You are on page 1of 17

‫الفصل األول ‪ .................................................

‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫يف ظل التحوالت االقتصادية و املتغريات العاملية اجتهت اجلزائر إىل التغيري التدرجيي للسياسة‬
‫االقتصادية باالعتماد على قوى السوق‪ ،‬مما زاد االهتمام باملؤسسات اخلاصة و كان نتيجة لذلك بروز قطاع‬
‫املؤسسات الصغرية و املتوسطة اليت تلعب دورا مهما يف جمال تنويع اهليكل الصناعي ‪ ،‬خاصة بعد ما‪ ‬الت إليه‬
‫املؤسسات الكبرية اليت كانت تعد قاعدة التنمية االقتصادية‪ ،‬و هذا بعد أن كان دور املؤسسة الصغرية و‬
‫املتوسطة مغيبا لفرتة طويلة‪ ،‬و يف هذا اإلطار قامت السلطات العمومية يف اجلزائر باختاذ مجلة من اإلجراءات‬
‫لدعم هذه املؤسسات الصغرية سواء يف اجلوانب املالية و التشريعية و التنظيمية‪ ،‬كما قامت بعدة مبادرات‬
‫هدفت إىل تشجيع الشباب و صغار املستثمرين للتوجه حنو القطب االستثماري اجلديد بإنشاء هياكل تدعم‬
‫هذه املؤسسات و تأهلها يف خمتلف قطاعات النشاطات االقتصادية‪.‬‬
‫حناول من خالل هذا الفصل توضيح أنواع مصادر متويل املؤسسات الصغرية و املتوسطة و أهم‬
‫مشاكل التمويل املعرتضة لطريقها و اهلياكل املنشأة من أجل مواجهة هذه املشاكل أو حىت ختفيفها و‬
‫الدراسات السابقة اليت تناولت هذا املوضوع أو حىت جزء منه ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫المبحث األول ‪ :‬إشكالية تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬


‫المطلب األول ‪ :‬مصادر التمويل الكالسيكية للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫الفرع األول‪ :‬التمويل الداخلي ل ‪PME‬‬
‫‪ .1‬التمويل الذاتي ‪:‬‬
‫يعترب التمويل الذايت هو الفائض املخصص من طرف املؤسسات الذي يسمح هلا بالتكفل مبواردها اخلاصة‪ ،‬كما‬
‫يشمل تلك األموال اليت ولدهتا املؤسسة من عملياهتا اجلارية وهو من أهم مصادر متويل املؤسسات الصغرية‬
‫‪1‬‬
‫واملتوسطة خاصة الناشئة حيث يتم عن طريق املدخرات الشخصية لصاحب املشروع‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التمويل الخارجية لـ ‪PME‬‬
‫تتمثل مصادر التمويل اخلارجية للمؤسسات‪ PME‬يف التمويل من القطاع الرمسي القطاع الغري رمسي‬
‫‪ .I‬مصادر التمويل الخارجية من القطاع الرسمي‬
‫االئتمان التجاري ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫وهو حتويل قصري اآلجل تتحصل عليه املؤسسة من املوردين ويتمثل يف قيمة املشرتيات اآلجلة للسلع اليت‬
‫تتاجر فيها أو تستخدمها يف عملية اإلنتاج حيث تعتمد تكلفة هذا النوع من التمويل على شروط‬
‫‪2‬‬
‫املوردين‬
‫االئتمان المصرفي ‪ :‬تشكل التسهيالت االئتمانية اليت ميكن أن حيصل عليها املشروع من البنوك‬ ‫‪-2‬‬
‫التجارية واملؤسسات التجارية واملؤسسات املصرفية مصدر آخر من مصادر التمويل‬
‫حيث يعرف على أنه الثقة اليت يوليها املصرف التجاري لشخص ما حيث يوضع حتت تصرفه مبلغا من النقود‬
‫أو يكلفه فيه لفرتة حمددة يتفق عليها من بني الطرفني ‪،‬وذلك لقاء عائد معني يتحصل عليه املصرف من‬
‫‪3‬‬
‫املقرتضني يتمثل يف الفوائد والعموالت واملصاريف‬

‫‪1‬عواطف م حسن ‪ ،‬رسالة ماجستري بعنوان إشكالية التمويل املصريف للمؤسسات الصغرية و املتوسطة يف اجلزائر ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪ ، 2008 ،‬ص‬
‫‪86‬‬

