You are on page 1of 209

‫القصة التى غيرت حياة المايين‬

‫ً‬
‫أيضا ؟‬ ‫هل ستغير حياتك أنت‬
‫الفهرس‬

‫‪3‬‬
‫الفهرس‬

‫‪4‬‬
‫الفصل اأول‬

‫النهايــــة‬

‫‪5‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫لن انسى تلك الليلة ماحييت ‪...‬‬

‫كانــت هــى الليلــة التــى التقيــت فيهــا بأعظــم مســوق شــبكى فــى العالــم كانــت‬
‫الليلــة التــى تغيــرت فيهــا حياتــى لأبــد ‪.‬‬

‫قبل كل شــىء اســمح لى ان اخبرك كيف كانت حياتى قبل تلك اللحظة‬
‫ً‬
‫كنت منضما احدى شــركات التســويق الشــبكى لفترة تتجاوز ااربعة‬
‫اشــهر ولــم تكــن اامــور تســير علــى مايــرام بــل كانــت اشــبه بنكتــة‬
‫سخيفة‬

‫المنتجــات كانــت رائعــة وبشــهادة كل مــن اســتخدمها ولكننــى لــم اجــد‬


‫اى شــخص مهتمـ ًـا بالفرصــة التجاريــة كنــت اعمــل ‪ 30‬ســاعة اســبوعياً‬

‫بعمــل جزئــى كل مســاء ومعظــم عطــات نهايــة ااســبوع والنتيجــة‬


‫هامــش ربــح مــن ‪ $ 150‬الــى ‪ $ 200‬فــى الشــهر ‪.‬‬

‫كما قلت لكم « نكتة ‪ .....‬ها ها ها ! « ‪.‬‬

‫حينمــا قمــت بحســاباتى اكتشــفت ان تجارتــى المنزليــة التــى يســمونها «‬


‫موجة المستقبل « كانت تدر على بمبلغ ‪ $ 1.56‬فى الساعة ! اطفالى‬
‫اصبحــوا غربــاء ولــم اعــد ارى زوجتــى كمــا لــو كانت تســكن فى ااســكا‬
‫وبــدأ لــى وبوضــوح ان التســويق الشــبكى ليــس لــى ‪ ...‬ولســت لــه !‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫واتخــذت قــرارا صارمــا بــأن ااجتمــاع القادم ســيكون آخر اجتماع اقـــوم‬
‫بحضوره‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫ً‬
‫كالعــادة قاعــة الفنــدق كانــت مكتظــة وفــور دخولــى احظــت حشــدا مــن‬
‫النــاس فــى مقدمــة القاعــة يجتمعــون حــول شــخص مــا أشــرت بيــدى‬
‫تجــاه تلــك المجموعــة ســائاً احــدى الموزعــات التــى التقيــت بهــا مــن‬
‫قبــل « مــن ذاك الشــخص الــــذى يحيــط بـــه كل اولئــك النــاس ؟!»‪.‬‬

‫ردت قائلة« ذاك هو اعظم مسوق شبكى فى العالم « أتود مقابلته ؟‪.‬‬

‫“ بالتأكيد ! “ بادرت بااجابة اثناء سيرنا تجاهه ‪.‬‬

‫بــدت عليــه عامــات النجــاح وبشــدة فقــد توســط الحشــد بلباســه اانيــق‬
‫وهندامــه الملفــت ووســامته اارعبنبــة وبرغــم كل ذلك لم يبدو متكبرا‬
‫البتــه ‪.‬‬

‫وقــف وكأن الثــراء يفــوح منــه فقــد كان يرتــدى بدلــة بريطانيــة الصنــع‬
‫بربطــة عنــق مشــجرة برقندبــة اللــون مــع منديــل يحاكــى لونهــا وكمــا‬
‫توقعــت فقــد كان يحيــط بمعصمــه ســاعة «رولكــس» ذهبيــة تطــل مــن‬
‫اســفل اازرار المعدنيــة لكــم قميصــه ‪.‬‬

‫يالهــا مــن لمســة راقيــة قلــت فــى نفســى وانــا انظــر الــى احرف اســمه التى‬
‫خيطــت علــى طــرف الكــم بنفس لــون القميص ‪.‬‬

‫وسرعان ماوجد فراغ وسط ذلك الحشد سحبتنى صديقتى الى داخل‬
‫الدائرة المحيطة به ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫ً‬
‫وقــف مســتمتعا بإنصــات احــدى الســيدات التى كانت تقــف امامى وحين وقع‬
‫ً‬
‫نظــره علــى اســتأذن تلــك الســيدة واضعــا علــى كتفهــا للحظــات ثــم نظــر الــى‬
‫مباشــرة ومــد يــده ليصافحنــى قائــاً بــكل حفاوة ودفء ‪:‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫مرحبا بك ‪ ...‬سررت جدا بلقائك اخبرنى بإسمه وسألنى عن اسمى ‪:‬‬

‫فــى العــادة كنــت اجيــب وبــكل ســهولة لكــن بعكــس هــذه المــرة فقــد حصــل لــى‬
‫مالــم يحصــل منــذ ‪ 25‬ســنة ‪.‬‬

‫تســمرت واصبــت بتأتــأة ثــم ســألنى وهـــو يضغــط برفــــق علــى يــدى « كيــف‬
‫حالــك؟؟» ‪.‬‬

‫ً‬
‫أجبــت بإجابــة اعتياديــة لدرجــة اننــى اذكرهــا كـــ «بخيــر» شــكرا علــى ســؤالك‬
‫ً‬
‫« شــىء مــن هــذا القبيــل ‪ ...‬ثــم رد علــى حقــا هــل انــت متأكــد ؟ ‪.‬‬

‫وقبــل ان اســتطيع التفكيــر بكلمــة مهذبــة اتفــادى ااجابــة علــى ســئاله وجــدت‬
‫نفســى اســرد لــه حقيقــة وضعــى انســط الــى باهتمــام لــم اعهــده مــن احــد‬
‫مــن قبــل « رائــع !!» رد علــى بحماســة ‪.‬‬

‫ً‬
‫أخبرتــه عــن مســار تجارتــى وحياتــى مخرجــا كل مافــى قلبــى امــام المــأ ثــم‬
‫اخبرتــه ان هــذا هــو اخــر اجتمــاع لــى وعــن اعتقــادى بــأن التســويق الشــبكى‬
‫ً‬
‫ليــس مناســبا لــى ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫وفجــأة تنبهــت انــه كان ايــزال يمســك بيــدى طــوال محادثتــى القصيــرة معــه‬
‫ً‬
‫نظــر الــى مبتســما ثــم شــد الوثــاق علــى يــدى وهــو يســألنى ‪ :‬هــل تــود ان‬
‫ً‬
‫تقضــى بعــض الوقــت معــا بعــد ااجتمــاع ؟ ‪.‬‬

‫وقبــل ان تخــرج كلمــة « ا « مــن فمــى متبوعــة بعــذر وتبريــر ســمعت نفســى‬
‫ً‬
‫وانــا ارد عليــه بحماســة المراهقيــن قائــاً « واو « ســيكون ذلــك رائعــا ‪.‬‬

‫“ واو “ فعا بدوت كمراهق ‪.‬‬

‫ً‬
‫ابتســم مجــددا ثــم شــكرنى واخبرنــى انــه ســيلقانى بعــد ااجتمــاع ثــم عــاد الــى‬
‫الســيدة التــى كانــت تخاطبــه مكمــاً معهــا الحديــث وهمــا يمضيــان نحــو‬
‫الجهــة اليمنــى مــن مقدمــة المنصــة ‪.‬‬

‫ً‬
‫جلســت على كرســى « المعتاد « فى اخر القاعة الذى علمت احقا انه كرســى‬
‫فــى نطــاق راحتــى والــذى كان بمثابة مخبأ لى ‪.‬‬

‫بــدأت مجموعــات مــن الموزعيــن الجــدد بالرحيــل مــع معرفيهــم بعــد ان انتهــى‬
‫الوقــت الرســمى لاجتمــاع وبينمــا كنــت اقــف بجانب حامــل المعاطف أتانى‬
‫بنفــس اابتســامة الدافئــة فأشــرت الــى وجهــه وقلــت ‪ :‬اتعلــم ان اســتطعت‬
‫ً‬
‫قرطســة ابتســامتك هــذه كمنتــج للبيــع فحتمــا ســأكون ثــروة فــى غضــون‬
‫اســابيع ‪.‬‬

‫قهقــه بصــوت عالــى وملفــت ممــا دعــى كل مــن تبقــى مــن الحاضريــن لالتفــات‬
‫ً‬
‫الينــا فجــأة كان ذلــك مخجــاً جــدا ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫ً‬
‫ثــم اســتطرد قائــاً هــذا رائــع شــكرا لــك ‪ ...‬اليســت ابتســامة جيــدة ؟ حســنا لــم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تكــن ابتســامتى هكــذا دومــا فقــد بنيتهــا ســنا ســنا ثــم أكمــل بابتســامة اكبــر‬
‫مــن ســابقتها ‪ ...‬نعــم اننــى فخــور بهــذه اابتســامة فشــعورها رائــع ‪.‬‬

‫أتــم حديثــه وهــو يمســك بيــدى ليســحبنى نحــو المخــرج ‪ ...‬فلنذهــب لنحتســى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قدحــا مــن القهــوة وبعضــا مــن الطعــام ‪ ...‬هــل تناولــت عشــائك بعــد ؟ ‪.‬‬

‫أخبرته اننى خطفت كيسا من المكسرات قبل ااجتماع ‪.‬‬

‫شىء من هذا القبيل ‪ ...‬حصلت عليه من محل الهدايا فى ااسفل ‪.‬‬

‫ً‬
‫ثــم اســتطرد مازحــا ‪ :‬محــل الهدايــا هــذا مطعــم مخيــب لامــال لقــد تناولــت‬
‫ً‬
‫عشــائى هنــاك لــم يناســبنى الطعــام وا وا قدحــا حتــى الخدمــة تشــكيلتهم‬
‫ً‬
‫محــدودة واســعارهم عاليــة ايضــا ‪.‬‬

‫وافقتــه بضحكــة ‪ ...‬اشــعرنى بارتيــاح ســريع فقــد تمكــن مــن تغييــر مزاجــى فــى‬
‫وقــت قصيــر ‪.‬‬

‫ثم سألنى ‪ :‬اخبرنى ‪ :‬ماهو طعامك المفضل ؟‬

‫وقبــل ان اجيبــه بطريقــة لبقــة صادقــة بادرنــى بالســؤال « انــا جــاد ‪ ..‬مــاذا تريد‬
‫ان تأكل اآن ؟ «‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫اخذا نفسا عميقا ثم أجبته على استيحاء ايطالى ؟! ‪.‬‬

‫رد بــكل حمــاس « رائــع « وانــا كذلــك مطعمــى المفضــل علــى بعــد عشــرة دقائــق‬
‫فقــط ســأدعوك اليــه ‪.‬‬

‫سألته ‪ :‬بسيارتى أم بسيارتك ؟ ‪.‬‬

‫فأجاب « فلتركب معى ‪ ...‬فسيارتك هناك فى المقدمة ‪.‬‬

‫ً‬
‫لــم أكــن متأكــدا مــن الســيارة التــى كان يقودهــا اعظــم مســوق شــبكى فــى‬
‫ً‬
‫العالــم ولكــن حتمــا ســتكون فاخــرة وغاليــة وهنــا كانــت الصدمــة فحســن‬
‫ً‬
‫حيانــا البــواب فاتحــا لنــا ابــواب ســيارة « فــورد « بيــك أب « شــاحنة صغيرة‬
‫« ســبعينيه رماديــة اللــون ‪.‬‬

‫ً‬
‫أظنــه احــظ مامــح الخيبــة علــى وجهــى فســألنى ضاحــكا « يبــدو انــك كنــت‬
‫تتوقــع ســيارة أخــرى ؟ « ‪.‬‬

‫أجبت وقد بدت خيبة اامل على نبرة صوتى « بصراحة ‪ ...‬نعم « ‪.‬‬

‫ماذا توقعت ؟‪.‬‬

‫ا اعلم ‪ ..‬مرسيدس ‪ ..‬بورش رولز رويس ‪ ...‬شىء من هذا القبيبل ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫اطلــق احــد قهقهاتــه العاليــة فــى مدخــل الفندق ‪ ...‬يبــدو ان هذا الرجل يضحك‬
‫ً‬
‫مــن بيــن اصابــع اقدامــه وليــس مــن فمه ! كان البواب يبتســم ايضا ‪.‬‬

‫نعــم ‪ ...‬امتلــك تلــك الســيارات لكننــى افضــل شــاحنتى هــذه ‪ ...‬هــل تعلــم ان‬
‫ســاهم والتــون الــذى لقــب بأغلــى رجــل فــى امريــكا والــذى يمتلــك ‪ 22‬مليــار‬
‫دوار يقــود شــاحنة مماثلــة ؟ ان كانــت مناســبة للعــم ســام ‪ ....‬؟؟؟؟ وتــرك‬
‫الجملـــة معلقـة‪.‬‬

‫ً‬
‫شــكر البواب وناوله ‪ 10‬دوار اكرامية وتمنى ان يراه قريبا ‪ ،‬ثم توقف وكأنه‬
‫ً‬
‫تذكر شــيئا ثم ســأله ‪ :‬كيف هى تجارتك ياكريس ؟ ‪.‬‬

‫اجــاب البــواب الشــاب الــذى بــدى بســن طالــب جامعــى ‪ :‬انهــا رائعــة ياســيدى‪...‬‬
‫ً‬
‫لقــد وصلــت الــى مرحلــة مشــرف فــى الشــهر الماضــى ‪ ...‬شــكرا انــك عرفتنــى‬
‫ً‬
‫علــى باربــرا فهــى حقــا عظيمــة ‪.‬‬

‫ً‬
‫رد «أعظــم مســوق شــبكى « جيــد فأنــت ذكــى وتعمــل بجــد ايضــا وتســتحق‬
‫النجــاح ‪.‬‬

‫ماهى خطتك القادمة ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫أجــاب كريــس ‪ :‬حســنا ‪ ...‬أخطــط ان ابقــى علــى رأس العمــل فــى هــذا الفنــدق‬
‫ً‬
‫مــن شــهر الــى ثاثــة ‪ ،‬لقــد كنــت محقـــا بشــأن هـــذا المــكان فقــد التقيــت فيــه‬
‫افضل اعضـــاء فريقـــى ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫ً‬
‫ثــم اكمــل ‪ :‬كمــا اننــى اخطــط للســفر لـــ «ســان انطونيــو « قريبــا وقــد ابقــى فيهــا‬
‫لعــدة اشــهر فلــدى مجموعــة جديــدة هنــاك بعــد ذلــك ربمــا اســافر المانيــا ثــم‬
‫اليابــان مــن يعلــم ‪.‬‬

‫اجــاب صديقــى الجديــد للمعنــى علــى خططــك لــدى العديــد مــن معــارف فــى‬
‫اليابــان وانــا متأكــد انــك ستســتمتع بقائهــم ‪.‬‬

‫رد الشاب بجدية تامة ‪ :‬بالتأكيد سأفعل ذلك ‪.‬‬

‫ً‬
‫عمت مساءا ياكريس ‪ :‬أجاب اعظم مسوق شبكى ونحن مغادرون بالسيارة‬
‫‪.‬‬

‫بدأنــا بالدردشــة ونحــن فــى طريقنــا الــى المطعــم ‪ ...‬فــى الواقــع انــا مــن كنــت‬
‫اتحــدث بينمــا كان هــو يطــرح ااســئلة باســتمرار ‪.‬‬

‫سألنى عن مكان اقامتى ‪ ...‬وفى اى جزء من المدينى اسكن ‪ ...‬وما ان كانت‬


‫تعجبنــى أم ا ‪ ...‬ســألنى عــن جيرانــى ومنزلــى حتــى عــن مــدارس ابنائى وما‬
‫ً‬
‫ان كانــت تعجبهــم ‪ ...‬لــم يكــن تحقيقــا كمــا قــد يخطــر علــى اذهانهــم فقــد بــدا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شــغوفا مهتمــا وســهل الحديــث معــه اعتقــد اننــى اخبرتــه فــى تلــك العشــر‬
‫دقائــق عــن تفاصيــل لــم اخبرهــا احــد مــن قبــل فــى حياتــى حيــن وصلنــا الــى‬
‫المطعــم اســتقبلنا رجــل بلبــاس رســمى وحيانــا بحــرارة وســألنى ان كانــت‬
‫هــذه زيارتــى ااولــى ؟‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫أجبتــه انهــا كذلــك ثــم أخبرنــر انــه ســعيد برؤيتــى وتمنــى ان يعجبنــى الطعــام‬
‫واقتــرح علــى تجربــة طبــق « ســمك الســنابر « ‪ ...‬ان كنــت افضــل السمـــك‬
‫الطــازج ‪.‬‬

‫شــكرته علــى اســتيحاء ‪ ...‬فلــم اعتــد معاملــة مماثلــة مــن قبــل ‪ ...‬ناهيــك ان‬
‫تكــون مــن جرســون مطعــم مــن الدرجــة ااولــى ‪.‬‬

‫دخلنا انا واعظم مسوق شبكى الى المطعم برفقة المرشد الذى بدا وكأنه‬

‫افضــل صديــق لــه ‪ ...‬احظــت تبــادل اابتســامات بيــن مســتضيفى وعــدد مــن‬
‫ً‬
‫النــزاء والزبائــن ‪ ...‬أخبرتــه ونحــن نجلــس ‪ :‬انــت حتمــا تعيــش فــى عالــم‬
‫مختلــف عــن عالمــى ؟‪.‬‬

‫أجابنى بسؤال ‪ :‬كيف ذلك ؟ ‪.‬‬

‫ً‬
‫قلــت ‪ :‬حســنا ‪ ...‬مممممــم ‪ ....‬الــكل هنــا يبتســم ويشــعرنا بارتيــاح ويبــدو لــى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫انــك تعرفهــم جميعــا ‪ ،‬هــل تمتلــك هــذا المــكان او شــيئا مــن هــذا القبيــل ؟‪.‬‬

‫شعرت بخجل شديد حينما قهقهاته المعتادة ‪.‬‬

‫ثــم ســألنى ‪ :‬أخبرنــى مــاذا يعنــى لــك ‪ ...‬مــاذا ونحــن الحاضــر ن خاصــة فــى ظــل‬
‫كل هــذه اابتســامات وااريحيــة التــى تحيــط بــك كمــا ذكرت ‪.‬‬

‫ياله من سؤال ‪ :‬الحاضر ماذا تعنى ؟ ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫اعنى بماذا يشعرك الجو المحيط ماالذى تاحظه فى حاضرك ؟ ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫بدأت اعتاد على اســئلته الغريبة أخذت نفســا عميقا ثم أجبت ‪ :‬اشــعر بحســد‬
‫ً‬
‫وبفضول ايضا ‪ ،‬واتسائل ان كان بامكانى العيش هكذا ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫اقترب ناظرا الى مباشرة ثم سألنى كيف تريد حياتك ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫وبدأنا حوارا تجاوز الساعتين حول وجبة عشاء اعدها من افضل ماتناولت‬
‫فــى حياتــى ‪ ...‬كان يطــرح علــى الســؤال تلــو ااخــر ثــم يتبــعه بـ هــا أخبرتنى‬
‫بالمزيــد عــن ذلــك؟ وكنــت اشــاركه بمعلومــات لــم يســبق لــى ان اطلعت احداً‬

‫عليهــا وا حتــى زوجتى ‪.‬‬

‫اثناء حوارنا على العشــاء كان يطرح على اســئلة ليتأكد ان كان يفهم ماقلت‬
‫ً‬
‫لــه لكــن الغريــب انــه كان يســأل ان كان كــذا وكــذا صحيحــا ؟ بالرغــم اننــى‬
‫ا اذكــر اننــى أخبرتــه عــن كــذا وكــذا اصــا اثنــاء حديثنــا ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫لم تفهموا شيئا ‪ ...‬أليس كذلك ؟ دعونى أضرب لكم مثاا ‪:‬‬

‫كنت اخبره عن وظيفة ســبقة لى فى احدى شــركات الكمبيوتر فى كامبريدج‬


‫بواية ماسيتشوسيتس امممم ‪.‬‬

‫بصراحــة لــم تكــن شــركة بمعنــى الكلمــة فقــد كنــا مجموعــة مــن الشــبان الذيــن‬
‫اطلــق علينــا لقــب “ هاكــرز “ أو قراصنــة الكمبيوتــر فــى تلــك اايــام ‪ ،‬كانــت‬
‫وظيفــة ممتعــة بمعنــى الكلمــة ‪ ،‬وكان كل زمائــى أذكيــاء ومتحمســون ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫ً‬
‫فسألنى ‪ :‬اذا ‪ ..‬انت من الرواد فى مجالك ؟ ‪.‬‬

‫فهمتم قصدى ؟‪.‬‬

‫من الرواد أنا ؟ سألته باستغراب ‪.‬‬

‫بتاتــا ! كنــت فقــط اتســلى فقــد كنــا فــى اوائــل ايــام الكمبيوتــر وكنــا نلهــو ليــس‬
‫اا هــذا كل مافــى اامــر ‪.‬‬

‫هل سبقتم احد لذلك ؟‪.‬‬

‫ا اظن وأخبرته بذلك ‪.‬‬

‫ً‬
‫ثم كرر السؤال ‪ :‬اذا انت من الرواد ؟‪.‬‬

‫اظــن اننــى نظــرت اليــه باســتغراب حيــن مــال بكرســيه الــى الخلــف واطلــق‬
‫نســخة مصغــرة مــن ضحكاتــه المدويــة التــى اصبحــت عاديــة بالنســبة لــى‬
‫وحتــى بالنســبة لمرتــادى المطعــم الذيــن قــل عددهــم فــى ذلــك الوقــت فقــد‬
‫كانــوا ينظــرون اليــه مبتســمين ثــم يتابعــون حديثهــم ‪.‬‬

‫تلعثمت فى الكام ثم قلت ‪:‬‬

‫أووووه ‪ ...‬يارجــل ‪ ..‬لديــك طريقــة تجعلنــى استســلم ‪ ...‬نعــم ‪ ،‬اعتقــد انــى كنت‬

‫‪16‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫رائــدا نوعــا مــا ‪ ....‬فــى ذلــك الوقــت علــى ااقــل ســألنى بتعجــب فــى ذلــك‬
‫الوقــت ؟؟ ليــس اان ‪.‬‬

‫بــدا اصــراره غيــر منطقــى لكننــى اجبتــه علــى اى حــال وقــد بــدت عامــات‬
‫ً‬
‫اانزعاج واضحة على ‪ :‬حســنا استســلم ‪ ...‬انا من الرواد بل ومن الفرســان‬
‫ً‬
‫ايضــا لكننــى فقــدت حصائــى وفــور انتهائــى مــن نطــق تلــك الجملــة كنــت‬
‫اشــعر تمامــا بمــا ســيقوله بعــد ذلــك شــىء عــن الوســيلة ‪.‬‬

‫ً‬
‫كنت متأكدا من ذلك ‪.‬‬

‫لكنه لم ينطق بكلمة ‪ ...‬صمت تام ‪.‬‬

‫بدأت أشعر بعدم اارتياح ‪.‬‬

‫ً‬
‫واخيرا سألنى ‪ :‬بم كنت تفكر اان ‪.‬‬

‫أجبتــه بســرعة ‪ :‬متــى ؟ ثــم رفعــت يــدى وهــززت رأســى قائــاً ‪ :‬انتظــر ‪ ...‬انــا‬
‫ً‬
‫اعــرف متــى ‪ ...‬انــه فقــط ‪ ..‬حســنا ‪ ،‬أمــم أنــا ‪. ...‬‬

‫أوووووه ‪ ...‬ا اعلم ‪.‬‬

‫ثــم ســألته ‪ :‬ماالــذى ترمــى اليــه ؟ اعنــى انــك تطــرح بعــض ااســئلة ثــم تخبرنــى‬
‫بأشــياء لــم يســبق احــد ان قالهــا لــى مــن قبــل ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫أشياء تجعلنى كيف ارد ‪ ...‬او حتى كيف افكر ‪.‬‬

‫ً‬
‫لــم يتفــوه بكلمــة انمــا انحنــى باتجاهــى محــركا رأســه الــى اليميــن وكأنــه يريــد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ان يتأكــد مــن ســماع كل كلمــة انطــق بهــا ‪ ،‬كان تعبيــرا ســاحرا ‪ ...‬مترقب كما‬
‫لــو كان ينتظــر مــا ســأقوله بعــد ذلــك ومتعاطــف كمــا لــو كان قــد تقبــل كل‬
‫ماقلتــه قبــل ان أتلفــظ بــه ‪ ...‬شــعور مريــح ويدعــو لاستســام فــى الوقــت‬
‫ذاتــه ‪.‬‬

‫شــعرت ان الهــواء ينقــص منــى وااحاســيس تغمرنــى شــعور كبيــر ‪ ...‬مهــم جــداً‬

‫وفجــأة شــعرت بحــزن شــديد ‪.‬‬

‫أخبرتــه وتعابيــرى تصعــب خــروج الكلمــات مــن فمــى « أريــد فقــط ان انجــح‬
‫ليــس اا ســئمت مــن الحيــاة ااعتياديــة ‪ ...‬مــن عــدم امتــاك المــال افعــل‬
‫مايحلــو لــى وأوفــر لزوجتــى وابنائــى الحيــاة التــى يســتحقونها كأخذهــم‬
‫لعالــم ديزنــى مثــاً ‪ ...‬ثــم اكملــت ‪ :‬اريــد اصطحــاب ابنائــى لعالــم ديزنــى‬
‫ً‬
‫ووادى جرانــد كانيــون فــى كولــورا دو ‪ ،‬اريــد ان اكــون حــرا ‪ ...‬أريــد المزيــد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مــن الوقــت ‪ ...‬ان ابــدع ‪ ...‬ان اتحكــم وايضــا كمــا قلــت ســابقا ‪ ...‬أريــد أن‬
‫ً‬
‫أكــون رائــدا ‪ ...‬أحــب أن أكــون كذلــك ‪.‬‬

‫لكــن ‪ ...‬؟؟؟ ســألنى بهــدوء لكننــى ا اعــرف كيــف اجبتــه وصوتــى كان اقــرب‬
‫للبــكاء ثــم اكملــت ‪ :‬ســمعت الكثيــر مــن اصــدارات التفكيــر اايجابــى ربمــا‬
‫ً‬
‫المئــات او حتــى اااف لكنهــا لــم تجــدى نفعــا معــى ‪ ،‬أظــن ان التســويق‬
‫الشــبكى ايصلــح لــى او اننــى انــا الــذى ا اصلــح لــه ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫ً‬
‫انــا مؤمــن بــأن التســويق الشــبكى ناجــح جــدا اننــى ارى العديــد مــن النــاس‬
‫ينجحــون فيــه واعلــم انهــم ليســوا بأفضــل او اذكــى منــى وا حتــى اعلــم‬
‫ً‬
‫منــى كل مافــى اامــر انــه لــم يعــد صالحــا لــى اجريــت العديــد مــن ااتصــاات‬
‫وتابعــت قائمــة اســمائى ولكنــه لــم ينجــح معــى ‪.‬‬

‫نظرت اليه ثم سألت‪ :‬ماهى مشكلتى ؟ ‪.‬‬

‫مــال برأســه الــى الخلــف ثــم نظــر الــى الســقف وهــز بكتفيــه لاعلــى ولاســفل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ثــم اخــذ نفســا عميقــا ونظــر الــى مباشــرة ‪.‬مارأيــك بــأن أريــك هــذه التجــارة ؟‬

‫أتمــزح ؟؟؟ رددت بنبــرة كل مــن فــى المطعــم ينظــر الينــا ثــم حاولــت ان اتمالك‬
‫ً‬
‫نفســى وانــا اقــول ‪ :‬بالتأكيــد رائــع فلنبــدأ غــدا ‪ ...‬اليــك مااريــدك فعله ‪.‬‬

‫ناولنــى قصاصــة مــن الــورق كتــب عليهــا مــكان اقامتــه ثــم طلــب منــى ان ازوره‬
‫فــى مكتبــه مســاء اليــوم التالــى بعــد ان انتهــى مــن عملــى ‪...‬‬

‫نظرت الى العنوان وبدا أنه يبعد مايقارب التسعين دقيقة عن المدينة فأخبرته‬
‫انى سأكون عنده فى السادسةوالنصف‬

‫ً‬
‫فقال انه توقيت جيد جدا ‪.‬‬

‫مد يده الى حقيبة بقرطاس اخضر لماع بدا وكأنه كتاب ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫ً‬
‫هاك ‪ ...‬هذا واجبك المنزلى ‪ ،‬اريدك ان تقرأه قبل ان نلتقى غدا ‪ ...‬موافق ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫“ كله ؟؟ “ سألته متعجبا ‪.‬‬

‫ً‬
‫نعم اجابنى بحزم ‪ ،‬ثم اضاف ابتسامة مستطردا ‪ :‬اتقلق فهو سهل القراءة ‪.‬‬

‫دفع فاتورة العشاء ثم شكرنى وكل من فى المطعم ‪.‬‬

‫ثم اوصلنى الى الفندق الذى اقيم فيه ااجتماع حيث وقفت سيارتى عندها‬
‫حان دورى لطرح ااسئلة حيث سألته عن مكان سكنه ‪ ،‬بيته وجيرانه ‪...‬‬
‫وبعد اربع أو خمس اسئلة ‪.‬‬

‫ً‬
‫التفت الى مبتسما ثم قال ‪ :‬يالك من شاب ذكى تتعلم بسرعة ‪ ...‬شعرت‬
‫باحساس رائع ‪.‬‬

‫انزلنى بالقرب من سيارتى وودعنى ثم انطلق بشاحنته ‪.‬‬

‫تابعته الى ان غاب عن نظرى ثم فتحت ابواب سيارتى وأدرت المحرك وجلست‬
‫أتأمل حتى تسخن سيارتى ‪.‬‬

‫وفجأة تذكرت الكتاب الذى اعطانى اياه فسحبته من جيب المعطف بسرعة‬
‫‪.‬‬

‫نزعت الغاف وقلبت الكتاب على جنبه اايمن اقرأ العنوان ‪...‬‬

‫‪20‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل اأول ‪ :‬النهايــــة‬

‫وبالرغم من اشاءة الشارع الخافتة اا ان احرف عنوان الكتاب الذهبية كادت‬


‫تقفز من على غافه ااخضر الداكن ‪ ،‬والذى كتب عليه ‪ « :‬مالم تعلم ‪....‬‬
‫انك اتعلمـه”‪.‬‬

‫ً‬
‫قلبت صفحات الكتاب بحماس شديد متجاوزا الصفحات ااولى بسرعة وبعد‬
‫الصفحة العاشرة او الثانية عشر توقفت بذهول ‪.‬‬

‫فصفحات الكتاب ‪ ...‬كانت فارغة تماما ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل الثانى‬

‫لكى تقال الحقيقة‬

‫‪22‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫مضــى اليــوم التالــى ببــطء شــديد كمــا لــو ان الوقــت يزحــف ‪ ،‬أضــف الــى ذلــك‬
‫كونــه يــوم جمعــة والــذى عــادة مايكــون كذلــك ‪.‬‬

‫وحيــن اصبحــت الســاعة ‪ 3.30‬لــم أعــد احتمــل وتركــت مكتبــى علــى الفــور‪،‬‬
‫أخرجــت العنــوان الــذى اعطانــى إيــاه فــى المطعــم والتقطــت خريطتــى‬
‫اتأكــد مــن الطريــق ثــم انطلقــت باتجــاه الشــمال ‪.‬‬

‫فحتــى وان اضعــت الطريــق ســأصل قبــل الموعــد بســاعة ‪ ،‬وا ضــرر سأســتمع‬
‫ً‬
‫لبعــض ااشــرطة او اقــرأ كتابــا ‪ ،‬ثــم ضحكــت وانــا اتذكــر الكتــاب الــذى‬
‫اهدانــى ايــاه ‪ ،‬فقلــت فــى نفســى « ســأقرأ ذلــك الكتــاب «‪.‬‬

‫ً‬
‫وبعــد قرابــة عشــر دقائــق وجــدت نفســى خــارج المدينــة متجهــا الــى ضواحيهــا‬
‫وبعــد حوالــى عشــرين دقيقــة كنــت اقــود ســيارتى بيــن المــزارع والتــال‬
‫والجبــال التــى بــدت وكأنهــا ســجادة ذات مربعــات خضــراء وبنيــة ا نهائيــة‬
‫تمتــد نحــو الشــمال ‪.‬‬

‫ً‬
‫يالــه مــن يــوم ! المنظــر كان ســبيها بتلــك الصــور التــى تطبــع علــى البطاقــات‬
‫البريديــة التذكاريــة فالشــمس ســاطعة والســحب تمــأ وكأنهــا اشــكال‬
‫حيوانــات مختلفــة بــدأت بالغنــاء ثــم أدرت المذيــاع وانــا فــى الطريــق الــى‬
‫ً‬
‫منزلــه وفجــأة ادركــت اننــى اول مــرة اكــون واعيا لكل مايــدور حولى اثناء‬
‫قيادتــى ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫كان لــدى تصــور واضــح عــن ماســيبدو عليــه منزلــه مــن خــال حديثــى معــه فــى‬
‫المطعــم ‪ ،‬فقــد أخبرنــى بأننــى ســأرى منزلــه مــن خــال ااشــجار خلــف التلــة‬
‫وامامــه بحيــرة بمجــرد ان انعطــف نحــو طريــق « هلبيكــرى « وأدى ســوره‬
‫الخشــبى ذات االــواح ااربعــة المصبوغــة بلــون رمــادى ‪.‬‬

‫ً‬
‫وتمامــا مثلمــا وصــف فبمجــرد رؤيتــى للســور اوقفــت ســيارتى علــى جانبــى‬
‫الطريــق ثــم أملــت رأســى نحــو المقــود احصــل علــى نظــرة شــاملة للمنــزل ‪.‬‬

‫ً‬
‫لم أكن متأكدا الى أى نمط معمارى ينتمى تصميم المنزل فلم يكن «تيودوريا‬
‫ً‬
‫« ذى ااخشــاب المتقاطعــة الشــكل لكنــه بــدا انجليــزى التصميــم كبيــرا لكنــه‬
‫ً‬
‫غيــر مهيــب ‪ ،‬افخــم مــن أى منــزل زرتــه مــن قبــل ‪ ،‬تمامــا كالمنــازل التــى نراها‬
‫فى اعانـات سيارات جاكـوار أو رولز رويس أو المجات المعماريـة‪.‬‬

‫ً‬
‫ياله من عقار فاخر حقا ‪.‬‬

‫أحــاط بالمنــزل الرئيســى عــدد مــن المبانــى احدهــا كان اســطبا للخيــول ذا‬
‫ابــواب خشــبية المزدوجــة التــى تفتــح انــه ينتمــى تصميــم المنــزل فلــم يكــن‬
‫«تيودوريــا « ذا ااخشــاب المتقاطعــة الشــكل لكنــه بــدا انجليــزى التصميــم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كبيــرا لكنــه غيــر مهيــب ‪ ،‬افخــم مــن أى منــزل زرتــه مــن قبــل ‪ ،‬تمامــا كالمنــازل‬
‫التــى نراهــا فــى اعانـــات ســيارات جاكـــوار او رولــز رويــس او المجــات‬
‫المعماريـة‪.‬‬

‫ً‬
‫ياله من عقار فاخر حقا ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫أحــاط بالمنــزل الرئيســى عــدد مــن المبانــى احدهــا كان اســطبا للخيــول ذا‬
‫ابــواب خشــبية المزدوجــة التــى تفتــح الــى الجانبيــن كالتــى نراهــا فــى افام‬
‫رعــاة البقــر ‪.‬‬

‫اما ااخر فقد بدا كنسخة مصغرة عن البيت الرئيسى ‪.‬‬

‫أعتقــد انــه مســتودع او منــزل للضيــوف ‪ ،‬كان هنــاك منــزان اخــران ايضــا‪ً،‬‬

‫أخــذ كاهمــا نفــس لــون الســور الرمــادى مــع اضافــة زخــارف خشــبية بلــون‬
‫داكــن والتــى غطيــت كلهــا بشــجر اللبــاب المتســلق ‪ ،‬كل شــىء كان محاطــاً‬

‫بالشــجيرات وحدائــق الــورود وااشــجار كالبلــوط والقبقــب والصنوبــر ‪،‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫والتــى بــدا واضحــا مــن طولهــا انهــا موجــودة هنــا منــذ زمــن بعيــد جــدا ‪.‬‬

‫ً‬
‫ببســاطة كل شــىء كان رائعــا ! نمــوذج للمنــزل الــذى طالمــا حلمــت بامتاكــه‬
‫فــى الواقــع ‪.‬‬

‫كل ااشــجار بــدت مشــذبة بالرغــم مــن وجــود غابــات عــن يمين ويســار الطريق‬
‫المــؤدى للبيت ‪.‬‬

‫أمــا الخيــول فــكان هنــاك ســت منهــا ‪ ...‬ا بــل ثمــان ! ترعــى فــى الحقــول التــى‬
‫بيــن المنــزل والطريــق العــام ‪ ...‬خيــول اصيلــة غايــة فــى الجمــال ‪ .....‬ثــاث‬
‫منهـــا رمادية اللـــون ‪.‬‬

‫أعشق الخيول وخاصة الرمادية منها ولطالما حلمت بامتاك حصان ترجلت‬
‫من ســيارتى اشــاهدهم عن قرب ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫وحينمــا اقتربــت مــن ســور الحقــل ‪ ،‬ناديــت الحصــان القريــب منــى فرفــع رأســه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ناظــرا الــى فــورا بــدأ بالعــدو نحــوى ‪.‬‬

‫وعندهــا احظــت اقتــراب فــرس آخــر مــن بعــد يمتطيــه فــارس يعــدو نحــوى‬
‫مــن جهــة الغابــة ‪ ...‬انــه هــو ! ‪.‬‬

‫وصل الفرس الذى ناديته واعظم مسوق شبكى فى العالم فى نفس الوقت‬

‫ً‬
‫حســنا بالتأكيــد جذبــت انتباههــا فهــى ا تأتــى اى احــد اا زوجتــى «ربيــكا»‬
‫قــال وهــو يأرجــح قدمــه مــن فــوق المســرح بحركــة سلســلة كفــارس متمــرس‬

‫ً‬
‫ســعيد برؤيتك وصلت مبكرا بســاعة قالها دون ان ينظر الى ســاعته ثم أكمل‬
‫ً‬
‫باتجاخــى مــادا يــده مــن بيــن ااخشــاب العليا للســور « كيف حالك « ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫انا ‪ ...‬جيد جدا ‪ ...‬ومرتبك نوعا ما ‪.‬‬

‫حقــا تتعلــم بســرعة ‪ ...‬شــكراً‬


‫ً‬ ‫اطلــق احــدى ضحكاتــه المدويــة ثــم قــال انــت‬
‫لصراحتــك ‪ ...‬لكــن ماالــذى يقلقــك ؟‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫“ حســنا “ أجبتــه وانــا ألــوح بيــدى مشــيرا الــى اماكــه “ ليــس هــذا بالصبــط‬
‫المــكان الــذى أجــد فيــه نفســى صبــاح الجمعــة بصراحــة المــكان الــذى تملكــه‬
‫ً‬
‫‪ ...‬مممممــم ‪ .‬مــكان رائــع جــدا ‪.‬‬

‫“ نعــم “ أوافقــك الــرأى ‪ ...‬رد علــى وهــو يشــاركنى بنظــرة تقديــر الــى البيــت‬
‫والمزرعــة والغابــات المحيطــة بالمــكان ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫أتعلــم احــد احامــى ان امتلــك مكانــا مشــابها لهــذا ‪ :‬أحصنــه بيــت أشــجار‬
‫ومــروج‬

‫“ ممتاز ‪ :‬أترغب فى شراءه ؟‪.‬‬

‫ماذا ؟! رددت باستغراب ‪.‬‬

‫ســأبيعه لــك ‪ ...‬قــال وهــو ينظــر الــى عينــى مباشــرة بطريقــة مواجهــة مســتفزة‬
‫ولطيفــة فــى الوقــت ذاتــه ‪.‬‬

‫أجبت بسخرية « ا اعتقد أن ميزانيتى تسمح فى الوقت الحالى « ‪.‬‬

‫“ ا أذكر اننى ذكرت لك السعر الذى ارغب ببيعه به ‪ .....‬أليس كذلك!‪.‬‬

‫أجبــت باعتــراف « ا ‪ ،‬ا أظــن انــك فعلــت اذا كيــف لــك ان تعــرف ان كان ضمــن‬
‫ميزانيتك أم ا ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫تنهدت قائاً حسنا ‪ ...‬بكم تود أن تبيع ؟‪.‬‬

‫مليونين وستمائة الف ‪ ...‬أترغب بالشراء ‪.‬‬

‫“ كف عن هذا ! وقد ظهرت عامات الغضب “ هذا سخيف ‪.‬‬

‫أنت تعلم اننى ا امتلك مثل هذا المبلغ ‪.‬‬

‫ا ‪ ...‬ا أعلــم ذلــك ‪ ...‬أجــاب وهــو ينظــر الــى بهــدوء ‪ ،‬ولــم يكــن هــذا ســؤالى !‬
‫فقــد ان كنــت تريــد ان تشــتريه أم ا ‪ ،‬نعــم أم ا ؟‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫ا أرى أى مغزى من هذه المحادثة ‪.‬‬

‫صرخــت وقــد بــدت علــى عامــات ااســتفزاز « ايمكننــى حتــى تصــور هــذا‬
‫المبلــغ‪ ،‬كيــف لــى ان أرفــع يــده أمامــى فصمــت ‪ ،‬أحسســت بلــون أحمــر يمــأ‬
‫وجنتــى وبــدأ ســاقاى يرتجفــان كمــا لــو كنــت علــى وشــك الدخــول فــى قتــال‬
‫‪ ،‬أجبنــى بنعــم أو ا ؟ هــل تريــد بيتــى ؟ ســألنى مــرة اخــرى ببــرود شــديد‬
‫ً‬
‫أجبــت بحــدة بالطبــع ا ‪ ...‬ا تكــن ســخيفا ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫ا أحاول ان اكون سخيفا ابدا بل انت ‪.‬‬

‫مــن تفعــل ذلــك ‪ ...‬نظــر الــى ثــم اســتطرد « مــن اســخف ااشــياء التــى بامــكان‬
‫اى امــرىء ان يفعلهــا هــو اا يقــول الحقيقــة !‪.‬‬

‫“ مم ‪ ...‬ماذا ؟ تعلثمت وانا انظر اليه باندهاش ‪.‬‬

‫انــت تكــذب ! فاجأنــى بنظــرة صارمــة وبحلقــة بطريقــة مؤذيــة وجــادة فــى‬
‫الوقــت ذاتــه ‪.‬‬

‫ً‬
‫ارجــوك « اكمــل بلطــف « صححنــى ان كنــت مخطئــا فيمــا ســأقوله ‪ :‬انــا متأكــد‬
‫انــك تــود ان تشــترى بيتــى اكثــر مــن اى شــىء فــى العالــم ‪ ،‬وســيكون ذلــك‬
‫بالنســبة للبيــع ؟‪.‬‬

‫حلم يتحقق لم أسألك ان كنت تمتلك بيتى أم ا ‪ ...‬نعم أم ا ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫حسنا ان كان هذا ماتعنيه فنعم احب ان اشترى بيتك ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫تنهد واخذ نفســا عميقا ثم ابتســم « هذا بالضبط مااعنيه ‪ ،‬كرر نفس عبارتى‬
‫ثــم قــال « اخبرنــى « هــل تجــد صعوبــة فــى اجتبــة ااســئلة التــى يطرحهــا‬
‫عليــك النــاس فــى العــادة؟‪.‬‬

‫“ فــى الحقيقــة “ كنــت علــى وشــك البــدء فــى الــكام اا اننــى هــززت رأســى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يمنة ويســرة ثم وقفت صامتا ‪ ...‬رفعت نظرى اليه محاوا قراءة الجواب‬
‫المناســب مــن علــى صفحــات وجهــه ‪.‬‬

‫كــف عــن البحــث فــا توجــد اجابــة صحيحــة قــال كمــا لــو مــان يقــرأ افــكارى‬
‫هنــاك فقــط اجابتــك انــت ان علــى الســؤال ‪.‬‬

‫وقفنــا بصمــت لبرهــة ‪ ،‬كان ينظــر الــى مباشــرة امــا انــا فكنــت احــاول النظــر‬
‫أى مــكان آخــر ســواه الــى ان اســتعادت عينــاى الشــجاعة لتســتقر عليــه ثــم‬
‫قــال « فــى عاقتنــا ان يلتــزم كانــا بقــول الحقيقــة فــى كل وقــت واظــن ان‬
‫المهمــة ســتكون صعبــة بالنســبة لــك انــك ا تنصــت ‪ ...‬ليــس بعــد علــى ااقــل‬
‫فأنــت ثلــون اقوالــى بمــا تظــن فــى نفســك اننــى اقــول ‪ ،‬أليــس كذلــك ‪.‬‬

‫“ صحيــح هــو كذلــك ‪ « .‬أخبرتــه باستســام أومــأ برأســه ثــم أكمــل ‪ ،‬هــل قــرأت‬
‫الكتــاب الــذى اهديتــك ايــاه البارحــة ؟‪.‬‬

‫لم أعرف بم اجيبه فكسف لى ان اقرأ الطريق ‪.‬‬

‫كتابا ايحوى أى كلمات ؟‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫نعم أم ا ؟ سألنى بتأن ‪:‬‬

‫نعم ‪ ...‬أجبت ‪.‬‬

‫ً‬
‫حسنا ‪ ...‬مارأيك فيه ؟‪.‬‬

‫‪ ....‬ا اعلم ‪.‬‬

‫“ ممتاز ‪ ...‬فلنصعد الى المنزل لتخبرنى كل شىء عنه ‪.‬‬

‫ً‬
‫التفــت تجــاه ســيارتى كالمتخبــط لــم اكــن واثقــا بمــا افكــر لــذا حاولــت أا أفكــر‬
‫بــأى شــىء ‪.‬‬

‫***‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫وأنكشف الســـر‬

‫‪31‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬وأنكشف الســـر‬

‫بــدأ المنــزل عــن قــرب ‪ ،‬وكل مايحيــط بــه أكثــر اثــارة لاعجــاب ‪ ،‬فــكل شــىء‬
‫كان غايــة فــى الروعــة ‪.‬‬

‫حتى ااشياء غير المتقنة بدت جميلة ‪.‬‬

‫فطــاء واجهــة المنــزل الحجريــة باهتــة اللــون والحديقــة ذات التنســيق غيــر‬
‫المنظــم بديــا مدهشــين برغــم مافيهمــا مــن عيــوب ‪.‬‬

