Professional Documents
Culture Documents
الشخص جديد 2020
الشخص جديد 2020
ٌشٌر مفهوم " الوضع البشري" إلى مختلف الشروط و المحددات التً ٌتأطر ضمنها وجود اإلنسان ومصٌره ،أي العوامل التً تتدخل فً تحدٌد طبٌعة هذا
الوجود وتسمح بفهم أو معرفة حقٌقة الكائن البشري ...فاإلنسان ،وإن كان فً جانب منه ٌتحدد ككائن طبٌعً ٌ ،مثل باألساس ذاتا متمٌزة عن الكائنات األخرى
بفضل ما ٌتوفر علٌه من مقومات فوق طبٌعٌة ٌعكسها بعده الفكري واألخالقً .وهذا التكوٌن اإلزدواجً المعقد ٌجعل وجود اإلنسان مرهونا بسلسلة من
الضرورات أو الحتمٌات التً قد تكبل إرادته ،لكن اإلنسان ٌظل قادرا على اإلنفالت من قبضة الضرورة وتحقٌق التباعد أو التعالً عن الشروط الموضوعٌة
لوجوده (مفهوم الشخص) ...ومن المؤكد أن النظرة إلى اإلنسان ال تكتمل إال بمراعاة بعده العالئقً أو اإلجتماعً .فهو لم ٌوجد لٌعٌش وحٌدا ،وال ٌتحدد كذات
معزولة عن اآلخرٌن ،بل ٌدخل مع غٌره فً عالقات متنوعة ٌستلزمها العٌش ضمن المجموعة البشرٌة ،عالقات قد تتسم بالتكامل عندما ٌكون الغٌر مكمال
لوجود األنا ومدعما له ،أو بالتعارض والتنافر حٌن ٌصٌر الغٌر مهددا لوجود األنا وسالبا لمقوماته (مفهوم الغٌر)...وأخٌرا ،فاإلنسان ذو بعد زمنً ٌتجلى فً
ارتباطه باألوضاع التارٌخٌة وتفاعله مع التغٌرات الزمنٌة مما ٌجعل منه سٌرورة زمنٌة ذات طابع فردي أو جماعً ،وهو ما ٌعنً أن التارٌخ ٌمثل محددا
أساسٌا فً بلورة الوجود اإلنسانً (مفهوم التارٌخ).
هكذا ،فبالنظر إلى تعدد و اختالف المستوٌات التً تحكم الوجود اإلنسانً ،فإن التفكٌر فً مفهوم الوضع البشري ٌقتضً استحضار عدة مفاهٌم تشكل المقومات
أو العناصر األساسٌة التً ٌتأطر ضمنها ..
فكٌف تتحدد مفاهٌم الشخص والغٌر والتارٌخ باعتبارها مكونات أساسٌة للوضع البشري ؟
مفهوم الشخص
مدخل:
ٌحٌل مفهوم "الشخص " فً التمثل الٌومً المشترك على الكائن البشري (اإلنسان) دون غٌره من الكائنات األخرى .فالشخص لٌس حٌوانا ،كما
أنه لٌس موضوعا ( شٌئا) .لذلك فالشخص ٌتوفر على هوٌة خاصة قد ٌستمدها من طبٌعته العقلٌة ،أو من إحساساته و أفعاله ،أو من بعده الروحً
الداخلً ،أو إرادته فً الحٌاة .كما أن الشخص له قٌمه قد تظهر إما من طابعه االجتماعً الذي ٌجعل منه عضوا اجتماعٌا ٌعً أهمٌة الحٌاة
االجتماعٌة ،كلما تمسك بحس العدالة وحب الخٌر ،وإما من دوره كذات أخالقٌة غاٌتها خدمة اٌإلنسانٌة فً شخصها ،وفً شخص اآلخرٌن .و إما
من تحقٌق الوعً بذاتها و حرٌتها و االنفتاح على الواقع،و على اآلخرٌن ،فً إطار عالقة ٌحكمها التأثٌر و التأثر ،و إما من خالل تجردها من
الوجود الفردي المستقل ،و الدخول فً مجال التعاٌش داخل المجموعة البشرٌة ،وانفتاحها على الكون وتقبل اآلخر.
