You are on page 1of 8

‫بالمنعم ال بالنِعم‪ ،‬وهي االعتراف بنعمة المنعم‬

‫‪ ‬وحقيقة الشكر‪ :‬أن يفرح المؤمن ُ‬


‫على س بيل الخض وع‪ ،‬وأن تك ون حرك ات العب د وس كناته وخ واطره ومش اعره‬
‫كلها موجهة للخير وفي سبيل اهلل ‪.‬‬

‫‪    ‬وقي ل ان حقيق ة الش كر‪ ‬عب ارة عن عرف ان ك ّل النعم من اهلل ع ّز وج ّل‬


‫االخالقي ة ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫محبت ه ‪ ،‬وإ ّن ه من جن ود العق ل ومن الفض ائل‬
‫وص رفها في جه ة ّ‬
‫ويقابله الكفران ‪ ،‬فانه من الرذائل ومن جنود الجهل ‪.‬‬

‫‪    ‬قال العالّمة النراقي في كتابه جامع السعادات حول حقيقة الشكر‪ :‬لما كانت‬
‫حقيقة‪ ‬الشكر‪ ‬عبارة عن عرفان كل النعم من اللّه تعالى مع استعمالها في طريق‬
‫محب ة اللّ ه‪ ،‬ف إن الش كر‪ ‬على ك ل نعم ة أن تع رف كونه ا من اللّ ه وتعم ل به ا في‬
‫جهة محبته تعالى ورضاه ‪.‬‬
‫‪    ‬وال ش ك في أن ه ذه المعرف ة والعم ل به ا أيض ا نعم ة من اللّ ه‪ ،‬إذ جمي ع م ا‬
‫نتعاط اه باختيارن ا نعم ة من اللّ ه‪ ،‬ف إن جوارحن ا‪ ،‬وق دراتنا‪ ،‬وإ رادتن ا‪ ،‬وعلومن ا‬
‫ومعارفنا‪ ،‬وسائر أمورنا من اللّه‪ ،‬وعلى هذا فالشكر‪ ‬على كل نعمة نعمة أخرى‬
‫من اللّه تحتاج إلى شكر آخر‪ ،‬وكيفية هذا الشكر ان نعرف أن هذا‪ ‬الشكر‪ ‬أيضا‬
‫نعمة من اللّه تعالى فنفرح به ونعمل بمقتضى فرحنا‪.‬‬

‫‪    ‬وه ذه المعرف ة والف رح تحت اج إلى ش كر آخ ر‪ ،‬وهك ذا‪ ،‬فال ب د من‪ ‬الش كر‪ ‬في‬
‫كل حال‪ ،‬وال يمكن ان تنتهي سلسلة‪ ‬الشكر‪ ‬هذه إلى ما ال يحتاج إلى شكر‪ ،‬ومن‬
‫هنا البد للعبد ان يعرف عجزه عن أداء حق شكره تعالى ‪.‬‬
‫‪       -‬كيف نشكر اهلل حق شكره؟‬

‫عز‬
‫ورد في الكافي للكليني عن اإلمام الصادق عليه السالم قال‪ (( :‬أوحى اهلل ّ‬ ‫‪     ‬‬

‫وجل إلى موسى عليه السالم‪ :‬يا موسى اشكرني حق شكري‪ .‬فقال‪ :‬يا رب‬
‫وكيف أشكرك حق شكرك وليس من شكر أشكرك به إال وأنت أنعمت به علي‪،‬‬
‫قال‪ :‬يا موسى اآلن شكرتني حيث علمت أن ذلك مني)) ‪.‬‬

‫أدى‬
‫وقال عليه السالم أيضا‪(( :‬من أنعم اهلل عليه نعمة فعرفها بقلبه ‪ ،‬فقد ّ‬ ‫‪    ‬‬

‫شكرها))‬
‫‪ -‬وقال عليه السالم أيضا‪(( :‬شكر النعمة اجتناب المحارم‪ ،‬وتمام الشكر قول‬ ‫‪      ‬‬

‫ين[‪. )) ‬‬ ‫ِ‬ ‫الرجل‪] ‬اْل َح ْم ُد للّ ِه َر ِّ‬


‫ب اْلعالَم َ‬

‫‪ -‬وقال اإلمام الكاظم عليه السالم‪(( :‬من حمد اهلل على نعمة فقد شكره‪ ،‬وكان‬ ‫‪      ‬‬

‫الحمد أفضل من تلك النعمة)) ‪.‬‬


‫‪ -‬وعنه عليه السالم أيضا‪(( :‬كان رسول اهلل صلى اهلل عليه وآله إذا ورد عليه‬ ‫‪      ‬‬

‫يسره قال‪ :‬الحمد هلل على هذه النعمة‪ ،‬وإ ذا ورد عليه أمر يغتم به قال‪:‬‬
‫أمر ّ‬
‫الحمد هلل على كل حال))‬

