You are on page 1of 152

‫الموسم الجامعي ‪2021-2020‬‬

‫الفصل األول‪ /‬الفوج األول‬

‫وحدة‪ :‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية‬

‫ذ‪ .‬مليكة الزخنيني‬


‫في مفهوم‪ :‬المدخل ‪ /‬الشريعة ‪ /‬اإلسالم‬

‫المدخل‪ :‬اسم مكان بمعنى الممر للدخول ‪ /‬تحاول المادة أن تمد الطالب باألدوات األولى لفهم العالقة بين أحكام الشريعة‬
‫والقواعد القانونية التي يدرسها‪.‬‬
‫الشريعة‪ :‬في ارتباطها بالديانات السماوية فهي تحيل على األحكام المنصوص عليها في هذه الرسالة‪ ،‬والتي تروم تنظيم‬
‫حياة اإلنسان وتأطيرها‪( .‬من المفاهيم المركبة التي سيفرد لها فصل خاص)‬
‫اإلسالم‪ :‬الخضوع واالنقياد واالستسالم هلل تعالى طوعا ال قسرا‬
‫" اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم اإلسالم دينا"‬
‫إجابة الرسول (ص) عندما جاءه رجل سائال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬ما اإلسالم؟ قال‪ :‬ال تشرك باهلل شيئا وتقيم الصالة وتوتي‬
‫الزكاة و‪....‬‬
‫لماذا؟‬

‫• التمييز بين مفاهيم متداخلة تثير اللبس عند المتلقي‪ :‬الشريعة اإلسالمية ‪ /‬الفقه اإلسالمي ‪ /‬العقيدة ‪ /‬الدين‬
‫• التشريعات السماوية ‪ /‬التشريعات الوضعية‬
‫• العالقة بين القواعد القانونية الوضعية والقواعد الشرعية‬
‫• هوية المغرب المكرسة دستوريا‪" :‬المملكة المغربية دولة إسالمية ذات سيادة كاملة‪ ،‬متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية‪ ،‬وبصيانة تالحم‬
‫وتنوع مقومات هويتها الوطنية‪ ،‬الموحدة بانصهار كل مكوناتها‪ ،‬العربية ‪ -‬اإلسالمية‪ ،‬واألمازيغية‪ ،‬والصحراوية الحسانية‪ ،‬والغنية‬
‫بروافدها اإلفريقية واألندلسية والعبرية والمتوسطية‪ .‬كما أن الهوية المغربية تتميز بتبوإ الدين اإلسالمي مكانة الصدارة فيها‪ ،‬وذلك في‬
‫ظل تشبث الشعب المغربي بقيم االنفتاح واالعتدال والتسامح والحوار‪ ،‬والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات اإلنسانية جمعاء"‪.‬‬
‫• ينص الفصل األول على أنه ‪ " :‬تستند األمة في حياتها العامة على ثوابت جامعة‪ ،‬تتمثل في الدين اإلسالمي السمح‪ ،‬والوحدة الوطنية‬
‫متعددة الروافد‪ ،‬والملكية الدستورية‪ ،‬واالختيار الديمقراطي"‪.‬‬
‫أهداف الوحدة‬

‫• ضبط الجهاز المفاهيمي المتعلق بالوحدة‬


‫• ضبط العالقة بين الشريعة والقانون‬
‫• اإلحاطة بالتطور التاريخي إلنتاج "التشريعات" في‬
‫التجربة اإلسالمية‬
‫محاور الوحدة‬

‫• المحور األول‪ :‬في مفهوم الشريعة اإلسالمية وخصائصها‬

‫• المحور الثاني‪ :‬الفقه اإلسالمي وتطوره (المدارس والمصادر)‬

‫• المحور الثالث‪ :‬دراسة لبعض النظم القانونية‬


‫مراجع لالستئناس‬

‫• الزلمي مصطفى إبراهيم‪ ،‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية في نمط جديد‪ ،‬نشر إحسان للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬كردستان‪ ،‬العراق‪ ،‬الطبعة االولى‪. 2014 ،‬‬
‫• زيدان عبد الكريم‪ ،‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪ ،‬بيروت لبنان‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪. 2005‬‬
‫• أبو العكيك علي‪ ،‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية‪ ،‬مكتبة المعارف الجامعية الليدو‪ ،‬فاس‪،‬‬
‫المغرب‪. 1995 ،‬‬
‫المحور األول‪ :‬في مفهوم الشريعة اإلسالمية وخصائصها‬

‫ال بد في البداية من اإلشارة إلى أن ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اإلنسان خليفة هللا في األرض‬


‫س لَ َك قَا َل إِنِي أَ ْعلَمُ َما الَ تَعْلَ ُم َ‬
‫ون "سورة‬ ‫ح بِ َح ْم ِد َك َونُقَ ِد ُ‬ ‫الد َماء َونَ ْح ُن ن ُ َ‬
‫سبِ ُ‬ ‫س ِف ُك ِ‬ ‫ض خليفَةً قَالُواْ أَتَ ْجعَلُ فِي َها َمن يُفْ ِ‬
‫سدُ فِي َها َويَ ْ‬ ‫اعلٌ فِي األ َ ْر ِ‬
‫" َوإِذْ قَا َل َربُّ َك ِللْ َمالَئِ َك ِة إِنِي َج ِ‬
‫البقرة اآلية ‪. 29 :‬‬
‫‪ - 2‬من وظائف اإلنسان عمارة االرض وحفظ نظام التعايش فيها‪،‬‬

‫س ِإالَّ ِليَعْبُد ِ‬
‫ُون " سورة الذريات‪ ،‬اآلية ‪. 96‬‬ ‫األنْ َ‬
‫‪ - 3‬هللا تعالى خلق بني آدم لعبادته " َو َما َخلَقْتُ الْ ِج َّن َو ِ‬
‫لذلك كان ال بد من ‪:‬‬
‫وجود قواعد ونواظم للعالقات بين اإلنسان وأخيه اإلنسان‪،‬‬
‫وبين اإلنسان وخالقه‪/‬مستخلفه في األرض‬
‫سنتناول في هذا المحور القضايا التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬مدخل مفاهيمي نتعرف فيه على المفاهيم التالية‪ :‬الشرع‪ ،‬الشريعة‪،‬‬


‫الفقه‪ ،‬القانون‬
‫‪ .2‬خصائص الشريعة اإلسالمية‬
‫‪ .3‬مبادئ الشريعة اإلسالمية‬
‫‪ .4‬الشرائع السماوية والشرائع الوضعية‬
‫‪ .5‬القاعدة القانونية والتشريع اإلسالمي (المصادر)‬
‫‪ -1‬مدخل مفاهيمي‬

‫أ‪ -‬مفهوم الشرع‬


‫ب‪ -‬مفهوم الشريعة‬
‫ت‪ -‬مفهوم الفقه‬
‫ث‪ -‬مفهوم القانون‬
‫أ‪ -‬مفهوم الشرع‬

‫لغة‪ :‬مصدر من الجذر المعجمي ش – ر – ع‬


‫• شرع له األمر بمعنى سنه وبين طريقته‬
‫• يقول تعالى‪" :‬شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا"‪ ،‬سورة الشورى‪ ،‬اآلية ‪. 13‬‬
‫• الشرع ال يكون إال من هللا‪ /‬الوحي ‪ /‬السماء‬
‫• الحكم هلل "وأن احكم بينهم بما أنزل هللا" سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪. 49‬‬
‫• هللا هو الشارع األول وأحكامه تسمى شرعا‬
‫ب‪ -‬مفهوم الشريعة‬

‫• لغة مورد الماء الذي يقصد للشرب‬


‫• الطريق المستقيمة التي تهدي الناس للخير "ثم جعلناك على شريعة من األمر فاتبعها" سورة الجاثية‪ ،‬اآلية ‪. 18‬‬
‫• قال أبو بكر بن العربي‪ " :‬الشريعة في اللغة عبارة عن الطريق إلى الماء ضربت مثال للطريق إلى الحق لما فيها من‬
‫عذوبة المورد وسالمة المصدر وحسنه"‪.‬واشتقاقها من " شرع الشيء" بمعنى بينه وأوضحه أي تدل على الطريق المستقيم‪.‬‬
‫• اصطالحا‪ :‬استعملت الشريعة في السياق اإلسالمي للداللة على كل ما شرعه هللا للمسلمين في الدين‬
‫• بمعنى مجموع األوامر والنواهي أي األحكام التي سنها هللا تعالى لعباده على لسان رسوله الكريم سواء ما تعلق منها‬
‫بالعقائد أو العبادات أو المعامالت أو أي من مناحي الحياة األخرى بما يضمن لإلنسان تأدية وظائف االستخالف في‬
‫األرض‪.‬‬
‫يم ِدينا ً قِيَما ً ِملَّةَ إِ ْب َرا ِهي َم َحنِيفا ً " سورة األنعام‪ ،‬اآلية ‪. 163‬‬
‫ست َ ِق ٍ‬ ‫• قال تعالى‪":‬قُ ْل إِنَّنِي َهدَانِي َربِي إِلَى ِص َر ٍ‬
‫اط ُّم ْ‬
‫تداخل بين المفردات‬

‫• فيسمى التشريع السماوي شريعة الستقامته‪،‬‬


‫• و يسمى "ملة" من حيث إنه يملى ويكتب ويجمع عليه الناس‪،‬‬
‫• ويسمى دينا من حيث إنه يطاع هللا به ويجازي عليه‪،‬‬
‫• كما أنه يسمى "إيمانا" من حيث إنه واجب التصديق واإلذعان باطنا‪،‬‬
‫• و"إسالما" من حيث إنه واجب التسليم واالنقياد هلل تعالى‬
‫مفهوم الفقه‬

‫يرا ِم َّما تَقُو ُل)‪.‬‬ ‫الفقه لغة‪ :‬الفهم‪( ،‬قَالُوا يَا شُعَي ُ‬
‫ْب َما نَفْقَهُ كَثِ ً‬ ‫•‬
‫الفقه اصطالحا ً‪ :‬العلم باألحكام الشرعية العملَّية المستنبطة من أدلتها التَّفصيليَّة‪.‬‬ ‫•‬
‫❑ العلم يعني‪ :‬إدراك الشيء على ما هو عليه‬

‫❑ األحكام الشرعية‪ :‬أي ما نُسب إلى الشَّرع من أحكام‬

‫❑ العملية ‪ :‬أي المتعلقة بعمل البدن غالباً‪ ،‬فخرج األمور االعتقادية المتعلقة بعمل القلب‬

‫❑ المستنبطة‪ :‬أي المست قاة بطريق النَّظر واالجتهاد‪.‬‬

‫❑ األدلة التفصيلية‪ :‬أي األدلة التي اعتبرها الشارع الحكيم‬


‫الفقه هو الفهم في الدين "من أراد به هللا خيرا يفقهه في الدين"‬ ‫•‬

‫هناك إجماع على أن كل ما يصدر عن اإلنسان من أقوال وأفعال وفي مجال العبادات أو المعامالت وسائر التصرفات له حكم مستنبط من الكتاب والسنة مباشرة أو عبر االجتهاد‬ ‫•‬

‫الفقه اإلسالمي هو مجموع هذه األحكام‬ ‫•‬


‫ث‪ -‬مفهوم القانون‬

‫• كلمة دخيلة في اللغة العربية‬


‫• استعملت للداللة على مقياس كل شيء‬
‫• لم تستعمل في البداية بمعنى الحكم أو الشرع‬
‫• استعملها المتأخرون‬
‫• في الفلسفة اتحذت معنى النظام الذي تسير عليه أمور الكون على نمط معين يحدث كلما توفرت ظروفه‬
‫• اصطالحا يستعمل عند المختصين للداللة على مجموعة القواعد االجتماعية الملزمة المنظمة لعالقات األفراد داخل‬
‫الجماعة والتي تستتبع مخالفتها توقيع الجزاء على المخالف من قبل السلطة العامة‪=( .‬القانون الوضعي)‬
‫• يستعمل القانون أيضا للداللة على التشريع الصادرعن السلطة التشريعية في مجال من المجاالت‪.‬‬
‫الموسم الجامعي ‪2021-2020‬‬
‫الفصل األول‪ /‬الفوج األول‬

‫وحدة‪ :‬المدخل لدراسة الشريعة اإلسالمية‬

‫ذ‪ .‬مليكة الزخنيني‬


‫‪ -2‬خصائص الشريعة اإلسالمية‬

‫• الشريعة اإلسالمية شريعة سماوية‪ ،‬باعتبارها وحيا من هللا تعالى إلى‬


‫رسوله محمد (ص)‬
‫• لها مصادر تستقل بها ويأتي على رأسها القرآن الكريم والسنة النبوية‬
‫• لم تتعرض للتحريف والتغيير البشري‬
‫• وبالتالي يمكن تلخيص خصائص الشريعة اإلسالمية في ما يلي‪:‬‬
‫يمكن اعتبار الشريعة اإلسالمية تتميز ب‪:‬‬

‫• األصل اإلالهي (المصدر)‬


‫• الجزاء ذي الطبيعة المزدوجة (الجزاء)‬
‫• الصالحية الدائمة من حيث الزمان (النطاق الزمني)‬
‫• شمولية االختصاص (النطاق الشخصي)‬
‫الخاصية األولى‪ :‬الشريعة اإلسالمية مبنية على الوحي (األصل)‬

‫• أوحاها هللا سبحانه إلى نبيه من خالل القرآن الكريم‪،‬‬


‫• طبيعة المشرع تجعل منها شريعة كاملة من كمال وجالل منزلها الذي أحاط فيها بكل شيء في الحال والمستقبل‪.‬‬
‫• القرآن الكريم هو أصل هذه الشريعة‪ ،‬وقد تكفــــل له منزله الحكــــيم بالحفظ وعـــدم التحريف‪ .‬قال تعالى" إنا نحن‬
‫نزلنا الذكر‪ ،‬وإنا له لحافظون" سورة الحجر اآلية ‪. 9‬‬
‫• وبالتالي يلتزم الفرد بأحكامها ألنه يعتبرها جزءا من دينه وتدينه (أصل االلتزام)‬
‫• فاالمتزاج بين أحكام الشريعة والدين يعتبر عامال أساسيا في حفظ العدل وتحققه‪ ،‬فما دام الضمير الديني واعيا‬
‫مستيقظا‪ ،‬فلإلنسان على نفسه بصيرة‪ ،‬ال يخالف الشريعة في شيء‪ ،‬وال يحتاج إلى غيره لمنعه من مخالفتها‬
‫• تطبيقها يعتمد قوة االلزام الروحي‪ ،‬عكس الشرائع‪ /‬القوانين الوضعية فتحتاج إلقرارها إلى السلطان المادي‬
‫الخاصية الثانية‪ :‬الجزاء في الشريعة اإلسالمية دنيوي وأخروي (طبيعة‬
‫الجزاء)‬
‫• تتفق الشريعة اإلسالمية مع القوانين الوضعية في أن قواعدها وأحكامها تقترن بجزاء‬
‫يوقع على المخالف‪ ،‬ولكنها تختلف معها في أن الجزاء فيها أخروي ودنيوي‪.‬‬
‫ار َخا ِل ِد َ‬
‫ين‬ ‫ت تَ ْج ِري ِمن تَ ْح ِت َها األَ ْن َه ُ‬ ‫سولَهُ يُ ْد ِخ ْلهُ َجنَّا ٍ‬ ‫ّللا َو َمن يُ ِط ِع َ‬
‫ّللا َو َر ُ‬ ‫• " ِت ْل َك ُحدُو ُد ِ‬
‫ارا َخا ِلدًا فِي َها‬ ‫ّللا َو َرسُولَهُ َويَتَعَ َّد ُحدُو َدهُ يُ ْد ِخ ْلهُ نَ ً‬ ‫ص َ‬ ‫فِي َها َوذَ ِل َك ا ْلفَ ْو ُز ا ْلعَ ِظي ُم َو َمن يَ ْع ِ‬
‫اب ُّم ِهي ٌن " سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.14‬‬ ‫عذَ ٌ‬
‫َولَهُ َ‬
‫• لكن مقتضيات الحياة وضرورة استقرار المجتمع‪ ،‬وتنظيم عالقات األفـــراد‪ ،‬وضمان‬
‫حقــــوقهم‪ ،‬تستدعي أن يكون للجزاء األخروي جزاء دنيوي‪.‬‬
‫• قد يكون هذا الجزاء ماليا كالدية وحرمان القاتل من اإلرث والوصية‪...‬‬

