Professional Documents
Culture Documents
العلاج-النفسي 1
العلاج-النفسي 1
ﻣﻘدﻣﺔ:
ﯾﺷﯾر ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل وﺗﻘﻧﯾﺎت ﻋﻠﻣﯾﺔ ذات أﺳﺎس ﺳﯾﻛوﻟوﺟﻲ ﻟﻌﻼج
اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﺧﺗﻼف ﻣﻧﺎﻫﺟﻬﺎ وﺧطواﺗﻬﺎ وﻣﺳﺗﻌﻣﻼﺗﻬﺎ ﻓﺈن ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ
اﻟﺳﻠوك ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻟﻠﻔرد ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻬﺗم ﺑﺑﯾﺋﺔ اﻟﻔرد وﻣﺣﯾطﻪ ،وأﺧرى ﺗوﻟﻲ
اﻫﺗﻣﺎﻣﺎ أﻛﺛر ﺑﺎﻻﻧﻔﻌﺎﻻت واﻟﻌواطف ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻬدف ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻘدﯾم ﯾد اﻟﻌون ﻟﻸﻓراد اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن
ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﺗﺣﺳﯾن ظروﻓﻬم وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬم وﻗدراﺗﻬم وطﻣوﺣﻬم،
وﻛذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺷﺟﯾﻊ وﺗدﻋﯾم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟﻣﺗﻌﺎﻟﺞ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن ﻫذﯾن اﻟطرﻓﯾن ﻣﻣﺎ
ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬذا اﻷﺧﯾر ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﯾر ﺑﺣرﯾﺔ واطﻣﺋﻧﺎن ﻋن ﻣﻛﻧوﻧﺎﺗﻪ ﻣن ﻣﺷﺎﻋر وﻋواطف وﺧﺑرات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ دون ﺧوف
ﻓﻲ ﺟو ﯾﺳودﻩ اﻟﺗﻔﻬم واﻟﺗﻌﺎطف وﻛﺗﻣﺎن اﻷﺳرار ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗﻌﺎﻟﺞ ،ﻓﯾﺳﺎﻋد ﺑدورﻩ ﻣﺗﻌﺎﻟﺟﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ وﺳﺎﺋل
وﻛﻣﺎ ﻧﻌﻠم ﻓﺈن أﺳﺎﻟﯾب وﻧظم اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺗﺧﺗﻠف وﺗﺗﻌدد ﺑﺗﻌدد اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﺗﻔﺳﯾرات
ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻋدﯾدة ﻟﻌدم اﻟﺳواء واﻻﺿطراﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ أو اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺳﻠوك اﻟﺳوي أو
ﻏﯾر اﻟﺳوي ،وﻗد وﺻف ﻫﺎرب ﺳﻧﺔ 1959ﺳﺗﺔ وﺛﻼﺛون ﻧظﺎﻣﺎ ﻋﻼﺟﯾﺎ ﻧﻔﺳﯾﺎ ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻷﺧر
واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺣظﻰ أي ﻧظﺎم ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺈﺟﻣﺎع أو ﺑﺎﺗﻔﺎق ﻛل اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﯾن ﻋﻠﯾﻪ ،وﻗد ﻗدر ﺑوﺗﻠر ﺳﻧﺔ 1979ﻋدد
أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺑﺄﻛﺛر ﻣن ﻣﺋﺔ وﺛﻼﺛون طرﯾﻘﺔ وأﺳﻠوب ﻣﺧﺗﻠف ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﻪ روادﻩ وﻣﻣﺎرﺳوﻩ ،ﻛﻣﺎ
وﺻﻧف ﺑوﺗﻠر ﻫذا اﻟﻌدد اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺧﻣﺳﺔ ﻓﺋﺎت وﻫﻲ ) ﺻﻔوت ،2008 ،ص ص:(266-264
-1ﻓﺋﺔ اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﻣﻌرﻓﻲ :ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﺧل اﻟﻠﻔظﻲ ﻛﺎﻟﻌﻼج
اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ -اﻟوﺟداﻧﻲ.
7 http://virtuelcampus.univ-msila.dz/facshs/?p=2474 اﻷﺳﺗﺎذة ﻗﻧون ﺧﻣﯾﺳﺔ
ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﯿﺎدي اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ
-2ﻓﺋﺔ أﺳﺎﻟﯾب اﻻﺳﺗﺑﺻﺎر اﻟﻣﻌرﻓﻲ :واﻟﺗﻲ ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣرﯾض اﺳﺗﺑﺻﺎ ار ﺑﻣرﺿﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎ رﻩ ﻧﺎﺗﺟﺎ
ﻋن ﺗﺄﺛﯾرات أﺣداث ﻣﺎﺿﯾﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ظﻬور أﻋراﺿﻪ ،وﯾؤدي ﻫذا اﻻﺳﺗﺑﺻﺎر إﻟﻰ إدراك اﻟﻣرﯾض
-3ﻓﺋﺔ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ :ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻧظرﯾﺔ اﻻﺷﺗراط اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ وﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠم و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن
اﺳﺗﺧدام اﻟﺗﺧﯾل ﻟﻺﻋداد ﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﻠوك ﻛﺎﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾن اﻟﺗدرﯾﺟﻲ واﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﻐﻣر.
-4ﻓﺋﺔ أﺳﺎﻟﯾب ﺗﻌدﯾل اﻟﺳﻠوك :ﺗﺷﯾر إﻟﻰ إﺟراءات اﻟﺗدرﯾب اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم دون اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟوﺳﯾطﺔ،
واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺣﻘﺎﺋق اﻻﺷﺗراط اﻹﺟراﺋﻲ وأﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻌزﯾز ﻛﺎﻟﺗدرﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻬﺎرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
-5ﻓﺋﺔ اﻻﺳﺗﺑﺻﺎر اﻟوﺟداﻧﻲ :ﺗﺷﻣل ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ اﻹدراك اﻟﻣﺗﻧﺎﻣﻲ ﻟﺗﺄﺛﯾر
اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻣرﯾض وأداﺋﻪ وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻬﺎ اﻟﻌﻼج اﻟﺟﺷطﺎﻟﺗﻲ.
ﻏﯾر أﻧﻪ ﺑﻌد اﻗل ﻣن ﻋﺷرﯾن ﻋﺎﻣﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف ﻗﻔز اﻟرﻗم إﻟﻰ 250طرﯾﻘﺔ ﻋﻼﺟﯾﺔ وذﻟك ﺳﻧﺔ
،1995وﻫذﻩ ظﺎﻫرة ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﺧﺻوﺑﺔ ﺷدﯾدة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل وﺗطور ﻓﻲ ﺗوﺟﻬﺎت ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﻼﺟﻲ،
وﻣﻊ ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﯾﺟب اﻹﻗرار ﺑﺄﻧﻪ ﺗوﺟد ﺧﻠف ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻣرﺿﻲ واﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺣﻘﺎﺋق
ﻛﺛﯾرة ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾؤﻛد ﺗﻌدد اﻷﺳﺎﻟﯾب واﻟطرق اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﺑﺗﻌدد اﻟﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ وﺑﻬذا ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻣﻬﺗﻣﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ :اﻟﻌﻼج
ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ،اﻟﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ اﻟﻣﻌرﻓﻲ ،وﻗﺑل اﻟﺗطرق ﻟﻬذﻩ اﻟﻌﻼﺟﺎت ﺳﻧﺗﻌرض أوﻻ
ﻟﻘد ﺷﻬد اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﺑر اﻟﻌﺻور اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗطورات ،ﺑﺣﯾث ﺗﻌددت أﺳﺎﻟﯾﺑﻪ واﺧﺗﻠﻔت
ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﺗوﺟﻬﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﺎﻫﺎ اﻟﺑﺎﺣﺛون واﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل وﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﺳﻧذﻛر أﻫم ﻫذﻩ
اﻟﺗطورات:
ﻟﻘد ﺑﯾﻧت اﻟدراﺳﺎت إرﺟﺎع اﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﻘﻠﯾﺔ إﻟﻰ ﻗوى ﻓوق اﻟطﺑﯾﻌﺔ ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﺳﺎﺋدا ﻟدى
اﻟﻣﺻرﯾﯾن اﻟﻘداﻣﻰ أن اﻷﻣراض ﺗﻧﺷﺄ ﻣن ﻏﺿب اﻵﻟﻬﺔ أو ﻣن ﺗﺄﺛﯾر أرواح اﻟﻣوﺗﻰ وﺗﻘﻣﺻﻬﺎ ﻟﺟﺳد
اﻟﻣرﯾض واﻣﺗﻼﻛﻪ ،وﻫﻧﺎ ﯾﺄﺗﻲ دور اﻟطﻼﺳم واﻟﺳﺣر ﻟطرد ﻫذﻩ اﻷرواح واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ واﺳﺗﻌﻣﻠت اﻟﺗﻌﺎوﯾذ
واﻟرﻗﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻋﻧد اﻟﻌرب ﻓﻘد وﺟدت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗوﺳﻼت واﻟﺗﺿرﻋﺎت اﻟﻛﺛﯾرة إﻟﻰ اﻵﻟﻬﺔ ﺑﻘﺻد اﻟﺣﺻول
ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺣﺔ واﻟﻌﺎﻓﯾﺔ واﻟﺷﻔﺎء ﻣن اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﻧزﻟت ﺑﺎﻟﻣﺗوﺳﻠﯾن ،ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﻋﻼﻗﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻛﻬﺎﻧﺔ
اﻟﺟﺎﻫﻠﯾﺔ واﻟطب ،ﻓﺎﻟﺳﺣرة واﻟﻛﻬﻧﺔ ﻣﺎرﺳوا اﻟطب وﻋﺎﻟﺟوا اﻟﻣرﺿﻰ ﻋن طرﯾق اﻟﺳﺣر و اﻟدﻋﺎء وﻛﺎﻧت اﺑرز
وﺳﺎﺋل اﻟﻌﻼج ﻋﻧد اﻟﻌرب أﺛﻧﺎء اﻟﺟﺎﻫﻠﯾﺔ اﻟﻛﻲ ﺑﺎﻟﻧﺎر ،ﻻﻋﺗﻘﺎدﻫم ﻛﻐﯾرﻫم ﻣن اﻷﻣم اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أن ﺳﺑب
اﻷﻣراض اﻟﺗﻲ ﺗﺻﯾب اﻹﻧﺳﺎن ﻋﺑﺎرة ﻋن أرواح ﺷرﯾرة وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻣﺷﻌوذﯾن واﻟﺳﺣرة واﻟرﻗﺎة ﻫم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن
ﻋن ﺷﻔﺎء اﻟﻣرﺿﻰ ﻣن ﺷرورﻫم ،ﻫذا وﻛﺎن اﻟﺟﻧون ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﺑل وﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟوﺳطﻰ
ظﺎﻫرة ﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ دﻧﯾوﯾﺔ ﺗﻘﺗرن ﺑﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺷذوذ واﻻﻧﺣراف ﺗﺳﺗوﺟب ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ إﺟراءات
اﻣن ﺿدﻫم ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣرﺿﻰ اﻟﻔ ﻌﻠﯾﯾن إﻣﺎ ﺑﺎﻹﻗﺻﺎء أو اﻟﺣﺑس أو ﺗﺣدﯾد اﻹﻗﺎﻣﺔ ،وﻏﯾر ذﻟك
ﻛﻣﺎ واﻧﺗﺷرت ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟوﺳطﻰ ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﻓﻛرة طرد اﻟﺷﯾطﺎن ،ﻫذا وارﺗﺑط ﺑﻬﺎ ظﻬور اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ،
واﻋﺗﺑروا أن ﺷﻔﺎء اﻟﻣرﺿﻰ ﯾﻛون ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ اﺗﺑﻌﻬﺎ اﻟﻣﺳﯾﺢ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﻼم واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻟﻣﺑﺎدئ
اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺳﺗوﻓﻲ ﺷرطﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ :إﯾﻣﺎن اﻟﻣرﯾض )اﻟداﻓﻌﯾﺔ( ،وﻗوة ﻧﻔس اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ
وﻛﺎن اﻻﻋﺗﻘﺎد اﻟﺳﺎﺋد آﻧذاك أن اﻟﺷﯾﺎطﯾن واﻷرواح اﻟﺷرﯾرة ﺗﺳﻛن أﺟﺳﺎم اﻟﻧﺎس وﺗﺳﺑب ﻟﻬم اﻟﺻرع واﻟﺟﻧون،
ﻋرﻓت اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻧﻣطﯾن ﻣن اﻟﻌﻼج ﻫﻣﺎ اﻟطب اﻟﻧﺑوي واﻟطب اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﺄﻣﺎ اﻟطب اﻟﻧﺑوي ﻓﻬو
ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺣﺎدﯾث اﻟﺷرﯾﻔﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣرﺿﻰ واﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ وﺻﻔﺎت ﻟﻌﻼج ﺑﻌض اﻟﻌﻠل واﻷﻣراض،
واﻟرﺳول ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﻫو اﻟﻘﺎﺋل أﻧﺗم أﻋﻠم ﺑﺄﻣور دﻧﯾﺎﻛم ،وﺑﻬذا أﺷﺎر إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺧﺗص
ﺑﻣﻬﻧﺔ اﻟطب ،وﺗﻧﺎول اﻟطب اﻟﻧﺑوي اﻟﺻرع واﻟﺟﻧون ،ﻓﻛﺎن اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﯾﻌﺎﻟﺞ اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن
أﻣﺎ اﻟطب اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﯾرﺟﻌﻪ ﻓﻲ ﻗﯾﻣﻪ وﺗﻌﺎﻟﯾﻣﻪ وأﺻوﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﻣﻌﺗﻘدات اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن
اﻟﻘرآن واﻟﺳﻧﺔ.
إن ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣرﺿﻰ ﻣن طرف اﻟﻌرب أﺛﻧﺎء اﻹﺳﻼم اﺧﺗﻠﻔت ﻛﺛﯾ ار ﻋن ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻬم ﻣن طرف اﻟﻐرب وذﻟك
-1أن اﻟﻌﻘﯾدة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺗﻧﻬﻰ ﻋن ﻗﺗل اﻟﻧﻔس اﻟﺗﻲ ﺣرم اﷲ ﻗﺗﻠﻬﺎ إﻻ ﺑﺎﻟﺣق ،وﻛذا اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ
ﻟﻶﺧرﯾن.
-2ﺗﺄﺛر اﻷطﺑﺎء اﻟﻌرب ﺑرواد اﻟﯾوﻧﺎن ﻓﻲ اﻟطب ﻣن أﻣﺛﺎل أﺑﻘراط وﺟﺎﻟﯾﻧوس ،وﯾﺑدو ذﻟك واﺿﺣﺎ ﻓﻲ ﻓﻠﺳﻔﺔ
اﺑن ﺳﯾﻧﺎ.
-3اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺧﻠﻔﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن واﻟﺣﻛﺎم اﻟﻌرب ﺑﺎﻟﻌﻣران ،وﯾدﺧل ﻓﻲ ذﻟك اﻫﺗﻣﺎﻣﻬم ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت ،وﻟﻌل
أ -ﻟﻠﻣرﯾض ﺣق ﻓﻲ اﻟﻌﯾﺎدة ،ﺣﯾث ﺷدد اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﯾﻪ وﺳﻠم ﺑﻘوﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث اﻟﻘدﺳﻲ ":إن اﷲ
ﻋز وﺟل ﯾﻘول ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ :ﯾﺎ اﺑن آدم ﻣرﺿت ﻓﻠم ﺗﻌدﻧﻲ ،ﻗﺎل ﯾﺎ رب ﻛﯾف أﻋودك وأﻧت رب
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن؟ ﻗﺎل :أﻣﺎ ﻋﻠﻣت أن ﻋﺑدي ﻓﻼﻧﺎ ﻣرض ﻓﻠم ﺗﻌدﻩ ،أﻣﺎ ﻋﻠﻣت أﻧك ﻟو ﻋدﺗﻪ ﻟوﺟدﺗﻧﻲ ﻋﻧدﻩ".
ب-رﻛز اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺑﺔ اﻟﻧﻔس وﻋدم اﻟﯾﺄس واﻟﺿﻌف ،وﻟﻌل اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻣن أن ﺻﻼﺑﺔ اﻟﻧﻔس
ج -ﻣﻬﻣﺎ اﺷﺗدت اﻷزﻣﺎت اﻟﺻﺣﯾﺔ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻔرد أن ﯾﻔﻛر ﻓﻲ اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻪ ،ﺑل ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻪ أن
ﯾﺗﻣﻧﻰ اﻟﻣوت.
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺗﻘدم اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟذي ﺗم إﺑﺎن ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻣن ﺧﻼل اﺧﺗراع اﻟﻣﯾﻛروﺳﻛوب ،واﻛﺗﺷﺎف دورة
اﻟدم ،ودوران اﻷرض ﺣول ﻣﺣورﻫﺎ وﺗﺄﺳﯾس ﻋﻠم اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﯾد ﻧﯾوﺗن ،إﻻ أن اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ وﻋﻼﺟﻬﺎ
ظﻠت ﺑﻌﯾدة ﻋن ﻣﺟﺎل اﻟﺑﺣث واﻟدراﺳﺔ واﻻﺳﺗطﻼع ،وظل اﻟﻣرﺿﻰ ﺑﺄﻣراض ﻋﻘﻠﯾﺔ ﯾﻌﺎﻧون ﻣن اﻻﺿطﻬﺎد
واﻟﻘﺳوة.
