Professional Documents
Culture Documents
الحوكمة الرشيدة لمؤسسة الوقف
الحوكمة الرشيدة لمؤسسة الوقف
www.giem.info 36
مقالت يف الوقف
فحوكمة الوقف تويل كل طرف على حدة ثم الطراف كلها جمتمعة �سوء ا�ستخدام ال�سلطة وكذلك تفادي التحايل على القواعد والنظم
ما ي�ستحقه من تنظيمات واإجراءات وتو�سيات وتعليمات حتى متار�ض واللوائح .وميكن القول اأن مفهوم احلوكمة يدور حول و�سع ال�سوابط
حاكميتها على اأ�سول .ويتوج مفهوم الوقف فى الإ�سالم عدد ًا من التي ت�سمن ح�سن اإدارة ال�سركات مبا يحافظ على م�سالح الأطراف
اأ�س�ض ومبادئ احلو كمة التي ظهرت بعد ذلك مبئات ال�سنني ويجعل ذات ال�سلة بال�سركة ويحد من الت�سرفات غري ال�سليمة للمديرين
منها نقلة نوعية فى مفهوم التحكم وال�سيطرة على الأوقاف من �سياق التنفيذيني فيها وتفعيل دور جمال�ض الإدارة بها بعدما اأظهرت الوقائع
الرقابة والإ�سراف والقيادة الفردية اإىل نظام كلي متطور ي�سطبغ والأحداث حالت عديدة من التالعب فى اأموال العديد من ال�سركات
بحكم موؤ�س�سي قائم على اأ�س�ض را�سخة وي�سبه اإىل حد بعيد مفهوم بوا�سطة الإدارة اأدت اإىل اإفال�سها.
حكم املوؤ�س�سات فى الأنظمة ال�سيا�سية احلديثة. وهذا املعنى للحوكمة يتفق مع ما جاءت به ال�سريعة الإ�سالمية من
وتتج�سد اأهمية حوكمة الوقف مبا ياأتي: الأ�سل ولي�ض كحالة طارئة كما فى احلوكمة ،فاملال وملكيته يعترب
.1حماربة الف�ساد املايل والإداري وعدم ال�سماح بوجوده اأو عودته اأحد املقومات اخلم�ض التى يعترب حفظها وحمايتها بتحقيق النفع
مرة اأخرى. منها ومنع الف�ساد عنها ،اأحد املقا�سد الأ�سا�سية لل�سريعة الإ�سالمية،
.2حتقق �سمان النزاهة واحليادية وال�ستقامة لكافة امل�ساريع ومن هنا ويف جمال ال�سركات وما يتعلق بها جاءت الأحكام ال�سرعية
الوقفية. لل�سركات بجميع اأنواعها وكذا عقد الوكالة لتنظيم عالقة الإدارة
.3تفادي وجود اأخطاء عمدية اأو انحراف متعمد كان اأو غري متعمد بال�سركة وامل�ساهمني .ويظهر الواقع املعا�سر اأهمية تطبيق مبادىء
ومنع ا�ستمراره اأو العمل على تقليله اإىل اأدنى قدر ممكن ،وذلك احلوكمة على موؤ�س�سة الوقف ل�سمان النزاهة وال�سفافية وخا�سة
با�ستخدام النظم الرقابية املتطورة. بعدما تعر�ض له الوقف من ف�ساد وتهمي�ض خالل �سنوات عديدة من
.٤حتقيق ال�ستفادة الق�سوى من نظم املحا�سبة واملراقبة جهة ،وبعد ظهور اجتاهات حديثة يف تاأ�سي�ض الأوقاف من جهة اأخرى.
