــة التــي تبنتهــا قيادتــه‬
‫العليــا‪ ،‬تماشــيا مــع النظــرة االســتباقية والمتبصــرة التــي اســتدعت قبــل ســنوات قليلــة‬
‫تجنيــد قــوى ووســائل معتبــرة لضمــان مراقبــة الحــدود والدفــاع عنها وحمايتهــا ضد أي‬
‫محاولــة للمســاس بحرمــة ترابنــا الوطنــي‪ ،‬يتضــح جليــا اآلن أن كســب جيشــنا الوطنــي‬
‫الشــعبي لمقومــات العصرنــة ومكامــن القــوة الرادعــة قــد أزعــج بعــض األطــراف‬
‫التــي لــم تكــن تتوقــع تمكنــه مــن بلــوغ هــذا المســتوى الرفيــع فــي ظــرف زمنــي‬
‫وجيــز‪ .‬وقــد وصــف الســيد الفريــق مرامــي هــؤالء وأهدافهــم بدقــة متناهيــة‪ ،‬بقولــه‬
‫“يبــدو أن حقدهــم علــى الجيــش وقيادتــه بلغــت درجــة أنهــم أصبحــوا فعــا منزعجيــن‬
‫مــن هــذه األشــواط التطويريــة التــي قطعهــا جيشــنا علــى أكثــر مــن صعيــد‪ ،‬هــذا‬

‫‪220‬‬
‫االنزعــاج الــذي وصــل إلــى حــدود خطيــرة هدفهــا الواضــح‪ ،‬هــو محاولــة إضعــاف‬
‫الجيــش والوقــوف مانعــا أمــام هــذا الجهــد التطويــري المعتبــر‪ ،‬متجاهليــن أن مــن‬
‫يقــف فــي طريــق الجيــش الوطنــي الشــعبي وقيادتــه ويعمــل علــى عرقلــة جهــوده هــو‬
‫بالضــرورة يقــف ضــد مصلحــة الجزائــر”‪.‬‬
‫وتقتضــي مصلحــة الوطــن فــي مثــل األزمــة المعقــدة التــي تعيشــها بالدنــا مثلمــا أكدتــه‬
‫القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي منــذ البدايــة‪ ،‬انتهــاج أســلوب الحــوار الجــاد‬
‫والمثمــر والبنــاء لإلســراع فــي إيجــاد الحلــول المالئمــة‪ ،‬التــي تجنــب بالدنــا الدخــول‬
‫فــي متاهــات مــن شــأنها أن تزيــد الوضــع تعقيــدا‪ ،‬وتقطــع الطريــق نهائيــا أمــام مرحلــة‬
‫انتقاليــة ال يمكــن إال أن تفــرز وضعــا يصعــب التحكــم فيــه‪ .‬وبالمــوازاة مــع ضــرورة‬
‫الشــروع فــي حــوار علــى النحــو المذكــور‪ ،‬يتعيــن إحاطــة الترتيبــات ذات الصلــة‬
‫بهــذه الخطــوة بآليــة دســتورية مناســبة‪ ،‬تتمثــل فــي تشــكيل وتنصيــب الهيئــة المســتقلة‬
‫لتنظيــم واإلشــراف علــى االنتخابــات‪ ،‬بوصفهــا أداة قانونيــة تضمــن إجــراء انتخابــات‬
‫رئاســية حــرة ونزيهــة وذات مصداقيــة‪ ،‬تج ّنــب بالدنــا الدخــول فــي متاهــات يصعــب‬
‫الخــروج منهــا‪.‬‬
‫ولعــل موقــف مؤسســتنا القاضــي بــأن حــل األزمــة يمــر حتمــا عبــر ترجيــح الشــرعية‬
‫الدســتورية‪ ،‬التــي تتيــح للشــعب ممارســة حقــه فــي انتخــاب رئيــس الجمهوريــة فــي‬
‫أقــرب وقــت ممكــن‪ ،‬وقبلهــا عبــر جلــوس شــخصيات وطنيــة ونخــب وفيــة للوطــن‬
‫إلــى طاولــة الحــوار إليجــاد مخــرج مناســب يُرضــي الجميــع‪ ،‬إنمــا ينبــع مــن صميــم‬
‫المؤسســة وحرصهــا علــى الحفــــاظ علــى استمــــرارية الدولــة والوفــــاء بتعهداتهــا‬
‫والتزامهــا الــذي عبــرت عنــه فــي أكثــر مــن مناســبة بمرافقــة الشــعب الجزائــري‬
‫ومؤسســات الدولــة لتجــاوز ســيناريوهات غيــر محمــودة العواقــب‪ .‬أكثــر مــن ذلــك‪،‬‬
‫فــإن االقتنـــاع بضــرورة الحــوار بيــن أبنــاء الوطــن الواحــد وجعلــه كأولويــة فــي هــذا‬
‫الظــرف بالــذات‪ ،‬مــن شــأنه أن يختصــر وقــت األزمــة ويتيــح مــن ثــم طــرح مبــادرات‬
‫جــادة للخــروج منهــا‪ ،‬وبالتالــي تحييــد كل طــرح يحمــل بيــن طياتــه توجهــا معلنــا‬
‫إلطالــة عمــر األزمــة‪.‬‬
‫فلقــد انكشــفت اآلن وأكثــر مــن أي وقــت مضــى‪ ،‬النوايــا والمخططــات الماكــرة‬
‫والتجــاوزات الخطيــرة لبعــض األطــراف التــي تســعى وفــق منطــق العصابــة‪ ،‬لتضليــل‬

‫‪221‬‬
‫الــرأي العــام بانتهاجهــا منحــى التيئيــس والتشــكيك فــي كل مبــادرة وطنيــة خيّــرة‬
‫وجديــرة بإيجــاد مخــرج حقيقــي لألزمــة التــي تمــر بهــا بالدنــا‪ ،‬باســتغالل غيــر أخالقي‬
‫ألدوات االتصــال واإلعــام مــن يوميــات وقنــوات مــن خــال نســج ســيناريوهات‬
‫واهيــة وبــث أكاذيــب مســمومة ومعلومــات مغلوطــة وأخبــار مزيفــة‪ ،‬هدفهــا اإلبقــاء‬
‫علــى الوضــع القائــم بــل وتأزيمــه‪ ،‬وهــو مــا يفــرض‪ ،‬مثلمــا أكــده الفريــق أحمــد ڤايــد‬
‫صالــح فــي كلمــة ألقاهــا خــال زيارتــه األخيــرة إلــى الناحيــة العســكرية السادســة ‪:‬‬
‫“أن يتجنــد الجميــع‪ ،‬كل فــي مجــال عملــه ونطــاق مســؤولياته‪ ،‬الســيما قطــاع اإلعــام‬
‫بكافــة تفرعاتــه‪ ،‬لخدمــة الجزائــر‪ ،‬فاإلعــام يتعيــن عليــه بــأن يكــون مــرآة عاكســة‬
‫للمطالــب الفعليــة والحقيقيــة للشــعب الجزائــري‪ ،‬ومطالــب بــأن يكــون لســان صــدق‬
‫لشــعبه يقــول الحقيقــة ويقــوم بتبليــغ مطالبــه دون تشــويه أو تزييــف أو اســتغالل أو‬
‫تســخير ألغــراض أخــرى غيــر خدمــة الوطــن‪ ،‬فالمصالــح الماديــة ال يمكنهــا إطالقــا‬
‫أن تكــون بديــا للوطــن‪ ،‬فهــي تــزول ويبقــى الوطــن‪ ،‬وتبقــى الجزائــر”‪.‬‬
‫فاألزمــة التــي تشــهدها بالدنــا اليــوم تســتدعي أن يســارع أبناؤها المخلصيــن والغيورين‬
‫علــى وطنهــم والمنشــغلين بحاضــره ومســتقبله لتقديــم مــا يُنتظــر منهــم مــن إســهامات‬
‫جديــة وصادقــة تصــب فــي صميــم إيجــاد حــل يُحظــى باتفــاق وبمباركــة الجميــع‪ ،‬وقــد‬
‫أوضــح الســيد الفريــق أهميــة هــذا التوجــه‪ ،‬بقولــه “ ثقتنــا فــي شــعبنا كبيــرة وثقتنــا‬
‫فــي هللا أكبــر بــأن يوفــق الجيــش الوطنــي الشــعبي فــي حســن مرافقــة أبنــاء الوطــن‪،‬‬
‫وهــم يقدمــون اقتراحاتهــم البنــاءة خدمــة لمــا يســتوجبه الواجــب الوطنــي النبيــل‪،‬‬
‫وسيســجل التاريــخ كل جهــد أســهم فــي إيجــاد المخــرج الســليم ألزمــة الجزائــر”‪ .‬‬
‫فــي األخيــر‪ ،‬مــن األهميــة بمــكان التذكيــر بــأن الحــوار وحــده كفيــل بتعبيــد الطريــق‬
‫أمــام التوافــق علــى صيغــة قانونيــة ودســتورية‪ ،‬تضمــن تنظيــم اســتحقاقات رئاســية‬
‫فــي أســرع وقــت ممكــن‪ ،‬طالمــا أن النقاشــات العقيمــة والتــي ال طائــل منهــا لــن تكــون‬
‫إال مضيعــة للوقــت وإهــدار لفــرص إجــراء حــوار حقيقــي وصــادق‪ ،‬يقــدم تنــازالت‬
‫متبادلــة ويقــرب وجهــات النظــر خدمــة لمصلحــة الوطــن وتحقيــق المزيــد مــن المطالب‬
‫الشــعبية المعّبــر عنهــا‪ ،‬وقــد يكــون هــذا المســعى ســببا فــي تعزيــز اللحمــة الكامنــة‬
‫بيــن أفــراد الشــعب الواحــد وتضافــر جهــود الجميــع بمــا يضمــن توجــه البــاد نحــو‬
‫مواصلــة مســيرتها التنمويــة فــي كنــف األمــن واالســتقرار‪.‬‬

‫‪222‬‬
 ‫إفتتاحية‬
‫جويلية‬
‫‪2019‬‬

‫قــمة اإلخالص للــوطن‬

‫كان اســترجاع االســتقالل الوطنــي منــذ ســبع وخمســين ســنة خلــت‪ ،‬ثمــرة كفــاح‬
‫بطولــي طويــل وشــاق بعــد معانــاة قاســية ُمــرة‪ ،‬صنعــت إحــدى أعظــم مالحــم التحريــر‬
‫ـز ويفخــر بمآثــر تاريخــه المجيــد‪ ،‬ومــا أحوجــه‬ ‫فــي التاريــخ‪ .‬فمــا أجــدر شــعبنا أن يعتـ ّ‬
‫إلــى التمعــن فيــه الســتخالص الــدروس والعبــر واســتلهام القيــم البطوليــة الوطنيــة‬
‫الحضاريــة التــي تشـبّع بهــا شــعبنا‪ ،‬فجعلتــه شــامخا متضامنــا ظافــرا فــي وجــه مختلــف‬
‫حمــات الغــزو واإلبــادة التــي تعاقبــت عليــه منــذ قــرون‪.‬‬
‫اليــوم وبعــد نصــف قــرن وســبع ســنين مــن بــزوغ فجــر الحريــة‪ ،‬يواصــل جيشــنا‬
‫مســاره التطــوري‪ ،‬تجهيــزا عملياتيــا وتكوينــا‪ ،‬حيــث تعــززت كل وحداتــه‪ ،‬فــي نهايــة‬
‫هــذه الســنة الدراســية بمــورد بشــري مؤهــل مــن مختلــف األســلحة‪ ،‬تتمثــل فــي‬
‫الدفعــات المتخرجــة مــن مؤسســات تعليميــة وتكوينيــة‪ ،‬أخــذت علــى عاتقهــا إعــداد‬
‫مقاتــل عســكري كــفء‪ ،‬متفاعــل مــع محيطــه مستشــرف لتعقيــدات المســتقبل‪ ،‬مســتعد‬
‫للتضحيــة فــي ســبيل عــزة شــعبه وســؤدد بــاده‪ ،‬ومــا النتائــج المحققــة مــن طــرف‬
‫هــؤالء الرجــال‪ ،‬إالّ محصلــة ثمــرة تقديســهم لمهامهــم الدســتورية المســتمدة مــن‬
‫عقيــدة ثورتهــم المباركــة وإيمانهــم العميــق والجــازم بالقيــم الوطنيــة‪ ،‬وإدراكهــم لحجــم‬
‫الرهانــات الواجــب رفعهــا والتأكيــد علــى وفائهــم لتضحيــات الشــهداء وللقســم الــذي‬
‫قطعــوه بنصــرة الجزائــر فــي كل الظروف‪...‬وهــو قســم لــو تعلمــون عظيــم‪.‬‬
‫وســيظل جيشــنا الوطنــي الشــعبي يواصــل الســير علــى نهــج تحقيــق اإلرادة الشــعبية‬
‫طبقــا للعهــد الــذي قطعــه علــى نفســه لتجــاوز األزمــة التــي تمــرّ بهــا بالدنــا والعــودة‬