ﻟﻛن ﻧﺟد اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟذﯾن ﺗﺣدوا ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ﻣﺛل ﺑﺎراﺳﯾﻠﯾوس اﻟذي ﻧﺎدى ﺑﺿرورة اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ
اﻟﻣرﺿﻰ اﻟﻌﻘﻠﯾﯾن وﻣﺎرس ﻋﻼﺟﺎ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﯾﺔ اﻟﺟﺳم ﻋرف ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﺑﺎﻟﺗﻧوﯾم اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﻲ ،واﻋﺗﻣد
ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻘﻣر واﻷﻓﻼك ﻓﻲ اﻹﻧﺳﺎن ،وﻗد ﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺗﻘدات اﻟﻣﯾﺛوﻟوﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺻرﻩ وﺑﯾن
اﻟطب)ﻣﺣﻣد،2008،ص.(49
ﻛذﻟك ﺟﻬود ﺟوﻫﺎن واﯾر 1588-1515واﻟذي ﻗﺎد ﺣﻣﻠﺔ ﺿد أﻋﻣﺎل اﻟﺷﻌوذة وﺗﻌذﯾب ﻣرﺿﻰ اﻟﻌﻘل،
وأﺻدر ﻛﺗﺎﺑﺎ ﺷرح ﻓﯾﻪ أﺳﺎﻟﯾب ﺗﻌذﯾب اﻟﻣرﺿﻰ ٕواﺣراﻗﻬم ،وﻛﺎن واﯾر أول طﺑﯾب ﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻷﻣراض
اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ،ﺣﯾث أن ﻟﻪ ﺧﺑرة واﺳﻌﺔ ﺗؤﻫﻠﻪ ﻷن ﯾﻛون ﻣؤﺳس ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻣرﺿﻲ اﻟﺣدﯾث ،وﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣس
إﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻲ ﺳﺎﻋدﻩ ﻋﻠﻰ وﺻف أﻣراض ﻛﺛﯾرة ،ﻛذﻫﺎن اﻟﺗﺳﻣم وذﻫﺎن اﻟﺷﯾﺧوﺧﺔ واﻟﺻرع واﻟﺑﺎراﻧوﯾﺎ واﻻﻛﺗﺋﺎب،
وأدرك أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟﻣرﯾض ،وأﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺣص واﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ
)ﺳﺎﻣﻲ،2001،ص ص.(53-52
وﺣﺗﻰ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ﻟم ﯾﻛن اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻗد ظﻬر ﺑﺷﻛل اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻣﻘﺑول ،ﻓﻣﻊ ﺑدء
ﻋﺻر اﻟﻧﻬﺿﺔ ﺑدأت ﺗظﻬر اﻟﻘواﻋد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠم اﻟﺣدﯾث واﻟﻣﺑﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﻼﺣظﺔ واﻟﺗﺟرﺑﺔ
واﻟﻘﯾﺎس ،وﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﻋﺎم 1975ﻗد ﺷﻬد اﻟﺑداﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻣوﻟد ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻛﻌﻠم ﻣﻧﻔﺻل ﻋن اﻟﻌﻠوم
اﻟدﯾﻧﯾﺔ ،ﻓﻘد ﻗﺎم اﻟطﺑﯾب أﻧطوان ﻣﺳﻣر أﺣد رواد ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﻧوﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ﺑﺗﺣدي اﺣد أﺷﻬر
اﻟﻛﻬﻧﺔ اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن اﻟﻣﺷﻬورﯾن ﺑﺎﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﺑدأ ﺑ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻋﻼﺟﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻧوﯾم اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﻲ ﺑﻧﺗﺎﺋﺞ
اﻟﻛﺎﻫن واﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻋﻠﻰ طرح اﻷرواح واﻟﺗﻌﺎوﯾذ ،وأﺛﺑت أن ﻧﺗﺎﺋﺟﻪ أﻓﺿل ﺑﻛﺛﯾر ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻫذا اﻟﻛﺎﻫن ،إذ ﻛﺎن
ﯾدﻋو إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرض وﻋدم اﻟﻘﺑول ﺑﻣﺑدأ اﻟﺧراﻓﺎت واﻟﻣوروﺛﺎت اﻟﻌﻣﯾﺎء ،وﻛﺎن
ﻟدﯾﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إﻋطﺎء أﺳﺑﺎب ﻋﻘﻠﯾﺔ وﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻟﻠﻣرض اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﻣﻊ اﻧﻪ أﻗﺎم دﻋﺎﺋم اﻟﺗﻧوﯾم
اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﻲ ودﻓﻊ ﺑﻪ ﺑﻌﯾدا ﻋن ﻣﻬﻧﺔ طﺎردي اﻷرواح ورﺟﺎل اﻟدﯾن ،إﻻ اﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻔرط اﻟﺣﻣﺎس ،وﺗﺻور اﻧﻪ
ﺣرﻛﺔ ﻛﻠﯾﻔورد ﺑﯾرز :واﻟذي ﻛﺎن طﺎﻟﺑﺎ ﻓﻲ ﻛﻠﯾﺔ اﻟطب ،ﺛم أﺻﯾب ﺑﻣرض ﻋﻘﻠﻲ)ﺟواز اﻻﻧﺗﺣﺎر( ﺣﯾث
دﺧل إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ وﻣر ﺑطرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﻌﻼج واﻟﺳﺎﺋدة آﻧذاك ،ﻓﻛﺗب ذﻛرﯾﺎﺗﻪ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﻓﻲ ﻛﺗﺎب
-1اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر اﻻﻋﺗﻘﺎد اﻟﺳﺎﺋد ﺑﺄن اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻋﻼﺟﻬﺎ.
-2اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻛﺗﺷﺎف اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﻓﻲ ﻣراﺣﻠﻬﺎ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺑل أن ﺗﺻﺑﺢ ﻣﺳﺗﻌﺻﯾﺔ.
-3ﺗﺣﺳﯾن اﻟظروف اﻟﻣوﺟودة ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ وﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣرﺿﻰ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ وﻗد ﺳﺎﻋد ﻧﻣو اﻟﻌﻠوم ﻓﻲ أواﺋل
اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﺷرﯾﺢ واﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﺎ واﻷﻋﺻﺎب واﻟﻛﯾﻣﯾﺎء واﻟطب اﻟﻌﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺷف
ﻋن اﻟﺟواﻧب اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرض واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑب اﻷﻋراض اﻟﺟﺳﻣﯾﺔ ،وﻗﺎدت ﺗﻠك اﻷﺑﺣﺎث إﻟﻰ إظﻬﺎر
ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻲ ﻣﺛﻠﻪ ﻣﺛل أي ﻣرض آﺧر ﻟﻪ اﻟﺑﺎﺛﯾوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺦ ،وﻗد ﺗﺄﻛد ذﻟك اﻻﺗﺟﺎﻩ
ﻋﻠﻰ ﯾد ﻓون ﻫﺎﻟﻠر 1777-1708ﻓﻲ أﺑﺣﺎﺛﻪ ﺣول أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣﺦ ﻓﻲ اﻟوظﺎﺋف اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وأن اﻷﻣراض
ﺛم ﺟﺎء ﻛرﯾﺑﻠن 1926-1856ﻟﯾﻘدم ﺗﺻﻧﯾﻔﺎ ووﺻﻔﺎ ﻟﻠﻣرض اﻟﻌﻘﻠﻲ ،وﺣدد أﺳﺑﺎﺑﻪ وأﻋراﺿﻪ وﻋﻼﺟﻪ
وﻣﺂﻟﻪ ،ووﺻف أﻋراﺿﺎ أﻫﻣﻬﺎ ذﻫﺎن اﻟﻬوس واﻻﻛﺗﺋﺎب واﻟﻔﺻﺎم ،وأدﺧل ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﻲ ،وأﺑرز
أﻫﻣﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وأﻗﺎم ﻣﻌﻬد ﻟﻠﺑﺣوث ﺑﻪ ﻗﺳم ﺧﺎص ﻟﻌﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺗﺟرﯾﺑﻲ واﻟﻣرﺿﻲ،
وﯾﻌﺗﺑرﻩ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣؤرﺧﯾن ﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ " أﺑو اﻟطب اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺣدﯾث" .
وﻗد ازدﻫر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة أﯾﺿﺎ ﻋﻠم اﻷﻋﺻﺎب ﺣﯾث ﺗم اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺟواﻧب اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ وأﺛرﻫﺎ ﻓﻲ إﺣداث
اﻟﻣرض اﻟﻌﺻﺑﻲ ،وﻟذا ﻓﺈن اﻟﻔﺣص واﻟﺗﺷﺧﯾص واﻟﻌﻼج ﻗد أﺻﺑﺣوا أﻛﺛر دﻗﺔ ،وﺑذﻟك اﻧﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل
وﺗراﻛﻣت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول طﺑﯾﻌﺔ وﻋﻼج اﻷﻣراض اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻌﺻﺑﯾﺔ)ﻣﺣﻣد،2008،ص ص-50
. (51
ﻛذﻟك ﺟﻬود ﺷﺎرﻛو 1893-1825اﻟﺗﻲ أﺳﻬﻣت إﺳﻬﺎﻣﺎ واﺿﺣﺎ ﻓﻲ ﺗﻘدم اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﺣﯾث رﻛز
وﺣظﯾت دراﺳﺔ اﻟﻼﺷﻌور ﺑﺎﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﻎ ﺧﻼل أواﺧر اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ،واﻟﺗﻲ ﺑدأﻫﺎ ﺷﺎرﻛو ﻣن ﺧﻼل
دراﺳﺗﻪ ﻟﺣﺎﻻت اﻟﻬﺳﺗﯾرﯾﺎ وﻋﻼﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗﻧوﯾم اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﻲ ،واﻓﺗﺗﺢ ﺳﺟﻣوﻧد ﻓروﯾد 1939-1856اﻟﻘرن
اﻟﻌﺷرﯾن ﺑﻧظرﯾﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻼﺷﻌور وﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻧﻔﺳﻲ و ﻣﯾﻛﺎﻧﯾزﻣﺎت اﻟدﻓﺎع ،واﻟﻧﻣو اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻋﻧد
اﻹﻧﺳﺎن ،وﻛذا اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﺑدراﺳﺔ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺻدر ﻋن اﻹﻧﺳﺎن ﻣن ﺧﻼل ﻣﺑدأ اﻟﺣﺗﻣﯾﺔ واﻟﻣﻌﻧﻰ واﻟدﻻﻟﺔ ﻛﺎﻟﻬﻔوات
واﻟﻌﻼج ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﯾﻧﻬض ﻋﻠﻰ طرﯾﻘﺔ اﻟﺗداﻋﻲ اﻟﺣر واﻟﺗﻔرﯾﻎ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ وﺗﺣﻠﯾل
اﻷﺣﻼم وﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ واﻟﺗﺣوﯾل....اﻟﺦ ،واﻟﻌﻼج ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﯾﺳﺗﻐرق وﻗﺗﺎ وﺟﻬدا ،أي أﻧﻪ
أﺣد اﻷﺷﻛﺎل اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﻻ ﺗﺗﺎح إﻻ ﻟﻠﻣﯾﺳورﯾن ،واﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻣن اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻫو إﻋﺎدة
ﺗﻧظﯾم ﺑﻧﺎء اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﻫذا ﯾﺷﻣل زﯾﺎدة ﻣﺳﺎﺣﺔ اﻻﺳﺗﺑﺻﺎر أو اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﺷﺧﺻﻲ واﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻟﻧﺿﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﻫذﻩ اﻻﻧﺗﻘﺎدات – ﺣﯾث ﯾﺷﺗرط ﻣﺛﻼ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أن ﯾﻣر ﺑﺧﺑرة اﻟﺗﺣﻠﯾل
ﺛم ﺣدﺛت ﺣرﻛﺔ اﻧﺷﻘﺎق ﻋﻠﻰ ﻓروﯾد ﻣن ﺗﻼﻣذﺗﻪ وطرأت ﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﻰ ﻧظرﯾﺗﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻔروﯾدﯾﯾن
اﻟﺟدد ،ﺣﯾث أﺳس أﻟﻔرد ادﻟر 1937-1870ﻧظرﯾﺗﻪ اﻟﻣﻌروﻓﺔ ﺑﺎﺳم ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻔردي ،ﻓرﻛز ﻋﻠﻰ
اﻟﺻدﻣﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻟﻣؤﺛرات اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وأدﺧل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺟدﯾدة ﻣﺛل :أﺳﻠوب اﻟﺣﯾﺎة
وﻋﻘدة اﻟﻧﻘص ،واﻫﺗم ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻋﻘدة اﻟﻧﻘص وﺗﻌدﯾل أﺳﻠوب اﻟﺣﯾﺎة ﻣن ﺧﻼل اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ
ﺑﺎﻷﻧﻣﺎط اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟﺗرﺑوﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة راﻓﺿﺎ -ﻣﺛل ﻏﯾرﻩ اﻟﺣﺗﻣﯾﺔ اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺗم ﺑﻬﺎ ﻓروﯾد
ﻣﺻﯾر اﻹﻧﺳﺎن
وأﺳس ﻛﺎرل ﯾوﻧﻎ 1961-1870ﻣدرﺳﺔ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ ،وﻗدم ﻧظرﯾﺔ اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،واﻫﺗم ﺑﺎﻟدﯾن
واﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟروﺣﯾﺔ واﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﻌﻼج طرﯾﻘﺔ اﻟﺗداﻋﻲ اﻟﺣر وﺗداﻋﻲ اﻟﻛﻠﻣﺎت ،وأدﺧل اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﻣﺛل اﻟﻼﺷﻌور اﻟﺟﻣﻌﻲ واﻟﻧﻣﺎذج اﻷﺻﻠﯾﺔ ،واﻫﺗم ﺑﺎﻟدﯾن واﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟروﺣﯾﺔ ،وطور ﻫذﻩ اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ﻓﻲ
أﻣﺎ ﻛﺎرن ﻫورﻧﻲ 1952-1855ﻓﻘد اﻫﺗﻣت ﺑﺎﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﻌﺻﺎﺑﯾﺔ ،ورﻛزت ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
اﻟﺳﻠﯾﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼجٕ ،واﻋﺎدة ﺗرﺑﯾﺔ وﺗﻌﻠم اﻟﻔرد ﻛﯾف ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ﻛﺄﺣد اﻟﻣداﺧل اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻓﻲ
ﻫذا اﻟﺻدد.
وﻫﻛذا ﻧﺟد اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻔروﯾدﯾﯾن اﻟﺟدد اﻵﺧرﯾن أﻣﺛﺎل أﺗوراﻧك ،ﻫﺎري ﺳﺗﺎك وﺳوﻟﻔﯾﺎن ﻗد اﻫﺗﻣوا ﺑﺎﻟطﺑﯾﻌﺔ
ﺛم ﻧﺷطت ﺣرﻛﺔ اﻟﻘﯾﺎس اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﺣﯾث أﺻﺑﺣت اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻵن ﻣن أﻫم اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﯾﻠﺟﺄ إﻟﯾﻬﺎ
اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﺣﯾث ﺗﺳﺎﻋدﻩ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺷﺧﯾص وﺗﺣدﯾد ﺟواﻧب اﻻﺿط راب ﻟدى اﻟﺷﺧص اﻟﻣرﯾض.
ﻛذﻟك ﺳﺎﻫﻣت اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ظﻬور اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﺣوث اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ واﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ أدت
إﻟﻰ اﻛﺗﺷﺎف ﺑﻌض اﻟطرق اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ،ﻣﺛل ﻋﻼج ﻏﯾﺑوﺑﺔ اﻷﻧﺳوﻟﯾن ﻋﻠﻰ ﯾد ﺳﺎﻛﯾل أو ﻋﻼج اﻟرﺟﻔﺔ اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﯾد ﺳﯾرﻟﯾﺗﻲ وﺑﯾﻧﻲ وﺟراﺣﺔ اﻟﻔص اﻟﺟﺑﻬﻲ ،وﻧﻣﺎ ﻋﻠم اﻟطب اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻌﺻﺑﻲ ،وأﺻﺑﺣت اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯾﺎت
ﻛﻣﺎ ﺳﺎﻫﻣت اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻣو ﺗﯾﺎر اﻻﺧﺗﺑﺎرات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ ،وظﻬور أﻓﻛﺎر ﺟدﯾدة ،ﻣﺛل
اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ واﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻣﺧﺗﺻر ،واﻟﺗوﺟﯾﻪ واﻹرﺷﺎد اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﺗرﺑوي واﻟﻣﻬﻧﻲ...اﻟﺦ)ﻣﺣﻣد
ﺣﺳن ﻏﺎﻧم(.
إن اﻟﻣﻬﺗم ﺑﺎﻹطﻼع ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ﻣﻧﺎﻫﺞ وأﻧواع اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺳﯾﺟد أﻧواﻋﺎ ﻣﺗﻌددة وﻣﺧﺗﻠﻔﺔ :ﻛﺎﻟﺗﺣﻠﯾل
اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﻌﻼج اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ،اﻟﻌﻼج اﻟﺟﺷطﺎﻟﺗﻲ واﻟوﺟودي واﻟﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻌﻼﺟﺎت وﺳﻧﺣﺎول
ﺟدول رﻗم ) (01ﯾوﺿﺢ ﻣراﺣل اﻟﺗطورﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗدﺧل اﻟﻌﻼﺟﻲ ) أدﯾب(2015 ،
ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣرﺿﻰ اﻟﺗﻠف اﻟﻌﺿوي اﻟﻣﺻﺣوب ﺑﻔﻘد اﻟذاﻛرة ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻼم ﻓراﺗز 1905
إﺧﺿﺎع اﻟﻣرﺿﻰ اﻟﺳﯾﻛوﺑﺎﺗﯾﯾن ﻟﺗﻌﻠم اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺧﻼل اﻟﻣواﻗف ﺟﺎﻧﯾﻪ 1906
اﺳﺗﺧدام اﻟﻛﻼم ﻛﺄﺳﻠوب ﻹﺣداث اﻟﺗﻐﯾر اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟدى اﻟﻣرﺿﻰ دﯾﺑوا 1908
وﺿﻊ ﻗواﻋد اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻣﺗﻣرﻛز ﺣول اﻟﻌﻣﯾل ﻛﺎرل روﺟرز 1942
وﺿﻊ ﻗواﻋد ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺗدرﯾب ﺿﻣن اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﯾﻔن وﻣﺳﺎﻋدوﻩ 1948
اﺳﺗﺧدام ﻓﻌل اﻟﻣﻧﻌﻛس اﻟﺷرطﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ وﺗﻌزﯾز اﻟﻌﻼج ﺳﺎﻟﺗر 1950
ﺑﺎﻟﺗطﻣﯾن واﻟﺗوﻛﯾد
اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠم ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ و اﻟﻌﻼج دوﻻرد -ﻣﯾﻠﻠر 1951
اﻟﻧﻔﺳﻲ
ظﻬور اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻓق ﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﻲ اﻟﺗﺑﺎدﻟﻲ ﺑﯾرن 1964
ﯾﺣدد وﻟﺑرج wolbergﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻌﻼج ﻟﻼﺿطراﺑﺎت ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ
اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ،ﯾﺣﺎول ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺷﺧص اﻟﻔﺎﺣص أن ﯾﻘﯾم ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻬﻧﯾﺔ ﺑﻣرﯾﺿﻪ ﺑﻬدف اﺳﺗﺑﻌﺎد ،أو ﺗﻌدﯾل ،أو
ﺗﺄﺟﯾل ظﻬور اﻷﻋراض اﻟﻣرﺿﯾﺔ ﺑﻐﯾﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ إﺣداث ﻧﻣو اﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ ،وﯾرى روت ران أن
اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻫو اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺧطط اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻟﻧﻔﺳﺎﻧﻲ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻐﯾرات ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻔرد
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾرى ﺣﺎﻣد ﻋﺑد اﻟﺳﻼم زﻫران أن اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻫو اﻟﻌﻼج اﻟذي ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﯾﻪ اﻟطرق اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
ﻟﻌﻼج اﻟﻣﺷﻛﻼت أو اﻻﺿطراﺑﺎت ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣرﯾض وﺗؤﺛر ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﻪ ،وﻓﯾﻪ
ﯾﻘوم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ-وﻫو ﺷﺧص ﻣؤﻫل ﻋﻠﻣﯾﺎ و ﻓﻧﯾﺎ -ﺑﺎﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ اﻷﻋراض اﻟﻣرﺿﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة أو ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ،أو
ﺗﻌطﯾل أﺛرﻫﺎ ﻣﻊ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ ﺣل ﻣﺷﻛﻼﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﺗواﻓق ﻣﻊ ﺑﯾﺋﺗﻪ واﺳﺗﻐﻼل إﻣﻛﺎﻧﺎﺗﻪ ،وﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ
ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ ودﻓﻌﻬﺎ ﻓﻲ طرﯾق اﻟﻧﻣو اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺻﺣﻲ ﺑﺣﯾث ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻣرﯾض أﻛﺛر ﻧﺿﺟﺎ وأﻛﺛر ﻗدرة
ﯾﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أن اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻫو ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻟﻧﻔﺳﺎﻧﻲ واﻟذي ﯾﻛون
ﻣؤﻫﻼ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﻪ واﻟﻣرﯾض اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﺷﺎﻛل أو اﺿطراﺑﺎت ﻧﻔﺳﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻬدف)اﻟﻌﻼﻗﺔ( إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻋدة
وﻗدرﺗﻪ وﻣﺣﺎوﻟﺔ
ا ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎوز ﻣﺣﻧﺗﻪ واﻟوﺻول ﺑﻪ إﻟﻰ ﺑر اﻷﻣﺎن ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻐﻼل إﻣﻛﺎﻧﺎﺗﻪ
إﺣداث اﻟﺗواﻓق ﺑﯾﻧﻬﺎ وﺑﯾن طﺑﯾﻌﺔ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣرﯾض وطﻣوﺣﺎﺗﻪ واﻟواﻗﻊ اﻟذي ﯾﻌﯾﺷﻪ.
