Professional Documents
Culture Documents
Tik Tok
Tik Tok
بقلم
عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجفن
الحمد هلل رب العالمين ،والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين ،نبينا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد :
فإننا مع اشتداد األزمات ،وتتابع النكبات ،في أشد الحاجة إلى عالم فقيه مطلع ،
معالج ألوضاع المسلمين ،متفرغ لنوازلهم وقضاياهم ،مهتم بإصالح أوضاعهم من
خالل أطروحاته وبحوثه .
وإ ذا كان حاضر العالم اإلسالمي يعيش ويالت التضليل وهجمات التغريب ..كان
على أهل العلم والدين أن ِ
يوسعوا تلك المنابع تجفيفا وتلك األزمات تطبيبا ..ولئن
رفع أهل العلمنة رؤوسهم لما تَن ّكست رؤوس كان على أهل الخير أن يشغلوا أوقاتهم
بما هو أهم .
ويحزنك أن تجد بعض المتفرغين للعلم يطرح في بحوثه ما قد ُيحدث بعض
الخالفات والشقاقات والمنازعات بين المسلمين ،خاصة إذا كان يرى أن تلك البحوث
1
المباحات التي قد ال يؤجر المرء على فعلها وال تركها ( ،)1فكيف إذا كان قد
هي من ُ
يترتب على إظهارها بعض المفاسد .
هنا ندرك أن الفاضل والمفضول باب واسع ،يدرك سياسته من رزقه اهلل علماً وفهماً
،وإ ذا ُي ّسرت هذه الخصلة مع وجود اإلخالص ،ومع فهم للسياسة الشرعية ،فال
عليك أن تجد الفقيه الحاذق في رأيه وفهمه المشبع في طرحه لنوازل األمة ..
ثم أما بعد
وقد اطلعت على كتابي الشيخ دبيان بن محمد الدبيان وهما ( :اإلنصاف في ما جاء
في األخذ من اللحية وتغيير الشيب من الخالف) ،و ( :تعزيز كتاب اإلنصاف في
بيان أن األخذ من اللحية ليس فيها خالف) ،وهذا التعزيز رد على كتاب فضيلة
الشيخ عبدالكريم الحميد ( :إشعار الحريص على عدم جواز التقصيص ) ،وعلى
غيره من طلبة العلم كما في (التعزيز) ص ، 49لكنه لم يسم إال الشيخ عبدالكريم ،
وكان لي في الحقيقة بعض المالحظات على هذين الكتابين ،و الباعث على كتابة هذه
المالحظات أسباب :
السبب األول :أن الشيخ دبيان وقع فيما انتقد به الشيخ عبدالكريم الحميد .
السبب الثاني :تضارب تأصيل الشيخ وتفريعه في المسألة .
السبب الثالث :واجب إسداء النصح والتبيين ألخي المسلم .
ونحن هنا ال نريد أن نناقش الشيخ دبيان في ترجيحه جواز أخذ ما زاد على
القبضة أو الصبغ بالسواد ،لكننا نريد أن نبين من خالل هذه الرسالة :
هل الشيخ في دعوى إنصافه فعالً أنصف أم لم ينصف ؟ .
فقد رأيته يمتدح معالم اإلنصاف في كتابه اإلنصاف ،إذ قال فيه ص: 144
(حاولت قدر اإلمكان عرض أدلة الفريقين بكل حياد ..ثم قال :ال يجوز إن رجحت
قوال أن أغمط أدلة القول اآلخر .) ..
( )1كحال حبث الشيخ دبيان يف األخذ من اللحية أو صبغها بالسواد ،فإنه يرى أن ذلك مباح ،لو سكت عليه
لسلم ،وقد قال يف تعزيز اإلنصاف ص : 63فاملباح يستوي فيه الطرفان األخذ والرتك ..مث قال :وإذا كان املباح
ال يعني على طاعة مل يكن اإلنسان مأجوراً يف فعله أو تركه .اهـ.
2
واإلنصاف يعني :العدل في العرض ،و االستدالل ،والتصحيح ،و التضعيف ،
والمناقشة ،و الترجيح ،وهذا ما سوف يتبين أمره إن شاء اهلل من خالل ذكر تلك
المظاهر .
ولعلنا هنا نستعرض المظاهر العامة في الحوار :
األول :التناقض في عنواني الكتابين .
الثاني :تخصيص الشيخ عبدالكريم الحميد بالرد دون غيره .
الثالث :تناقض الشيخ دبيان في نفي أقوال السلف وإ ثباتها في المسألة .
الرابع :االضطراب في االستدالل بقول الجمهور .
الخامس :استدالل الشيخ بجزء من حديث ابن عمر وترك الجزء اآلخر .
السادس :طي الشيخ لرأي أبي داود والبيهقي في معنى السِّبال ولبعض علل حديث
جابر .
السابع :تناقض أخذه بقول عطاء بن أبي رباح في نقل اإلجماع .
نسكية األخذ من اللحية .
الثامن :تناقض قوله في ّ
التاسع :اضطرابه في أمر أبي الزبير .
العاشر :تعليله لحديث لم يقف على علته .
الحادي عشر :حكمه على حديث أنه إلى الضعف أقرب ويسوقه في مواضع أخرى
على أنه صحيح.
الثاني عشر :عدم الدقة في النقل .
الثالث عشر :الشيخ دبيان وقع فيما انتقد به الشيخ عبدالكريم .
التقول على الشيخ عبدالكريم .
الرابع عشر ّ :
الخامس عشر :وصف الشيخ عبدالكريم بالموبقات .
السادس عشر :وقيعة الشيخ دبيان في الشيخ عبدالكريم .
السابع عشر :ثناء الشيخ دبيان على كتابه .
الثامن عشر :األخطاء النحوية واإلمالئية :
فيما يتعلق بالقران . -1
فيما يتعلق بالحديث . -2
3
فيما يتعلق باألخطاء النحوية . -3
فيما يتعلق باألخطاء اللغوية . -4
فيما يتعلق باألخطاء اإلمالئية . -5
فيما يتعلق باألخطاء المطبعية . -6
هذا وأسأل اهلل تعالى أن ينفع بها من كتبها و قرأها وأن ينفع بها الشيخين الحميد
والدبيان ،واهلل الهادي إلى سواء السبيل.
كتبه
عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجفن
1422 / 3 / 10
القصيم – بريدة
ص ب 558
4
المظهر األول :
التناقض في عنواني الكتابين :
5
فإن كانت إجماعاً فالواجب أن يكون استدالله باإلجماع ،فهو أقوى حجة من جميع
أدلته ،وإ ن كانت خالفية فلماذا يطالب بإثبات المخالف؟ .
وهنا يلزم الشيخ نقض أحد العناوين .
6
المظهر الثاني :
تخصيصه الشيخ عبدالكريم بالرد دون غيره :
من المعلوم لدى الجميع أن الشيخ عبدالكريم الحميد -وفقه اهلل للخير -لم ينفرد
بالرد وحده على كتاب الشيخ دبيان ( اإلنصاف ) ،بل أشهر من رد على الشيخ دبيان
أربعة من كبار المشايخ في الفتوى التي انتشرت أكثر من انتشار رد الشيخ عبدالكريم
.
فما بال الشيخ دبيان اقتصر بالرد على الشيخ عبدالكريم دون غيره ؟ لماذا ترك
ذلك البيان والكالم فيه ؟
7
المظهر الثالث :
تناقض الشيخ دبيان في نفي بعض أقوال السلف وإ ثباتها في المسألة :
ذكر الشيخ دبيان في التعزيز ص( : 8أن تحريم األخذ من ما زاد على القبضة
مطلقاً قول يعتقده بعض المشايخ وال وجود له في كتب الفقه وعمل السلف ) .
وحينما عرض الشيخ قول المانعين لذلك قال في اإلنصاف ص : 33إن ذلك قول
للحسن وقتادة .
وقد نقل هذا القول من مجموع النووي ( ) 342 / 1ثم قال ( :ولم يذكر السند
عنهما ،والمنقول عن الحسن وقتادة خالف هذا ) .اهـ .
ثم ذكر إسناد قول الحسن المخالف لهذا القول ،أما قول قتادة فاكتفى بالعزو لكتاب
التمهيد ( ) 146 / 24موهماً أنه قال هذا القول المخالف مسنداً ،وبالرجوع إلى
التمهيد لم أجد قول قتادة مسنداً !!!.
وقد قال عن قول قتادة المخالف لمذهبه :إن المنقول عنه خالف هذا ،ثم نقل عنه
بال إسناد ،فما الفرق بين النقلين ؟ ولماذا قبل قول قتادة لما وافق مذهبه ،ولم يقبله
لما خالفه ،والنقل في األمرين غير مسند؟.
مع العلم أن الشيخ وفقه اهلل ذكر ممن يقول بجواز األخذ منها قول الشعبي في
المجموع ( ، ) 342 / 1ولما رجعت لقول الشعبي لم أجده مسنداً كذلك !!.
فلماذا يرد الشيخ ما ورد في (المجموع) من قول قتادة بكراهة األخذ من اللحية
لعدم ذكر اإلسناد ،ويقبل قول الشعبي -في (المجموع) – وقول قتادة -في
(التمهيد) -بجواز األخذ من اللحية وهي بال إسناد في الكتابين ؟!.
هل نخلص إلى أن قتادة والشعبي قاال بهذه األقوال أم ال ؟.
فإن قبل قول الشعبي فيلزمه قبول قول قتادة ،وإ ن لم يقبل قول قتادة لزمه رد قول
الشعبي .
