You are on page 1of 44

‫مظاهر اإلنصاف‬

‫في كتاب اإلنصاف‬


‫حوار مع الشيخ دبيان بن محمد الدبيان‬

‫بقلم‬
‫عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجفن‬

‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬

‫الحمد هلل رب العالمين ‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين ‪ ،‬نبينا‬
‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬
‫فإننا مع اشتداد األزمات ‪ ،‬وتتابع النكبات ‪ ،‬في أشد الحاجة إلى عالم فقيه مطلع ‪،‬‬
‫معالج ألوضاع المسلمين ‪ ،‬متفرغ لنوازلهم وقضاياهم ‪ ،‬مهتم بإصالح أوضاعهم من‬
‫خالل أطروحاته وبحوثه ‪.‬‬
‫وإ ذا كان حاضر العالم اإلسالمي يعيش ويالت التضليل وهجمات التغريب ‪ ..‬كان‬
‫على أهل العلم والدين أن ِ‬
‫يوسعوا تلك المنابع تجفيفا وتلك األزمات تطبيبا ‪ ..‬ولئن‬
‫رفع أهل العلمنة رؤوسهم لما تَن ّكست رؤوس كان على أهل الخير أن يشغلوا أوقاتهم‬
‫بما هو أهم ‪.‬‬
‫ويحزنك أن تجد بعض المتفرغين للعلم يطرح في بحوثه ما قد ُيحدث بعض‬
‫الخالفات والشقاقات والمنازعات بين المسلمين ‪ ،‬خاصة إذا كان يرى أن تلك البحوث‬

‫‪1‬‬
‫المباحات التي قد ال يؤجر المرء على فعلها وال تركها (‪ ،)1‬فكيف إذا كان قد‬
‫هي من ُ‬
‫يترتب على إظهارها بعض المفاسد ‪.‬‬
‫هنا ندرك أن الفاضل والمفضول باب واسع ‪ ،‬يدرك سياسته من رزقه اهلل علماً وفهماً‬
‫‪ ،‬وإ ذا ُي ّسرت هذه الخصلة مع وجود اإلخالص ‪ ،‬ومع فهم للسياسة الشرعية ‪ ،‬فال‬
‫عليك أن تجد الفقيه الحاذق في رأيه وفهمه المشبع في طرحه لنوازل األمة ‪..‬‬
‫ثم أما بعد‬
‫وقد اطلعت على كتابي الشيخ دبيان بن محمد الدبيان وهما ‪( :‬اإلنصاف في ما جاء‬
‫في األخذ من اللحية وتغيير الشيب من الخالف) ‪ ،‬و ‪( :‬تعزيز كتاب اإلنصاف في‬
‫بيان أن األخذ من اللحية ليس فيها خالف) ‪ ،‬وهذا التعزيز رد على كتاب فضيلة‬
‫الشيخ عبدالكريم الحميد ‪( :‬إشعار الحريص على عدم جواز التقصيص ) ‪ ،‬وعلى‬
‫غيره من طلبة العلم كما في (التعزيز) ص ‪ ، 49‬لكنه لم يسم إال الشيخ عبدالكريم ‪،‬‬
‫وكان لي في الحقيقة بعض المالحظات على هذين الكتابين ‪ ،‬و الباعث على كتابة هذه‬
‫المالحظات أسباب ‪:‬‬
‫السبب األول ‪ :‬أن الشيخ دبيان وقع فيما انتقد به الشيخ عبدالكريم الحميد ‪.‬‬
‫السبب الثاني ‪ :‬تضارب تأصيل الشيخ وتفريعه في المسألة ‪.‬‬
‫السبب الثالث ‪ :‬واجب إسداء النصح والتبيين ألخي المسلم ‪.‬‬
‫ونحن هنا ال نريد أن نناقش الشيخ دبيان في ترجيحه جواز أخذ ما زاد على‬
‫القبضة أو الصبغ بالسواد ‪ ،‬لكننا نريد أن نبين من خالل هذه الرسالة ‪:‬‬
‫هل الشيخ في دعوى إنصافه فعالً أنصف أم لم ينصف ؟ ‪.‬‬
‫فقد رأيته يمتدح معالم اإلنصاف في كتابه اإلنصاف ‪ ،‬إذ قال فيه ص‪: 144‬‬
‫(حاولت قدر اإلمكان عرض أدلة الفريقين بكل حياد ‪ ..‬ثم قال ‪ :‬ال يجوز إن رجحت‬
‫قوال أن أغمط أدلة القول اآلخر ‪.) ..‬‬

‫(‪ )1‬كحال حبث الشيخ دبيان يف األخذ من اللحية أو صبغها بالسواد ‪ ،‬فإنه يرى أن ذلك مباح ‪ ،‬لو سكت عليه‬
‫لسلم ‪ ،‬وقد قال يف تعزيز اإلنصاف ص‪ : 63‬فاملباح يستوي فيه الطرفان األخذ والرتك ‪..‬مث قال ‪ :‬وإذا كان املباح‬
‫ال يعني على طاعة مل يكن اإلنسان مأجوراً يف فعله أو تركه ‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫واإلنصاف يعني ‪ :‬العدل في العرض ‪ ،‬و االستدالل ‪ ،‬والتصحيح ‪ ،‬و التضعيف ‪،‬‬
‫والمناقشة ‪ ،‬و الترجيح ‪ ،‬وهذا ما سوف يتبين أمره إن شاء اهلل من خالل ذكر تلك‬
‫المظاهر ‪.‬‬
‫ولعلنا هنا نستعرض المظاهر العامة في الحوار ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬التناقض في عنواني الكتابين ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬تخصيص الشيخ عبدالكريم الحميد بالرد دون غيره ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬تناقض الشيخ دبيان في نفي أقوال السلف وإ ثباتها في المسألة ‪.‬‬
‫الرابع ‪ :‬االضطراب في االستدالل بقول الجمهور ‪.‬‬
‫الخامس ‪ :‬استدالل الشيخ بجزء من حديث ابن عمر وترك الجزء اآلخر ‪.‬‬
‫السادس ‪ :‬طي الشيخ لرأي أبي داود والبيهقي في معنى السِّبال ولبعض علل حديث‬
‫جابر ‪.‬‬
‫السابع ‪ :‬تناقض أخذه بقول عطاء بن أبي رباح في نقل اإلجماع ‪.‬‬
‫نسكية األخذ من اللحية ‪.‬‬
‫الثامن ‪ :‬تناقض قوله في ّ‬
‫التاسع ‪ :‬اضطرابه في أمر أبي الزبير ‪.‬‬
‫العاشر ‪ :‬تعليله لحديث لم يقف على علته ‪.‬‬
‫الحادي عشر ‪ :‬حكمه على حديث أنه إلى الضعف أقرب ويسوقه في مواضع أخرى‬
‫على أنه صحيح‪.‬‬
‫الثاني عشر ‪ :‬عدم الدقة في النقل ‪.‬‬
‫الثالث عشر ‪:‬الشيخ دبيان وقع فيما انتقد به الشيخ عبدالكريم ‪.‬‬
‫التقول على الشيخ عبدالكريم ‪.‬‬
‫الرابع عشر ‪ّ :‬‬
‫الخامس عشر ‪ :‬وصف الشيخ عبدالكريم بالموبقات ‪.‬‬
‫السادس عشر ‪ :‬وقيعة الشيخ دبيان في الشيخ عبدالكريم ‪.‬‬
‫السابع عشر ‪ :‬ثناء الشيخ دبيان على كتابه ‪.‬‬
‫الثامن عشر ‪ :‬األخطاء النحوية واإلمالئية ‪:‬‬
‫فيما يتعلق بالقران ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫فيما يتعلق بالحديث ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪3‬‬
‫فيما يتعلق باألخطاء النحوية ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫فيما يتعلق باألخطاء اللغوية ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫فيما يتعلق باألخطاء اإلمالئية ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫فيما يتعلق باألخطاء المطبعية ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬

‫هذا وأسأل اهلل تعالى أن ينفع بها من كتبها و قرأها وأن ينفع بها الشيخين الحميد‬
‫والدبيان ‪ ،‬واهلل الهادي إلى سواء السبيل‪.‬‬

‫كتبه‬
‫عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجفن‬
‫‪1422 / 3 / 10‬‬
‫القصيم – بريدة‬
‫ص ب ‪558‬‬

‫‪4‬‬
‫المظهر األول ‪:‬‬
‫التناقض في عنواني الكتابين ‪:‬‬

‫عنونته لكتابه األول وهو اإلنصاف أن مسألة األخذ‬


‫أثبت الشيخ دبيان من خالل ْ‬
‫من ما زاد على القبضة من اللحية من المسائل الخالفية ‪ ،‬فقال ‪( :‬اإلنصاف في ما‬
‫جاء في األخذ من اللحية وتغيير الشيب من الخالف)‪.‬‬
‫ثم نقض هذا العنوان في كتابه اآلخر إذ قال ‪( :‬تعزيز اإلنصاف في بيان أن األخذ‬
‫من اللحية ليس فيه خالف) ‪.‬‬
‫مع العلم أنه في اإلنصاف قال ص ‪( : 4‬وال يمكن ألي خالف محفوظ أن يْلغى هذا‬
‫الخالف لسبب أننا رجحنا هذا القول على ذاك ) ‪.‬‬
‫وقال الشيخ في تعزيز اإلنصاف عن هذه المسألة ص‪( :6‬إنه كاإلجماع ) ‪،‬‬
‫والمعنى أنه ليس إجماعاً بل كاإلجماع !! ‪.‬‬
‫ثم نقض هذا القول مرة أخرى فأثبته في تعزيز اإلنصاف ص‪ 39‬فقال ‪( :‬ولم أذكر‬
‫كالمه ( يعني إجماع الشيخ األلباني ) احتجاجاً ‪.) ..‬‬
‫ثم نقض هذا القول مرة أخرى في التعزيز ص‪ 49‬وأثبت أن إجماع األلباني رحمه‬
‫اهلل حق ‪ ،‬وأن المخالف له خارق لإلجماع كما في ص‪ 50‬من التعزيز ‪.‬‬
‫مع العلم أن الشيخ دبيان قال في تعزيز اإلنصاف ص‪( : 5‬الحقيقة األولى ‪ :‬ثبوت‬
‫الخالف عند السلف في هذه المسألة ‪ ..‬ثم قال ‪ ( :‬كما حكم أخونا عبدالكريم على‬
‫الخالف دون أن يحيط به علماً ‪. )..‬‬
‫وقال في التعزيز ص‪( 60‬وأرى أن كل خالف – وإ ن ضعف‪ -‬فإنه يخرق‬
‫اإلجماع إذا كان المخالف من المسلمين) ‪.‬‬
‫وقال في اإلنصاف ص‪( 63‬والقول بتحريم أخذ ما زاد عن القبضة قول ضعيف)‪.‬‬
‫فالشيخ دبيان حتى اآلن لم يحدد لنا رأيه في هذه المسألة ‪ ،‬هل هي مسألة خالفية ‪ ،‬أم‬
‫هي إجماع ؟فهو قال مرة إنها خالفية ‪ ،‬ومرة إنها إجماع ‪ ،‬ومرة كاإلجماع ‪ ،‬ومرة‬
‫الخالف ثابت ‪ ،‬ومرة الخالف ضعيف‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫فإن كانت إجماعاً فالواجب أن يكون استدالله باإلجماع ‪ ،‬فهو أقوى حجة من جميع‬
‫أدلته ‪ ،‬وإ ن كانت خالفية فلماذا يطالب بإثبات المخالف؟ ‪.‬‬
‫وهنا يلزم الشيخ نقض أحد العناوين ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المظهر الثاني ‪:‬‬
‫تخصيصه الشيخ عبدالكريم بالرد دون غيره ‪:‬‬

‫من المعلوم لدى الجميع أن الشيخ عبدالكريم الحميد ‪ -‬وفقه اهلل للخير ‪-‬لم ينفرد‬
‫بالرد وحده على كتاب الشيخ دبيان ( اإلنصاف ) ‪ ،‬بل أشهر من رد على الشيخ دبيان‬
‫أربعة من كبار المشايخ في الفتوى التي انتشرت أكثر من انتشار رد الشيخ عبدالكريم‬
‫‪.‬‬
‫فما بال الشيخ دبيان اقتصر بالرد على الشيخ عبدالكريم دون غيره ؟ لماذا ترك‬
‫ذلك البيان والكالم فيه ؟‬

‫‪7‬‬
‫المظهر الثالث ‪:‬‬
‫تناقض الشيخ دبيان في نفي بعض أقوال السلف وإ ثباتها في المسألة ‪:‬‬