‫• وقد يكون زجريا‪ ،‬فتتنوع العقوبات‪ .‬مثال‪ ،‬يقول هللا تعالى‪" :‬إنَّ َما َج َزا ُء الَّ ِذي َن‬
‫صلَّ ُبوا أَ ْو‬
‫سادًا أَ ْن ُيقَتَّلُوا أَ ْو ُي َ‬ ‫ض فَ َ‬ ‫س َع ْو َن ِفي ْاأل َ ْر ِ‬‫سولَهُ َو َي ْ‬ ‫ُي َح ِار ُبو َن َّ‬
‫ّللاَ َو َر ُ‬
‫ي ِفي‬ ‫ض ذَ ِل َك لَ ُه ْم ِخ ْز ٌ‬‫ف أَ ْو ُي ْنفَ ْوا ِم َن ْاأل َ ْر ِ‬ ‫تُقَ َّط َع أَ ْي ِد ِ‬
‫يه ْم َوأَ ْر ُجلُ ُه ْم ِم ْن ِخ َال ٍ‬
‫ع ِظي ٌم" سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪.33‬‬ ‫اب َ‬ ‫عذَ ٌ‬
‫ال ُّد ْنيَا َولَ ُه ْم فِي ا ْآل ِخ َر ِة َ‬
‫الجزاء الدنيوي‬

‫• إذا اقترف المكلف جريمة في غفلة من إيمانه‪ ،‬يتم ردعه بعقوبة مالئمة تزجره‬
‫ألن يعود لمثل جريمته‪ ،‬كما تزجر غيره أن يفعل مثل فعلته‪،‬‬
‫• لذلك أمر هللا بقطع يد السارق‪ ،‬وجلد الزاني أو رجمه‪ ،‬وجلد شارب الخمر‪ ،‬وقاذف‬
‫المحصنات‪...‬إلخ‪ .‬وفي ذلك جاءت الشريعة بثالث انواع من العقوبة‪:‬‬
‫الحدود ‪:‬‬

‫• وهي عقوبات مقدرة شرعا على جريمة معينة ‪ ،‬وهي الردة والسرقة وشرب‬
‫الخمر والزنا والقذف وقطع الطريق‪.‬‬
‫• وسميت بالحدود ألنها تمنع االعتداء على المصالح األساسية للمجتمع‪ ،‬وألنها‬
‫عقوبات محددة المقدار ال يجوز فيها الزيادة أو النقصان‪.‬‬
‫• إمام المسلمين ملزم بتنفيذ هذه الحدود‪ ،‬لكن إذا طرأ على الحد ما يسقطه‬
‫وترجح لدى اإلمام إسقاطه‪ ،‬فله ذلك سواء قبل الحكم أو بعده‪.‬‬
‫القصاص‪:‬‬

‫• وهي عقوبة مقدرة شرعا على جريمة االعتداء على النفس والبدن‪،‬‬
‫• تثبت بالكتاب والسنة وإجماع األمة‪ ،‬سميت العقوبة بالقصاص ألنها تقوم‬
‫على أساس معاقبة المجرم بمثل ما فعل‪ ،‬كمن يقتل يقتل ومن يقطع أذن‬
‫غيره تقطع أذنه‪.‬‬
‫التعزير‪:‬‬

‫• هي عقوبة مفوضة إلى رأي أولي األمر وهو الحاكم المسلم‪ ،‬على‬
‫سائر الجرائم إال جرائم القصاص والحدود‪ ،‬وتبتدئ من كلمة النصح‬
‫وتنتهي إلى اإلعدام‪ ،‬وما بينهما من العقوبات المالية والبدنية واألدبية‪.‬‬
‫• وسميت هذه العقوبة بالتعزير ألن التعزير هو التأدب‪،‬والمقصود به‬
‫تأديب المجرم بأية طريقة يراها الحاكم مناسبة‬
‫مالحظات‪:‬‬

‫• الجزاء األخروي يترتب سواء عوقب اإلنسان في الدنيا أم لم‬


‫يعاقب‪ ،‬ما لم تقترن مخالفته بتوبة نصوح وتحلل من حقوق الغير‬
‫• المسلم يخضع ألحكام الشريعة خضوعا اختياريا في السر والعلن‪،‬‬
‫خوفا من عقاب هللا‪ ،‬ولو استطاع أن يفلت من عقاب الدنيا‬
‫الخاصية الثالثة ‪ :‬العمومية (الصالحية لكل زمان ومكان)‬

‫• جاءت كاملة على سبيل الدوام لتنظيم شؤون الجماعة‬


‫• انعكاس لألصل اإلالهي ألحكامها‪:‬‬
‫يف الْ َخبِي ُر" سورة الملك‪ ،‬اآلية ‪14‬‬ ‫• "أَال يَعْلَمُ َم ْن َخل َ َ‬
‫ق َوهُ َو الل َّ ِط ُ‬
‫• " وما كان ربك نسيا" سورة مريم‪ ،‬اآلية ‪64‬‬
‫• مادامت األحكام ذات أصل إلهي‪ ،‬فهي ثابتة ال تتغير صالحة لكل زمان ومكان‬
‫• هذه الصالحية مقترنة بقدرة العقل البشري على التوصل لجوهرها والحكمة من سنها‬
‫• الدليل هو ورود مجموعة من األحكام خاصة المتعلقة بالمعامالت بصيغة كلية‬
‫• أي أن التفصيل فيها ترك لالجتهاد بحسب مسايرة التحوالت (اآليات التي تناولت المعامالت في القرآن الكريم ال تزيد عن‬
‫‪ 200‬من أصل ‪ 6236‬آية )‬
‫من أهم العقود في المعامالت هي عقد البيع‬

‫• خصه القرآن بأربعة أحكام‪:‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬آية ‪. 215‬‬ ‫• اإلباحة وتحريم الربا "وأحل هللا البيع وحرم الربا"‬
‫• اشتراط التراضي "يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إال أن تكون‬
‫تجارة عن تراض منكم" سورة النساء‪ ،‬آية ‪. 29‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬آية ‪282‬‬ ‫• ضرورة اإلشهاد "وأشهدوا إذا تبايعتم"‬


‫• النهي عن إقامته وقت صالة الجمعة "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصالة من يوم‬
‫الجمعة فاسعوا إلى ذكر هللا وذروا البيع" سورة الجمعة‪ ،‬آية ‪9‬‬
‫الخاصية الثالثة ‪ :‬العمومية (الصالحية لكل مكان)‬

‫• موجهة لعموم الناس‪ ":‬وما أرسلناك إال كافة للناس بشيرا ونذيرا" سورةسبأ‪ ،‬آية ‪.28‬‬
‫• " ما كان محمد أب أحد من رجالكم‪ ،‬ولكن رسول هللا وخاتم النبيئين" سورة األحزاب‪ ،‬آية‬
‫‪.40‬‬
‫• نابعة من االعتقاد في كون اإلسالم الدين المكتمل األخير‬
‫• نابعة باالعتقاد بعالمية الرسالة‬
‫الخاصية الرابعة‪ :‬شمولية االختصاص‬

‫• ال تفصل بين عبادات ومعامالت‬


‫• تغطي مختلف مناحي حياة اإلنسان‬
‫• ما تعلق منها بعمل الدنيا واآلخرة‬
‫• تناولت النوايا والبواعث والوقائع‪......‬‬
‫• بمعنى أنها شاملة لجميع مناحي الحياة بالتدقيق والتنظيم‪ ،‬سواء ما تعلق‬
‫بعالقة اإلنسان بخالقه أو باإلنسان‬
‫يمكن النظر لألحكام الواردة فيها وفق التقسيم المنهجي التالي‪:‬‬

‫• أحكام اعتقادية‪ :‬متعلقة بذات هللا وصفاته‪ ،‬والرسل واألنبياء‬


‫والمالئكة ‪ ...‬مما يعتبر من األمور الغيبية التي ال يتم بلوغها إال بما‬
‫ورد على يد الرسل واألنبياء (علم الكالم وعلم التوحيد)‬
‫• أحكام تهذيبية‪ :‬متعلقة بما يجب أن يكون عليه اإلنسان (علم‬
‫األخالق)‬
‫• أحكام عملية‪ :‬وهي المتعلقة بتنظيم المعامالت بين الناس (األسرة‬
‫العالقات المالية‪ /‬معاملة األجانب‪ /‬قواعد الحرب والسالم‪/‬قواعد‬
‫الحكم‪).../‬‬
‫خالصة‬

‫ربانية‬

‫خصائص‬
‫شاملة‬ ‫الشريعة‬ ‫عامة‬
‫اإلسالمية‬

‫ثنائية‬
‫الجزاء‬
‫‪ -3‬مبادئ الشريعة اإلسالمية‬

‫• هناك مبادئ تؤطر الحياة في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وتعتبر مميزة لها‪،‬‬


‫• المبادئ هي انعكاس للتصور العام للحياة في مجتمع معين‪ ،‬ويستدعي تنزيلها وجود قواعد عملية‬
‫• نلخصها في‪:‬‬
‫• مبدأ العدل‬
‫• مبدأ حماية مصالح الناس‬
‫• مبدأ التيسير ورفع الحرج‬
‫• مبدأ التكافل والتضامن‬
‫أ‪ -‬مبدأ العدل‬

‫• يقول تعالى في سورة النحل "إن هللا يأمر بالعدل واإلحسان"‬


‫سورة المائدة‪ ،‬آية ‪8‬‬ ‫• " وال يجرمنكم شنآن قوم أن ال تعدلوا‪ ،‬اعدلوا هو أقرب للتقوى"‬
‫• عادة ما يقرن العدل باإلحسان في اإلسالم‬
‫• العدالة حق للفرد يجب أن يشعر بوجودها ويؤمن بتحققها‬
‫• بالنظر لطبيعة اإلنسان‪ ،‬بجسمه األرضي‪ ،‬وروحه السماوية‪ ،‬بدوافعه الفردية ونزعته الغيرية‪ ،‬بعوامل‬
‫الفجور وبواعث التقوى ‪ " :‬ونفس وما سواها‪ ،‬فَأَلْ َه َم َها ف ُ ُج َ‬
‫ورهَا َوتَقْ َواهَا" سورة الشمس‪ ،‬اآلية ‪ 7‬و ‪. 8‬‬
‫• من صور العدالة‪ ،‬اإلقرار بمعاقبة المعتدي بمثل عدوانه‪ ،‬ومن صور اإلحسان فتح باب الثوبة " َو َج َزا ُء‬
‫ّللا"‬ ‫س ِيئَة ٌ ِمثْل ُ َها ف َ َم ْن عَفَا َوأ َ ْ‬
‫صل َ َح فَأَجْ ُر ُه عَل َى َّ ِ‬ ‫س ِيئ َ ٍة َ‬
‫َ‬
‫ب‪ -‬مبدأ حماية مصالح الناس‬

‫• مناط الوجود اإلنساني إعمار األرض‬


‫• هناك مصلحة عامة وبالموازاة معها مصالح خاصة‬
‫• قال (ص)‪" :‬كل مسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله"‬
‫• في التوفيق بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة‪ :‬قاعدة "الضرر‬
‫وال ضرار"‬
‫ج‪ -‬مبدأ التيسيرورفع الحرج‬

‫• الشريعة اإلسالمية قامت على طاعة هللا وتوحيده‪،‬‬


‫• العبادات هي ترجمة وانعكاس لهذا التوحيد‬
‫• فلسفة الرسالة المحمدية كانت الرحمة والتيسير "وما أرسلناك إال رحمة للعالمين"‬
‫• ويقول تعالى مخاطبا النبي (ص)‪":‬ونيسرك لليسرى"‪ ،‬أي نوفقك أليسر الشرائع‬
‫• لذلك جاءت أحكام الشريعة مقترنة بالتخفيف والتيسير ورفع الحرج‬
‫من القواعد الفقهية التي صاغها الفقهاء المسلمين في اليسر ورفع الحرج‬

‫• قاعدة المشقة تجلب التيسير‪ :‬ويتعلق بهذه القاعدة تشريع الرخص عند وجود مشقة‬
‫في تطبيق األحكام‪ ،‬كإباحة اإلفطار في رمضان للمريض و المسافر‬
‫• قاعدة الضرر يزال ‪ :‬وأصل هذه القاعدة قوله (ص)‪":‬ال ضرر وال ضرار"‪،‬‬
‫• يستفاد من هذا الحديث النهي عن إيقاع الضرر قبل حصوله‪ ،‬فإن وقع وجبت إزالته‬
‫• ومن جملة تطبيقات هذه القاعدة‪ :‬إقرار حق الشفعة للشريك رفعا لضرر متوقع‬
‫بدخول أجنبي عليه واإلجبار على القسمة فيما يمكن قسمته إلزالة الضرر‪ ،‬وإزالة‬
‫األضرار المترتبة عن التعسف في استعمال الحق‪.‬‬
‫• الضرر األشد يزال بالضرراألخف ‪ :‬فإذا تقابل ضرر أخف وضرر أشد‪ ،‬يسمح بتطبيق الضرر‬
‫األخف كترجيح المصلحة العامة على الخاصة في نزع الملكية من أجل المنفعة العامة‪ ،‬والعمل‬
‫بالتسعير اإلجباري إذا وقع إجحاف من التجار‪ ،‬وكذلك منع االحتكار‪.‬‬
‫• الضرورات تبيح المحضورات ‪ :‬كإباحة أكل الميتة ولحم الخنزيرعنذ االضطرار إليها‪ ،‬والتلفظ‬
‫بكلمة الكفر عند اإلكراه حفاظا على النفس‪.‬‬
‫• الميسور ال يسقط بالمعسور ‪ :‬وأصل هذه القاعدة قوله (ص)‪":‬وما أمرتكم به فآتوا به ما‬
‫استطعتم"‪ .‬أي أن المكلف إذا تعسر عليه فعل أغلب المأمور به وتيسر له فعل جزء منه يفعل‬
‫المتيسر‪ ،‬وال يسقط عنه بالمتعسر‬
‫د‪ -‬مبدأ التكافل والتضامن‬

‫• " واعتصموا بحبل هللا جميعا وال تفرقوا‪ ،‬واذكروا نعمة هللا عليكم إن كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا" سورة أى‬
‫عمران‪ ،‬أيى ‪.103‬‬
‫• الفرقة نقيض االتحاد‪ /‬الوحدة‬
‫• الوحدة = اعتصام‪ /‬احتماء بحبل هللا‬
‫• صيغة األمر ترقى بها إلى الواجبات‬
‫• تقديم المصلحة الجماعية على الفردية‬
‫• هذا االعتصام يغطي جميع الوحدات المكونة للمجتمعات المختلفة‬
‫• يبدأ من األسرة إلى سائر الوحدات األخرى‬
‫• يعترف بالمصلحة الفردية كمدخل للمصلحة الجماعية (العمل أيضا عبادة)‬
‫الموضوع األول‪:‬‬

