Professional Documents
Culture Documents
Fauzan Naskah Tafsir
Fauzan Naskah Tafsir
( َوالَّ ِذينَ هادُوا) أي والذين دخلوا في اليهودية ،يقال هاد القوم يهودون هودا وهادة :صاروا يهودا.
( َوالنَّصارى) واحدهم نصران ،وسموا بذلك من أجل أن مريم نزلت بعيسى في قرية يقال لها الناصرة.
( َمنْ آ َمنَ بِاهَّلل ِ َوا ْليَ ْو ِم اآْل ِخ ِر َو َع ِم َل صالِحاً) أي من تحلى منهم باإليمان الخالص باهلل والبعث والنشور وعمل
صالح األعمال.
(فَلَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم ِع ْن َد َربِّ ِه ْم َوال َخ ْوفٌ َعلَ ْي ِه ْم َوال ُه ْم يَ ْحزَ نُونَ ) أي فلهم ثواب عملهم الصالح عند ربهم وال خوف
عليهم فيما قدموا عليه من أهوال يوم القيامة ،وال هم يحزنون على ما خلّفوا وراءهم من الدنيا وزينته ا إذا
والخالصة -إن الم ؤمن إذا ثبت على إيمان ه ولم يبدل ه ،واليه ودي والنص راني والص ائبى إذا آمن وا بمحم د
صلى هللا عليه وسلم وبما جاء به وباليوم اآلخر وعملوا صالحا ولم يغيروا حتى ماتوا على ذلك ،فلهم ثواب
عملهم عند ربهم ،وال خوف عليهم وال يعتريهم حزن ،فمدار الفالح ه و اإليم ان الص حيح ال ذي ل ه س لطان
على النف وس والعم ل الص الح ال ذي ب ه تتم س عادتها ويكتب له ا ب ه الف وز في ال دنيا واآلخ رة .ق ال اإلم ام
الغزالي:
إن الناس في شأن بعثة النبي صلى هللا عليه وسلم أصناف ثالثة:
)(1 .من لم يعلم بها بالمرة ،وهذا ناج حتما
صابِئِينَ َمنْ آ َمنَ بِاهَّلل ِ َوا ْليَ ْو ِم اآْل ِخ ِر َو َع ِم َل ص الِحا ً فَلَ ُه ْم أَ ْج ُر ُه ْم
(إِنَّ الَّ ِذينَ آ َمنُوا َوالَّ ِذينَ هادُوا َوالنَّصارى َوال َّ
أي إن الذين صدقوا هللا ورسوله ،والذين دخلوا اليهودية ،والصابئين الذين يعب دون المالئك ة ويص لّون إلى
غير القبلة ،والنص ارى ،من أخلص منهم اإليم ان بم ا ذك ر دوام ا وثبات ا كم ا فى المؤم نين المخلص ين ،أو
إيجادا وإنشاء كما هو حال المنافقين وغيرهم من الطوائف األخرى ،فال خ وف عليهم فيم ا ق دموا علي ه من
أهوال القيامة وال هم يحزنون على ما خلّفوا وراءهم من لذات الدنيا وعيشها بعد معاينتهم ما أكرمهم هللا به
وفى اآلية إيماء إلى أن أهل الكتاب لم يقيموا دين هللا ،ال الوسائل منه وال المقاصد ،فال هم حفظوا نصوص
الكتب كلها ،وال هم تركوا ما عندهم منها على ظواهرها ،وال هم آمنوا باهلل واليوم اآلخر على الوجه الذي
كان عليه سلفهم الصالح ،وال هم عملوا الصالحات كما كانوا يعملون ،إال قليال منهم ّ
عذبوا على توحيد هللا
ورموا بالزندقة لرفضهم تقاليد الكنائس والبدع التي شرعها األحبار والرهبان ،كما أن فيها ترغيبا لمن عدا
.من ذكروا فى اإليمان والعمل الصالح ليكون لهم من الجزاء مثل ما ألولئك