‫ذكر الشيخ دبيان في التعزيز ص‪( : 8‬أن تحريم األخذ من ما زاد على القبضة‬
‫مطلقاً قول يعتقده بعض المشايخ وال وجود له في كتب الفقه وعمل السلف ) ‪.‬‬
‫وحينما عرض الشيخ قول المانعين لذلك قال في اإلنصاف ص‪ : 33‬إن ذلك قول‬
‫للحسن وقتادة ‪.‬‬
‫وقد نقل هذا القول من مجموع النووي ( ‪ ) 342 / 1‬ثم قال ‪( :‬ولم يذكر السند‬
‫عنهما ‪ ،‬والمنقول عن الحسن وقتادة خالف هذا )‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫ثم ذكر إسناد قول الحسن المخالف لهذا القول ‪ ،‬أما قول قتادة فاكتفى بالعزو لكتاب‬
‫التمهيد ( ‪ ) 146 / 24‬موهماً أنه قال هذا القول المخالف مسنداً ‪ ،‬وبالرجوع إلى‬
‫التمهيد لم أجد قول قتادة مسنداً !!!‪.‬‬
‫وقد قال عن قول قتادة المخالف لمذهبه ‪ :‬إن المنقول عنه خالف هذا ‪ ،‬ثم نقل عنه‬
‫بال إسناد ‪ ،‬فما الفرق بين النقلين ؟ ولماذا قبل قول قتادة لما وافق مذهبه ‪ ،‬ولم يقبله‬
‫لما خالفه ‪ ،‬والنقل في األمرين غير مسند؟‪.‬‬
‫مع العلم أن الشيخ وفقه اهلل ذكر ممن يقول بجواز األخذ منها قول الشعبي في‬
‫المجموع ( ‪ ، ) 342 / 1‬ولما رجعت لقول الشعبي لم أجده مسنداً كذلك !!‪.‬‬
‫فلماذا يرد الشيخ ما ورد في (المجموع) من قول قتادة بكراهة األخذ من اللحية‬
‫لعدم ذكر اإلسناد ‪ ،‬ويقبل قول الشعبي ‪ -‬في (المجموع) – وقول قتادة ‪ -‬في‬
‫(التمهيد) ‪ -‬بجواز األخذ من اللحية وهي بال إسناد في الكتابين ؟!‪.‬‬
‫هل نخلص إلى أن قتادة والشعبي قاال بهذه األقوال أم ال ؟‪.‬‬
‫فإن قبل قول الشعبي فيلزمه قبول قول قتادة ‪ ،‬وإ ن لم يقبل قول قتادة لزمه رد قول‬
‫الشعبي ‪.‬‬
‫وسؤالي ‪ :‬ما هو األصل الذي تعامل به الشيخ دبيان في قبول قول هذا ورد قول‬
‫هذا مع اتفاقهما في العلة ؟ ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وقد كان الشيخ دبيان يقول في التعزيز ص‪ 7‬وهو ينادي بتعظيم النصوص ‪ ( :‬وال‬
‫بد من منهج مطرد في هذا ‪ ،‬وإ ال كنا نتالعب بالشرع بحسب أهوائنا وتقديراتنا ) ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المظهر الرابع ‪:‬‬
‫اضطراب الشيخ دبيان في االستدالل بقول الجمهور‪:‬‬

‫في المسألتين اللتين بحثهما الشيخ دبيان في كتابه اإلنصاف ‪ :‬األخذ من ما زاد عن‬
‫القبضة من اللحية ‪ ،‬والصبغ بالسواد ‪ ،‬كان االتكاء فيهما منه على قول الجمهور ‪،‬‬
‫وفهم فالن وفالن ‪ ،‬وقد كانوا هم سالحه ضد المنازعين لقوله ‪.‬‬
‫وحينما تحتج عليه بقول أحد العلماء يرد عليك كما في كتاب التعزيز ص ‪ 40‬قائالً‬
‫‪( :‬وهل رأي الشيخ يحتج به أو يحتج له ؟) وعند مخالفتك إياه في الرأي يقول في‬
‫تعزيز اإلنصاف ص‪( : 70‬أو تريد أن تحجر على فهمي وتلزمني بترجيحك وان‬
‫أترك فعل السلف وفهمهم ‪ ..‬؟ )اهـ‪.‬‬
‫وهذا القول حق ‪ ،‬ومن الحق أن يطرد قوله هذا في كل مسألة يقول بها ‪ ،‬ففي حين‬
‫جعل الجمهور سالحه في وجه المنازعين في المسألتين السابقتين ‪ ،‬بل وقال في‬
‫الصبغ بالسواد –معرضاً عن النصوص على صحتها وصراحتها اإلنصاف ‪: 142‬‬
‫(والقول بالكراهة أقوى ‪ ،‬وهو قول السواد األعظم من األمة ‪ ،‬بل إن التحريم إنما هو‬
‫وجه عند بعض أصحاب الشافعي فقط ‪ ،‬والوجه اآلخر مكروه فحسب ‪ ،‬وما عداهم‬
‫من المذاهب األربعة بين مجيز وكاره) ‪ ،‬مع أنه ذكر الروايات في صبغ بعض‬
‫الصحابة بالسواد –ولم يصح منها إال حديث واحد فقط هو حديث عقبة بن عامر كما‬
‫صرح هو‪. -‬‬
‫وهنا تجد ملحظين على طريقة الشيخ هذه ‪:‬‬
‫الملحظ األول ‪ :‬أنه قال في المسح على الحائل ص ‪ 82‬في بيان معنى الجمهور‬
‫(لكن إذا كان كل مذهب له جمهوره الذين ال يتجاوزون قول إمامهم لم تكن الكثرة‬
‫مظنة اإلصابة) ‪ ،‬فما بالهم صاروا هنا مظنة اإلصابة – وهم ال يتجاوزون قول‬
‫إمامهم أيضاً‪ -‬؟‪.‬‬
‫والملحظ الثاني ‪ :‬أنه حينما خالف قول الجمهور قال كما في كتابه المسح على‬
‫الحائل ص‪( : - 82‬وكم من مسألة فقهية كان فيها قول الجمهور مجانباً للصوابـ ‪،‬‬

‫‪10‬‬
‫ولو بحث فقط في مسائل العبادات التي خالف فيها الجمهور الدليل لوقع ذلك في مجلد‬
‫ضخم ‪ ) ..‬اهـ‪.‬‬
‫أما هنا فالشيخ أكثر من بيان أن هذا القول قول الجمهور ‪ ،‬وهو قول فالن وفالن ‪،‬‬
‫كما في كتاب اإلنصاف ص ‪ 69‬بعد ذكر بعض نصوص العلماء في األخذ من اللحية‬
‫قال ‪ :‬فقل باهلل عليك من العلماء غيرهم ؟ اهـ ‪.‬‬
‫ولعلنا نضرب مثالً واحداً في مخالفة الشيخ دبيان لقول الجمهور حتى يتبين لنا أن‬
‫هذا الكالم من الشيخ سالح له يأخذه متى شاء ‪ ،‬ويتركه متى شاء ‪ ،‬فمن تلك المسائل‬
‫التي خالف فيها الجمهور‬
‫( المسح على النعلين ) ذكر في كتابه المسح على الحائل ص ‪ 85‬وهو يرجح جواز‬
‫ذلك أن المذاهب األربعة ال يجيزونه ‪ ،‬وذكر قول قوم لم يسمهم أنهم يجيزون ذلك ‪،‬‬
‫واختار قول هؤالء المجهولين !!‪.‬‬
‫فأين طلب اإلسناد لقول هؤالء الذين لم يسمهم ‪ ،‬وقد رد قول قتادة في كراهة األخذ‬
‫من اللحية ألنه لم ُيسند(‪ )1‬؟!!!‬

‫(‪)1‬‬
‫مع مالحظة أن الشيخ نفع اهلل بعلمه ذكر يف اإلنصاف يف احلاشية ص‪ 33‬يف مسألة األخذ من اللحية قول‬
‫اجلمهور اآلخر وهو ما نقله العراقي ‪ ،‬حيث قال ‪ :‬وقال العراقي يف طرح التثريب ( ‪ :)2/83‬واستدل اجلمهور على‬
‫أن األَوىل ترك اللحية على حاهلا ‪ ،‬وأن ال يقطع منها شيء ‪ ،‬وهو قول الشافعي وأصحابه ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المظهر الخامس ‪:‬‬
‫استدالل الشيخ بجزء من حديث ابن عمر وترك الجزء الثاني ‪:‬‬

‫ذكر الشــيخ دبيــان في ص‪ 44‬من اإلنصــاف ‪ -‬الحــديث الثــاني من أدلته وهو حــديث‬
‫ابن عمر رضي اهلل عنه وهو ما رواه البخاري عن نافع عن ابن عمر قــال ‪ :‬قــال عليه‬
‫الصالة والسالم ( خالفوا المشــركين وفـروا اللحى وأحفــوا الشــوارب ‪ ،‬وكـان ابن عمر‬
‫إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه ) ‪.‬‬
‫وقد ذكر نافع رحمه اهلل هنا قيدين ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬قيد مكاني ‪ :‬وهو األخذ مما زاد على القبضة ‪.‬‬
‫واآلخر ‪ :‬حالي ‪ :‬وهو كونه في النسك ‪.‬‬
‫فمن أخذ باألول دون الثاني فقد خـالف الرســول عليه الصـالة والســالم ‪ ،‬وخـالف ابن‬
‫عمر ‪:‬‬
‫ألن الرس ــول عليه الص ــالة والس ــالم لم ُيــذكر عنه هنا إال األمر باإلعف ــاء والتوف ــير ‪،‬‬
‫وابن عمر أخذ من لحيته مما فوق القبضة وفي النسك ‪.‬‬
‫ونقول ‪ :‬أين الدليل على جواز األخذ في غير النسك ؟ ‪.‬‬
‫فإن قلت ‪ :‬إن األخذ منها في النسك ال ينافي داللة اإلعفــاء المـأمور به فيجــوز األخذ‬
‫في غير النسك كما قلت ذلك من اإلنصاف ص ‪. 55 ، 11‬‬
‫قيل لك ‪ :‬فاألخذ من عم ــوم اللحية إذا ثبت أنه ال ين ــافي اإلعف ــاء ال يقيد بما زاد على‬
‫القبضة فيجوز األخذ مما دون القبضة كما جاز أخذ ما زاد عليها ‪.‬‬
‫فإن قلت ‪ :‬ما دون القبضة يبقى على عموم األمر المرفوع باإلعفاء ‪.‬‬
‫قيل لك ‪ :‬وتبقى باقي األحوال في غير النسك على عموم األمر المرفوع باإلعفاء ‪،‬‬
‫فكما يلزمك دليل خ ـ ــاص ألخذ ما دون القبضة ‪ ،‬فيلزمك أيضـ ـ ـاً دليل خ ـ ــاص في األخذ‬
‫في غير النسك ‪.‬‬
‫فإن قلت ‪ :‬إذا جاز في النسك جاز في غيره ‪.‬‬
‫قيل لك ‪ :‬وإ ذا ج ــاز األخذ مما ف ــوق القبضة ج ــاز مما دونها ‪ ،‬فلم ــاذا قي ــدت بالمك ــان‬
‫وهو ما زاد عن القبضة دون الحال وهو النسك ؟ ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ف ــإن قلت ‪ :‬إن الح ــال وهو النسك قيد غ ــير م ــؤثر كما لو ق ــرأ الرس ــول عليه الص ــالة‬
‫والســالم ســورة في الصــالة في ســفر فــإن ذكر الســفر قيد غــير مــؤثر في اســتحباب هــذه‬
‫السورة كما قلت ذلك في تعزيز اإلنصاف ص ‪. 42‬‬
‫فرقت فجعلته في النسك قيداً غير مؤثر وكونه فــوق القبضة قيـداً مــؤثراً‬
‫قيل لك ‪ :‬لم ّ‬
‫؟‪.‬‬
‫مع أنهما وردا معـ ـ ـ ـاً ‪ ،‬ولو أراد أحد أن يعكس ال ـ ـ ــدعوى النعكست ‪ ،‬ويس ـ ـ ــتدل بنحو‬
‫اس ــتداللك ‪ ،‬ويق ــال لك أيضـ ـاً ‪ :‬إن الق ــراءة ال اختص ــاص لها بالس ــفر إذ إنها وردت في‬
‫السفر ووردت في الحضر ‪ ،‬فقياسك إياها على األخذ من اللحية قياس فاسد االعتبــار ‪،‬‬
‫وعموم األدلة تأمر باإلعفاء والترك وأما األخذ من اللحية فلم يرد إال في النسك ‪ ،‬فــأين‬
‫هذا من ذاك ؟‪.‬‬
‫ويقال لك أيضـاً ‪ :‬إن القيــاس األقــرب أن يقــال ‪ :‬األخذ من اللحية في النسك كالقصر‬
‫في الس ــفر ‪ ،‬ف ــإن األدلة العامة المرفوعة ت ــدل على وج ــوب اإلتم ــام فلما قصر الرس ــول‬
‫صلى اهلل عليه وسلم وعلمنا أنه لم يرد القصر إال في السفر تبين لنا أن هــذا القيد مــؤثر‬
‫‪ ،‬وك ــذلك هنا ف ــإن األدلة العامة المطلقة المرفوعة دلت على وج ــوب اإلعف ــاء فلما ورد‬
‫علينا فعل ابن عمر مقيــداً بالنسك علما أن هــذا القيد مــؤثر ‪ ،‬ألنه لم يــرد في غــير النسك‬
‫‪.‬‬
‫ثم يقـ ـ ــال لك ‪ :‬إن األدلة الـ ـ ــتي اسـ ـ ــتدللت بها (حـ ـ ــديث ابن عمر ‪ ،‬وحـ ـ ــديث جـ ـ ــابر ‪،‬‬
‫وح ــديث عط ــاء ‪ ،‬وح ــديث ابن عب ــاس في تفس ــير التفث وهو في الحج ) كلها ص ــريحة‬
‫في أن هذا األخذ كان في النسك ‪.‬‬
‫بل حديث جابر الذي اســتدللت به نصه (كنا نعفي سبالنا إال في حج أو عم‪N‬رة) ‪ ،‬قد‬
‫صـ ـ ــرح فيه أنهم يعفـ ـ ــون لحـ ـ ــاهم في غـ ـ ــير النسك ‪ ،‬إذن ما فائـ ـ ــدة نقلهم لقيد ( في الحج‬
‫والعمرة ) ؟‬
‫وكيف يكون هذا القيد بعد ذلك غير مؤثر؟‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وقـ ـ ــول عطـ ـ ــاء الـ ـ ــذي احتججت به (ك‪NN N‬انوا يحب‪NN N‬ون أن يعف‪NN N‬وا اللحية إال في حج أو‬
‫عم ‪NN‬رة) ‪ ،‬تصـ ــريح بـ ــأنهم يعفـ ــون لحـ ــاهم في غـ ــير النسك ‪ ،‬وتصـ ــريح أيض ـ ـاً أن معـ ــنى‬
‫اإلعفاء هو الترك مطلقاً(‪. )1‬‬
‫فمن أخذ من لحيته في غــير النسك فقد خــالف هــدي ســيد المرســلين لعمــوم أدلة األمر‬
‫باإلعفــاء ‪ ،‬وخــالف هــدي الصــحابة بــدليل حــديثك الــذي حســنته (كنا نعفي ســبالنا إال في‬
‫حج أو عم ــرة) ‪ ،‬وح ــديث عط ــاء ‪ ،‬وح ــديث ابن عمر ‪ ،‬وح ــديث ابن عب ــاس في تفس ــير‬
‫التفث ‪ ،‬وهذه عمدتك في األخذ من اللحية ‪.‬‬
‫فهل من مظاهر اإلنصاف ‪:‬‬
‫أن تسـ ــتدل بجـ ــزء من حـ ــديث وتـ ــترك آخر ؟ وتحـ ــاول تضـ ــعيف داللته في الجـ ــانب‬
‫اآلخر مع أنهما سواء في الداللة ؟‪.‬‬
‫فهذا جابر قال (كنا نعفي سبالنا إال في حج أو عمرة) ‪:‬‬
‫لم ــاذا لم تأخذ ب ــأول كالمه ‪ ،‬ومعن ــاه ‪ :‬نعفي الس ــبال في جميع األح ــوال ؟ بل أخ ــذت‬
‫بما استثناه ‪ ،‬ثم عممته!!‪.‬‬
‫وهذا عطاء قال (كانوا يحبون أن يعفوا اللحية إال في حج أو عمرة) ‪:‬‬
‫لماذا لم تأخذ بما أحبوه من اإلعفــاء في غــير الحج والعمــرة ؟ وإ نما أخــذت المســتثنى‬
‫فعممته على جميع األحوال ‪ ،‬وليس هذا من اإلنصاف ‪.‬‬
‫وجعلت هـ ــذا القيد غـ ــير مـ ــؤثر مع تصـ ــريح عطـ ــاء بـ ــأنهم يحبـ ــون اإلعفـ ــاء في غـ ــير‬
‫النسك‪ ،‬وتصريح جابر بأنهم يعفون في غير النسك ‪.‬‬
‫بل وقلت في اإلنص ـ ـ ـ ــاف ص ‪( 8‬وقد وقفت على أن األخذ من اللحية في النسك هو‬
‫مذهب الصحابة ) ‪ ،‬فأين اإلنصاف هنا عافاك اهلل ووفقك وهداك ‪ ،‬وجعل الجنة مثوانا‬
‫ومثواك ؟‪.‬‬