‫‪223‬‬
‫إلــى المســار االنتخابــي واالحتــكام إلــى الصنــدوق النتخــاب رئيــس للجمهوريــة‪،‬‬
‫وهــو مــا مــن شــأنه أن يقطــع الطريــق أمــام دعــاة المراحــل االنتقاليــة التــي ُتعــد‬
‫مغامــرة يــراد بهــا ضــرب اســتقرار البــاد وإدخالهــا فــي انزالقــات ومتاهــات‬
‫يصعب الخروج منها‪.‬‬
‫وعلــى هــذا األســاس‪ ،‬فــإن التمســك بالحلــول القانونيــة والدســتورية التــي ســتفضي إلــى‬
‫تنظيــم انتخابــات رئاســية فــي أقــرب وقــت ممكــن‪ ،‬ســيمكن بالدنــا مــن تجــاوز األزمــة‬
‫الظرفيــة التــي تعانــي منهــا وهــو موقــف مبدئــي ال يمكــن بــأي حــال مــن األحــوال‬
‫التراجــع عنــه‪ ،‬وخطــوة ضروريــة تفرضهــا أبســط قواعــد الديمقراطيــة‪ ،‬وهــو نهــج‬
‫يعبــد الطريــق لبنــاء جزائــر المســتقبل علــى أســس صحيحــة ويمــر بهــا إلــى بــر‬
‫األمــان‪ ،‬ويثبــت فــي الوقــت نفســه مــا ســبق أن أكدتــه القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي‪ ،‬بمــا ال يدعــو مجــال للشــك‪ ،‬أن ال طمــوح سياســي يحدوهــا‪ ،‬خالفــا لمــا تــروج‬
‫لــه بعــض األصــوات مــن مغالطــات وأكاذيــب‪.‬‬
‫إن العمــل المنجــز لحــد الســاعة مــن طــرف قيادتنــا‪ ،‬ســواء فــي محاربــة الفســاد أو‬
‫مرافقــة الشــعب أو احتــرام الدســتور أو تشــجيع الحــوار بيــن كل األطــراف‪ ،‬هــو بحـ ّد‬
‫ذاتــه عمــل وطنــي جبــار‪ ،‬ينــم عــن مــدى حــرص المؤسســة العســكرية وقيادتهــا وكافــة‬
‫المخلصيــن‪ ،‬علــى قطــع الطريــق أمــام “الدونكيشــوتيين” المكلفيــن بمهــام اســتيراد‬
‫الحلــول وتطبيــق أجنــدات مريبــة ومشــبوهة مغلفــة فــي معانــي ملتبســة “ تلكــم هــي‬
‫أمنيــة العصابــة ورؤوســها ومــن واالهــا مــن أذنابهــا‪ ،‬إال أن المؤسســة العســكرية‬
‫تحــرص علــى احتــرام دســتور البــاد وتحكيــم القوانيــن وقطــع الطريــق أمــام هــؤالء‬
‫االنتهازييــن والوصولييــن والعمــاء‪ ،‬فاألشــرار ال يخيفهــم إال الخيــرون”‪ ،‬مثلمــا ع ّبــر‬
‫عنهــا الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح بكلمــات صادقــة خــال الزيــارة األخيــرة التــي قادتــه‬
‫إلــى األكاديميــة العســكرية لشرشــال ‪.‬‬
‫بالفعــل‪ ،‬فــإن الفاســدين ال يخيفهــم إال المصلحــون‪ ،‬وكــذا التفــاف الشــعب بجيشــه والثقــة‬
‫التــي يمنحهــا ألحفــاد جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬وهــو موقــف يرهــب عشــيرة الســوء‬
‫واإلثــم ويذ ّكرهــم بحجمهــم الطبيعــي المتمثــل فــي عصابــة لصــوص ال شــرف وال‬
‫كرامــة لهــا‪ ،‬مســتعدة أن تبيــع وطنهــا لتحقيــق مصالحهــا وإرضــاء أســيادها‪.‬‬
‫جيشــنا ال تخفــه هــذه األســاليب وال ترهبــه األالعيــب وال تثنيــه المراوغــات‪ ،‬طالمــا‬

‫‪224‬‬
‫أن الشــعب يؤمــن بــه ويثــق فــي خطواتــه‪ ،‬وهــو مــا أكــده نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‬
‫رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي باألكاديميــة العســكرية‪ ،‬قائــا‪ “ :‬ننتظــر مــن‬
‫شــعبنا تفهمــا يرتقــي إلــى مســتوى رصيــد الثقــة التــي تجمــع الشــعب بجيشــه‪ ،‬فمــن‬
‫كانــت الجزائــر األصيلــة التــي استشــهد مــن أجلهــا المالييــن مــن الشــهداء وجهتــه‬
‫الرئيســية‪ ،‬فــا شــك أنــه ســيلتقي فــي هــذه الوجهــة الســليمة مــع األغلبيــة الغالبــة من‬
‫الشــعب الجزائــري األصيــل(‪ ،)...‬واألكيــد أيضــا أنــه مــن ســلك هــذا المســلك الوطنــي‬
‫النبيــل‪ ،‬ســيجد أمامــه عراقيــل كثيــرة يتســبب فيهــا كل مــن ال يعــرف للصــدق طريقــا‪،‬‬
‫ومــن ال يعــرف لإلخــاص نهجــا وســلوكا”‪.‬‬
‫ورغــم أن العمــل والصــدق واإلخــاص مآلهــم النجــاح والنصــر‪ ،‬إالّ أن المرتزقــة‬
‫والعمــاء والمخادعيــن ســيبقون يتشــبثون بآخــر قشــة علهــا تنقذهــم مــن السّــيول‬
‫الجارفــة ألنهــار الشــعب المتدفقــة‪ ،‬ويــا ليتهــا تنقذهــم‪! ‬‬
‫وكمــا أشــار الســيد الفريــق فــي هــذه النقطــة بالــذات‪ “ :‬إن الحمــات الدنيئــة والمتكــررة‬
‫التــي تتعــرض لهــا قيــادة الجيــش‪ ،‬هــي حمــات عقيمــة ونتائجهــا معدومــة وأهدافهــا‬
‫مفضوحــة ونواياهــا مكشــوفة‪ ،‬فلقــد تفطــن الشــعب ألســاليبها الخادعــة وأفشــلها فــي‬
‫المهد”‪.‬‬
‫ســيبقى شــعبنا متالحمــا متماســكا واعيــا بمــا يــدور حولــه ويحــاك ضــده‪ ،‬رغــم‬
‫المحــاوالت اليائســة الختــراق مســيراته الســلمية المشــروعة مــن طــرف حفنــة خونــة‬
‫تســعى لــزرع بــذور الفتنــة والتفرقــة بيــن أفــراد الشــعب الواحــد والمســاس بقيــم‬
‫الجزائــر وثورتهــا العظيمــة‪.‬‬
‫فــي األخيــر‪ ،‬نقــول أنــه علــى أبنــاء وبنــات وطننــا مــن األجيــال الشــابة الذيــن لــم‬
‫يكتــووا بنــار الجحيــم االســتدماري ولــم يشــهدوا مــا ارتكبتــه قــوى الشــر والظالميــة‬
‫مــن تقتيــل وتدميــر‪ ،‬أن يدركــوا أن اســترجاع الســيادة الوطنيــة والحريــة التــي ننعــم‬
‫بهــا اليــوم‪ ،‬لــم تكــن هبــة أو صُدفــة أو تنــازال مــن أي أحــد‪ ،‬وإنمــا تحققــت بفضــل‬
‫تضحيــات شــهداء التحريــر والواجــب الوطنــي وصمــود مجاهــدي ثــورة نوفمبــر‬
‫الخالــدة ورجــاالت الجيــش الوطنــي الشــعبي األشــاوس‪ ،‬علينــا جميعــا أن نترحــم علــى‬
‫أرواح الخالديــن فــي عــرس الجزائــر الســابع والخمســين‪.‬‬

‫‪225‬‬
 ‫إفتتاحية‬
‫أوت‬
‫‪2019‬‬

‫ضرورة استنهاض الهمم‬

‫مــا فتئــت العالقــة الكامنــة بيــن الشــعب الجزائــري برمتــه وجيشــه الوطنــي‬
‫الشــعبي تــزداد متانــة وصالبــة‪ ،‬بحكــم إدراك شــعبنا بمدى حرص المؤسســة العســكرية‬
‫علــى أداء المهــام المنوطــة بهــا علــى أكمــل وجــه وإيقانــا منــه أن شــغلها الشــاغل‬
‫وهمّهــا األول واألخيــر يبقــى الدفــاع عــن الســيادة الوطنيــة والــذود عــن حرمــة التــراب‬
‫الوطنــي ووحــدة الشــعب‪ ،‬ممــا جعــل هــذه المؤسســة الدســتورية العريقــة ُتحظــى بثقــة‬
‫الشــعب المطلقــة‪ ،‬علــى نحــو ال يمكــن للمؤامــرات الدنيئــة التــي تســتهدف المســاس بهــا‬
‫أن تؤتــي أُكلهــا‪ ،‬طالمــا أن األمــر يتعلــق بعالقــة وجدانيــة جــد عميقــة تربــط الشــعب‬
‫بجيشــه‪ ،‬جيــش وطنــي التوجــه وشــعبي االمتــداد‪ ،‬ينفــرد عــن بقيــة جيــوش العالــم‬
‫بخاصيــة مفادهــا أنــه لــم يتأســس بمرســوم‪ ،‬وإنمــا هــو وريــث جيــش خــاض معركــة‬
‫التحريــر الوطنــي ببســالة وبطولــة قــل نظيرهمــا‪.‬‬

‫فشــعبنا فــي كل منطقــة مــن التــراب الوطنــي يفتخــر بمــا حققــه جيشــه علــى مســتويات‬
‫عــدة‪ ،‬منهــا علــى ســبيل المثــال ال الحصــر‪ ،‬أدائــه االحترافــي لمهامــه االعتياديــة‪،‬‬
‫فــي مجــال التحضيــر القتالــي ومــا يتخللــه مــن تنفيــذ تماريــن بيانيــة بالذخيــرة الحيــة‪،‬‬
‫يشــرف عليهــا نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح شــخصيا خــال زيــارات العمــل والتفقــد التــي تقــوده إلــى‬
‫مختلــف النواحــي العســكرية‪ ،‬قصــد الوقــوف علــى الجاهزيــة القتاليــة لقــوام المعركــة‬
‫للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬والعمــل علــى توفيــر كافــة عوامــل تعزيــز مقوماتهــا‬

‫‪226‬‬
‫بالكيفيــة الصائبــة والمثلــى‪ ،‬أو فيمــا يتعلــق بمكافحــة اإلرهــاب والجريمــة المنظمــة‬
‫بكافــة أشــكالها وتفرعاتهــا‪ ،‬حيــث تطلعنــا بالغــات وزارة الدفــاع الوطنــــي بشــكل‬
‫شــبه يومــــي عــــن العمـــل الميدانــي الــدؤوب الذي تقــــوم بهــا مختلف وحـــدات الجيش‬
‫الوطنــي الشــعبي فــي هــذا الخصــوص‪.‬‬