‫‪ 2‬عواطف محسن ‪ ،‬رسالة ماجستري بعنوان إشكالية التمويل املصريف نفس املرجع السابق ص‪87‬‬
‫‪ 3‬عواطف محسن ‪ ،‬رسالة ماجستري بعنوان إشكالية التمويل املصريف نفس املرجع السابق ص‪87‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫قروض المؤسسات والهيئات المتخصصة في تمويل ‪ :PME‬تدخل هذه القروض يف إطار‬ ‫‪-3‬‬
‫اإلئتمان املصريف الذي متنحه البنوك واملؤسسات املصرفية للمؤسسات إال أنه توجد عروض‬
‫متنحها جهات آخرى حكومية وغري حكومية على شكل صناديق أو مجعيات مثل ‪ANSEJ‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ENGEM CNAC‬وغريها‬
‫‪ .II‬مصادر التمويل الخارجية غير الرسمية‬
‫يقصد مبصطلح غري رمسي يف اإلقتصاد هو مزاولة النشاط اإلقتصادي خارج إطار القانون والقواعد الرمسية‬
‫املنظمة للنشاط يف الدولة و منها ‪:‬‬
‫‪ .1‬قروض األهل و األقارب ‪ :‬يعترب من املصادر األساسية للتمويل و هو أول مصدر يتوجه غليه‬
‫صاحب املشروع الصغري عندما تعجز موارده الذاتية عن توفري التمويل الالزم ملشروعه ‪.‬‬
‫‪ .2‬قروض المرابين ‪ :‬يطلق هذا املصطلح على فئة املمولني غري الرمسيني الذين يقدمون القروض بفائدة‬
‫مرتفعة جدا يف العادة ما تكون قصري األجل ‪ ،‬حيث ال ميول املشاريع اجلديدة إال بشروط غاية يف‬
‫الصعوبة الرتفاع املخاطرة ‪.‬‬
‫‪ .3‬محالت الرهانات ‪ :‬و هؤالء يقمون خدماهتم التمويلية ملن ميلك أصول عينية ميكن تداوهلا يف السوق‬
‫فيقومون برهنها رهنا حيازيا لدى املقرض‪ ،‬وحيصلون على قرض قصري األجل بنسبة أقل من األصول‬
‫املرهونة‪.‬‬
‫‪ .4‬إقراض التجار لزبائنهم ‪ :‬ميول التاجر أحد أصحاب احلرف أو املؤسسات الصغرية مببلغ من املال‬
‫مقابل إلتزام احلريف أو الصانع ببيع إنتاجه كامال إىل التاجر‪ ،‬وقد يتفق التاجر على تقاضي فائدة‬
‫‪2‬‬
‫صرحية‪ ،‬أو يراعي ذلك من خالل السعر الذي يشرتي به ويكون أقل من سعر السوق‪.‬‬
‫المطلب الثاني الطرق المستحدثة لتمويل الـ ‪PME‬‬
‫يف ضل تعدد مصادر التمويل السابقة للمؤسسات الصغرية واملتوسطة ومقابل إفتقار هذه األخرية للضمانات‬
‫املطلوبة‪ ،‬وإرتفاع تكلفة التمويل غري الرمسي من جهة أخرى‪ ،‬وحاجة هذه املؤسسات لألموال إلنطالق‬
‫نشاطها; تظهر بدائل متويلية حديثة تعمل على متويل طويل األجل‪ ،‬وإجياد حل ملشاكل متويل هذا النوع من‬
‫املؤسسات ومن بينها‬

‫‪ 1‬عواطف محسن ‪ ،‬رسالة ماجستري بعنوان إشكالية التمويل املصريف نفس املرجع السابق ص‪91‬‬
‫‪ 2‬عواطف محسن ‪ ،‬رسالة ماجستري بعنوان إشكالية التمويل املصريف نفس املرجع السابق ص‪93-91‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫الفرع األول ‪ :‬أسلوب التمويل اإلجاري‬


‫يعرف على أنه عقد تأجري يقوم مبقتضاه مالك األصل مبنح طرف آخر حق إستخدامه خالل فرتة زمنية متفق‬
‫عليها‪ ،‬وذلك مقابل قيمة إجارية حمددة دون اإللتزام بشرائه ومقابل هذه امليزة يلتزم املستأجر بسداد القيمة‬
‫اإلجارية ىالدورية على أساس شهري أو ربع سنوي حسب ما يتم اإلتفاق عليه يف عقد التأجري‪.1‬‬
‫الفرع الثاني التمويل بشركات رأس المال المخاطر‬
‫هي طريقة تسمح بإعطاء املؤسسات الصغرية واملتوسطة األموال الالزمة لنموها وسد كل إحتياجاهتا وموجه‬
‫للمؤسسات املسعرة فيس البورصة وفيه املستثمر يف رأس املال اخلاطر عبارة عن مشارك عملي يقبل بتحمل‬
‫جزء من اخلطر احمليط باملؤسسة ‪ ،‬حيث تكون ااملسامهة مقدرة بـ ‪ % 20‬على األقل يف رأس مال املؤسسة‬
‫‪2‬‬
‫وملدة ترتاوح بني ‪ 5‬و‪ 10‬سنوات‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مشاكل تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬
‫انه كلما تعددت املصادر التمويلية للمؤسسة كلما تيسرت شروط احلصــول عليهــا ‪،‬لكن املالحــظ بالنسـبة‬
‫للمؤسسات الصغرية واملتوسطة انه بالرغم من تعدد هذه املصادر وما تشكله من أمهية يف جناحهــا و واســتمرارها‬
‫إال أن فــرص الوصــول إليهــا تبقى ضــعيفة ‪،‬حيث أثبتت الدراســات وحتليــل واقــع تلــك املؤسســات أهنا تعــاين من‬
‫مشــاكل متويليــة عديــدة متداخلــة من حيث أســباهبا ونتائجها ‪،‬وهــذا على مســتوى مجيــع أحناء العــامل ‪،‬غــري أن هــذه‬
‫املشاكل تتعاظم يف الدول النامية والعربية بشكل خاص نظرا لطبيعة حال القطاع املايل فيها الـذي يرتكـز بصـفة‬
‫أساســية على البنــوك ‪،‬والــذي يتســم بشــيء من الضــحالة والقصــور وعــدم االنتشــار واالفتقــار للعديــد من أدوات‬
‫وأساليب التمويل املختلفة ‪،‬فضال عن ضعف قدرات ومهارات صغار املستثمرين‪.‬‬
‫و هذه املشاكل تصنف إىل ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مشاكل متعلقة بالتمويل المصرفي‪:‬‬
‫تواج ــه املؤسس ــات الصــغرية واملتوس ــطة ص ــعوبات ومعوق ــات عدي ــدة عنــدما ت ــرغب يف احلصــول على متوي ــل‬
‫لنشاطاهتا من القطاع املايل املنظم والسيما من البنوك التجارية ‪،‬وميكن إجياز أهم هذه الصعوبات يف‪:‬‬

‫‪ 1‬عواطف محسن ‪ ،‬رسالة ماجستري بعنوان إشكالية التمويل املصريف نفس املرجع السابق ص‪93‬‬
‫‪ 2‬عواطف محسن ‪ ،‬رسالة ماجستري بعنوان إشكالية التمويل املصريف نفس املرجع السابق ص‪95‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫املبالغة يف املطالبة بالضمانات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫صعوبة احلصول على القروض‪.‬ـ‬ ‫‪-‬‬