و الشخص أٌضا قد ٌظهر كنتاج لبعض الضرورات التً قد تشرط وجوده ،و تفقده مقوماته كذات حرة و مرٌدة .
إذن ،وأمام هذا التنوع الواضح فً تحدٌد المعنى الداللً لمفهوم " الشخص " ٌمكننا اإلفصاح عن الطبٌعة اإلشكالٌة لهذا المفهوم من خالل
االنفتاح على كل القضاٌا و التساؤالت التً ٌطرحها .
موقف دٌكارت (النزعة العقالنٌة) :الفكر والعقل(وأفعاله)هو ما ٌحدد هوٌة الشخص ولٌس الحواس(ألنها خادعة) .
تصور عبر عنه دٌكارت فً مختلف مؤلفاته خاصة كتاب " التأمالت " ،و فً هذا الصدد ذهب دٌكارت إلى أن ما ٌشكل هوٌة الشخص أو جوهر
الشخص ،هو العقل أو ما ٌسمى بالوعً الذي ٌكشف عن وجود الشخص ،و الذي ٌظهر من خالل جمٌع األفعال التً ٌقوم بها اإلنسان :الشك،
الفهم ،التصور ،اإلثبات ،النفً ،اإلرادة ،التخٌل اإلحساس ...هاته األفعال التً ٌعتبرها دٌكارت بمثابة أفعال تفكٌر ،بواسطتها ٌتمكن اإلنسان من
إدراك أنه موجود كشخص ،و لٌس كموضوع خارجً ،و كائن حٌوانً .
و هذا الطرح الفلسفً تزكٌه " حقٌقة األنا أفكر " أو ما ٌسمى ب " فكرة الكوجٌطو" ( أنا أفكر إذن أنا موجود ) التً من خاللها استطاع دٌكارت
إثبات وجوده الخاص اعتمادا على تجربة الشك المنهجً ،والتً اعتبرها دٌكارت أفضل السبل التً ٌجب على اإلنسان أن ٌسلكها لكً ٌعرف أن
ماهٌته و هوٌته هً العقل كجوهر ثابت ،و متمٌز عن البدن.
++قٌمة التصور الدٌكارتً ( :صور له قٌمة فكرٌة و تارٌخٌة ،تتجلى فً كونه أثر على فالسفة عصر األنوار ،وتأثر به جموع من المفكرٌن الذٌن
عرفوا باسم الفالسفة العقالنٌٌن :باروخ اسبٌنوزا من هولندا ،نٌكوال مالبرانش من فرنسا ،واأللمانً لٌبٌز ،كما أثر هذا التصور أٌضا على ثقافة
العصر الذي عاش فٌه دٌكارت ،مشكال بذلك ثورة ضد النظام الكنٌسً الذي أحكم قبضته آنذاك على المجتمع األوروبً).
++حدود ونقائص التصور الدٌكارتً :
تصور ٌبدو قاصرا فً محاولته فهم حقٌقة و هوٌة الشخص ،ألن تركٌز دٌكارت على البعد العقلً الـتأملً كسبٌل إلدراك حقٌقة الشخص ،جعله
ٌغفل بعض األبعاد األخرى المتدخلة فً بلورة حقٌقة هذا الشخص كعنصر اإلحساس و أهمٌته فً فهم حقٌقة الذات .
موقف جون لوك ( النزعة التجرٌبٌة) :تتحدد هوٌة الشخص من خالل الفكر المصاحب للتجربة والحواس(الشعور)
إضافة إلى عنصر الذاكرة.
تصور جاء كرد فعل ضد ما ذهب إلٌة دٌكارت ،بحٌث ٌرى جون لوك بأن ما ٌشكل هوٌة الشخص لٌس هو الوعً كجوهر ثابت ،و إنما وعً
مرتبط بمختلف اإلحساسات و االنطباعات التً ٌستمدها اإلنسان من العالم المادي المحسوس عن طرٌق الحواس ،ألن اإلنسان كما ٌرى جون لوك
ٌولد و عقله صفحة بٌضاء ،ال وجود ألفكار أو مبادئ فطرٌة فٌه .لذلك فإن ما ٌشكل بنٌة هذا العقل من هذا المنظور التجرٌبً هو قبل كل شًء
شعور و انطباعات حسٌة ،قبل أن تكون تفكٌرا أو وعٌا .وهذا الشعور الذي ٌتحدث عنه جون لوك ٌتحول إلى ذاكرة عندما ٌتعلق األمر بماضً
الشخص.