‫وال تقتصــر جهــود القيــادة العليــا علــى جانــب تنفيــذ التماريــن البيانيــة ومكافحــة‬
‫اإلرهــاب‪ ،‬بــل تتعداهــا إلــى إيــاء التكويــن اهتمامــا بالغــا‪ ،‬خصوصــا مــا تعلــق بتجســيد‬
‫مواصفــات النخبــة العســكرية علــى أرض الواقــع‪ ،‬باعتبــاره حجــر األســاس الــذي يمــد‬
‫جيشــنا بكفــاءات عاليــة‪ ،‬كمــا هــو الحــال بالنســبة لمــدارس أشــبال األمــة التــي حُظيــت‬
‫بتوفيــر كل الظــروف التــي تمكنهــا مــن النجــاح وبلــوغ درجــة االمتيــاز‪ ،‬وهــو مــا‬
‫تثبتــه النتائــج الباهــرة التــي حققهــا األشــبال فــي شــهادتي التعليــم المتوســط والبكالوريــا‬
‫لهــذه الســنة علــى غــرار الســنوات الســابقة‪ ،‬حيــث خصهــم الســيد الفريــق خــال‬
‫ترؤســه مراســم حفــل تكريــم أشــبال األمــة المتفوقيــن فــي شــهادة البكالوريــا وشــهادة‬
‫التعليــم المتوســط بكلمــة جــاء فيهــا قولــه‪“:‬إن هــذه النتائــج المعتبــرة والممتــازة التــي‬
‫حققتموهــا‪ ،‬ال ينجزهــا إال مــن كانــت وســيلته الفاعلــة والمثلــى فــي بلــوغ طموحاتــه‬
‫المشــروعة‪ ،‬هــي الجهــد المضنــي واالجتهــاد المتواصــل المصــر علــى قطــف ثمــار‬
‫العمــل المبــذول‪ ،‬فلــكل مجتهــد نصيــب كمــا يقــال‪ ،‬إنكــم وأنتــم تحظــون اليــوم بهــذا‬
‫التكريــم المســتحق‪ ،‬فإنمــا أنتــم تمـثـــلون بالنســبة للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬ســليل‬
‫جيــش التحريــر الوطنــي‪ ،‬نموذجــا صادقــا وميدانيــا للعمــل المنجــز الســيما خــال هــذه‬
‫الســنوات األخيــرة‪ ،‬الحـافـــلة باإلنجــازات المتعــددة المســتويات واألصعــدة”‪.‬‬

‫وبالنظــر إلــى أهميــة البحــث العلمــي فــي تطويــر قــوام المعركــة عمومــا مــن خــال‬
‫مواكبــة مــا بلغتــه العلــوم والتكنولوجيــات المتطــورة مــن تقــدم‪ ،‬تواصــل القيــادة العليــا‬
‫للجيــش الوطنــي الشــعبي تشــجيع األفــراد ومرافقتهــم فــي إنجــاز أعمــال علميــة قيمــة‪،‬‬
‫عبــر توفيــر كل اإلمكانيــات الماديــة والمــوارد البشــرية مــن أجــل االرتقــاء بالبحــث‬
‫العلمــي وإيجــاد منــاخ محفــز للمبدعيــن‪ ،‬للعمــل علــى ترقيــة أعمالهــم ومعارفهــم‪،‬‬
‫وبلــورة أفكارهــم‪ ،‬وإعدادهــم للمســاهمة فــي تطويــر قدراتهــم اإلبداعيــة‪ ،‬وهــو مــا‬

‫‪227‬‬
‫تتيحــه جائــزة الجيــش الوطنــي الشــعبي ألحســن عمــل علمــي وثقافــي وإعالمــي‪ ،‬التــي‬
‫أصبحــت بمثابــة تقليــد يتيــح إلطاراتنــا فــي مختلــف مواقــع عملهــم تحقيــق المزيــد مــن‬
‫التمــرس المهنــي‪.‬‬

‫ورغــم التزامــه بهــذه المهــام وغيرهــا والجهــود الحثيثــة التــي يبذلهــا علــى أكثــر مــن‬
‫صعيــد‪ ،‬إال أن ذلــك لــم يمنــع الجيــش الوطنــي الشــعبي مــن بــاب إخالصــه للوطــن‬
‫وللشــعب‪ ،‬مــن المســاهمة فــي كل مجهــود يهــدف إلــى إعــاء الرايــة الوطنيــة خفاقــة‬
‫فــي مختلــف المواعيــد الرياضيــة الدوليــة والقاريــة‪ ،‬مثلمــا حــدث قبــل أســابيع قليلــة‬
‫حينمــا تكفــل الجيــش الوطنــي الشــعبي بنقــل مناصــري الفريــق الوطنــي لكــرة القــدم‬
‫إلــى القاهــرة علــى متــن طائــرات عســكرية لمــآزرة منتخبنــا الوطنــي لكــرة القــدم‪ ،‬الذي‬
‫افتــك الــكأس اإلفريقيــة عــن جــدارة واســتحقاق فــي موقــف جــد مشــرف استحســنه‬
‫الشــعب وأدرك بمــا اليــدع مجــاال للشــك أن الجيــش الوطنــي الشــعبي لــن يدخــر أي‬
‫جهــد فــي مرافقتــه ألجــل مصلحــة الجزائــر وكرامتهــا‪.‬‬

‫وال شــك أن مصلحــة الوطــن تســتوجب فــي مثــل الظــروف التــي تمــر بهــا بالدنــا‬
‫مثلمــا أكــده نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي فــي‬
‫كلمــة لــه مؤخــرا قائــا أن المصلحــة العليــا للوطــن “تســتوجب بالضــرورة تجميــع‬
‫جهــود كافــة الخيريــن مــن أبنــاء الجزائــر واســتنهاض هممهــم فــي ســبيل التحضيــر‬
‫الفاعــل والجــاد إلجــراء االنتخابــات الرئاســية المقبلــة فــي أقــرب اآلجــال‪ ،‬مــن خــال‬
‫تبنــي أســلوب الحــوار الوطنــي الجــاد والبنــاء الــذي أشــارت إليــه كافــة المبــادرات‬
‫الخيــرة بمضامينهــا الواقعيــة والمعقولــة”‪ ،‬وحتمــا ســتحمل هــذه االنتخابــات الرئاســية‬
‫المرتقبــة فــي طياتهــا مــا يتيــح قطــع المزيــد مــن األشــواط فــي ســياق إرســاء قواعــد‬
‫دولــة الحــق والقانــون‪ ،‬فــي ظــل نهضــة اقتصاديــة ورخــاء اجتماعــي وترســيخ لألمــن‬
‫واالســتقرار‪.‬‬

‫وبمــا أن الغايــة مــن الحــوار الوطنــي المرتقــب مفادهــا البحــث عــن الســبل الكفيلــة‬
‫بتنظيــم االنتخابــات الرئاســية فــي أقــرب اآلجــال‪ ،‬فــإن ذلــك يســتدعي بالضــرورة‬

‫‪228‬‬
‫رفــع مســتوى النقــاش وتحاشــي الخــوض فــي المســائل الثانويــة واالبتعــاد عــن طــرح‬
‫شــروط مســبقة وإمــاءات غيــر قانونيــة‪ ،‬طالمــا أن ذلــك يتعــارض تمامــا مــع المصلحة‬
‫العليــا للوطــن‪ ،‬التــي تقتضــي وضــع حــد لمنطــق العصابــة التــي ظلــت تــروج ألفــكار‬
‫خبيثــة تبنتهــا جهــات تــدور فــي فلكهــا‪ ،‬تســتهدف اســتقاللية العدالــة ومحاولــة التأثيــر‬
‫فــي قراراتهــا‪ ،‬وتتعلــق أساســا بالدعــوة إلطــاق ســراح الموقوفيــن‪ ،‬مــن بيــن الذيــن‬
‫تعــدوا علــى رمــوز ومؤسســات الدولــة وأهانــوا الرايــة الوطنيــة‪ ،‬وذلــك فــي محاولــة‬
‫مفضوحــة لمنــح “فرصــة للعصابــة وأذنابهــا مــن أجــل التملــص مــن العقــاب والعــودة‬
‫إلــى زرع البلبلــة والتأثيــر فــي مســار األحــداث”‪ ،‬وإال فكيــف يمكــن تفســير مطالبــة‬
‫البعــض بإعــادة النظــر فــي اإلجــراءات األمنيــة المتخــذة بمداخــل العاصمــة والمــدن‬
‫الكبــرى‪ ،‬مــع أن الجميــع يــدرك يقينــا أن تلــك اإلجــراءات األمنيــة المحكمــة إنمــا تــم‬
‫وضعهــا أساســا منــذ البدايــة فــي إطــار التدابيــر الراميــة لمرافقــة الشــعب وحمايــة‬
‫المواطــن وســامته‪.‬‬

‫أخيــرا‪ ،‬حــري بنــا القــول أن المؤسســة العســكرية ســتبقى وفيــة لمواقفهــا الوطنيــة‬
‫الثابتــة‪ ،‬التــي تراعــي المصلحــة العليــا للوطــن وســتقف بالمرصــاد ضــد كل المحاوالت‬
‫الهدامــة والنوايــا الخبيثــة‪ ،‬فيمــا ســتبقى األصــوات الناعقــة وبقايــا عصابــات الفســاد‬
‫المالــي والسياســي وحتــى األخالقــي تنبــش فــي مســتنقعاتها علّهــا تعثــر علــى قشــامات‬
‫تســتر ّد بهــا عافيتهــا‪ ! ‬ولكــن هيهــات‪ ،‬فحبــل الكــذب قصيــر وستنكشــف للعيــان حيثيــات‬
‫مؤامــرات محترفــي الدســائس وزارعــي القالئــل مهمــا طــال الزمــن أو قصــر‪ ،‬ولنــا‬
‫فــي التاريــخ دروســا وعبــر‪.‬‬

‫‪229‬‬
 ‫إفتتاحية‬
‫سبتمبر‬
‫‪2019‬‬

‫“من أجل حوار نزيه وانتخابات شفافة”‬

‫يتزامــن صــدور هــذا العــدد مــع الدخــول االجتماعــي الــذي يســتهل فيــه الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي ولــوج ســنة التحضيــر القتالــي‪ ،‬مــع اإلشــارة إلــى الســنة الفارطــة‬
‫للتحضيــر القتالــي التــي تميــزت بتجســيد كافــة األهــداف المحــددة علــى غــرار رفــع‬
‫الكفــاءات التكتيكيــة العملياتيــة والقــدرات القتاليــة والتحســن الملحــوظ للمســتويات‬
‫المحققــة مــن طــرف وحــدات قــوام المعركــة‪ ،‬إضافــة إلــى تنفيــذ تماريــن تكتيكيــة‬
‫برمايــات حقيقيــة بمختلــف األســلحة علــى مســتوى كل القوات‪...‬نجــاح هــذه التماريــن‬
‫يعكــس بصــدق وموضوعيــة الكفــاءات العاليــة لألفــراد وتحكمهــم لمختلــف األســلحة‬
‫والمعــدات الحديثــة الموجــودة فــي الحوزة‪...‬تنفيــذ هــذه التماريــن والمنــاورات لمختلــف‬
‫األســلحة والقــوات‪ ،‬كان فرصــة إلطاراتنــا مــن أجــل تحصيــل المعــارف وتطويــر‬
‫الخبــرات واكتســاب التجــارب للدفــاع عـــن الوطـــن المفـــدى وصونــه مــن كل مكــروه‬
‫أو اعتــداء محتمــل‪.‬‬
‫وعليــه فقيادتنــا العســكرية ترمــي خــال ســنة التحضيــر القتالــي ‪ 2020-2019‬إلــى‬
‫مواصلــة تطويــر قــدرات جيشــنا بكافــة مكوناتــه وقواتــه وإبقائهــا فــي كامــل جاهزيتهــا‬
‫العملياتيــة والقتاليــة فــي ســبيل تنفيــذ المهــام المنوطــة بهــا علــى أصــوب وجــه والمتمثلة‬
‫علــى وجــه الخصــوص فــي تعزيــز المهــارات العملياتيــة‪ ،‬تكثيــف التماريــن التكتيكيــة‪،‬‬
‫االهتمــام بتحضيــر الوحــدات المنشــأة حديثــا‪ ،‬االعتنــاء بصيانــة المعــدات القتاليــة‪،‬‬
‫تكثيــف التدريــب والتماريــن حــول حــاالت الطــوارئ‪ ،‬مواصلــة إنجــاز مشــاريع البحث‬
‫والتطويــر وإيــاء أهميــة لتكويــن المــورد البشــري المؤهــل والمتخصــص‪.‬‬