الداخلية ،وحتقيق فاعلية الإنفاق وربط الإنفاق بالإنتاج. والوقف ي�سبه من�ساآت الأعمال من حيث اأنه �سكل تنظيمي ملجموعة
.5حتقيق قدر كاف من الإف�ساح وال�سفافية يف الك�سوفات املالية. من الأموال يف الإنتاج تنف�سل فيه الإدارة عن امللكية ،كما اأن اإدارة
� .6سمان اأعلى قدر من الفاعلية ملراقبي احل�سابات اخلارجيني، اأموال الأوقاف ل ميكنها اأن تتبع مببادئ اقت�ساديات ال�سوق ،وذلك
والتاأكد من كونهم على درجة عالية من ال�ستقاللية وعدم لنعدام احلافز الذاتي الذي جنده يف �سلوك املن�ساأة الإنتاجية يف
خ�سوعهم لأية �سغوط من جمل�ض الإدارة اأو من املديرين ال�سوق وهو حافز الربح اأو املنفعة ،اإذ اأنه يقدم خدماته للمجتمع
التنفيذيني. دون النظر اإىل الربح ،اأما على امل�ستوى اجلزئي اأي وحدة الوقف
اأما على ال�سعيد الجتماعي فاحلوكمة تهتم بتحقيق التوازن بني الواحدة ،فالبد من ا�ستثمارها وتعظيم الإيرادات املتاأتية منها ليتم
الأهداف القت�سادية والجتماعية .وي�سجع اإطار حوكمة الوقف على توزيع املنافع على اأكرب عدد من امل�ستفيدين ،وبالتايل فاإن التحدي
ال�ستخدام الكف ؤو للموارد و�سمان حق امل�ساءلة عن ال�سيطرة عليها، الذي نواجهه يف اختيار �سكل اإدارة الأوقاف هو اأن نوجد تواز ًنا
ويهدف اإىل ربط م�سالح الأفراد وامل�ساريع الوقفية واملجتمع ب�سكل موؤ�س�س ًيا يوؤدي اإىل ربط هدف الإدارة باأهداف الوقف دون الإخالل
عام ،اإذ يرغب كل بلد اأن تزدهر وتنمو موؤ�س�سة الوقف �سمن حدوده مببداأ الرقابة ،اأي اأن اإدارة الوقف اأقرب ما تكون لإدارة املن�ساآت
لتوفري فر�ض العمل واخلدمات ال�سحية ،والإ�سباع للحاجات الأخرى، القت�سادية يف القطاع اخلا�ض وا�ستبدال رقابة اجلمعية العمومية
لي�ض لتح�سني م�ستوى املعي�سة فح�سب بل لتعزيز التما�سك الجتماعي. واملالكني بجهات رقابية ت�سم جهات حكومية اأو �سعبية .والقطاع
اإن من اأهمية حوكمة الوقف هو دورها يف زيادة كفاءة ا�ستخدام الوقفي يتكون من جزاأين هامني متكاملني ومرتابطني ،الأول كلي وهو
املوارد وتعظيم قيمة موؤ�س�سة الوقف وتدعيم قدرتها التناف�سية الإدارة اأو الهيئة اأو املوؤ�س�سة التي ت�سرف وتدير وت�ستثمر اأموال الوقف
بالأ�سواق ،مما ي�ساعدها على التو�سع والنمو ،ويجعلها قادرة على على امل�ستوى الوطني ،وعادة ما تن�س أا هذه املوؤ�س�سات مبوجب قوانني
حتقيق اأهداف الواقفني وتعظيم منفعة املوقوف عليهم .كما اأن من واأنظمة حتدد �سيا�ساتها العامة واملبادئ والأ�س�ض التي ت�سري عليها مبا
املعايري الرئي�سية حلوكمة موؤ�س�سة الوقف هو حتقيق فاعلية وكفاءة يف ذلك الأ�س�ض املحا�سبية والرقابية ،والتي تكون يف الأغلب تلك التي
الأداء بها وحماية اأ�سولها. تطبق على املوؤ�س�سات العامة .اأما اجلزء الثاين وهو الوحدة الوقفية
(الوقف) وعادة ما حتدد �سروط الواقف اأوجه ا�ستثمارها وطريقة
وبذلك يرى الباحث اأن اللتزام بتطبيق اجلوانب الفكرية للحوكمة اإدارتها والرقابة عليها واأوجه اإنفاق اإيراداتها .وعندما نتحدث عن
على موؤ�س�سة الوقف �سينعك�ض ب�سكل جيد على اأدائها باأبعاده الت�سغيلية النظم املحا�سبية والرقابية للوقف فال بد اأن ناأخذ بعني العتبار
واملالية والنقدية ،وكذلك على املقايي�ض املختلفة امل�ستخدمة ،اأي اأن هذين امل�ستويني من القطاع الوقفي ،وعدم اخللط بينهما لأن مثل
تطبيق احلوكمة ي�ساعد على اإيجاد مفهوم ومقايي�ض �ساملة لأداء هذا اخللط قد يوؤدي اإىل خطاأ يف ت�سميم النظم املحا�سبية ومعاجلة
موؤ�س�سة الوقف مما يدعم من قدراتها على ال�ستمرار والنمو ،ويحقق العمليات القت�سادية واأ�ساليب الرقابة عليها.
م�سالح الفئات املختلفة املتعاملة معها.
37 www.giem.info