You are on page 1of 21

‫‪DOI: https://doi.org/10.

35560/jcofarts94/135-154‬‬

‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي‬


‫حسنين صباح داود سلمان ‪1‬‬

‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬


‫تاريخ استالم البحث ‪ , 2019/10/23‬تاريخ قبول النشر ‪ , 2019/11/18‬تاريخ النشر‪2019/12/15‬‬

‫‪This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License‬‬
‫ملخص البحث ‪:‬‬
‫ُ‬
‫تعد العضوية إحدى النتاجات الفكرية التي تبحث عن التوافق واالنسجام مع البيئة الطبيعية‪ ,‬وقد أعتمدها‬
‫االنسان منذ القدم في اختيار مسكنة من خالل تقليده للطبيعة كجحور الحيوانات وخاليا النحل وأعشاش‬
‫الطيور وغيرها من مظاهر الطبيعة بوصفها إستلهامات عفوية‪ ,‬ومع تقدم العصر تحولت تلك املفاهيم إلى‬
‫تحليل يبحث في الفلسفة التي تتناول األشكال والوظائف للعناصر املختلفة في الطبيعة كمصدر لالستلهام‪,‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وتناقش الدعوة الى التأمل وتحقيق املنفعة ماديا وروحيا بما يتوائم مع طبيعة الفكر العضوي الذي يسعى الى‬
‫مواكبة التقنيات الحديثة والتكنولوجيا التي تميزت بخطوات سريعة وواسعة في مجال االستلهام من الطبيعة‪,‬‬
‫ً‬
‫والذي أصبح أكثر عمقا خاصة في العقود الثالثة املاضية من خالل املزاوجة بين العلوم املختلفة التي تعتمد على‬
‫النظريات والقواعد واالفكار العلمية وبين االحاسيس املستوحاة من الطبيعة‪ ,‬وتتضمن مقدمة البحث في عرض‬
‫االطار املنهجي للبحث من ثم إيجاد مفاهيم وتعاريف لبعض مصطلحات عنوان البحث‪ ,‬ثم اإلطار النظري‬
‫للبحث حيث تضمن مبحثين املبحث االول‪ :‬دراسة لنشأة ومقومات العضوية في التصميم الداخلي واملبحث‬
‫الثاني‪ :‬العضوية واالستلهام من الطبيعة واستراتيجية توظيفها في بنية التصميم الداخلي‪ ,‬ومن ثم إجراءات‬
‫ً‬
‫البحث مدعومة ببعض النماذج التصميمية والتي تم تحليلها‪ ,‬وصوال الى جملة من النتائج أهمها ‪ :‬اختلفت‬
‫أنماط االستلهام العضوي من الطبيعة وهذه االختالفات في االنماط ال تعد جوهرية وإنما شكلية في أسلوب‬
‫التعبير والطرح‪ ,‬ويبقى الجوهر بأن الطبيعة هي مصدر استلهام العضوية‪ ,‬كما أتسم التصميم في العضوية من‬
‫ناحية املتغير الجمالي بالغرابة والتفرد‪ ,‬وكان ذلك محرك لإلحساس الجمالي لدى املتلقي من خالل ما يمتلكه‬
‫تصميم االنموذج العضوي من إثراء بصري ناتج عن التشكيل للكتلة التصميمية املنتظمة التكوين ‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬العضوية في التصميم الداخلي‪ ,‬االستلهام العضوي‪.‬‬
‫املقدمة ‪ :‬ساهمت العضوية بشكل كبير في رفد حركات العمارة والتصميم الداخلي منذ االزل باألفكار‬
‫والعناصر واالشكال ولطاملا كان املصمم الداخلي يستلهم مفرداته من الطبيعة ويطورها وفق دراسة وضعتها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫النظريات الفكرية بهذا الصدد‪ ,‬ومن هنا يجد الباحث مبررا منطقيا لسبر غور موضوعة الدراسة الحالية التي‬
‫يمكن أجمال مشكلة البحث فيها من خالل التساؤل االتي ‪" :‬ما مدى عمق املتغيرات الشكلية وتأويالتها‬
‫الفكرية التي تؤسس ايديولوجية النظرية العضوية وتطبيقاتها الجمالية املعاصرة في التصميم الداخلي؟ "‪.‬‬
‫الفكرية والفلسفية للفكر املحلي في التصميم الداخلي‬ ‫ويعد البحث أضافة معرفية‪ ,‬تسلط الضوء على األبعاد ِ‬

‫‪ -1‬كلية الفنون الجميلة‪ ,‬جامعة بغداد ‪hassanen.sabah@cofarts.uobaghdad.edu.iq -‬‬

‫‪135‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬
‫َ‬
‫من خالل االستلهام من الطبيعة وعناصرها ليفتح آفاق معرفية للباحثين لالستفادة من نتائج البحث‪ .‬ويعد‬
‫محاولة تنضوي تحت محاوالت أخرى في مجال التصميم الداخلي في وجود فكر جديد يربط بين التصميم‬
‫الداخلي والنظرية العضوية من حيث ( الشكل والوظيفة والتعبير ) وبما يتوائم مع التطور العلمي وسمه العصر‬
‫‪ .‬ويهدف البحث الى ‪ :‬دراسة مصطلح العضوية وسماتها الجمالية املستلهمة من قوة وجمال الطبيعة‪,‬‬
‫واملعبرة عن روح العصروارتباطاتها في مجال التصميم الداخلي‪ ,‬اما حدود البحث تتحدد في االتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الحدود املوضوعية ‪ :‬العضوية وارتباطاتها الجمالية في التصميم الداخلي ‪.‬‬
‫‪ -2‬الحدود املكانية ‪ :‬االعمال املشهورة املصممة وفق النظرية العضوية واملنفذة من قبل املصممين العامليين في‬
‫املكسيك‪ ,‬والواليات املتحدة‪.‬‬
‫‪-3‬الحدود الزمانية ‪ :‬تتحدد الحدود الزمانية للدارسة النظرية في الفترة من ( ‪. ) 2006 -1993‬‬
‫تحديد املصطلحات‪:‬‬
‫‪-1‬العضوية ‪:‬‬
‫‪ -‬لغــة‪ :‬مفردة مؤنثة مذكرها عضوي وقد ورد مصطلح ( ‪ )Organic‬في قاموس املورد في االتي‪ ,‬عضوي‪ :‬ما يتألف‬
‫من اجزاء وال يتجزأ عن الكل ‪,‬أي ما هو متناسق االجزاء‪ .) AL-Baalbaki , 1972, p:637(.‬وقد ُعرف‬
‫مصطلح(‪ )Organic‬في قاموس ويبستر بأنه‪ :‬امتالك خصائص الكائن الحي‪ ,‬وتطوير طريقة النبات والحيوانات‬
‫الحية‪ ,‬و كل ما هو مستمد و متعلق منها‪.) Website,1 ( .‬‬
‫نسب مفهوم العضوية الذي صاغة فرانك لويد رايت ‪ ,1954‬الى االبنية التي تبدو ضخمه في‬ ‫‪ -‬اصطالحا ‪ُ :‬ي َ‬
‫محيط الطبيعة‪ ,‬وقد أثبت أن الشكل والوظيفة هما وحدة واحدة وينمو كل ش يء من بيئته الطبيعية‪ ,‬مع‬
‫ً‬
‫االهتمام بالشكل والوظيفة بدال من االسلوب املعماري )‪ .)Ibtisam.2013.p.10‬والتصميم العضوي يمتلك‬
‫انسجاما لألعضاء مع الكل‪ ,‬كما انه ينسجم مع الهيكل واملواد)‪.(ELIOT, 1969. P.1.‬‬
‫‪ -‬التعريف اإلجرائي‪ :‬العضوية مصطلح يرتبط مع الطبيعة ملا تحمله من خواص إيجابية يستلهم منها املصمم‬
‫الداخلي ويبلورها في نتاجاته على اساس تحقيقها للمالئمة الوظيفية والجمالية واملناخية والبيئية والصحية‬
‫للمستخدمين‪ ,‬وتحقيق التناسق والتوافق ألجزاء التصميم على مستوى الداخل والخارج في تكوين وحدة كلية‬
‫للتصميم الداخلي ‪.‬‬
‫‪ -2‬االرتباطات ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫‪ -‬لغة‪ ( :‬مفرده ِارتباط ‪ :‬مصدر ارتبط ‪ /‬ارتبط بـ ‪ :‬ارتبط في ‪ ,‬واالرتباط ‪ِ :‬عبء وانشغال والتزام‪ ,‬بدون ارتباط‪:‬‬
‫َ ٌ َ ُّ َ َ‬
‫ال َوت َعل ٌق َوتال ُز ٌم)‪.)Website,2( .‬‬ ‫يعني بدون التزام ‪ ,‬واالرتباط ‪ِ :‬ا ِتص‬

‫‪ -‬اصطالحا‪ :‬االرتباط‪ ,‬هو العالقة القائمة بين ظواهر أو أشياء أو بين متغيرات رياضية أو إحصائية والتي تتنوع‬
‫ً‬
‫أو ترتبط أو تحدث معا بطريقة غير متوقعة على أساس املصادفة وحدها‪ ) Website,1 ( .‬واالرتباط‪ ,‬هو‬
‫(العالقة بين ظاهرتين أو متغيرين أو أكثر)‪ ,‬لذا عندما نتكلم عن العالقة ما بين املتغيرات‪ ,‬نقول ‪ :‬أن العالقة‬
‫تستلزم وجود متغيرين‪ ,‬وتزداد هذه العالقة كلما زاد الترابط بينهما‪ ,‬هذا ما نراه في البحث العلمي‪Al-( .‬‬
‫‪.)Mabrouk,2016,P:6‬‬
‫‪ -‬التعريف اإلجرائي‪ :‬االرتباطات‪ :‬هي عالقات ملكونات وعناصر التصميم الداخلي سواء كانت ثابتة أو متغيرة‬
‫ً‬
‫مع مؤثر له أهداف ونظرية ثابتة ُيحدث تغييرا في العمل التصميمي وهذا التغيير قد يكون محدود بشكل بسيط‬