‫ً‬
‫لــم يكــن المنــزل مثاليــا كبيــوت ااثريــاء التــى نراهــا فــى الصــور ممــا يعطيــك‬
‫انطباعــا بوجــود اشــخاص يســكنونه ‪ ،‬والدليــل علــى ذلــك كان الترحيــب‬
‫الجميل الذى استقبلنى به كابهم الثاثة على المسار الحجرى عند ترجلى‬
‫مــن ســيارتى ‪.‬‬

‫قــال وهــو يداعــب فــراء كلبتــه « الكولــى الســوداء التــى اذنهــا حامــاً « اعرفــك‬
‫علــى الدوقــة هــى ‪ ،‬هــى معنــا منــذ شــهرين فقــط ‪ ،‬كانــت الكلبــة تلعــق يــده‬
‫بينمــا كان ينحنــى وهــو يتحــدث معــى ‪.‬‬

‫ثــم قــال ‪ :‬اظــن ان ســيارة مــا اصطدمــت بهــا ‪ ،‬ا احــد يــدرى مــن ايــن اتــت ‪،‬‬
‫لكننــا تبنياهــا اان ‪.‬‬

‫ً‬
‫ثــم وقــف وســرنا نحــو المنــزل ااصغــر الــذى رأيتــه ســابقا وقــال « « تعــال الــى‬
‫مكتبــى»‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬وأنكشف الســـر‬

‫“ لقــد عملــت مــن منزلــى هــذا لعــدة ســنوات واطن ان هذا التنســيق هو اافضل‬
‫علــى ااطــاق ‪ ،‬ثــم أكمــل حديثــه ونحــن ندخــل الــى المبنى ‪ :‬فوجود مســافة‬
‫قصيــرة تفصــل مكتبــى المنزلــى عن بيتــى فكر مثالية ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫مكتبــه كان مريحــا كمــا لــو كان يعيــش فيــه مشــعا بضــوء الشــمس بنباتــات‬
‫موزعــة فــى كل أرجائــه ‪ ،‬عفــوى بفخامــة غيــر مزعجــة ‪.‬‬

‫إنقســم الطابــق ااول الــى حزئيــن ‪ :‬غرفــة للجلــوس فــى المدخــل تحــوى بيانــو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫خشــبى وضــع مواجهــا الشــباك ومحاذيــا للمدخنــة كانــت هنــاك اريكتيــن‬
‫منتفختيــن متقابلتيــن غطيتــا ببطانيــة رســم عليهــا علــم الوايــات المتحــدة‬
‫اامريكيــة فصلــت بينهمــا طاولــة قهــوة علــى ســدحها كتــب مبعثــرة بطريقــة‬
‫أنيقــة اضافــة الــى مزهريــة أشــبه بحــوض ســمك كــروى الشــكل‪.‬‬

‫تدفقــت منهــا ناغــورة مــن اازهــار البرية معظمها أقحوانــات ‪ ،‬اما ارض الغرفة‬
‫الخشــبية فقــد فرشــت بســجادات شــرقية مختلفــة االــوان وااحجــام وعــن‬
‫يميــن الغرفــة بــاب خشــبى مــزدوج يطــل علــى غرفــة اصغــر بقليل يتوســطها‬
‫مكتــب ضخــم أشــبه بجزيــرة داخــل الغرفة ‪.‬‬

‫جــدران الغرفتيــن ملئــا بلوحــات تشــكيلية وارفــف كتــب ‪ ،‬لــم أرى مثــل هــذا‬
‫العــدد مــن الكتــب مــن قبــل ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫فقلــت مســتغربا ‪ « :‬يالهــا مــن مكتبــة ‪ ،‬متأكــدا اننــى بخســت حــق المكتبــة بتلــك‬
‫الجملـة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬وأنكشف الســـر‬

‫أجابنــى وهــو يتفقــد بعينيــه اارفــف التــى حــوت مايزيــد عــن الــف كتــاب « نعــم‬
‫فأنــا أحــب الكتــب ‪ ...‬واحــب المعلومــات أيــا كانــت ‪ ...‬مــاذا عنــك ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫معلومات ؟ بالتأكيد مستغربا تسميته الكتب معلومات ‪.‬‬

‫ثم سألنى ‪ ...‬أخبرنى مارأيك بالكتاب الذى اهديتك اياه البارحة لتقرأه ‪.‬‬

‫أجبت بسؤال ‪ :‬ما ا تعلم ‪ ...‬أنك تعلمه ؟‪.‬‬

‫أجابنــى وهــو يغــوص فــى احــدى الكنبتيــن بالضبــط ‪ ...‬فمــن بيــن كل الكتــب‬
‫التــى قــرأت يعتبــر هــذا ااهــم علــى ااطــاق ‪.‬‬

‫بحثــت فــى معالــم وجهــه أتأكــد ان كان يمــزح أو يلهــو معــى ‪ ،‬لكنــه كان ينظــر‬
‫الــى مباشــرة بــدون تعابيــر ‪.‬‬

‫شاركته الجلوس على الكنبة ااخرى وقلت ‪ :‬امممممم ‪ ...‬ا اعلم ‪.‬‬

‫فرد على ‪ :‬جيد ‪ ...‬رائع ‪.‬‬

‫رغبــت بشــدة ان اجيبــه بجــواب شــاف ليعلــم اننــى مــاذا ؟ ليتأكــد اننــى ممممــم‬
‫‪.‬‬

‫فى الحقيقة لم يكن لدى ماأقول ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬وأنكشف الســـر‬

‫“ بــودى ان اقــص عليــك قصــة “ لينقذنــى مــن الصمــت الغريــب الــذى علــى “‬
‫أتــود ســماعها “‪.‬‬

‫بالتأكيد ‪...‬‬

‫منــذ عــدة ســنوات فــى اليابــان اعتــاد الرهبــان البوذيــزن الســفر مــن معبــد ااخــر‬
‫ً‬
‫طلبــا للعلــم مــن ســاداتهم الذيــن يطلقــون عليهــم اســم الماســتر ‪.‬‬

‫وكمــا جــرت العــادة يقــوم الماســتر بتقديــم الشــاى لضيوفــه قبــل ان يبــدأوا‬
‫ً‬
‫بالحديــث وكان احدهــم مــن حديثــى الســن متفوقــا علــى اقرانــه مــن الطلبــة‬
‫ً‬
‫فــى الحقيقــة كان اســتثنائيا لدرجــة انــه توقــف عــن حضــور دروس العديــد‬
‫مــن الماســترات بســبب مهارتــه وعقليتــه الفــذة ‪.‬‬

‫وفــى احــد اايــام اتصــل ِبأحــد اشــهر معابــد اليابــان الــذى يقطنــه ماســتر مســن‬
‫ً‬
‫علــى مســتوى عــال مــن الحكمــة ‪ ،‬ذهــب الطالــب الشــاب راجيــا الحضــور مــع‬
‫الماســتر علــى آمــل ان يقبلــه كطالــب عنــده يازمــه ويســكن معــه ويتعلــم‬
‫منــه ‪.‬‬

‫ً‬
‫أرشــد الطالــب الــذى ســبقته ســمعته الــى مجلــس الماســتر فــورا ولــم يكــن هــذا‬
‫ً‬
‫معهــودا ممــا اشــعر الشــاب بكثيــر مــن ســبب ااطــراء ‪.‬‬

‫دخــل الماســتر وركعــا تحيــة لبعضهمــا البعــض ‪ ،‬ثــم جلــس علــى الحصيــر علــى‬
‫جانبــى طاولــة منخفضــة ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬وأنكشف الســـر‬

‫وبدأ الشــاب يخبر الماســتر عن رحاته ومعلميه الســابقين الذين تعرف عليهم‬
‫اثنــاء رحلــة بحثــه عــن الحقيقــة ‪ ،‬كانــت قصــة مثيــرة لاعجــاب اســتمع اليهــا‬
‫ً‬
‫الماســتر باهتمــام شــديد مومئــا برأســه بيــن الفينــة وااخــرى علــى فطنــة‬
‫الشــاب وذكائــه ‪.‬‬

‫أدخل ابريق شاى مع عدد من ااطواب الى المجلس ‪.‬‬

‫وبــدأ الماســتر يصــب الشــاى لكليهمــا ‪ ،‬ثــم علــق الشــاب قائــاً ‪ :‬اتمنــى ان ابقــى‬
‫هنــا ادرس معــك ‪ ،‬فقــد أحسســت أن هنــاك الكثيــر ممــا تســتطيع ان تقدمــه‬
‫لــى فــى هــذا المــكان بعكــس كل ااماكــن ااخــرى التــى‪. ....‬‬

‫ً‬
‫وفجــأة ‪ ...‬صــرخ الشــاب بألــم وذعــر شــديدين قافــزا مــن مكانــه الــى اارض‬
‫وهــو ينفــض ردائــه مــن الشــاى المغلــى الــذى أريــق علــى ســاقيه ‪.‬‬

‫وفــى تلــك ااثنــاء جلــس الماســتر بهــدوء واســتمر فــى ســكب الشــاى الــذى بــدا‬
‫يفيــض مــن الكــوب ليصــل مــن الطاولــة الــى البســاط حيــث كان الشــاب‬
‫ً‬
‫جالســا ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ مــاذا تفعــل ؟!‪ “ ...‬صــرخ الراهــب متعجبــا ‪ ...‬لقــد أحرقتنى ! توقف عن ســكب‬
‫الشــاى أا ترى ان الكوب يفيض !‪.‬‬

‫فقــال الماســتر ‪ ...:‬اذهــب مــن حيــث أتيــت أيهـــا الشــاب ‪ ،‬ليــس لــــدى مــا أعلمــك‬
‫أيــــاه فكوبــك ممتلــىء للغايــة ‪ ...‬يفيــض منــه كل مــا تعلــم وكل مــا تظــن‬

‫‪36‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬وأنكشف الســـر‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫انــك ا تعلــم عنــد حيــن يكــون كوبــك فارغــا وتكــون مســتعدا اســتقبال مــا‬
‫ســأعلمك ايــاه ‪.‬‬

‫جلســنا فــى صمــت لفتــرة طويلــة وحســبما أذكــر فقــد كانــت هــذه هــى المــرة‬
‫ااولــى منــذ زمــن بعيــد التــى ا اجــد فيهــا أى افــكار تخشــخش فــى رأســى ‪.‬‬

‫لم أعد أتحدث لنفسى ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫وأخيــرا ‪ ،‬بــدأ فــى الحديــث ‪ :‬تريــد ان تكــون ناجحــا فــى التســويق الشــبكى‬
‫أليــس كل ماذلــك ؟‪.‬‬

‫أجل ‪ ...‬أجبته بلهفة ‪.‬‬

‫تعرف بعض المعلومات عن كيفية العمل فى هذه التجارة ‪ ،‬صحيح ؟‪.‬‬

‫“ نعم “‪.‬‬

‫ً‬
‫وتعرف ايضا ان هناك اشياء كثيرة تعلمها عن كيفية العمل فى هذه التجارة‬
‫‪ ،‬أليس كذلك ‪.‬‬

‫“ صحيح “‪.‬‬

‫ً‬
‫أنتصــب بظهــره جالســا ‪ ،‬ونظــر الــى مباشــرة وهــو يســتعد للجملــة الثانيــة بتــأن‬

‫‪37‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬وأنكشف الســـر‬

‫وكأنمــا كان يتخيــر الكلمــات بدقــة ‪.‬‬

‫ايوجــد أى شــىء ممــا تعلمــه اان واممــا تظــن انــك اتعلمــه يمكنــه مســاعدتك‬
‫علــى تحقيــق النجــاح الــذى تطمــح اليــه توقــف برهــة ثــم أكمــل ‪.‬‬

‫“ مفتاح النجاح يكمن فقط فى ماا تعلم ‪.‬‬

‫أنك اتعلمه أتفهمنى ؟‪.‬‬

‫“ ا “ أخبرته بصدق ‪ ...‬ليس لدى عما تعنى ‪ ...‬كيف تعنى لى أن اعلم ‪.‬‬

‫انى ا اعلمه ‪.‬‬

‫“ ا تستطيع وهذا هو السر “‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫الشاشة الفضية‬

‫‪39‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬الشاشة الفضية‬

‫حينمــا نظــرت الــى ســاعتى كانــت قــد تجــاوزت الواحــدة ليــاً بقليــل ‪ ...‬كنــا‬
‫ً‬
‫نتحــدث لســت ســاعات ونصــف متواصلــة تقريبــا ‪.‬‬

‫وكعادة ااجتماعات ااولى ‪ ،‬بدأ بطرح السؤال تلو اآخر على ‪.‬‬

‫بالــكاد تحدثنــا عــن التســويق الشــبكى ‪ ،‬فــكل المحادثــة كانــت عنــى ‪ ...‬الماضــى‬
‫والحاضــر والمســتقبل ‪ ،‬وبالرغــم ان مــن عادتــى ان اراقــب الســاعة كالصقــر‬
‫‪ ،‬اا ان ماأذهلنتــى فعــاً اننــى لــم ألــق بــااً للوقــت البتــة ! ‪.‬‬

‫فــى المقابــل شــعرت بإحســاس هائــل مــن الســام والحريــة ‪ ،‬شــعرت بخفــة‬
‫ً‬
‫وكأن جســمى أصبــح كثــر شــبابا بســنوات ‪ ،‬اختفــى تمامــا كل ذلــك القلــق من‬
‫الظــروف والشــك فــى المســتقبل ‪ ،‬شــعرت بـــ ‪ ...‬أمــل كبيــر وكأننــى حييــت‬
‫مــن بعــد ممــات ‪.‬‬

‫جــزءان مــن محادثتنــا لــن انســاه ماحييــت تكلمنــا عــن « القيــم « والغايــة مــن‬
‫الحيــاة» كان يســألنى اثنــاء حديثنــا ان كان كــذا وكــذا احــد قيمــى ‪ ،‬فــى‬
‫البدايــة لــم أدرى بالضبــط كيــف أجيــب ولــم افهــم مايقصــد ‪.‬‬

‫بدأ بشــرح عاقة القيم بالصفات ااساســية ااكثر اهمية بالنســبة لى وضرب‬
‫مثــااً عــن النجاح ‪.‬‬

‫فالنجــاح تصــدر قائمــة القيــم المهمــة لــى واخبرتــه بذلــك ‪ ،‬فســألنى ‪ « :‬مــاذا‬
‫يعنــى لــك النجــاح «؟‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬الشاشة الفضية‬

‫“ أنت تعلم ‪ “ ....‬أجبت ببساطة ‪.‬‬

‫“ ا ‪ ،‬ا أعلــم “ قاطعنــى ثــم أكمــل ‪ :‬ا أحــد يعلــم مايعنيــه لــك النجــاح اا انــت‬
‫مــن افضــل مايمكننــى تقديمــه لــك هــو اخبــارك بمــا اعتقــد انــه يعنيــه لــك ‪،‬‬
‫وهــو ليــس الشــىء ذاتــه‪ ،‬انــا مهتــم لمعرفــة ماتعنيــه أنــت ‪ ...‬مــا أظــن أنــك‬
‫تعنيــه ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫فكرت للحظة ثم أخذت نفسا عميقا ‪.‬‬

‫شرحت له مايعنيه لى النجاح ‪.‬‬

‫وعندمــا انتهيــت لخــص لــى ماقلتــه ‪ :‬اذا ان ماتعنيــه بالنجــاح هــو ان تســتطيع‬
‫أن تعيــش رغباتــك واحامــك ‪.‬‬

‫وافقته ‪.‬‬

‫وماذا يحقق لك النجاح ؟‪.‬‬

‫فكرت قلياً ثم أجبته ‪ « :‬الحرية « ‪.‬‬

‫“ جيــد “ عليــك ان تعلــم ان القيــم تأتــى علــى هيئــة أزواج كل واحــدة منهــا‬
‫تســاهم فــى تجســيد ااخــرى ‪ ،‬واحــدة فقــط اتكفــى ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬الشاشة الفضية‬

‫قاطعته قبل ان يكمل الجملة ‪ :‬انتظرا ! ‪.‬‬

‫ً‬
‫أتقصد دائما ؟ ولم على شكل أزواج ؟‪.‬‬

‫شــعرت فجــأة اننــى قاطعتــه دون صبــر ممــا دعــا وجنتــى لاحمــرار خجــاً مــن‬
‫ذلــك « ممممــم ‪ « ....‬يبــدو انــك كنــت علــى وشــك ان تشــرح هــذا اامـــر ؟‪...‬‬
‫اعتــذر عــن المقاطعــة‪.‬‬

‫ً‬
‫لكنه بدا مســتمتعا بالمقاطعة ‪ :‬ســؤال رائع ! اســمحلى ان اجيب عليه بســؤال‬
‫ً‬
‫آخــر‪ :‬لــم أخبــر ه توحــا أن يجلــب زوجيــن مــن كل حيــوان علــى الســفينة ‪.‬‬

‫ً‬
‫غطــت وجهــى نظــرة مــن الحيــرة ولــم اســتوعب ان شــكلى بــدا مضحــكا الــى‬
‫أن أطلــق احــدى ضحكاتــه المعتــادة ‪.‬‬

‫هــز أصبعــه يمنــة ويســرة كالمــدرس الــذى يحــاول ايصــال نقطــة هامــة ‪ :‬هــاه‬
‫‪ ...‬اعتقــد اننــا نحتــاج لمثــال آخــر ‪ ،‬مثــال عملــى أكثــر ؟!‪.‬‬

‫أكمل وهو ايزال يضحك ‪ ،‬أخبرنى ‪.‬‬

‫تعلم لم لديك عينين ؟‪.‬‬

‫“ رؤيــة ثنائيــة البــؤرة ‪ ...‬أرى ااشــياء بعمــق “ ‪ ...‬تذكــرت معلومــات مــن أيــام‬
‫المدرســة ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬الشاشة الفضية‬

‫صحيــح! ممتــاز ايبــدو أننــا نحتــاج اثنتيــن ‪ ،‬أليــس كذلــك ؟ فــكل عيــن تعمــل‬
‫ً‬
‫بمفردهــا بكفــاءة جيــدة ‪ ،‬لكــن العمــل كــزوج يضيــف عمقا أكثــر للرؤيو أضف‬
‫ً‬
‫الــى ذلــك ‪ ...‬وأشــار باصبــع المــدرس مــرة أخــرى ‪ ،‬ان عينــا واحــدة تكــون‬
‫بمثابــة مرتكــز لاخــرى ممــا ســعطيها نقطــة مرجعيــة ‪.‬‬

‫والشــىء ذاتــه ينطبــق علــى قيمــك فــكل واحــدة منهــا تدعــم الثانيــة ‪ ،‬ومعــا‬
‫يتيحــان لنظــرك أن يعمــل بعمــق أكبــر ‪.‬‬

‫بــدأت افهــم المغــزى مــن كامــه لكننــى لــم أعــى مايقصــد بالتحديــد وأخبرتــه‬
‫بذلــك ‪.‬‬

‫فطمأنــى بقولــه ‪ :‬ا بــأس ‪ ...‬أنظــر الــى مــا كنــت تخبرنــى بــه للتــو ‪ ،‬أتــرى مــدى‬
‫ارتبــاط النجــاح بالحريــة بالنســبة لــك ؟‪.‬‬

‫أجبتــه باايجــاب وتذكــرت اننــى أخبرتــه عــن مــدى شــعورى بأننــى محاصــر فــى‬
‫حياتــى ‪ ...‬وكيــف شــعرت كالســجين بــدون النجــاح ‪.‬‬

‫ً‬
‫اذا ‪ ،‬نســتطيع أن نلخــص تعريــف النجــاح بالنســبة لــك انــه وســيلة للتعبيــر عــن‬
‫الحريــة وان ااول يكــون بمثابــة نقطــة ارتــكاز للثانــى أو كســياق له ليتحقق‬
‫‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫حســنا ‪ ،‬اســتطيع رؤيــة ذلــك بوضــوح فهــم يعملــون ســويا ‪ ...‬بــدأت باســتيعاب‬
‫ً‬
‫مــا كان يقولــه ‪ ،‬وشــعرت فعــاً اننــى بــدأت أســتعيد شــيئا مــن رؤيتــى ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬الشاشة الفضية‬

‫ظنــى انــك تشــعر بأنــك مســجون الــى حــد مــا فــى كل نواحــى حياتــك ‪ ،‬وهــذا‬
‫قيمتــا النجــاح والحريــة لــم يتــم وضعهمــا بعيــن ااعتبــار ‪.‬‬

‫أثنــاء مــا كنــا نتابــع حديثنــا ‪ ،‬أكتشــفت مجموعــات القيــم ااخــرى التــى كانــت‬
‫لــدى التقديــر وااعتــراف بالمجهــود ‪ ...‬المغامــرة والمــرح ‪ ...‬ااتصــال‬
‫الفعــال والقــوة ‪ ...‬الخدمــة والمســاهمة ‪ ...‬الشــراكة ‪ ...‬القيــادة ‪ ...‬العاقــات‬
‫والصداقــات كان هنــاك المزيــد لكــن هــذه كانــت اهمهــا ‪.‬‬

‫ثم سألنى ماهى الغاية من حياتك ؟‪.‬‬

‫كان هذا اكبر سؤال سألنى اياه احد من قبل ‪.‬‬

‫ما الغاية من حياتى ؟؟‪.‬‬

‫لم أعرف بم أجيب ‪ ...‬واخبرته بذلك ‪.‬‬

‫ً‬
‫أريــدك ان تفعــل شــيئا معــى ‪ ...‬هــى ألعبهــا حيــن أريــد معرفة شــىء أشــكل على‬
‫فهمه‪.‬‬

‫وافقت ان العب وسألته عما على فعله ‪.‬‬

‫أخبرنــى ان اغمــض عينــى ‪ ،‬أجلــس وظهــرى منتصــب ‪ ،‬أريــح يــدى على ســاقيى‬
‫وأخــذ مجموعــة مــن اانفــاس الطويلــة العميقة ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬الشاشة الفضية‬

‫واسترخى بقدر المستطاع ‪.‬‬

‫نفذت ماقاله ‪.‬‬

‫أريــدك ان تســتخدم خيالــك ‪ ،‬تظاهــر أنــك تقــف أمــام شاشــة ســينما وهنــاك‬
‫جمهــور كبيــر فــى الخــارج ينتظــرون الدخــول ثــم تنظــر الــى الشاشــة واذا‬
‫بــك تــرى العنــوان «القصــة الحقيقيــة لحياتــه الرائعــة «‪.‬‬

‫“ ادخــل واجلــس علــى احــد الكراســى بعدهــا طلب منــى ان اتخيل ان ااضواء‬
‫ً‬
‫تخفت تدريجيا والموســيقى ترتفع ويبدأ عرض الفيلم على الشاشــة ‪.‬‬

‫طلــب منــى ان اخبــره عــن كل ااحــداث والمشــاهد التــى تخيلتهــا علــى الشاشــة‬
‫ً‬
‫واســتمر فــى طــرح ااســئلة عمــا حــدث فــى الفيلــم طالبــا منــى تفاصيــل‬
‫ااحــداث وااشــخاص الذيــن اراهــم وبعــد برهــة توقــف عــن ســؤالى وجلــس‬
‫بهــدوء فــى اثنــاء ماكنــت اشــاهد شــريط حياتــى يعــرض امــام عينــى بــكل‬
‫وضــوح ‪.‬‬

‫ليــس عنــدى أدنــى فكــرة عــن الوقــت الــذى قضيتــه قبــل ان افتح عينــى وعندما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فعلت كان جالسا فى مكانه مبتسما ‪ :‬كيف كان ذلك ؟‪ ...‬سألنى واابتسامة‬
‫ماتــزال على وجهه‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫كان رائعا ! لم أفعل شيئا كهذا من قبل فى حياتى ‪.‬‬

‫عظيم ماذا حدث ؟‪.‬‬

‫ـكا والبعــض ااخــر كان محزنــاً‬


‫شــرحت لــه بعــض المشــاهد بعضهــا كان مضحـ ً‬

‫‪45‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬الشاشة الفضية‬

‫بعــض الشــىء اضافــة الــى العديــد مــن ااشــياء التــى لــم أفعلهــا مــن قبــل‬
‫لكنهــا كانــت فــى فيلمــى علــى أيــة حــال ‪.‬‬

‫كنــت اتســلم جائــزة فــى قاعــة مليئــة بالناس جميعهم كانــوا يحيوننى بتصفيق‬
‫ً‬
‫حــار ‪ ...‬كنــت أدرس او اقــدم عرضــا لمجموعــة أخــرى مــن النــاس المتأثريــن‬
‫ً‬
‫بــكل ماقلتــه ‪ ...‬كتبــت كتابــا وكان هنــاك العديــد مــن المشــاهد التــى كنــت‬
‫ً‬
‫مســافرا فيهــا اماكــن بعيــدة كاليابــان والصيــن وروســيا كــم هــى مدهشــة‬
‫كل تلــك ااشــياء الجميلــة التــى كانــت هنــاك ‪.‬‬

‫وكيف انتهى ؟ سألنى ‪.‬‬

‫كانتنهايــة مضحكــة ‪ ،‬انتهــى الفيلــم هنــا فــى هــذه الغرفــة بالتحديــد لكننــى كنت‬
‫ً‬
‫جالســا بــدا منــك ‪ ،‬وكانــت هنـــاك امــرأة شابـــة تجلــس مكانـــى وكنــت أســألها‬
‫عــن الغايــة من حياتهـــا‪.‬‬

‫أغمــض عينيــه وجلينــا فــى صمــت لبعــض الوقت ثم نظر الى وهز رأســه لاعلى‬
‫وااسفل ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫اذا ماهى الغاية من حياتك ؟ سألنى مجددا ‪.‬‬

‫“ التعليــم ‪ ،‬انــا معلــم ‪ ...‬وكاتــب عــن كيفيــة الوصــول للنجــاح وأريهــم كيــف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يحققــون الغايــة مــرات واصنــع فرقــا عميقــا فــى حيــاة الماييــن مــن النــاس ‪.‬‬

‫ا اعرف كيف اصف شعورى ‪.‬‬

‫أتفوه بتلك الكلمات ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الخامس‬

‫هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫‪47‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫قضيــت تلــك الليلــة فــى غرفــة الــدور الثانــى مــن منــزل الضيــوف ‪ ،‬فــوق مكتــب‬
‫ً‬
‫اعظــم مســوق شــبكى ‪ ،‬كان الوقــت متأخــرا حيــن انهيــا حديثنــا ‪.‬‬

‫ً‬
‫وبســبب أنــه طلــب منــى ان احضــر تدريبيــا ســيقدمه فــى الصبــاح الباكــر مــن‬
‫اليــوم التالــى ‪ ،‬فقــد طالــب منــى المبيــت عنــده لليلــة‪ ،‬لــم أحضــر معى مابســاً‬

‫للغيــار أو حتــى شــفرة حاقــة ‪ ،‬مادعانــى للشــعور بعــدم اارتيــاح بعــض‬


‫ً‬
‫الشــىء وأخبرتــه بذلــك ‪ ،‬طلــب منــى أا أقلــق مؤكــدا لــى انــه ســيهتم باامــر ‪.‬‬

‫ً‬
‫اتنســى أن تضبط المنبه على الســابعة صباحا لنتناول اافطار ســويا ‪ ،‬حاول‬
‫ً‬
‫أن ترتــاح ‪ ،‬تصبــح علــى خيــر ‪ ...‬قــال قبــل أن يخــرج مغلقــا الباب خلفه ‪.‬‬

‫وأثناء ماكنت أستعد للخلود الى الفراش أدركت أننى لم أتحدث مع زوجتى‬
‫طوال اليوم ! ‪.‬‬

‫نظــرت الــى الســاعة فــإذا بهــا الواحــدة صباحــا ‪ ،‬مــن المؤكــد انهــا نائمــة اان‬
‫ً‬
‫شــعرت بوخــزة مــن الذنــب اننــى ســأوقظها لكننــى متأكــدا أنــه مــن اافضــل‬
‫ً‬
‫أن أوقظهــا بــدا مــن أن تقلــق علــى وجــدت هاتفــا واتصلــت علــى « كاثــى‬
‫« اخبرهــا بأننــى لــم أتمكــن مــن العــودة للمنــزل حتــى اليــوم التالــى وأننــى‬
‫ســأقضى الليلــة كضيــف عنــد اعظــم مســوق شــبكى فــى العالــم ‪.‬‬

‫ً‬
‫ســمعت صوتهــا الناعــس علــى الطــرف ااخــر من الهاتف وبدأت فــورا بااعتذار‬
‫أخبرتنــى اناهــا لــم تقلــق علــى ‪ ،‬فقــد كانــت تعلــم بطريقــة مــا اننــى بخيــر ‪،‬‬
‫كانــت متحمســة لمعرفــة ماحــدث معــى حتــى اان ‪ ،‬ممــا اســعدنى وفجأنــى‬

‫‪48‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫فــى الوقــت ذاتــه وبالرغــم مــن شــدة نعاســى اا اننــى لــم اســتطع ايقــاف‬
‫نفســى مــن اعــادة ســرد تفاصيــل كل ماحصــل معــى فــى الســبع أو الثمــان‬
‫ســنوات الماضيــة ‪ ،‬كانــت متفاعلــة للغايــة واخبرتنــى انهــا ســعيد مــن اجلــى‬

‫ً‬
‫لم نتحدث مع بعضنا البعض كذلك المرة منذ زمن بعيد جدا ‪.‬‬

‫مممــم ‪ ...‬فكــرت فــى نفســى وانــا اضــع ســماعة الهاتــف ‪ ...‬كان هذا اتصــااً رائعاً‬

‫بأاســكا ! يبــدو ان زوجتــى لــم تكــن الطــرف البعيــد علــى أى حال ‪.‬‬

‫اســتلقيت علــى الفــراش وانــا ا ازال افكــر فــى مكالمتــى مــع زوجتــى واســتعيد‬
‫كل المواقــف التــى حصلــت لــى اليــوم ‪. ...‬‬

‫غلبنــى النــوم فــى اثنــاء ماكنــت اتذكــر مشــهد فيلــم «القصــة الحقيقيــة لحياتــه‬
‫الرائعــة» واذا اجلــس فــى المقعــد اامامــى مــن مســرح الســينما ذاك (ليــس‬
‫ً‬
‫فــى نطــاق راحتــى فــى آخــر القاعــة ‪ ،‬كان مشــهدا لوقوفــى علــى المنصــة‬
‫امــام قاعــة مليئــة بالنــاس ‪.‬‬

‫اســتيقظت بنشــاط وســعادة لم اشــعر بهما منذ ســنوات ‪ ،‬ونظرت الى الســاعة‬
‫ً‬
‫فــإذا بهــا الخامســة والنصف صباحا ‪.‬‬

‫كانــت الغرفــة بــاردة بعــض الشــىء يبــدو ان النافــذة كانــت مفتوحــة طــوال‬
‫ً‬
‫الليــل ‪ ،‬وعلــى مايبــدو فقــد كانــت الطيــور تقــدم عرضــا للفرصــة فى ااشــجار‬
‫المقابلــة للكــوخ ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫لففــت نفســى بــروب وجدتــه فــى خزانــة المابــس وأنتفضــت بســعادة وانــا‬
‫اقفــز علــى اطــراف اصابعــى علــى اارض الخشــبية البــاردة التــى تفصــل‬
‫بيــن الســجادات ‪ ،‬فتحــت اابــواب الفرنســية ومشــيت للخــارج ثــم توقفــت‬
‫ً‬
‫متجمــدا فــى مكانــى ‪.‬‬

‫فهناك على اطراف الدرج ‪ ،‬وقف امامى طاووسان باهرا للجمال ‪.‬‬

‫ً‬
‫لــم أرى طاووســا بهــذا القــرب مــن قبل وا حتــى فى حديقة الحيوان اصغرهما‬
‫كان ابيــض اللــون قصيــر الذيــل ‪ ،‬امــا الكبيــر «والــذى بــدا لــى انــه الذكــر «‬
‫بــدأ وكأن طــول ريــش ذيلــه قــد يصــل الــى ســتة أو ســبعة أقــدام علــى ااقــل‬
‫! بــدا كعــرض صينــى لقطــار التنيــن اامبراطــورى المزخــرف الــذى يتراقــص‬
‫ً‬
‫احقــا بالركــب ‪.‬‬

‫لــم يتفاجــىء الطائــران بــى كمــا تفاجــأت بهمــا فقــد وقفــا بهــدوء علــى حافــة‬
‫الشــرفة وبــدأ بإمالــة رأســيهما مــن جانــب اخــر ‪ ،‬كمــا لــو كانــا يلتقطيــان لــى‬
‫ً‬
‫صــورا مــن اكثــر زاويــة مــن شــعرت بشــىء مــن الخــوف ‪.‬‬

‫ً‬
‫وتراجعت ببطء للداخل حينما سمعت صوت دوى مفاجأ متبوعا بخشخشة‬

‫التفــت ‪ ،‬واذا بالطــاووس الكبيــر قــد فــرد ريشــه كمروحــة يابانيــة مزركشــة‬
‫حقــا منظــراً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ،‬وبــدأ بالتحــرك لامــام والخلــف مرفرفــا ذيلــه تجاهــى ‪ ،‬كان‬
‫جميــاً ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫لســت خبيــرا فــى عــادات الطواويــس وبالتالــى لــم أكــن متأكــدا ان كان ينــوى‬
‫مهاجمتــى ام انــه يحــاول التــودد الــى ‪ ...‬لــذا مــن تراجعــت واغلقــت البـــاب‬
‫خلفــى بــكل احتـــرام‪.‬‬

‫ً‬
‫رائع جدا ‪.‬‬

‫استحممت على عجالة ولففت نفسى فرد بروبى ثم نزلت الى ااسفل ‪.‬‬

‫وكانــت هنــاك نــار مشــتعلة فــى الموقــد وعلــى ااريكــة حزمــة مــن المابــس‬
‫ملفوفــة بشــريطة حمــراء زاهيــة اللــون تعلوهــا نوتــة كتــب عليهــا ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫صبــاح الخيــر ‪ ...‬تركــت لــك مابســا وحــذاء رياضيــا أتمنــى ان يكــون مقاســه‬
‫ً‬
‫مناســبا بــكل لــك ‪ ،‬اتصــل علــى ‪ 22‬مــن أى هاتــف ان احتجــت الــى أى شــىء‬
‫‪ ...‬أراك عنــد الســابعة حــذاء رياضــى لمحاضــرة تدريبيــة ؟!‪.‬‬

‫حللــت ربــاط حزمــة المابــس فوجــدت بدلــة رياضية مع قميص ابيض من نوع‬

‫«بولــو رالــف لوريــن» وجــوارب رماديــة صوفيــة يبــدو انــه ســيكون اجتماعــاـ ً‬
‫فريـد نوعـه؟!‪.‬‬

‫ارتديــت المابــس ورتبــت الســرير ثــم عــدت مــرة أخــرى لاســفل عنــد المدخنــة‬
‫التــى بــدأت بتقليبهــا واضافــة بعــض الحطــب عليهــا ثم جلســت على ااريكة‬
‫ً‬
‫اقــرب للموقــد ووجــدت كتابــا عــن تربيــة ورعايــة طيــور الطــاووس ‪ ،‬وعنــد‬
‫تمــام الســابعة دخــل الــى الغرفــة وبيــده صينينــة كبيــرة ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫ً‬
‫عمت صباحا ‪ ...‬يوم جميل ‪ ،‬كيف حالك ؟‪.‬‬

‫ممتاز ‪ ..‬كيف حالك انت ‪ :‬اجبته بحماس ‪.‬‬

‫رائــع ‪ ...‬هــل قابلــت الســيد بــاك والســيدة بيــل ؟ ســألنى وهــو يشــير الــى كتــاب‬
‫طيــور الطــاووس الــذى كان بجانبــى علــى الطاولــة ‪.‬‬

‫“ الطــاووس “ ذكــر وانثــى مــن فصيلــة “ ذات الكتــف ااســود “ كــم يبلغــان مــن‬
‫ً‬
‫العمــر ؟ مــن طــول ذيــل الذكــر يبــدو انــه يبلــغ خمســة ســنوات تقريبــا ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ اهــاااا “ أرى انــك درســت بســرعة الســيد بــاك عمــره ‪ 15‬عامــا ‪ ،‬امــا الســيدة‬
‫ً‬
‫بيــل فتصغــره بســنتين او ثاثــة ســنوات تقريبــا مــن قرائتــك أتوقــع انــك‬
‫ً‬
‫عرفــت انهــم يعمــرون اكثــر مــن ‪ 25‬عامــا ‪.‬‬

‫لم اقترب من طاووس الى هذا الحد من قبل كلمة جميل ‪ ...‬اتكفى لوصفهما‬
‫بالتأكيد ‪. ...‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫تبســم ثــم اخــذ نفســا عميقــا وراضيــا ‪ ،‬انهــا حقــا كائنــات جميلــة كحديقــة زهــور‬
‫متحركــة ‪ ،‬مجــرد الجلــوس حولهمــا يذكرنــى باســتمرار بالجمــال الــذى يغمــر‬
‫حياتنــا وعاقتــى بــكل تلــك المخلوقــات ‪.‬‬

‫تابــع حديثــه قائــاً ‪ :‬اليــك حيوانــات مهمتهــا فــى الحيــاة ان تكــون جميلــة ‪...‬‬
‫ليــس عليهــا القيــام بــأى شــىء ‪ ...‬هــم الجمــال بعينه وعينــاه ااجمل من ذلك‬

‫‪52‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫كلــه ‪ ،‬اضــاف وعينــاه تتــأأن « انــه مــن الرائــع ان تكــون ذلك الشــخص الذى‬
‫ً‬
‫يمتلــك طاووســا أشــار الــى الصينيــة التــى وضعهــا علــى الطاولــة امامنــا ثــم‬
‫قــال ‪ :‬انتنــاول اافطــار «‪.‬‬

‫كشــف الغطاء عن افطار رائع من الفواكه الطازجة ‪ ،‬شــرائح الخبر الفرنســية‬


‫وقــدح مــن القهــوة ‪ ،‬امــا هــو فقــد اكتفــى بكوب من الشــاى ‪.‬‬

‫“ ألــن تــأكل “ ؟ ســألته بعــد ان تذوقــت قطعــة مــن الشــمام الــذى لــم أكن متأكداً‬

‫مــن أى نوع كان ‪.‬‬

‫ا ‪ ،‬ففــى النــادر مــا اتنــاول اافطــار انــه يبطئنــى بعــض الشــىء أفضــل تنــاول‬
‫ً‬
‫بعضا من المكمات الغذائية وكوب او اثنين من الشاى فى بعض ااحيان‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫لتنــاول افطــارا عائليــا جماعيــا كصبــاح ااحــد علــى ســبيل المثــال ‪ ،‬لكننــى ا‬
‫افضــل اافطــار وا حتــى الغذاء ‪.‬‬

‫ً‬
‫حسنا أخبرنى عن الدورة التدريبية التى ننوى الذهاب اليها ‪.‬‬

‫ً‬
‫مشــى الــى داخــل مكتبــه وعـــاد مســرعا وفــى يــده كتــاب رمــاه تجاهـــى أمســكت‬
‫بـــه وقلبتــه اقــرأ العنــوان بصــوت عــال ‪ ... :‬تدريــب ااطفــال علـــى لعــب‬
‫البيســبول وكـــرة اليــــد ‪.‬‬

‫هنــاك العديــد مــن الكتــب الجيــدة التــى تتحــدث عــن التســويق الشــبكى وبعــد‬
‫هــذا أفضلهــا‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫“ تدريــب ااطفــال ‪...‬؟ “ ســألته ‪ :‬وقــد ظهــرت ونظــرة مــن عــدم التصديــق فــى‬
‫عينـى‪.‬‬

‫حيــن بــدأت تجارتــى لــم يكــن هنــاك هــذا الكــم الهائــل مــن الكتــب وااشــرطة‬
‫الموجودة اليوم ‪ ،‬والتى نشــرح كيفية العمل فى التســويق الشــبكى بنجاح‬
‫الشــىء الوحيــد الــذى عرفتــه هــو أيــن علــى أن ا أبحــث ‪.‬‬

‫ماذا تعنى ‪:‬‬

‫ً‬
‫“ للتســويق الشــبكى بارادايــم مختلــف تمامــا عن ‪ ....‬أتعــرف ماهو “البارادايم”‬
‫ليــس لــدى فكــرة ‪ ...‬أجبتــه بــكل صرحة ‪.‬‬

‫“ البارادايــم “ عبــارة عــن وجهــة نظــر أو طريقــة اخــرى للنظــر الــى اامــور ثــم‬
‫وقــف ودار حــول ااريكــة التــى كان يجلــس عليهــا ثــم اكمــل ‪ “ :‬بارادايــم‬
‫التســويق الشــبكىي يختلــف تمامــا عــن اى نمــوذج تجــارى خــر ممــا يعنــى اننــا‬
‫ســنحتاج الــى تغييــر جــذرى للطريقــة التــى نــرى بهــا التجــارة فــى العــادة ‪،‬‬
‫لكــى نفهمــه نقــدر قيمتــه ‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال كل شركة فى تجارتنا وبغض النظر عن اختاف منتجاتها‬


‫او الخدمــات التــى تقدمهــا عــن الباقيــن تتنافــس مــع بقية شــركات التســويق‬
‫الشــبكى ااخــرى فــى جــذب النــاس الــى فرصتهــا وهــذا النــوع مــن التنافــس‬
‫لــن تجــده فــى اى نمــوذج تجــارى آخــر أتــرى ذلك ؟‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫ً‬
‫“ نعــم وبــكل وضــوح “ أجبتــه وانــا اهــز رأســى موافقــا واتابعــه بعينــى واذنــى‬
‫وهــو يتحــرك فــى ارجــاء الغرفــة ‪.‬‬

‫واذا اعطينــا هــذه البيئــة التنافســية فســيكون هنــاك ميــل مــن قبــل الموزعيــن‬
‫ليعرضــوا فرصتهــم علــى انهــا اافضــل وهــذا طبيعــى لكــن كيفيــة تنفيــذ ذلــك‬
‫غايــة فــى ااهميــة ‪.‬‬

‫والمؤســف فــى الموضــوع ان معظمهــم يهدفــون ابــراز شــركاتهم علــى انهــا‬


‫اافضــل باســتخدام معطيــات بارادايــم علــى ان ا يثبتــون انهــم اافضــل‬
‫بالتحقيــر مــن شــأن منافســيهم ‪ ،‬او كمــا يقولــون فــى المثــل « كلبــى افضــل‬
‫مــن كلبــك « ‪.‬‬

‫وا بــأس فــى ذلــك حينمــا يكــون المتنافســان شــركتى فــورد وجينيــرال متــورز‬
‫ً‬
‫مثــا او حينمــا تخــوض شــركات مليونيريــة حربــا تليفزيونيــة لاســتياء‬
‫علــى الحصــة ااكبــر مــن الســوق كصــراع الكــوا او حــروب شــراب البيــرة‬
‫لكـــن حينمــا يقلــل الموزعــون مــن قــدر شــركات بعضهــم البعــض فانهـــم بذلــك‬
‫يحطــون مـــن قـــدر تجــارة التســويق الشــبكى بأســـرها‪.‬‬

‫ً‬
‫ومايحــدث بعــد ذلــك ‪ ...‬واضعــا فــى عيــن ااعتبــار ان تجارتنــا تعتمــد علــى‬
‫الدعايــة الشــفهية ‪ ...‬ان هنــاك زيــادة فــى تبــادل المعلومــات مــع العالــم‬
‫الخارجى عن تلك الشــركة الســيئة وااخرى ااســوأ منها والثالثة والرابعة‬
‫وهكــذا ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫“ أتريد ان تطلع على احصائية مدهشة ؟‪.‬‬

‫أومأت برأسى باايجاب ‪.‬‬

‫“ امــام كل دعايــة شــفهية ايجابيــة ينشــرها المســتهلكون يقابلهــا ‪ 11‬دعايــة‬


‫ســلبية؟!‪....‬‬

‫فكــر فــى اامــر للحظــة هــذا يعنــى ان امــام كل شــىء واحــد ايجابــى يقلــل عنك‬
‫أوعــن شــركتك او منتجــك هنــاك ‪ 11‬معلومــة ســلبية والمتواليــة الهندســية‬
‫تعملمعنــا او ضدنــا فهــؤاء الـــ ‪ 11‬يصبحــون ‪ 22‬ثــم ‪ 44‬وصــوا الــى عــدة‬
‫مئــات مــن اااف ويحصــل ذلــك كلمــا نشــر شــخص واحــد صــورة ســيئة عــن‬
‫التســويق الشــبكى ثــم يبــادر باخبــار خمســة اخريــن وهــم يخبــرون خمســة‬
‫‪ ...‬وخمســة آخريــن وهلــم جــرة ‪.‬‬

‫“ أترى ماأقصد بهذا كله “ ؟‪.‬‬

‫فهمت تماما ماقصد حتى اننى بدأت اشهر بعد اارتياح لما سمعت ‪.‬‬

‫تذكــرت كل تلــك المــرات التــى بــدأت اســرد لعميــل مرشــح مــا كل ااســباب‬
‫التــى تمنعــه مــن اانضمــام الــى تلــك الشــركة او ااخــرى ‪ ...‬وان شــركتى هــى‬
‫الوحيــدة والفريــدة مــن نوعهــا فــى مضمــار شــركات التســويق الشــبكى ‪.‬‬

‫ولــم يخطــر ببالــى قــط ان العميــل قــد يفكــر قائــاً ومــا الــذى يضطرنــى الــى‬

‫‪56‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫اانضمــام لتجــارة تمتلــك معظــم شــركاتها منتجــات عاديــة وخطــط دخــل‬


‫غيــر عادلــة ‪ ،‬ويعاملــون اعضائهــم معاملــة ســيئة ؟!‪.‬‬

‫فــى الواقــع بــدأت اشــعر بالنــدم علــى كل كلمــة ســلبية قلتها واطلقــت لها العنان‬
‫للعالم ليتداولها الســلبيون ‪.‬‬

‫أرى انــك فهمــت مااقصــد ‪ ...‬اكمــل وهــو يــرى تعابيــر وجهــى المكتئبــة كلنــا‬
‫كمســوقون شــبكيون لدينــا مســئولية بيــع نموذجنــا التجــارى قبــل منتجاتنــا‬
‫او الفــرص التــى نقدمهــا ‪.‬‬

‫هــل تعتقــد ان ااعــام هــو المســئول عــن ااخبــار الســلبية التــى تتــداول عــن‬
‫التســوق الشــبكى ؟ ‪.‬‬

‫سألنى ‪....:‬‬

‫فأجبــت وانــا اشــعر بأســف شــديد كنــت اظــن ذلــك حتــى صبــاح هــذا اليــوم‬
‫لكننــى ارى اان اننــا نحــن المامــون كل واحــد منــا حتــى اان ‪.‬‬

‫ً‬
‫قــال معلقــا علــى عبرتــى ‪ :‬صحيــح نحــن المســئولون ‪ ...‬كل واحــد منــا ‪ .....‬ثــم‬
‫يتابــع‪.‬‬