وسؤالي :ما هو األصل الذي تعامل به الشيخ دبيان في قبول قول هذا ورد قول
هذا مع اتفاقهما في العلة ؟ .
8
وقد كان الشيخ دبيان يقول في التعزيز ص 7وهو ينادي بتعظيم النصوص ( :وال
بد من منهج مطرد في هذا ،وإ ال كنا نتالعب بالشرع بحسب أهوائنا وتقديراتنا ) .
9
المظهر الرابع :
اضطراب الشيخ دبيان في االستدالل بقول الجمهور:
في المسألتين اللتين بحثهما الشيخ دبيان في كتابه اإلنصاف :األخذ من ما زاد عن
القبضة من اللحية ،والصبغ بالسواد ،كان االتكاء فيهما منه على قول الجمهور ،
وفهم فالن وفالن ،وقد كانوا هم سالحه ضد المنازعين لقوله .
وحينما تحتج عليه بقول أحد العلماء يرد عليك كما في كتاب التعزيز ص 40قائالً
( :وهل رأي الشيخ يحتج به أو يحتج له ؟) وعند مخالفتك إياه في الرأي يقول في
تعزيز اإلنصاف ص( : 70أو تريد أن تحجر على فهمي وتلزمني بترجيحك وان
أترك فعل السلف وفهمهم ..؟ )اهـ.
وهذا القول حق ،ومن الحق أن يطرد قوله هذا في كل مسألة يقول بها ،ففي حين
جعل الجمهور سالحه في وجه المنازعين في المسألتين السابقتين ،بل وقال في
الصبغ بالسواد –معرضاً عن النصوص على صحتها وصراحتها اإلنصاف : 142
(والقول بالكراهة أقوى ،وهو قول السواد األعظم من األمة ،بل إن التحريم إنما هو
وجه عند بعض أصحاب الشافعي فقط ،والوجه اآلخر مكروه فحسب ،وما عداهم
من المذاهب األربعة بين مجيز وكاره) ،مع أنه ذكر الروايات في صبغ بعض
الصحابة بالسواد –ولم يصح منها إال حديث واحد فقط هو حديث عقبة بن عامر كما
صرح هو. -
وهنا تجد ملحظين على طريقة الشيخ هذه :
الملحظ األول :أنه قال في المسح على الحائل ص 82في بيان معنى الجمهور
(لكن إذا كان كل مذهب له جمهوره الذين ال يتجاوزون قول إمامهم لم تكن الكثرة
مظنة اإلصابة) ،فما بالهم صاروا هنا مظنة اإلصابة – وهم ال يتجاوزون قول
إمامهم أيضاً -؟.
والملحظ الثاني :أنه حينما خالف قول الجمهور قال كما في كتابه المسح على
الحائل ص( : - 82وكم من مسألة فقهية كان فيها قول الجمهور مجانباً للصوابـ ،
10
ولو بحث فقط في مسائل العبادات التي خالف فيها الجمهور الدليل لوقع ذلك في مجلد
ضخم ) ..اهـ.
أما هنا فالشيخ أكثر من بيان أن هذا القول قول الجمهور ،وهو قول فالن وفالن ،
كما في كتاب اإلنصاف ص 69بعد ذكر بعض نصوص العلماء في األخذ من اللحية
قال :فقل باهلل عليك من العلماء غيرهم ؟ اهـ .
ولعلنا نضرب مثالً واحداً في مخالفة الشيخ دبيان لقول الجمهور حتى يتبين لنا أن
هذا الكالم من الشيخ سالح له يأخذه متى شاء ،ويتركه متى شاء ،فمن تلك المسائل
التي خالف فيها الجمهور
( المسح على النعلين ) ذكر في كتابه المسح على الحائل ص 85وهو يرجح جواز
ذلك أن المذاهب األربعة ال يجيزونه ،وذكر قول قوم لم يسمهم أنهم يجيزون ذلك ،
واختار قول هؤالء المجهولين !!.
فأين طلب اإلسناد لقول هؤالء الذين لم يسمهم ،وقد رد قول قتادة في كراهة األخذ
من اللحية ألنه لم ُيسند( )1؟!!!
()1
مع مالحظة أن الشيخ نفع اهلل بعلمه ذكر يف اإلنصاف يف احلاشية ص 33يف مسألة األخذ من اللحية قول
اجلمهور اآلخر وهو ما نقله العراقي ،حيث قال :وقال العراقي يف طرح التثريب ( :)2/83واستدل اجلمهور على
أن األَوىل ترك اللحية على حاهلا ،وأن ال يقطع منها شيء ،وهو قول الشافعي وأصحابه .
11
المظهر الخامس :
استدالل الشيخ بجزء من حديث ابن عمر وترك الجزء الثاني :
ذكر الشــيخ دبيــان في ص 44من اإلنصــاف -الحــديث الثــاني من أدلته وهو حــديث
ابن عمر رضي اهلل عنه وهو ما رواه البخاري عن نافع عن ابن عمر قــال :قــال عليه
الصالة والسالم ( خالفوا المشــركين وفـروا اللحى وأحفــوا الشــوارب ،وكـان ابن عمر
إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه ) .
وقد ذكر نافع رحمه اهلل هنا قيدين :
األول :قيد مكاني :وهو األخذ مما زاد على القبضة .
واآلخر :حالي :وهو كونه في النسك .
فمن أخذ باألول دون الثاني فقد خـالف الرســول عليه الصـالة والســالم ،وخـالف ابن
عمر :
ألن الرس ــول عليه الص ــالة والس ــالم لم ُيــذكر عنه هنا إال األمر باإلعف ــاء والتوف ــير ،
وابن عمر أخذ من لحيته مما فوق القبضة وفي النسك .
ونقول :أين الدليل على جواز األخذ في غير النسك ؟ .
فإن قلت :إن األخذ منها في النسك ال ينافي داللة اإلعفــاء المـأمور به فيجــوز األخذ
في غير النسك كما قلت ذلك من اإلنصاف ص . 55 ، 11
قيل لك :فاألخذ من عم ــوم اللحية إذا ثبت أنه ال ين ــافي اإلعف ــاء ال يقيد بما زاد على
القبضة فيجوز األخذ مما دون القبضة كما جاز أخذ ما زاد عليها .
فإن قلت :ما دون القبضة يبقى على عموم األمر المرفوع باإلعفاء .
قيل لك :وتبقى باقي األحوال في غير النسك على عموم األمر المرفوع باإلعفاء ،
فكما يلزمك دليل خ ـ ــاص ألخذ ما دون القبضة ،فيلزمك أيضـ ـ ـاً دليل خ ـ ــاص في األخذ
في غير النسك .
فإن قلت :إذا جاز في النسك جاز في غيره .
قيل لك :وإ ذا ج ــاز األخذ مما ف ــوق القبضة ج ــاز مما دونها ،فلم ــاذا قي ــدت بالمك ــان
وهو ما زاد عن القبضة دون الحال وهو النسك ؟ .
12
ف ــإن قلت :إن الح ــال وهو النسك قيد غ ــير م ــؤثر كما لو ق ــرأ الرس ــول عليه الص ــالة
والســالم ســورة في الصــالة في ســفر فــإن ذكر الســفر قيد غــير مــؤثر في اســتحباب هــذه
السورة كما قلت ذلك في تعزيز اإلنصاف ص . 42
فرقت فجعلته في النسك قيداً غير مؤثر وكونه فــوق القبضة قيـداً مــؤثراً
قيل لك :لم ّ
؟.
مع أنهما وردا معـ ـ ـ ـاً ،ولو أراد أحد أن يعكس ال ـ ـ ــدعوى النعكست ،ويس ـ ـ ــتدل بنحو
اس ــتداللك ،ويق ــال لك أيضـ ـاً :إن الق ــراءة ال اختص ــاص لها بالس ــفر إذ إنها وردت في
السفر ووردت في الحضر ،فقياسك إياها على األخذ من اللحية قياس فاسد االعتبــار ،
وعموم األدلة تأمر باإلعفاء والترك وأما األخذ من اللحية فلم يرد إال في النسك ،فــأين
هذا من ذاك ؟.
ويقال لك أيضـاً :إن القيــاس األقــرب أن يقــال :األخذ من اللحية في النسك كالقصر
في الس ــفر ،ف ــإن األدلة العامة المرفوعة ت ــدل على وج ــوب اإلتم ــام فلما قصر الرس ــول
صلى اهلل عليه وسلم وعلمنا أنه لم يرد القصر إال في السفر تبين لنا أن هــذا القيد مــؤثر
،وك ــذلك هنا ف ــإن األدلة العامة المطلقة المرفوعة دلت على وج ــوب اإلعف ــاء فلما ورد
علينا فعل ابن عمر مقيــداً بالنسك علما أن هــذا القيد مــؤثر ،ألنه لم يــرد في غــير النسك
.
ثم يقـ ـ ــال لك :إن األدلة الـ ـ ــتي اسـ ـ ــتدللت بها (حـ ـ ــديث ابن عمر ،وحـ ـ ــديث جـ ـ ــابر ،
وح ــديث عط ــاء ،وح ــديث ابن عب ــاس في تفس ــير التفث وهو في الحج ) كلها ص ــريحة
في أن هذا األخذ كان في النسك .
بل حديث جابر الذي اســتدللت به نصه (كنا نعفي سبالنا إال في حج أو عمNرة) ،قد
صـ ـ ــرح فيه أنهم يعفـ ـ ــون لحـ ـ ــاهم في غـ ـ ــير النسك ،إذن ما فائـ ـ ــدة نقلهم لقيد ( في الحج
والعمرة ) ؟
وكيف يكون هذا القيد بعد ذلك غير مؤثر؟.
