You are on page 1of 32

‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬

‫‪www.alukah.net ‬‬

‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪1‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬

‫بحث مقدم إلى كلية القانون جامعة اإلمارات العربية المتحدة في‬
‫مؤتمرها الدولي العلمي الثاني والعشرون‪ ،‬والموسوم بـ (الجوانب‬
‫القانونية للتأمين واتجاهاته المعاصرة)‬

‫إعداد‬
‫أمين حجي محمد أمين الكوردي‬

‫‪1435‬هـ ‪2014 -‬م‬

‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪2‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫هيكل البحث‬
‫ويشتمل على‪ :‬ملخص البحث‪ .‬املقدمة‪ .‬إشكالية البحث‪ .‬أهداف البحث‪ .‬خطة البحث‪.‬‬

‫ملخص البحث‬

‫البحث يه‪%%‬دف إىل دراسة الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي يف ض‪%%‬وء مقاصد الش‪%%‬ريعة اإلس‪%%‬المية‪ ،‬وذلك من خالل بي‪%%‬ان مفه‪%%‬وم‪%‬‬
‫الت‪%‬أمني التقلي‪%‬دي وفق الق‪%‬انون اإلم‪%%‬ارايت‪ ،‬والت‪%‬أمني التك‪%‬افلي وبي‪%‬ان ح‪%‬ده الش‪%%‬رعي من الت‪%‬أمني التقلي‪%‬دي التج‪%%‬اري‪،‬‬
‫وبي ‪%%‬ان مفه ‪%%‬وم مقاصد الش ‪%%‬ريعة وعالقة الت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬افلي هبا‪ ،‬والغ ‪%%‬رض من ه ‪%%‬ذه الدراسة بي ‪%%‬ان أمهية التعامل مع‬
‫التأمني التكافلي‪ ،‬ودوره يف التعاون التعاوضي على أساس التربع ال ال‪%%‬ربح‪ ،‬وأن انض‪%%‬باطه منض‪%%‬بط بتعلقه مبقاصد‬
‫الش‪%%‬ريعة وتكييفه وفقه ‪%%‬ا‪ ،‬وقد توص‪%%‬لت الدراسة إىل أهم النت ‪%%‬ائج التالي‪%%‬ة‪ :‬مفه ‪%%‬وم الت‪%%‬أمني التك ‪%%‬ايف ه‪%%‬و‪ :‬اتف ‪%%‬اق بني‬
‫جمموعة من األش‪%%‬خاص على تع‪%%‬ويض دفع األض‪%%‬رار اليت قد تلحق بأح‪%%‬دهم إذا ح‪%%‬دث له خطر معني‪ %،‬نظري ت‪%%‬ربع‬
‫كل منهم باش‪%% %‬رتاك (ث‪%% %‬ابت أو متغ‪%% %‬ري) لس‪%% %‬داد ه‪%% %‬ذه التعويض‪%% %‬ات من اش‪%% %‬رتاكاهتم املرص‪%% %‬دة واليت ميكن هبا تغطية‬
‫األض‪%%‬رار اليت قد حتدث أثن‪%%‬اء املدة احملددة يف العقد ألي واحد منهم‪ ،‬ف‪%%‬إذا زادت األض‪%%‬رار عن االش‪%%‬رتاكات زيد‬
‫يف االش‪%%‬رتاك‪ ،‬وإذا نقصت ك‪%%‬ان لألعض‪%%‬اء اس‪%‬رتداد الزي‪%%‬ادة‪ ،‬أو جعلها للمس‪%‬تقبل وفقا للنظ‪%%‬ام ال‪%%‬ذي يتفق‪%%‬ون عليه‪.‬‬
‫وينص يف العقد ملن يريد املش‪%%‬اركة أن اهلدف منه التع‪%%‬اون واملواس‪%%‬ات‪ ،‬والتع‪%%‬اوض ال‪%%‬ذي فيه هو ألجل‪%%‬ه‪ ،‬وقد دل‬
‫على مشروعيته الكت‪%‬اب والس‪%‬نة‪ ،‬وله نظ‪%‬ائر يف تص‪%‬رفات الش‪%‬ارع‪ :‬ك‪%‬الوقف بش‪%‬رط االنتف‪%‬اع‪ ،‬والزك‪%‬اة املودع يف‬
‫بيت املال‪ ،‬ودية اخلطأ على العاقلة وغريه‪%% % % %‬ا‪ ،‬واحلد الش‪%% % % %‬رعي له من الت‪%% % % %‬أمني التقلي‪%% % % %‬دي‪ ،‬أنه مبين على أس‪%% % %‬اس‬
‫التعاون‪ ،‬واجلهالة والغرر الذي فيه به يغتفر‪ ،‬وهي خالية من ربا الفضل والنسيئة‪ ،‬وفائض أموال املستأمنني يعود‬
‫عليهم‪ ،‬واألرب ‪%%‬اح حالة اس ‪%%‬تثمار أم ‪%%‬واهلم أو اخلس ‪%%‬ارة تع ‪%%‬ود هلم وفق األقس ‪%%‬اط املدفوعة فيه وبق ‪%%‬درها‪ ،‬والش ‪%%‬ركة‬
‫حالة تأمينها حملفظة التكافل والقيام على أنشطتها وكيلة بأجر‪ ،‬وحالة استثمارها ألموال ح‪%%‬املي الوثيقة مض‪%%‬اربة‬
‫معهم‪ ،‬وال احتك‪%% %‬ار لألم‪%% %‬وال في‪%% %‬ه‪ ،‬وح‪%% %‬املي وثيقة الت‪%% %‬أمني هو املؤمن واملس‪%% %‬تأمن نفس‪%% %‬ه‪ ،‬فحقيقة عمل الش‪%% %‬ركة‬
‫مرتبطة هبم‪ ،‬والش‪%%‬ركة ملزمة بالعمل بأحك‪%%‬ام الش‪%%‬ريعة اإلس‪%%‬المية يف إدارة عملية الت‪%%‬أمني‪ ،‬ويف اس‪%%‬تثمار األم‪%%‬وال‪،‬‬
‫والتع‪%‬ويض يف الت‪%‬أمني على األش‪%‬ياء يك‪%‬ون بق‪%%‬در الض‪%%‬رر الن‪%‬اتج عن وق‪%‬وع األخط‪%%‬ار املؤمن منه‪%‬ا‪ ،‬ويف ح‪%‬دود مبلغ‬
‫الت ‪%%‬أمني‪ ،‬وهن‪%%‬اك هيئة ش ‪%%‬رعية رقابية على ش ‪%%‬ركة الت ‪%%‬أمني‪ ،‬وعمل الت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬افلي يف ض ‪%%‬وء مقاصد الش ‪%%‬ريعة هو‬
‫وفق ض ‪%%‬ابطني‪ :‬ض ‪%%‬ابط عمل الت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬افلي يف ض ‪%%‬وء بعض مس ‪%%‬الك الكشف عن مقاصد الش ‪%%‬ريعة‪ ،‬وض ‪%%‬ابط‬
‫الت ‪%% %‬أمني التك‪%% % %‬افلي يف ض‪%% % %‬وء عالقته مبقاصد الش‪%% % %‬ريعة‪ ،‬والعالقة ه‪%% % %‬ذه تكمن يف حفظها ملال اجملتمع من ج ‪%% %‬انب‬
‫الوجود‪ :‬وهو حفظ ما حصل وحتقق من املال والعمل ألجل منائه وزيادته‪ ،‬ومن جانب الع‪%%‬دم‪ :‬وهو العمل على‬
‫جمانبة املال احملص ‪%%‬ول من الض ‪%%‬ياع؛ وذلك بإيداعه يف ش ‪%%‬ركة الت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬ايف التع ‪%%‬اوين‪ ،‬ب ‪%%‬دل إيداعه يف ش ‪%%‬ركات‬
‫جتارية غري ملتزمة بأحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪3‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
www.alukah.net 

ABSTRACT

The thesis aims to investigate the Takaful insurance in light of Islamic purposes, through a
statement of traditional insurance definition, according to UAE insurance, and the statement
of the Islamic legal limit for the Takaful insurance with conventional insurance business, As
well as the thesis aims to a statement Islamic law purposes and the relationship of Takaful
insurance with it. The purposes of this study is to statement the importance of dealing with
Takaful insurance, and its role of cooperation on the basis of donation and not profit. The
most important result that found it in study is: the concept of Takaful insurance is, an
agreement between a group of people to pay compensation for damages that may occur to one
of them, if happen a particular rick for one of them, Such as donating them all with the
participation of (fixed or variable) for the payment of such compensation from contributions
earmarked, and can be cover damages that may occur -during the period specified in the
contract- for any one of them, and if the damage more than subscriptions, they should
increase subscriptions, and if decrease, the members of Takaful insurance can retrieve it, or
make it for future, according to the system which they agree with it. And they have to
stipulate in the contract for anyone who wants to participate in it, that the goal of the Takaful
insurance is for cooperation and assistance, however the netting that is in it, it's for
cooperation, not profit. Moreover the legitimacy of Takaful insurance is indicated by Quran
and Sunnah, and has a likes in the view of Islamic law, such as: The Charity Endowment but
conditionally by benefit. Alms put in Muslims house money, by rich Muslims, and fine of
manslaughter on the tribe, and so on. The legal limit of Takaful Insurance opposed the
conventional insurance that the Takaful insurance is based on cooperation, and the ignorance
that is in it, doesn't hurt. And it's empty of usury. Finely the Takaful insurance adjusts from
tow basis: 1. Through some way of Islamic law purposes 2. Through the relationship with
Islamic law purposes.

www.alukah.net  4
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫المقدمة‬

‫احلمد هلل خ ‪%%‬الق الس ‪%%‬موات واألرض جاعل التق ‪%%‬دم وال ‪%%‬رتفع والتمكني يف األرض؛ بالعمل واجلد وعلو اهلمة وفق‬
‫ب َوال َّش ‪َ %‬ه َاد ِة‬ ‫منهجه الق ‪%%‬ومي‪﴿ ،‬وقُ ‪%ِ %‬ل ْاعملُ ‪%%‬واْ فَس ‪َ%‬يرى اللّ ‪%%‬هُ َعملَ ُكم ور ُس‪% %‬ولُهُ والْم ْؤ ِمنُ ‪%%‬و َن و َس ‪ُ%‬تر ُّدو َن إِىَل َع‪%%‬امِلِ الْغَْي ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َفُينَبِّئُ ُكم مِب َا ُكنتُ ْم َت ْع َملُ ‪%%‬و َن﴾ التوبة‪ ،105 :‬والص ‪%%‬الة والس ‪%%‬الم على املص ‪%%‬طفى س ‪%%‬يد األولني واآلخ ‪%%‬رين من اخللق‬
‫‪%‬ام َومَيْ ِش‪%‬ي يِف اأْل َ ْس‪َ %‬و ِاق لَ‪%ْ %‬واَل أُنْ‪ِ %‬ز َل‬
‫‪%‬ل الطَّ َع‪َ %‬‬
‫‪%‬ال ‪%‬ه َذا َّ ِ‬
‫الر ُس‪%‬ول يَأْ ُك‪ُ %‬‬
‫ِ‬
‫والبشر القائل يف حقه احلق جل وعال‪َ ﴿ :‬وقَ‪%‬الُوا َم‪َ %‬‬
‫ت إِاَّل بَ َش‪ً%‬را َر ُس‪%‬واًل ‪ ﴾...‬اإلس‪%%‬راء‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫إِلَْي‪%ِ %‬ه َملَ‪ٌ %‬‬
‫‪%‬ل ُكْن ُ‬ ‫‪%‬ك َفيَ ُك‪%%‬و َن َم َع‪%%‬هُ نَ‪%%‬ذ ًيرا﴾ [الفرق‪%%‬ان‪ %...﴿ ،]7:‬قُ‪%ْ %‬ل ُس‪ْ%‬ب َحا َن َريِّب َ‪%‬ه ْ‬
‫‪ .93‬وعلى آله وصحبه أمجعني وبعد‪،‬‬
‫ف‪%%‬إن اهلل تع‪%%‬اىل خلق اإلنس‪%%‬ان وأكرمه وفض‪%%‬له على كثري من خلقه وس‪%%‬خر له مسواته وأرضه وأس‪%%‬بغ عليه‬
‫من النعم ظاهرها وباطنها اليت ال تعد وال حتص‪%% %‬ى‪ ،‬وأعطى له احلرية واالختي‪%% %‬ار يف التقلب فيها والتنعم هبا؛ ومن‬
‫عظيم النعم نعمة املال وال‪%% % % %‬ذي هو عصب احلي‪%% % % %‬اة؛ فباس‪%% % % %‬تغالله وإدارته ُرفعت أمم وتق‪%% % % %‬دمت وتط‪%% % %‬ورت بكل‬
‫جوانب ‪%%‬ه‪ ،‬وبالته ‪%%‬اون يف حقه ُوض ‪%%‬عت أمم يف م ‪%%‬ؤخرة الق ‪%%‬وم؛ وألن املال يتقلب باإلنس ‪%%‬ان من الض ‪%%‬عف إىل الق ‪%%‬وة‬
‫ومن الق ‪%%‬وة إىل الض ‪%%‬عف كونه قوته ومص ‪%%‬در عيش ‪%%‬ه‪ ،‬ولعظم خط ‪%%‬ره وجاللته أرسل اهلل رس ‪%%‬له وأن ‪%%‬زل كتبه ألجل‬
‫حفظه من مجلة ما حيفظ من الض‪%% % %‬روريات األخ‪%% % %‬رى‪ ،‬فهو أحد ض ‪%% %‬روريات احلي ‪%% %‬اة اليت ال بد منها حىت تبقى هبا‬
‫الض‪%%‬روريات األخ‪%%‬رى‪ ،‬ال‪%%‬دين والنفس والعقل والنس‪%%‬ل‪ .‬ولكل ض‪%%‬رورة من ه‪%%‬ذه الض‪%%‬روريات وس‪%%‬ائل ال بد منها‬
‫حلفظها ومنائها وازدياده‪%%‬ا‪ ،‬فك‪%%‬ان ما حيفظ به ه‪%%‬ذه الض‪%%‬رورة هو الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي وال‪%%‬ذي رأى علم‪%%‬اء املس‪%%‬لمني‬
‫منه ب‪%% % %‬دياًل عن الش‪%% % %‬ركات التأمينية األخ‪%% % %‬رى التقليدية التجارية واليت ال ختل‪%% % %‬وا من الغ‪%% % %‬رر واجلهالة يف تع ‪%% %‬امالت‬
‫حاملي وثائقها‪.‬‬

‫‪ .1‬إش ــكاليةـ البحث‪ :‬تكمن إش‪%% %‬كالية البحث يف هل بن‪%% %‬ود الت‪%% %‬أمني التك‪%% %‬افلي موافقة ملقاصد الش‪%% %‬ريعة‪ ،‬وهل‬
‫يص ‪%%‬لح ألن يك ‪%%‬ون ب ‪%%‬دياًل عن الت ‪%%‬أمني التج ‪%%‬اري‪ % .2 .‬والبحث يهــدف إلى بيــان النقــاط التالية‪ :‬مفه ‪%%‬وم الت ‪%%‬أمني‬
‫والت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي‪ .‬مفه‪%%‬وم مقاصد الش‪%%‬ريعة وكلياهتا وكيفية حفظه‪%%‬ا‪ .‬الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي يف ض‪%%‬وء مقاصد الش‪%%‬ريعة‬
‫اإلس ‪%%‬المية‪ .‬احلد الش ‪%%‬رعي للت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬افلي من الت ‪%%‬أمني التج ‪%%‬اري التقلي ‪%%‬دي‪ .‬الت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬افلي يف ض ‪%%‬وء مقاصد‬
‫الشريعة‪ .‬النتائج والتوص‪%‬يات‪ %.3 .‬خطة البحث‪ :‬ويش‪%‬تمل خطة البحث على مقدمة ومبح‪%‬ثني وخامتة‪ :‬المبحث‬
‫األول‪ :‬مقاصد الشريعة ومفهوم الت‪%%‬أمني والت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي‪ .‬ويش‪%%‬تمل على ثالثة مط‪%%‬الب‪ :‬املطلب األول‪ :‬مفه‪%%‬وم‬
‫التأمني التقليدي وفق القانون اإلم‪%‬ارايت‪ .‬املطلب الث‪%‬اين‪ :‬مفه‪%‬وم‪ %‬الت‪%‬أمني التك‪%‬افلي‪ .‬املطلب الث‪%‬الث‪ :‬مفه‪%‬وم مقاصد‬
‫الش‪%%‬ريعة‪ .‬المبحث الثــاني‪ :‬الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي يف ض‪%%‬وء مقاصد الش‪%%‬ريعة‪ .‬ويش‪%%‬تمل املبحث على مطل‪%%‬بني‪ :‬املطلب‬

‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪5‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫األول‪ :‬احلد الش‪%%‬رعي للت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي من الت‪%%‬أمني التج‪%%‬اري التقلي‪%%‬دي‪ .‬املطلب الث‪%%‬اين‪ :‬الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي يف ض‪%%‬وء‬
‫مقاصد الشريعة‪ .‬خاتمة البحث‪ ،‬النتائج والتوصيات‪.‬‬

‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪6‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫المبحث األولـ‬
‫مقاصد الشريعةـ ومفهوم التأمين التقليدي والتأمينـ التكافلي‬
‫ويشتمل المبحث على ثالثة مطالب‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التأمين التقليدي وفق القانون اإلماراتي‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم التأمين التكافلي‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مفهوم مقاصد الشريعة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التأمين التجاري التقليدي وفق القانون اإلماراتي‪.‬‬