‫‪136‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬
‫أو واسع النطاق ويؤدي تغيير في الفكر او التوجه أو االسلوب في التصميم الداخلي والخروج بنتائج على وفق ما‬
‫تحمله من سمات في النتاج التصميمي ‪.‬‬
‫‪ -3‬الجمالية ‪:‬‬
‫ال َي َقعُ‬ ‫وج َّم َل ُه َأ ْي َزَّي َن ُه‪َ .‬و َ‬
‫الج َم ُ‬ ‫الجميل‪ ,‬والف ْع ُل َج ُم َل‪َ .‬‬ ‫ص َد ُر َ‬‫ال‪َ :‬م ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬لغة‪( :‬اسم مؤنث منسوب إلى جمال ‪ ,‬والجم‬‫َّ‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وم ْن ُه‬ ‫وح ْس ٌن َوب ٌ‬‫يحو َن َوح َين َت ْس َر ُحو َن))‪َ ,‬أ ْي ُ‬ ‫ال ح َين ُتر ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ ْ ُ ُ َ َّ َ‬ ‫ُّ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫َعلى‬
‫هاء‪ِ .‬‬ ‫ِ‬ ‫َِ‬ ‫الصو ِر واملعا ِني‪ .‬وقوله عز وج َّل‪(( :‬ولك ْم ِف َيها ج َم ٌ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ُ َّ َ َ ٌ ُ ُّ َ َ َ َ ْ َ َ ُ َ ْ‬
‫صاف‪.(Jamal Al-Din,1961,P:658) .‬‬ ‫كام ُل األو ِ‬‫عال ِ‬ ‫الح ِديث‪ِ :‬إن هللا ج ِميل ي ِحب الجمال‪ ,‬أي حسن األف ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬اصطالحا‪ :‬وفقا لكانط الجمال "ما يبهج كل الناس وبال تجريد"‪ .‬فهو كل ما يثير لدى الناس شعورا معينا‪,‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫فريدا‪ ,‬يسمى االنفعال الجمالي‪ .‬وهو جملة السمات املشتركة التي تتالقى في إدراك كل األشياء التي تثير االنفعال‬
‫الجمالي‪ .‬وبنحو أخص ما يتطابق مع بعض معايير التوازن واملرونة والتناغم املدوزن‪ ,‬والكمال في نوعه‪ ,‬ومع‬
‫صفات وكيفيات أخرى مماثلة‪.)Laland, André ,2001, p:132( .‬‬
‫‪ -‬التعريف اإلجرائي‪ :‬هو شعور وأحاسيس تنبعث في نفس اإلنسان ناتجة عن تالمس حواسة مع ما يحيطه‪,‬‬
‫من صور واشكال وهيئات وخامات ويحقق الرغبة والتآلف واالنسجام والشعور بالراحة النفسية التي يسعى‬
‫اليها املصمم الداخلي بوصفها جزء من أهداف مهامه‪.‬‬
‫اإلط ــار النـظ ــري ‪ /‬املبحث االول ‪ :‬دراسة لنشأة ومقومات العضوية في التصميم الداخلي‬
‫نشأة العضوية ‪:‬‬
‫إن جذور العضوية في تعاطفها مع االنسان وطبيعته قديمة حيث أنها تمتد الى بدايات الحضارة اإلنسانية‬
‫وهنالك العديد من االمثلة والكتب التي تؤكد ذلك‪ ,‬فالطبيعة كانت امللهم االساس للعمارة والتصميم الداخلي‪,‬‬
‫كما ان علم الجمال تأسس بأكمله على االشكال الطبيعية ) ‪ .)Irfan Sami,1977,.p: 2‬وترجع اصول العضوية‬
‫منذ ان حاول االنسان القديم اختياره ملسكنه حيث كان يقلد ما يحيطه من خالل مشاهدته ملظاهر الطبيعة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فطريا‪ ,‬وهذا ايضا ما ادركه رائد العمارة العضوية فرانك لويد رايت خالل مسيرة حياته عام (‪,)1959-1869‬‬
‫والذي بحث في أن واحد على الشكل والوظيفة وكان ارتكازه على الطبيعة بشكل أساس لالستلهام‪ .‬لقد تلقى‬
‫فرانك لويد رايت انطباعاته األولى في بادئ االمر من استاذه (لويس سوليفان) والتي كانت لها تأثير كبير على‬
‫تطلعاته وعمله وتعلم دروس النزاهة والطبيعة والصدق في حل املشاكل التصميمة حتى كون نظرية سميت‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بنظرية العمارة العضوية‪ ,‬استنادا إلى فلسفة إنسانية خاصة وبشكل جذاب جدا يحمل مفهوما جماليا يثير‬
‫االهتمام(‪ .)Website,3‬ويرتبط مصطلح العمارة العضوية بالتربة واالرض‪ ,‬وهذا النوع من االرتباط وثيق‬
‫باملعطيات والوضع الطبوغرافي واندماج نتاج القدرة االنسانية مع الطبيعة‪ ,‬ويمتد ليشمل املنظر االجمالي‬
‫املحيط‪ ,‬ويراعي الظروف املناخية‪,‬كما يلجأ الى استخدام خامات ومواد البناء االصلية والتي يسهل تحديدها في‬
‫كل حضارة محلية ‪.(Philippe,1975,P:89-90).‬‬
‫استخدام العضوية في التصميم الداخلي للعمارة القديمة واالسالمية ‪:‬‬
‫ً‬
‫ظهرت العضوية في العمارة القديمة قبل امليالد وتنوع استخدامها وفقا للمحيط البيئي الطبيعي والثقافي‪,‬‬
‫وقد استخدمت في حضارة وادي الرافدين ووادي النيل حيث نجد أستلهام أشكال الزخارف من الطبيعة في‬
‫تصميم عمارتها الداخلية من خالل التقليد واملحاكاة للنباتات وكذلك استخدمت أشكال جذوع النخيل‬
‫ً‬
‫كأنصاف أعمدة‪ ,‬فضال عن استخدام االشكال الحيوانية واالدمية وامليتافيزيقية كرمز للسلطة والقوة‪ ,‬وكان‬

‫‪137‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬
‫ذلك من خالل التقليد املباشر للطبيعة مع املعالجة بطريقة هندسية عن طريق الدائرة والخط املستقيم‪.‬‬
‫ً‬
‫(‪ .)George William , 1979 , P:62‬واذا ما انتقلنا الى العمارة القديمة في أوربا تحديدا في العمارة االغريقية‬
‫(‪ ) 323-650‬ق‪.‬م‪ ,‬فنجدها اعتمدت نفس أسلوب املحاكاة اال إنها استندت على مقياس جسم االنسان‪,‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫وتحقيق املثالية حيث أنها تعد االنسان مقياسا لكل ش يء ) ‪ .) Suad Abd Ali, 1987, P:29‬وعند االنتقال الى‬
‫التصميم والعمارة االسالمية نجد أن النظرية العضوية في حد ذاتها الركيزة االساس في الفكر العربي االسالمي‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وتدعو الى التأمل للطبيعة واالستفادة منها ماديا وروحيا وهذا يتوائم مع طبيعة املجتمع االسالمي املعاصر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حيث يرتبط اإلنسان مع الطبيعة ويستلهم منها مفرداته معنويا ووجدانيا‪ .) Wright ,1984, P:15( .‬وأن ما يميز‬
‫العمارة االسالمية هو انها عمارة مثالية ترتبط مع االنسان وبيئته املحيطة التي اوجدها هللا وسخرها له لتخدم‬
‫حاجاته‪ ,‬فالجماليات الطبيعية تظهر من خالل تحوير االنسان املسلم للطبيعة الى أشكال مجردة ترتبط‬
‫بالجانب الروحي‪ .) Thuwaini, Al - Mada Newspaper ,2005(.‬وقد ظهرت في العراق عمائر إسالمية ظلت‬
‫عالقة في أذهان الشعوب‪ ,‬حيث يعد جامع امللوية في سامراء من املساجد األثرية القديمة وأفضل مثال على‬
‫استخدام فكر النظرية العضوية‪ ,‬من خالل أستلهام شكل الحلزون في بناء منارته املعروفة‪ ,‬وهو دليل على أن‬
‫ً‬
‫فكر العضوية أستخدمه العرب واملسلمون أيضا في عمارتهم‪ .)Website,4( .‬لقد كانت النظرية العضوية تتدرج‬
‫في أسلوب استخدام الطبيعة من الناحية الشكلية والوظيفية في بادئ االمر‪ ,‬وكان أسلوب االستلهام للطبيعة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مباشرا ويسمى أسلوب االشكال املتشابهة مع الطبيعة‪ ,‬فضال عن استخدام األلوان الصريحة‪ ,‬وقد تطور هذا‬
‫االسلوب بتعاقب الحقب الزمنية حتى وصولها للعصور الوسطى حيث اختلف شكل االستلهام وتطور استغالل‬
‫الطبيعة بشكل اكثر وجاء ذلك نتيجة نجاح هذا الفكر لدى االنسان وتطوره واصبح االنسان يبحث عن‬
‫التجديد في االستلهام من خالل انماط متعددة‪ ,‬ولم يختلف االمر في العمارة االسالمية حيث كانت مكملة‬
‫للعمارة القديمة ومنسجمة مع بيئتها الطبيعية املنتجة للمواد واملتوافقة مع خصوصيتها‪ ,‬ويمكن االحساس‬
‫بالعضوية في تصميم الفناء الداخلي‪ ,‬والذي امتازت به العمارة االسالمية بشكل عام وهو يتوسط املبنى ويمنح‬
‫الراحة للمستخدمين من خالل النباتات والظالل واملياه املتدفقة التي تضفي على املكان الجمال والحيوية‪.‬‬
‫النظرية العضوية ‪ -‬الفلسفة الجمالية ‪:‬‬
‫ناقش االغريق العضوية كفكرة فلسفية حول مواضيع الكائنات الحية والطبيعة ومصنوعات االنسان‬
‫والجمال‪ ..‬الخ‪ ,‬ثم أعاد كثير من مفكري العصر الحديث اهتماماتهم ملشاكل النمو العضوي وقوانين تشكيله‪,‬‬
‫ونجد العضوية تبحث عن فلسفة الجمال في نتاجات االنسان من خالل الصفات املشتركة مع صفاتها ومبادئها‬
‫ً ُ‬ ‫ً‬
‫أو ما يناظرها‪ .)Irfan, 1968 , P:8( .‬فالجمال حاضرا ليس فقط في الكائنات الحية ولكن في نتاجاتها ايضا‪ ,‬وتعد‬
‫أساس في كل الفنون‪ ,‬وتسعى العضوية الى تحقيق الجمال من خالل الشكل الطبيعي الذي يتميز باالنتفاعية‬
‫واالستمرارية ا لشكلية‪ ,‬ويعني ذلك تكامل االعضاء في تأدية مهامها العضوية‪ ,‬وذلك أسلوب يتفق مع الطبيعة‬
‫ذات الخطوط اللينة والبسيطة والتي تعبر عن الجمال املطلق أو الجمال النسبي‪ ,‬وكلما عولت العضوية في‬
‫ً‬
‫منجزها الفني على البناء املتنامي‪ ,‬حققت بذلك تفرد وترابط في األسلوب بشكل كبير مما تجعل من ذلك عمال‬
‫يتسم بالقيم الجمالية وبشكل يتناسب مع االنسان واحتياجاته (‪ .)Yasmeen,2014, P:14‬وتستمد الفلسفة‬
‫الجمالية في النظرية العضوية ارتقائها من الطبيعة كما أن دوافع االحساس الجمالي لدى اإلنسان يستلهمها من‬
‫محيطه الطبيعي وهي مثيره الستجاباته وتتحقق من خاللها خبرته الجمالية‪ ,‬ويمكن القول ان الخبرة الجمالية‬

