هللا أكبر هللا أكبر ال إله إال هللا وهللا أكبر هللا أكبر وهلل الحمد .هللا أكبر عدد ما أحرم الحجاج من الميقات وعدد ما رفعوا /بالتلبية هلل األصوات ،هللا أكبر عدد ما دخل الحجاج مكة ونزلوا بتلك الرحبات ،هللا أكبر عدد ما طافوا بالبيت العتيق وعظموا الحرمات ،هللا أكبر عدد ما خرجوا إلى منى ووقفوا بعرفات /وعدد ما باتوا بمزدلفة وعادوا إلى منى للمبيت ورمي الجمرات ، هللا أكبر عدد ما أراقوا /من الدماء وحلقوا من الرؤوس /تعظيما لفاطر األرض والسماوات ،هللا أكبر هللا أكبر ال إله إال هللا وهللا أكبر هللا أكبر وهلل الحمد . نحمده على ما من به علينا من مواسم /الخيرات وما تفضل به من جزيل العطايا والهبات ، وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له مسبغ النعم ودافع /النقم وفارج /الكربات ،وأشهد /أن محمدا عبده ورسوله أكمل الخلق وأفضل البريات صلى هللا عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما دامت األرض والسماوات وسلم تسليما . عباد هللا :إن يومكم /هذا هو يوم الحج األكبر وهو عيد األضحى والنحر هو يوم الحج األكبر ؛ ألن الحجاج يؤدون فيه معظم مناسك الحج يرمون الجمرة الكبرى ويذبحون الهدايا ويحلقون رؤوسهم ويطوفون بالبيت ويسعون بين الصفا والمروة ،وهو عيد األضحى والنحر /ألن الناس يضحون فيه وينحرون هداياهم ،وما عمل ابن آدم يوم النحر عمال أحب إلى هللا من إراقة دم ،وان للمضحي بكل شعرة حسنة وبكل صوفة حسنة ،وهذه األضاحي سنة أبيكم إبراهيم ونبيكم /محمد عليهما الصالة والسالم ، /وإنها لسنة مؤكدة يكره لمن قدر عليها أن يتركها وإن ذبحها ألفضل من الصدقة بثمنها لما فيها من إحياء السنة واألجر العظيم ومحبة هللا لها .فضحوا /أيها المسلمون عن أنفسكم وعن أهليكم متقربين بذلك إلى ربكم متبعين لسنة نبيكم محمد صلى هللا عليه وسلم حيث ضحى عنه وعن أهل بيته ،ومن كان منكم ال يجد األضحية فقد ضحى عنه النبي صلى هللا عليه وسلم جزاه هللا عن أمته خيرا .وإذا كان منكم أحد يريد أن يتبرع باألضحية عن والديه فال يحرم نفسه وذريته وأهله منها وفضل /هللا واسع ،واعلموا أنه ال أصل لما يسميه بعض الناس أضحية الحفرة ،وهي التي يضحونها /عن الميت أول سنة من موته يخصونه بها وال يدخلون معه أحدا في ثوابها فإن هذا ال أصل له في الشرع فاجتنبوه .وتجزي /الشاة عن واحد والبدنة والبقرة عن سبعة ،فال يشترك شخصان في شاة واحدة وال أكثر من سبعة في بدنة أو بقرة ،ولكن لإلنسان أن يشرك في ثواب أضحيته من شاء سواء كانت شاة أم سبع بدنة أم سبع بقرة .واعلموا أن لألضحية شروطا /ثالثة األول - :أن تبلغ السن المعتبر شرعا وهو خمس سنين في اإلبل وسنتان في البقر وسنة كاملة في المعز ونصف سنة في الضأن .الشرط الثاني - :أن تكون سليمة من العيوب التي تمنع اإلجزاء وهي أربعة عيوب :العرجاء البين ظلعها وهي ال تعانق الصحيحة في الممشاء ،والمريضة البين مرضها وهي التي ظهرت آثار المرض عليها إما في أكلها أو مشيها أو غير ذلك من أحوالها ،ومن المرض البين الجرب والعوراء /البين عورها بأن تكون عينها العوراء ناتئة أو غائرة ،أما إذا كانت ال تبصر بها ولكن عورها غير بين فإنها تجزئ مع الكراهة ،والعيب الرابع العجفاء وهي الهزيلة التي ال مخ فيها ،فأما عيب األذن أو القرن فإنه ال يمنع من اإلجزاء ولكنه يكره ،وكذلك الهثماء التي سقطت أسنانها أو بعضها فإنها تجزئ ولكنها تكره ،وكلما كانت األضحية أكمل في ذاتها وصفاتها فهي أفضل .الشرط الثالث - :من شروط /األضحية أن تقع في الوقت المحدد للتضحية شرعا وهو من الفراغ من صالة العيد ،واألفضل /أن ينتظر /حتى يفرغ اإلمام من الخطبتين وينتهي /بغروب الشمس من اليوم الثالث بعد العيد فأيام الذبح أربعة يوم العيد وثالثة أيام بعده ،وأفضلها /يوم العيد والذبح في النهار أفضل ويجوز /في الليل .