‫(‪ )1‬فقد ذكر عطاء هنا أهنم حيبون أن يعفوا حلاهم إال يف حج أو عمرة ‪ ،‬ويف حديث جابر كذلك (كنا نعفي سبالنا‬
‫يف احلج والعمرة ) ‪ ،‬فجعلوا فعلهم يف احلج والعم رة خمالف اً لإلعف اء ‪ ،‬وإال ما كان لالستثناء مع ىن ‪ ،‬وهذا بيان أن‬
‫أخذ ما زاد عن القبضة ال يسمى إعفاء بنصوص هذه األحاديث اليت استدللت هبا‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫المظهر السادس ‪:‬‬
‫طي الشيخ دبيان لرأي أبي داود والبيهقي في معنى السبال ولبعض علل حديث‬
‫جابر‪:‬‬

‫ذكر الشيخ في اإلنصاف ص‪ 50‬حديث جابر رضي اهلل عنه (كنا نعفي الس‪NN‬بال إال‬
‫في حج أو عمرة) ‪.‬‬
‫والكالم على مظاهر اإلنصاف هنا في عدة أمور ‪:‬‬
‫األمر األول ‪:‬‬
‫خرجه ص ـ ــاحب اإلنص ـ ــاف منه ) قد‬
‫أن أبا داود ( وهو ال ـ ــراوي له ـ ــذا الح ـ ــديث وقد ّ‬
‫بـ ـ ّـوب عليه باب ـ ـاً سـ ــماه (ب ‪NN‬اب في أخذ الش ‪NN‬ارب) ‪ ،‬وهـ ــذا يـ ــبين لنا أن أبا داود هـ ــذا فهمه‬
‫للحديث ‪ ،‬وأن المقصود بالسبال هنا هو الشــارب ‪ ،‬والكالم هنا في طي الشــيخ وفقه اهلل‬
‫لهذا التبويب مع اطالعه عليه !!‪.‬‬
‫رجح الشـ ـ ــيخ عبـ ـ ــدالكريم الحميد أن معـ ـ ــنى‬
‫مع العلم أنه في التعزيز ‪ 69‬قـ ـ ــال – لما ّ‬
‫السبال في حديث جابر هو الشارب‪( : -‬وإ ني أطالب عبدالكريم من أين أخذ هــذا الفهم‬
‫من كالم أهل العلم ) ‪ ،‬ووصف ه ــذا الق ــول ‪( :‬بأنه فهم لم يس ــبق إلي ــه) ‪ ،‬وق ــال ‪( :‬وال‬
‫قائل به إال في رأسه) ‪ ،‬وقــال ‪( :‬كل هـذا مع ما فيه من جـرأة على الفتــوى دون بحث ‪،‬‬
‫ودون أن يكون لهم إمام في ذلك) ‪ ،‬وقال ‪( :‬إنه من التأويل المـذموم للنصــوص المبــني‬
‫على اعتقاد سابق) ‪.‬‬
‫وقد أثبتنا لك أن فتوى الشيخ عبدالكريم ‪ -‬نفع اهلل بعلمه ‪ -‬ليست جرأة على الفتوى‬
‫دون بحث ‪ ،‬و أنها من التأويل الصــحيح وأنه ال اســتعجاب منها ‪ ،‬فقوله موافق لتبــويب‬
‫أبي داود رحمه اهلل في تفسـ ـ ــير السـ ـ ــبال بالشـ ـ ــارب ‪ ،‬وقد قمت – أنت – بتخـ ـ ــريج هـ ـ ــذا‬
‫الحديث من سنن أبي داود ‪.‬‬
‫األمر الثاني ‪:‬‬
‫أن البيهقي ذكر هذا الحــديث في ســننه (‪ )5/33‬وبـ ّـوب عليه بابـاً ســماه (باب ما جاء‬
‫في توف‪NN‬ير ش‪NN‬عر ال‪NN‬رأس للحالق في االختي‪NN‬ار) ‪ ،‬ومع ذلك لم تنقل لنا ه ــذا الق ــول ‪ ،‬وال‬
‫هذا التبويب ‪ ،‬وال هذا التفسـير للسـبال ‪ ،‬مع أنك يا شيخ ‪ -‬نفع اهلل بك ‪ -‬كثــير الرجــوع‬

‫‪15‬‬
‫لســـنن الـــبيهقي وقد تكلفت في جمع األدلة كما يظهر لنا من خالل الكت ــابين ‪ ،‬علمـ ـاً أنك‬
‫نقلت لنا قول ابن حجر رحمه اهلل في تفســير الســبال وهو ما يوافق قولك ‪ ،‬وتــركت تلك‬
‫األقوال !!‬
‫أيضاً ‪ :‬فإن الشيخ اعتمد على تحسين الحديث على رأي ابن حجر ‪ -‬أعــني حــديث‬
‫جــابر ‪ ، -‬وهــذا ‪ -‬فيما يبــدو لي ‪ -‬ليس من عــادة الشــيخ ‪ ،‬بل إن الشــيخ يــذكر الحــديث‬
‫في أحد الصحيحين أحياناً ويتبع ذلك تخريجه له ‪.‬‬
‫فهل من مظاهر اإلنصاف ‪:‬‬
‫أن تتتبع علل األحاديث التي ال توافق رأيك ‪ ،‬وتترك غيرها ؟ ‪.‬‬
‫األمر اآلخر ‪:‬‬
‫أن هــذا الحــديث من منكــرات عبد الملك بن أبي ســليمان ‪ ،‬ســاقه ابن عــدي (الكامــل)‬
‫‪– 5/302‬في ترجمته‪ -‬وهو ال يســوق من األحـاديث في ترجمة الــراوي إال المنــاكير‪،‬‬
‫والذهبي في (ميزان االعتدال) ‪. 2/656‬‬
‫وقد طواها المصنف وفقه اهلل ‪ ،‬ولم يذكر هــذا ‪ ،‬وهو يكــثر من الرجــوع للكامل البن‬
‫عدي ‪.‬‬
‫فهل هذا من اإلنصاف ؟ ‪.‬‬
‫فإن قلت ‪ :‬لعله لم يطلع على ذلك ‪.‬‬
‫قلنا ‪ :‬هاك علة أخرى قد اطلع عليها وطواها ‪:‬‬
‫وهو أنه ح ّس ـ ـ ـن هـ ـ ــذا اإلسـ ـ ــناد ‪ ،‬وهو من رواية أبي الزبـ ـ ــير عن جـ ـ ــابر ‪ ،‬وقد روي‬
‫بالعنعنة ‪ ،‬وقــال بعد تحســينه للحــديث (إال أن من يــرى أبا الزبــير من المدلســين قد يعله‬
‫بالعنعنة) ‪ ،‬وذكــره بهــذه الصــيغة الــتي تــدل على عــدم موافقته ألنه ذكر حكمه في المتن‬
‫وكـ ـ ـ ــرره مـ ـ ـ ــراراً وهو تحسـ ـ ـ ــين الحـ ـ ـ ــديث ‪ ،‬وقد ذكر الحافظ ابن حجر أبا الزبـ ـ ـ ــير في‬
‫(طبقات المدلسين) في الطبقة الثالثة ‪ ،‬ومع ذلك فقد ح ّسـن المصــنف –وفقه اهلل ‪ -‬هــذا‬
‫الحديث ‪.‬‬
‫فإن قلت ‪ :‬لعل المصنف يخالف ابن حجر في هذه الطبقات وال يعتمد عليها ‪.‬‬
‫قلنا ‪ :‬لو طرد مذهبه لكان ذاك ‪ ،‬ولكن هاك الجواب من كالم الشيخ نفسه ‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫فـ ــإن مخالفيه في مسـ ــألة الخضـ ــاب بالسـ ــواد لما اسـ ــتدلوا بحـ ــديث أسـ ــماء (وجنب ‪NN‬وه‬
‫الس‪NN‬واد) ‪ ،‬ضـ ّـعف هــذا الحــديث وكــان مما قاله في ( اإلنصــاف ) ص‪:109‬ـ (ض‪NN‬عيف‬
‫فيه المحاربي وهو مدلس وقد عنعن) وقــال أيض ـاً في الحاشــية ‪( :‬المحــاربي مــدلس ‪،‬‬
‫وقد ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة ممن ال تقبل عنعنته) ‪.‬‬
‫فهل من مظاهر اإلنصاف ‪:‬‬
‫أن الحـ ـ ـ ــديث لما كـ ـ ـ ــان في صـ ـ ـ ــالحه في األخذ من اللحية ‪ ،‬كـ ـ ـ ــانت عنعنة من هم في‬
‫تحسن معها الحديث ‪ ،‬ولما كانت في صالح خصمه في تحريم‬
‫المرتبة‪ N‬الثالثة مقبولة ‪ّ ،‬‬
‫الخضاب بالسواد كانت مردودة ؟‬