إن ﻣﺟﻣوع اﻟﺧطوات اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ اﻷﺧﺻﺎﺋﻲ اﻟﻧﻔﺳﺎﻧﻲ أو اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣرﯾض أو ﻣﺎ
ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻣﻔﺣوص ﻟﻠﺣد ﻣن ﻣﺷﺎﻛﻠﻪ أو اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣﻧﻬﺎ أو اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﺳﺑﺎب ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻟﺣد
ﻣﻧﻬﺎ ﺗﻌرف ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﺧطوات اﻟﻣﺗﺗﺎﺑﻌﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺗﺣﻘﯾق أﻫﺎدف ﻣﻌﯾﻧﺔ.
وﻓﻲ ﺿوء ﻫذا اﻟﺗﺻور ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺷﻣل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧطوات أو اﻟﻣراﺣل
اﻟﻣﺗﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻠﻛﻬﺎ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻣﻧذ ﺑدء إﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ وﺣﺗﻰ ﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أﻫداف اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ،
وﺑﻬذا ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻔﺎﻋل ﺷﺧﺻﻲ واﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻋﻼﻗﺔ ﻣواﺟﻬﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺑﯾن
اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟﻣﺗﻌﺎﻟﺞ أو أﻛﺛر ﻣن ﺷﺧﺻﯾن ،ﻓﻬﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧطوات اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻠﻛﻬﺎ ﻓرﯾق اﻟﻌﻼج
اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﻔﺣوص ﺑﻬدف اﺳﺗﺑﺻﺎرﻩ ﺑﻧﻔﺳﻪ وﺑﻣﺷﻛﻼﺗﻪ وﺗﻧﻣﯾﺔ ﻗدراﺗﻪ واﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﻣن
* اﻟﺗﺷﺧﯾص :وﯾﺷﻣل ﺗﺣدﯾد أﺳﺑﺎب اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻔﺎﻋل ﻫذﻩ اﻷﺳﺑﺎب وﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى ﺗطورﻫﺎ.
* اﻟﻌﻼج :ﺗﺣدﯾد أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ وﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ واﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ واﻟﺗﻘوﯾم ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻻﻗﺗراب ﻣن ﺗﺣﻘﯾق
أﻫداف اﻟﻌﻼج.
ﻫﻧﺎك ﻧﻣﺎذج ﻋدﯾدة ﻟﺑﯾﺎن ﺧطوات اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﯾﻠﻲ:
-1-2-2ﻧﻣوذج :Williamson
وﺿﻊ وﻟﯾﺎﻣﺳون ﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻣﺷﺗﻘﺔ ﻣن ﻣﻌطﯾﺎت ﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﻣﺎت واﻟﻌواﻣل وأطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ
-1اﻟﺗﺣﻠﯾل :وﯾﻌﻧﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣطﻠوب ﺟﻣﻌﻬﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺗم ﺟﻣﻌﻬﺎ ﻣن ﻣﺻﺎدر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺑطرق
ﻋدﯾدة.
-2اﻟﺗرﻛﯾب :ﺗﺗﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟﺧطوة ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﻣﻌرﻓﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﻬﺎ وﺗراﺑطﻬﺎ.
أﻋد ﻫذا اﻟﻧﻣوذج ﻛل ﻣن ﺑراﻣر وﺷووﺳﺗروم وأﺳﻣﯾﺎﻩ اﻟﻌﻼج اﻟﻣﺣﻘق ﻟﻠذات وﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺧطوات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-4اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ.
-5ﺗﺳﻬﯾل اﻟوﻋﻲ.
-1-3-2اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ :ﺗﻣﺛل ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻣﻛﺎﻧﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ﻓﻬﻲ ﺗﻔوق ﻛﺛﯾ ار طرﯾﻘﺔ اﻟﻣ ﻌﺎﻟﺟﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﻗد أﺷﺎر ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧﻔس اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن إﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ
* اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص ﻣن ﺣﯾث ﻫم أﻓراد واﻟﺑﻌد ﻋن ﺗﻘدﯾر اﻟﺗدﺧل وﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ
ﻋﻣل اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ.
* ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﺗﻧوع اﻟدواﻓﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗوﺟد وراء أﻋﻣﺎل اﻵﺧرﯾن.
* ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ.
* ﺷﻌور ﻋﻣﯾق ﺑﺎﻟﻘﯾم اﻷﺧﻼﻗﯾﺔ ،واﻫﺗﻣﺎم ﻋﻣﯾق ﺑﻌﻠم اﻟﻧﻔس واﻟﺟواﻧب اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ.
وﯾذﻛر رﺷدي ﻓﺎم أن ﻫﻧﺎك ﻋﺷر ﺧﺻﺎﺋص أﺳﺎﺳﯾﺔ ﯾﺟب أن ﺗﺗواﻓر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ وﻫﻲ :ﺣب
اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ،اﻟﺣس اﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻲ ،اﻟﻔطﻧﺔ إﻟﻰ ﺣﺗﻣﯾﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ،اﻟﺗواﺿﻊ ،اﻻﺳﺗﻣﺎع ﺑﺄذن ﺛﺎﻟﺛﺔ،
ﺗواﻓر اﻟذﻛﺎء اﻟﻣﺗﻘد ،اﻻﻧﺷﻐﺎل ﺑﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣرﯾض ،اﻻﺳﺗﻣﺎع اﻟﺟﯾد ،ﻗﻠﺔ اﻟﻛﻼم واﻻﻋﺗراف ﺑﺄي ﺧطﺄ ﯾﻘﻊ ،وﺗؤﻛد
اﻟدراﺳﺎت واﻟﺑﺣوث ﻋﻠﻰ ﺿرورة وأﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗدرﯾب ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻗﺑل ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ،وﯾﻠﻔت اﻟﺑﺎﺣﺛون
اﻟﻧظر إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟطﻣوح اﻟﻣﻬﻧﻲ واﻟﻣﯾل اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﻌﻣﻠﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﯾﻧظرون إﻟﯾﻪ ﻛﻌﺎﻟم ﻣﻣﺎرس،
ﻛﻣﺎ وﯾؤﻛدون ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ وأﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗدرﯾب اﻟﻣﺳﺗﻣر واﻛﺗﺳﺎب اﻟﺧﺑرة
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ)إﺟﻼل،2000،ص.(93
2-3-2اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ :ﯾﻠﻌب اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﺗﺟري ﻓﯾﻪ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ ،ﻓﻘد ﯾﺗوﻗف
ﻋﻠﻰ ﺧﺻﺎﺋص ﻫذا اﻟﻣﻛﺎن ﻣدى اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ وﺗﻌﺎوﻧﻬﺎ ،ﻟذا ﯾﻘﺗرح اﻟﻣﻌﺎﻟﺟون اﻟﻧﻔﺳﯾون ﻣواﺻﻔﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ
-ﺗواﺟد ﻣﻘﻌدﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﻘﻌدﯾن آﺧرﯾن ،وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﻔﺿل أن ﯾﻛون ﻣﻘﻌد اﻟﻌﻣﯾل
-اﻻﺣﺗواء ﻋﻠﻰ ،ﻣﻛﺗب ،إﺿﺎءة ﻫﺎدﺋﺔ ،ﺗﻬوﯾﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻷرﺟﺎء ﻏرﻓﺔ اﻟﻌﻼج.
-وﺟود ﺧزاﻧﺔ ﻟﺣﻔظ اﻟﻣﺳﺗﻧدات واﻟﻣﻠﻔﺎت ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﺑﻘﺎء ﻣﻠف اﻟﻣﺗﻌﺎﻟﺞ ﻣﻊ اﻷﺧﺻﺎﺋﻲ أﺛﻧﺎء
وﺟود آﺧر.
-3-3-2اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ :ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﺣﺟر اﻟزاوﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼج ﺑﺣﯾث ﯾﺣرص ﻛل
اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﯾن اﻟﻧﻔﺳﯾﯾن ﻋﻠﻰ أن ﺗﺑدأ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑداﯾﺔ ﺣﺳﻧﺔ ﻣﻧذ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻷوﻟﻰ وﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﻌﻼﻗﺔ
أوﻻ ،ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻬﻧﯾﺔ :أي ﻟﻬﺎ ﺣدود وﻟﯾﺳت ﻋﻼﻗﺔ ﺻداﻗﺔ ،ﻟذﻟك ﯾﺣرص اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺗوﺿﯾﺢ
ﺛﺎﻧﯾﺎ ،ﻋﻼﻗﺔ اﺣﺗرام ﻣوﺟب ﻣﺗﺑﺎدل وﻏﯾر ﻣﺷروط :ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺳودﻫﺎ اﻟﺛﻘﺔ واﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺷﺗرﻛﯾن ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳودﻫﺎ ﻧوع
ﺛﺎﻟﺛﺎ ،ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻔﺎﻋل واﺗﺻﺎل ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟﻣﺗﻌﺎﻟﺞ :ﯾﻣﻛن أن ﯾﺄﺧذ اﻟﺗﻔﺎﻋل واﻻﺗﺻﺎل أﺷ ﻛﺎﻻ ﻋدﯾدة ﺗﺷﻣل
اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻠﻔظﻲ واﻹﺷﺎرات واﻟﺗﻠﻣﯾﺣﺎت ،وﻗد ﯾﻛون رﻣزﯾﺎ ﻟﻪ ﻣﻌﺎن ﺿﻣﻧﯾﺔ ﯾﻔﻬﻣﻬﺎ ﻛل ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟﻣﺗﻌﺎﻟﺞ،
وﻟﻬذا ﯾﻬﺗم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺑﻣﺟرﯾﺎت اﻟﺗواﺻل ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻟﺞ ﻓﻬو أي اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﯾﺧﺗﺎر:
*ﻋﻧﺎﺻر ﯾﺗﺧطﺎﻫﺎ.
-4-3-2اﻟﺟﻠﺳﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ :ﻣن أﻫم ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺟﻠﺳﺎت اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ ﺗوﻓﯾر ﺟو ﻧﻔﺳﻲ وﺳﻠﯾم
ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
*اﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟﺔ.
* اﻻﺳﺗﻌداد ﻟﻠﻣﺳﺎﻋدة.
*ﺣﺳن اﻹﺻﻐﺎء.
اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻋﻼﺟﯾﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ،ﺷﺎﻣﻠﺔ ،طوﯾﻠﺔ اﻷﻣد ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ اﺳﺗﻛﺷﺎف اﻟﻣواد اﻟﻣﻛﺑوﺗﺔ ﻓﻲ
اﻟﻼﺷﻌور ﻣن أﺣداث وﺧﺑرات وذﻛرﯾﺎت ﻣؤﻟﻣﺔ ،ودواﻓﻊ ﻣﺗﺻﺎرﻋﺔ واﻧﻔﻌﺎﻻت ﺷدﯾدة ﺳﺑﺑت اﻟﻣرض اﻟﻧﻔﺳﻲ ﯾﺗم
اﺳﺗدراﺟﻬﺎ ﻣن ﻏﯾﺎﻫب اﻟﻼﺷﻌور إﻟﻰ ﺣﯾز اﻟﺷﻌور ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﻠﻔظﻲ اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ اﻟﺣر اﻟطﻠﯾق وﻣﺳﺎﻋدة
وﺗﻌﺗﻣد اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻔروﯾدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣﻔﺎﻫﯾم أﺳﺎﺳﯾﺔ ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻧظرة ﺧﺎﺻﺔ
اﺗﺟﺎﻩ ﻣراﺣل ﺗطور اﻟﻔرد اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﯾز ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺗﻣوﺿﻊ ﺧﺎص ﻟﻣرﻛز اﻟﻠذة ،وﯾﻌﺗﻣد ﺳﯾر اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻔروﯾدﯾﺔ
ﻋﻠﻰ ﻛﺷف ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻼﺷﻌور وﻋﻠﻰ اﻟﻛﺷف ﻋن ﺧﺑرات اﻟطﻔوﻟﺔ ،واﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟﻣﺗﻌﺎﻟﺞ أﺳﺎﺳﻪ
اﻟﺗﺧﺎطب وﻏرﺿﻪ اﻟوﺻول إﻟﻰ إﺣداث ﺗﻐﯾﯾر ﻋﻣﯾق ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎ ء اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﺗﻌﺎﻟﺞ وﯾﻌﺗﻣد ﻛل ﻣﺎ ﺳﺑق
ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗداﻋﻲ اﻟﺣر اﻟﺗﺣوﯾل وﻣواﺟﻬﺗﻪ واﻟﺗﻔﺳﯾر وﻣواﺟﻬﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟ ﻣﻔﺣوص أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ.
ﻫﻧﺎك ﻋدة ﻣﻔﺎﻫﯾم وﻓﻧﯾﺎت ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﯾﻠﻲ:
1-2-3اﻟﺗداﻋﻲ اﻟﺣر :ﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗداﻋﻲ اﻟﺣر اﻟﺧطوة اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﻓﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﯾﺗم
اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺧﺑرات اﻟﻣﻛﺑوﺗﺔ ﻓﻲ اﻟﻼﺷﻌور ﺣﯾث ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﻔﺣوص ﻗول أول ﻣﺎ ﯾﺧطر ﻓﻲ ذﻫﻧﻪ ﺑﺎﻟﺗﺳﻠﺳل
دون ﻗﯾد أو ﺷرط أو ﺗﻌﻠﯾق ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﺗدﺧل اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﺻﯾرورة ﺗﺳﻠل أﻓﻛﺎر اﻟﻣﻔﺣوص ،ﻓوظﯾﻔﺔ اﻟﺗداﻋﻲ
اﻟﺣر ﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﻔرﯾﻎ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ وﺳﺣب واﺳﺗرﺟﺎع اﻷﺣداث اﻟﻣﻛﺑوﺗﺔ ﻣن ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻼﺷﻌور إﻟﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﻐرض
ﺧﻼل اﻟﺗداﻋﻲ اﻟﺣر ﯾﺳﺗﻠﻘﻲ اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ أرﯾﻛﺔ ،ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ ﺷﺑﻪ ﻣﻌﺗﻣﺔ ،وﯾﺟﻠس اﻟﻣﺣﻠل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺧﻠف
اﻟﻣﻘﻌد ﺑﻌﯾدا ﻋن ﻣﺟﺎل رؤﯾﺔ اﻟﻣرﯾض ،وﺗﻛون وظﯾﻔﺗﻪ ﻫﻲ اﻻﺳﺗﻣﺎع ﺑﻌﻧﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣرﯾض وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓﻬم ﻣﺎ ﯾﻘﺎل،
واﺧﺗﯾﺎر اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﺗﻔﺳﯾر ،وﻣﻊ أن ﻣﺎ ﯾﻘدﻣﻪ اﻟﻣرﯾض ﻗد ﻻ ﯾﺑدو ﻣﺗراﺑطﺎ ،إﻻ أن ﻫذﻩ اﻟﺗراﺑطﺎت
ﻣﺣﻛوﻣﺔ ﺑﻘوى ﻻ ﺷﻌورﯾﺔ ﻣﺣددة وﻫﻲ )ﻋﺑد اﷲ ،2011 ،ص ص:(45-44
اﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻘوى ﯾﻣﻛن أن ﯾﺻﺑﺢ ﻣﻌﻘدا ﻟدرﺟﺔ ﻛﺑﯾ رة.