13
وقـ ـ ــول عطـ ـ ــاء الـ ـ ــذي احتججت به (كNN Nانوا يحبNN Nون أن يعفNN Nوا اللحية إال في حج أو
عم NNرة) ،تصـ ــريح بـ ــأنهم يعفـ ــون لحـ ــاهم في غـ ــير النسك ،وتصـ ــريح أيض ـ ـاً أن معـ ــنى
اإلعفاء هو الترك مطلقاً(. )1
فمن أخذ من لحيته في غــير النسك فقد خــالف هــدي ســيد المرســلين لعمــوم أدلة األمر
باإلعفــاء ،وخــالف هــدي الصــحابة بــدليل حــديثك الــذي حســنته (كنا نعفي ســبالنا إال في
حج أو عم ــرة) ،وح ــديث عط ــاء ،وح ــديث ابن عمر ،وح ــديث ابن عب ــاس في تفس ــير
التفث ،وهذه عمدتك في األخذ من اللحية .
فهل من مظاهر اإلنصاف :
أن تسـ ــتدل بجـ ــزء من حـ ــديث وتـ ــترك آخر ؟ وتحـ ــاول تضـ ــعيف داللته في الجـ ــانب
اآلخر مع أنهما سواء في الداللة ؟.
فهذا جابر قال (كنا نعفي سبالنا إال في حج أو عمرة) :
لم ــاذا لم تأخذ ب ــأول كالمه ،ومعن ــاه :نعفي الس ــبال في جميع األح ــوال ؟ بل أخ ــذت
بما استثناه ،ثم عممته!!.
وهذا عطاء قال (كانوا يحبون أن يعفوا اللحية إال في حج أو عمرة) :
لماذا لم تأخذ بما أحبوه من اإلعفــاء في غــير الحج والعمــرة ؟ وإ نما أخــذت المســتثنى
فعممته على جميع األحوال ،وليس هذا من اإلنصاف .
وجعلت هـ ــذا القيد غـ ــير مـ ــؤثر مع تصـ ــريح عطـ ــاء بـ ــأنهم يحبـ ــون اإلعفـ ــاء في غـ ــير
النسك ،وتصريح جابر بأنهم يعفون في غير النسك .
بل وقلت في اإلنص ـ ـ ـ ــاف ص ( 8وقد وقفت على أن األخذ من اللحية في النسك هو
مذهب الصحابة ) ،فأين اإلنصاف هنا عافاك اهلل ووفقك وهداك ،وجعل الجنة مثوانا
ومثواك ؟.
( )1فقد ذكر عطاء هنا أهنم حيبون أن يعفوا حلاهم إال يف حج أو عمرة ،ويف حديث جابر كذلك (كنا نعفي سبالنا
يف احلج والعمرة ) ،فجعلوا فعلهم يف احلج والعم رة خمالف اً لإلعف اء ،وإال ما كان لالستثناء مع ىن ،وهذا بيان أن
أخذ ما زاد عن القبضة ال يسمى إعفاء بنصوص هذه األحاديث اليت استدللت هبا.
14
المظهر السادس :
طي الشيخ دبيان لرأي أبي داود والبيهقي في معنى السبال ولبعض علل حديث
جابر:
ذكر الشيخ في اإلنصاف ص 50حديث جابر رضي اهلل عنه (كنا نعفي السNNبال إال
في حج أو عمرة) .
والكالم على مظاهر اإلنصاف هنا في عدة أمور :
األمر األول :
خرجه ص ـ ــاحب اإلنص ـ ــاف منه ) قد
أن أبا داود ( وهو ال ـ ــراوي له ـ ــذا الح ـ ــديث وقد ّ
بـ ـ ّـوب عليه باب ـ ـاً سـ ــماه (ب NNاب في أخذ الش NNارب) ،وهـ ــذا يـ ــبين لنا أن أبا داود هـ ــذا فهمه
للحديث ،وأن المقصود بالسبال هنا هو الشــارب ،والكالم هنا في طي الشــيخ وفقه اهلل
لهذا التبويب مع اطالعه عليه !!.
رجح الشـ ـ ــيخ عبـ ـ ــدالكريم الحميد أن معـ ـ ــنى
مع العلم أنه في التعزيز 69قـ ـ ــال – لما ّ
السبال في حديث جابر هو الشارب( : -وإ ني أطالب عبدالكريم من أين أخذ هــذا الفهم
من كالم أهل العلم ) ،ووصف ه ــذا الق ــول ( :بأنه فهم لم يس ــبق إلي ــه) ،وق ــال ( :وال
قائل به إال في رأسه) ،وقــال ( :كل هـذا مع ما فيه من جـرأة على الفتــوى دون بحث ،
ودون أن يكون لهم إمام في ذلك) ،وقال ( :إنه من التأويل المـذموم للنصــوص المبــني
على اعتقاد سابق) .
وقد أثبتنا لك أن فتوى الشيخ عبدالكريم -نفع اهلل بعلمه -ليست جرأة على الفتوى
دون بحث ،و أنها من التأويل الصــحيح وأنه ال اســتعجاب منها ،فقوله موافق لتبــويب
أبي داود رحمه اهلل في تفسـ ـ ــير السـ ـ ــبال بالشـ ـ ــارب ،وقد قمت – أنت – بتخـ ـ ــريج هـ ـ ــذا
الحديث من سنن أبي داود .
األمر الثاني :
أن البيهقي ذكر هذا الحــديث في ســننه ( )5/33وبـ ّـوب عليه بابـاً ســماه (باب ما جاء
في توفNNير شNNعر الNNرأس للحالق في االختيNNار) ،ومع ذلك لم تنقل لنا ه ــذا الق ــول ،وال
هذا التبويب ،وال هذا التفسـير للسـبال ،مع أنك يا شيخ -نفع اهلل بك -كثــير الرجــوع
15
لســـنن الـــبيهقي وقد تكلفت في جمع األدلة كما يظهر لنا من خالل الكت ــابين ،علمـ ـاً أنك
نقلت لنا قول ابن حجر رحمه اهلل في تفســير الســبال وهو ما يوافق قولك ،وتــركت تلك
األقوال !!
أيضاً :فإن الشيخ اعتمد على تحسين الحديث على رأي ابن حجر -أعــني حــديث
جــابر ، -وهــذا -فيما يبــدو لي -ليس من عــادة الشــيخ ،بل إن الشــيخ يــذكر الحــديث
في أحد الصحيحين أحياناً ويتبع ذلك تخريجه له .
فهل من مظاهر اإلنصاف :
أن تتتبع علل األحاديث التي ال توافق رأيك ،وتترك غيرها ؟ .
األمر اآلخر :
أن هــذا الحــديث من منكــرات عبد الملك بن أبي ســليمان ،ســاقه ابن عــدي (الكامــل)
– 5/302في ترجمته -وهو ال يســوق من األحـاديث في ترجمة الــراوي إال المنــاكير،
والذهبي في (ميزان االعتدال) . 2/656
وقد طواها المصنف وفقه اهلل ،ولم يذكر هــذا ،وهو يكــثر من الرجــوع للكامل البن
عدي .
فهل هذا من اإلنصاف ؟ .
فإن قلت :لعله لم يطلع على ذلك .
قلنا :هاك علة أخرى قد اطلع عليها وطواها :
وهو أنه ح ّس ـ ـ ـن هـ ـ ــذا اإلسـ ـ ــناد ،وهو من رواية أبي الزبـ ـ ــير عن جـ ـ ــابر ،وقد روي
بالعنعنة ،وقــال بعد تحســينه للحــديث (إال أن من يــرى أبا الزبــير من المدلســين قد يعله
بالعنعنة) ،وذكــره بهــذه الصــيغة الــتي تــدل على عــدم موافقته ألنه ذكر حكمه في المتن
وكـ ـ ـ ــرره مـ ـ ـ ــراراً وهو تحسـ ـ ـ ــين الحـ ـ ـ ــديث ،وقد ذكر الحافظ ابن حجر أبا الزبـ ـ ـ ــير في
(طبقات المدلسين) في الطبقة الثالثة ،ومع ذلك فقد ح ّسـن المصــنف –وفقه اهلل -هــذا
الحديث .
فإن قلت :لعل المصنف يخالف ابن حجر في هذه الطبقات وال يعتمد عليها .
قلنا :لو طرد مذهبه لكان ذاك ،ولكن هاك الجواب من كالم الشيخ نفسه :
16
فـ ــإن مخالفيه في مسـ ــألة الخضـ ــاب بالسـ ــواد لما اسـ ــتدلوا بحـ ــديث أسـ ــماء (وجنب NNوه
السNNواد) ،ضـ ّـعف هــذا الحــديث وكــان مما قاله في ( اإلنصــاف ) ص:109ـ (ضNNعيف
فيه المحاربي وهو مدلس وقد عنعن) وقــال أيض ـاً في الحاشــية ( :المحــاربي مــدلس ،
وقد ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة ممن ال تقبل عنعنته) .
فهل من مظاهر اإلنصاف :
أن الحـ ـ ـ ــديث لما كـ ـ ـ ــان في صـ ـ ـ ــالحه في األخذ من اللحية ،كـ ـ ـ ــانت عنعنة من هم في
تحسن معها الحديث ،ولما كانت في صالح خصمه في تحريم
المرتبة Nالثالثة مقبولة ّ ،
الخضاب بالسواد كانت مردودة ؟
17
المظهر السابع :
تناقض أخذه بقول عطاء بن أبي رباح في نقل اإلجماع:
ذكر أثر عطاء بن أبي رباح في اإلنصاف ص ، 54وهو قوله (كانوا يحبون أن
ـحح الحــديث ،وجعل ظــاهره فعل من شــاهد
يعفوا اللحية إال في حج أو عمNNرة) ،وصـ ّ
من الص ـ ـ ــحابة ،وأنه على أقل األح ـ ـ ــوال فعل الت ـ ـ ــابعين وأن الت ـ ـ ــابعين إنما اخ ـ ـ ــذوا من
الصحابة .