‫‪17‬‬
‫المظهر السابع ‪:‬‬
‫تناقض أخذه بقول عطاء بن أبي رباح في نقل اإلجماع‪:‬‬

‫ذكر أثر عطاء بن أبي رباح في اإلنصاف ص ‪ ، 54‬وهو قوله (كانوا يحبون أن‬
‫ـحح الحــديث ‪ ،‬وجعل ظــاهره فعل من شــاهد‬
‫يعفوا اللحية إال في حج أو عم‪NN‬رة) ‪ ،‬وصـ ّ‬
‫من الص ـ ـ ــحابة ‪ ،‬وأنه على أقل األح ـ ـ ــوال فعل الت ـ ـ ــابعين وأن الت ـ ـ ــابعين إنما اخ ـ ـ ــذوا من‬
‫الصحابة ‪.‬‬
‫بل ولتعزيز هـ ــذا القـ ــول عـ ـ ّـدد منـ ــاقب عطـ ــاء ليسـ ــلم له االسـ ــتدالل بكالمه في تعزيز‬
‫اإلنصاف ص‪. 38-37‬‬
‫ولما اس ــتدل مخ ــالفوه في مس ــألة الخض ــاب بالس ــواد ب ــأثر ص ــحيح عن عط ــاء بن أبي‬
‫رباح نفسه (ص‪ )129‬وفيه أنه سئل عن الخضاب بالوسمة وهو السـواد ‪ ،‬فقـال ‪( :‬هو‬
‫مما أح‪NN‬دث الن‪NN‬اس ‪ ،‬وقد رأيت نف‪NN‬راً من أص‪NN‬حاب رس‪NN‬ول اهلل ‪ ، ‬فما رأيت أح‪NN‬داً منهم‬
‫يختضب بالوس‪NN‬مة‪ ، N‬ما ك‪NN‬انوا يخض‪NN‬بون إال بالحن‪NN‬اء والكتم وه‪NN‬ذه الص‪NN‬فرة) ‪ ،‬ح ــاول‬
‫إعالل نقل اإلجمــاع هنا والكالم فيه ‪ ،‬مع أن عطــاء هنا أســند ذلك للصــحابة صــراحة ‪،‬‬
‫دون أثر األخذ من اللحية فإنه لم يسنده للصحابة‪.‬‬
‫فالــذين أدركهم عطــاء هنا هم نفس الصــحابة الــذين أدركهم هنــاك ‪ ،‬فــإن كــان نقله هنا‬
‫لإلجماع ليس صحيحا ً‪ ،‬فكذلك نقله هناك ‪ ،‬وإ ن كان نقله هناك صــحيحاً ‪ ،‬فكــذلك هنا ‪،‬‬
‫وإ ن قدحت بنقله هنا بشيء فإنه يقدح بنقله هناك أيضاً ‪.‬‬
‫فقد قال هناك (كانوا يحبون أن يعفوا اللحية إال في حج أو عمرة) ‪.‬‬
‫وقـ ــال هنا (ما ك ‪NN‬انوا يخض ‪NN‬بون إال بالحن ‪NN‬اء والكتم وه ‪NN‬ذه الص ‪NN‬فرة) ‪ ،‬بل وزاد هنا‬
‫أمرين ‪:‬‬
‫محدث ‪ ،‬والتصريحـ بـأن الذين يقصدهم هم الصحابة ‪.‬‬
‫التصريح بأنه ْ‬
‫وقد ذكر المصـ ـ ـ ــنف وفقه اهلل‪ -‬في (تعزيز اإلنصـ ـ ـ ــاف) ص ‪ 37‬عن عطـ ـ ـ ــاء ‪ :‬أنه‬
‫أدرك مائتين من الصحابة ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫بل وذكر أيض ـاً في التعزيز –لتعزيز اس ــتدالله ب ــأثر عط ــاء في األخذ من اللحية ص‬
‫‪ : 37،38‬وله الفتيا في مكة –يعــني عطــاء ‪ ، -‬ولم يكن يفــتي برأيه ‪ ،‬ثم نقل عنه قوله‬
‫‪ :‬إني أستحيي من اهلل أن يدان في األرض برأيي ‪.‬‬
‫فهل من مظاهر اإلنصاف ‪:‬‬
‫أن يك ـ ــون النقل الث ـ ــابت عن الت ـ ــابعي الواحد ص ـ ــحيحاً إذا وافق مذهبه في األخذ من‬
‫اللحية ‪ ،‬ومدخوالً إذا خالف مذهبه في الخضاب بالسواد ؟ ‪.‬‬
‫وهل يكون قوله الموافق ليس إفتاء برأيه ‪ ،‬وقوله المخالف إفتاء برأيه؟‪.‬‬
‫المظهر الثامن‬
‫نسكية األخذ من اللحية‬
‫ّ‬ ‫تناقض قوله في‬

‫ذكر الشـ ـ ـ ـ ـ ــيخ في التعزيز ص ‪ 42‬قوله ‪( :‬اللحية ال تعلق بها بالنسك ‪ ،‬وإ نما النسك‬
‫في شعر الرأس خاصة ‪ ،‬وقد ّبين الرسول صـلى اهلل عليه وسـلم النسك من قوله ‪ ،‬ومن‬
‫فعله ‪ ،‬وقــال ‪ :‬خــذوا عــني مناســككم ‪ ،‬ولم ينقل عن الرسول صلى اهلل عليه وس‪NN‬لم في‬
‫بيان النسك أن اللحية لها تعلق خاص بالنسك) ‪.‬‬
‫صرح الشــيخ هنا – بنفســه‪ -‬أن اللحية ال تعلق بها بالنسك ‪ ،‬وصـ ّـرح بــأن هــذا لم‬
‫فقد ّ‬
‫ينقل عن الرسول صلى اهلل عليه وسلم ‪.‬‬
‫وقــال أيض ـاً في اإلنصــاف ‪( 60‬لكن يبعد أن يك‪NN‬ون الرس‪NN‬ول ص‪NN‬لى اهلل عليه وس‪NN‬لم‬
‫يفعله وال ينقل ‪ ،‬في الوقت الذي نقل فيه فعل بعض الصحابة رضوان اهلل عليهم) ‪.‬‬
‫صرح هنا أنه لو فعله الرسول صلى اهلل عليه وسلم لنقل ‪.‬‬
‫فقد ّ‬
‫ثم إنه ق ــال في اإلنص ــاف ص ‪( 8‬وقد وقفت على أن األخذ من اللحية في النسك هو‬
‫م ‪NN‬ذهب الص ‪NN‬حابة) وقـ ــال في التعزيز ‪( 45‬وفي نقل جماعة من السـ ــلف عن الصـ ــحابة‬
‫أنهم ك ــانوا يأخ ــذون من لح ــاهم في النس ــك) وقــال في اإلنص ــاف ‪( 11‬وإ ن ك ــانت معظم‬
‫النصوص في جواز ذلك في النسك)‪.‬‬
‫صرح هنا أن فعل الصحابة إنما هو في النسك خاصة ‪.‬‬
‫فقد ّ‬
‫وفي أدلته – وقد سبق عرضها‪ -‬تجدها صريحة في هذا ‪:‬‬
‫فحديث ابن عمر (وكان إذا حج أو اعتمر) ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وحديث جابر (كنا نعفي سبالنا إال في حج أو عمرة) ‪.‬‬
‫وحديث عطاء (كانوا يحبون أن يعفوا لحاهم إال في حج أو عمرة) ‪.‬‬
‫ولو أراد أحد أن يــرد على االســتدالل بهــذه األدلة ما وجد أبلغ من قــول الشــيخ دبيــان‬
‫السابق ‪:‬‬
‫(اللحية ال تعلق بها بالنسك ‪ ،‬وإ نما النسك في شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعر الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرأس خاصة ‪ ،‬وقد ّبين‬
‫الرس ـ ـ ــول ص ـ ـ ــلى اهلل عليه وس ـ ـ ــلم النسك من قوله ‪ ،‬ومن فعله ‪ ،‬وق ـ ـ ــال ‪ :‬خ ـ ـ ــذوا ع ـ ـ ــني‬
‫مناســككم ‪ ،‬ولم ينقل عن الرسول صلى اهلل عليه وس‪NN‬لم في بي‪NN‬ان النسك أن اللحية لها‬
‫تعلق خاص بالنسك)‪.‬‬
‫صرح بأنه لم يفعله الرسول صلى اهلل عليه وسلم ثم خالفه؟‪.‬‬
‫فما باله ّ‬
‫صرح بأن أخذ الصحابة كان في النسك ثم خالفهم ؟‪.‬‬
‫وما باله ّ‬
‫ك ــذلك ق ــال في التعزيز ص‪ ، 42‬وفي اإلنص ــاف في مواضع منه كما في ص‪:11‬‬
‫إن ثبوته في النسك يدل على ثبوته في غير النسك ‪ ،‬والنسك غير مؤثر ‪.‬‬
‫وق ــال في اإلنص ــاف إنه يج ــوز األخذ من اللحية في النسك وفي غ ــير النسك ‪ ،‬ولكن‬
‫يكون في النسك عبادة ‪ ،‬وفي غير النسك عادة ‪.‬‬
‫ِفلم ف ــرقت هنا بين كونه في النسك وكونه في غ ــير النسك م ــادام تقيي ــده بالنسك غ ــير‬
‫مؤثر؟‪.‬‬
‫وِلم جعلت كــون األخذ من اللحية في النسك عبــادة ‪ ،‬واألصل في العبــادات الوقف ‪،‬‬
‫وقد ص ـ ّـرحت أن الن ــبي ص ــلى اهلل عليه وس ــلم لم يفعل ذلك ‪ ،‬ولم ينقل عنه شئ في ه ــذا‬
‫الباب ؟‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫المظهر التاسع ‪:‬‬
‫اضطرابه في أمر أبي الزبير ‪:‬‬

‫ذكر الشيخ حديث أبي الزبير عن جابر –الــذي في مســلم‪ ( -‬وجنبوه الس‪N‬واد ) ص‬
‫‪ 95‬من اإلنص ــاف ‪ ،‬وحكم بع ــدم ص ــحة ه ــذه الكلمة ‪ ،‬مع أنه قد رواها عن أبي الزب ــير‬
‫ابن ج ـ ــريج وأي ـ ــوب ‪ ،‬وذلك ألنه س ـ ــئل عنها فأنكرها ‪ ،‬ومن المع ـ ــروف عند المح ـ ــدثين‬
‫( بــاب من حــدث فنسي ) ‪ ،‬خصوص ـاً إذا كــان من الــذين أثبتوها عنه أيــوب وكفى به ‪،‬‬
‫ولكنه جعل علة ه ـ ــذا من أبي الزب ـ ــير ‪ ،‬وق ـ ــال عنه ‪( :‬إنه ليس ب‪NNN‬المتقن ) كما في ص‬
‫‪.!!! 100‬‬
‫بينما ح ّس ـن الحــديث الــذي رواه أبو الزبــير نفسه عن جــابر (كنا نعفي السبال إال في‬
‫حج أو عم‪NN N N‬رة ) مع عـ ـ ـ ــدم تصـ ـ ـ ــريحه بالتحـ ـ ـ ــديث في اإلسـ ـ ـ ــناد ‪ ،‬وعـ ـ ـ ــدم إخراجه في‬
‫الص ــحيحين ‪ ،‬وال في أح ــدهما ‪ ،‬ومع تب ــويب أبي داود المخ ــالف لمذهبه ‪ ،‬ومع ذك ــرهم‬
‫للحديث من منكرات عبد الملك بن أبي سليمان!!‪ .‬كما سبق في ص‪. 14‬‬
‫فمن أي أبواب اإلنصاف‪:‬‬
‫أن يكــون الحــديث الــذي شــهد به أيــوب وابن جــريج على أبي الزبــير ‪ ،‬وخرجه مســلم‬
‫في صحيحه ‪ ،‬حديثاً ضعيفاً بسبب أبي الزبير ‪ ،‬ويعله بعــدم إتقانه ‪ ،‬والحــديث الــذي هو‬
‫من منكرات عبد الملك بن أبي سليمان ‪ ،‬ومن مدلسات أبي الزبير‪ ،‬يكون حسناً‪.‬؟‪.‬‬
‫فهل أبو الزبـ ــير إذا وافق مذهبه في األخذ من اللحية كـ ــان متقن ـ ـاً ‪ ،‬وتدليسه مقبـ ــوالً‪،‬‬
‫فلما خالف مذهبه في الخضاب بالسواد كان ليس بالمتقن ؟‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫المظهر العاشر ‪:‬‬
‫تعليله لحديث لم يقف على علته ‪:‬‬

‫الشيخ دبيان ذكر ص ‪ 116‬حديث عبد الكريم عن ابن جبير عن ابن عبــاس مرفوعـاً ‪:‬‬
‫( يك‪NN‬ون ق‪NN‬وم في آخر الزم‪NN‬ان يخض‪NN‬بون بالس‪NN‬واد كحواصل الحم‪NN‬ام ال يريح‪NN‬ون رائحة‬
‫الجنة ) ‪ ،‬ثم قال عنه ‪( :‬رجاله ثقات إال أنه اختلف في وقفه ورفعه )‪.‬‬
‫واإلســناد صــحيح ال غبــار عليه ‪ ،‬ولم يــذكر صــحته ‪ ،‬بل قــال ‪:‬رجاله ثقــات ‪ ،‬ثم إنه‬
‫ق ــال ‪ :‬اختلف في وقفه ورفعه ‪ ،‬ولم ي ــذكر ه ــذا االختالف ‪ ،‬بل نقل كالم ابن حجر في‬
‫الفتح وفيه ‪ :‬إنه اختلف في رفعه ووقفه ‪ ،‬ثم عقّب عليه بقوله ‪ :‬ولم أقف على‬
‫االختالف في الحديث من مخرج واحد ‪.‬‬
‫وعهـ ــدنا بالمصـ ــنف أنه ال يقلد أحـ ــداً في التصـ ــحيح والتعليل كما سـ ــبق ‪ ،‬وعرفنا من‬
‫تصرفه أنه يجعل حكمه الذي انتهى إليه في المتن بين معقوفتين ‪.‬‬
‫والسؤال ‪ :‬لماذا ذكر في المتن في حكمه على الحديث علة للحديث ‪ ،‬وهي ‪ :‬أنه قد‬
‫اختلف في وقفه ورفعه ‪ ،‬مع أنه لم يقف على هذا االختالف؟؟‪.‬‬
‫لماذا لم يصحح الحديث عندما خفيت عليه العلة؟‪.‬‬
‫فهل من مظاهر اإلنصاف ‪:‬‬
‫أن يــذكر علة للحــديث لم يقف عليها ‪ ،‬ويكتفي في الحكم على الحــديث بالتقليد عنــدما‬
‫خالفت مذهبه في الخضاب بالسواد؟ ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫المظهر الحادي عشر ‪:‬‬
‫حكمه على حديث أنه إلى الضعف أقرب ويسوقه على أنه صحيح ‪:‬‬