وﺑﻬذا ﻓﺈن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺎﺑل ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺣﻠل اﻟﺗداﻋﻲ اﻟﺣر ﻟﻠﻣرﯾض ﻫﻲ طرﯾﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻼﺳﺗﻣﺎع ﺗﺳﻣﻰ
)اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟﻌﺎﺋم( ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﯾﻧﺻت اﻟﻣﺣﻠل ﻟﺗداﻋﯾﺎت اﻟﻣرﯾض وﯾﻛون ﻣؤﻗﺗﺎ ،ﻣﺗﻣﺎﻫﯾﺎ ﻣﻊ وﺟداﻧﻪ
وأﻓﻛﺎرﻩ ،وﻫو ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﯾﻧﺗﺑﻪ إﻟﻰ ﺗداﻋﯾﺎﺗﻪ ﻫو ،واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺛﺎر ﻓﻲ ﻣﻌظﻣﻬﺎ ﻟﺗداﻋﯾﺎت اﻟﻣرﯾض ،أي أن
اﻟﻣﺣﻠل ﯾﻧﻔﺗﺢ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت ﻣرﯾﺿﻪ اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟوﺟداﻧﯾﺔ وﯾﻼﺣظﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ،ﻛﻣﺎ وﯾﺣﺗﻔظ اﻟﻣﺣﻠل
اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺑﺎﻧﺗﺑﺎﻩ ﻫﺎدئ دون اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوع ﻣﻌﯾن وﯾﺣذر ﻣن ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻧﻘد أو إﺳﻘﺎط ﻣﺷﺎﻋرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﯾض
وﺑﻬذا ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻠل اﻟﻧﻔﺳﻲ اﺳﺗﺧدام وﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗداﻋﻲ اﻟﺣر ﻋﻧد اﻟﻣرﯾض وﻧﺗﺎﺟﺎﺗﻬﺎ اﻟﻼواﻋﯾﺔ ﻛﺎﻷﺣﻼم ﻻﻛﺗﺷﺎف
اﻟدﯾﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻼواﻋﯾﺔ وﻣﺧﺗﻠف اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ اﺗﺧذﺗ ﻬﺎ طﯾﻠﺔ ﻣﺳﯾرة ﺣﯾﺎﺗﻪ )ﻓﯾﺻل ،2005 ،ص.(175
وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﺻﻌوﺑﺔ ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ أو اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻛﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻛف ﻷﻓﻛﺎر ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺧﺑرات اﻟﻣؤﻟﻣﺔ واﻟﺣﺳﺎﺳﺔ ،أو
اﻟﺟﻧس ،أو اﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻟﻌداﺋﯾﺔ ...اﻟﺦ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺳﺎﻋد إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﺗﺣرﯾر اﻟﻣرﯾض ﻣن ﺻراﻋﺎﺗﻪ
اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،وﻫﯾﻣﻧﺔ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻼﺷﻌورﯾﺔ ،وﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻹزاﻟﺔ اﻟﺷﺣﻧﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻧﺟﺎح ﻟﻠﺗﺧﻠص ﻣن اﻻﺿطراﺑﺎت ،ﻓﺎﻷﻣر ﻫﻧﺎ ﯾﺗطﻠب ﺗداﻋﯾﺎ ﺣ ار طﻠﯾﻘﺎ دون ﻗﯾود ﻋﻧدﺋذ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺞ
واﻟﻣرﯾض أن ﯾﺳﺗﻛﺷﻔﺎ اﻟﻌواﻣل اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ،واﻟﻼﺷﻌورﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻣن وراء ظﻬور اﻷﻋراض اﻟﻣرﺿﯾﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف
2-2-3اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ :ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﺳﻠوك اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣرﯾض ،ﻟذا ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أن ﯾﺣﺗﺎط ﻟﻠﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻋﺗﻣﺎدﻩ اﻟﺗﻔﺳﯾر واﻟذي ﯾﻘدم ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻟﺞ إﯾﺿﺎﺣﺎ ﻟﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺷﻛل
ﺻرﯾﺢ أو ﺿﻣﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻪ أﯾﺿﺎ اﻋﺗﻣﺎد اﻟﺗوﻗﯾت اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﺗﻔﺳﯾر وﻛذا اﺳﺗﺧدام اﻟﻠﻬﺟﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟدى
ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻔﺳﯾر وﯾﺟب أن ﻧﻌﻠم أن ﻛﻼ ﻣن اﻟﺗﺣوﯾل واﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻻ ﯾﻌﺗﺑران أﺳﺎﻟﯾب ﻟﻠﻌﻼج ﻟﻛن ﻣﻬﺎرة اﻟﻣﺣﻠل ﻓﻲ
إدراك وﺗﺳﻬﯾل وﺗﻔﺳﯾر ﻛﻼ ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﻌطﯾﻬﻣﺎ ﺷﻛل أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﻼج ) ﻋﺑد اﷲ ،2011 ،ص.(46
وﺗﺗﻣﺛل اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻼﻣﺎت واﻷﻋراض اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻟدى اﻟﻣﻔﺣوص واﻟﺗﻲ ﺗﻘف ﻋﺎﺋﻘﺎ
أﻣﺎم ظﻬور اﻟﻣﻛﺑوﺗﺎت إﻟﻰ ﺣﯾز اﻟﺷﻌور وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻋﺎﻗﺔ ﻋﻣل اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ وﺗﺑدو اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ ﻣظﺎﻫر ﻣﺗﻌددة
ﻛﺎﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻹﻓﺿﺎء ﺑﺄﯾﺔ أﻓﻛﺎر ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺞ ،اﻟﻛﻼم ﺑﺻوت ﻏﯾر ﻣﺳﻣوع ،اﻟﺑطء أو اﻟﺗوﻗف أﺛﻧﺎء اﻟﺗداﻋﻲ،
اﻻﺳﺗرﺳﺎل ﻓﻲ ﻣوﺿوع واﺣد دون ﻏﯾرﻩ ،ﺗوﺟﯾﻪ أﺳﺋﻠﺔ ﻏﯾر ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوﺿوع ﻟﺗﺣوﯾل ﻣﺳﺎر اﻟﺗداﻋﻲ،
اﻻﻧﺻراف ﻋن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ وﻋدم اﻹﺻﻐﺎ ء إﻟﯾﻪ ،اﻟﻠﺟﻠﺟﺔ ،زﻻت اﻟﻠﺳﺎن ،اﻟﻣﻠل وظﻬور ﻋﻼﻣﺎت اﻟﻘﻠق" ،اﻟﻣﯾل إﻟﻰ
اﻟﻧوم ،اﻟﻧﺳﯾﺎن اﻹﻧﻛﺎر ،اﻟﺗﺑرﯾر ،إﺛﺑﺎت أن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻣﺧطﺊ ،اﻟﺣﺿور ﻣﺗﺄﺧ ار إﻟﻰ ﺟﻠﺳﺎت اﻟﻌﻼج أو ﺗﻧﺎﺳﻲ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﺗدﺧل ﺑﺎﻟﺗﺷﺟﯾﻊ أو اﻹﯾﺣﺎء وﺳؤال اﻟﻣﻔﺣوص ﻋن ﻣوﺿوﻋﻪ ﻟﻠﻌودة إﻟﻰ اﻟﺗداﻋﻲ اﻟﺣر
وﺗوﺟﯾﻬﻪ إﻟﯾﻪ.
3-2-3اﻟﺗﺣوﯾل :ظﺎﻫرة ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣﻔﺣوص ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧﻘل ﻣﺷﺎﻋرﻩ واﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣﻊ
أﺷﺧﺎص ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﺑﻬم ﻛﺎﻟواﻟدﯾن ﻧﺣو اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻓﯾﺻﺑﺢ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣوﺿوع ذﻟك ﻛﻠﻪ وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺣوﯾل
ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر ﻓروﯾد اﻟﻣﯾدان اﻟذي ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺣرز ﻓﯾﻪ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﻧﺻر اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺷﻔﺎء
اﻟﻣﻔﺣوص ﻣن اﺿطراﺑﻪ ﺣﯾث ﯾﻛﺷف اﻟﺗﺣوﯾل ﻋن أﻋﻣﺎق اﻟﺗﺟﺎرب اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﻔﺣوص ﻓﻬو ﯾﺣﻲ وﯾﺣﯾﺎ
اﻟﺧﺑرات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أﯾن ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺞ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذا اﻟﻣوﻗف اﻟﻌﻼﺟﻲ ﺑﺎﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗط أر ﻋﻠﻰ
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻌﻼج ﺗﺣﻠﯾﻼ ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣوﯾل ﻣن اﺟل ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ ﻓﻬم أن ﻣﺷﺎﻋرﻩ ﻫذﻩ ﻻ
ﺗﺗﺳق ﻣﻊ ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗرﺗﺑط ﺑﻌﻼﻗﺗﻪ اﻟﻣﺑﻛ رة ﻣﻊ أﺑﯾﻪ ﻓﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗﺣوﯾل ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺻد ار ﻫﺎﻣﺎ
ﻟﻼﺳﺗﺑﺻﺎر ،وﻟﻛن ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أن ﯾﻘدم اﻟدﻋم واﻟﻔﻬم واﻟﺛﺑﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻔﺳﯾرات ،ﻫذا ﯾﺳﺎﻋد
اﻟﻣﻔﺣوص ﻋﻠﻰ ﻓﻬم أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻋر ﻣدﻣرة ﻟﻠﺣﯾﺎة ﺧﺎرج ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼج أو داﺧﻠﻪ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﻘﺑل اﻟﻔرد اﻟﺟﯾد
ﻟﻠﻌﻼج وﯾﻧﺿﺞ ﻓﻬﻣﻪ ﻟﻠﻧﻣو وﯾطور ﻧﻣﺎذج ﺳﻠوﻛﺎت ﻣﺗﻛﯾﻔﺔ ،ﻫذا وﺗﺳﻣﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﺑط ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻧﻔﺳﻪ
-4-2-3ﺗﻔﺳﯾر اﻷﺣﻼم :ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺣﻠﯾل اﻷﺣﻼم ﺣﺳب ﻓروﯾد" اﻟطرﯾق اﻟﺳﻠطﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﻼﺷﻌور" ،ﻓﻬو ﯾرى أﻧﻪ
ﯾوﺟد رﻗﯾب داﺧل اﻟﻌﻘل ﯾﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﻛﺑوﺗﺔ ﺧﺎرج اﻟوﻋﻲ اﻟﺷﻌوري ،وﻟﻛن ﻫذا اﻟرﻗﯾب ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون
أﻗل ﺣذ ار ﺧﻼل اﻟﻧوم ،وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻣﻛﺑوﺗﺔ ﻓﻲ اﻟﻼﺷﻌور ﺗﻛون أﻛﺛر اﺣﺗﻣﺎﻻ ﻷن ﺗظﻬر ﻓﻲ
اﻷﺣﻼم ﻣن ﺗﻔﻛﯾر اﻟﯾﻘظﺔ ،ورﻏم ذﻟك ﻓﺈن ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ﺗﺑزغ ﻓﻲ ﺻورة ﻣﺗﻧﻛرة ﺑﺳﺑب طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻏﯾر اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ،
29 http://virtuelcampus.univ-msila.dz/facshs/?p=2474 اﻷﺳﺗﺎذة ﻗﻧون ﺧﻣﯾﺳﺔ
ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﯿﺎدي اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ
ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﺗﺣول اﻷﻓﻛﺎر ﻋن طرﯾق ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻛﺛﯾف – أي ﻣزج اﻷﻓﻛﺎر ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻋدد ﺻﻐﯾر – أو
ﻋن طرﯾق ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻹزاﺣﺔ ) ﻧﻘل اﻻﻧﻔﻌﺎل ﻣن اﻟﻣوﺿوع اﻷﺻﻠﻲ إﻟﻰ ﻣوﺿوع آﺧر( ،وﻣن ﺑﯾن اﻷﻣﺛﻠﺔ
اﻟﻣﻌروﻓﺔ اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻓﺿل وﺟﻪ ﻟﻺزاﺣﺔ اﻟرﻣزﯾﺔ اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ﺣﻠم ﺷﺧص ﻣﺎ ﻋن رﻛوﺑﻪ ﻟﺣﺻﺎن أﻛﺛر ﻣن
ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺑﺗﻔﺳﯾر ﻣﺎ ﯾرد ﻟﻠ ﻣ ﻔﺣوص ﻓﻲ اﻷﺣﻼم ،ﻓﻬﻲ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ رﻣوز ٕواﺷﺎرات ﯾﺟب أن ﺗﻔﺳر
ﻻﺳﺗﺧراج دﻻﻻﺗﻬﺎ اﻟﺗﺷﺧﯾﺻﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ،وﯾذﻛر ﻓروﯾد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد أن اﻟﻣرﻛﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄﻟف ﻣﻧﻬﺎ اﻷﺣﻼم
ﺗﻛون رﻣزﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺎﻻت ﻣﺷﯾرا إﻟﻰ أن ﺗﻛوﯾن اﻷﺣﻼم ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣدث ﺑطرﯾﻘﺗﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺗﯾن ﻫﻣﺎ:
-1ﻗد ﯾﻛون أﺻﻠﻬﺎ أﺣد اﻟدواﻓﻊ أو اﻟرﻏﺑﺎت اﻟﻐرﯾزﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻋﺎدة ﻣﻛﺗوﺑﺔ وﻣﺧﺗزﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻼﺷﻌور واﻟﺗﻲ
ﺗﺣول اﻷوﺿﺎع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ دون ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻓﺗﺟد ﻗوة ﻛﺎﻓﯾﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻧوم ﺗﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻧﺎ
)اﻟرﻗﯾب( اﻟذي ﯾﻛون ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻧوم وﺗﻔﻠت ﻣﻧﻪ ﻓﺗﺷق طرﯾﻘﻬﺎ ﻣن اﻟﻼﺷﻌور إﻟﻰ اﻟﺷﻌور وﺗﻔﺻﺢ
-2ﻗد ﯾﻛون أﺻل اﻟﺣﻠم رﻏﺑﺔ ﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﻣن ﺣﯾﺎة اﻟﯾﻘظﺔ ،أي ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻣوﺟودة ﻗﺑل اﻟﺷﻌور ﺑﻛل
ﻣﺎ ﺗﺗﺿﻣﻧﻪ ﻣن اﻟدواﻓﻊ اﻟﻣﺗﺻﺎرﻋﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﻠﻘﻰ ﺗدﻋﯾﻣﺎ أﺛﻧﺎء اﻟﻧوم ﻣن أﺣد اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻼﺷﻌورﯾﺔ.
وﻟﻘد ﻣﯾز ﻓروﯾد ﺑﯾن اﻟﺣﻠم اﻟواﻗﻌﻲ ) اﻟذي أﺳﻣﺎﻩ اﻟﺣﻠم اﻟظﺎﻫر ( واﻷﻓﻛﺎر اﻟﻣﻛﺑوﺗﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ) اﻟﺗﻲ أﺳﻣﺎﻫﺎ
اﻟﺣﻠم اﻟﻛﺎﻣن( ،ﺑﺣﯾث ﯾﺗﺣول اﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻐﯾر اﻟﻣﻘﺑول ﻟﻠﺣﻠم اﻟﻛﺎﻣن إﻟﻰ ﻣﺣﺗوى أﻛﺛر ﻗﺑوﻻ واﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣﻠم
اﻟظﺎﻫر ،وﻟﻛن ﻟﻣﺎذا ﯾﺣﻠم اﻟﻧﺎس؟ ﻓطﺑﻘﺎ ﻟﻔروﯾد ﻓﺎن اﻟﻐرض اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻸﺣﻼم ﻫو ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﻏﺑﺔ ،أي ﻧﺣن
ﻧﺣﻠم ﻋن أﺷﯾﺎء ﻧرﯾد أن ﻧراﻫﺎ ﺗﺣدث ،وﺑﻬذا ﻓﺎن ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺣﻠم ﯾﻣﻛن أن ﯾﻔﯾد ﻓﻲ إدراك اﻟدواﻓﻊ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ
اﻻﺿطراب اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﺗﻌﺗﺑر اﻟرﻣزﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻠم ذات أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑرى ،ﻓﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل أن اﻻﻫﺗﻣﺎﻣﺎت اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟم
30 http://virtuelcampus.univ-msila.dz/facshs/?p=2474 اﻷﺳﺗﺎذة ﻗﻧون ﺧﻣﯾﺳﺔ
ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﯿﺎدي اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ
ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺑﺷﻛل رﻣزي أﻛﺛر ﻣﻧﻪ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ،وﻟﻘد وﺟد – ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل -أن
اﻟﻣرﺿﻰ اﻟذﯾن ﯾﺗوﻗﻊ أن ﺗﻛون ﻟدﯾﻬم ﺟراﺣﺔ ﻋظﻣﻰ ﯾﺣﻠﻣون ﺑﺷﻛل ﻧﻣطﻲ ﺑﺎﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻛﺑرى ﻏﯾر ﺛﺎﺑت أو
ﺑﺎﻟﺳﻘوط ﻣن ﺳﻠم طوﯾل أﻛﺛر ﻣن إﺟراء ﺟراﺣﺔ ،وﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻛرة رﻣوز اﻷﺣﻼم ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﻹﺧﻔﺎء أﻓﻛﺎر ﻏﯾر
ﻣرﻏوﺑﺔ ﻗد ﻛﺎﻧت ﻣوﺿﻊ ﺗﺣدي ،واﻗﺗرح ﻫول أن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﯾﻛون اﺑﺳط وأﻛﺛر واﻗﻌﯾﺔ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧﻛون ﻧﺎﺋﻣﯾن ﻋﻧﻪ
ﺣﯾﻧﻣﺎ ﻧﻛون ﯾﻘظﯾن ،وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧظور ﺗﻛون رﻣوز اﻷﺣﻼم ﺑﺑﺳﺎطﺔ طرﯾﻘﺔ اﺧﺗزال ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن أﻓﻛﺎر
-5-2-3اﻟﺗﻔﺳﯾر :ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﻔﺗﺎح ﯾﻘدﻣﻪ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻟﻠﻌدﯾد ﻣن أوﺟﻪ وﺟواﻧب اﻟﺳﻠوك واﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣرﯾض دون أن ﯾﻌﻲ اﻟﻣرﯾض اﻟﻣﻐزى واﻟﻬدف ﻣن ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﻬذﻩ اﻟﺳﻠوﻛﺎت ،وﻟﻛﻲ ﯾﺗم اﻟﺗﻔﺳﯾر ﺑﺻورة
ﻋﻠﻣﯾﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣس اﻟﻌﻼﺟﻲ واﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻲ أن ﯾﺟﯾب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت
)ﻣﺣﻣد،2008،ص:(96
أي اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﺳﺎؤﻻت :ﻣﺗﻰ وﻛﯾف وﻫﻧﺎك ﺗوﺟﯾﻬﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻘدم ﻓﻲ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﻣور
)ﻣﺣﻣد،2008،ص ص :(98-97
-1إن اﻟﺗوﻗﯾت اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﺗﻘﺑل اﻟﺗﻔﺳﯾر ) اﻟذي ﯾﻘدﻣﻪ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻟﻠﻣرﯾض( ﻫو إﺣﺳﺎس اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺑﺎﻗﺗراب
وﻋﻲ اﻟﻣرﯾض ﻣن أﻓﻛﺎرﻩ اﻟﻼﺷﻌورﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺻﺑﺢ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ ﻟﻸﻓﻛﺎر اﻟﺟدﯾدة وﻣﺗﺣﻣﺳﺎ
ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎن ذﻫن اﻟﻣرﯾض ﻏﯾر ﻣﺗﻘﺑل ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺗﻔﺳﯾرات ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراﻫن،
ﻓﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﺳﺗﺷﻌﺎر ذﻟك وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻘوم ﺑﺗﺄﺟﯾل ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻔﺳﯾرات ﻟوﻗت آﺧر ،ﻷن اﻟﻬدف ﻣن
ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻔﺳﯾر و ﺗﻘﺑﻠﻪ ﻫو إﺣﺳﺎس اﻟﻣرﯾض أن ﻫذا اﻟﺗﻔﺳﯾر ﻗد ﻗدم ﻣن داﺧﻠﻪ ﻫو و ﻟﯾس ﻣﻔروﺿﺎ أو
ﻣﻘﺗرﺣﺎ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻷﻧﻪ ﻟﯾس ﻣن اﻟﺳﻬوﻟﺔ ﺗﻘﺑل اﻟﻔرد ﻟﻠﻧﺻﺎﺋﺢ اﻟﻣﻘدﻣﺔ إﻟﯾﻪ ﻣن اﻵﺧرﯾن.