بل ولتعزيز هـ ــذا القـ ــول عـ ـ ّـدد منـ ــاقب عطـ ــاء ليسـ ــلم له االسـ ــتدالل بكالمه في تعزيز
اإلنصاف ص. 38-37
ولما اس ــتدل مخ ــالفوه في مس ــألة الخض ــاب بالس ــواد ب ــأثر ص ــحيح عن عط ــاء بن أبي
رباح نفسه (ص )129وفيه أنه سئل عن الخضاب بالوسمة وهو السـواد ،فقـال ( :هو
مما أحNNدث النNNاس ،وقد رأيت نفNNراً من أصNNحاب رسNNول اهلل ، فما رأيت أحNNداً منهم
يختضب بالوسNNمة ، Nما كNNانوا يخضNNبون إال بالحنNNاء والكتم وهNNذه الصNNفرة) ،ح ــاول
إعالل نقل اإلجمــاع هنا والكالم فيه ،مع أن عطــاء هنا أســند ذلك للصــحابة صــراحة ،
دون أثر األخذ من اللحية فإنه لم يسنده للصحابة.
فالــذين أدركهم عطــاء هنا هم نفس الصــحابة الــذين أدركهم هنــاك ،فــإن كــان نقله هنا
لإلجماع ليس صحيحا ً ،فكذلك نقله هناك ،وإ ن كان نقله هناك صــحيحاً ،فكــذلك هنا ،
وإ ن قدحت بنقله هنا بشيء فإنه يقدح بنقله هناك أيضاً .
فقد قال هناك (كانوا يحبون أن يعفوا اللحية إال في حج أو عمرة) .
وقـ ــال هنا (ما ك NNانوا يخض NNبون إال بالحن NNاء والكتم وه NNذه الص NNفرة) ،بل وزاد هنا
أمرين :
محدث ،والتصريحـ بـأن الذين يقصدهم هم الصحابة .
التصريح بأنه ْ
وقد ذكر المصـ ـ ـ ــنف وفقه اهلل -في (تعزيز اإلنصـ ـ ـ ــاف) ص 37عن عطـ ـ ـ ــاء :أنه
أدرك مائتين من الصحابة .
18
بل وذكر أيض ـاً في التعزيز –لتعزيز اس ــتدالله ب ــأثر عط ــاء في األخذ من اللحية ص
: 37،38وله الفتيا في مكة –يعــني عطــاء ، -ولم يكن يفــتي برأيه ،ثم نقل عنه قوله
:إني أستحيي من اهلل أن يدان في األرض برأيي .
فهل من مظاهر اإلنصاف :
أن يك ـ ــون النقل الث ـ ــابت عن الت ـ ــابعي الواحد ص ـ ــحيحاً إذا وافق مذهبه في األخذ من
اللحية ،ومدخوالً إذا خالف مذهبه في الخضاب بالسواد ؟ .
وهل يكون قوله الموافق ليس إفتاء برأيه ،وقوله المخالف إفتاء برأيه؟.
المظهر الثامن
نسكية األخذ من اللحية
ّ تناقض قوله في
ذكر الشـ ـ ـ ـ ـ ــيخ في التعزيز ص 42قوله ( :اللحية ال تعلق بها بالنسك ،وإ نما النسك
في شعر الرأس خاصة ،وقد ّبين الرسول صـلى اهلل عليه وسـلم النسك من قوله ،ومن
فعله ،وقــال :خــذوا عــني مناســككم ،ولم ينقل عن الرسول صلى اهلل عليه وسNNلم في
بيان النسك أن اللحية لها تعلق خاص بالنسك) .
صرح الشــيخ هنا – بنفســه -أن اللحية ال تعلق بها بالنسك ،وصـ ّـرح بــأن هــذا لم
فقد ّ
ينقل عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم .
وقــال أيض ـاً في اإلنصــاف ( 60لكن يبعد أن يكNNون الرسNNول صNNلى اهلل عليه وسNNلم
يفعله وال ينقل ،في الوقت الذي نقل فيه فعل بعض الصحابة رضوان اهلل عليهم) .
صرح هنا أنه لو فعله الرسول صلى اهلل عليه وسلم لنقل .
فقد ّ
ثم إنه ق ــال في اإلنص ــاف ص ( 8وقد وقفت على أن األخذ من اللحية في النسك هو
م NNذهب الص NNحابة) وقـ ــال في التعزيز ( 45وفي نقل جماعة من السـ ــلف عن الصـ ــحابة
أنهم ك ــانوا يأخ ــذون من لح ــاهم في النس ــك) وقــال في اإلنص ــاف ( 11وإ ن ك ــانت معظم
النصوص في جواز ذلك في النسك).
صرح هنا أن فعل الصحابة إنما هو في النسك خاصة .
فقد ّ
وفي أدلته – وقد سبق عرضها -تجدها صريحة في هذا :
فحديث ابن عمر (وكان إذا حج أو اعتمر) .
19
وحديث جابر (كنا نعفي سبالنا إال في حج أو عمرة) .
وحديث عطاء (كانوا يحبون أن يعفوا لحاهم إال في حج أو عمرة) .
ولو أراد أحد أن يــرد على االســتدالل بهــذه األدلة ما وجد أبلغ من قــول الشــيخ دبيــان
السابق :
(اللحية ال تعلق بها بالنسك ،وإ نما النسك في شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعر الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرأس خاصة ،وقد ّبين
الرس ـ ـ ــول ص ـ ـ ــلى اهلل عليه وس ـ ـ ــلم النسك من قوله ،ومن فعله ،وق ـ ـ ــال :خ ـ ـ ــذوا ع ـ ـ ــني
مناســككم ،ولم ينقل عن الرسول صلى اهلل عليه وسNNلم في بيNNان النسك أن اللحية لها
تعلق خاص بالنسك).
صرح بأنه لم يفعله الرسول صلى اهلل عليه وسلم ثم خالفه؟.
فما باله ّ
صرح بأن أخذ الصحابة كان في النسك ثم خالفهم ؟.
وما باله ّ
ك ــذلك ق ــال في التعزيز ص ، 42وفي اإلنص ــاف في مواضع منه كما في ص:11
إن ثبوته في النسك يدل على ثبوته في غير النسك ،والنسك غير مؤثر .
وق ــال في اإلنص ــاف إنه يج ــوز األخذ من اللحية في النسك وفي غ ــير النسك ،ولكن
يكون في النسك عبادة ،وفي غير النسك عادة .
ِفلم ف ــرقت هنا بين كونه في النسك وكونه في غ ــير النسك م ــادام تقيي ــده بالنسك غ ــير
مؤثر؟.
وِلم جعلت كــون األخذ من اللحية في النسك عبــادة ،واألصل في العبــادات الوقف ،
وقد ص ـ ّـرحت أن الن ــبي ص ــلى اهلل عليه وس ــلم لم يفعل ذلك ،ولم ينقل عنه شئ في ه ــذا
الباب ؟.
20
المظهر التاسع :
اضطرابه في أمر أبي الزبير :
ذكر الشيخ حديث أبي الزبير عن جابر –الــذي في مســلم ( -وجنبوه السNواد ) ص
95من اإلنص ــاف ،وحكم بع ــدم ص ــحة ه ــذه الكلمة ،مع أنه قد رواها عن أبي الزب ــير
ابن ج ـ ــريج وأي ـ ــوب ،وذلك ألنه س ـ ــئل عنها فأنكرها ،ومن المع ـ ــروف عند المح ـ ــدثين
( بــاب من حــدث فنسي ) ،خصوص ـاً إذا كــان من الــذين أثبتوها عنه أيــوب وكفى به ،
ولكنه جعل علة ه ـ ــذا من أبي الزب ـ ــير ،وق ـ ــال عنه ( :إنه ليس بNNNالمتقن ) كما في ص
.!!! 100
بينما ح ّس ـن الحــديث الــذي رواه أبو الزبــير نفسه عن جــابر (كنا نعفي السبال إال في
حج أو عمNN N Nرة ) مع عـ ـ ـ ــدم تصـ ـ ـ ــريحه بالتحـ ـ ـ ــديث في اإلسـ ـ ـ ــناد ،وعـ ـ ـ ــدم إخراجه في
الص ــحيحين ،وال في أح ــدهما ،ومع تب ــويب أبي داود المخ ــالف لمذهبه ،ومع ذك ــرهم
للحديث من منكرات عبد الملك بن أبي سليمان!! .كما سبق في ص. 14
فمن أي أبواب اإلنصاف:
أن يكــون الحــديث الــذي شــهد به أيــوب وابن جــريج على أبي الزبــير ،وخرجه مســلم
في صحيحه ،حديثاً ضعيفاً بسبب أبي الزبير ،ويعله بعــدم إتقانه ،والحــديث الــذي هو
من منكرات عبد الملك بن أبي سليمان ،ومن مدلسات أبي الزبير ،يكون حسناً.؟.
فهل أبو الزبـ ــير إذا وافق مذهبه في األخذ من اللحية كـ ــان متقن ـ ـاً ،وتدليسه مقبـ ــوالً،
فلما خالف مذهبه في الخضاب بالسواد كان ليس بالمتقن ؟.