‫‪230‬‬
‫بالرغــم مــن كل هــذه المهــام الــذي يعمــل جيشــنا علــى تنفيذهــا وإنجازهــا خــال‬
‫ســنة التحضيــر القتالــي المقبلــة‪ ،‬وبالرغــم أيضــا مــن المرحلــة المفصليــة التــي ت ّمــر‬
‫بهــا أمتنــا‪ ،‬إالّ أن إصــرار قيادتنــا العســكرية علــى اصطفــاف جيشــها إلــى جانــب‬
‫الشــعب وإحــداث التغييــر المنشــود وتشــجيع الحــوار العقالنــي النزيــه واإلســراع قدمــا‬
‫نحــو انتخابــات رئاســية شــفافة‪ ،‬هــو مبــدء لــن يحيــد عليــه جيشــنا الوطنــي الشــعبي‬
‫ســليل جيــش التحريــر الوطنــي‪ .‬فالمرحلــة التــي نمــر بهــا تتطلــب ترجيــح الشــرعية‬
‫الدســتورية مــن خــال تنظيــم انتخابــات رئاســية فــي أقــرب اآلجــال يتمخــض عنهــا‬
‫انتخــاب رئيــس للجمهوريــة مــراده خدمــة البــاد والعبــاد بــكل إخــاص وصــدق‪ ،‬بعيــدا‬
‫عــن كل المهاتــرات والمزايــدات ومحاولــة فــرض الشــروط التعجيزيــة واإلمــاءات‬
‫المســبقة والترويــج ألفــكار اســتعمارية بائــدة لفضهــا التاريــخ ورفضهــا الشــعب‪.‬‬
‫ففــي الوقــت الــذي زكــى فيــه الشــعب الجزائــري بــكل مكوناتــه هــذا المســعى الحثيــث‬
‫للخــروج مــن األزمــة‪ ،‬مــن خــال التفافــة حــول الجيــش الوطنــي الشــعبي ومقاربتــه‬
‫المبنيــة علــى الحــوار العقالنــي بــدون إقصــاء فــي إطــار الشــرعية الدســتورية‪ ،‬تحــاول‬
‫بعــض األذنــاب تعكيــر صفــو مســار الحــوار بالترويــج لمراحــل انتقاليــة للوقــوع فــي‬
‫فــخ الفــراغ الدســتوري ومحاولــة تغليــط وتضليــل الــرأي العــام داخليــا وخارجيــا‬
‫بأفــكار مشــوهة ومســمومة‪ ،‬مســتغلة فــي ذلــك آمــال وطموحــات ومطالــب الشــعب‬
‫المشــروعة‪ ،‬ويبــدوا أن هــؤالء يجهلــون أن عهــد اإلمــاءات وصناعــة الرؤســاء قــد‬
‫ولــى بــا رجعــة‪ ،‬وهــو مــا أكــده الســيد الفريــق “ال تــزال بعــض األصــوات الناعقــة‬
‫المعروفــة بنواياهــا الخبيثــة‪ ،‬والتــي باعــت ضمائرهــا لتخــدم مصالــح العصابــة‬
‫ومصالــح أســيادها‪ ،‬تعمــل بــكل الوســائل المتاحــة علــى عرقلــة عمــل الهيئــة الوطنيــة‬
‫للوســاطة والحــوار‪ ،‬الســيما مــن خــال محاولــة فــرض شــروط تعجيزيــة وإمــاءات‬
‫مرفوضــة جملــة وتفصيــا‪ ،‬علــى غــرار الترويــج لفكــرة التفــاوض بــدل الحــوار‬
‫والتعييــن بــدل اإلنتخــاب‪ .”...‬وبشــأن مخططــات وتحــركات العصابــة وأذنابهــا‪،‬‬
‫يضيــف الســيد الفريــق قائـــا‪ “ :‬هــذه األطــراف التــي بــدأت تنكشــف علــى حقيقتهــا‪،‬‬
‫ولدينــا معلومـــات مؤكـــدة حـــول تورطـــها‪ ،‬سنكشــف عنهــا فــي الوقــــت المناســب”‪.‬‬
‫أفــراد هــذه العصابــة لــم يتجرعــوا هزائمهــم المتكــررة وفشــلهم الذريــع بالمتاجــرة‬
‫واإللتفــاف علــى مطالــب الشــعب‪ ،‬فهــذا األخيــر بــكل مكوناتــه كشــف العصابــة وأذنابها‬

‫‪231‬‬
‫ول ّقنهــا درســا فــي اإلخــاص والوطنيــة مــن خــال رفضــه لمقترحاتهــا المشــبوهة‬
‫وأفكارهــا المســمومة‪.‬‬
‫هــؤالء األذنــاب ومــن علــى شــاكلتهم يتحاملــون علــى المؤسســة العســكرية ويشــككون‬
‫فــي نواياهــا ومجهوداتهــا مــن خــال بعــض األقــام المأجــورة والقنــوات المشــبوهة‬
‫واألحــزاب المرفوضــة شــعبيا‪ ،‬التــي ال هـ ّم لهــا ســوى اإلنتقــاد والعويــل والعمــل علــى‬
‫تحقيــق مصالــح ذاتيــة علــى حســاب المصلحــة العليــا للوطــن‪ ،‬يشــككون فــي الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي وفــي الهيئــة الوطنيــة للوســاطة والحــوار وفــي الشــعارات التــي‬
‫يرفعهــا الشــعب فــي مختلــف مســيراته الســلمية وفــي جهــاز العدالــة‪.!! ‬‬
‫هــذا األخيــر الــذي يعمــل ليــل نهــار علــى تطبيــق القانــون بحذافيــره ضــد المفســدين من‬
‫خــال معالجــة كافــة الملفــات دون اســتثناء “ نتوجــه إلــى رجــال العدالــة بأســمى آيــات‬
‫التقديــر والتشــجيع علــى الجهــود التــي يبذلونهــا فــي مكافحــة آفــة الفســاد‪ ،‬مجدديــن‬
‫تعهدنــا فــي الجيــش الوطنــي الشــعبي علــى مرافقتهــم وتقديــم لهــم الضمانــات الكافيــة‬
‫ألداء مهامهــم النبيلــة بعيــدا عــن أي شــكل مــن أشــكال الضغوطــات” وهي‪ ‬شــهادة‬
‫مــن لــدن الســيد الفريــق نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي رئيــس أركان الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي وإشــادة بالــدور الفعــال الــذي يؤديــه هــذا الجهــاز الحســاس‪.‬‬
‫واألكيــد فــي هــذا الســياق‪ ،‬أن العدالــة وبعــد اســترجاعها لكافــة صالحياتهــا وحريتهــا‬
‫ودورهــا الحقيقــي‪ ،‬ســتواصل تطبيــق القانــون ضــد الفاســدين والمتورطيــن ومكافحــة‬
‫الفســاد بشــتى أنواعــه وفــي كافــة المجــاالت والمســتويات‪ ،‬وســيواصل الجيــش الوطنــي‬
‫الشــعبي تعهــده بمرافقــة عملهــا وتوفيــر المنــاخ المناســب لمواصلــة جهودهــا وأداء‬
‫مهامهــا النبيلــة‪ ،‬بعيــدا عــن الضغوطــات مهمــا كان مصدرهــا‪.‬‬
‫فــي األخيــر‪ ،‬نؤكــد علــى ثبــات مواقــف الجيــش الوطنــي الشــعبي ســليل جيــش‬
‫التحريــر الوطنــي‪ ،‬ونؤكــد تعهــده وإصــراره علــى مرافقــة الشــعب ومؤسســات‬
‫الدولــة ومســار الحــوار‪ ،‬ألنــه الســبيل األوحــد واألمثــل للحفــاظ علــى أمــن الجزائــر‬
‫واســتقرارها وصيانــة ســيادتها وضمــان بنــاء جزائــر الغــد كمــا أرادهــا شــرفاء نوفمبــر‬
‫األغــر‪ ،‬والتــي حتمــا ال مــكان فيهــا ألولئــك الــذي باعــوا ضمائرهــم وخانــوا أمانــة‬
‫الشهداء األبرار‪.‬‬

‫‪232‬‬
 ‫إفتتاحية‬
‫أكتوبر‬
‫‪2019‬‬

‫تأميـن حاضـر الجزائــر ومستقبلهـا‬

‫بــدأت مالمــح الجزائــر الجديــدة تلــوح فــي األفــق‪ ،‬مــع الجهــود الحثيثــة التــي‬
‫تــم بذلهــا والخطــوات الجبــارة التــي تــم قطعهــا إلــى حــد اآلن‪ ،‬علــى نهــج المســار‬
‫االنتخابــي الــذي ســيتوج بالذهــاب إلــى صناديــق االقتــراع النتخــاب رئيــس للجمهوريــة‬
‫يــوم ‪ 12‬ديســمبر المقبــل‪ ،‬اســتحقاقات رئاســية سـ ُتجرى فــي ظــروف مختلفــة تمامــا عن‬
‫المواعيــد االنتخابيــة الســابقة و ُتنظــم فــي ظــل معطيــات إيجابيــة غيــر مسبوقـــة‪ ،‬حيــث‬
‫يتميــز المشهــــد ببالدنــا بتحـــول لــم تعـــرف الجزائــر لــه مثيــا منــذ االســتقالل‪.‬‬
‫لعــل أهــم هــذه المعطيــات وأكثرهــا داللــة الموقــف التاريخــي المشــرف للجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي الــذي انحــاز منــذ البدايــة إلرادة الشــعب ووفــى بتعهداتــه حيالــه‬
‫وحيــال الوطــن‪ ،‬فرافــق مســيراته وضمــن ســلميتها‪ ،‬ورافــق العدالــة فــي محاربــة‬
‫المفســدين وتحييــد العصابــة التــي عاثــت فــي البــاد فســادا ونهبــا لمقدراتهــا وحاولــت‬
‫جعــل البــاد رهينــة لمآربهــا‪ ،‬إلــى جانــب تحديــد معالــم طريــق إجــراء رئاســيات حــرة‬
‫ونزيهــة وشــفافة‪ ،‬وتوفيــر كل الظــروف المناســبة التــي تســهم فــي إنجاحهــا واالحتــكام‬
‫إلرادة الشــعب‪ ،‬طبقــا لمــا ينــص عليــه دســتور البــاد‪.‬‬
‫ولقــد تحّ مــل الجيــش الوطنــي الشــعبي وفقــا لمــا تقتضيــه مهامــه الدســتورية مســؤولية‬
‫عظيمــة‪ ،‬ومــا تحقــق إلــى غايــة اليــوم علــى درب ضمــان اســتمرار الدولــة بــأداء‬
‫وظائفهــا والحفــاظ علــى انســجام مؤسســاتها وســيرها الحســن‪ ،‬يحســب لــه وســيدون‬
‫التاريــخ لألجيــال القادمــة حُســن صنيعــه واألعمــال الجليلــة التــي قــام بهــا فــي ســبيل‬
‫عبــور بالدنــا إلــى بــر األمــان‪.‬‬
‫كمــا تأكــد اآلن تمامــا أن القــرار الصائــب القاضــي بإجــراء االنتخابــات الرئاســية فــي‬
‫‪233‬‬
‫آجالهــا‪ ،‬ســيجنب بــا أدنــى شــك بالدنــا الوقــوع فــي الفــراغ وفــي مــآالت ال تحمــد‬
‫عقباهــا‪ ،‬وبالتالــي فــإن تنظيمهــا فــي موعدهــا المحــدد يعــد ضــرورة ملحــة تقتضيهــا‬
‫الظــروف الصعبــة التــي تمــر بهــا بالدنــا‪ .‬فمــن بــاب حرصــه الشــديد والدائــم علــى‬
‫القيــام بواجباتــه نحــو الوطــن والشــعب طبقــا لمــا يخولــه لــه الدســتور‪ ،‬اتخــذ الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي كافــة اإلجــراءات الكفيلــة بضمــان إجــراء االنتخابــات الرئاســية فــي‬
‫جــو مــن األمــن والطمأنينــة والهــدوء‪ ،‬وبمــا يتيــح للشــعب الجزائــري اإلدالء برأيــه‬
‫بــكل حريــة وســيادة وعيـا ً منــه بالتحديــات الراهنــة والمســتقبلية التــي تحيــط بالوطــن‪،‬‬
‫وإدراكا منــه أن االحتــكام للصنــدوق هــو الحــل األمثــل واألصــوب لتجــاوز األزمــة‬
‫التــي تمــر بهــا بالدنــا‪ ،‬وذلــك مــا أوضحــه نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪ ،‬رئيــس أركان‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح مؤخــرا‪ ،‬بقولــه “إننــا واثقــون‬
‫بــأن الشــعب الجزائــري الــذي يقــدس وطنــه ويــدرك حجــم التحديــات التــي تواجــه‬
‫الجزائــر‪ ،‬ســتكون لــه اليــد الطولــى والكلمــة األخيــرة فــي حســم نتائــج هــذه التحديــات‬
‫لصالــح الجزائــر”‪.‬‬
‫وتأتــي تحيــة اإلجــال التــي خــص بهــا الســيد الفريــق المواطنيــن كافــة‪ ،‬ال ســيما‬
‫فئــة الشــباب‪ ،‬لتؤكــد وعيهــم العالــي وإدراكهــم لحقيقــة الرهــان الــذي يمثلــه الموعــد‬
‫االنتخابــي القــادم‪ ،‬وهــو مــا سيتجســد عبــر إقبالهــم للتســجيل فــي المكاتــب التابعــة‬
‫ألماكــن إقامتهــم‪ ،‬لوضــع القاطــرة علــى الســكة الصحيحــة‪ ،‬وهــو أقــل مــا يمكــن تقديمــه‬
‫للوطــن‪.‬‬
‫واألكيــد أن شــعبنا‪ ،‬يــدرك يقينــا أن تشــبث المؤسســة العســكرية بموقفهــا الوطنــي‪ ،‬إنمــا‬
‫هــو نابــع فقــط مــن حرصهــا علــى تغليــب المصلحــة العليــا للوطــن علــى كل المصالــح‬
‫اآلنيــة والذاتيــة‪ ،‬كمــا أيقــن الشــعب‪ ،‬خالفــا لمــا تــروج لــه العصابــة وأذنابهــا‪ ،‬أن ال‬
‫طموحــات سياســية للجيــش وأنــه ال يزكــي أحــدا مــن المترشــحين‪ ،‬حيــث أكــــد الســيد‬
‫الفريـــق أن “الشــعب هــــو مــن يزكــي الرئيــس القــادم مــن خــال الصنــدوق‪ ،‬وهــذا‬
‫وعـــد أتعهــد بـــه أمـــام هللا والوطــن والتاريخ”‪.‬‬
‫والحــال هــذه‪ ،‬لــن يكــون بوســع المشــككين و“الخائفيــن” علــى الجزائــر مــن جيشــها‬
‫ومــن انتخابــات رئاســية‪ ! ‬الســباحة عكــس التيــار الشــعبي الجــارف واالصطيــاد فــي‬
‫ميــاه عكــرة نتنــة لــم يعــد لهــا مــا يوحي بالحياة والـــديمومة‪ .‬حـــان الـــوقت ليعترفـــوا أن‬