‫ذكر الش ــيخ ال ــدليل األول في مذهبه ص‪ 44‬من اإلنص ــاف وهو ح ــديث أبي هري ــرة‬
‫في أخـ ــذه من لحيته ‪ ،‬وهو عند ابن أبي شـ ــيبة قـ ــال ‪ :‬حـ ــدثنا أبو أسـ ــامة عن شـ ــعبة عن‬
‫عم ـ ــرو بن أي ـ ــوب من ولد جرير عن أبي زرعة ق ـ ــال ‪( :‬ك ‪NN‬ان أبو هري ‪NN‬رة يقبض على‬
‫لحيته ثم يأخذ ما فضل منه‪ ) N‬وإ سـ ــناده تـ ــالف قـ ــائم على مجاهيل ‪ ،‬ال يصـ ــححه من شم‬
‫رائحة الحديث ‪ ،‬ومع ذلك فقد علق بعده قائال ‪ ( :‬إسناده محتمل للتحس‪NN‬ين ‪ ،‬وهو إلى‬
‫الضعف أقرب) ‪.‬‬
‫والجميع يعلم أن كل حـ ـ ــديث ضـ ـ ــعيف محتمل للتحسـ ـ ــين ‪ ،‬فلمـ ـ ــاذا لم ينص هنا على‬
‫ضعفه أو تصحيحه ؟‪.‬‬
‫وقد ق ـ ــال بعد أن ذكر خمسة أدلة على األخذ من اللحية ‪ ،‬أولها ح ـ ــديث أبي هري ـ ــرة‬
‫هــذا ‪ ،‬قــال ص ‪:55‬ـ ( ـ ه‪NN‬ذه األدلة الص‪NN‬حيحة ‪ ،‬وأما األدلة الضــعيفة ‪ ،‬نــذكرها‪ 1‬ونــبين‬
‫ضعفها ) فقد جعله مع األحاديث الصحيحة التي تؤيد مذهبه!!‪.‬‬
‫وقد أع ـ ـ ـ ــاد االسـ ـ ـ ــتدالل به ص‪ 48‬على إطالق األخذ من اللحية في غ ـ ـ ـ ــير النسك ‪،‬‬
‫وأعاد االستدالل به أيضاً في ص ‪ ، 54‬وأعاد االسـتدالل به أيضـاً في ص ‪ ، 63‬بل‬
‫قال ‪ :‬أيظن بأبي هريرة وابن عمر أنهم يجهلون األمر بإعفاء اللحية؟ ‪.‬‬
‫فهل هذا من مظاهر اإلنصاف ‪:‬‬
‫أن يس ـ ــتدل بح ـ ـ ٍ‬
‫ـديث ‪ ،‬ويك ـ ــثر من تك ـ ــراره على أنه ص ـ ــحيح ‪ ،‬مع وص ـ ــفه له أنه إلى‬
‫الضعف أقرب ‪ ،‬ولو استدل به منازعه لسعى في إعالله ؟‪.‬‬

‫*‬
‫الصواب (فنذكرها) ألهنا واقعة يف جواب (أما) والفاء تلزم جواهبا دائماً ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪23‬‬
‫المظهر الثاني عشر ‪:‬‬
‫عدم الدقة في النقل والحكم‬

‫‪-1‬أك ــثر الش ــيخ في مقدمة كتابه اإلنص ــاف ‪ ،‬وفي ثناي ــاه ‪ ،‬وفي خاتمته ‪ ،‬وك ــذلك في‬
‫التعزيز كما ســبق ‪ ،‬من القــول بــأن األخذ من اللحية هو قــول الصــحابة ‪ ،‬وهو إجمــاعهم‬
‫‪.‬‬
‫و إذا رأيت أدلته لم ينهض منها إال ح ــديث ابن عمر وابن عب ــاس رضي اهلل عنهم ‪،‬‬
‫وال تدل على إجماع ‪ ،‬بل وال أكثرية ‪ ،‬ومن اإلنصاف وزن الكالم عند إطالقه ‪.‬‬

‫‪-2‬ونقل في التعزيز ‪ 21‬أن ش ــيخ اإلس ــالم ي ــذهب إلى ع ــدم ت ــأثيم المجتهد ح ــتى في‬
‫القطعيات فضال عن الظنيات !!!‪ ،‬وقد أحال على ثالثة مواضع من كتب شيخ اإلسالم‬
‫‪ ،‬وبـ ـ ـ ـ ــالرجوع إليها وجد في الموضـ ـ ـ ـ ــعين األولين الكالم على التفريق بين األصـ ـ ـ ـ ــول‬
‫والفروع وأنه عن أهل البدع ‪ ،‬وأن العالم إذا استفرغ وسعه في طلب الحق فإنه ال يأثم‬
‫سواء كان ذلك في المسـائل الـتي يجعلها المتكلمـون من األصـول أو الفـروع ‪ ،‬وال يلـزم‬
‫من ك ــون المس ــألة في األص ــول أن تك ــون قطعية ‪ ،‬وال من كونها في الف ــروع أن تك ــون‬
‫ظنية ‪- ،‬كما ص ـ ـ ـ ــرح الش ـ ـ ـ ــيخ بنفسه في ذلك الموض ـ ـ ـ ــع‪ ، -‬ولم يتكلم عن القطعي ـ ـ ـ ــات‬
‫والظنيات ‪ ،‬بل للشيخ كالم في الرد على هذا التقسيم في (االستقامة) ‪. 1/43‬‬

‫‪-3‬قال في التعزيز ‪: 7‬‬


‫(وال أع ـ ــرف لألخ ـ ــوة طريقة في ه ـ ــذا ‪ :‬فهم ين ـ ــادون بتعظيم النص ـ ــوص الش ـ ــرعية‬
‫وعدم معارضتها بالمصالح والمفاسد العقلية )‬
‫وقال في كالم الشيخ عبد الكريم على فعل ابن عمر ‪:25‬‬
‫(وإ ذا كنا نعيب على أهل البــدع تأويل نصــوص الصــفات ‪ ،‬فكيف نســمح ألنفســنا أن‬
‫نقبل به هنا؟)‬
‫ولو رأيت هذا األمر الذي جعله معارضة للنصوص وتأويالً لها لوجدت العكس‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫فـ ــإن من تعـ ــنيهم من األخـ ــوة عظمـ ــوا النصـ ــوص المرفوعة اآلمـ ــرة بإعفـ ــاء اللحية ‪،‬‬
‫وطردوا قولهم ولم يقدموا عليها قول أحد كائناً من كان ‪.‬‬
‫وإ ذا رأيت كالم الشيخ عبد الكريم في فعل ابن عمر فهو ليس تحريف ـاً ‪ ،‬بل هو حمل‬
‫لفعل ابن عمر على أحسن المحامل حـ ــتى ال يقـ ــال إنه خـ ــالف النص المرفـ ــوع ‪ ،‬وهـ ــذه‬
‫طريقة علماء األمة في كل زمان ومكـان ‪ ،‬فـإنهم إذا وردت نصــوص صــريحة في أمـ ٍـر‬
‫ما ‪ ،‬وورد عن بعض الصـ ــحابة خالفها تجـ ــدهم يبحثـ ــون لهم عن مخـ ــارج تبعـ ــدهم عن‬
‫تعمد مخالفة النصوص ‪ ،‬وليس هذا من باب التأويل أو التحريف في شئ‪.‬‬
‫والتأويل هو صــرف النص عن ظــاهره إلى معــنى آخــر‪ ،‬والشــيخ دبيــان وفقه اهلل هو‬
‫الــذي أول النص فصــرفه عن ظــاهره اآلمر باإلعفــاء مطلق ـاً ‪ ،‬والشــيخ عبد الكــريم بقي‬
‫على ظاهر النص ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫المظهر الثالث عشر ‪:‬‬
‫الشيخ دبيان وقع فيما انتقد به الشيخ عبدالكريم ‪:‬‬

‫الشيخ دبيان انتقد الشيخ عبدالكريم في وصفه لــترجيح القــول باألخذ من ما زاد على‬
‫القبضة أنه مفت ـ ـ ــاح لبـ ـ ــاب ض ـ ـ ــالله ‪ -‬كما ذك ـ ـ ــره الش ـ ـ ــيخ عب ـ ـ ــدالكريم في كتابه إشـ ـ ــعار‬
‫الحريص على عدم جواز التقصيص ص ‪.- 31‬‬
‫ثم وجــدت أن الشــيخ دبيــان وقع بنفس هــذا االته ــام في نفس كتابه التعزيز ص‪، 35‬‬
‫فقد ادعى أن الشيخ عبدالكريم يضلّل ابن عمر ‪ ،‬ويضلل أحمد ويضـلل السـلف ‪ ،‬حيث‬
‫قال ‪:‬‬
‫(أخي عبد الك ــريم ‪ ،‬حس ــبك أن تق ــول رأي ابن عمر خطأ والص ــوابـ خالفه ‪ ،‬أما أن‬
‫تقـ ـ ــول رأي ابن عمر في أخذ ما زاد على القبضة ضـ ـ ــالل ‪ ،‬ويفتح بـ ـ ــاب شـ ـ ــهوة ‪ ،‬وأنه‬
‫‪ ،‬وهكـذا‬ ‫(‪)1‬‬
‫قول شـاذ وأنه اتبـاع للهـواى ‪ ،‬الال ‪ ،‬هـذا ال يحل لك هـذا غـير مقبـول بـالمرة‬
‫التعصب يحمل صـ ــاحبه في القـ ــدح بالسـ ــلف كما قـ ــدح الكـ ــوثري بجماعة من الصـ ــحابة‬
‫والتابعين ألنهم خالفوا في فتاويهم فتوى أبي حنيفة ‪ ،‬قاتل اهلل التعصب ‪ ).‬اهـ‪.‬‬
‫وق ــال في نفس الكت ــاب ص‪ : 70‬وهو ي ــوازن بين حسن كتابه وس ــوء كت ــاب الش ــيخ‬
‫عبدالكريم ‪:‬‬
‫(كتـــاب يصف فعل ابن عمر وفعل اإلمـــام احمد رحمه اهلل وفعل جماعة من الس ــلف‬
‫يصفه بأنه ضالل كما في ص‪ ). 31‬اهـ‬
‫ولما رجعت إلي هذه الصفحة لم أجد هذا الكالم ال عن ابن عمر وال عن أحمد وال عن‬
‫السلف !!‪.‬‬
‫بل إنني قرأت الرسالة كاملة لم أر الشيخ نسب الضالل لهـؤالء الـذين ذكـرهم الشـيخ‬
‫دبيـ ــان ‪ ،‬وأيض ـ ـاً فقد اتهم في التعزيز ص ‪ 55‬الشـ ــيخ عبد الكـ ــريم ‪ :‬أنه يـ ــرمي الـ ــدعاة‬
‫ب ــأنهم من أعظم أس ــباب انتش ــار المنك ــرات وس ــفور الم ــرأة ‪ ،‬لفهم خ ــاطئ لكالم الش ــيخ‬
‫عبدالكريم ‪.‬‬
‫مع العلم أن الشيخ دبيان كان يقول في تعزيز اإلنصاف ص‪: 21‬‬