‫‪138‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬
‫أحدى مفاهيم طاقات االنسان الناتجة من محيطة‪ ,‬ويرتبط التصميم الداخلي بطبيعة نفعية وظيفية يكون‬
‫أحد شروطها الصفة الجمالية‪ ,‬واليوجد فاصل يجعل الخبرة الجمالية بمعزل عن الحياة العملية‪ ,‬فهي كامنة في‬
‫بواطن خبراتنا اليومية‪ ,‬اذ تخرج من نطاق االحاسيس الشخصية الفردية وتتحدد نحو عالم االشياء‬
‫واملوضوعات واالحداث الخارجية‪.‬‬
‫النظرية العضوية والعالقة بين الشكل والوظيفة ‪:‬‬
‫إن النظرية العضوية تميل الى اعتماد بعض األشكال عن طريق االستعارة الصريحة أو املجردة التي‬
‫يستخدمها املصمم الداخلي في نتاجه‪ ,‬وتتلخص العالقة بين الشكل والوظيفة في النظرية العضوية في عدم‬
‫تبعية أحدهما لألخر فهما وحدة واحدة‪ ,‬وأن للعضوية وظيفة متحدثة عن االنسانيات في التصميم الداخلي‪,‬‬
‫لذلك يصفها البعض بالرومانسية‪ ,‬وتتلخص صفة العضوية من خالل أشكالها وتنويعها ومالئمتها للوظائف‬
‫ً‬
‫املطلوبة منها‪ ,‬وان شعار (الشكل يتبع الوظيفة)‪ ,‬يعبر عنه بواسطة الوظيفة فعال ولكن البد من وجود حدود‬
‫للخيال الشعوري ويتوازى الخيال وموهبة األبداع للمصمم في تحقيق وظيفة والدة الشكل‪.‬‬
‫ُ‬
‫(‪ .)HATJE,1973,p:146‬والوظيفة تعد من أساسيات التصميم وتكاد تكون بديهية في أي عمل تصميمي‪ ,‬وترتبط‬
‫وبناء على توجه النظرية العضوية في اختيار‬‫بالفائدة ألن شرط الفائدة هو الدافع األصلي لوجود التصميم‪ً ,‬‬
‫ُ‬
‫االشكال املستوحاة من الطبيعة التي خلقها هللا سبحانه وتعالى والتي تظهر االبداع في جميع اشكال الطبيعة‬
‫واستغالل مكامن قوتها ليتحقق فيها االداء الوظيفي الناجح اذا ما تم توظيفها بالشكل الصحيح‪ ,‬فأشكال‬
‫الحيوانات والنباتات وتركيبها تستدعي التأمل ملا تحتويه من أسرار تحمي الكائن الحي من الظروف الجوية‬
‫املحيطة به وآليه التكيف مع الطبيعة والدفاع عن النفس عند املخاطر‪ ,‬الصورة رقم (‪. )2( , )1‬‬

‫الصورة رقم (‪ )2‬شكل انحناء قنفذ البحر الحيوان الرخوي وهو انسب الصورة رقم (‪ )3‬شكل صدفة السلحفاة التي تحمي نفسها من األخطار‬
‫الخارجية التي قد تتعرض لها‪ ,‬كالحيوانات املفترسة‬ ‫األشكال التي تقاوم الضغط الهيدروستاتيكي للماء في اعماق البحار‪.‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬العضوية واالستلهام من الطبيعة واستراتيجية توظيفها في البنية التصميمية‬
‫ُيعد االستلهام العضوي من الطبيعة من أساسيات ومبادئ النظرية العضوية ومن املعروف أن البيئة‬
‫الطبيعية بما تملكه من عناصر ومكونات حية وجامدة سواء في البر أو البحر أو حتى الفضاء تعد كافيه لتكون‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫منبعا مهما ومصدرا أساس ي من منابع اإللهام الشكلي في بنية التصميم الداخلي وسبب في تحقيق االبداع‪ ,‬سـواء‬
‫بالصور في ظـاهر تكوينها‪ ,‬أو مـا تنطـوي عليه الصـور مـن أسـس تحكـم تكوينها وطريقة عملها في أدائها‪ ,‬فالطبيعة‬
‫ً‬
‫هي معلم االنسان ويعود اليها دوما ليستقي منها الخبرة التي خلقها هللا سبحانه وتعالى بعد التأمل والتفكير في‬
‫مدركاتها‪ ,‬والتي تنبع من االيحاءات في استمرارية وفهم املخلوقات فكل مخلوقات هللا مصدر للجمال وااللهام‬
‫املتنوع فعندما نتأمل نرى التكامل في االنشاء والوظيفة والجمال في كل املخلوقات بما فيها االنسان ذاته ‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬
‫آلية االستلهام من الطبيعة ‪ :‬ترتبط آلية االستلهام بقدرة املصمم على التمعن في اختيار االشكال التي تالئم‬
‫وظيفته التصميمية فعندما يستلهم املصمم الداخلي من اشكال الطبيعة يقوم بتقويم تلك االشكال وتحليلها‬
‫الى عناصر في كنف قوانين ونظم الطبيعة ويبدأ في العملية التصميمية‪ ,‬وعندما يستلهم املصمم عناصره‬
‫ورموزه من مكونات الطبيعة يمر بعمليتين‪:‬‬
‫ً‬
‫االولى‪ :‬داخلية متصلة بالقدرات اإلدراكية من ثقافة وقدره بيولوجية وفسيولوجية‪ ,‬فضال عن القدرة في‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫استحضار الصور الذهنية عن طريق التخيل لالنطالق بأفكار وحلول يبني فيها كيانا جديدا من وحي أحاسيسه‬
‫الذاتية التي تنتقل من إدراكه للطبيعة لتتجسد في عمل له طابع واسلوب خاص ‪.‬‬
‫والثانية ‪ :‬خارجية تتمثل في العالقة مع الطبيعة‪ ,‬من خالل استخالص النظم الهندسية التي تحقق الوحدة‬
‫واالتزان وااليقاع والتنوع في مفردات الطبيعة‪ .)Ismail ,2001,P:33 (.‬للوصول الى االبتكار في التصميم والتفرد في‬
‫الفكرة والخروج من السياق العادي للتفكير باتباع نمط جديد والتجاوب مع العناصر الطبيعية ‪.‬‬
‫أنماط االستلهام ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬نمط االشكال املتشابهة ‪ :‬وفيها يكون االستلهام بشكل مباشر وواضح‪ ,‬أو قد يكون غير مباشر (مجرد)‪,‬‬
‫ويتم ذلك من خالل االيحاء الظاهري بالتشبيه بأشكال الطبيعية (نبات‪ ,‬جماد‪ ,‬حيوان ) وتتجسد وفق‬
‫أساليب يتم ذكرها في االتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التقليد واملحاكاة ‪ :‬وهو تقليد أشكال الطبيعية الحقيقية من خالل تحديد الصفات املميزة وتقديمها‬
‫بصورة اشكال تحاكي الشكل االصلي دون التعمق في العالقات الداخلية ومن مميزات التصميم باملحاكاة‬
‫تحقيق التناسق بين االجزاء من حيث االستقرار واالتزان لألشكال‪ .)Nubi , 2005, P:75(.‬ويستخدم‬
‫ً‬
‫االستلهام بنمط التقليد واملحاكاة على العناصر الحية في الطبيعة كالحيوانات والنباتات فضال عن التقليد‬
‫للعناصر الجامدة في الطبيعة كالصخور واالصداف الطبيعية‪ ,‬ونجد مثال لتجسيد هذا النمط في التصميم‬
‫الداخلي لكنيسة "جوليه" (‪ )Kapelle Guell‬في إسبانيا‪ ,‬وهي من تصميم انطوني جودي ( ‪) Antioni Gaudi‬‬
‫وهو من رواد النظرية العضوية‪ ,‬وقد استلهم بهذا النمط من االستلهام شكل التكوينات العظمية في‬
‫الفضاءات الداخلية لتلك الكنيسة‪ .‬الصورة رقم (‪.)3‬‬
‫‪ -2‬االستنباط ‪ :‬وهو التصميم بأسلوب مقارب لألنموذج الطبيعي في أحد مفرداته التصميمية‪ ,‬وهو‬
‫ً‬
‫اكثر عمقا من التقليد واملحاكاة حيث يكتفي ببعض خصائص ومقومات االشكال الطبيعية ومن ثم‬
‫تجريدها‪ ,‬لتكون بصورة جديدة تحمل صفات وطابع الشكل االصلي مع تغييرات جديدة ال تؤثر على‬
‫جوهر وهوية الشكل املتصل في ظاهره مع الطبيعة‪ ,‬ومن خالل البحث تبين إن هذا النمط من‬
‫ً‬
‫االستلهام اكثر االساليب اتباعا في العملية التصميمة‪ ,‬ونرى في مشروع ملعب باالزتو ( ‪Pa Lazetto‬‬
‫‪ ,)Dello Sport‬في روما ايطاليا ‪ 1957‬للمصمم بيير لويجي نرفي (‪ ,)Pier Luigi Nervi‬وهو من رواد‬
‫ً‬
‫النظرية العضوية االيطالية املعاصرة‪ ,‬وقد استلهم شكل القوقعة البحرية استلهاما استنباطيا في‬
‫التكوين اإلنشائي للمبنى والذي تتولد منه الخطوط املنحنية بالتوالي في اتجاهين متعاكسين‬
‫متشابكين مما يدعم التكوين العام ويغني عن استخدام أي أعمدة مما ينعكس على الناحية‬
‫الوظيفية أما اإلضاءة الطبيعية والصناعية للملعب فهي مشتركة بنفس الفتحة في مركز السقف‬

‫‪140‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬
‫ومن الفراغ املحصور بين السقف ومستوى سطح األرض واستنبط التكوين النسيجي ألوراق األشجار‬
‫في تصميم السقف‪ ) Website,5 (.‬الصورة رقم (‪.)4‬‬

‫الصورة رقم (‪ )4‬التصميم الداخلي مللعب ( ‪Pa Lazetto Dello‬‬ ‫الصورة رقم (‪ )3‬التصميم الداخلي لكنيسة جوليه ‪,‬توضح‬
‫‪ ,)Sport‬وتوضح استخدام الخطوط املنحنية بالتوالي واستلهام‬ ‫االستلهام بنمط التقليد واملحاكاة من اشكال العظام في‬
‫نسيج اوراق االشجار في السقف بنمط االستنباط‬ ‫تصميم االعمدة والسقف‬