21
المظهر العاشر :
تعليله لحديث لم يقف على علته :
الشيخ دبيان ذكر ص 116حديث عبد الكريم عن ابن جبير عن ابن عبــاس مرفوعـاً :
( يكNNون قNNوم في آخر الزمNNان يخضNNبون بالسNNواد كحواصل الحمNNام ال يريحNNون رائحة
الجنة ) ،ثم قال عنه ( :رجاله ثقات إال أنه اختلف في وقفه ورفعه ).
واإلســناد صــحيح ال غبــار عليه ،ولم يــذكر صــحته ،بل قــال :رجاله ثقــات ،ثم إنه
ق ــال :اختلف في وقفه ورفعه ،ولم ي ــذكر ه ــذا االختالف ،بل نقل كالم ابن حجر في
الفتح وفيه :إنه اختلف في رفعه ووقفه ،ثم عقّب عليه بقوله :ولم أقف على
االختالف في الحديث من مخرج واحد .
وعهـ ــدنا بالمصـ ــنف أنه ال يقلد أحـ ــداً في التصـ ــحيح والتعليل كما سـ ــبق ،وعرفنا من
تصرفه أنه يجعل حكمه الذي انتهى إليه في المتن بين معقوفتين .
والسؤال :لماذا ذكر في المتن في حكمه على الحديث علة للحديث ،وهي :أنه قد
اختلف في وقفه ورفعه ،مع أنه لم يقف على هذا االختالف؟؟.
لماذا لم يصحح الحديث عندما خفيت عليه العلة؟.
فهل من مظاهر اإلنصاف :
أن يــذكر علة للحــديث لم يقف عليها ،ويكتفي في الحكم على الحــديث بالتقليد عنــدما
خالفت مذهبه في الخضاب بالسواد؟ .
22
المظهر الحادي عشر :
حكمه على حديث أنه إلى الضعف أقرب ويسوقه على أنه صحيح :
ذكر الش ــيخ ال ــدليل األول في مذهبه ص 44من اإلنص ــاف وهو ح ــديث أبي هري ــرة
في أخـ ــذه من لحيته ،وهو عند ابن أبي شـ ــيبة قـ ــال :حـ ــدثنا أبو أسـ ــامة عن شـ ــعبة عن
عم ـ ــرو بن أي ـ ــوب من ولد جرير عن أبي زرعة ق ـ ــال ( :ك NNان أبو هري NNرة يقبض على
لحيته ثم يأخذ ما فضل منه ) Nوإ سـ ــناده تـ ــالف قـ ــائم على مجاهيل ،ال يصـ ــححه من شم
رائحة الحديث ،ومع ذلك فقد علق بعده قائال ( :إسناده محتمل للتحسNNين ،وهو إلى
الضعف أقرب) .
والجميع يعلم أن كل حـ ـ ــديث ضـ ـ ــعيف محتمل للتحسـ ـ ــين ،فلمـ ـ ــاذا لم ينص هنا على
ضعفه أو تصحيحه ؟.
وقد ق ـ ــال بعد أن ذكر خمسة أدلة على األخذ من اللحية ،أولها ح ـ ــديث أبي هري ـ ــرة
هــذا ،قــال ص :55ـ ( ـ هNNذه األدلة الصNNحيحة ،وأما األدلة الضــعيفة ،نــذكرها 1ونــبين
ضعفها ) فقد جعله مع األحاديث الصحيحة التي تؤيد مذهبه!!.
وقد أع ـ ـ ـ ــاد االسـ ـ ـ ــتدالل به ص 48على إطالق األخذ من اللحية في غ ـ ـ ـ ــير النسك ،
وأعاد االستدالل به أيضاً في ص ، 54وأعاد االسـتدالل به أيضـاً في ص ، 63بل
قال :أيظن بأبي هريرة وابن عمر أنهم يجهلون األمر بإعفاء اللحية؟ .
فهل هذا من مظاهر اإلنصاف :
أن يس ـ ــتدل بح ـ ـ ٍ
ـديث ،ويك ـ ــثر من تك ـ ــراره على أنه ص ـ ــحيح ،مع وص ـ ــفه له أنه إلى
الضعف أقرب ،ولو استدل به منازعه لسعى في إعالله ؟.
*
الصواب (فنذكرها) ألهنا واقعة يف جواب (أما) والفاء تلزم جواهبا دائماً . 1
23
المظهر الثاني عشر :
عدم الدقة في النقل والحكم
-1أك ــثر الش ــيخ في مقدمة كتابه اإلنص ــاف ،وفي ثناي ــاه ،وفي خاتمته ،وك ــذلك في
التعزيز كما ســبق ،من القــول بــأن األخذ من اللحية هو قــول الصــحابة ،وهو إجمــاعهم
.
و إذا رأيت أدلته لم ينهض منها إال ح ــديث ابن عمر وابن عب ــاس رضي اهلل عنهم ،
وال تدل على إجماع ،بل وال أكثرية ،ومن اإلنصاف وزن الكالم عند إطالقه .
-2ونقل في التعزيز 21أن ش ــيخ اإلس ــالم ي ــذهب إلى ع ــدم ت ــأثيم المجتهد ح ــتى في
القطعيات فضال عن الظنيات !!! ،وقد أحال على ثالثة مواضع من كتب شيخ اإلسالم
،وبـ ـ ـ ـ ــالرجوع إليها وجد في الموضـ ـ ـ ـ ــعين األولين الكالم على التفريق بين األصـ ـ ـ ـ ــول
والفروع وأنه عن أهل البدع ،وأن العالم إذا استفرغ وسعه في طلب الحق فإنه ال يأثم
سواء كان ذلك في المسـائل الـتي يجعلها المتكلمـون من األصـول أو الفـروع ،وال يلـزم
من ك ــون المس ــألة في األص ــول أن تك ــون قطعية ،وال من كونها في الف ــروع أن تك ــون
ظنية - ،كما ص ـ ـ ـ ــرح الش ـ ـ ـ ــيخ بنفسه في ذلك الموض ـ ـ ـ ــع ، -ولم يتكلم عن القطعي ـ ـ ـ ــات
والظنيات ،بل للشيخ كالم في الرد على هذا التقسيم في (االستقامة) . 1/43
24
فـ ــإن من تعـ ــنيهم من األخـ ــوة عظمـ ــوا النصـ ــوص المرفوعة اآلمـ ــرة بإعفـ ــاء اللحية ،
وطردوا قولهم ولم يقدموا عليها قول أحد كائناً من كان .
وإ ذا رأيت كالم الشيخ عبد الكريم في فعل ابن عمر فهو ليس تحريف ـاً ،بل هو حمل
لفعل ابن عمر على أحسن المحامل حـ ــتى ال يقـ ــال إنه خـ ــالف النص المرفـ ــوع ،وهـ ــذه
طريقة علماء األمة في كل زمان ومكـان ،فـإنهم إذا وردت نصــوص صــريحة في أمـ ٍـر
ما ،وورد عن بعض الصـ ــحابة خالفها تجـ ــدهم يبحثـ ــون لهم عن مخـ ــارج تبعـ ــدهم عن
تعمد مخالفة النصوص ،وليس هذا من باب التأويل أو التحريف في شئ.
والتأويل هو صــرف النص عن ظــاهره إلى معــنى آخــر ،والشــيخ دبيــان وفقه اهلل هو
الــذي أول النص فصــرفه عن ظــاهره اآلمر باإلعفــاء مطلق ـاً ،والشــيخ عبد الكــريم بقي
على ظاهر النص .
25
المظهر الثالث عشر :
الشيخ دبيان وقع فيما انتقد به الشيخ عبدالكريم :
الشيخ دبيان انتقد الشيخ عبدالكريم في وصفه لــترجيح القــول باألخذ من ما زاد على
القبضة أنه مفت ـ ـ ــاح لبـ ـ ــاب ض ـ ـ ــالله -كما ذك ـ ـ ــره الش ـ ـ ــيخ عب ـ ـ ــدالكريم في كتابه إشـ ـ ــعار
الحريص على عدم جواز التقصيص ص .- 31
ثم وجــدت أن الشــيخ دبيــان وقع بنفس هــذا االته ــام في نفس كتابه التعزيز ص، 35
فقد ادعى أن الشيخ عبدالكريم يضلّل ابن عمر ،ويضلل أحمد ويضـلل السـلف ،حيث
قال :
(أخي عبد الك ــريم ،حس ــبك أن تق ــول رأي ابن عمر خطأ والص ــوابـ خالفه ،أما أن
تقـ ـ ــول رأي ابن عمر في أخذ ما زاد على القبضة ضـ ـ ــالل ،ويفتح بـ ـ ــاب شـ ـ ــهوة ،وأنه
،وهكـذا ()1
قول شـاذ وأنه اتبـاع للهـواى ،الال ،هـذا ال يحل لك هـذا غـير مقبـول بـالمرة
التعصب يحمل صـ ــاحبه في القـ ــدح بالسـ ــلف كما قـ ــدح الكـ ــوثري بجماعة من الصـ ــحابة
والتابعين ألنهم خالفوا في فتاويهم فتوى أبي حنيفة ،قاتل اهلل التعصب ).اهـ.
وق ــال في نفس الكت ــاب ص : 70وهو ي ــوازن بين حسن كتابه وس ــوء كت ــاب الش ــيخ
عبدالكريم :
(كتـــاب يصف فعل ابن عمر وفعل اإلمـــام احمد رحمه اهلل وفعل جماعة من الس ــلف
يصفه بأنه ضالل كما في ص ). 31اهـ
ولما رجعت إلي هذه الصفحة لم أجد هذا الكالم ال عن ابن عمر وال عن أحمد وال عن
السلف !!.
