You are on page 1of 4

‫صالِحً ا َفأِل َنفُسِ ِه ْم َي ْم َه ُد َ‬

‫ون ﴿‪[    ﴾ ﴾٤٤‬الروم ‪  ‬آية‪:‬‬ ‫﴿ َمن َك َف َر َف َع َل ْي ِه ُك ْف ُرهُ َو َمنْ َع ِم َل َ‬ ‫‪.1‬‬


‫‪]٤٤‬‬
‫ون (‬ ‫صالِحً ا َفأِل َ ْنفُسِ ِه ْم َي ْم َه ُد َ‬
‫آية (‪* :)44‬في سورة الروم قال ( َمنْ َك َف َر َف َع َل ْي ِه ُك ْف ُرهُ َو َمنْ َع ِم َل َ‬
‫(و َمن َي ْش ُكرْ َفإِ َّن َما َي ْش ُك ُر لِ َن ْفسِ ِه َو َمن َك َف َر َفإِنَّ‬
‫‪ ))44‬إذا قارنا بين هذه اآلية وآية سورة لقمان َ‬
‫هَّللا َ َغنِيٌّ َحمِي ٌد) فما اللمسة البيانية فى االختالف بين اآليتين؟‬
‫وأخر العمل ( َمنْ‬ ‫هناك أكثر من اختالف بين اآليتين‪ .‬نالحظ أنه في آية الروم ق ّدم الكفر ّ‬
‫ون (‪ ))44‬ثم نالحظ أنه ليس هذا فقط‬ ‫صالِحً ا َفأِل َ ْنفُسِ ِه ْم َي ْم َه ُد َ‬‫َك َف َر َف َع َل ْي ِه ُك ْف ُرهُ َو َمنْ َع ِم َل َ‬
‫كل من الفريقين في آية الروم بينما في لقمان ذكر فقط عاقبة الشكر ولم‬ ‫وإنما ذكر عاقبة ٍ‬
‫(و َمن َي ْش ُكرْ َفإِ َّن َما َي ْش ُك ُر لِ َن ْفسِ ِه َو َمن َك َف َر َفإِنَّ هَّللا َ َغنِيٌّ َحمِي ٌد) بينما في آية‬ ‫يذكر عاقبة الكفر َ‬
‫ون (‪))44‬‬ ‫صالِحً ا َفأِل َ ْنفُسِ ِه ْم َي ْم َه ُد َ‬‫الروم ذكر عاقبة اإلثنين ( َمنْ َك َف َر َف َع َل ْي ِه ُك ْف ُرهُ َو َمنْ َع ِم َل َ‬
‫ون)‪ .‬أما في‬ ‫ذكر عاقبة الكفر ( َف َع َل ْي ِه ُك ْف ُرهُ) وعاقبة اإليمان والعمل الصالح ( َفأِل َ ْنفُسِ ِه ْم َي ْم َه ُد َ‬
‫(و َمن َي ْش ُكرْ َفإِ َّن َما َي ْش ُك ُر لِ َن ْفسِ هِ) يستفيد هو ألن عاقبة الشكر يعود‬ ‫لقمان فذكر عاقبة الشكر َ‬
‫عليه نفعها أما في الكفر لم يذكر شيئا ً وما قال يعود عليه كفره‪ .‬بينما في الروم فقال ( َف َع َل ْي ِه‬
‫ُك ْف ُرهُ) ذكر العاقبة‪ ،‬هناك لم يذكر‪ .‬إذن صار الخالف أيضا ً من ناحية الجزاء ذكر في لقمان‬
‫ذكر جزاء الشاكر ولم يذكر جزاء الكافر وفي الروم ذكر جزاء اإلثنين الكافر والعمل‬
‫صالِحً ا َفأِل َ ْنفُسِ ِه ْم‬ ‫الصالح‪ .‬وفي الروم ذكر الفعلين بالماضي ( َمنْ َك َف َر َف َع َل ْي ِه ُك ْف ُرهُ َو َمنْ َع ِم َل َ‬