‫التـ ــأمين في اللغـ ــة‪ :‬مص ‪%% %‬در َّأمن ي ‪َّ % %‬‬
‫‪%‬ؤمن‪ ،‬وهو من (أ م ن)‪" ،‬أمنتـه وآمََنِنيـه غيـري‪ ،‬وهـو يف أمن منه وأمنة وهو‬
‫م‪%%‬ؤتََمٌن على ك‪%%‬ذا"‪ ،1‬ومن مش‪%%‬تقاهتا‪ .1 :‬األمن‪" ،‬يقـول األميـر للخائـف‪ :‬لـك األمـان أي قـد آمنتـك"‪.2 ،2‬‬
‫مصدق‪ ،‬قال تعاىل‪﴿ :‬ومـا أنت مبؤمن لنا﴾‪ ،3‬أي مبصدق"‪ .3 .4‬التصديق والثقة‪ ،‬تقول‪" :‬ما أومن بشيء مما‬
‫يقول أي ما أصدق وما أثق‪ %...‬وفالن أمنة أي يأمن كل أحد ويثق به ويأمنه الناس وال خيافون غائلته"‪.4 .5‬‬
‫علي وأنفسه"‪ .5 .6‬التأمني‪" ،‬أمنه على‬
‫األعز واألنفس‪ %،‬تقول‪" :‬أعطيت فالناً من آمَِن مايل؛ أي من أعزه ّ‬
‫تأمينا"‪.7‬‬
‫كذا وأمتنه مبعىن‪ %...‬وتقول منه أمن فالن ً‬
‫فلما س‪%%‬بق يت‪%%‬بني أن الت‪%%‬أمني من األم‪%%‬ان وهو ضد اخلوف وال‪%%‬ذي ينتج منه التوثيق يف الش‪%%‬يء والتص‪%%‬ديق‬
‫فيه‪.‬‬
‫مفهوم التأمين التقليدي وفق القانون اإلماراتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬جار اهلل حممود بن عمر الزخمشري‪ ،‬أساس البالغة‪ .‬حتقيق‪ :‬حممد باسل عيون السود‪( .‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1998‬م)‪.1/34 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬الزخمشري‪ ،‬أساس البالغة‪ ،1/35 ،‬ينظر‪ :‬حممد بن أيب بكر الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬إخراج‪ :‬دائرة املعاجم يف مكتبة‬
‫لبنان‪( ،‬بريوت‪ :‬مكتبة لبنان‪ ،‬ب‪.‬ط ‪1986‬م)‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬سورة يوسف‪.12 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .‬الزخمشري‪ ،‬أساس البالغة‪.1/35 ،‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ .‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ .‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ .‬الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪7‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫ورد يف ق‪%% % %‬انون احتادي رقم (‪ % % % )6‬لس‪%% % %‬نة ‪ 2007‬م‪ ،‬يف ش‪%% % %‬أن إنش‪%% % %‬اء هيئة الت‪%% % %‬أمني وتنظيم أعمال ‪%% %‬ه‪ ،‬يف الب ‪%% %‬اب‬
‫التمهي‪%%‬دي للتعريف‪%%‬ات املتعلقة بالت‪%%‬أمني املادة (‪ )3‬أن "الت‪%%‬أمني عقد يل‪%%‬تزم مبقتض‪%%‬اه املؤمن ب‪%%‬أن ي ‪%‬ؤدي إىل املؤمن له‬
‫ض‪% %‬ا ماليًا آخر في حالة وق‪%% %‬وع‬ ‫‪%‬رادا مرتبًا أو عو ً‬ ‫أو املس‪%% %‬تفيد ال‪%% %‬ذي اش‪%% %‬رتط الت‪%% %‬أمني لص‪%% %‬احله مبلغًا من املال أو إي‪ً % %‬‬
‫احلادث أو حتقق اخلطر املؤمن من ‪%%‬ه‪ ،‬وذلك نظري أقس ‪%%‬اط أو أية دفع ‪%%‬ات مالية أخ ‪%%‬رى يؤديها املؤمن له للم ‪%%‬ؤمن"‪،‬‬
‫املؤمن بأن‪%%‬ه‪" :‬ش‪%‬ركة ت‪%‬أمني‬ ‫واملؤمن معترب يف شركات أو هيئ‪%‬ات تأمينية تق‪%%‬وم بعملية الت‪%‬أمني‪ ،‬وقد ص‪%‬يغ الق‪%‬انون؛ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫مؤسسة يف الدولة أو شركة اجنبية مرخص هلا مبمارسة أعمال التأمني يف الدولة مبوجب أحكام هذا القانون"‪،1‬‬
‫املؤمن له فهو‪" :‬الشخص الذي أبرم مع الشركة عقد التأمني"‪.2‬‬
‫أما َّ‬
‫واملؤمن ‪-‬بكسر امليم مع‬ ‫املؤمن له ‪-‬بفتح امليم مع تش‪%% % % % %‬ديده‪ِّ -‬‬ ‫فعقد الت‪%% % % % %‬أمني إب‪%% % % % %‬رام ص‪%% % % % %‬فقة رحبية بني َّ‬
‫تش ‪%%‬ديده‪ ،‬وهي الش ‪%%‬ركة أو اهليئة املس ‪%%‬تأمنة‪-‬؛ والص ‪%%‬فقة الرحبية هلا هي‪ :‬أقس ‪%%‬اط ودفع ‪%%‬ات مالية يؤديها املؤمَّن له‬
‫املؤمن‪،‬‬
‫‪%‬ؤمن له فهي‪ :‬مبلغ من املال أو إي‪%%‬راد م‪%%‬رتب أو ع‪%%‬وض م‪%%‬ايل آخر‪ ،‬ي‪%%‬دفع له من قبل ِّ‬ ‫إليه‪%%‬ا‪ ،‬أما بالنس‪%%‬بة للم‪َّ %‬‬
‫وذلك في حالة وقوع احلادث؛ أو حتقق اخلطر عليه‪.‬‬
‫املؤمن؛ ال ‪%% %‬ربح املوصل إليه من قبل املؤمن ل ‪%% %‬ه؛ بالص ‪%% %‬فقة الرحبية أو ما يس ‪%% %‬مى بعقد الت‪%% %‬أمني‪،‬‬ ‫فمن جهة ِّ‬
‫املؤمن إليه إمنا‬
‫معلومة القدر زمانًا ومكانًا‪ ،‬ولكن القدر ال‪%%‬رحبي املوصل إىل املؤمن له جمه‪%%‬ول؛ ألن ال‪%%‬دفع من قبل ِّ‬
‫هو حسب حالة احلادث وحتقق اخلطر الذي سيحل ب‪%‬ه‪ ،‬وعليه قد يتض‪%‬رر املؤمن له أو املؤمن أو كليهم‪%‬ا‪ ،‬وذلك‬
‫جلهالة القدر املدفوع من التعويض للمؤمن له‪ ،‬حيث جهالة احلادث واخلطر الذي سيحدق به‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم التأمين التكافلي‪.‬‬
‫التكافل يف اللغ‪%%‬ة‪ :‬من كفل يكفل كفال‪%%‬ة‪ ،‬تق‪%%‬ول كفل فالن لفالن أي هو كافيه وكافله‪ ،‬وهو يكفيين ويكفل‪%%‬ين‪:‬‬
‫علي‪ ،‬وأكفلت‪%‬ه إي‪%‬اه وك ّفلت‪%‬ه‪ ،‬ق‪%‬ال تع‪%‬اىل‪( :‬فق‪%‬ال أكفلنيه‪%‬ا)‪ ،3‬وق‪%‬ال‪( :‬وك ّفله‪%‬ا زكري‪%‬ا)‪ ،4‬وه‪%‬و كفي‪%‬ل‬
‫يعول‪%‬ين وينف‪%‬ق ّ‬
‫بنفسه ومباله‪ ،‬وكفل عنه لغرميه باملال وتك ّفل به‪.5‬‬
‫فالتكافل يأت مبعىن التعاون واملعاولة واإلنفاق والضمان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬قانون احتادي لدولة اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬رقم (‪ % )6‬لسنة ‪ 2007‬م‪ ،‬موضوع‪ /‬إنشاء هيئة التأمني وتنظيم أعماله‪،‬‬
‫الباب التمهيدي للتعريفات املتعلقة‪ %‬بالتأمني املادة (‪.)1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬املصدر‪ %‬نفسه‪ ،‬املادة (‪.)1‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ .‬سورة ص‪.23 :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ .‬سورة آل عمران‪.37 :‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ .‬ينظر‪ :‬الزخمشري‪ ،‬أساس البالغة‪.143-2/142 ،‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪8‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫اصطالحا بأنه‪ :‬اتف‪%%‬اق مجاعة من املش‪%%‬رتكني متع‪%%‬اونني يف درء حتمل اخلس‪%%‬ائر‬


‫ً‬ ‫وقد عرف التأمني التكافلي‬
‫التزاما‬
‫ض ‪%‬ا؛ ب‪%%‬دفع مبلغ من املال يف ص‪%%‬ندوق مش‪%%‬رتك باعتب‪%%‬اره ً‬ ‫الناجتة من خماطر معين‪%%‬ة‪ ،‬وذلك يف دعم بعض‪%%‬هم بع ً‬
‫بت‪%% %‬ربع‪ ،‬وتس‪%% %‬تخدم حص‪%% %‬يلة الص‪%% %‬ندوق ملس‪%% %‬اعدهتم ‪-‬ك‪%% %‬وهنم أعض‪%% %‬اء فيه‪%% %‬ا‪-‬؛ ضد أن‪%% %‬واع معينة من اخلس‪%% %‬ائر أو‬
‫‪1‬‬
‫ض‪%‬ا بـ‪" :‬اتف‪%‬اق أش‪%‬خاص يكون‪%‬ون معرض‪%‬ني ألخط‪%‬ار متش‪%‬اهبة على تاليف األض‪%‬رار الناش‪%‬ئة عن‬
‫األض‪%‬رار ‪ ،‬وع‪%‬رف أي ً‬
‫تلك األخط‪%% %‬ار‪ ،‬وذلك ب‪%% %‬دفع اش‪%% %‬رتاكات يف ص‪%% %‬ندوق ت‪%% %‬أمني له ذمة مالية مس‪%% %‬تقلة‪ ،‬حبيث يتم منه التع ‪%%‬ويض عن‬
‫األض‪%‬رار اليت تلحق املش‪%‬رتكني من ج‪%‬راء وق‪%‬وع األخط‪%‬ار املؤمن هلا‪ ،‬ويت‪%‬وىل إدارة الص‪%‬ندوق هيئة خمت‪%‬ارة من محلة‬
‫أجرا مقابل إدارهتا أعم‪%%‬ال الت‪%%‬أمني‪ ،‬كما تأخذ أج‪%ً %‬را أو حصة من‬
‫الوثائق‪ ،‬أو شركة مستقلة وتأخذ جهة اإلدارة ً‬
‫األرباح يف مقابل استثمارها ألموال الصندوق بصفتها وكيالً بأجر أو مضاربًا"‪.2‬‬
‫فالت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬افلي‪ ،‬هو عقد تع ‪%%‬اوين على أس ‪%%‬اس املواس ‪%%‬ات بني مش ‪%%‬رتكني ألجل تف ‪%%‬ادي األخط ‪%%‬ار اليت‬
‫حتيط هبم‪ ،‬وتق ‪%%‬وم بإدارهتا ش ‪%%‬ركة أو هيئة تعاوني ‪%%‬ة؛ ليست طرفًا رئي ًس‪% %‬ا يف تع ‪%%‬اوض التع ‪%%‬اون املايل والقيمي؛ وإمنا‬
‫توكل من قبل املش‪%% %‬رتكني يف تعاوض‪%% %‬هم مقابل أج‪%% %‬ر‪ ،‬فهو تكفل عقد الت‪%% %‬أمني التك‪%% %‬افلي العوضي واالس‪%% %‬تثماري‬
‫بأجر معني‪%.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬مفهوم مقاصد الشريعة‪.‬‬
‫(فمْن ُه ْم ظامِلٌ لن ْف ِس ِه‬
‫والقص ُد‪ :‬في اللغة‪ :‬أال تس ِرف وال تق ‪ ،3‬أي التوسط‪ ،‬قال تعاىل‪ِ :‬‬
‫رُت‬ ‫ْ‬ ‫ص َد‬ ‫ِ‬
‫المقاصد من قَ َ‬
‫ِ‬
‫َس َّد ومل جياوز احلدَّ‪ ،‬وقصد ْ‬
‫‪4‬‬
‫قصدهُ‬ ‫توسط وطلب األ َ‬
‫قصدا َّ‬‫قص َد يف األمر ً‬
‫ومْن ُه ْم ُمقتَص ٌد‪ ، %)...‬وعليه القول؛ َ‬
‫أي حنا حنوهُ واجته إليه وأمَّمَهُ‪ .5‬فالقصد إىل الشيء؛ االعتزام والتوجه والنهود والنهوض حنوه‪ ،‬على اعتدال كان‬
‫يقصد العدل‪.6‬‬ ‫ذلك أو جور؛ فاالعتزام والتوجه شامل هلما؛ ألن من أراد اجلور فهو قاصد إليه‪ ،‬كما ِ‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬ينظر‪ :‬مجلس خدمات المالية اإلسالمية‪،‬ـ المباديء اإلرشادية لضوابط التأمين التكافلي‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ .‬السعيد بو هراوة‪ ،‬التكييف الشرعي للتأمين التكافلي‪ ،‬ورقة حبثية نشرت يف الندوة الدولية حول (شركة التأمني التقليدي‬
‫ومؤسسات التأمني التكافلي بني األسس النظرية والتجربة التطبيقية)‪ 26-25 ،‬أفريل‪2011 ،‬م‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر‪ :‬اخلليل بن أمحد الفراهيدي‪ ،‬كتاب العين‪ ،‬ترتيب‪ :‬د‪ .‬عبد احلميد اهلنداوي‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2003‬م)‪ .394-3/393 ،‬ال ‪%% %‬رازي‪ ،‬مختـ ــار الصـ ــحاح‪ ،‬ص‪ .224‬الزخمش‪%% %‬ري‪ ،‬أسـ ــاس البالغة‪ .2/81 ،‬إمساعيل بن محاد‬
‫اجلوهري‪ ،‬الصـ ـ ــحاح تـ ـ ــاج اللغة وصـ ـ ــحاح العربية‪ ،‬حتقي‪%% % % %‬ق‪ :‬أمحد عبد الغف‪%% % %‬ور عط‪%% % %‬ار‪( ،‬ب‪%% % %‬ريوت‪ :‬دار العلم للماليني‪ ،‬ط‪،4‬‬
‫‪1990‬م)‪ ،2/525 ،‬أبو الفضل مجال الدين حممد بن مكرم ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪( ،‬دار صادر‪2003 :‬م)‪.3/353 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر‪ :‬عبد الرمحن ابن اجلوزي‪ ،‬زاد المسير‪( ،‬بريوت‪ :‬دار ابن حزم‪ ،‬ط‪2002 ،1‬م)‪ ،‬ص‪ ،1102‬فاطر‪.32:‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر‪ :‬أمحد بن حممد املقري‪ ،‬الفيومي‪ ،‬المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد العظيم‬
‫الشناوي‪( ،‬القاهرة‪ :‬دار املعارف‪ ،‬ط‪ ،)2‬ص‪ .505‬خمتار الصحاح‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪9‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫والشريعة في اللغة‪ :‬هي الدين والنهج والطريقة‪ ،‬فهي ما َ‬


‫شرعه اهلل لعباده من العقائد واألحكام‪.1‬‬
‫مقاصد الشريعة اصطالحا‪ :‬احلِ َكم اليت أرادها اهلل من أوامره ونواهيه لتحقيق عبوديته وإصالح العباد يف الدارين‪.2‬‬ ‫ً‬
‫فقصد الشارع يف أوام‪%%‬ره ونواهيه جتاه ال‪%‬نيس؛ لغرض‪%%‬ني‪ .1 :‬حتقيق عبوديته فيهم‪ .2 .‬أ‪ .‬إص‪%%‬الح ح‪%‬اهلم‬
‫يف الدنيا بتحصيل الطمأنينة الروحية والبدنية ب‪ .‬ويف اآلخرة بنيل النعيم املقيم هلم‪.‬‬
‫ومقاصد الش‪%%‬ريعة اإلس‪%%‬المية؛ منها مقاصد كلية عام‪%%‬ة‪ ،‬ومنها مقاصد جزئية خاص‪%%‬ة؛ تتض‪%%‬من من خالل‬
‫املقاصد العامة الكلية‪ .‬وسوف نبني عالقة التأمني التكافلي مبقاصد الشريعة يف املبحث اآليت‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التأمين التكافليـ في ضوء مقاصد الشريعة اإلسالمية‪.‬ـ‬


‫ويشتمل املبحث على مطلبني‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الحد الشرعي للتأمين التكافلي من التأمين التجاري التقليدي‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الحد الشرعي للتأمين التكافلي من التأمين التجاري التقليدي‪.‬‬


‫نق ‪%%‬ول يف بي ‪%%‬ان مش ‪%%‬روعية ه ‪%%‬ذا العقد جيب أواًل التنبيه على أن ما نقص ‪%%‬ده هو ما بين ‪%%‬اه س ‪%%‬اب ًقا يف مع ‪%%‬رض تعريف‬
‫الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي؛ هو العقد التك‪%%‬افلي على أس‪%%‬اس التع‪%%‬اون بني أش‪%%‬خاص الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي؛ وإذا خ‪%%‬رج عن عق‪%%‬دة‬
‫التعاون على التقوى ورأب صدع األضرار؛ فال ندخل يف عراك التشرعن له؛ بل نلزم أنفس‪%‬نا هبذه الص‪%‬يغة؛ حىت‬
‫قاصدا تقولب غري املشروع يف أصول الشريعة؛ وهذا‬ ‫ال حنشر ما الغرر عليه عاقد يف أصول الشريعة ومقاصدها ً‬
‫ما أش ‪%%‬ار إليه ق ‪%%‬رار جممع الفقه اإلس ‪%%‬المي جبدة حيث ج ‪%%‬اء في ‪%%‬ه‪" :‬العقد الب ‪%%‬ديل ‪-‬أي عن الت ‪%%‬أمني التقلي ‪%%‬دي احملرم‬
‫لك ‪%% %‬ثرة الغ ‪%% %‬رر‪ -‬ال‪%% %‬ذي حيرتم أص ‪%% %‬ول التعامل اإلس ‪%% %‬المي هو عقد الت ‪%% %‬أمني التع ‪%% %‬اوين الق ‪%% %‬ائم على أس ‪%% %‬اس الت ‪%% %‬ربع‬
‫والتعاون"‪.3‬‬