‫عزوف البنوك عن إقراض املؤسسات الصغرية الرتفاع درجة خماطر االستثمار فيها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫مطالبة أصحاب هذه املؤسسات بضمانات كبرية قد ال يستطيعون توفريها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ارتفاع أسعار الفائدة على القروض لتأمني درجة املخاطرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫عــدم حتمس البنــوك إلقــراض املؤسســات الصــغرية واملتوســطة لصــغر حجم معامالهتا مــع مــا تكلفــه هــذه‬ ‫‪-‬‬
‫املعامالت من أعباء إدارية على البنوك‪.‬‬
‫غالبا ما تكون حجم القروض املمنوحة حمدودة وغري كافية لتنمية املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫طول إجراءات منح القروض هلذه املؤسسات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫عدم مراعاة السياسة النقدية ألوضاع املؤسسات الصغرية بصفة عامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حمدودية حجم و نوع التمويل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫طول مدة اإلجراءات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مشاكل متعلقة بالمؤسسة‪:‬‬

‫ضعف التمويل الذايت‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫عدم االهتمام بالتخطيط املايل‬ ‫‪-‬‬

‫السياسة املالية اخلاطئة‬ ‫‪-‬‬

‫التساهل يف حتديد فرتات املديونية للزبائن‬ ‫‪-‬‬

‫ضعف الرقابة على السيولة النقدية الواردة والصادرة‬ ‫‪-‬‬

‫عدم الفصل بني الذمة املالية لصاحب املؤسسة والذمة املالية اخلاصة باملؤسسة‬ ‫‪-‬‬

‫حفيف فوزية ‪،‬إشكالية متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪-‬حالة اجلزائر رسالة ماجستري ‪،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيري ‪،‬جامعة سعد دحلب البليدة ‪،‬اجلزائر ‪.2009 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫عدم االستغالل األمثل للموارد املالية املتاحة لديها‬ ‫‪-‬‬

‫‪1‬‬
‫ضعف الوعي احملاسيب لدى أصحاب املؤسسات الصغرية‬ ‫‪-‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬مشاكل تمويلية أخرى‪:‬‬

‫عدم وجود مؤسسات متخصصة يف متويل املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬ ‫‪-‬‬

‫عدم تناسب السياسة اجلمركية والضريبية مع خصوصية املؤسسات الصغرية واملتوسطة‬ ‫‪-‬‬

‫‪2‬‬
‫عدم القدرة على اللجوء إىل األسواق املالية و البورصة لعدم وجودها أصال ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الهياكل المنشأة من أجل تمويل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪.‬‬


‫إن إقامة وتطوير املؤسسة الصغرية و املتوسطة اخلاصة يف اجلزائر قد حتقق بفضل االستشارات اخلاصة‬
‫املنجزة يف خمتلف اجملاالت فكان من الضروري تأطري و تنظيم هذا القطاع يف التنمية االقتصادية و‬
‫االجتماعية فقد تطلب األمر وضع أساليب قانونية و تنظيمية و مالية لتوجيه و حتديد جماالته وسبل دعمه‬
‫المطلب األول ‪ :‬الهياكل القانونية‪:‬‬
‫أصدرت اجلزائر عدة مراسيم تشريعية و قوانني تتعلق برتقية و دعم االستثمارات اخلاصة فنجد منها ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬المرسوم التشريعي لسنة ‪ 1993‬المتعلق بترقية االستثمار أعطى هذا القانون دفعة قوية يف‬
‫ميدان ترقية االستثمارات اخلاصة سواء الوطنية أو األجنبية يف جمال االقتصادي اخلاص بإنتاج السلع و اخلدمات‬
‫و هي ‪ 3‬أنواع من االمتيازات‪:‬‬
‫‪ )1‬امتيازات النظام العام‪.‬‬
‫‪ )2‬امتيازات النظام اخلاص‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ )3‬االمتيازات األخرى‪.‬‬

‫رابح خوين ‪،‬رقية حساين ‪ ،‬املؤسسات الصغرية و املتوسطة و مشكالت متويالهتا ‪ ،‬إيرتاك للطباعة و النشر و التوزيع ‪،‬مصر ‪،‬الطبعة األوىل ‪ . 2008‬ص ‪. 52‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫سحنون مسري ‪،‬بونوة شعيب ‪،‬املؤسسات الصغرية واملتوسطة ومشاكل متويلها يف اجلزائر ‪ ،‬مداخلة ضمن امللتقى الدويل حول متطلبات تأهيل املؤسسات الصغرية‬
‫واملتوسطة يف الدول العربية ‪،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيري ‪،‬جامعة حسيبة بن بوعلي ‪،‬شلف ‪،‬اجلزائر ‪ 18-17 ،‬أفريل ‪.2006‬‬
‫اجلريدة الرمسية ‪ :‬العدد ‪، 64‬املرسوم التشريعي رقم ‪ 12 - 93‬املؤرخ يف ‪ 05‬أكتوبر سنة ‪ 1993‬املادة ‪. 37 -17‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬األمر رقم ‪ 03-01‬الصادر بتاريخ ‪ 20/08/2001‬المتعلق بتطوير االستثمار ‪ :‬حيدد هذا‬
‫األمر النظام الذي يطبق على االستثمارات الوطنية و األجنبية املنجزة يف النشاطات االقتصادية املنتجة للسلع و‬
‫اخلدمات‪ ،‬و كذا االستثمارات اليت تنجز يف إطار منح االمتياز و اليت تتم عرب نظاميني‪.:‬‬
‫‪ )1‬النظام العام‪.‬‬
‫‪ )2‬النظام االستثنائي‪ :‬و تنقسم إمتيازته إىل‪:‬‬
‫امتيازات يف إطار اإلجناز‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫امتيازات يف إطار االستغالل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬القانون التوجيهي لترقية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪:‬‬


