Professional Documents
Culture Documents
4 5983589454277773676
4 5983589454277773676
احلمد هلل ،والصالة والسالم على رسول هللا ،وعلى آله ،وصحبه ،ومن وااله.
أما بعد،
فال خيفى على مؤمن أمهية عمود الدين "الصالة" ،ووجوب احملافظة عليها ،واحلرص على أدائها
كما أوجب هللا ،ومما الحظته ،والحظه غريي :هتاون بعض الشباب يف الصالة؛ فتجده يؤديها
بال روح ،حىت ترى بعضهم حني ينقرها ،ويبادر ابخلروج من املسجد يف اللحظة اليت يسلم فيها
التسليمة الثانية ،كالعصافري يف أقفاصها فرحةً ابخلروج ،وهذا حرما ٌن من اخلري –ال حرمنا هللا
وإايكم فضله-؛ أما أهل اإلميان فمن فرط حمبتهم ملوالهم "يتلذذون بذكره ومناجاته ،ويكون
ذلك هلم أعظم من املاء للسمك لو انقطعوا عن ذلك لوجدوا من األمل ماال يطيقون"( ،)1ويف
الصحيحني« :املالئكة تصلي على أحدكم ما دام يف مصالة مامل حيدث؛ تقول :اللهم اغفر
له ،اللهم ارمحه»؛ فكيف يفرط العبد يف دعاء املالئكة الكرام املعصومني من الذنب؟!
ويزداد البالء ،ويعظم اخلطب حينما ترى بعضهم واقفا يف صالته ال حيرك لسانه وشفتيه يف
قراءته ،فضال عن أن يُسمع نفسه قراءته ،فإذا سئل عن ذلك ،ونوصح؛ ابدر ا
قائال:
أان أقرأ يف نفسي!!
قلت :وهذا خلل كبري يف فهم هذه املسألة ،فالذكر ابلقلب ال جيزئ عن األذكار القولية
ابالتفاق؛ قال اإلمام البيهقي (ت 458ه) يف كتاب "القراءة خلف اإلمام"(:)2
"واملراد بقوله« :اقرأ هبا يف نفسك» أن يتلفظ هبا سرا دون اجلهر هبا ،وال جيوز محله على ذكرها
بقلبه دون التلفظ هبا؛ إلمجاع أهل اللسان على أن ذلك ال يسمى قراءة ،وإلمجاع أهل العلم