هكذا ٌجعل دفٌد هٌوم ،كما هو الشأن بالنسبة لمواطنه جون لوك ،اإلدراكات الحسٌة (الحواس والشعور) أساسا لكل األفكار
الشخصٌة
. التً ٌحملها وعٌنا وذاكرتنا والتً ٌمكن أن تشكل ما ٌمكن أن نسمٌه بهوٌتنا
++قٌمة تصور جون لوك:
تصور شكل ثورة ضد العقالنٌة الوثوقٌة التً ظلت تعتقد فً وجود مبادئ فطرٌة تجعل العقل ٌحتوي على المعرفة بشكل سابق و جاهز .و بذلك
أعادت النزعة التجرٌبٌة االعتبار لإلحساس و المادة كعنصرٌن مهمٌن فً تشكٌل بنٌة العقل البشري .
++حدود تصور جون لوك:
تصور ٌرسم لنفسه حدودا تكشف عن قصوره فً معالجة إشكالٌة الهوٌة الشخصٌة ،لكونه ٌجعل مسألة انفتاح عقل الشخص على القضاٌا
الخارجة عن نطاق الحس أو الطبٌعة ( القضاٌا المٌتافٌزٌقٌة) أمرا مستحٌال .
تصور شوبنهاور :اإلرادة كأساس لهوٌة الشخص.
خالفا للفلسفات التً تحدد هوٌة الشخص انطالقا من الوعً والذاكرةٌ ،رى شوبنهاور أن هوٌة الشخص تتحدد باإلرادة ،إرادة الحٌاة التً تظل
ثابتة فٌنا حتى عندما ننسى ونتغٌر كلٌة .
هكذا وبالرغم من التحوالت التً ٌحملها الزمن إلى اإلنسان ،فإنه ٌبقى فٌه شًء ال ٌتغٌر ،وهو الذي ٌمثل نواة وجوده الذي ال ٌتأثر بالزمن .وهذا
الشًء ال ٌتمثل فً الشعور المرتبط بالذاكرة (الموقف التجرٌبً) ،ألن أحداث الماضً ٌعترٌها النسٌان ،والذاكرة معرضة للتلف بسبب الشٌخوخة
أو المرض ،بل ٌتمثل فً اإلرادة التً هً أساس هوٌة الشخص ونواة وجوده بحٌث تظل ثابتة وفً هوٌة مع نفسها ،وهً التً تمثل ذاتنا
الحقٌقٌة والمحركة لوعٌنا وذاتنا العارفة .
-2اإلطار اإلشكالً:
ٌتحدد الشخص فً السٌاق الفلسفً باعتباره الفرد الذي تنسب له مسؤولٌة أفعاله الصادرة عنه ،كما أنه ٌأخذ قٌمة خاصة عندما ٌنظر إلٌه كذات
واعٌة وحرة ومسؤولة ،ذات كرامة ،تعً ذاتها و قٌمتها األخالقٌة ،و من هنا فإن السؤال الذي ٌطرح نفسه هو :من أٌن ٌستمد الشخص قٌمته
هاته؟ ،هل باعتباره ذاتا لعقل عملً أخالقً ٌستمد منه كرامته التً تستدعً االحترام وبالتالً فهو غاٌة فً حد ذاته ولٌس مجرد وسٌلة (إٌمانوٌل
كانط) أم أن ال قٌمة للشخص إال فً حدود ابتعاده عن مجال الوجود الفردي المستقل ،ودخوله فً مجال التعاٌش داخل المجموعة البشرٌة و انفتاح
الذات الفردٌة على الكون وتقبل اآلخر (غوسدورف )؟؟؟
:ما ٌمنح للشخص قٌمة هو كونه ذات عاقلة وأخالقٌة .أي أن قٌمة الشخص تتحد فً عقله العملً األخالقً مما ٌعطٌه موقف كانط
كرامة تستدعً االحترام والتعامل معها كغاٌة ولٌس كمجرد وسٌلة
ٌعتبر كانط بأن الشخص هو الذات التً ٌمكن أن تنسب إلٌها مسؤولٌة أفعالها .من هنا فالشخص هو كائن واع ،وهو ما جعله ٌكتسب قٌمة مطلقة
فً حٌن ال تتمتع الموجودات غٌر العاقلة إال بقٌمة نسبٌة .كما ٌعتبر الشخص غاٌة فً ذاته ،بحٌث ال ٌمكن التعامل معه كمجرد وسٌلة .وهذا ٌعنً
أنه ٌمتلك قٌمة وكرامة ال تقدر بثمن .