‫“ التســويق الشــبكى هــو قمــة فــى الحريــة “ ااكثــر حريــة بيــن كل المشــاريع‬
‫الحــرة‪ ،‬هــذا الجانــب اامامــى مــن العملــة المعدنيــة امــا الجانــب الخلفــى‬
‫فهــو المســئولية “‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫فالتســويق الشــبكى « هــو فعــاً تجــارة المســئولية يدغــع لنــا علــى قــدر تحملنــا‬
‫للمســئولية وهــذا بالضبــط ماتعنيــه كلمــة « راعــى « أو « سبونســر « ان‬
‫نكــون مســئولون عــن ااشــخاص الذيــن نشــركهم معنــا فــى تجارتنــا ‪.‬‬

‫وحينمــا نكــون مســئولين عــن منظمــة يصــل عددهــا اافــراد فقــد نجنــى الكثيــر‬
‫مــن المــال ‪ ،‬وهــذا الرائــع فــى الموضــوع !‪.‬‬

‫توقــف عــن المشــى وعــاد ليجلــس علــى الكرســى المقابــل لى ومــال باتجاهى ثم‬
‫اســتطرد قائاً ‪ :‬والشــىء المثير لاهتمام انك وفى هذه اللحظة بالتحديد‬
‫مهتــم لبقائــك فــى هــذه التجــارة ولمســئوليتك تجــاه نجحــك الشــخصى ‪،‬‬
‫أليــس كذلــك ؟‪.‬‬

‫“ نعم “ أجبت وانا انتظر الجملة الثانية ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫حســنا ‪ ...‬مــا الفــرق الــذى بإمكانــه ان يحصــل ان كنــت مهتمــا بإنجــاح تجــارة‬
‫التســويق الشــبكى كاملــة ؟ ان كانــت تلــك هــى فعــاً مســئوليتك ‪.‬‬

‫“ أوه ‪ ،‬واو ‪ “ ...‬أجبــت بدهشــة وانــا انظــر نحــو ســقف الغرفــة ثــم أعــدت عينــى‬
‫انظــر مباشــرة اليــه وقلــت وانــا متأكــد اننــى لــن اقضــى الكثيــر مــن الوقــت‬
‫فــى التفكيــر فــى مصلحتــى الشــحصية فقــط ‪.‬‬

‫اذا عاما ستركز فى معظم وقتك ؟‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫سألنى ثم انتظر ااجابة ‪.‬‬

‫ً‬
‫أجبتــه متحمســا ‪ :‬ان اتأكــد مــن تعريــف النــاس بااخبــار الجيــدة عــن التســويق‬
‫الشــبكى وادعوهــم للتفكيــر عنــا بايجابيــة ان انشــر هــذه ااخبــار واســاعد‬
‫النــاس ليفهمــوا روعــة هــذه التجــارة واتخلــص مــن اانتهــاكات التى تحصل‬
‫فــى تجارتنــا كاادعــاءات الجنونيــة المنتشــرة واشــياء اخــرى كثيــرة ‪.‬‬

‫هــل ســتهتم ان اجابــات شــخص «بــا» او «نعــم» بخصــوص تجربــة منتجاتــك‬


‫او اانضمــام لفرصتــك التجاريــة ؟‪.‬‬

‫“ بتاتا “ ‪.‬‬

‫وهــل ســيمكنك ذلــك مــن بنــاء تجارتــك بطريقــة مختلفــة عــن التــى كنــت تعمــل‬
‫ً‬
‫بهــا ســابقا ؟‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫“ بالتأكيــد “ كان موقفــا موقــا ‪ ،‬ا اســتطيع وصــف احساســى لكننــى شــعرت‬
‫اننــى كمــا يقولــون ‪ :‬رأيــت الضــوء فــى نهايــة المغــارة ‪.‬‬

‫فهمت تماما ماتعنيه !‪.‬‬

‫فحيــن أضــع تركيــزى علــى شــىء كبــر بكثيــر منــى بــدا مــن ان اضــع تركيــزى‬
‫علــى نفســى فــان جميــع المشــكات التــى كنــت اظنهــا كبيــرة ســتبدو صغيــرة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فــورا وبســيطة جــدا لدرجــة اننــى لــن اهتــم بهــا بعــد اان ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫بالتمــام ‪ ...‬تــم الكشــف عــن ســر النجــاح رقــم ‪ « ... 36‬ضحــك « ثــم اكمــل «ليكــن‬
‫لديــك هــدف اكبــر منــك « وكلمــا كبــر كلمــا كان افضــل ‪ ،‬وبهــذه الطريقــة‬
‫لــن يكــون لديــك الوقــت لتهتــم بااشيــــاء الصغيــرة وكلمــا كبـــر الهــدف كلمــا‬
‫اتضــح ان كل شــىء بـــدأ يصغـــر‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫وضــع اطــراف اصابــع يديــه علــى شــفتيه متفكــرا واخــذ شــهيقا طويــا ثــم زفره‬
‫‪.‬‬

‫اظننــى خرجــت تمامــا عــن موضــوع حديثنــا الرئيســى‪ ...‬أتذكــر أيــن كنــا حيــن‬
‫بدأنــا كل هــذا النقــاش ؟‪.‬‬

‫أراح ظهره على الكرسى ثم اخذ رشفة طويلة من الشاى ‪.‬‬

‫“ نعــم “ تذكــرت ‪ ...‬ســبقنى بااجابــة ثــم اكمــل ‪ “ :‬كنــت تســألنى عــن كتــاب‬
‫تدريــب ااطفــال “ ‪ ...‬والســبب وراء نصيحتــى لــك بقرائتــه ككتــاب جيــد‬
‫ً‬
‫عــن التســويق الشــبكى ‪ .‬اليــس جيــدا ان نمتلــك ذاكــرة ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫بدا متعجبا من تعليقه على نفسه ‪.‬‬

‫فــى البدايــة بــدأت فــى البحــث عــن المعلومــات فــى مصــادر خــارج التجــارة‬
‫التقليديــة والســبب فــى ذلــك هــو معرفتــى عــن مــدى تميــز التســويق الشــبكى‬
‫بحثــت عــن معلومــات محــددة عــن كيفيــة تعليــم وتدريــب اعضــاء شــبكتى‬
‫وهنــا اكتشــفت مايمكــن ان نتعلمــه عــن التســويق الشــبكى مــن رياضــة‬

‫‪60‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫ااطفــال ‪.‬‬

‫“ هاته من عندك “ ‪.‬‬

‫ً‬
‫أناوله كتاب التدريب ثم استطرد قائاً « دعنىاقرأ لك شيئا منه ؟‪.‬‬

‫ناولته الكتاب وبدأ بتقليب بعض الصفحات ثم قرأ بصوت عال ‪.‬‬

‫نعتقــد ان الهــدف مــن العــاب ااطفــال الرياضــة فــى كل المراحــل هــو المــرح ‪،‬‬
‫التعليــم ‪ ،‬التطويــر الفــردى والفــوز‪ ...‬علــى الترتيــب ‪.‬‬

‫ً‬
‫ليــس ســرا ان تشــعر بــأن اهــم جــزء مــن مهمتــك كمــدرب هــو ان تتأكــد مــن ان‬
‫فريقــك يســتمتع بمــا يقــوم بــه ‪.‬‬

‫والمهمة التى تليها فى ااهمية هى ان تعلمهم كل ماتعلم ‪.‬‬

‫ً‬
‫والثالثة ان تتأكد انهم يتطورون كأفراد وجزء من الفريق ايضا ‪.‬‬

‫واما الرابعة فهى ان تفوز متى امكنك ذلك ‪.‬‬

‫هــذا ايعنــى ان نتغاضــى عــن اهميــة النجــاح والفــوز ‪ ،‬فالمــدرب الــذى ينســى‬
‫تشــجيع ااطفــال ليبذلــوا قصــارى جهدهــم لتحقيــق الفــوز يغــش فريقــه لكــن‬
‫اســتمتاعهم باللعبــة اهــم بكثيــر مــن ذلــك كلــه ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس ‪ :‬هدف أكبر من مجرد الفوز‬

‫اعاد الكتاب على الطاولة ثم نظر الى بطريقته الحادة المعهودة ‪.‬‬

‫هــذا وصــف مثالــى لــدورك كــراع فــى التســويق الشــبكى وهــو مثــال اخــر للفــرق‬
‫بيــن تجارتنــا والنمــوذج التقليــدى ‪.‬‬

‫أواً ‪ :‬درب فريقك على ااستمتاع ‪.‬‬

‫ً‬
‫ثانيا ‪ :‬علمهم المهارات التى يحتاجونها لكى يحققوا النجاح ‪.‬‬

‫ً‬
‫ثالثا ‪ :‬ساعدهم على التطور والنمو كأفراد ‪.‬‬

‫ً‬
‫رابعا ‪ :‬ان يحققوا الفوز متى استطاعوا ذلك ‪.‬‬

‫ثــم اكمــل بجديــة ‪ ...‬واعــدك بأنــك ان اتممــت ااول والثانــى والثالــث فإنــك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حتمــا ســتفوز دائمــا ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل السادس‬

‫تعليم اأطفال التعليم‬

‫‪63‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬تعليم اأطفال التعليم‬

‫أثنــاء قيداتنــا باتجــاه المــكان الــذى ســيعقد فيــه التدريــب ‪ ،‬ســألته عــن بدايتــه‬
‫فــى التســويق الشــبكى ‪.‬‬

‫فى اول سنواتى فى التجارة حققت قلياً من النجاحات ‪.‬‬

‫ً‬
‫كانــت بدايــة مزدهــرة ‪ ،‬فقــد مــأت قائمــة اســماء مــن ‪ 250‬شــخصا وارســلت‬
‫لهــم رســالة رائعــة مــن اربــع صفحــات قمــت بكتابتهــا بنفســى وادرجت بعض‬
‫المقــاات عــن المنتجــات ومكوناتهــا اضافــة الىبضــع مطبوعــات عــن الصحــة‬
‫والتغذيــة كمــا اضفــت معهــا عينــة مــن المنتجــات ليجربوهــا ‪ ،‬يالــه مــن طــرد‬
‫رائــع !‪.‬‬

‫“‪ “ 209‬منهــم أجابــوا “ بنعــم “ وقمــوا بطلــب المنتجــات وانضــم معــى ‪ 50‬منهم‬
‫كموزعيــن أليــس كذلك ؟‪.‬‬

‫التفت الى بسرعة ورسم ابتسامة عريضة على شفتيه ‪.‬‬

‫ً‬
‫ليس سيئا على ااطاق ‪ ...‬أجبته وانا أبادله التبسم ‪.‬‬

‫فأكمــل ‪ :‬لكــن المشــكلة كانــت بعــد اربعــة اوخمســة اشــهر لــم يكــن اى منهــم وا‬
‫حتــى شــخص واحــد مســتمرون فــى التجــارة !‪.‬‬

‫ً‬
‫حقا ‪ ...‬ماالذى حدث ؟‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬تعليم اأطفال التعليم‬

‫سألته باستغراب ؟!‪:‬‬

‫ً‬
‫“ ماحــدث ان كل ماكنــت افعلــه كان ناجحــا بــكل المقاييــس لــى انــا “ ‪ ...‬لكــن‬
‫ليــس لهــم هــم ‪.‬‬

‫ً‬
‫كنــت اظــن اننــى جيــد جــدا لكــن مــا اكتشــفته ان فــى هــذه التجــارة ان اكــون‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫«جيــدا» ليــس مهمــا ‪ ،‬المهــم ان اكــون قابــا لاستنســاخ هــذا بالضبــط مــا لــم‬
‫أكــرره عليــه ‪.‬‬

‫كان لــدى خلفيــة عــن الدعايــة والتســويق ممــا يعنــى ان جــذب النــاس ليــروا‬
‫ً‬
‫القيمــة فــى منتجــى وليقوكــوا بتجربتــه كان امــرا غايــة فــى البســاطة‬
‫بالنســبة لــى ‪ ،‬فقــد كان هــذا مافعلتــه لســنوات ‪ ،‬اضــف الــى ذلــك انــه كان‬
‫لــدى ســمعة جيــدة عــن تقديــرى للجــودة وتحلــى بالنزاهــة ممــا يعنــى ان‬
‫اصدقائــى وزمائــى كانــوا يثقــون بــى وماافترضــوه اننــى ان كنــت اعتقــد‬
‫ان هــذه المنتجــات جيــدة فهــى حتمـ ًـا كذلــك ‪ ،‬ولذا فســيقوما بتجربتها ايضاً‬
‫ً‬
‫ومنتجاتنــا كانــت جيــدة جــدا ‪.‬‬

‫ً‬
‫بــدا متحمســا فــى طرحــه للموضــوع كمــا لــو كان يتلــذذ بنجاحاتــه الماضيــة فــى‬
‫الواقــع كان بامكانــى اقنــاع اى احــد بتجربــة المنتــج وكان بامكانــى ايضــاً‬
‫ً‬
‫تحميــس اى منهــم لانضمــام للتجــارة ايضــا ‪.‬‬

‫الشــىء الوحيــد الــذى كان ينقصنــى هــو ان اعمــل فــى التجــارة بطريقــة مــا‬
‫ً‬
‫‪ ،‬يســتطيع ااخــرون ان يعملــوا بهــا ايضــا ‪ ،‬الطريقــة الوحيــدة التــى كنــت‬

‫‪65‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬تعليم اأطفال التعليم‬

‫اعــرف كيــف اعمــل بهــا هــى طريقتــى انــا ‪ ،‬وبالــكاد كان اى احــد يســتطيع‬
‫عمــل الشــىء ذاتــه ‪.‬‬

‫ً‬
‫كنــت خبيــرا فــى التســويق وهــم لــم يكونــوا كذلــك ولعشــرين ســنة كنــت اعمــل‬
‫فــى مجــال الصحــة والتغذيــة ومعظمهــم لــم يكونــوا كذلــك ! وبالرغــم اننــى‬
‫ً‬
‫كنت ناجحا بمفردى اا انه لم يكن بمقدورى اعطاء الناس طريقة بسيطة‬
‫وســهلة ليستنســخوا نجاحى ‪.‬‬

‫الطريقــة الوحيــدة التــى كانــوا يســتطيعون ان يفعلــوا ذلــك هـــو ان يكونــوا‬


‫مثلــى تمامــا‪ً.‬‬

‫وماذا فعلت بعدها ؟ ‪.‬‬

‫سألته بحماس ‪:‬‬

‫ماذا فعلت بعدها ؟ اعاد سؤالى بسخرية على نفسه ‪ ...‬بعدها فشلت !‪.‬‬

‫ثم اطلق احدى ضحكاته العالية وضرب بيديه على ركبتيه ‪.‬‬

‫كان مــن الواضــح مــن انــه كــرر قصتــه تلــك اكثــر مــن مــرة انهــا بــدت افضــل فى‬
‫كل مــرة يقصها ‪.‬‬

‫فــى الواقــع كان يضحــك بقــوة لدرجــة انــه اوقــف احنتــه الصغيــرة علــى طــرف‬

‫‪66‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬تعليم اأطفال التعليم‬

‫الطريــق للحظــة ‪ ،‬رفــع نظارتــه ومســح الدمــوع مــن علــى عينيــه مســتمراً‬

‫بالضحــك علــى نفســه وهــو يهــز رأســه ‪.‬‬

‫“ يالهــا مــن تجــارة رائعــة وعظيمــة ‪،‬جميلــة ببســاطتها وطريقتهــا المباشــرة ‪،‬‬
‫أدار مقــود الشــاحنة نحــو الطريــق مــرة اخــرى واكمــل الســير ‪.‬‬

‫كان هذا اول درس كبير لى فى التسويق الشبكى وفى اللحظة ادركت ماكان‬
‫ينقصنــى فــى طريقتــى ‪ ،‬وبــدأت فــى مهمــة البحــث عــن طريقــة باســتطاعة‬
‫اى احــد ان يقــوم بهــا بغــض النظــر عــن عمــره أو خبرتــه أو خلفيتــه أو حتــى‬
‫مهارته ‪ ،‬وااهم من ذلك كله طريقة باستطاعة اى احد ان يعلمها لاخرين‬
‫ببســاطة وبــا مجهــود يذكر ‪.‬‬

‫وبذلك اكتشفت ان ااطفال هم افضل المعلمين ‪.‬‬

‫ً‬
‫فكرت فى نفسى اذا هنا يأتى ااطفال ‪.‬‬

‫وفى تلك ااثناء توقفنا فى الموقف الذى يقع خلف ملعب البيسبول لاطفال‬
‫مقابــل مدرســة ابتدائيــة ذات جــدار طوبــى اللــون‪ :‬هيابنــا ‪ ،‬فمدربــك فــى‬
‫انتظــارك ‪.‬‬

‫أمضيــت الســاعة والنصــف والتاليتيــن وانــا اراقــب والعــب مــع ‪ 15‬طفــاً وهــم‬
‫ً‬
‫يلعبــون لعبــة التــى ـ بــول ‪ ...‬كانــوا ‪ 13‬ولــدا وفتاتيــن تفاوتــت أعمارهــم بيــن‬
‫الســت والســبع ســنوات ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬تعليم اأطفال التعليم‬

‫لــم تكــن لعبــة التــى ـ بــول موجــودة اثنــاء طفولتــى ‪ ،‬ففــى هــذه اللعبــة ايوجــد‬
‫رام للكــرة‪ ،‬انمــا يقــوم ااطفــال بضربهــا بعــد تثبيتهــا علــى عامــود مطاطــى‬
‫شــبيه بذلــك الــذى تثبــت عليــه كــرة الفولــف اا انــه اكبــر بكثيــر ‪.‬‬

‫ً‬
‫ولــم يكــن لدينــا فتيــات فــى فريقنــا عندئــذ وحتمــا لــم يكــن لدينــا اعبــى وســط‬
‫يمــررون الكــرة بــأذرع كالنبلــة التــى تطلــق الكــرة بقــوة تجعــل ملتقطيهــا‬
‫ً‬
‫يبعــدون عــن طريقهــا خوفــا مــن ان تصطــدم بهــم ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫قضى ااطفال وقتا ممتعا ‪ ،‬وانا كذلك واذهلنى اول شــىء بدأوا به التمرين‬
‫فقد جلس كل ااطفال على مقاعد التدريب ‪.‬‬

‫وبدأ اعظم مسوق شبكى بمناداة اسمائهم بحماس واحد تلو ااخر ‪.‬‬

‫واان مــع محترفــة فريــق الهونيتــس اعبــة الوســط وممــررة الكــرات المتميــزة‬
‫جولــى دوغــان ‪.‬‬

‫وفــور ان انتهــى ااعــان قامــت جولــى ورفعــت قبعتهــا عــن رأســها وبــدأت‬
‫ً‬
‫بتحريكهــا عاليــا تحيــة لبقيــة افــراد الفريــق ‪ ...‬حينهــا بــدأوا كلهــم بالتصفيــق‬
‫والصفيــر والهتــاف باســمها بصــوت واحــد عالــى ‪ ...‬ثــم تابـــع نـــداء الاعــب‬
‫التالــى والــذى يليـــه وهكـــذا‪.‬‬

‫بدأوا تدريبهم بتحية بعضهم البعض ‪ ،‬هذا كل مافى اامر ‪.‬‬

‫رائع ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬تعليم اأطفال التعليم‬

‫وخــال فتــرة التدريــب لــم يبخــل عليهــم اعظــم مســوق شــبكى بالمديــح لــكل‬
‫ً‬
‫اعــب بإخبــاره كــم كان ادائــه رائعــا ‪.‬‬

‫فــى الواقــع كان يســألهم اواً ‪ :‬كيــف كان ادائــك ؟ ثــم يؤكــد ادائهــم ومــا قالــوه‬
‫ً‬
‫ثــم يخبرهــم كــم كان ادائهــم رائعــا ‪.‬‬

‫ً‬
‫احظــت ايضــا انــه كان يركــز فــى دحــه علــى تحســن مســتواهم عــن ااســبوع‬
‫الماضــى او حتــى عــن الســنة الماضيــة وحيــن ارتكبــوا اخطــاء وقــد فعلــوا‬
‫ً‬
‫ذلــك كثيــرا كان يوقــف مايحصــل ثــم يبــادر بالســؤال ‪:‬‬

‫ماالذى حدث ؟‪.‬‬

‫وفــى معظــم ااحيــان كان الطفــل المخطــىء يعتــرف قائــاً « أخطــأت فــى كذا‬
‫وكذا» وكان مســوق المدرب يســأله ‪:‬‬

‫كيف بامكانك التصرف بطريقة مختلفة فى المرة القادمة؟‪.‬‬

‫وفى بعض ااحيان كان ااطفال ايعرفون ماالخطأ الذى ارتكبوه ‪ ،‬فيسألهم‬
‫هل يعرف احدكم ماالخطأ الذى حدث ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫وحيــن يحصــل علــى ااجابــة كان يســأل الطفــل ان كان ذلــك صحيحــا أم ا‬
‫ومــا الطريقــة المختلفــة التــى يســتطيع ان يتصــرف بهــا فــى المــرة التاليــة ؟‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬تعليم اأطفال التعليم‬

‫فــى البدايــة كانــت كل تلــك العمليــة غريبــة بالنســبة لــى بعــض الشــىء فقــد كان‬
‫ً‬
‫يســأل ااطفــال عــن كل شــىء تقريبــا ‪.‬‬

‫ظننــت انــه يصطنــع بعــض الشــىء ؟! لــم ايخبرهــم بــكل بســاطة عــن ااخطــاء‬
‫التــى اقترفوهــا ؟ فســيوفر ذلــك الكثيــر مــن الوقــت ‪.‬‬

‫ً‬
‫واادهــى مــن ذلــك ‪ :‬انــه كـــان يعــرف ااجابــة مسبقـــا ‪ ...‬؟! فلـــم يســألهم مــن‬
‫ااســاس‪.‬‬

‫ً‬
‫سحبته جانبا وسألته عن ذلك ‪.‬‬

‫بادرنــى بســؤال ‪ :‬ماالمعلومــات التــى ســتحصل عليهــا حيــن تســألنى ســؤااً‬

‫واجيبــك عليــه ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫فكرت مليا ثم اجبت ‪ « :‬ممم – سأحصل على ااجابة « ‪.‬‬

‫بالضبط وماالذى ستسفيده من ذلك ‪.‬‬

‫ً‬
‫قلت له ‪ :‬حسنا ‪ ،‬سأعلم ماعلى فعله وماالذى ستستفيده من ذلك ؟‪.‬‬

‫أجبته ‪ :‬حين اعلم ماعلى فعله استطيع ان انفذه ؟‪.‬‬

‫نعم ‪ ...‬تستطيع لكن هل ستفعل ؟‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬تعليم اأطفال التعليم‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫اضطــررت لاعتــراف ‪ ...‬ا ليــس دائمــا فــى الحقيقــة فــى العــادة ا افعــل يئــا ان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اعــرف ااجابــة وان افعــل شــيئا بهــا شــيئان مختلفــان تمامــا ‪.‬‬

‫هنــاك شــيئان مهمــان هنــا ‪ :‬اولهمــا وصولــك الــى ااجابــة بنفســك مختلــف تمامــاً‬

‫عمــا اذا اخبــرك احــد مابهــا ‪ ،‬فمعنــاه عميــق اكثــر وايوجــد اى ك فيما ان كان‬
‫المجيــب علــى حــق ام ا ‪ ،‬فهــى اجابتــك انــت تملكهــا ممــا يعنــى ان احتماليــة‬
‫ً‬
‫تذكــرك لهــا فــى حــال تكــرر لــك موقــف مشــابه كبيــرة جــدا ‪.‬‬

‫ثــم اكمــل ‪ ...‬واافضــل مــن ذلــك انــك حينمــا تكتشــف ااجابــة بنفســك اتحصــل‬
‫فقــط علــى ااجابــة بنفســك اتحصــل فقــط علــى ااجابــة التــى كنــت تبحــث‬
‫عنهــا ‪ ،‬بــل تتــدرب علــى ايجــاد ااجابــات مايعنــى الفائــدة مضاعفــة ‪.‬‬

‫معرفتــك لاجابــة ‪ ،‬وامتــاكك مختلفــان تمامــا عــن تنفيــذك لاجابــة ‪ ،‬اا‬


‫توافقنــى‪...‬؟‪.‬‬

‫نعم ‪ :‬ارى ذلك بكل وضوح ‪.‬‬

‫فأكمل ‪ :‬لكن السر الحقيقى هو ان تكون انت ااجابة ‪.‬‬

‫أتعلم مااعنى بذلك ؟‪.‬‬

‫فى الحقيقة ‪ ...‬ا ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬تعليم اأطفال التعليم‬

‫ً‬
‫حســنا ‪ ،‬لنقــل ان لــدى احــد ااطفــال الــذى يتعلــم للمــرة ااولــى كيفيــة ضــرب‬
‫الكرة سأعلمه كيفية اامساك بالمضرب اين يضع يده ‪ ،‬كيف يقف واخبره‬
‫كيــف يأرجــح المضــرب بالشــكل الصحيــح ‪.‬‬

‫أعطيــه جميــع المعلومــات التــى عليــه ان يعرفهــا عــن كيفيــة ضــرب كــرة البيــس‬
‫بــول واان ‪ ،‬هــل ســيعرف كيفيــة تنفيذهــا ؟‪.‬‬

‫أجبتــه بســرعة ‪« :‬نعــم « لكننــى ارى ان معرفتــه لــكل ذلــك اتعنــى بالضــرورة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ان باســتطاعته التنفيــذ وحتمــا مجــرد المعرفــة اينقــذ شــيئا ‪.‬‬

‫جيــد ‪ :‬نعــم ‪ ...‬هــو يعــرف الكيفيــة فلديــه المعلومــات عنهــا ‪ ،‬ومــن الجيــد ان‬
‫يكــون لديــك معلومــات لكنــه اينفذهــا بعــد ‪.‬‬

‫ً‬
‫واليــك الخطــوة التاليــة ‪ :‬قــد ينفذهــا مــرة او اثنيــن ‪ ،‬لكــن هــذا ايضــا ايعنــى‬
‫بالضــرورة انــه رام محتــرف ‪ ...‬حتــى اان ان تكــون رام هــو بالتمــام ذلــك ‪:‬‬
‫ان تكــون رام ‪.‬‬

‫انــا متأكــد انــه احــس بالمعانــاة التــى اشــعر بهــا وانــا احــاول اســتيعاب كل ذلــك‬
‫‪ ،‬فقــد شــعرت كمــا لــو كانــت اافعــال تلتــوى حــول بعضهــا البعــض شــعرت‬
‫ً‬
‫بذهنــى وهــو يتســائل‪ ...‬كيــف لــى ان انفــذ شــيئا أكونــه مــن شــىء اعرفــه ؟‬
‫ثــم تذكــرت ذلــك العنــوان الدائــرى البــراق علــى الكتــاب الــذى اهدانــى ايــاه ‪،‬‬
‫مــاا تعلــم انــك اتعلمــه ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬تعليم اأطفال التعليم‬

‫قاطــع افــكارى ليشــرح ‪ :‬هــل ســمعت مــن قبــل احــد يشــرح عــن تحديــد ااهداف‬
‫ويســتخدم العبارات التالى ‪-:‬‬

‫ان تمتلك ‪.....‬‬

‫ان تفعل ‪.....‬‬

‫ان تكون ‪....‬‬

‫ان تمتلك ااشياء التى تريد ‪...‬‬

‫تفعل اامور التى تود فعلها ‪...‬‬

‫وان تكون الشخص الذى تود ان تكون عليه ‪ ...‬؟‪.‬‬

‫أومأت برأسى اننى فهمت ماقال ‪.‬‬

‫الطريقة المثلى التى اكتشفتها هى التركيز على ان تكون الشخص الذى تريد‬
‫اواً وعنــد تحقيقــك ذلــك فامتــاك ااشــياء وعمــل ماتــود ســيكونان شــيئين‬
‫ً‬
‫طبيعييــن جــدا وان قــررت ان تبــدأ بالطريقــة المعاكســة بمعنــى ان تحــاول‬
‫ً‬
‫العمــل واامتــاك قبــل ان تكــون‪ ،‬فتأكــد بأنــك قــد تقضــى عمــرا بأكملــه دون‬
‫الوصــول اهدافــك ‪ ،‬فــى الواقــع ان تكــون اواً اســهل بكثيــر ان الكينونــة‬
‫تبــدأ فــى الذهــن ‪ ،‬أى احــد يســتطيع ان يكــون مايريــد فــى اى وقــت يشــاء ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬تعليم اأطفال التعليم‬

‫ً‬
‫أعترف ان ماقاله لم يتضح لى كليا واجزم انه كان يعلم بذلك ‪.‬‬

‫فقاطعت الموضوع قائاً ‪:‬‬

‫شىء واحد نحن نتحرى الموضوع ‪ ،‬لكننى اشغلك مدرب اولئك ااطفال‪.‬‬

‫صحيح ‪...‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫بــدأ متفاجئــا ؟!‪ ...‬وبديــت فاهمــا لمــا كنــت اقــوم معــه بالحديــث هــذا عــن ان‬
‫تكــون احقــا‪ً.‬‬

‫لكن دعنا نكمل بعد رأيك ‪.‬‬

‫وعدنا لنرافق « مدر‬

‫***‬

‫‪74‬‬
‫الفصل السابع‬

‫أن تسأل اأسئلة الصحيحة‬

‫‪75‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السابع ‪ :‬أن تسأل اأسئلة الصحيحة‬

‫ً‬
‫قــام الطفــل بشــكرى علــى مجيئــى واحــدا تلــو ااخــر وســألونى ان كنت ســأكون‬
‫معهــم فــى ااســبوع المقبــل ‪ ،‬ممــا جعلنــى اشــعر باحســاس رائع !‪.‬‬

‫بعد ان ودعناهم صعدنا فى الشاحنة ‪ ،‬فبادرته بلهفة بالسؤال عن «اانجاز»‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫رفــع يــده مقاطعــا ايــاى «ليــس بهــذه الســرعة « ‪ ،‬ســنأتى لذلــك احقــا ‪ ،‬لكــن‬
‫اخبرنــى اواً هــل اســتمتعت اليــوم ؟‪.‬‬

‫“ بالتأكيد “ ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫رائع ‪ :‬وهل تعلمت شيئا جديدا ‪.‬‬

‫“ بالطبع “ ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫“ رائع “ ‪ ...‬وهل تعلمت شيئا جديدا ‪.‬‬

‫“ بالطبع “ ‪.‬‬

‫ماالذى تعلمته؟‪.‬‬

‫مافعلتــه انــت فــى البدايــة ‪ ،‬حينــم دعوتهــم للقــدوم الــى وســط الملعــب وبــدأت‬
‫بمنــاداة اســمهم الواحــد تلــو ااخــر كمذيــع بمدينــة ماهــى ‪ ،‬وبــدأ الجميــع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بالتصفيــق والتهليــل ‪ ...‬كان ذلــك رائعــا ‪ ،‬أحببتــه كثيــرا ! ‪ .‬يالهــا مــن طريقــة‬
‫رائعــة للبــدء ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السابع ‪ :‬أن تسأل اأسئلة الصحيحة‬

‫ً‬
‫فرد على ‪ :‬هذا مافعلناه فى اول يوم من موســمنا ااول للتدريب ســويا ‪ ،‬فهو‬
‫يســاعد ااطفــال علــى البــدء بقــوة ويمكنهــم مــن ان ينجحــوا مــن البدايــة‬
‫ً‬
‫ويشــعرهم بأنهــم مميزيــن ‪ ،‬كمــا لــو كانــوا نجومــا فــور البــدء ‪.‬‬

‫“ هل من شىء آخر “ ؟ ‪ ...‬تابع بسؤال ‪:‬‬

‫“ عــدة اشــياء “ ‪ ...‬طريقتــك فــى ســؤالهم عمــا فعلــوا بــداً مــن ان تخبرهــم بــه‬
‫‪ ،‬تذكــرت المدرســين المفضليــن فــى المدرســة ‪ ،‬كانــوا يســاعدوننى علــى‬
‫اكتشــاف ااشــيء بمفــردى تمامــا كمــا فعلــت انــت ‪.‬‬

‫وماذا عن ااخرين ؟ ‪...‬‬

‫ً‬
‫ســألنى مستفســرا ااخــرون ؟ هــل تعنــى مدرســى ااخريــن الذيــن كانــوا يلقــون‬
‫علــى المهــام ‪ ...‬افعــل كــذا وا تفعــل كــذا ‪ ،‬أم الذيــن كانــوا يطلبــون منا تكرار‬
‫المعلومــات ومحاولــة تذكرها ؟‪.‬‬

‫كنت اشعر بالضجر حتى الموت فى فصولهم ‪.‬‬

‫تسائل بصوت عال ‪ « :‬ممم « ‪ ...‬ومن أى نوع تعلما عن الرياضيات والكمبيوتر‬


‫؟‪.‬‬

‫ابــد انــه تذكــر حينمــا اخبرتــه عــن زيارتــى وعشــقى «للهاكنــج» فــى ايامــى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الكبيوتريــة ااولــى ‪ ،‬كنــت مؤقنــا انــه يعلــم ااجابــة مســبقا ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السابع ‪ :‬أن تسأل اأسئلة الصحيحة‬

‫النــوع ااول بالطبــع كان يدعــى الســيد دوتــرى مدرســى فــى الصــف الحــادى‬
‫عشــر لمــادة الرياضيــات أتذكــر وجهــه وصوتــه بــكل وضــوح كمــا لــو كان‬
‫البارحــة ‪.‬‬

‫“ صحيح “ كان تعليقه الوحيد ثم تبعه بـ أكمل ‪.‬‬

‫دعنا نرى ‪ ...‬الطريقة التى مدحت بها ااطفال ‪ ...‬وتركتهم يجيبون ويوافقون‬
‫علــى انفســهم اواً ‪ ...‬بــدا لــى ان ذلــك يحملهــم المســئولية ليعتمــدوا علــى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫افكارهــم اواً ‪ ...‬حقــا كــن ذلــك رائعــا ‪.‬‬

‫ً‬
‫تذكــرت المواقــف ووجــدت مثــااً ممتــازا والحقيقة ان هنــاك الكثير من اامثلة‬
‫المذهلــة التىبامكانــى ااختيار منها ‪.‬‬

‫مــن كان ذلــك الفتــى فــى الجهــة اليمنــى الــذى بــدأ حينمــا احتــار بيــن رمــى الكرة‬
‫اواً او انهــاء اللعبــة ؟‪.‬‬

‫“ جونى “ ‪...‬‬

‫نعم جونى ‪ ...‬الطريقة التى تحدثت بها معه كانت رائعة ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫شكرا ‪ ،‬مالذى تعلمته من ذلك ؟ بدا شاكرا ومقدرا لما قلت ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ حســنا “ انتبهت للطريقة التى اســتخدمتها لتشــتيت انتباهه عما كان يشــعر‬

‫‪78‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السابع ‪ :‬أن تسأل اأسئلة الصحيحة‬

‫دون ان تتعامــل مــع الموقــف مباشــرة ‪ ،‬مافعلتــه اواً انــك ركعتعلــى اارض‬
‫حتــى وصلــت لمســتواه ثــم ســألته “ ماالــذى حصــل ؟ “ واخبــرك ان بعــض‬
‫ااطفــال كانــوا يصرخــون عليــه مطالبينــه برمــى الكــرة اواً ‪ ،‬بينمــا كان‬
‫اخــرون يناونهــم بانهــاء المبــاراة ولــم يعــرف ماعليــه ان يفعــل فســألته واى‬
‫تصــرف تعتقــد انــه كان اافضــل ؟ فأجابــك ان انهــى المبــاراة فــرددت عليــه‬
‫ً‬
‫فلنراجــع اللعبــة مجــددا لنــرى ان كان ذلــك ســينجح ثــم فعلــت وقــام بانهــاء‬
‫المبــاراة ونجحــت بامتيــاز ‪ ،‬كان ذلــك ايصــدق ‪.‬‬

‫ومالذى تعلمته من ذلك ؟‪.‬‬

‫سبق واخبرتك ‪ ...‬أجبته ‪.‬‬

‫ا ‪ ...‬لــم تفعــل ؟! صححنــى بلطــف مافعلتــه كان اعطائــى لوصــف كامــل لمــا‬
‫حــدث لكــن ســؤالى كان عمــا تعلمتــه منــه ؟ فيمــا ســاهم لــك هــذا الموقــف ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫“ أوه ‪ “ ...‬حســنا ‪ ،‬رأيــت اننــى لســت بحاجــة فــى ان تتحكــم بــى مشــاعرى‬
‫وانهــا تعمــل بشــكل افضــل ان ركــزت علــى كيفيــة التصــرف فــى الموقــف‬
‫الــذى حــدث ‪.‬‬

‫نظــرت اليــه ارى فعلــه ‪ ،‬فوجدتــه ينظــر الــى الطريــق ثــم قــال ‪ « :‬جيــد» قــل لــى‬
‫مــا النتائــج التــى حصلــت عليها ؟‪.‬‬

‫نتائج ؟ ماذا تعنى ؟! ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السابع ‪ :‬أن تسأل اأسئلة الصحيحة‬

‫فكرر ‪« :‬نتائج « ‪ ...‬ماالنتائج التى حققتها هناك اليوم ؟‪.‬‬

‫فكرت لبرهة ثم اجبت ‪:‬‬

‫ً‬
‫حسنا ‪ ...‬ساعدت جستن ‪ ...‬هل كان ذلك اسمه أليس كذلك ‪.‬‬

‫ً‬
‫أومأ رأسه موافقا ‪.‬‬

‫علمــت جســتن وضعيــة اليديــن الصحيحــة لامســاك بالكــرة دون ان تفلــت منــه‬
‫‪ ،‬يضــع اصابعــه لاعلــى حيــن تتجــه الكــرة نحــوه فــوق خصــره ولاســفل‬
‫حيــن تتجــه نحــوه اســفل خصــره ‪ ...‬وبتلــك الطريقــة لــن يضيــع الجولــة ولــن‬
‫يتعــرض لضربـــة كـــرة فــى وجهــه‪.‬‬

‫ضحــك وهــو يــرد علــى ‪ :‬هــذا رائــع ويبــدو انــك اســتمتعت بوقتــك وتعلمــت‬
‫الجديــد وحققــت نتائــج جديــدة أليــس كذلــك ؟‪.‬‬

‫بالتأكيد فعلت ‪.‬‬

‫تهانينا ‪ ...‬فقد ربحت !‪.‬‬

‫ربحــت فــى مــاذا ؟ تســائلت فــى نفســى ثــم نحــوه تذكــرت النقــاط مــن كتــاب‬
‫تدريــب ااطفــال ‪ ...‬مــرح ‪ ،‬تعلــم ‪ ،‬نمــو ‪ ،‬تطــور ‪ ...‬ثــم ربــح ‪.‬‬

‫تلــك هــى المكونــات الثــاث لانجــاز تحصــل علــى النتائــج ‪ ،‬تتعلــم ‪ ،‬تتطــور ‪،‬‬

‫‪80‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السابع ‪ :‬أن تسأل اأسئلة الصحيحة‬

‫ً‬
‫تنمو‪ ،‬وتمرح ايضا كل تلك الثاثة مطلوبة وان فقد احدهما ‪ ،‬فلن تحصل‬
‫علـــى انجـاز حقيقى‪.‬‬

‫ً‬
‫اجبته بحماس ‪ ...‬ارى ذلك بوضوح ‪ ...‬حقا ‪.‬‬

‫أراه ! فقــد فعلــت اشــياء حققــت لــى نتائــج وتعلمــت منهــا الكثيــر لكننــى لــم‬
‫اســتمتع بوقتــى اثنــاء ادائهــا ‪ ...‬كمــا اننــى فــى بعــض ااحيــان كنــت اســتمتع‬
‫بوقتــى لكننــى لــم اكــن اتعلــم او احقــق اى مــن النتائــج التــى ابحــث عنهــا ‪،‬‬
‫هـــذا رائــع فاانجــاز يكــون بثاثتهــم معـــا‪ً.‬‬

‫عليك اا تركز على النتائج فقط مع نفسك او مع ااخرين ‪.‬‬

‫ً‬
‫آهــا اذا هــذا هــو التســويق الشــبكى الحقيقــى ‪ ...‬تذكــرت مشــهدا مــن فيلــم‬
‫شــاهدته منــذ فتــرة بعنــوان «كاراتيــه كيــد « او « طفــل الكاراتيــه « وفيــه‬
‫ً‬
‫يــدرب المعلــم طالبــه رياضــة الكاراتيــه طالبــا منــه تشــميع وتلميــع ســيارته‬
‫طــوال اليــوم « ضــع الشــمع ولمــع ثــم ازلــه‪ ،‬ضــع الشــمع وازلــه ‪.‬‬

‫ثــم اكمــل ‪ :‬ان فعلــت فســتحصل علــى النتائــج لكــن ليــس بالضــرورة ان تحقــق‬
‫اىــة انجــازات وذلــك ضــرورى فــى بنــاء تجــارة تســويق شــبكى ا نتائــج ‪ ...‬ا‬
‫مــال ‪ ،‬ا تعلــم‪ ...‬ســتترك فــى الخلــف ا ســتترك التجــارة او ســتطفأ شــعلتك‬
‫ً‬
‫او تطفــأ شــعلتك وتتــرك التجــارة معــا ‪.‬‬

‫موافقــا ‪ ،‬فقــد بــدا كل شــىء بســيطاً‬


‫ً‬ ‫أرى ذلــك بوضــوح ‪ ...‬أخبرتــه ورأســى‬
‫وســهاً كمــا شــرحه لــى واخبرتــه بذلــك ‪.‬‬

‫ثم اكمل قائاً ‪ :‬كل ذلك بسبب انها مجرد معلومات وحينما تبدأ فى ان تكون‬

‫‪81‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل السابع ‪ :‬أن تسأل اأسئلة الصحيحة‬

‫كذلــك حيــن تبــدأ فــى اانجــاز فســتفعل كل تلــك ااشــياء التــى يقــود بعملهــا‬
‫المنجزون وســتحصل على كل ااشــياء التى يحصل عليها المنجزون ‪.‬‬

‫وكيف انجز ذلك ؟‪ .‬سألته ‪:‬‬

‫ً‬
‫رد على بتأكيد ‪ :‬ذاك هو سؤال الـ ‪ $ 64.000‬شهريا ‪.‬‬

‫سألته بتردد ‪ :‬وهل تعرف ااجابة ؟‪.‬‬

‫“ نعم “‪.‬‬

‫فرجوته قائاً ‪ :‬وهل ستخبرنى اياها ؟‪.‬‬

‫“ نعم “‪.‬‬

‫ثم صمت ‪.‬‬

‫ولوقت طويل ‪.‬‬

‫ً‬
‫رجوته مجددا ‪ :‬متى ؟!‪.‬‬

‫ً‬
‫أبطــأ ســرعة الشــاحنة ‪ ،‬التفــت لــى ورفــع حاجبيــه بمبالغــة مبحلقــا عينيــه فــى‬
‫‪ ...‬ثــم قــال بصــوت دقيــق كأفــام الرســوم المتحركــة « هــل لــى ان أخبــرك‬
‫اان ياســيد ؟ هــل لى‪...‬لوســمحت اظــن ان كانــا ضحــك لدقيقــة علــى ااقــل‬

‫ياله من رجل رائع ‪.‬‬

‫***‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثامن‬

‫عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫‪83‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫أن تكون ‪...‬هذا ما كنا سنتحدث عنه بعد ذلك ‪.‬‬

‫لكننــى اضطــررت لانتظــار قبــل ان ندخــل فــى الموضــوع ‪ ،‬ويالــه مــن انتظــار‬
‫اعلــم اننــى ااتوقــف عــن قــول « رائــع « طــول الوقــت لكــن مايعلمنــى ايــاه‬
‫كان يغربلنــى يمنــة ويســرة ‪.‬‬

‫فقــد كنــت ارى وافعــل واقــول واســتمع اشــياء لــم اتعــرض اليهــا مــن قبــل فــى‬
‫حياتــى ‪ ...‬ربــاه لــم احلــم حتــى بجــزء مــن ذلــك‪ ،‬لكــن هنئــذ !‪.‬‬

‫ً‬
‫كل شىء كان رائعا بحق ‪.‬‬

‫حين وصلنا الى منزله واثناء نزولنا من الشاحنة التفت الى‬

‫ثم سألنى ‪« :‬أتريد أن تنتعش «‪..‬‬

‫“ بالتأكيد”‪.‬‬

‫ً‬
‫فسألنى مجددا ‪ :‬هل سبق وان جربت الحمام اليابانى ‪.‬‬

‫أخبرته بصدق ‪ :‬ا ‪ ،‬ا أظن ذلك ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ أووه “ ان جربته فحتما ستتذكره‪ ،‬هي بنا ‪ ،‬فالمفاجأة بانتظارك ‪.‬‬

‫مــن رأيــى أخبرنــى ونحــن ندخــل الــى المنــزل الرئيســى ان اليابانييــن يتناولــون‬
‫غدائنــا ويســبقوننا فــى التجــارة لمجــرد معرفتهــم عــن الحمامــات اكثــر منــا‬
‫‪ ،‬انــا اخــوض حملــة رجــل واحــد أؤســس الحمامــات فــى امريــكا ‪ ،‬حتــى‬
‫تتمكــن الوايــات المتحــدة اامريكيــة مــن اســترجاع موقعهــا فــى الصــدارة‬
‫كقــادة العالــم ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫التفت الى بابتسامة صادقة ثم قال ‪ :‬انا ا أمزح‪.‬‬

‫بالرغــم مــن رســمية المنــزل اا ان تصميمــه الداخلــى كان بروعــة الدور اارضى‬
‫ً‬
‫وغرفــة المكتــب أنيــق جــدا بإضائتــه ‪ ،‬يدخلــه الهــواء مــن كل جانــب ‪ ،‬ملــىء‬
‫بالنباتــات الخضــراء ‪ ،‬واازهــار النضــرة ‪ .....‬اشــعرنى كمــا لـــو ارى الموســم‬
‫ً‬
‫ربيعـــى دوما غرفــة‪.‬‬

‫بعــض قطــع ااثــاث كانــت انتيــكات عريقــة اســتثنائية عنــد مرورنــا خــال‬
‫ً‬
‫المدخالواســع المــؤدى لغرفــة الجلــوس ‪ ،‬بــدأت اتلفــت عفويــا حيــن توقفــت‬
‫فجــأة فــى مكانـــى!‪.‬‬

‫فقــد ســبقنى فــى المشــى امامــى لكنــه احظنــى حيــن توقفت ‪ ،‬فالتفت وســألنى‬
‫«ماذا»؟‪.‬‬

‫“ أهـ ‪ ...‬هذا “ تلعثمت ‪ ...‬أهذا ماأظنه هو؟‪.‬‬

‫أهذا ماتظنه هو ؟ أعاد سؤالى وقد عاد ليقف بجانبى ‪.‬‬

‫هنــاك فــوق لغطــاء فــى بيتــه الخــاص بحلــة رائعــة ‪ ،‬مذهــب ومزخــرف بابــداع‬
‫ً‬
‫بعــرض ســتة اقــدام تقريبــا وطــول يتجــاوز ااربعــة اقــدام ‪.‬‬