-2ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺗﻔﺳﯾرات اﻟﺗﻲ ﯾرى أﻧﻬﺎ ﻣﻘﺑوﻟﺔ و ذات أدﻟﺔ واﺿﺣﺔ ،ﺣﯾث ﯾﻘﯾم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﻌدﯾد
ﻣن ﺻور اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﻣرﯾض ﺳواء ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺗﺣوﯾل أو اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ أو ﺣﺗﻰ ﻣن
ﻣﺳﺗدﻋﯾﺎﺗﻪ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون اﻟﺗﻔﺳﯾر ﻣﻘﻧﻌﺎ ،ﻓﻼ ﺑد أن ﯾﻛون اﻟﺗﻔﺳﯾر ﻣدﻋﻣﺎ ﺑﺎﻷدﻟﺔ و اﻟﺑراﻫﯾن ﺣﺗﻰ ﯾﺛﺑت
-3ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أن ﯾﺣدد ﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗﻔﺳﯾرات اﻟﻣﻌﻘوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻘدﻣﻬﺎ ﻟﻠﻣرﯾض ،و ﻣدى ﻫﺿم اﻟﻣرﯾض ﻟﻬﺎ،
-4أﻣﺎ ﻋن ﻛﯾف ﯾﻘدم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﺗﻔﺳﯾر ،ﻓﺈن ذﻟك ﯾﺗطﻠب ﻣﻧﻪ اﻟﺑدء ﻓﻲ إﻋطﺎء ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾﻘﺎت ﺗﺳﯾر
ﻓﻲ ﺗدرج و ﯾزداد ﻋﻣﻘﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻔﺳﺢ اﻟطرﯾق أﻣﺎم ظﻬور اﻟﺗﻔﺳﯾر ،ﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر أن ﯾﺗدرج اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ
ﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻔﺳﯾر ﺑﺣﯾث إذا ﻗﺎم ﺑﻪ ﻛﺎﻧت اﻷﺟواء ﻣﻬﯾﺄة ﻻﺳﺗﻘﺑﺎﻟﻪ و اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺟزءا أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣن ﺧﺑرة.
-3-3اﻟﻔروﯾدﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة:
ﻟﻘد أدى اﻟﺗﻧﺎﻗض ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف ﻗﻧﺎﻋﺎت اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻔروﯾدﯾﺔ و ﺑﯾن اﻛﺗﺷﺎف اﻷﻧﺗروﺑوﻟوﺟﯾﺎ و ﻋﻠم
اﻻﺟﺗﻣﺎع إﻟﻰ ظﻬور اﻟﺗﯾﺎر اﻟﻔروﯾدي اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺛﻼﺛﯾﻧﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،ذﻟك
اﻟﺗﯾﺎر اﻟذي ﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻟﻘد ﺑدأت اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻟﻠﻔﻠﺳﻔﺔ
و ﺗﻣﯾزت ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗﺣول ﻋن اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺑﯾوﻟوﺟﻲ اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻠﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﺑﻧﻲ
ﻓﺎﻟﻔروﯾدﯾون اﻟﺟدد رﻓﺿوا ﻧظرﯾﺔ ﻓروﯾد ﻋن اﻟﻧزوات اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ و اﻟﻌدواﻧﯾﺔ ،و ﺗﺑﻧوا ﻧظرة ﺟدﯾدة
ﻟﻠﺗﺿﺎﯾف ﺑﯾن اﻟوﻋﻲ و اﻟﻼوﻋﻲ ﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻌﻘل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ،ﻓﺄﻏﻠﺑﻬم ﯾؤﻣﻧون ﺑﺄن ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻻ
ﻓﻲ ظل اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻓﺣﺳب ،ﺑل ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗطرق ﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻌواﻣل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ و
و ﯾﻣﺛل اﻟﺗﯾﺎر اﻟﻔروﯾدي اﻟﺟدﯾد ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻣﺣﻠﻠﯾن اﻟﻧﻔﺳﯾﯾن و اﻷﻧﺗرﺑوﻟوﺟﯾﯾن و ﻋﻠﻣﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎع،
و ﻣن أﺑرزﻫم ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ :ﻓروم ،ﻫورﻧﻲ ،ﺳوﻟﯾﻔﺎن ،ﻛﺎردﻧر ،أﻟﻛﺳﻧدر ،ﻣﺎرﻏرﯾت ﻣﯾد ...
وﺗﻠﺧص اﻟﻣﺣور اﻟﻣﻣﯾز ﻋن ﻓروﯾد اﻟذي ﺗﺑﻠور ﺣوﻟﻪ ﻛل ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟﻔروﯾدﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﺗﺄﻛﯾد اﻟﻣﻛﻣل ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻓراد أو ﺗﺄﺛﯾر اﻵﺧرﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺣﯾط ﺑﺎﻟﻔرد.
ﻻ ﺗﻧﻔﻲ ﻫذي اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻔﻛر اﻟﻔروﯾدي ﻓﻲ اﻟﻔروﯾدﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ،وذﻟك ﻣﺛل اﻟﺻراع
داﺧل اﻟذات وأﻫﻣﯾﺔ اﻟﻧﻣو وﺗﺟﺎرب اﻟطﻔوﻟﺔ ،وﻋد اﻟﻌﺻﺎب ﻋﻧﺎﺻر طﻔﻠﯾﺔ.
ﺗﻌﻣد اﻟﻔروﯾدﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة إﻟﻰ ﻋد اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻹﻓراد ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘوى
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﺟﻌل ﺳوﻟﯾﻔﺎن ﻣن ﺣﺎﺟﺎت اﻷﻣن ،وﻫورﻧﻲ ﻣن ﻣﻧظوﻣﺔ اﻻﻋﺗزاز )ﻗﯾﻣﺔ اﻟذات( ،اﻟﻣﺣرﻛﺎت
ﻟﯾس اﻟﺟﻧس ﻣﺎ ﯾﻣﯾز ﻓروﯾد ﻋن اﻟﻔروﯾدﯾﯾن اﻟﺟدد ﺑل ﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﻛﺑت واﻟﻼوﻋﻲ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻧت ﺿﻌﻔﺎ ﻧﺳﺑﯾﺎ
ﻓﻲ اﻟﻔروﯾدﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة إ زاء ﻗوة اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ اﻟﻣﺣﯾط وﺑﯾن اﻷﻓراد.
وﻟﻘد ﻓرﺿت اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻌﻘد اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﺗﻲ واﺟﻬت اﻟﻣرﺿﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت ﺟدﯾدة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻠل وﻫو
وﺗﺗﺣدد اﻟﺳﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻔروﯾدﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻣن واﻗﻊ أن أﻧﺻﺎرﻩ ﯾرون أن أﺻل
اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺗﻌﻣد ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺛﯾر ﺑﯾﺋﺔ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻟﻘد اﺗﺧذت اﻷوﺳﺎط اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ ،ﻓﻲ
اﻟﺑداﯾﺔ ﻣوﻗﻔﺎ اﻧﺗﻘﺎدﯾﺎ ﻣﺗطرﻓﺎ ﻣن اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﻟﻛن طﺎﻟب ﻗراء ﻓروﯾد اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾون ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻣوﻗف
ﻣن اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧﻔﺳﻲ ،واﻧﻛب اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻬم ﻋﻠﻰ دﻣﺞ ﺗﻌﺎﻟﯾﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎرﻛﺳﯾﺔ ﻷن اﻟﻣذﻫب اﻟﻔروﯾدي ﻓﻲ ﻧظرﻫم ﻻ
ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ وﻧظرﯾﺔ ﻣﺎرﻛس اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،ﺑل إﻧﻪ ﯾﻛﻣﻠﻬﺎ ،وﻗد ﺗﺳﺗﻌﯾن ﺑﻪ ﻹﺿﻔﺎء اﻟﻧظرة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗﻘر
إﻟﯾﻬﺎ.
وﯾﻌد ﻓروم وراﯾش ،وﻣﺎرﻛوز ﻣن ﺑﯾن أﻧﺻﺎر اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ إﺑراز وﺟوﻩ اﻟﺗﻔﺎﻋل واﻟﺗﻘﺎطﻊ
-4اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻌرﻓﻲ:
اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻫو ﻣﺟﺎل ﻣﻧظم ﻟﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺎﻋد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﻣﻔﺣوص ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣظﺔ أن
أﻓﻛﺎ ار ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗﺳﺑق اﻟﻘﻠق واﻻﻛﺗﺋﺎب ،ﺑﺣﯾث ﯾﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﺗﻠك اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﻌﺗﻘدات ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
ﻓروض ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ أﻛﺛر ﻣن ﻗﺑوﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻗﺎطﻊ وطﺑﻘﺎ ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟﻣﺗﻌﺎﻟﺞ ﯾﺄﺧذان دور اﻟﻔﺎﺣص
وﯾﻧﻣﯾﺎن طرﻗﺎ ﻻﺧﺗﺑﺎر اﻟﻣﻌﺗﻘدات ،ﻣﺛل " :ﻻ اﺳﺗطﯾﻊ إطﻼﻗﺎ ﻋﻣل أي ﺷﻲء ﺻﺣﯾﺢ " ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻗد
ﯾواﻓﻘﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎم ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﻔﺣوص ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻣل ﻣﻧزﻟﻲ ﻛﺈﻛﻣﺎل ﻣﺷروع ﻣﻧزﻟﻲ ﻣﺗﺄﺧر أو ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺟﺎر
ﺟدﯾد و ﯾﻘدم اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ إﻛﻣﺎل ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﺎم دﻟﯾﻼ ﻣﻠﻣوﺳﺎ ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣﻔﺣوص ﺑﺗﺣدي اﻟﻣﻌﺗﻘدات اﻟﺧﺎطﺋﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺑب اﻟﻘﻠق واﻻﻛﺗﺋﺎب و ﻣن ﺛﻣﺔ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ ﺗﺧﻔﯾض ﺣدة ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻛل و ﻫﻛذا ﻧﺟد أن أﺣد اﻷﻫداف
اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻫﻲ ﺗﻐﯾﯾر ﻧﻣﺎذج ﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣرﯾض اﻟﻣﻛﺗﺋب اﻟﻣﺷوﻫﺔ و اﻧﻬزاﻣﯾﺔ اﻟذات ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻩ أﻛﺛر
اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ و واﻗﻌﯾﺔ ،و ﯾﻌﻣل ﻫذا ﺟزﺋﯾﺎ ﺑﺟﻌل اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﯾﺗﺣدى ﻓروض اﻟﻣرﯾض و ﯾﻘدم ﻣﺟﺎدﻻت ﻋن اﻟﺳﺑب ﻓﻲ
أﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺗﺑﻧﻰ اﻓﺗراﺿﺎت أﻛﺛر اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋن ﻧﻔﺳﻪ و ﻋن اﻟﻌﺎﻟم و ﻋن اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،و ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺿﻣن ﻫذا
ﺗدرﯾﺑﺎ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻟﻌزو ،اﻟذي ﯾﺑﯾن ﻓﯾﻪ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ )ﺣﺳﯾن،2005،ص.(90
ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم واﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻬم ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻔرد وﻛﯾﻔﯾﺔ
ﻧﺷوء اﻻﺿطراب ﻟدﯾﻪ وﻛذا طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ واﻟﺗﻲ ﺳﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﯾﻠﻲ:
-1-1-4اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ )اﻷوﺗوﻣﺎﺗﯾﻛﯾﺔ( :ﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻷﻓﻛﺎر اﻵﻟﯾﺔ وﻫﻲ ﻣﺻطﻠﺢ أطﻠﻘﻪ ﺑﯾك ﻋﻠﻰ
اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﺑﺷﻛل ﻻ إرادي ﺧﻼل ﺗدﻓق اﻟوﻋﻲ اﻟﺷﺧﺻﻲ ،وﻫﻧﺎك ﻋدة ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻣرادﻓﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺛل:
وﺗﻌﺗﺑر اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻣﻔﻬوم أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻋﻧد ﺑﯾك وﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺣدث اﻟﻣﻌرﻓﻲ ،وﻗد ﻋرﻓﻬﺎ ﺑﯾك
ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﯾﺎق ﻣن اﻷﻓﻛﺎر واﻟﺗﺄوﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﺗرد إﻟﻰ اﻟﻌﻘل ﻻ إرادﯾﺎ و دون وﻋﻲ ﻣن اﻟﻔرد وﺗظﻬر أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣﻊ
اﻟﺳﯾﺎق اﻟظﺎﻫري ﻟﻸﻓﻛﺎر ،و ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ اﻟﻣﺣﺻﻠﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻌر ﺑﻬﺎ اﻟﻔرد
ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت ﺑﯾن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟواردة ﻟﻠﻔرد واﻷﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗط أر ﺑﯾن اﻷﺣداث
اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ واﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﻔرد اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ،وﻫﻲ ﺟزء ﻣن ﻧﻣط اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺗﻛرر ﻟدى اﻟﻔرد واﻟذي ﯾﺣدث ﺳرﯾﻌﺎ وﺑﺷﻛل
داﺋم وﯾﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻧﻣط اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ وﻣﺷﺎﻋرﻩ ،وﻋﺎدة ﺗﻌﻛس ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻓق واﻟﻧظرة اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ
ﻧﺣو اﻟذات واﻟﻌﺎﻟم واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻠﻔرد ،وﻫﻲ ﺗﺄﺗﻲ إﻟﻰ ﻋﻘﻠﻪ دون أن ﯾﻼﺣظﻬﺎ،وﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺣﺗواﻫﺎ ﺳﻠﺑﯾﺎ ﯾﻛون ﻟﻬﺎ
ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻛﺳﻲ ﻋﻠﻰ أداﺋﻪ وﻣﺷﺎﻋرﻩ وﺗﻛون ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ظﻬور اﻻﺿطراﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎﻻﻛﺗﺋﺎب واﻟﻘﻠق واﻟﻐﺿب
-1-1-1-4طﺑﯾﻌﺔ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ :ﺗﺗﺳم اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌدة ﺧﺻﺎﺋص ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺗﻛون ﻣﺻﺎﻏﺔ ﻓﻲ أﺳﻠوب اﺧﺗزاﻟﻲ ،ﻓﻬﻲ ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن ﻛﻠﻣﺎت ﺟوﻫرﯾﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﺟدا ،ﻓﻬﻲ ﺗﺷﺑﻪ اﻷﺳﻠوب -2
اﻟﺗﻠﻐراﻓﻲ اﻟذي ﯾﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻣﺛل ﻛﻠﻣﺔ "وﺣﯾد" واﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟذﻛرﯾﺎت اﻷﻟﯾﻣﺔ
واﻟﺧوف ،وﻗد ﻻ ﺗﺣﺗﺎج اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ ﻛﻠﻣﺎت ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ أو ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ،ﻓﻬﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون
ﺻورة ﺑﺻرﯾﺔ ﻣﺧﺗﺻرة أو ﺗﺧﯾل ﺻوت أو اﺑﺗﺳﺎﻣﺔ أو أي إﺣﺳﺎس ﺟﺳﻣﻲ ،و أﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون اﻷﻓﻛﺎر
اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ إﻋﺎدة ﺗرﻛﯾب أو ﺑﻧﺎء ﻟﺣدث ﻣﺎ وﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﻓﻣﺛﻼ ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك اﻣرأة ﺗﺻﺎب ﺑﺎﻻﻛﺗﺋﺎب ﻋﻧد رؤﯾﺔ
ﺳﻼﻟم ﻣﺑﻧﻰ ﻣﻌﯾن ،ﺣﯾث أن ﻫذا اﻟﻣﻛﺎن ﯾذﻛرﻫﺎ ﺑزوﺟﻬﺎ ﺣﯾن أﻋﻠن ﻟﻬﺎ ﻋن ﺧطﺗﻪ ﻓﻲ أن ﯾﺗرﻛﻬﺎ وﯾﻧﻔﺻل
ﻋﻧﻬﺎ ،ﻓﺻورة اﻟﻣﻛﺎن ﻧﻔﺳﻪ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻹطﻼق اﻟﻌﻧﺎن ﻟﻣﺷﺎﻋرﻫﺎ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬذا اﻟﻔﻘدان ،وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺄﺧذ ﻫذﻩ
اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﺷﻛل ﻣﻌرﻓﺔ ﺣدﺳﯾﺔ ﺑدون ﻛﻠﻣﺎت أو ﺻور أو اﻧطﺑﺎع ﺣﺳﻲ.
-3ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ﻣﺑرأة ﻣن اﻟﺗدﺑر واﻟﺗﻔﻛر وﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﺷﻛل اﻟﻣﻧطﻘﻲ اﻟذي ﯾﺗﺻف ﺑﻪ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣوﺟﻪ
-4ﺗﺻﺎغ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻓﻲ ﺿوء ﻗواﻋد اﻟﯾﻧﺑﻐﯾﺎت أو اﻟواﺟﺑﺎت ،ﻣﺛل ﯾﻧﺑﻐﻲ أن أﻛون ﺳﻌﯾدا ،ﯾﺟب
أن أﻛون أﻛﺛر ﻧﺷﺎطﺎ واﺑﺗﻛﺎ ار وﻛل ﻫذﻩ اﻟﯾﻧﺑﻐﯾﺎت ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ إﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟذﻧب.