‫‪6‬‬
‫ينظر‪ :‬أبو احلسن علي بن إمساعيل بن ِس َيده املرسي‪ ،‬المحكم والمحيط األعظم‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد احلميد هنداوي‪( ،‬بريوت‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪2000 ،‬م)‪.6/187 ،‬‬
‫‪ 1‬ينظر‪ :‬الزخمشري‪ ،‬أساس البالغة‪ %.1/503 ،‬علي بن حممد الشريف اجلرجاين‪ ،‬التعريفاتـ‪( ،‬بريوت‪ :‬مكتبة لبنان‪،‬‬
‫ب‪.‬ط‪1985 .‬م)‪ ،‬ص‪ .132‬الرازي‪ ،‬مختار الصحاح‪ ،‬ص‪.141‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر‪ :‬يوسف أمحد حممد البدوي‪ ،‬مقاصدـ الشريعة عند ابن تيمية‪( ،‬األردن‪ :‬دار النفائس‪2000 ،‬م)‪ ،‬ص‪ ،54‬والتعريف‬
‫ه ‪%%‬ذا؛ مجعه وألَّفه األس ‪%%‬تاذ الب ‪%%‬دوي من مض ‪%%‬امني مقاص ‪%%‬دية عند ش ‪%%‬يخ اإلس ‪%%‬الم ابن تيمية رمحهُ اهلل‪ .‬والقصد‪ %‬من ال ‪%%‬دارين‪ :‬ال ‪%%‬دنيا‬
‫واآلخرة‪.‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪10‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫وحقيقة التأمني التكافلي التعاوين‪ 1‬أنه‪" :‬اتفاق بني جمموعة من األشخاص على تعويض دفع األضرار‬
‫اليت قد تلحق بأح ‪%%‬دهم إذا ح ‪%%‬دث له خطر معني‪ %،‬نظري ت ‪%%‬ربع كل منهم باش ‪%%‬رتاك (ث ‪%%‬ابت أو متغ ‪%%‬ري) لس ‪%%‬داد ه ‪%%‬ذه‬
‫التعويضات منه‪ ،‬حيث يتكون من اشرتاكاهتم رصيد ميكن به تغطية األضرار اليت قد حتدث أثن‪%‬اء املدة احملددة يف‬
‫العقد ألي واحد منهم‪ ،‬ف‪%% %‬إذا زادت األض‪%% %‬رار عن االش‪%% %‬رتاكات زيد يف االش‪%% %‬رتاك‪ ،‬وإذا نقصت ك‪%% %‬ان لألعض‪%% %‬اء‬
‫اسرتداد الزيادة‪ ،‬أو جعلها للمستقبل وفقا للنظام الذي يتفقون عليه"‪.2‬‬
‫واهلدف من‪%%‬ه‪" :‬التع‪%%‬اون والت‪%%‬آزر بني املس‪%%‬تأمنني على رأب الص‪%%‬دع وختفيف وقع الض‪%%‬رر ال‪%%‬ذي يقع على‬
‫أي أحد منهم‪ ،‬وليس اهلدف الربح والكسب املادي‪ ،‬واذا استثمرت أمواهلم فإمنا تستثمر طب ًقا ألحكام الش‪%%‬ريعة‬
‫اإلس‪%‬المية"‪ .3‬وعلي‪%‬ه "فليس هن‪%‬اك جم‪%‬ال للكالم عن الغ‪%‬رر والرب‪%‬ا‪ ،‬أو غريمه‪%‬ا مم‪%‬ا يبط‪%‬ل مع‪%‬ه عق‪%‬ود املعوض‪%‬ات‪ ،‬ألن‬
‫قصد إنشاء هذه الشركة هو تعاون اجملموع على الرب والتقوى والقيام حباجة الضعيف"‪.4‬‬
‫وال‪%%‬دليل على مش‪%%‬روعيته من الكت‪%%‬اب العزيز قوله تع‪%%‬اىل‪﴿ :‬وتع‪%%‬اونوا على الرب والتق‪%%‬وى وال تع‪%%‬اونوا على‬
‫اإلمث والع‪%‬دوان واتق‪%‬وا اهلل إن اهلل ش‪%‬ديد العق‪%‬اب﴾ [املائ‪%%‬دة‪ ،]2 :‬واألمر بالتع‪%‬اون على الرب حيمل على العم‪%‬وم كما‬
‫ق‪%‬ال ابن كث‪%‬ري واآللوس‪%‬ي‪ .5‬وق‪%‬ال تع‪%‬اىل‪﴿ :‬ليس ال‪%‬رب أن تول‪%‬وا وج‪%‬وهكم قب‪%‬ل املش‪%‬رق واملغ‪%‬رب ولكن ال‪%‬رب من آمن‬
‫باهلل واليوم اآلخر واملالئكة والكتاب والنبيني وآتى املال على حبه ذوي القرىب واليتامى واملس‪%%‬اكني وابن الس‪%%‬بيل‬
‫والس‪%%‬ائلني ويف الرق‪%%‬اب وأق‪%%‬ام الص‪%%‬الة وآتى الزك‪%%‬اة واملوف‪%%‬ون بعه‪%%‬دهم إذا عاه‪%%‬دوا والص‪%%‬ابرين يف البأس‪%%‬اء والض‪%%‬راء‬
‫وحني الب ‪%%‬أس أولئك ال ‪%%‬ذين ص ‪%%‬دقوا وأولئك هم املتق ‪%%‬ون﴾ [البق‪%% %‬رة‪ ،]177 :‬وق ‪%%‬ال تع ‪%%‬اىل‪﴿ :‬واعتص ‪%%‬موا حببل اهلل‬
‫‪3‬‬
‫قرار جممع الفقه اإلسالمي جبدة بشأن التأمني وإعادة التأمني يف دورة انعقاد مؤمتره الثاين جبدة من ‪ 16-10‬ربيع اآلخر‬
‫‪1406‬هـ‪/28-22 ،‬كانون األول ديسمرب ‪1985‬م‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أرى التأمني التكافلي يطلق على التأمني التعاوين واإلسالمي وميثلهما‪ ،‬كما ذهب إليه األستاذ عبد التسار أبو غدة والدكتور‬
‫على قرداغي والدكتور حممد الزحيلي وعبد احلميد البعلي‪ ،‬ينظر‪ :‬موسى مصطفى‪ %‬القضاة‪ ،‬حقيقةـ التأمين التكافلي‪ ،‬ورقة حبثية‬
‫نش‪%%‬رت يف الن‪%%‬دوة الدولية ح‪%%‬ول (ش‪%%‬ركة الت‪%%‬أمني التقلي‪%%‬دي ومؤسس‪%%‬ات الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي بني األسس النظرية والتجربة التطبيقي‪%%‬ة)‪،‬‬
‫‪ 26-25‬أفريل‪2011 ،‬م‪ ،‬ص‪ .5‬وقد مالت إليه توصية ندوة التأمني التعاوين‪ :‬أبعاده وآفاقه وموقف الش‪%‬ريعة اإلس‪%‬المية من‪%‬ه‪،‬‬
‫الذي عقده جممع الفقه اإلسالمي الدويل يف األردن سنة‪.2010 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫حسن علي الشاذيل‪ ،‬التأمين التعاوني اإلسالمي‪،‬ـ حقيقته‪،‬ـ أنواعه‪ ،‬مشروعيته‪ ،‬ورقة حبثية قدمت ملؤمتر التأمني التعاوين‪،‬‬
‫أبع‪%%‬اده وآفاقه وموقف الش‪%%‬ريعة اإلس‪%%‬المية من‪%%‬ه‪ ،‬بالتع‪%%‬اون بني اجلامعة األردني‪%%‬ة‪ .‬جممع الفقه اإلس‪%%‬المي ال‪%%‬دويل‪ .‬املنظمة اإلس‪%%‬المية‬
‫املغربية‪ .‬املعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ 28-26 ،‬ربيع الثاين ‪1431‬هـ‪ 13-11 ،‬إبريل ‪2010‬م‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪3‬‬
‫املصدر‪ %‬السابق نفسه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫املصدر‪ %‬نفسه‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪5‬‬
‫ابن كثري‪ ،‬تفسير القران العظيم‪ ،2/6 ،‬اآللوسي‪ ،‬تفسير روح المعاني‪.6/56 ،‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪11‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫مجيعا غري ف‪%‬رادى حىت تتحقق‬ ‫مجيعا وال تفرقوا ‪ ﴾ %...‬آل عم‪%%‬ران‪ .103 :‬ف‪%‬أمر اهلل تع‪%‬اىل باالعتص‪%‬ام والتثبت حببله ً‬‫ً‬
‫معىن اجلمعية فيهم‪ ،‬وهو النصر والق‪%% %‬وة‪ ،‬وال ميس‪%% %‬هم أذى التفرق‪%% %‬ة‪ ،‬وذلك يف كل أمر م‪%% %‬ادي أو معن‪%% %‬وي ينفعهم‬
‫مع‪%%‬ا‪ ،‬وعقد الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي مما ينتفع به الن‪%%‬اس بعض‪%%‬هم من‬
‫فيتس‪%%‬ابقون إلي‪%%‬ه‪ ،‬وك‪%%‬ذلك ما يض‪%%‬رهم فيتح‪%%‬رزون منه ً‬
‫بعض على أساس التعاون والتسامح‪ ،‬فهذا يدفع ألخيه وذاك يدفع له‪.‬‬
‫بعضا"‪ ،1‬ففي‬ ‫ومن السنة النبوية قوله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬املؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه ً‬
‫ض‪% % %‬ا‪" :‬مثل املؤم ‪%% %‬نني يف ت ‪%% %‬وادهم وت‪%% %‬رامحهم‬
‫الت‪%% %‬أمني التك ‪%% %‬افلي ترمجة فعلية ملعىن متاسك بني ‪%% %‬ان املؤم ‪%% %‬نني‪ .‬وق ‪%% %‬ال أي ً‬
‫وتع‪%%‬اطفهم كمث‪%%‬ل اجلس‪%%‬د الواح‪%%‬د إذا اش‪%%‬تكى من‪%%‬ه عض‪%%‬و ت‪%%‬داعى ل‪%%‬ه س‪%%‬ائر اجلس‪%%‬د بالس‪%%‬هر واحلمى"‪ ،2‬فمجم‪%%‬وع‬
‫املؤمن هلم هيئة املش ‪%%‬رتكي كأمنا هي جسد واحد واملؤمن له احد أعض ‪%%‬اء ه ‪%%‬ذا اجلسد ف ‪%%‬إذا ما اش ‪%%‬تكى من ض ‪%%‬رر‬
‫حلقه سارعت هيئة املشرتكني لنصرته ومساعدته على ختطي خماطر الشكوى"‪.3‬‬
‫وال يتص‪%% % % %‬ور يف حتمل األمة آلالم الف‪%% % % %‬رد كل األمة بل احلديث يش‪%% % %‬مل بعض األمة ك‪%% % % %‬ذلك؛ ألن األمة‬
‫عب‪%% %‬ارة عن أف ‪%% %‬راد وأسر ومجاع ‪%% %‬ات‪ ،‬ف ‪%% %‬إذا ما تع ‪%% %‬اون أسر وأف ‪%% %‬راد مع بعض ‪%% %‬هم ماديًا أو معنويًا فيطلق عليهم اسم‬
‫اجلماع‪%%‬ة‪ ،‬فقد دخل‪%%‬وا يف حكم احلديث ك‪%%‬وهنم ش‪%%‬ادين على بني‪%%‬ان األمة من التص‪%%‬دع والوق‪%%‬وع يف اخلط‪%%‬ر‪ ،‬وعقد‬
‫التأمني التكافلي يدخل ضمنها‪ ،‬وقد دل عليه ح‪%‬ديث األش‪%%‬عريني داللة واض‪%%‬حة‪ ،‬ق‪%‬ال ص‪%‬لى اهلل عليه وس‪%‬لم‪" :‬إن‬
‫األش ‪%%‬عريني إذا أرمل ‪%%‬وا يف الغ ‪%%‬زو أو قل طع ‪%%‬ام عي ‪%%‬اهلم باملدينة مجع ‪%%‬وا ما ك ‪%%‬ان عن ‪%%‬دهم يف ث ‪%%‬وب واحد مث اقتس ‪%%‬موه‬
‫بينهم يف إن‪%‬اء واح‪%‬د بالس‪%‬وية‪ ،‬فهم م‪%‬ىن وأن‪%‬ا منهم"‪ ،4‬وليس عل‪%‬ة احلكم‪ ،‬ك‪%‬وهنم من رس‪%‬ول اهلل‪ %‬وه‪%‬و منهم‪ ،‬ق‪%‬رىب‬
‫‪%‬دما‪ ،‬ف‪%% %‬إذا ما وجد التع ‪%%‬اون هبذه‬
‫‪%‬ودا وع‪ً % %‬‬
‫األش‪%% %‬اعرة بل تع‪%% %‬اوهنم مع بعض‪%% %‬هم‪ ،‬وعلي‪%% %‬ه؛ احلكم ي‪%% %‬دور مع علته وج‪ً % %‬‬
‫الطريقة فمحبوب وإن كان القائمني هبا ليسوا بأقارب‪.‬‬
‫يدل عليه حديث ج‪%‬ابر بن عبد اهلل رضي اهلل عنهما أن رس‪%‬ول اهلل ص‪%‬لى اهلل عليه وس‪%‬لم بعث بعث‪%‬اً قبل‬
‫الس‪%% %‬احل ف‪%% %‬أمر عليه أبا عبي‪%% %‬دة بن اجلراح وهم ثالمثائة وأنا فيهم‪ ،‬فخرجنا حىت إذا كنا ببعض الطريق فين ال‪%% %‬زاد‬
‫‪%‬زودى متر فك‪%%‬ان بقوتنا كل ي‪%%‬وم قليالً قليالً حىت فين فلم‬
‫ف‪%%‬أمر أبو عبي‪%%‬دة ب‪%%‬أزواد ذلك اجليش فجمع كله فك‪%%‬ان م‪َ %‬‬
‫يكن يصيبنا إال مترة‪ ،‬فقال حمدثه‪ :‬وما تغين مترة؟ فقال‪ :‬لقد وجدنا فقدها حني فنيت"‪ ،5‬فتبني أن العلة يف ذلك‬
‫التعاون والتعاضد على درء خطر اجلوع فيهم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫متفق عليه‪ ،‬اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان‪ ،‬رقم‪ .1670 :‬ينظر‪ :‬القضاة‪ ،‬حقيقةـ التأمين التكافلي‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫‪2‬‬
‫املصدر نفسه رقم احلديث‪ .1671 :‬ينظر‪ :‬القضاة‪ ،‬املصدر السابق‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫القضاة‪ ،‬حقيقةـ التأمين التكافلي‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫‪4‬‬
‫اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان‪ ،‬رقم‪.1626 :‬‬
‫‪5‬‬
‫صحيح البخاري‪ ،‬فتح الباري‪.5/129 ،‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪12‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫وه‪%%‬ذا التع‪%%‬اون املوج‪%%‬ود يف عصر الرس‪%%‬الة يس‪%%‬مى بالتناهد و"النه‪%%‬د‪ :‬إخ‪%%‬راج الق‪%%‬وم نفقاته على ق‪%%‬در ع‪%%‬دد‬
‫الرفق‪%% %‬ة‪ ،‬حيث ي‪%% %‬دفع كل واحد منهم مق‪%% %‬دار ما دفعه ص‪%% %‬احبه ألجل نفق‪%% %‬ات الس‪%% %‬فر‪ ،‬فهم متس‪%% %‬اوون يف ال ‪%%‬دفع‪،‬‬
‫ولكنهم غري متس ‪%%‬اوين يف الص ‪%%‬رف واإلنف ‪%%‬اق‪ ،‬فقد يص ‪%%‬رف على واحد منهم أك ‪%%‬ثر‪ ،‬ومع ذلك ال ينظر إىل ه ‪%%‬ذا‬
‫الفرق ألهنم اتفقوا على التعاون‪ ،‬مث ما تبقى بعد املصاريف يوزع عليهم إن مل يدخروه لسفر آخر"‪.1‬‬
‫وحيث ش‪%% %‬رع الش‪%% %‬ارع يف ج‪%% %‬واز الزي‪%% %‬ادة والنقص‪%% %‬ان يف التربع‪%% %‬ات حالة ال‪%% %‬دفع واألخ‪%% %‬ذ؛ كوهنا أعم ‪%%‬ال‬
‫تعاوني‪%% % % % % % % %‬ة‪ ،‬فال جيوز ذلك يف املعاوض‪%% % % % % % % %‬ات؛ ألنه "يغتفر من الغ‪%% % % % % % % %‬رر يف التربع‪%% % % % % % % %‬ات غري الرحبية ما ال يغتفر يف‬
‫املعاوضات‪ ،‬وألن املعاوضات قائمة على املشاحة‪ ،‬خبالف التربعات فإهنا قائمة على املساحمة واإلحسان‪.2‬‬
‫وه ‪%%‬ذا ما يطبق يف عقد الت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬افلي كونه عقد على أس ‪%%‬اس التع ‪%%‬اون وليس على أس ‪%%‬اس املعاوض ‪%%‬ة‪،‬‬
‫مجيع‪%% %‬ا‪ ،‬وحيثما حل يف الت ‪%%‬ربع‬
‫وإن ك‪%% %‬ان فيه معاوضة فمعاوضة تعاونية ليست رحبي‪%% %‬ة‪ ،‬وبش‪%% %‬رط رضا األط‪%% %‬راف ً‬
‫والتع‪%%‬اون الرضا فقد غ ‪%%‬اب عنه الغ‪%%‬رر من حيث الزي ‪%%‬ادة والنقص ‪%%‬ان أو جهالة الع‪%%‬وض‪ ،‬أال ت ‪%%‬رى األش ‪%%‬اعرة ك ‪%%‬انوا‬
‫يأخ‪%‬ذون بالتس‪%‬اوي وي‪%‬دفعون بالتف‪%‬اوت كل حسب ما عن‪%‬ده‪ ،‬وأص‪%‬حاب أبا عبي‪%‬دة ي‪%‬دفعون ويأخ‪%‬ذون بالتف‪%‬اوت‬
‫والنهْ ‪ِ%‬د‬
‫كل حسب دفع احلاجة عن ‪%%‬ه‪ ،‬وهلذا ق ‪%%‬ال البخ ‪%%‬اري رمحه اهلل‪" :‬كت ‪%%‬اب الش ‪%%‬ركة ب ‪%%‬اب الش ‪%%‬ركة يف الطع ‪%%‬ام ِّ‬
‫والعَ‪%‬روض‪ ،‬وكيف قس‪%%‬مة ما يك‪%%‬ال وي‪%%‬وزن جمازفة أو قبضة قبضة ملا مل ير املس‪%‬لمون يف ِّالنهد بأسا أن يأكل ه‪%%‬ذا‬
‫بعض‪ً%‬ا وه‪%%‬ذا بعض‪ً%‬ا وك‪%%‬ذلك جمازف‪%%‬ة ال‪%%‬ذهب والفض‪%%‬ة والق‪%%‬ران يف التم‪%%‬ر"‪ ،3‬مث س‪%%‬اق ح‪%%‬ديث أب‪%%‬ا عبي‪%%‬دة امل‪%%‬ار ذك‪%%‬ره‪،‬‬
‫ق‪%%‬ال ابن حجر يف النه ‪%%‬د‪" :‬وال ‪%%‬ذي يظهر أن أص ‪%%‬له يف الس ‪%%‬فر‪ ،‬وقد تتفق رفقة فيض ‪%%‬عونه يف احلضر كما س ‪%%‬يأيت يف‬
‫آخر الباب من فعل األشعريني‪ ،‬وأنه ال يتقيد بالتسوية إال يف القسمة‪ ،‬وأما يف األكل فال تسوية الختالف ح‪%%‬ال‬
‫اآلكلني"‪ ،4‬وق‪%‬ال يف الع‪%‬روض‪" :‬بض‪%‬م أول‪%‬ه مج‪%‬ع عُ‪%‬رْض‪ %...‬مقاب‪%‬ل النق‪%‬د‪ ،‬وأم‪%‬ا بفتحه‪%‬ا فجمي‪%‬ع أص‪%‬ناف امل‪%‬ال‪ ،‬وم‪%‬ا‬
‫عدا النقد يدخل فيه الطعام‪ %...‬ويدخل فيه الربويات‪ ،‬ولكنه اغتفر يف ِّالنهد لثبوت الدليل على جوازه"‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫بو هراوة‪ ،‬التكييف الشرعي للتأمين التكافلي‪ ،‬ص‪.10-9‬‬
‫‪2‬‬
‫املصدر‪ %‬نفسه‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪3‬‬
‫أمحد بن علي بن حجر العسقالين‪ ،‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪( ،‬دارالريان للرتاث‪1986 :‬م‪ ،‬ب‪.‬ط)‪( ،‬كتاب‬
‫الشركة‪ ،‬باب الشركة يف الطعام والنهد والعروض) رقم احلديث‪.2352 :‬‬
‫‪4‬‬
‫املصدر‪ %‬نفسه‪ ،‬ص‪.153-152‬‬
‫‪5‬‬
‫املصدر‪ %‬نفسه‪ ،‬ص‪.154‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪13‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫والت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي عقد ح‪%%‬املي الوثيقة فيه وهو حتمل التع‪%%‬اون النق‪%%‬دي بعض‪%%‬هم لبعض مل‪%%‬زمني أنفس‪%%‬هم‬
‫ب ‪%%‬ه‪- ،‬جاعلينه يف حمفظة التكاف‪%% %‬ل‪ -‬ومعل ًقا على وق‪%% %‬وع الض‪%% %‬رر املؤمن منه ه‪%% %‬و؛ وفق القاع‪%% %‬دة الفقهية "من أل‪%% %‬زم‬
‫نفسه معروفًا لزمه"‪.1‬‬
‫وقد صدر مبشروعية عقد الت‪%‬أمني التك‪%‬افلي ق‪%‬رارات من جممع البح‪%‬وث اإلسلإمية الت‪%‬ابع لألزهر الش‪%‬ريف‬
‫وجملس جممع الفقه اإلس ‪%%‬المي املنبثق من منظمة املؤمتر اإلس ‪%%‬المي ‪ ١٦‬ربيع الث‪%%‬اين‪ ،‬يف دورة انعق ‪%%‬اد م ‪%%‬ؤمتره الث ‪%%‬اين‬
‫جبدة من ‪ ٢٨-١٠‬ديس ‪%% %‬مرب ‪١٩٨٥‬م‪ ،‬وق ‪%% %‬رار اجملمع الفقهي اإلس‪%% %‬المي لرابط ‪% %‬ة الع‪%% %‬امل اإلس ‪%% %‬المي رقم‪ ،5 :‬يف‬
‫ال ‪%%‬دورة األوىل وهو ق ‪%%‬رار مفصل يتك ‪%%‬ون من تقرير اللجنة املكلفة بإع ‪%%‬داد الق ‪%%‬رار ال ‪%%‬ذي بين على ق ‪%%‬رار هيئة كب ‪%%‬ار‬
‫العلم‪%‬اء يف اململك‪%‬ة العربي‪%‬ة الس‪%‬عودية رقم‪ ٥١ :‬ت‪%‬اريخ ‪١٣٩٧‬ه‪ .2‬وم‪%‬ؤمتر علم‪%‬اء املس‪%‬لمني الث‪%‬اين يف الق‪%‬اهرة ع‪%‬ام‬
‫‪1385‬هـ‪ ،‬وم‪%%‬ؤمتر علم‪%%‬اء املس‪%%‬لمني الس‪%%‬ابع فيها أيضا ع‪%%‬ام ‪1392‬هـ‪1972 ،‬م‪ ،‬وجممع البح‪%%‬وث اإلس‪%%‬المية يف‬
‫األزهر الشريف‪ ،‬وجممع الفقه اإلسالمي يف رابطة العلماء اإلسالمي يف مكة املكرمة عام‪1398 ،‬هـ‪1978 ،‬م‪،‬‬
‫وقرار الندوة الفقهية الثالثة يف بيت التمويل الكوييت عام ‪1413‬هـ‪1993 ،‬م‪.3‬‬
‫ق ‪%%‬ال ال‪%% %‬دكتور علي الق‪%% %‬رداغي عن مش‪%% %‬روعية الت‪%% %‬أمني التك‪%% %‬افلي التع‪%% %‬اوين‪" :‬مل خيتلف يف ج‪%% %‬وازه أحد من فقه ‪%%‬اء‬
‫العصر"‪.4‬‬
‫نظائر للتأمين التكافلي في تصرفاتـ الشرع‪:‬‬
‫‪ .1‬مش ‪%%‬اهبة الت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬افلي يف دية قتيل اخلطأ على عاقلة القات ‪%%‬ل‪ ،‬مع أن عش ‪%%‬رية القاتل ليست ش ‪%%‬ريكة يف‬
‫القتل ألنه أصاًل قتل خطأ‪ ،‬ولكن من جهة التعاون وشد أزر العاقلة لبعضها البعض يف حتمل األضرار‪.‬‬
‫‪ .2‬الوقف بش‪%%‬رط النفع من‪%%‬ه‪،‬كما عند احلنفية وابن تيمية وابن قدامة من احلنابل‪%%‬ة‪ ،‬واس‪%%‬تدلوا حبديث عثم‪%%‬ان‬
‫رضي اهلل عنه قول‪%% % %‬ه‪" :‬هل تعلم‪%% % %‬ون أن رس‪%% % %‬ول اهلل ص‪%% % %‬لى اهلل عليه وس‪%% % %‬لم ق ‪%% %‬دم املدينة وليس هبا م ‪%% %‬اء‬

‫‪1‬‬
‫ينظر‪ :‬أوناغن‪ ،‬المباديء األساسية للتأمين التكافلي وتأصيلها الشرعي‪ ،‬ص‪ .14‬وهي قاعدة يف الفقه املالكي‪ ،‬ومذهبهم‬
‫معروف فيه فقه املصاحل واملقاصد‪ ،‬بل رائد علم املقاصد منهم اإلمام الشاطيب ‪790‬هـ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر‪ :‬عبد الستار أبو غدة‪ ،‬التأمين اإلسالميـ التكافلي أو التعاوني‪ :‬أسسه الشرعية وضوابطه‪ ،‬والتكييف لجوانبه الفنية‪،‬‬
‫ص‪.86 ،5-4‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر‪ :‬السؤال رقم‪ ،854 :‬األحد ‪ 11‬كانون ثاين ‪ ،2009‬حكم التأمين التكافلي و التأمين التجاري‪– 2007 ،‬‬
‫‪ ،2014‬موقع الشيخ الدكتور حممد خري الشعال ‪./www.dr-shaal.com‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر‪ :‬علي حمي الدين القرداغي‪ ،‬مستند األحكام الشرعية‪ ،‬التأمين اإلسالميـ‪ ،‬السبت ‪ 4‬متوز ‪www.qaradag ،2009‬‬