‫‪ -3‬االقتداء ‪ :‬وهو تنظيم العناصر في التصميم الداخلي وفق أسس إنشائية وبنائية مستنتجة من‬
‫الطبيعة مع وجود اختالف بين املفردات‪ ,‬ومن خصائص هذا النمط أن التصاميم ال تشابه االشكال‬
‫املوجودة في الطبيعة بشكل مباشر وإنما تعتمد على االستنتاج للنظم الحركية التي يتم استعارتها من‬
‫حركة نمو العناصر النباتية والحيوانية‪ ,‬بعد تحليلها وتركيبها بأسلوب مبتكر جديد إلنتاج أشكال‬
‫جديدة بأسلوب يحمل درجة كبيرة من التوافق والتناسق واالنسجام لتحقيق الجمال في التصميم‬
‫الداخلي‪ ,‬ونجد في كنيسة ريوال ( ‪ )1968( ,) Riola‬في ايطاليا من تصميم املصمم الفار التو ( ‪Alvar‬‬
‫‪ )Aalto‬الفنلندي األصل وهو احد رواد النظرية العضوية‪ ,‬وقد استلهم من الطبيعة بأسلوب االقتداء‬
‫العضوي حيث استلهم شكل سقف الكنيسة من شكل اضالع القفص الصدري للكائنات الحية‬
‫الصورة رقم (‪ ,)5‬وقد توصل الى احد الحلول اإلنشائية املتميزة للتحكم في الضوء الطبيعي أالزم للمبنى‬
‫ً‬
‫لالستفادة منه داخليا‪ .) Website,6(.‬كما وتميز املصمم (الفار التو ) بإبداعات في مجال التصميم‬
‫الداخلي وبوجه خاص مجال تصميم األثاث حيث عكست أعماله شخصيته املنفردة في تحقيق‬
‫الوحدة بين الشكل والوظيفة انظر الصورة رقم (‪ ,)6‬والتي تبين استلهامه لتصميم كرس ي مستوحى من‬
‫لحاء الشجرة بأسلوب االقتداء ‪.‬‬

‫الصورة رقم (‪ )6‬تصميم كرس ي للمصمم الفار التو‬ ‫الصورة رقم (‪ )5‬التصميم الداخلي لكنيسة ريوال ( ‪) Riola‬‬
‫مستلهم باالقتداء من شكل لحاء الشجرة‬

‫‪141‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬االشكال التجريدية ‪ُ :‬ي عرف نمط التجريد بأنه تعرية الطبيعة من حالتها العضوية والحيوية كي تكشف‬
‫عن أسرارها الغامضة وباطنها ومعانيها الكامنة‪ ,‬واستخالص الجوهر من خالل االختزال من عناصر الطبيعة‬
‫وعرضه بشكل جديد‪ ,‬فتتبلور من خالل عالمات هندسية تحمل قوانين شكلية‪ .)Mohamed, 2002, P:2( .‬ويعاد‬
‫ً‬
‫صياغتها برؤية جديدة يكون حس املصمم حاضرا في اتساق عناصر التصميم بمعونه الحركة والخيال وعلى‬
‫اساس الخبرة في طرحها للمتلقي‪ ,‬ويقسم هذا النمط الى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬نمط التشكيل البسيط ‪ :‬يصاغ فيه االشكال بأسلوب صريح وحر على املستوى الهندس ي بعد تبسيط‬
‫االشكال مثل املثمن واملربع واملخروط وغيرها من االشكال الهندسية‪ ,‬مما يميل الشكل الى التناسق والتماثل‬
‫بين الشكل واالتزان‪ ,‬وتحقيق التناسق بين االجزاء‪.‬‬
‫‪ -2‬نمط التشكيل املتراكب واملندمج ‪ :‬أن الوحدة التصميمية فيها تمتلك فعالية التراكب غير املستقر والتي‬
‫تمتاز بتنظيم الفضاء وتحقيق االتزان من الداخل كما في تراكب االشكال والتي تمتاز بنوعين‬
‫االولى‪ :‬الهندسية املجردة ‪ ,‬والثانية‪ :‬التراكب من الطبيعة‪ .‬ومن امثلة التشكيل املتراكب واملندمج نشاهده في‬
‫تصميم متحف جوجنهايم في نيويورك للمصمم فرانك لويد رايت ويظهر فيه االندماج بين النوعين في التصميم‬
‫( ‪ .)Al-Abadi , 2014, P:44‬انظر الصورة رقم (‪ )7‬و (‪.)8‬‬

‫الصورة رقم (‪ )8‬تصميم متحف (‪ )Guggenheim‬في نيويورك‬ ‫الصورة رقم (‪ )7‬التصميم الداخلي ملتحف (‪ )Guggenheim‬في‬
‫من الخارج وتوضح تصميم الهيئة الخارجية للمبنى املستلهم‬ ‫نيويورك وتوضح االستلهام من االشكال الطبيعية والهندسية بنمط‬
‫بنمط التجريد املتراكب واملندمج‬ ‫التجريد املتراكب واملندمج في الفضاءات الداخلية‬

‫نظريات االستلهام العضوي من الطبيعة ‪:‬‬


‫ً‬
‫أوال‪ :‬نظرية االستلهام البصري من الطبيعة ‪ :‬ويعتمد على مدى تأثر املصمم الداخلي بمكونات الطبيعة‬
‫وعناصرها ومدى االستفادة منها واستغاللها لتنعكس على تصميمه املبتكر لتحقيق قيم جمالية‪ ,‬وليس‬
‫بالضرورة تحقق الحاجة النفعية على أكمل وجه‪ ,‬وبمعنى اخر أن العامل الوظيفي البحت ال يصبح هدف‬
‫أساس ي في حد ذاته إذا ما قورن بالقيمة الجمالية املستلهمة من الطبيعة وانعكاسها على التصميم‪ ,‬كاستلهام‬
‫بعض العناصر لالستفادة منها في زخرفة التصميم الداخلي‪ .)Al-Abadi , 2014, P:45 (.‬وهذا التوجه من‬
‫االستلهام فطري دوره ناقل للطبيعة وال يستعين املستلهم بأفكاره في أيجاد تعبيرات جديدة او انماط تحقق‬
‫استلهامات متعددة االشكال‪ ,‬واختياره يقتصر على االشكال التي يراها في الطبيعة واستخدام تلك االشكال في‬
‫تصاميمه كما هي‪ ,‬الصورة رقم (‪ )9‬و(‪.)10‬‬

‫‪142‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬

‫الصورة رقم (‪ )10‬كرس ي على شكل زهرة تمثل االستلهام‬ ‫الصورة رقم (‪ )9‬مقعد على شكل سلحفاة تمثل‬
‫البصري للطبيعة‬ ‫االستلهام البصري للطبيعة‬

‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬نظرية االستلهام التحليلي من الطبيعة ‪ :‬ظهر هذا النوع من االستلهام في العقود االخيرة بمحاوالت لربط‬
‫ً‬
‫التصميم الداخلي والبيئة من خالل الدراسة التحليلية لعناصر الطبيعة العضوية ‪ ,‬وبدأ يأخذ اشكاال أكثر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عمقا وهذا التوجه باالستلهام أستخدم فيه املصمم الشكل في الطبيعة بصريا ومن ثم بدأ بدراسة وتحليل ما‬
‫ً‬
‫حوته الطبيعة من فلسفات إنشائية في محاولة ملحاكاة نظريات الطبيعة لتكون الطبيعة مدخال ملفهوم هندسة‬
‫ً‬
‫التكوين بمستوى تجريدي يتخلى فيه التكوين عن صورته الظاهرة ‪ ,‬ويصبح ممثال ملجموعة القوانين التشكيلية‬
‫التي تحكم العالقات بين مكوناته وعناصره‪ .‬وقد تعددت مظاهر االستلهام التحليلي من الطبيعة وفق االتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬االستلهام االحيائي الحركي ‪ُ :‬يستلهم التصميم عن طريق محاكاة الشكل العام للكائن الحي ‪ ,‬فالهدف‬
‫االساس هنا استغالل املزايا التصميمية في الهيكل املتكامل للكائن العضوي ‪ ,‬كمنظومة عمل وليس مجرد‬
‫ً‬
‫اجزاء منه‪ ,‬وأن عملية النقل تنتج عن مسببات الحركة مما يعد هندسيا في كثير من االحيان‪ ,‬كونه يعتمد‬
‫على أليه الحركة وهنالك العديد من صور استلهام الحركة في الطبيعة‪ ,‬مثل حركة املفاصل والجذع لإلنسان‬
‫‪.) El-Saeed , 2005, P: 150 ( .‬‬
‫ُ‬
‫‪ -2‬االستلهام التمثيلي والرمزي ‪ :‬ويعد احد الوسائل التعبيرية الفردية ذات االبعاد االجتماعية التي تجسد‬
‫املعاني والصور واالفكار القيمة من خالل ربطها بصور اخرى للتعبير عن عالقات غير ملموسة بين االنسان‬
‫واالفكار التي يمثلها الرمز الناتج عن االحداث التي يمر بها الفرد مع تمثيلها للخبرة واملعاني املستخلصة من‬
‫االحداث التي تتمثل باملشاعر االنسانية وتتجسد بالبعد الفني واالنساني للرمز‪ ,‬وهو االستلهام ألشكال الطبيعة‬
‫املختلفة مثل صراع الحيوانات املختلفة أو أشكال العصافير‪ ,‬أو اشكال الحيوانات االسطورية والتي تتعلق‬
‫بثقافات املجتمعات‪ ,‬ونرى مثال لذلك في تصميم فندق كازا باتلو (‪ ) Casa Batlló‬للمصمم انطوني جودي الذي‬
‫صممه عام (‪ , )1904‬ويقع في برشلونة‪ -‬إسبانيا‪ ,‬ويتميز املبنى بنوافذه غير املنتظمة وشرفاته التي تبدو مثل‬
‫األقنعة او تشبه جمجمة حيوان‪ ,‬باإلضافة إلى جدرانه املزينة بالفسيفساء امللونة واملصنوعة من بالط‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫السيراميك‪ ,‬ويحتوي التصميم الداخلي للمبنى على ممر أبيض مض يء يتضمن ‪ 60‬قوسا متسلسال متراصا‬
‫مستلهما ذلك من القفص الصدري للتنين الذي يمثله املبنى‪ ,‬كما يبرز سقف املبنى على شكل مقوس وبأسلوب‬
‫مختلف مستلهما ذلك من هيكل التنين ويتفرع منه عدة مداخن‪ ,‬ومن أبرز ما يميز املبنى برج الصليب الذي يبدو‬
‫بتالت تحيط بقمته وتشير لالتجاهات الرئيسة األربعة‪ .)Website,7, 8( .‬أنظر‬ ‫ٍ‬ ‫كزهرة متفتحة تتضمن أربعة‬
‫الصورة رقم (‪ )11‬لفضاء الفندق الداخلي ويظهر االستلهام التمثيلي والرمزي‪ .‬والصورة رقم (‪)12‬التي تظهر‬
‫تصميم الهيئة الخارجية الغريبة‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬

‫الصورة رقم (‪ )12‬تصميم فندق (‪ ) Casa Batlló‬من‬ ‫الصورة رقم (‪ )11‬التصميم الداخلي لفندق (‪ ) Casa Batlló‬تظهر‬
‫الخارج للمصمم تظهر االستلهام التمثيلي والرمزي‬ ‫االستلهام التمثيلي والرمزي لشكل الشمس في السقف ودوران‬
‫لشكل هيكل التنين في تصميم السقف وكذلك‬ ‫الكواكب التي تجسدت بمكونات الفضاء حولها باتجاه عقرب الساعة‬
‫استلهامه للزهرة املتفتحة لشكل الصليب في البرج‪.‬‬ ‫كذلك استلهام الزخارف النباتية في نقوش الفتحات لألبواب‬
‫والشبابيك كذلك االعمدة التي تشبه شكل القصب‬