‫‪234‬‬
‫ال أمـــل فــي تحقيـــق أهـــدافهم وال مســتقبل فــي تـــجسيد مخططـاتهـــم وال اســتجابة مــن‬
‫الشــعب لهذيانهــم ‪ ،‬حتــى وإن تواطــؤوا مــع األطــراف األجنبيــة بغيــة زعزعــة أمــن‬
‫الجزائــر والتدخــل فــي شــأنها الداخلــي‪ ،‬فالشــعب كمــا قــال الســيد الفريــق “ملتــف حــول‬
‫جيشــه وســيعرف كيــف يتصــدى لمثــل هــذه المنــاورات التــي ســيكون مآلهــا الفشــل‬
‫الذريــع”‪.‬‬
‫وعليــه‪ ،‬فــإن مصلحــة الوطــن تفــرض فــي مثــل هــذه الظــروف أن يتجنــد الشــعب‬
‫بأســره وراء هــذا المســعى الوطنــي الخالــص الرامــي إلــى تجديــد مؤسســات الدولــة‬
‫والتعبيــر عــن رأيــه الحــر بــدء بانتخــاب رئيــس شــرعي تقــع عليــه مســؤولية رفــع‬
‫العديــد مــن التحديــات وتجســيد طموحــات الشــعب‪.‬‬
‫مــن جهتــه‪ ،‬يجــدد الجيــش الوطنــي الشــعبي عزمــه علــى االســتمرار في مرافقة الشــعب‬
‫الجزائــري دون كلــل أو ملــل‪ ،‬مــن أجــل مشــاركة مكثفــة وفعالــة فــي الرئاســيات‬
‫المقبلــة‪ ،‬وذلــك عبــر تأميــن العمليــة االنتخابيــة برمتهــا وعبــر كامــل التــراب الوطنــي‪،‬‬
‫بمــا يتيــح تجســيد إرادة الشــعب الجزائــري وطموحاتــه المشــروعة فــي إقامــة أســس‬
‫دولــة ديمقراطيــة كمــا أرادهــا الشــهداء‪.‬‬
‫وفــي وقــت تشــهد فيــه الجزائــر تحضيــرات حثيثة اســتعدادا لالســتحقاق الرئاســي الهام‪،‬‬
‫ومثلمــا أدى اإلعــام الجزائــري دورا ال يســتهان بــه خــال الحقبــة االســتعمارية إلــى‬
‫جانــب ثــورة شــعبه‪ ،‬فــإن المصلحــة العليــا للوطــن تقتضــي أيضــا فــي هــذا الظــرف‬
‫بالــذات وأكثــر مــن أي وقــت مضــى‪ ،‬أن تســاهم أســرة اإلعــام الوطنــي بفعاليــة فــي‬
‫صنــع صفحــة ناصعــة فــي تاريــخ بالدنــا تتضمــن انتصارهــا الباهــر علــى مــن ينصــب‬
‫لهــا العــداء‪ ،‬وذلــك مــن خــال توخــي الصــدق والصراحــة والموضوعيــة فــي تناولهــا‬
‫ونقلهــا لمجريــات األحــداث‪ ،‬و مــن ثــم التصــدي ألســاليب التهويــل والكــذب واإلثــارة‬
‫التــي تســلكها بعــض وســائل اإلعــام المـــأجورة يديرهــا مرتزقــة ملــؤوا الدنيــا طنينــا‬
‫كالذبــاب بعــد أن باعــوا األرض والعــرض‪.‬‬
‫أخيــرا‪ ،‬نقــول أن العالقــة التــي تجمــع الشــعب بجيشــه ســتبقى شــوكة فــي حلــق دعــاة‬
‫الفتنــة وســيبقى موقــف الجيــش بمرافقــة الشــعب كابوســا يزعــج ســبات الحالميــن‬
‫الواهميــن بجزائــر علــى مقاســهم‪ ،‬يحرفــــون تاريخهــا وينهبــون خيراتهــا‪..‬‬
‫فلقد سقطت األقنعة‪.‬‬

‫‪235‬‬
 ‫إفتتاحية‬
‫نوفمبر‬
‫‪2019‬‬

‫األبـطال وحدهـم مـن يصنع التاريـخ‬

‫كانــت ثــورة التحريــر الوطنــي وســتظل حدثــا مفصليــا فــي تاريــخ الجزائــر‬
‫المعاصــر‪ ،‬فلقــد حققــت هدفهــا المــدون فــي بيــان أول نوفمبــر بفضــل التفــاف‬
‫الشــعب مــن حولهــا‪ ،‬تلبيــة لنــداء الوطــن الــذي أملتــه الظــروف القاهــرة التــي‬
‫عاشــتها بالدنــا تحــت نيــر اســتعمار بغيــض‪ ،‬تمامــا مثلمــا تقتضــي الظــروف‬
‫الحساســة التــي تمــر بهــا بالدنــا اليــوم ضــرورة الوعــي بحقيقــة الوضــع‬
‫وبخطــورة التحديــات التــي تواجههــا‪ ،‬ومــن ثــم االســتجابة مــرة أخــرى لنــداء‬
‫الوطــن المقــدس‪ ،‬الــذي يفــرض علينــا جميعــا أن نســارع لتلبيتــه وأداء واجبنــا‬
‫نحــو جزائرنــا‪ ،‬حتــى نعبــر بهــا إلــى بــر األمــان‪.‬‬

‫وعلــى هــذا النحــو‪ ،‬سـيُنصف التاريــخ الشــعب الجزائــري مــرة أخــرى ويُصنفــه‬
‫ويخطــون تفاصيــل‬‫فــي خانــة األبطــال‪ ،‬واألبطــال وحدهــم مــن يصنــع التاريــخ ُ‬
‫أحداثــه بأحــرف مــن ذهــب‪ ،‬لتتوارثــه األجيــال ويســتنيرون علــى دربــه الطريــق‬
‫نحــو المســتقبل‪ .‬فنوفمبــر يُحيلنــا مباشــرة الســتحضار مآثــر واحــدة من بيــن أعظم‬
‫ثــورات التحريــر فــي العالــم المعاصــر‪ ،‬إن لــم تكــن أعظمهــا علــى اإلطــاق‪.‬‬
‫ففــي الفاتــح مــن مثــل هــذا الشــهر األغــر‪ ،‬قبــل خمــس وســتين ســنة خلــت‪ ،‬قــرر‬
‫ثلــة مــن الجزائرييــن المتشــبعين بقيــم الوطنيــة والتضحيــة تغييــر مجــرى التاريــخ‬
‫وتفجيــر الثــورة رافعيــن ســقف اآلمــال والطموحــات عاليــا‪ ،‬ألنــه ال بديــل عــن‬
‫مطلــب اســتعادة الســيادة الوطنيــة كاملــة علــى أرض الجزائــر‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫وألن واجــب الذاكــرة يســتوجب‪ ،‬مثلمــا أكــده نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي رئيــس‬
‫أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح “ضــرورة التأســي‬
‫بصنــاع هــذه الثــورة المعجــزة التــي أثبتــت وســتبقى تثبــت يقينــا‪ ،‬بــأن الجزائــر‬
‫التــي انتصــرت باألمــس علــى المســتعمر الغاشــم‪ ،‬ســتعرف دومــا كيــف تواصــل‬
‫مشــوار نصرهــا‪ ،‬ودرب انتصارهــا”‪ ،‬حــري بنــا جميعــا ونحــن مقبلــون علــى‬
‫مرحلــة تاريخيــة أخــرى‪ ،‬نضــع فيهــا لبنــات جزائــر جديــدة‪ ،‬أن نجعــل المصلحــة‬
‫العليــا للوطــن فــوق كل االعتبــارات‪ ،‬ونطــرح جانبــا كل مــا مــن شــأنه أن‬
‫يــؤدي بنــا إلــى التفرقــة وتبعثــر الجهــود‪ ،‬واألكيــد أن مصلحــة الجزائــر وشــعبها‬
‫ومســتقبلهما تفــرض فــي مثــل هــذه الظــروف االســتثنائية أن يســاهم كل منــا‬
‫فــي إنجــاح االســتحقاق الرئاســي عــن قناعــة ودونمــا تــردد‪ ،‬طالمــا أنــه الســبيل‬
‫الوحيــد للخــروج مــن األزمــة‪.‬‬

‫فالشــعب الجزائــري فــي كل ربــوع وطننــا الغالــي يــدرك األهميــة البالغــة التــي‬
‫تكتســيها هــذه االنتخابــات الرئاســية وهــو علــى قناعــة تامــة بأنهــا ســتكون مخالفــة‬
‫لالســتحقاقات الســابقة التــي كانــت ُتنظــم فــي عهــد ســابق‪ ،‬وبــأن كل الشــروط‬
‫والظــروف قــد توفــرت إلجرائهــا فــي موعدهــا المحــدد يــوم ‪ 12‬ديســمبر القــادم‪،‬‬
‫وانتخــاب رئيــس جديــد للجمهوريــة يحمــل علــى عاتقــة تحقيــق آمــال الشــعب‪،‬‬
‫ســيما الشــباب المتطلــع لجزائــر جديــدة‪ ،‬تجعــل قطيعــة نهائيــة مــع ممارســات‬
‫الماضــي‪ ،‬التــي كرســتها العصابــة بهــدف إحبــاط معنويــات الشــعب‪ ،‬وبالتالــي‬
‫فــإن المســار االنتخابــي ال رجعــة فيــه‪ ،‬طالمــا أن الشــعب تبنــاه ومصمــم علــى‬
‫المضــي بــه إلــى نهايتــه‪ .‬ورغــم االســتفزازات والدعايــات المغرضــة‪ ،‬لــن يفلــح‬
‫أعــداء الوطــن مــن وقــف قاطــرة األمــل التــي توشــك إلــى الوصــول إلــى محطتهــا‬
‫النهائيــة‪ ،‬مثلمــا شــدد الســيد الفريــق قائــا “كمــا حذرنا العصابــة وأذنابهــا باألمس‬
‫وتصدينــا لهــا‪ ،‬رفقــة كافــة مؤسســات الدولــة وقدمناهــم أمــام العدالــة ليحاســبوا‬
‫علــى أفعالهــم‪ ،‬فنحــن اليــوم نحــذر مجــددا كل مــن يحــاول التشــويش وتعكيــر‬