‫قال حاتم األصم رحمه هللا تعالى‪ :‬أربعة ال يعرف قدرها إال أربعة‪ :‬قدر‬
‫الشباب ال يعرفه إال الشيوخ‪ ،‬وقدر العافية ال يعرفه إال أهل البالء‪ ،‬وقدر‬
‫الصحة ال يعرفه إال المرضى‪ ،‬وقدر الحياة ال يعرفه إال الموتى (تنبيه‬
‫الغافلين ‪)١/٣٩ :‬‬
‫والقرآن يريد ان يربى االنسان تربية اخالقية متسامية‪ ..‬يريده ان يكون‬
‫شكوراً او شاكراً‪ ..‬معترفا ً باحسان من احسن اليه‪ ..‬لينقذه من اخالقية‬
‫التنكر والجحود وكفران المعروف ونكرانه‪ ..‬بل من مقابلة االحسان‬
‫باالساءة‪ ..‬تلك االخالقية التي اوردت الناس تجربة مرة حتى قالوا‪:‬‬
‫(( اتق شر من احسنت اليه)) او تلك االخالقية المتردية التي صاغتها‬
‫شعراً فجاءت مثال‪:‬‬
‫ومن يصنع المعروف في غير اهله*****يالقي الذي القي مجير ام‬
‫عامر‬
‫ان القرآن يثبت قاعدة كلية لمقابلة المعروف بالمعروف‪ ..‬واالحسان‬
‫باالحسان‪ ..‬والفضل بالشكر واالمتنان‪ ..‬نقرأ هذه القاعدة في قوله تعالى‪:‬‬
‫( هل جزاء االحسان اال االحســان) ان من جزاء االحسان والمعروف ان‬
‫يقابل فاعله بالشكر‪ ..‬الشكر بالقلب واللسان والعمل المعبّر عن اداء‬
‫الشكر لصانع المعروف‪..‬‬
‫ان المجتمع البشري بحاجة الى اخالقية مقابلة االحسان باالحسان‪ ..‬بل‬
‫يدعو القران الى مقابلة االساءة باالحسان‪ ..‬ان اخالقية الشاكرين وكلمة‬
‫الشكر واداء الشكر المقابل للمعروف المسدي لالنسان ترزع في النفوس‬
‫الحب المتبادل‪ ..‬والتشجيع الهل المعروف واالحسان باسداء المعروف‬
‫الى االخرين‪ ..‬ان النفسية الشاكرة تعبّر عن الرضا والحب والشعور‬
‫بتعاطف االخرين‪ ،‬وسالمة البنية النفسية من التعقيد والتعالي واالنانية ‪..‬‬
‫ان الشكر يعُبر عنه بالكلمة التي تزرع المودةـ والحب والعالقة الطيبة‪،‬‬
‫وتؤسس لعالقات اجتماعية متنامية‪ ..‬ويعبر عن الشكر بالعمل المقابل‬
‫فيعمل المعروف لمن اسدى اليه معروفاً‪ ،‬رداً لمعروفه وتعبيراً عن‬
‫الشكر له‪..‬‬
‫إن شكرك هلل كما ينبغي يشعرك بالرضا عن نفسك وعن جوهر وجودكـ‬
‫في هذه الحياة‪ ،‬كما أن شكرك لمن يسدي إليك معروفا يبعث فيك طاقة‬
‫تملؤكـ بالحيوية واالستعدادـ الدائم للتفاعل مع الناس‪ ،‬بعكس من أدمن على‬
‫إنكار الجميل؛ حيث تمتلئ نفسه ضيقا وحرجا‪ ،‬يؤدي به أن يكون منبوذا‬
‫بين الناس‪ ،‬منطويا على نفسه‪ ،‬يقلب أفكاره يمينا وشماال‪ ،‬يبحث عن حل‬
‫إلعراض الناس عنه‪ ،‬وال يجد سوى أن يتهمهم بالتسلط عليه وعدم‬
‫الرغبة فيه‪ ،‬وينسى أ ّنه أسُّ المشكلة ومسببها بعدم شكر من أسدى إليه‬
‫جميال‪.‬‬
‫الشك ُر للناس‬
‫الشكر للناس من صفات المؤمنين‪ ،‬فالرغبة في مقابلة الجميل بالشكر‬
‫والعرفان هو مما يظهر من أثر اإليمان في شخص المسلم‪ ،‬فعن‪ ‬أَ ِبي‬
‫صلَّى هَّللا ُ َع َل ْي ِه َو َسلَّ َم َقا َل (اَل َي ْش ُك ُر هَّللا َ َمنْ اَل َي ْش ُك ُر‬ ‫ه َُري َْر َة َعنْ ال َّن ِبيِّ َ‬
‫اس)[‪ ،]7‬وأولى الناس بالشكر لهم الوالدان؛ لما لهما من فضل على‬ ‫ال َّن َ‬
‫الولد‪،‬ـ وقد قرن هللا تعالى وجوب شكرهما بوجوب شكره بقوله‬
‫ِصالُ ُه فِي‬ ‫ان ِب َوالِدَ ْي ِه َح َم َل ْت ُه أ ُ ُّم ُه َوهْ ًنا َع َلى َوهْ ٍن َوف َ‬ ‫ص ْي َنا اإْل ِ ْن َس َ‬