-5ﺗﻣﯾل اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻔظﺎﻋ ﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻧﺑﺊ ﺑﺎﻟﻛوارث ٕوادراك اﻟﺧطر ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء وداﺋﻣﺎ ﺗﺟﻌل
اﻟﻔرد ﯾﺗوﻗﻊ اﻟﺷﻲء اﻷﺳوأ ،ﻓﺎﻟﻔظﺎﻋﺔ واﻟرﻫﺑﺔ ﻫﻲ ﻣﺻدر رﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ اﺿطراب اﻟﻘﻠق.
-6ﺗﺣدث ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎﻧت اﻧﻌﻛﺎﺳﯾﺔ ﻣن دون أي ﺗﺄﻣل أو اﺳﺗدﻻل ﻣﺳﺑق ،وﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻧوع ﻣن
اﻻﺳﺗﻘﻼل ،ﻓﻬﻲ ﺗﻧﺷﺄ دون أي ﺗﻣﻬﯾد ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣرﯾض ،ﺑل إﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻪ إﯾﻘﺎﻓﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت
اﻟﻣرﺿﯾﺔ اﻟﺷدﯾدة.
-7ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﻣرﯾض ﻣﻘﺑوﻟﺔ وﻣﻌﻘوﻟﺔ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺗﺣﯾﻠﺔ ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر
اﻵﺧرﯾن ،ورﻏم ﻏﻠوﻫﺎ ﻓﺈن اﻟﻣرﯾض ﯾﺳﻠم ﺻﺣﺗﻬﺎ دون ﺷك ودون اﺧﺗﺑﺎر ﻟواﻗﻌﯾﺗﻬﺎ وﻣﻧطﻘﯾﺗﻬﺎ ،رﻏم أﻧﻬﺎ
-8ﺗﺗﻣﯾز اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗدور ﺣول ﻣوﺿوع واﺣد ٕوان اﺧﺗﻠف ﻣﻧطوﻗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ،
ﻓﺎﻟﺷﺧص اﻻﻛﺗﺋﺎﺑﻲ ﻣﺛﻼ ﯾﺗﻣﻠﻛﻪ ﻫﺎﺟس واﺣد ﻫو ﻟوم اﻟذات واﻧﺗﻘﺎدﻫﺎ ،وﻣن ﺛم ﯾﺗﻠون ﺑﺣﺳب اﻟﺷﺧص
اﻟذي ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ ﻓﯾﻌﺗﻘد أن أﻣﻪ ﺗﺳﺗﻬﺟن ﺳﻠوﻛﻪ اﻟﻌﺎم وأﺳﻠوﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺑس ،وأن رﺋﯾﺳﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻏﯾر
راﺿﻲ ﻋن أداﺋﻪ وﻫﻛذا ،وﺗظل ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻷدﻟﺔ واﻟﺑراﻫﯾن اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ
-9أن ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ﺗﻛون ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﻔرد ،وأﻧﻬﺎ ﺗﺗﺿﻣن ﺗﺣرﯾﻔﺎ ﻟﻠواﻗﻊ وﺗﺷوﯾﻬﺎ ﻟﻪ ،ﻓﺎﻷﻓﻛﺎر
اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗوﻟد اﻻﺿطراﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟدى اﻟﻔرد وﻟﯾس اﻷﺣداث اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ أو اﻟواﻗﻊ.
-10ﺗﻘﺎوم اﻟﺗﻐﯾﯾر ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن وﺟود اﻟﻣﻧطق واﻟدﻟﯾل اﻟذي ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺗﻐﯾﯾرﻫﺎ ﻷﻧﻬﺎ اﻧﻌﻛﺎﺳﯾﺔ ،وﺗﺑدوا أﻧﻬﺎ
ﻣﻌﻘوﻟﺔ وﻣﻘﺑوﻟﺔ ظﺎﻫرﯾﺎ ﻓﻬﻲ ﺗﺄﺧذ طرﯾﻘﺎ ﻣﺗﻌرﺟﺎ أو ﻣﺗذﺑذﺑﺎ ﺣﯾث ﺗﺑدو أﻧﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ وﺗذﻫب ﻣﻊ إرادة اﻟﻔرد
ورﻏﺑﺗﻪ ،ﻓﺎﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗﻣﯾل إﻟﻰ أن ﺗﻌﻣل ﻛﻌﻼﻣﺔ أو دﻟﯾل ﻟﻠﻔﻛرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌﻣل ﻛﻌﻼﻣﺔ
ﻟﻸﺧرى وﻫﻛذا ﻓﺎﻟﻔﻛرة ،اﻻﻛﺗﺋﺎﺑﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗﻔﺗﺢ ﺳﻠﺳﻠﺔ طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻷﻓﻛﺎر اﻻﻛﺗﺋﺎﺑﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬﺎ.
-11أن ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻓردﯾﺔ ،ﻓﻣﺛﻼ ﻓﻲ أﺣد اﻟﻣﺳﺎرح اﻟﻣزدﺣﻣﺔ وﻗﻔت اﻣرأة وﻓﺟﺄة
ﻟطﻣت رﺟﻼ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻘرب ﻣﻧﻬﺎ وأﺳرﻋت ﺑﺎﻟﺧروج ،وﻣن ﺛم ﻛﺎﻧت اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻟﻣﺷﺎﻫدﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ إزاء
ﻫذا اﻟﺣدث ،ﻓﻛل ﻣﺷﺎﻫد ﯾﻔﺳر اﻟﻣوﻗف ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أﺳﻠوب إدراﻛﻪ ﻟﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ
-12ﺗﺧﺗﻠف اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻋن اﻟﺗﻌﺑﯾرات اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻔرد ،ﻓﻣﻌظم اﻟﻧﺎس ﯾﺗﺣدﺛون إﻟﻰ اﻵﺧرﯾن ﺑطرﯾﻘﺔ
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣدﺛون ﺑﻬﺎ إﻟﻰ أﻧﻔﺳﻬم ،ﻓﻌﻧد اﻟﺣدﯾث ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻧﺻف اﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﻧﻣر ﺑﻬﺎ
ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﻛﺗﺗﺎﺑﻊ ﻣﻧطﻘﻲ ﻟﻠﺳﺑب واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ،وﻟﻛن ﻋﻧد اﻟﺣدﯾث ﻣﻊ أﻧﻔﺳﻧﺎ ﻓﻧﺣن ﻧﺻف ﻧﻔس اﻷﺣداث ،وﻟﻛن
ﺑطرﯾﻘﺔ ﯾﻛون ﻓﯾﻬﺎ اﺳﺗﺧﻔﺎف ﺑﺎﻟذات ﺣﯾث ﻧﻘﻠل ﻣن ﻗدرة وأﻫﻣﯾﺔ اﻟذات.
-13اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻣﺗﻌﻠﻣﺔ أو ﻣﻛﺗﺳﺑﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻷﺳرة واﻷﺻدﻗﺎء وأﯾﺿﺎ وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺳر
-2-1-1-4أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ :ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻋدة أﺳﺎﻟﯾب ﻹﺛﺎ رة اﻷﻓﻛﺎر
-2-1-4اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ :ﻻﺷك أن ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧططﺎت ﻟم ﯾﻛن ﻣﻔﻬوﻣﺎ ﺟدﯾدا ﻓﻲ اﻷدﺑﯾﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ
واﻹﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ ،ﻓﻠﻘد ﺳﺑق ﺑﯾك ﻓﻲ اﺳﺗﺧدام ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﺑﻌض اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻣﺛل ﺳﯾﺟل وﺑﯾﺎﺟﯾﻪ ،ﺣﯾث ﻛﺎن
ﺑﯾﺎﺟﯾﻪ ) (1952ﯾﺳﺗﺧدم ﻛﻠﻣﺔ ﻣﺧطط ﻟﻺﺷﺎرة إﻟﻰ اﻷﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻟدى اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﺗﺷﯾر
اﻷﺑﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت وطرق ﻟﻠﺗﻧظﯾم ﻣوﺟودة ﻟدى اﻟطﻔل ﺗﻧظم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻪ ﻟﻠﻣوﻗف واﻟﺧﺑرات،
ﻓﺎﻟﻣﺧططﺎت ﺗﺗﯾﺢ ﻟﻠﻔرد أن ﯾﻘرر اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾدرك ﺑﻬﺎ اﻟﺑﯾﺋﺔ ،أي أﻧﻬﺎ أﺳﺎﻟﯾب ﻋﺎﻣﺔ ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻋن
اﻟﺑﯾﺋﺔ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﺗﺗﻐﯾر و ﺗﺗﻌدل ﻣن ﺧﻼل اﺣﺗﻛﺎك اﻟﻔرد وﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت
ﻣﺧططﺎت اﻟطﻔل ﺗﺗﻣرﻛز ﺣول اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺣﺳﯾﺔ اﻟﺣرﻛﯾﺔ واﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣﻊ اﻟﻣوﻗف واﻷﺣداث ،ﻓﺈن
ﻫذﻩ اﻟﻣﺧططﺎت ﺗﻧﻣو وﺗﺗﺣول ﺗدرﯾﺟﯾﺎ إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗﻔﻛﯾر ﻋﻧد اﻟراﺷدﯾن ،وﯾرى ﺑﯾﺎﺟﯾﻪ أن اﻟﻣﺧططﺎت
ﺗﺗﻐﯾر وﺗﺗﻌدل ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻧظﯾم واﻟﺗﻛﯾف ،ﻓﺎﻟﺗﻧظﯾم ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻻﺳﺗﻌداد اﻟﻔطري ﻟﻠﻛﺎﺋن اﻟﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻣل
ﺗﺂزر وﺗﻛﺎﻣل اﻟﻣﺧططﺎت ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻣﻌرﻓﻲ داﺧل أﻧﺳﺎق أﻛﺛر ﺗﻌﻘﯾدا وذﻟك ﻟﺗﺳﻬﯾل اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ.
ﯾﻣﺛل ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻣﺧططﺎت ﻋﻧد ﺑﯾك أﺣد اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻌرﻓﻲ وﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻷﺑﻧﯾﺔ
اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻟدى اﻟﻔرد واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن اﻻﻋﺗﻘﺎدات واﻻﻓﺗراﺿﺎت واﻟﺗوﻗﻌﺎت واﻟﻣﻌﺎﻧﻲ واﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ
ﯾﻛوﻧﻬﺎ اﻟﻔرد ﻋن اﻷﺣداث واﻵﺧرﯾن واﻟﺑﯾﺋﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﻬﻲ ﺗﺷﻛل اﻹطﺎر اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾﺳﺗﺧدﻣﻪ اﻟﻔرد
ﻟﻔﻬم اﻟذات واﻟﻌﺎﻟم واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ،إذ أﻧﻬﺎ ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧدرك ﺑﻬﺎ اﻷﺷﯾﺎء
واﻟﻧﺎس واﻷﺣداث واﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻧﺣوﻫم ،وﺗﻌد ﻫذﻩ اﻟﻣﺧططﺎت ﻫﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﻧﺷﺄة اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ
اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ وأﯾﺿﺎ ﺗﺷﻛل اﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﻻﻋﺗﻘﺎدات واﻻﻓﺗراﺿﺎت ﻟدى اﻟﻣﻔﺣوص ،وان ﻫذﻩ اﻟﻣﺧططﺎت ﺗﺗﻐﯾر
وﺗﺗﻌدل ،وﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ظﺎﻫرﯾﺔ وﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﺿﻣﻧﯾﺔ ،وﺗﺧﺗﻠف ﻫذﻩ اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﺑﺎﺧﺗﻼف
اﻷﻓراد ،وﻣن ﺛم ﻧﺟد أن طرق ﺗﺄوﯾل وﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣوﻗف اﻟواﺣد ﺗﻛون ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،إذ أن ﻣﺿﻣون ﻛل
ﻣﺧطط ﯾﺧﺗﻠف ﻣن ﺷﺧص ﻵﺧر ﺣﺳب ﺧﺑرات ﻫذا اﻟﻔرد ،وﯾﺧﺗﻠف اﻷﻓراد ﻓﻲ ﻋدد اﻟﻣﺧططﺎت واﻷﺑﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ ﻛل ﻣﺧطط وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﯾظﻬرون ﺗﺑﺎﯾﻧﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﺟﺎﺑﺎﺗﻬم ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻻﺧﺗﻼف اﻟﻣﺧططﺎت ﻟدﯾﻬم.
وﺗﻣﺛل اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﺣﺟر اﻟزاوﯾﺔ ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ ﺑﯾك ،ﻓﺟﻣﯾﻊ اﻷﻓراد ﻟدﯾﻬم ﻣﺧططﺎت ﻣﻌرﻓﯾﺔ
ﺗﺳﺎﻋدﻫم ﻓﻲ اﺳﺗﺑﻌﺎد ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻏﯾر ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾﺷون ﻓﯾﻬﺎ واﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﻣﻌﻠوﻣﺎت أﺧرى،
ﻓﺎﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻛﺗﺋﺑﯾن ﻣﺛﻼ ﻟدﯾﻬم ﻣﺧططﺎت ﻣﻌرﻓﯾﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺗﺳﺗﺑﻌد ﺑﺷﻛل اﻧﺗﻘﺎﺋﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻋن
اﻟذات ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ،وﻫذﻩ اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﻣﻌ رﻓﯾﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ أو اﻟﻣﺧﺗﻠﺔ وظﯾﻔﯾﺎ ﻟدى ﻫؤﻻء اﻟﻣﻛﺗﺋﺑﯾن
ﺗﻛون ﻗد ﺗﻛوﻧت ﺑﺳﺑب اﻟﻧﻘد واﻟرﻓض اﻟﻣﺗزاﯾد ﻟﻬم ﻣن اﻟواﻟدﯾن ،أو رﺑﻣﺎ ﺑﺳﺑب ﺷدة أﺣداث اﻟﺣﯾﺎة
وﺑﻬذا ﻓﺈن اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻫﻲ ﺑﻧﺎء ﻣﻌرﻓﻲ ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﺗﺻﻔﯾﺔ وﻏرﺑﻠﺔ وﺗﺷﻔﯾر وﺗﻘﯾﯾم اﻟﻣﺛﯾرات
اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد ،وﻫﻲ ﺗﻧﻣو ﻓﻲ ﻣراﺣل ﻣﺑﻛرة ﻣن ﺣﯾﺎة اﻟﻔرد ﻣن اﻟﺧﺑرات اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﻫذﻩ
اﻟﻣﺧططﺎت ﻗد ﺗﻛون ﻋﺎﻣﺔ أو ﻣﺣددة ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ،وﻗد ﺗﻛون ﻛﺎﻣﻧﺔ ﺧﻼل اﻟﻣراﺣل ﻏﯾر اﻟﺿﺎﻏطﺔ ﻣن
ﺣﯾﺎة اﻟﻔرد ،وﺗﺻﺑﺢ ﻧﺷطﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗداﺧل ﻣﻊ ﻣﺛﯾرات أو ﺿﻐوط أو ظروف ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﻗد ﺗﻛون ﺗواﻓﻘﯾﺔ وﻏﯾر
ﺗواﻓﻘﯾﺔ وﺗﻣﺛل اﻟﻣﺧططﺎت ﻏﯾر اﻟﺗواﻓﻘﯾﺔ ﻧﻣﺎذج أوﻟﯾﺔ ﻣرﺿﯾﺔ ﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟﻔرد ﻣﻊ اﻷﻓراد اﻵﺧرﯾن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﻬﻲ ﺗﺟﻌل اﻟﻔرد ﻋرﺿﺔ ﻟﻼﺿطراﺑﺎت أي ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑب اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ واﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻔرد.
وﯾﻣﻛن ﺗﺷﺑﯾﻪ اﻟﻣﺧططﺎت ﺑﺎﻹطﺎر اﻟذي ﯾوﺟد ﺑﻪ ﻣﻧﺎطق ﻋدﯾدة ﺗﺿم اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺗﺧﯾﻼت
واﻟﺗوﻗﻌﺎت واﻟﻣﻌﺎﻧﻲ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﺣﺎول أن ﻧﻐﯾر اﻟﻣﺧطط اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻟﻠﻔرد ﻓﻼﺑد ﻣن أن ﻧﻐﯾر ﻣن
41 http://virtuelcampus.univ-msila.dz/facshs/?p=2474 اﻷﺳﺗﺎذة ﻗﻧون ﺧﻣﯾﺳﺔ
ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﯿﺎدي اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ
ﻣﺣﺗوﯾﺎت اﻟﻣﺧطط ،ﻓﺎﻟﻣواﻗف اﻟﺿﺎﻏطﺔ أو اﻟﻣؤﻟﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﺗﺳﺗﺛﯾر ﻣﺧططﺎت ﻣﻌ رﻓﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺛﯾر
ﺑدورﻫﺎ اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻛﺎﻟﻘﻠق واﻻﻛﺗﺋﺎب واﻟﯾﺄس وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﯾواﺟﻬﻬﺎ اﻟﻔرد ﻓﻲ
ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﺑﻛرة ﺗؤدي إﻟﻰ ظﻬور ﻣﺧططﺎت ﻏﯾر ﺗواﻓﻘﯾﺔ ﻟدﯾﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﺗﺟﻌﻠﻪ ﻋرﺿﺔ ﻟﻼﻛﺗﺋﺎب وﻏﯾرﻩ
-1-2-1-4أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ وﺗﺣدﯾدﻫﺎ :ﺗﺗﻣﺛل اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ
اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ إﺛﺎرة اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﺔ وظﯾﻔﯾﺎ ﻟدى اﻟﻣرﯾض ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن ﺗﻐﯾﯾرﻫﺎ وﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-2اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﻠﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺻورة ﯾﻧﺑﻐﯾﺎت.
-3-1-4اﻟﺗوﻗﻌﺎت /اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ/اﻻﻓﺗراﺿﺎت :ﻻ ﺷك أن ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﺎ ﺗوﻗﻌﺎت ﺗﺳﺑق ﻣواﺟﻬﺗﻪ ﻟﻸﺣداث
واﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﺗﻛون ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺗوﻗﻌﺎت ﻧﺣو اﻟذات واﻵﺧرﯾن وﻧﺣو اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﻫذﻩ اﻟﺗوﻗﻌﺎت
ﻗد ﺗﻛون إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ وﻣن ﺛم ﯾﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﺧﺑرات اﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﺳﺎرة ،وﻗد ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺗوﻗﻌﺎت ذات طﺑﯾﻌﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
وﻛذﻟك ﺗؤﺛر اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺿﯾﻔﻬﺎ وﯾﻧﺳﺑﻬﺎ اﻟﻔرد ﻟﻸﺣداث واﻟوﻗﺎﺋﻊ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ
وﺳﻠوﻛﻪ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺣدد رؤﯾﺔ ﻟذاﺗﻪ وﻟﻌﺎﻟﻣﻪ وﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻪ ،ﻓﺎﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺑرﻫﺎ اﻟﻔرد ﺳواء ﻛﺎﻧت
اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أو ﺳﻠﺑﯾﺔ ﯾﻛﻣن وراءﻫﺎ أﺑﻧﯾﺔ ﻣﻌرﻓﯾﺔ )ﻣﻌﺎﻧﻲ – ﻗواﻋد -ﺗوﻗﻌﺎت -أﻓﻛﺎر -ﺗﺧﯾﻼت( ﺗﺳﺑق ظﻬورﻫﺎ ،ﻓﺈذا
ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ ﺣدوث اﻻﺿطراﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ،إذ ﯾﻧﻔﻌل اﻟﻧﺎس ﻟﻸﺣداث
ﺗﺑﻌﺎ ﻟﻠﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺳﺑوﻧﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻷﺣداث ﻓﻬذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﺗؤﻟف ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟواﻗﻊ اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻠﻔرد.