‫هذا القانون تضمن توجيه املؤسسات الصغرية واملتوسطة لسد الفراغ القانوين اجتاه مؤسسات هذا القطاع‪،‬‬
‫اليت هتدف إىل حتديد املستفيدين من إسرتاتيجية السلطات العمومية يف ميدان ترقيتها‪ ،‬و يسمح برتشيد‬
‫توجيه التدابري ملساعدة و الدعم للمتعاملني األكثر احتياجا هلا‪.‬‬
‫إن اآلليات و اإلجراءات اليت استحثها هذا القانون كانت نتيجة حتليل معمق حلالة وضعية وواقع‬
‫املؤسسات الصغرية و املتوسطة و حمليطها من أجل معاجلة خمتلف املؤثرات الضغوطات و تقدمي أكرب‬
‫‪2‬‬
‫مساعدات للنهوض هبذا القطاع‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الهياكل التنظيمية‪:‬‬
‫قامت اجلزائر بإنشاء عدة هياكل و تنظيمات تسهر على تقدمي املساعدات والدعم للمؤسسات الصغرية و‬
‫املتوسطة من أمهها‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الوزارة المنتدبة للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة و الصناعات التقليدية‪:‬‬
‫لقد مت إنشاء وزارة منتدبة مكلفة باملؤسسات الصغرية و املتوسطة سنة ‪ 1991‬و يف سنة ‪1993‬‬
‫أصبحت وزارة املؤسسات و الصناعات الصغرية و املتوسطة و اليت من مهامها ‪:‬‬
‫محاية طاقات املؤسسات و الصناعات الصغرية و املتوسطة املوجودة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ترقية الدعائم لتمويل املؤسسات و الصناعات الصغرية و املتوسطة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تسهيل احلصول على العقار املوجه إىل نشاطات اإلنتاج و اخلدمات‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ - 1‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 47‬املنشورة يف ‪ 22‬أوت ‪ 2001‬املادة ‪ 11‬ص ‪. 65‬‬


‫‪ - 2‬وزارة املؤسسات الصغرية و املتوسطة و الصناعات التقليدية‪ ،‬مشروع قانون متهيدي توجيهي حول ترقية املؤسس ‪ PME‬جوان‪-2001‬ص ‪5‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫كما بادرت أيضا بوضع مشروع إسرتاتيجية تنمية املؤسسات و الصناعات الصغرية و املتوسطة على املدى‬
‫املتوسط و البعيد اشتملت على أربع حماور أساسية‪:‬‬
‫احملور األول‪ :‬مت فيه تشخيص وضعية القطاع مبختلف أبعاده مع إعداد دراسة حتليلي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫احملور الثاين‪ :‬تسطير األهداف ووضع اآلليات اليت من شأهنا أن توسع سوق العمل مع األخذ بعني‬ ‫‪-‬‬
‫االعتبار عامل النوعية و اإلنتاجية‪.‬‬
‫احملور الثالث‪ :‬لتحقيق األهداف املسطرة البد من وضع الوسائل الكفيلة يف خمتلف اجملاالت‪.‬ذ‬ ‫‪-‬‬

‫احملور الرابع‪ :‬ترقية الشراكة و التعاون الدويل لالستفادة من مجيع االتفاقيات املربجمة يف جمال التعاون و‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫استغالل املوارد اخلارجية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب‪ :ANSEJ :‬الوكالة أنشئت على شكل هيئة وطنية‬
‫تتمتع بالشخصية املعنوية و االستقالل املايل‪ ،‬تعمل على إنشاء مؤسسات مصغرةـ إلنتاج السلع و اخلدمات‬
‫سواء كانت إنشاء املؤسسات مصغرة جديدة أو توسيع يف النشاط وضعت حتت سلطة رئيس احلكومة و يتوىل‬
‫الوزير املكلف بالتشغيل و العمل و الضمان االجتماعي و هلا فروع جهوية ومن أهم مهامها‪.:‬ـ‬
‫متابعة االستثمارات املنجزة من طرف الشباب املستفيد‪ ،‬مع احلرص على احرتام بنود دفاتر الشروط‬ ‫‪-‬‬
‫اليت مت التوقيع عليها‪.‬‬
‫تقيم عالقات متواصلة مع البنوك و املؤسسات املالية يف إطار الرتكيب املايل للمشاريع و تطبيق خطة‬ ‫‪-‬‬
‫التمويل‪.‬‬
‫تقوم خمصصات الصندوق الوطين لدعم تشغيل الشباب ز منها األمانات‪ ،‬التخفيضات يف نسب‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ : ANDI.:‬أنشئت الوكالة مبقتضى األمر الرئاسي رقم‬
‫‪ 03 -01‬املؤرخ يف ‪ 20‬أوت ‪ 2001‬املتعلق بتطوير االستثمار و هي مؤسسة عمومية ذات طابع إداري يف‬
‫خدمة املستثمرين احملليني و األجانب‪ ،‬يتواجد مقرها يف اجلزائر العاصمة و هلا هياكل المركزية على املستوى‬
‫احمللي‪ ،‬ميكنها من إنشاء مكاتب متثيل يف اخلارج و من أهم مهامها‪.:‬‬
‫تسهيل إجراءات إنشاء املؤسسات و إجناز املشاريع بواسطة خدمات الشبابيك الوحيدة أالمركزية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 1‬اجلريدة الرمسية العدد ‪، 42‬املرسوم التنفيذي رقم ‪، 190 – 2000‬املؤرخ يف ‪ 11‬جويلية ‪، 2000‬الصادر يف ‪ 16‬جويلية ‪ 2000‬ص‪ 14 -06‬املادة ‪.03 -02‬‬
‫‪ - 2‬حمسن عواطف‪ ،‬رسالة ماجستري بعنوان إشكالية التمويل املصريف نفس املرجع السابق ص ‪.48‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫تسري صندوق دعم االستثمار‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪1‬‬
‫ضمان ترقية االستثمارات و تطويرها و متابعتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬الوكالة الوطنية لترقية الصناعات الصغيرة و المتوسطة‪ .:‬أنشئت الوكالة حتت وصاية‬
‫الوزير املكلف بالصناعات الصغرية و املتوسطة‪ ،‬و تتكفل هبمة ترقية و تطوير الصناعات الصغرية و املتوسطة و‬
‫مساعدهتا باالتصال مع اإلدارة و املؤسسات و املتعاملني املعنيني‪ ،‬و توكل إليها عدة مهام منها‪.:‬‬
‫القيام بدراسات لرتقية مشاريع التفاعل الصناعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ترقية التعاون يف إطار الصناعات الوطنية و الدولية عن طريق تشجيع االستثمارات األجنبية‬ ‫‪-‬‬