ولكً ٌحافظ الشخص على احترامه كذات حرة وأخالقٌة ٌ ،جب علٌه أن ٌتصرف وفقا للواجب األخالقً المطلق بحٌث ٌعامل اإلنسانٌة فً سلوكه
كغاٌة ولٌس كوسٌلة .هكذا فحرٌة الشخص عند كانط مقترنة بالتزامه باألمر األخالقً الذي هو قانون عملً كلً ومطلقٌ ،شكل مبدأ موضوعٌا
لإلرادة اإلنسانٌة ،وٌعامل الطبٌعة اإلنسانٌة كغاٌة فً ذاتها .
وإذا كان كانط ٌجعل الخاصٌة األخالقٌة هً المحدد الرئٌسً لقٌمة الشخص ،وهً ما ٌجلب له االحترام من طرف الغٌر ومعاملتهم له كغاٌة ولٌس
كمجرد وسٌلة ،فإن هناك كائنات بشرٌة قد تعوزها هذه الخاصٌة ،وبالتالً ستفتقد من هذا المنظور الكانطً إلى صفة الشخص وٌصبح من الجائز
معاملتها كمجرد وسائل ومنحها قٌمة ال تختلف عن قٌمة الحٌوانات أو األشٌاء المادٌة .
هذه المسألة هً التً جعلت تصور كانط لقٌمة الشخص ٌعرف بعض الصعوبات والمفارقات التً انتبه إلٌها أحد الفالسفة األمرٌكٌٌن المعاصرٌن،
هو طوم رٌغان Tom Regan) ).
ما ٌمنح للشخص قٌمة هو كونه ذات حٌة تستشعر حٌاتها . موقف طوم رٌغان:
ٌرى طوم رٌغان أن كانط ٌحدد قٌمة الشخص فً كونه ذات عاقلة وأخالقٌة ،وهذا ما ٌؤدي إلى نفً قٌمة الشخص عن كثٌر من البشر مثل
البوٌضة المخصبة حدٌثا ،والمرضى الذٌن دخلوا حالة الغٌبوبة الدائمة ،واألطفال إلى سن معٌنة ،وكل الكائنات التً تفتقد القدرات العقلٌة التً
تمكنها من أن تكون كائنات عاقلة و أخالقٌة .
من هنا ٌجوز تبعا للمنظور الكانطً معاملة هذه الكائنات كمجرد وسائل ،ونفً االحترام والكرامة وكل مقومات الشخص عنها .وهذا ما ٌؤدي إلى
مفارقة أساسٌة تتمثل فً كون كانط ،وهو المعروف بمثالٌته األخالقٌةٌ ،جسد موقفا ال أخالقٌا تجاه هذه األنواع من الكائنات التً ذكرناها .ولهذا
وجب حسب طوم رٌغان استبدال المعٌار األخالقً الكانطً المحدد لقٌمة الشخص بمعٌار آخر أشمل وأوسع ؛ ٌتمثل فً أن ما ٌمنح للكائن البشري
قٌمة مطلقة هو كونه « ذات تستشعر حٌاتها» .فاإلنسان ٌختلف عن الحٌوانات واألشٌاء الطبٌعٌة فً كونه ٌضٌف خاصٌة الوعً إلى الحٌاة ؛ فهو
ٌعً ما ٌعتمل فً حٌاته من مشاعر وأفكار ورغبات ،كما ٌستشعر حٌاته الماضٌة وٌتطلع إلى االستمتاع بالنعٌم وتحقٌق ما هو أفضل بالنسبة إلٌه.
وهذه العناصر هً ما ٌمنحه قٌمة أصلٌة وٌفرض علٌنا احترامه واالعتراف له بحقوقه المشروعة .