‫أكتب موضوعا تعالج فيه خصائص الشريعة اإلسالمية‬


‫مقدمة ‪ /‬تقديم ‪ /‬تأطير‬

‫تأطير (تعريف الشريعة اإلسالمية)‬

‫ما هي خصائص الشريعة اإلسالمية؟‬

‫تقسيم إلى مبحثين‬


‫التأطير‪ :‬من العام إلى الخاص وفق منطق مقبول‬

‫جاء اإلسالم في القرن السابع الميالدي‪ ،‬ليحدث طفرة في تاريخ البشرية‬


‫بفعل منظومة القيم والقواعد التي أتى بها لينظم حياة الناس‪ .‬وهذه‬
‫المنظومة هي التي تشكل اليوم ما نسميه شريعة إسالمية؛ أمجموع األوامر‬
‫والنواهي أي األحكام التي سنها هللا تعالى لعباده على لسان رسوله الكريم‬
‫سواء ما تعلق منها بالعقائد أو العبادات أو المعامالت أو أي من مناحي‬
‫الحياة األخرى بما يضمن لإلنسان تأدية وظائف االستخالف في األرض‪.‬‬
‫وهي تتميز عن باقي الشرائع األخرى بمجموعة من الخصائص‪.‬‬
‫اإلشكالية ‪ /‬السؤال الذي نود اإلجابة عليه‬

‫فما هي خصائص الشريعة اإلسالمية؟‬


‫منهجية العمل‪ :‬كيف ستعالج هذا السؤال؟ (فقرة جديدة)‬
‫يجب أن يكون لك مقترح إجابة تود الوصول له في األخير‬

‫يتطلب الحديث عن خصائص الشريعة اإلسالمية التطرق إلى ما تنفرد به‬


‫من خصوصية على مستوى أصلها وطبيعة الجزاء فيها (مبحث أول)‪،‬‬
‫إضافة إلى نطاق تطبيقها‪ ،‬والمواضيع التي تغطيها (مبحث ثان)‪.‬‬
‫مقترح ‪2‬‬

‫لمعالجة هذه اإلشكالية‪ ،‬سنتطرق في مبحث أول‬


‫لربانية الشريعة اإلسالمية وطبيعة الجزاء فيها‪ ،‬فيما‬
‫سنفرد المبحث الثاني لعمومية هذه الشريعة‬
‫وشموليتها‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬أصل الشريعة اإلسالمية وطبيعة الجزاء فيها‬

‫تختص الشريعة اإلسالمية‪ ،‬شأنها شأن جميع الشرائع السماوية‪ ،‬بأصلها الرباني (مطلب أول)‪،‬‬
‫وهو ما يجعل الجزاء فيها ذا طبيعة مزدوجة (مطلب ثان)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬األصل اإلالهي للشريعة اإلسالمية‬


‫‪.....................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة الجزاء في الشريعة اإلسالمية‬
‫‪....................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عمومية الشريعة اإلسالمية وشموليتها‬

‫بقدوم الرسالة المحمدية‪ ،‬أتم هللا نعمته على عباده باإلسالم دينا أخيرا‪ ،‬وشكلت األحكام التي أتى بها إطارا لتنظيم حياة اإلنسان بما‬
‫يتيح له القيام بمهمة االستخالف التي أناطها به هللا عز وجل‪ .‬وبذلك تتسم الشريعة اإلسالمية بكونها عامة (مطلب أول)‪ ،‬وشاملة‬
‫لمختلف مناحي الحياة (مطلب ثان)‬

‫المطلب األول‪ :‬الشريعة اإلسالمية عامة‬


‫‪........................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الشريعة اإلسالمية شاملة‬
‫‪............................‬‬
‫الخاتمة‪ :‬عودة لإلشكالية ومحاولة لصياغة إجابة تركيبية لها‬

‫وبناء عليه‪ ،‬فالشريعة اإلسالمية تتسم بالعديد من الخصائص التي لم تجتمع في شرائع‬
‫سماوية أخرى‪ ،‬وال تتوفر في القوانين الوضعية أيضا‪ ،‬إذ تستند إلى األصل اإلالهي‬
‫الذي تستمد منه أحكامها‪ ،‬وهذا ما يجعل الجزاء األخروي يحتل مكانة هامة إلى جوار‬
‫الجزاء الدنيوي المعروف في القوانين الوضعية‪ ،‬كما أن صالحيتها لكل األزمنة‬
‫واألمكنة ومخاطبتها لعموم البشر يجعلها تنفرد بخاصية العمومية‪ ،‬والتي تتظافر مع‬
‫خاصية الشمولية بفعل تغطية أحكام الشريعة لمختلف مناحي حياة الفرد والجماعة‪،‬‬
‫لترسم خصائصا أربعا مميزة للشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫الشرائع السماوية والقوانين‬
‫الوضعية‬
‫تذكير‪:‬‬

‫• اصطالحا يستعمل "القانون" عند المختصين للداللة على مجموعة القواعد االجتماعية‬
‫الملزمة المنظمة لعالقات األفراد داخل الجماعة والتي تستتبع مخالفتها توقيع الجزاء على‬
‫المخالف من قبل السلطة العامة‪=( .‬القانون الوضعي)‬
‫• يتشكل القانون من مجموعة من "الوحدات" نسميها قواعد قانونية‬
‫• القانون هو مجموع القواعد القانونية وهذا هو القانون بمعناه الواسع والمتداول‬
‫• هناك معنى ضيق يستعمل فيه القانون كرديف ل "التشريع"‬
‫• أي ما يصدر عن السلطة التشريعية فقط من قواعد قانونية‬
‫تعريف القاعدة القانونية‬

‫• سبب وجودها‪ :‬لماذا؟‬


‫• تنظيم السلوك اإلنساني داخل المجتمع‬
‫• توجيه السلوك توجيها عاما ملزما وفق نظام اجتماعي يتوافق مع األهداف‬
‫والغايات التي تتفق عليها الجماعة‬
‫• وبالتالي‪:‬‬
‫• ال يمكن تصور وجودها إال في جماعة‬
‫• تبين للفرد السلوك الذي يجب على الفرد االلتزام به‬
‫• ال تعني شخصا بعينه بل عموم الناس‬
‫وبناء عليه‪،‬‬

‫• القاعدة القانونية هي مقتضى يستهدف تنظيم السلوك اإلنساني داخل المجتمع‪ ،‬وتوجيهه توجيها عاما‬
‫وملزما وفق ما ترسخ في ضمير هذا المجتمع من تصورات‪.‬‬
‫• القاعدة القانونية هي اإلطار الذي يتم عبره التوفيق بين المصالح المختلفة لألفراد في مجتمع معه بما‬
‫يضمن امصلحة الجماعية في هذا المجتمع‪.‬‬
‫• القاعدة القانونية بهذا المعنى استجابة لحاجة مجتمعية‪.‬‬
‫• تترجم القاعدة القانونية عبر مجموعة من المقتضيات الملزمة التي يتحتم على األفراد جميعهم االمتثال‬
‫لها‪.‬‬
‫• ترتب مخالفة القاعدة القانونية نوقيع جزاء تتواله السلطة العامة‪.‬‬
‫تعرف القاعدة القانونية على أنها‪:‬‬

‫• أمر بإتيان شيء أو االنتهاء عنه تحت طائلة الجزاء‬

‫• قاعدة سلوك في المجتمع‪ ،‬تتسم بكونها عامة ومجردة وخرقها‬


‫يرتب جزاء‬
‫خصائصها‬

‫‪ .1‬قاعدة اجتماعية‪:‬‬
‫• ال يمكن تصورها إال في جماعة‬
‫• استجابة للحاجة التنظيمية داخل الجماعة‬
‫• تعكس تطور حياة الجماعة وتجدد حاجياتها‬
‫• تتغير بتغير حاجات هذه الجماعة‬
‫‪ -2‬قاعدة سلوك (مرتبطة بالخاصية األولى)‬

‫• قاعدة لتنظيم سلوكات األفراد في المجتمع‬


‫• تنظم الحقوق والواجبات وحدود تصرف الفرد‬
‫• تنصب على السلوكات القابلة للرصد والتقييم‬
‫• ال تغطي النوايا والمضمرات‬
‫• قاعدة لتنظيم السلزكات الظاهرة وليست المضمرة‬
‫‪ -3‬قاعدة عامة ومجردة‬

‫• تخاطب جميع األفراد دون تمييز‬


‫• تطبق على كل واقعة توفرت فيها شروطا‪ ،‬وليست قاعدة لمعالجة حالة بعينها‬
‫• أي تسري على جميع األشخاص والحاالت المتوفر فيها شروط إعمالها = ال‬
‫تتناول وقائع بعينها أو أشخاصا بعينهم (التجريد)‬
‫‪ -4‬قاعدة ملزمة‬

‫• تستمد إلزاميتها من الجزاء المقرون بها‬


‫• الجزاء محدد بدقة وتقوم على توقيعه السلطة العامة‬
‫• الجزاء ظاهر ‪ /‬مادي‪ /‬حسي‪ /‬قابل للرصد‬
‫• زمنيا مرتبط بالمخالفة أي أنه حال وليس مؤجل‬
‫• من اختصاص الدولة باعتبارها وحدها "المحتكر لممارسة العنف المشروع"‬
‫• قد يكون جبرا أو زجرا أو تأديبا‬
‫• الهدف منه تحقيق أمن المجتمع واستقراره‬
‫وبالتالي‪:‬‬

‫• القاعدة القانونية تختلف عن غيرها من القواعد األخرى التي تشترك معها في تنظيم العالقات بين األفراد في المجتمع‬
‫• يمكن أن نذكر في هذا اإلطار األعراف والعادات‪ ،‬وقواعد المجامالت والقواعد األخالقية والقواعد الدينية‪.‬‬
‫• هذه القواعد تساهم في بلورة نسق العالقات المجتمعية‪.‬‬
‫• هذه القواعد تؤثر في إنتاج القاعدة القانونية مادامت استجابة لحاجة مجتمعية‪.‬‬
‫• القاعدة القانونية تنصب على ظاهر أفعال الفرد وتأثيرها على استقرار المجتمع‪.‬‬
‫• القاعدة القانونية تتغير بتغير متطلبات المجتمع‪.‬‬
‫• القواعد األخرى تعتمد على الرقابة الذاتية للفرد‪ ،‬وامتثاله الطوعي لمقتضياتها‪.‬‬
‫• القاعدة القانونية ترتكز على االمتثال القسري للفرد بالنظر العتمادها الجزاء‪.‬‬
‫خالصة‪ :‬القاعدة القانونية (القانون الوضعي)‬

‫قاعدة سلوك (غائية)‬


‫قاعدة عامة‬ ‫قاعدة اجتماعية‬
‫(لتنظيم السلوك الظاهري‬
‫(تتوجه للجميع بدون‬ ‫(خاصة بكل مجتمع في‬
‫لألفراد وفق معايير‬
‫تمييز)‬ ‫زمان ومكان معينين)‬
‫متواضع عليها)‬

‫قاعدة مجردة‬
‫قاعدة ملزمة‬
‫(تنطبق على جميع الوقائع‬
‫(خرقها يستدعي توقيع‬
‫التي تتوفر فيها شروط‬
‫جزاء مادي حال)‬
‫إعمالها)‬
‫س‪:2‬‬
‫أكتب موضوعا تعالج فيه‪:‬‬

‫إلى أي حد يمكن تحويل أحكام الشريعة‬


‫إلى قواعد قانونية؟‬
‫مصادر القاعدة القانونية‪:‬‬

‫• التشريع‬
‫التشريع هو كل قاعدة قانونية مكتوبة صادرة عن سلطة عامة ومختصة في الدولة في شكل وثيقة رسمية ‪ ،‬استنادا إلى إ جراءات مسطرية معينة وطبقا للقواعد الدستورية المعمول‬

‫="الوثيقة المكتوبة التي تصدر عن السلطة التشريعية"‬

‫• العرف‬
‫قواعد وممارسات درج الناس على اتباعها في معامالتهم زمنا طويال حتى تكون لديهم الشعور بإلزاميتها وبضرورة احترامها‪.‬‬
‫• المبادئ العامة للقانون‬
‫مبادئ ال يشترط ورودها في نص قانوني مكتوب‬

‫تستخلص من طبيعة النظام القانوني وأهدافه االقتصادية والسياسية واالجتماعية والقيم الدينية والثقافية السائدة في المجتمع ‪.‬‬

‫• االجتهاد القضائي‬
‫• االجتهاد الفقهي‬
‫مصادر الشريعة اإلسالمية = من أين تستمد أحكامها؟‬

‫• بالنظر لخصائصها المشار لها سلفا‪ ،‬فاحكام الشريعة هي ترجمة لما سنه هللا لعباده‪.‬‬
‫• ما سنه هللا لعباده ورد في ما أنزله على الرسول الكريم في الكتاب الحكيم‪.‬‬
‫• وبالتالي ال يمكن االختالف في كون القرآن الكريم هو المصدر األول للتشريع اإلسالمي‪.‬‬
‫• وعلى اعتبار الرسول (ص)هو مبلغ الرسالة‪ ،‬تعتبرسلوكاته واألحكام التي يوردها في وقائع معينة مرجعا‬
‫أيضا للتشريع "وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" سورة الحشر‪ ،‬اآلية ‪. 7‬‬
‫• في مرحلة الحقة‪ ،‬وبتوسع الدولة اإلسالمية وظهور وقائع مستجدة ومختلفة‪ ،‬سيصبح "استنباط األحكام"‬
‫كممارسة عقلية ضرورة‪ ،‬وتلتحق بمصادر التشريع اإلسالمي‪.‬‬
‫وبالتالي سنميز بين‪:‬‬

‫المصادر األصلية ‪/‬النقلية‬ ‫•‬


‫القرآن الكريم‬ ‫•‬
‫السنة النبوية‬ ‫•‬

‫المصادر التبعية‪ /‬العقلية مما سنفصل فيه الحقا وتضم‪:‬‬ ‫•‬


‫اإلجماع‬ ‫•‬
‫القياس‬ ‫•‬
‫االستحسان‬ ‫•‬
‫المصالح‬ ‫•‬
‫سد الذرائع‬ ‫•‬
‫االستصحاب‬ ‫•‬
‫العرف‬ ‫•‬
‫شرع من قبلنا‬ ‫•‬
‫قول الصحابي‬ ‫•‬
‫القرآن الكريم كمصدر للتشريع‬

‫ور بِ ِإ ْذنِ ِه َويَ ْه ِد ِ‬


‫يه ْم‬ ‫الم َويُ ْخ ِر ُج ُهم ِم ِن ال ُّظلُ َما ِ‬
‫ت إِلَى النُّ ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ض َوانَهُ ُ‬
‫سبُ َل ال َّ‬ ‫ّللا َم ِن اتَّبَ َع ِر ْ‬
‫اب ُّمبِينٌ يَ ْهدِي بِ ِه َّ ُ‬ ‫"ق ْد َجا َءكُم ِمنَ َّ ِ‬
‫ّللا نُ ٌ‬
‫ور َو ِكت َ ٌ‬ ‫•‬
‫يم" سورة المائدة‪ ،‬آية ‪. 15‬‬ ‫ست َ ِق ٍ‬ ‫إِلَى ِص َر ٍ‬
‫اط ُّم ْ‬
‫• هو المصدر األول للتشريع‬