‫تقدمي مساعدات متنوعة والسيما يف ميدان التكنولوجي و املايل للمتعاهدين دوي القوى الكامنة و‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫اخلربة العاملية ‪.‬‬
‫الفرع الخامس ‪ :‬الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر‪ :ANGEM .:‬وهي هيئة ذات طابع خاص‬
‫تتمتع بالشخصية املعنوية و االستقاللية املالية و هلا فروع حملية مكلفة بعدة مهام منها‪:‬‬
‫تسيري جهاز القرض املصغر وفق للتشريع و التنظيم املعمول هبا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تدعم املستفيدين و تقدم هلم االستشارة و ترافقهم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫منح قروض بدون فوائد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تقييم عالقة متواصلة مع البنوك و املؤسسات املالية يف إطار الرتكيب املايل للمشاريع و تنفيذ خطة‬ ‫‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫التمويل و متابعة إجناز املشاريع و استغالهلا‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪:‬الهياكل المالية‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة ‪ :FGAR‬هي مؤسسة‬
‫عمومية تتمتع بالشخصية املعنوية و االستقالل املايل هتدف إىل ضمان قروض االستثمارات املوجهة‬
‫للمؤسسات الصغرية و املتوسطة و من أهم مهامه‪.:‬ـ‬
‫التدخل يف منح الضمانات لفائدة املؤسسات ص‪ .‬م اليت تنجز استثمارات يف اجملاالت‬ ‫‪-‬‬

‫إنشاء املؤسسات – جتديد التجهيزات‪ -‬توسيع املؤسسة‪ -‬أخد مسامهات‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ - 1‬منشورات الوكالة الوطنية لتطوير االستثمارات أوت ‪.2002‬‬
‫‪ - 2‬حمسن عواطف‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.49‬‬
‫‪ - 3‬حمسن عواطف‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.50‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫تسيري املورد املوضوعة حتت تصرفه و إقرار أهلية املشاريع و الضمانات املطلوبة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫و قد رفعت نسبة ضمان مشاريع املؤسسات ص‪ .‬و‪ .‬م من ‪ 25‬مليون دينار إىل ‪ 50‬مليون دينار بقرار‬
‫‪1‬‬
‫من جملس إدارة الصندوق‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬بروتوكول اتفاق مع هيئة وطنية مالية‪:‬إبرام اتفاق بروتوكول تعاون لرتقية الوسطية املالية‬
‫املشرتكة بني قطاع املؤسسات ص‪.‬و‪.‬م و البنوك العاملية يف ‪ 23/12/2001‬للعمل أكثر على انفتاح‬
‫حميط املؤسسات الصغرية و املتوسطة هذا االتفاق يسمح للطرفني بالعمل على‪.:‬‬
‫‪ -‬ترقية شروط العالقة بني قطاع م‪.‬ص‪.‬م و البنوك العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬توجيه القروض البنكية لصاحل النشاطات املنتجة ذات قدرة حنو كبرية‪-‬و قيمة مضافة و منشأة ملناصب‬
‫عمل‪.‬‬
‫‪ -‬حماولة توحيد سبل تطوير موحدة و تشاورية بالتعاون مع وزارة املالية و الشؤون اخلارجية‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬مرافقة و دعم املؤسسات ص‪.‬و‪.‬م املصدرة عن طريق متويل مالئم و فعال‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬برنامج تأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ( في إطار برنامج ميدا)‪:‬‬
‫شرعت اللجنة األوروبية مع اجلزائر بتنفيذ برنامج ميدا و هو ساري املفعول من سنة ‪ 1995‬إىل غاية‬
‫‪( 1999‬ميدا ‪)1‬و من بني األهداف املسطرة هلذا الربنامج‪.:‬‬
‫تطوير التعاون اجلهوي خارج احلدود‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫املساعدة يف انتقال اقتصاديات الدول العربية إىل اقتصاد سوق من أجل حتقيق منطقة تبادل حر يف‬ ‫‪-‬‬
‫مطلع ‪.2010‬‬
‫حيث بلغت مساعدات دول اإلحتاد األورويب يف إطار هذا الربنامج ‪ 5350‬مليون أورو‪.‬‬
‫و من سنة ‪ 2000‬حىت ‪ 2006‬جاء برنامج ( ميدا ‪ )2‬يتمم الربنامج السابق(ميدا)‬
‫و يهدف إىل دعم و تطوير املؤسسات و الصناعات ص‪.‬و‪.‬م للرفع من مستوى تنافسيتيها مما يسمح هلا‬
‫بالتأقلم مبتطلبات اقتصاد السوق و تسهيل وصول املعلومة إىل املتعاملني حيث سخر هلذا الربنامج ‪57‬‬
‫‪3‬‬
‫مليون أورو لتجسيد هذا الربنامج ‪.‬‬

‫‪ - 1‬حمسن عواطف‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.52‬‬


‫‪ - 2‬وزارة املؤسسات الصغرية و املتوسطة و الصناعات التقليدية – مرجع سابق ص ‪16‬‬
‫‪ - 3‬حمسن عواطف‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.53‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬الدراسات السابقة‬