‫(و َمن َي ْش ُكرْ َفإِ َّن َما َي ْش ُك ُر لِ َن ْفسِ ِه َو َمن َك َف َر َفإِنَّ هَّللا َ‬ ‫ون (‪ .))44‬حتى المقابلة في لقمان قال َ‬ ‫َي ْم َه ُد َ‬
‫َغنِيٌّ َحمِي ٌد) الكفران بمقابل الشكر بينما في الروم قال ( َمنْ َك َف َر َف َع َل ْي ِه ُك ْف ُرهُ َو َمنْ َع ِم َل‬
‫ون) اختلفت‪ .‬فهي إذن ليست مسألة واحدة بين اآليتين وإنما أكثر من‬ ‫صالِحً ا َفأِل َ ْنفُسِ ِه ْم َيمْ َه ُد َ‬‫َ‬
‫وجه لإلختالف بينهم والسياق هو الذي يحدد األمر‬
‫‪ .‬لماذا ق ّدم الكفر على العمل الصالح في آية سورة الروم؟ ذكرنا أن التقديم والتأخير هو‬
‫بحسب السياق وهو الذي يحدد هذا األمر‪ .‬السياق في الروم هو في ذِكر الكافرين ومآلهم‬
‫ض الَّذِي َع ِملُوا َل َعلَّ ُه ْم‬ ‫ت أَ ْيدِي ال َّن ِ‬
‫اس لِ ُيذِي َق ُه ْم َبعْ َ‬ ‫( َظ َه َر ْال َف َسا ُد فِي ْال َبرِّ َو ْال َبحْ ِر ِب َما َك َس َب ْ‬
‫ان أَ ْك َث ُر ُه ْم‬ ‫ِين ِمنْ َق ْب ُل َك َ‬ ‫ان َعاقِ َب ُة الَّذ َ‬ ‫ْف َك َ‬ ‫ظرُوا َكي َ‬ ‫ض َفا ْن ُ‬ ‫ُون (‪ )41‬قُ ْل سِ يرُوا فِي اأْل َرْ ِ‬ ‫َيرْ ِجع َ‬
‫ين ْال َقي ِِّم ِمنْ َقب ِْل أَنْ َيأْت َِي َي ْو ٌم اَل َم َر َّد َل ُه م َِن هَّللا ِ َي ْو َم ِئ ٍذ‬ ‫ك لِل ِّد ِ‬ ‫ِين (‪َ )42‬فأَقِ ْم َوجْ َه َ‬ ‫ُم ْش ِرك َ‬
‫ون (‪ ))44‬إذن‬ ‫صالِحً ا َفأِل َ ْنفُسِ ِه ْم َي ْم َه ُد َ‬ ‫ُون (‪َ )43‬منْ َك َف َر َف َع َل ْي ِه ُك ْف ُرهُ َو َمنْ َع ِم َل َ‬ ‫ص َّدع َ‬ ‫َي َّ‬
‫السياق في ذِكر الكافرين فق ّدمهم وقال ( َمنْ َك َف َر َف َع َل ْي ِه ُك ْف ُرهُ)‪ .‬في لقمان قال (أَ ِن ا ْش ُكرْ هَّلِل ِ)‬
‫(و َمن‬ ‫ان ْال ِح ْك َم َة أَ ِن ا ْش ُكرْ هَّلِل ِ) بدأ بالشكر قال َ‬ ‫(و َل َق ْد آ َت ْي َنا لُ ْق َم َ‬
‫بدأ بالشكر فلما تقدم الشكر َ‬
‫ويؤخرها في‬ ‫ّ‬ ‫َي ْش ُكرْ ) التقديم والتأخير كله بحسب المناسبة لذلك نالحظ يق ّدم الكلمة في موطن‬
‫(و َمن َي ْش ُكرْ ) بين‬ ‫موطن آخر بحسب السياق الذي ترد فيه‪ .‬في األفعال في سورة لقمان َ‬
‫صالِحً ا‬ ‫مضارع وماضي بينما في الروم بصيغة الماضي ( َمنْ َك َف َر َف َع َل ْي ِه ُك ْف ُرهُ َو َمنْ َع ِم َل َ‬