‫‪/hi.com‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪14‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫يس‪%%‬تعذب غري ب‪%%‬ئر رومة‪ ،‬فق‪%%‬ال‪" :‬من يش‪%%‬رتي ب‪%%‬ئر رومة فيجعل دل‪%%‬وه مع دالء املس‪%%‬لمني خبري له منها يف‬
‫اجلنة"‪ ،‬فاشرتيتها من صلب مايل فأنتم اليوم متنعوين أن أشرب"‪.1‬‬
‫‪ .3‬الزكاة المودع في بيت المال‪ ،‬فبيت المال؛ للزاكي له فيها نصيب حال الفقر ويحصل‬
‫منها بالكفاية له ولمن يعيله‪ ،‬وذلك مما ودعه فيها هو سابقًا وأصحابه ال ُم ِّزكين‪ ،‬وقد ال‬
‫يحصل عليها أبدًا لعدم توافر شروط االستحقاق فيه‪ ،‬وكذلك حامل الوثيقة في التأمين‬
‫التكافلي والقسط المودع فيه من قبله‪ ،‬فقد يحصل على التعويض التعاوني؛ حالة وقوع‬
‫الضرار والحادث عليه‪ ،‬وقد ال يحصل له لعدم تطابق الشروط في حقه‪ ،‬كما في مسألة‬
‫ال َّزاكي ال ُم ِّزكي إلى الموت‪.2‬‬
‫والحد الشرعي للتأمين التعاوني من التأمين التجاري التقليدي أن‪:‬‬
‫‪ .1‬اهلدف من الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي حتقيق التع‪%%‬اون واملواس‪%%‬ات بني أعض‪%%‬اء املش‪%%‬رتكني؛ فليس الغ‪%%‬رض منه ال‪%%‬ربح‬
‫‪%‬تثمارا لتف‪%%‬ادي األض‪%%‬رار احملدقة‬
‫وال‪%%‬رتابح من أم‪%%‬وال املس‪%%‬تودعني يف الش‪%%‬ركة؛ وإمنا القي‪%%‬ام عليها حفظًا واس‪ً %‬‬
‫هبم ب‪%% %‬التعويض منه‪%% %‬ا؛ أما الت‪%% %‬أمني التج‪%% %‬اري فمع تعاوهنا مع أرب‪%% %‬اب األم‪%% %‬وال ح‪%% %‬ال إح‪%% %‬داق اخلطر هبم؛‬
‫أساسا على املعاوضة والربح‪ ،‬واجلهالة يف التعويض‪.3‬‬
‫لكنها قائمة ً‬
‫‪ .2‬مبا أن عق ‪%%‬ود الت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬افلي عق ‪%%‬ود تعاونية يقصد هبا تف ‪%%‬تيت األخط ‪%%‬ار احملدقة حباملي الوثيقة التعاونية‬
‫ض‪% %‬ا على أس ‪%%‬اس التع ‪%%‬اون؛‬
‫‪-‬املس ‪%%‬امهني يف عقد الت ‪%%‬أمني‪ -‬وذلك يف تعويض ‪%%‬هم ماديًا وب ‪%%‬أموال بعض ‪%%‬هم بع ً‬
‫فهي خالية من ربا الفضل وربا النسيئة بنوعيه‪.4‬‬
‫‪ .3‬وكذلك ال يضر واحلالة ه‪%‬ذه "جهل املس‪%‬امهني يف الت‪%‬أمني التع‪%‬اوين بتحديد ما يع‪%‬ود عليهم ب‪%‬النفع‪ ،‬ألهنم‬
‫متربعون فال خماطرة وال غرر ومغامرة‪ ،‬خبالف التأمني التاجري فإنه عقد معاوضات مالية جتارية"‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫رواه أبو عيسى الرتمذي يف سننه (كتاب املناقب‪ ،‬باب يف مناقب عثمان رضي اهلل عنه) وقال حديث حسن رقم‪.3703 :‬‬
‫وينظر‪ :‬بو هراوة‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر‪ :‬حسـني حامد حسان‪ ،‬أسس التكافلي التعاوني في ضوء الشريعة اإلسالمية‪( ،‬ديب‪1425 :‬هـ ‪2004/‬م)‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر‪ :‬عبد السالم إمساعيل أوناغن‪ ،‬المباديء األساسية للتأمين التكافلي وتأصيلها الشرعي‪ ،‬ورقة حبثية قدمت ملؤمتر‬
‫الت ‪%%‬أمني التع ‪%%‬اوين‪ ،‬أبع ‪%%‬اده وآفاقه وموقف الش ‪%%‬ريعة اإلس ‪%%‬المية من ‪%%‬ه‪ ،‬بالتع ‪%%‬اون بني اجلامعة األردني ‪%%‬ة‪ .‬جممع الفقه اإلس ‪%%‬المي ال ‪%%‬دويل‪.‬‬
‫املنظمة اإلس ‪%%‬المية املغربي ‪%%‬ة‪ .‬املعهد اإلس ‪%%‬المي للبح ‪%%‬وث والت ‪%%‬دريب‪ 28-26 ،‬ربيع الث ‪%%‬اين ‪1431‬هـ‪ 13-11 ،‬إبريل ‪2010‬م‪،‬‬
‫ص‪.11‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر‪ :‬قرار اجملمع الفقهي يف دورته األوىل املنعقدة يف ‪ 10‬شعبان ‪1398‬هـ مبكة املكرمة واملتفقة على قرار جملس هيئة كبار‬
‫العلماء يف اململكة العربية السعودية رقم ‪ 51‬يف ‪ ،4/4/1397‬الفقرة األوىل والثانية‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر‪ :‬قرار اجملمع الفقهي يف دورته األوىل املنعقدة يف ‪ 10‬شعبان ‪1398‬هـ مبكة املكرمة‪ ،‬الفقرة الثالثة‪.‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪15‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫‪ .4‬األرب‪%%‬اح الناجتة من اس‪%%‬تثمار أم‪%%‬وال محلة الوث‪%%‬ائق ملك لش‪%%‬ركة الت‪%%‬أمني التج‪%%‬اري ومنف‪%%‬ردة هبا‪ ،‬فهي ت‪%%‬دير‬
‫عمليات التأمني وتستثمر أمواله حلساهبا وليس بالنيابة عن غريها‪ ،‬وهلا غنم االستثمار وعليها الغرم؛ أما‬
‫الت ‪%%‬أمني التك‪%% %‬افلي فهو ش ‪%%‬ركة خدمي ‪%%‬ة‪ ،‬تت‪%% %‬وىل إدارة عملي‪%% %‬ات الت‪%% %‬أمني‪ ،‬وتس ‪%%‬تثمر أموال ‪%%‬ه‪ ،‬نيابة عن هيئة‬
‫املشرتكني‪ ،‬بعقد بني الشركة وهيئة املشرتكني‪ ،‬وعلى مسئوليتهم‪ ،‬فهم وحدهم‪ ،‬الذين يتحملون الغ‪%%‬رم‬
‫ويس ‪%%‬تحقون الغنم‪ ،‬إال م ‪%%‬ا ش ‪%%‬رطوه من ‪%%‬ه للش ‪%%‬ركة باعتباره ‪%%‬ا مض ‪%%‬اربة‪ ،1‬يف ح ‪%%‬ال اس ‪%%‬تثمارها ألم ‪%%‬واهلم‪،‬‬
‫وقيامها على حمفظة التكافل وأنش‪%%‬طتها‪ ،‬أو مض‪%%‬اربة يف اس‪%%‬تثمارها ألم‪%%‬واهلم ووكيلة على حمفظة التكافل‬
‫وبأجر‪.2‬‬
‫‪ .5‬ف ‪%%‬وائض الت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬افلي بنوعي ‪%%‬ه؛ الت ‪%%‬أمني على األش ‪%%‬ياء وعلى األش ‪%%‬خاص‪ ،‬من حق محلة الوث ‪%%‬ائق‪ ،‬دون‬
‫ش‪%%‬ركة الت‪%%‬أمني‪ ,‬ذلك أن األقس‪%%‬اط وعوائ‪%%‬دها مملوكة هليئة املش‪%%‬رتكني وتوجه ملص‪%%‬لحة ه‪%%‬ؤالء املش‪%%‬رتكني؛‬
‫بينما أم‪%%‬وال الت‪%%‬أمني‪ ،‬أي األقس‪%%‬اط وعوائ‪%%‬دها‪ ،‬مملوكة لش‪%%‬ركة الت‪%%‬أمني‪ ،‬وهي ت‪%%‬دفع التعويض‪%%‬ات وتتحمل‬
‫املص‪%% %‬روفات من ماهلا‪ ،‬فك‪%% %‬ان ف‪%% %‬ائض العملي‪%% %‬ات التأمينية على ملكها وي ‪%% %‬وزع على املس‪%% %‬امهني باعتب‪%% %‬اره‬
‫رحباً‪.3‬‬
‫‪ .6‬ال احتك‪%%‬ار يف الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي لألم‪%%‬وال العائ‪%%‬دة فيه‪%%‬ا‪ ،‬بل هي ملك ملودعيه‪%%‬ا؛ أما يف الت‪%%‬أمني التج‪%%‬اري‬
‫التقليدي‪ ،‬فاملؤمن شركات خاصة تصيطر عليها فئة قليلة خاصة يف مواردها ووسائل انتاجها‪.4‬‬
‫‪ .7‬القسط يف الت‪%%‬أمني التج‪%%‬اري ع‪%%‬وض عن مبلغ الت‪%%‬أمني‪ ،‬ألنه عقد معاوضة مل‪%%‬زم للج‪%%‬انبني‪ ،‬ومها املس‪%%‬تأمن‬
‫وشركة الت‪%‬أمني‪ ،‬ف‪%‬االلتزام ب‪%‬دفع القسط يقابله االل‪%‬تزام ب‪%‬دفع التع‪%‬ويض‪ ،‬وش‪%‬ركة الت‪%‬أمني تأخذ الف‪%‬رق بني‬
‫جمم‪%% %‬وع األقس‪%% %‬اط ومجلة التعويض‪%% %‬ات على النحو املتق‪%% %‬دم‪ .‬وهي ب ‪%%‬ذلك قد ت‪%% %‬ربح وقد ختسر يف مواجهة‬
‫محلة الوث‪%% %‬ائق ‪ ،‬فال تأخذ ش ‪%%‬يئاً يف احلالة الثانية ‪ ،‬وال تعطيهم ش ‪%%‬يئاً يف احللة األوىل ‪ ،‬ألهنا أب ‪%%‬رمت عقد‬
‫معاوضة ملزماً للعاقدين‪...‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر‪ :‬عبد السالم إمساعيل أوغن‪ ،‬املصدر السابق‪ .‬حسـني حامد‪ ،‬أسس التكافلي التعاوني في ضوء الشريعة اإلسالميةـ‪،‬‬
‫ص‪.13-12‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر‪ :‬جملس اخلدمات املالية اإلسالمية‪ ،‬المباديء اإلرشادية لضوابط التأمين التكافلي‪ ،‬ديسمرب‪2009 ،‬م‪ ،‬ص‪.7-6‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر‪ :‬حسـني‪ ،‬أسس التكافلي التعاوني في ضوء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ص‪ .20‬أوغن‪ ،‬املصدر السابق‪ .‬وينظر‪ :‬الباب الثاين‪:‬‬
‫هيئة الت ‪%%‬أمني‪ ،‬املادة (‪ )6‬من الق ‪%%‬انون اإلم ‪%%‬ارايت‪ .1 ،‬تنشأ هيئة تس ‪%%‬مى (هيئة الت ‪%%‬أمني) تتمتع بالشخص ‪%%‬ية‪ %‬االعتبارية وباالس ‪%%‬تقالل‬
‫املايل واإلداري‪ ،‬وتكون هلا ميزانية مستقلة‪ %‬ملحقة مبيزانية الدولة‪ ،‬وهلا هبذه الص‪%%‬فة مباش‪%‬رة مجيع األعم‪%%‬ال والتص‪%‬رفات اليت تكفل‬
‫هلا حتقيق األغراض واملهام املسندة إليها مبقتضى أحكام هذا القانون"‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر‪ :‬أوغن‪ ،‬املصدر‪ %‬السابق‪.‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪16‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫أما الت‪%%‬أمني اإلس‪%%‬المي‪ ،‬ف‪%%‬إن املش‪%%‬رتك ي‪%%‬دفع القسط كحصة يف ش‪%%‬ركة عن‪%%‬ان ش‪%%‬رعية‪ ،‬هلا شخص‪%%‬ية معنوية‬
‫وذمة مالية مس‪%% %‬تقلة عن ذمة املش‪%% %‬رتكني مع‪%% %‬ه‪ ،‬وهم محلة الوث‪%% %‬ائق‪ ،‬وهي الش‪%% %‬ركة اليت أطلقنا عليها اسم‬
‫"هيئة املشرتكني" وكل مشرتك مؤمن ومستأمن يف نفس الوقت‪ ،‬وهو ك‪%%‬ذلك ش‪%%‬ريك مع غ‪%%‬ريه يف ه‪%%‬ذه‬
‫الش‪%%‬ركة الش‪%%‬رعية‪ ،‬ميلك فيها بق‪%%‬در ما ي‪%%‬دفع ويس‪%%‬تحق من األرب‪%%‬اح بق‪%%‬در ه‪%%‬ذه احلص‪%%‬ة‪ ،‬كما أنه يتحمل‬
‫الغ‪%% %‬رم واخلس‪%% %‬ارة الن‪%% %‬اجتني عن اس‪%% %‬تثمار األقس‪%% %‬اط ‪ ،‬أي رأس م‪%% %‬ال ه‪%% %‬ذه الش‪%% %‬ركة ‪ ،‬بنس‪%% %‬بة ما دفعه من‬
‫أقس ‪%%‬اط‪ ،‬غاية األمر أن الش ‪%%‬ركاء يف ه ‪%%‬ذه الش ‪%%‬ركة التكافلية قد اتفق ‪%%‬وا على الت ‪%%‬ربع من أم ‪%%‬وال الت ‪%%‬أمني‪،‬‬
‫وهي أم‪%%‬وال الش‪%%‬ركة يف نفس ال‪%%‬وقت‪ ،‬مبا يكفي ل‪%%‬دفع التعويض‪%%‬ات ملن يتحقق اخلطر أو يقع احلادث يف‬
‫حقه من أعضاء هذه اهليئة‪.1‬‬
‫‪ .8‬يوجب النص يف نظام التأمني على ال‪%‬تزام ش‪%%‬ركة الت‪%%‬أمني التك‪%‬افلي بأحك‪%%‬ام الش‪%%‬ريعة اإلس‪%%‬المية‪ ،‬س‪%‬واء يف‬
‫إدارة عملي ‪%% %‬ات الت ‪%% %‬أمني‪ ،‬أو يف اس ‪%% %‬تثمار أموال ‪%% %‬ه‪ ،‬وك ‪%% %‬ذلك يف عق ‪%% %‬ود الت ‪%% %‬أمني واتفاقات ‪%% %‬ه‪ ،‬مع املؤمن هلم‬
‫وغريهم‪ ،‬وصيغ االستثمار ألموال التأمني‪ ،‬خبالف التأمني التجاري فغري ملزم بذلك‪.2‬‬
‫‪" .9‬التع‪%%‬ويض يف الت‪%%‬أمني على األش‪%%‬ياء يك‪%%‬ون بق‪%%‬در الض‪%%‬رر الفعلي الن‪%%‬اتج عن وق‪%%‬وع األخط‪%%‬ار املؤمن منه‪%%‬ا‪،‬‬
‫ويف ح‪%%‬دود مبلغ الت‪%%‬أمني‪ ،‬وأما يف الت‪%%‬أمني على األش‪%%‬خاص بكل ص‪%%‬وره وأنواعه ف‪%%‬إن الش‪%%‬ركة ت‪%%‬دفع مبلغ‬
‫التأمني للمشرتك‪ ،‬أو لورثته بعد موته دون حاجة إىل إثبات وقوع ضرر مادي ميكن قياسه باملال"‪.3‬‬
‫جيب أن تنص ش‪%% % %‬ركة الت‪%% % %‬أمني التك‪%% % %‬افلي على تع‪%% % %‬يني هيئة للفت‪%% % %‬وى والرقابة الش‪%% % %‬رعية‪ ،‬تك‪%% %‬ون‬ ‫‪.10‬‬
‫فتاواه‪%% %‬ا‪ ،‬ملزم‪%% %‬ة‪ ،‬ويك‪%% %‬ون هلا س‪%% %‬لطة الرقابة والت‪%% %‬دقيق الش‪%% %‬رعي على عملي‪%% %‬ات الش‪%% %‬ركة املنف ‪%%‬ذة يف جمال‬
‫التأمني واالستثمار‪ ،‬وحق االطالع على ال‪%‬دفاتر والس‪%‬جالت والعق‪%‬ود‪ %،‬وطلب مجيع البيان‪%‬ات اليت حتت‪%‬اج‬
‫إليه‪%%‬ا يف ممارس‪%%‬ة الرقاب‪%%‬ة الكامل‪%%‬ة على الش‪%%‬ركة‪ .4‬خبالف الت‪%%‬أمني التج‪%%‬اري فه‪%%‬و مل‪%%‬زم بنص‪%%‬وص قوانين‪%%‬ه ال‬
‫غري‪.‬‬
‫إن أرب‪%% %‬اح املس‪%% %‬امهني الص‪%% %‬افية يف الت‪%% %‬أمني التك‪%% %‬افلي ت‪%% %‬وزع بني املس‪%% %‬امهني بنس‪%% %‬بة مس‪%% %‬امهاهتم ‪،‬‬ ‫‪.11‬‬
‫كالشأن يف توزيع اخلسائر‪.5‬‬
‫‪1‬‬
‫ينظر‪ :‬حسـني‪ ،‬أسس التكافلي التعاوني في ضوء الشريعة اإلسالمية‪،‬ـ ص‪.22-21‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر‪ :‬املصدر‪ %‬نفسه‪ ،‬ص‪ .23‬وينظر‪ :‬مجلس الخدمات المالية اإلسالمية‪ ،‬المباديء اإلرشادية لضوابط التأمين‬
‫التكافلي‪ ،‬الرقم ‪ ،11‬ص‪5‬‬
‫‪3‬‬
‫املصدر‪ %‬السابق نفسه‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫املصدر‪ %‬نفسه‪ .‬وينظر‪ :‬مجلس الخدمات المالية اإلسالمية‪،‬ـ المباديء اإلرشادية لضوابط التأمين التكافلي‪ ،‬الرقم‪ ،9‬ص‬
‫‪.4‬‬
‫‪5‬‬
‫املصدر‪ %‬نفسه‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪17‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫يف التأمني التكافلي ال بد أن يُنص يف العقد على أن ما ي‪%‬دفعها ملس‪%‬تأمن؛ ما هو إال ت‪%‬ربع‪ ،‬وأنه‬ ‫‪.12‬‬
‫ي‪%%‬دفع القسط للش‪%%‬ركة إلعانة من حيت‪%%‬اج إليه من املش‪%%‬رتكني‪ ،‬أما يف الت‪%%‬أمني التج‪%%‬اري فال ت‪%%‬رد نية الت‪%%‬ربع‬
‫أصالً‪ ،‬وبالتايل ال يذكر يف العقد‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‪.‬‬
‫قبل اخلوض يف بي ‪%%‬ان عمل الت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬افلي يف ض ‪%%‬وء مقاصد الش ‪%%‬ريعة؛ البد من توض‪%%‬يح ح ‪%%‬ول مقاصد الش ‪%%‬ريعة‬
‫أصوهلا وكلياهتا وبعض جزئياهتا‪ ،‬ومن مث تتضح كيفية العالقة بينهما‪.‬‬
‫ومقاصد الش ‪%% %‬ريعة هي قواعد عامة وخاصة يس ‪%% %‬ري فيها بي ‪%% %‬ان من ‪%% %‬اهج احلي ‪%% %‬اة وتفاص ‪%% %‬يلها املكمنة عليها‬
‫س ‪%%‬بلها‪ .‬فالقواعد العامة هي مقاصد ش‪%% %‬رعية كلي‪%% %‬ة‪ ،‬وهي الض‪%% %‬روريات واحلاجي‪%% %‬ات والتحس‪%% %‬ينيات اليت من أجل‬
‫حفظها وحتقيق مناطها بعث اهلل رس‪%%‬وله ص‪%%‬لى اهلل عليه وس‪%%‬لم وأن‪%%‬زل عليه كتابه ‪-‬أعظم معجزاته ال‪%%‬ذي خياطب‬
‫عقل اإلنسان‪ -‬القران الكرمي‪.‬‬
‫مقاصد الشريعة العامة؛ الكليات الثالث‪:‬‬

‫الضروريات هي‪ :‬األمور اليت ال بد منها يف قيام مصاحل الدنيا والدين؛ حبيث إذا فقدت أدت إىل فس‪%%‬اد‬ ‫‪.1‬‬
‫وهت‪%%‬ارج وف‪%%‬وت حي‪%%‬اة يف ال‪%%‬دنيا‪ ،‬ويف اآلخ‪%%‬رة اخلس‪%%‬ران امل‪%%‬بني‪ .2‬وهي‪( :‬حف‪%%‬ظ ال‪%%‬دين‪ ،‬النفس‪ ،‬النس‪%%‬ل‪،‬‬
‫العق ‪%% %‬ل‪ ،‬املال)‪ ،‬واملقص ‪%% %‬ود حبفظ ه ‪%% %‬ذه الض‪%% %‬روريات؛ حفظ ما حصل وحتقق منها‪ ،‬وطلب ما مل حيصل‬
‫منها وحفظها‪ ،‬أو حفظها من جانب الوجود ومن جانب العدم‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر‪ :‬السؤال املوجه إىل أ‪.‬د حسام الدين عفانة‪ ،‬هل هنالك فرق بني التأمني التعاوين والتأمني التجاري‪ ،‬تاريخ النشر‪:‬‬
‫‪http://www.onislam.net/arabic‬‬ ‫‪ ،9/11/2009‬يف موقع‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر‪ :‬إبراهيم بن موسى الشاطيب‪ ،‬الموافقات‪ ،‬حتقيق‪ :‬أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان‪( ،‬دار عفان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1997‬م)‪ .1/20 ،‬إم‪%%‬ام احلرمني عبد امللك اجلوي‪%%‬ين‪ ،‬البرهــان في أصــول الفقهـ‪ .‬حتقي‪%%‬ق‪ :‬عبد العظيم ال‪%%‬ديب‪( ،‬قط‪%%‬ر‪ :‬طبع على‬
‫نفقة خليفة بن محد آل ثاين أمري دولة قطر‪ ،‬ط‪1399 ،1‬هـ)‪ ،2/923 ،‬فقرة‪.901:‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر‪ :‬إمام احلرمني‪ ،‬غياث األمم في التياث الظلم‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1997 ،1‬م)‪ ،‬ص‪ ،93‬فقرة‪.293:‬‬
‫الش‪%% % %‬اطيب‪ ،‬الموافق ـ ــاتـ‪ % % % %.2/265 ،‬اجلملة األوىل‪ ،‬عرب عنها اجلويين ‪478‬هـ‪ ،‬والثانية (من ج ‪%% %‬ابن الوج ‪%% %‬ود والع‪%% % %‬دم) عرب عنها‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪18‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫‪%‬يخا وثباتًا يف‬