بل إنني قرأت الرسالة كاملة لم أر الشيخ نسب الضالل لهـؤالء الـذين ذكـرهم الشـيخ
دبيـ ــان ،وأيض ـ ـاً فقد اتهم في التعزيز ص 55الشـ ــيخ عبد الكـ ــريم :أنه يـ ــرمي الـ ــدعاة
ب ــأنهم من أعظم أس ــباب انتش ــار المنك ــرات وس ــفور الم ــرأة ،لفهم خ ــاطئ لكالم الش ــيخ
عبدالكريم .
مع العلم أن الشيخ دبيان كان يقول في تعزيز اإلنصاف ص: 21
26
(ولقد كنت أعـ ــاني ويعـ ــاني غـ ــيري من الـ ــدعاة من حمل كالمهم على غ NNير وجهه ،
وأص ـ ــبحت وأنت تعيد الكالم ثالث م ـ ــرات وتس ـ ــوق احترازات ـ ـ ـه وتب ـ ــدي وتعيد وترجو
الســامعين أن يفهمــوا الكالم على وجهه وال يحملــوه على كــذا وكــذا من المحامل الســيئة
ومع ذلك تجد الفهم الرديء والنقل المغرض ) الخ كالمك يا شيخ دبيان .
فكيف بإلصاق التهم وتقويل ما لم يقله الشيخ ؟
فأيهما أشد نسبتك أنت إلى الضاللة أم نسبة الصحابة والسلف ؟
ولماذا تحمل كالم الشيخ عبد الكريم على غير وجهه؟
أيضاً :قـال الشـيخ -في التعزيز ص - 48من جملة إسـقاطاته للشـيخ عبـدالكريم :
(إنه يفتي بفناء النار ).
وهذه مسألة فيها قوالن للسلف ،وقد أفتى بذلك الشــيخ حمــود بن عقالء الشــعيبي في
فتوى معروفة منتشرة .
ونحن نع ــرف أن الش ــيخ دبي ــان وفقه اهلل ممن يط ــالب بقب ــول ال ــرأي اآلخر -كما في
التعزيز ص - 43فقد وصف الحجر على رأي طالب العلم أنه نوع وصاية .
والش ــيخ عبد الك ــريم له رس ــالة عنوانها :لما ك ــثر القيل والق ــال كتبها في ذي القع ــدة
عام ، 1409مما قاله ص: 7
(وأما مسـ ـ ـ ــألة النـ ـ ـ ــار فلم آت فيها بجديد ،ومن أراد النظر في ذلك فإنه في حـ ـ ـ ــادي
األرواح ،وشفاء العليل ،والصواعقـ المرسلة اختصــار الموصــلي البن القيم ،وإ ذا لم
يعجبه ذلك فليطعن في الص ـ ــحابة ال ـ ــذين تكلم ـ ــوا فيه وعلى من اقت ـ ــدى بهم من الس ـ ــلف
وعلى رأسهم ابن تيمية وابن القيم ).
أيضاً :ذكر الشيخ في التعزيز ص 51قــول الشــيخ عبد الكــريم في كتابه ص( :3قد
امتألت الــدنيا اليــوم من البحــوث الفقهية والتفســير ،فمن تأمل هــذا كله لم يجد فيه جديد
قد غفل عنه السلف).
ثم علق بقوله ( :هذه دعوى من عبد الكريم إلى ترك البحوث الشــرعية والســبب أنه
ال جديد فيها قد غفل عنه السلف ).
27
وه ـ ــذا اف ـ ــتراء على الش ـ ــيخ ،ف ـ ــإن كتب الش ـ ــيخ المطبوعة والمخطوطة في البح ـ ــوث
والعلــوم الشــرعية بلغت أكــثر من مائة كتــاب ورســالة ،بل وهــذا الكتــاب الــذي يقــوم فيه
بالرد عليه هو بحث في مسألة شرعية.
فلماذا تحمل كالمه على غير وجهه ؟
وقد قرأت فتوى للشيخ عبد الكريم أصدرها عام 1418يقول فيها :
وال أحل ألحد أن ينسب إلي ما لم أقل .
وأنت يا شيخ نقلت قول الشاعر في التعزيز ص: 69
بينات أبناؤها أدعياء والدعاوى إذا لم تقيموا عليها
فما جوابك يا أبا عمر ؟
28
المظهر الرابع عشر
التقول على الشيخ عبد الكريم
ّ
لما نقل الشـ ــيخ عبد الكـ ــريم :أن الشـ ــيح دبيـ ــان قد تـ ــرك لحيته ولم يأخذ مما زاد عن
القبضة ،وأنه يق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول عن تركه األخذ من ما زاد على القبضة في لحيته إنه يحتمل
التقول عليه – كما في التعزيز ص – 62وقال :
السنة ،جعل الشيخ دبيان هذا من ّ
(أين نقلت عني هNNذا الكالم ؟ ال بد إما أن يكNNون ذلك نقالً عن كتNNابي اإلنصNNاف ،أو
أخذته عني ،أو نقل إليك ).
وقال في التعزيز ص( : 63وال أعرف عبد الكريم ولم أره في حياتي ) ،وذكر أنه
ال يعرف أصحابه وال يجالسهم ،وحمد اهلل على ذلك !!!!!.
ونحن نقول إحقاقًا للحق :
تقول الشيخ دبيـان على الشـيخ عبد الكــريم بأنه يقـول بتحـريم الكهربـاء ،وتحـريم
لقد ّ
السيارة ،وتحريم الهاتف -كما في التعزيز . - 53 ، 48
فنقول له كما قال هو :
أين وجدت هذه األقوال للشيخ عبد الكريم ؟
ال بد أن تكون نقلته من أحد كتبه ،أو أخذته منه ،أو نقل إليك .
فإن كان ذلك في أحد كتبه فهاته .
وإ ن كنت أخذته منه مباشـ ـ ـ ــرة ،أو أخذته من مجموعته -كما تسـ ـ ـ ــميهم -فـ ـ ـ ــانقض
كالمك السابق ،وإ ن كان نقل إليك فأين التثبت ؟.
ألم تكن كتبه كافيه لمعرفة رأيه ،وشـ ـ ـ ــاهداً على كـ ـ ـ ــذب الناقل -كما احتججت عليه
بذلك في التعزيز ص- 63؟
ولعلي أسوق كالم الشيخ عبد الكريم من كتبه حتى نتبين األمر .
و الشيخ عبد الكـريم وفقه اهلل في الرسـالة السـابقة (لما كـثر القيل والقـال) يقـول :إن
الكهرباء خوارق ،والخوارق قد تجري على يد المسلم ،ولم يذكر تحريم الكهرباء .
وه ــؤالء أص ــحابه وأق ــرب الن ــاس إليه يس ــتعملون الكهرب ــاء ،ويركب ــون الس ــيارات ،
ويسـ ــتخدمون الهـ ــاتف ،وهم جيرانه ،بل ويطبع كتبه عن طريق الكهربـ ــاء ،فلو كـ ــان
29
األمر كما ت ـ ــذكر لهج ـ ــرهم ولم يق ـ ــرهم ،وأنت تع ـ ــرف الش ـ ــيخ عبد الك ـ ــريم في هج ـ ــره
ألصحاب المعاصي الكبيرة ولو كانوا من أقرب الناس إليه .
أما السيارة فقال في نفس الرسالة بالنص ص: 6
(أما القول بأن هNNذه المNNراكب حNNرام فلم أذكر ذلك في شNNيء من رسNNائلي ..إلى أن
قال :
وال أقول حرام حيث لم يتضح لي ضابط التشبه ).
تقولت عليه ،ونسبت إليه ما لم يقل !!!!.
فها أنت ّ
30
المظهر الخامس عشر
الشيخ عبد الكريم بالموبقات!!
َ وصف
ذكر الش ـ ــيخ دبي ـ ــان عن الش ـ ــيخ عبد الك ـ ــريم أنه يك ـ ــثر من التب ـ ــديع والتفس ـ ــيق والسب
والشتم في مواضع من كتابه (التعزيز) .
وقد وصف الشــيخ دبيــان الشــيخ عبد الكــريم وصــفاً هو في حقيقته أعظم من التبــديع
والتفسيق ،إذ الزمه الكفر والخروج عن الملة !!.
فقد ذكر في التعزيز ص 48عن الش ـ ـ ــيخ عبد الك ـ ـ ــريم أنه يق ـ ـ ــول :إن الكNNNNافرين ال
يخلدون في النار!!!!.
ومن قال هـذا الكالم فهو كـافر مرتد خـارج عن الملة بإجمـاع أهل الســنة ،وال حــول
وال قوة إال باهلل .
وللش ـ ـ ــيخ عبد الك ـ ـ ــريم رس ـ ـ ــالة في اإلنك ـ ـ ــار على من أنكر تأبيد الك ـ ـ ــافرين في الن ـ ـ ــار
عنوانها :اإلنك ـ ــار على من لم يعتقد خل ـ ــود وتأبيد الكف ـ ــار في الن ـ ــار ) وهي ق ـ ــريب من
250صفحة .
وقد جمع الشــيخ دبيــان في كالمه هــذا بين التقـ ّـول ،وبين وصــفه بما يلــزم منه الكفر
والردة والعياذ باهلل!!.
وأيضاً فقد ذكر الشيخ دبيان عن الشيخ عبد الكـريم ص 53أنه ح ّـرم الحالل المجمع
على إباحته!!!.