‫المطلب األول ‪ :‬أطروحة دكتوراه يوسف قريشي‬
‫الفرع األول ‪ :‬االشكالية‬
‫يف هــذه الدراســة حــاول البــاحث تفســري سياســات متويــل املؤسســات الصــغرية و املتوســطة يف اجلزائــر وحتليــل‬
‫ســلوكها التمــويلي على ضــوء الوقــوف على أهم احملددات الــيت تفســر بنــاء هياكلهــا التمويلية؛ و حماولــة إبــراز‬
‫السـمات العامـة فيمـا يتعلـق بسياسـة التمويـل للمؤسسـات الصـغرية واملتوسـطة اجلزائريـة ومقارنتهـا مـع نظرياهتا‬
‫يف البيئ ــات االقتص ــادية األخ ــرى؛ وذل ــك ب ــالوقوف على اخلص ــائص العام ــة احملددة لسياس ــة متوي ــل املؤسس ــات‬
‫الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر؟ أي ما هي طبيعة ومميزات السلوك التمويلي هلذه املؤسسات؟‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬منهج الدراسة ‪:‬‬
‫لقد اعتمــد البــاحث يف هــذا العمــل على منهج الدراســة امليدانيــة الــيت ق ـام هبا وذلــك بالتفصــيل‪ ،‬إذ اعتمــد‬
‫على املنهج الوصـ ــفي و التحليلي و الإسـ ــتنتاجي و القياسـ ــي و املقـ ــارن‪ ،‬حيث مت قيـ ــاس مـ ــدى تـ ــأثر سياسـ ــات‬
‫االقــرتاض للمؤسســات الصــغرية واملتوســطة يف اجلزائــر مقاســة بــاالقرتاض اإلمجايل و االقــرتاض الطويــل األجــل و‬
‫االقـ ــرتاض القصـ ــري األجـ ــل جبملـ ــة من املتغـ ــريات املسـ ــتقلة و هي‪ :‬مخسـ ــة متغـ ــريات ‪ :‬احلجم املؤسسـ ــة‪ ،‬املردوديـ ــة‬
‫االقتصادية للمؤسسة‪ ،‬مستوى الضمانات‪ ،‬منو املؤسسة و طبيعة القطاع الذي تنتمي إليه املؤسسة‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬نتائج الدراسة ‪:‬‬
‫و قــد توصــل البــاحث إىل أن املؤسســات الصــغرية و املتوســطة املوجــودة يف اجلزائــر تفضــل البحث عن مصــادر‬
‫متوي ــل غ ــري االق ــرتاض يف املرحل ــة األوىل‪ ،‬أم ــا يف املرحل ــة الثاني ــة تفك ــر يف االق ــرتاض و ه ــذا مايزي ــد من حجم‬
‫الصعوبات اليت تواجه املؤسسات الصغرية و املتوسطة ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬المقارنة ‪:‬‬
‫نالحــظ أن الدراســة كــانت حــول املؤسســات الصــغرية و املتوســطة أمــا يف دراســتنا فســنعتمد على دراســة‬
‫مصدر التمويل – البنك –‬
‫نفس املنهج املتبع من طرف الباحث و املنهج املتبع يف حبثنا‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مذكرة ماجستير ‪ :‬محسن عواطف ‪:‬‬


‫الفرع األول ‪ :‬االشكالية و التساؤالت و الفرضيات ‪:‬‬

‫يف هذه الدراسة حاول الباحث تبيان إمكانية املؤسسات الصغرية و املتوسطة مواجهة الصعوبات‬
‫املصرفية اليت تتعرض هلا يف اجلزائر ‪ ،‬و ذلك بالوقوف على الصعوبات املصرفية اليت تواجه املؤسسات الصغرية‬
‫و املتوسطة ‪ ،‬وواقع العالقة التمويلية بينها وبني البنك و كفاية البنوك كمصدر لتمويل لالحتياجات املالية‬
‫للمؤسسات الصغرية و املتوسطة ‪ ،‬ومدى التناسب بني اخلدمات املصرفية املقدمة من طرف البنوك و‬
‫اخلصوصية املالية هلذا النوع من املؤسسات يف اجلزائر ‪.‬‬
‫بناءا على هذا وضعت الفرضيات أن كال من البنك و املؤسسات الصغرية ميثل توليفة متكاملة من أجل التقليل‬
‫من حدة الصعوبات املصرفية اليت تقف عائق أمام منو هذه األخرية و مسامهتها يف االقتصاد و ارتباط تأسيس و‬
‫منوها بواقع العالقة التمويلية بينها وبني البنك ‪ ،‬و أن الصعوبات اليت تعرتض نشأة و منو هذا القطاع نامجة عن‬
‫عدم توفر مصادر متويلية متنوعة لتلبية خمتلف احتياجاهتا املالية ‪ ،‬و البنوك اجلزائرية تقدم منتجات مصرفية‬
‫تتناسب و خصوصية املؤسسات الصغرية و املتوسطة ‪ .‬و أن السياسات و اإلجراءات البنكية تتمتع مبرونة‬
‫كافية تؤدي إىل الزيادة من فعاليتها يف منح القروض املوجهة لذات القطاع ‪ .‬حيث متثلت أهداف هذه‬
‫الدراسة يف الوقوف على واقع التمويل املصريف للمؤسسات الصغرية و املتوسطة ‪ ،‬و أهم الصعوبات و العوائق‬
‫اليت تواجه منو هذا القطاع ‪ ،‬و تقييم السياسات املصرفية من جانب متويل هذا النوع من املؤسسات ‪ ،‬و حماولة‬
‫‪1‬‬
‫تقييم عالقة البنك هبا‪ ،‬و اقرتاح احللول املالئمة حلل مشكل متويلها يف اجلزائر‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬منهج البحث ‪:‬‬
‫كما اعتمد الباحث على منهج دراسة احلالة و الذي يعتمد على مجع البيانات و املعلومات و الوصف‬
‫الدقيق للمشكلة و حتليلها للوصول إىل نتائج باإلضافة إىل منهج املقارنة يف جزء من البحث ( مقارنة جتارب‬
‫الدول النامية و املتقدمة بالتجربة اجلزائرية يف ميدان متويل املؤسسات الصغرية و املتوسطة )‬

‫‪ 1‬عواطف محسن ‪ ،‬إشكالية التمويل املصريف للمؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر مذكرة مقدمة لالستكمال شهادة املاجستري ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة سنة‬
‫‪. 2008‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫و يف اجلانب التطبيقي اعتمد على االستبيان إلجراء دراسة ميدانية عن طريق املسح الشامل للعينة‬
‫حيث قام توزيع استبيان خاص مبسريي املؤسسات الصغرية و املتوسطة و اآلخر خاص إلطارات البنوك‬
‫العمومية ‪.1‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬النتائج المتوصل إليها ‪:‬‬