‫كانــت هنــاك لوحــة للفنــان «مونيــه» ليســت نســخة انمــا اصليــة ! دار رأســى بمــا‬
‫ً‬
‫تعنيــه الكلمــة ‪ ...‬فــى الواقــع اظــن ان قدمــاى دارتــا ايضــا ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫أهــذه لوحــة مممــم ‪ ...‬مونيــه ؟ تعجبــت قائــاً ‪ :‬زنابــق المــاء ‪ ...‬أليســت لوحــة‬
‫زنابــق المـــ ‪ ...‬مــاكان اســمها ؟‪.‬‬

‫“نعــم “نمفيــاس أو زنابــق المــاء رد علــى ثــم اطلــق احــدى ضحكاتــه المعتــادة‬
‫اكبــر ضحكــة ســمعتها حتــى اان ‪.‬‬

‫ثم رمى بذراعيه على كتفى وضمنى اليه بقوة وهو يضحك ‪.‬‬

‫ً‬
‫انا معجب بك حقا ‪...‬‬

‫قــال بيــن الضحــكات وهــو يحــاول التقــاط نفســه مــن ضحكتــه التــى اســتنزفت‬
‫منــه الهــواء والتــى اســتمرت لنصــف دقيقــة علــى ااقــل ‪.‬‬

‫ً‬
‫آآآه ‪ ،‬ا ‪ ...‬ا ليســت ونيــه ‪ ،‬انهــا أنــا لقــد رســمتها بنفســى لكــن شــكرا لــك علــى‬
‫ً‬
‫ااطــراء كان ذلــك رائعــا ‪.‬‬

‫هــززت رأســى بعــدم تصديــق ودهشــة تامــة اثنــاء مــاكان يتابــع مشــيه خــال‬
‫منزلــه الفســيح اخبرنــى انــه درس فــى مدرســة الفنــون حتى انــه حصل على‬
‫درجــة بكالوريــوس فــى الفنــون ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫وبالرغــم مــن انــه لــم يرســم شــيئا حقيقيــا فــى حياتــه مــن قبــل ‪ ،‬اا انــه لطالمــا‬
‫حلــم بــأن يقــوم بذلــك فتلــك الرســمة كانــت احــد اهدافــه لوقــت طويــل جــداً‬

‫‪ 20 ،‬ســنة كمــا ذكــر لــى ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫وكان مونيــه هــو الفنــان الــذى احــب اعمالــه وبعــد ان نجــح فــى التســويق‬
‫الشــبكى‪ ...‬نجــح بشــكل كاف ‪ ،‬كمــا قــال لــى ‪ ...‬توفــر لديــه الوقــت الكافــى‬
‫ليقوم بااشــياء التى طالما حلم بعملها فقام بشــراء كتب كثيرة لرســومات‬
‫مونيــه ودرســها ‪ ،‬ثــم بــدأ برســم نســخته الشــخصية منهــا بأســلوب قريــب‬
‫لمونيــه ‪.‬‬

‫وقد نجح على نحو مبهر فلوحته كقطعة من متحف واخبرته بذلك ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫فقال مقدرا ‪ :‬شــكرا لك ‪ ...‬بعد وفاتى أظننى ســأنظر الى ابنائى وتلك اللوحة‬
‫كأعظم مساهمتين قدمتهما ‪.‬‬

‫ً‬
‫ثــم اضــاف مقلــدا « تيــدى روزيفلــت « وهــو يهاجــم « تــل ســان خــوان ؟ الــى‬
‫الحمــام والــذى فــى هــذه الحالــة لــم يمــت بــأى صلــة لــدورة ميــاة ‪ ،‬كانمبهــراً‬

‫كمــا توقعــت‪.‬‬

‫فســقفه وجدرانــه مــن االــواح الخشــبية الملمعــة بعنايــة ‪ ،‬ذات لــون احمــر قــان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ،‬ومــا لــم يكــن خشــبيا كان زجاجيــا اضائتيــن زجاجتيــن ثبتــا فــى الســقف‬
‫ونافــذة زجاجيــة كبيــرة جعلــت الغرفــة تبــدو اعــرض مــا هــى عليــه فــى الواقــع‬

‫أمتــأت الغرفــة بعــدد كبيــر مــن نباتــات اللبــاب والســرخس المتدليــة مدخــل‬
‫الغرفــة كان كردهــة صغيــرة علــى جانبيهــا خطافــات لتعليــق المابــس ‪.‬‬

‫أخبرنــى ان الحمــام اليابانــى حســب العــادات يســتخدم بــدون مابــس للنســاء‬


‫والرجــال علــى حــد ســواء ‪ ...‬لكــن ان صانعــت فبامكانــى ان ارتــدى ســروال‬
‫ســباحة وهــو كذلــك‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫أخبرته اننى افضل ان أؤديه كما يفترض ان يؤدى فى العادة ‪.‬‬

‫النصــف ااول مــن الحمــام كان أرضيــة مغطــاة بألــواح خشــبية قريبــة مــن‬
‫ً‬
‫بعضهــا البعــض يدنوهــا ارضيــة اكثــر انخفاضــا بخطــوط مســتقيمة ونمــط‬
‫دورانــى مزيــن ‪ ،‬لــم يكــن مــن تلــك ااماكــن التــى تــداس باارجــل ‪.‬‬

‫أشــار الــى بالجلــوس علــى احــد المقاعــد الصغيــرة التــى كانــت تواجــه الجــدار‬
‫بجانــب حــوض ااســتحمام الطويــل ‪.‬‬

‫علــى الجــدار كان هنــاك زوجيــن مــن حنفيــات المــاء البــارد والســاخن احدهمــا‬
‫كان لــه صنبــور متوســط وااعلــى ثبتــت علــى الجــدار وفــى نهايتــه خرطــوم‬
‫ميــاه بــه دش اســتحمام‪ ،‬وبجانــب المقاعــد كانــت هنــاك داء مــاء خشــبية‬
‫بهــا مايعــادل جالــون مــاء حســب تقديــرى ‪ ،‬وبداخــل كل منهــا مغرفــة يدوية‬
‫الصنــع ‪.‬‬

‫مــأ دلــوه بالمــاء الدافــىء مــن الصنبــور المثبــت علــى الجــدار وســكبه فــوق‬
‫رأســه ثــاث او اربــع مــرات وطلــب منــى ان افعــل مثلــه ‪ ،‬ثــم امســك بواحــدة‬
‫ً‬
‫مــن ااســفنجات الطبيعيــة وعصــر عليهــا بعضــا مــن الصابــون الســائل مــن‬
‫زجاجة طويلة بيضاء ورماها تجاهى ‪ ،‬وبدأ بغسل جسمه كاماً بالصابون‬
‫وااســفنجة ‪.‬‬

‫مــن الغريــب اننــا نحــن الغريبــون نجلــس فــى الحــوض اواً ثــم نغســل اجســامنا‬
‫بالصابــون ‪ ،‬لقــد علمنــى اليابانيــون ان افعــل العكــس ‪ ،‬ولديهــم عــدة اســباب‬
‫ً‬
‫لذلــك فهــو توفيــر للمــاء حيــث لســت مضطــرا لمــلء الحــوض بالمــاء العــذب‬
‫طــوال الوقــت ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫وحيــن تعــرف اليابانييــن فأنــا متأكــد ان لذلــك عاقــة باحتــرام ااخريــن والمــاء‬
‫ً‬
‫ايضــا علــى ايــة حــال « القيجــن» وحــده بــا احتــرام للمــاء «كامــى» هــو مــن‬
‫ســيدخل فــى الحــوض وهــو متســخ ‪.‬‬

‫“ كامى ‪ ...‬قيجن ‪...‬؟ تساءلت بصوت عالى ‪:‬‬

‫“ الكامــى “ هــى اارواح فــى ديانــة الشــينتو فبالنســبة لليابانييــن كل شــىء‬


‫ً‬
‫تقريبــا لديــه روح ‪ :‬ااشــجار ‪ ،‬اازهــار ‪ ،‬ااحجــار ‪ ،‬حتــى المــاء ‪ ،‬والقيجــن‬
‫تعنــى الغريــب او ااجنبــى باليابانيــة لكــن فــى رأيــى الترجمــة اادق هــى‬
‫“همجــى” فـــ اليابانيــون يظنــون فعــا انهــم مــن انقــى الثقافــات علــى كوكــب‬
‫اارض ‪ ...‬وكل ااجانب همج فى وجهة نظرهم‪ ...‬ضحك ثم أكمل بصوت‬
‫“ اامريــكان “ ‪:‬‬

‫ثم اضاف ‪ :‬ولسبب جيد فنحن ا نستحم بما فيه الكفاية ‪.‬‬

‫حينمــا انتهــى مــن تنظيــف جســمه بالصابــون مــن اعلــى رأســه اســفل قدميــه‬
‫مــأ الدلــو مــرة اخــرى وغســل جســمه عشــر مــرات علــى ااقــل وفعلــت مثلــه‬

‫ً‬
‫ثــم وقــف وقــال ‪ :‬عليــك ان تعــرف ان الحمـــام اليابانــى ساخـــن جــدا اكثــر ممــا‬
‫تتوقــع!‪.‬‬

‫فرددات باحتجاج ‪ « :‬اتقلق ‪ ،‬فأنا أحب الحمامات «‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫فاســتطرد باصرار ‪ :‬ثق بى أرجوك فهو ســاخن جدا جدا ‪ ،‬اقترح ان تســتخدم‬
‫الــدش اواً بأكثــر حــرارة تســتطيع احتمالهــا برفــع درجــة الحــرارة تدريجيــاً‬

‫عندهــا ســيكون باســتطاعتك الجلــوس فــى الحوض ‪.‬‬

‫أخبرته ان بودى تجربة الحوض مباشرة ‪ ،‬فهز رأسه وتبسم قائاً ‪:‬‬

‫تفضل فأنت ضيفى ‪.‬‬

‫ً‬
‫ثــم وقــف جانبــا وأومــأ بكلتــا يديــه الــى أتفضــل ‪ ،‬صعــدت الــى جانــب الحــوض‬
‫وادخلــت اصبــع قدمــى فيــه ‪.‬‬

‫وطالما فعلت ذلك سحبت قدمى بأسرع مايمكن ‪.‬‬

‫اكتفى بالنظر الى ‪ ...‬بوجه ليس عليه أى تعابير ‪.‬‬

‫أظن أننى سأفعل كما اقترحت ‪.‬‬

‫أعترفت بخجل وانا انتظر منه عبارة ‪ :‬ألم أقل ذلك ‪.‬‬

‫لكنها لم تخرج منه واكتفى بقول « جيد « ‪.‬‬

‫وجلــس ببــطء فــى الحــوض حتــى ارتفــع مســتوى المــاء الــى عنقــه حين وصلت‬
‫الــى اقصــى حــد اســتطيع احتمالــه مــن ااحتراق بمــاء الدش ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫شــاركته فــى الدخــول الــى الحــوض بصراحــة لــم اتوقــع هــذا المســتوى مــن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الحــرارة ابــدا ! لكــن الــدش ســاعد علــى تخفيفهــا كثيــرا علــى ااقــل تمكنــت‬
‫مــن احتمــال الحــرارة حتــى جلســت فــى الحــوض ‪.‬‬

‫فقــال لــى ‪ :‬اتتحــرك ‪ ،‬الفكــرة ااساســية هــى ان تجلــس كحجــر دون حــراك‬
‫حتــى تعتــاد عليــه ‪.‬‬

‫بــدأت أتكيــف تدريجيـ ًـا مــع درجــة الحــرارة وأغفلــت عيناى فــى البداية محاواً‬

‫احتمال الحرارة لكننى بدأت اشــعر بالذوبان فى حالة من المتعة والســام‬


‫‪.‬‬

‫ً‬
‫فحيــن فتحــت عينــى اخيــرا رأيــت صديقــى وقــد أمــال رأســه الــى الخلــف علــى‬
‫طــرف الحــوض وغطــى وجهــه بمنشــفة ســاخنة ‪.‬‬

‫ً‬
‫نظــرت حولــى فــإذا بالغرفــة قــد امتــأت بخــارا يخــرج مــن الحــوض الســاخن‬
‫‪ ،‬ظننــت انــه لــم يرغــب فــى الحديــث فــى تلــك اللحظــة ‪ ،‬لكننــى حشــدت‬
‫الشــجاعة الكافيــة اســئلة بهــدوء ان كان بإمكانــه ان يخبرنــى عــن كيفيــة «‬
‫أن أكــون «‪.‬‬

‫وببــطء شــديد أزال المنشــفة الســاخنة عــن وجهــه ورســم ابتســامة رضــى علــى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شــفتيه قائــاً ‪ :‬بالتأكيــد تــم اخــذ نفســا عميقــا وبــدأ كعادتــه بســؤال ‪:‬‬

‫من أنت ؟‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫رائع ‪ :‬سؤال اخر سهل ! ‪.‬‬

‫ً‬
‫ظللــت صامتــا لفتــرة ‪ ،‬كنــت اعلــم ان ااجابــة بإســمى ليســت كافيــة ‪ ،‬فقــررت‬
‫اانتظــار والتفكيــر فــى ااجابــة اكثــر ‪.‬‬

‫وبعــد برهــة قصيــرة أجبــت ‪ :‬مــا أنــا اا المجمــوع ااجمالــى لــكل الخبــرات التــى‬
‫اكتســبتها ‪ ...‬وكل افــكارى عــن نفســى وعــن تلــك الخبــرات وكل ماقيــل لــى‬
‫مــن أى احــد عــن نفســى وعنهــا ‪.‬‬

‫رمــش بعينيــه ثــم بحقلهمــا فــى ‪ ،‬ولســعادتى فــى تلــك اللحظــة كان هــو مــن قــال‬
‫ً‬
‫‪« ...‬رائــع» لــم اكــن متأكــدا ان كان يتحــدث الــى او الــى نفســه لــم اكــن اتوقــع‬
‫ً‬
‫تلــك ااجابــة بــكل صراحــة ‪ ،‬اجابــة رائعــة حقــا!‪ .‬ســواء كان مفعــول للحمــام‬
‫او مجــرد متعــة ســماع ذلــك ااطــراء منــه ‪.‬‬

‫فعلى ان اعترف اننى شعرت بروعة فى تلك اللحظة ‪.‬‬

‫“ أشكرك “ قلتها من كل قلبى ‪.‬‬

‫ً‬
‫فأجابنى بإعجاب وحماس شديدين موجها الكام الى بوضوح هذه المرة‪.‬‬

‫ً‬
‫“ جيد جدا “ وهل تعلم مانتيجة افاكرك وافكار ااخرين عنك ؟‪.‬‬

‫سألته وأجبت فى نفس الوقت قائاً ‪ :‬ان اكون ما انا عليه اان ؟‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫ً‬
‫اجابــة قريبــة جــدا ‪ ...‬هــو مايأتــى منــه معنــى وجــودك ‪ ...‬ومايحــدد كيــف تكــون‬
‫فــى اى موقــف وينتــج عنــه عاداتــك وقيمــك او مايســميه بعــض النــاس‬
‫بأنظمــة معتقداتــك ‪.‬‬

‫انــا ا اســتخدم عبــارة « أنظمــة معتقــدات « بســبب التعبيــر معظــم النــاس‬


‫يظنون ان اانظمة معقدة لدرجة انهم ايقوون على تغييرها ‪ ،‬اضافة الى‬
‫ذلــك فأنــا مؤمــن بــأن معتقداتنــا ماهــى اا عــادات مــن اافــكار التــى نمتلكهــا‬
‫وبســبب انهــا عــادات بســيطة نعلــم كيــف اكتســبناها ‪ ...‬وكيــف نســتطيع‬
‫ً‬
‫تغييرهــا ايضــا ‪.‬‬

‫العــادات ماهــى اا اشــياء نقــوم بعملهــا او التفكيــر فيهــا دون انتبــاه واع ‪...‬‬
‫ودون ادراك لهــا ‪ ،‬وفــى اللحظــة التــى نــدرك مــا نفكــر بــه او نفعلــه تختفــى‬
‫العــادة وتتحــول الــى خيــار ‪.‬‬

‫ً‬
‫ثم سألنى ‪ :‬اذا أتستطيع ان ترى اننا نستطيع ان نغير عاداتنا بتغيير خياراتنا‬
‫الواعية ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫نعم حقا أرى ذلك بوضوح ‪.‬‬

‫ً‬
‫اذا لدينــا هــذه العــادات ااعتقاديــة عــن أنفســنا وســبب اهميتهــا هــو ان تتحكــم‬
‫فيمــا نمتلــك ‪ ،‬نفعــل ‪ ،‬ونكــون عليــه فــى حياتنــا ‪.‬‬

‫عدنــا الــى ان امتلــك ‪ ،‬افعــل ‪ ،‬اكــون واعتقــد انــه بــدا علــى مامحــى عــدم الفهــم‬

‫‪93‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫التــام لمــا كان يقــول ‪.‬‬

‫فاستطرد « دعنى اضرب لك مثااً ‪: .....‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫“ كبــرت اكــون بدينــا جــدا ‪ ،‬وعندمــا تخرجــت مــن الثانويــة كان وزنــى ‪115‬‬
‫ً‬
‫كيلــو جرامــا “‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫حقــا ؟ ‪ ...‬قلــت باســتغراب لكنــك لســت بدينــا اآن ‪ ...‬وأراهــن علــى انك ســتكون‬
‫انحــف بكثيــر بعــد هــذا الحمام ‪.‬‬

‫ً‬
‫فــى الواقــع ماقلتــه صحيــح جــدا ‪ ...‬أومــأ برأســه وضحــك معــى ثــم اكمــل ‪ :‬لكــن‬
‫ً‬
‫بــكل جديــة بالرغــم مــن اننــى كنــت أزن ‪ 80‬كيلــو جرامــا لعــدة ســنوات اا‬
‫ً‬
‫اننــى امضيــت معظــم تلــك الســنوات معتقــدا بأننــى بديــن ‪.‬‬

‫ً‬
‫فخبرتى التى تجاوزت الـ ‪ 30‬عاما اعطتنى كل اادلة التى احتاج ارى نفسى‬
‫كشــخص بديــن واادهــى مــن ذلــك ان ااخريــن كانــوا علــى اتــم ااســتعداد‬
‫للمســاهمة فــى تأكيد ذلك‪.‬‬

‫الدليــل لــدى ‪ ...‬فأصبحــت كذلــك فــى كل فرصــة تتــاح لــدى ســواء علمــت ام لـــم‬
‫اعلم‪.‬‬

‫كنــت اضيــف لذلــك ااعتقــاد عــن طريــق تصديقــه اكثــر مــن واكثــر فاســتقبل‬
‫عقلــى رســالة « انــا بديــن « آاف المــرات بــا مبالغــة ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫ً‬
‫فــى المدرســة كنــت محــور نــكات البدنــاء بــكل قســوة حــول كونــى بدينــا وحيــن‬
‫فقــدت كتلــة ا بــأس بهــا مــن الــوزن قمــت بشــراء بناطيــل انحــف بكثيــر مــن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مقاســى ظنــا منــى ان افعــل ذلــك تفاخــرا بكونــى اصبحــت انحــف مــن ذى‬
‫ً‬
‫قبــل بتمكنــى اخيــرا مــن لبــس مقــاس اصغــر ‪.‬‬

‫وذات يــوم ادركــت اننــى حيــن قمــت بشــراء بناطيــل اصغــر مــن مقاســى‬
‫واصبحــت بطنــى تتدلــى مــن فــوق الحــزام ‪ ...‬فقــد كنــت فــى الواقــع اســتمر‬
‫فــى عيــش اعتقــادى اننــى بديــن ‪.‬‬

‫ً‬
‫وحيــن خســرت ‪ 35‬كيلــو جــرام احقــا واذكــر للنــاس كــم انــا بديــن كان النــاس‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يصدمــون لمــا اقــول وكانــوا يخبروننــى كــم أبــدوا رائعــا ونحيــا ‪.‬‬

‫واســتغرقت عــدة ســنوات مــن ذلــك النــوع مــن المعلومــات المدخلــة عــن كونــى‬
‫نحيــا لكننــى فــى النهايــة بــدأت باســتبدال عــادة اعتقــاد اننــى بديــن بأخــرى‬
‫ً‬
‫آمنــت أخيــرا بهــا وهــى اننــى نحيــل ‪.‬‬

‫ً‬
‫استغرقت تلك العملية كاملة اكثر من ‪ 15‬عاما ‪.‬‬

‫أغمض عينيه وارتجف بوضوح ثم قال « يالها من مضيعة «‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫بقــى صامتــا لبعــض الوقــت ثــم اخــذ نفســا عميقــا وبطيئــا وفتــح عينيــه وهــو‬
‫يزفــر الهــواء ليتركــه يغــادر ببــطء شــديد ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫يعلم البوذيين ان الحياة معاناة ثم اكمل وقد امتأ صوته بنبرة عاطفية ‪:‬‬

‫وانــا اوفــق ‪ ...‬الــى حــد مــا ‪ ،‬لكــن مــا ا يعلمونــه انهــا معانــاة او نكــون اى شــىء‬
‫علــى ااطــاق ‪ .....‬بإمكانــه ان يتغيــر ان ركزنــا تفكيرنــا عليــه ‪ ،‬وفعلنــا ذلــك‬
‫طـــوال الوقت‪.‬‬

‫كل ماعلينا تعلمه هو كيفية تطبيق ذلك بغاية ‪.‬‬

‫عادات ااعتقاد تتكون بنفس الطريقة التى تتكون بها اى عادة اخرى ‪.‬‬

‫ً‬
‫ببساطة عن طريق تكرار الشىء مرة تلو ااخرى الى ان يصبح تلقائيا ودون‬
‫تفكيــر ‪ ،‬هــذا يعنــى ان بامكانــك تكويــن عــادة جديــدة بنفــس الطريقــة التــى‬
‫اســتخدمتها عندمــا اســتبدلت عــادة اعتقــادى بأننــى بديــن بعــادة اعتقــاد‬
‫اننــى نحيــل ‪.‬‬

‫لــم اكــن واع لمــا كنــت افعلــه فــى اول مــرة بــدأت اطبــق ذلــك ‪ ،‬فلــم اكــن ارى‬
‫كيــف ان الحديــث عــن كونــى نحيــا ‪ ،‬مــع نفســى وااخريــن كان يغيــر عــادة‬
‫باعتقــادى اننــى فعــاً نحيــل ‪.‬‬

‫يمكــن تشــبيهه بميــزان فــى اذهاننــا ‪ ،‬اثقلــت احــدى كفتيــه كل الــكام والخبرات‬
‫التــى تكــون عــادات اعتقاداتنــا التــى تهيمــن علــى حياتنــا ‪ ،‬لكــن بامكاننــا‬
‫تغييــر ذلــك عــن طريــق زيــادة « الوزن « فى الكفـــة ااخــرى بتكويننا لعادات‬
‫جديــدة ‪ .....‬أتــرى مــا أتحـــدث عنـــه؟‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫ســألنى وهــو يضــع يديــه امامــه وهــو يشــير بكفيــه لاعلــى ويحركهمــا لاعلــى‬
‫وااســفل ككفتــى ميــزان ‪.‬‬

‫فهمت كل ماقاله ‪ ،‬واخبرته بذلك ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫ثــم اكمــل ‪ :‬حســنا اذا ان كنــت تقبلــت كل ماقلتــه اان علــى انــه صحيــح ‪،‬‬
‫ماالســؤال ااول الــذى لديــك ؟‪.‬‬

‫كيف تغير العادات ؟‪.‬‬

‫“ تستبدلها بأخرى “ ؟‪.‬‬

‫“ كيف “ ؟! ‪.‬‬

‫كيف حصلت على العادة ااولى ؟ طرح السؤال ثم بدأ بااجابة عليه ‪.‬‬

‫حصلــت عليهــا عــن طريــق امتــاكك لفكــرة عــن ماتؤمــن بــه ثــم عززتهــا بفكــرة‬
‫ـدا لــم تكــن مضطــراً‬
‫اخــرى وثانيــة وهكــذا دواليــك وبعــد فتــرة قصيــرة جـ ً‬

‫اضافــة ايــة افــكار اخــرى ‪ ...‬فقــد اصبحــت عــادة اعتقــادك فــى مكانهــا‬
‫واحتفظــت بهــا هنــاك ‪ ،‬غذيتهــا ‪ ،‬وقويتهــا فــى كل مــرة كنــت تضيــف اليهــا‬
‫مدخــات جديــدة ‪ ...‬بعــض الخبــرات ‪ ،‬اشــياء قلتهــا عــن نفــس الموضــوع ‪،‬‬
‫اشــياء قيلــت لــك مــن احــد مــا ‪ ...‬كلهــا وافقــت وســاعدت علــى دعــم عــادة‬
‫ااعتقــاد تلــك ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫اذا استطردت قائا ‪ :‬نبدأ باستبدال عادات اعتقادنا الحالية ‪ ...‬ماذا سميتها‬
‫‪ ...‬السائدة ؟‪.‬‬

‫“ المهيمنة “ أجابنى ‪:‬‬

‫ً‬
‫صحيــح ‪ ...‬اذا نبــدأ باســتبدال عــادات مســموعة ثــم اشــار الــى بســبباته وهــو‬
‫ً‬
‫يتحــدث محافظــا علــى اللحــن التخيلــى بكلماتــه ‪:‬‬

‫ً‬
‫“ و‪ ....‬اذا ‪ “ ...‬حركة ‪ ،‬حركة “ ‪.‬‬

‫أقول ‪ ...‬بـ انك ‪ ( « ...‬حركة ‪ ،‬حركة ‪ ،‬حركة ) ‪.‬‬

‫“ تمتلك عادة ‪ ( “ ...‬حركة ‪ ،‬حركة ‪ ،‬حركة ) ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ ان ‪ ...‬تكون ‪ ...‬حارا ‪ ( “ ...‬حركة ‪ ،‬حركة ‪ ،‬حركة ) ‪.‬‬

‫“ هيا بنا “ ضحك ثم اكمل ‪ :‬لنغير ذلك اآن !‪.‬‬

‫وقبــل ان يكمــل عبــارة «اآن» قفــز فــى الحــوض ااخــر حيــث غطــس تمامــاً‬

‫تحــت المــاء وبقــى هنــاك دون حــراك ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫وبعــد ‪ 10‬ثــوان تقريبــا انطلــق قافــزا لاعلــى برشــه مــاء كبيــرة وهــو يهتــف‬
‫بقــوة‪ « :‬وب ‪ ،‬وب ‪ ،‬وووووه ! نعــم ! نعــم ‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫يها بنا ‪ ...‬تعال ! ‪.‬‬

‫يخرج من الحوض ‪.‬‬

‫فعلت كما قال لى ‪.‬‬

‫ً‬
‫كان المــاء مجمــدا فكامــل الحــوض مصنــوع مــن الثلــج الخالــص ‪ ...‬ا بــل ابــرد‬
‫مــن ذلــك ‪ ،‬لقــد كان تحــت الصفــر ‪.‬‬

‫واااااااا صرخت وانا اقفز خارج الحوض فى الوقت ذاته ‪.‬‬

‫واثناء ماكنتافرك عينى من الماء رمى بمنشفة نحوى ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ رئع “ اليس كذلك ؟ اظنه كان يســألنى ‪ ،‬لكننى لم اكن متأكدا فكل مااذكره‬
‫فــى تلــك اللحظــة هــو اننــى كنــت اقفــز حــول الغرفــة مــن مــكان اخــر اصيــح‬
‫“ أووووه‪ ...‬أووووه‪ ..‬أووووه ؟!”‪.‬‬

‫واااااو ! واااااو وييييـ و! لم افعل ذلك منذ مخيم ااطفال الذى كنت اشارك‬
‫فيــه فى صغرى ‪.‬‬

‫كيــف تشــعر ؟ ســألنى وهــو ينتهــى مــن تجفيــف جســمه ويلــف وســطه بالمنشــفة‬
‫مدخــاً طرفيهــا ليربطها ‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬عادة ‪ :‬أن تكون أنــــــــت‬

‫ً‬
‫رائع ! أشعر بنشاط شديد اتفعل ذلك غالبا ؟ سألته ‪:‬‬

‫كل يــوم ا اســتطيع ان افكــر فــى اى شــىء افضــل مــن هــذا لجســمك ‪ ...‬او‬
‫حتــى لعقلــك ‪ ،‬فعمــرى الحقيقــى ‪ 97‬ســنة ‪.‬‬

‫كيف ابدو ؟ ‪.‬‬

‫ثم اطلق احدى قهقهاته المعتادة لكن بصوت اعمق هذه المرة‪.‬‬

‫ً‬
‫تبدو رائعا ايها الرجل العجوز أجبته بسخرية فكاهية ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫أووووه قال كما لو كان يتذكر شيئا خاصا « أترغب بلقاء عائلتى «‪.‬‬

‫“ بالتأكيد “ رددت بحماس كنت اتسائل عن مكانهم ‪.‬‬

‫وانــا كذلــك ‪ ...‬ضحــك ثــم قــال لــم ارهــم منــذ ظهــر البارحة قبــل ان تصل لنذهب‬
‫ونبحــث عنهم ‪.‬‬

‫***‬

‫‪100‬‬
‫الفصل التاسع‬

‫معلمتـــــى مدبرة المنزل‬

‫‪101‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل التاسع ‪ :‬معلمتـــــى مدبرة المنزل‬

‫بعد أن غادرنا الحمام ودخلنا المنطقة الصغيرة المخصصة ارتداء المابس‬


‫احظــت ان مابســنا التــى كنــا نرتديهــا لــم تكــن موجــودة بعنايــة تامــة ‪،‬‬
‫احدهمــا كانــت مابســى التــى كنــت ارتديهــا يــوم الجمعــة اا انهــا نظيفــة‬
‫كمــا لــو كانــت جديــدة ‪.‬‬

‫قطنيا ازرقاً‬
‫ً‬ ‫بدأت بارتداء مابســى وقد كان صديقى قد ارتدى قميص جينز‬
‫باهت اللون ‪،‬وقام بفرد مابدى كوشــاح او شــال كبير غريب ‪ ،‬ماهذا ؟ ‪.‬‬

‫ً‬
‫سألته متعجبا وانا اشير الى قطعة القماش الزاهية االوان التـى كان يمسك‬
‫بهـا‪.‬‬

‫“ انــه ســارونج “ اللبــاس الرســمى الــذى يرتديــه التايلنديــون وســكان الجــزر‬


‫ااســتوائية مثــل جــاول وبالــى ‪.‬‬

‫“ جميل “ ‪.‬‬

‫ً‬
‫شــكرا لــك ‪ ...‬انــه مــن اكثــر ااقمشــة راحــة فى العالم ‪ ،‬ثــم اضاف ‪ :‬اتريد تجربة‬
‫واحد ؟‪.‬‬

‫فأجبته بشىء من التردد ‪ :‬أمم ‪ ،‬بالطبع ‪.‬‬

‫كيف ارتديه ‪:‬‬

‫‪102‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل التاسع ‪ :‬معلمتـــــى مدبرة المنزل‬

‫ســار باتجــاه بعــض اادراج المبنيــة فــى الجــدار وســحب قطعــة قمــاش ذات‬
‫لــون ازرق فاتــح بأطــراف مطــرزة بــأزرق داكــن ‪.‬‬

‫ثم سألنى ‪ :‬أنت ممن يفضلون اللون اازرق ‪ ...‬أليس كذلك ؟‪.‬‬

‫هل انا كذلك؟‪.‬‬

‫سألته بشىء من الفضول ‪:‬‬

‫“ مابسك “ ‪...‬‬

‫قال وهو يشير لكومة المابس الموضوعة على المقعد ‪ ...‬كلها زرقاء اللون‪.‬‬

‫ً‬
‫كانت كذلك ‪ ...‬اعتقد اننى حقا افضل اللون اازرق ‪.‬‬

‫أرانــى طريقتيــن مختلفتيــن لربــط الســارونج اعجبتنــى احداهمــا اكثــر مــن‬


‫ااخــرى فأخترتهــا وقــد كانــت مختلفــة عــن الطريقــة التــى اســتخدمتها هــو‬
‫ً‬
‫فقـــد قـــام بلفهـــا حولــه ببســاطة رابطــا عقــدة فــى المقدمــة ‪ ،‬امــا انــا فلبســتها‬
‫ً‬
‫بطريقــة حســنا محافظــة ‪ ...‬رســمية أكثــر منــه‪.‬‬

‫اتباعـ ًـا لتعليماتــه لففتهــا حولــى مــرة ثــم امســكت الطرفيــن الــى الجانبيــن شــاداً‬

‫بإحــكام جهتــى القمــاش ااقــرب الــى جســدى لبعضهمــا البعــض ‪ ،‬واعــدت‬


‫ادخالهــا فــى الوســط ‪ ،‬ثــم ثنيتهــا للداخــل مــن جميــع ااطــراف ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل التاسع ‪ :‬معلمتـــــى مدبرة المنزل‬

‫ا اســتطيع ان اتخيــل ان بامــكان اى احـــد ان يفهـــم كل ذلــك مـــن الوصــف‬


‫الســابق‪ ...‬فهــو احــد تلــك ااشــياء كربطــة العنــق التــى عليــك ان تجربهــا‬
‫بنفســك كــى تتعلــم الكيفيــة ‪.‬‬

‫فى طريق العودة طرحت عليه سؤااً ‪:‬‬

‫كيف وصلت مابسنا الى هناك ؟ لم أسمع أى أحد يدخل ‪.‬‬

‫قــد تكــون ريتشــل ‪ ...‬زوجتــى أو ربيــكا ابنتــى او حتــى كازوكــو ‪ ...‬تلــك هــى‬
‫الســيدة التــى تعتنــى بنــا ‪.‬‬

‫كازوكــو رددت ااســم اســمع نفســى وانــا انطقــه ‪ ...‬هــذا اســم يابانــى ‪ ...‬أليــس‬
‫كذلك؟‪.‬‬

‫ضحك وهو يجيب ‪ :‬نعم واضح انك احظت حبى لاشياء اليابانية‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫كازوكــو ســان مبهجــة لكنهاامــرأة صعبــة جــدا ‪ ،‬لم اكــن متأكدا ان كان يمزح ام‬
‫ا لكنــه احــظ ماكنــت افكــر فيــه انــه اضــاف باحتجــاج ساخـــر ‪ :‬هــى كذلــك‬
‫‪ ...‬ستـرى بنفسـك‪.‬‬

‫مشــينا الــى غرفــة الجلــوس التــى علقــت بهــا لوحــة مونيــه «الشــبكى» وطلــب‬
‫منــى الجلــوس فــى ااثنــاء التــى ذهــب فيهــا الــى خزانــة ريفيــة التصميــم‬
‫ً‬
‫وفتــح ابوابهــا جانبــا وقــام بفعــل شــىء لــم اســتطع رؤيتــه افتــراض انــه‬
‫المــكان الــذى يحفــظ فيــه جهــاز ااســتيريو ان الغرفــة امتــأت بالموســيقى‬

‫‪104‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل التاسع ‪ :‬معلمتـــــى مدبرة المنزل‬

‫رائع ‪ ...‬موسيقى ريفية ‪.‬‬

‫اجابنى ‪ :‬رجل متعدد ااذواق والمواهب ‪.‬‬

‫سؤال ‪ :‬من يغنى ؟‪.‬‬

‫امممــم ‪ .‬ليملــوى هاريــس ‪ ...‬ســألته وانــا احــزر بذكــر اســم المغنيــة الريفيــة‬
‫الوحيــدة التــى اعــرف اســمها ‪.‬‬

‫اجابنــى وهــو يحــدق النظــر فــى باب خزينة ااســتيريو الخشــبية «تخمين جيد‬
‫‪ ...‬كــى تى اوســلن «‪.‬‬

‫ً‬
‫حســنا ‪ ...‬لســت مــن معجبــى الموســيقى الريفيــة بســبب جهلــى بهــا ا اختيــارى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ذلــك‪ ،‬لــم اســمع لهــا كثيــرا مــن قبــل ‪ ،‬احــس انهــا تناســب شــخصا اخــر غيــرى ‪،‬‬
‫ً‬
‫اعلــم ان ذلــك قــد يبــدو ســخيفا بعــض الشــىء لكــن هــذا مافكرت بــه ‪ ...‬حتى‬
‫ذلــك الوقــت علــى ااقــل‪ ...‬ان كــى تــى ا – أدرى مااســمها كانــت جيــدة جــداً‬

‫‪.‬‬

‫يالهــا مــن رحلــة فكــرت جهــاز ااســتيريو مخبــأ فــى خزانــة ريفية فرنســية تقليد‬
‫لوحــة مونيــه علــى الجــدار ‪ ،‬وللتــو خرجــت مــن حمــام يابانــى واجلــس حاليــاً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مرتديــا ســارونجا تايلنديــا اثنــاء ااســتماع لموســيقى ريفيــة ‪ ...‬غريــب فــى‬
‫ديــار غريبــة ‪ ...‬لكننــى أحببــت الوضــع!‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل التاسع ‪ :‬معلمتـــــى مدبرة المنزل‬

‫“ اه ه ه ‪ ،‬قايجــن ـ ســان ‪ ...‬ا موســيكى روك ورول اليــوم ؟ لكنهــا تنجبنــى‬


‫ً‬
‫كثيــرا‪ ،‬قــال صــوت غريــب جديــد مــن الجانــب ااخــر للفرقــة ‪.‬‬

‫التفــت أرى امــرأة يابانيــة صغيــرة بشــعر اســود طويــل ربــط خلفهــا كذيــل‬
‫ً‬
‫حصــان ترتــدى لبــاس رياضيــا زاهــى االــوان ليــس اكثــر ‪ ،‬ثــم ركعــت تحيــة‬
‫لــى ويديهــا علــى فخديهــا ومالــت لامــام وتبســمت ‪ ،‬لــم يكن لــدى ادنى فكرة‬
‫ً‬
‫عــن عمرهــا ‪ 30 ،‬او ‪ 35‬عامــا او اكثــر او حتــى اقــل ‪ ،‬لــم يكــن هنــاك خــط‬
‫تجاعيــد واحــد علــى وجههــا الجميــل ‪.‬‬

‫“ أوه “ قــال مســتضيفى وهــو يغلــق ابــواب الخزانــة ويلتفــت ليواجــه المــرأة‬
‫نزلــت مــن الــدرج راقصــة وهــى تســير تجاهــى بخطــوات واســعة كمــا لــو‬
‫كانــت قفــزات وهــو مــا لــم اتوقعــه مــن ســيدة شــرقية رزينــة ‪ ،‬مــدت يدهــا‬
‫ً‬
‫تجاهــى ‪ ،‬وقالــت “ مرحبــا “ انــا كازوكــو ‪ ،‬انــه لشــرف عظيــم ان التقــى بــك‬
‫‪ ،‬وفــى هــذه المــرة لــم يكــن هنــاك لكنــه مــن اى نــوع فــى كامهــا ‪.‬‬

‫ً‬
‫رحبــت بهــا واضفــت انــه شــرف لــى انــا ايضــا ان التقــى بهــا ‪ ،‬وللحظــة شــعرت‬
‫كمــا لــو اننــى ابحــث عــن كلمــات اقولهــا ‪ ،‬ثــم سألتهـــا ‪ :‬آه ‪ .....‬هــل انــت مـــن‬
‫رتــب لـــى مابســى؟‪.‬‬

‫مثــل النينجــا‪ ...‬اليــس كذلــك! اتســلل مــن هنــا وهنــاك ‪ ،‬اشــعل النيــران واوصــل‬
‫ً‬
‫الثيــاب ‪ ،‬ثــم ضحكــت بطرفــة فــى عينهــا اعجبــت بهــا فــورا ‪:‬‬

‫التفتــت الــى مســتضيفى وقالــت قايجــن ـ ســان ‪ ،‬هــل لــى ان اجلــب لك مشــروب‬
‫ربما؟‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل التاسع ‪ :‬معلمتـــــى مدبرة المنزل‬

‫ً‬
‫“ اتريد شيئا “ أى شىء ؟ سألنى ‪.‬‬

‫فسألته بحيرة ‪ ،‬ماذا ستشرب انت ‪:‬‬

‫ارغب فى شراب شعير ‪ ،‬هل هذا ممكن ؟‪.‬‬

‫لدينا صودا وشاى مثلج ‪ ...‬كل ماترد ‪.‬‬

‫ماذا تحب ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫فأجبته ‪ :‬سأخذ شراب شعير ايضا ‪.‬‬

‫وفــور صفقــت كازوكــو بيديهــا مرتيــن كمــا لــو كنــت فــى مطعــم وقــال بصــوت‬
‫مرتفع‪:‬بوبــى ـ ســان شــراب شــعير لثاثــة اشــخاص فــى غرفــة الجلــوس ‪...‬‬
‫اوكــى ‪.‬‬

‫ً‬
‫صوتا من بعيد يقول « اوكى « ‪ ،‬حااً حاا‪ً.‬‬ ‫ومن وسط البيت سمعت‬

‫ارى انك قررت ان تكرمينا بالجلوس معنا ‪ ...‬وجه مستضيفى الكام لكازوكو‬
‫ً‬
‫وهــو يركــع محييا اياها ‪.‬‬

‫فقــط أســكب لكــم المشــروبات ‪ .....‬واتأكــد انــك لــن تمــأ عقــل هــذا الشــاب‬
‫بالســخافات‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل التاسع ‪ :‬معلمتـــــى مدبرة المنزل‬

‫أجابته وهى ترد الركوع اليه ‪.‬‬

‫ً‬
‫ابتسم موجها الكام لى ‪ :‬ألم أقل لك ‪.‬‬

‫تحدثنــا ‪ ،‬ثاثتنــا لبعــض الوقـــت احظــت انهـــا نادتــه « قيجـــن « فســألتها عـــن‬
‫الســبب‪.‬‬

‫ضحكــت وقالــت انهــا دعابــة بينهمــا ‪ ،‬ثــم اضافت انه كذلــك فى الواقع فهو احد‬
‫ااميــركان القائــل الذيــن قابلتهــم فــى اليابــان ممــن يقــدرون بــل ويبــدون‬
‫ً‬
‫مرتاحيــن للتقاليــد اليابانيــة‪ ...‬لكــن ثــم اضافــت انهــا ايضــا طريقــة جيــدة‬
‫لتلزمــه حــدوده ‪.‬‬

‫ً‬
‫كانت امرأة محبوبة جدا ‪.‬‬

‫وصــل شــراب الشــعير محمــواً علــى طبــق مــن قبــل ابن مســتضيفى بوبى شــاب‬
‫وســيم بــدأ فــى العاشــرة مــن عمــره علــى مااظــن ‪ ،‬وبعــد ان قدمــه ابــوه لــى‬
‫وقدمنــى لــه ســأله ان كان يرغــب بالجلــوس معنــا لكــن الشــاب اجــاب ‪ :‬ا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شــكرا معلــا انــه فــى وســط مشــروع وانــه ســيرانا احقــا ثــم بــدأ بالســير‬
‫خــارج الغرفــة ‪ ،‬ثــم التفــت وســألنى ان كنــت سأشــاركهم علــى العشــاء ‪.‬‬

‫فسألنى ابوه‪ :‬اترغب بمشاركتنا ؟‪.‬‬

‫فأجبت ‪ :‬بنعم ‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل التاسع ‪ :‬معلمتـــــى مدبرة المنزل‬

‫ً‬
‫فقال بوبى ‪ :‬رائع سأراك آنذاك اذا ‪.‬‬

‫ثم سأله ابوه ‪ :‬ما المشروع الذى تعمل عليه يابنى ‪.‬‬

‫رجع بوبى خطوة لداخل الغرفة ثم قال ‪:‬‬

‫ً‬
‫انا اصنع وعاء زجاجيا لنبتة منزلية ‪.‬‬

‫للمدرسة ؟! ‪.‬‬

‫ســأله ابــوه وهــو يميــل برأســه للخلــف نحــو طــرف ااريكــة حتــى اصبــح ينظــر‬
‫الــى ابنــه بالمقلــوب ‪.‬‬

‫قال بوبى ‪ :‬ا انها أمى ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ أتريد بعض المساعدة ؟” سأله مجددا ‪.‬‬

‫ً‬
‫بالتأكيــد ‪ .....‬وقــد بــدأ واضحــا فرحــه بالعــرض ‪ ،‬لكننــى كنــت اظنكـــم عـــن‬
‫التجــارة؟‪.‬‬

‫“ ا “ رد مستضيفى عن الحياة فقط ‪.‬‬

‫على أى حال ا اذكر اننى سألتك عما تظن أننا نفعل ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل التاسع ‪ :‬معلمتـــــى مدبرة المنزل‬

‫“ أييييييى “ رد بوبى بشكوى ساخرة ‪.‬‬

‫لقد سألتك سؤااً ‪ ...‬نعم أم ا ؟ سأله ايوه مرة اخرى ‪.‬‬

‫“ نعــم ‪ ...‬انــت ‪ ...‬اان ‪ ...‬ياافضــل اب فــى العالــم كلــه ‪ ،‬قــال بوبــى وهــو يصــد‬
‫بيــده الوســادة التــى رماهــا عليــه ابــوه الــى الجانــب ‪ ،‬ثــم توقــف ليلتقطهــا‬
‫بنفــس الحركــة ويرميهــا مــرة اخــرى باتجــاه والــده قائــاً “ هــاك “ ثــم قــام‬
‫والــده وســار باتجــاه غرفــة المعيشــة ضــع هــذه فــى مكانهــا الصحيــح كأب‬
‫مطيــع ‪ ...‬هههــه ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ فتــى نبيــه “ فتــى لطيــف ‪ ...‬علــق اعظــم مســوق شــبكى مقلــدا صــوت ســكروج‬
‫من فيلم “كريســتماس كارول” ‪.‬‬

‫اظــن اننــا سنســمح لــه بالعيــش معنــا لســنة اخــرى ‪ ،‬علــق وهــو يخــرج ثــم اضــاف‬
‫بطريقة ارنولد شــوارزنيجر «ســأعووووود» ‪.‬‬

‫“كازوكــو ـ ســان “ اعتنــى بصديقــى لوســمحت ‪ ،‬قــال مــن جانــب كتفــه بوبى من‬
‫علــى اارض ويحمــل المنــزل الــذى بــدأ بااحتجــاج الــذى ايصــدر اا نتيجــة‬
‫دغدغة ‪.‬‬

‫***‬

‫‪110‬‬
‫الفصل العاشر‬

‫موعد مع الحريــــــــة‬

‫‪111‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫التفــت ســائاً كازوكــو عــن كيفيــة لقائهــا بأعظــم مســوق شــبكى فــى العالــم‬
‫وســكنها مــع عائلتــه ‪.‬‬

‫التقيت به فى اليابان قبل همممم ؟ ‪.‬‬

‫ســألت نفســها بصــوت عالــى ‪ :‬تســع او عشــر ســنوات علــى مااظــن ‪ ،‬كان يبــدأ‬
‫التســويق الشــبكى فــى اليابــان وقابلتــه فــى اول اجتمــاع لــه هنــاك ‪.‬‬