فالقٌمة األصلٌة للشخص إذن ال تتوقف على نظرة الغٌر إلٌه أو حكمه علٌه انطالقا من معاٌٌر أخالقٌة أو غٌرها ،بل هً تتحدد حسب طوم رٌغان
ذات تستشعر حٌاتها » وٌحٌى حٌاة ٌمكن أن تتحول لألفضل أو لألسوأ بالنسبة إلٌه .وهذا المعٌار األخٌر ٌجعل كل الكائنات
انطالقا من كونه « ا
البشرٌة متساوٌة وتفرض علٌنا االعتراف لها بحقوقها ومعاملتها باحترام .
غوسدورف :قيمة الشخص تتحدد داخل المجتمع ال خارجه ،فالشخص األخالقي ال يتحقق بالعزلة والتعارض مع اآلخرين بل العكس. موقف
غٌر أن جورج غوسدورف ٌرى أن فكرة استقالل الشخص األخالقً ،كما تحدث عنها كانط ال تعكس حقٌقة الوضع اإلنسانً ،ألنها تتغاضى (تغفل)
عن أشكال التضامن و التعاٌش و المشاركة ،التً تمٌز عالقة الناس فٌما بٌنهم ،وال ٌمكن للشخص ،فً نظر غوسدورف ،أن ٌكتسب قٌمته
األخالقٌة من ذاته ،وكأنه«إمبراطور داخل إمبراطورٌة» ٌضع نفسه فً مقابل العالم و فً تعارض مع اآلخرٌن .إن الشخص فً الواقع ٌنفتح على
الكون و على الغٌر ،وهو ال ٌوجد ،وال ٌكتمل وال ٌغتنً إال بالمشاركة و التضامن ،و باألخذ و العطاء ….
(أنظر أسفله)
المحور الثالث :الشخص بٌن الضرورة و الحرٌة
ْم انشخص راث حشة أو أَّ كٛاٌ خاضع إلششاطاث ٔحخًٛاث يخخهفت؟
انخأطٛش اإلشكانْ: ٙم انشخص راث حشة (سٛذة أفعانٓا ٔ حصشفاحٓا )،أو اَّ كٛاٌ خاضع إلششاطاث ٔضشٔساث ٔحخًٛاث
خاسجت عٍ إسادحّ ححذد ٔضعّ ٔحششط ٔجٕدِ ٔحقٛذ حشٚخّ ؟؟
سغم ان اىشخص ٌتمٍض بٌٍُت خاصت َقٍمت متمٍضة ،اال اوً ٌىتمً اىى جماعت اَ مجتمع معٍهٌَ،عٍش َفق ششَط مُضُعٍت
تجعيً ٌذسك أن َجُدي مششَط بضشَساث وفسٍت َبٍُىُجٍت داخيٍت،أَ بضشَساث َ إمشاٌاث اجتماعٍت َثقافٍت َاقتصادٌت
خاسجٍت .إن ٌزا االصدَاج فً بىٍت َجُد اىشخص ٌُ ما ٌجعيىا وتساءهْ:م انشخص راث حشة أو أَّ كٛاٌ خاضع إلششاطاث
ٔحخًٛاث؟ بأ٘ يعُٗ ٚكٌٕ انشخص( باعخباسِ حشٚت ٔفاعهٛت ٔيششٔعا) قادس عهٗ انخعان ٙعهٗ كم اإلششاطاث ٔحجأص كم
انحخًٛاث ٔانضشٔساث انًحٛطت بّ ؟
انًفاْٛى األساسٛت :
-الضرورة ًٌ :وقٍض اىحشٌت َ ،اىضشَسة معىاٌا أن مو ما فً اىنُن ،بما فً رىل اإلوسان ،البذ أن ٌنُن مما ٌُ ال ٌخشج عه طبٍعتً اىتً جبو
عيٍٍا ،فاإلوسان ىٍس إال ما ٌُ عىصش مه ٌزا اىنُن َ جضء صغٍش مه اىطبٍعتَ .اىضشَسة تشمو معاوً اىحتمٍت َاإلمشاي َ اىجبشٌت ....
-الحرٌة ًٌ :إشاسة إىى قذسة اىشخص عيى فعو شًء ما ،أَ االمتىاع عىً ،بعٍذ عه أي إمشاي أَ ضشَسة مٍفما مان مصذسٌا .