‫ون (‪ ))44‬فلِ َم التنوع في الصيغة الزمنية في الفعل؟ آية لقمان فيمن هو في‬ ‫َفأِل َ ْنفُسِ ِه ْم َي ْم َه ُد َ‬
‫ان ْالح ِْك َم َة أَ ِن ا ْش ُكرْ هَّلِل ِ َو َمن َي ْش ُكرْ َفإِ َّن َما َي ْش ُك ُر لِ َن ْفسِ ِه َو َمن َك َف َر َفإِنَّ هَّللا َ‬ ‫(و َل َق ْد آ َت ْي َنا لُ ْق َم َ‬
‫الدنيا َ‬
‫ين ْال َقي ِِّم ِمنْ َقب ِْل‬ ‫ك لِل ِّد ِ‬ ‫َغنِيٌّ َحمِي ٌد (‪ ))12‬هذه كلها في الدنيا‪ ،‬آية الروم في اآلخرة ( َفأَقِ ْم َوجْ َه َ‬
‫صالِحً ا‬ ‫ُون (‪َ )43‬منْ َك َف َر َف َع َل ْي ِه ُك ْف ُرهُ َو َمنْ َع ِم َل َ‬ ‫ص َّدع َ‬ ‫أَنْ َيأْت َِي َي ْو ٌم اَل َم َر َّد َل ُه م َِن هَّللا ِ َي ْو َم ِئ ٍذ َي َّ‬
‫ون (‪ ))44‬يومئذ يصدعون ومن كفر بعد هذا اليوم أي يوم القيامة ليس‬ ‫َفأِل َ ْنفُسِ ِه ْم َي ْم َه ُد َ‬
‫هنالك عمل انتهى‪ ،‬ذهب وسيأتي ما ق ّدم عاقبة من كفر ومن عمل‪ .‬أما في آية لقمان في‬
‫(و َمن َي ْش ُكرْ ) هو يمكن أن يشكر طالما هو في الدنيا‪ .‬لكن آية الروم وقعت بعد‬ ‫الدنيا قال َ‬
‫ُون (‪)43‬‬ ‫ص َّدع َ‬ ‫ين ْال َقي ِِّم ِمنْ َقب ِْل أَنْ َيأْت َِي َي ْو ٌم اَل َم َر َّد َل ُه م َِن هَّللا ِ َي ْو َم ِئ ٍذ َي َّ‬ ‫ك لِل ِّد ِ‬ ‫قوله ( َفأَقِ ْم َوجْ َه َ‬
‫ون (‪ ))44‬انتهى هذا ليس هنالك عمل‪،‬‬ ‫صالِحً ا َفأِل َ ْنفُسِ ِه ْم َي ْم َه ُد َ‬‫َمنْ َك َف َر َف َع َل ْي ِه ُك ْف ُرهُ َو َمنْ َع ِم َل َ‬
‫انقطع العمل‪ .‬في الروم يتحدث باعتبار ما كان وما مضى أما في لقمان فيتحدث في الدنيا‬
‫ولهذا جاءت (يشكر) في لقمان بالمضارع‪ .‬الكفر ينبغي أن يُقطع وليس مظ ّنة التكرار‬
‫والكفر ليس كالشكر ألن الشكر يتكرر‪ .‬ذكر عاقبة الكفر في الروم ( َمنْ َك َف َر َف َع َل ْي ِه ُك ْف ُرهُ)‬
‫ولم يذكر عاقبة الكفر في لقمان‪ .‬السبب أنه ذكر عاقبة الكفر في الدنيا وعاقبة ذلك في‬
‫ض الَّذِي‬ ‫اس لِ ُيذِي َق ُه ْم َبعْ َ‬ ‫ت أَ ْيدِي ال َّن ِ‬ ‫(ظ َه َر ْال َف َسا ُد فِي ْال َبرِّ َو ْال َبحْ ِر ِب َما َك َس َب ْ‬ ‫اآلخرة وقبلها قال َ‬
‫ِين ِمنْ َق ْب ُل‬ ‫ان َعا ِق َب ُة الَّذ َ‬ ‫ْف َك َ‬ ‫ظرُوا َكي َ‬ ‫ض َفا ْن ُ‬ ‫ُون (‪ )41‬قُ ْل سِ يرُوا فِي اأْل َرْ ِ‬ ‫َع ِملُوا َل َعلَّ ُه ْم َيرْ ِجع َ‬