‫• ذهب بعض الفقهاء لكونه األصل الجامع الذي ال دليل سواه‪ ،‬وسائر األدلة بيان للقرآن وتفريع عنه وراجع إليه‪.‬‬
‫• لغة مشتق من ق ر أ‬

‫• واصطالحا يعرف أنه " كالم هللا تعالى المنزل على رسوله الكريم باللفظ العربي‪ ،‬المكتوب في المصاحف‪ ،‬المنقول بالتواتر‬
‫المتعبد بتالوته‪ ،‬المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس"‬
‫• الخطاب المنزل على الرسول (ص) باللفظ والمعنى‬
‫• نزل القرآن الكريم منجما وليس دفعة واحدة (‪ 23‬سنة)‬
‫• يمكن التمييز فيه بين ما نزل دونما تقييد بحدث أو واقعة معينة وبين ما جاء إجابة عن حدث أو واقعة معينة‬
‫• جاء القرآن بلسان عربي "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون" سورة يوسف آية ‪. 2‬‬
‫• جاءت أحكامه متدرجة استجابة لحاجات واستعدادات المجتمع الذي نزل فيه (فيه الناسخ والمنسوخ)‬
‫• نقل بالتواترأي "نقله جمع عن جمع يمنع العقل تواطؤهم على الكذب أو السهو أو الخطأ"‬
‫القرآن بين مكة والمدينة‬

‫• ما أنزل في مكة تعلق باألساس ب‪:‬‬


‫• توحيد هللا‬
‫• أمور العقيدة واإليمان بالبعث‬
‫• اإليمان بالمالئكة والنبوات السابقة‬
‫• تقويم الخلق واالتصباب على بواطن األمور‬
‫• ما أنزل في المدينة اهتم ب‪:‬‬
‫• التشريع في مجال العبادات – التكليفات‪-‬‬
‫• التشريع في مجال المعامالت‬
‫األحكام الواردة في القرآن وردت إما‪:‬‬

‫• على شكل قواعد ومبادئ عامة ال تتناول التفاصيل وتهم باألخص المعامالت (األمور‬
‫المتغيرة بحسب الزمان والمكان)‬
‫• على شكل حكم كلي يحتاج إلى تفصيل وبيان وتندرج تحتها العبادات التي لم تحدد‬
‫طريقة آدائها بشكل مدقق‬
‫• مفصلة دون إجمال في وضعيات بعبنها كأنصبة الورثة مثال‬
‫• وقد تغيب أحكام‪ ،‬وتتولى السنة النبوية سد الفراغ مصداقا لقوله تعالى‪" :‬ما أتاكم‬
‫الرسول فخذوه‪ ،‬وما نهاكم عنه فانتهوا" سورة الحشر‪ ،‬آية ‪.27‬‬
‫القضايا التي عالجها القرآن‬

‫• تنظيم عالقة الفرد بخالقه‬


‫• تنظيم عالقة الفرد بالفرد داخل المجتمع‪/‬الدولة‬
‫• تنظيم عالقة الفرد بولي األمر ‪/‬الحاكم‬
‫• تنظيم عالقة المسلمين ب "األجانب"‬
‫• تنظيم حالتي السلم والحرب‬
‫السنة النبوية كمصدر ثان للتشريع‬
‫سن أي بَيَّ َن‪.‬‬
‫• لغة من َّ‬
‫• والسنة لغة الطريقة والعادة محمودة كانت أو مذمومة‬
‫• يراد بالسنة كل ما صدر عن النبي (ص) سوا ًء كان ذلك من خالل قوله عليه السالم أو فعله أو تقريره‪ ،‬بصفته‬
‫رسوال ال إنسانا عاديا‬
‫• تنقسم‪ ،‬من حيث المتن‪ ،‬إلى ‪:‬‬
‫• سنة قولية‪ :‬ما ورد عن النبي من أحاديث أمر بنشرها وتعليمها‬
‫• سنة فعلية‪ :‬ما ورد عليه (ص) من أفعال خاصة في العبادات‬
‫• سنة تقريرية‪ :‬متعلقة بإقرار أو عدم إقرار سلوك أو قول بعض الصحابة‪.‬‬
‫دور السنة النبوية في التشريع‬

‫• تُبين القرآن وتكمله‪ ،‬وتوضح المقصود من آياته وجزئياته ‪ :‬فالقرآن ال يفهم بحقيقته إال بالرجوع إلى السنة‬
‫• أوكل هللا تعالى لنبيه إرشاد األمة إلى فهم القرآن من خالل توضيح ما أجمل فيه‪ ،‬تخصيص ما عمم وتطبيق الكليات‬
‫على الجزئيات "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم لعلهم يتفكرون" سورة النحل‪ ،‬آية ‪. 44‬‬
‫• هناك إشكاليات تطرح ‪:‬‬
‫• متى يعمل بالسنة؟‬
‫• هل يجب أن تتناول فقط ما ورد في القرآن؟‬
‫• هل يمكن أن تتعارض مع القرآن وتنسخه؟‬
‫• ما حجيتها؟‬
‫ال بد من األخذ في عين االعتبار أن‪:‬‬

‫• القرآن ثبث ثبوتا قطعيا وال تتعلق به أي شبهة من تغيير أو خالف‬


‫• القرآن هو األصل والسنة فرع‬
‫• في السنة أحكام ال تخرج عن ثالثة‪:‬‬
‫• ما يؤكد ما ورد في القرآن‬
‫• ما يكون بيانا لما في القرآن‪ ،‬أي‪:‬‬
‫• ما يفصل ما ورد مجمال في القرآن (كيفية الصالة مثال)‬
‫• تقييد مطلق القرآن (قطع يد السارق مثال)‬
‫• تخصيص عام القرآن (ما أحل في الزواج)‬
‫• ما يورد حكما جديدا غير وارد في القرآن‬
‫القرآن‪:‬‬ ‫‪ -1‬سنة تؤكد ما ورد في‬

‫يكون الحكم في هذه الحالة مستمدا من مصدرين‪ ،‬القرآن مثبت له والسنة‬


‫مؤيدة له‬
‫مثال‪ :‬قوله تعالى "ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إال أن تكون تجارة عن‬
‫تراض منكم"‬
‫وقوله (ص)‪" :‬ال يحل مال امرئ إال بطيب من نفسه"‬
‫‪ -2‬سنة تكون بيانا لما في القرآن‬

‫• بمعنى أنها تكون توضيحا لما ورد في القرآن الكريم‬


‫• يأتي هذا التوضيح على صور متعددة نذكر منها‪:‬‬
‫• بيان المجمل‪:‬‬
‫• فقد أتى القرآن الكريم بأحكام مجملة غير مفصلة‪ ،‬ففرض مثال فرائض دون أن يبين كيفية‬
‫آدائها‪ ،‬وهنا تكون السنة مبينة لما ورد في القرآن‬
‫• مثاله‪ :‬قال تعالى "وأقيموا الصالة"‬
‫• مواقيت الصالة وأركانها وكيفية آدائها مستقى من السنة الفعلية‪ .‬يقول (ص)‪" :‬صلوا كما‬
‫رأيتموني أصلي"‬
‫• تخصيص العام‬
‫• قد يأتي القرآن بحكم عام لكن السنة تقوم بترتيب حالة خاصة عليه‬
‫• مثال ذلك قوله تعالى "يوصيكم هللا في أوالدكم للذكر مثل حظ األنثيين"‬
‫وقوله (ص) "ال يرث القاتل"‬
‫• تقييد المطلق‬
‫• عندما يرد لفظ مطلق تتولى السنة تحديد النسبة منه‬
‫• مثال ذلك ‪ :‬قوله تعالى "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما"‬
‫• السنة الفعلية حددت اليد اليمنى على مستوى الرسغ‬
‫‪ -3‬سنة تلحق بأحد أصلين‬

‫• عندما يتعلق األمر بوقائع تغيب أحكامها عن القرآن الكريم فتنفرد بها السنة النبوية‬
‫• غير أن بعض الفقهاء ال يقول بانفراد السنة بها‪ ،‬بل يعتبرها راجعة للقرآن عن طريق البيان‬
‫• أي أن السنة لم تقم إال بإلحاقها بأحد أصلين واردين في القرآن الكريم لم يشر صراحة لكون‬
‫الواقعة أو النازلة فرعا ألحدهما‬
‫• من أهم األمثلة على ذلك قوله تعالى‪" :‬أحل لكم صيد البحر وطعامه"‬
‫• وقوله تعالى"حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير"‬
‫• وقوله (ص) في البحر "هو الطهور ماؤه الحل ميتته"‬
‫‪ -4‬سنة تلحق فرعا بأصل‬

‫• في حالة وجود قاعدة عامة في القرآن ويتم قياسا عليها إعطاء السنة حكما في واقعة جديدة باعتبار األولى أصال‬
‫والثانية فرعا‬
‫ت َوأ ُ َّم َهاتُكُ ُم‬ ‫ع َّماتُكُ ْم َو َخاالتُكُ ْم َوبَنَاتُ األخ َوبَنَاتُ ا ْ‬
‫ألخ ِ‬ ‫علَيْكُ ْم أ ُ َّم َهاتُكُ ْم َوبَنَاتُكُ ْم َوأ َ َخواتُكُ ْم َو َ‬
‫ت َ‬‫• مثال ‪ :‬قوله تعالى ‪ُ " :‬ح ِر َم ْ‬
‫سآ ِئكُ ُم الال ِتي د ََخلْت ُ ْم ِب ِه َّن‬
‫وركُ ْم ِمن ِن َ‬ ‫سآ ِئكُ ْم َو َر َبا ِئبُكُ ُم الالتي في ُح ُج ِ‬ ‫ع ِة َوأ ُ َّم َهاتُ ِن َ‬
‫ضا َ‬ ‫ض ْعنَكُ ْم َوأ َ َخواتكم ِم َن َّ‬
‫الر َ‬ ‫الْالَّ ِتي أ َ ْر َ‬
‫األختَيْ ِن إَالَّ َما قَ ْد‬
‫ِين ِم ْن أَصْال ِبكُ ْم َوأَن ت َ ْج َمعُوا ْ بَيْ َن ْ‬ ‫علَيْكُ ْم َوحالئِلُ أَبْنَآئِكُ ُم الَّذ َ‬ ‫ح َ‬ ‫فَ ِإن لَّ ْم تَكُونُوا ْ د ََخلْت ُ ْم ِب ِه َّن فَالَ ُجنَا َ‬
‫علَيْكُ ْم َوأ ُ ِح َّل لَكُ ْم َّما َو َرا َء ذَ ِلكُ ْم‬
‫ّللا َ‬
‫ـب َّ ِ‬‫آء إِالَّ َما َملَ ْكتَ أَيْ َمانُكُ ْم ِكت َ َ‬‫س ِ‬ ‫صنَاتُ ِم َن النِ َ‬ ‫غفُورا ً َّر ِحيماً‪َ ،‬والْ ُم ْح َ‬ ‫َان َ‬
‫ّللا ك َ‬‫ف إِ َّن َّ َ‬ ‫سلَ َ‬‫َ‬
‫علَيْكُ ْم فِي َما‬ ‫ح َ‬ ‫ضةً َوالَ ُجنَا َ‬‫ورهُ َّن فَ ِري َ‬ ‫ست َ ْمت َعْت ُ ْم ِب ِه ِمنْ ُه َّن فَـآتوهُ َّن أ ُ ُج َ‬‫ين فَ َما ا ْ‬‫سافِ ِح َ‬ ‫غيْ َر ُم َ‬ ‫ين َ‬‫أَن تَبْتَغُوا ْ ِبأ َ ْموا ِلكُ ْم ُّم ْح ِصنِ َ‬
‫ع ِليما ً َح ِكيما ً"‬‫َان َ‬ ‫ّللا ك َ‬
‫ض ِة إِ َّن َّ َ‬ ‫ضيْت ُ ْم ِب ِه ِمن بَعْ ِد الْفَ ِري َ‬ ‫ت َ َرا َ‬
‫• وإلحاق النبي (ص) الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها بالجمع بين األختين بما حرم في النكاح‬
‫هل يمكن للسنة أن تنسخ القرآن؟‬

‫• الرأي األول‪ :‬القرآن ال ينسخه إال قرآن مثله (الشافعي)‬


‫• الرأي الثاني‪ :‬يمكن للسنة أن تنسخ القرآن كقول (ص)‪" :‬ال وصية‬
‫لوارث"‪ ،‬في حين ورد في اآلية ‪ 180‬من سورة البقرة ‪" :‬كُتِ َب‬
‫علَ ْيكُم‬
‫َ‬
‫ت ِإ ْن تَ َر َك َخ ْي ًرا ا ْل َو ِص َّيةُ ِل ْل َوا ِل َد ْي ِن َو ْاأل َ ْق َر ِب َ‬
‫ين‬ ‫ض َر أَ َح َدكُ ُم ا ْل َم ْو ُ‬
‫ِإذَا َح َ‬
‫ين"‪.‬‬ ‫علَى ا ْل ُمتَّ ِق َ‬ ‫وف َحقًّا َ‬ ‫ِبا ْل َم ْع ُر ِ‬
‫لكن‪ ،‬تدوين السنة لم يتم إال بعد وفاة الرسول (ص)‬

‫• قال (ص)‪ " :‬ال تكتبوا عني‪ ،‬ومن كتب عني فليمحه"‬
‫• تمت مباشرة تدوينها في عهد عمر بن عبد العزيز وأول من بدأ محمد بن مسلم سنة‬
‫‪ 124‬هـ‬
‫• بحسب السند تقسم السنة إلى متواترة وخبر آحاد‬
‫• السنة المتواترة‪ :‬التي رويت عن الرسول( ص) في جميع العصور من جمع يستحيل تواطؤهم على الكذب مثل الصحابة والتابعين‬
‫أقوال النبي صلى هللا عليه وسلم وأفعاله وتقريراته المروية قوما عن قوم يستحيل تواطؤهم على الكذب‪.‬‬ ‫•‬
‫• هي قطعية الثبوت‬
‫خبر آحاد‬

‫هو ما رواه عن الرسول عدد من الصحابة واحد أو اثنين او جمع لكن لم يبلغ حد التواتر‬ ‫• خبر األحاد‬
‫• يعمل به ما لم يأت ما يعارضه‬
‫• يفيد العلم الظني الراجح وال يفيد العلم القطعي‬
‫اآلحاد إما أن يكون مشهورا أو عزيزا أو غريبا‬ ‫• خبر‬
‫المشهور‪ :‬ما رواه ثالثة فأكثر‪ ،‬ولم يبلغ حد التواتر‬ ‫•‬
‫العزيز‪:‬ما رواه اثنان فقط‬ ‫•‬
‫الغريب‪:‬ما رواه واحد فقط ‪.‬‬ ‫•‬
‫ويضيف الحنفية السنة المشهورة‬

‫هي األحاديث التي يرويها عن الرسول صحابي أو‬


‫مجموعة من الصحابة بنقل جماعي ال يبلغ حد التواتر‬
‫كاالثنين والثالثة‬
‫وبحسب درجة صحتها تنقسم السنة إلى‪ :‬صحيح وحسن وضعيف‬