‫و من أهم النتائج اليت توصل إليها الباحث ‪ :‬أن اجلزائر خصت املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬
‫اإلنتاجية فقط بالدعم املايل ‪ ،‬ميثل العائق املايل أكرب العوائق اليت تواجه املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف‬
‫اجلزائر باإلضافة إىل العقار الصناعي املناسب ‪ ،‬وأن مشكل التمويل يتفرع إىل جزئيني مها ‪ :‬وجود نظام‬
‫مصريف غري مرن ال يتماشى مع االقتصاد املفتوح الذي يسري حنوه االقتصاد اجلزائري ‪ ،‬و غياب ثقافة السوق‬
‫املايل يف اجلزائر ‪ ،‬وتعد عموما جتربة وكالة دعم تشغيل الشباب جتربة ناجحة يف حل مشكل متويل املؤسسات‬
‫الصغرية و املتوسطة حيث أدت إىل زيادة عدد املؤسسات املنشأة يف والية ورقلة يف خمتلف القطاعات لكن‬
‫ينقصها التأطري مع البنوك اليت متثل النسبة الكبرية يف التمويل ‪ ،‬و أن عالقة البنك باملؤسسات الصغرية و‬
‫املتوسطة مجرد عالقة إدارية بحتة تتمثل يف املدين و الدائن وأي تأخري أو امتناع عن الدفع تتحول إىل عالقة‬
‫نزاع ‪ ،‬و أغلب املؤسسات ترغب يف التوسع لكن ال تتوجه إىل البنوك بسبب ثقل اإلجراءات رغم الضرورة‬
‫امللحة للتمويل ‪ ،‬و ال تعمل البنوك اجلزائرية على تقدمي منتجات مالية تتناسب مع خصوصية املؤسسات‬
‫الصغرية و املتوسطة‪. 2‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬المقارنة ‪:‬‬
‫يف هذا البحث حاول الباحث درس العالقة بني البنك و املؤسسات الصغرية و املتوسطة و خصوصيتها و‬
‫املنتوجات املقدمة من البنك حلل مشكل التمويل و هذا ما يتوافق مع حبثنا املراد اجنازه ‪.‬‬
‫لكن كانت الدراسة على عينة املؤسسات املصغرة و املنشأة يف اطار وكالة تشغيل الشباب ‪،‬أما يف حبثنا‬
‫هذا سنتطرق إىل كل املؤسسات املمولة من طرف البنك و اليت ساهم يف حل مشكل متويلها سواكا كانت‬
‫منشأة يف وكالة من الوكاالت أو حىت املمولة متويال ثنائيا ( مباشر ) من البنك و قد اتبع الباحث منهج‬

‫‪ 1‬عواطف محسن ‪ ،‬إشكالية التمويل املصريف للمؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر مذكرة مقدمة لالستكمال شهادة املاجستري ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة سنة‬
‫‪. 2008‬‬
‫‪ 2‬عواطف محسن ‪ ،‬إشكالية التمويل املصريف للمؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر مذكرة مقدمة لالستكمال شهادة املاجستري ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة سنة‬
‫‪. 2008‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫الوصفي يف اجلانب النظري و االستبيان ودراسة حالة يف اجلانب التطبيقي أما خبصوص حبثنا سنعتمد غىب‬
‫املنهج الوصفي و التحليلي الدقيق ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مذكرة ماستر حنان سالوتي‪.‬‬


‫الفرع األول ‪ :‬االشكالية و التساؤالت و الفرضيات ‪:‬‬

‫حاول الباحث يف هذه الدراسة تقييم سياسة التمويل البنكي للمؤسسات الصغرية و املتوسطة و أهم أنواع‬
‫حتويلها‪ .‬كما مت طرح التساؤالت الفرعية يف هذا الصياغ و هي ما مدى مسامهة املؤسسات الصغرية و‬
‫املتوسطة لتحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫و هل البنوك العمومية تليب االحتياجات املالية للمؤسسات الصغرية و املتوسطة ‪.‬‬
‫و هل طبيعة العالقة بني البنوك و املؤسسات الصغرية و املتوسطة ‪.‬‬
‫و ما هي طبيعة املؤسسات الصغرية و املتوسطة األكثر متويال من طرف البنوك التجارية هل تتالءم‬
‫السياسات و اإلجراءات البنكية يف اجلزائر مع االحتياجات التمويلية للمؤسسات الصغرية و املتوسطة و هل‬
‫هناك تنسيق و تعاون بني البنوك التجارية و اهليئات احلكومية املتخصصة لدعم املؤسسات الصغرية و املتوسطة‪.‬‬
‫و من هذه التساؤالت طرحت الفرضيات التالية‪:‬‬
‫تساهم املؤسسات الصغرية املتوسطة مسامهة كبرية و فعالة يف التنمية االقتصادية تقدم البنوك العمومية‬
‫خدمات منتجات مصرفية كافية تتوافق مع االحتياجات التمويلية للمؤسسات الصغرية واملتوسطة‪ ،‬عالقة البنك‬
‫باملؤسسات الصغرية و املتوسطة عالقة إرشادية و ليست فقط عالقة إدارية‪ ،‬و البنوك تقوم بتمويل مجيع أنواع‬
‫املؤسسات الصغرية و املتوسطة بغض النظر عن قطاعاهتا‪ .‬و تتمتع السياسات و اإلجراءات البنكية مبرونة و‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫سهولة يف املعامالت املصرفية كما يسهل عملية منح القروض للمؤسسات الصغرية و املتوسطة و اهليئات‬
‫احلكومية املتخصصة تساهم يف جعل أكثر البنوك تقبل على متويل املؤسسات الصغرية و املتوسطة ‪.1‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أهداف البحث ‪:‬‬
‫و يهدف هذا البحث إىل التعرف على واقع و مكانة املؤسسات الصغرية و ملتوسطة يف االقتصاد‬
‫الوطين و بيان دورها و أمهيتها يف التنمية االقتصادية و االجتماعية و تقدمي أهم صيغ التمويل املبتكرة و املوجهة‬
‫لتمويل املؤسسات الصغرية و املتوسطة و العراقيل اليت حتول دون تطبيقها يف االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫و تقييم السياسة املصرفية من جانب التمويل هذا القطاع يف اجلزائر‪.‬‬
‫وتقييم العالقة بني البنوك و املؤسسات الصغرية و املتوسطة‪.‬‬
‫و التحقق من الفرضيات املوضوعات و التعرف على بعض جتارب الدول العربية و األجنبية يف متويل‬
‫‪2‬‬
‫املؤسسات الصغرية واملتوسطة‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬النتائج المتوصل إليها ‪:‬‬
‫و قد توصل الباحث يف هذا املوضوع إىل أنه ال يوجد اختالف كبري لتعريف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬
‫يف اجلزائر و الدول النامية‪.‬‬
‫و تفضل البنوك التجارية متويل مرحلة التوسع للمؤسسات الصغرية و املتوسطة و ذلك لنقص املخاطرة و‬
‫ضمان نسيب للحقوق‪.‬‬
‫هتيمن املؤسسات الصغرية واملتوسطة اخلاصة على االقتصاد اجلزائر العتبارها من رسائل إنعاشه‪.‬‬
‫و أن عدم قدرة البنوك على احلكم على مدى كفاءة و فعالية املشاريع اليت تتطلب متويل يرجع للخلل املتعلق‬
‫بعملية التوثيق للمعلومات على مستوى هذه املشاريع الصغرية و املتوسطة ترتكز نشاطات املؤسسات الصغرية‬
‫و املتوسطة يف القطاعات غري املنتجة للقيمة املضافة و تعتمد على تكنولوجيا بسيطة و كثافة عمل مرتفعة و مع‬
‫هذا كله فإن مسامهة ‪ PME‬يف بعض املؤشرات االقتصادية ال يزال بسيطا كلما كانت عالقة ‪ PME‬و‬
‫البنك مرنة كلما أدى ذلك إىل حل إشكالية التمويل و من خالل الدراسة امليدانية توصل الباحث إىل أن‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫حنان سالويت ‪ ،‬تقييم سياسة التمويل املصريف للمؤسسات الصغرية و املتوسطة يف اجلزائر ‪ .‬دراسة حالة البنك الوطين اجلزائري – وكالة ورقلة ‪ -‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫املاسرت يف العلوم االقتصادية ختصص بنوك و مالية‪.‬‬