‫‪ .1‬فمن ج‪%%‬انب الوج‪%%‬ود‪ :‬يك‪%%‬ون بتش‪%%‬ريع ما يثبت املؤصل منه‪%%‬ا‪ ،‬ويق‪%%‬رر أركاهنا‪ ،‬ويزي‪%%‬دها ترس‪ً %‬‬
‫قلوب الناس‪ ،‬ويف تصرفاهتم‪ ،‬ويف سلوكهم‪.1‬‬
‫‪ .2‬وأما حفظها من ج‪%%‬انب الع‪%%‬دم؛ فيك‪%%‬ون مبنع ما يط‪%%‬رأ عليها من اخللل والض‪%%‬عف‪ ،‬وذلك بوضع احلدود‬
‫والعقوبات على من يتعدى عليها‪ ،‬واكتساب ما يقويها ويثبتها‪ ،‬بالدعوة واجلهاد يف سبيل اهلل‪.2‬‬
‫‪%‬ري‬ ‫﴿إن ال ‪%%‬د ِ ِ‬ ‫أوال‪ :‬حفظ ال ــدين‪ ،‬ق ‪%%‬ال تع ‪%%‬اىل‪َّ :‬‬
‫﴿ومن يّبتَ ‪ِ %‬غ َغ ‪َ %‬‬
‫ِّين عْن ‪%َ %‬د اهلل اإل ْس‪% %‬الم‪[ %﴾...‬س ‪%%‬ورة آل عم ‪%%‬ران‪َ % %.]19 :‬‬
‫َ‬
‫اخلاس ِرين﴾ [سورة آل عمران‪.]85 :‬‬ ‫اآلخر ِة ِمن ِ‬ ‫سالم ِدينًا فَلن يقبل ِمْنه وهو يِف ِ‬
‫ا ِإل ِ‬
‫َ َ‬ ‫ّ َ ُ َ َُ‬
‫وه‪%% %‬ذا املقصد والض‪%% %‬رورة من أعظم مقاصد وض‪%% %‬رورة اإلس‪%% %‬الم وأمهه‪%% %‬ا‪ ،‬فهو األصل بالنس‪%% %‬بة لألخ‪%% %‬رى‬
‫واألس هلا‪ ،‬والباقي يتفرع منه‪ ،‬فحفظه حفظ هلا وضياعه ضياع جلميع املقاصد األخرى‪%.‬‬
‫‪ .1‬حفظ الـدين من جـانب الوجـود‪ :‬كبي‪%%‬ان أرك‪%%‬ان اإلميان من اإلميان باهلل ومالئكته وكتبه ورس‪%%‬له والي‪%%‬وم‬
‫اآلخر وبالق ‪%%‬در خ ‪%%‬ريه وش‪%% %‬ره‪ ،‬وأرك ‪%%‬ان اإلس‪%% %‬الم ك‪%% %‬النطق بالش ‪%%‬هادتني‪ ،‬والص‪%% %‬الة‪ ،‬والزك‪%% %‬اة‪ ،‬والص ‪%%‬يام‪،‬‬
‫واحلج‪ ،‬وهذه من أصول العبادات‪.3‬‬
‫‪ .2‬حفظ ال ــدين من ج ــانب الع ــدم‪ :‬ك ‪%%‬األمر ب ‪%%‬املعروف والنهي عن املنكر واجله ‪%%‬اد ضد الط ‪%%‬امعني وال ‪%%‬ذين‬
‫يري ‪%%‬دون النيل باألم ‪%%‬ة‪ ،‬ومنها احلدود والعقوب ‪%%‬ات اإلس ‪%%‬المية‪ ،‬كحد املرتد احملارب‪ ،‬وعقوبة ال‪%%‬ذي يفشي‬
‫الزندقة والفاحشة بني الناس‪ ،‬وغريه‪.4‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫﴿واَل َت ْقُتلُوا أَْن ُف َس ُك ْم إ َّن اللَّهَ َكا َن ب ُك ْم َرح ً‬
‫يما﴾ [النساء‪.]29 :‬‬ ‫ثانيًا‪ :‬حفظ النفس‪ .‬قال تعاىل‪َ :‬‬
‫‪ .1‬حفظ النفس من ج ـ ـ ـ ــانب الوج ـ ـ ـ ــود‪ :‬منه ما أباحه اهلل تع‪%% % % % % %‬اىل خللقه من ال‪%% % % % % %‬بيوع واألطعمة واملالبس‬
‫والتكسب يف ال‪%% % %‬دنيا؛ لكي يتق‪%% % %‬وو هبا وال يفن‪%% % %‬وا‪ ،‬وما جبل عليه الن‪%% % %‬اس من دفع األذى عن نفوس ‪%% %‬هم‪،‬‬
‫ومنه‪%%‬ا م‪%%‬ا أباح‪%%‬ه اهلل‪ %‬من أك‪%%‬ل وش‪%%‬رب احل‪%%‬رام إذا م‪%%‬ا اض‪%%‬طر إلي‪%%‬ه‪5‬؛ كي يس‪%%‬تبقى على نفس‪%%‬ه‪ .‬ق‪%%‬ال تع‪%%‬اىل‪:‬‬
‫‪%‬اغ واَل ع‪ٍ %‬‬
‫‪%‬اد فَ‪ِ%‬إ َّن اللَّه‬ ‫﴿إِمَّنَا َحَّر َم َعلَْي ُك ْم الْ َمْيتَة َوالدَّم َوحَلْم اخْلِْن ِزير َو َما أ ُِه َّل لِغَرْيِ اللَّه بِِه فَ َم ْن اُ ْ‬
‫ضطَُّر َغرْي بَ‪َ َ ٍ %‬‬
‫َغ ُف‪%%‬ور َر ِحيم﴾ [النح ‪%%‬ل‪ % %.]115 :‬ألن اإلق ‪%%‬دام على ما يبقى به احلي ‪%%‬اة أوىل مما يكمل به ال ‪%%‬دين‪ ،‬وه ‪%%‬ذا إذا‬
‫تعارض بقاء النفس مع كمال الدين؛ أما إذا تعارض بقاء النفس مع بقاء الدين فيقدم الدين عليه‪.‬‬

‫الشاطيب ‪790‬هـ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ينظر‪ :‬الشاطيب‪ ،‬الموافقاتـ‪.2/18 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر‪ :‬املصدر‪ %‬نفسه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر‪ :‬إمام احلرمني‪ ،‬الغياثي‪ ،‬ص‪ ،93‬ف‪ .293:‬الشاطيب‪ ،‬الموافقات‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر‪ :‬إمام احلرمني‪ ،‬الغياثي‪ ،‬ص‪ ،93‬ف‪.297-293:‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر‪ :‬إمام احلرمني‪ ،‬البرهان‪ ،2/942 ،‬ف‪.922:‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪19‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫‪ .2‬حفظ النفس من جــانب العــدم‪ :‬وذلك بتش ‪%%‬ريع احلدود ل ‪%%‬ردع من يريد املس ‪%%‬اس ب ‪%%‬النفوس‪ ،‬ق ‪%%‬ال تع ‪%%‬اىل‪:‬‬
‫اص حي‪%% %‬اةٌ يا أُويِل اأْل َلْب‪ِ % %‬‬ ‫ِ‬
‫‪%‬اب لَ َعلَّ ُك ْم َتَّت ُق‪%% %‬و َن﴾‪[ ،‬البق‪%% %‬رة‪ % % .]179 :‬وه‪%% %‬ذا من جهة حفظ‬ ‫َ‬ ‫ص‪َ َ َ ِ % %‬‬ ‫﴿ولَ ُك ْم يِف الْق َ‬
‫َ‬
‫الن ‪%%‬وع اإلنس ‪%%‬اين املادي كأجس ‪%%‬ام وأب ‪%%‬دان‪ ،‬أما حفظها من الناحية املعنوية الروحي ‪%%‬ة‪ ،‬فه ‪%%‬ذا يتعلق بال ‪%%‬دين‬
‫وحفظها له من اجلانبني‪ ،‬وقد مر القول يف ذلك فال نعيده‪.‬‬
‫اح ٍد ِمْن ُه َما ِمائَ‪%‬ةَ َج ْل َ‪%‬د ٍة‪[ ،﴾...‬الن‪%%‬ور‪ .]2:‬وق‪%‬ال‪:‬‬ ‫اجلِ ُ‪%‬دوا ُك َّ‬
‫‪%‬ل َو ِ‪%‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬حفظ النسل‪ .‬ق‪%‬ال تع‪%‬اىل‪ِ َّ ﴿ :‬‬
‫الزانيَ‪%‬ةُ َوال َّ‪%‬زايِن فَ ْ‬
‫ني َج ْل َد ًة‪[ ،﴾%...‬النور‪.]4 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ات مُثَّ مَل يأْتُوا بِأَربع ِة شه َداء فَ ِ‬ ‫﴿واَلَّ ِذين يرمو َن الْمحصنَ ِ‬
‫وه ْم مَثَان َ‬
‫اجل ُد ُ‬
‫ْ ََ ُ َ َ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َْ ُ ُ ْ َ‬
‫‪ .1‬حفظ النسل من جــانب الوجــود‪ :‬ذلك مبا أباحه اهلل تع‪%%‬اىل لعب‪%%‬اده من النك‪%%‬اح وتزينه هلم خبلق الش‪%%‬هوة‬
‫يف نفوسهم؛ حىت يتبادروا إليه من فطرهتم فال يفني النوع اإلنساين‪.‬‬
‫‪ .2‬حفظ النسل من جــانب العــدم‪ :‬وذلك حبد احلدود والعقوب‪%%‬ات؛ حلفظ الف‪%%‬روج واليت ينض‪%%‬بط هبا النسل‬
‫وحيفظ‪ ،‬كمن يتهجم على الزنا والف ‪%%‬واحش‪ ،‬فيقلل م ‪%%‬وارد احلالل ب ‪%%‬ذلك‪ ،‬وخيتلط األنس ‪%%‬اب وجير األمر‬
‫‪%‬دودا؛ كحد ال‪%%‬زاين والق‪%%‬اذف‪ ،‬وعقوبة ناشر‬ ‫إىل الضري بالنسل ف‪%%‬النوع اإلنس‪%%‬اين‪ ،‬فحد الش‪%%‬ارع ل‪%%‬ذلك ح‪ً %‬‬
‫اح َشةً َو َساءَ َسبِياًل ﴾ [اإلسراء‪.]32 :‬‬ ‫الزنَا إِنَّه َكا َن فَ ِ‬
‫﴿واَل َت ْقَربُوا ِّ ُ‬ ‫الفاحشة بني الناس‪ .‬قال تعاىل‪َ :‬‬
‫َّاس ۖ َو َما َي ْع ِقلُ َها إِاَّل الْ َع‪%%‬الِ ُمو َن﴾‪[ ،‬عنكب‪%%‬وت‪،]43 :‬‬
‫ض‪ِ %‬ربُ َها لِلن ِ‬
‫‪%‬ال نَ ْ‬ ‫﴿وتِْل‪َ %‬‬
‫‪%‬ك اأْل َْمثَ‪ُ %‬‬ ‫رابعـا‪ :‬حفظ العقل‪ .‬قـال تعـالى‪َ :‬‬ ‫ً‬
‫ض‬ ‫ك يب اهلل لَ ُكم آياتِ‪%ِ % % %‬ه لَعلَّ ُكم َتع ِقلُ‪%% % %‬و َن)‪[ ،‬البق‪%% % % %‬رة‪﴿ % % %.]242 :‬اِ َّن يف خ ْل‪%ِ % % %‬ق ال َّس‪ِ % % % %‬‬
‫موات َواالَْر ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫وق ‪%% %‬ال‪َ ﴿ :‬ك‪%% % %‬ذل َ َُ نّيُ‬
‫الف الّليل والنّهار آليات ألويل االلباب﴾‪ ،‬آل عمران‪.190 :‬‬ ‫واختِ ِ‬
‫َ ْ‬
‫‪ .1‬حفظ العقل من جانب الوجود‪ :‬مبا أن العقل متعلق باجلس‪%‬م‪ ،‬فمن حيث املادة ما حيفظ اجلسم والب‪%‬دن‬
‫ب‪%% %‬ه‪ ،‬يس‪%% %‬ري حكمه على العق‪%% %‬ل‪ ،‬وقد م‪%َّ % %‬ر بي‪%% %‬ان حفظ النفس من ج ‪%% %‬انب الوج‪%% %‬ود‪ ،‬مما أحل اهلل احلرام‬
‫‪-‬واملق ‪%%‬در بق ‪%%‬دره للف ‪%%‬رد‪ -‬ح ‪%%‬ال الض ‪%%‬رورة‪ ،‬ومما أحل اهلل تع ‪%%‬اىل من الكسب احلالل واألكل والش ‪%%‬رب‪.‬‬
‫حراما م‪%% % % %‬ا‪ ،‬وال عالج غ‪%% % % %‬ريه‪ ،‬وأيس منه األطب‪%% % %‬اء مث‬
‫فمن علم بيقني أن عقله س‪%% % % %‬يزول لو مل يتع‪%% % % %‬اطى ً‬
‫نصحوه بتعاطيه‪ ،‬حينها حيل له؛ ألنه حيفظ بذلك احلرام ضروريًا‪.‬‬
‫أما من الناحية املعنوية والروحي‪%%‬ة‪ ،‬فما أوجبه اهلل تع‪%%‬اىل على املكلفني يف طلب العلم؛ ألنه ب‪%%‬العلم يع‪%%‬رف‬
‫اإلنسان فرائضه وما أوجبه اهلل تعاىل عليه‪ ،‬فيكون عونًا يف كم‪%%‬ال عقله وتنميته‪ ،‬وألن اجلهل من آف‪%%‬ات‬
‫﴿وقَ‪%%‬الُوا لَ‪%ْ %‬و ُكنَّا‬
‫العقل وس‪%%‬بب يف ختثره وهالكه فيعمى بص‪%%‬رية اإلنس‪%%‬ان ويزيغ يف ال‪%%‬دارين‪ ،‬ق‪%%‬ال تع‪%%‬اىل‪َ :‬‬
‫السعِ ِري﴾ امللك‪.10:‬‬ ‫َصح ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َّ‬ ‫نَ ْس َم ُع أ َْو َن ْعق ُل َما ُكنَّا يِف أ ْ َ‬
‫‪ .2‬حفظ العقل من ج ــانب الع ــدم‪ :‬وهو ما ش‪%% %‬رعه الش‪%% %‬رع احلد على ش‪%% %‬رب اخلمر وما يف معن ‪%%‬اه مما يزيل‬
‫َّ ِ‬ ‫‪1‬‬
‫العق‪%‬ل ب‪%‬ه ويس‪%‬كر ويط‪%‬رب ب‪%‬ذلك ‪ ،‬كاحلش‪%‬يش واألفي‪%‬ون واملخ‪%‬درات‪ ،‬ق‪%‬ال تع‪%‬اىل‪﴿ :‬يَ‪%‬ا أَيُّ َه‪%‬ا ال‪%‬ذ َ‬
‫ين َآمنُ‪%‬وا‬

‫‪1‬‬
‫ينظر‪ :‬إمام احلرمني‪ ،‬نهاية المطلب في دراية المذهب‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد العظيم حممود الديب‪( ،‬جدة‪ :‬دار املنهاج‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2007‬م) ‪ ،17/325‬ف‪ ،11203-11200:‬ينظر‪ :‬البرهان‪ ،1/172 ،‬ف‪ ،2/922 .83:‬ف‪.900:‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪20‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫‪%‬اجتَنِبُوهُ لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْفلِ ُ‪%‬‬


‫ح‪%‬و َن﴾ [املائ‪%%‬دة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫إِمَّنَا اخْلَ ‪%‬م‪%‬ر والْمي ِس ‪%‬ر واأْل َنْص ‪%‬اب واأْل َْزاَل م ِرج ِ‬
‫س م ْن َع َ‪%‬م ِ‪%‬ل ال َّش ‪ْ%‬يطَان فَ‪ْ %‬‬
‫ُ ْ ٌ‬ ‫ْ ُ َ َْ ُ َ َ ُ َ‬
‫‪.]90‬‬
‫ال َوالَْبنُو َن ِزينَةُ احْلَيَ ِاة ُّ‬
‫الد ْنيَا‪[ ،)...‬سورة الكهف‪.]46 :‬‬ ‫خامسا‪ :‬حفظ المال‪ .‬قال تعاىل‪( :‬الْ َم ُ‬
‫ً‬
‫‪ .1‬حفظ المـ ـ ــال من جـ ـ ــانب الوجـ ـ ــود‪ :‬وذلك ما أباحه اهلل تع ‪%% % %‬اىل‪ ،‬من التكسب والعمل ألجل مناء املال‬
‫وزيادة موارده‪ ،‬فيتقوم به احلياة ويزداد املال حفظًا يف وجود‪.1‬‬
‫‪ .2‬حفظ المــال من جــانب العــدم‪ :‬وهو ما حد الش‪%%‬ارع ملن يريد اإلعت‪%%‬داء على أم‪%%‬وال الن‪%%‬اس؛ كي تُص‪%%‬ان‬
‫ين َآمنُ‪%‬وا اَل تَ‪%‬أْ ُكلُوا‬ ‫وحتف‪%‬ظ‪ ،2‬وك‪%‬ذلك م‪%‬ا ح‪%‬رم اهلل تع‪%‬اىل من املس‪%‬ألة وم‪ّ %‬د الي‪%‬د إىل اآلخ‪%‬رين‪﴿ ،‬يا أ َُّيه‪%‬ا الَّ ِ‬
‫ذ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اط‪%ِ %‬ل﴾ [النس ‪%%‬اء‪ .]29 :‬وك ‪%%‬ذلك ما ح ‪%%‬رم من فعل الربا وإعالن احلرب على مقدمه‪،‬‬ ‫أَم‪%%‬والَ ُكم بينَ ُكم بِالْب ِ‬
‫ْ َ ْ َْ ْ َ‬
‫وما ذلك إال ألن ه‪%%‬ذا العمل ي‪%%‬ؤدي إىل الفت‪%%‬ور والكسل فيض‪%%‬عف م‪%%‬ورد املال ال‪%%‬ذي هو عمل اإلنس‪%%‬ان‪،‬‬
‫ومنها عدم منح السفيه التصرف يف املال؛ بل احلجر عليه يف التصرف فيه؛ حفظًا له وتقوميا ألصله‪.‬‬
‫ومن الكليات العامة الثانية الحاجيات وهي المتممة للضرورياتـ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الحاجيات لغة‪ :‬من احلاجة وهي واحدة احلاجات‪ ،‬واحلاجة الفقر إىل الشيء مع حمبته‪.‬‬
‫ـطالحا‪ :‬هي اليت ت ‪% % %‬دفع عن اإلنس‪%% % %‬ان ما يفسد به بُنيته ويض ‪%% %‬عف ق ‪%% %‬واه‬
‫الحاجي ـ ــات أو المص ـ ــالح الحاجية اص ـ ـ ً‬
‫ومهجته يف احلال أو املآل‪ ،‬وهذا يف النوع اإلنساين‪ ،‬أما يف الفرد‪ ،‬فـإهنا مبنية على مسيس احلاجة غري بالغة مبلغ‬ ‫ُ‬
‫الض‪%% % % %‬رورة‪ %،‬حبيث لو فق‪%% % % %‬دت أدت إىل ح‪%% % % %‬رج ومش‪%% % % %‬قة ش‪%% % % %‬ديدين‪" .‬ولكن حاجة اجلنس قد تبلغ مبلغ ض‪%% % %‬رورة‬
‫الش ‪%%‬خص الواحد من حيث إن الكافة لو منع ‪%%‬وا عما تظهر احلاجة فيه للجنس لن ‪%%‬ال آح ‪%%‬اد اجلنس ض ‪%%‬رار ال حمالة‬
‫تبلغ مبلغ الضرورة يف حق الواحد"‪.3‬‬
‫ومن األمثلة الجارية في المصالح الحاجية‪ :‬العبادات‪ :‬كالرخص املخففة للعبادات يف املرض والسفر‪ ،‬كقصر‬
‫الصالة ومجعها وفطر الصوم وغريه‪ ،‬واليت ت‪%%‬ورث املش‪%%‬قة يف إمتامها‪ .‬العادات‪ :‬ك‪%%‬التمتع بالطيب‪%%‬ات مما هو حالل‪،‬‬
‫مأكاًل ومش‪%%‬ربًا وملب ًس‪%‬ا ومس‪%%‬كنًا ومركبً‪%%‬ا‪ .‬المعامالت‪ :‬ك‪%%‬القراض‪ ،‬واملس‪%%‬اقاة‪ ،‬وال َّس‪%‬لم‪ ،‬واإلج‪%%‬ارة‪ ،‬وإلق‪%%‬اء التوابع‬
‫يف العقد على املتبوع‪%%‬ات‪ ،‬كثم‪%%‬رة الش‪%%‬جر‪ ،‬وأث‪%%‬اث ال‪%%‬بيت‪ ،‬وتث‪%%‬بيت العق‪%%‬ار يف الط‪%%‬ابو وغ‪%%‬ريه‪ .‬الجنايـات‪ :‬ك‪%%‬احلكم‬
‫باللوث‪ ،‬والتدمية‪ ،‬والقسامة‪ ،‬وضرب الدية على العاقلة‪ ،‬وتضمني الصناع وغريها‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫ينظر‪ :‬إمام احلرمني‪ ،‬الغياثي‪ ،‬ص‪ ،109‬ف‪ ،353:‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫البرهان‪ ،2/1151 ،‬ف‪ ،2/1217 .1179:‬ف‪ .1269:‬ينظر‪ ،‬ف‪.1275:‬‬
‫‪3‬‬
‫البرهان‪ ،2/924 ،‬ف‪.902:‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر‪ :‬الشاطيب‪ ،‬الموافقات‪ %.3/58 ،‬القسامةـ‪ :‬دعوى قبيلة على أخرى أهنا قتلت منهم قتياًل لرؤية جثته يف حملتهم‪ ،‬مع‬
‫متلطخا‬
‫ً‬ ‫وج‪%%‬ود الع‪%%‬داوة بينهم‪ ،‬فعليهم‪ %‬مخسني ميني لص‪%%‬حة ال‪%%‬دعوى‪ .‬واللــوث‪ :‬قرينة تؤيد ص‪%%‬دق م‪%%‬دعي ال‪%%‬دم‪ ،‬ك‪%%‬أن جيد القتيل‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪21‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫ومن الكليات العامة الثالثة التحسينيات وهي المتممة للحاجيات‪:‬‬ ‫‪.3‬‬