‫ِين (‪ ))42‬هذا من عقوبات الكفر وذكر العاقبة فناسب ذكر العاقبة أيضا ً‬ ‫ان أَ ْك َث ُر ُه ْم ُم ْش ِرك َ‬ ‫َك َ‬
‫في الكفر فلما ذكر عاقبتهم في الدنيا ناسب أن يذكر عاقبتهم في اآلخرة‪ .‬في لقمان لم يذكر‬
‫ولم يرد هذا الشيء وذكر فقط الشكر ولذلك ذكر عاقبة الكفر والعمل في آية سورة الروم‬
‫ألن هذا وقت حساب‪.‬‬
‫ون) ولم يقل مهّدوا ألنفسهم؟ أحيانا ً نعبر عن المضارع للداللة على‬ ‫*لِ َم قال ( َفأِل َ ْنفُسِ ِه ْم َيمْ َه ُد َ‬
‫ون أَ ِنب َياء هّللا ِ مِن َق ْب ُل إِن ُكن ُتم‬
‫المُضيّ ويسمونه حكاية الحال الماضية مثالً (قُ ْل َفلِ َم َت ْق ُتلُ َ‬
‫ان (‬ ‫(وا َّت َبعُو ْا َما َت ْتلُو ْا ال َّشيَاطِ ينُ َع َلى م ُْلكِ ُس َل ْي َم َ‬ ‫ِين (‪ )91‬البقرة) المفروض قتلتم‪َ ،‬‬ ‫م ُّْؤ ِمن َ‬
‫ال (‪ )18‬الكهف) المفروض‬ ‫ِين َو َذ َ‬
‫ات ال ِّش َم ِ‬ ‫ات ْال َيم ِ‬‫(و ُن َقلِّ ُب ُه ْم َذ َ‬
‫‪ )102‬البقرة) المفروض تلت‪َ ،‬‬
‫قلّبناهم‪ .‬يستخدم المضارع أحيانا ً للداللة على المضي‪ ،‬هذه تسمى حكاية الحال الماضية هي‬
‫لألشياء المهمة التي تريد أن تر ّكز عليها تأتي بها بالمضارع إذا كنت تتحدث عن أمر‬
‫ون أَ ِنب َياء هّللا ِ) قد ُتحدث نوعا ً من أنواع لفت‬ ‫ماضي‪ ،‬القتل أمر مهم جداً فقال (قُ ْل َفلِ َم َت ْق ُتلُ َ‬
‫النظر وهم يقولون إما أن تأتي بالماضي فتضعه حاضراً للمخاطب كأنه يشاهده تنقل‬
‫الصورة الماضية إلى الحاضر بصيغة فعل مضارع فيكون المخا َطب كأنما اآلن يشاهده‬
‫المخاطب إلى الماضي فتجعله كأنه من أصحاب ذلك الزمن فيشاهد ما‬ ‫َ‬ ‫أمامه أو أنك تنقل‬
‫حدث‪ .‬لذلك حتى البالغيين يستشهدون بمن قتل أبا رافع اليهودي في السيرة لما يقصون‬
‫القصة كيف قتل أبا رافع يحكي القصة يتكلم عن أمر مضى فيقول‪ :‬فناديت أبا رافع فقال‬
‫نعم‪ ،‬فأهويت عليه بالسيف فأضربه وأنا دهِش‪( ،‬قال فأضربه أبرز حالة اللقطة لم يقل‬
‫فضربته)‪ .‬هذه ُتدرس في علم المعاني وأحيانا ً في النحو في زمن األفعال‬
‫(و َمن َي ْش ُكرْ َفإِ َّن َما َي ْش ُك ُر لِ َن ْفسِ ِه َو َمن َك َف َر َفإِنَّ هَّللا َ َغنِيٌّ‬ ‫‪ .‬ذكر في لقمان بمقابل الكفر الشكر َ‬