واﻟﻔﻛرة اﻟﺗﻲ ﺗﻘرر أن اﻟﻣﻌﻧﻰ أو اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺧﺎص ﻷي ﺣدث ﯾﺣدد ﺷﻛل اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺻدر ﻋن اﻟﻔرد ﺗﻌﺗﺑر ﻣﺣور اﻟﻧﻣوذج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ اﻻﺿطراﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ،وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن
اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻋن اﻟﻔرد إزاء ﻣوﻗف أو ﺣدث ﻣﺎ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺷﺧﺻﻲ اﻟذي
ﻓﺎﻟﻔرد ﻗد ﯾﻔﺳر وﯾؤول اﻟﻣوﻗف اﻟذي ﯾﺗﻌرض ﻟﻪ ﺑطرﯾﻘﺔ ﺧﺎطﺋﺔ وﺳﻠﺑﯾﺔ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﻲ وﺗوﻗﻌﺎت
ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺧﺎطﺋﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗف وﻫﻲ ﺑﻌﯾدة ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن اﻟواﻗﻊ ،وﺗﻠك ﻫﻲ اﻟﺗﺣرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ
وﺑﻌﺑﺎرة أﻛﺛر وﺿوﺣﺎ أن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺧﺎص ﻟﻠﺣدث ﻫو اﻟذي ﯾﺣدد اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﺗﺟﺎﻫﻪ ،وﺗﺗوﻗف
ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺷﺧص ﯾدرك اﻟﺣدث ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﯾﻣﺛل ﺗﻬدﯾدا أم إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻣﺟﺎﻟﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ،
وﯾﺗﺿﻣن اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻔرد ﻣﻔﻬوﻣﻪ ﻋن ذاﺗﻪ وﻋن ﺻﻔﺎﺗﻪ وأﻫداﻓﻪ وﻗﯾﻣﻪ وأﺳرﺗﻪ وأﺻدﻗﺎﺋﻪ وﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻪ
اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،وﻫو ﯾﺗﺄﻟف ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﻌطﯾﻬﺎ اﻟﻔرد أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ.
وﻣن اﻟﻣﻌﻠوم أن اﻟﺷﺧص ﯾﺳﺗﺟﯾب اﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺎ ﻟﻸﺣداث ﺑﻘدر ﻣﺎ ﺗﻣس ﻣﺟﺎﻟﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﺳواء أﻛﺎن ذﻟك
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﯾﻪ أو اﻧﺗﻘﺎﺻﺎ ﻣﻧﻪ أو ﺗﻬددﻩ ،ﻓﺎﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﺣزن ﻣﺛﻼ ﺗﺣدث ﻧﺗﯾﺟﺔ إدراك اﻟﻔرد أن ﺷﯾﺋﺎ ﻣﺎ ذا ﻗﯾﻣﺔ ﻗد
ﻓﻘدﻩ ،وﻫذا ﯾﻣﺛل ﻧﻘﺻﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻔرد ،أﻣﺎ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺳﺎرة ﻣﺛل اﻟﻔرح واﻟﺳرور
واﻻﺑﺗﻬﺎج ﻓﻬﻲ ﺗﺻدر ﻋن اﻟﺷﺧص ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻹدراﻛﻪ أن ﻫﻧﺎك ﺷﯾﺋﺎ ﯾﻣﺛل إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﺎﻟﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻣﺛل ﻣﺎ
ﯾﻛون ذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺟﺎح اﻟﻔرد ﻓﻲ دراﺳﺗﻪ ،أ و ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن أﺻدﻗﺎء ﺟدد إﻟﻰ داﺋرة ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ،أو ﯾﻘﺗﻧﻲ ﺷﯾﺋﺎ
وﻟﻘد رﻛز ﺑﯾك ﻋﻠﻰ أن ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣدث ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻷﻓراد ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻋﻧدﻣﺎ ﯾطﻠب ﺷﺧص
ﻣن أﺣد أﺻدﻗﺎﺋﻪ أن ﯾﺗﻧﺎول ﻣﻌﻪ طﻌﺎم اﻟﻐداء وﯾﻌﺗذر اﻵﺧر ﻋن ﻗﺑول اﻟدﻋوة ﺑﺣﺟﺔ اﻧﻪ ﻣﺷﻐول ﻓرﺑﻣﺎ ﺗﻔﺳر
ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ رﻓض وﯾﺳﺗﻧﺗﺞ ﺻﺎﺣب اﻟدﻋوة اﻧﻪ ﺷﺧص ﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ وﻏﯾر ﺟدﯾر ﺑﺎﻻﺣﺗرام
وﻗد ﯾﻧﺗﻬﻲ ﺑﻪ اﻟﺣﺎل إﻟﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻐﺿب واﻻﻛﺗﺋﺎب ﻣن اﻟﺷﺧص اﻷﺧر ﻓﻛون اﻟﺷﺧص ﻣﺷﻐول ﯾﻌﺗﺑر ﻋذر
ﺟﯾد ﻟﻌدم ﻗﺑول اﻟدﻋوى ،وﻟﻛن ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣوﻗف ﻣن ﻣﻧظور آﺧر واﺳﺗﻧﺗﺎج ﻋﺷواﺋﻲ ﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت
ﺧﺎطﺋﺔ وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺈن اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﯾﺳﻌﻰ ﻧﺣو اﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺿﻣﯾﻧﺎت)اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ( وراء أﻧﻣﺎط
و ﯾﺷﯾر ﺑﯾك أﯾﺿﺎ إﻟﻰ أن اﻟﺧراﺋط اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﺗﻛون ﺟوﻫرﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗﻧﺑﺎط ﻣﻌﻠوﻣﺎت ذات ﻣﻌﻧﻰ ﻋن
اﻟﺣدث أو اﻟﻣوﻗف ،وﻋن اﻟﺧرﯾطﺔ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﺿطراب اﻟﻘﻠق ،ﯾﻘول ﺑﯾك أن اﻟﻣرﯾض ﻋﻧدﻣﺎ
ﯾدرك اﻟﺗﻬدﯾد ﻓﺈن اﻷﻧﻣﺎط اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻬذا اﻟﺗﻬدﯾد ﺗﻧﺷط وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗم اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣدث
أو ﺗﻘﯾﯾﻣﻪ ،وأن ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗﻧﺷﯾطﻬﺎ ﺗﻛون ﻣرﺗﺑطﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﺑﺧﺻﺎﺋص ﻣﻌﯾﻧﺔ وﺑﺳﯾﺎق اﻟﺣدث اﻟﻣﻬدد،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗظﻬر ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗواﻓق ﻟﺗﻼﺋم أﻧﻣﺎط اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺑﺧﺻوص ﻫذا اﻟﺗﻔﻛﯾر وﯾﻛون
ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻔﺣوص اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣوﻗف اﻟﻣﻬدد ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗﻔﺎﻋل ﺑﯾن اﻟﺣدث وأﻧﻣﺎط اﻟﺗﻔﻛﯾر أو اﻟﺧرﯾطﺔ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ.
واﻻﻓﺗراﺿﺎت اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻹﺟراﺋﯾﺔ واﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣم ﻋﺑر اﻟﻣواﻗف واﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر
ﻓﻲ اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت اﻷﻓراد اﺗﺟﺎﻩ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة وﺑﻬذا ﻓﻬﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻠﻛون ﺑﻬﺎ إزاءﻫﺎ ،وﻗد ﺗﻛون
اﻻﻓﺗراﺿﺎت اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻣدﻋوﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﻘﺎدات ﺟوﻫرﯾﺔ ﺗﺷﻛل اﻋﺗﻘﺎدات اﻟﻔرد اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻋن اﻟذات واﻵﺧرﯾن واﻟﻌﺎﻟم.
-4-1-4اﻟﻘواﻋد واﻻﻋﺗﻘﺎدات :ﻻﺷك أن اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻟﻔرد إزاء اﻷﺣداث واﻟﻣواﻗف ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﺣﻛوﻣﺔ
ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد ﺣﯾث ﯾﺿﻊ اﻟﻔرد ﻟﻛل ﻣوﻗف ﻗواﻋد ﻣﻌﯾﻧﺔ وﯾﺣﻛم ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣوﻗف ﻓﻲ ﺿوﺋﻬﺎ وﻣن ﺛم
ﺗﻛون اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻪ ﻟذﻟك اﻟﻣوﻗف ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻠك اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻣوﻗف ،وﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﯾﺳﺗﻣدﻫﺎ اﻟﻔرد ﻣن ﺧﻼل
ﺧﺑرﺗﻪ وﻣن ﺧﻼل ﻣﻼﺣظﺔ اﻵﺧرﯾن ،ﻓﻬﻲ ﺗﺳﺎﻋد اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺟﯾب ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻣوﻗف اﻟذي
ﯾﺗﻌرض ﻟﻪ ،وﻫﻲ أﯾﺿﺎ ﺗﺷﻛل اﻷﺳﺎس اﻟذي ﯾﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﻪ ﺗﻘدﯾرﻩ ﻟﻠﻣوﻗف وﺗوﻗﻌﺎﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ أن ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﺗزود اﻟﻔرد
ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻛم ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺟﺎﺑﺎﺗﻪ ﻣن ﺣﯾث ﻓﺎﻋﻠﯾﺗﻬﺎ وﻣﻼءﻣﺗﻬﺎ ﻟﻠﻣوﻗف.
وأﯾﺿﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﯾﺻدر اﻟﻔرد أﺣﻛﺎم وﺗﻘﯾﯾﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك اﻵﺧرﯾن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾظﻬر ﻟﻪ
اﻟﺻواب واﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﻪ وﻓﻲ ﺳﻠوك اﻵﺧرﯾن ،وﻫﻲ ﺗﻔﯾد اﻟﻔرد ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﻧﻰ اﻷﺣداث واﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ.
ﻓﺎﻟﻧﺎس ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻬم ﯾﺳﻠﻛون وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد ،وﻣن ﺛم ﯾﻔﺳرون اﻟﻣوﻗف اﻟواﺣد ﺗﻔﺳﯾرات
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟظروف اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ ،ﻓﻘد ﯾﺻدر ﻋن اﻟﻔرد اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ واﺣدة ﻣﺗﻛررة ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣواﻗف اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ
ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺳﻠوﻛﻪ واﺳﺗﺟﺎﺑﺎﺗﻪ ﻗﺑل ﺣدوﺛﻬﺎ ﻣﻣﻛﻧﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺻﺑﺢ ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺎت ﺧﺎﺻﯾﺔ
أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﯾﻘﺎل ﻫذا ﺷﺧص ﻋدواﻧﻲ ،وﻫذا ﺷﺧص ﺧﺟول وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺈن اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت
اﻟﻔرد اﻟﻣﺗﺳﻘﺔ ﻋﺑر اﻟﻣواﻗف ﺗﺷﯾر إﻟﻰ وﺟود ﻧﺳق ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗوﺟﯾﻪ ﺳﻠوك اﻟﻔرد
وﺗﺣدﯾدﻩ.
وﺗﻌﻣل ﻫذﻩ اﻟﻘواﻋد ﺑطرﯾﻘﺔ ﻻ إرادﯾﺔ دون أن ﯾﻔطن اﻟﻔرد إﻟﯾﻬﺎ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﺷﺧص ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﻠﻣوﻗف
أو اﻟﺣدث ﻓﻲ ﺿوء ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺑﻧﺎﻫﺎ دون أن ﯾﻘف ﻋﻠﻰ ﻣﻧطوق اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ أدت ﺑﻪ إﻟﻰ
ﻫذﻩ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ،وﻗد ﺗﻛون اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺗﻔﻛﯾر اﻟﻔرد ﻣﺻﺎﻏﺔ ﻓﻲ ﺻورة ﻣطﻠﻘﺔ وﻏﯾر ﺗواﻓﻘﯾﺔ ،وﻣن ﺛم
-5-1-4اﻟﺗﺣرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ :ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺗﺣرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻫﻣزة اﻟوﺻل ﺑﯾن اﻟﻣﺧططﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ واﻷﻓﻛﺎر
اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣرﯾض ،ﻓﺄي ﺗﻔﻛﯾر ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﯾﻧﻌﻛس ﻓﻲ ﺗﺷوﯾﻪ ﻣﻌرﻓﻲ واﺣد أو أﻛﺛر ،ﻓﺎﻟﻔرد ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾﻔﻛر ﻓﻲ ﺣل
ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﻓﻬﻣﻬﺎ ﺗﺣدث أﺧطﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﻬم واﻟﺗﻔﺳﯾر ﻣﻣﺎ ﯾﺷوﻩ ﺻورة اﻟواﻗﻊ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺳﺗﺛﺎر اﻻﺿطراﺑﺎت
اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻟدﯾﻪ.
وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺗﺣرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ أن اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ واﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﯾﻛوﻧﻬﺎ اﻟﻔرد ﻋن اﻟﺣدث أو اﻟﻣوﻗف ﺗﻛون
ﺧﺎطﺋﺔ وﻻ ﺗﻣﺛل ﺑﺎﻟﺿرورة ﻣﻛوﻧﺎت اﻟواﻗﻊ اﻟﻔﻌﻠﻲ ،وﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﺷوﯾﻪ اﻟﻣﻌرﻓﻲ أﺧطﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻣﻌرﻓﻲ
ﻟﻠﻔرد ،وﻫذﻩ اﻟﺗﺣرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﻛﻣﺎ وﻛﯾﻔﺎ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻹدراﻛﻲ ﯾﻛون اﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻛﯾﻔﻲ
ﻟﻼﻋﺗﻘﺎدات اﻟﻣﺧﺗﻠﺔ وظﯾﻔﯾﺎ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﺗﺣرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﺗﻣﺛل ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺷﺧص
أن ﯾﺷوﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻘﺎدﻣﺔ أو اﻟداﺧﻠﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﺗزاﻣن ﻣﻊ ﻣﺣﺗوى ﻣﺧططﺎﺗﻬﺎ اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ،وﺗظﻬر اﻟﺗﺣرﯾﻔﺎت
اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻏﯾر ﻓﻌﺎﻟﺔ أو ﻏﯾر دﻗﯾﻘﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون اﻻﻋﺗﻘﺎدات واﻟﻣﺧططﺎت
إن أﺣﺳن طرﯾﻘﺔ ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﻧﺣرف أو اﻟﻣﺷوﻩ ﻫو ظﻬور اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﻣؤﻟﻣﺔ ﻟدى
اﻟﻔرد ،ﻓﺈذا وﺟد اﻟﺷﺧص ﻧﻔﺳﻪ ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻟﻘﻠق أو اﻻﻛﺗﺋﺎب أو اﻟﻐﺿب ﻓﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﺗﺣرﯾف ﻓﻲ
ﺗﻔﻛﯾرﻩ ،وﺑﺎﻟﻣﺛل إذا ﺷﻌر اﻟﻔرد ﺑﺎﻻﺷﻣﺋزاز ﻣن ﻧﻔﺳﻪ أو ﻛﺎن ﻻذﻋﺎ وﻣﻣﺗﻌض اﺗﺟﺎﻩ أﻧﺎس ﻣﻌﯾﻧﯾن ﻓﻣن اﻟﻣﺣﺗﻣل
ﻛﻣﺎ أن اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﻬﺎ ﻧﺣو اﻟﺣدث ﻫﻲ أﯾﺿﺎ ﻋﻼﻣﺔ أﻛﯾدة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺷوﻩ
ﻓﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﻐﯾظ واﻟﺛورة ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﻣواﻗف اﻹﺣﺑﺎطﯾﺔ واﻟﺧوف اﻟﺷدﯾد ﻣن ﻣﺧﺎطر ﻣﺗﺧﯾﻠﺔ واﻻﻛﺗﺋﺎب ﻓﻲ
اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘدان ﻓﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﺷدﯾدة اﺗﺟﺎﻩ اﻷﺣداث واﻟﻣواﻗف ﻏﯾر اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻛﻠﻬﺎ
ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أن ﻫﻧﺎك ﺗﺷوﯾﻪ وﺗﺣرﯾف ﻓﻲ ﺗﻔﻛﯾر اﻟﻔرد ،وﻛذﻟك ﻓﺈن اﻟﺻراع اﻟداﺋم واﻟﻣﺳﺗﻣر ﻣﻊ اﻷﺳرة واﻷﺻدﻗﺎء
أﻧواع اﻟﺗﺣرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ :ﻟﻘد ﺣدد ﺑﯾك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺗﺣرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ وﻫﻲ:
.1اﻻﺳﺗﻧﺗﺎج اﻻﻋﺗﺑﺎطﻲ :ﯾﻌﻧﻲ ﺗوﺻل اﻟﻔرد إﻟﻰ اﺳﺗﻧﺗﺎج ﻣﻌﯾن دون وﺟود دﻟﯾل ﻛﺎف ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﻛﺛﯾ ار ﻣن
أﻓﻛﺎرﻧﺎ اﻟﻣﺷوﻫﺔ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻻﺳﺗﻧﺗﺎج اﻟﺧﺎطﺊ ﻓﺎﻟﺷﺧص ﻗد ﯾﻘﻔز اﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ رﻏم ﻧﻘص اﻷدﻟﺔ أو
ﻓﻲ وﺟود أدﻟﺔ ﻣﻧﺎﻗﺿﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣر ﻛﺎن ﯾﻘول اﻟﻔرد ﻣﺛﻼ ﻋﻠﻰ اﺣد ﻣﺎ :اﻧﻪ ﻟم ﯾﺑﺗﺳم ﻓﻲ وﺟﻬﻲ
إذن ﻫو ﯾﻛرﻫﻧﻲ.