‫مؤشرات االطار النظري‪ :‬أسفر االطار النظري عن مجموعة من املؤشرات يمكن االستفادة منها كمعايير في‬
‫عملية التحليل ضمن إجراءات البحث وكما يأتي ‪:‬‬
‫‪ .1‬تكتسب العناصر التكوينية للتصميم الداخلي العضوي صفات تتمثل باالرتباط مع الطبيعة املحيطة‬
‫للتصميم وتستمد منها املواد والخامات الطبيعية او اشكالها او ما يتوافق مع البيئة ليكون التصميم‬
‫منصهر ومستمد تكوينه مع محيطة الطبيعي لتحقيق التكامل بين التصميم وطبيعة املكان‪.‬‬
‫‪ .2‬للمرونة اهمية بعملية التحكم في التصميم وفق النظرية العضوية من خالل امكانية االضافة والتوسع في‬
‫الفضاءات الداخلية ونشاطاتها وفق الضرورة والحاجة الوظيفية والجمالية دون ان يفقد التصميم طابعة‬
‫وشكله التكويني ‪.‬‬
‫‪ .3‬ثمة صلة وثيقة للمبنى العضوي مع الطبيعة املحيطة به وهذه الصلة تزخر بالتناسب مع ظروف البيئة‬
‫واحوالها ويستمد التصميم الداخلي الصفة الشكلية من محيطة الطبيعي لتحقيق االنتماء الوظيفي‬
‫والجمالي فالطبيعة هي اساس التكوين العضوي ومنها تصدح االفكار في تحقيق معالم الجمال ‪.‬‬
‫‪ .4‬يتجه التصميم في النظرية العضوية إلى إلغاء الحدود بين الداخل والخارج وتعزيز العالقة بينهما بمنح تلك‬
‫العالقة املزيد من الشفافية واالنفتاح عبر العناصر الوسطية والتي قد تتسم ذاتها بالتعقيد ‪ ,‬لتضيف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بذلك تشويقا جماليا بين البعدين‪.‬‬
‫‪ .5‬تكمن حقيقة املبنى في النظرية العضوية من تكوين الفضاء الداخلي وجعلة انتفاعي مستمر الحركة‬
‫ويتناسب مع الزمن ويمتد وينمو كعضو حي في الطبيعة يمتلك الطاقة ‪ ,‬وهذه الطاقة تنبع من داخل املبنى‬
‫الى خارجة ويعزز االتصال بينهما ‪.‬‬
‫‪ .6‬تخضع عملية االستلهام من الطبيعة الى نظريات وآليات نابعة من فكر املصمم وهذه االليات داخلية‬
‫متصلة بأدراك املصمم وثقافته‪ ,‬وخارجية تتمثل بعالقة املصمم بالطبيعة واستنتاج النظم الهندسية منها‬
‫في تحقيق اسس التصميم في الشكل عن طريق انماط متعددة في االستلهام تكون مدروسة‪ ,‬ليطرحها‬
‫املصمم بأسلوب جديد يتحقق من خاللها التميز والتفرد في الفكرة التصميمية‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .7‬ان أساس التقييم الجمالي موضوعيا أو ذاتيا ‪ ,‬مثاليا أو واقعيا ‪ ,‬حسيا أو عقليا ‪ ,‬هو اساس لكشف قيمة‬
‫موجودة في ذواتنا وفي كل ما حولنا في الطبيعة ‪ ,‬وهو قيمة من قيم الوجود ذاته ‪ ,‬ومهما كانت طرق‬
‫استشعاره أو االحساس به‪.‬‬
‫‪ .8‬ادراك الجمال في الفضاء الداخلي هو نتاج للتجربة البصرية والخبرة الجمالية للمتلقي وما يترتب على ذلك‬
‫من تحسس للخصائص الفضائية من حيث املقياس والشكل والحجم ‪,‬والضوء ‪ ,‬واللون‪ ,‬وامللمس‪,‬‬
‫واستخدام االثاث ‪ ,‬مما تنعكس على احساس املتلقي وشعورة بالقيم الجمالية ‪.‬‬
‫‪ .9‬تعد الزخرفة املستلهمة من الطبيعة احدى معززات الجمال وارتباطها في التصميم الداخلي هو صيرورة‬
‫نافعة تنطلق منها مؤثرات حسية وتعبيرية لإلحساس بالجمال وادراكه ويعتمد على مستوى التجربة والخبرة‬
‫الجمالية للمتلقي ‪.‬‬
‫إجراءات البحث‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال منهج البحث ‪ :‬أستخدم املنهج الوصفي‪ ,‬لغرض الكشف عن الدالالت الفكرية والجمالية للفضاءآت‬
‫الداخلية لنماذج عاملية‪ ,‬من خالل وصف وتحليل نماذج البحث‪ ,‬وقد تم إجراء وصف النماذج من خالل‬
‫االستعانة باملعلومات الصورية عن طريق الشبكة الدولية للمعلومات (االنترنيت ‪ ,)Internet‬واستمارة محاور‬
‫التحليل‪ ,‬املعتمدة على ما تم استخالصه من االطار النظري‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا مجتمع البحث وعينته‪ :‬تم اختيار املنجزات التصميميه على وفق معطيات النظرية العضوية وارتباطاتها‬
‫الجمالية في التصميم الداخلي‪ ,‬وقد تألف مجتمع البحث من عينات قصدية تتألف من بيئات سكنية منجزة‬
‫من قبل مصممين عامليين وحاصلة على جوائز عاملية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثالثا أداة البحث‪ :‬تم اعتماد استمارة التحليل كأداة للبحث ونظرا لعدم توفر أداة جاهزة لتحليل الفضاءات تم‬
‫ً‬
‫اعداد استمارة خاصة باالستناد الى معطيات االطار النظري ومؤشراته في تحليل انموذجي العينة وفقا ملحاور‬
‫استمارة التحليل على النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬املبادئ العضوية في أسلوب فرانك لويد رايت‬
‫‪ -2‬االستلهام من الطبيعة‬
‫‪ -3‬االرتباطات الجمالية‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا صدق االداة‪ :‬لغرض استخراج الصدق الظاهري لفقرات استمارة التحليل وصدق املحتوى‪ ,‬تم عرض‬
‫املحاور على الخبراء املتخصصين ‪ ,11‬لغرض تسجيل املالحظات أو الحذف والتعديل عليها‪.‬‬
‫ً‬
‫خامسا ثبات االداة‪ :‬للتحقق من ثبات االداة تم التحقق من هذا اإلجراء باالعتماد على العامل الزمني‬
‫(االتساق عبر الزمن)‪ ,‬عبر استخدام استمارة التحليل املصممة وتطبيقها على إحدى عينات البحث ثم إعادة‬
‫التطبيق على العينة ذاتها بعد مرور اسبوع من التحليل االول وقد بلغ معامل الثبات (‪ )%95‬أذ جرى حساب‬
‫عدد فقرات االتفاق ‪100 X‬‬ ‫معامل الثبات باستخدام املعادلة‪:‬‬
‫نسبة االتفاق = ________________________‬
‫العدد الكلي للفقرات املحللة‬

‫‪ -1‬االساتذة الخبراء ‪:‬‬


‫‪ -‬أ‪.‬د‪ .‬فاتن عباس لفتة – تدريسية ‪ -‬قسم التصميم ‪/‬التصميم الداخلي – كلية الفنون الجميلة ‪ /‬جامعة بغداد‪.‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬بدريا محمد حسن – تدريسية ‪ -‬قسم التصميم ‪/‬التصميم الداخلي – كلية الفنون الجميلة ‪ /‬جامعة بغداد‪.‬‬
‫‪ -‬أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬رجاء سعدي لفتة– تدريسية – قسم التصميم ‪/‬التصميم الداخلي – كلية الفنون الجميلة ‪ /‬جامعة بغداد‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬
‫وصف العينة ‪ :‬االنموذج رقم (‪ )1‬منزل نوتيلوس* ‪ :‬اسم املبنى‪ :‬منز نوتيلوس (‪,( The Nautilus House‬‬
‫ل‬ ‫‪1‬‬

‫موقعه ‪ :‬املكسيك ‪ ,‬تصميم ‪ :‬خافيير سينوزيان ( ‪ ,( Javier Senosiain‬سنة التنفيذ ‪ ,2006 :‬الهيئة الشكلية‪:‬‬
‫حلزوني الشكل ‪ ,‬طراز التصميم ‪ :‬حديث‪.‬‬

‫تحليل العينة ‪ :‬االنموذج رقم (‪ )1‬منزل نوتيلوس – املكسيك ‪:‬‬


‫‪ -1‬املبادئ العضوية ‪ :‬قدم االنموذج االول مستوى عال في تقليده للطبيعة العضوية ونجد في تصميمه للهيكل‬
‫ً‬
‫الخارجي تقليدا لشكل احدى انواع القواقع البحرية‪ ,‬وقد أرتبط املنزل بالطبيعة املحيطة به بشكل كلي من‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫خالل تناسب التصميم مع الظروف البيئية واحوالها فضال عن تناسبه مع مميزات وصفة املكان‪ ,‬والتي تنسب‬
‫الى الهوية الساحلية كون املنزل يقع في املكسيك تلك املدينة التي تمتاز بإطاللتها البحرية على البحر الكاريبي‬
‫وخليج املكسيك‪ ,‬وتطل على املحيط الهادي الشمالي‪ ,‬مما عزز انجذاب املصمم في استخدام العناصر‬
‫التصميمة النابعة من االحياء البحرية كارتباط تعبيري يعزز جمال طبيعة املكان كما يسهم بشكل كبير في‬
‫إغناء وتعددية املعنى الجمالي من حيث ان التصميم يعتبر شاخص عمراني يزخر بالقيمة الجمالية التي تميزت‬
‫بالتفرد في الفكرة التصميمية‪ ,‬ويتمتع املنزل بمرونة داخلية تمكن مستخدميه من اعادة توزيع الفضاءات‬
‫وتصميمها وتوزيع االثاث حسب الحاجة وجاء ذلك بفضل انفتاح الفضاءات الداخلية على بعضها باستثناء‬
‫الفضاءات التي تحتوي على خصوصية‪ ,‬مما يعزز الى حد كبير في امكانية التغيير الوظيفي في الفضاءات‬
‫الداخلية ‪ ,‬كما أن الشكل التصميمي لم يتحقق فيه املرونة الكافية في أمكانية التوسع املستقبلي واضافة‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫فضاءات اخرى بسبب تحديد املساحة الخارجية‪ ,‬وقد تحقق في التصميم الداخلي انسجاما شكليا كليا‬