‫• الحديث الصحيح‪ :‬هو الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه‪،‬‬
‫السليم من العلة والشذوذ‪.‬‬
‫• أي أن شروط صحة الحديث خمس وهي‪:‬‬
‫اتصال السند السليم‪( .‬أخذ كل راو عن من فوقه من أول السند إلى منتهاه)‬ ‫•‬
‫توفر العدالة في رواة الحديث كلِهم‪ (.‬اتصافهم باالستقامة في شؤون الدين والتحلي بالمروءة واألخالق)‬ ‫•‬
‫ضبط الرواة جميعهم‪ ( .‬اتقانهم في الحفظ والنطق ومخارج اللغة‪ ،‬والوعي بما يسمع ويقرأ)‬ ‫•‬
‫خلو الحديث من الشذوذ‪( .‬الشذوذ مخالفة الراوي الثقة)‬ ‫•‬
‫ضا ( العلل كل األسباب التي تؤثر في صحة الحديث كورود سند غير صحيح)‬ ‫خلو الحديث من العلل أي ً‬ ‫•‬
‫• الحديث الضعيف‪ :‬هو الذي فقد أحد شروط الصحة من عدل وضبط وعدم‬
‫شذوذ وعدم علة‪.‬‬
‫• الحديث الحسن‪ :‬ما اختل فيه شرط الضبط بالدرجة األولى‬
‫• وبالتالي فالحسن ما كان بين أدنى رتب الصحيح وأعلى رتب الضعيف‪.‬‬
‫• الفرق بين الحسن والصحيح من حيث وجوب العمل به‬
‫• وهناك من يشير إلى الحديث الموضوع أي المنسوب كذبا للرسول (ص)‬
‫المصادر التبعية للتشريع اإلسالمي‬

‫المنتوج البشري غير المعصوم‬


‫التأسيس لالختالف‬
‫ضرورات المواكبة‬
‫فتح باب االجتهاد‬
‫المراد باالجتهاد‬

‫• بذل الجهد للتوصل إلى األحكام من أدلتها ومعرفة الوسائل التي أرشد الشارع‬
‫إليها إليجاد الحكم للواقعة التي ال نص فيها‬
‫• الهدف من االجتهاد ‪:‬‬
‫• فهم المصدرين األصليين وإعمال آلية االستنباط‬
‫• إيجاد األحكام للوقائع الجديدة‬
‫اإلجماع‬

‫• اإلجماع لغة العزم على شيء والتصميم عليه‪ ،‬وهو االتفاق وهو أيضا البعد عن التفرقة‬
‫• اإلجماع اصطالحا هو اتفاق المجتهدين من المسلمين بعد وفاة الرسول على حكم شرعي‬
‫• اإلجماع هو ثالث مصادر التشريع‬
‫• ال يمكن الحديث عن اإلجماع‪ ،‬حسب تعريفه االصطالحي‪ ،‬إال بتوفر الشروط التالية‪:‬‬
‫• اتفاق جميع المجتهدين‬
‫• ان يكون المجتهد مسلما ( ال يمكن التشريع في قضية ال يؤمن المشرع بأصولها ومبادئها‪،‬‬
‫الستعصاء فهمه لفروعها)‬
‫• ان يكون الحقا على وفاة الرسول (ص) (وإال كان سنة تقريرية)‬
‫من هو المجتهد؟‬

‫• المجتهد من حصلت له ملكة يقدر بها على استنباط األحكام من مأخذها‬


‫• يشترط في المجتهد أن يكون‬
‫• حافظا لكتاب هللا‪،‬‬
‫• ملما بالسنة النبوية‪،‬‬
‫• على بينة من الناسخ والمنسوخ فيهما‪،‬‬
‫• ملما باللغة العربية‪،‬‬
‫ال بد لإلجماع من دليل حتى ال يكون اجتماعا على الضالل‬

‫• قد يكون هذا األصل قرآنا‬


‫مثاله تحريم نكاح الجدات مهما علين "حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم "‬
‫• قد يكون هذا األصل سنة‬
‫مثاله إعطاء الجدة السدس في الميراث‬
‫• قد يكون هذا األصل قياسا‬
‫مثاله تحريم شحم الخنزير قياسا على لحمه‬
‫• قد يكون هذا األصل مصلحة مرسلة (خير ومصلحة لإلسالم) طالما أنه يحققها يعمل به‬
‫ومثاله جمع القرآن الكريم في مصحف واحد‬
‫بمعنى أن‪:‬‬

‫• ال بد لالجماع من دليل حتى يكون شرعيا‬


‫• اإلجماع ليس منشئا لألحكام الشرعية في ذاته‪ ،‬بل ال بد له من سند‬
‫شرعي يرتكز عليه‬
‫• بتوافر شروطه يكون اإلجماع مصدرا للتشريع اإلسالمي‬
‫• عن ابن مسعود أنه قال‪ :‬قال رسول هللا (ص)‪ " :‬وما رآه المسلمون حسنا فهو عند هللا‬
‫حسن وما رأوه سيئا فهو عند هللا سيء‪.‬‬
‫قد يكون اإلجماع صريحا أو ضمنيا‬

‫• اإلجماع الصريح هو اتفاق كافة فقهاء المسلمين على حكم واحد على واقعة من الوقائع في عصر معين‪ ،‬وتعبيرهم الصريح عن هذا الموقف‬
‫• اإلجماع الصريح حجة قطعية في ثبوت األحكام الشرعية‬
‫يعبر فيه جميع المجتهدون عن آرائهم بصريح العبارة‪.‬‬ ‫•‬

‫• اإلجماع الضمني هو الذي ينعقد بعمل مجتهد وتعبيره عن حكم ال يعترض عليه باقي المجتهدين فيسكتون عنه ويعتبر سكوتهم إقرارا لهذا الحكم‬
‫• يعتبر هذا اإلجماع حجة عند البعض فيما يشترط البعض اآلخر‪:‬‬
‫• التأكد من اطالع جميع المجتهدين على هذا االجتهاد وعدم اعتراضهم‬
‫• مرور مدة زمنية كافية لتمحيصهم في األمر‪ ،‬خاصة قالية الواقعة لالجتهاد‬
‫• أال يكون السكوت خةفا أو رهبة‬
‫• هو الذي يعبر فيه البعض ويسكت عنه اآلخرون وهو حجة ظنية‬
‫القياس‬

‫• القياس لغة التقدير والمساواة‪،‬‬


‫• واصطالحا إلحاق مسألة لم يرد بشأنها حكم شرعي (فرع) بمسألة ورد بشأنها حكم (أصل)‪ ،‬لتساوي المسألتين في علة‬
‫الحكم‪ .‬فهذا اإللحاق يسمى قياسا‪.‬‬
‫• وبالتالي فأركان القياس هي‪:‬‬
‫األصل‪ :‬وهو ما ورد بحكمه نص ويسمى المقيس عليه‪.‬‬ ‫•‬
‫الفرع‪ :‬وهو ما لم يرد بحكمه نص‪ ،‬ويراد إلحاقه باألصل في الحكم‪.‬‬ ‫•‬
‫الحكم‪ :‬وهو نتيجة القياس الذي انتقل من األصل إلى الفرع‪.‬‬ ‫•‬
‫العلة‪ :‬وهي العامل المشترك بين األصل والفرع وسببها تعدي الحكم من األصل إلى الفرع‪.‬‬ ‫•‬
‫• من أمثلته‪ :‬حرمان الموصى له من الوصية إذا قتل الموصي قياسا على حرمان الوارث القاتل من حقه في اإلرث‬
‫الرسُو َل َوأ ُ ْو ِلي ْاألَ ْم ِر ِم ْنكُ ْم فَ ِإ ْن‬
‫ّللا َوأَ ِطيعُوا َّ‬ ‫• يقول تعالى‪" :‬يَاأَيُّ َها الَّ ِذ َ‬
‫ين آ َمنُوا أَ ِطيعُوا َّ َ‬
‫اَّلل َوا ْليَ ْو ِم ْاآل ِخر"‬ ‫الرسُو ِل ِإ ْن كُنت ُ ْم ت ُ ْؤ ِمنُ َ‬
‫ون ِب َّ ِ‬ ‫از ْعت ُ ْم فِي ش َْي ٍء فَ ُردُّوهُ ِإلَى َّ ِ‬
‫ّللا َو َّ‬ ‫تَنَ َ‬
‫• تكمن أهمية القياس في كون النصوص التشريعية في القرآن والحديث محدودة‬
‫ومتناهية في حين أن الحوادث والوقائع غير متناهية‪ ،‬وال يعقل ان تكون النصوص‬
‫المتناهية مصادر تشريعية لما ال يتناهى‪،‬‬
‫• القياس آلية لتحقيق هذه المعادلة‬
‫االستحسان‬

‫• االستحسان لغة من الحسن وهوعد الشيء حسنا‬


‫• واالستحسان اصطالحا هو عدول المجتهد عن حكم كلي إلى حكم جزئي استثنائي لدليل رجح هذه العدول‬
‫• بمعنى أنه إذا وجد المجتهد نفسه أمام واقعة ليس لها نص‪،‬‬
‫• وبعد النظر فيها ظهر له وجهان‪ :‬أحدهما ظاهر واآلخر خفي‪،‬‬
‫• فرجح الوجهة الخفية عن وجهة النظر الظاهرة لقيام دليل دفعه لذلك‬
‫• سمي اجتهاده استحسانا‬
‫• يعرفه ابن العربي المالكي بأنه "ترك مقتضى الدليل على طريق االستثناء والترخيص بمخالفته لمعارضته دليال آخر‬
‫في بعض مقتضياته"‬
‫• " العدول عن حكم مسألة بمثل ما حكمت به نظائرها لسبب أقوى يقتضي هذا العدول"‬
‫االستحسان ليس متفقا عليه كمصدر من مصادر التشريع بين الفقهاء‬

‫• يقول المالكية والحنفية بحجيته‪ ،‬فالبنسبة لهم أنه رأي ناتج عن المقارنة بين‬
‫األدلة‪ ،‬وترجيح بعضها على اآلخر‬
‫• ينكر الشافعية حجية االستحسان وال يعتبروه مصدرا من مصادر الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فاستنباط األحكام على حد قولهم يكون بالهوى‬
‫• تحضر بقوة قاعدة رفع الحرج التي أقرت نصوص الشريعة بقطعيتها لترجيح حكم‬
‫واعتبار االستحسان مصدرا للتشريع‬
‫أنواع االستحسان‬

‫• االستحسان القياسي‪ :‬عندما يكون المجتهد أمام واقعة ال نص فيها‪ ،‬فيلجأ للقياس ويجد نفسه أمام أصلين‪ ،‬أي أن الواقعة يتنازعها‬
‫قياسان‪ ،‬أحدهما خفي وآخر ظاهر‪ ،‬فيعدل للخفي على حساب الظاهر‬
‫• االستحسان االستثنائي‪" :‬استثناء من حكم كلي ثابت بدليل عام أوقاعدة عامة لدليل خاص" أي "ترجيح الستثناء من حكم كلي ورد في‬
‫الواقعة المعنية"‪ .‬وله عدة صور‪:‬‬
‫• االستحسان بالنص‪ :‬ومثاله الوصية كتصرف مضاف لما بعد الموت "كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خير الوصية للوالدين واألقربين"‬
‫‪ .‬هذا النص ورد مخالفا لقاعدة كلية مفادها انقطاع صلة الموصي بأمواله بمجرد وفاته‪.‬‬
‫• االستحسان باإلجماع‪ :‬ويقصد به ترك موجب القياس في مسألة النعقاد اإلجماع على حكم غير ما يؤدي إليه القياس‪ .‬ومثاله‪ :‬تغريم المعتدي على‬
‫العين قيمة النقص الحادث باعتدائه (األصل)‪ ،‬واالستحسان تغريم قيمتها الكلية‬
‫• االستحسان بالعرف‬
‫• االستحسان بالمصلحة‪ :‬وجود مصلحة تبرر العدول عن الحكم الذي يوفره القياس‬
‫• االستحسان بقاعدة رفع الحرج والمشقة‬
‫االستصحاب‬

‫• االستصحاب لغة طلب المصاحبة والمالزمة أو استمرار الصحبة‪،‬‬


‫• االستصحاب اصطالحا بقاء الحكم الذي نبت في الماضي بدليل مصاحبا‬
‫لواقعته ومالزما لها‪ ،‬حتى يوجد دليل آخر مخالف يدل على زوال هذه‬
‫المصاحبة‬
‫• فاألصل في كل األشياء بقاء ما كان على ما كان حتى يقوم دليل على‬
‫عكس ذلك استصحابا لألصل‬
‫أنواع االستصحاب أربعة‪:‬‬

‫‪ .1‬استصحاب حكم اإلباحة األصلية‪:‬‬


‫• أي أن األصل في األشياء النافعة اإلباحة كما أن األصل في األشياء‬
‫الضارة الحرمة عند عدم وجود الدليل على خالفه‬
‫• أي أن األصل في األشياء اإلباحة كما تقول القاعدة الفقهية‪ ،‬أي أن كل‬
‫األفعال مباحة ما لم يرد نص أو دليل شرعي يقضي بتجريمه‪ ،‬مصداق‬
‫ذلك قوله تعالى‪" :‬هو الذي خلق لكم ما في األرض جميعا"‬
‫أنواع االستصحاب أربعة‬

‫‪ -2‬استصحاب العدم األصلي ومنه براءة الذمة‬


‫األصل براءة الذمة ما لم يقم الدليل على عكس ذلك فذمة االنسان تكون‬
‫أصال بريئة من كل تكليف شرعي أو التزام ما لم يأت دليل بعكس ذلك‬
‫مثال‪ :‬الشخص الذي يدعي أنه دائن آلخر‪ ،‬فعليه أن يثبت إدعاء دينه وإال‬
‫فال يقبل ادعاءه استصحابا لألصل الذي هو براءة الذمة‪.‬‬
‫أنواع االستصحاب أربعة‬

‫‪ -3‬استصحاب ما دل الشرع أو العقل على وجوده‬


‫• مفاده أنه إذا ثبت حكم شرعي بدليل‪ ،‬ولم يقم دليل آخر على تغييره‪ ،‬استمر قيام‬
‫هذا الحكم استصحابا له بسبب ثبوته في الماضي وعدم ورود دليل على تغييره في‬
‫الحاضر‬
‫• بمعنى‪ :‬ما ثبت بحكم أو دليل شرعي يبقى على ما كان إلى حين إثبات العكس‬
‫من ملك عقارا بسبب اإلرث بقي مالكا له حتى يثبت العكس أي ما ينفي عنه صفة الوارث‪.‬‬ ‫• مثاله‪:‬‬
‫أنواع االستصحاب أربعة‬

‫‪ - 4‬استصحاب الوصف ‪:‬‬

‫• متى ثبت وصف شرعي استمر على بقائه استصحابا لألصل حتى يقوم دليل آخر‬
‫على عكسه‪ ،‬حينداك يحكم بخالفه‪،‬‬
‫• مثاله‪ :‬كان مفقودا فإنه يحكم ببقائه‪ ،‬ويترتب على ذلك بقاء حقوقه إلى حين‬
‫إثبات وفاته‪.‬‬
‫المصالح المرسلة‬