‫كنــت اعمــل كمديــرة منــزل فــى بيــت احــد رجــال ااعمــال ااثريــاء كنــت اطبــخ‬
‫وانظــف واعتنــى بااطفــال ‪ ،‬كانــت عائلــة غيــر اعتياديــة بالنســبة لليابانييــن‬
‫‪ ،‬فــااب واام كانــا يعمــان وقــد درســا فــى الوايــات المتحــدة اامريكيــة ‪،‬‬
‫فــى الواقــع لقــد التقيــا هنــاك ‪ ...‬والتقيــت بهمــا هنــاك ‪.‬‬

‫“ هل درستم كلكم فى الجامعة ذاتها ؟”‪.‬‬

‫سألتها ‪:‬‬

‫“ نعــم ‪ ،‬فــااب كان يحضــر لدرجــة الماجســتير فــى ادارة ااعمــال وزوجتــه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كانــت تــدرس القانــون الدولــى ‪ ،‬ممــا كان مميــزا جدا بالنســبة امــرأة يابانية‬
‫فــى ذلــك الوقــت واتخيــل انــه مــازال كذلــك حتــى يومنــا هــذا ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ فى اى كلية ؟ “ سألتها مجددا ‪.‬‬

‫“ ييل “‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫وماذا كنت تدرسين ؟‪.‬‬

‫“ كنــت ضمــن برنامــج تبــادل ثقافــى “ بيــن جامعتــى “ بيــل وطوكيــو “ لطــاب‬
‫الدراما‪.‬‬

‫ً‬
‫فسألتها باستغراب ‪ :‬يبدو هذا غريبا لى ‪.‬‬

‫درستى فى ييل ثم عدتى الى اليابان لتعملى كمديرة منزلية ‪.‬‬

‫ضحكــت كازوكــو ‪ ...‬نعــم انــا متأكــدة ان اامــر كذلــك ‪ ،‬لكــن بــكل صــدق انــا‬
‫ً‬
‫ســعيدة جــدا بتدبيــر هــذا المنــزل وبكونــى جــزء مــن هــذه العائلــة ‪ ،‬فــأوادى‬
‫ً‬
‫كبــار ولديهــم اطفــال ايضــا ‪ ...‬اتمنــى انهــا لــم تاحــظ تعبيــر الصدمــة الــذى‬
‫رســم علــى وجهــى بعــد ان عرفــت تلــك المعلومــة ‪ ...‬وانــا قــد وهبــت نفســى‬
‫لهــذه العائلــة ‪.‬‬

‫“ كازوكو “ هل لى ان اسأل عن عمرك ؟‪.‬‬

‫سألتها بتردد شديد ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ ســتة وخمســين عاما ‪ ...‬فأخبرتها اننى اجد ذلك صعب التصديق ‪ ،‬ابتســمت‬
‫وشــكرتنى علــى اخاقــى العاليــة ولطفــى ‪ ...‬تابعنــا الحديــث ‪ ...‬لــم يكــن لــدى‬
‫ادنــى فكــرة عــن الوقــت كانــت احــد اســهل ااشــخاص الذيــن تحدثــت اليهــم‬
‫‪ ...‬طبيعيــة للغايــة تتحــدث معهــا بــدون اى مجهــود او تكلــف ‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫أخبرتنــى عــن المــرة ااولــى التــى أتــى فيهــا اعظــم مســوق شــبكى الــى اليابــان‬
‫وعــن اجتمــاع الفرصــة ااول ‪ ،‬وكيــف كانــت متحمســة للعمــل معــه ‪.‬‬

‫اخبرتنــى انهــا تعرفــت علــى التســويق الشــبكى وهــى فــى امريــكا وطالمــا ظنــت‬
‫انه نموذج تجارى مناسب لليابانيين دخلت بعض الشركات اامريكية الى‬
‫اليابــان مــن قبــل لكــن معظمهــم لــم يتأقلمــوا ليعكســوا احتياجــات ورغبــات‬
‫المجتمــع اليابانــى فــى الفرصــة التجاريــة او المنتجات ‪ ،‬ا من ناحية الموقع‬
‫‪ ،‬وا تعبئــة المنتجــات وا حتــى طريقــة العــرض لكــن تلــك الشــركة كانــت‬
‫ً‬
‫مختلفــة ‪ ...‬فقــد ادى واجبــه المنزلــى عــن المجتمــع اليابانــى جيــدا ‪.‬‬

‫اخبرتنــى ان ااجتمــاع ااول ذاك اســتمر لســت ســاعات متواصلــة ‪ ...‬العــرض‬


‫ً‬
‫المبدئــى اســتمر لســاعة ونصــف تقريبــا ‪ ،‬لكــن معظــم الحضــور بقوا لســاعات‬
‫يطرحــون ااســئلة عــن التســويق الشــبكى وعــن كيفيــة تطبيقــه فــى امريــكا‬
‫وعــن الطريقــة المثلــى التــى ارتئاهــا اعظــم مســوق شــبكى لتطبيقــه فــى‬
‫اليابــان ‪.‬‬

‫اخبرتنــى كازوكــو ان ااجتمــاع ااول تحــول الــى محاضــرة عــن التســويق‬


‫الشبكى وقام صديقى الجديد بااجابة على كل سؤال تم طرحه واطلعهم‬
‫علــى كل افــكاره عــن تطبيــق التجــارة بالشــكل الصحيــح ‪ ،‬كان هنــاك عــدد‬
‫ً‬
‫مــن الحضــور الذيــن كانــوا منضميــن لشــركات التســويق الشــبكى مســبقا ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وقــد قــام بمســاعدتهم ايضــا وعلمهــم طرقــا جديــدة لعــرض منتجاتهم وبناء‬
‫تجارتهــم بنجــاح ‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫“ لقــد ابهــر الحضــور ‪ “ ...‬أكملــت قائلــة لــم يســبق لهــم ان التقوا بشــخص مثقف‬
‫ً‬
‫جــدا وعلــى اتــم اســتعداد لمشــاركة كل اســراره معهــم ‪ ،‬وقــد طلــب منــه عدد‬
‫مــن اعضــاء شــركات اخــرى اانضمــام اليــه لكنــه لــم يشــجعهم علــى ذلــك فــى‬
‫الواقــع ! واخبرهــم لــن يبقــوا فــى شــركاتهم وعــرض عليهــم ان يســاعدهم‬
‫فــى اى وقــت وبــأى طريقــة يشــاؤون ‪ ...‬كانــت ليلــة مذهلــة ‪ ...‬ليلــة تغيــرت‬
‫فيهــا حياتــى لأبــد ‪.‬‬

‫“ كيــف ذلــك ؟ “ ســألتها وانــا افكــر فــى احساســى عــن يــوم الخميــس هــذا الــذى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اقضيــه معــه ‪ ...‬هــل كان يومــا واحــدا فقــط اشــعر انــه اســابيع ‪.‬‬

‫ردت قائلــة ‪ :‬كان مــن ضمــن الحضــور عــدد مــن رجــال ااعمــال المعروفيــن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كل منهــم اراد ان يكــون ممثــاً لليابــان لــه ‪ ،‬كان كريمــا جــدا معهــم جميعــا ‪،‬‬
‫لكنــه رجــى منهــم اانتظــار معلــا انــه فــى انتظــار وصــول رئيــس شــركته فــى‬
‫ااســبوع المقبــل وانــه هــو صاحــب القــرار فــى اختيــار النمــوذج والشــخص‬
‫المناســبين ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫وقــد حجــز كل منهــم تقريبــا موعــدا لمقابلتــه ‪ ...‬انا متأكدة من ان كل من حضر‬
‫اراد ان يكــون «اايكيبــان» المــوزع ااول ‪ ،‬بقيــت حتــى نهايــة ااجتمــاع‬
‫وانتظــرت حتــى لــم يبقــى احــد غيــرى ‪ ...‬ثــم ذهبــت اليه وقلــت « هل حجزت‬
‫اى وقــت فــى جدولــك لتــرى اليابــان ؟ « ‪.‬‬

‫فأجابنى انه فى الواقع قد خصص الثاثة ايام التالية لهذا الهدف ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫فسألته ان كان يسمح لى بأن أكون دليله ‪ ...‬اخبرنى انه سيحب ذلك ‪.‬‬

‫وفــى الصبــاح الباكــر مــن اليــوم التالــى لتقينــا فــى فندقــه علــى وجبــة اافطــار‬
‫كانــت جولــة أشــبه بدوامــة ‪ ،‬بــدت كازوكــو كمــا لــو كانــت تشــعر بنفــس‬
‫احســاس الحمــاس وكذلــك الجهــد الــذى وصفتــه فــى تلــك الرحلــة ‪.‬‬

‫ً‬
‫حكــت لــى عــن كل ااماكــن التــى زاروهــا معــا ‪ ،‬وكيــف انــه طلــب زيــارة حديقــة‬
‫الســام فــى هيروشــيما ‪ ،‬وكيــف تحركــت مشــاعره حيــن فعــل ‪ ،‬وكيــف‬
‫امستها مشاعره كذلك ‪ ...‬وصفت لى مدى استمتاعه بالطعام من اافطار‬
‫التقليــدى المالــح والرحــات المبكــرة والمتأخــرة الــى مطاعــم السوشــى الــى‬
‫ســلطانية المكرونــة اليابانيــة اثنــاء انتظــار وصــول «الشنكانســين « القطــار‬
‫الســريع الشــهير الــذى ينطلــق كالصــاروخ خــال اليابــان‪ ...‬وحتــى وجبــات‬
‫«الكايســيكى» اليابانيــة الرســمية المكونــة مــن احــدى عشــر صنفـ ًـا مختلفــاً‬

‫مــن الطعــام والتــى تكلــف اكثــر مــن ‪ $ 500‬للشــخص الواحــد ‪.‬‬

‫اخبرتنــى كازوكــو انهــا لــم تــزر قــط اماكــن متعــددة فــى بلدها فى فتــرة قصيرة‬
‫كتلــك فــى حياتهــا مــن قبــل ‪ ،‬وبالرغــم مــن ان الرحلــة كانــت علــى عجالــة اا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫انهــم قضــوا وقتــا ممتعــا ‪.‬‬

‫أحــد ابــرز المواقــف فــى الرحلــة كانــت زيــارة نــارا والتــى وصفتهــا كازوكــو علــى‬
‫انهــا احــد اكثــر مــدن اليابــان تقليديــة وجمــااً ‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫اخبرتنــى انــه مــن الــوارد فــى نــارا ان تــرى رجــال وســيدات اعمــال يرتــدون‬
‫معطف «الكيمونو» التقليدى ووشاح ااوبى اكثر من اى مكان فى اليابان‬
‫كلهــا اقامـــوا فـــى فنـــدق النــارا فــى غرفــة تاتامــى ذو اارضيــات المصنوعــة‬
‫مــن قــش شــجر اارز ونامــوا علــى اســـرة الفوتــون والتــى تــم فردهـــا علــى‬
‫هيئــة طبقــات علــى اارض واحــدة تلــو ااخــرى‪.‬‬

‫اثنــاء ســيرهم فــى ارجــاء نــارا والتــى اشــتهرت بمــزارات الشــنتو والمعابــد‬
‫البوذيــة وبيــوت الشــاى وجــدوا انفســهم بجــوار بيت مبهر بــه حديقة جميلة‬
‫ســامية مــن اجمــل مــارأت مــن قبــل ‪.‬‬

‫اخبرتــه كازوكــو حينهــا ان هــذا النــوع مــن البيــوت التــى لطالمــا حلمــت بالعيــش‬
‫فيــه وتذكــرت انــه ســألها ان كانــت تريــد شــرائه وكيــف ســخرت مــن ســؤاله‬
‫‪ ،‬رادة بأنهــا اتملــك مايكفــى لشــراء بيــت بهــذا الجمــال ‪.‬‬

‫تناقشنا انا وهو فى نفس الموضوع حول منزله هذا ‪ ،‬اخبرتها بتبسم ‪:‬‬

‫ـنا « اعتنــى جيــداً‬


‫أهــا ‪ ،‬ومــاذا حــدث ؟ ســألتنى وهــى تبادلنــى اابتســاة «حسـ ً‬

‫بمــا تحلــم بــه ياصديقــى ‪ ،‬فأنــا اســكن فــى ذلــك النــزل فــى نــارا لســت ســنوات‬
‫اان ‪.‬‬

‫جلست وانا احدق فيها لوقت طويل ‪.‬‬

‫ً‬
‫واخيــرا ‪ ...‬كســرت الصمــت وهــى تقــول «اقفــل فمــك اان ‪ ،‬فالذبــاب قــد يدخــل‬
‫فيه»‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫ً‬
‫حيــن عــادوا اخيــرا الــى طوكيــو واثنــاء جلوســهم فــى فنــدق اامبيريــال ســألها‬
‫عما يمكن ان تفعله لتبدأ تجارة تســويق شــبكى فى اليابان ؟ ومن ســتختار‬
‫ليديــر الجهــود ‪ ...‬ومــن تعتقــد وتحــس انهــا تريــد العمــل مــع ؟ ـ ومــن تــود ان‬
‫يتــم رعايتها ‪.‬‬

‫كانــت ااســئلة اكثــر ممــا اســتطيع ااجابــة عليهــا وحينهــا علمــت ان ااجابــة‬
‫مهمة بالنسبة له ‪ ،‬لكننى شعرت وبكل صدق ان اى احد من رجال ااعمال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الذيــن حضــروا ااجتمــاع ســيكون خيــارا جيــدا واخبرتــه بذلــك ‪.‬‬

‫اا ان ماشــغل بالــى كان عــدم امتــاك اى منهــم خبــرة عــن التســويق الشــبكى‬
‫وذكــر لــى ان ذلــك افضــل علــى اى حــال ‪ ...‬وشــرح لــى انهم بهــذه الطريقة لن‬
‫ً‬
‫يكــون بحاجــة ازالــة ماتعلمــوه عــن التجــارة اواً ‪ ...‬ســيكون صعبــا بمــا فيــه‬
‫الكفايــة لمســاعدتهم علــى التخلــص مــن التوجهــات التقليديــة فــى التســويق‬
‫والمبيعــات دون الحاجــة لتغييــر مايعتقــدون انهــم يعرفــون عــن التســويق‬
‫ً‬
‫الشــبكى ايضــا ‪.‬‬

‫تحدثنا لساعات وساعات ‪ ...‬أكملت قائلة ‪:‬‬

‫فــى الواقــع حتــى صبــاح اليــوم التالــى تحدثنــا عــن مااعتقــد انــه قــد ينجــح فــى‬
‫اليابــان وعــن كيفيــة حيــاة وعمــل الشــعب اليابانــى ‪ ،‬ومــا اعتقــدت انهــم‬
‫يقدرونــه اكثــر ويريدونــه فــى حياتهــم ‪ ...‬حاولــت باســتمرار ان اعــرف منــه‬
‫رأيـــه ‪ ،‬لكنــه اراد ان يعــرف اجاباتــى وحســب‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫ً‬
‫“ اعلــم تمامــا ماتعنيــه “ اخبرتهــا ‪ ،‬فهــو يســأل اســئلة اكثــر مــن اى شــخص‬
‫قابلتــه مــن قبــل ؟!‪.‬‬

‫ضحكنــا انــا وكازوكــو ‪ ...‬واثنــاء ماكنــا نفعــل عــاد الــى الغرفــة وجلــس علــى‬
‫الكرســى المقابــل لنــا ‪.‬‬

‫ً‬
‫ثم سألنى ‪ :‬اذا هل نورتك كازوكو ؟‪.‬‬

‫فأجبتــه ‪ :‬كانــت تحكــى لــى كيــف التقيتمــا ‪ ...‬كيــف بدأتمــا تجارتكمــا الشــبكية‬
‫فــى اليابــان ‪ ...‬وكيــف انــك لــم تتــرك لهــا مجــااً لتســألك اى ســؤال ‪ ...‬ممــا بــدا‬
‫ً‬
‫مألوفــا بالنســبة لــى ‪.‬‬

‫ضحك وسألنى ‪ :‬هل اخبرتك انها كانت المسئولة عن شبكتنا فى اليابان ؟‪.‬‬

‫ا ‪ ...‬أجبت وانا متفاجىء لم تفعل ! ‪.‬‬

‫نظر اليها وقال بنبرة توبيخ ‪ :‬كازوكو ـ سان ‪ ...‬قولى له الحقيقة ! ‪.‬‬

‫فقالــت مباشــرة ‪ :‬اختارنــى كــى اكــون المســئولة ادارة اعمالنــا فــى اليابــان‬
‫وقــد لقــى الكثيــر مــن ااعتــراض فــى البدايــة فــادارة شــركته كانــت تفضــل‬
‫رجــل اعمــال ذا قــوة لكنــه اســتمر فــى اخبارهــم بــأن يعطــوا المهمــة لمديــرة‬
‫منزليــة ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫ضحكــت ثــم اكملــت قائلــة ‪ :‬هــل تتخيــل شــعورهم تجــاه ذلــك ؟ علــى اى حــال‬
‫اخبرهــم بأننــى اافضــل لتولــى المهمــة ‪ « ...‬افهــم انــه حصــل الكثيــر مــن‬
‫الجــدال حــول الموضــوع‪.»...‬‬

‫ً‬
‫قاطعهــا قائــاً ‪ :‬ا لــم نفعــل ‪ ،‬فبــكل بســاطة قدمــت لهــم عرضــا لمصلحتهــم‬
‫العظمــى‪.‬‬

‫أوه ‪ ...‬صحيح فعلت ذلك بالتأكيد ‪.‬‬

‫ضحكــت ثــم التفتــت الــى وقالــت اخبرهم بأن يعطوننى المنصب لســنة واحدة‬
‫واذا لــم اجــاوز هــدف المبيعــات المطلــوب بزيــادة ‪ % 100‬فســيوقع شــيك‬
‫ً‬
‫ارباحــه لصالــح الشــركة للـــ ‪ 12‬شــهرا القادمــة ‪.‬‬

‫ً‬
‫حقا ‪ ...‬اصبت بالدهشة مرة اخرى ‪.‬‬

‫نعــم ‪ ...‬قالــت لــى وااكثــر مــن ذلــك انــه لــم يخبرنــى باامــر ‪ ،‬فقد اكتشــفت اامر‬
‫بعد عيد شركتنا ااول حين حضر رئيس الشركة وبعض ممثليهاالرسميين‬
‫مــن امريــكا الــى اليابان ‪.‬‬

‫اخبــرى هــذا الرجــل اللطيــف عــن هــدف المبيعــات الــذى تــم تحديــده ياكازوكــو‬
‫ً‬
‫ان نصــل الــى ‪ 500.000‬دوار شــهريا فــى اليابــان بنهايــة الســنة ااولــى ‪،‬‬
‫اخبرتنــى وانــا منبهــر ‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫واخبرى الرجل اللطيف عما حققتيه فعليا ‪ ...‬عقب قائا ‪:‬‬

‫ا ‪ ...‬انت اخبره ياقايجن ـ سان ‪ ...‬رمت اليـه ااجابـة وهـى تتظاهر بالغضب!‪.‬‬

‫مديرتنــا المنزليــة الصغيــرة هــذه اخبرتنــى وهــو ينظــر اليهــا كانــت ااســرع نمواً‬
‫ً‬
‫واانجــح بيــن كل الموزعيــن فــى تاريــخ الشــركة ‪ ...‬عالميــا ! مجموعتهــا‬
‫التــى ضمــت كل اليابــان ‪ ،‬حققــت قرابــة ‪ 11‬مليــون ‪ $‬كحجــم مبيعــات للســنة‬
‫ااولــى واصبحــت كازوكــو مليونيــرة قبــل نهايــة ســنتها الثانيــة فــى التجــارة‬
‫‪.‬‬

‫ً‬
‫مذهــل ! شــهقت بحثــا عــن نفــس وانــا ارد ‪ ...‬انــا متأكــد مــن ان منظــرى كان‬
‫ً‬
‫مندهشــا بالتأكيــد ‪ ...‬انــه اشــار الــى وجهــى وانفجــرا كاهمــا بضحــك شــديد‬
‫‪.‬‬

‫صديقــى ‪ ...‬قــال وهــو يميــل تجاهــى فــى هــذه التجارة ‪ ،‬ســتنجز فقط ماتســمح‬
‫لــك بــه عــادات اعتقــادك ‪ ! ...‬اننــى رأيــت انهــا تؤمــن بــأن كل شــىء ممكــن ‪...‬‬
‫لــم يكــن لديهــا اى حــدود فــى باردايمهــا عــن التســويق الشــبكى فــى اليابــان‬
‫ولــم يكــن لديهــا أيــا عــن نفســها كذلــك ‪.‬‬

‫لــم تكــن تؤمــن بامكانيــة عــدم تحقيقهــا ‪ ...‬ورفضــت ااســتماع الــى اى احــد‬
‫يقــول لهــا غيــر ذلــك ‪.‬‬

‫ً‬
‫احيانا يكون الجهل نعمة ‪ ...‬اضافت كازوكو وهى تبتسم ‪:‬‬

‫‪121‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫ً‬
‫انــه حقــا كذلــك ‪ ...‬فقــد تباركــت بــأب وأم ربونــى علــى اننــى اســتطيع تحقيــق‬
‫اى شــىء أريــده ‪ ،‬اى شــىء اثبــت قلبــى وعقلــى عليــه ‪ ...‬وهــذا مبــدأ جيــد‬
‫ً‬
‫جــدا لتنمــو عليــه امــرأة يابانيــة ‪ ...‬صدقنــى‪.‬‬

‫ً‬
‫“ عــدا ذلــك ‪ “ ...‬قالــت ‪ :‬فصديقــى العزيــز هــذا قضــى حرفيــا كل ســاعة كان‬
‫ً‬
‫مســتيقظا فيهــا فــى كل يــوم ولمــدة قاربــت الســتة اشــهر لنبــدأ تجارتنــا هنــا‬
‫‪ ...‬كل مــا فعلتــه اننــى تبعتــه حيــث ذهــب ‪ ،‬اترجــم وانفــذ مايعلمنــى ‪.‬‬

‫ثم اضاف ‪ :‬كان هذا بحد ذاته احد اهم الدروس التى تعلمتها ‪ ...‬واستنسخت‬
‫ذلك مع كل اعضاء فريقى المميزين ‪.‬‬

‫“ كم عدد القادة فى فريقك ؟ “ سألت كازوكو ؟‪.‬‬

‫ردت قائلة ‪ :‬تسعة قادة فاعلين ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫وكم شخصا قمتى برعايته شخصيا ؟‪.‬‬

‫سألتها باستغراب ؟‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫“ أوه ‪ ...‬خمسون شخصا تقريبا “ ردت مجيبة ‪:‬‬

‫فى عشر سنوات ‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫سألت مجددا ‪ ...‬مستغربا من جوابها ؟‪.‬‬

‫نعم ‪ ...‬فى عشر سنوات وهذا شىء اخر علمنى اياه معلمى هذا ‪.‬‬

‫اخبرنــى بــأن كل مــن التقــى بــه من مســوقين شــبكيين ناجحيــن قد حقق معظم‬
‫دخلــه مــن البيعــات المحققــة من اثنين الى خمســة مجموعات من الموزعين‬
‫التــى تــم بنائهــا مــن قبــل قــادة ‪ ...‬وطلــب منــى بــأن ابحــث عــن اولئــك ااربعة‬
‫او الخمســة اشــخاص وبــأن اســأل كل اعضــاء فريقــى الجــدد بــكل وضــوح‬
‫ان كانــوا ملتزميــن بتحقيــق ذلــك المســتوى مــن القيــادة والنجــاح واخبرنــى‬
‫بــأن اركــز جهــودى علــى تطويــر اولئك ااشــخاص الذين التزمــوا بذلك وهذا‬
‫مافعلت ‪.‬‬

‫وماذا عن ااخرين الذين لم يلتزموا ؟ سألتها ؟! ‪.‬‬

‫فــردت قائلــة ‪ :‬اعطيــت كا مايريــده ؟! ‪ ...‬تذكــر فأنـــا مديــرة منـــزل مهمتــى‬


‫ااهتمــام بالنــاس ‪ ...‬لــذا وبــكل بســاطة وفــرت للنــاس مســتوى الدعــم الــذى‬
‫يريدونه واعطيتهم الوقت وااهتمام المناسب لما ارادوا تحقيقه ‪ ...‬أردت‬
‫قــادة مســتعدين استنســاخ انفســهم ‪.‬‬

‫لــم احكــم قــط علــى اى مــن رغبــات المرشــحين او الموزعيــن الجــدد ‪ ،‬قالــت‬
‫كازوكــو‪ :‬فقــد ســألت كل واحــد منهــم ووجــدت ان بعضهــم لــم يكــن يرغــب‬
‫ببنــاء منظمــات شــبكية كبيــرة فــى البدايــة ‪ ،‬عرفــت ذلــك لعــدد مــن اولئــك‬
‫النــاس كانــوا ببســاطة ايؤمنــون بــأن النجاحــات الكبيــرة ممكنــة بالنســبة‬

‫‪123‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫لهــم ‪ ،‬لــذا ســاعدتهم علــى تكويــن عــادات اعتقــاد تســاندهم علــى تحقيــق‬
‫مايريــدون تحقيقــه فعــاً ‪ ...‬وعــدد مــن القــادة فــى فريقــى اليــوم كانــوا مــن‬
‫ااشــخاص الذيــن ليــس لديهــم ادنــى فكـــرة عـــن قدرتهــم علــى تحقيــق نتائج‬
‫كذلــك حيــن بـــدأوا‪.‬‬

‫وهل مازلت تقومين بتسجيل ورعاية اناس جدد ؟ سألتها ‪:‬‬

‫ً‬
‫بالطبــع نعــم ‪ ...‬ردت مجيبــة علــى ‪ ،‬لكــن ليــس دائمــا ‪ ،‬وفــى العــادة ليســوا‬
‫مباشــرين‪ ...‬فأنــا اســاعد مشــتركى فريقــى «الداواناينــز» علــى التســجيل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫والرعايــة وحينمــا القــى شــخصا متحمســا احــاول التوفيــق بينــه وبيــن احــد‬
‫افــراد فريقــه ممــن سيســتمتعون بالعمــل معــه ‪.‬‬

‫شــعرت بأننــى اغــوص فــى ااريكــة بعمــق اكثــر ‪ ،‬فقــد ســمعت كل هــذا مــن قبــل‬
‫قرأتــه فــى كتــب وفــى مقابــات فــى اصــدارات التســويق الشــبكى ‪ ...‬لكــن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لــم يســبق لــى ان جلســت وجهــا لوجــه مــع شــخص حقــق ذلــك فعــا عــادات‬
‫اعتقــادى كانــت تحصــل علــى دروس حقيقيــة تجعلهــا تتمــدد ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ كازوكــو ‪ ”...‬ســألت متوجهــا نحوهــا ‪ :‬انــا متأكــد ان بإمكانــك التقاعــد اان‬
‫‪ ،‬لكــن لمــاذا تســتمرين فــى العمــل فــى تجارتــك فــى التســويق الشــبكى ‪...‬‬
‫ولمــاذا مازلــت تعمليــن كـ”مديــرة منــزل” ؟ ‪.‬‬

‫انــا جــزء مــن التســويق الشــبكى اننــى احبــه ‪ ...‬ليــس هنــاك شــىء اخــر ارغــب‬
‫بعملــه‪ ...‬فهــو الطريقــة التــى اكتســبت بهــا رزقــى والتركيــز الــذى وضعتــه‬

‫‪124‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫علــى كلمــة رزقــى‪ ،‬وضــح لــى انهــا كانــت تعنــى بهــا اكثــر مــن مجــرد وظيفــة‬
‫او حتــى مهنــة ‪.‬‬

‫مازلــت مديــرة منزليــة ‪ ...‬ابتســمت وهــى تتلفــظ بالكلمــة ‪ ،‬انــى احــب ذلــك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ايضــا‪ ...‬اركــت ان التدبيــر المنزلــى هــو عبــارة عن تدريب ممتــاز جدا للقيادة‬
‫ً‬
‫فــى التســويق الشــبكى‪ ...‬فعــاً قالــت ردا ‪ ...‬علــى نظــرة عــدم التصديــق التــى‬
‫كانــت تغطــى قســمات وجهــى‪.‬‬

‫كل مــا فــى اامــر ان التســويق الشــبكى هــو عبــارة عــن اعتنــاء بالنــاس وانــا‬
‫احــب ااعتنــاء بالنــاس ‪ ...‬وبااخــص هــذا «القايجــن ـ ســان» ‪ ،‬قالــت ذلــك‬
‫وهــى تشــير بإبهامهــا الــى مســتضيفى محركــه ايــاه لامــام والخلــف كمــا لــو‬
‫ً‬
‫كنــت تحــاول ايقــاف ســيارة لتقلهــا ‪ ...‬اعجابهــا بمستشــيفى كان واضحــا من‬
‫خــال تعبيــر الامبــااة المختلــق الــذى رســمته علــى وجههــا ‪ ...‬هــذا معلمــى‬
‫« السنســى « الــذى يدربنــى ‪ ...‬وملهمــى ‪ ...‬انــه لشــرف لــن ان اكــون معــه ‪،‬‬
‫ً‬
‫فأنــا اتعلــم منــه باســتمرار ومــن عائلتــه ايضــا ‪ ...‬لــم تقابــل ريتشــل بعــد ! ‪.‬‬
‫ســتلتقى بهــا ‪ ...‬ســيفعل اليــس كذلــك ؟‪.‬‬

‫سألت مستضيفى ‪:‬‬

‫فأجــاب علــى الفــور ‪ :‬ارجــو ذلــك اا اننــى ا أدرى ايــن هــى ‪ ...‬هــل رأيتهــا اليــوم‬
‫ياكاز؟‪.‬‬

‫ا ‪ ...‬لــم ارهــا ‪ ...‬ردت كازوكــو ‪ ...‬اليــوم هــو الخامــس والعشــرين هــل هــو يــوم‬
‫عــرض ؟‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫فــرد قائــاً ‪ :‬كل يــوم عــرض فــى الربيــع بالنســبة للجيــاد ‪ ...‬كنــت اظــن ان اليــوم‬
‫خــال مــن المواعيــد اظــن ن علــى التأكــد مــن دفتــر التزاماتــى ‪ ،‬فأنــا متأكــد‬
‫ً‬
‫ان لدينــا موعــدا علــى العشــاء ‪.‬‬

‫دفتر التزامات ؟‪ ... .‬سألته باستغراب ‪.‬‬

‫فأجابنى ‪ :‬كدفتر المواعيد ‪...‬‬

‫ً‬
‫وهل تسجل مواعيدا لعائلتك ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫قلت معجبا بتلك الفكرة‪.‬‬

‫ً‬
‫فأجابنى ‪ :‬بالتأكيد لريتشل ولاواد ايضا ‪.‬‬

‫آه ‪ ...‬سألت بتردد ‪ ...‬هل اخبرتنى عن ذلك ؟‪.‬‬

‫بالطبع ‪ ...‬ماذا تريد ان تعرف ؟‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫فقلت له ‪ :‬حسنا ‪ ...‬يبدو غريبا لى ان تقوم بحجز مواعيد عائلتك ‪.‬‬

‫فرد ‪ :‬هذا رأى جيد‪ ...‬ثم كرر وماالذى تريد ان تعرفه ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫حسنا ‪ ...‬أمم يبدو كبرود فى التعامل بعض الشىء ‪ ...‬أليس كذلك؟‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫فأجابنــى ‪ ...‬ليــس لــى ‪ ،‬فهــى طريقــة ناجحــة بالنســبة لنــا ‪ ...‬فأنــا اقــوم بحجــز‬
‫مواعيد لتجارتى ‪ ...‬كما اقوم بحجز اخرى لعائلتى ‪ ...‬حجزى لها يساعدنى‬
‫علــى المحافظــة عليهــا ‪ ...‬انهــا التزاماتــى ‪.‬‬

‫لكن استطردت قائاً ‪ :‬أا يزيل ذلك العشوائية من تلك اامور ؟‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫علــى العكــس تمامــا ‪ ...‬رد قائــا ‪ ...‬فهــذه احــد الطــرق التــى أتأكد ان لدى الوقت‬
‫ً‬
‫اكون عشــوائيا ‪ ...‬احظ نظرتى المحتارة فقال ‪ :‬دعنى اشــرح لك ؟‪.‬‬

‫كانــت هنــاك فتــرة مــن الزمــن احتلــت فيهــا عائلتــى المرتبــة الثانيــة بعــد عملــى‬
‫فــى الحقيقــة ‪ ...‬كانــوا اكثــر مــن المرتبــة الثانيــة بكثيــر ‪ ...‬احــب العمــل ‪...‬‬
‫وايوجــد شــىء يضاهيــه بالنســبة لــى ‪ ...‬ولذلــك الســبب كنــت اضــع عائلتــى‬
‫ً‬
‫فــى المرتبــة الثانيــة وبالتالــى فأنــا اذهــب اليهــم حيــن يكــون اامــر مناســبا ‪،‬‬
‫وحيــن يكــون لــدى وقــت فــراغ بعــد اتمــام عملــى‪.‬‬

‫وفــى فتــرة مــن الفتــرات احظــت انــه مــن النــادر مايكــون لــدى وقــت فــراغ ‪...‬‬
‫ففــى كل مــرة يظهــر لــى شــىء مــن الفــراغ يظهــر شــىء اخــر ليملئــه ‪ ،‬كانــت‬
‫حياتــى كلهــا مجدولــة دون اى وقــت لهــم ‪ ،‬وا حتــى لنفســى فــى الواقــع ‪.‬‬

‫فســألت نفســى ‪ ،‬ماالــذى افتقــده ؟ مــاذا احتــاج ان افعــل كــى اوفــر وقتــاً‬

‫اقضيــه مــع عائلتــى وأقــوم بعمــل ااشــياء التــى اريــد لنفســى كذلــك ؟‪.‬‬

‫ـيطا جــداً‬
‫ً‬ ‫ثــم اجــاب علــى نفســه قائــاً ‪ :‬شــيئان كانــا مفقوديــن ‪ ...‬ااول كان بسـ‬

‫‪127‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫ان احــدد االتزامــات وأفــى بهــا وكنــت اعلــم اننــى اســتطيع القيــام بذلــك‬
‫فقــد كنــت احــدد التزامــات لتجارتــى وأفــى بــكل واحــد منهــا ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫وبــدا اامــر بســيطا بالنســبة لــى ‪ ...‬ليــس بالضــرورة ســها لكنــه بســيط ان كنــت‬
‫اســتطيع فعل ذلك فى تجارتى فا يوجد ســبب يمنعنى من تطبيق الشــىء‬
‫ذاتــه علــى اى منحــى اخــر فــى حيانى ‪.‬‬

‫فبــدأت بأخــذ مواعيــد اوقــات محــددة اكــون فيهــا مــع ريتشــل وااواد ‪،‬‬
‫اخبرتهــم بمــا كنــت اقــوم بــه ‪ ،‬ولمــاذا ‪ ...‬ووافقوا ان يســاعدونى على الوفاء‬
‫بالمواعيــد التــى حجزتهــا معهــم ان كل منــا بــدأ برؤيتهــا كالتزامات وليســت‬
‫مجــرد مواعيــد ‪.‬‬

‫حجــزت مواعيــد مــع ريتشــل ‪ ...‬مواعيــد عشــاء ‪ ...‬مواعيــد لمشــاهدة بعــض‬


‫الفيديوهــات بعــد ان يخلــد ااواد للنــوم حتــى اننــا حددنــا مواعيــد لحضــور‬
‫محاضــرات فندقيــة فــى عطلــة نهايــة ااســبوع ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫حجــزت انــا وريتشــل ‪ 30‬دقيقــة يوميــا بدئــا مــن ‪ 9.00‬صباحــا لنتحــدث مــع‬
‫بعضنــا البعــض عــن مايحــدث فــى حياتنــا واعمالنــا ‪ ...‬وحيــن كان اى منــا‬
‫ً‬
‫مســافرا فقــد كنــا نقــوم بذلــك عبــر الهاتــف ‪.‬‬

‫ً‬
‫حــددت مواعيــد مــع بوبــى ايضــا ووظفتــه كـــ مــدرب للمــرح اننــى وجــدت ان‬
‫المــرح كان ينقصنــا ‪ ...‬تعــرف مااعنــى عمــل ثــم عمــل وا وقــت للمــرح ‪ ...‬كان‬
‫بوبــى يأخذنــى معــه لنلعــب الكــرة ‪ ...‬وعلــى فكــرة تلــك هــى الطريقــة التــى‬

‫‪128‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫اصبحــت مــن خالهــا مدربــا لاطفــال ‪ ...‬نذهــب لنمشــى ســويا ونغامــر ‪ ...‬كل‬
‫ماعلــى فعلــه هــو ان اجعلــه الكابتــن ومهمتــه ان يرينــى مــا علــى فعلــه ‪.‬‬

‫ربيــكا كانــت اصعــب فــى البدايــة بعــض الشــىء ‪ ...‬فقــد كان اقتراحهــا الوحيــد‬
‫خــارج مجــال الخيــول ‪ ...‬هــو ان تأخذنــى للتســوق معهــا كمحفظــة بالطبــع‬
‫‪ ...‬لكننــى تمرســت علــى ذلــك فقرننــا ان نكتفــى بالخيــول ‪.‬‬

‫ً‬
‫لــم اركــب خيــاً منــذ اغمــض عينيــه متفكــرا ‪ ...‬منــذ اكثــر مــن ‪ 20‬ســنة ‪ ...‬وعلــى‬
‫ســرج غربــى فقــط ‪ ...‬علمتنــى طريقــة ركــوب الخيــل بالطريقــة اانجليزيــة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كمــا علمتنــى قفــز الحواجــز ايضــا ‪ ،‬انــه رائــع ‪ ...‬وهــى ايضــا معلمــة مدهشــة‬
‫‪ ...‬واان لــدى درســين فــى ااســبوع معهــا ‪ ...‬ااب كطالــب ‪ ،‬وعميــل ‪ ،‬وزبون‬
‫يدفــع ‪.‬‬

‫ً‬
‫ســؤالك عــن « البــرود « و « العشــوائية « ايخطــر علــى بالــى ابــدا ومايهمنــى‬
‫فــى هــذا كلــه هــو اداء المهــام بهــذه الطريقــة يقوينــى ويوثق صلتــى بعائلتى‬
‫؟‪ ...‬بالتأكيــد فقــد نجــح معــى ولعــدة ســنوات ‪ ...‬لــذا اقتنعــت انهــا طريقــة‬
‫تعمــل بشــكل جيــد ‪ ...‬قــد اتنجــح معــك ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫ا ‪ ...‬قلــت محتجــا ‪ ،‬انــا افهمــك تمامــا ‪ ،‬فهــى تبــدو لــى كطريقــة رائعــة لــوزن‬
‫تلــك الجهتيــن مــن حياتــك ‪ ،‬اعتقــد اننــى اريــد تجربتهــا ‪.‬‬

‫أتعلــم ‪ ...‬ثــم اضفــت ااحتفــاظ بدفتــر التــزام كهــذا ووضــع مواعيــد عائليــة فيــه‬
‫هــو اشــبه بصنــع عــادة اعتقــاد أليــس كذلــك ؟‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫ـابقا مقلــداً‬
‫فتــى نبيــه ‪ ...‬فتــى لطيــف ‪ ...‬كــرر نفــس العبــارة التــى قالهــا لبوبــى سـ ً‬

‫صــوت ســكروج مــرة اخــرى ‪.‬‬

‫هل لنا ان نكمل حديثنا عن العادات ؟‪.‬‬

‫طرحت عليه السؤال ؟‪.‬‬

‫لنكمــل ! مــال اتجاهــى وفــرك يديــه ببعضهمــا البعــض لامــام والخلــف بســرعة‬
‫وهــو يبتســم ‪ ...‬لكــن اواً ‪ ...‬تذكــر اخبرتــك اننــى وجــدت شــيئين ناقصيــن‬
‫منعانــى مــن قضــاء وقتــى بالطريقــة التــى شــئت ‪.‬‬

‫ً‬
‫فعاً لقد قلت ذلك ‪ ،‬قلت موافقا له ‪.‬‬

‫ترتيب التزاماتك والوفاء بها كان أولهما ماذا عن الثانى ‪.‬‬

‫فــور مابــدأت التزاماتــى اتضــح لــى بجــاء القــدر القليــل مــن الحريــة التــى كنــت‬
‫امتلــك فــى وظيفتــى تكلــم ببــطء وتركيــز شــديدين كمــا لــو كان يتعامــل‬
‫ً‬
‫مــع موضــوع هــام جــدا ‪ ،‬وادركــت انــه كذلــك ‪ ...‬ظننــت انــه شــخص مهــم ‪...‬‬
‫تعلــم ماأعنيــه ‪ ...‬راتــب شــهرى ذو ســتة ارقــام مــع الكثيــر مــن المميــزات كمــا‬
‫ن اتخــاذ القــرار كان بيــدى ‪ ...‬علــى اى حــال كنــت امتلــك تجارتــى ‪ ،‬كنــت انــا‬
‫المديــر ‪ ...‬صحيــح ؟‪ ...‬خطــأ ‪.‬‬

‫حقيقــة لقــد صدمــت حيــن اكتشــفت القــدر القليــل مــن الحريــة التــى كانــت لــدى‬

‫‪130‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫ً‬
‫وقــف قائمــا كمــا لــو كان يرســم كلمــة ختاميــة ثقيلــة لمحاضــرة جامعيــة ‪،‬‬
‫الوقــت هــو اكثــر مــاكان ينقصنــى ! وعلمــت ان الطريقــة الوحيــدة امتــاك‬
‫المزيــد منــه هــو ان أصمــم حياتــى ‪ ...‬عملــى بوقــت اكثــر افعــل كل مــا أريــد ‪.‬‬

‫ً‬
‫وهنــا دخــل التســويق الشــبكى فــى الصــورة ‪ ،‬أومــأ برأســه موافقــا ‪ ،‬كنــت اعرف‬
‫ً‬
‫التســويق الشــبكى لعــدة ســنوات ‪ ...‬حســنا انــه مثيــر لاهتمــام وقــد يكــون‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قويــا جــدا لكننــى لــم افهمــه تمامــا ‪ ...‬فقــد كانــت لدى حمولــة معلومات ثقيلة‬
‫مــن عالــم التســويق التقليــدى الــذى كنــت اتقنه ‪ ،‬معلومــات منعتنى من رؤية‬
‫ااحتمــاات ااخــرى تســتطيع ان تقــول ‪ ...‬وقــد تصيــب‪.‬‬

‫ان عــادات اعتقــادى لــم تســمح لــى ان ارى نفســى كمســوق شــبكى ناجــح وماذا‬
‫ً‬
‫فعلــت حيــال ذلــك ؟ ســألته بحمــاس شــديد الصعوبــة ‪ ...‬حســنا ‪ ...‬علمــت‬
‫اننــى كنــت بحاجــة للتخلــص مــن كل تلــك الحمولــة مــن عمليــة المعلومــات‬
‫ً‬
‫‪ ...‬الكثيــر الكثيــر منهــا ‪ ...‬وعلمــت ايضــا انهــا لــن تكــون مهمــة ســهلة علــى‬
‫ااطــاق ‪ ...‬فأنــا عنيــد للغايــة ‪.‬‬

‫وانا اوافق ‪ ...‬قاطعته كازوكو ‪:‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫مــد لســانه عليهــا ث اكمــل وهــو يزفــر نفســا عميقــا فاختــرت شــركة ذات ســمعة‬
‫رنانــة شــركة كانــت موجــودة لفتــرة طويلــة بمــا فيــه الكفايــة لتمــر بــكل‬
‫الصعوبات والنجاحات فى هذه التجارة لتكون اقوى ‪ ...‬لديها ادارة صلبة‬
‫بخبــرة عمليــة ‪ ...‬وتمتلــك خــط انتــاج ممتــاز يحبــه المســتهلكون ويســتمرون‬
‫فــى اســتخدامه لابــد بعــد تجربتــه ‪ ...‬ممــا يعنــى وجود دخل غائب ومســتمر‬

‫‪131‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل العاشر ‪ :‬موعد مع الحريــــــــة‬

‫‪ ...‬واافضــل مــن ذلــك كلــه افضــل راع اســتطيع ان اجــد ‪.‬‬

‫فــى الواقــع ‪ ...‬الراعــى الــذى كنــت اريــد ‪ ...‬اكمــل بطريقــة دراميــة كان اعظــم‬
‫مســوق شــبكى فــى العالــم ‪.‬‬

‫واو ! ‪ ...‬اســتطردت ‪ ،‬انتظــر لحظــة ‪ ...‬كنــت اطــن انــك انــت اعظــم مســوق‬
‫شــبكى فــى العالــم ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫“ نعــم “ البعــض يقــول ذلــك ‪ ...‬قــال معترفــا لكــن ان كان ذلــك صحيحــا مــاذا‬
‫نقــول عــن الشــخص الــذى علمنــى كل شــىء اعرفــه اان عــن التجــارة ‪.‬‬

‫أرى ذلــك ‪ ...‬قلــت بعــد اقتنــاع ‪ ...‬لــم ارى مايقصــد فهــذه الحبكــة الهيتشــكوكية‬
‫ً‬
‫جعلــت عقلــى يــدور كثيــرا ‪ ،‬جلســت وانــا متفاجأ هناك مســوق شــبكى اعظم‬
‫منــه ! ‪.‬‬

‫نظــرت اليــه ثــم الــى كازوكــو وقــد جلســا هناك بابتســامة خبيثــة كطفلين بالكاد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يحــاوان تخبئــة ســرا مــا ‪ ...‬نظــرت اليهمــا بحثــا عــن اجابــة لكنــى لــم اجــد اى‬
‫اجابــة هناك ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ اوكــى “ قلــت متوقعــا ان اقــول المزيــد لكــن لــم يطــرأ أى شــىء علــى بالــى او‬
‫لسانى‪.‬‬

‫هيا بنا ‪ ...‬قال وهو يقف لينقذنى « لنذهب ونبحث عن اباينى ‪.‬‬

‫انهــا هــى ‪ ...‬ابــد انهــا زوجتــه ريتشــل ‪ ...‬هــذا مذهــل ! اعلنــت لنفســى بصــوت‬
‫عــال وانــا اتبعــه وكازوكــو خــارج المنــزل ‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫الفصل الحادى عشر‬

‫عادات عدم اإيمان‬

‫‪133‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الحادى عشر ‪: :‬عادات عدم اإيمان‬

‫مشــينا خــال موقــف الســيارات ذات اارضيــة الحجريــة امــام المنــزل مــن‬
‫علــى جانــب مكتبــه ‪ ،‬متجهيــن نحــو اســطبل الخيــول ‪ ...‬وحيــن اقتربنــا مــن‬
‫ااســطبات رأيــت عربــة خيــول طويلــة ‪ ...‬مــن النــوع الــذى يســع اربعــة‬
‫احصنة على ااقل مثبتة بنهاية شاحنة بيك أب ضخمة ذات طقم كفرات‬
‫خلفيــة اضافيــة ‪.‬‬

