Professional Documents
Culture Documents
فمن
يمتلك الرغبة واإلرادة للتغيير دون أن يضع أهدافا ً محددة وواضحة ،فسوف – على األغلب – يصرف
تقوم فكرة وضع األهداف على مبدأ أنّ األشياء تصنع مرتين ،األولى في أذهاننا عبر تكوين صورة
واضحة التفاصيل لكل ِّ ما نود الوصول إليه ،وأي شكل ستأخذه حياتنا بعد سنة أو خمس أو عشر
الموجه ..تماما ً كما يفعل المهندس المعماري الذي
ّ سنوات .والثانية على أرض الواقع عبر العمل الجاد
يضع مخططا ً للبيت الذي يريد بناءه .يحوي هذا المخطط كل ّ التفاصيل الدقيقة لكل ِّ ركن من أركان البيت
.قبل أن يضرب مسماراً واحداً
األهداف إذا رسمت بشكل جيد فستكون أكبر مصدر طاقة محفز لإلنسان .األهداف تدفعنا
ّأوالً:
ً
جماعة من الناس للعمل ،وتجعلنا نواصل الليل بالنهار عمالً واجتهاداً .وقد ذكر أنتوني روبنز أنّ
سألوه :لماذا لم نستطع أن نحقق ما نرجوه؟ فقال لهم( :لستم كسالى ولكن لديكم أهدافا ً عاجزة)..
:دعوني أكرر
لستم كسالى ولكنّ لديكم أهدافا ً عاجزة
األهداف هي السبيل األمثل لزيادة إنتاجية المرء وإنجازه ..ففي دراسة أجريت في جامعة ييل
ثانياً:
س ئل الطالب عمن له أهداف مستقبلية مكتوبة .فكانت النسبة ما يقارب الثالثة بالمائة.
عام 1953حيث ُ
والبقية ليس لديهم أهداف واضحة .تابع الباحثون هؤالء الطالب على مدار عشرين سنة فوجدوا –
ممن استطاعوا الوصول إليه – أنّ إنجاز أولئك الثالثة بالمائة كان مساويا ً لما أنجزه بقية السبعة
.والتسعين بالمائة من الطالب
األهداف توضح الرؤية ،وتدل اإلنسان على وجهة الطريق التي يجب أن يسلكه ،وتكون
ثالثاً:
كمعيار يحتكم إليه الواحد م ّنا قبل إقدامه على إنجاز أي مشروع .فمثالً إذا دُعيت إلى عمل معين
فستسأل نفسك :هل هذا العمر يسير مع أهدافي التي رسمتها وبالتالي سيحقق ما أصبو إليه ،أم أ ّنه
.سيشغلني دون عظيم فائدة؟
وقد شبه أنتوني روبنز من يضع له أهدافا ً ومن ال يضع ،بالطفل الذي يلعب باأللعاب التركيبية .وتعلمون
أنّ الطفل هنا يرى الصورة الكبيرة ويركب القطع الصغيرة جنبا ً إلى جنب حسب الصورة .الشخص الذي
ال يضع لحياته أهدافا ً كمن يركب القطع الصغيرة دون أن يرى الصورة األصلية .وتخيل كم مهمته
!.صعبة بل مستحيلة
األهداف تر ّك ز الجهود وتمنع التشتت .وكما قابلت من الشباب الذين لديهم الرغبة الصادقة
رابعاً:
والقدرات العقلية الجيدة لكنهم مشتتو الذهن والتركيز ،فيوما ً يقرأ هنا ويوما ً هناك ،ويصرف جهده في
.عمل ما ث ّم ينصرف آلخر ،وهكذا يمضي العمر دون إنجاز حقيقي يرتقي بمستوى الفرد واأل ُ ّمة
أستطيع أن أشبه مساعدة األهداف على توجيه الوعي وتركيزه بشخص أشترى سيارة من نوع مع ّين..
في حال سيبدأ هذا الشخص بمالحظة السيارات التي تشبه سيارته الجديدة ..وقد يتفاجأ بالكم الكبير من
السيارات التي تشبه نوع سيارته الجديدة وأ ّنه لم يالحظ ذلك من قبل .وعلى ذات النحو ،من يضع هدفا ً
سوف يستولي على انتباهه واهتمامه أينما ذهب .ولو تتذكر صاحبنا الذي عزم على أن يصبح مرجعا ً
في التاريخ ..هذا الشاب سوف ينشد انتباهه لكل ِّ فعالية لها عالقة بالتاريخ ،مثل محاضرة أو برنامج
سيوحد جهده في ذلك المسار
ّ .حواري أكثر من أي شخص آخر ،مما
:خصائص األهداف
:األهداف المحفزة لها خصائص معينة وسمات سأستعرضها فيما يلي
األهداف المحفزة البدّ أن تتوافق مع سلم أولوياتك ،وتعمل على حفظ وإبراز قيمك
ّأوالً:
الشخصية ..ألنّ هذا التوافق هو الذي يعطيك القوة والدافع للمثابرة في تحقيق التغيير .ولهذا عندما
تعمل على بناء أهدافك البدّ أن تسأل نفسك سؤاالً في غاية األهمية :ما هو الشيء الذي يستحق أن
تصرف فيه الساعات واأليام ،وتبذل من أجله الجهود؟ ما هي األشياء التي تعطيها أكبر وأهم قيمة في
حياتك؟ ماذا تريد بالضبط؟ ما هي الفكرة أو العمل الذي تجد نفسك مستعداً ألن تبذل من أجله الغالي
والرخيص؟
عندما تمتلك بصيرة بما هو مهم وأساسي في حياتك (وهذا ما نسميه س ّلم القيم) ،ومن ثم تبدأ بالتغيير
ً
قوية سوف لن تنطفئ .وحتى إذا خبا نورها وفق هذه األهمية فاعلم أنك نفثت في مشروعك هذا روحا ً
فسيكون من السهولة إحياؤها من جديد .وحتى ما ستتعرض له من فشل وعقبات في طريقك فسيسهل
.عليك التغلب عليه أو تقبله
البدّ أن تكون هذه األولويات حاضرة في ذهنك طوال الوقت .والواقع أ ّنه من اللحظات القاسية على
اإلنسان ،والتي قد تمر عليه بعد أمد طويل من العمل والجهد هو إحساسه بأنّ ما أشغل به نفسه كان
.قليل األهمية ،وأ ّنه كان متوهما ً عندما ح ّمل هذا العمل أهمية أكثر مما يحتمل
البدّ أن يكون الهدف مما يسهل تجزئته إلى أجزاء صغيرة يمكن قياسها .فالمحافظة على
ثالثاً:
الصحة الشخصية واللياقة البدنية مثالً هدف كبير يمكن تجزئته إلى ممارسة رياضة المشي لمدة
..عشرين دقيقة كل ّ يوم ،واتباع حمية معينة وهكذا