‫كذا يف (التعزيز)…وأظنها عامية‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪26‬‬
‫(ولقد كنت أعـ ــاني ويعـ ــاني غـ ــيري من الـ ــدعاة من حمل كالمهم على غ ‪NN‬ير وجهه ‪،‬‬
‫وأص ـ ــبحت وأنت تعيد الكالم ثالث م ـ ــرات وتس ـ ــوق احترازات ـ ـ ـه وتب ـ ــدي وتعيد وترجو‬
‫الســامعين أن يفهمــوا الكالم على وجهه وال يحملــوه على كــذا وكــذا من المحامل الســيئة‬
‫ومع ذلك تجد الفهم الرديء والنقل المغرض ) الخ كالمك يا شيخ دبيان ‪.‬‬
‫فكيف بإلصاق التهم وتقويل ما لم يقله الشيخ ؟‬
‫فأيهما أشد نسبتك أنت إلى الضاللة أم نسبة الصحابة والسلف ؟‬
‫ولماذا تحمل كالم الشيخ عبد الكريم على غير وجهه؟‬
‫أيضاً ‪ :‬قـال الشـيخ ‪ -‬في التعزيز ص‪ - 48‬من جملة إسـقاطاته للشـيخ عبـدالكريم ‪:‬‬
‫(إنه يفتي بفناء النار )‪.‬‬
‫وهذه مسألة فيها قوالن للسلف ‪ ،‬وقد أفتى بذلك الشــيخ حمــود بن عقالء الشــعيبي في‬
‫فتوى معروفة منتشرة ‪.‬‬
‫ونحن نع ــرف أن الش ــيخ دبي ــان وفقه اهلل ممن يط ــالب بقب ــول ال ــرأي اآلخر ‪-‬كما في‬
‫التعزيز ص‪ - 43‬فقد وصف الحجر على رأي طالب العلم أنه نوع وصاية ‪.‬‬
‫والش ــيخ عبد الك ــريم له رس ــالة عنوانها ‪ :‬لما ك ــثر القيل والق ــال كتبها في ذي القع ــدة‬
‫عام ‪ ، 1409‬مما قاله ص‪: 7‬‬
‫(وأما مسـ ـ ـ ــألة النـ ـ ـ ــار فلم آت فيها بجديد ‪ ،‬ومن أراد النظر في ذلك فإنه في حـ ـ ـ ــادي‬
‫األرواح ‪ ،‬وشفاء العليل ‪ ،‬والصواعقـ المرسلة اختصــار الموصــلي البن القيم ‪ ،‬وإ ذا لم‬
‫يعجبه ذلك فليطعن في الص ـ ــحابة ال ـ ــذين تكلم ـ ــوا فيه وعلى من اقت ـ ــدى بهم من الس ـ ــلف‬
‫وعلى رأسهم ابن تيمية وابن القيم )‪.‬‬
‫أيضاً ‪ :‬ذكر الشيخ في التعزيز ص‪ 51‬قــول الشــيخ عبد الكــريم في كتابه ص‪( :3‬قد‬
‫امتألت الــدنيا اليــوم من البحــوث الفقهية والتفســير ‪ ،‬فمن تأمل هــذا كله لم يجد فيه جديد‬
‫قد غفل عنه السلف)‪.‬‬
‫ثم علق بقوله ‪( :‬هذه دعوى من عبد الكريم إلى ترك البحوث الشــرعية والســبب أنه‬
‫ال جديد فيها قد غفل عنه السلف )‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫وه ـ ــذا اف ـ ــتراء على الش ـ ــيخ ‪ ،‬ف ـ ــإن كتب الش ـ ــيخ المطبوعة والمخطوطة في البح ـ ــوث‬
‫والعلــوم الشــرعية بلغت أكــثر من مائة كتــاب ورســالة‪ ،‬بل وهــذا الكتــاب الــذي يقــوم فيه‬
‫بالرد عليه هو بحث في مسألة شرعية‪.‬‬
‫فلماذا تحمل كالمه على غير وجهه ؟‬
‫وقد قرأت فتوى للشيخ عبد الكريم أصدرها عام ‪ 1418‬يقول فيها ‪:‬‬
‫وال أحل ألحد أن ينسب إلي ما لم أقل ‪.‬‬
‫وأنت يا شيخ نقلت قول الشاعر في التعزيز ص‪: 69‬‬
‫بينات أبناؤها أدعياء‬ ‫والدعاوى إذا لم تقيموا عليها‬
‫فما جوابك يا أبا عمر ؟‬

‫‪28‬‬
‫المظهر الرابع عشر‬
‫التقول على الشيخ عبد الكريم‬
‫ّ‬

‫لما نقل الشـ ــيخ عبد الكـ ــريم ‪ :‬أن الشـ ــيح دبيـ ــان قد تـ ــرك لحيته ولم يأخذ مما زاد عن‬
‫القبضة ‪ ،‬وأنه يق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول عن تركه األخذ من ما زاد على القبضة في لحيته إنه يحتمل‬
‫التقول عليه – كما في التعزيز ص‪ – 62‬وقال ‪:‬‬
‫السنة ‪ ،‬جعل الشيخ دبيان هذا من ّ‬
‫(أين نقلت عني ه‪NN‬ذا الكالم ؟ ال بد إما أن يك‪NN‬ون ذلك نقالً عن كت‪NN‬ابي اإلنص‪NN‬اف ‪ ،‬أو‬
‫أخذته عني ‪ ،‬أو نقل إليك )‪.‬‬
‫وقال في التعزيز ص‪( : 63‬وال أعرف عبد الكريم ولم أره في حياتي )‪ ،‬وذكر أنه‬
‫ال يعرف أصحابه وال يجالسهم ‪ ،‬وحمد اهلل على ذلك !!!!!‪.‬‬
‫ونحن نقول إحقاقًا للحق ‪:‬‬
‫تقول الشيخ دبيـان على الشـيخ عبد الكــريم بأنه يقـول بتحـريم الكهربـاء ‪ ،‬وتحـريم‬
‫لقد ّ‬
‫السيارة ‪ ،‬وتحريم الهاتف ‪ -‬كما في التعزيز ‪. - 53 ، 48‬‬
‫فنقول له كما قال هو ‪:‬‬
‫أين وجدت هذه األقوال للشيخ عبد الكريم ؟‬
‫ال بد أن تكون نقلته من أحد كتبه ‪ ،‬أو أخذته منه ‪ ،‬أو نقل إليك ‪.‬‬
‫فإن كان ذلك في أحد كتبه فهاته ‪.‬‬
‫وإ ن كنت أخذته منه مباشـ ـ ـ ــرة ‪ ،‬أو أخذته من مجموعته ‪-‬كما تسـ ـ ـ ــميهم ‪ -‬فـ ـ ـ ــانقض‬
‫كالمك السابق ‪ ،‬وإ ن كان نقل إليك فأين التثبت ؟‪.‬‬
‫ألم تكن كتبه كافيه لمعرفة رأيه ‪ ،‬وشـ ـ ـ ــاهداً على كـ ـ ـ ــذب الناقل ‪-‬كما احتججت عليه‬
‫بذلك في التعزيز ص‪- 63‬؟‬
‫ولعلي أسوق كالم الشيخ عبد الكريم من كتبه حتى نتبين األمر ‪.‬‬
‫و الشيخ عبد الكـريم وفقه اهلل في الرسـالة السـابقة (لما كـثر القيل والقـال) يقـول ‪ :‬إن‬
‫الكهرباء خوارق ‪ ،‬والخوارق قد تجري على يد المسلم ‪ ،‬ولم يذكر تحريم الكهرباء ‪.‬‬
‫وه ــؤالء أص ــحابه وأق ــرب الن ــاس إليه يس ــتعملون الكهرب ــاء ‪ ،‬ويركب ــون الس ــيارات ‪،‬‬
‫ويسـ ــتخدمون الهـ ــاتف ‪ ،‬وهم جيرانه ‪ ،‬بل ويطبع كتبه عن طريق الكهربـ ــاء ‪ ،‬فلو كـ ــان‬

‫‪29‬‬
‫األمر كما ت ـ ــذكر لهج ـ ــرهم ولم يق ـ ــرهم ‪ ،‬وأنت تع ـ ــرف الش ـ ــيخ عبد الك ـ ــريم في هج ـ ــره‬
‫ألصحاب المعاصي الكبيرة ولو كانوا من أقرب الناس إليه ‪.‬‬
‫أما السيارة فقال في نفس الرسالة بالنص ص‪: 6‬‬
‫(أما القول بأن ه‪NN‬ذه الم‪NN‬راكب ح‪NN‬رام فلم أذكر ذلك في ش‪NN‬يء من رس‪NN‬ائلي ‪ ..‬إلى أن‬
‫قال ‪:‬‬
‫وال أقول حرام حيث لم يتضح لي ضابط التشبه )‪.‬‬
‫تقولت عليه ‪ ،‬ونسبت إليه ما لم يقل !!!!‪.‬‬
‫فها أنت ّ‬

‫‪30‬‬
‫المظهر الخامس عشر‬
‫الشيخ عبد الكريم بالموبقات!!‬
‫َ‬ ‫وصف‬

‫ذكر الش ـ ــيخ دبي ـ ــان عن الش ـ ــيخ عبد الك ـ ــريم أنه يك ـ ــثر من التب ـ ــديع والتفس ـ ــيق والسب‬
‫والشتم في مواضع من كتابه (التعزيز) ‪.‬‬
‫وقد وصف الشــيخ دبيــان الشــيخ عبد الكــريم وصــفاً هو في حقيقته أعظم من التبــديع‬
‫والتفسيق ‪ ،‬إذ الزمه الكفر والخروج عن الملة !!‪.‬‬
‫فقد ذكر في التعزيز ص ‪ 48‬عن الش ـ ـ ــيخ عبد الك ـ ـ ــريم أنه يق ـ ـ ــول ‪ :‬إن الك‪NNNN‬افرين ال‬
‫يخلدون في النار!!!!‪.‬‬
‫ومن قال هـذا الكالم فهو كـافر مرتد خـارج عن الملة بإجمـاع أهل الســنة ‪ ،‬وال حــول‬
‫وال قوة إال باهلل ‪.‬‬
‫وللش ـ ـ ــيخ عبد الك ـ ـ ــريم رس ـ ـ ــالة في اإلنك ـ ـ ــار على من أنكر تأبيد الك ـ ـ ــافرين في الن ـ ـ ــار‬
‫عنوانها ‪ :‬اإلنك ـ ــار على من لم يعتقد خل ـ ــود وتأبيد الكف ـ ــار في الن ـ ــار ) وهي ق ـ ــريب من‬
‫‪ 250‬صفحة ‪.‬‬
‫وقد جمع الشــيخ دبيــان في كالمه هــذا بين التقـ ّـول ‪ ،‬وبين وصــفه بما يلــزم منه الكفر‬
‫والردة والعياذ باهلل!!‪.‬‬
‫وأيضاً فقد ذكر الشيخ دبيان عن الشيخ عبد الكـريم ص‪ 53‬أنه ح ّـرم الحالل المجمع‬
‫على إباحته!!!‪.‬‬
‫وهـذا أيضـاً كفر وردة ‪ ،‬فقد ذكر أهل العلم في أبــواب حد الـردة أن من أسـباب الــردة‬
‫تحريم الحالل المجمع عليه ‪ ،‬أو تحليل الحرام المجمع عليه !!!!‪.‬‬
‫وقد زعم الشـ ــيخ دبيـ ــان أن الشـ ــيخ عبد الكـ ــريم قد جعل ابن عمر يتشـ ــبه بالمشـ ــركين‬
‫والمجوس في قص لحيته ‪ ،‬وقال في التعزيز ‪( : 40‬وهذا يلزمه حيث جعل األخذ مما‬
‫زاد عن القبضة تشبهاً بالمشركين والمجوس)‪.‬‬
‫فقد حكم عليه هنا بالالزم ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ولو أردنا أن نحكم على الشيخ دبيان بالالزم لقلنا ‪ :‬إنك كفّرت الشــيخ عبد الكــريم –‬
‫حماه اهلل – وأخرجته من اإلسالم ‪ ،‬وهــذا يلزمك حين ذكــرت أنه ينكر خلــود الكفــار في‬
‫يحرم الحالل المجمع عليه!!‪.‬‬
‫النار ‪ ،‬وأنه ّ‬
‫شبهه في موضعين بأوصاف أقل ما فيها التبديع ‪:‬‬
‫وأيضاً فإنه ّ‬
‫ففي الموضع األول ‪ :‬شبهه بالكوثري ووقيعته بالسلف –التعزيز ‪.-35‬‬
‫وفي الموضع الث ــاني ‪ :‬ش ــبهه بمن وقع ــوا في أنس وأبي هري ــرة رضي اهلل عنهما –‬
‫التعزيز ‪.-78‬‬