ومن كان منكم يحسن الذبح بنفسه فليذبح أضحيته بيده ،ومن كان ال يحسن فليحضر ذبحها فإن ذلك أفضل ،فإذا ذبحت عنه وهو غائب فال بأس ويسميها عند الذبح فيقول إذا أضجعها للذبح :بسم هللا وهللا أكبر اللهم هذا منك ولك اللهم هذه عن فالن أو فالنة ،هذه هي التسمية الواردة ،وأما ما يفعله بعض العوام من مسح ظهرها من وجهها إلى قفاها فال أصل له ،وإذا ذبحها ونوى من هي له ولم ينطق باسمه أجزأت النية لقول النبي صلى هللا عليه وسلم « :إنما األعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى » ولكن النطق باسم من هي له أفضل اتباعا للسنة . واعلموا أن للذكاة شروطا منها أن يقول عند الذبح :بسم هللا ،فمن لم يقل باسم هللا على الذبيحة فذبيحته ميتة نجسة حرام أكلها لقوله تعالى َ { :واَل تَأْ ُكلُوا ِم َّما لَ ْم ي ُْذ َك ِر ا ْس ُم هَّللا ِ }{ َعلَ ْي ِه } وقول النبي صلى هللا عليه وسلم « :ما أنهر الدم وذكر /اسم هللا عليه فكل » ومن شروط الذكاة إنهار الدم بأن يقطع الحلقوم وهو مجرى النفس والمرئ وهو مجرى الطعام ،ويتمم ذلك بقطع األوداج وهي الوردان عرقان غليظان محيطان بالحلقوم يثعب منهما الدم ألن النبي صلى هللا عليه وسلم نهى عن الذبيحة التي ال تفري أوداجها ، /وجميع الرقبة من أعالها إلى أسفلها موضع للذبح ،لكن األفضل نحر اإلبل من أسفل الرقبة في الوهدة التي بين أصل العنق والصدر ، /وذبح البقر والغنم من أعلى الرقبة أي مما يلي الرأس ولو ذبحها من وسط /الرقبة أجزأت ،واذبحوا /برفق وحدوا /السكين وال تحدوها وهي تنظر ،وال تذبحوها /وأختها تنظر إليها ،وامروا السكين بقوة وسرعة واضجعوها على جنبها األيسر أو األيمن على حسب ما يتيسر /لكم ويكون أريح لها ،وال تلووا يدها على عنقها من خلفها عند الذبح فإن ذلك تعذيب لها وإيالم بال فائدة لها ،وال تسلخوها أو تكسروا رقبتها /قبل أن تموت .وكلوا من األضاحي /واهدوا وتصدقوا ، /وال تعطوا الجزار أجرته منها بل أعطوه أجرته من عندكم وأعطوه من األضحية إن شئتم هدية إن كان غنيا أو صدقة إن كان فقيرا ،ومن أهدي إليه شيء منها أو تصدق /به عليه فهو ملكه يتصرف فيه بما شاء من بيع أو غيره . أيها الناس :لقد علم الكثير منكم أن من أراد األضحية فإنه ال يأخذ من شعره وظفره وبشرته من دخول العشر حتى يضحي لنهي النبي صلى هللا عليه وسلم عنه ،ولكن إذا لم يعزم أحدكم على األضحية إال في أثناء العشر وقد أخذ شيئا من ذلك من قبل فال بأس أن يضحي وأضحيته تامة ؛ ألن األخذ من ذلك ال ينقص األضحية وال يمنع منها بأي حال من األحوال . أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم َ { :ولِ ُكلِّ أُ َّم ٍة َج َع ْلنَا َم ْن َس ًكا لِيَ ْذ ُكرُوا ا ْس َم هَّللا ِ َعلَى َما َرزَ قَهُْ/م ِم ْن ت قُلُوبُهُْ/مبَ ِهي َم ِة اأْل َ ْن َع ِام فَإِلَهُ ُك ْم إِلَهٌ َوا ِح ٌد فَلَهُ أَ ْسلِ ُموا َوبَ ِّش ِر ْال ُم ْخبِتِينَ }{ الَّ ِذينَ إِ َذا ُذ ِك َر هَّللا ُ َو ِجلَ ْ صاَل ِة َو ِم َّما َر َز ْقنَاهُ ْم يُ ْنفِقُونَ }{ َو ْالبُ ْدنَ َج َع ْلنَاهَا لَ ُك ْم ِم ْنصابَهُ ْم َو ْال ُمقِي ِمي ال َّ َوالصَّابِ ِرينَ َعلَى َما أَ َ ط ِع ُموا ْالقَانِ َع ت ُجنُوبُهَا /فَ ُكلُوا ِم ْنهَا َوأَ ْ اف فَإِ َذا َو َجبَ ْ ص َو ََّش َعائِ ِر هَّللا ِ لَ ُك ْم فِيهَا َخ ْي ٌر فَ ْاذ ُكرُوا ا ْس َم هَّللا ِ َعلَ ْيهَا َ َال هَّللا َ لُحُو ُمهَا َواَل ِد َما ُؤهَا َولَ ِك ْن يَنَالُهُ التَّ ْق َوى َو ْال ُم ْعتَ َّر َك َذلِكَ َس َّخرْ نَاهَا لَ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تَ ْش ُكرُونَ }{ لَ ْن يَن َ ِم ْن ُك ْم َك َذلِكَ َس َّخ َرهَا لَ ُك ْم لِتُ َكبِّرُوا هَّللا َ َعلَى َما هَدَا ُك ْم َوبَ ِّش ِ/ر ْال ُمحْ ِسنِينَ } . أقول قولي هذا وأستغفر هللا لي ولكم . .إلخ .