‫لغة له داللتان‪ :‬الكفر بما يقابل‬ ‫َحمِي ٌد) بينما في الروم ذكر الكفر والعمل فاختلف‪ .‬الكفر ً‬
‫ُون (‪ )152‬البقرة) (إِ َّنا َه َد ْي َناهُ الس َِّبي َل إِمَّا َشا ِكرً ا َوإِمَّا َكفُورً ا (‬ ‫(وا ْش ُكرُو ْا لِي َوالَ َت ْكفُر ِ‬ ‫الشكر َ‬
‫ان لِ َسعْ ِي ِه (‪ )94‬األنبياء) إذن‬ ‫ت َوه َُو م ُْؤ ِمنٌ َفاَل ُك ْف َر َ‬ ‫‪ )3‬اإلنسان) ( َف َمن َيعْ َم ْل م َِن الصَّال َِحا ِ‬
‫شكر يقابلها كفر وكفر النعمة أي جحدها‪ .‬الكفر هو الستر في الداللة العامة لما تأتي إلى‬
‫التفصيل شكر يقابلها كفر‪ ،‬شكر النعمة يقابلها كفر النعمة‪ ،‬كفر بالنعمة أي جحد بها وعندنا‬
‫اإليمان أيضا ً يقابله الكفر وهذه داللة أخرى‪ .‬إذن كلمة كفر إما تكون مقابل الشكر وإما‬
‫تكون مقابل اإليمان‪ .‬إذا كان األمر متصالً بالنعمة فهي مقابلة للشكر وإذا كانت متصلة‬
‫بالعقيدة أو عدم اإليمان فمقابلها اإليمان‪ .‬العمل يأتي من متممات اإليمان آمن بالقلب وص ّدقه‬
‫العمل "اإليمان ما وقر في القلب وص ّدقه العمل"‪ ،‬لذلك هو السؤال المقابلة تختلف في لقمان‬
‫(و َمن َي ْش ُكرْ َفإِ َّن َما َي ْش ُك ُر لِ َن ْفسِ ِه َو َمن َك َف َر َفإِنَّ هَّللا َ َغنِيٌّ َحمِي ٌد) في الروم‬ ‫مقابل الكفر الشكر َ‬
‫مقابل الكفر اإليمان والعمل ألنه لما ذكر الشكر (أَ ِن ا ْش ُكرْ هَّلِل ِ َو َمن َي ْش ُكرْ َفإِ َّن َما َي ْش ُك ُر لِ َن ْفسِ هِ)‬
‫(و َمن َك َف َر َفإِنَّ هَّللا َ َغنِيٌّ َحمِي ٌد)‪ .‬اآلن في الروم ذكر الكافرين والمشركين‬ ‫مقابل الشكر الكفر َ‬
‫ان أَ ْك َث ُر ُه ْم‬ ‫ِين ِمنْ َق ْب ُل َك َ‬ ‫ان َعاقِ َب ُة الَّذ َ‬
‫ْف َك َ‬ ‫ظرُوا َكي َ‬ ‫ض َفا ْن ُ‬ ‫قبلها قال (قُ ْل سِ يرُوا فِي اأْل َرْ ِ‬
‫صالِحً ا َفأِل َ ْنفُسِ ِه ْم‬ ‫ِين (‪ ))42‬مقابل هؤالء مؤمنين ( َمنْ َك َف َر َف َع َل ْي ِه ُك ْف ُرهُ َو َمنْ َع ِم َل َ‬ ‫ُم ْش ِرك َ‬
‫ين (‬ ‫ت ِمنْ َفضْ لِ ِه إِ َّن ُه اَل ُيحِبُّ ْال َكاف ِِر َ‬ ‫ِين آَ َم ُنوا َو َع ِملُوا الصَّال َِحا ِ‬ ‫ي الَّذ َ‬ ‫ون (‪ )44‬لِ َيجْ ِز َ‬ ‫َي ْم َه ُد َ‬
‫‪ ))45‬فإذن قابل في لقمان الشكر بالكفر وهو يتحدث عن النِعم‪ .‬أما في الروم يتحدث عن‬