‫‪32‬‬
‫المظهر السادس عشر ‪:‬‬
‫وقيعة الشيخ دبيان في الشيخ عبدالكريم ‪:‬‬

‫نقل الشيخ دبيان كالماً للشــيخ عبد الكــريم في عشــرة مواضع من كتابه وصــفها بأنها‬
‫سب وشتم في التعزيز ‪.12 ، 11‬‬
‫وانتقد الشـ ــيخ دبيـ ــان أسـ ــلوب الشـ ــيخ عبد الكـ ــريم هـ ــذا في نقـ ــده للمخـ ــالف ‪ ،‬فقـ ــال في‬
‫التعزيز ص‪: 14‬‬
‫(إنني اعترف بأنني وإ خواني من طلبة العلم ال نحسن ما يحسن األخ عبدالكريم من‬
‫السباب والشتم والقذف )‪.‬‬
‫ونريد أن نــرى هنا هل الشــيخ دبيــان فعالً ال يحسن الســباب والشــتم والقــذف ؟ وإ ليك‬
‫بعضاً مما قاله في التعزيز ‪:‬‬
‫ص‪ :3‬مع أني أرى أن األخ عبدالكريم ال في الفقه وال في الحديث ‪.‬‬
‫ص‪ : 12‬وصفه بأنه ينتهج أسلوب التبديع والتضليلـ لمخالفيه‪.‬‬
‫ص‪ : 13‬يصف ما في كتبه بالتخبط ‪.‬‬
‫ص ‪ : 13‬قال عنه ‪ :‬الشيخ ال يترك أخالقه ‪.‬‬
‫وفي نفس الصفحة وصفه بالعجز عن عرض الحجج والبراهين‪.‬‬
‫وفي نفس الصفحة وصفه بالتفحش بالقول ‪.‬‬
‫ص‪ : 14‬يصف الشيخ عبدالكريم بالتعالم وتزكية النفس والبغي والظلم والعدون ‪.‬‬
‫ص‪ : 21‬وصفه بتحريف الكالم ‪ ،‬والنقل المغرض‪.‬‬
‫ص‪ : 25‬وإ نما تع ــرف ه ــذه الطريقة –يع ــني طريقة الش ــيخ عبد الك ــريم – عند أهل‬
‫البدع الذي يحملهم اعتقادهم على تحريف النصوص لتوافق أهواءهم‪.‬‬
‫ص ‪ 31‬قال ‪ :‬وهكذا كان عبدالكريم يتخبط في تفسير موقف ابن عمر ‪.‬‬
‫ص‪ : 35‬ذكر أن الشيخ عبـدالكريم يضـلل ابن عمر وأنه يفتح بـاب شـهوة وأنه قـول‬
‫شاذ واتباع للهوى ‪.‬‬
‫وفي نفس الصفحة شبهه بالكوثري !!!‪.‬‬
‫وفي نفس الصفحة وصفه بالتعصب‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ص‪ : 38‬ذكر أن الشـ ـ ــيخ عبـ ـ ــدالكريم يقـ ـ ــدح بالسـ ـ ــلف وبـ ـ ــأقوالهم ويجعلها سـ ـ ــببا في‬
‫ضالل األمة ‪.‬‬
‫ص‪ : 40‬وصفه بأنه جنى على ابن عمر ‪.‬‬
‫ص‪ :41‬وصفه بأنه معاند‪.‬‬
‫في نفس الصفحة وصفه بأنه ال يتحاكم إلى النصوص‪.‬‬
‫ص‪ : 43‬ذكر أنه معجب برأيه ‪.‬‬
‫ص‪ : 43‬وأنه وصف فعل السلف بالضالل‪.‬‬
‫ص‪ : 48‬يقول ‪ :‬وما عبدالكريم الحميد‪ 2‬؟‪.‬‬
‫ص‪ :52‬وصفه بالتعدي والظلم ‪.‬‬
‫ص‪ 53‬قال ‪ :‬كأنه يعيش خارج الوقت ‪.‬‬
‫ص‪ :53‬وصفه بأنه خالف العقل والنقل وجميع الناس‪.‬‬
‫وفي نفس الصفحة وصفه بالشذوذ مراراً ‪ ،‬وبالغلو ‪ ،‬وبالتناقض‪.‬‬
‫ص‪ :54‬وصفه بالتشنج والغضب‪.‬‬
‫ص ‪ : 55‬ذكر عنه أن عنده شعور بالمرض ‪ ،‬وأنه شخص عدواني ‪.‬‬
‫وفي نفس الصفحة وصفه بالغلو المتعدي ‪ ،‬وتجاوز القصد المأمور به‪.‬‬
‫ص‪ : 56‬وصفه بالغلو والشذوذ ‪.‬‬
‫ص‪ : 57‬قال ‪ :‬وأما الغلو ومجاوزة القصد فعبد الكريم واقع فيه ‪.‬‬
‫وفي نفس الصفحة قال عنه ‪ :‬الناس عنده األصل فيهم البدعة‪.‬‬
‫ص‪ :59‬وصفه بالتلبيس وسوء الفهم‪.‬‬
‫ص‪ : 61‬وصفه بالكذب واالفتراء‪.‬‬
‫ص‪ :62‬وصفه بالظلم والجور ‪ ،‬وبالفهم السقيم‪.‬‬
‫والتقول‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ص‪ 62‬أيضاً ‪ :‬وصفه بالكذب‬
‫ص‪ :65‬وصفه بالتحريف للكالم‪.‬‬

‫العُْرب تعرف من أنكرت والعجم ‪.‬‬ ‫‪ 2‬يقول الشاعر ‪ :‬وليس قولك من هذا بضائره‬
‫مع العلم أن الشيخ عبدالكرمي من أهل السنة واجلماعة ومع ذلك ترى البعض يطبق يف التعامل معه ما يطبقه أهل‬
‫السنة يف باب هجر املبتدع ‪ ،‬ولو ذ ّكرت البعض هبجر بعض املبتدعة لقال لك ‪ :‬مذهب أهل السنة أمشل ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ص‪ : 69‬قال عنه ‪ :‬وال قائل به إال في رأسه ‪.‬‬
‫في نفس الصفحة وصفه بالجرأة على الفتوى ‪ ،‬وبالتأويل المذموم للنصوص‪.‬‬
‫ص‪ : 73‬وصفه بتحريف نصوص كثيرة ‪.‬‬
‫ص‪ : 78‬شبهه بمن قدحوا في أنس بن مالك وأبي هريرة؟؟!!‬
‫وفي نفس الصفحة وصفه بالجهل والظلم ‪.‬‬
‫وفي نفس الصفحة وصفه بالبغي والعدوان ‪.‬‬
‫ص‪ 79‬قال ‪ :‬وعبدالكريم ال من هؤالء وال من هؤالء (يعني ال ينفع وال ينتفع)‪.‬‬
‫ه ــذا باإلض ــافة إلى ما س ــبق ذك ــره من وص ــفه إي ــاه بما يل ــزم منه الكفر كإنك ــار خل ــود‬
‫الكفار في النار ‪ ،‬وتحريم الحالل المجمع عليه ‪.‬‬
‫وهذه أوصاف الشيخ دبيان للشيخ عبد الكريم ‪:‬‬
‫البغي ‪ ،‬والظلم ‪ ،‬والج ــور ‪ ،‬والع ــدوان ‪ ،‬والعجز ‪ ،‬والجهل ‪ ،‬والم ــرض ‪ ،‬والتحريف ‪،‬‬
‫والعناد ‪ ،‬والتشنج ‪ ،‬والغضب ‪ ،‬والتلبيسـ ‪ ،‬والكذب ‪ ،‬واالفتراء ‪ ،‬وسوء الفهم ‪ ،‬والغلو‬
‫‪ ،‬ومجــاوزة القصد ‪ ،‬والتعصب ‪ ،‬والقــدح بالســلف ‪ ،‬والجناية على ابن عمر ‪ ،‬والتخبط‬
‫‪ ،‬والتنـ ـ ــاقض ‪ ،‬والنقل المغـ ـ ــرض ‪ ،‬والتبـ ـ ــديع ‪ ،‬والتضـ ـ ــليل ‪ ،‬والتفسـ ـ ــيق ‪ ،‬والتفحش في‬
‫القـ ــول ‪ ،‬ومخالفة العقل والنقل ‪ ،‬واإلعجـ ــاب برأيه ‪ ،‬والتعـ ــالم ‪ ،‬وتزكية النفس ‪ ،‬وعـ ــدم‬
‫التحــاكم إلى النصــوص ‪ ،‬والشــذوذ ‪ ،‬و يعيش خـارج الــوقت ‪ ،‬وشــخص عــدواني ‪ ،‬ومن‬
‫أص ـ ــحاب التأويل الم ـ ــذموم ‪ ،‬والج ـ ــرأة على الفت ـ ــوى ‪ ،‬وال من أهل الفقه ‪ ،‬وال من أهل‬
‫الحديث ‪ ،‬وال ينفع ‪ ،‬وال ينتفع به ‪ ،‬ويشبهه بــالكوثري ‪ ،‬ويشــبهه بالــذين قــدحوا في أنس‬
‫وأبي هريرة …الخ‬
‫هذا ما قاله الشيخ دبيان وفقه اهلل وهو ال يحسن السب والش‪NN‬تم فكيف لو أحسن‬
‫؟‬

‫‪35‬‬
‫المظهر السابع عشر ‪:‬‬
‫ثناء الشيخ حفظه اهلل على كتابه ‪:‬‬

‫ـالب الق ـ ــارئ أن ي ـ ــوازن بين كتابه اإلنص ـ ــاف وبين كت ـ ــاب الش ـ ــيخ‬
‫الش ـ ــيخ دبي ـ ــان ط ـ ـ َ‬
‫عبدالكريم ‪ :‬إشعار الحريص على عدم جواز التقصيص ثم بدأ يثــني على كتابه ‪ ،‬فقــال‬
‫في التعزيز ‪:‬‬
‫ص ‪ : 70‬كتاب يذكر األقوال مع أدلتها ‪.‬‬
‫ص ‪ : 71‬كتاب التزم األدب مع السلف في ذكر أقوالهم وجمعها واحترامها ‪..‬‬
‫ص ‪ : 71‬كتاب يستفيد من آراء العلماء والدعاة ‪.‬‬
‫ص ‪ : 71‬كت ــاب ي ــرى أن المس ــألة الفقهية دائ ــرة بين الخطأ والص ــواب وليست بين‬
‫الحق والضالل ‪.‬‬
‫ص ‪ : 72‬كت ــاب إذا ذكر أدلته الفقهية ف ــإن ك ــان فيها ض ــعيف بين ض ــعفه نص ــحا هلل‬
‫ولرسوله ولألمة فلم يسكت عن حديث ضعيف ‪.‬‬
‫ص ‪ : 72‬كتـ ــاب يـ ــرى أن فهمه غـ ــير معصـ ــوم ويفـ ــرق بين النص وداللته والنص‬
‫وفهمه ‪ ..‬ثم نقل قوله ‪:‬‬
‫وقد حاولت قدر اإلمكان عرض أدلة الفريقين بكل حياد ‪.‬‬
‫ص ‪ : 73‬كتاب ال يعتمد تأويل النصوص وتحريفها لتوافق معتقده ‪.‬‬
‫ومن اإلنصاف أن يجعل الحكم للقارئ ال له ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫المظهر الثامن عشر ‪:‬‬
‫األخطاء النحوية واإلمالئية‪: N‬‬

‫من البدهي أنك لو بحثت عما في هذا الحوار الذي بين يــديك من أخطــاء نحوية ‪ ،‬أو‬
‫إمالئية ‪ ،‬لوجدت ذلك ‪.‬‬
‫وليعلم الشــيخ دبيــان وفقه اهلل إنــني لم أظهر هــذه األخطــاء إال ألثبت خطأ طريقته في‬
‫نقد الشيخ عبد الكريم نفع اهلل به ‪.‬‬
‫فمن المظــاهر الغريبة الــتي وجــدتها في التعزيز تقصد الشــيخ دبيــان ألخطــاء الشــيخ‬
‫عبـ ـ ـ ـ ــدالكريم النحوية واإلمالئية ‪ ،‬وقد ظهر لي في حاشـ ـ ـ ـ ــية صـ ـ ـ ـ ــفحة ‪ 54‬من التعزيز‬
‫ـيخ عبـــدالكريم في عـ ــدم كسر همـ ــزة إن إذا دخلت عليها حيث ‪ ،‬وه ــذا ي ــدل‬
‫تخطئته الشــ َ‬
‫على حقيقة التقصد ‪ ،‬ولعلي أن اسرد ما وقع فيه الشيخ دبيان من مثل تلك األخطاء ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬أخطاء الشيخ فيما يتعلق بالقران ‪:‬‬


‫في نقله في اإلنص ـ ـ ــاف ص ‪ 145‬لقوله تع ـ ـ ــالى في س ـ ـ ــورة النحل ( وال تقول ـ ـ ــوا لما‬
‫تصف ألس ـ ــنتكم الك ـ ــذب ‪ ) ..‬اآلية ‪ ،‬جعل الش ـ ــيخ حفظه اهلل قوله تع ـ ــالى ‪ ( :‬تصف ) ‪:‬‬
‫تص‪NN‬فوا ‪ ،‬ثم عــزا اآلية لســورة األنعــام في موضــعين ‪ ،145 ،4‬والشــيخ حفظه اهلل هنا‬
‫أخطأ في سالمة نقل اآلية وأخطأ في عزو اآلية‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬أخطاء الشيخ فيما يتعلق بالحديث ‪:‬‬


‫‪ -1‬ذكر في اإلنصاف في ص‪( 121-120‬ـ هذيل بن شرحبيل) وقد كــرره خمس‬
‫مرات في الصفحتين بهذا االسم (هذيل) ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬أن اسمه هزيل بن شرحبيل – بالزاي ال بالذال‪.-‬‬
‫‪ -2‬ذكر في اإلنص ـ ــاف ص ‪104‬ح ـ ــديث أنس في قوله ‪ :‬إن رس ـ ــول اهلل ص ـ ــلى اهلل‬
‫عليه وس ــلم لم يكن ش ــاب إال يس ــيرا ‪ ،‬ولكن أبا بكر وعمر بع ــده خض ــبا بالحنا والكتم ‪..‬‬
‫الخ ‪ .‬ثم علق عليه في ص ‪ 105‬بقوله ‪ :‬والحـ ـ ــديث في الصـ ـ ــحيحين بـ ـ ــدون ذكر قصة‬
‫أبي قحافة فال أظنها محفوظة من ح ــديث أنس ‪ ،‬ثم ذكر في حاش ــية ‪ 106‬قوله ‪ :‬وه ــذا‬