) 2خطاب الفلسفة الوجودٌة :خطاب الحرٌة ) 1خطاب العلوم اإلنسانٌة ( :أطروحة الضرورة) :اإلنسان خاضع
لمجموعة من الضرورات واالكراهات والحتمٌات الخارجة عن إرادته
موقف سارتر" :االًسبى هحكْم ببى ٌكْى حسا " موقف العلوم اإلنسانٌة :اإلنسان -كباقً أشٌاء الطبٌعة-
"االًسبى هشسّع حسٌة بشكل دائن" خاضع لمجموعة من اإلكراهات والضرورات والحتمٌات و الشروط
التً تحدد وضعه وتحد من حرٌته وتنفً إرادته وفاعلٌته وقدرته
واختٌاراته ،...كخضوعه مثال ل :
تنطلق القولة الفلسفٌة أعاله [االًسبى هحكْم ببى ٌكْى حسا] إكراهات وضرورات بٌولوجٌة - :كضرورات األكل
من اإلقرار التام بتمتع اإلنسان – باعتباره ذاتا واعٌة عاقلة ومسؤولة - والشرب والتنفس والنوم والتوالد وما تفرضه الضرورات
بكل الحرٌة التً تجعله مسؤوال عن تصرفاته و اختٌاراته و بالتالً سٌد األساسٌة والمتطلبات الغرٌزٌة الفطرٌة لبقاء النوع والتً ال
نفسه ومصٌره،وهو نفس التصور الذي تجسده الفلسفة الوجودٌة فً إطار اختٌار فٌها لألفراد....
إعالئها من شأن اإلنسان. -كما أن اإلنسان ال ٌختار لونه وال شكله و ال جنسه
لقد تأسست الوجودٌة كفلسفة إنسانٌة بامتٌاز،على خلفٌة فلسفٌة تنطلق ....باعتبار ان ذلك من المحددات والشروط البٌولوجٌة
من اعتبار أن اإلنسان ذاتٌة محضة (عكس خطاب العلوم اإلنسانٌة الذي التً تحدد وجود اإلنسان دون إرادته
ٌنظر إلٌه كموضوع ولٌس كذات) ،والذاتٌة عند الوجودٌٌن – و على إكراهات سوسٌوثقافٌة :حٌث إن "اإلنسان ابن بٌئته " كما
رأسهم جون بول سارتر – تعنً أن اإلنسان هو وحده الذي ٌخلق ذاته ٌقول ابن خلدون ،إذ ال ٌستطٌع التحرر أو االنفالت من قبضة العادات
بمطلق إرادته وحرٌته،وهو بذلك قادر على تجاوز كل اإلكراهات وسلطة التقالٌد واألعراف واللغة والدٌن والقوانٌن والقواعد التً
والشروط التً ٌمكن أن تقٌده أو تشرط وجوده (كما تقول العلوم ٌفرضها المجتمع (والثقافة ) الذي ٌنتمً إلٌه ،حٌث تنتفً كل حرٌة
اإلنسانٌة) . الفرد،لٌذوب ضمن الجماعة.فالمجتمع هو الذي ٌحدد لالفراد ما ٌجب أن
لذلك ٌؤكد الفٌلسوف الفرنسً الوجودي سارتر على أن اإلنسان ٌكونوا علٌه من خالل صٌرورتً التنشئة االجتماعٌة والتربٌة (
حر،وان له الحق أن ٌكون هو هو ،وكما ٌرٌد هو أن ٌكون ،ال كما ٌرٌده ، (l’éducation et la socialisationاللتان تعمالن على إدماج
غٌره .....و فً هذا السٌاق ،نجد ان الوجودٌة قد تأسست /انطلقت من مجموع القٌم والمبادئ والمعاٌٌر واألخالق فً شخصٌاتهم وتلقٌنها
فكرة أن الوجود سابق عن الماهٌة ،ومعناه ،أن وجود اإلنسان أسبق من لهم.....إذ ٌصبح اإلنسان مجرد نتاج لما ٌصنعه منه المجتمع ،أي نتاج
تشكله (وتشكل ماهٌته، )...أي إن اإلنسان ٌوجد أوال ثم هو الذي ٌحدد لمجموعة من القواعد والضوابط المفروضة علٌه باال كرا ه و التً تلغً
ماهٌته الحقا وبكل حرٌة ودون قٌود،فاإلنسان هو الذي ٌختار مصٌره فاعلٌته و اختٌاراته وحرٌته فً تحدٌد مصٌره (سواء تعلق األمر
ومسٌرته ومستقبله ،وهو الذي ٌقرر ما ٌكونه،سٌاسٌا او محامٌا او بالزواج او أشكال اللباس ....أو غٌره ) .ولعل هذا ما أشار إلٌه عالم
مهندسا أو تاجرا او منحرفاٌ....قول سارتر " :البطل ُْ الري االجتماع الفرنسً إمٌل دوركهاٌم Durkheimفً كتابه " :التربٌة
ٌصٌع هي ًفسَ بطالّ،الجببى ُْ الري ٌصٌع هي
األخالقٌة " عندما قال ... " :فضوٍسًب األخالقً لن ٌٌحج إال
ًفسَ جببًب" .