‫المصلحة لغة ضد المفسدة‪،‬‬ ‫•‬

‫• واصطالحا‪ ،‬تطلق على السبب الذي يوصل إلى المنفعة والخير‪،‬‬


‫كما تطلق على نفس هذه المنفعة والخير‬
‫المصالح المرسلة‬

‫• المصلحة المرسلة عند علماء الشريعة هي "تشريع الحكم في واقعة لم يرد نص فيها وال إجماع‬
‫بناء على مراعاة مصلحة مرسلة أي مطلقة لم يرد عن الشارع دليل باعتبارها وال بإلغائها"‬
‫• المصالح المعتبرة‪ :‬وهي التي اعتبرها الشرع‪ ،‬كالمحافظة على الضروريات الخمس من حفظ‬
‫الدين والنفس والنسب والعقل والمال‪.‬‬
‫• المصالح الملغاة‪ :‬هي التي ألغاها الشرع‪ ،‬فلم يجزها كمنع تعدد الزوجات مطلقا‪ ،‬فهذا المنع فيه‬
‫مصلحة عدم اإلضرار بالمرأة ألنها تتألم بالتعدد‪ ،‬لكن هذه المصلحة ملغاة شرعا لما يترتب على‬
‫التعدد في بعض الحاالت من منافع ومصالح‪ ،‬كعدم إنجاب الزوجة األولى مثال‪.‬‬
‫• وبالتالي يشترط في المصلحة المرسلة حتى تكون مصدرا من مصادر‬
‫التشريع‪:‬‬
‫• أن تتفق مع مقاصد الشريعة‪ ،‬فال تتنافى مع أصولها ومع أدلتها‪،‬‬
‫• أن تكون معقولة في ذاتها‪ ،‬أي تتلقاها العقول بالقبول متى عرضت‬
‫عليها‪،‬‬
‫• أن يكون في األخذ بها حفظ أمر ضروري أو رفع حرج الزم في الدين‬
‫سد الذرائع‬

‫• السد في اللغة اإلغالق‪ ،‬ومنه السد وهو الحاجز بين الشيئين‪،‬‬


‫• الذرائع جمع ذريعة وهي الوسيلة إلى الشيء‪.‬‬
‫• وفي اإلصطالح يقصد بها كل ما يقضي إلى مصلحة أو مفسدة‪ ،‬فإذا كانت الذريعة تؤدي إلى الحرام أو المفسدة وجب‬
‫سدها واجتنابها ولو كانت في الظاهر مباحة وجائزة‪ ،‬ألن ما يؤدي إلى المفسدة – وإن كان مباحا – يكون مفسدة‬
‫فيجب االمتناع عنه‪ ،‬ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح‪.‬‬
‫• من أمثلته‪:‬‬
‫• الحكم بالشفعة سد ذريعة ما يحصل من ضرر في إدخال شريك أجنبي‪،‬‬
‫• منع شهادة العدو على عدوه سد للذريعة‪ ،‬مما قد يناله العدو من غرض بالشهادة الباطلة‪.‬‬
‫وفتح الذرائع أيضا‬

‫• وفتح الذريعة معناه‪ :‬األخذ بالشريعة إذا كانت النتيجة مصلحة‬


‫• ومن أمثلتها أيضا بدل المال للعدو في فداء األسرى‪ ،‬فهذا المال يزيد‬
‫العدو قوة وكل ما من شأنه أن يقوي العدو فهو حرام على المسلمين‪،‬‬
‫ولكن البذل في هذه الحالة ذريعة إلى مصلحة هي انقاد أسرى‬
‫المسلمين‪ ،‬وهذه المصلحة أرجح من فساد المال الذي يناله العدو‬
‫المحور الثاني‪ :‬الفقه اإلسالمي وتطوره‬

‫• تذكير‪:‬‬

‫ْب َما نَ ْفقَهُ كَثِ ً‬


‫يرا ِم َّما تَقُو ُل"‪.‬‬ ‫الفقه لغة‪ :‬الفهم‪" ،‬قَالُوا يَا شُعَي ُ‬ ‫▪‬
‫الفقه اصطالحا ً‪ :‬العلم باألحكام الشرعية العملَّية المستنبطة من أدلتها التَّفصيليَّة‪.‬‬ ‫▪‬
‫العلم‪ :‬ضده الجهل‪ ،‬وهو إدراك الشيء على ما هو عليه‪،‬‬ ‫▪‬
‫األحكام الشرعية‪ :‬أي ما نُسب إلى الشَّرع من أحكام‪.‬‬ ‫▪‬
‫العمل َّية‪ :‬أي المتعلقة بعمل البدن غالبا ً‪،‬‬ ‫▪‬
‫المستنبطة‪ :‬أي المستفادة بطريق النَّظر واالجتهاد‪.‬‬ ‫▪‬
‫أدلتها التفصيليــة‪ :‬أي األدلة التي اعتبرها الشارع الحكيم‪ ،‬وهي تشمل ما جاء في‪ :‬القرآن والسنة واإلجماع والقياس‪ ،‬فهذه هي أدلة‬ ‫▪‬
‫الفقه المقرونة بمسائله‪.‬‬
‫مالحظات‬

‫▪ الفقه جزء من الشريعة وليس كل الشريعة = عالقة خاص بعام‬


‫▪ يقتصر على األحكام العملية وال يمتد لألحكام العقائدية أو األخالقية (الجانب العملي المرتبط بالعبادات‬
‫والمعامالت)‬
‫▪ يعتمد على المصادر األصلية للتشريع ولكن أيضا على المصادر التبعية‬
‫▪ ظهر بعد فترة من صدر اإلسالم‬
‫▪ موضوع الفقه هو فعل المكلف على ضوء ما يثبت له من األحكام الشرعية (اتساع مجال استنباط‬
‫األحكام الفقهية وضيقه بحسب مدى إمكانية االجتهاد)‬
‫▪ انعكاس للطبيعة "الواقعية" للشريعة اإلسالمية = مواكبة المستجدات‬
‫مالحظات‬

‫• ال بد أن نميز في علوم الشريعة بين‪:‬‬

‫• علم األصول‬
‫• علم التوحيد‬
‫• علم األخالق‬
‫• علم الفقه‬
‫خصائص أحكام الفقه اإلسالمي‬

‫• ارتكاز على المصادر األصلية للتشريع‬


‫• ترتيب الجزاء المزدوج‬
‫• مراعاة البعد األخالقي ‪ /‬تطهير النفوس‬
‫• أولوية المصلحة الجماعية على المصلحة الفردية‬
‫قواعد الفقه اإلسالمي‬

‫• الفقه اإلسالمي هو مجموعة من األحكام مأخوذة باالجتهاد من المصادر التي يستقى منها ولكن‪،‬‬
‫بناء على قواعد عامة تحكم هذه العملية‬
‫• بمعنى أن الفقه اإلسالمي يتوفر على نوعين من القواعد‪:‬‬
‫• قواعد االستنباط‪ :‬هذه القواعد هي التي تسمى "قواعد أصول الفقه" = مناهج ومسالك‬
‫استنباط األحكام الشرعية من األدلة التفصيلية‬
‫• القواعد العامة‪ :‬وهي عبارة عن أصول ومبادئ كلية تصاغ في نصوص موجزة وهي على‬
‫سبيل الحصر تتضمن أحكاما تشريعية عامة في الحوادث التي تدخل تحت موضوعها‬
‫القواعد العامة‬

‫• يعرفها الفقهاء على أنها "أصول فقهية كلية في نصوص موجزة دستورية تتضمن‬
‫أحكاما تشريعية عامة في الحوادث التي تدخل في موضوعها" (إيجاز في العبارة‬
‫‪/‬توسع في النطاق) = مبادئ عامة‬
‫• يعددها الفقهاء في ‪ 40‬قاعدة‪:‬‬
‫مراحل الفقه اإلسالمي‬

‫• تشكل مسألة التحقيب للفقه اإلسالمي موضوع اختالف الدارسين‬


‫• لكن هناك اتفاق على بعض المحطات التي كانت فاصلة في تاريخ التشريع اإلسالمي‬
‫• المحطات الفاصلة‪:‬‬
‫• وفاة الرسول الكريم‬
‫• رحيل آخر الخلفاء الراشدين‬
‫• انتهاء عهد الصحابة‬
‫• مرحلة التدوين مع الدولة العباسية‬
‫المرحلة األولى‪ :‬مرحلة النبوة‬

‫• النشأة األولى (البعثة ‪ /‬وفاة الرسول (ص) ‪11‬هـ)‬


‫• سمة المرحلة نزول الوحي‬
‫• مصادر التشريع‪ :‬القرآن والسنة‬
‫• القائم بمهمة استنباط األحكام‪ :‬الرسول (ص)‬
‫• المرحلة التأسيسية التي ستبنى عليها المراحل الالحقة‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة الخلفاء األربعة‪ /‬الراشدين‬

‫• تمتد منذ وفاة الرسول (ص) إلى نهاية والية علي (ض) ‪ 41‬هـ‬
‫• سمة المرحلة ظهور االجتهاد والعمل على ضمان صحة السنة‬
‫• مصادر التشريع‪ :‬القرآن والسنة واإلجماع‬
‫• ظهرت نواة اإلجماع في عهد أبي بكر ومن تاله من الخلفاء الراشدين وكان إجماع الصحابة ممكنا لقلة عددهم وتواجدهم في جغرافيا محدودة‬
‫• محاولة تأطير االجتهاد بقواعد صارمة‬
‫• انتهاء المرحلة بانقسام سياسي سيلقي بظالله على الفقه اإلسالمي‬
‫• مرحلة تحوالت سياسية كبرى‪ :‬مقتل الخليفة الثالث ‪ /‬الخالف على الخليفة الرابع وماتالها من موقعة الجمل ثم موقعة صفين التي أفرزت ظهور الشيعة‬
‫والخوارج‬
‫• القائم بمهمة استنباط األحكام‪ :‬الخلفاء األربعة إضافة إلى مجموعة من المجتهدين صحابة‪ /‬فقهاء‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة الصحابة والتابعين‬

‫• تمتد المرحلة بعد نهاية الخالفة ‪ 41‬هـ إلى حدود العقد الثاني من القرن الثاني للهجرة (قبيل سقوط الدولة األموية)‬
‫• مرحلة الدولة األموية‬
‫• ظهور األحاديث المنسوبة للرسول (ص) بسبب عدم تدوين السنة‬
‫• سمة المرحلة ازدهار االجتهاد وظهور المدارس الفقهية (مدرسة أهل الحديث (أهل الحجاز) مدرسة أهل الرأي (أهل الكوفة))‬
‫• االختالف بينهما كان حول مسألتين‪ :‬إعمال الرأي وتفريع المسائل‬

‫• مصادر التشريع‪ :‬القرآن والسنة واإلجماع والقياس‬


‫• مهمة االستنباط‪ :‬ابن عباس وريد بن ثابت إضافة إلى الفقهاء السبعة‪ :‬عطاء (المدينة)‪ ،‬مجاهد (مكة)‪ ،‬النخعي‪ ،‬ابن جبير‪،‬‬
‫علقمة (الكوفة)‪ ،‬الحسن (البصرة)‪ ،‬مكحول(الشام)‪ ،‬يزيد بن حبيب (مصر)‪ ،‬طاووس (اليمن)‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬األئمة األربعة‬

‫• من ‪ 119‬هـ إلى حدود منتصف القرن الرابع‬


‫• سمة المرحلة‪ :‬ظهور المذاهب الفقهية ‪ +‬تدوين السنة بشكل شامل ‪ +‬تدوين الفقه وضبط قواعده‬
‫• مرحلة الدولة العباسية وعنايتها بالفقه‪ ،‬عصر التدوين‬
‫• اتساع رقعة الدولة اإلسالمية = تعدد مراكز الفقه‬
‫• مصادر التشريع‪ :‬تمددت وتنوعت فإضافة إلى القرآن والسنة واإلجماع والقياس‪ ،‬تعددت المصادر التي أخذ بها كل مذهب‪ :‬استحسان واستصحاب وعرف‬
‫‪....‬‬
‫• ساد الخالف والجدل في العديد من القضايا وامتد إلى أصول األدلة ومناهج االستنباط وقواعد البحث والنظر وطرق االحتجاج باألدلة‬
‫مهمة االستنباط‪ :‬أبو حنيفة (‪ 80‬هـ ـــ ‪ 150‬هـ) [بغداد]‪ ،‬مالك (‪ 93‬هـ ـــ ‪ 179‬هـ) [المدينة]‪ ،‬الشافعي (‪ 150‬هـ ـــ ‪ 204‬هـ) [غـزة]‪ ،‬بن حنبل (‪ 164‬هـ ـــ ‪ 241‬هـ) [بغداد]‬ ‫•‬
‫المذاهب الفقهية‬

‫• يقصد بالمذاهب الفقهية االتجاهات التي سار عليها أئمة الفقه اإلسالمي في‬
‫استنباطهم لألحكام من حيث اعتمادهم على الرأي أو على النصوص أو عليهما‬
‫معا‬
‫• أشهر المذاهب ما يعرف بالمذاهب األربعة‪ :‬الحنفي والشافعي والمالكي الحنبلي‬
‫المذهب الحنفي‬

‫• نسبة إلى أبي حنيفة النعمان‬


‫• فقيه الكوفة‬
‫• إمام مدرسة أهل الرأي‪ ،‬كان يستند إلى الحجة المقبولة عنده‪ ،‬وكان ينزع إلى التحرر‬
‫• كان يتشدد في قبول خبر اآلحاد ويتوسع في األخذ بالقياس واالستحسان‬
‫• من اشهر مقوالته "عجبا للناس يقولون أني أقول بالرأي إنا نأخذ بالرأي ما لم نجد‬
‫األثر‪ ،‬فإذا جاء األثر تركنا الرأي وأخذنا باألثر"‬
‫المنهج الحنفي في االستنباط‬

‫▪ االعتماد على الكتاب أوال‬


‫▪ ثانيا‪ ،‬السنة‪ ،‬وكان متشددا في األخذ بها تالفيا لألخذ بالضعيف أو المنحول‪ ،‬فال يأخذ إال بالمتواتر والمشهور‬
‫▪ ثالثا‪ ،‬فتاوى الخلفاء الراشدين وباقي الصحابة‬
‫▪ رابعا‪ ،‬القياس ‪ -‬االستحسان‬
‫▪ يحدد طريقة استنباط األحكام في‪ ":‬إني آخذ بكتاب هللا إذا وجدته‪ ،‬فما لم أجد‪ ،‬أخذت بسنة رسول هللا (ص)‪ ،‬واآلثار‬
‫الصحاح عنه والتي فشت في أيدي الثقاة‪ ،‬فإن لم أجد في كتاب هللا وال سنة الرسول (ص)‪ ،‬أخذت بقول أصحابه‬
‫من شئت وأدع قول من شئت ثم ال أخرج عن قولهم إلى قول غيرهم‪ ،‬فإذا انتهى القول إلى إبراهيم النخعي‬
‫والشعبي وابن سيرين وسيد بن المسيب‪ ،‬فلي أن أجتهد كما اجتهدوا"‬
‫المذهب المالكي‬

‫• نسبة إلى إمام دار الهجرة مالك ابن أنس األصبحي المدني‬
‫• عالم المدينة وفقيهها ومحدثها‬
‫• مؤلف الموطأ‬
‫• اعتمد الكتاب ثم السنة ثم فتاوى الصحابة وأقضيتهم وعمل أهل المدينة‪ ،‬ثم القياس والمصالح المرسلة وسد الذرائع‬
‫• ظهر المذهب في المغرب مع األدارسة‬
‫• يذكر ابن خلدون أن أسباب دخول المذهب المالكي إلى المغرب تنحصر في سببين اثنين‪:‬‬
‫• رحلة أهل المغرب واألندلس في الغالب إلى الحجاز‪ ،‬فرجعوا إلى أمام المدينة ألخذ العلم وقلدوه‬
‫• غلبة البداوة على المغاربة وأهل األندلس التي جعلتهم أميل إلى الحجاز الذين هم أهل بداوة أيضا‬
‫أسباب استقرار المذهب في المغرب‬