‫‪237‬‬
‫صفــو هــذا االســتحقاق الهــام‪ ،‬وســتكون العدالــة لهــم بالمرصــاد مــن خــال‬
‫التطبيــق الصــارم للقانــون”‪.‬‬

‫وعلــى ذكــر العدالــة‪ ،‬فلقــد تخلصــت نهائيــا مــن كل الممارســات التــي عرفــت بهــا‬
‫ســابقا‪ ،‬مــن إمــاءات وضغوطــات‪ ،‬وهــو مــا يؤهــل رجاالتهــا لممارســة مهامهــم‬
‫النبيلــة والنطــق باألحــكام باســم الشــعب الجزائــري‪ ،‬طبقــا لمــا يمليــه القانــون‪،‬‬
‫ولــن يكــن بوســع أحــد مهمــا كانــت درجــة مســؤولياته فــي الدولــة أن يؤثــر‬
‫علــى قراراتهــا الســيدة‪ ،‬طالمــا أن “ســبيلها الوحيــد هــو القانــون‪ ،‬فبــه تــؤدي‬
‫دورهــا ومــن خاللــه تواصــل القيــام بهــذا الــدور النبيــل والحيــوي‪ ،‬وعليــه نقــول‬
‫أنــه قــد تبيــن اليــوم الخيــط األبيــض مــن الخيــط األســود‪ ،‬وأن العدالــة التــي‬
‫اســتعادت مصداقيتهــا‪ ،‬تتولــى تطبيــق القانــون بالصرامــة المطلوبــة‪ ،‬مــا مكنهــا‬
‫مــن تحييــد رؤوس العصابــة”‪.‬‬

‫ومــن البديهــي أن يكــون الجيــش الوطنــي الشــعبي الذي وقــف بالمرصاد لدســائس‬
‫أعــداء الجزائــر واصطــف إلــى جانــب الشــعب‪ ،‬مرافقــا لــه فــي مســار بنــاء دولــة‬
‫القانــون التــي ينشــدها‪ ،‬وســيكون علــى عهــد الشــهداء بــاق وعلــى نفــس دربهــم‬
‫ســائر وســيكون النصــر حليــف بالدنــا‪ .‬ومثلمــا انتصــرت باألمــس جزائرنــا‬
‫فــي ثــورة التحريــر‪ ،‬بفضــل جهــد وتفانــي الشــباب وتحليــه بــإرادة وعزيمــة ال‬
‫ُتقهــر وقســمه بأغلــظ اإليمــان أن ال يحيــد عــن الهــدف الــذي ســطره‪ ،‬ســتنتصر‬
‫اليــوم بفضــل الشــعب ســيما شــبابه الواعــي والمــدرك لخطــورة التحديــات التــي‬
‫يواجههــا وطنــه‪ .‬شــعب مفتخــر بجيشــه ومعتــز بعمــق العالقــة التــي تربطــه‬
‫بــه ومقــدر إخالصــه لــه ووفــاءه لقيــــم نوفمبــر ولرســالته الخالـــدة ولتضحيــات‬
‫الشهـــداء األبرار‪.‬‬

‫‪238‬‬
 ‫إفتتاحية‬
‫ديسمبر‬
‫‪2019‬‬

‫تجسيد اإلرادة الشعبية‬

‫اســتمرت مســيرة الجيــش الوطنــي الشــعبي المظفــرة خــال ســنة ‪،2019‬‬

‫لبلــوغ أقصــى درجــات الجاهزيــة‪ ،‬حيــث حقــق حصيلــة مثاليــة‪ ،‬هــي نتــاج الرعايــة‬
‫المتواصلــة والعنايــة الكبيــرة التــي توليهــا القيــادة العليــا للجيــش الوطنــي الشــعبي‪،‬‬
‫وعلــى رأســها نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪ ،‬رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫الفريــق أحمــد ڤايــد صالــح‪ ،‬لــكل مــا لــه عالقــة بتطويــر قــدرات قواتنــا المســلحة‪ ،‬علــى‬
‫جميــع األصعــدة‪.‬‬

‫وألن إســتراتيجية تطويــر وعصرنــة القــوات‪ ،‬وضعــت العنصــر البشــري فــي صلــب‬
‫االهتمــام‪ ،‬فــإن ذلــك أكســب أفــراد جيشــنا الوطنــي الشــعبي كل فــي موقــع مســؤولياته‪،‬‬
‫تمرســا وكفــاءة‪ ،‬تؤهلهــم للقيــام بمهامهــم باقتــدار ‪ ،‬و ُتعّبــد لهــم الطريــق لالســتمرار‬
‫علــى نهــج امتــاك أســباب القــوة‪ ،‬بمــا يتســنى لقواتنــا المســلحة الدفــاع عــن بالدنــا ضــد‬
‫أي تهديــد مهمــا كان مصــدره‪ ،‬وقــد أثبتــت التماريــن البيانيــة التــي نفذتهــا الوحــدات‬
‫القتاليــة بمختلــف النواحــي العســكرية‪ ،‬جاهزيــة جيشــنا لصــد أي خطــر‪ ،‬بفضــل‬
‫القــدرات القتاليــة العاليــة التــي يتمتــع بهــا وكــذا تحكــم أفــراده الكامــل بالتجهيــزات‬
‫والمعــدات الحديثــة الموجــودة بحــوزة قواتنــا المســلحة‪.‬‬

‫هــذا المنحــى التصاعــدي الــذي خطــاه جيشــنا أضحــى مصــدر فخــر واعتــزاز الشــعب‬
‫الجزائــري‪ ،‬حيــث ازدادت اللُحمــة التــي تربطهمــا وثوقــا وقــوة‪ ،‬وفضحــت بالتالــي‬

‫‪239‬‬
‫عــداء بعــض األطــراف للشــعب الجزائــري وجيشــه‪ ،‬التــي غفــل عنهــا أن الشــعب هــو‬
‫عمــاد جيشــنا‪ ،‬ولــم تستســغ امتــداده الشــعبي فحاولــت ضــرب الوحــدة التــي تربطهمــا‪،‬‬
‫وهــو مــا يفســر اســتهداف جيشــنا الباســل بمــا يشــبه تصفيــة حســاب عبــر حملــة شــعواء‬
‫وغيــر مســبوقة‪ ،‬يقــف وراءهــا خونــة‪ ،‬لــم يهضمــوا أبــدا تلــك العالقــة الوجدانيــة‬
‫العميقــة والقويــة الكامنــة بيــن الشــعب وجيشــه‪ ،‬مــن خــال الموقــف التاريخــي‬
‫والمبدئــي للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬القاضــي باصطفافــه مــع الشــعب ومرافقتــه فــي‬
‫مســيراته الســلمية منــذ البدايــة ودعــم مطالبــه المشــروعة التــي تحققــت‪ ،‬وهــو مــا‬
‫أوضحــه نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬الفريــق‬
‫أحمــد ڤايــد صالــح فــي كلمــة لــه خــال الزيــارة األخيــرة التــي قادتــه إلــى مقــر قيــادة‬
‫الحــرس الجمهــوري‪ ،‬قائــا‪“ :‬هــؤالء األعــداء الذيــن يعلمــون جيــدا أن الوحــدة بيــن‬
‫الشــعب والجيــش وتماســكهما هــي صمــام أمــان بالدنــا‪ ،‬ولهــذا ترتكــز مخططاتهــم‬
‫ـت َزيفُهــا‬
‫علــى محاولــة ضــرب أســس هــذه الوحــدة مــن خــال مغالطــات وأكاذيــب َث َبـ َ‬
‫و ُبطالنهــا للشــعب الجزائــري‪ ،‬هــذا الشــعب الــذي ســيبقى دائمــا يفتخــر ويعتــز بجيشــه‬
‫الــذي قــدم دروســا فــي الــوالء للوطــن والوفــاء لعهــد الشــهداء”‪.‬‬

‫فالتاريــخ لــن ينســى إطالقــا‪ ،‬موقــف جيشــنا هــذه الســنة‪ ،‬مــن خــال كشــف العصابــة‬
‫وتحييدهــا وتخليــص بالدنــا مــن براثــن شــذاذ األفــاق وتجــار اإليديولوجيــا‪ ،‬الذيــن‬
‫حاولــوا تفريــق الشــعب وتفكيــك تالحمــه وطمــس تاريخــه‪ ،‬وبالتالــي إغــراق الجزائــر‬
‫فــي مســتنقع الفوضــى واالضطــراب علــى غــرار مــا تعيشــه بعــض شــعوب المعمورة‪.‬‬
‫فبفضــل وعــي شــعبنا وإخــاص جيشــنا وقيادتــه تــم كشــف نعيــق الغربــان والخونــة‬
‫وفضــح افتراءاتهــم وأكاذيبهــم‪ ،‬الذيــن باعــوا الذمــة والهمــة للشــيطان‪ ،‬وتــم‬
‫معهــا إجهــاض كل المحــاوالت اليائســة التــي تريــد المســاس بهيبــة الدولــة‬
‫واستمرار مؤسساتها‪.‬‬

‫ولــم تكتــف قيــادة جيشــنا بذلــك‪ ،‬بــل اســتمرت بنفــس العزيمــة فــي طريــق تحقيــق‬
‫اإلرادة الشــعبية التــي عبــر عنهــا صراحــة ودونمــا لبــس أو غمــوض‪ ،‬بقرارهــا الســيد‬
‫بــأن تدخــل بالدنــا الســنة الجديــدة برئيــس جديــد للجمهوريــة عبــر االحتــكام للصنــدوق‪،‬‬
‫‪240‬‬
‫وهــو مــا أبــرزه الســيد الفريــق خــال الزيــارة المذكــورة‪ ،‬قائــا‪“ :‬إن الشــعب الجزائري‬
‫المســنود بجيشــه الــذي رافقــه مرافقــة صادقــة وثابتــة فــي هبتــه الســلمية لتحقيــق‬
‫تطلعاتــه المشــروعة‪ ،‬قطــع أشــواطا ً كبيــرة فــي مســار تجســيد اإلرادة الشــعبية التــي‬
‫ســتتحقق بحــول هللا تعالــى وقوتــه فــي االســتحقاق الرئاســي المقبــل‪ ،‬يوم ‪ 12‬ديســمبر‬
‫واختيــار الرئيــس القــادم للجزائــر بــكل ُح ّريــة ونزاهــة”‪.‬‬

‫فقــد استبشــر الشــعب خيــرا بالضمانــات غيــر المســبوقة المقدمــة بشــأن ســير العمليــة‬
‫االنتخابيــة برمتهــا‪ ،‬وتأكــد بأنهــا ســ ُتجرى فــي شــفافية وفــي أجــواء مــن الحريــة‬
‫والديمقراطيــة والتنافــس الشــريف‪ ،‬وأدرك بالتالــي المســؤولية الملقــاة علــى عاتقــه‪،‬‬
‫التــي تســتدعي مشــاركته المكثفــة فــي اســتحقاقات ‪ 12‬ديســمبر‪ ،‬الختيــار الرجــل الــذي‬
‫يــراه مناســبا لقيــادة البــاد فــي المرحلــة المقبلــة والمضــي فــي مســار بنــاء الجزائــر‬
‫الجديــدة‪ ،‬ذلــك ألن توجــه الشــعب الجزائــري بكثافــة إلــى صناديــق االقتــراع هــو‬
‫مــرادف لنجــاح هــذا الموعــد التاريخــي وضربــة قاصمــة وقاضيــة للعصابــة وأذنابهــا‬
‫وإحبــاط مخططاتهــا بشــكل ال تقــوم لهــا قائمــة بعدهــا‪.‬‬

‫أخيــرا‪ ،‬فــإن مشاركــــة الشعــــب الجزائــري بقــوة فــي رئاســيات ‪ 12‬ديســمبر كمــا هــو‬
‫منتظــرا‪ ،‬ســيكون أحســن رد علــى الخونة‪ ‬والحركــى الجــدد‪ ،‬الذين ســارعوا لالســتقواء‬
‫بجهــات خارجيــة معروفــة بحقدهــا الدفيــن والتاريخــي علــى الجزائــر وشــعبها‪ ،‬وحملها‬
‫علــى التدخــل الســافر فــي شــؤوننا الداخليــة‪ ،‬وكأننــا بهــم ال يعرفــون طبيعــة الشــعب‬
‫الجزائــري وال يدركــون حساســيته الشــديدة تجــاه كل مــن تســول لــه نفســه حشــر أنفــه‬
‫فــي أمورنــا الداخليــة وهــم يجهلــون أيضــا الخصوصيــة التــي تميــزه‪ ،‬والتــي تجعــل‬
‫منــه رافضــا لتلقــي دروس وإمــاءات مــن أي كان أو إخضاعــه لمســاومات رخيصــة‪،‬‬
‫مهمــا كان مصدرهــا‪.‬‬

