You are on page 1of 1

‫الكفاءة واالستحقاق أساس التكليف‬ ‫مدخل ‪ :‬الحكمة‬

‫التحليل‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬معنى التكليف وتحمل المسؤولية في المنظور الشرعي‪:‬‬

‫‪ – 1‬مفهوم التكليف ‪ :‬التكليف لغة ‪ :‬طلب ما فيه كلفة أي َمشقة ‪ ،‬واصطالحا ‪ :‬هو إلزام المكلَف بما اقتضى الشرع فعله أو تركه‬
‫أو استواء فعله أو تركه ‪ ،‬وفق شروط التكليف‪ ،‬وهي‪ – 1 :‬علم المكلف بما كلف به‪ – 2 ،‬القدرة على وعي الخطاب‪ :‬ويشمل؛ العقل‪،‬‬
‫التمييز‪ ،‬البلوغ‪ ،‬االستطاعة‪ ،‬االختيار‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ تحمل المسؤولية في المنظور الشرعي‪ :‬تحمل المسؤولية في المنظور الشرعي ليس تشريفا أو وجاهة‪ ،‬و إنما هو تكليف و‬
‫تأمين على مصالح الناس وشؤون البالد و العباد حديث (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬الكفاءة واالستحقاق والعالقة بينهما‪:‬‬

‫‪1‬ـ مفهوم الكفاءة ‪ :‬الكفؤ لغة ‪ :‬النظير وال ُمساوي ‪ ،‬ومنه الكفاءة في الزواج ‪ :‬وهو أن يكون الزوج ُمساويا للمرأة في حسبها ونسبها‬
‫وبيتها وغير ذلك ‪ .‬والكفاءة في العمل ‪ :‬القدرة عليه‪ ،‬و ُحسن التصرف فيه ‪ ،‬واصطالحا ‪ :‬جملة االستعدادات والصفات‬
‫والمهارات الفطرية والمكتسبة‪ ،‬التي تجعل من توفرت فيه جديرا بمسؤولية معينة‪ ،‬وتؤهله متى كلف بها ألدائها‬
‫بإتقان‪.‬‬
‫‪ - 2‬مفهوم االستحقاق‪ :‬لغة‪ :‬ث ُبوتُ ا ْل َحقِّ َو ُو ُجو ُب ُه فيكون األجدر باألمر الذي وكل إليه‪ ،‬أو َط َل ِ‬
‫ب ا ْل َحقِّ لكونه األولى باألمر من غيره‪،‬‬
‫واصطالحا‪ :‬حق األولى واألجدر في تولي أمر أو طلب ذلك ‪،‬لكفاءته واستيفائه الشروط والمعايير‪.‬‬

‫‪ - 3‬مفهوم التعيين‪ :‬هو العمل الذي يتم بموجبه انتقاء أفضل المتقدمين للتوظيف على أساس مواصفات معينة لغاية‪ :‬تمكين الفرد‬
‫من أداء وظيفته بكفاءة‪ ،‬وتحقيق األهداف من خالل ارتفاع إنتاجية األفراد بصفة عامة‪.‬‬

‫‪ - 4‬عالقة الكفاءة باالستحقاق‪:‬‬

‫يمكن القول أن الكفاءة هي‪ :‬أساس التكليف واالستحقاق‪ ،‬فمصدر تطور األمم ورقيها نابع من قوة الكفاءات التي تعتمد على‬
‫مهارات علمية ومهنية‪ ،‬مما يجعلها تستحق تولي مختلف الوظائف والمناصب‪ ،‬فاألحق واألجدر هو ما ينبغي أن ُيعين‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬مبادرة الكفؤ لخدمة الصالح العام وعالقة الكفاءة باالستحقاق‪:‬‬
‫الكفؤ ُيبادر لخدمة الصالح العام ألن الكفاءة استعداد بالفطرة واالكتساب على تحمل أعباء مهمة أو مسؤولية في مجال من مجاالت‬
‫الحياة‪ ،‬بدءا من األسرة وارتقاء في مراتب المهام في القطاعات العامة والخاصة ارتقاء إلى مستويات القيادة واتخاذ القرار‪.‬‬

‫كيف أكتسب مقومات الكفاءة ومؤهالت االستحقاق‪:‬‬


‫‪ -‬أطلب العلم الشرعي ألتعرف حقوق هللا تعالى وحكمته في تقدير األمور‪ - .‬أحسن خلقي وأتحلى بقيم الصدق واألمانة‪.‬‬
‫ـ أتجنب أساليب المعترضين على هللا تعالى في تفضيل العباد‪.‬‬ ‫‪ -‬أجتهد وأرضى بما قسم هللا‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬أسس الكفاءة ومظاهرها ‪:‬‬
‫أ ـ العلم والخبرة‪ :‬فإن العلم هو أساس التكليف الرباني لإلنسان‪ ،‬يقول عز وجل‪ ":‬قال إن هللا اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم‬
‫والجسم وهللا يؤتي ملكه من يشاء وهللا واسع عليم " سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.245 :‬‬
‫ب ـ حسن الخلق واالستقامة‪ :‬تعد االستقامة ومكارم االخالق مفتاحا للنجاح في المهام والمسؤوليات‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم‪ ":‬إن‬
‫من خياركم أحاسنكم أخالقا " رواه مسلم ‪.‬‬
‫ج ـ األمانة والقوة‪ :‬فاألما نة هي الضابط لسلوك الموظف العام ولتصرفاته في أثناء تأدية عمله‪ ،‬ولمنعه من الغش والظلم والتهاون‪،‬‬
‫خبيرا فهو سيعمل على تضييع المصلحة العامة الفتقاده عنصر الكفاءة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫فإن لم يكن أمي ًنا ال يصلح لتولي هذه المهمة‪ ،‬وإن لم يكن‬
‫وبالتالي عدم قدرته على الحفاظ على المصلحة العامة‪ .‬قال تعالى‪ ":‬قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي األمين"‬
‫سورة القصص‪ ،‬اآلية‪.26 :‬‬

‫د ـ عالمات في طريق اكتساب الكفاءة‪ :‬ذكر في القرآن الكريم أن اختيار هللا ألنبيائه قائم على صفات خلقية وخلقية‪ ،‬قال تعالى‪":‬واذكر‬
‫في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا " سورة مريم ‪ :‬اآليتان‪ 40 :‬ـ ‪.41‬‬

‫وقال عز من قائل‪" :‬واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسوال نبيا" سورة مريم‪ ،‬اآلية‪54 :‬‬

You might also like