‫كانــت هنــاك اصــوات تخابــط حــدوات واصــوات اناس تصدر مــن داحل العربة‬
‫اثنــاء ســيرنا مــن جانبهــا الــى نهايتهــا حيــث وجدنــا امــرأة شــابة تربــت علــى‬
‫فرس ابيض لتقوده خارج العربة ‪ ...‬كان طول رقبة الخيل برأسه المرفوع‬
‫اطــول منها ‪.‬‬

‫“ أووو “ هيــا بنــا ‪ ...‬قالــت موبخــة الخيــل ‪ “ ...‬انــت تعلــم ماعليــك فعلــه ‪ ...‬هيــا‬
‫‪ ،‬كــف عــن العنــاد ‪ ...‬قالــت الفتــاة ‪ :‬اثنــاء نـــزول الخيــل مـــن علــى المنحــدر‬
‫وهـــو يسير جانبـــا‪ً.‬‬

‫بعكــس مالكتهــا ؟ علــق مســتضيفى كيــف فعلــت يابيــك ؟ ســأل الفتــاة بشــكل‬
‫افــت للنظــر ‪ ...‬لكــن امــى كانــت مدهشــة ! اربعــة زرق واخضــر واحــد ‪.‬‬

‫والسادس ! كان يصدر صرير ! ‪ ...‬آتت ااجابة من داخل المقطورة ‪.‬‬

‫ً‬
‫خســرتها ايضــا ‪ ...‬مــع الحكــم ‪ ...‬قالــت ربيــكا ضاحكــة كـــان عليــك ان تراهــا‬
‫ياأبى‪ ...‬فقد كانت غاضبة لدرجة الشحوب ‪ ...‬ظننتها ستلملكه فى أنفه ‪...‬‬
‫اخبرتــه انهــا ســتقوم بتزييــت مؤخرتهــا فــى المــرة القادمة وضربــت برجليها‬

‫‪134‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الحادى عشر ‪: :‬عادات عدم اإيمان‬

‫علــى اارض بقــوة وهــى تســير ‪.‬‬

‫والمضحــك فــى كل ماحصــل ‪ ...‬قالــت مســتطردة انــه نفــس الحكــم الــذى‬


‫اســتأجرته لعــرض الجبــل ااحمــر ‪.‬‬

‫ياأنســتى الصغيــرة ‪ ...‬انبثــق صــوت عتــاب مــن داخــل المقطورة قائاً ‪ ...‬انســى‬
‫اامر أوووه ‪ ،‬كنت فى قمة الغضب ‪ ...‬أععع! ذك الرجل ‪ ...‬وغـــاب الصوت‬
‫الغاضب‪.‬‬

‫وقفــت ريتشــل امامــى مكســوة بحــذاء اســود طويــل وبنطــال لركــوب الخيــل‬
‫تعلوهــا ســترة خيطــت باللــون اازرق وقميــص فروســية ابيــض بياقــة‬
‫مرتفعة خلعت شبكة من على شعرها وهزت رأسها بسرعة للخلف واامام‬
‫لينتشــر شــعرها الكســتنائى الكثيــف حــول رأســها وليجعلهــا تبــدو كنســخة‬
‫ً‬
‫جذابــة جــدا مــن ميدوســا ‪.‬‬

‫نظــرت الــى ثــم مشــت تجاهــى مــادة يدهــا نحــوى وبــأرق واعمــق صــوت فاتــن‬
‫قالــت لــى « انــا ريتشــل « ‪ ...‬وانــا الطــف واكثــر ســيدة رزانة ســتلقى بها على‬
‫ااطاق ‪ ...‬ثم غيرت صوتها فجأة لنبرة عالية وقوية لدرجة الحقد ‪ ...‬وانا‬
‫مســتفزة لدرجــة اننــى لــن اكــون لطيفــة معــك او مــع اى ادمــى علــى ااطاق‬
‫! ســامحنى اعلنــت ذلــك بطريقــة دراميــة ثــم ســارت لداخــل الحظيــرة وهــى‬
‫تــدوس برجليهــا بقــوة على اارض ‪.‬‬

‫ً‬
‫وقفت هناك مصدوما بصمت ‪ ...‬وكذلك فعل الباقون ‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الحادى عشر ‪: :‬عادات عدم اإيمان‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫وشــيئا فشــيئا اســتبدل الصمــت بضحــات مــن النــوع الــذى يصدر بعــد ان تحول‬
‫كتمهــا داخلــك اقصــى حــد يســتطيعه بشــر ‪ ...‬ثــم انفجــر الجميــع بالضحــك‬
‫واكثرهــم كان مســتضيفى ‪.‬‬

‫كل مااستطعت فعله هو التبسم فقد خفت ان اتجرأ واشاركهم الضحك ‪.‬‬

‫ً‬
‫واخيــرا بعــد ان تمالــك الجميــع انفســهم قالــت كازوكــو ‪ :‬ســأذهب اجهــز حمــام‬
‫الملكــة‪ ...‬هــل ارفــع درجــة الحــرارة لحوالــى ‪ 20‬درجــة ‪.‬‬

‫اتهتمى ‪ ...‬قال مستضيفى ‪ ...‬فاللحظة التى تدخل فيها الى الحمام سترتفع‬
‫درجــة الحــرارة اعلــى مــن ذلــك تــكاد تتبخر من شــدة الغضــب ‪ ،‬ا اذكر اننى‬
‫ً‬
‫رأيتهــا غاضبــة هكــذا مــع اى شــخص عــداى ‪ ...‬وكان ذلــك قبــل ‪ 12‬عامــا علــى‬
‫ً‬
‫ااقــل حينهــا كنــت اازال اشــرب! ربيــكا ‪ ...‬هل ضربته حقا ؟‪.‬‬

‫“ ا أببببــى “ قالــت الفتــاة ‪ ...‬لكــن كان ينبغــى لهــا ان تفعــل فلــم يكــن قــراره‬
‫ً‬
‫مبــررا علــى ااطــاق! لقــد قامــت بجولــة مثاليــة وكاســى كانــت مدهشــة‬
‫ً‬
‫ايضــا ‪ ،‬ا اظــن انــه كان يريدهــا اكمــال بقيــة الحصــص ‪.‬‬

‫يبــدو بأنــه قــد اختــار الســيدة الخطــأ ليكــون عــاداً معهــا بإفــراط اليــوم أبــدى‬
‫ماحظتــه ثــم قــال ‪ « :‬لكــن ‪ ...‬كيــف اكتشــفت مخالفـــة الصريـــر تلــك « ؟ هـــل‬
‫رأت ورقـــة ماحظاتـه؟‪.‬‬

‫“ بلــى “ ‪ ...‬ردت ربيــكا ‪ ...‬صعــدت مباشــرة لمقعــد الحكــم بعــد انتهــاء الــدرس‬

‫‪136‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الحادى عشر ‪: :‬عادات عدم اإيمان‬

‫ً‬
‫بالرغــم اننــا جميعــا اخبرناهــا ان اتفعــل ‪ ...‬لكــن لــم يكــن هنــاك اى طريقــة‬
‫لمنعهــا ‪ ،‬فقــد كان الدخــان يخــرج مــن اذنيهــا يــا أبــى ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ أراهــن علــى ذلــك “ ضحــك وهــو يتكلــم ثــم قــال وهــو يلتفــت الــى حســنا لقــد‬
‫ً‬
‫رأيــت للتــو اقــوى امــرأة عرفــت قــط ! يالحظــى ‪ ...‬انهــا حقــا رائعــة ‪.‬‬

‫“ انــت جميلــة حينمــا تكونيــن غاضبــة “ صــاح بإتجــاه الحظيــرة وهــو يمســك‬
‫بيــد ربيــكا ويــدى وبــدأ يســير نحــو البيــت وهــو يهمــس “ لنهــرب مــن هنــا “‪.‬‬

‫جلســنا نتحــدث فــى غرفــة المعيشــة لحوالــى ‪ 40‬دقيقــة وشــاركتنا ربيــكا بعــد‬
‫حمامهــا ثــم دخلــت ريتشــل ‪.‬‬

‫وكمــا قالــت انهــا ســتفعل اعــدت كازوكــو لهــا الحمــام مضيفــة بعــض الشــموع‬
‫والبخــور ليهــدى مــن اعصابهــا واخبرتنــا كازوكــو انهــا وضعــت روب ريتشــل‬
‫المفضــل مــع كــوب مــن الليموناضــة والــذى جلبتــه ريتشــل معهــا اان الــى‬
‫طاولــة القهــوة التــى كنــا نجلــس حولهــا ‪.‬‬

‫وضعــت كفهــا فــى كفــى ونظــرت الــى مباشــرة وقالــت ‪ :‬يبــدو انــك مميــز جــداً‬

‫‪ ،‬فأنــا لــم اقــدم اداء كهــذا منــذ ســبع ســنوات علــى ااقــل ‪ ...‬ســمعت اعظــم‬
‫مســوق شــبكى يضحــك‪ ...‬وحتــى عندهــا فقــد احتفظــت بالمواقــف الدرامية‬
‫ً‬
‫لزوجــى فقــط! فقــل لــى ماالــذى يجعلــك مميــزا ؟!‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الحادى عشر ‪: :‬عادات عدم اإيمان‬

‫وقبــل ان انطــق بكلمــة ‪ ...‬علقــت بســرعة «أوه» لقــد احمــر وجهــه مــن الخجــل‬
‫وضغطــت علــى يــدى بيدهــا « انــا معجبــة بــه « اخبــرت زوجهــا وابتســمت‬
‫لــى مــن ايــن اتــى؟ لــم تســأل اى احــد بالتحديــد ‪.‬‬

‫“ قابلته فى اجتماع ليلة الخميس فى المدينة” ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫رد مســتضيفى ‪ « :‬وطلبــت منــه ان يزونــا يــوم الجمعــة ‪ ...‬ونحــن معــا منــذ ذلــك‬
‫الوقت» ‪.‬‬

‫ً‬
‫اذا ‪ ...‬التفتت ريتشل الى « ماذا كنت تفعل ؟ «‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫لست متأكدا من اين ابدا ‪ ...‬لقد حدث الكثير بدأت اتعلثم من جديد ‪.‬‬

‫“ اهــدأ ‪ ...‬قالــت وهــى تربــت علــى يــدى “ فهــو ليــس اختبــار ‪ ...‬ضحكــت ومالــت‬
‫الــى اامــام لترشــف مــن عصيرهــا ‪.‬‬

‫ً‬
‫اذا يامدام ‪ ...‬قالت كازوكو ‪:‬‬

‫ياله من يوم ‪ ...‬أليس كذلك ؟‪.‬‬

‫“ نعم “ ردت ريتشل ‪:‬‬

‫ً‬
‫شكرا كاز على الحمام الرائع والشموع والليموناضة‪ ...‬أنت حقا عزيزة ‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الحادى عشر ‪: :‬عادات عدم اإيمان‬

‫“ من دواعى سرورى “ ردت كازوكو ‪ :‬بدا لى انك كنت فى حاجته‪.‬‬

‫“ بالتأكيــد” ردت ريتشــل بلكنــة فتــاة قرويــة ثــم التفتــت الــى وســألت ‪ :‬اخبرنى‬
‫مــاذا كنتــم تفعلــون وعــن مــاذا كنتــم تتحدثــون طيلــة الوقــت منــذ وصولكمــا‬
‫هنــا ؟‪.‬‬

‫حاولــت جهــدى ان اوصــل كل ماقلنــاه وفعلنــاه ‪ ،‬واثنــاء ماكنــت افعــل ادركــت‬


‫الكــم الكبيــر مــن المعلومــات واافــكار الجديــدة والخبــرات التــى تعرضــت‬
‫اليهــا فــى اقــل مــن ‪ 24‬ســاعة‪.‬‬

‫حتــى اان انــا متأكــد انكــم تتوقعــون منــى ان اقــول «رائــع» لــذا لــن اخيــب‬
‫امالكــم هــذا بالضبــط مــاكان كل ماحــدث لــى ‪.‬‬

‫رائع ‪ ...‬؟! ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ حســنا “ ‪...‬صرحــت ريتشــل بعــد ان انتهيــت مــن ســرد كل مارأيــت وســمعت‬
‫وفعلــت‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫يبــدو اننــا جميعــا قضينــا يومــا حافــا ‪ ...‬اخبرنــى ماالشــىء التالــى بالنســبة لــك‬
‫؟‪.‬‬

‫رددت قائاً ‪ :‬نقطة بدايتى هى ان اكون عادات اعتقاد تدعم اهدافى ‪.‬‬

‫“ فتى نبيه “ ‪ “ ...‬فتى لطيف “ ‪ ...‬قالت لزوجها ‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الحادى عشر ‪: :‬عادات عدم اإيمان‬

‫ً‬
‫وافقها قائاً ‪ :‬هذا ماقلت له ‪ ،‬وهو سريع البديهة ايضا ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫“ جيد “ قالت ريتشل وهى تلتفت الى مجددا ‪ :‬اذا من اين ستبدأ ؟‪.‬‬

‫“ آه “ ‪ ...‬تأملــت بصــوت عــال بأهدافــى وبعــض عــادات ااعتقــاد العامــة التــى‬


‫اعلــم انهــا ســتدعم اى شــىء اقــرر تحقيقــه ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ أتريد اقتراحا ؟” سألتنى بالتأكيد ‪.‬‬

‫العب مع عادات اعتقادك اواً ‪.‬‬

‫أخبرتنى لماذا تقولين كذلك ؟‪.‬‬

‫ا ‪ ...‬ردت بشكل قاطع ولكن لطيف ‪ ...‬انت اخبرنى ‪.‬‬

‫بــدأت أرى مــدى قــوة هــذا الثنائــى ‪ ...‬ومــن ايــن اتــى اعظــم مســوق شــبكى فــى‬
‫العالــم بعظمتــه الشــبكية ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ حسنا “ قلت ببطء ‪ ...‬اظن ان عادات عدم ايمانى ‪...‬‬

‫وتوقفــت للحظــة فــى انتظــار ردت فعلهمــا مــن تلــك العبــارة ‪ ...‬فقــد خرجــت‬
‫ً‬
‫منــى فوريــا ‪.‬‬

‫“ جيــد “ قــال اعظــم مســوق شــبكى ‪ ...‬وتبســمت ريتشــل وقالــت ‪ :‬اكمــل‬


‫ياصديقــى الذكــى ‪.‬‬

‫ففعلت ‪...‬‬

‫‪140‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الحادى عشر ‪: :‬عادات عدم اإيمان‬

‫عـادات عـدم ايمانى تؤثـر على قدرتـى علـى تكوين اهدافـى بواقعيـة ‪ ...‬وبـذلك‬
‫ً‬
‫اعنــى بــدون الحــدود الموجــودة لدى عمــا كنت اظنه ممكنا ‪.‬‬

‫العــادات التــى لــدى اان ‪ ...‬او علــى ااقــل التــى كانــت لــدى حتــى اللحظــة ‪...‬‬
‫هــى التــى اوصلتنــى الــى حيــث انــا اان‪.‬‬

‫ً‬
‫اذا مــن اوصلنــى الــى بديهــى انهــا تحتــاج لبعــض مــن العمــل اننــى اان لســت‬
‫حيثــي اريــد ان اكــون ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫اذا اســتطردت قائــا ‪ :‬الخطــوة ااولــى ‪ ...‬التــوازن ‪ ...‬ان ابــدأ بــوزن كفتــى‬
‫ميزانــى‪.‬‬

‫“ فتــى نبيــه ؟ ‪ ...‬فتــى لطيــف ؟ “ ‪ ...‬ســألت بالتأكيــد ‪ ...‬مؤثــر قالــت وصحيــح‬


‫ايضــا‪ً.‬‬

‫“ اوكــى “ ‪ ...‬قــال المســوق الشــبكى الثانــى ‪ :‬وهـــو يميــل وقـــال “ وكيــف يتـــم‬
‫ذلك”‪.‬‬

‫هذا هو سؤالى لك ‪ ...‬لكما ‪.‬‬

‫وانا اميل اسند ظهرى بانتظار ماسيأتى بعد ذلك ‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫الفصل الثانى عشر‬

‫صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫‪142‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫اســتمريت فــى تلقــى التعليمــات لكــن مــع تغييــر فــى المــكان هــذه المــرة ‪ ،‬فقــد‬
‫ً‬
‫انتقلنــا جميعــا مــن غرفــة المعيشــة الــى المطبــخ ‪.‬‬

‫ومــرة اخــرى بــدأ الوقــت فــى الطيــران ‪ ،‬فقــد كانــت الســاعة تشــير الــى مابعــد‬
‫ً‬
‫السادســة حينمــا استفســرت كازوكــو ان كان اى احــد منــا مهتمــا بــااكل ‪.‬‬

‫انطلقــت كلمــة « نعــم « جماعيــة ممــا دعــا ربيــكا للذهــاب للبحــث عــن بوبــى‬
‫وريتشــل لتغييــر مابســها بينمــا ذهــب مــن بقــى منــا لتجهيــز العشــاء ‪.‬‬

‫ً‬
‫كان المطبخ على اعلى مستوى تماما كباقى المنزل ‪ ...‬كبير لدرجة الضخامة‪...‬‬
‫اشــبه بمطابــخ اادوات كانــت مــن النــوع ذو الماركــة التجاريــة المعروفــة‬
‫كالفــرن الرمــادى ذو التســعة اعيــن والثاجــة الفضيــة الامعــة التــى بــدت‬
‫اكبــر بمرتيــن او ثــاث مــن الثاجــات التــى تجدهــا فــى معظــم المنــازل ‪.‬‬

‫حتــى هــذه الغرفــة كان لهــا دفء خــاص ومــن الواضــح انهــا مركــز بيتهــم ‪،‬‬
‫فقــد ظهــر لــى بوضــوح ان معظــم المعيشــة كانــت تتــم هنــا اكثــر مــن غرفــة‬
‫المعيشــة نفســها أو حتــى اى جــزء اخــر مــن المنــزل ‪.‬‬

‫شــارك كل منــا فــى التجهيــز كنــت انــا المســئول عــن تقطيــع الخضــروات تحــت‬
‫اشــراف ربيــكا ااحترافــى والتــى شــرحت لــى بتفصيــل كبيــر كيفيــة تقطيــع‬
‫الجــزر الــى شــرائح مائلــة لتحافــظ علــى النكهــة والطاقــة ااساســية لهــا ‪.‬‬

‫“ اليــن واليانــج ‪ “ ...‬قالــت كازوكــو مضيفــة الــى درس طاقــة الطعــام التــى‬

‫‪143‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫كنــت اتلقاهــا بطريقــة التقطيــع هــذه نســتطيع ان نحصــل علــى ااكثــر مــن‬
‫الجــزرة ممــا يوفــر اعظــم تــوازن لطاقــة الحيــاة الوجــودة فــى الخضــروات ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ السماء واارض ‪ ...‬سويا “ اضافت ربيكا ‪:‬‬

‫“ هــذا يعنــى اننــى ســأتذوق نكهــة مــن الفلســفة ؟ “ قلــت متأمــاً بصــوت عــال‬
‫وضحــك الجميــع معــى ‪.‬‬

‫ً‬
‫كنــا جميعــا نعمــل فــى جزيــرة فــى وســط المطبــخ فــى اعاها تدلى لــوح تقطيع‬
‫ً‬
‫ضخــم داكــن اللــون ‪ ،‬علمــت احقــا انــه مصنوع من خشــب «الســاج» ‪ ...‬وفى‬
‫احـــد ااطــراف كـــان هنــاك حــوض مــزدوج تــم فيــه غســل كل الخضــروات‬
‫وااســماك التــى ستســتخدم لتحضيــر العشــاء «جمبــرى ‪ ،‬محــار ‪ ،‬نــوع مــن‬
‫شــرائح الســمك الشــفاف ‪ ،‬وبالطبــع ‪ ...‬كركنــد!‪.‬‬

‫فــوق الجزيــرة علقــت تشــكيلة كبيــرة بمختلــف اانــواع وااحجــام وااشــكال‬


‫مــن القــدور والمقايــات تدلــت مــن مجموعــة مــن الزخــارف الحديديــة مــن‬
‫اعلــى الســقف المائــل كل تلــك اادوات ســطعت عليهــا باضــاءات بيضــاء‬
‫صغيــرة براقــة جعلــت جــو المطبــخ كعيــد ميــاد دائــم ‪.‬‬

‫كامل تجهيزاتنا للعشــاء انتهت باعداد اربعة اطباق كبيرة ‪ ،‬ثاث منها غطت‬
‫بتشــكيلة منوعــة مــن شــرائح الخضــروات ‪ :‬جــزر ‪ ،‬كوســا ‪ ،‬ملفــوف صينــى‬
‫‪ ،‬كــرات ‪ ،‬بصــل اخضــر ‪ ،‬بروكولــى ‪ ،‬فلفــل احمــر واخضــر ‪ ،‬بــازاء ‪ ،‬وذرة‬
‫صغيــرة ‪ ،‬امــا ااخــر فقــد كان تشــكيلة ســخية مــن ااســماك والمأكــوات‬

‫‪144‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫البحريــة المنوعــة ‪ ،‬وتــم تركيــب كل طبــق كمــا لــو كان ســيتم تصويــره فــى‬
‫مجلــة للطبــخ او ااطعمــة ‪.‬‬

‫ً‬
‫وقفنــا جميعــا محدقيــن فــى تشــكيلة ااطبــاق المدهشــة لدرجــة اننــى لــم اعــد‬
‫اســتطيع اامســاك بنفســى ‪ ،‬فســألت ‪ :‬مــاذا اآن ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫“ نابى ! “ استطرد بوبى ‪“ ...‬نطقها هكذا ‪ :‬ناه ‪ ...‬بى مادا االف فى ناه ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ مــا النابــى ؟ “ قلــت موجهــا الســؤال للجميــع بــدأت ريتشــل بوصــف مايســمى‬
‫بطبــخ “القــدر الواحــد” التقليــدى اليابانــى حيــث يطبــخ كل شــىء امامــك‬
‫علــى طاولــة الطعــام فــى قــدر واحــد ‪ ...‬ويجتمــع المدعــون حــول قــدر مــن‬
‫شــوربة مــاء مغلــى ‪ ،‬يتــم تســخينه مــن ااســفل بعيــن غاز متحركــة ويبدأون‬
‫باختيــار مايــودون تناولــه مــن الطبــق مــن الخضــروات والســمك والمأكوات‬
‫البحرية ثم يضعونه فى قدر الشوربة ذاك ‪ ،‬ويأخذونه حين ينضج وعادة‬
‫يكــون هنــاك ســلطانيات مــن اارز وتشــكيلة مــن التوابــل والصلصــات التــى‬
‫ً‬
‫يتــم غمــس الطعــام فيهــا ايضــا ‪.‬‬

‫قالــت لــى كازوكــو ان وليمــة «النابــى» فــى اليابــان تــؤكل عــادة فــى الشــتاء‬
‫والخريــف لكنهــا اخبرتنــى بمــا ان افــراد هــذه العائلــة ماهــم اا «ســاموراى‬
‫قروييــن» فإنــه مــن المســموح لهــم تنــاول النابــى فــى اى وقــت يشــاؤون ‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫تناولنــا الطعــام علــى طاولــة خشــبية رائعــة ‪ ،‬ثبتــت فــى تجويــف فــى جــدار‬
‫المطبــخ المصمــم بشــكل حــرف « ‪ « L‬حيــن بدأنــا باختيــار وغمــس طعامنــا‬
‫ثــم اخراجــه باســتخدام عصــى الطعــام الخشــبية ‪.‬‬

‫ســألتنى ريتشــل ‪ « :‬كنا نتحدث عن عادات اعتقادك و ‪ ...‬الحاجة لوزن كفتى‬


‫الميــزان بعــادات جديــدة ‪ ...‬وكنــت علــى وشــك ان تســأل عــن كيفيــة عمــل‬
‫ذلــك ‪ ،‬اليــس كذلــك؟‪.‬‬

‫“ صحيح “ اجبت على ريتشل ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫“ حسنا ‪ “ ...‬ردت ريتشل ‪ :‬بودى ان اسمع ماقد تفعله انت اوا ‪.‬‬

‫“ اوكــى ‪ “ ...‬اجبــت عليهــا ‪ ،‬غيــر مســتغرب مــن ان الموضــوع اعيــد الــى مــرة‬
‫اخــرى “ســأعود لفيلــم حياتــى التــى علمنــى ايــاه زوجــك ‪ ...‬آه ‪ ...‬تعرفيــن‬
‫ذلــك التمريــن كذلــك؟” ‪ ...‬ســألتها ‪:‬‬

‫“ نعم تعرفه ‪ “ ...‬اجابنى زوجها ‪ :‬فهى من علمنى اياه ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫قلت ضاحكا ‪ :‬أوه ‪ ...‬حسنا ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫“ اذا ‪ “ ...‬اكملــت قائــا ‪ :‬ســأخذ مشــاهد الفيلــم وابنــى عــادات اعتقــاد ايجابيــة‬
‫جديــدة حولهــا ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫“ رائــع “ قالــت ريتشــل ‪ :‬اخبرنــى عــن بعضهــا ‪ ...‬اخبرنــى عــن عــادة اعتقــاد‬
‫واحــدة تمتلكهــا اان ‪ ،‬والعــادة الجديــدة التــى تــود اســتبدالها بهــا مــن فيلمــك‬

‫ً‬
‫“ حســنا “ فكــرت بصــوت عــال ‪ ...‬ا اعتقــد اننــى قــادر علــى التحــدث امــام‬
‫مجموعــة مــن النــاس اعنــى ‪ ،‬بالتأكيــد اســتطيع لكننــى ا احــب ذلك ‪ ...‬لســت‬
‫ً‬
‫جيــدا بمــا فيهــا الكفايــة فــى ذلــك ‪ ...‬لكــن فــى فيلمــى كنــت اقف علــى المنصة‬
‫والجمهــور يتفاعــل معــى كمتحــدث مــن الطــراز ااول ‪.‬‬

‫“ جيــد “ علقــت ريتشــل ‪ :‬وصــف لــى كيــف كان ذلــك ‪ ...‬اعطنــى تفاصيــل اكثــر‬
‫‪ ...‬كيــف شــعرت وانــت متحــدث مــن الطــراز ااول ؟‪.‬‬

‫فعلــت مابوســعى اجــارى طلــب ريتشــل بالرغــم مــن تــرددى فــى بدايــة اامــر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كان ذلــك غريبــا انــه بــدا كأنــه ‪ ...‬حســنا ‪ ...‬كذبــة !‪.‬‬

‫احظــت صعوبتــى فــى التعبيــر فســألتنى عمــا يحــدث ‪ ،‬فأخبرتهــا كــم يبــدو كل‬
‫ً‬
‫هــذا غبيــا ‪.‬‬

‫افهم تماما ماتعنيه ‪ ...‬ردت على قائلة ‪:‬‬

‫اتوقــع ان يكــون كذلــك فــى البدايــة كل ذلــك بســبب العــادات التــى تكونــت‬
‫لديــك خــال الســنوات ‪ ،‬قــد تبــدو لــك كل تلــك اافــكار والصــور ســخيفة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بعــض الشــىء فــى بدايــة اامــر‪ ،‬فأنــت تعلــم انــك لســت متحدثــا محنــكا ‪،‬‬
‫ممــا يعنــى ان جــرد التفكيــر فــى انــك كذلــك ســتبدو ســخيفة ‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫قاطعتهــا قائــاً « لكننــى اســتطيع ان ارى انــه الطريــق الصحيــح ‪ ،‬مااعنيه اننى‬
‫اعلــم مايحــدث هنــا ‪ ،‬فلــدى عــادة قديمــة ترفــض ان تســتبدل بعــادة جديــدة‬
‫‪ ...‬كمــا لــو كانــت العــادة القديمــة تحــارب مــن اجــل حياتهــا ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ جيد جدا “ قالت ريتشل ‪ :‬ورأيت انها اعجبت بما قلت بصدق ‪.‬‬

‫“ فتى لطيف ‪ “ ...‬اضاف زوجها ‪:‬‬

‫“ اكمل ‪ ،‬اكمل ‪ “ ...‬شجعتنى قائلة ‪:‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫“ حســنا “ تنهــدت قليــا مغمضــا عينــى ارى صــورة ذهنيــة لــى وانــا اقــف علــى‬
‫المنصــة امــام حشــد مــن النــاس يصفقــون لــى ‪.‬‬

‫وانــا اتخيــل ‪ ...‬شــعرت بيــد ريتشــل تربــت علــى كتفــى بلطــف واصــرار فــى‬
‫الوقــت ذاتــه وهــى تســألنى ‪:‬‬

‫ماذا كنت تفعل اآن ؟!‪.‬‬

‫ً‬
‫“ حســنا “ ‪ ...‬كنــت اســترجع الصــورة مــن ذلــك المشــهد مــن فيلمــى وانظــر اليهــا‬
‫ً‬
‫متذكــرا كيــف كان ‪ ...‬كيــف كان شــكلهم ‪ ...‬وصــوت تصفيقهــم وتهليلهــم ‪.‬‬

‫“ هائل “ ‪ ...‬قالت مستطردة ‪:‬‬

‫‪148‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫“ لم تعتقدين انه هائل ؟ “ استفسرت قائاً ‪:‬‬

‫ان مافعلتــه للتــو وانــت تتذكــر الصــورة فــى ذهنــك هــى بالضبــط العمليــة التــى‬
‫تســتخدم لتغييــر اى عــادة اعتقــاد لديــك فــى اى موضــوع ‪ ...‬وفــى اى زمــان‬
‫او فــى أى مــكان‪.‬‬

‫حتــى وان كانــت تلــك الصــورة خياليــة فعقلــك ســيقبلها علــى انهــا الحقيقــة كمــا‬
‫لــو كانــت خبــرات واقعيــة حصلــت لــك وكنــت تتذكرهــا ببســاطة ‪.‬‬

‫ماتقــوم بــه هــو موازنــة كفتــى الميــزان باضافــة صــور جديــدة عــن اعتقــادك‬
‫ً‬
‫الجديــد‪ ...‬عقلــك يعمــل كمتواليــة هندســية ايضــا فمــا فعلــه بــكل بســاطة هــو‬
‫مضاعفــة عــدد المــرات التــى تتذكــر او تعيــش فيهــا المواقــف مــرة اخــرى ‪،‬‬
‫وخــال وقــت قصيــر ســتبدأ الكفــة بالرجــوع للجهــة ااخــرى ‪.‬‬

‫فى الواقع ‪ ...‬لقد بدأت كفتك بالرجوع ‪ ،‬وسرعـــان ماستبـــدأ باكتساب شـــىء‬
‫مـــن التســارع حتــى ولــو القليــل منــه ‪ ...‬فســتتأرجح اتجــاه جديــد ومعاكــس‬
‫وايجابى وســتتغير افعالك بنســبة مباشــرة لتغير ميزانك ‪ ...‬ولتغير عادات‬
‫اعتقــادك ‪ ...‬أتــرى مــا أعنيــه؟‪.‬‬

‫“ أترى ما أعنيه ‪ ...‬؟ “ غريب ‪ ...‬فعاً “ ارى “ وبكل وضوح ماتعنيه ريتشل‪...‬‬
‫فقــد تشــكلت فــى مخيلتــى صــورة ميــزان بكومــة مــن ااشــياء تنقــل احــدى‬
‫كفتيــه وســرعان مابــدأ وزنهــا يخــف ‪ ...‬حتــى بــدأت الجهــة ااخــرى تغطــس‬
‫لاســفل لترجح الميزان للجهة ااخرى ‪ ...‬وقد ســطع منها نوع من التوهج‬

‫‪149‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫اهميتهــا ‪ ...‬أخبــرت ريتشــل بمــا رأيــت ‪.‬‬

‫جلست ريتشل على كرسيها ونظرت الى بابتسامة عريضة ثم قالت ‪:‬‬

‫يمكننــى ان انظــر اليــك ‪ ...‬او ان احضنــك ‪ ...‬أمممــم ‪ ،‬اظننــى ســأكتفى بالنظــر‬


‫اليــك او ا ‪.‬‬

‫“ كيف تبدو الجهة ااخرى ؟ “ سألنى اعظم مسوق شبكى ‪:‬‬

‫ً‬
‫“ عفوا ؟ “ قلت غير مدرك لما يقصد ‪.‬‬

‫“ الكفة ااخرى من الميزان “ قال لى ‪:‬‬

‫“ اخبرتنــا ان الكفــة ااخــرى التــى بــدأت تثقــل كانــت ‪ ...‬مــاذا قلــت ؟ تتوهــج ؟‬
‫كيــف بــدت الجهــة ااخــرى التــى تصعــد لاعلــى ؟ “ ‪.‬‬

‫اغمضت عينى وتخيلت الميزان ‪ ،‬ثم وصفت له مارأيت ‪.‬‬

‫رأيتهمــا تتحــركان ‪ ...‬الكفتيــن ‪ ...‬جهــة تصبــح أثقــل ‪ ...‬تتوهــج بنــوع مــن ‪...‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حســنا‪ ...‬اللمعــان تقريبــا والجهــة ااخــرى كانــت اكثــر ظامــا وأدكــن ‪ ...‬لكــن‬
‫تلــك ااشــكال ذات اللــون الكئيــب كانــت تطفــو ‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫كان ذلــك رائعــا ! لــم يســبق لــى ان فعلــت شــيئا كهــذا مــن قبــل ‪ ،‬لــم يســبق لــى‬
‫ً‬
‫ان رأيــت صــورا كهــذه فــى ذهنــى فقــد بــدا وكأننــى كنــت اشــاهد التلفــاز او‬
‫ً‬
‫فيلمــا مــا ‪.‬‬

‫“ وماذا تفهم من ذلك ؟ “ سألنى ‪:‬‬

‫“ واو ‪ ...‬ياالهى ‪“ ...‬‬

‫قلت وانا اشعر بل واتحدث كمراهق فى مقتبل عمره ‪:‬‬

‫يبدو كما لو ان وزن ااعتقادات القديمة بدأ يخف ‪ ...‬وبدأت تطفو ‪.‬‬

‫“ مذهب ‪ !“ ...‬استطرد قائاً ‪:‬‬

‫“ ماذا يعنى ذلك ؟ “ سألته ‪:‬‬

‫ً‬
‫ليس لدى فكرة ‪ ...‬رد قائاً لكنه يبدو رائعا ‪ ...‬أليس كذلك ؟‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫اعترفــت بأنهــا كذلــك ايضــا فقــد شــعرت بخفــة فــى وزنــى فعليــا فإحســاس‬
‫القلــق واانهمــاك الدائميــن بالمســتقبل وبمــا قــد يحــدث فيــه ـ اختفــى تمامــاً‬

‫واســتبدل بشــعور بالـ‪...‬ثقــة‪.‬‬

‫“ جميل انك اتيت الى هنا “ علقت ريتشل ‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫اظــن ان الحيــرة كانــت ظاهــرة علــى ‪ ،‬انهــا قوســت حاجبيهــا وبحلقــت عينيهــا‬
‫ً‬
‫فــى‪ ،‬ثــم شــرحت « جميــل انــك هنــا معنــا ! اننــى احظــت ســابقا انــك لــم‬
‫تكــن معنــا ‪ ...‬كنــت فــى مــكان اخــر بذهنــك ‪ ...‬ليــس معنــا ‪.‬‬

‫“ فى استراحة الغذاء قلت لها ثم ضحكت “‪:‬‬

‫ضحك كاهما معى وهم يمئون برأسهما بـ «نعم»‪.‬‬

‫جلســنا فــى صمــت لبعــض الوقــت ‪ ،‬غمــر عقلــى بالصــور مــن فيلمــى صــور لــى‬
‫وانــا تقــوم بأشــياء لطالمــا اردتهــا واتعامــل مــع انــاس بطريقــة كنــت احلــم‬
‫بــأن اكــون عليهــا ‪ ،‬ولــم اغلــق عينــى حتــى فقــد ومضــت الصــور بحريــة وهــى‬
‫تدخــل وتخــرج مــن ذهنــى ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫واخيرا نطقت قائا ‪ :‬هذه هى ‪ ...‬اليس كذلك ؟‪.‬‬

‫هــذه هــى الطريقــة التــى تكــون بهــا العــادات ‪ ...‬عــادات اعتقــاد ذهنيــة تدعــم مــا‬
‫تريــد ان تحققــه فــى حياتــك ‪ ...‬أليــس كذلــك ؟‪.‬‬

‫“ بالفعل ‪ “ ...‬قالت ريتشل ‪:‬‬

‫“ أمى ‪ “ ...‬نطقت ربيكا ‪ :‬اخبريه عن دفتر مواعيدك ‪ ،‬دفتر التزاماتك ‪.‬‬

‫ماذا عنه؟!‪. ...‬‬

‫‪152‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫سألت ملتفتا لريتشل ‪ :‬حتما تعرف ماهو دفتر المواعيد ؟‪.‬‬

‫قالت لى ‪:‬‬

‫“ تقويم يومى نحتفظ فيه بمواعيدنا واشيائنا المتفرقة ‪ ...‬كدفتر االتزامات‬


‫التى اخبرنى عنه زوجك ؟” ‪.‬‬

‫رددت عليها بسؤال ‪:‬‬

‫فأجبتنــى قائلــة ‪ :‬بالضبــط انــا وأبيــك نحتفظ بحافظات شــفافة داخل دفاترنا‬
‫ً‬
‫‪ ...‬ونضع الصفحات ذات النوع نفسه معا ‪ ...‬على كا الجهتين ‪ ...‬لتستطيع‬
‫قرائتهــا مــن أى جهــة ‪ ...‬يميــن او يســار ‪ ...‬مــع وصف تكوينها لها ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ نقرأهــا كل يــوم ‪ ،‬فــى بدايــة اليــوم ‪ ...‬وكل ليلــة ايضــا ‪ ،‬قبــل ان نخلــد الــى‬
‫النــوم مباشــرة ‪ ...‬وخــال اليــوم المــح فيــه التزاماتــى وااشــياء التــى اود‬
‫انجازهــا ‪ ...‬اقــوم باختيــار جملــة او نــص واقــوم بقرائتهــا ‪ ،‬ثــم اغلــق عينــى‬
‫محاولــة تخيــل صــورة لــى وانــا اقــوم بهــا او اكــون عليهــا ‪.‬‬

‫اظــن اننــى اقــوم بذلــك « ‪ 20‬أو ‪« 30‬مــرة كل يــوم ‪ ...‬وقــد دامــت علــى ذلــك‬
‫لســنوات‪.‬‬

‫وهذه هى الطريقة التى حصلت بها على خيولى ‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫قالــت لــى ربيــكا ‪ :‬وضعــت عــدة صفحــات فــى ملفــى الــذى اخــذه معــى الــى‬
‫المدرســة احدهــا كانــت قصــة كتبتهــا عــن امتاكى لخيــول ‪ ،‬اما ااخرى فقد‬
‫كانت عدة صور قمت بقصها من مجات وكتب ‪ ،‬ثم اضافت بثقة ‪ :‬ظننت‬
‫ان ابــى ســيطلق علــى النــار حينمــا وجــد كتــاب الخيــول الــذى اســتخدمته‬
‫مــن المكتبــة وقمــت بقــص الصــور منــه ‪.‬‬

‫“ بالفعل اطلقت عليك النار” ‪ ،‬رد عليها ‪:‬‬

‫“ فلدى صورة وانا افعل ذلك فى دفتر التزماتى “‪.‬‬

‫ً‬
‫ضحكنــا جميعــا علــى ذلــك « بــكل جديــة « ‪ ...‬اكملــت ربيكا ‪ :‬كيف انظر اليها كل‬
‫يــوم ‪ ...‬عــدة مــرات ‪ ...‬وذات مــرة قالــت وهــى تغطى ابتســامتها الشــيطانية‬
‫المؤقتــة بيدهــا «كنــت انظــر الــى الصــور فــى دروس اللغــة اانجليزيــة حيــن‬
‫تســللت المدرســة مــن خلفــى وســألتنى عمــا كنــت افعلــه ‪ ،‬شــعرت بإحــراج‬
‫ديــد لكننــى اخبرتهــا بالحقيقــة عمــا كنــت اعملــه فعــاً والســبب وراء ذلــك‬
‫العمــل واعتقــد انهــا ظنــت ان ا بــأس فــى اامــر ‪.‬‬

‫“ ا بــأس ؟!” قاطعهــا ابوهــا ‪ :‬انــا ســأقول ‪ ،‬قــال وهــو يمــد يــده مــن فــوق‬
‫الطاولــة ليلخبــط شــعر رأســها ‪ ...‬تحــت صــوت احتجــاج ربيــكا ‪ “ :‬أييييــي “‬

‫“ قامــت المدرســة بتحويلهــا الــى واجــب منزلــى ‪ “ ...‬قــال بفخـــر وبهجـــة‬


‫واضحيــن”‪:‬‬

‫‪154‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫“ فلقــد طلبــت مــن كل الطلبــة فــى فصــل “ بيــك “ تكويــن قصــص اعتقــادات‬
‫ً‬
‫يريدونهــا ‪ ،‬ويحضــرون مجــات ‪ ...‬ليــس كتبــا ‪. ...‬‬

‫قال وهو يبحلق فى ربيكا ‪:‬‬

‫ً‬
‫يقصــون صــورا ويلصقونهــا خلــف الصفحــات التــى كتبــوا عليهــا قصصهم حتى‬
‫ً‬
‫انهــا وضعــت شــرطا بــأن تتضمــن قصصهــم حصولهــم علــى درجــة كاملــة فى‬
‫مــادة اللغــة اانجليزيــة لهــذا الفصــل ‪ ...‬ولــم تكــن تمــزح ‪.‬‬

‫“ وهل فعلوا ذلك ؟” سألت ربيكا ‪:‬‬

‫“ نعم “ ‪ ...‬اجابتنى وهى تنظر الى اارض بخجل ‪.‬‬

‫“ كل من فى الفصل ؟ جميعهم ؟ ‪.‬‬

‫سألت بعدم تصديق !‪.‬‬

‫كل من فى الفصل ردت ربيكا ‪ ،‬هذه المرة اختفى الخجل مـن صوتهـا ووجههـا‪.‬‬

‫اعتقد انهم نجحوا فى بيع الفكرة لى واقنعونى بها ‪.‬‬

‫علــى ايــة حــال ‪ :‬قالــت ربيــكا ‪ ،‬حصلــت علــى خيــل خــاص بــى بعــد ‪ ...‬اممــم ســتة‬
‫اشــهر مــن تغييــرى اعتقاداتى ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫“ فلقــد طلبــت مــن كل الطلبــة فــى فصــل “ بيــك “ تكويــن قصــص اعتقــادات‬
‫ً‬
‫يريدونهــا ‪ ،‬ويحضــرون مجــات ‪ ...‬ليــس كتبــا ‪. ...‬‬

‫قال وهو يبحلق فى ربيكا ‪:‬‬

‫ً‬
‫يقصــون صــورا ويلصقونهــا خلــف الصفحــات التــى كتبــوا عليهــا قصصهم حتى‬
‫ً‬
‫انهــا وضعــت شــرطا بــأن تتضمــن قصصهــم حصولهــم علــى درجــة كاملــة فى‬
‫مــادة اللغــة اانجليزيــة لهــذا الفصــل ‪ ...‬ولــم تكــن تمــزح ‪.‬‬

‫“ وهل فعلوا ذلك ؟ “ ‪...‬‬

‫سألت ربيكا ‪:‬‬

‫“ نعم “ ‪ ...‬اجابتنى وهى تنظر الى اارض بخجل ‪.‬‬

‫“ كل من فى الفصل ؟ جميعهم ؟ ‪.‬‬

‫سألت بعدم تصديق !‪. ...‬‬

‫كل من فى الفصل ردت ربيكا ‪ ،‬هذه المرة اختفى الخجل مـن صوتهـا ووجههـا‪.‬‬

‫اعتقد انهم نجحوا فى بيع الفكرة لى واقنعونى بها ‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫على اية حال ‪ :‬قالت ربيكا ‪ ،‬حصلت على خيل خاص بى بعد ‪...‬‬

‫اممم ستة اشهر من تغييرى اعتقاداتى ‪.‬‬

‫“ خطأ “ قال ابوها ‪...‬‬

‫“ خطأ “ ‪ ...‬هذا صحيح ‪ ...‬اضافت ربيكا ‪:‬‬

‫“ حصانين “ ‪...‬‬

‫“ ا اصدق ‪ “ ...‬قلت بذهول ‪.‬‬

‫“ صحيــح ‪ “ ...‬قالــت لــى ريتشــل ‪ ...‬أخبرنــا ربيــكا اننــا ســندعمها فــى امتــاك‬
‫خيل خاص بها ‪ ...‬لكن عليها ان تشــترى الخيل بنفســها ‪ ...‬لذا بدأت بالعمل‬
‫بعــد المدرســة فــى تنظيــف الــروث وكذلــك المســاعدة فــى مزرعـــة يمتلكهــا‬
‫اصدقــاء لنـــا فــى نهايـــة الطريــق‪.‬‬

‫كان لديهــم فــرس اصيــل رمــادى اللــون ومهرتهــا التــى لــم تســتجب مــع اى مــن‬
‫الخيــول ااخريــن ‪ ،‬كانــا يــركان ويعضــان فــى اى وقــت يكونــان فيــه مــع‬
‫خيول اخرين‪ ،‬ولم يحب اى احد امتطائهما وقد عرضهما للبيع لعدة اشهر‬
‫‪ ،‬ولــم يرغــب اى احــد بشــرائهما ‪ ،‬ريتشــل كانــت الوحيــدة التــى اســتطاعت‬
‫التحكــم بالفــرس ‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫وفى احد اايام قاموا بإعطاء كاً الفرسين لربيكا ‪.‬‬

‫“ ايصدق ‪ “ !!! ...‬قلت وانا اميل للخلف على ارجـل كرسى ثـم رجعـت لامام‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مصدرا صوتا هائا جراء ارتطام الكرسى باارض ‪. ...‬‬

‫ثم التفت لبوبى سائاً‪:‬‬

‫مــا القصــص الغريبــة والرائعــة عــن اانجــازات المدهشــة التــى تــود ان تقصهــا‬
‫علــى؟‪.‬‬

‫“ المــرة ااولــى “ كانــت فــى معــرض العلــوم ‪ ...‬ثــم فــى موســم لعبــة التــى ـ بــول‬
‫وبطولــة اانجــال ‪ ...‬ثــم دراجتــى الهوائيــة ‪.‬‬

‫“ توقف ‪ ،‬توقف ! استطردت قائاً ‪ ،‬وصلت الرسالة ‪.‬‬

‫“ اتود فى سماع قصة امتاكى لمنزلى ؟ “‪.‬‬

‫سألت كازوكو ‪:‬‬

‫“ ا تحاول ايقافها “ ‪ ...‬نصحنى اعظم مسوق شبكى ‪.‬‬

‫ذهبــت الــى المنــزل فــى احــد اايــام حاملــة كاميــرا اثنــاء زيــارة لتكويــن شــبكة‬
‫فــى مدينــة « نــارا « قالــت كازوكــو مكملــة القصــة ‪:‬‬