‫التحسينيات لغة‪ :‬من التحسني وهو التزيني والتجميل‪.‬‬
‫التحس‪%%‬ينيات أو املص‪%%‬احل التحس‪%%‬ينية‪ :‬ما ال تتعلق بض‪%%‬رورة حاقة وال حاجة عام‪%%‬ة‪ ،‬ولكنه يظهر فيه‪%‬ا جلب مكرم‪%‬ة‬
‫أخالقية وعملية‪ ،‬أو دفع ما ينقاضها‪ ،‬كالتنظيف والتزيني والتطهري‪.1‬‬
‫ومن يتأمل جيد أن املعىن االص‪%% %‬طالحي يوافق املعىن اللغ‪%% %‬وي‪ ،‬يف أن املص‪%% %‬احل التحس‪%% %‬ينية‪ ،‬جتب أن تك‪%% %‬ون مالئمة‬
‫للطبع والفط‪%% % %‬رة‪ ،‬كالطه‪%% % %‬ارة وإزالة النجاس‪%% % %‬ة‪ ،‬وهي مكملة للض‪%% % %‬روريات واحلاجي‪%% % %‬ات‪ ،‬فال تصح عب‪%% %‬ادة ب‪%% %‬دون‬
‫طهارة‪ .‬والتحسيين يف العبادات متعلق املدح يف الدنيا‪ ،‬والثواب يف اآلخرة‪.‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‪:‬‬
‫تكمن عمل التأمني التكافلي يف ضوء مقاصد الشريعة؛ وفق ضابطني‪:‬‬
‫الضابط األول‪ :‬التأمني التكافلي يف ضوء مسالك الكشف عن مقاصد الشريعة‪.‬‬
‫الضابط الثاين‪ :‬التأمني التكافلي يف ضوء عالقته مبقاصد الشريعة‪.‬‬
‫الضابط األول‪ :‬التأمين التكافلي في ضوء مسالك الكشف عن مقاصد الشريعة‪.‬‬
‫من مسالك الكشف عن مقاصد الشريعة‪ .1 :‬ظ‪%‬واهر النص‪%‬وص‪ .2 .‬األوامر والن‪%‬واهي‪ .3 .‬الق‪%‬رائن‪ .4 .‬تأص‪%‬يل‬
‫الكلي‪%%‬ات ورب‪%%‬ط جزئياهت‪%%‬ا هب‪%%‬ا‪ .5 .‬االس‪%%‬تدالل ‪-‬املص‪%%‬لحة املرس‪%%‬لة‪ ،2-‬وال‪%%‬ذي يعت‪%%‬رب من مص‪%%‬ادر مقاص‪%%‬د الش‪%%‬ريعة‪،‬‬
‫ومسالك كشفها‪.‬‬
‫ف‪%% % %‬إذا نظرنا إىل ظ‪%% % %‬واهر النص‪%% % %‬وص اليت أس‪%% % %‬ردناها لبي‪%% % %‬ان احلد الش‪%% % %‬رعي للت‪%% % %‬أمني التك‪%% % %‬افلي من الت ‪%% %‬أمني‬
‫التجاري‪ ،‬سوف جند أن قصد الشارع منها احلث يف كل تعاون على اخلري املادي واملعنوي واالعتصام والتوحد‬
‫ألجل حتقيقها وحتصيلها؛ كي ترسخ أس‪%‬اس البني‪%‬ان ال‪%‬ذي ميثل حقيقة املؤم‪%‬نني يف ت‪%‬وادهم وت‪%‬رامحهم مع بعض‪%‬هم؛‬
‫ومن ظواهر القصد الش‪%‬رعي للس‪%‬نة النبوية يف ذلك ح‪%‬ديث األش‪%‬عريني وح‪%‬ديث أيب عبي‪%‬دة‪ .‬وظ‪%‬اهرة عقد الت‪%‬أمني‬
‫التكافلي قريبة من قصد الشارع يف ظواهر هذه النصوص‪.‬‬

‫بدمه واملدعى عليه جبنبه وعليه آث‪%% % % %‬ار القت‪%% % % %‬ل‪ .‬التدميـ ـ ــة‪ :‬ق‪%% % % %‬ول امليت دمي عند فالن أو هو قتلين‪ .‬ضـ ـ ــرب الدية على العاقلة –‬
‫القبيل‪%% % %‬ة‪ -‬هي‪ :‬يف قتل اخلطأ وش‪%% % %‬به العم‪%% % %‬د‪ .‬الق ـ ــراض –املض‪%% % %‬اربة‪ :-‬أن ي‪%% % %‬دفع املالك م ‪% %‬ااًل إىل العامل ليتج ‪%% %‬ر‪ ،‬وال‪%% % %‬ربح بينهما‪.‬‬
‫سـلم‪ :‬بيع ش ‪%‬يء موص‪%%‬وف يف الذمة بثمن مؤجل‪ .‬ينظ‪%%‬ر‪ :‬حممد بن ش‪%%‬هاب‬ ‫المســاقاة‪ :‬معاملة على تعهد ش‪%%‬جر جبزء من مثرته‪ .‬ال َّ‬
‫الدين الرملي‪ ،‬نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪1984 ،‬م)‪،27-9/26 ،5/220،245 ،4/182 ،‬‬
‫‪ .47‬وتضمين الصناع‪ :‬هي ض‪%%‬ياع ص‪%%‬نعة ب‪%%‬إفراط وتع‪%%‬دي‪ ،‬كث‪%%‬وب بني ي‪%%‬دي اخلي‪%%‬اط‪ ،‬فيض‪%%‬من لص‪%%‬احب الث‪%%‬وب ما أتلف‪%%‬ه‪ ،‬ينظ‪%%‬ر‪:‬‬
‫مالك بن أنس‪ ،‬المدونة‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1995 ،1‬م)‪ 3/399 ،‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ينظر‪ :‬البرهان‪ ،925-2/924 ،‬ف‪ .903:‬الشاطيب‪ ،‬الموافقات‪.2/267 ,‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر‪ :‬البرهان‪ ،925-2/924 ،‬ف‪ .903:‬الشاطيب‪ ،‬الموافقات‪.2/267 ,‬‬

‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪22‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫أما كون هذه الظواهر تنطوي على أوامر ونواهي؛ ظاهرة كما يف اآليات؟ وباطنة كما يف األح‪%%‬اديث؟‬
‫‪%‬ود‪ ،‬وهو األمر على كل تع‪%%‬اون يف خري والنهي عن كل تع‪%%‬اون‬ ‫ص ‪ُ %‬د الش‪%%‬ارع يف ظواهرها مقص‪ٌ %‬‬ ‫فهي معلول ‪%‬ةٌ مبا قَ ْ‬
‫يف إمث وع‪%%‬دوان ومعص‪%%‬ية الرس‪%%‬ول‪ ،‬وك‪%%‬ذلك ما ينط‪%%‬وي عليه احلديثني من أمر اس‪%%‬تحبايب على الت‪%%‬ربع واملعاونة يف‬
‫حاالت اليسر والرخاء وأمر وجويب عليها والنهي عن تركها؛ وذلك يف ح‪%%‬االت احلاجة والض‪%%‬رار واملش‪%%‬قة‪ ،‬ومن‬
‫خالل احلديثني؛ تبني قصد الشارع يف حترمي الغرر واجلهالة من الزيادة والنقصان وغريه؛ إمنا يكون يف املع‪%%‬امالت‬
‫التعاوض‪%%‬ية الرحبية قص‪%ً %‬دا ال غريه‪%%‬ا‪ ،‬وباملقارنة بني الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي وقصد الش‪%%‬ارع يف ه‪%%‬ذه الظ‪%%‬واهر ‪-‬وال‪%%‬ذي هو‬
‫علتها‪ -‬جند أنه يتضمنها‪.‬‬
‫وبالتأمل يف قرائن األلفاظ اليت تفسر مقصود ظاهر النص هبا‪1‬؛ نرى أن قرينة ألفاظ اهلل ‪-‬يف كتابه‪-‬‬
‫وألفاظ رسول اهلل يف احلديثني هي تفسري مقاصدها وهو ما مر يف ظواهر النصوص‪.‬‬
‫وسوف نبني عمل الت‪%%‬أمني التك‪%‬افلي يف ض‪%%‬وء كاشف مقاصد الش‪%‬ريعة؛ تأص‪%‬يل الكلي‪%%‬ات وربط جزئياهتا‬
‫هبا‪ ،‬يف ضبط التأمني التكافلي وعالقته مبقاصد الشريعة‪.‬‬
‫أما الكاشف األخري وال‪%% %‬ذي يظهر منه قصد الش‪%% %‬ارع يف تش‪%% %‬ريعه؛ فهو قاع‪%% %‬دة االس‪%% %‬تدالل أو املص‪%% %‬لحة‬
‫املرس‪%%‬لة‪ ،‬واليت هي مرس ‪%%‬لة من حيث ورود احلكم الش ‪%%‬رعي فيها فال هي معت ‪%%‬ربة ب‪%%‬دليل منص ‪%%‬وص ورد فيه‪%%‬ا‪ ،‬وال‬
‫هي ملغ‪%‬اة ك‪%‬ذلك‪2‬؛ وإذا م‪%‬ا وج‪%‬د معناه‪%‬ا وعلته‪%‬ا من حيث األحك‪%‬ام الش‪%‬رعية ‪-‬الوج‪%‬وب أو التح‪%‬رمي أو الن‪%‬دب‬
‫‪%‬روعا وفق‪%%‬ه‪،‬‬
‫أو املكروه‪ -‬يف مثيالهتا واليت ورد الدليل الشرعي فيها من حيث احلكم الشرعي السابق؛ يكون مش‪ً %‬‬
‫ص ‪%‬ا‪ ،‬ولكن ب‪%%‬النظر إىل نظائرها يف‬
‫‪%‬ودا حكمه ن ً‬
‫وبالتأمل إىل الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي ص‪%%‬ورته وهيئته احلقيقية فليس موج‪ً %‬‬
‫تصرفات الشرع ‪-‬كالوقف‪ ،‬ودية اخلطأ على العاقلة‪ ،‬والزكاة املودع يف بيت املال وغريه‪%%‬ا‪ -‬جتد أن نفس املعىن‬
‫والعلة موج‪%‬ودة فيهم‪%‬ا؛ وهو التع‪%‬اون والت‪%‬ربع ألجل نفع اآلخر وتف‪%‬ادي األخط‪%‬ار واملض‪%‬ار اليت قد حتدق ب‪%‬ه؛ وقد‬
‫يكون هو واحد منهم‪.‬‬
‫الضابط الثاني‪ :‬التأمين التكافلي في ضوء عالقته بمقاصد الشريعة‪.‬‬
‫مما ي‪%% % %‬بني عالقة الت‪%% % %‬أمني التك‪%% % %‬افلي مبقاصد الش‪%% % %‬ريعة؛ أنه مرتبط مبقصد عظيم من مقاص‪%% % %‬دها الض‪%% % %‬رورية واليت ال‬
‫من ‪%%‬اص للض ‪%%‬روريات األخ ‪%%‬رى ب ‪%%‬دوهنا‪ ،‬وهي مقصد حفظ املال؛ إذ كيف يتص ‪%%‬ور لإلنس ‪%%‬ان وج ‪%%‬ود إذا مل يوجد‬