‫‪https://www.yatzer.com/desert-house-kendrick-bangs-kellogg‬‬ ‫‪ * -1‬مصدر املعلومات والصور‬


‫‪http://www.ifitshipitshere.com/the-desert-house-by-ken-kellogg/‬‬

‫‪146‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬
‫ً‬
‫متوافقا مع شكل املنزل الخارجي‪ ,‬ليكون التصميم وحدة تكاملية واحدة بفعل االنسجام الكلي‪ ,‬وهذا‬
‫االنسجام نابع من التشابه في استخدام املواد والخامات وكذلك االلوان بين التصميم الداخلي والخارجي‬
‫للمنزل‪ ,‬أن تصميم املنزل ال يتحقق فيه اتصال بين الفضاء الداخلي والخارجي بسبب صغر فتحات الشبابيك‬
‫واستخدام الزجاج امللون املعتم في واجهة املبنى مما سبب انغالق الفضاء الداخلي دون اتصال مع الخارج‪ ,‬اما‬
‫املواد التي استخدمت فهي مواد حديثة شبه طبيعية وكذلك مصنعة‪ ,‬واملصنعة منها هي مواد تعد معاصرة‬
‫بطريقة تعبر عن تواصلها مع االصل الطبيعي‪ ,‬إذ أن عناصرها التكوينية املضافة هي عناصر مناظرة لألصل إال‬
‫أنها انشأت على وفق التكنولوجيا الحديثة‪ .‬واشكالها املضافة هي ذات عالقات ونسب مستوحاة من االصل ‪.‬‬
‫فقد تميز الشكل املضاف بهندسة حديثة في ا لبناء لتتحمل تكوين الكتلة الشكلية للمبنى بالكامل نسبة الى‬
‫تقليد شكل القوقعة البحرية‪.‬‬
‫‪ -2‬االستلهام من الطبيعة‪ :‬إن التصميم العام لالنموذج االول قد استلهم من الطبيعة بنمط التقليد املباشر من‬
‫خالل اتخاذ شكل القوقعة البحرية في تصميم الهيكل العام للمبنى‪ ,‬وهذا التقليد هو تقليد بصري صريح دون‬
‫االستنباط او االقتداء الشكلي‪ ,‬وقد استخدم املصمم شكل القوقعة البحرية في تصميمه نتيجة لدراسة هذا‬
‫الشكل وامكانية نجاح توظيفه كمبنى ملنزل يستمد محاسن قوته الشكلية بفعل تكوينه االنسيابي والذي‬
‫يمنحه القوة في تحمل ظروف املناخ ( اشعة شمس ‪ ,‬امطار ‪ ,‬رياح ‪ ,‬رطوبة ‪...‬الخ كما استخدم املصمم في‬
‫الفضاءات الداخلية نفس نمط االستلهام املباشر املقلد للطبيعة في بعض املفردات كالجدران والسقوف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واالرضيات فضال عن شكل زخرفة هيكل زجاج واجهة املنزل والذي يحتوي على تعددية في االلوان ‪ ,‬فضال عن‬
‫ً‬
‫شكل فتحات التهوية وحجمها‪ ,‬مقلدا بذلك اشكال األحياء البحرية‪ ,‬وكذلك استخدام النباتات كعناصر‬
‫تصميمية مكملة في البيئة الداخلية في فرش االرضيات ‪ ,‬اما في املفردات االخرى من التصميم الداخلي كاألثاث‬
‫ً‬
‫املوزع في ارجاء املنزل‪ ,‬فقد كان املصمم حريصا على جعل التصميم عضوي بجميع نواحي التصميم حيث‬
‫استخدم نمط االستنباط الشكلي في تصميم االثاث وفق اشكال االحياء البحرية‪ ,‬واشكال النباتات‪.‬‬
‫‪ -3‬االرتباطات الجمالية ‪ :‬يعد الشكل العام لتصميم املنزل من االشكال الفريدة والغريبة من نوعها وشكلة‬
‫الجذاب محرك إلحساس املتلقي من خالل التطلع الى الجمال التكويني في الفكرة التصميمية املتفردة‪ ,‬وذوبان‬
‫املنزل مع الطبيعة‪ ,‬كما ان تعبيرية الفضاء الداخلي من خالل ما يحتويه من عناصر تصميمية كاملحددات‬
‫التصميمية‪ ,‬واالثاث املستلهم من الطبيعة‪ ,‬وااللوان املنسجمة‪ ,‬والتنوع امللمس ي‪ ,‬واالضاءة الطبيعة‬
‫ً‬
‫والصناعية‪ ,‬فضال عن استخدام الزخارف التي تنتمي لهوية البيئة التصميمة واملستلهمة من االحياء البحرية‪,‬‬
‫أدى الى االثراء البصري والذي من خالله يمكن الحصول على ادراك معرفي وحس ي يغني الفكرة التصميمية‪,‬‬
‫فقد تم تعزيز الفكرة من خالل توظيف االستلهام للطبيعة وفق التقنيات الحديثة وتوظيفها في بناء املنزل‪ ,‬كما‬
‫ً‬
‫أن قيم التكوين ملفردات الفضاء الداخلي للمنزل على مستوى عناصره وعالقاته جاءت مدروسة تصميميا من‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حيث تحقيقها ملبدأ االرتقاء باملستوى الوظيفي والجمالي‪ ,‬إذ بلغ الفضاء تنوعا ملحوظا من خالل توظيف‬
‫عناصر الفضاء الداخلي بالشكل الصحيح‪ .‬واتسم التصميم بسمات جمالية واقعية عن طريق التصورات‬
‫االدراكية املتحققة نتيجة للخبرة الجمالية لدى املتلقي والتي تأسست من واقع االستلهام املباشر لشكل الكتلة‬
‫التصميمية من الطبيعة ‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬
‫وصــف العينــة االنمــوذج رقــم (‪ :)2‬منــزل الرــحراء * ‪ :‬اســم املبن ـ ‪ :‬منــزل الصــحراء (‪, ) The Desert House‬‬
‫‪1‬‬

‫موقعـه ‪ :‬الواليـات املتحـدة االمريكيـة – واليـة كاليفورنيـا‪ ,‬تصـميم ‪ :‬كـين كيلـوغ )‪ , (Ken Kellogg‬و جـون فور ـكـان‬
‫(‪ ,)John Vurgin‬سنة التنفيذ ‪ ,1993 :‬الهيئة الشكلية‪ :‬مستلهم من شكل الصخور‪ ,‬طراز التصميم ‪ :‬حديث‪.‬‬
‫تحليل العينة ‪ :‬االنموذج رقم (‪ )2‬منزل الرحراء – الواليات املتحدة االمريكية – والية كاليفورنيا ‪:‬‬

‫‪ -1‬املبادئ العضوية ‪ :‬أنبثق التصميم العام للمشروع من املفاهيم املناظرة للطبيعة والتفاعل معها واالشتراك مع‬
‫مبادئ الجيولوجيا والتضاريس الجغرافية ليستقر املشروع بتالؤم مع موقعه فوق كتلة من الصخور على حافة‬
‫متنزه ( جوشوا تري الوطني ) في والية كاليفورنيا االمريكية ‪ ,‬كما استوحت انسيابية التصميم الخارجي والداخلي‬
‫ً‬
‫من تأثير الرياح واملياه على الصخور لتبدو أنها نحتت املنزل ‪ ,‬ويأخذ منزل الصحراء شكال يشبه الصخور الهائلة‬
‫املستقرة على تلك التلة الصخرية املتشكلة بفعل التضاريس لألحجار املصقولة دون رؤية أي زاوية حادة ‪ ,‬وجاء‬
‫ً‬
‫التصميم الخارجي للمنزل متوافق ومتناغم مع املحيط البيئي للصحراء ‪ ,‬ومقلدا لطبيعة املكان‪ ,‬وقد تناسب‬
‫ً‬
‫املنزل مع ظروف البيئة املحيطة به متخذا الكثير من شكلها وصفاتها وقد حقق صلة وثيقة وارتباط كلي بينه‬
‫وبين البيئة الصحراوية الصخرية التي ينتمى اليها بامتياز ‪ ,‬ومعظم مفردات التصميم الداخلي تشكلت بفعل هذا‬
‫ً‬
‫االرتباط باالعتماد على تصميم شكل املنزل من الخارج واالستفادة من شكل مفردات البيئة املحيطة ليكون جزءا‬

‫‪https://www.yatzer.com/desert-house-kendrick-bangs-kellogg‬‬ ‫*مصدر املعلومات واالشكال ‪:‬‬