‫• مساندة السلطة واعتمادها عليه‬


‫• محاربة الدولة لالتجاهات التي تشوش على المذهب‬
‫• تجدد المذهب باستمرار ومواكبته للحركات اإلصالحية التي عرفها المغرب‬
‫• التحام فقهاء المذهب بالقضايا الوطنية‬
‫• طبيعة المذهب نفسه من حيث بعده عن التشدد والغلو‬
‫المذهب الشافعي‬

‫• نسبة إلى اإلمام محمد بن إدريس بن العباس الشافعي القريشي الذي ينتهي نسبه إلى هاشم بن‬
‫عبد المطلب‬
‫• رحل إلى اليمن وأصبح واليا على نجران‬
‫• اتهم بالتشيع وعرض على هارون الرشيد الذي اقتنع ببراءته‬
‫• عاد إلى العراق وأقام فيها مدة‬
‫• رحل إلى مصر حيث أملى على تالمذته مذهبه الجديد وتوفي بها‬
‫• يشكل المذهب الشافعي توليفا بين اتجاه المحدثين من المالكية واتجاه أهل الرأي من الحنفية‬
‫منهج الشافعي في االجتهاد‬

‫• يقول الشافعي "األصل قرآن وسنة‪ ،‬فإن لم يكن فقياس عليهما وإذا اتصل الحديث عن رسول هللا (ص) وصح اإلسناد منه فهو‬
‫سنة واإلجماع أكبر من الخبر المنفرد‪ ،‬والحديث على ظاهره إذا احتمل معاني‪ ،‬فما أشبه منها ظاهره أوالها به‪ .‬وإذا تكافأت‬
‫األحاديث فأصحها إسنادا أوالها‪ ،‬وليس المنقطع بشيء ماعدا منقطع ابن المسيب‪ ،‬وال يقاس أصل على أصل‪ ،‬وال يقال لألصل‬
‫لم وكيف‪ ،‬وإنما يقال للفرع لم‪ ،‬فإذا صح قياسه على األصل صح‪ ،‬وقامت به الحجة"‪.‬‬
‫• بمعنى‪:‬‬
‫• قرآن‬
‫• سنة (الشافعي متوسع في األخذ بالحديث ويقدمه على القياس والرأي)‬
‫• القياس‬
‫• تقديم اإلجماع على خبر اآلحاد‬
‫• اعتماد ظاهر الحديث وما شابه ظاهره‬
‫• عند تكافؤ األحاديث يرجع إلى السند‬
‫• اعتماد منقطع ابن المسيب استثناء‬
‫المذهب الحنبلي‬

‫• نسبة إلى أحمد بن حنبل‬


‫• ولد وترعرع في بغداد‬
‫• كان من أئمة الحديث الذين امتحنوا في محنة القول بخلق القرآن فسجن في عهد‬
‫المامون والمعتصم‪ ،‬فكبل وضرب ولم يقل بخلق القرآن‬
‫• ظل مسجونا إلى أن عفا عنه المتوكل‬
‫• يكفر من يقول بخلق القرآن‬
‫منهج ابن حنبل في االجتهاد‬

‫• عدد ابن القيم األصول التي اعتمدها ابن حنبل في خمسة‪:‬‬


‫• نصوص الكتاب والسنة إن وجدت ال يلتفت لغيرها‬
‫• قول الصحابي عند غياب النص بشرط عدم مخالفتها لفتاوى الصحابة دون أن يدعي أن ذلك‬
‫إجماع‬
‫• إذا تعددت آراء الصحابة أخذ أقربها للكتاب والسنة (ال يخرج عم هذه اآلراء)‬
‫• أخذ بالحديث الضعيف مرجحا له عن القياس مادام ليس هناك ما يعارضه‬
‫• القياس كآخر الخيارات إذا لم تتوفر المصادر السابقة‬
‫المحور الثالث‪ :‬دراسة لبعض النظم القانونية‬

‫‪ .1‬نظام الحكم في الشريعة اإلسالمية‬


‫‪ .2‬التنظيم اإلداري والمالي‬
‫نظام الحكم في الشريعة اإلسالمية‬

‫• بمعنى مجموع األحكام التي أنزلها هللا سبحانه وتعالى على نبيه في موضوع تدبير العالقة بين الحاكم والمحكومين‪.‬‬

‫• نشأة الدولة في اإلسالم‬


‫• الخالفة كنظام للحكم‬
‫• الشورى أساس نظام الحكم في اإلسالم‬
‫نشأة الدولة في اإلسالم‬

‫• مسلمة االنطالق‪:‬‬
‫• العرب لم يكن لهم ملك أو دولة زمن الرسالة‬
‫• كان النظام السائد في مكة ويثرب نظاما قبليا ال يرقى إلى مستوى الدولة بالمفهوم المعاصر‬
‫• أي عدم التقيد بنظم وقوانين‪ ،‬تستحضر المصلحة العامة وتجعلها فوق المصالح الخاصة‬
‫• مع البعثة‪ ،‬سيصبح الدين الجديد ال فقط إطارا لتنظيم العالقات بين المسلمين وربهم ولكن أيضا إطارا لتنظيم العالقات بينهم‬
‫وبينهم وبين غيرهم‬
‫• بمعنى أصبحنا أمام "قوانين" لتنظيم المجتمع‬
‫• احتلت شخصية الرسول الكريم مكانة مركزية في المجتمع باعتباره "قائدا"‪ /‬مصدرا لهذه القوانين خاصة بعد الهجرة‬
‫• خالصة‪ :‬أتى اإلسالم بتنظيم اجتماعي جديد للبيئة التي نزل فيها (اسدال الستار على مرحلة الجاهلية)‬
‫رغم احتفاظ الرسول (ص) بصفته األصلية إال أنه مارس مهام "رئيس‬
‫الدولة"‬
‫• خاض حروبا وقادها‬
‫• نظم شؤون الجماعة الداخلية من خالل تأطير مختلف مناحي الحياة االجتماعية بأحكام‬
‫• تواصل مع األمم األخرى برسل ومبعوثين‬
‫• عين والة وعماال على أقاليم‬
‫• لماذا حرص الرسول (ص) على عدم دعوته بالقائد أو الرئيس أو ما شابه؟‬
‫كل ما قام به مما هو من صميم مهام رئيس الدولة كان بنية نشر الدين الجديد وتثبيت دعائمه‬ ‫•‬
‫• كل األعمال التي قام بها لم تكن مقصودة لذاتها بل الجل إعالء كلمة الدين الجديد‬
‫• كان الهاجس االخروي أكثر حضورا لديه من الهاجس الدنيوي‬

‫• خالصة‪ :‬مثل الرسول (ص) صورة الحاكم ضمنيا لكنه كان محكوما بصفته المتعالية‪ :‬نموذج حاكم ال يمكن أن يتكرر‬
‫• انتهت التجربة اإلسالمية قبيل وفاة الرسول (ص) إلى إقامة ما يشبه الدولة ( مؤسسات وبنيات وأنظمة)‬
‫من سيتولى أمر الكيان اإلسالمي بعد وفاة الرسول (ص)؟‬

‫• تحدث القرآن الكريم عن ثالثة عناصر مهمة ستشكل عصب نظام الحكم في‬
‫اإلسالم ودعامات "الدولة" في التجربة اإلسالمية‪:‬‬
‫• األمة‪" :‬كنتم خير أمة أخرجت للناس"‬
‫• أولي األمر‪ ":‬يا أيها اللذين آمنوا‪ ،‬أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولي األمر‬
‫منكم"‬
‫• الشورى‪" :‬وأمرهم شورى بينهم"‬
‫• سؤال تولي األمر بعد الرسول هو سؤال خالفة الرسول (ص)‪ ،‬لذلك سيتأسس‬
‫بعده نظام الخالفة‬
‫مالحظات ال بد منها‪:‬‬

‫• أن الرسول (ص) لم يعين خليفة له بل ترك األمر للمسلمين لتدبيره‬


‫• أن تعيين أبي بكر خليفة للرسول جاء بعد نقاش ومفاوضات فيما يعرف باجتماع السقيفة‬
‫• اجتماع السقيفة يعتبر أول نشاط تفاوضي ذي طابع سياسي تتم مباشرته من قبل المسلمين بعد وفاة الرسول‬
‫• تكرس معه مفهوم البيعة‬
‫تطور مفهوم الدولة في التجربة اإلسالمية‬

‫• مفهوم الدولة كان ينسحب على التداول أي الشيء الذي ينتقل من يد ليد لذلك لم يكن له أن يظهر في هذه البيئة التي‬
‫ترى في اإلسالم خاتم الرساالت اي الدائم إلى األبد‬
‫• سيظهر مع الدولة العباسية وهو يحيل على المعنى السابق أي انتقال والية األمر من األمويين إلى العباسيين وبناء‬
‫عليه يتحدث المؤرخون عن الدولة األموية والدولة العباسية‬
‫نظام الخالفة‬

‫• الخالفة أو اإلمامة‪ ،‬عرفها الماوردي على أنها‪" :‬خالفة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا"‬
‫• سميت أيضا باإلمامة الكبرى قياسا على اإلمامة في الصالة وما تستوجبه من اتباع اإلمام واالقتداء به‬
‫• سمي الحاكم "خليفة" لكونه يخلف النبي (ص) في أمته‬
‫• هذه المهمة تستلزم توفر مجموعة من الشروط في من يتوالها تطورت مع مرور الزمن (شروط‬
‫اإلمامة)‪:‬‬
‫(اإلسالم والبلوغ والذكورة والعلم)‬
‫استدعت عملية تعيين الخليفة اللجوء إلى آليات لذلك يمكن رصد تطورها بتوالي الخلفاء‬

‫• الخليفة األول ‪ :‬اجتماع أغلبية الصحابة من أنصار ومهاجرين في ثقيفة بني ساعدة وتداولهم حول الخليفة‬
‫المرتقب‪ ،‬ثم مبايعتهم ألبي بكر (انتخاب استشاري) فإقرار البيعة من عامة المسلمين‬
‫• الخليفة الثاني ‪ :‬ترشيح أبي بكر لعمر خليفة من بعده بعد استشارة "أهل الحل والعقد"‪ ،‬وموافقتهم‪ ،‬ثم بعد‬
‫ذلك مبايعة عامة المسلمين له (تعيين الخليفة قبل الوفاة)‬
‫• الخليفة الثالث ‪ :‬اختيار ستة صحابة (أهل الشورى) على أن يختار الخليفة من بينهم‪ ،‬وفق اقتراع بمنطق‬
‫األغلبية بينهم‪ ،‬أفضى إلى تولي عثمان بن عفان الخالفة‬
‫• الخليفة الرابع ‪ :‬بطلب من جمهور الصحابة ومبايعتهم‬
‫تحوالت نظام الحكم مع "الدولة األموية"‬

‫• منطق القوة والدهاء عند معاوية بن أبي سفيان خول له تولي الحكم بعد مقتل علي بن أبي طالب‬
‫• االنتقال من نظام الخالفة إلى نظام الملك ( عام الجماعة أو التأسيس لإلجماع السياسي)‬
‫• تم اعتماد "والية العهد" النتقال الملك حيث يعين الملك خليفته عن طريق الوصية أو العهد محرر في‬
‫سند مكتوب وبحضور شهود وال يحق لغيره إلغاؤه أو تغييره‪ ،‬فغدا الحكم عمليا بالتوريث‬
‫• تم االنتقال من نظام حكم يقوم على التعيين من بعد الشورى إلى نظام حكم وراثي محصور في أسرة‬
‫واحدة‬
‫البيعة‬

‫• البيعة لغة صفقة البيع او الصفقة على إيجاب البيع‬

‫• البيعة عهد على الطاعة من الرعية للراعي‪ ،‬وإنفاذ الراعي لمهامه على أكمل وجه ‪ /‬تعاقد بين الحاكم والمحكومين‬
‫• عقد بين الخليفة والرعية‪ ،‬يتعهد فيها بااللتزام بأحكام الشريعة ويتعهدون فيها بالمناصرة والطاعة‪.‬‬

‫• "اختيار أهل الحل والعقد رجالً‪ ،‬يتولى أمر األمة لجلب المنافع الدينية والدنيوية‪ ،‬ودفع المضار عنها"‬

‫• وهي تنقسم إلى‪:‬‬


‫• بيعة االنعقاد‪ :‬وهي بيعة أهل الحل والعقد‬
‫• بيعة الطاعة أو البيعة العامة‬

‫ّللا ع َِن الْ ُم ْؤ ِمنِي َن ِإ ْذ يُبَا ِيعُون َ َك ت َ ْحتَ الشَّ َج َر ِة فَع َ ِلمَ َما فِي قُلُو ِب ِه ْم فَأَن َزلَ السَّ ِكينَة َ عَلَيْ ِه ْم َوأَثَاب َ ُه ْم فَتْ ًحا ق َ ِريبًا"‬ ‫• يقول تعالى‪" :‬لَّق َ ْد َر ِض َ‬
‫ي َّ ُ‬
‫• بيعة العقبة األولى‪ :‬بايعت مجموعة صغيرة من الحجاج الرسول (ص)‬
‫• بيعة العقبة الثانية‪ :‬حيث بايع مسلمو المدينة رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم‬
‫على الطاعة والنصرة‪.‬‬
‫• بيعة الرضوان‪ :‬حيث بايع المسلمون الرسول على بذل أنفسهم نصرة لرسول هللا‬
‫(ص) في سبيل الدعوة إلى توحيد هللا وقتال قريش وعدم الفرار حتى الموت‪.‬‬
‫في عالقة الحاكم بالمحكومين‬

‫• قائمة على التعاقد‬

‫• اطراف التعاقد حاكم ونواب عن المحكومين‬

‫• قائمة على طاعة الحاكم ‪/‬الخليفة‬

‫• حدد الفقهاء الشروط التي يجب توافرها في الخليفة وهي ‪:‬العدالة على شروطها الجامعة‪ ،‬و العلم المؤدي إلى االجتهاد في النوازل و األحكام‪ ،‬و سالمة األعضاء من‬
‫النقص‪ ،‬والرأي المفضي إلى سياسة الرعية‪ ،‬وتدبير المصالح‪ ،‬والشجاعة والنجدة المؤدية لحماية الدولة ومحاربة العدو‪( ،‬والنسب من قريش)‬

‫• النظام السياسي في اإلسالم وردت النصوص فيه عامة فلم تحدد شكال معينا للحكم بقدر ما نصت على مبادئ جوهرية ينبني عليها وهي ‪:‬العدالة والمساواة‬
‫والشورى‪.‬‬

‫• "إن هللا يأمر بالعدل واإلحسان" ‪"/‬إن هللا يأمركم أن تؤدوا األ مانات إلى أهلها و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل"‬

‫• " يأيها الذين آمنوا إن خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اهلل أتقاكم"‪ " /‬والذين استجابوا لربهم و أقاموا الصالة و أمرهم‬
‫شورى بينهم" ‪" /‬و شاورهم في األمر"‬
‫اختيار الحاكم = إقامة الدولة‬