‫‪1‬‬
‫ينظر‪ :‬أمني حجي حممد أمني الكوردي‪ ،‬التأسيس المقاصدي عند إمام الحرمين الجويني‪ ،‬حبثر ماجستري غري منشور‪ ،‬يف‬
‫مكتبة اجلامعة العاملية اإلسالمية يف ماليزيا‪ ،‬ديسمرب ‪ ،2012‬ص‪.91 ،83 ،78 ،67‬‬
‫‪2‬‬
‫ينظر‪ :‬بدر الدين حممد بن هبادر الزركشي‪ ،‬البحر المحيط في أصول الفقه‪،‬ـ حتقيق‪ :‬حممد تامر (بريوت‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمي‪%%‬ة‪ ،‬د‪.‬ط‪2000 ،‬م)‪ .4/376 ،‬حممد بن علي بن حممد الش‪%%‬وكاين‪ ،‬إرشاد الفحـول إلي تحقيق الحق من علم األصـول‪،‬‬
‫حتقي‪%%‬ق‪ :‬الش‪%%‬يخ أمحد ع‪%%‬زو عناي‪%%‬ة‪( ،‬دمش‪%%‬ق‪ :‬دار الكت‪%%‬اب الع‪%%‬ريب‪ ،‬ط‪1999 ،1‬م)‪ ،2/184 ،‬الش‪%%‬اطيب‪ ،‬االعتصــام‪ ،‬تحقي‪%%‬ق‪ :‬أبو‬
‫عبيدة مشهور بن حسن‪( ،‬مكتبة التوحيد‪ ،‬د‪.‬ط)‪.7-3/6 ،‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪23‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫مص ‪%% %‬در عيشه وقوته ال ‪%% %‬ذي يبقى بق ‪%% %‬اء نفسه علي ‪%% %‬ه؛ وإذا فين النفس فالعقل ت ‪%% %‬ابع ل ‪%% %‬ه‪ ،‬وال وج ‪%% %‬ود للنسل ب‪%% %‬دون‬
‫ود‬
‫منس ‪%%‬له‪ ،‬وما ال حتص ‪%%‬يل يف احلي ‪%%‬اة للنسل فال قائمة لل ‪%%‬دين؛ كم ‪%%‬ال ق ‪%%‬ال ص ‪%%‬لى اهلل عليه وس ‪%%‬لم‪َ( :‬تَز َّو ُج‪%%‬وا الْ ‪%َ %‬و ُد َ‬
‫‪%‬ود فَ ‪ِ%‬إيِّن ُم َ‪%‬ك‪%‬اثٌِر بِ ُك ْم اأْل َُم َم)‪ .1‬أم‪%%‬ة اإلس‪%%‬الم أم‪%%‬ة ال‪%%‬دين‪ ،‬وق‪%%‬ال عم‪%%‬ر رض‪%%‬ي اهلل ‪ %‬عن‪%%‬ه يف ه‪%%‬ذا املع‪%%‬ىن‪" :‬واهلل ‪ %‬إين‬
‫الْ َولُ‪َ %‬‬
‫ألكره نفسي على اجلماع‪ ،‬رجاء أن خيرج اهلل مين نسمة تسبح اهلل"‪.2‬‬
‫وهذه مقاصد أصلية يف الشريعة وليست تبعية‪3‬؛ أي أن أوامر ونواهي الشريعة داللتها فيها داللة‬
‫دفعا وجلبً‪%% % % % %‬ا‪ ،‬وما تعلق هبا فهو ك‪%% % % % %‬ذلك كل يف ذاته وحقيقت‪%% % % % %‬ه؛ س ‪%% % % %‬واءًا دخل يف تتماهتا؛‬
‫مباش‪%% % % % %‬رة يف حفظها ً‬
‫كاحلاجيات أو التحسينيات‪ ،‬مع كوهنا تبعية بالنسبة ملا فوقها كوهنا متتمة هلا‪.4‬‬
‫وللنية والقصد دور كبري يف جعل عمل اإلنس‪%%‬ان ض‪%%‬من املقاصد األص‪%%‬لية األساس‪%%‬ية‪ ،‬في‪%%‬ؤجر أك‪%%‬ثر‪ ،‬أو يف‬
‫ض ‪%%‬من املقاصد التبعية ض ‪%%‬من حظوظه النفس ‪%%‬ية الفردي ‪%%‬ة‪ ،‬كما لو ن ‪%%‬وى ن ‪%%‬اوي ال ‪%%‬زواج؛ ال ‪%%‬زواج؛ ألجل حفظ دينه‬
‫وتكثري نس‪%%‬له‪ ،‬أو ن‪%%‬وى ال‪%%‬زواج ألجل املتعة الدنيوية من املرأة يف مجاهلا أو ماهلا أو حس‪%%‬بها‪ ،‬ف‪%%‬األول عمله ي‪%%‬دخل‬
‫ضمن ما قصد الشارع تشريع الزواج ألجله بالقصد األول‪ ،‬والثاين يدخل عمله ضمن ما قصد الش‪%%‬ارع ال‪%%‬زواج‬
‫ألجله بالقصد التبعي األخري‪.5‬‬
‫والعالقة هذه ليست حمص‪%%‬ورة على املال فقط بل يتع‪%%‬دى إىل ال‪%‬دين والنفس والض‪%%‬روريات األخ‪%%‬رى كما‬
‫سيأيت بيانه‪ .‬إال أن تركيز البحث سيكون على عالقة التأمني التكافلي مبقصد املال املنظم صونه يف اإلسالم‪.‬‬
‫كما مر أن القصد من ص‪%% %‬ون املال ص‪%% %‬ونه من ج‪%% %‬انب الوج‪%% %‬ود والع‪%% %‬دم‪ ،‬والت‪%% %‬أمني التك‪%% %‬افلي ق‪%% %‬ائم على‬
‫الطرفني فيحفظ مال األمة املعقدة يف تأمينه من جانب الوجود وكذلك من جانب العدم‪.‬‬
‫التأمين التكافلي وحفظ المال من جانب الوجود‪:‬‬
‫قد مر أن من مجلة ما ش‪%% %‬رع الش‪%% %‬ارع ألجل حفظ مقصد املال من ج‪%% %‬انب الوج‪%% %‬ود‪- ،‬ويقصد ب‪%% %‬ه؛ تنمية أص‪%% %‬له‬
‫وزي ‪%%‬ادة فرع ‪%%‬ه‪ -‬وذلك باملع ‪%%‬امالت اليت أحلها اهلل واالكتس ‪%%‬اب وطلب املع ‪%%‬اش؛ من التج ‪%%‬ارة والص ‪%%‬ناعة والزراعة‬
‫وغريه‪%%‬ا‪ ،‬والت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي يش‪%%‬مل ذلك كل‪%%‬ه‪ ،‬من حيث الت‪%%‬أمني على خماطر ال‪%%‬بيت وما فيها والس‪%%‬يارة واملص‪%%‬نع‬
‫واملعمل واملتجر واملزرع‪ ،‬وخماطر السرقة والس‪%%‬لب‪ ،‬والك‪%%‬وارث الطبيعية وغريها مما يتعلق باملال‪ ،‬وإذا ك‪%%‬ان تنمية‬
‫املال بالتج‪%%‬ارة والص‪%%‬ناعة والفالحة وغريها من األعم‪%%‬ال من ج‪%%‬انب الف‪%%‬رد يع‪%%‬ود نفعها للمجتم‪%%‬ع؛ فيحفظ وي‪%%‬زداد‬
‫‪1‬‬
‫رواه أبو داود يف سننه‪ ،‬رقم‪ ،2050 :‬وصححه ابن حجر يف "فتح الباري" ‪ ،9/13‬واأللباين يف "صحيح أبي داود"‪.‬‬
‫الر ْغبَ ِة يِف النِّ َك ِ‬
‫اح)‪ ،‬رقم‪:‬‬ ‫اب َّ‬ ‫يب يِف النِّ َك ِ‬ ‫‪ 2‬رواه البيهقي‪ ،‬يف السنن الكبرى‪( ،‬كِتَاب الْوصايا‪ ،‬مِج َاعُ أ َْبو ِ‬
‫اب التَّر ِغ ِ‬
‫اح‪ ،‬بَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ََ‬
‫‪.12463‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر‪ :‬الشاطيب‪ ،‬الموافقات‪.385-2/384 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫ينظر‪ :‬املصدر‪ %‬نفسه‪ ،‬ـ‪.2/386 ،231-1/224‬‬
‫‪5‬‬
‫ينظر‪ :‬املصدر‪ %‬السابق‪.2/402 ،‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪24‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫ُق َّ‪%‬وَت ُه ْم بق‪%‬وة ُق ْ‪%‬وهِتِ ْم ومعاش‪%‬هم‪ ،‬فالت‪%‬أمني التك‪%‬افلي ليس بأقل منه‪%‬ا؛ ورمبا الف‪%‬رد بالتج‪%‬ارة والزراعة والفالحة خيسر‬
‫من كل مال‪%% %‬ه؛ ولكن عن طريق الت ‪%% %‬أمني حيفظ م ‪%% %‬ال غ‪%% %‬ريه مباله وماله مبال غ‪%% %‬ريه تربعا وتعاونً‪%% %‬ا‪ ،‬وذلك بالقسط‬
‫اليسري الذي يدفعه حامل وثيقة التأمني حبيث ال يضره‪َ ،‬بْلهَ ينفع اجملتمع املشارك يف عقد التأمني معه‪.‬‬
‫بل "يتضح جليًا دور الت‪%% % %‬أمني التش‪%% % %‬اركي يف حتقيق التنمية اإلجتماعية من خالل ص‪%% % %‬ور عدي ‪%% %‬دة؛ أمهها‬
‫حتقيق املقاصد الض‪%% % %‬رورية لإلنس‪%% % %‬ان وحىت املقاصد التحس‪%% % %‬ينية ل‪%% % %‬ه‪ ،‬وذلك عن طريق تغطي‪%% % %‬ات التكافل الطيب أو‬
‫حتمل نفق ‪%%‬ات العالج؛ وخاصة يف ح ‪%%‬االت املرض املزمن أو العض ‪%%‬ال‪ ،‬باإلض ‪%%‬افة إىل تغطية البطالة ومحاية ال ‪%%‬دخل‬
‫والعجز البدين الدائم كليًا أو جزئيا وتغطيات الوفاة ونظام املعاشات والتقاعد"‪.1‬‬
‫ويف ض ‪%%‬من حتقيق املص ‪%%‬لحة الش ‪%%‬رعية عن طريق الت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬افلي يع ‪%%‬رف الش‪%%‬يخ حممد أبو زه ‪%%‬رة الت ‪%%‬أمني‬
‫التع ‪%%‬اوين أن ‪%%‬ه‪" :‬اتف ‪%%‬اق مجاعة من الن ‪%%‬اس على تك ‪%%‬وين رأس م ‪%%‬ال يس ‪%%‬امهون في ‪%%‬ه‪ ،‬ويس ‪%%‬تغلونه اس ‪%%‬تغالاًل غري خمالف‬
‫ألوامر الش‪%% %‬رع اإلس‪%% %‬المي‪ ،‬على أن يت‪%% %‬ربعوا ألس‪%% %‬رة من ميوت منهم مبا يعطون‪%% %‬ه‪ ،‬أو يس‪%% %‬ددون من بذمته مغ‪%% %‬ارم‬
‫مالي‪%%‬ة‪ ،‬أو يع‪%%‬اجلون مرض ‪%%‬اهم‪ ،‬أو ينش‪%%‬ؤن مس ‪%%‬اكن لس‪%%‬كناهم‪ ،‬أو ي‪%%‬دفعون مثن البض‪%%‬ائع اليت هتلك لبعض‪%%‬هم نتيجة‬
‫حوادث‪ ،‬أو حنو ذلك التربع ملن يلحقه ضرر ما من األعضاء"‪.2‬‬
‫وعليه فللت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬افلي "دور كبري يف حتقيق ثالث مص ‪%%‬احل‪ :‬مص ‪%%‬لحة النفس والنسل واملال‪ ،‬حيث أن‬
‫الت ‪%%‬أمني من ش ‪%%‬أنه حتقيق مص ‪%%‬لحة النفس والنسل من خالل ال ‪%%‬دور ال ‪%%‬ذي يؤديه الت ‪%%‬أمني الص ‪%%‬حي وت ‪%%‬أمني املع ‪%%‬اش‬
‫والعجز والوفاة وبعض األنواع األخرى للتأمني كتأمني مصاريف التعليم وحنوها‪.‬‬
‫أما عن مص ‪%%‬لحة حفظ املال فهن ‪%%‬اك أن ‪%%‬واع كث ‪%%‬رية من ش ‪%%‬أهنا احلف ‪%%‬اظ عليه وتنميته كالت ‪%%‬أمني على احلي ‪%%‬اة‬
‫املختلط وت ‪%%‬أمني الس ‪%%‬رقة واحلريق والت ‪%%‬أمني البح ‪%%‬ري وت ‪%%‬أمني الس ‪%%‬يارات واملمتلك ‪%%‬ات وت ‪%%‬أمني ض ‪%%‬مان الص ‪%%‬ادرات‬
‫واإلستثمار والتأمني الزراعي وغريها من األنواع املتعددة للتأمني"‪.3‬‬
‫التأمين التكافلي وحفظ المال من جانب العدم‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بو نشادة نوال‪ ،‬العمل المؤسساتي التكافلي بين جهود التأصيل وواقعية التطبيق‪ ،‬حبث مقدم إىل كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعل‪%%‬وم التيس‪%%‬ري‪ ،‬جامعة فرح‪%%‬ات عب‪%%‬اس‪ ،‬يف ن‪%%‬دوهتا ح‪%%‬ول (مؤسس‪%%‬ات الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي والت‪%%‬أمني التقلي‪%%‬دي بني األسس‬
‫النظرية والتجربة التطبيقية)‪ 26-25 ،‬أفريل ‪2011‬م‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪2‬‬
‫حممد أبو زهرة‪ ،‬حكم التأمني يف الشريعة اإلسالمية‪( ،‬دمشق‪ :‬جملد أعمال أسبوع الفقه الثاين‪ ،1961 ،‬ص‪ 512‬وما‬
‫بع ‪%%‬دها‪ ،‬نقاًل عن حممد س ‪%%‬عدو اجلرف‪ ،‬مقارنة بين أسس الت ــأمين التج ــاري والت ــأمين التع ــاوني‪ ،‬ورقة حبثية نش‪%% %‬رت يف الن ‪%%‬دوة‬
‫الدولية ح‪%%‬ول (ش‪%%‬ركة الت‪%%‬أمني التقلي‪%%‬دي ومؤسس‪%%‬ات الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي بني األسس النظرية والتجربة التطبيقي‪%%‬ة)‪ 26-25 ،‬أفري‪%%‬ل‪،‬‬
‫‪2011‬م‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪3‬‬
‫بو نشادة نوال‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪25‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫يف عصر العوملة والتكنولوجليا م‪%% % %‬وازين احلي ‪%% %‬اة قد تغ ‪%% %‬ريت بش ‪%% %‬كل ج ‪%% %‬ذري‪ ،‬وخاصة فيما يتعلق باملال حص ‪%% %‬وله‬
‫وحفظ‪%%‬ه ومنائ‪%%‬ه؛ فلم يب‪%%‬ق للنق‪%%‬ود مك‪%%‬ان يف زاوي‪%%‬ة ال‪%%‬بيت‪ ،‬وإمن‪%%‬ا يف البن‪%%‬وك وش‪%%‬ركات الت‪%%‬أمني‪ ،‬وش‪%%‬ركات بطاق‪%%‬ات‬
‫االئتم‪%‬ان‪ ،‬وش‪%‬ركات التموي‪%‬ل‪ ،‬وش‪%‬ركات املض‪%‬اربة املالي‪%‬ة وش‪%‬ركات إدارة االس‪%‬تثمارات‪ ،‬وهل‪%‬ذه الش‪%‬ركات خاص‪%‬ة‬
‫ش‪%%‬ركات الت‪%%‬أمني حمفظاهتا املالية ت‪%%‬أثري كبري على حي‪%%‬اة الن‪%%‬اس؛ فقد تغلغلت يف حي‪%%‬اهتم االقتص‪%%‬ادية وأص‪%%‬بحت هلا‬
‫األثر الب‪%%‬الغ؛ وهلذا ق‪%%‬ال الربوفيس‪%%‬ور حممد األمني الض‪%%‬رير‪" :‬الت‪%%‬أمني وإن مل يكن من ض‪%%‬روريات الن‪%%‬اس إال أنه من‬
‫حاجياهتم اليت يرتتب على فقدها الضيق واملشقة"‪.1‬‬
‫مث مثل لتغلغل التأمينات يف حياة الناس وع‪%%‬دم خلوها عنهم من غري أن يش‪%%‬عروا بـ"املكتب أو القاعة اليت‬
‫نك‪%% %‬ون فيه ‪%% %‬ا‪ ،‬واملن‪%% %‬ازل واألبنية اليت نس ‪%% %‬كنها؛ نلحظ أن أغلب املواد اليت اس ‪%% %‬تخدمت يف تش ‪%% %‬ييدها؛ هي احلديد‬
‫‪%‬وادا خامة قبل التص‪%%‬نيع‪ ،‬جند أن الت‪%%‬أمني‬‫واخلرسانة واالمسنت والطالء واألسالك وغريها؛ جند أهنا عندما كانت م‪ً %‬‬
‫داخل يف تص‪%% %‬نيعها‪ ،‬أو يف اس‪%% %‬تخراجها من ب‪%% %‬واطن األرض‪ ،‬من حديد وامسنت وخالفه ويتمثل ذلك يف الت‪%% %‬أمني‬
‫على الع‪%%‬املني يف حقل اإلنت‪%%‬اج‪ ،‬وك‪%%‬ذلك الت‪%%‬أمني على اآللي‪%%‬ات اليت تس‪%%‬تخدم يف استكش‪%%‬افها‪ ،‬أو اليت تس‪%%‬تعمل يف‬
‫تص ‪%%‬نيعها‪ ،‬مث املب‪%% %‬اين اليت حتفظ فيها مث بعد ذلك وس‪%% %‬ائط النقل اليت تنتقلها من خمازهنا إىل املش‪%% %‬رتين؛ مث املش ‪%%‬رتين‬
‫أنفس‪%%‬هم ال‪%%‬ذي يقوم‪%%‬ون بعمل التغطي‪%%‬ات التأمينية املناس‪%%‬بة من مص‪%%‬ادر الش‪%%‬راء إىل م‪%%‬واينء االس‪%%‬ترياد‪ ،‬مث من املواينء‬
‫حىت مستودعاهتم ‪ ،‬وكذلك احلال داخل املستودعات حيث يتم الت‪%%‬أمني عليها من اإلخط‪%%‬ار املناس‪%%‬بة حفاظًا على‬
‫أيضا ه‪%%‬ذه املب‪%%‬اين اليت ش‪%%‬يدت من‬ ‫الثروة حىت يتم بيعها للمستهلكني الذين يقومون باستخدامها يف تشييد املباين‪ً .‬‬
‫ض‪%‬ا جند إن املب‪%%‬اين اليت ش‪%%‬يدت يتم الت‪%%‬أمني عليها من‬ ‫املواد س‪%%‬لفة ال‪%%‬ذكر اليت وج‪%%‬دنا الت‪%%‬أمني داخل يف حركته‪%%‬ا؛ أي ً‬
‫إخطار احلريق والسرقة واملياه والزالزل والرباكني"‪.2‬‬
‫وكذلك األثاثات والسرائر والدواليب والكراسي والطاوالت‪ ،‬بدءًا من إتيان موادها وختزينها وحفظها‬
‫وتصنيعها وبيعها ونقلها وتص‪%%‬ديرها واس‪%‬تريادها‪ ،‬كلها ي‪%‬دخل ض‪%%‬من الت‪%‬أمني‪ ،‬وك‪%%‬ذلك الطع‪%‬ام املص‪%‬در واملس‪%‬تورد‬
‫واللباس ووسائل النقل وغريه‪.3‬‬
‫وبناءًا على ما سبق؛ يتحقق دخول عقد التأمني التكافلي ضمن متمم‪%%‬ات مقاصد الش‪%%‬ريعة املال والنفس‬
‫والعقل وحىت ال ‪%%‬دين؛ وهنا يت ‪%%‬بني كيفية التك ‪%%‬ييف الش ‪%%‬رعي للت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬افلي يف ض ‪%%‬وء عالقته مبقاصد الش ‪%%‬ريعة؛‬

‫‪1‬‬
‫حامد حسن حممد‪ ،‬الدور التنموي لشركات التأمين التعاوني اإلسالميـ‪ ،‬اآلفاق واملعوقات واملشاكل‪ ،‬ورقة حبثية قدمت‬
‫ملؤمتر الت‪%% %‬أمني التع‪%% %‬اوين‪ ،‬أبع‪%% %‬اده وآفاقه وموقف الش‪%% %‬ريعة اإلس‪%% %‬المية من‪%% %‬ه‪ ،‬بالتع‪%% %‬اون بني اجلامعة األردني‪%% %‬ة‪ .‬جممع الفقه اإلس‪%% %‬المي‬
‫ال‪%% %‬دويل‪ .‬املنظمة اإلس‪%% %‬المية املغربي‪%% %‬ة‪ .‬املعهد اإلس‪%% %‬المي للبح‪%% %‬وث والت‪%% %‬دريب‪ 28-26 ،‬ربيع الث‪%% %‬اين ‪1431‬هـ‪ 13-11 ،‬إبريل‬
‫‪2010‬م‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪2‬‬
‫حامد حسن‪ ،‬املصدر‪ %‬السابق نفسه‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر‪ :‬املصدر‪ %‬نفسه‪.‬‬
‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪26‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫كونه عالقة تأصيل الكلي‪%%‬ات كالض‪%‬روريات اخلمس بربط جزئياهتا هبا؛ واليت تتمثل يف احلاجي‪%‬ات والتحس‪%‬ينيات؛‬
‫ومن أوكد حاجيات الناس السكن واملركب وامللبس وكلها داخلة تعاملها ضمن عقد التأمني‪ ،‬يبينه‪..‬‬
‫أنه إذا حتقق كما س‪%% %‬بق يف تض‪%% %‬رر اجملتمع اإلس‪%% %‬المي وأمواله يف ه‪%% %‬ذه الش‪%% %‬ركات كوهنا ش‪%% %‬ركات مبنية‬
‫على أس ‪%%‬اس الربا والغ ‪%%‬رر واجلهالة وامليس ‪%%‬ر؛ فح ‪%%‬ري ب ‪%%‬اجملتمع أن يبحث عن ب ‪%%‬ديل ألجل حفظ أمواله من ج ‪%%‬انب‬
‫الع‪%%‬دم‪ ،‬ال‪%‬ذي ي‪%‬ؤدي باملال إىل اهلدر واحملق س‪%%‬واءًا ك‪%‬ان ماديًا باس‪%‬تفادة الش‪%%‬ركات منها واس‪%‬تثمارها على حس‪%‬اب‬
‫املس ‪%% %‬تأمنني‪ ،‬أو معنويًا خبلطه باملال احلرام فمحق الربكة منه ومن مث ت ‪%% %‬أثريه على الف ‪%% %‬رد واجملتمع يف دينه وفك ‪%% %‬ره‬
‫بتجرئه يف التعامل مبا حرمه اهلل عليه علنًا‪.‬‬
‫وعليه؛ أفضل طريقة حلفظ املال من جانب الع‪%‬دم والتقليل من ه‪%%‬دره وض‪%%‬ياعه ماديًا ومعنويًا هو التعامل‬
‫بالتأمني التكافلي بداًل عن التأمني التجاري والتقليدي‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪27‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫الخاتمة‬
‫أهم النتائج‪:‬‬
‫‪ ‬مفه ‪%%‬وم الت ‪%%‬أمني التقلي ‪%%‬دي ه ‪%%‬و‪ :‬عقد يل ‪%%‬تزم مبقتض ‪%%‬اه املؤمن ب ‪%%‬أن ي‪% %‬ؤدي إىل املؤمن له أو املس ‪%%‬تفيد ال ‪%%‬ذي‬
‫ض ‪% %‬ا ماليًا آخر في حالة وق ‪%%‬وع احلادث أو‬ ‫‪%‬رادا مرتبًا أو عو ً‬
‫اش ‪%%‬رتط الت‪%% %‬أمني لص‪%% %‬احله مبلغًا من املال أو إي ‪ً %‬‬
‫حتقق اخلطر املؤمن منه‪ ،‬وذلك نظري أقساط أو أية دفعات مالية أخرى يؤديها املؤمن له للمؤمن‪.‬‬
‫‪ِّ ‬‬
‫املؤمن ه ‪%%‬و‪ :‬ش ‪%%‬ركة ت ‪%%‬أمني مؤسسة يف الدولة أو ش‪%% %‬ركة اجنبية م ‪%%‬رخص هلا مبمارسة أعم ‪%%‬ال الت ‪%%‬أمني يف‬
‫الدولة مبوجب أحكام هذا القانون‪.‬‬
‫‪َّ ‬‬
‫املؤمن له هو‪ :‬الشخص الذي أبرم مع الشركة عقد التأمني‪.‬‬
‫‪ ‬مفهوم التأمني التكافلي هو‪ :‬اتفاق بني جمموعة من األشخاص على تعويض دفع األض‪%%‬رار اليت قد تلحق‬
‫بأح ‪%% %‬دهم إذا ح ‪%% %‬دث له خطر معني‪ %،‬نظري ت ‪%% %‬ربع كل منهم باش ‪%% %‬رتاك (ث ‪%% %‬ابت أو متغ ‪%% %‬ري) لس ‪%% %‬داد ه ‪%% %‬ذه‬
‫التعويض‪%%‬ات من اش‪%%‬رتاكاهتم املرص‪%%‬دة واليت ميكن هبا تغطية األض‪%%‬رار اليت قد حتدث أثن‪%%‬اء املدة احملددة يف‬
‫العقد ألي واحد منهم‪ ،‬ف‪%% % %‬إذا زادت األض‪%% % %‬رار عن االش‪%% % %‬رتاكات زيد يف االش‪%% % %‬رتاك‪ ،‬وإذا نقصت ك‪%% %‬ان‬
‫لألعضاء اسرتداد الزيادة‪ ،‬أو جعلها للمستقبل وفقا للنظام الذي يتفقون عليه‪.‬‬
‫‪ ‬مفه‪%% % % % %‬وم‪ %‬مقاصد الش‪%% % % % %‬ريعة هي‪ :‬احلكم والغاي‪%% % % % %‬ات اليت أرادها اهلل من أوام‪%% % % % %‬ره ونواهيه لتحقيق عبوديته‬
‫وإصالح حال العباد يف الدراين‪.‬‬
‫‪ ‬ومقاصد الش‪%%‬ريعة الكلية هي‪ .1 :‬الض‪%%‬روريات‪ ،‬واليت إن مس‪%%‬ها ضري ض‪%%‬رة األمة هبا؛ يف دينها ونفوس‪%%‬ها‬
‫ونس‪%% % %‬لها وعقلها وماهلا؛ وذلك ب‪%% % %‬اهلالك يف ال‪%% % %‬دنيا واخلس‪%% % %‬ران يف اآلخ‪%% % %‬رة‪ .2 .‬احلاجي‪%% % %‬ات‪ ،‬وهي تتمة‬
‫للض‪%% % %‬روريات‪ ،‬وهي اليت إن فق‪%% % %‬دت؛ ف‪%% % %‬احلرج واملش‪%% % %‬قة يف األمة وقعت‪ .3 .‬التحس‪%% % %‬ينات‪ :‬وهي متتمة‬
‫للحاجيات والضروريات وفق اجلمال الظاهري‪ ،‬وال جيعل من األمة حمرجة وشاقة حال فقداهنا‪.‬‬
‫‪ ‬وقد ش‪%% %‬رع الش‪%% %‬ارع ألجل حفظ ه‪%% %‬ذه الض‪%% %‬روريات ج‪%% %‬انبني‪ .1 :‬حفظها من ج‪%% %‬انب الوج‪%% %‬ود‪ :‬وذلك‬
‫ترسيخا وثباتًا يف قلوب الن‪%%‬اس‪ ،‬ويف تص‪%%‬رفاهتم‪،‬‬‫ً‬ ‫بتشريع ما يثبت املؤصل منها‪ ،‬ويقرر أركاهنا‪ ،‬ويزيدها‬
‫ويف س‪%%‬لوكهم‪ % .2 .‬وحفظها من ج‪%%‬انب الع‪%%‬دم‪ :‬فيك‪%%‬ون مبنع ما يط‪%%‬رأ عليها من اخللل والض‪%%‬عف‪ ،‬وذلك‬
‫بوضع احلدود والعقوب ‪%%‬ات على من يتع ‪%%‬دى عليه ‪%%‬ا‪ ،‬واكتس ‪%%‬اب ما يقويها ويثبته ‪%%‬ا‪ ،‬بال ‪%%‬دعوة واجله ‪%%‬اد يف‬
‫سبيل اهلل‪.‬‬
‫‪ ‬وقد دل على مش‪%%‬روعية الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي الكت‪%%‬اب والس‪%%‬نة‪ ،‬وله نظ‪%%‬ائر يف تص‪%%‬رفات الش‪%%‬ارع‪ :‬ك‪%%‬الوقف‬
‫بشرط االنتفاع‪ ،‬والزكاة املودع يف بيت املال‪ ،‬ودية اخلطأ على العاقلة وغريها‪.‬‬
‫‪ ‬واحلد الشرعي له من التأمني التقليدي‪ .1 :‬أنه مبين على أس‪%‬اس التع‪%‬اون‪ .2 .‬واجلهالة والغ‪%‬رر ال‪%‬ذي فيه‬
‫به يغتفر‪ .3 .‬وهي خالية من ربا الفضل والنسيئة‪ .4 .‬وفائض أموال املستأمنني يع‪%%‬ود عليهم‪ ،‬واألرب‪%%‬اح‬

‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪28‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫حالة اس‪%% %‬تثمار أم‪%% %‬واهلم أو اخلس‪%% %‬ارة تع‪%% %‬ود هلم وفق األقس‪%% %‬اط املدفوعة فيه وبق‪%% %‬درها‪ .5.‬والش ‪%%‬ركة حالة‬
‫تأمينها حملفظة التكافل والقي‪%% %‬ام على أنش‪%% %‬طتها وكيلة ب‪%% %‬أجر‪ ،‬وحالة اس‪%% %‬تثمارها ألم ‪%% %‬وال ح‪%% %‬املي الوثيقة‬
‫مض‪%%‬اربة معهم‪ .6 .‬وال احتك‪%%‬ار لألم‪%%‬وال في‪%%‬ه‪ .7 .‬وح‪%%‬املي وثيقة الت‪%%‬أمني هو املؤمن واملس‪%%‬تأمن نفس‪%%‬ه‪،‬‬
‫فحقيقة عمل الش ‪%% %‬ركة مرتبطة هبم‪ .8 .‬والش ‪%% %‬ركة ملزمة بالعمل بأحك ‪%% %‬ام الش ‪%% %‬ريعة اإلس ‪%% %‬المية يف إدارة‬
‫عملية التأمني‪ ،‬ويف اس‪%‬تثمار األم‪%‬وال‪ .9 .‬والتع‪%‬ويض يف الت‪%‬أمني على األش‪%‬ياء يك‪%‬ون بق‪%%‬در الض‪%%‬رر الن‪%‬اتج‬
‫عن وقوع األخطار املؤمن منه‪%‬ا‪ ،‬ويف ح‪%‬دود مبلغ الت‪%‬أمني‪ .10 .‬وهن‪%‬اك هيئة ش‪%‬رعية رقابية على ش‪%‬ركة‬
‫التأمني‪ .11 .‬ينص يف العقد ملن يريد املشاركة أن اهلدف منه التعاون واملواسات‪ ،‬والتعاوض ال‪%%‬ذي فيه‬
‫هو ألجله‪.‬‬
‫‪ ‬وعمل الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي يف ض‪%%‬وء مقاصد الش‪%%‬ريعة هو وفق ض‪%%‬ابطني‪ .1 :‬ض‪%%‬ابط عمل الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي‬
‫يف ضوء بعض مسالك الكشف عن مقاصد الش‪%‬ريعة‪ ،‬وهي‪ :‬أ‪ .‬ظ‪%‬واهر النص‪%‬وص ب‪ .‬األوامر والن‪%‬واهي‬
‫ج‪ .‬الق‪%% %‬رائن د‪ .‬تأص‪%% %‬يل الكلي‪%% %‬ات وربط جزئياهتا هبا هـ‪ .‬قاع‪%% %‬دة االس‪%% %‬تدالل –املص‪%% %‬لحة املرس ‪%%‬لة‪.2 .-‬‬
‫وض‪%%‬ابط الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي يف ض‪%%‬وء عالقته مبقاصد الش‪%%‬ريعة‪ ،‬والعالقة ه‪%%‬ذه تكمن يف حفظها ملال اجملتمع‬
‫من ج‪%% % %‬انب الوج‪%% % %‬ود‪ :‬وهو حفظ ما حصل وحتقق من املال والعمل ألجل منائه وزيادت‪%% % %‬ه‪ ،‬ومن ج‪%% %‬انب‬
‫الع ‪%% %‬دم‪ :‬وهو العمل على جمانبة املال احملص‪%% %‬ول من الض ‪%% %‬ياع؛ وذلك بإيداعه يف ش ‪%% %‬ركة الت ‪%% %‬أمني التك‪%% %‬ايف‬
‫التعاوين‪ ،‬بدل إيداعه يف شركات جتارية غري ملتزمة بأحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫يوصي البحث ال ‪%%‬دول العربية واإلس ‪%%‬المية العمل بالت ‪%%‬أمني التك ‪%%‬افلي ‪-‬ألنه دل على مش ‪%%‬روعيته مقاصد الش ‪%%‬ريعة‪-‬‬
‫ب‪%‬داًل من الت‪%%‬أمني التج‪%%‬اري التقلي‪%%‬دي‪ ،‬ألن األخري يع‪%%‬ود على األمة اإلس‪%%‬المية بالض‪%%‬رر املادي واملعن‪%%‬وي؛ من خالل‬
‫تأمينها ألم‪%‬وال األم‪%‬ة‪ ،‬وذلك ألن العمل الق‪%‬ائم فيه مبين على اجلهالة والغ‪%‬رر وال‪%‬دخول يف الربا بنوعيه ربا الفضل‬
‫وربا النسيئة‪ ،‬وكذلك امليسر والقمار‪ ،‬وهي حمرمة بإمجاع األمة‪.‬‬

‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪29‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ ‬ابن منظور‪ ،‬أبو الفضل مجال الدين حممد بن مكرم‪ .‬لسان العرب‪ .‬دار صادر‪2003 :‬م‪.‬‬
‫‪ ‬ابن ِس‪َ % % % % % %‬‬
‫يده‪ ،‬أبو احلسن علي بن إمساعيل املرس ‪%% % % % %‬ي‪ .‬المحكم والمحيط األعظم‪ .‬حتقي ‪%% % % % %‬ق‪ :‬عبد احلميد‬
‫هنداوي‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪2000 .‬م‪.‬‬
‫‪ ‬ابن اجلوزي‪ %،‬عبد الرمحن‪ .‬زاد المسير‪ .‬بريوت‪ :‬دار ابن حزم‪ .‬ط‪2002 .1‬م‪.‬‬
‫‪ ‬أبو عيسى الرتمذي‪ %.‬سنن الترمذي‪.‬‬
‫‪ ‬أبو غ ‪%% % %‬دة‪ ،‬عبد الس ‪%% % %‬تار‪ .‬الت ـ ــأمين اإلس ـ ــالمي التك ـ ــافلي أو التع ـ ــاوني‪ :‬أسسه الش ـ ــرعية وض ـ ــوابطه‪.‬‬
‫‪www.altakaful-ins.ps/uploads/data/mzaya/2.pdf‬‬ ‫والتكييف لجوانبه الفنية‪.‬‬
‫‪ ‬أون‪%%‬اغن‪ ،‬عبد الس‪%%‬الم إمساعيل‪ .‬المبــاديء األساســية للتــأمين التكــافلي وتأصــيلها الشــرعي‪ .‬ورقة حبثية‬
‫ق‪%% %‬دمت ملؤمتر الت‪%% %‬أمني التع‪%% %‬اوين‪ ،‬أبع‪%% %‬اده وآفاقه وموقف الش‪%% %‬ريعة اإلس‪%% %‬المية من‪%% %‬ه‪ ،‬بالتع‪%% %‬اون بني اجلامعة‬
‫األردني‪%% % % %‬ة‪ .‬جممع الفقه اإلس‪%% % % %‬المي ال‪%% % % %‬دويل‪ .‬املنظمة اإلس‪%% % % %‬المية املغربي‪%% % % %‬ة‪ .‬املعهد اإلس‪%% % % %‬المي للبح‪%% % %‬وث‬
‫والتدريب‪ 28-26 .‬ربيع الثاين ‪1431‬هـ‪ 13-11 .‬إبريل ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ ‬إمام احلرمني عبد امللك اجلويين‪ .‬البرهان في أصول الفقه‪ .‬حتقيق‪ :‬عبد العظيم الديب‪ .‬قطر‪ :‬طبع على‬
‫نفقة خليفة بن محد آل ثاين أمري دولة قطر‪ .‬ط‪1399 .1‬هـ‪.‬‬
‫‪ ‬إمام احلرمني‪ .‬التلخيص في أصول الفقه‪ .‬حتقيق‪ :‬عبد اهلل جومل النبايل‪ .‬وبشري أمحد العم‪%%‬ري‪ .‬ب‪%%‬ريوت‪:‬‬
‫دار البشائر اإلسالمية‪1417 .‬هـ‪1996 -‬م‪.‬‬
‫‪ ‬إمام احلرمني‪ .‬غياث األمم في التياث الظلم‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ .‬ط‪.1997 .1‬‬
‫‪ ‬إم‪%% % %‬ام احلرمني‪ .‬نهاية المطلب في دراية الم ـ ــذهب‪ .‬حتقي ‪%% %‬ق‪ :‬عبد العظيم حمم‪%% % %‬ود ال‪%% % %‬ديب‪ .‬ج ‪%% %‬دة‪ :‬دار‬
‫املنهاج‪ .‬ط‪2007 .1‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الرملي‪ ،‬حممد بن شهاب الدين‪ .‬نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج‪ .‬بريوت‪ :‬دار الفكر‪1984 .‬م‪.‬‬
‫‪ ‬أبو زه ‪%%‬رة‪ ،‬حمم ‪%%‬د‪ .‬حكم الت ــأمين في الش ــريعة اإلس ــالمية‪ .‬دمش ‪%%‬ق‪ :‬جملد أعم ‪%%‬ال أس ‪%%‬بوع الفقه الث ‪%%‬اين‪.‬‬
‫‪.1961‬‬
‫‪ ‬البخاري‪ ،‬حممد بن إمساعيل بن بردزبة‪ .‬صحيح البخاري‪ ،‬الجامع الصحيح‪2002 .‬م‪.‬‬
‫‪ ‬البدوي‪ ،‬يوسف أمحد حممد‪ .‬مقاصد الشريعة عند ابن تيمية‪ .‬األردن‪ :‬دار النفائس‪2000 .‬م‪.‬‬
‫‪ ‬بو ه‪%%‬راوة‪ ،‬الس‪%%‬عيد‪ .‬التكــييف الشــرعي للتــأمين التكــافلي‪ .‬ورقة حبثية نش‪%%‬رت يف الن‪%%‬دوة الدولية ح‪%%‬ول‪.‬‬
‫شركة التأمني التقليدي ومؤسسات الت‪%%‬أمني التك‪%%‬افلي بني األسس النظرية والتجربة التطبيقي‪%%‬ة‪26-25 .‬‬
‫أفريل‪2011 .‬م‪.‬‬

‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪30‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫‪ ‬اجلرجاين‪ ،‬علي بن حممد الشريف‪ .‬التعريفات‪ .‬بريوت‪ :‬مكتبة لبنان‪ .‬ب‪.‬ط‪1985 .‬م‪.‬‬
‫‪ ‬اجلرف‪ ،‬حممد س ‪%%‬عدو‪ .‬مقارنة بين أسس الت ــأمين التج ــاري والت ــأمين التع ــاوني‪ .‬ورقة حبثية نش ‪%%‬رت يف‬
‫الن‪%% % %‬دوة الدولية ح‪%% % %‬ول (ش‪%% % %‬ركة الت‪%% % %‬أمني التقلي‪%% % %‬دي ومؤسس‪%% % %‬ات الت‪%% % %‬أمني التك‪%% % %‬افلي بني األسس النظرية‬
‫والتجربة التطبيقية)‪ 26-25 .‬أفريل‪2011 .‬م‪.‬‬
‫‪ ‬اجلواهري‪ ،‬إمساعيل بن محاد‪ .‬الصــحاح تــاج اللغة وصــحاح العربية‪ .‬حتقي‪%%‬ق‪ :‬أمحد عبد الغف‪%%‬ور عط‪%%‬ار‪.‬‬
‫بريوت‪ :‬دار العلم للماليني‪ .‬ط‪1990 .4‬م‪.‬‬
‫‪ ‬حسـني حامد حس‪%% %‬ان‪ .‬أسس التكـ ــافلي التعـ ــاوني في ضـ ــوء الشـ ــريعة اإلسـ ــالمية‪ .‬ديب‪1425 :‬هـ ‪/‬‬
‫‪2004‬م‪.‬‬
‫‪ ‬ال‪%%‬رازي‪ ،‬حممد بن أيب بك‪%%‬ر‪ .‬مختــار الصــحاح‪ .‬إخ‪%%‬راج‪ :‬دائ‪%%‬رة املع‪%%‬اجم يف مكتبة لبن‪%%‬ان‪ .‬ب‪%%‬ريوت‪ :‬مكتبة‬
‫لبنان‪ .‬ب‪.‬ط ‪1986‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الزركشي‪ ،‬ب‪%%‬در ال‪%%‬دين حممد بن هبادر‪ .‬البحر المحيط في أصــول الفقه‪ .‬حتقي‪%%‬ق‪ :‬حممد ت‪%%‬امر‪ .‬ب‪%%‬ريوت‪:‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ .‬د‪.‬ط‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الزخمش‪%%‬ري‪ %،‬ج‪%%‬ار اهلل حمم‪%%‬ود بن عمر‪ .‬أســاس البالغة‪ .‬حتقي‪%%‬ق‪ :‬حممد باسل عي‪%%‬ون الس‪%%‬ود‪ .‬ب‪%%‬ريوت‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬ط‪1998 .1‬م ‪.‬‬
‫‪ ‬الش‪%%‬اذيل‪ ،‬حسن علي‪ .‬التــأمين التعــاوني اإلســالمي‪ ،‬حقيقتــه‪ ،‬أنواعــه‪ ،‬مشــروعيتهـ‪ .‬ورقة حبثية ق‪%%‬دمت‬
‫ملؤمتر الت ‪%%‬أمني التع ‪%%‬اوين‪ ،‬أبع ‪%%‬اده وآفاقه وموقف الش ‪%%‬ريعة اإلس ‪%%‬المية من ‪%%‬ه‪ ،‬بالتع ‪%%‬اون بني اجلامعة األردني ‪%%‬ة‪.‬‬
‫جممع الفقه اإلس‪%%‬المي ال‪%%‬دويل‪ .‬املنظمة اإلس‪%%‬المية املغربي‪%%‬ة‪ .‬املعهد اإلس‪%%‬المي للبح‪%%‬وث والت‪%%‬دريب‪-26 .‬‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين ‪1431‬هـ‪ 13-11 .‬إبريل ‪2010‬م‪ .‬ص‪.23‬‬
‫‪ ‬الشاطيب‪ ،‬إبراهيم بن موسى‪ .‬الموافقاتـ‪ .‬حتقي‪%%‬ق‪ :‬أبو عبي‪%‬دة مش‪%%‬هور بن حسن آل س‪%%‬لمان‪ .‬دار عف‪%%‬ان‪.‬‬
‫ط‪1997 .1‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الشاطيب‪ .‬االعتصام‪ .‬تحقيق‪ :‬أبو عبيدة مشهور بن حسن‪ .‬مكتبة التوحيد‪ .‬د‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ ‬الش ‪%% %‬وكاين‪ ،‬حممد بن علي بن حمم ‪%% %‬د‪ .‬إرشـ ــاد الفحـ ــول إلي تحقيق الحق من علم األصـ ــول‪ .‬حتقي‪%% %‬ق‪:‬‬
‫الشيخ أمحد عزو عناية‪ .‬دمشق‪ :‬دار الكتاب العريب‪ .‬ط‪1999 .1‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الفراهي‪%% % %‬دي‪ ،‬اخلليل بن أمحد‪ .‬كت ـ ــاب العين‪ .‬ت‪%% % %‬رتيب‪ :‬د‪ .‬عبد احلميد اهلن‪%% % %‬داوي‪ .‬ب‪%% % %‬ريوت‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ .‬ط‪2003 .1‬م‪.‬‬
‫‪ ‬الفيومي‪ ،‬أمحد بن حممد املقري‪ .‬المصباح المنير في غـريب الشـرح الكبـير للـرافعي‪ .‬حتقي‪%%‬ق‪ :‬د‪ .‬عبد‬
‫العظيم الشناوي‪ .‬القاهرة‪ :‬دار املعارف‪ .‬ط‪.2‬‬

‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪31‬‬
‫التأمين التكافلي في ضوء مقاصد الشريعة‬
‫‪www.alukah.net ‬‬

‫‪ ‬ق‪%‬انون احتادي لدولة اإلم‪%‬ارات العربية املتح‪%‬دة‪ .‬رقم (‪ %)6‬لس‪%‬نة‪ 2007‬م‪ .‬موض‪%‬وع‪ %/‬إنش‪%‬اء هيئة الت‪%%‬أمني‬
‫وتنظيم أعماله‪ ،‬الباب التمهيدي للتعريفات املتعلقة بالتأمني املادة (‪.)1‬‬
‫‪ ‬ق ‪%%‬رار جممع الفقه اإلس ‪%%‬المي جبدة بش ‪%%‬أن الت ‪%%‬أمني وإع ‪%%‬ادة الت ‪%%‬أمني يف دورة انعق ‪%%‬اد م ‪%%‬ؤمتره الث ‪%%‬اين جبدة من‬
‫‪ 16-10‬ربيع اآلخر ‪1406‬هـ‪/28-22 .‬كانون األول ديسمرب ‪1985‬م‪.‬‬
‫‪ ‬ق ‪%%‬رار اجملمع الفقهي يف دورته األوىل املنعق ‪%%‬دة يف ‪ 10‬ش ‪%%‬عبان ‪1398‬هـ مبكة املكرمة واملتفقة على ق ‪%%‬رار‬
‫جملس هيئة كبار العلماء يف اململكة العربية السعودية رقم ‪ 51‬يف ‪.4/4/1397‬‬
‫‪ ‬قرار اجملمع الفقهي يف دورته األوىل املنعقدة يف ‪ 10‬شعبان ‪1398‬هـ مبكة املكرمة‪.‬‬
‫‪ ‬القضاة‪ ،‬موسى مصطفى‪ .‬حقيقة التأمين التكافلي‪ .‬ورقة حبثية نش‪%%‬رت يف الن‪%%‬دوة الدولية ح‪%%‬ول (ش‪%%‬ركة‬
‫الت‪%% % %‬أمني التقلي‪%% % %‬دي ومؤسس‪%% % %‬ات الت‪%% % %‬أمني التك‪%% % %‬افلي بني األسس النظرية والتجربة التطبيقي‪%% % %‬ة)‪26-25 .‬‬
‫أفريل‪2011 .‬م‪.‬‬
‫‪ ‬العسقالين‪ ،‬أمحد بن علي بن حجر‪ .‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ .‬دارالريان للرتاث‪:‬‬
‫‪1986‬م‪ .‬ب‪.‬ط‪.‬‬
‫‪ ‬الك‪%% %‬وردي‪ ،‬أمني حجي حممد أمني‪ .‬التأسـ ــيس المقاصـ ــدي عند إمـ ــام الحـ ــرمين الجويـ ــني‪ .‬حبثر ماجس ‪%% %‬تري غري‬
‫منشور‪ .‬يف مكتبة اجلامعة العاملية اإلسالمية يف ماليزيا‪ .‬ديسمرب ‪.2012‬‬
‫‪ ‬مالك بن أنس‪ .‬المدونة‪ .‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ .‬ط‪1995 .1‬م‪.‬‬
‫‪ ‬جملس اخلدمات املالية اإلسالمية‪ .‬المباديء اإلرشادية لضوابط التأمين التكافلي‪ ،‬ديسمرب‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫‪ ‬حمم‪%% %‬د‪ ،‬حامد حس‪%% %‬ن‪ .‬الـــدور التنمـــوي لشـ ــركات التـــأمين التع ــاوني اإلسـ ــالمي‪ .‬اآلف‪%% %‬اق واملعوق‪%% %‬ات‬
‫واملش ‪%%‬اكل‪ .‬ورقة حبثية ق ‪%%‬دمت ملؤمتر الت ‪%%‬أمني التع ‪%%‬اوين‪ .‬أبع ‪%%‬اده وآفاقه وموقف الش ‪%%‬ريعة اإلس ‪%%‬المية من ‪%%‬ه‪.‬‬
‫بالتع‪%% % % %‬اون بني اجلامعة األردني‪%% % % %‬ة‪ .‬جممع الفقه اإلس‪%% % % %‬المي ال‪%% % % %‬دويل‪ .‬املنظمة اإلس‪%% % % %‬المية املغربي‪%% % %‬ة‪ .‬املعهد‬
‫اإلسالمي للبحوث والتدريب‪ 28-26 ،‬ربيع الثاين ‪1431‬هـ‪ 13-11 .‬إبريل ‪2010‬م‪.‬‬
‫‪ ‬ن‪%%‬وال‪ ،‬بو نش‪%%‬ادة‪ .‬العمل المؤسساتي التكــافلي بين جهـود التأصــيل وواقعية التطــبيق‪ .‬حبث مق‪%%‬دم إىل‬
‫كلية العل‪%%‬وم االقتص‪%%‬ادية والتجارية وعل‪%%‬وم التيس‪%%‬ري‪ .‬جامعة فرح‪%%‬ات عب‪%%‬اس‪ .‬يف ن‪%%‬دوهتا ح‪%%‬ول (مؤسس‪%%‬ات‬
‫الت‪%% % % % % %‬أمني التك‪%% % % % % %‬افلي والت‪%% % % % % %‬أمني التقلي‪%% % % % % %‬دي بني األسس النظرية والتجربة التطبيقي‪%% % % % % %‬ة)‪ 26-25 .‬أفريل‬
‫‪2011‬م‪.‬‬
‫المواقع‪:‬‬
‫‪ ‬موقع الشيخ الدكتور حممد خري الشعال ‪./www.dr-shaal.com‬‬
‫‪ ‬موقع الشيخ علي حمي الدين القرداغي ‪/www.qaradaghi.com‬‬
‫‪http://www.onislam.net/arabic /‬‬ ‫‪ ‬موقع أون إسالم‪:‬‬

‫‪www.alukah.net ‬‬ ‫‪32‬‬

You might also like