فوجود اإلنسان ٌختلف عن وجود األشٌاء لدى الفلسفة الوجودٌة،حٌث عي الوجحوع ّال ٌعبس إال عٌَّ ،إذا جكلن ضوٍسًب،
أن اإلنسان ٌوجد أوال ،ثم ٌنطلق فً صٌاغة مشروعه عبر خطوات فإًوب ٌسدد صْت الوجحوع فٌٍب "
وبكل إرادته وحرٌته وقدرته على االختٌار ...بل لقد اشتقت الوجودٌة إكراهات سٌكولوجٌة -:حٌث ٌعتبر سٌغموند فروٌد
مقولة ” أسبقٌة الوجود على الماهٌة ” من خاصٌة الوعً ،،ألن بأن:
اإلنسان لٌس وجودا فً ذاته كاألشٌاء ،بل وجودا لذاتهٌ :وجد وٌعً -شخصٌة اإلنسان ما هً إال نتاج لتكوٌنه النفسً خالل مراحل
وجوده ،مما ٌجعل وجوده تركٌبة النهائٌة من االختٌارات الطفولة ،أي أن طفولة اإلنسان هً التً تحدد مستقبله
واإلمكانٌات؛ وذلك على عكس منطلق "وجود األشٌاء" التً تسبق ومصٌره...حٌث ٌبدو معه أن اإلنسان لٌس حرا وال مرٌدا و ال
ماهٌتها وجودها "،فوجود الطاولة " مثال ٌأتً بعد وجود ماهٌتها و شكلها مسؤوال عن مصٌره مادامت طفولته –وبشكل سابق – هً من ٌحدد
فً ذهن ومخٌلة النجار الذي ٌصمم شكلها ولونها وحجمها ثم ٌعمل على مصٌره ...
تنزٌلها وإخراجها للوجود الواقعً،إذ ٌصبح وجودها –أي الطاولة -الحق -االنسان خاضع ألكراهات نفسٌة الشعورٌة هً التً تتحكم فً
(ال سابق) عن ماهٌتها. وعٌه وسلوكاته وتوجه أفعاله رغما عنه (كاألحالم ،زالت
تأسٌسا على ما سبق ،تعتبر الفلسفة الوجودٌة (سارتر)أن القلم،فلتات اللسان،النسٌان،السهو،االضطرابات النفسٌة... .وغٌرها
"اإلًسبى هشسّع فً سوبء الووكٌبت " ،أي أنه ما هو ) وهً كلها إكراهات نفسٌة الشعورٌة تغٌب معها كل حرٌة او
إال صانع ذاته/نفسه باستمرار،هو الذي ٌحدد مصٌره ومستقبله ،وهذا أرادة لإلنسان فً تحدٌد سلوكاته ،وبالتالً تنتفً فً ذلك مسؤولٌته و
معناه ،حسب سارتر ،أننا ال نختار تركٌب الجسد (أي إننا ال نختار لوننا اختٌاراته
وال شكلنا وال جنسنا، )...لكننا نختار أفعالنا ومصٌرنا مادمنا كائنات -شخصٌة اإلنسان ما هً إال نتاج لتفاعل ثالث قوى أساسٌة هً
واعٌة عاقلة و فاعلة ومسؤولة،وفكرة كون "اإلنسان مشروع" :تعنً التً تحدد جهازه النفسً وبالتالً شخصٌته ،..وهذه القوى هً :
انه فاعلٌة ال تتوقف عن العمل ،عن الحركة فً اتجاه تطوٌر أدائه وتعدٌل [ الهو– األنا – األنا األعلى].