‫‪http://www.ifitshipitshere.com/the-desert-house-by-ken-kellogg/‬‬

‫‪148‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬
‫ً ً‬
‫منها‪ ,‬واملنزل قد تحقق فيه انسجاما كليا ينبع من الداخل الى الخارج‪ ,‬وهو منسجم االجزاء ومتحد مع محيطه‬
‫الخارجي ليكون وحدة تصميمية بفعل االنسجام الناتج من االئتالف الشكلي وتشابه املضمون بين التصميم‬
‫الداخلي والخارجي‪ ,‬ومن خالل مشاهدة تصميم الفضاءات الداخلية في املنزل نالحظ ان التصميم اتسم بمرونة‬
‫داخلية مما يمنحه االنسيابية في التصرف بالتصميم الداخلي وامكانية التغيير في نوع أنشطة ووظائف‬
‫الفضاءات الداخلية وفق الحاجة ‪ ,‬وجاء ذلك بفضل املساحات املفتوحة دون قواطع فاصلة او ابواب باستثناء‬
‫الفضاءات التي تحتوي على خصوصية‪ ,‬وجاءت املرونة مقتصرة في حسابات محدودة ال يمكن أن تحقق‬
‫أضافات لفضاءات جديدة ‪ ,‬وذلك نتيجة انغالق محيط املنزل الخارجي بالصخور التي تحدد حدوده‪ ,‬وتتمتع‬
‫بعض الفضاءات الداخلية للمنزل بارتباط مع خارجها وجاءت نتيجة لبعض االطالالت على البيئة الخارجية‬
‫ً‬
‫بفضل الفتحات الكبيرة وخصوصا في فضاءات حمام السباحة وبركة املياه االصطناعية والتي تطل على الوادي‬
‫املحيط باملبنى من االعلى والتي استخدم فيها الزجاج الشفاف كقاطع يحقق االتصال البصري بين الداخل‬
‫والخارج ‪ ,‬وكذلك جاءت غرفة النوم محققة ارتباط بين الفضاء الداخلي للغرفة والبيئة الخارجية عن طريق‬
‫الفتحات السقفية والتي توفر اطاللة جميلة تربط البيئة الداخلية للغرفة مع السماء نتيجة استخدام الزجاج‬
‫الشفاف في سقف الغرفة‪ ,‬اما في الفضاءات االخرى من املنزل تتفاوت نسبة هذا االرتباط نتيجة تفاوت قياس‬
‫ً‬
‫الفتحات السقفية والجدارية مما تتفاوت ايضا نسبة تحقيق االرتباط بين البيئة الداخلية والخارجية مثل فضاء‬
‫املطبخ وغرفة الطعام وكذلك غرفة املعيشة‪ ,‬اما فيما يخص الخامات واملواد املستخدمة في املنزل نالحظ‬
‫استخدام املصمم الداخلي خامات ومواد طبيعية وشبه طبيعية لضمان مزج املنزل بمحيطه الطبيعي‪ ,‬وقد‬
‫ً‬
‫استخدم املصمم مزيجا من الصخور واإلسمنت والحديد والزجاج والنحاس ‪ ,‬كما استخدم الخشب في صناعة‬
‫االثاث‪.‬‬
‫‪ -2‬االستلهام من الطبيعة ‪ :‬أن التصميم الخارجي للمنزل يحمل غرابة وتفرد في تصميم شكله العام من خالل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫استلهام تصميمه استنباطيا لشكل الصخور والتي تشبه كثيرا شكل بقايا عظام متحجرة لكائن كبير الحجم منذ‬
‫االف السنين نحتت وصقلت شكله ظروف وعوامل الزمن‪ ,‬وهذا التصميم نابع ومتوافق مع املحيط املكاني‬
‫للمنزل‪ ,‬اما في الفضاءات الداخلية فقد ظهرت الجدران املنحنية بشكل متكرر في املنزل لتعكس جماليات‬
‫ً‬
‫استلهام شكل الصخور املحيطة ‪ ,‬كذلك شكل االرضية التي استمد استلهامها من الصخور ايضا‪ ,‬الى جانب‬
‫ً‬
‫ذلك استخدم املصمم االشرطة الخشبية املمتدة من السقف الى االرض مرورا بقطع االثاث كاستلهام احيائي‬
‫حركي من الطبيعة يشبه بذلك حركة نمو االشجار املتسلقة كما وتستند تلك االشرطة الخشبية على االرض‬
‫ً‬
‫بفضل االرجل املستلهمة استنباطيا من أرجل الغزال الجبلي ‪ ,‬اما شكل االثاث فقد استلهم املصمم اشكاله‬
‫بأشكال متعدد ة ومختلفة وكل اثاث له صفة واستلهام معين من الطبيعة ‪ ,‬فنجد الكراس ي في غرفة الطعام قد‬
‫ً‬
‫استلهمها املصمم استنباطيا من شكل املاعز الجبلي‪ ,‬كذلك نجد استلهام شكل املوقد في غرفة املعيشة من‬
‫ً‬
‫خالل نمط التقليد لشكل املغارة ‪ ,‬فضال عن شكل الطاولة الوسطية في الغرفة سالفة الذكر فقد استلهمها‬
‫ً‬
‫املصمم استنباطيا من شكل العظام‪ ,‬وفيما يخص شكل وحدات االنارة السقفية فقد استلهمها املصمم من‬
‫ً‬
‫شكل االحياء البحرية استلهاما بنمط التجريد املتراكب‪ ,‬وعند مشاهدة التصميم الداخلي للمنزل يلفت انتباهنا‬
‫تلك املضلة الزجاجية الوسطية في غرفة الطعام والتي استلهامها املصمم بنمط االقتداء من شكل احدى انواع‬
‫ً‬
‫الزهور‪ ,‬ونجد في حمام غرفة النوم الرئيسة حوض غسيل نحاس ي يمتاز بغرابة في التصميم والفتا لالنتباه هذا‬

‫‪149‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬
‫ً‬
‫الحوض قد استلهمه املصمم من شكل نسر الصحراء بنمط االستلهام التمثيلي الرمزي ألشكال الطبيعة‪ ,‬واخيرا‬
‫ً‬
‫استلهم املصمم زخرفة نافورة املياه عضويا من اشكال النباتات بنمط االستلهام االستنباطي‪ ,‬وكذلك املشبكات‬
‫ً‬
‫الحديدية على الشبابيك هي االخرى جاء استلهمها استنباطيا من شكل عظام االسماك ‪.‬‬
‫‪ -3‬االرتباطات الجمالية ‪ :‬إن تعبيرية الفكرة التصميمية للمصمم كانت جديدة وقد ارتبطت جماليات الفضاءات‬
‫الداخلية مع فكرة املبنى القائم واالنسجام معها من خالل الحبكة واملهارة في طرح جماليات أشكال وتكوينات‬
‫الصخور العضوية وتعبيراتها الشكلية ‪ ,‬حيث عمد املصمم الى تحقيق التوازن في الفضاءات الداخلية لتبدو انها‬
‫منبثقة من الكتلة الصخرية املحيطة باملنزل ‪ ,‬كما أن تكوين سقف املنزل من الكتل املسطحة الصخرية عززت‬
‫التناقض في الطرح والجدل والتفرد في الفكرة التي ولدت املثالية في التعبير من خالل تحقيق التجدد في الشكل‬
‫التكويني النابع من أصل طبوغرافية املكان‪ ,‬لقد استخدم املصمم تكوينات تصميمة إثرائية متعددة داخل‬
‫الفضاءات الداخلية تمتلك تعبيرية جمالية من خالل استخدام اشكال العناصر العضوية وعند مشاهدة‬
‫املضلة الزجاجية وسط املنزل نالحظ جمالية انارتها املتشتتة التي تضفي للمكان حيوية تذهب باملتلقي الى‬
‫االحساس بجمال الزهرة الذهبية التي استلهمت منها‪ ,‬كما أن تنوع اشكال االثاث واستلهامها املتنوع من العناصر‬
‫العضوية أدت الى تحويل البيئة الداخلية للمنزل الى معرض فني الستعراض جماليات الطبيعة املنصهرة‬
‫ً‬
‫بالتكوينات والعناصر التصميمية في الفضاء الداخلي والتي كان املصمم حريصا في طرحها في كل تفصيل من‬
‫ً‬
‫تصميمه مما اثرى املنزل بصريا من الناحية الشكلية التعبيرية ‪ ,‬اما فيما يخص تصميم االضاءة وجمالياتها في‬
‫البيئة الداخلية فقد استخدم املصمم االضاءة الطبيعية من خالل فتحات السقف والتي تتنوع وظائفها‬
‫وجمالياتها في املنزل ‪ ,‬مما يؤدي الى توسيع ادراك املشاهد ووعيه لألبعاد الحسية والفيزيائية والنفسية والروحية‬
‫لهذا الفضاء والذي حقق توظيف هذه االضاءة على زيادة الراحة النفسية التي تسهم في االدراك والخبرة‬
‫ً‬
‫الجمالية ‪,‬إذ يعمل الضوء على التجسيم للفضاء وخلق االجواء املريحة والرؤيا الواضحة‪ ,‬فضال عن استخدام‬
‫ً‬
‫االضاءة االصطناعية ليال واملوزعة بفضل وحدات االنارة السقفية‪ ,‬اما جماليات مفردات الفضاء الداخلي على‬
‫ً‬
‫مستوى عناصره وعالقاته جاءت مدروسة تصميميا من حيث تحقيقها ملبدأ االرتقاء باملستوى الوظيفي والجمالي‬
‫‪ ,‬أن العالقة بين املتلقي وبيئة الفضاء الداخلي للمنزل الفيزيائية هي عالقة ادراكية ذات ابعاد تتعلق بالعاطفة‬
‫واالح ساس ‪ ,‬فيتفاعل االنسان مع مكونات الفضاء عبر اجهزته الحسية املختلفة ‪ ,‬إذ يقوم املتلقي بتحليل‬
‫الفضاء عن طريق تفسير املثيرات الحسية التي تحددها مستوى االدراك وكذلك الخبرة الجمالية لدى املتلقي ‪,‬‬
‫وقد تحققت السمات الجمالية في التصميم من خالل ذاتية جوهره وهويته الشخصية املتكونة من بيئة‬
‫التصميم وذوبانه مع محيطه الطبيعي ‪ ,‬وما تعبر به من شعور وتفكير‪.‬‬
‫نتائج البحث ‪:‬‬
‫أسفر التحليل في إجراءات البحث الحالي عن مجموعة نتائج يمكن إيجازها في االتي ‪:‬‬
‫ً ً‬
‫‪ -1‬ارتبط التصميم في االنموذجين بالطبيعة ارتباطا كليا وجاء هذا االرتباط نتيجة التناسب مع املحيط البيئي‬
‫واتخاذ شكلها وصفاتها وقد حققا صلة وثيقة مع نوع البيئة املحيطة وطابعها العام‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬تحقق انسجاما في مكونات تصميم االنموذجين وبشكل كلي وهذا االنسجام نابع من الداخل الى الخارج‪ ,‬من‬
‫خالل انسجام العناصر التصميمية واتحادها مع محيطها الخارجي ليكون التصميم وحدة ناتجة بفعل‬
‫االئتالف الشكلي وتشابه املضمون بين التصميم الداخلي والخارجي‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
‫‪ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229‬‬ ‫مجلة األكاديمي‪-‬العدد ‪-94‬السنة ‪2019‬‬
‫‪ -3‬إلغاء الجدران والقواطع الفاصلة بين الفضاءات الداخلية وفر مرونة داخلية في االنموذجين وانسيابية في‬
‫التحكم وامكانية التغيير في نوع أنشطة ووظائف الفضاءات الداخلية‪ ,‬وهذه املرونة مقتصرة في حسابات‬
‫محدودة ال يمكن أن تحقق االستشراف في التوسع املستقبلي‪ ,‬وذلك بسبب انغالق املحيط البنائي بمحددات‬
‫مختلفة في االنموذجين‪.‬‬
‫‪ -4‬لم يحقق االنموذج االول اتصال مرئي بين الفضاء الداخلي والخارجي بسبب صغر فتحات الشبابيك‬
‫واستخدام الزجاج امللون املعتم في واجهة املبنى مما سبب انغالق الفضاء الداخلي دون اتصال مع الخارج ‪ ,‬اما‬
‫االنموذج الثاني فقد حققت بعض الفضاءات الداخلية ارتباط مع خارجها بفضل الفتحات الكبيرة للشبابيك‪,‬‬
‫ً‬
‫وخصوصا في فضاء بركة املياه االصطناعية والتي تطل على الوادي املحيط باملبنى بفضل استخدام الزجاج‬
‫الشفاف ‪.‬‬
‫‪ -5‬تعددت استخدامات املواد في االنموذجين‪ ,‬حيث استخدم في االنموذج االول مواد حديثة شبه طبيعية‬
‫وكذلك مصنعة‪ ,‬اما االنموذج الثاني فقد استخدمت مواد طبيعية وشبه طبيعية‪ ,‬وهذا االختالف في انوع تلك‬
‫املواد بين االنموذجين جاء نسبة الى االعتبارات التكنولوجية التي فرضت استخدام مواد معينة بغية تحقيق‬
‫تصميم الشكل العام للنماذج ‪.‬‬
‫‪ -6‬اختلفت انماط االستلهام العضوي من الطبيعة بين االنموذجين وهذه االختالفات في االنماط ال تعد‬
‫جوهرية وانما شكلية في اسلوب التعبير والطرح‪ ,‬ويبقى الجوهر بأن الطبيعة هي مصدر استلهام النظرية‬
‫العضوية ومرجع االشكال فيها متباين ومختلف وفق أسلوب طرح املصمم واستيعاب املتلقي ‪ ,‬وتعتمد على‬
‫أساس الخبرة واملنطقية والقوانين النظرية‪.‬‬
‫‪ -7‬أتسم التصميم في االنموذجين من ناحية املتغير الجمالي بالغرابة والتفرد‪ ,‬وكان ذلك محرك لالحساس‬
‫الجمالي لدى املتلقي من خالل ما يمتلكه االنموذجين من إثراء بصري ناتج عن التشكيل للكتلة التصميمية‬
‫املنتظمة التكوين‪.‬‬
‫‪ -8‬تعميق االثراء البصري وتعزيزه في االنموذجين بواسطة االختيار والتحكم ملفردات وعناصر التصميم‬
‫الداخلي بغية تحقيق اإلدهاش الجمالي‪ ,‬عن طريق تعبيرية الفضاء الداخلي وبما يحتويه من محددات‬
‫تصميمية مستلهمه من الطبيعة مثل اسلوب التنوع امللمس ي‪ ,‬وطبيعة الضوء‪ ,‬وانسجام اللون ‪ ,‬واستلهام‬
‫االثاث من الطبيعة‪ ,‬والذي من خالله يحصل االدراك املعرفي والحس ي الذي يغني الفكرة التصميمية‬
‫بالجمال‪.‬‬
‫‪ -9‬استغالل الخامات واملواد الطبيعية ذات القيم الجمالية والتي توقع االثر على مستخدمي الفضاءات‬
‫الداخلية مثل خامات مقاعد الجلوس والوانها واالرضيات وملمسها‪.‬‬
‫‪ -10‬يزخر االنموذج االول بسمات جمالية واقعية عن طريق التصورات االدراكية املتحققة نتيجة للخبرة‬
‫الجمالية لدى املتلقي والتي تأسست من واقع االستلهام املباشر لشكل الكتلة التصميمية من الطبيعة ‪ ,‬اما‬
‫االنموذج الثاني فتحققت فيه السمات الجمالية من خالل ذاتية جوهره وهويته الشخصية املتكونة من بيئة‬
‫التصميم وذوبانه مع محيطه الطبيعي ‪ ,‬وما تعبر به من شعور وتفكير‪.‬‬
‫االستنتاجات ‪ :‬أسفر البحث عن مجموعة استنتاجات يمكن إجمالها في االتي ‪:‬‬