وهـذا أيضـاً كفر وردة ،فقد ذكر أهل العلم في أبــواب حد الـردة أن من أسـباب الــردة
تحريم الحالل المجمع عليه ،أو تحليل الحرام المجمع عليه !!!!.
وقد زعم الشـ ــيخ دبيـ ــان أن الشـ ــيخ عبد الكـ ــريم قد جعل ابن عمر يتشـ ــبه بالمشـ ــركين
والمجوس في قص لحيته ،وقال في التعزيز ( : 40وهذا يلزمه حيث جعل األخذ مما
زاد عن القبضة تشبهاً بالمشركين والمجوس).
فقد حكم عليه هنا بالالزم .
31
ولو أردنا أن نحكم على الشيخ دبيان بالالزم لقلنا :إنك كفّرت الشــيخ عبد الكــريم –
حماه اهلل – وأخرجته من اإلسالم ،وهــذا يلزمك حين ذكــرت أنه ينكر خلــود الكفــار في
يحرم الحالل المجمع عليه!!.
النار ،وأنه ّ
شبهه في موضعين بأوصاف أقل ما فيها التبديع :
وأيضاً فإنه ّ
ففي الموضع األول :شبهه بالكوثري ووقيعته بالسلف –التعزيز .-35
وفي الموضع الث ــاني :ش ــبهه بمن وقع ــوا في أنس وأبي هري ــرة رضي اهلل عنهما –
التعزيز .-78
32
المظهر السادس عشر :
وقيعة الشيخ دبيان في الشيخ عبدالكريم :
نقل الشيخ دبيان كالماً للشــيخ عبد الكــريم في عشــرة مواضع من كتابه وصــفها بأنها
سب وشتم في التعزيز .12 ، 11
وانتقد الشـ ــيخ دبيـ ــان أسـ ــلوب الشـ ــيخ عبد الكـ ــريم هـ ــذا في نقـ ــده للمخـ ــالف ،فقـ ــال في
التعزيز ص: 14
(إنني اعترف بأنني وإ خواني من طلبة العلم ال نحسن ما يحسن األخ عبدالكريم من
السباب والشتم والقذف ).
ونريد أن نــرى هنا هل الشــيخ دبيــان فعالً ال يحسن الســباب والشــتم والقــذف ؟ وإ ليك
بعضاً مما قاله في التعزيز :
ص :3مع أني أرى أن األخ عبدالكريم ال في الفقه وال في الحديث .
ص : 12وصفه بأنه ينتهج أسلوب التبديع والتضليلـ لمخالفيه.
ص : 13يصف ما في كتبه بالتخبط .
ص : 13قال عنه :الشيخ ال يترك أخالقه .
وفي نفس الصفحة وصفه بالعجز عن عرض الحجج والبراهين.
وفي نفس الصفحة وصفه بالتفحش بالقول .
ص : 14يصف الشيخ عبدالكريم بالتعالم وتزكية النفس والبغي والظلم والعدون .
ص : 21وصفه بتحريف الكالم ،والنقل المغرض.
ص : 25وإ نما تع ــرف ه ــذه الطريقة –يع ــني طريقة الش ــيخ عبد الك ــريم – عند أهل
البدع الذي يحملهم اعتقادهم على تحريف النصوص لتوافق أهواءهم.
ص 31قال :وهكذا كان عبدالكريم يتخبط في تفسير موقف ابن عمر .
ص : 35ذكر أن الشيخ عبـدالكريم يضـلل ابن عمر وأنه يفتح بـاب شـهوة وأنه قـول
شاذ واتباع للهوى .
وفي نفس الصفحة شبهه بالكوثري !!!.
وفي نفس الصفحة وصفه بالتعصب.
33
ص : 38ذكر أن الشـ ـ ــيخ عبـ ـ ــدالكريم يقـ ـ ــدح بالسـ ـ ــلف وبـ ـ ــأقوالهم ويجعلها سـ ـ ــببا في
ضالل األمة .
ص : 40وصفه بأنه جنى على ابن عمر .
ص :41وصفه بأنه معاند.
في نفس الصفحة وصفه بأنه ال يتحاكم إلى النصوص.
ص : 43ذكر أنه معجب برأيه .
ص : 43وأنه وصف فعل السلف بالضالل.
ص : 48يقول :وما عبدالكريم الحميد 2؟.
ص :52وصفه بالتعدي والظلم .
ص 53قال :كأنه يعيش خارج الوقت .
ص :53وصفه بأنه خالف العقل والنقل وجميع الناس.
وفي نفس الصفحة وصفه بالشذوذ مراراً ،وبالغلو ،وبالتناقض.
ص :54وصفه بالتشنج والغضب.
ص : 55ذكر عنه أن عنده شعور بالمرض ،وأنه شخص عدواني .
وفي نفس الصفحة وصفه بالغلو المتعدي ،وتجاوز القصد المأمور به.
ص : 56وصفه بالغلو والشذوذ .
ص : 57قال :وأما الغلو ومجاوزة القصد فعبد الكريم واقع فيه .
وفي نفس الصفحة قال عنه :الناس عنده األصل فيهم البدعة.
ص :59وصفه بالتلبيس وسوء الفهم.
ص : 61وصفه بالكذب واالفتراء.
ص :62وصفه بالظلم والجور ،وبالفهم السقيم.
والتقول.
ّ ص 62أيضاً :وصفه بالكذب
ص :65وصفه بالتحريف للكالم.
العُْرب تعرف من أنكرت والعجم . 2يقول الشاعر :وليس قولك من هذا بضائره
مع العلم أن الشيخ عبدالكرمي من أهل السنة واجلماعة ومع ذلك ترى البعض يطبق يف التعامل معه ما يطبقه أهل
السنة يف باب هجر املبتدع ،ولو ذ ّكرت البعض هبجر بعض املبتدعة لقال لك :مذهب أهل السنة أمشل .
34
ص : 69قال عنه :وال قائل به إال في رأسه .
في نفس الصفحة وصفه بالجرأة على الفتوى ،وبالتأويل المذموم للنصوص.
ص : 73وصفه بتحريف نصوص كثيرة .
ص : 78شبهه بمن قدحوا في أنس بن مالك وأبي هريرة؟؟!!
وفي نفس الصفحة وصفه بالجهل والظلم .
وفي نفس الصفحة وصفه بالبغي والعدوان .
ص 79قال :وعبدالكريم ال من هؤالء وال من هؤالء (يعني ال ينفع وال ينتفع).
ه ــذا باإلض ــافة إلى ما س ــبق ذك ــره من وص ــفه إي ــاه بما يل ــزم منه الكفر كإنك ــار خل ــود
الكفار في النار ،وتحريم الحالل المجمع عليه .
وهذه أوصاف الشيخ دبيان للشيخ عبد الكريم :
البغي ،والظلم ،والج ــور ،والع ــدوان ،والعجز ،والجهل ،والم ــرض ،والتحريف ،
والعناد ،والتشنج ،والغضب ،والتلبيسـ ،والكذب ،واالفتراء ،وسوء الفهم ،والغلو
،ومجــاوزة القصد ،والتعصب ،والقــدح بالســلف ،والجناية على ابن عمر ،والتخبط
،والتنـ ـ ــاقض ،والنقل المغـ ـ ــرض ،والتبـ ـ ــديع ،والتضـ ـ ــليل ،والتفسـ ـ ــيق ،والتفحش في
القـ ــول ،ومخالفة العقل والنقل ،واإلعجـ ــاب برأيه ،والتعـ ــالم ،وتزكية النفس ،وعـ ــدم
التحــاكم إلى النصــوص ،والشــذوذ ،و يعيش خـارج الــوقت ،وشــخص عــدواني ،ومن
أص ـ ــحاب التأويل الم ـ ــذموم ،والج ـ ــرأة على الفت ـ ــوى ،وال من أهل الفقه ،وال من أهل
الحديث ،وال ينفع ،وال ينتفع به ،ويشبهه بــالكوثري ،ويشــبهه بالــذين قــدحوا في أنس
وأبي هريرة …الخ
هذا ما قاله الشيخ دبيان وفقه اهلل وهو ال يحسن السب والشNNتم فكيف لو أحسن
؟
35
المظهر السابع عشر :
ثناء الشيخ حفظه اهلل على كتابه :
ـالب الق ـ ــارئ أن ي ـ ــوازن بين كتابه اإلنص ـ ــاف وبين كت ـ ــاب الش ـ ــيخ
الش ـ ــيخ دبي ـ ــان ط ـ ـ َ
عبدالكريم :إشعار الحريص على عدم جواز التقصيص ثم بدأ يثــني على كتابه ،فقــال
في التعزيز :
ص : 70كتاب يذكر األقوال مع أدلتها .
ص : 71كتاب التزم األدب مع السلف في ذكر أقوالهم وجمعها واحترامها ..
ص : 71كتاب يستفيد من آراء العلماء والدعاة .
ص : 71كت ــاب ي ــرى أن المس ــألة الفقهية دائ ــرة بين الخطأ والص ــواب وليست بين
الحق والضالل .
ص : 72كت ــاب إذا ذكر أدلته الفقهية ف ــإن ك ــان فيها ض ــعيف بين ض ــعفه نص ــحا هلل
ولرسوله ولألمة فلم يسكت عن حديث ضعيف .
ص : 72كتـ ــاب يـ ــرى أن فهمه غـ ــير معصـ ــوم ويفـ ــرق بين النص وداللته والنص
وفهمه ..ثم نقل قوله :
وقد حاولت قدر اإلمكان عرض أدلة الفريقين بكل حياد .
ص : 73كتاب ال يعتمد تأويل النصوص وتحريفها لتوافق معتقده .
ومن اإلنصاف أن يجعل الحكم للقارئ ال له .