اختٌاراته و توجٌهها بالشكل الذي ٌرٌد وبكل حرٌة،مستفٌدا مما تتٌحه له وهكذا،فعلم النفس فٌنظر إلى اإلنسان باعتباره " أنا " تعٌش قلقا
اإلمكانٌات التً ٌصادفها فً هذا الوجود.فاإلنسان "مشروع لم ٌكتمل نفسٌا مرٌرا ،وهو قلق ال شعوري ٌفسره المحلل النفسً النمساوي
بعد" كما ٌقول سارتر دائما ،أي انه دائم العمل والتطوٌر والتعدٌل فٌما سٌغموند فروٌد ) (S.Freudمن خالل تقسٌمه للجهاز النفسً لإلنسان
ٌراه مناسبا له ، ....من هنا نفهم تصرٌح سارتر "بأى اإلًسبى إلى ثالث عناصر أساسٌــة :األنا ) ، (Moiالهو ) ، (çaاألنا
هشسّع فً سوبء الووكٌبت ،هحكْم علٍَ بأى ٌكْى األعلى ) ، (Sur Moiفلألنا غرائز ومٌوالت فطرٌة ٌسعى الهو إلى
حساّ ،ببى اإلًسبى لٍس شٍئب آخس غٍس هب ٌصٌع إشباعها ،إال أن تواجد منظومة القٌم التً ٌجسدها األنا األعلى تحول
ىفسَ". ة دون ذلك إذ ٌتم كبتها ،األمر الذي ٌدفع األنا إلى محاولة التوفٌق بٌن
وهكذا ،فالتوقف عن الفعل( أي الممارسة ضمن الوجود) ،هو مطالب كل من الهو واألنا األعلى ،وهو توفٌق إن دل على شًء فإنما
توقف عن الوجود،و االختٌار ٌقتضً بدوره الحرٌة ،فال اختيار بدون ٌدل على أن الفعل اإلنسانً هو فعل خاضع لضرورة وحتمٌة نفسٌة ال
حرٌة .لذلك ٌختار اإلنسان من بٌن اإلمكانات المتاحة له أفضلها و أنفعها شعورٌة ،وهذا ما ٌجعل البعض ،حسب فروٌد ،مكرها فً الكثٌر من
بالنسبة له .لذلك فوجود االنسان ال ٌتحقق اال بالفعل واالختبار ،فالموجود األحٌان على أن ٌهتف بٌنه وبٌن نفسه " :آه ،لٌست الحٌاة سهلة "( .
الحر فقط هو من ٌختار ٌ،قول سارتر ":إى الحسٌة لٍسث صفة محاضرات جدٌـــدة فً التحلٌل النفسً ).
هضبفة أّ خبصٍة هي خصبئص طبٍعحً،إًِب جوبهب
ًسٍج ّجْدي" ...
إن الحرٌة هنا تصبح هً تجاوز اإلنسان لحاضره وماضٌه وارتمائه
نحو المستقبل،مادام هذا اإلنسان " مشروعا فً سماء الممكنات " ،انه
انفصال عما هو كائن واتجاه نحو ما لم ٌكن بعد .إن الشخص بفعل وعٌه
وحرٌته ٌستطٌع أن ٌختار شخصٌته وفقا لنموذج ٌرضى عنه وٌكون كما
أراد هو نفسه.
هكذا ٌبدو أن اإلنسان مع سارتر ال طبٌعة له،ولٌست له ماهٌة محددة
(من قبل) ،بل إن ماهٌته هً الحرٌة نفسها إذ أن "اإلنسان محكوم بان
ٌكون حرا" .
ٌقُه ساسحش " :لٍس لإلًسبى هبٍُة ثببحة،بل إى ّجْدٍ
سببق على هبٍُحَ،فِْ الري ٌكْى هبٍُحَ.....إى
اإلًسبى فً هحبّلة دائوة ال جعسف االسحقساز،فِْ ال
ٌسضى بشًء ّال ٌقف عٌد حد "