‫ِين) حتى مقصود اآلية يؤدي إلى تغيّر األلفاظ وتغيّر داللتها‪ .‬في‬ ‫ان أَ ْك َث ُر ُه ْم ُم ْش ِرك َ‬
‫العقيدة ( َك َ‬
‫ض الَّذِي َع ِملُوا َل َعلَّ ُه ْم‬ ‫اس لِ ُيذِي َق ُه ْم َبعْ َ‬‫ت أَ ْيدِي ال َّن ِ‬ ‫الروم ( َظ َه َر ْال َف َسا ُد فِي ْال َبرِّ َو ْال َبحْ ِر ِب َما َك َس َب ْ‬
‫ان أَ ْك َث ُر ُه ْم‬ ‫ِين ِمنْ َق ْب ُل َك َ‬ ‫ان َعاقِ َب ُة الَّذ َ‬ ‫ْف َك َ‬ ‫ظرُوا َكي َ‬ ‫ض َفا ْن ُ‬ ‫ُون (‪ )41‬قُ ْل سِ يرُوا فِي اأْل َرْ ِ‬ ‫َيرْ ِجع َ‬
‫ين ْال َقي ِِّم ِمنْ َقب ِْل أَنْ َيأْت َِي َي ْو ٌم اَل َم َر َّد َل ُه م َِن هَّللا ِ َي ْو َم ِئ ٍذ‬ ‫ِين (‪َ )42‬فأَقِ ْم َوجْ َه َ‬
‫ك لِل ِّد ِ‬ ‫ُم ْش ِرك َ‬
‫ي‬ ‫ون (‪ )44‬لِ َيجْ ِز َ‬ ‫صالِحً ا َفأِل َ ْنفُسِ ِه ْم َي ْم َه ُد َ‬‫ُون (‪َ )43‬منْ َك َف َر َف َع َل ْي ِه ُك ْف ُرهُ َو َمنْ َع ِم َل َ‬ ‫ص َّدع َ‬ ‫َي َّ‬
‫ين (‪ ))45‬كل واحدة بمقابلها‪.‬‬ ‫ت ِمنْ َفضْ لِ ِه إِ َّن ُه اَل ُيحِبُّ ْال َكاف ِِر َ‬ ‫ِين آَ َم ُنوا َو َع ِملُوا الصَّال َِحا ِ‬ ‫الَّذ َ‬
‫لما ذكر الكفر مقابل الشكر ذكر الكفر بما يقابل ذلك‪ .‬لما ذكر الشكر في لقمان ذكر الكفر‬
‫بما يقابل ذلك فقابل الكفر في الروم باإليمان والعمل الصالح وقابله في لقمان بالشكر‪ .‬ال‬
‫نستطيع أن نفهم آية من آي القرآن الكريم إال من خالل السياق العام الذي تتحدث عنه اآلية‬
‫لذلك يقولون السياق هو أعظم القرائن‪ .‬قال ( َفإِ َّن َما َي ْش ُك ُر لِ َن ْفسِ هِ) جاء بـ (إنما) للداللة على‬
‫الحصر ألنها تفيد الحصر‪ ،‬سيشكر لنفسه حصراً ألنه هو الذي سيستفيد أألن هللا تعالى ال‬
‫يستفيد من شكر الشاكرين وال يضره كفر الكافرين ( َفإِ َّن َما َي ْش ُك ُر لِ َن ْفسِ هِ) ألن الشكر ينفع‬
‫(وإِ ْذ َتأ َ َّذ َن َر ُّب ُك ْم َلئِن َش َكرْ ُت ْم ألَ ِزي َد َّن ُك ْم (‪ )7‬إبراهيم) وهذه الزيادة‬ ‫صاحبه في الدنيا واآلخرة َ‬
‫تكون في الدنيا واآلخرة إذن هي مآلها إليه الشاكر يعود شكره عليه ( َفإِ َّن َما َي ْش ُك ُر لِ َن ْفسِ هِ)‬
‫(إنما) أداة حصر‪ ،‬حصراً ويسميها ال ُنحاة كا ّفة مكفوفة‪.‬‬

You might also like