‫‪37‬‬
‫يجعلني أجزم أن ذكر قصة أبي قحافة في حديث أنس ليست محفوظة ‪ ،‬ثم أكد ذلك في‬
‫ص ‪ 108‬في ت ــوهيم محمد بن مس ــلمة أحد رواة األثر ‪ ،‬فظن ثم ج ــزم في ح ــديث واحد‬
‫وفي موضع واحد‪.‬‬
‫‪ -3‬في اإلنصاف ص‪ 79‬حاشية ‪ 1‬قال ‪ :‬قال ابن أبي عاصم ‪ :‬إسناده حسن ‪.‬‬
‫وهذا خطأ ‪ ،‬فليس هذا قول ابن أبي عاصم ‪ ،‬بل قول المحقق !!!‪.‬‬
‫‪-4‬في اإلنصـــاف ص‪ 128‬قـــال ‪ :‬عن عكرمة ‪ ،‬عن خالد ‪ ،‬ق ــال ‪ :‬أتي ب ــأبي قحافة‬
‫…‬
‫والصحيح ‪- :‬كما في الطبقات ‪ ( -‬عكرمة بن خالد ) ‪ ،‬ولــوال وجــود الفواصل بين‬
‫األسماء لقلنا خطأ مطبعي ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬ما يتعلق باألخطاء النحوية ‪:‬‬


‫‪ -1‬ق ــال في اإلنص ــاف ص ‪ 108‬في الحاش ــية‪ :‬الطريق الرابع ‪ :‬أبا إي ــاس معاوية‬
‫بن قرة‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬أبو إياس ‪.‬‬
‫‪ -2‬قال في التعزيز ص‪ : 75‬فهذا تفسير رجالن من أهل اللغة ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬تفسير رجلين ‪.‬‬
‫‪ -3‬قال في حاشية اإلنصاف ص‪ :134‬وقد توبع أبا األحوص ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬أبو األحوص ‪.‬‬
‫‪ -4‬قال في التعزيز ص ‪ : 21‬ثم يــدعي أنه لم يــترك لي شــبهة أو مستمسك أتمسك‬
‫به !! ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬مستمسكاً ‪.‬‬
‫‪ -5‬قال في اإلنصاف في الحاشــية ص‪ :78‬وســألت مالكـاً عنه ‪ ،‬فقــال نحو مما قلت‬
‫لك ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬فقال نحواً ‪.‬‬
‫‪ -6‬ق ـ ــال في اإلنص ـ ــاف ص‪ :10‬هل ك ـ ــان الص ـ ــحابة ال يعرف ـ ــون لغة م‪NNN‬دلوال كلمة‬
‫اإلعفاء ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫والصحيح ‪ :‬مدلول كلمة‪.‬‬
‫‪ -7‬قال في اإلنصاف ص‪ :107‬أفيكون محمد بن سلمة مقدم على هؤالء ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬مقدماً ‪.‬‬
‫‪ -8‬قال في اإلنصاف ص ‪ 108‬في الحاشية‪ :‬وأعترف أنني لم أتقصاها ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬لم أتقصها ‪.‬‬
‫‪ -9‬قــال في اإلنصــاف في الحاشــية ص‪ :119‬أو يقــال ‪ :‬إنه موقــوف عليه ‪ ،‬وفرق‪N‬اً‬
‫بينه وبين الصحابي‬
‫وفرق ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫والصحيح ‪:‬‬
‫‪ -10‬قال في اإلنصاف في الحاشية ص ‪ :120‬كونه مرسل ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬كونه مرسالً ‪.‬‬
‫‪ -11‬قال في اإلنصاف ص ‪ :124‬غاية ما فيه أن في آخر الزمان قوم ال يريحون‬
‫‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬قوماً ‪.‬‬
‫‪ -12‬قال في اإلنصاف ص ‪ :130‬لم يكن قول عطاء بأن الصبغ به حدث دليل‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬دليالً ‪.‬‬
‫‪-13‬قال في اإلنصاف ص‪ :104‬الوجه الثاني ‪ :‬قال ‪ :‬أن الحسن والحسين ‪.‬‬
‫الحسن ‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫والصحيح ‪ :‬قال ‪ :‬إن‬
‫‪ -14‬قال في اإلنصاف ص‪ : 55‬وأما األدلة الضعيفة نذكرها ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬فنذكرها‪.‬‬
‫‪ -15‬ق ــال في اإلنص ــاف ‪ : 119-118‬وأما ما رواه ابن أبي ش ــيبة …وه‪NN‬ذا إس ــناد‬
‫ضعيف جداً‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬فهذا إسناد‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬ما يتعلق باألخطاء اللغوية ‪:‬‬

‫وأمجع النحاة على وجوب كسر مهزة ( إن ) بعد القول ‪ ..‬قال ابن مالك ‪ :‬أو حكيت بالقول ‪..‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -1‬قال في التعزيز ص ‪ :49‬ـ حاسبتوني ‪ ،‬وبعــدها بعـ ّـدة كلمــات قــال ‪ :‬ودعوتوني‪N‬‬
‫‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬حاسبتموني‪ ، N‬ودعوتموني ‪.‬‬
‫‪-2‬وقال في ص‪ 20‬من التعزيز‪ :‬ومنها المصلون في القبلة ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬إلى القبلة ‪.‬‬
‫‪ -3‬وق ــال في ص‪ 25‬من ــه‪ :‬وت ــارة يصر أخونا عبد الك ــريم أن الص‪NN‬حابة قد خ ــالفوا‬
‫ابن عمر‪.‬‬
‫يصر ‪..‬على أن الصحابة ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ّ :‬‬
‫‪-4‬وقـ ــال في التعزيز ص‪ :78‬وإ نـ ــني أعـ ــترف بهـ ــذا الكتـ ــاب الفضل لألخـ ــوة الـ ــذين‬
‫أقنعوني‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬وإ نني أعترف …بالفضل ‪.‬‬
‫‪-5‬وق ـ ـ ــال في اإلنص ـ ـ ــاف ص‪ :5‬فال نش ـ ـ ــغل ذمم الن ـ ـ ــاس إال ما يك ‪NN N‬ون ال ـ ـ ــدليل فيه‬
‫واضحاً‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬إال بما يكون ‪.‬‬
‫‪ -6‬وقال في اإلنصاف ص‪ :6‬أو كان من خريج المدارس اإلسالمية ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬من خريجي ‪.‬‬
‫‪ -7‬وقال في التعزيز ص ‪ : 23‬لقد أكثر عبد الكريم على أن …‬
‫والصحيح ‪ :‬من أن ‪.‬‬
‫‪-8‬وقال في ص ‪ : 24‬أكثر األخ عبد الكريم في كتابه بأن …‬
‫والصحيح ‪ :‬من أن ‪.‬‬
‫‪ -9‬وقال في ص‪ : 26‬أطالبهم في توثيق‪ N‬هذه الدعوى من كتب السنة‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬أطالبهم بتوثيق‪.N‬‬

‫خامساً ‪ :‬ما يتعلق باألخطاء اإلمالئية ‪:‬‬


‫‪ -1‬قال في اإلنصاف في ص ‪ 46‬ويكره الشهرة وتعضيمها ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬وتعظيمها‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ -2‬وقال في التعزيز ص‪ :22‬وقد وافق مجاهد ومحمد بن كعب القرضي ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬القرظي ‪.‬‬
‫وقد وقع الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيخ نفع اهلل بعلمه في نفس هـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا الخطأ في ص‪ 36‬وفي ص‪ 39‬من‬
‫التعزيز ‪.‬‬
‫‪ -3‬قال ص ‪ 23‬من التعزيز‪ :‬وعدم التعرض للحية ‪.‬‬
‫والصحيح لللحية ‪.‬‬
‫ووقع أيض ـاً في نفس ه ــذا الخطأ في نفس الص ــفحة م ــرة أخ ــرى ‪ ،‬وك ــرر ه ــذا الخطأ‬
‫في ص‪. 59‬‬
‫‪ -4‬وفي ص ‪ 31‬من نفس المصدر قال ‪ :‬وإ نما فعلها اتفاقاً مثل وضوءه ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬وضوئه ‪.‬‬
‫‪ -5‬وفي ص ‪ 29‬من نفس المص ـ ـ ـ ــدر ق ـ ـ ـ ــال ‪ :‬ولعل ما حمل عائشة على التثبت أن‬
‫عبداهلل وقعة في يده‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬وقعت ‪.‬‬
‫‪-6‬وقال في ص‪ 34‬منه ‪ :‬لقد نفع اهلل بإختالف أصحاب النبي صلى اهلل عليه وســلم‬
‫‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬باختالف ‪.‬‬
‫وقد تكرر نفس الخطأ في نفس الصفحة ‪.‬‬
‫‪ -7‬وقال في ص‪ 43‬منه‪ :‬أرأيت أيه األخ الكريم ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬أيها ‪.‬‬
‫‪ -8‬وفي ص‪ 53‬منه قلت ‪ :‬فلما هذا التناقض ؟‪.‬‬
‫فلم ‪.‬‬
‫والصحيح ‪َ :‬‬
‫‪ -9‬و قال في ص‪ 51‬من التعزيز‪ :‬بل لو أدعى صاحبها ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬لو ادعى ‪.‬‬
‫‪ -10‬وقال في ‪ 50‬منه ‪ :‬حاولت أن اختصر الكتاب ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬أختصر‪.‬‬
‫‪ -11‬وقال في اإلنصاف ص‪ : 88‬ألنه فيه إمتثال األمر ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫والصحيح ‪ :‬امتثال األمر‪.‬‬
‫‪ -12‬وقال في اإلنصاف في الحاشية ص‪ :102‬واختلف متقدموا األصحاب ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬متقدمو ‪.‬‬
‫‪-13‬وقال في اإلنصاف ‪ : 103‬وسلّم للدارقطني وغيره بعض اإلعتراضات ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬االعتراضات‪.‬‬
‫‪ -14‬وقال في اإلنصاف ص‪ :10‬واإلقتداء بهم ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬واالقتداء بهم‪.‬‬
‫‪ – 15‬وقال اإلنصاف ص‪ :7‬ممن أرتكب ذنبين ‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬ارتكب‪.‬‬
‫‪ -16‬وقال في التعزيز ‪ : 17‬ويقوم إعوجاجنا‪.‬‬
‫والصحيح ‪ :‬اعوجاجنا‪.‬‬

‫سادساً ‪ :‬ما يتعلق باألخطاء المطبعية ‪:‬‬


‫وهي بالعشرات ‪ ،‬وقد أعرضت عنها لعدم تحميل الشيخ خطأها ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫وختاما ‪:‬‬
‫اعلم يا شـ ــيخ دبيـــان أنـ ــني لست متحـــيزا للشـــيخ عب ــدالكريم الحميد ‪ ،‬و أن ــني أكن لك‬
‫وللش ـ ــيخ الفاضل عب ـ ــدالكريم كل تق ـ ــدير ‪ ،‬ولكن حس ـ ــبي أن ـ ــني رأيت في التعزيز ظلمـ ـ ـاً‬
‫ظاهراً ‪ ،‬وخلطاً عجيباً ‪ ،‬وخطأ بينـاً ال يقــارن بما في إشــعار الحــريص ‪ ،‬جعلــني أراجع‬
‫قــراءة كتــاب اإلنصــاف مــرة أخــرى ‪ ،‬فظهر لي بعد ذلك أنه ال يحل لي أن أســكت عنه‬
‫وأنا أعلمه وقد انتشر بين الناس ‪.‬‬
‫وليعلم الشيخ أبو عمر أنه لم يصب من أقنعه بطبع الكتاب ‪.‬‬
‫وقد تعــاملت مع اإلنصــاف وتعزيــزه بنفس ما تعامل به مع إشــعار الحــريص ‪ ،‬علما أن‬
‫الشــيخ دبيــان هــداه اهلل لم يعــرض عما الكته بعض األلسن ‪ ،‬وإ ن كــان الشــيخ عبــدالكريم‬
‫وفقه اهلل أخطأ في أمـ ٍـر ما وهو بشر كغــيره معـ ّـرض للخطأ والصــوابـ فهــذا ال يجعلــني‬
‫أقره ‪ ،‬بل أنكره وال أقبله ‪.‬‬
‫ولما قلت في مؤخرة التعزيز ‪:‬‬
‫فإن الحامل على الرد هو الدفاع عن رأي السلف وال حاجة لي بإقناع صاحبنا ‪.‬‬
‫وإ ني بهذا أحذو حذوك ‪.‬‬
‫واعلم يا شيخ وفقنا اهلل وإ ياك لطاعته أنه ليس كل من ادعى اإلنصاف وفق له ‪.‬‬
‫وأس ــأل اهلل س ــبحانه وتع ــالى أن يمن علينا وعليك ب ــالتوفيق والهداية وحسن التعامل مع‬
‫المخالفين ‪ ،‬وأن يجعلنا من أهل الدين وخاصته ‪.‬‬
‫اللهم صلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪..‬‬

‫كتبه‬
‫عبدالرحمن بن عبدالعزيز الجفن‬
‫القصيم ‪ -‬بريدة‬
‫‪1422 / 3 / 10‬‬
‫‪Malk30@hotmail.com‬‬

‫‪43‬‬
44

You might also like