‫‪ 2‬حنان سالويت ‪ ،‬تقييم سياسة التمويل املصريف للمؤسسات الصغرية و املتوسطة يف اجلزائر ‪ .‬دراسة حالة البنك الوطين اجلزائري – وكالة ورقلة ‪ -‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫املاسرت يف العلوم االقتصادية ختصص بنوك و مالية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫يلعب النشاط دورا فعاال يف اختاذ القرار من منح القرض أو عممه من قبل البنك املنتجات و اخلدمات اليت‬
‫يقدمها البنك ‪ BNA‬االئتمان مع خصائص املؤسسات ‪ PME‬و ال توجد حتفيزات أو امتيازات منوحة هلذا‬
‫القطاع‪ .‬عالقة البنك و املؤسسات‪ PME‬هي عالقة مدين و دائن فقط‪.‬‬
‫يفضل البنك متويل مؤسسات القطاع العام عن اخلاص ‪.‬‬
‫تساهم البنوك التجارية بالتعاون مع اهليئات احلكومية املتخصصة يف متويل قطاع ‪PME‬‬
‫ظهر الفرق بني الدراستني (املراد ‘جنازها و هذه الدراسة) أن الدراسة املراد إجنازها حتاول تقييم مدى األثر‬
‫الذي ظهر على املؤسسات الصغرية و املتوسطة بعد متويلها أما هذه الدراسة فتقيم السياسة اليت هي أصال‬
‫مفروضة على البنوك من طرف البنك املركزي‪.1‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬المقارنة ‪:‬‬
‫أما يف حبثنا فنحاول معاجلة و ترشيد السياسة التمويلية ألن النسبة الكبرية يف العوائق من جهة السياسة‬
‫التمويلية‪.‬‬
‫و اعتمد الباحث يف هذا البحث على املنهج الوصفي التحليلي يف اجلانب النظري من أجل مجع‬
‫املعلومات املرتبطة باملؤسسات الصغرية و املتوسطة و مصادر متويلها مث وصف و حتليل واقع و مكانة‬
‫املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف االقتصاد الوطين و أهم العوائق اليت تعرتض هلا و اإلجراءات املتخذة للنهوض‬
‫هبا أما فيما خيص اجلانب التطبيقي فقد استخدم جمموعة من األدوات املنهجية املتمثلة يف املالحظة و‬
‫اإلحصائيات يف البنك الوطين اجلزائري و هذا نفس املنهج املتبع يف الدراسة إال أن الدراسة تكون يف القرض‬
‫الشعيب اجلزائري وكالة تقرت‪.‬‬

‫‪ 1‬حنان سالويت ‪ ،‬تقييم سياسة التمويل املصريف للمؤسسات الصغرية و املتوسطة يف اجلزائر ‪ .‬دراسة حالة البنك الوطين اجلزائري – وكالة ورقلة ‪ -‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫املاسرت يف العلوم االقتصادية ختصص بنوك و مالية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ .................................................‬الواقع التمويلي للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬


‫من خالل ما مت عرضه يف هذا الفصل يتضح أن مصادر متويل املؤسسات الصغرية و املتوسطة كثرية و‬
‫متنوعة ‪،‬و لكن تبقى هذه املؤسسات تواجه عدة مشاكل متويلية متعلقة باملؤسسة حبد ذاهتا و أخرى متعلقة‬
‫باملصدر املمول ‪،‬حتول دون تطورها و جناحها ‪،‬ومن أجل النهوض هبذا القطاع و انعاشه عمدة الدولة إىل‬
‫إنشاء عدة هيئات مالية و قانونية و هيكلية من شأهنا أن تزيل هذه العوائق اليت تقف أمام تطور املؤسسات‬
‫الصغرية و املتوسطة ‪.‬‬
‫و سنحاول يف الفصل املوايل تبيان مدى جناح هذه املصادر و اهليئات يف حل هذا املشكل أو حىت ختفيفه ‪.‬‬

‫‪18‬‬

You might also like