36
المظهر الثامن عشر :
األخطاء النحوية واإلمالئية: N
من البدهي أنك لو بحثت عما في هذا الحوار الذي بين يــديك من أخطــاء نحوية ،أو
إمالئية ،لوجدت ذلك .
وليعلم الشــيخ دبيــان وفقه اهلل إنــني لم أظهر هــذه األخطــاء إال ألثبت خطأ طريقته في
نقد الشيخ عبد الكريم نفع اهلل به .
فمن المظــاهر الغريبة الــتي وجــدتها في التعزيز تقصد الشــيخ دبيــان ألخطــاء الشــيخ
عبـ ـ ـ ـ ــدالكريم النحوية واإلمالئية ،وقد ظهر لي في حاشـ ـ ـ ـ ــية صـ ـ ـ ـ ــفحة 54من التعزيز
ـيخ عبـــدالكريم في عـ ــدم كسر همـ ــزة إن إذا دخلت عليها حيث ،وه ــذا ي ــدل
تخطئته الشــ َ
على حقيقة التقصد ،ولعلي أن اسرد ما وقع فيه الشيخ دبيان من مثل تلك األخطاء .
37
يجعلني أجزم أن ذكر قصة أبي قحافة في حديث أنس ليست محفوظة ،ثم أكد ذلك في
ص 108في ت ــوهيم محمد بن مس ــلمة أحد رواة األثر ،فظن ثم ج ــزم في ح ــديث واحد
وفي موضع واحد.
-3في اإلنصاف ص 79حاشية 1قال :قال ابن أبي عاصم :إسناده حسن .
وهذا خطأ ،فليس هذا قول ابن أبي عاصم ،بل قول المحقق !!!.
-4في اإلنصـــاف ص 128قـــال :عن عكرمة ،عن خالد ،ق ــال :أتي ب ــأبي قحافة
…
والصحيح - :كما في الطبقات ( -عكرمة بن خالد ) ،ولــوال وجــود الفواصل بين
األسماء لقلنا خطأ مطبعي .
38
والصحيح :مدلول كلمة.
-7قال في اإلنصاف ص :107أفيكون محمد بن سلمة مقدم على هؤالء .
والصحيح :مقدماً .
-8قال في اإلنصاف ص 108في الحاشية :وأعترف أنني لم أتقصاها .
والصحيح :لم أتقصها .
-9قــال في اإلنصــاف في الحاشــية ص :119أو يقــال :إنه موقــوف عليه ،وفرقNاً
بينه وبين الصحابي
وفرق .
ٌ والصحيح :
-10قال في اإلنصاف في الحاشية ص :120كونه مرسل .
والصحيح :كونه مرسالً .
-11قال في اإلنصاف ص :124غاية ما فيه أن في آخر الزمان قوم ال يريحون
.
والصحيح :قوماً .
-12قال في اإلنصاف ص :130لم يكن قول عطاء بأن الصبغ به حدث دليل.
والصحيح :دليالً .
-13قال في اإلنصاف ص :104الوجه الثاني :قال :أن الحسن والحسين .
الحسن . ()1
والصحيح :قال :إن
-14قال في اإلنصاف ص : 55وأما األدلة الضعيفة نذكرها .
والصحيح :فنذكرها.
-15ق ــال في اإلنص ــاف : 119-118وأما ما رواه ابن أبي ش ــيبة …وهNNذا إس ــناد
ضعيف جداً.
والصحيح :فهذا إسناد.
وأمجع النحاة على وجوب كسر مهزة ( إن ) بعد القول ..قال ابن مالك :أو حكيت بالقول .. ()1
39
-1قال في التعزيز ص :49ـ حاسبتوني ،وبعــدها بعـ ّـدة كلمــات قــال :ودعوتونيN
.
والصحيح :حاسبتموني ، Nودعوتموني .
-2وقال في ص 20من التعزيز :ومنها المصلون في القبلة .
والصحيح :إلى القبلة .
-3وق ــال في ص 25من ــه :وت ــارة يصر أخونا عبد الك ــريم أن الصNNحابة قد خ ــالفوا
ابن عمر.
يصر ..على أن الصحابة .
والصحيح ّ :
-4وقـ ــال في التعزيز ص :78وإ نـ ــني أعـ ــترف بهـ ــذا الكتـ ــاب الفضل لألخـ ــوة الـ ــذين
أقنعوني.
والصحيح :وإ نني أعترف …بالفضل .
-5وق ـ ـ ــال في اإلنص ـ ـ ــاف ص :5فال نش ـ ـ ــغل ذمم الن ـ ـ ــاس إال ما يك NN Nون ال ـ ـ ــدليل فيه
واضحاً.
والصحيح :إال بما يكون .
-6وقال في اإلنصاف ص :6أو كان من خريج المدارس اإلسالمية .
والصحيح :من خريجي .
-7وقال في التعزيز ص : 23لقد أكثر عبد الكريم على أن …
والصحيح :من أن .
-8وقال في ص : 24أكثر األخ عبد الكريم في كتابه بأن …
والصحيح :من أن .
-9وقال في ص : 26أطالبهم في توثيق Nهذه الدعوى من كتب السنة.
والصحيح :أطالبهم بتوثيق.N
40
-2وقال في التعزيز ص :22وقد وافق مجاهد ومحمد بن كعب القرضي .
والصحيح :القرظي .
وقد وقع الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيخ نفع اهلل بعلمه في نفس هـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا الخطأ في ص 36وفي ص 39من
التعزيز .
-3قال ص 23من التعزيز :وعدم التعرض للحية .
والصحيح لللحية .
ووقع أيض ـاً في نفس ه ــذا الخطأ في نفس الص ــفحة م ــرة أخ ــرى ،وك ــرر ه ــذا الخطأ
في ص. 59
-4وفي ص 31من نفس المصدر قال :وإ نما فعلها اتفاقاً مثل وضوءه .
والصحيح :وضوئه .
-5وفي ص 29من نفس المص ـ ـ ـ ــدر ق ـ ـ ـ ــال :ولعل ما حمل عائشة على التثبت أن
عبداهلل وقعة في يده.
والصحيح :وقعت .
-6وقال في ص 34منه :لقد نفع اهلل بإختالف أصحاب النبي صلى اهلل عليه وســلم
.
والصحيح :باختالف .
وقد تكرر نفس الخطأ في نفس الصفحة .
-7وقال في ص 43منه :أرأيت أيه األخ الكريم .
والصحيح :أيها .
-8وفي ص 53منه قلت :فلما هذا التناقض ؟.
فلم .
والصحيح َ :
-9و قال في ص 51من التعزيز :بل لو أدعى صاحبها .
والصحيح :لو ادعى .
-10وقال في 50منه :حاولت أن اختصر الكتاب .
والصحيح :أختصر.
-11وقال في اإلنصاف ص : 88ألنه فيه إمتثال األمر .
41
والصحيح :امتثال األمر.
-12وقال في اإلنصاف في الحاشية ص :102واختلف متقدموا األصحاب .
والصحيح :متقدمو .
-13وقال في اإلنصاف : 103وسلّم للدارقطني وغيره بعض اإلعتراضات .
والصحيح :االعتراضات.
-14وقال في اإلنصاف ص :10واإلقتداء بهم .
والصحيح :واالقتداء بهم.
– 15وقال اإلنصاف ص :7ممن أرتكب ذنبين .
والصحيح :ارتكب.
-16وقال في التعزيز : 17ويقوم إعوجاجنا.
والصحيح :اعوجاجنا.
42
وختاما :
اعلم يا شـ ــيخ دبيـــان أنـ ــني لست متحـــيزا للشـــيخ عب ــدالكريم الحميد ،و أن ــني أكن لك
وللش ـ ــيخ الفاضل عب ـ ــدالكريم كل تق ـ ــدير ،ولكن حس ـ ــبي أن ـ ــني رأيت في التعزيز ظلمـ ـ ـاً
ظاهراً ،وخلطاً عجيباً ،وخطأ بينـاً ال يقــارن بما في إشــعار الحــريص ،جعلــني أراجع
قــراءة كتــاب اإلنصــاف مــرة أخــرى ،فظهر لي بعد ذلك أنه ال يحل لي أن أســكت عنه
وأنا أعلمه وقد انتشر بين الناس .
وليعلم الشيخ أبو عمر أنه لم يصب من أقنعه بطبع الكتاب .
وقد تعــاملت مع اإلنصــاف وتعزيــزه بنفس ما تعامل به مع إشــعار الحــريص ،علما أن
الشــيخ دبيــان هــداه اهلل لم يعــرض عما الكته بعض األلسن ،وإ ن كــان الشــيخ عبــدالكريم
وفقه اهلل أخطأ في أمـ ٍـر ما وهو بشر كغــيره معـ ّـرض للخطأ والصــوابـ فهــذا ال يجعلــني
أقره ،بل أنكره وال أقبله .
ولما قلت في مؤخرة التعزيز :
فإن الحامل على الرد هو الدفاع عن رأي السلف وال حاجة لي بإقناع صاحبنا .
وإ ني بهذا أحذو حذوك .
واعلم يا شيخ وفقنا اهلل وإ ياك لطاعته أنه ليس كل من ادعى اإلنصاف وفق له .
وأس ــأل اهلل س ــبحانه وتع ــالى أن يمن علينا وعليك ب ــالتوفيق والهداية وحسن التعامل مع
المخالفين ،وأن يجعلنا من أهل الدين وخاصته .
اللهم صلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
كتبه
عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجفن
القصيم -بريدة
1422 / 3 / 10
Malk30@hotmail.com
43
44