‫• اإلسالم عقيدة وشريعة‬


‫• أحكام لتنظيم مختلف مناحي الحياة‬
‫• ضرورة وجود "سلطة عامة" للسهر على تنفيذ هذه األحكام واحترامها = ضرورة اعتماد نظام سياسي‬
‫• لم تتسع الشريعة لمقاربة النظام السياسي الواجب اعتماده‬
‫• ال يمكن الحديث عن نظام سياسي إسالمي‪/‬شرعي‬
‫• تطور الدولة ومؤسساتها كان ثمرة االجتهاد والتراكم في التجربة اإلسالمية‬
‫• االجتهاد قائم على توخي المصلحة عند النظر في األمور كما مارسه الخلفاء الراشدون‬
‫• مبدأ المصلحة كان هو السند الذي ارتكز عليه الصحابة في تطبيقهم للشريعة‪.‬‬
‫تذكير‬

‫• اإلسالم ظهر في مجتمع لم تكن فيه دولة‬


‫• الدولة العربية اإلسالمية نشأت بصورة تدريجية بسبب انتشار الدعوة‬
‫• تنامي قوة هذه الدولة حتم انخراطها في "عالقات خارجية" مع كيانات سياسية أخرى‪/‬دول أخرى‬
‫• الرسول (ص) انتقل مع سيرورة تطور الدولة من رسول إلى قائد‪/‬رئيس للدولة‬
‫• اجتمع في الرسول (ص) رجل الدين والدولة في تجربة فريدة ال يمكن أن تستعاد‪:‬كان القائد والقاضي وهو اإلمام والحاكم‬
‫• القرآن يتحدث عن "أولي األمر"‪ ،‬كما يتضمن مجموعة أحكام تتطلب وجود "سلطة عامة" للسهر على إنفاذها‬
‫• وفاة الرسول خلقت فراغا على مستوى رئاسة الدولة ما كانت الشريعة قد عالجته‬
‫• الوعي بحساسية هذا المنصب الفارغ وبخطورة "الفراغ الدستوري" قاد الصحابة إلى البحث عن حل عاجل حتى قبل دفن جثمان‬
‫الرسول (ص)‪.‬‬
‫من ضرورات الدولة‪ :‬إدارة ومال‬

‫• اتسعت مهام الخليفة باتساع رقعة الدولة اإلسالمية‪ ،‬فاستعان بموظفين لتسيير شؤونها‪،‬‬
‫يساعدونه في مهامه وهم على أربعة أقسام (حسب النطاقين الشخصي واإلقليمي)‬
‫قسم تكون واليته عامة في أعمال عامة و هم الوزراء‪.‬‬ ‫•‬
‫وقسم تكون واليته عامة في أعمال خاصة وهم أمراء األقاليم و البلدان‪.‬‬ ‫•‬
‫وقسم ثالث من تكون واليتهم خاصة في أعمال عامة كقاضي القضاة و نقيب الجيوش ومستوفي‬ ‫•‬
‫الخراج وجابي الزكاة‪.‬‬
‫وأخيرا من تكون واليته خاصة في األعمال الخاصة كقاضي اإلقليم وجابي الصدقات فيه و نقيب‬ ‫•‬
‫الجند‪.‬‬
‫المناصب اإلدارية‬

‫‪ .1‬الوزارة‬
‫• وهي المنصب الثاني في الدولة اإلسالمية بعد الخالفة‬
‫• لفظ الوزير‪ ،‬ورد في قوله تعالى ‪ ":‬واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي"‬
‫• منصب الوزير لم يصبح تقليدا متبعا إال في عهد الدولة العباسية‪ ،‬حيث اشتهرت أسر معينة بهذا المنصب كالبرامكة في عهد‬
‫هارون الرشيد‪،‬و قبلهم كان ملوك بني أمية يستعينون بأشخاص في تسيير أمور القبائل كان يسمى الواحد منهم وزيرا‬
‫• والوزارة على قسمين‪ :‬وزارة تفويض ووزارة تنفيذ‬
‫• اختلف منصب التفويض عن التنفيذ في أن وزير التفويض يباشر الحكم و النظر في المظالم و يقلد الوالة وينفرد بتسيير‬
‫الجيوش و يتصرف في أموال بيت المال وليس لوزير التنفيذ ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬أمراء البلدان و األقاليم‬

‫• وهي تعني القيادة‪ ،‬وقسمها الفقهاء إلى قسمين‪ :‬إمارة خاصة و إمارة عامة‪،‬‬
‫• اإلمارة الخاصة مقصورة على إمارة الجيش و سياسة الرعية و الدفاع عن كيان الدولة‪ ،‬فال‬
‫يقوم بالقضاء وال يتولى جباية الضرائب والصدقات‪.‬‬
‫• اإلمارة العامة ‪ :‬وهي نوعان‪ ،‬إمارة استكفاء و إمارة استيالء‪،‬‬
‫• إمارة االستكفاء تكون باختيار من الخليفة‪ ،‬فيعين الوالي في منطقة ليدير شؤونها عنه‪،‬‬
‫• أمارة االستيالء تكون بتعيين من الخليفة لكن اضطرار وليس اختيارا‪ ،‬عندما يستولي‬
‫األميرعلى البال د بالقوة‪،‬فيقلده الخليفة إمارتها ويفوض إليه تدبيرها و سياستها‪.‬‬
‫‪ -3‬الكاتب‬

‫• الكاتب تغيرت وظيفته و اختصاصاته من عصر النبوة‪ ،‬وفي مختلف المراحل الالحقة‬
‫• في العصر النبوي كانت مهمته كتابة الوحي‪،‬‬
‫• بعدها أصبح الكاتب يقوم بأعمال تشبه أعمال الوزراء‪ ،‬و في عهد أبي بكر اتخذ عثمان و زيد بن ثابت كتابا له‪،‬و غدت‬
‫الكتابة منصبا ذا أهمية للدولة‬
‫• لما اتسعت الدولة و اعتمدت الدواوين وظهرت الحاجة الماسة إلى الكتابة ‪،‬عين عمر لكل والية كاتبا يكتب ديوانها‬
‫• وسار األمر في خالفة الراشدين على أن الكتابة منحصرة في ضبط أسماء الجند و كتابة المراسالت‬
‫• في عهد األمويين تعددت المصالح في الدولة فتعدد تبعا لها الكتاب (كاتب الرسائل و كاتب الخراج و كاتب الجند و كاتب‬
‫الشرطة و كاتب القاضي) و كان أكبرهم منزلة كاتب الرسائل و يسمى كاتب السر‪ ،‬فهو يد الخليفة و مستودع سره فكان‬
‫يولى عليه أقرباء الخليفة و الموالين له‬
‫‪ -4‬الحاجب‬

‫• لم يظهر هذا المنصب إال مع الخالفة األموية‪،‬‬


‫• مهمته حجب السلطان عن العامة وغلق أبوابه وفتحها وفق مواقيت‬
‫معينة‬
‫• كان يعتبر منصبا رفيعا في الدولة‪ :‬يقف دون الناس في الدخول على‬
‫الخليفة إال بأوقات‬
‫التنظيم اإلداري للدولة‬

‫تطور التنظيم اإلداري‬

‫• في عهد النبوة (مركزية السلطة)‬


‫• في عهد أبي بكر‪:‬‬
‫• تقسيم الجغرافيا اإلسالمية إلى واليات‪.‬‬
‫• كانت واجبات أمير الوالية ‪ :‬إقامة الصال ة و الفصل في القضايا وجمع الصدقات و إقامة الحدود‪ ،‬بحيث يجمع‬
‫في يديه السلطة التنفيذية و القضائية معا‬
‫• احتفظ الخليفة بإقامة العدل بين الناس و األمن والدفاع و تعيين العمال ومراقبتهم وتوزيع العمل بين‬
‫الصحابة ومشاورتهم‪.‬‬
‫• في عهد عمر‪:‬‬
‫• تم فصل السلطة التنفيذية عن القضائية‪ ،‬فعين قضاة منفصلين عن الوالة‪،‬‬
‫• تبلورت فكرة الرقابة على أعمال اإلدارة إذ كان يباشر الرقابة بنفسه فكان يسأل الرعية إذا‬
‫وفدت إلى الحج عن حال أمرائهم وسيرتهم فيهم كما أوكل التحقيق في الشكاوى ‪ ،‬وكان ال‬
‫يولي عامال إال إذا كتب عهدا و أشهد عليه‪،‬‬
‫• ظهرت فكرة الدواوين وتمثلت في ديوان الجند و ديوان الخراج ‪ ،‬عندما كثرت الفتوحات و‬
‫أخذت األموال تتدفق على المدينة فأصبح من الضروري وضع نظام دقيق لجرد تلك األموال و‬
‫ضبط أوجه صرفها وتسجيل المستحقين لها‪.‬‬
‫• مع الدولة األموية‬
‫• نشأت دواوين أخرى كديوان الخاتم و ديوان الطراز و ديوان الرسائل؛‬
‫• تم تعريب الدواوين‪ ،‬بعدما كانت تكتب باللغة الفارسية أو الرومية أو اليونانية‪.‬‬

‫• في العصر العباسي‬
‫• تطور مفهوم ووظيفة الوزارة وتنظيم القضاء‪،‬‬
‫• برزت فكرة الحسبة‬
‫تعددت الدواوين الحكومية بسبب تشعب الخدمات الحكومية و تزايد عدد العاملين‬ ‫•‬
‫• استعان العباسيون بالفرس في تطوير أعمال اإل دارة فاستحدثوا العديد من الدواوين التي لم تكن موجودة من قبل كما توسعوا فيما كان موجودا‪.‬‬

‫• الديوان "يعني السجل الذي يتم فيه تسجيل األعمال و األ موال و القائمين بها أو عليها ‪ .‬يعرفه الماوردي‪":‬الديوان موضوع لحفظ ما‬
‫يتعلق بحقوق السلطنة من األعمال و األ موال ومن يقوم بها من الجيوش والعمال"‬
‫النظام المالي‬

‫• أي تدبير موارد الدولة و أوجه النفقات‬


‫• تحدد في بيت المال و النقود المتعامل بها‬
‫• يرجع إنشاء بيت المال إلى عهد النبي (ص) وقد تحددت موارده بنص الكتاب في معظمها‬

‫• موارد بيت المال‪:‬‬


‫• الصدقات ‪ :‬أي ما يرد لبيت المال من أموال الزكاة‪ ،‬وقد فرضت الزكاة على أموال األغنياء لتدفع إلى‬
‫فقرائهم‪ ،‬وتجب في األموال التي يتحقق فيها النماء إما بنفسها أو بالعمل فيها‪ .‬وأموال الزكاة أربعة ‪:‬‬
‫المواشي و هي اإلبل والبقر والغنم ‪ ،‬وثمار الزروع‪ ،‬والذهب الفضة و المعادن و يضاف إليها‪ ،‬أموال التجارة‬
‫والركاز ( وهو كل مال وجد مدفونا يكون لواجده و عليه خمسه)‪ .‬و تجب الزكاة بالحول و هو مرور عام‬
‫على النصاب‪ ،‬و النصاب وهو المقدار الذي تجب فيه يختلف تبعا لألنواع التي تجب فيها‬
‫• الفيء و هو المال الذي يصيبه المسلمون من الجزية والخراج دون قتال ‪ .‬وهذا المال خمسه لبيت المال أربعة أخماسه لتجهيز الجيوش‬
‫و إعدادها ‪ ،‬لقوله تعالى‪":‬ما أفاء هللا على رسوله من أهل القرى هللف و للرسول و لذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي ال‬
‫يكون دولة بين األغنياء منكم و ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"‬
‫• الغنيمة وهي ما يظفر به المسلمون على وجه الغلبة والنصر‪ .‬خمسها لبيت المال وأربعة أخماسها للمجاهدين‪ ،‬لقوله تعالى ‪ ":‬واعلموا‬
‫أنما غنمتم من شيء فإن هلل خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل‪ ،‬إن كنتم آمنتم باهلل وما أنزلنا على عبدنا‬
‫يوم الفرقان يوم التقى الجمعان وهللا على كل شيء قدير"‬
‫• الجزية من الجزاء و هي ضريبة تفرض على الناس الذين أبوا الدخول في اإلسالم ويعيشون تحت حكم الدولة اإلسالمية‪" ،‬وقاتلوا الذين‬
‫ال يؤمنون باهلل وال باليوم اآل خر واليحرمون ما حرم هللا و رسوله و ال يدينون بدين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن‬
‫يد وهم صاغرون"‬
‫• الخراج وهو ما يوضع على األرض التي تم الصلح عليها عند الفتح‪ ،‬وبقيت في أيدي أصحابها‬
‫تدفع كل عام مرة واحدة‪.‬‬
‫• عشر التجارة ‪ :‬و يقصد بها الرسوم التي تؤخذ على بضائع التجار غير المسلمين الذين يقدمون من‬
‫دار الحرب إذا شرط عليهم ذلك ‪ ،‬تؤخذ مرة واحدة في السنة و لو تكرر قدومهم ‪ ،‬و تشبه نظام‬
‫الجمارك‪ .‬وكانت تجبي من الطرق البرية التي كانت تمر بها القوافل التجارية ومن الموانئ التي‬
‫تمر بها السفن التجارية بعد ذلك‬
‫• العشر‪ :‬و هي ضريبة على األراضي‪ ،‬و مقدارها عشر غلتها ماال أو عينا‪ ،‬و تدفع من األراضي‬
‫التي ملكها المسلمون عنوة وقسمها الخليفة عليهم و على األ رض الموات التي أحياها المسلمون‬
‫نفقات بيت المال‬

‫• ينفق على مصالح الدولة فتدفع منه‬


‫• رواتب القضاة الوالة والعمال والجند وصاحب بيت المال من غير أموال الصدقة إال العامل عليها‪،‬‬
‫• أعطيات الجند و قد كانت في أيام النبي (ص) غير محدودة و غير معينة‪ ،‬إنما كانوا يأخذون أربعة‬
‫أخماس الغنيمة‪ .‬و بإنشاء ديوان الجند تحددت أسماؤهم و صفاتهم و عليه يأخذ كل نصيبه‪،‬‬
‫• لذوي الحاجات‬
‫• في إنشاء و إصال ح كل ذي منفعة عامة كحفر القنوات وتطهيرها وإقامة الجسور وبناء المساجد‬
‫والمدارس‪...‬‬
‫النقد‪ /‬العملة‬

‫• أقر الرسول (ص)التعامل بالدينار البيزنطي الذي كان يأتي من بالد الشام و الدرهم الفضي الساساني‬
‫الذي كان يأتي من بالد الفرس‪،‬‬
‫• واستمر العمل بها في عهد الخلفاء الراشدين وان عملوا على إدخال بعض التغييرات‪ ،‬كما فعل عمر بن‬
‫الخطاب عندما نقش على بعض الدراهم الكسروية لعبارات من قبيل (الحمد هلل)‪ ،‬أو (محمد رسول هللا)‪،‬‬
‫أو (ال أاله إال هللا وحد ه) وثبت معيارها و أوزانها‬
‫• ضرب عثمان بن عفان دراهم عربية نقش عليها "هللا أكبر"‬
‫• لما تولى معاوية بن أبي سفيان الخالفة كتب إلى والي العراق ليضرب عملة جديدة في الحجاز‪ ،‬فضرب‬
‫دراهم نقش على أحد وجهي الدرهم رسول هللا) و على الوجه اآلخر (أمر هللا بالعدل و الوفاء)‪،‬‬
‫مالحظة متعلقة باالمتحان‬

‫لن تكون محور تقييم كل من‪:‬‬


‫• القواعد الفقهية األربيعين‬
‫• العرف ورأي الصحابي وشرع من قبلنا كمصادر للتشريع اإلسالمي‬

You might also like