‫وعليــه‪ ،‬فــإن كل الجزائرييــن مدعــوون اليــوم أن يبرهنــوا علــى وفائهــم لتضحيــات‬

‫األســاف وتمســكهم بوحدتهــم وغيرتهــم علــى بالدنــا الجزائــر‪ ،‬حتــى تتبــوأ مكانــة‬
‫مرموقــة بيــن األمــم تليــق بتاريخهــا وتضحياتهــا وآمــال شــعبها‪.‬‬

‫‪241‬‬
 ‫تهاني‬
‫نائب وزير الدفاع الوطني‪،‬‬
‫رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي‪،‬‬
‫رئيس لجنة هيئة األركان العملياتية‪،‬‬

‫علــى إثــر نجــاح االنتخابــات الرئاســية ليــوم ‪ 12‬ديســمبر ‪ ،2019‬التــي جــرت‬

‫فــي ظــروف أمنيــة جيــدة‪ ،‬بفضــل جهــود أفــراد الجيــش الوطنــي الشــعبي ومختلــف‬
‫مصالــح األمــن‪ ،‬الذيــن برهنــوا مــرة أخــرى علــى قدرتهــم علــى المســاهمة بفعاليــة‬
‫فــي إنجــاح مثــل هــذه المواعيــد اإلنتخابيــة الهامــة وحســهم العالــي بالواجــب المقــدس‬
‫وبــروح المســؤولية‪ ،‬يتقــدم نائــب وزيــر الدفــاع الوطنــي‪ ،‬رئيــس أركان الجيــش‬
‫الوطنــي الشــعبي‪ ،‬رئيــس لجنــة هيئــة األركان العملياتيــة‪ ،‬بتهانيــه الخالصــة إلــى كافــة‬
‫أفــراد الجيــش الوطنــي الشــعبي ومختلــف األســاك األمنيــة الذيــن ســاهموا‪ ،‬كل فــي‬
‫مجــال عملــه وحــدود صالحياتــه‪ ،‬وبــكل عزيمــة وإخــاص وتفانــي‪ ،‬فــي تأميــن هــذه‬
‫االنتخابــات وجعــل منهــا عرســا ديمقراطيــا آخــر فــي تاريــخ جزائرنــا الغاليــة‪.‬‬

‫�إن جهود اجلي�ش الوطني ال�شعبي التي بذلها‬

‫ويبذلها وفقا خلطة �إ�سرتاتيجية مدرو�سة و�ضعت ن�صب‬
‫�أعينها احلفاظ على م�ؤ�س�سات الدولة وحماية املرافق‬
‫العامة و�أمالك املواطنني‪ ،‬ف�ضال عن املرافقة املتب�صرة‬
‫جلهاز العدالة وحماية امل�سريات ال�سلمية‪ ،‬طيلة ع�شرة‬
‫�أ�شهر كاملة‪ ،‬واحلر�ص على �أن ال تراق قطرة دم واحدة‪ ،‬قد‬
‫�أكدت للمواطنني الذين يتابعون باهتمام وتفاعل �شديد‬
‫تطور الأحداث وم�ساراتها‪� ،‬صدق نية القيادة العليا للجي�ش‬
‫الوطني ال�شعبي‪ ،‬ووفائها لتعهداتها �أمام الله والوطن‬
‫وال�شعب‪ ،‬باحلفاظ على �سالمة الوطن و�سيادته والتم�سك‬
‫باحللول الد�ستورية للو�صول بالبالد �إىل بر الأمان‪ ،‬مما �ساهم‬

‫‪242‬‬
 ‫يف بلورة وت�شكل ر�أي عام وطني مقتنع بجدوى مقاربة‬
‫القيادة العليا للجي�ش الوطني ال�شعبي‪ ،‬التي عربت عنها يف‬
‫العديد من املنا�سبات‪ ،‬حيث تعززت اللحمة بني ال�شعب‬
‫وجي�شه‪ ،‬وا�ستجاب املواطنون ال�سيما فئة ال�شباب الواعي‬
‫واملتحم�س التواق لغد �أف�ضل يجد فيه مكانته امل�ستحقة‪،‬‬
‫وجتاوبوا مع املواقف الثابتة جلي�شهم النابعة وامل�ستلهمة‬
‫من تاريخنا العريق احلافل بالبطوالت والأجماد والت�ضحيات‬
‫اجل�سام على مر الع�صور‪.‬‬
‫وقد �ساهم هذا التالحم والتجاوب بني ال�شعب وجي�شه يف‬
‫امل�ضي قدما على م�سار اجتثاث الع�صابة التي عاثت يف‬
‫الأر�ض ف�سادا ونهبت خريات البالد ومقدرات الأمة‪ ،‬وقد‬
‫و�صلنا �إىل هذه النتائج الباهرة التي توجت بنجاح م�سعى‬
‫االنتخابات الرئا�سية‪ ،‬التي نحمد الله ون�شكر ف�ضله على‬
‫توفيقه لنا ومتكيننا من حتقيقها يف ظروف جيدة‪ ،‬وهو‬
‫ن�صر من الله ي�ؤتيه عباده املخل�صني امل�ؤمنني ال�صادقني‪ ،‬مما‬
‫ي�شجعنا على موا�صلة اجلهود على هذا النهج القومي الذي‬
‫�أعاد للمواطنني ثقتهم يف دولتهم وللوطن هيبته بني الأمم‪.‬‬
‫بالفعل‪ ،‬لقد عرب ال�شعب اجلزائري عن خياره ال�سيد‪ ،‬بوعي‬
‫ون�ضج وحرية تامة‪ ،‬و�أثبت ح�سه العايل ووطنيته الرا�سخة‪،‬‬
‫خالل هذا اال�ستحقاق الوطني الذي �شكل حمطة حا�سمة‬
‫وخطوة هامة ولبنة �أ�سا�سية يف م�سار امل�ضي قدما نحو‬
‫تكري�س دولة احلق والقانون‪ ،‬واملرور ببالدنا �إىل مرحلة‬
‫جديدة م�شرقة وواعدة‪ ،‬ينعم فيها ال�شعب اجلزائري‬
‫بخريات بالده وثرواتها‪ ،‬ويحقق طموحاته امل�شروعة يف‬
‫العي�ش الكرمي‪.‬‬
‫وبهذه املنا�سبة الطيبة‪� ،‬أود �أن �أتوجه �إىل كافة املواطنني‬
‫املخل�صني من �أبناء ال�شعب اجلزائري‪ ،‬املتم�سكني مببادئ‬
‫وقيم نوفمرب اخلالدة‪ ،‬ب�أزكى �آيات التقدير والعرفان‬

‫‪243‬‬
 ‫واالمتنان على م�شاركتهم القوية يف هذا اال�ستحقاق الوطني‬
‫الهام واالختيار املوفق‪ ،‬بكل �شفافية ونزاهة ووعي‪ ،‬لل�سيد‬
‫عبد املجيد تبون‪ ،‬رئي�سا للجمهورية‪ ،‬الرجل املنا�سب‬
‫واملحنك والقادر على قيادة بالدنا اجلزائر نحو م�ستقبل �أف�ضل‪،‬‬
‫فخامة الرئي�س الذي نتمنى له كل النجاح والتوفيق يف مهامه‬
‫الوطنية النبيلة‪ ،‬م�ؤكدا بهذه ال�سانحة �أن اجلي�ش الوطني‬
‫ال�شعبي �سيبقى جمندا وداعما للرئي�س الذي اختاره ال�شعب‬
‫ولن يتخلى �أبدا عن التزاماته الد�ستورية و�سيظل باملر�صاد‬
‫لأعداء الوطن‪� ،‬صونا لوديعة ال�شهداء الأبرار‪.‬‬
‫لقد عمل رجالنا البوا�سل املقحمني يف امليدان‪ ،‬ف�ضال عن‬
‫موا�صلة ت�أدية مهامهم الثقيلة والنبيلة االعتيادية‪ ،‬املخولة‬
‫لهم د�ستوريا‪ ،‬على مرافقة ال�شعب اجلزائري الأبي الذي �أبدى‬
‫درجة عالية من الوعي والن�ضج ورف�ضه القاطع ملحاوالت العبث‬
‫والتالعب مب�ستقبل البالد‪ ،‬و�سهروا‪ ،‬على �ضوء التعليمات‬
‫ال�صارمة واملتب�صرة للقيادة العليا للجي�ش الوطني ال�شعبي‪،‬‬
‫على االلتزام بالد�ستور وقوانني اجلمهورية لتجنيب بالدنا من‬
‫الوقوع يف م�ستنقع العنف والفو�ضى‪ ،‬وتفادي انزالقات �سيا�سية‬
‫و�أمنية غري حم�سوبة العواقب‪.‬‬
‫فلتكن هذه التهاين مبثابة �شهادة اعرتاف با�ستحقاقكم لذلك‬
‫وحتفيزا لكم على بذل املزيد من العمل الد�ؤوب بغية احلفاظ‬
‫على ا�ستقرار اجلزائر والرفع من �ش�أنها بني الأمم‪ ،‬وبقدر ما يعد‬
‫جناح �سري هذه اال�ستحقاقات ت�شريفا لنا جميعا خدمة لوطننا‬
‫الغايل‪ ،‬ف�إنه �سيزيد دون �شك من وعينا بثقل امل�س�ؤولية‬
‫امللقاة على عاتقنا‪ ،‬لنكون دوما يف م�ستوى تطلعات بلدنا‬
‫املفدى و�شعبنا الأبي‪.‬‬
‫املجد واخللود ل�شهدائنا الأبرار‪ ،‬وحتيا اجلزائر‬

‫الفريق أحمد ڤايد صالح‬

‫‪244‬‬
 ‫الفهرس‬
‫‪ ‬كلمــات الســيد الفريــق أحمــد ڤايد صالــح‪ ،‬نائب وزير الدفــاع الوطني‪،‬‬
‫رئيس أركان الجيش الوطني الشــعبي التي ألقاها بمناســبة ‪:‬‬
‫‪ n‬زيــارة العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية الثالثــة‬
‫‪07‬‬
‫فــي الفتــرة مــن ‪ 18‬إلــى ‪ 21‬مــارس ‪.2019‬‬
‫‪ n‬زيــارة العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية‬
‫‪12‬‬
‫الرابعــة فــي الفتــرة مــن ‪ 26‬إلــى ‪ 28‬مــارس ‪2019‬‬

‫‪ n‬ترؤســه‪ ،‬يــوم ‪ 30‬مــارس ‪ ،2019‬اجتمــاع لدراســة تطــورات‬

‫األوضــاع الســـــائدة فــي البــاد‪ ،‬عقـــــــب اقتــــــــراح تفعــــــيل المــادة‬
‫‪17‬‬
‫‪ 102‬مــن الدســتور‬
‫‪ n‬ترؤســه‪ ،‬يــوم ‪ 02‬أفريــل ‪ ،2019‬اجتماعــا لمتابعــة التطــورات‬
‫المرتبطــة باالقتــراح الــذي تقــدم بــه الجيــش الوطنــي الشــعبي الرامــي‬
‫‪19‬‬
‫إلــى تفعيــل المــواد ‪ 7‬و‪ 8‬و‪ 102‬مــن الدســتور‬
‫‪ n‬زيــارة العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية الثانيــة‬
‫‪22‬‬
‫فــي الفتــرة مــن ‪ 08‬إلــى ‪ 11‬أفريــل ‪2019‬‬

‫‪ n‬زيــارة العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية‬

‫‪27‬‬
‫الرابعــة فــي الفتــرة مــن ‪ 15‬إلــى ‪ 18‬أفريــل ‪2019‬‬

‫‪ n‬زيــارة العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية األولى‬

‫‪33‬‬
‫يومــي ‪ 23‬و‪ 24‬أفريل ‪2019‬‬

‫‪ n‬زيــارة العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية‬

‫‪38‬‬
‫الخامســة فــي الفتــرة مــن ‪ 29‬إلــى ‪ 30‬أفريــل ‪2019‬‬

‫‪ n‬زيــارة العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية‬

‫‪43‬‬
‫‪2019‬‬ ‫مــاي‬ ‫‪23‬‬ ‫إلــى‬ ‫‪19‬‬ ‫الرابعــة فــي الفتــرة مــن‬
‫‪ n‬زيــارة العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية‬
‫‪51‬‬
‫السادســة فــي الفتــرة مــن ‪ 27‬إلــى ‪ 30‬مــاي ‪2019‬‬