‫‪151‬‬
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229 2019 ‫السنة‬-94 ‫العدد‬-‫مجلة األكاديمي‬
‫ ترتبط القيم الجمالية املنطلقة من العضوية بعالقات لها تأثير أيديولوجي عميق على التصميم الداخلي من‬-1
‫خالل مجموعة أنظمة تمثل أساس الفكر الجمالي تكون نابعة من التقليد واالستلهام من الطبيعة بتنوعها‬
‫الشكلي والوظيفي ضمن كل اصناف النبات والحيوان والجماد بصورتها الحية او من خالل التجريد‬
. ‫ألشكالها الطبيعية من خالل مكامن القوة والجمال وتطبيقها في التصميم الداخلي‬
‫ وأن‬, ‫ ادراك الجمال في النظرية العضوية هو نتاج للتجربة البصرية املستمدة ارتقائها من النظر للطبيعة‬-2
‫دوافع االحساس للجمال لدى اإلنسان يستلهمها من محيطة الطبيعي وهي مثيره الستجاباته بطبيعة نفعية‬
. ‫وظيفية يكون أحد شروطها الصفة الجمالية‬
ً
‫ وهو اساس في‬,‫ إن الجمال حاضر ليس فقط في شكل الكائنات الحية ولكن في نتاجات تلك الكائنات ايضا‬-3
‫ وتهدف العضوية الى الجمال من خالل الشكل الطبيعي الذي يتميز باالستمرارية‬, ‫استلهام كل الفنون‬
. ‫ والتي تعبر عن الجمال النسبي او املطلق‬, ‫النفعية والشكلية‬
.‫ استخدام الزخارف العضوية نابعة من الطبيعة وتكون منطقية تعبر عن االيقاع الداخلي وتتسم بالبساطة‬-4
References:
1- The Holy Quran
2- Al-Abadi, Dhefaf Ghazi Abbas , Theory of Inspiration from Nature in Industrial Design,
Published Research, Academic Journal, Issue: 68, 2014.
3- Al-Baalbaki, Mounir, “Dictionary of the Resource”, Beirut, Lebanon, 1972.
4- Ali Thuwaini, Al - Mada Cultural Newspaper, Issue (477) Tuesday 30 August 2005 .
5- David Larkin & Bruce Frank Lloyd Wright – the master works – new York, 1943.
6- El-Saeed, Hany Mohamed, Study of the Structures of Living Organisms and their Impact
on Industrial Design, Master Thesis, Faculty of Applied Arts, Helwan University, 2005.
7- frank LIoyd Wright – Monograph ,A.D.A. Edita, 1984.
8- George William Frederick, Architecture, Translated by George Tarabishi, Dar Al-Taleea
for Printing and Publishing, Beirut, 1979.
9- HATJE,GRED,(ENSYCLOPADIA OF MODRN ARCHITECTURE),Thames &
Hudson , London,1973.
10- Hassanen Sabah Dawood Salman, Globalization impact on interior space identity of
cafes Baghdadi, Published Research, Academic Journal, Issue: 83, 2017.
11- Ibn Manzoor, Jamal al-Din, "TheTongue of Arabs", Dar al-Maarif, Biography, 1961.
12- Ibtisam Sh. Mousa Alsulaivany, Understanding the Significance of Nature as an Integral
Part of Interior Design vis-a-vis Kindergarten Architecture, Master of Science In Interior
Architecture Gazimağusa, North Cyprus,2013.
13- Irfan Sami, Theories of Organic Architecture, Nafie Press, Cairo, 1977.
14- Irfan Sami, Theories of Organic Architecture, United Colors Printing Establishment,
Cairo, 1968.
15- Ismail Shawky, Design and Elements and basis in Plastic Art, Second Edition, Cairo,
2001.
16- Laland, André, "Laland's Encyclopedia of Philosophy", Translation: Khalil Ahmed Khalil,
Oweidat Publications, Second Edition, Beirut, 2001.
17- Mohamed Ezzat Saad, Thoughts in Art about Quranic Verses, Syndicate of Applied
Arts, Cairo, 2002.
18- Noyes,ELIOT,F,(Organic Design In home furniture ) the museum of art new York
1969.

152
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229 2019 ‫السنة‬-94 ‫العدد‬-‫مجلة األكاديمي‬
19- Nubi Mohamed Hassan, Inspiration in Architecture, Vision for Simplification and
Understanding, Scientific Journal of King Saud University, Architecture and Planning
Branch, Vol. 19, No. 1, 2005.
20- Philippe Boudon ,( Architecture et Architecturologie) Paris ,1975.
21- Rehab Al-Mabrouk Mohammed, Wahba Embark Ibrahim, Correlation coefficients and
how to use the ( R ) program in its calculation, published research, Sabha University,
Faculty of Science, 2016.
22- Suad Abd Ali Mahdi, "Architecture Foreigners in Baghdad", an analytical documentary
study of the most important foreign designers from (1900-1960) 1987.
23- Yasmeen Mounir Fayez Nakhila, Philosophical Concepts for Abstraction Organic in
the Field of Wood Works, Published Research, Faculty of Specific Education, Cairo
University 2014.
24- ZEVI , BRUNO , TOWARDS AN ORGANIC ARCHITECTURE, the University Press
Glsgo ,London, 1949.
Websites :
1- https://www.merriam-webster.com/dictionary/organic
2- https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar
3- https://angaraleshoz.ru/ar/homes-of-sips-panels/frank-lloyd-wright-is-the-creator-of-
organic-architecture/
4- https://almadapaper.net/sub/08-477/p15.htm
5- https://www.mimoa.eu/projects/Italy/Rome/Palazzetto%20dello%20Sport/
6- http://www.studiogiunta.com/in-evidenza/chiesa-di-santa-maria-assunta-alvar-aalto/
7- https://www.urtrips.com/casa-batllo-building-barcelona/
8- https://www.dosde.com/casa-batllo-edificio-arte-visual.html

153
‫العضـويــة و أرتباطاتها الجمـاليــة في التصميــم الداخلــي………………………… حسنين صباح داود سلمان‬
ISSN(Online) 2523-2029, ISSN(Print) 1819-5229 2019 ‫السنة‬-94 ‫العدد‬-‫مجلة األكاديمي‬

DOI: https://doi.org/10.35560/jcofarts94/135-154
Organism and its Aesthetic Connections in the Interior Design
Hassanen Sabah Dawood Salman1
Al-academy Journal ……………………..…………. Issue 94 - year 2019
Date of receipt: 23/10/2019…...Date of acceptance: 18/11/2019…..Date of publication: 15/12/2019

This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License

Organism is considered one of the intellectual products that search for


compatibility and harmony with the natural environment. Man has adopted
on since the ancient times in choosing his residence through imitating nature
such as animal burrows, hives, bird nests and others of the natural
manifestations being spontaneous inspirations. With the development of the
age, these concepts turned into an analysis that examines the philosophy that
deals with the shapes and functions of various elements in the nature as a
source of inspiration, and discusses the call for contemplation and achieving
benefits physically and spiritually in line with the nature of the organic
thought that seeks to keep up with modern technologies that are characterized
by the rapid and wide steps in the field of inspiration from nature which has
become deeper especially in the last three decades through pairing between
different sciences that depend on scientific theories, rules and ideas and the
feelings that are inspired by nature. The research introduction presents the
methodological framework and then finding concepts and definitions for
some terms of the research title. The theoretical framework includes two
sections: the first section is a study of the origins and organic ingredients in
the interior design. The second section: organism and inspiration by nature
and the strategy of using it in the structure of the interior design. The research
procedures are supported by some design models that have been analyzed,
ending up with a number of results the most important of which:
The organic inspiration patterns from nature differed and these differences in
the patterns are considered substantial rather formal in the style of expression
and presentation. The essence is that nature is the source of organic
inspiration. Design in organism in terms of the aesthetic variable is
characterized by strangeness and exclusivity. That was the incentive of the
aesthetic feeling of the recipient through the possibilities of the organic
model design has of visual enrichment resulting from the formation of the
systematic design block.
Key words: organic interior design, organic inspiration.

1
University of Baghdad ,College of Fine Arts , hassanen.sabah@cofarts.uobaghdad.edu.iq

154
Copyright of Al-Academy is the property of Republic of Iraq Ministry of Higher Education &
Scientific Research (MOHESR) and its content may not be copied or emailed to multiple sites
or posted to a listserv without the copyright holder's express written permission. However,
users may print, download, or email articles for individual use.

You might also like