‫‪158‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫“ شــرحت لمــن فتحــت لــى البــاب ان بيتهــم وحديقتهــم مــن اجمــل مارأيــت فــى‬
‫حياتــى ‪ ،‬واســتأذنتهم بأخــذ صــورة لــه وحينما ســمعوا اننــى اريد منزاً مثله‬
‫ً‬
‫تماما وشرحت لهم سبب اخذى للصور ‪ ...‬وكيف اننى سأستعملهم لتكوين‬
‫عــادات اعتقــاد لنملــك منــزل مثلــه ‪ ...‬اعجــب الفــاك بالقصــة واقترحــوا ان‬
‫اخــذ صــورة لنفســى علــى المدخــل فــى الحديقــة وحتــى فــى غرفــة المعيشــة‬
‫‪ ...‬اخذونــى فــى جولــة كاملــة للمنــزل وشــرحوا لــى تاريخــه ‪ ...‬حتــى انهــم‬
‫دعونــى علــى العشــاء ‪.‬‬

‫وفــى تلــك الليلــة قمــت بتســجيلهم معــى فــى التســويق الشــبكى ‪ ...‬وضحكــت‬
‫ثــم اكملــت‪ :‬وهــم احــد قــادة فريقــى واصدقــاء مقربــون لــى لــآن ‪ ،‬وبعــد‬
‫ســنتين مــن لقائنــا ارادوا ان ينتقلــوا للعيــش مــع ابنائهــم فــى يوكوهامــا‬
‫وطلبــوا منــى ان اشــترى بيتهــم واخبرونــى بمــدى ااهميــة بالنســبة لهــم ان‬
‫يحــب المالــك الجديــد المنــزل كمــا احبــوه وحافظــا علــى تاريخــه وجمالــه ‪...‬‬
‫لــذا قمــت بشــراؤه ‪.‬‬

‫“ الدرس رقم اربعة وسبعون انتهى ؟ “ ‪.‬‬

‫سألنى مستضيفى وهو يضع كفيه على كتفى ‪:‬‬

‫“ انتهى ‪ “ ...‬رددت عليه ‪:‬‬

‫“ جيد ‪ “ ...‬قال وهو يقف من على كرسيه ‪:‬‬

‫‪159‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى عشر ‪ :‬صـــــــــور اإعتقـاد‬

‫“ يــوم الرجــال فــى غســيل ااوانــى ‪ ...‬وامــا الســيدات فتقاســموا المهــام ‪“ ...‬‬
‫ً‬
‫قــال طالبــا مــن الجميــع ‪.‬‬

‫ً‬
‫دائما يقوم بغسل ااوانى حين يكون هناك قدر واحد فقط ‪.‬‬

‫قالت ربيكا بامتعاص وهى تغادر المطبخ وتثب من خال الباب ‪.‬‬

‫انه رجل نبيه ولطيف ‪ ...‬اضاف ريتشل ‪:‬‬

‫ركعت كازوكو ‪ ،‬ثم تبسمت وتركتنا نتم عملنا ‪.‬‬

‫***‬

‫‪160‬‬
‫الفصل الثالث عشر‬

‫تعليـــــــــــم المعلمين‬

‫‪161‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫فــى ااثنــاء التــى نــا نغــادر فيهــا المطبــخ ‪ ...‬التفــت الــى اعظــم مســوق شــبكى‬
‫فــى العالــم وســألنى ان كنــت العــب البليــاردو ؟!‪.‬‬

‫“ لعبة البول “ ‪ ...‬رد على ‪:‬‬

‫ا جيوب ثاث كرات ‪ ...‬اثنان بيضاء ‪ ...‬وواحدة حمراء ‪.‬‬

‫أخبرتــه اننــى لــو افعــل مــن قبــل بالرغــم مــن اننــى رأيــت طــاوات مشــابهة لمــا‬
‫ً‬
‫وصــف وتســائلت كثيــرا عــن طريقــة اللعبــة ‪.‬‬

‫أخذنــى لجــزء اخــر مــن البيــت يقــع فــى الجهــة المقابلــة لحيــث كنــا ‪ ...‬الــى غرفــة‬
‫رائعــة بــدت كغــرف رجــال ااعمــال فــى بريطانيــا او فياديلفيــا ‪ ،‬توقعــت‬
‫رؤيــة عــدد مــن الرجــال الكبــار ذوى اللحــى البيضــاء يرتــدون بــدات رســمية‬
‫ويمســكون بســيجار ويحتســون البيــرة ‪.‬‬

‫كانــت الغرفــة مرتبــة حــول طاولــة بلياردو خضراء زاهية اللون ســطعت عليها‬
‫ثــاث مجموعــات مــن ااضــواء مجمعــة مــع بعضهــا البعــض ومعلقــة مــن‬
‫اعلــى ســقف الغرفــة علــى صــف واحــد مســتقيم بعــرض الطاولــة ‪.‬‬

‫الطاولة بحد ذاتها كانت تحفة فنية عتيقة ‪ ...‬ثقيلة وقديمـة بزخرفـة يديويـة‬
‫علــى جوانبهــا وذات ارجــل علــى شــكل مخلــب يمســك بكــرة ‪ ،‬كانــت هنــاك‬
‫صحيفــة نحاســية علــى احــد اطرافهــا كتــب عليهــا ‪ « :‬مقدمــة لـــ انثونــى‬
‫وربيــكا ‪ ...‬عيــد ميـــاد ثاثينــى ســعيد»‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثالث عشر ‪ :‬تعليـــــــــــم المعلمين‬

‫نظــرت اليــه بعــد ان قــرأت ااهــداء المنحــوت ‪ ،‬واجــاب علــى ســؤالى الــذى لــم‬
‫انطــق بــه ‪.‬‬

‫“ والــد ريتشــل ووالدتهــا ‪ ...‬علمهــا ابوهــا كيــف تلعــب وعلمتنــى هــى بدورهــا ‪...‬‬
‫ً‬
‫هــى حقــا كمــا رأيــت ‪ ...‬معلمــة ممتــازة “‪.‬‬

‫“ هى كذلك “ وافقته القول ‪.‬‬

‫قــال لــى وهــو يناولنــى عصــا البليــاردو بعــد ان دحرجهــا علــى الطاولــة لامــام‬
‫ً‬
‫والخلــف لمــرة او اثنتيــن وكأنــه يقــول جــرب هــذه مايجعلهــا جيــدة جــدا ‪...‬‬
‫هــو اخاصهــا فــى مســاعدة طابهــا ان يتجاوزوها فــى النجاح بغض النظر‬
‫عــن الموضــوع الــذى تدرســه‪ ...‬ركــوب الخيــل ‪ ،‬بليــاردو ‪ ،‬تســويق شــبكى ‪...‬‬
‫لديهــا نيــة مطلقــة لمســاعدتك علــى تجــاوز المــكان الــذى وصلــت اليــه هــى «‬
‫امــرأة رائعــة « ‪ ...‬اضــاف بحــب واحتــرم وفخــر واضــح ‪.‬‬

‫شــرح لــى الهــدف مــن اللعبــة بإختصــار كان لــدى كل منــا كرتــى مضــرب بيضــاء‬
‫خــال وقــت اللعبــة كاملــة ‪ ،‬ومهمــة كل منــا كانــت ضــرب كل مــن الكرتيــن‬
‫اخرييــن (الهــدف) بالبيضــاء لتســجيل نقطــة ‪ ،‬ثــم اكمــل ليرينــى الكيفيــة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عمليــا بتســجيل ‪ 38‬نقطــة قبــل ان يضيــع الهــدف اخيــرا وهــو يقــول ضربــة‬
‫ثاثيــة ســهلة ‪.‬‬

‫حين تى ادهشت نفسى بتسديد ست ضربات متتالية قبل ان اجلس ويحيـن‬


‫دوره‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫وبيــن تبادلنــا الضربــات ‪ ...‬واســئلتى لــه عــن نصائحــه عــن المــكان اافضــل‬
‫للتســديد‪ ...‬ونــوع « اللفــة « التــى عليهــا ان اضعهــا علــى الكــرة تحدثنــا عــن‬
‫اشــياء كثيــرة متفرقــة‪.‬‬

‫احتــوت الغرفــة علــى سلســلة مــن لوحــات الصيــد والحيوانــات المحشــوة‬


‫ً‬
‫المعلقــة علــى الجــدران ‪ ،‬اخبرنــى انــه ليــس صيــادا بالرغــم انــه يحــب البنادق‬
‫والرمايــة ‪ ،‬يكتفــى بصيــد الحمــام الفخــارى بــداً مــن الحقيقــى بالرغــم ان‬
‫كازوكــو لــم تكشــف طريقــة طهوهــا حتــى اان ‪.‬‬

‫ً‬
‫قال ممازحا اياى ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫كانــت الحيوانــات ملــكا لوالــد ريتشــل فقــد كان رياضيــا واحتفــظ مســتضيفى‬
‫بــكل ميدالياتــه ليتذكــره اكثــر مــن اى شــىء اخــر ‪.‬‬

‫سألته عما كان عليه والد ريتشل ‪.‬‬

‫علمنى الرماية ‪ ،‬رد على قائاً ‪ ،‬واكثر من ذلك بكثير ‪.‬‬

‫كان يعتبر عد ااستمتاع بصيد حيوانات حقيقية نقص فى الشخصية ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫كان حقــا رجــا مقدامــا وشــجاعا ‪ ...‬مــن شــاكلة تيدى روزيفيلــت ‪ ،‬كان يخبرنى‬
‫انــه ايهتــم بمصاحبتــى اا ان ريتشــل مولعــة بــى ‪ ...‬فعــاً رجل اســتثنائى ‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثالث عشر ‪ :‬تعليـــــــــــم المعلمين‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫كان تونــى ناجحــا فــى التجــارة ثــم اكمــل قائــا ‪ :‬ليــس غنيــا ‪ ،‬لكنــه عمــل بجهــد‬
‫وحقــق نتائــج جيــدة لنفســه ولعائلتــه ‪.‬‬

‫ريتشــل ابنتهــم الوحيــدة ولطالــم اعتبرهــا تونــى ابنــه ااكبــر ‪ ...‬وحاملــة ســم‬
‫عائلته‪ ...‬وقد توقعته ان يصر على ان اخذ اسمه حين تزوجنا انا وريتشل‬
‫‪.‬‬

‫عندمــا كانــت ريتشــل فــى قرابــة السادســة عشــر مــن عمرهــا ارادت ســيارة‬
‫كورفيــت حمــراء اللــون ‪ ،‬فقــال لهــا تونــى ‪:‬‬

‫“حســن “ ‪ ...‬ســأحضر لــك واحــدة ‪ ،‬لكــن كيــف ســأتأكد انــك ســتقدرين قيمتهــا‬
‫وتعتنيــن بهــا ؟ ‪.‬‬

‫لــم تكــن تعــرف ااجابــة لذلــك الســؤال فأخبرهــا انــه ســيفكر بطريقة لهــا ‪ ...‬وقد‬
‫ً‬
‫فعــل حقا ‪.‬‬

‫وفــى عيــد ميادهــا الســادس عشــر اهداهــا صنــدوق هديــة صغيــر بداخلــه‬
‫مفتــاح لكورفيــت جديــدة ‪ ...‬وقصاصــة ورق كتــب عليهــا رقــم هاتــف وكأنــى‬
‫اراهــا تقفــز مــن الفرحــة والحمــاس ‪ ،‬وترمــى بذراعيهــا حولــه ‪ ...‬اتعــرف ذلــك‬
‫ااحســاس ؟‪.‬‬

‫ثم اكمل ‪...‬‬

‫‪165‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫فسألته ريتشل ‪ :‬اين هى ؟ اين سيارتى ؟‪.‬‬

‫اخبرهــا انهــا فــى الكــراج ‪ ...‬هرعــت اليــه لتراهــا ‪ ...‬وهاهــى هنــاك ‪ ...‬قطعــة‬
‫قطعــة!‪.‬‬

‫اظــن ان الصدمــة كانــت واضحــة علــى وجهــى انــه قــال « ا امــزح « ‪ ...‬كانــت‬
‫فعــاً فــى قطــع ‪ ...‬مئــات منهــا ! فقــد اشــترى لهــا الســيارة كمــا وعــد ‪ ...‬ثــم‬
‫ً‬
‫طلــب مـــن ميكانيكــى ان يفككهــا تمامــا ‪ ...‬المحــرك وكل شــىء وان يضعهــا‬
‫فــى جميــع انحــاء ارض الكــراج‪.‬‬

‫ً‬
‫“ مذهل “ ‪ ...‬اخبرته اننى ا اتصور ان احدا يستطيع فعل شىء كهذا !‪.‬‬

‫“ وا حتى انا “ ‪...‬‬

‫قال لى « الى ان التقيت بتونى ! « ‪.‬‬

‫“ تصــور هــذا ‪ ...‬هــا هــى ريتشــل ‪ ...‬تقــف ناظــرة الــى كل تلــك القطــع المتراميــة‬
‫فــى كل مــكان ‪ ،‬ويأتــى لهــا ليســألها ‪ ...‬أا تريديــن ان تعرفــى لــم اعطيتــك‬
‫رقــم الهاتــف ذاك؟‪.‬‬

‫اجابته بنعم ‪...‬‬

‫فأخبرهــا انــه اســم الميكانيكــى الــذى سيســاعدها فــى اعــادة تركيــب الســيارة‬

‫‪166‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثالث عشر ‪ :‬تعليـــــــــــم المعلمين‬

‫مــرة اخــرى ‪ ،‬واخبرهــا انــه يتوقــع اتصالهــا ‪.‬‬

‫“ وماذا فعلت ريتشل ؟” سألته وانا ماازال شاك فى الموقف برمته ‪.‬‬

‫قامت بتركيبها ‪ ...‬قالها بطريقة بديهية ‪:‬‬

‫اســتغرق ذلــك منهــا اربعــة اشــهر مــن الليالــى وعطــل نهايــة ااســبوع لكنهــا‬
‫فعلتهــا‪ ...‬وقــد قــادت تلــك الســيارة لـــ ‪ 17‬ســنة ‪.‬‬

‫ً‬
‫كان محقا فقد اعتنت بها بشكل ايصدق !‪.‬‬

‫“ هذا رائع “ ‪ ...‬قلت له ‪:‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫“تونى كان رائعا ‪ “ ...‬قال وهو يهز رأسه متذكرا الرجل ‪.‬‬

‫ومــن اســتخدامه لكلمــة « كان « توقعــت انــه لــم يعــد علــى قيــد الحيــاة ‪ ،‬لــذا‬
‫فضلــت ان ا أســأل ‪.‬‬

‫ســألنى ان كنــت اود رؤيــة المسدســات التــى اهداهــا اليــه تونــى ‪ ،‬لــم يســبق‬
‫ً‬
‫لــى ان امتلكــت مسدســا مــن قبــل ‪ ...‬وا حتــى مســدس لعبــة فــى طفولتــى ‪،‬‬
‫كانــت امــى صارمــة حيــن تقــول « ا مسدســات ! « لكننــى معجــب بااعمــال‬
‫اليدويــة أيــا كانــت ‪ ...‬والبنــادق التــى ارانــى اياهــا كانــت ســاحرة ‪ ،‬كان فيهــا‬
‫روح اامتيــاز ‪.‬‬

‫‪167‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫قمــة فخــره وابتهاجــه اجتمعنــا فــى زوج رائــع مــن بنــادق الصيــد مــن نــوع‬
‫«الوثربــى»‪ .‬لــه ولهــا موجــودة داخل علبة خشــبية بأطراف قطيفة خضراء‬
‫ً‬
‫كانــت ملــكا لحمــاه ‪ ،‬قيــاس ‪ 12‬لــه وقيــاس ‪ 20‬ااخــف كان بندقيــة نســاء ‪...‬‬
‫معظــم الزخــارف المعدنيــة علــى المدفــع نحتــت علــى هيئــة مشــاهد صيــد‬
‫شــبيهة باللوحــات المعلقــة علــى الجــدار ‪.‬‬

‫ســألته ان ســبق لــه ان اصطــاد شــىء مــع ريتشــل واجــاب بالموافقــة فســألته‬
‫عــن اافضــل بينهمــا فــى الرمايــة ‪ ...‬اخبرنــى انــه هــو ‪ ...‬فســألته ثانيــة ان‬
‫كان ينــوى تعليــم ريتشــل لتكــون افضــل منــه ‪ ...‬فأجابنــى بـــ « ا ! «‪.‬‬

‫لــدى مايكفــى مــن المشــاكل ألحــق بهــا ‪ ...‬عــدا ذلــك ان لــم يعلمهــا ثوانــى بــأن‬
‫تكــون راميــة محترفــة ‪ ،‬فتأكــد انهــا لــم تكــن مهتمــة الــى ذلــك الحــد ‪ ...‬وهــذا‬
‫يعنــى انــه بإمكانــى ااحتفــاظ بلقــب الرامــى اافضــل لنفســى ‪ ...‬علــى ااقــل‬
‫ً‬
‫لفتــرة قصيــرة ! ‪ ...‬ضحــك ثــم قــام بتضييــع ضربــة بليــاردو ســهلة جــدا ‪.‬‬

‫“ أووبس ‪ ...‬اظن ان تونى يحاول اخبارى بشىء ما “‪.‬‬

‫لعبنــا وتحدثنــا لســعة اخــرى او اكثــر وبالنســبة اول مــرة العــب فيهــا فأظــن‬
‫ً‬
‫اننــى لعبــت جيــدا ‪ ...‬علمنــى كيفيــة تحقيــق الرميــات ااساســية وكيفيــة‬
‫ً‬
‫اســتخدام اوضــاع مختلفــة لامســاك بالعصــا ‪ ...‬اســتمتعت جــدا باللعبــة ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ البلياردو قريبة جدا من التسويق الشبكى “ ‪.‬‬

‫‪168‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثالث عشر ‪ :‬تعليـــــــــــم المعلمين‬

‫قال لى ثم اكمل فى عدة صور ‪.‬‬

‫“ انهــا لعبــة مواقــع ‪ ...‬اشــك ان الضربــة التــى امامــك مهمــة ‪ ،‬لكــن عليــك ان‬
‫تفكــر أبعــد رميتيــن او ثاثــة او حتــى اكثــر مــن ذلــك ‪ ،‬تريــد ان تجعــل ااولى‬
‫ناجحــة لكنــك دائــم التخطيــط للضربــة التاليــة ‪ ...‬ايــن ســتنتهى الكــرة بعــد‬
‫ان تنهــى الضربــة ‪.‬‬

‫وبهــذه الطريقــة تســتطيع بســهولة ان تربــط ‪ 10‬أو ‪ 20‬أو حتــى ‪ 30‬نقطــة‬


‫بنجــاح‪ ...‬او اكثــر ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ اا تفقد تركيزك حين تخطط لامام كثيرا ؟ “ ‪ ...‬سألته ‪:‬‬

‫“ ا “ ‪ ...‬رد على ‪ ،‬بل توسع تركيزك وتكبره لتشمل المستقبل ‪.‬‬

‫ً‬
‫وقــف بعيــدا عــن الطاولــة ومــال علــى عصــاه ‪ ،‬فأنــت تتأكــد انــك تــرى الصــورة‬
‫ً‬
‫الكبيــرة ‪ ...‬وكيــف ان نشــاط واحــدا ينتــج ثــان وثالــث ممــا يبنــى قــود دافعــة‬
‫ً‬
‫وتســارعا ‪ ...‬وحيــن تواجــه بنــاء تجارتــك مــن ذلــك المنظــور ااكبــر تتغيــر‬
‫اولوياتــك لتبــدأ بالتركيــز علــى اهتمامــات بعيــدة المــدى ‪.‬‬

‫“ مثل ؟ “ سألته ‪:‬‬

‫“ تعليم المعلمين مثال جيد ‪ “ ...‬رد على ‪:‬‬

‫“ فــى العــادة حينمــا تركــز علــى تعليــم النــاس ليعلمــوا اخريــن “ ‪ ...‬فــان نتائجــك‬
‫ســتكون أبطــأ ممــا لــو ركــزت ببســاطة علــى تعليمهم بيع المنتجــات والرعاية‬

‫‪169‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫‪ ،‬تلــك مهمــة اســهل‪ ...‬وتولــد نتائــج افضــل واســرع مــن ناحيــة تحقيــق دخــل‬
‫مبيعــات علــى ااقــل فــى البدايــة ‪.‬‬

‫لكــن حينمــا تعلــم النــاس بهــدف ان يعلمــوا اخريــن تنتقــل مــن مجــرد تحقيــق‬
‫نتائــج الــى تمكيــن ااخريــن ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ بالطبــع “ تلــك بحــد ذاتهــا نتيجــة ايضــا لكنهــا اكبــر بكثيــر ان ماســتحصل‬
‫ً‬
‫عليــه اخيــرا هــو نجــاح مســتمر لفتــرة اطــول ‪ ...‬قــادة اكثــر وقيــادة أكفــأ فــى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫منظمتــك وحتمــا ســيحقق ثباتــا وانتاجيــة اعظــم ‪.‬‬

‫أتذكــر كيــف اخبرتــك عــن بدايتــى بنجــاح ملحــوظ لنفســى ‪ ...‬وكيــف انــه لــم‬
‫يكــن هنــاك مــن يعمــل فــى التجــارة بنجــاح غيــرى ؟‪.‬‬

‫أجبته بـ « نعم «‪.‬‬

‫حيــن ادركــت كيفيــة العمــل فــى التجــارة وانهــا تعتمــد علــى قدرتــك علــى رعايــة‬
‫انــاس يعلمــون كيفيــة تعليــم ااخريــن كيــف يعلمــون اخريــن غيرهــم ‪ ،‬بــدأت‬
‫تجارتــى بالنمــو بشــكل حقيقــى ! افتــرض انــه كان بإمكانــى تعليــم النــاس‬
‫كتابــة رســاات مبيعــات فعالــة لكــن ليــس هــذا مايحــرك التجــارة ‪ ...‬وحتمــاً‬
‫ً‬
‫ليــس مايحركنــى انــا ايضــا ‪ ،‬فقــد طــورت عــدد مــن الرســاات القنعــة التــى‬
‫يستطيع الناس استخدامها ليجذبوا عمائهم الرشحين للنظر الى الفرصة‬
‫ً‬
‫‪ ...‬وقــد اســتخدمها فريقــى بنجــاح ملحــوظ جــدا ‪ ،‬لكـــن بعـــد ذلــك ‪ ...‬ماالــذى‬
‫حدث؟‪.‬‬

‫‪170‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثالث عشر ‪ :‬تعليـــــــــــم المعلمين‬

‫بعد ان وافقوا على القاء نظرة على التجارة ‪ ،‬ما الذى يفعله معظم الناس؟‪.‬‬

‫يسألون اسئلة ؟ ‪ ...‬أجبته ‪.‬‬

‫“ بالتأكيــد ‪ “ ...‬رد علــى بحمــاس ‪ ،‬لكــن عــن مــاذا بالتحديــد ؟ أتعلــم ‪ ...‬مــا لم كن‬
‫قــد تــم تدريبــك علــى مســاعدة ااخريــن ليكتشــفوا قيمهــم الذاتيــة ومــا هــو‬
‫ضــرورى بالنســبة لهــم ‪ ،‬فلــن تســتطيع ربــط فرصتــك بــأى شــىء دائــم وذو‬
‫معنــى فــى حياتهــم ‪ ...‬لــن يرتبــط ويرســى اامــر عليهــم ‪ ...‬قــد تقابــل شــخصاً‬

‫او اثنيــن نادريــن مــن النــوع الــذى يحفــز نفســه بنفســه ‪ ،‬وممــن يفهمــون‬
‫التســويق الشــبكى ويفهمــون النــاس والمبيعــات ‪ ،‬والطريقــة المتميــزة التــى‬
‫نعمــل بهــا فــى تجارتنــا ‪ ...‬وكيفيــة تعليــم وتدريــب ااخريــن لكنهــم طيـــور‬
‫نادرة بالفعـــل‪.‬‬

‫اما بالنسبة لاغلبية فستعمل مع اناس غير ذى خبرة وتحولهم الى محترفين‬
‫ومحترفون فى ماذا ؟ ‪ ...‬هو السؤال ااهم ! ‪:‬‬

‫“ معلمون محترفون ‪.“ ...‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫توقــف للحظــة مغمضــا عينيــه وكنــت متأكــدا انــه يكــون صــورة لمــا يريــد قولــه‬
‫‪ ،‬اغفلــت عينــى ارى ان كنــت اســتطيع تكويــن صــورة عمــا ســيتحدث عنــه‬
‫وحيــن فتحــت عينــى كان يحــدق فــى ‪.‬‬

‫ً‬
‫هل بدأت تغفو ؟ ‪ ...‬سألنى ممازاحا ‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫شــرحت لــه ماكنــت افعلــه فأطلــق احــدى ضحكاتــه التــى اصــدرت صــدى حــول‬
‫الجــدران الخشــبية وباطــات التيــرا كوتــا البنيــة لغرفــة البليــاردو ‪.‬‬

‫ً‬
‫ثم سألنى « حسنا ‪ « ...‬ما الذى حصلت عليه ؟‪.‬‬

‫ذكــرت قصــة ســمعتها مــن احــد القائــدة فــى ورشــة عمــل حضرتهــا فــى مدينــة‬
‫«نيوإنجانــد» كان يحكــى لمجموعــة منــا عــن بروفيســور موســيقى فــى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كليتــه اخبرنــا انــه دخــل فــى اليــوم ااول ‪ ...‬ظانــا بنفســه انــه جيــد جــدا ‪...‬‬
‫فقــام المعلــم بوضــع مقطوعــة موســيقية مســتحيلة الصعوبــة علــى الحامــل‬
‫وطلــب منــه ان يعزفهــا اعتــرف انــه اغتالهــا بســوء عزفــه لهــا !‪.‬‬

‫فأرسله مدرسه للمنزل ليتدرب عليها ‪ ،‬وفى ااسبوع التالى حضر فى الدرس‬
‫ً‬
‫متوقعــا ان يعــزف نفــس المقطوعــة التــى اعطاهــا اياهــا كواجب منزلى لكن‬
‫بــدا منهــا وضــع المعلــم واحــدة جديــدة امامــه اصعــب بكثيــر مــن ســابقتها‬
‫‪ ،‬ظــن انــه ســىء فــى ااولــى‪ ،‬لكــن هــذه كانــت ســخيفة ! كان اســوأ مــن ذى‬
‫قبــل بمرحــل ‪.‬‬

‫واســتمر علــى ذلــك الحــال لعــدة اســابيع اخــرى ‪ ،‬كان يغتــال المقطوعــة فــى‬
‫الصــف ثــم يأخذهــا معــه الــى المنــزل ليتــدرب عليهــا ويعــود ليحصــل علــى‬
‫اخــرى اصعــب بمرتيــن مــن التــى لــم يســتطع حتــى ان يقتــرب مــن احترافهــا‬
‫فــى ااســبوع الــذى مضــى ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫واخيرا بدأ يشعر بإنزعاج واحباط ديدين فأنفجر على معلمه صارخا ‪:‬‬

‫‪172‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثالث عشر ‪ :‬تعليـــــــــــم المعلمين‬

‫لمــاذا ‪ ...‬؟ لمــاذا كل هــذا الــــ ‪ ......‬؟ فأخــرج المعلــم المقطوعــة ااولــى التــى‬
‫اعطاهــا ايــاه وقــال بحــزم ‪ « :‬اعزفهــا « ففعــل ذلــك بــكل جمــال واحتــراف ‪.‬‬

‫ً‬
‫تفاجــأ مــن نفســه جــدا فقــام المعلــم بأخــذ تلــك المقطوعــة مــن علــى الحامــل‬
‫ً‬
‫واســتبدلها لــه بالثانيــة قائــاً لــه ‪ ...‬اعــزف هــذه ‪ ،‬وفعــل ذلــك مجــددا ‪ ...‬كان‬
‫ً‬
‫عظيمــا ! ‪.‬‬

‫فنظــر الــى معلمــه الــذى قــال لــه بــدوره روبــرت ان تركتــك لرغباتــك الشــخصية‬
‫لكنــت مازلــت تتــدرب علــى الــدرس ااول ‪ ،‬وازلــت غيــر متمكــن علــى عزفهــا‬
‫بالطريقــة الصحيحــة ‪.‬‬

‫ً‬
‫انا لست مهتما بقدرتك على عزف مقطوعة واحدة ‪ ...‬انا مهتم بعزفك ‪.‬‬

‫ً‬
‫وهذا ماحصلت عليه ‪ ...‬قلت له خاتما القصة ‪.‬‬

‫ً‬
‫اكتفــى اعظــم مســوق شــبكى بالنظــر الــى بصمــت قبــل ان يــرد كان واضحــا انــه‬
‫متحمــس وبــدأ بالتقــدم نحــوى بتعبيــر وهــو يتحــدث ‪:‬‬

‫“ هذه قصة رائعة ‪ ...‬هذا عظيم “ ‪.‬‬

‫ً‬
‫انهــا اتكتفــى بتوضيــح تعليــم ااخريــن اكثــر مــن ‪ ...‬حســنا كتعليــم الرجــل‬
‫الصيــد بــداً مــن اعطائــه ســمكة ‪ ...‬فــإن قمــت بتعليمــه الصيــد فســتطعمه‬
‫لعمــر كامــل بــداً مــن ان تطعمــه وجبــة واحــدة فقــط ‪.‬‬

‫‪173‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫ً‬
‫لكنهــا ايضــا توضــح فكــرة التمــدد بكاملهــا ‪ :‬ان تذهــب ابعــد مــن نطــاق راحتــك‬
‫‪ ،‬فذلــك الطالــب تمكــن مــن التمــدد ابعــد بكثيــر ممــا كان يســتطيع وحــده‪...‬‬
‫وكان لديــه مــدرس عظيــم ياصاحبــى ‪ ،‬احــب ان يكــون لــدى شــخص كهــذا‬
‫فــى تجارتــى الشــبكية ! ‪.‬‬

‫عــن اى رجــل تتحــدث ‪ ...‬ســألت ريتشــل ؟ وهــى تدخــل الــى الغرفــة ثــم قالــت‬
‫لزوجهــا‪:‬‬

‫“ جاهز لمشيتنا اليومية ؟ “ ‪...‬‬

‫ً‬
‫كانــت ترتــدى بنطــال جينــز وقميصــا مــع زوج ااحذيــة ذات الرباطــات ممــا‬
‫جعلهــا تبــدو كطالبــة فــى الكليــة ‪.‬‬

‫ً‬
‫بالتأكيــد ‪ ...‬امهلينــى قليــاً أغيــر مابســى وســأكون عنــدك فــورا ‪ ،‬كان ايــزال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مرتديــا الســارونج ‪ ،‬واحظــت اننــى كنــت ايضــا كذلــك ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫“ ا حاجــة فــى ذلــك “‪ ...‬ورمــت تجاهــه بنطــال وحــذاء رياضيــا وزوجــا مــن‬
‫الجــوارب‪.‬‬

‫“ رائــع ‪ “ ...‬ســأرتدى هــذه ‪ ،‬اخبــر ريتشــل عــن تلــك القصــة التــى حكيتهــا لــى‬
‫للتــو‪ ...‬ثــم تعــال معنــا لنمشــى ‪. ...‬‬

‫أوكى ‪. ...‬‬

‫‪174‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثالث عشر ‪ :‬تعليـــــــــــم المعلمين‬

‫نظرت الى ريتشل واشرت الى السارونج الذى ارتديه ‪.‬‬

‫فقالت لى ‪ « :‬أووووبس مابسك اتزال فى الحمام أليس كذلك ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫نعم ‪ ...‬قلت مجيبا ‪.‬‬

‫هيا بنا ‪ ،‬قالت وهى تشير الى أتبعها ‪:‬‬

‫فلنحضر مابسك وبإمكانك ان تحكى لى القصة ‪.‬‬

‫“ حســنا ‪ “ ...‬موافــق واثنــاء مــا اختفــى مســتضيفى داخــل الحمــام الصغيــر‬


‫فــى غرفــة البليــاردو ســرت مــع ريتشــل احضــار مابســى وقصصــت عليهــا‬
‫القصــة ‪.‬‬

‫كانت لديها نفس ردة فعل زوجها ‪.‬‬

‫“ يالها من قصة رائعة ‪. “ ...‬‬

‫“ أتســتطيعين قــول المزيــد عــن تعليــم المعلميــن ؟ “ ســألتها ونحــن نصــل الــى‬
‫الحمــام‪...‬؟‪.‬‬

‫ً‬
‫حملــت مابســى واظــن اننــى بــدوت تائهــا بعــض الشــىء ‪ ...‬فلــم يكــن هنــاك‬
‫مســاحة كافيــة أبــدل فيهــا ‪.‬‬

‫‪175‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫ابتسمت ريتشل ثم اشارت الى المابس التى فى يدى وقالت ‪:‬‬

‫“ عــن اذنــك ‪ “ ...‬وتــوارت خــارج الغرفــة لتنتظرنــى تاركــة البــاب مفاجــأ كــى‬
‫نكمــل حديثنــا ‪.‬‬

‫وفــى اثنــاء تبديلــى لمابســى شــرحت لــى عــن تعليــم المعلميــن متحدثة بصوت‬
‫عــال اســمعها بوضوح ‪.‬‬

‫هـل سبق لك وان رأيت معلـم كاراتيه وهـو يكسر الـواح الطـوب ؟!‪ ...‬سألتنـى‪:‬‬

‫“ نعم ‪ “ ...‬رأيت ذلك المشهد من قبل ‪.‬‬

‫هل تستطيع تصور المكان الذى يركز فيه طاقته ؟‪.‬‬

‫على منتصف اللوح ااوسط ‪ ،‬قلت معلاً ‪:‬‬

‫“ ا ‪ “ ...‬بالرغــم مــن ان ذلــك منطقــى لكنــه ايعمــل بتلــك الطريقــة فهــو يركــز‬
‫كامــل طاقتــه تحــت اللوحــة ااخيــرة وهنــاك يكــون التركيــز الفعلــى ‪ ...‬علــى‬
‫الهــدف وبهــذه الطريقــة يتأكــد معلــم الكاراتيــه ان قــوة الضربــة ستســتمر‬
‫خــال كل االــواح ‪ ...‬او العقبــات التــى فــى الطريــق ‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثالث عشر ‪ :‬تعليـــــــــــم المعلمين‬

‫وبالطبــع ‪ ،‬فعليــك ان تعلــم فريقــك بــأن يســتخدموا المنتجــات ويوصــوا بهــا‬


‫ً‬
‫بحمــاس لاخريــن وعليهــم ايضــا ان يعرفــوا النقــاط ااساســية فــى خطــة‬
‫التعويــض وفــوق كل شــىء ان يكــون لديهــم احتــرام وفخــر عميقيــن‬
‫وملتزميــن للتســويق الشــبكى نفســه ‪ ...‬كل ذلــك ضــرورى لكــن اكثــر مــن اى‬
‫شــىء اخــر يجــب ان يتــم تعليمهــم طريقــة تعليــم ااخريــن علــى النجــاح ‪.‬‬

‫ً‬
‫خرجت مرتديا ثيابى فخفضت صوتها للمستوى الطبيعى حين رأتنى‪.‬‬

‫وهذه هى الميزة غير اانانية التى يتحلى بها معظم قادة تجارتنا ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ أتفهم ما اعنى بعبارة ‪ :‬تأخذ موقفا احد او شىء ما ؟‪.“ .‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫اظن ذلك ‪ ...‬اخبرتها ان اخذ موقفا يعنى حسنا كأغنية «قفى بجانب رجلك»‪،‬‬
‫“‪ “ Stand by your man‬مــا رأيــك بذلــك مــن شــخص ايعــرف اى شــىء‬
‫عــن الموســيقى الريفية ؟‪.‬‬

‫جــدا ‪ ...‬هــذا بالضبــط ماأعنيــه ‪ ،‬هــى تمامــاً‬


‫ً‬ ‫ضحكــت ريتشــل وقالــت ‪ :‬جيــد‬
‫كمــا لــو كنــت تؤيــد او تدافــع عــن شــخص مــا ‪ ...‬كالفرســان الشــجعان الذيــن‬
‫يدافعــون عــن الملكــة فــى التاريــخ القديــم ‪.‬‬

‫ااشــخاص الذيــن ترعاهــم وتناصرهــم ونجاحتهــم واقصــر واســهل طريقــة‬


‫لتحقيــق ذلــك هــى ان تعلمهــم كيــف يكونــون معلميــن ‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الثانى ‪ :‬لكى تقال الحقيقة‬

‫والحقيقــة انــك تعلمهــم بــأن يناصــروا ااخريــن وان يدافعــوا عن اناســهم وهذا‬
‫بالضبــط مافعلــه البروفيســور لطالبــه فــى قصتــك تلــك دافــع عــن اافضــل‬
‫ً‬
‫لطالبــه ‪ ...‬فــى بعــض ااحيــان يكــون التمــدد مؤلمــا خاصــة ان لــم يكــن ذهنك‬
‫ً‬
‫مـــرنا وغير معتاد علـــى ذلك‪.‬‬

‫وهــذه فائــدة أخــرى تحصــل عليهــا حينمــا تعمــل علــى عــادات اعتقــادك ‪ ...‬تعتاد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫علــى التمــدد متــى دعــت الحاجــة ممــا يجعلــك مرنــا ذهنيــا ‪ ...‬وصلنــا حينهــا‬
‫للبــاب اامامــى حيــث كان زوجهــا ينتظرنــا‪.‬‬

‫ً‬
‫“ اذا ‪ ...‬تريد ذلك المعلم من القصة فى شبكتك ؟ سألته زوجته ‪.‬‬

‫“ بالطبع ‪ “ ...‬اا ترغبين انت فى شخص مماثل ؟ ‪ ...‬سألها ‪:‬‬

‫ضغطت بإصبعها فى صدره وقالت ‪:‬‬

‫“ لــدى مثلــه ‪ “ ...‬وطبعــت قبلــة علــى خــده وهــى تفتــح البــاب اامامــى ‪ ،‬ثــم‬
‫قالــت‪“ :‬لنمشــى أيهــا الســادة “‪.‬‬

‫***‬

‫‪178‬‬
‫الفصل الرابع عشر‬

‫ماهى خطوتك التاليــــة ؟‬

‫‪179‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الرابع عشر ‪:‬ماهى خطوتك التاليــــة ؟‬

‫قاربــت الشــمس علــى المغيــب اثنــاء ســيرنا اســفل الطريــق المتعــرج المــؤدى‬
‫الــى المنــزل ‪.‬‬

‫كانت ليلة دافئة ‪ ...‬اوراق ااشــجار كانت تبرق مع ارجحة ااغصان وترقص‬
‫بلطف مع النســيم ‪ ...‬لم نتكلم لوقت طويل ‪ ...‬الصوت الوحيد الذى احاط‬
‫بنا كان صوت خطوات احذيتنا على الطريق ااسفلتى ‪.‬‬

‫ً‬
‫بدأت افكر مجددا فى كل ماقمت به ورأيته وسمعته فى اليومين الماضيين‪،‬‬
‫يومان ! كانا بقيمة اسبوعين ‪ ...‬ا ‪ ...‬بل اكثر بكثير ‪.‬‬

‫نظرت اليهما وهما يســيران بيدين متشــابكين يالهما من زوج رائع ‪ :‬وســيمين‬
‫جميليــن ‪ ،‬قوييــن ناجحيــن ‪ ،‬ومــع كل ذلــك حقيقيــن ! انســانين بروعــة ‪ ...‬كل‬
‫مــاأردت ان اكــون عليــه ‪ ...‬وفجــأة شــعرت برغبــة عارمــة اكــون مــع زوجتــى‬
‫كاثى وااواد‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫لقــد خدعتهــم حقــا !!!‪ ...‬فكــرت متأمــا ‪ ...‬فقــد ســحبت نفســى بعيــدا عنهــم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مختفيــا عنهــم كمــا كنــت مختفيــا مــن كل شــىء آخــر حولــى ‪ ...‬تنهــدت ثــم‬
‫نظــرت لقدمــى ونحــن نســير‪.‬‬

‫“ انه يفكر ‪ “ ...‬قالت ريتشل ‪:‬‬

‫ً‬
‫“ هو يفعل ذلك بين الحين وااخر ‪ “ ...‬رد زوجها مبتسما ‪:‬‬

‫‪180‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الرابع عشر ‪:‬ماهى خطوتك التاليــــة ؟‬

‫“ لماذا ينظر الى قدميه ؟ “ قالت ريتشل سائلة ‪:‬‬

‫ضحكت ‪...‬‬

‫“ عادات جديدة ياصديقى الجديد “ ‪.‬‬

‫قالــت ريتشــل فــى اللحظــة التــى تنتبــه فيهــا انــك تفكــر بالطريقــة القديمــة‬
‫وتضيــف لتلــك الجهــة مــن الميــزان كل ماعليــك فعلــه هــو ان تشــغل فيلمــك‬
‫‪ ...‬وتقــوم باختيــار مشــهد‪ ...‬أى مشــهد «‪.‬‬

‫ً‬
‫“ اه ه ه ‪ “ ...‬تنهدت مرة اخرى “ أهى حقا بهذه السهولة ؟‪.‬‬

‫“ نعــم ياســيدى ‪ “ ...‬ردت قائلــة “ تحتــاج فقــط للوقــت ‪ ...‬تذكــر كــم مــن الوقــت‬
‫اســتغرقت العــادات القديمــة لتتراكــم هناك ‪.‬‬

‫ً‬
‫نعم ‪ ...‬ادرك ذلك ‪ ...‬قلت رادا عليها ‪:‬‬

‫ً‬
‫“ وثمة امر اخر ‪ ،‬وهو ‪ “ ...‬اضاف اعظم مسوق شبكى معقبا ‪:‬‬

‫“ بماذا أنت ملتزم ؟”‪.‬‬

‫ً‬
‫“ زوجتــى ‪ ...‬ابنائــى ‪ ...‬نفســى ‪ ...‬كمــا اننــى ملتــزم اكــون ناجحــا فــى هــذه‬
‫التجــارة‪ ...‬قلــت وانــا انظــر اليهمــا ‪:‬‬

‫ً‬
‫“ اذا ماهى خطوتك التالية ؟‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الرابع عشر ‪:‬ماهى خطوتك التاليــــة ؟‬

‫ً‬
‫“ ربــاه ‪ “ ...‬قلــت وانــا اتنهــد مــرة اخــرى مفرغــا كل الهــواء مــن رئتــى هــذه المرة‬
‫وحينمــا استنشــقت نفســى التالــى أملــت رأســى للخلــف واغمضــت عينــى ‪،‬‬
‫فيــض مــن الصــور أتــت الــى ســينما ذهنــى ‪.‬‬

‫مشــاهد لى وانا اتحدث مع الناس بحماس ‪ ...‬وبفرح شــديد ‪ ...‬أناس كمديرى‬


‫ـددا وصارمـ ًـا ‪ ...‬واخــرون ايضــاً‬
‫فــى العمــل ‪ ...‬ووالــد كاثــى الــذى كان متشـ ً‬

‫غربــاء ‪ ...‬اصدقــاء قدامــى ‪ ...‬اشــخاص ظننــت انهــم لــم يرغبــوا فــى ســماع‬
‫ً‬
‫ماكنــت اقولــه عــن التســويق الشــبكى ‪ ،‬كنــت اتحــدث معهــم جميعــا اان بــكل‬
‫سهولة ويسر وبدون مجهود يذكر ‪ ...‬وبنجاح ‪ ...‬وكلهم احبونى لما فعلـــت‬
‫‪ ...‬كانوا معجبين بى ‪ ...‬احترمونـــى ووثقـــوا بـــى‪.‬‬

‫فتحــت عينــى للظــام الــذى بــدأ ينمــو حولــى ‪ ...‬ولمعــت صــور اخــرى فــى ذهنــى‬
‫ً‬
‫‪ ،‬كانــت تظهــر بسهولـــة اان ‪ ...‬لــم اكـــن مضطــرا لعمـــل اى شــىء لتشــجيعها‬
‫علـى الظهـور‪.‬‬

‫كنــت افكــر فــى ترتيــب مواعيــد مــع زوجتــى وابنائــى ‪ ،‬وجعــل ابنائــى يدربونــى‬
‫ً‬
‫عــن كيفيــة قضــاء وقــت مــرح معهــم ‪ ...‬ومـــع نفســى ايضــا ‪ ...‬رأيتنـــا ونحـــن‬
‫ً‬
‫نلعــب ســويا نتدحــرج اســفل التــل المغطــى بــأوراق الخريــف فــى مدينــة‬
‫ً‬
‫ديزنى ‪ ...‬نلعب فى الماهى سويا ‪ ...‬ونلتقط الصور مع شخصيات ديزنى‬
‫‪ ،‬ميكــى مــاوس ‪ ،‬وقوفــى ‪ ...‬رأيتنــا ونحــن نــرش المــاء على بعضنا فى البحر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ...‬نصنــع العابــا ســويا ‪ ...‬نلعــب بالثلــج ‪ ...‬نأخــذ حصــص تزلج على الجليد ‪...‬‬
‫وناحــق الفراشــات ‪ ...‬نضحــك ‪ ...‬ونحضــن بعضنــا البعــض ‪ ...‬نمســك بأيــدى‬
‫بعض ‪ ...‬اقرأ لهـــم قصص ماقبـــل النوم ‪ ...‬واقبلهم قبلـــة النـــوم‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الرابع عشر ‪:‬ماهى خطوتك التاليــــة ؟‬

‫كانــت هنــاك صــور لــى وانــا اخــذ كاتى الى عشــاء رومانســى فــى مطعم ايطالى‬
‫ورحــات فــى نهايــة ااســبوع ‪ ...‬اراهــا فــى لبــاس جديــد مبهر وجميــل ‪ ...‬كم‬
‫تبــدو رائعــة لدرجــة توقــف النــاس ليتأملــوا كــم شــعرت بالفخــر ‪ ...‬وحســن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الحــظ ‪ ...‬انهــا حقــا رائعة‪...‬محببــة ‪ ...‬وقويــة ايضــا تأتينــا ونحــن فــى اوروبا‬
‫ً‬
‫ســويا ‪ ،‬ورأيــت الخاتــم الزمــردى ااخضــر الــذى لطالمــا أرادتــه رأيتنــا اســعد‬
‫ً‬
‫ممــا كنــا فــى اى وقــت مــن قبــل ‪ ...‬نســتمتع معــا ‪ ...‬اقــرب لبعضنــا البعــض‬
‫مــن اى وقــت مضــى ‪ ...‬نتحــدث اكثــر مــع بعضنــا البعــض ‪ ...‬نتشــارك ونحــب‬
‫بعضنــا اكثــر ‪.‬‬