‫‪245‬‬
 ‫‪ n‬زيــارة العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية‬
‫‪58‬‬
‫الثالثــة فــي الفتــرة مــن ‪ 17‬إلــى ‪ 19‬جــوان ‪2019‬‬

‫‪ n‬زيارتــه واشــرافه علــى حفــل تخــرج الدفعــات باألكاديميــة‬

‫العســكرية لشرشــال» الرئيــس الراحــل هــواري بومديــن» يومــي‬
‫‪67‬‬
‫‪ 26‬و‪ 27‬جوان ‪2019‬‬

‫‪ n‬اشــرافه علــى حفــل تقليــد الرتــب وإســداء األوســمة بمقــر وزارة‬

‫‪76‬‬
‫الدفاع الوطني يوم ‪ 04‬جويلية ‪ 019‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ n‬إشــرافه‪ ،‬يــوم ‪ 10‬جويليــة ‪ ،2019‬علــى حفــل تســليم جائــزة الجيــش‬

‫‪80‬‬
‫الوطنــي الشــعبي ألفضــل عمــل علمــي وثقافــي وإعالمي لســنة ‪2019‬‬

‫‪85‬‬
‫‪2019‬‬ ‫‪ n‬إشرافه على مراسم تنصيب قائد الدرك الوطني يوم ‪ 25‬جويلية‬
‫‪ n‬إشــرافه علــى حفــل تكريــم أشــبال األمــة المتفوقيــن فــي شــهادة‬
‫‪87‬‬
‫البكالوريــا وشــهادة التعليــم المتوســط يــوم ‪ 30‬جويليــة ‪.2019‬‬
‫‪ n‬زيــارة العمــل و التفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية‬
‫‪93‬‬
‫األولــى يــوم ‪ 08‬أوت ‪2019‬‬

‫‪ n‬إشــرافه علــى مراســم حفــل تقديــم التهاني بمناســبة عيــد األضحى‬

‫‪98‬‬
‫المبــارك يوم ‪ 13‬أوت ‪2019‬‬

‫‪ n‬إشــرافه علــى مراســم حفــل تكريــم أعضــاء المنتخــب العســكري‬

‫‪100‬‬
‫للقــوات الخاصــة يــوم ‪ 19‬أوت ‪2019‬‬

‫‪ n‬زيــارة العمــل والتفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية‬

‫‪104‬‬
‫الثانيــة فــي الفتــرة مــن ‪ 25‬إلــى ‪ 28‬أوت ‪2019‬‬

‫‪ n‬زيــارة العمــل والتفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية‬

‫‪111‬‬
‫الرابعــة فــي الفتــرة مــن ‪ 02‬إلــى ‪ 05‬ســبتمبر ‪2019‬‬

‫‪ n‬زيــارة العمــل والتفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية‬

‫‪121‬‬
‫الخامســة يومــي‪ 11‬و‪ 12‬ســبتمبر ‪2019‬‬

‫‪ n‬زيــارة العمــل والتفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية‬

‫‪128‬‬
‫السادســة يومــي ‪ 18‬و‪ 19‬ســبتمبر ‪2019‬‬

‫‪246‬‬
 ‫‪ n‬زيــارة العمــل والتفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية الثالثــة فــي‬
‫‪134‬‬
‫الفتــرة مــن ‪ 24‬إلــى ‪ 26‬ســبتمبر ‪2019‬‬

‫‪ n‬زيــارة العمــل والتفتيــش التــي قادتــه إلــى الناحيــة العســكرية الثانيــة فــي‬
‫‪140‬‬
‫الفتــرة مــن ‪ 28‬ســبتمبر إلــى ‪ 03‬أكتوبــر ‪2019‬‬

‫‪ n‬زيــارة العمــل والتفتيــش التــي قادتــه إلــى قيــادة القــوات البحريــة يــوم‬
‫‪151‬‬
‫‪ 15‬أكتوبــر ‪2019‬‬

‫‪ n‬التدشــين الرســمي للمركــز الوطنــي لإلشــارة والحــرب اإللكترونيــة‬

‫التابــع لدائــرة اإلشــارة وأنظمــة المعلومــات والحــرب اإللكترونيــة يــوم‬
‫‪157‬‬
‫‪ 27‬أكتوبر ‪2019‬‬

‫‪ n‬التدشــين الرســمي المركــز الطبي‪-‬الجراحــي النهــاري والداخلــي التابــع‬

‫‪160‬‬
‫للمستشــفى المركــزي للجيــش يــوم ‪ 29‬أكتوبــر ‪2019‬‬

‫‪ n‬زيــارة العمــل والتفتيــش التــي قادتــه إلــى قيــادة قــوات الدفــاع الجــوي‬
‫‪163‬‬
‫عــن اإلقليــم يــوم ‪ 30‬أكتوبــر ‪2019‬‬

‫‪ n‬إشــرافه‪ ،‬يــوم ‪ 07‬نوفمبــر ‪ ،2019‬علــى النــدوة التاريخيــة بعنــوان‪:‬‬

‫‪168‬‬
‫«دور ومكانــة الجيــش فــي المجتمــع» بالنــادي الوطنــي للجيــش‪.‬‬
‫‪ n‬زيــارة عمــل وتفتيــش إلــى الناحيــة العســكرية الرابعــة بورڤلــة فــي‬
‫‪174‬‬
‫الفتــرة مــن ‪ 19‬إلــى ‪ 22‬نوفمبــر ‪.2019‬‬
‫‪184‬‬
‫‪2019‬‬ ‫‪ n‬زيارة العمل التي قادته إلى قيادة القوات الجوية‪ ،‬يوم ‪ 27‬نوفمبر‬
‫‪ n‬زيــارة العمــل التــي قادتــه إلــى قيــادة الحــرس الجمهــوري‪،‬‬
‫‪188‬‬
‫يوم ‪ 28‬نوفمبر ‪.2019‬‬
‫‪ n‬زيــارة عمــل وتفتيــش إلــى الناحيــة العســكرية الثانيــة بوهــران فــي‬
‫‪191‬‬
‫الفتــرة مــن ‪ 03‬إلــى ‪ 05‬ديســمبر‪2019‬‬
‫‪199‬‬
‫‪2019‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪08‬‬ ‫‪ n‬زيارة عمل إلى قيادة القوات البرية يوم‬
‫‪204‬‬
‫‪2019‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ n‬زيارة عمل إلى قيادة الدرك الوطني‪ ،‬يوم‬
‫‪208‬‬
‫‪2019‬‬ ‫ديسمبر‬ ‫‪11‬‬ ‫‪ n‬انعقاد مجلس الوزراء يوم‬
‫‪242‬‬
‫‪ n‬تهاني نائب وزير الدفاع الوطني‪ ،‬رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي‬
‫‪247‬‬
 ‫إفتتاحيات مجلة الجيش‬

‫‪214‬‬
‫‪ n‬إفتتاحية أفريل ‪2019‬‬
‫‪ -‬الصوت يعلو فوق صوت الشعب‬
‫‪217‬‬
‫‪ n‬إفتتاحية ماي ‪2019‬‬
‫‪ -‬التبصر والحكمة إلجهاض كل الدسائس‬
‫‪220‬‬
‫‪ n‬إفتتاحية جوان ‪2019‬‬
‫‪ -‬على نهج الشرعية الدستورية‬
‫‪223‬‬
‫‪ n‬إفتتاحية جويلية ‪2019‬‬
‫‪ -‬قــمة اإلخالص للــوطن‬
‫‪226‬‬
‫‪ n‬إفتتاحية أوت ‪2019‬‬
‫‪ -‬ضرورة استنهاض الهمم‬
‫‪230‬‬
‫‪ n‬إفتتاحية سبتمبر ‪2019‬‬
‫‪“ -‬من أجل حوار نزيه وانتخابات شفافة”‬
‫‪233‬‬
‫‪ n‬إفتتاحية أكتوبر ‪2019‬‬
‫‪ -‬تأميـن حاضـر الجزائــر ومستقبلهـا‬
‫‪236‬‬
‫‪ n‬إفتتاحية نوفمبر ‪2019‬‬
‫‪ -‬األبـطال وحدهـم مـن يصنع التاريـخ‬
‫‪239‬‬
‫‪ n‬إفتتاحية ديسمبر ‪2019‬‬
‫‪ -‬تجسيد اإلرادة الشعبية‬

‫‪248‬‬
 ‫إسداء وسام برتبة صدر للسيد الفريق‬
‫نائب وزير الدفاع الوطني‪ ،‬رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي‬

‫أشــــرف الســيد عبــد المجيــد تبــون‪ ،‬رئيــس الجمهوريــة‬

‫الجزائريــة الديمقراطيــة الشــعبية‪ ،‬بتقليــد وســام برتبــة صــدر مــن‬
‫مصــف اإلســتحقاق الوطنــي للســيد الفريــق أحمــد ڨايــــد صالــح نائــب‬
‫وزيــر الدفــاع الوطنــي‪ ،‬رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬يــوم‬
‫‪ 19‬ديســمبر‪ ،2019‬عرفانــا وتقديــرا مــن األمــة الجزائريــة نظيــر موقفــه‬
‫التاريخــي والمجهــودات الجبــارة والمخلصــة التــي بذلهــا فــي إدارة‬
‫المرحلــة الحساســة التــي شــهدتها الجزائــر منــذ ‪ 22‬فبرايــر ‪2019‬‬
‫بــكل حكمــة وتبصــر وفعاليــة‪ ،‬جاعــا المصالــح العليــا للوطــن فــوق‬
‫كل اعتبــار‪ ،‬والحفــاظ علــى أمــن واســتقرار الجزائــر أســمى الغايــات‪،‬‬
‫مرافقــا للشــعب الجزائــري فــي تطلعاتــه المشــروعة فــي التغييــر وبنــاء‬
‫جزائــر علــى أســس صلبــة‪ ،‬تدفــع بهــا نحــو آفــاق أرحــب يســودها‬
‫األمــن واألمــان والرقــي والتطــور لبلــوغ مكانتهــا المســتحقة ودورهــا‬
‫الطالئعــي والمحــوري بيــن األمــم‪ ،‬ولتبقــى علــى الدوام شــامخة مصونة‬
‫مثلمــا حلــم بهــا أســافنا المياميــن ويتطلــع إليهــا األجيــال مــن أبنائهــا‬
‫المخلصيــن الشــرفاء‪ ،‬وفــاء لرســالة شــهدائنا األبــرار ومجاهدينــا‬
‫األخيــار وصونــا ألمانتهــم‪.‬‬
‫هــذا المؤلــف يتضمــن مداخــات الســيد‬
‫الفريــق أحمــد قايــد صالــح نائــب وزيــر الدفــاع‬
‫الوطنــي‪ ،‬رئيــس أركان الجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫منــذ بدايــة الهبــة الشــعبية الســلمية‪ ،‬والتــي‬
‫عبــرت عــن موقــف الجيــش الوطنــي الشــعبي‬
‫مــن الوضــع الــذي تمــر بــه بالدنــا والمقاربــة‬
‫الشــاملة والمتكاملــة التــي تبنتهــا القيــادة العليــا‬
‫للجيــش الوطنــي الشــعبي‪ ،‬مــن خــال مرافقــة‬
‫التطلعــات المشــروعة للشــعب الجزائــري مــع‬
‫الحفــاظ علــى كيــان الدولــة ومؤسســاتها وتمســكه‬
‫بالحــل الدســتوري المفضــي إلــى انتخــاب رئيــس‬
‫للجمهوريــة تفــرزه اإلرادة الشــعبية بعيــدا عــن‬
‫المصالــح الظرفيــة والشــخصية الضيقة‪ ،‬ويتضمن‬
‫كذلــك افتتاحيــات مجلــة «الجيــش» لنفــس الفترة‪،‬‬
‫التــي رافقــت بالقــراءة والتحليــل خطابــات الســيد‬
‫الفريــق نائــب وزيــر الدفــاع الوطني رئيــس أركان‬
‫الجيــش الوطنــي الشــعبي‪.‬‬