‫{و َو َّ‬‫تعالى‪َ  ‬‬
‫ْك إِ َليَّ ْالمَصِ يرُ} (لقمان ‪ .)14‬كما أن شكر هللا‬ ‫ْن أَ ِن ا ْش ُكرْ لِي َول َِوالِدَ ي َـ‬ ‫َعا َمي ِ‬
‫تعالى ال يكون بمجرد الكالم فإن شكر الوالدينـ كذلك‪ ،‬فال بد من‬
‫ُّك أَاَّل‬
‫ضى َرب َ‬ ‫{و َق َ‬‫التزامهما وخاصة عند الشيخوخة والحاجة قال تعالى‪َ :‬‬
‫دَك ْال ِك َب َر أَ َح ُد ُه َما أَ ْو ِكاَل ُه َما‬ ‫ْن إِحْ َسا ًنا إِمَّا َي ْبلُ َغنَّ عِ ْن َ‬ ‫َتعْ ُب ُدواـ إِاَّل إِيَّاهُ َو ِب ْال َوالِدَ ي ِ‬
‫اخ ِفضْ َل ُه َما َج َن َ‬
‫اح‬ ‫َفاَل َتقُ ْل َل ُه َما أُفٍّ َواَل َت ْن َهرْ ُه َما َوقُ ْل َل ُه َما َق ْواًل َك ِريمًا‪َ .‬و ْ‬
‫ص ِغيرً ا} (اإلسراء‪،‬‬ ‫الذ ِّل م َِن الرَّ حْ َم ِة َوقُ ْل َربِّ ارْ َحمْ ُه َما َك َما َر َّب َيانِي َ‬ ‫ُّ‬
‫‪)23،24‬‬
‫والشكر للناس ال يقتصر على الوالدين بل يجب لكل من بذل لك معروفا‪،‬‬
‫فعن جابر عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال (من أُعطي عطاء فوجد‬
‫ُثن‪ ،‬فإن من أثنى فقد شكر ومن كتم فقد كفر‪[)..‬‬
‫فليجز به‪ ،‬ومن لم يجد فلي ِ‬
‫‪ . ]8‬يقول الترمذي‪ :‬معنى قوله ومن كتم فقد كفر‪ :‬أي قد كفر تلك النعمة‪.‬‬
‫صا ُر ِباأْل َجْ ِر ُكلِّ ِه‬
‫ت اأْل َ ْن َ‬
‫ين َقالُواـ َيا َرسُو َل هَّللا ِ َذ َه َب ْ‬ ‫س أَنَّ ْال ُم َها ِج ِر َ‬ ‫وعنْ أَ َن ٍ‬
‫َ‬
‫دَع ْو ُت ْم هَّللا َ َل ُه ْم َوأَ ْث َن ْي ُت ْم َع َلي ِْه ْم)[‪. ]9‬‬
‫َقا َل (اَل َما َ‬
Ibnu Manzhur mengatakan bahwa syukur: Membalas
kenikmatan (pemberian orang lain) dengan ucapan,
perbuatan, dan niat. Seseorang harus menyampaikan
sanjugnan kepada yang memberi dengan ucapan,
dengan ketaatan sepenuhnya, serta berkeyakinan
bahwa yg memberinya itu semua adalah Allah SWT.
Assa’di: Orang yg bersyukur – jiwanya baik- lapang
dada-tajam mata (batinnya)-hatinya penuh pujian Kbps
Allah—
Bersyukur- bentuk ciri pribadi yang berfikir positif,
merepresentasikan hidup lebih positif. Sesuai dg ajaran
Islam.
Gratitude (Barat) adalah pengakuan seseorang tentang
adanya pihak lain atau sumber yg turut andil atas
nikmat atau kelebihan yg diterima, oleh karena itu
kebersyukuran mendorong orang memberi pujian atau
ucapan terima kasih thdp pihak yang telah berbuat
baik. Jenis syukur-personal dan transpersonal.
Kiat-kiat:
Tidak banyak ngeluh
Sabar atas musibah
Tidak merasa iri hati terhadap kelebihan nikmat pada
orang lain
Menggunakan setiap nikmat secara benar dan
bertanggung jawab
Berbagi kenikmatan dengan orang lain
Tiga Rukun Syukur:
1. Pengetahuan (Ilmu) tentang nikmat (Kesadaran to
be blessed)
2. Haal (Keadaan Jiwa yang gembira) Buah dari Ilmu
3. Amal karena senang-gembira atas nikmat yang
diperoleh dari pemberi nikmat
Syukur pengingat moral umat manusia.

You might also like