‫رأيــت نفســى فــى كامبريــدج اضحــك مــع اصدقائــى الشــبان والعــب بتلــك‬
‫الكمبيوتــرات الحديثــة ‪ ،‬رائــد بحــق كنــت اريــد ذلــك مــرة اخــرى ‪ ...‬اان فــى‬
‫هــذه اللحظــة اردت الشــعور باحســاس انجــاز شــىء قلــة مــن النــاس حلــم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بتحقيقــه ‪ ...‬واردتــه ان يكــون مرحــا ومفعمــا بااكتشــافات وااختراعــات ‪.‬‬

‫رأيــت نفســى ارتــدى بدلــة جديــدة ايطاليــة وانجليزيــة ‪ ...‬بفتحــات ازرار‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حقيقيــة‪ ...‬مصنوعــة مــن اكثــر ااقمشــة احساســا وترفــا ‪ ،‬بــدوت رائعــا !‬
‫ربطــات عنــق ناصعــة تائــم منديــل البدبــة ‪ ...‬انيــق ‪ ...‬بســماعة روليكــس‬
‫ذهبيــة ‪ ...‬اصافــح النــاس ‪ ...‬واراهــم مــن طــرف عينــى وهــم يشــيرون الــى ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويتحدثــون عنــى ‪ ...‬عــن مــدى نجاحــى ‪ ...‬وعــن كونــى خصــا رائعا وعن مدى‬
‫اســتحقاقى لــكل هــذا الحــظ الحســن ‪ ...‬وكيــف ارادوا ان يكونــوا مثلــى ‪.‬‬

‫تصــورت نفســى وانــا اســير فــى مدينــة نــارا فــى اليابــان ‪ ...‬اســير بيــن اازفــة‬
‫والطرقــات التــى رصفــت جدرانهــا بااحجــار امــام منــزل كازوكــو النفيــس ‪...‬‬

‫‪183‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الرابع عشر ‪:‬ماهى خطوتك التاليــــة ؟‬

‫شــعرت بســكون الحديقــة ‪ ...‬وخلودهــا ‪ ...‬الحريــة والســام ‪.‬‬

‫شــعرت اننــى فــى بيتــى هنــاك ‪ ...‬فــى الجهــة ااخــرى لــى ‪ ...‬رأيــت نفســى اجــوب‬
‫العالم فى الصين وروسيا ‪ ...‬اماكن متعددة اتحدث مع اصدقاء ‪ ...‬مرحب‬
‫بــى اينمــا حللــت ‪ ...‬موضــع تقدير واحترام وفخر ‪.‬‬

‫ً‬
‫صنعــت صــورا لــى وانــا اتحــدث مــع مجموعــات مــن النــاس عــن تجارتهــم فــى‬
‫التســويق الشــبكى ‪ ،‬اجلس واتحدث معهم باخاص ‪ ...‬اجيب كل اســئلتهم‬
‫ً‬
‫‪ ...‬رأيــت نفســى اعلــم النــاس ‪ ...‬ابيــن لهــم احامهــم ‪ ...‬اريهــم طرقــا لــم‬
‫يتوقعــوا انهــا ممكنــة لتحقيــق اهدافهــم ‪ ...‬واثبــت لهــم ان باســتطاعتهم‬
‫ً‬
‫تحقيقهــا ايضــا ‪.‬‬

‫انظــروا الــى رأيــت نفســى وانــا اقــول لهــم ان كنــت انــا اســتطيع فعلهــا ان كنــت‬
‫اســتطيع ان انجــح ‪ ،‬فأنتــم كذلــك تســتطيعون ‪.‬‬

‫“ هيا بنا ‪. “ ...‬‬

‫“ غيروا اعتقاداتكم فقط “‪.‬‬

‫“ كونوا موقنين ان بإمكانكم تحقيق اى شىء تريدونه “ وااولى ان تقوموا‬


‫بصنع احامكم بأنفسكم ‪.‬‬

‫“ هيا بنا ‪ ...‬تعالوا معى ‪.“ ...‬‬

‫‪184‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الرابع عشر ‪:‬ماهى خطوتك التاليــــة ؟‬

‫توقفت عن الحديث ونظرت حولى ‪.‬‬

‫كنت اقف وحدى ‪.‬‬

‫نظــرت للخلــف باتجــاه الطريــق الطويــل ‪ ...‬لكــن لــم يكــن هنــاك احــد فــى مرمــى‬
‫النظــر‪. ...‬‬

‫تبسمت ‪ ...‬وتنهدت ‪ ،‬وفكرت داخلى ‪ ...‬لقد كانوا يعرفون ‪.‬‬

‫لقد كانوا يعرفون ؟!‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫عدت ماشــيا بجانب الطريق المظلل مرفرفا بين ااشــكال وااصوات الريفية‬
‫المســائية وموكب الصور التى كانت تســير فى ذهنى ‪.‬‬

‫وصلــت الــى موقــف الســيارات فــى نهايــة الطريــق الــذى كان يفيــض بأضــواء‬
‫كاشــفة كان هنــاك قصاصــة ورق كبيــرة موضوعــة تحــت ماســحات زجــاج‬
‫ســيارتى مشــيت تجاهــا والتقطتهــا اقــرأ ماكتبــت بخــط اليــد عليهــا ‪.‬‬

‫انــت مرحــب بــك لقضــاء الليلــة عنــا ان احببــت ‪ ،‬فســريرك مجهــز لكننــا ظننــا‬
‫انــك تــود الذهــاب لمنزلــك لتكــون مــع عائلتــك ‪.‬‬

‫هنــاك كــوب شــاى ســاخن فــى حافظــة ســفر علــى كرســى ســيارتك سيســاعدك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫علــى البقــاء مســتيقظا ومنتبهــا ‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الرابع عشر ‪:‬ماهى خطوتك التاليــــة ؟‬

‫تعال الى الفندق يوم الخميس القادم سأكون انا الضيف المتحدث ‪.‬‬

‫اتصل بى متى شئت ‪.‬‬

‫ً‬
‫انت مميز جدا بالنسبة لنا ‪.‬‬

‫نظــرت الــى المنــزل ثــم وضعــت فخــدى برفــق كمــا فعلــت وقلــت بصــوت عــال‬
‫ً‬
‫«شــكرا‪ ...‬لكــم جميعــا « اكثــر ممــا اســتطيع حقــا اود ان اكــون مــع عائلتــى‬
‫اكثــر مــن اى شــىء اخــر ‪.‬‬

‫ركبت سيارتى وانطلقت الى المنزل ‪.‬‬

‫***‬

‫‪186‬‬
‫الفصل الخامس عشر‬

‫البدايــــــــة‬

‫‪187‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬البدايــــــــة‬

‫يالــه مــن اســبوع ‪ ...‬فكــرت وانــا اقــود ســيارتى للفنــدق يــوم الخميــس بعــد‬
‫العمــل‪ ،‬لــو اخبرنــى احــد مــا مــن قبــل ان ااحــداث التــى حصلــت لــى كانــت‬
‫ســتحدث ماكنــت اصدقهــم‪ ،‬وفــى تلــك اللحظــة بــدأت أؤمــن ان كل شــىء‬
‫ممكــن ‪.‬‬

‫“ مايصدقه العقل يمكنك تحقيقه “ ‪.‬‬

‫مــن قــال تلــك العبــارة ؟ ‪ « ...‬كليمنــت ســتون ‪ ...‬؟ نابليــون هيــل ‪ ...‬؟ انــا ‪ ...‬ا‬
‫أذكــر ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫لكــن شــيئا وحــدا كان مؤكــدا كنــت مقتنعــا ان كل ماعليــك فعلــه هــو ان تبــدأ‬
‫باايمــان‪ ...‬واانجــاز ســيتبعه اانجــاز بعــد ذلــك ‪.‬‬

‫ً‬
‫حيــن وصلــت متأخــرا الــى منزلــى مســاء الســبت مــن عنــد اعظــم مســوق شــبكى‬
‫بــدأت ازن كل ميــزان فــى ذهنــى لصالحــى لابــد ‪.‬‬

‫كان ااواد نائمون حين دخلت لكن كانت مستيقظة وبقينا نتكلم حتى بزوغ‬
‫الفجــر ‪ ...‬نتكلــم عــن عطلــة نهايــة ااســبوع التــى قضيتهــا عــن اعتقاداتــى‬
‫القديمــة والجديــدة‪ ،‬وعمــا كانــت تؤمــن بــه وكيــف انهــا ارادت اســتبدال‬
‫عاداتهــا القديمــة ‪ ...‬لــم نقــم بعمــل اى شــىء قريــب مــن هــذا منــذ كنــا نتواعــد‬

‫ً‬
‫وبالرغم من اننى كنت متعبا اشــد التعب كان يوم ااحد ذاك من اروع اايام‬
‫ذهبنــا الــى مــكان خــاص كنــا انــا وكاثــى نعرفــه منــذ ان وصلنــا الــى هنــا ‪ ،‬عدنا‬

‫‪188‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬البدايــــــــة‬

‫الــى البيــت ونحــن نتنــزه علــى اقدامنــا خــال الغابــات ‪،‬وااواد يركضــون‬
‫حولنــا تــارة ونحملهــم تــارة اخــرى ‪.‬‬

‫كانــت هنــاك بركــة مــاء اكتشــفناها منــذ مــدة وكنــا نذهــب للســباحة فيهــا ‪...‬‬
‫نطرطــش المــاء ونرمــى ااواد فــى الهــواء ‪ ...‬ا اذكــر اننــى احسســت بهــذا‬
‫القــدر مــن الحريــة مــن قبــل ‪ ...‬هــذا القــدر مــن اارتيــاح فــى بيتى ومع نفســى‬
‫وعائلتــى ‪.‬‬

‫ً‬
‫ذهبنــا جميعــا الــى ذلــك المطعــم اايطالــى الــذى دعانــى اليــه اعظــم مســوق‬
‫ً‬
‫شــبكى علــى العشــاء تلــك الليلــة تذكرنــى بــواب المطعــم والنــادل ايضــا الذى‬
‫ً‬
‫رحــب بــى وقــال انــه ســعيد برؤيتــى مجــددا ‪.‬‬

‫نظرت الى كاثى باستغراب وهى ترفع حاجبيها ‪:‬‬

‫اعجبنى ذلك ! ‪.‬‬

‫اوه ‪ ...‬ولــن تصدقــوا هــذه ! اتذكــرون اننــى كنــت ذاك الرجــل الــذى لــم يســبق‬
‫لــى ان قمــت برعايــة احــد علــى ااطــاق ؟ احــزروا مــاذا حصــل ؟‪.‬‬

‫فى ذلك ااسبوع قمت برعاية ثاثة اشخاص !‪.‬‬

‫نعــم ثاثــة والليلــة اثنــان منهمــا ســيحضران ااجتمــاع وكل منهمــا ســيحضر‬
‫ً‬
‫ضيفــا معــه‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬البدايــــــــة‬

‫“ انا جاد “‪.‬‬

‫وهــذا ليــس الجــزء اافضــل ‪ ...‬احــد ااشــخاص الذيــن قمــت برعايتهــم كان‬
‫مديــرى فــى العمــل ‪ ...‬دخــل الــى مكتبــى فــى اليــوم الماضــى مباشــرة قبــل‬
‫فتــرة الغــذاء ‪.‬‬

‫وقال لى « ا اعرف ماالذى تأخذه يارجل «‪.‬‬

‫لكننى اريد مثله اان ! ‪.‬‬

‫ضحكــت واخبرتــه انــه ان دعانــى علــى الغــذاء فســأعطيه مؤونــة ســنة كاملــة‬
‫‪ ،‬ســجل معــى هنــاك وفــى تلــك اللحظــة ‪.‬‬

‫وتحســن الوضــع اكثــر ‪ ،‬فقــد ذكــر لــى مديــرى عــن اهتمامــه بالتســويق الشــبكى‬
‫لعــدة ســنوات ‪ ،‬لكنــه ســمع عــن آراء متعارضــة عنــه ‪.‬‬

‫ولم يفهمه فعاً فعاً قبل ن اشرحه له ‪.‬‬

‫ً‬
‫اخبرنــى انــه كان مدرســا بعــد الكليــة مباشــرة ‪ ،‬لكــن دخــل المدرســين آنــذاك لــم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يكــن مجديــا ‪ ،‬وان مــاكان يــرده دومــا هــو ان يعلــم ااخريــن عــن النجــاح فــى‬
‫الحياة ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ يبدو التسويق الشبكى مثاليا لى “ ‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬البدايــــــــة‬

‫قال لى « كيف ابدأ ‪ ...‬؟!»‪.‬‬

‫“ مدهش “‪.‬‬

‫ً‬
‫كل شىء كان مدهشا ‪.‬‬

‫والحقيقة اقول ‪ ...‬ان حياتى تغيرت ‪ 180‬درجة فى خمسة ايام فقط ‪.‬‬

‫اوقفــت ســيارتى امــام مدخــل الفنــدق اامامــى ‪ ،‬كريــس ‪ ،‬البــواب الــذى قابلتــه‬
‫ااســبوع الماضــى ‪ ،‬خــرج ليفتــح بــاب الســيارة لــى قبــل ان اطفــىء المحــرك‪.‬‬

‫حييتــه وســألته ان كان بإمكانــه ايقــاف ســيارتى خلــف شــاحنة البيــك ـ اب‬
‫الرماديــة الصغيــرة ‪ ...‬قــال انــه سيســره ذلــك ‪.‬‬

‫ً‬
‫ســألته ‪ ...‬ان كان فعــاً جـــادا عمــا قالــه عــن الذهــاب الــى اليابـــان ‪ ،‬فأجــاب انــه‬
‫ً‬
‫كذلــك ‪ ...‬وطلبــت منـــه ان نتنــاول الغـــذاء او العشـــاء معــا فـــى وقـــت مــا‬
‫لنتحــدث عـــن ذلــك‪.‬‬

‫ً‬
‫رد انــه سيســحب ذلــك كثيــرا ‪ ،‬ثــم صافحنــا بعضنــا البعــض قبــل ان ادخــل الــى‬
‫الفندق‪.‬‬

‫ً‬
‫ســرت الــى داخــل قاعــة الفنــدق باحثــا عــن ضيوفــى اعضــاء فريقــى الجـــدد‬
‫وضيوفهــم‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬البدايــــــــة‬

‫ها هم هناك ‪ ...‬مبكرون فى الحضور مع شخصين اضافيين !‪.‬‬

‫اســتغرقت فــى الحديــث معهــم ‪ ...‬وســؤالهم لدرجــة اننــى لــم أاحــظ الرجــل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الــذى كان يقــف بجانبــى ‪ ...‬الــى ان ســمعت صوتــا ‪ :‬مألوفــا اثنــاء اســتراحة‬
‫فــى المحادثــة يقــول لــى ‪:‬‬

‫ً‬
‫“ ارجو المعذرة ‪ ...‬اردت فقط ان اخبرك كم تبدو رائعا اليوم “‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫مــددت يــدى لكنــه دفعهــا جانبــا وعانقنــى بقــوة ‪ ،‬ثــم ابعدنــى عنــه قليــا ونظــر‬
‫الــى قائــاً ‪:‬‬

‫ً‬
‫“ تبدو رائعا ‪ ،‬كيف حالك ؟ “ ‪.‬‬

‫“ شــعورى افضــل ممــا ابــدو عليــه “ رددت عليــه وكان فــى صوتــى نبــرة اكثــر‬
‫مــن مجــرد الســعادة ‪.‬‬

‫اومــأ برأســه لاعلــى وااســفل ثــم اطلــق تلــك الضحكــة المدويــة المســجلة‬
‫ببــراءة اختــراع‪.‬‬

‫“ اراهن على ذلك ! “ ‪.‬‬

‫قال واابتسامة على وجه اكثر فأكثر ‪:‬‬

‫“ هل لك ان تقابل اصدقائى “ ‪...‬‬

‫‪192‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬البدايــــــــة‬

‫قلت له باصرار ففعل ‪.‬‬

‫قدمتــه لهــم ‪ ...‬واســتطيع ان ارى مــن تعابيــر وجوههــم ان حضورهــم لاجتمــع‬


‫ااول ولقائهــم اعظــم مســوق شــبكى فــى العالــم كان اكثــر ممــا توقعــوه ‪،‬‬
‫ً‬
‫كان ذلــك عظيمــا‪.!...‬‬

‫وقفــت للــوراء قليــاً اثنــاء مابــدأ بلقائهم وســؤالهم بعض ااســئلة كان يلمحنى‬
‫بنظــرة تقديــر وايمــاءة بيــن الحين وااخر ‪.‬‬

‫خينما علم اننى قمت برعايتهم وكم هم متحمسون للحضور هنا ‪.‬‬

‫شعرت بإحساس رائع ‪.‬‬

‫التفت الى ووضع احدى يديه على كتفى ‪...‬‬

‫“ يالك من متعلم سريع ياصديقى “ ‪.‬‬

‫“ لدى معلم مبدع ‪ “ ...‬رددت عليه ‪:‬‬

‫ً‬
‫“ شكرا لك ‪ ”...‬قال لى بدفء صادق وهو يضغط على كتفى ‪:‬‬

‫“ واان‪ : ...‬قــال بنفــس عميــق وابتســامة “ ‪ ...‬هــل انــت مســتعد ان تتجــاوز‬


‫معلمــك؟!‪.‬‬

‫نظــرت الــى عينيــه ‪ ...‬لــم اســتطع قــراءة أى تعبيــر منهمــا ‪ ...‬وتوقعــت ذلــك‬
‫منــه‪...‬؟!‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬البدايــــــــة‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫فأغلقــت عينــى واخــذت نفســا عميقــا وتتالــت الصــور فــى ذهنــى ‪ ...‬جليــة‬
‫كالشــمس صــور لــى وانــا قائــد مفعــم بالحيويــة والنشــاط ‪ ،‬فعــال وقــادر ‪.‬‬

‫ً‬
‫“ بالتأكيد ‪ “ ...‬قلت وانا افتح عينى اليه مجددا ‪.‬‬

‫فقال لى ‪ :‬جيد ‪ ...‬سيبدأ ااجتماع فلنجلس ‪.‬‬

‫كان ااجتمــاع احــد افضــل ماحضــرت مــن قبــل ‪ ...‬الطاقــة عاليــة فيــه ‪ ،‬كان‬
‫هنــاك الكثيــر مــن الفكاهــة والضحك واســتمر ذلك من متحدث اخر وعلمت‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مــن وجــوه ضيوفــى انهــم وجــدوا ااجتمــاع مشــوقا وحماســيا ايضــا ‪ ...‬وقد‬
‫ســعدوا بالحضــور ‪.‬‬

‫ً‬
‫واخيــرا قامــوا بتقديــم اعظــم مســوق شــبكى ممــا دعــا كافــة الحضــور للوقــوف‬
‫ً‬
‫مباشــرة تحيــة وتصفيقــا لــه ممزوجــة بالصفيــر والتهليــل ‪.‬‬

‫ً‬
‫وقــف امــام المجموعــة شــاكرا لهــم وبعــد ان انتهينــا مــن التصفيــق وجلســنا‬
‫اســتمر فــى الوقــوف هنــاك بصمــت لوقــت طويــل ينظــر الينــا ‪ ،‬بــدا وكأنــه‬
‫ينظــر لــكل وجــه فــى الغرفــة علــى حــدى ‪.‬‬

‫ً‬
‫واخيرا ‪ ...‬بدأ فى الحديث ‪.‬‬

‫“ الليلــة تســتمعون الــى بحــرص لاحظتــم اننــى قلــت اننــى ســأريكم الســر ‪ ،‬الــم‬
‫اقــل اننــى ســأخبركم بــه “‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬البدايــــــــة‬

‫“ كلكــم ســمعتم عــن ســر النجــاح مــرات كثيــرة “ ‪ ...‬وبالنســبة لبعضكــم ســماعه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حدث فرقا شاســعا فى حياتهم ‪ ...‬لكـــن لمعظمنا مجـــرد الســماع عـــن شـــىء‬
‫مــا ليــس كافيــا‪ً.‬‬

‫ً‬
‫الكثيــر منكــم قــرأ ســر النجــاح ايضــا وبالرغــم مــن ان البعــض منكم جنــى الكثير‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ممــا قــرأ ‪ ،‬اا ان المعلومــات فقــط لــم تكــن كافيــة لتصنــع فرقــا ملحوظــا فــى‬
‫طريقة حياته وعملـــه‪.‬‬

‫اتذكرون حينما كنتم اطفااً تتعلمون المشى ‪ ...‬او ركوب الدراجة ؟‪.‬‬

‫“ احدهم كان يريكم ذلك “‪.‬‬

‫“ راقبتــم الكبــار وهــم يمشــون ورأيتــم كيــف يفعلــون ذلــك ‪ ...‬ثــم مشــى احدهــم‬
‫معكــم‪ ...‬ســأعدكم وحملكــم حيــن وقعتــم ‪ ...‬وهــو يمســك بيدكــم طــوال‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الوقــت موقنــا انكــم عاجــا ام اجــا ســتتقدمون لامــام ‪. ...‬‬

‫ً‬
‫واخيرا حركتم اقدامكم ومشيتم ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫“ اصبحتم احرارا اخيرا ‪.“ ...‬‬

‫ً‬
‫وضعكــم احدهــم علــى دراجــة وبــدأ بالجــرى بجانبكــم ممســكا بالمقعــد ليحافظ‬
‫علــى ثباتــه وعــدم ســقوطكم ‪ ...‬وأراكــم كيــف تفعلــون ذلــك ‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬البدايــــــــة‬

‫وفــى احــد اايــام ‪ ...‬ربمــا بعــد دقائــق مــن رؤيتكــم الكيفيــة ‪ ...‬او ربمــا ســاعات‬
‫او حتــى ايــام ‪ ...‬تمكنتــم مــن ركــوب تلــك الدراجــة ‪ ...‬تهــادت وتمايلــت يمنــة‬
‫ً‬
‫ويســرة ‪ ،‬شــعرتم بالخــوف لكنكــم تمكنتــم اخيــرا مــن اانطــاق وركوبهــا‬
‫وقيادتهــا وحدكــم ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫“ اصبحتم احرارا اخيرا ! ‪.“ ...‬‬

‫وفــى كل لحظــة بالرغــم انكــم كنتــم تعرفــون الكثيــر عــن كيفيــة المشــى وركوب‬
‫الدراجــة لكــن المعرفــة وحدهــا لــم تكــن كافيــة ‪ ...‬كنتــم تعرفــون كل شــىء‬
‫عــن الكيفيــة ‪ ،‬لكنكــم لــم تتمكنــوا مــن فعلهــا بعــد ‪.‬‬

‫معرفــة تلــك المعلومــات لــم تكــن كافيــة ‪ ...‬فــى الواقــع ماكنتــم تعرفونــه لــم يكن‬
‫ذا فائــدة تذكــر لكــم ‪.‬‬

‫وان نظرنــا للخلــف لــكل ذلــك ‪ ...‬قــد تفترضــون ان ماظننتــم انكــم اتعرفونــه‬
‫كان هــو الســر ‪ ،‬وانكــم فــور حصولكــم علــى تلــك المعرفة وفــور تعلمكم لذلك‬
‫الشــىء علمتــم انكــم اتعلمــون بعــد ‪ ،‬ثــم مشــيتم ‪ ...‬وركبتــم الدراجــة ‪.‬‬

‫لكن ان فكرتم مرة اخرى بحرص شــديد ‪ ،‬اكتشــفتم ان الســر للمشــى ولركوب‬
‫الدراجــة لــم يــأت ممــا كنتــم تعلمــون ‪ ...‬ولــم يأتــى حتــى ممــا كنتــم تظنــون‬
‫انكــم ا تعلمونــه‪ ...‬ذلــك الســر المميــز كان يعيــش فــى مــكان كبيــر متســع مــن‬
‫المعرفــة غيــر المكتشــفة ‪ ...‬وهــو مااطلقــت عليــه مــاا تعلــم انــك اتعلمــه ‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬البدايــــــــة‬

‫“ هل اربكتكم بعد ؟! ‪“ ...‬‬

‫ً‬
‫ارجــو ان ا اكــون كذلــك ‪ ...‬فهــى حقــا فكــرة بســيطة لكنهــا احــدى اقوى مصادر‬
‫اابــداع والطاقــة لتحقيــق اى شــىء تريــدون الوصول اليه ‪.‬‬

‫كل ماتحتاجــه للمشــى ولركــوب الدراجــة هــو التــوازن ‪ ...‬والتــوازن ليــس شــيئاً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لديــك ‪ ...‬اتماكــه ! ‪ ...‬وهــو ليــس ايضــا شــيئا تقــوم بــه ‪ ...‬كأن تتحــرك فــى‬
‫ذلــك ااتجــاه او لاخــر ‪. ...‬‬

‫بالرغم من ان كاهما مطلوب لدرجة ما لتحقيق التوازن ‪.‬‬

‫“ التــوازن ماهــو اا كيــان ‪ ...‬فإمــا ان تكــون ‪ ...‬أو ا تكــون ‪ ،‬امــا ان تمشــى او‬
‫تســقط ‪ ...‬تركــب الدراجــة او تصطــدم ‪.‬‬

‫“ التوازن هو المفتاح “‪.‬‬

‫وفــور ان تحقــق كيــان التــوازن فقــد امتلكــت الســر ‪ ،‬ولــن يكــون بمقــدور احــد‬
‫ان يأخــذه منكــم ‪ ،‬ايمكــن اضاعتــه او ســرقته ‪ ،‬وايمكــن حتــى نســيانه ‪...‬‬
‫بالرغــم مــن انــك قــد تواجــه لحظــات اتذكــر فيهــا انــك تذكــر ‪ ،‬لكنهــا اتســتمر‬
‫لوقــت طويــل ‪.‬‬

‫لكــن ‪..‬لمــاذا اقــول لكــم كل هــذا ؟! قــد يســأل البعــض نفســه الســؤال ذاتــه ! ‪...‬‬
‫ودوت ضحكتــه لتمــأ الغرفــة ‪ ،‬وارى مــن بعــض وجوههــم انكــم كذلــك ‪...‬‬
‫جيــد !‪.‬‬

‫‪197‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬البدايــــــــة‬

‫قلــت لكــم كل هــذا عــن ان يريكــم احــد مــا ‪ ...‬وعــن مــاا تعلمونــه ‪ ...‬وعــن‬
‫التــوازن‪ ...‬ان النجــاح ‪ ...‬امتــاكك النجــاح ‪ ،‬وعمــل اشــياء ناجحــة هــو‬
‫بالضبــط كاكتســاب التــوازن‪ ...‬ماهــو اا كيــان ! ‪.‬‬

‫ً‬
‫فإمــا ان تكــون ناجحــا ‪ ...‬او ا ‪ ...‬ايوجــد حــل وســط ‪ ...‬امــا درجــة اجتيــاز او‬
‫ً‬
‫درجــة رســوب ‪ ...‬اســود او ابيــض ‪ ...‬ايوجــد رمــادى ‪ ...‬تمامــا كالحمــل ‪.‬‬

‫فهل انتم ناجحون ؟ نعم أم ا ‪.‬‬

‫“ هل انتم كذلك ؟ “‪.‬‬

‫توقــف وبــدأ كأنــه ينظــر الــى كل واحــد منــا ‪ ...‬وبالنســبة لــى فقــد ســألت نفســى‬
‫ً‬
‫ذلــك الســؤال ‪ :‬نعــم ام ا ‪ ،‬هــل كنــت ناجحــا ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫فأجبت فورا وبصوت عال ‪:‬‬

‫“ نعم “‪.‬‬

‫نظر الى مباشرة ؟!‪.‬‬

‫اجبت بـ « نعم « ‪.‬‬

‫سألنى وهو يتحرك من المنصة لجهة المسرح اارقب لى ؟‪.‬‬

‫“ هل لك ان تقف لو سمحت “ ؟‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬البدايــــــــة‬

‫طلب منى قائاً ‪:‬‬

‫ففعلت ‪. ...‬‬

‫“ انت ناجح ‪ ،‬هذا رائع ‪. ...‬‬

‫قل لى متى ؟! ‪.‬‬

‫ادركت ذلك ؟‪.‬‬

‫“ يوم ااحد ‪ ...‬اجبت قائاً ‪:‬‬

‫“ هذا ااحد الماضى ؟”‪.‬‬

‫“ نعــم “ ضحكــت وانــا اتكلــم ‪ ...‬ااحــد الماضــى وبــدأت اســمع ضحــكات مــن‬
‫جهــة الحضــور خلفــى ‪.‬‬

‫ثم طلب منى قائاً ‪:‬‬

‫“ ارجوك اصعد على المسرح ‪ ...‬واخبرنا بما حصل “‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫اخــذت نفســا عميقــا ونظــرت اليــه ‪ ...‬ابتســم وشــجعنى ان اشــاركه المســرح ‪...‬‬
‫صعــدت هنــاك ووقــف بجانبــه ‪.‬‬

‫ً‬
‫قدمنى للجمهور ‪ ،‬وطلب ميكرفونا لى وفى اثناء تركيب المسئول للميكرفون‬
‫قام هو بشــرح الطريقة التى تقابلنا بها ‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬البدايــــــــة‬

‫أخبــر النــاس عــن الرجــل الــذى رأه اول مــرة منــذ اســبوع قصيــر ‪ ،‬يجلــس فــى‬
‫مخبــأه فــى اخــر الغرفــة ‪،‬وروى لهــم تفاصيــل كيفيــة شــرحى عــن تجارتــى‬
‫لــه ‪ ،‬وكيــف كان احساســى عــن ذلــك حينئــذ ‪ ،‬اخطــط لفعلــه ‪ ...‬وعــن كونــى‬
‫احضــر اجتماعــى ااخيــر فــى يــوم الخميــس ذاك ‪.‬‬

‫ً‬
‫فقد كنت سأترك التجارة تماما ‪.‬‬

‫اخبرهــم عــن النجــاح الــذى حققتــه ‪ ...‬رعايــة اشــخاص جــدد ‪ ،‬حضــور ضيــوف‬
‫الليلــة ‪.‬‬

‫وقام بوصف ضيوفى وكيف شعروا بالحماس لكونهم هنا اليوم ‪ ...‬وكيف انه‬
‫حين تحدث معهم اخبروه عن ان اكتشــافهم للتســويق الشــبكى وايجادهم‬
‫لمــكان وانــاس يقــدرون القيــم كل ذلــك اعطاهــم طريقــة لتحقيــق هــدف‬
‫حياتهــم وانهــم كانــوا يبحثــون عــن كل هــذا لعــدة ســنوات ‪.‬‬

‫اخبــر الجمهــور عــن هــدف حياتــى الــذى شــاركته ايــاه وااشــياء التــى قدرتهــا‬
‫وماكانــت تعنــى لــى ومــا وفرتــه لــى ‪.‬‬

‫واثنــاء مــاكان يتحــدث امســنى الفخــر الواضــح فــى طريقتــه التــى تحــدث بهــا‬
‫واغرورقــت عينــاى بالدمــوع ووجــدت نفســى ارفــع نظارتــى امســح عينــى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ ،‬لــم يســبق احــد ان قــال شــيئا مماثــا عنــى مــن قبــل ‪ ،‬فمــا بالــك بــكل ذلــك‬
‫امــام مئــات مــن النــاس ‪.‬‬

‫“ قال للحضور اننى مصدر الهام له “‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬البدايــــــــة‬

‫ً‬
‫“ وقال انه فخور جدا بى “‪.‬‬

‫“ وسمانى ‪ ...‬المعلم الصغير “ ‪.‬‬

‫وعندها قال ‪ :‬كنت قد وعدتكم ان اريكم سر النجاح ‪.‬‬

‫ثم وضع يده حول كتفى واشار الى بااخرى وقال ‪:‬‬

‫“ ها هو ‪.“ ...‬‬

‫الصمــت المخيــم فــى الغـــرفة كان بمثابــة زئيــر فــى اذنــى ‪ ...‬الوجـــوه المحدقـــة‬
‫ً‬
‫بـــدت كالضبــاب ‪ ...‬شــعرت اننــى سأسقـــط اا اننــى كنــت متأكـــدا اننـــى اقــف‬
‫ً‬
‫او حتــى اطفــو‪ ،‬اا اننــى كنــت متأكــدا ان قدمــاى كانتــا مزروعتــان بثبــات‬
‫علــى ارضيــة المســرح البســاطية ‪.‬‬

‫وانزلقــت صــورة الــى ذهنــى ‪ ...‬كانــت ناصعــة وواضحــة الشــمس ‪ ...‬كنــت انــا‬
‫فــى المقدمــة انظــر اليهمــا وكانــوا يقفــون يصفقــون ويهللــون ‪ ،‬اعطيتهــم‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شــيئا صنــع تغييــرا لهــم‪ ...‬شــيئا مكنهــم وقواهــم ‪ ...‬وكانــوا يــردون علــى‬
‫ويشــاركوننى ويقولــون لــى كــم ان ماقلتــه ومافعلتــه عنــى لهــم الكثيــر‪.‬‬

‫وظهــرت مــن بيــن الحشــد ســيدة بعينهــا كانــت تمســك بكلتــا يــدى فــى يديهــا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وتقــول «شــكرا لــك ‪ ،‬شــكرا جزيــا انــك اريتنــى حياتــى «‪ ...‬انــك اريتنــى‬
‫كيـــف اؤمـــن ‪ ...‬بنفســـى‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬البدايــــــــة‬

‫اختطفــت مــن فيلمــى بــذراع اعظــم مســوق شــبكى التــى مازالــت حــول كتفــى ‪،‬‬
‫وهــو يضغــط علــى بحــزم وحــب ‪ ...‬وقــف للخلــف ونظــر الــى وجهــى وعينــى‬
‫‪ ...‬انــت مميــز جـ ًد بالنســبة لنــا ‪ ...‬واان ارهــم النجــاح ‪ . ! ...‬ونــزل مــن علــى‬
‫المســرح ‪.‬‬

‫وفــى لحظــة وقــف كل الحضــور علــى اقدامهــم يصفقــون كنــت هنــاك تهليلــت‬
‫ً‬
‫وكان البعــض يصــرخ بإســمى ‪ ،‬كنــت مصدومــا ‪ ...‬اذكــر اننــى فــردت ذراعــى‬
‫ً‬
‫قليــاً وشــكرتهم وقلــت ‪ ...‬شــكرا جزيــا وانــا انظــر والغرفــة ممتلئــة ورأيتــه‬
‫ً‬

‫فــى اخــر الغرفــة وتاقــت اعيننــا وابتســامات التصفيــق المميــزة ‪.‬‬

‫رائع ‪. ...‬‬

‫‪202‬‬
‫الخاتمـــــة‬

‫‪203‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬الخــاتمـة‬

‫لــو كنــت مكانــك اان ‪ ،‬لــوددت ان اعــرف كيــف ســارت اامــور لــى بعــد ذلــك ‪،‬‬
‫ســارت بشــكل جيــد ‪ ،‬اعنــى بشــكل رائــع « علــى ااقــل بالنســبة لــى « ‪ ...‬تمامــاً‬

‫كمــا كنت اتوقــــع‪.‬‬

‫ليلة الخميس تلك ‪ ،‬قبل خمس سنوات كانت احدى الكثير من الليالى الرائعة‬
‫التــى اتعــد واتحصــى ‪ ،‬والتــى تســنى لــى فيهــا ان ارى النــاس مايحتاجونــه‬
‫ليصبحوا ناجحين ‪.‬‬

‫وهذا ما أفعله للعيش ‪.‬‬

‫تجارتــى فــى التســويق الشــبكى ازدهــرت منــذ ذلــك الوقــت ‪ ،‬وتطــورت لتكــون‬
‫ً‬
‫منظمــة عالميــة ‪ ...‬انــا حاليــا اعمــل علــى كتابــى الثالــث ‪ ...‬ااول والثانى كانا‬
‫ً‬
‫مــن اكثــر الكتــب مبيعــا فــى التجــارة ‪.‬‬

‫وبالرغــم مــن اننــى ااســتطيع احصــاء العــدد بدقــة اا اننــى متأكــد انــى فــى‬
‫طريقــى احــداث تغييــر فــى حيــاة الماييــن ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫حقا انها نغمة ‪ ...‬واعتبر نفسى رجا محظوظا ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫حققــت نجاحــا مذهــا فــى كل نواحــى حياتــى ‪ ...‬عاقاتــى ‪ ...‬وشــركائى ‪...‬‬
‫وخاصــة مــع عائلتــى واصدقائــى ‪ ...‬وهــم من اعظــم مصادر البهجة والمتعة‬
‫فــى حياتــى ‪ ...‬انــا ثــرى ‪ ...‬مليونيــر فــى الحقيقــة ‪ ...‬عــدة مليونــات حتــى‬
‫اان ‪ ،‬زرت اليابــان والصيــن وروســيا ‪...‬والعديــد مــن المناطــق ااخــرى التــى‬
‫لــم احلــم بهــا ‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬الخــاتمـة‬

‫وعالــم ديزنــى ‪ ...‬اتذكــرون كــم كنــت اتــو اخــذ ابنائــى لــه ؟ اصبحنــا نذهــب‬
‫مرتيــن فــى الســنة باســتثناء انــه ليــس مــع كاثــى وااواد فقــط ‪ ،‬فكاثى وانا‬
‫نأخــذ ‪ 50‬طفــاً ممــن هــم جــزء مــن برنامــج بدأتــه فــى منظمتــى الشــبكية‬
‫لمســاعدة ااطفــال المضطهديــن فــى مدينتــى‪ ...‬ابنائــى لديهــم الفرصــة ان‬
‫يكونــوا الضيفيــن وهـــم يحبـــون عمـــل ذلــك باخــاص!‪.‬‬

‫وانا كذلك ‪...‬‬

‫قصة حياة سحرية ‪ ...‬لكن هل هى خالية من المشاكل فى ظنكم ؟‪.‬‬

‫بالطبــع ا ! ‪ ...‬واجهــت الكثيــر مــن المشــاكل ‪ ،‬وكلمــا كبــرت احامــى وانجازاتــى‬


‫ً‬
‫اكثــر كانــت الحواجــز تكبــر معهــا وتصبــح مثيــرة لاعجــاب ايضا ‪.‬‬

‫لكــن فــى الطريــق تعلمــت درســا حياتــى اعطانــى حريــة اكثــر من اى شــىء على‬
‫ً‬
‫ااطــاق وغيــر حياتــى تمامــا ‪ ،‬وهــو بكل بســاطة ‪.‬‬

‫نحن نظن ان المشاكل سيئة ‪.‬‬

‫وهــذا ليــس فقــط مانفكــر فيــه وهــو ليــس مجــرد احســاس يعترينــا او معرفــة‬
‫نظن انها الحقيقة بل هو اســلوب للحياة لبنى البشــر ‪ ،‬وفى العادة ماتكون‬
‫غيــر واعيــن لذلــك كعــدم وعــى الســمكة عــن المــاء الذى تســبح فيه المشــاكل‬
‫ســيئة ‪ ...‬وهــذا ماهــى عليــه ‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬الخــاتمـة‬

‫وهــذا مانحــن عليــه ‪ ...‬نولــد ‪ ...‬ونــأكل ونستنشــق الهــواء ‪ ...‬ونحــن نظــن ان‬
‫المشــاكل ســيئة ‪.‬‬

‫لكــن ‪ ...‬مــاذا ان لــم تكــن المشــاكل ســيئة او جيــدة ؟ مــاذا ان كانــت فحســب‬
‫؟ ومــاذا لــو ‪ ...‬بســبب ان المشــاكل مجــرد اشــياء تحــدث ‪ ...‬مــاذا ان كان‬
‫باســتطاعتنا نســيرها اى شــىء نريــده أى شــىء يخدمنــا ويقوينــا فــى ذلــك‬
‫الوقــت ؟ ‪.‬‬

‫ماذا لو فى كل مرة تحدث لنا فيها مشكلة نختار ان نستمتع ؟‪.‬‬

‫ً‬
‫وفــى لحظــة معينــة حينمــا كنــت متعبــا مــن كــون المشــاكل ســيئة قــررت ان‬
‫اجعلهــا كمــا وصفهــا ريتشــارد بــاك فــى كتابــه «ااوهــام « ايوجــد شــىء‬
‫اســمه مشــكلة بدون هدية تحملها لك فى يديها‪ ...‬انت تبحث عن المشــاكل‬
‫انــك تحتــاج الــى الهدايــا ‪.‬‬

‫اليــوم الــذى بــدأت ارى فيــه المشــاكل كهدايــا ‪ ،‬كان اليــوم الــذى تحولــت حياتــى‬
‫ً‬
‫الــى اعيــاد ميــاد مــن كثــرة الهدايــا ‪ 350‬يومــا فــى الســنة ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫فــى الواقــع ‪ ...‬اســتطيع ان امــأ كتابــا كامــا بــه كل الهدايــا الرائعــة التــى اتتنى‬
‫منــذ تلــك الليلــة الــت قــدر لــى ان التقــى فيهــا بأعظــم مســوق شــبكى فــى‬
‫العالــم ‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬الخــاتمـة‬

‫هل تتسائل ان كنت اشتريت منزله ام ا ‪.‬‬

‫نعم فعلت ‪...‬‬

‫قــد تتذكــر انــه كان لــدى رؤيــة بــأن اجلــس فــى غرفــة مكتبــه واتحدث مــع امرأة‬
‫شــابة كمــا فعــل معــى منــذ زمــن ‪ ...‬حصــل هــذا مــرات عــدة حتى اان ‪.‬‬

‫وان كنت تتسائل ان كنا نرى بعضنا البعض ؟‪.‬‬

‫“ نعم ‪ ...‬نفعل ذلك “‪.‬‬

‫ً‬
‫فكا عائلتنا اصبحوا قريبين جدا من بعض ‪.‬‬

‫انتقل هو وريتشــل فى مزرعة فى كاواى فى جزر هاواى قبل حوالى ســنتين‬


‫حيــث نقضــى عيــد الميــاد عندهــم كل ســنة ‪ ...‬بوبــى يــدرس فــى المانيــا‬
‫وربيــكا قــررت ان ا تذهــب الــى الكليــة لتــدرس ركــوب الخيــل فــى اســطبل‬
‫ـدا وحقــاً‬
‫فــى فريجينيــا ‪ ...‬كازوكــو تنتقــل بيــن نــارا وهــاواى والــكل ســعيد جـ ً‬

‫هــو كمــا توقعتمــوه ‪.‬‬

‫حيــن قــررت كتابــة هــذا الكتــاب كنــت آمــل ان احكــى هــذه القصــة كمــا حصلــت‬
‫واان اشــعر اننــى قــد فعلــت ذلــك ‪ ...‬لكــن مــازال لــدى ســؤال ‪.‬‬

‫ً‬
‫اتســائل ‪ ...‬هل انت مقتنع ‪ ...‬بعيدا عن اى شــك ‪ ،‬بالقوة الذهنية التى تمتلكها‬
‫لتغير عادات اعتقادك ؟‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬الخــاتمـة‬

‫ً‬
‫هــل تعلــم تمامــا عــن التأثيــر الجبــار الــذى قــد يصنعــه ذلــك فــى حياتــك ‪ ...‬وفــى‬
‫حيــاة عــدد ا نهائــى مــن النــاس الذيــن تعيــش معهــم وتلمــس حياتهــم ‪.‬‬

‫اتمنــى مــن كل قلبــى وعقلــى ان تجيــب بـــ « نعــم ‪ « ...‬اان او حتــى فــى وقــت‬
‫ً‬
‫قريــب‪ ...‬بأنــك حقــا فهمــت وادركــت القــوة ااســتثنائية والخافــة والحريــة‬
‫التــى تمتلكهــا لتعيــش بــأى طريقــة تختــار وتعتقــد انهــا ممكنــة ‪.‬‬

‫ً‬
‫اعلــم انــك قــد اتملــك القــدرة علــى ان تقضــى وقتــا مــع اعظــم مســوق شــبكى‬
‫فــى العالــم وابــأس فــى هــذا ‪ ...‬فلديــك هــذا الكثيــر واافضــل مــن هــذا كلــه‬
‫ان لديــك كل تلــك الكتــب الرائعــة وااشــرطة والســيدات والســادة الرائعيــن‬
‫والذيــن هــم خبــراء فــى ســر النجــاح ‪ ...‬هــذا وبصــدق هــم فــى كل مــكان‬
‫حولــك ‪ ...‬وحياتهــم مكرســة اعطــاء هــذا الســر للجميــع ‪ ...‬وهــم معلمــون‬
‫وموجهــون موجــودون فــى كل مــكان لمجــرد خدمتــك ‪ ...‬كل ماعليــك فعلــه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هــو ان تكــون جاهــزا وســيظهرون فــورا ‪.‬‬

‫ً‬
‫حينما يكون الطالب مستعدا قد يظهر المعلم ‪.‬‬

‫ومعلمى يظهر فى كل وقت اان ‪.‬‬

‫اشــكرك علــى قرائتــك كتابــى ‪ ...‬واان اود ان اطلعــك علــى ســر بســيط عــن‬
‫التعلــم والــذى خدمنــى بشــكل جيــد منــذ ان تعلمتــه اول مــرة ‪ ...‬الشــر ‪ ...‬هــذا‬
‫هــو الكتــاب ! ‪.‬‬

‫‪208‬‬
‫أعظم مسوق شبكى فى العالم‬ ‫الفصل الخامس عشر ‪ :‬الخــاتمـة‬

‫واان بعــد ان انتهيــت مــن قرائتــه اقــرأه مــرة اخــرى وثالثــة ‪ ...‬فقــد قــرأت انــا‬
‫كتــاب تدريــب ااطفــال ‪ 20‬مــرة علــى ااقــل منــذ ان رأيتــه فــى صبــاح ســبت‬
‫ذلــك اليــوم فــى منــزل اعظــم مســوق شــبكى فــى العالــم ‪ ...‬وفــى كل مــرة‬
‫كنــت اقــرأ فيهــا كنــت احصــل علــى فائــدة جديــدة‪.‬‬

‫حيــن تقــرأ الكتــاب مــرة اخــرى اســتخدمه ككشــاف ‪ ...‬هنــاك افــكار وتعابيــر‬
‫مبعثــرة بشــكل مرتــب فــى ارجــاء صفحاتــه والتــى ســتصطع بضــوء جديــد‬
‫علــى كنــوز مخبــأة اتعــد واتحصــى داخــل افــكارك انــت ‪ ...‬واحاسيســك‬
‫وخبراتــك وهــذا كمعلميــك الذيــن لــم يتجلــوا لــك بعــد ينتظــرك باســتعداد‬
‫لتكشــفه ‪.‬‬

‫وحينها اسأل نفسك ‪:‬‬

‫“ ما الشىء التالى بالنسبة لى “‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫شىء اخير ‪ ...‬ان قابلت شخصا فى تجارتنا يبدو كــ ‪ ...‬حسنا كأنه استكشاف‬
‫مــا ا يعلــم انــه ايعلــم ســلفه نســختك مــن كتابنــا هــذا الــى انتفعــل فيــه هــذا‬
‫قــد يكــون اليــوم التالــى فيــه حياته لافضــل ‪ ...‬لابد ‪.‬‬

‫ً‬
‫استمتع بحياتك ‪ ...‬وشكرا لك ‪.‬‬

‫ممتن لك ‪.‬‬

‫‪209‬‬

You might also like