.2اﻟﺗﺟرﯾد اﻹﻧﺗﻘﺎﺋﻲ :ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﺳﺗﻧﺎدا ﻟﻌﻧﺻر واﺣد ﻓﻘط ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣوﻗف ،أي أن
اﻟﻔرد ﯾﺑﻧﻲ اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾن ﯾﺗﺟﺎﻫل اﻟﺟواﻧب اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣوﻗف
ﻓﺎﻟﻣرﯾض اﻻﻛﺗﺋﺎﺑﻲ ﻣﺛﻼ ﯾﺗﺟﻪ إﻟﻰ اﻧﺗﻘﺎء اﻷﺣداث اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ وذﻟك ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟﺳﯾﺎق اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣوﻗف ،وﻫذا
.3اﻟﺗﻌﻣﯾم اﻟزاﺋد :ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ﻛﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺣدث واﺣد وﻗد ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺣدث
ﺗﺎﻓﻬﺎ ،أي اﻟﻘﻔز إﻟﻰ ﺗﻌﻣﯾم ﻏﯾر ﻣﻧطﻘﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ واﻗﻌﺔ واﺣدة ،وﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﺧطﺊ
ﺧطﺄ واﺣدا ﻓﯾﺳﺗﻧﺗﺞ اﻧﻪ ﻓﺎﺷل ،أو ﻣن رﺳب ﻓﻲ اﺧﺗﺑﺎر واﺣد ﻓﯾﻘول اﻧﻪ ﺳﯾرﺳب ﻓﻲ ﻛل اﻻﺧﺗﺑﺎرات
.4اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘطب :وﯾﻌرف ﺑﺗﻔﻛﯾر اﻟﻛل أو اﻟﻼﺷﻲء ،وﯾﻌﻧﻲ اﻟﻣﯾل ﻟﻠﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﺻورة ﻣطﻠﻘﺔ ﻣﺛل
اﻟﻧﺟﺎح اﻟﻛﺎﻣل أو اﻟﻔﺷل اﻟﺗﺎم ،أي اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻟوﻗﺎﺋﻊ واﻷﺣداث ﺑﺻور ﻣﺗطرﻓﺔ ﺣﯾث أن ﻫذا اﻟﻧوع
ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﯾﺗراوح ﺑﯾن اﻟﻘﺑول اﻟﻣطﻠق أو اﻟرﻓض اﻟﻣطﻠق وﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ أﯾﺿﺎ اﺳم اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺛﻧﺎﺋﻲ ،أي
اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﻠﻐﺔ إﻣﺎ ﻫذا أو ذاك ،وﻋدم اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر أن اﻷﻣور ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺳﯾر ﻋﻠﻰ ﻣﺗﺻل،
ﻓﻠﯾس ﻫﻧﺎك ﻧﺟﺎﺣﺎ ﺗﺎﻣﺎ أو ﻓﺷﻼ ﻛﻠﯾﺎ واﻟذﯾن ﯾﺳﺗﺧدﻣون ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﺣرﯾف اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﯾﻣﯾﻠون إﻟﻰ
.5اﻟﺷﺧﺻﻧﺔ أو اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟﺷﺧﺻﻲ :وﻫﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻷﺣداث ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر اﻟﻣرﯾض ،ﺣﯾث ﯾﻔﺳر
اﻟﻣرﺿﻰ اﻷﺣداث ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﯾﻬم وﺗﺣل وﺟﻬﺎت اﻟﻧظر اﻟذاﺗﯾﺔ ﻫذﻩ ﻣﺣل اﻷﺣﻛﺎم
اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺷﺧص اﻟﻣﻛﺗﺋب ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻷﺣداث واﻟﻣواﻗف ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻣوﺟﻬﺔ إﻟﯾﻪ وﺗﺗﻌﻠق ﺑﻪ ،وﻫذا
.6اﻟﺗﺿﺧﯾم واﻟﺗﻬوﯾن :ﯾﻌﻧﻲ ﻣﯾل اﻟﻔرد إﻟﻰ اﻟﺗﺿﺧﯾم ﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻷﺣداث اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن أﻫﻣﯾﺔ
اﻟﺟواﻧب اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧطوي ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣوﻗف ،وﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺧﺎطﺊ ﺷﺎﺋﻊ ﻋﻧد ﻣرﺿﻰ اﻟﻘﻠق
واﻻﻛﺗﺋﺎب ،ﻓﺎﻟﺷﺧص اﻟﻣﺻﺎب ﺑﺎﻟﻘﻠق ﯾﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣواﻗف وﯾﺗوﻗﻊ اﻟﺷر ﻟﻧﻔﺳﻪ وﻷﺳرﺗﻪ وﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻪ
ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ إﺛﺎرة ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺧوف واﻟﻘﻠق ﻟدﯾﻪ ،وﯾﻌرف أﯾﺿﺎ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﺎﻟﻣﺑﺎﻟﻐﺔ أو
اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻛوارﺛﻲ.
.7ﻟوم اﻟذات واﻧﺗﻘﺎدﻫﺎ :وﯾﻌﻧﻲ إﺳﺎءة ﺗﻔﺳﯾر اﻷﺣداث واﻟوﻗﺎﺋﻊ ﺑﺷﻛل ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺎن اﻟذات
ٕواﻟﻘﺎء اﻟﻠوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ،أي ﺗوﺟﯾﻪ اﻟﻧﻘد إﻟﻰ اﻟذات واﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺎﻧﻬﺎ ﻛﺎن ﯾﻘول اﻟﻔرد :إن ﻛل ﺗﺻرﻓﺎﺗﻲ
.8ﺗﻌﺑﯾرات اﻟﯾﻧﺑﻐﯾﺎت :وﻫﻲ أن ﯾﻔﺳر اﻟﻔرد اﻷﺣداث ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻛون ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑدﻻ
ﻣن اﻟﺗرﻛﯾز ﺑﺑﺳﺎطﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻛﺄن ﯾﻘول :ﯾﻧﺑﻐﻲ أن اﻋﻣل ﻛل ﺷﻲء ﺑﺷﻛل ﺟﯾد ٕواذا ﻟم اﻓﻌل
ذﻟك ﻓﺳﺄﻛون ﺷﺧﺻﺎ ﻓﺎﺷﻼ ،وﺑﻬذا ﻓﺎﻟﯾﻧﺑﻐﯾﺎت ﺗﻌﻧﻲ وﺿﻊ اﻟﻔرد ﻟﻘواﻋد ﺻﺎرﻣﺔ ﻟطرﯾﻘﺔ ﺳﻠوﻛﻪ وﺳﻠوك
اﻵﺧرﯾن.
.9ﻗراءة اﻷﻓﻛﺎر :ﺗﺗﺿﻣن اﻋﺗﻘﺎد اﻟﻔرد ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻌرف ﻣﺎ ﯾﻔﻛر ﻓﯾﻪ اﻵﺧرون ﻧﺣوﻩ دون وﺟود دﻟﯾل ﻛﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ
ﻫذا اﻟﺗﻔﻛﯾر.
.10اﻟﻌﻧوﻧﺔ )اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ( :وﻓﯾﻬﺎ ﯾﻧﺳب اﻟﻔرد اﻟﺳﻣﺎت اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻧﻔﺳﻪ وﻟﻶﺧرﯾن ﻣﺛل أﻧﺎ ﺷﺧص ﻓﺎﺷل وﻏﯾر
ﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ.
ﯾﺷﯾر ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ إﻟﻰ وﺟﻬﺔ اﻟﻧظر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛوﻧﻬﺎ اﻟﻣرﯾض ﻋن ذاﺗﻪ وﻋن ﻋﺎﻟﻣﻪ وﻋن
ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻪ ،ﻓﺎﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻛﺗﺋﺑﯾن ﯾﺻﻔون أﻧﻔﺳﻬم ﺑﺄﻧﻬم ﻏﯾر أﻛﻔﺎء وﻏﯾر ﺟدﯾرﯾن ﺑﺎﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ،وﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ
ﯾرون اﻟﻌﺎﻟم ﻣن ﺣوﻟﻬم ﻓﻬو ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻣﺻﺎﻋب واﻟﻌﻘﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣول دون ﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬم ،وﯾدرﻛون اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل
ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻲء وأﻧﻬم ﻏﯾر ﻧﺎﺟﺣﯾن ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻬم ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟﻌﻠﻬم ﻫذا اﻹدراك ﯾﺎﺋﺳﯾن وﻏﯾر ﻣﺑﺎﻟﯾن ،ﻓﻬذا اﻟﺛﺎﻟوث
49 http://virtuelcampus.univ-msila.dz/facshs/?p=2474 اﻷﺳﺗﺎذة ﻗﻧون ﺧﻣﯾﺳﺔ
ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﯿﺎدي اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ
اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﯾﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻷﻣراض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﻧﺷﺄ ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ واﻻﻓﺗراﺿﺎت ﻏﯾر اﻟﺗواﻓﻘﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻛوﻧﻬﺎ اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ
ﺛﻼث ﻣﺣﺎور رﺋﯾﺳﯾﺔ وﻫﻲ اﻟذات واﻟﺳﯾﺎق اﻟﺑﯾﺋﻲ واﻟﻣﺳﺗﻘﺑل )اﻷﻫداف( ،وأن ﻛل زﻣﻠﺔ أﻋراض إﻛﻠﯾﻧﯾﻛﯾﺔ
ﺗوﺻف ﺑﻣﻌﺎﻧﻲ واﻋﺗﻘﺎدات ﻏﯾر ﺗواﻓﻘﯾﺔ ﺗﻛون ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻛل ﻣن ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺛﺎﻟوث اﻟﻣﻌرﻓﻲ.
ﯾﻘوم اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻣﺑﺎدئ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1-2-4اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ :ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﺗﻌﺎون ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟﻣﻔﺣوص ﻟدراﺳﺔ
اﻻﻋﺗﻘﺎدات وأﻧﻣﺎط اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟدى ﻫذا اﻷﺧﯾر وﻓﺣﺻﻬﺎ واﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ﺑدﯾﻠﺔ ﺗﻛون أﻛﺛر ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ
وﺗوازﻧﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔﻧﯾﺎت واﻟطراﺋق ﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻔﺣوص ﺗﺻﺣﯾﺢ اﻷﻧﻣﺎط اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ
اﻟﺧﺎطﺋﺔ واﻟﻣﺷوﻫﺔ ﻟدﯾﻪ ،ﻓﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎوﻧﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟﻣﻔﺣوص ﺗﻣﺛل ﻣﻛون ﻫﺎم وﺧطوة أﺳﺎﺳﯾﺔ
ﻓﻲ ﻛل ﻋﻼج ﻓﻌﺎل ،وﻓﻲ إطﺎر ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗﻔق اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟﻣﻔﺣوص ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻲ
ﺳﺗﻛون ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺷﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﻬدف ﻣن اﻟﻌﻼج وطرق ﺗﺣﻘﯾق ﻫذا اﻟﻬدف وﻣدة اﻟﻌﻼج ،وﯾﺟب أن ﯾﺗﺳم
اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺑﺎﻟﺻدق وﺑﺎﻟدفء واﻹﺧﻼص واﻟﻣروﻧﺔ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﻔﺣوص ﻟﯾﺳﻬل ﻣن ﻧﺟﺎح ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼج ،واﻟﻌﻼج
اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﯾﻣﺛل ﺟﻬد ﻣﺷﺗرك ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟﻣﺗﻌﺎﻟﺞ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻧظر إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺷراﻛﺔ ﻋﻼﺟﯾﺔ
ﯾﺗﻌﺎون ﻓﯾﻬﺎ ﻛﻼ اﻟطرﻓﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ٕواﯾﺟﺎد اﻟﺣﻠول اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻬﺎ.
-2-2-4ﺗوطﯾد اﻟﻣﺻداﻗﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻣرﯾض )ﺑﻧﺎء اﻟﺛﻘﺔ( :ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺗﻔﺎدي أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺿﻐط
واﻟﺗﺳﻠط اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻊ ﺑﻌض اﻟﻣرﺿﻰ إﻟﻰ اﻟﺗﻘﺑل اﻷﻋﻣﻰ ﻟﺗﻔﺳﯾراﺗﻪ واﻗﺗراﺣﺎﺗﻪ ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى
ﻗد ﺗﻘود إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ واﻟرﻓض ﻟدى ﺑﻌض اﻟﻣرﺿﻰ ،ﻟذا ﻓﺎن اﻷﺳﻠوب اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﺑﻧﺎء اﻟﺛﻘﺔ ﻫو ﻗﯾﺎم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ
ﺑﻧﻘل رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﻣرﯾض ﺗﺗﺿﻣن أن ﻟدﯾﻪ أﻓﻛﺎ ار ﺗﺿﺎﯾﻘﻪ وﺗﺣزﻧﻪ وﻗد ﺗﻛون ﺗﻠك اﻷﻓﻛﺎر ﺻﺣﯾﺣﺔ أو ﺧﺎطﺋﺔ
ﻟذا ﯾﺟب ﻓﺣﺻﻬﺎ ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣﻧﻬﺎ ،وﻫذا ﯾﺳﺎﻋدﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى اﺳﺗﻌداد اﻟﻣرﯾض ﻟﻔﺣص اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺄﻓﻛﺎرﻩ.
-3-2-4اﺧﺗزال اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ :ﺗﻌﻧﻲ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣرﯾض إﻟﻰ وﺣدات وﻋﻧﺎﺻر ﯾﺳﻬل
ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ ،وﯾﻘﺻد ﺑﺎﺧﺗزال اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣرﯾض ذات اﻷﺳﺑﺎب
اﻟﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺔ وﺗﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ﻣﻌﺎ ﺛم ﯾﺧﺗﺎر اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﻔﻧﯾﺎت اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت ،وﯾﻣﻛن
اﺧﺗزال اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻷﻋراض اﻟﻣرﺿﯾﺔ واﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻋﺎدة
ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺻﻐﯾرة ﯾﻣﻛن ﺣﻠﻬﺎ ﺑﺳﻬوﻟﺔ ﻟﻛن اﻟﺗﺄﺧر أو اﻹرﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ ﯾﺗﻣﺧض ﻋﻧﻪ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣؤﻟﻣﺔ.
-4-2-4ﺗﻌﻠم اﻟﺗﻌﻠم :ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻣرﯾض ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻣﺎ ﺗﻌﻠﻣﻪ ﻣن ﺧﺑرات وﻣﻌﺎرف وطرق ﺟﯾدة ﻟﺣل
اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗرﺿﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ،ﻓﺗﻌﻠم ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت ﯾﺧﻔف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻛﺛﯾ ار وﯾﺟﻌل اﻟﻣرﯾض ﯾﻔﻛر ﻓﻲ
ﻣﺷﺎﻛﻠﻪ ﺑﺻورة أدق وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﺣل اﻟﻣﺷﺎﻛل ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻣن ﺛﻘﺗﻪ ﺑﻧﻔﺳﻪ
وﺗﻘدﯾرﻩ ﻟذاﺗﻪ ،وﻗد ﯾﺷﺎرك اﻟﻣرﯾض اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺷﻛﻠﺗﻪ ووﺿﻊ ﺧﯾﺎرات ﻋدﯾدة ﻟﺣﻠﻬﺎ ،إذ أن ﻣﺷﺎرﻛﺔ
اﻟﻣرﯾض ﻓﻲ ﺻﻧﻊ اﻟﻘرار ﯾﺳﺎﻋدﻩ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذﻩ ،ﻓﻣن أﻫداف اﻟﻌﻼج ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠم طرق ﺟدﯾدة
ﻟﺣل ﻣﺷﺎﻛﻠﻪ.
ﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻔﻧﯾﺎت واﻵﻟﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد اﻟﻣﻔﺣوﺻﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر أﻧﻣﺎط اﻟﺗﻔﻛﯾر
اﻟﺧﺎطﺋﺔ واﻻﻓﺗراﺿﺎت واﻟﻣﺧططﺎت ﻏﯾر اﻟﺗواﻓﻘﯾﺔ ﻟدﯾﻬم وﻣن ﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟﻔﻧﯾﺎت ﻧذﻛر ﻣﺎﯾﻠﻲ:
-1-3-4ﻓﻧﯾﺔ ﺗﻔﺳﯾر ﻛﯾف اﻟﺗﻔﻛﯾر ﯾوﻟد اﻟﻣﺷﺎﻋر :إن اﻟﻔﻛرة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻫﻲ أن
ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻔرد ﻟﻸﺣداث واﻟﻣواﻗف اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻣﺷﺎﻋرﻩ وﺳﻠوﻛﻪ ،ﻓﻣﺷﺎﻋر اﻟﻔرد وﺳﻠوﻛﻪ ﺗﻛون
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺗﻔﻛﯾرﻩ وﺗﻌدﯾل ﻫذﻩ اﻟﺗﻔﺳﯾرات واﻷﻓﻛﺎر ﺗؤدي ﺑﻪ إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر ﺗﻠك اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻟﺳﻠوﻛﺎت ،ﻓﺎﻟﻌﻼج اﻟﻣﻌرﻓﻲ
ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر واﺳﺗﺑدال اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺧﺎطﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﻟد اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﺑﺄﻓﻛﺎر أﻛﺛر ﻣﻧطﻘﯾﺔ ،وﻫﻧﺎ ﯾﻘوم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ
ﺑﺎﻟﺗﻔﺳﯾر ﻟﻠﻣرﯾض ﻛﯾف أن أﻓﻛﺎرﻩ اﻟﺗﻲ ﯾﻛوﻧﻬﺎ ﻋن ذاﺗﻪ وﻋن اﻵﺧرﯾن ﻫﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن ﺗوﻟﯾد اﻟﻣﺷﺎﻋر ﻟدﯾﻪ
ٕواﺛﺎ رة اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺳﺗﺗوﻟد ﻋﻧﻬﺎ ﻣﺷﺎﻋر واﻧﻔﻌﺎﻻت ﺳﻠﺑﯾﺔ واﻟﻌﻛس.
-2-3-4ﻓﻧﯾﺔ ﺗﻣﯾﯾز اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣدرك ﻋن اﻟواﻗﻊ :ﺗرﻛز ﻫذﻩ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟواﻗﻊ ﻛﻣﺎ ﻫو
ﻋﻠﯾﻪ واﻟواﻗﻊ ﻛﻣﺎ ﯾدرﻛﻪ اﻟﻔرد ،ﺣﯾث أن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺗﺣﻛﻣﻪ ﻋواﻣل ذاﺗﯾﺔ ،واﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣرﺿﻰ ﯾﺗﻌﺎﻣﻠون ﻣﻊ
أﻓﻛﺎرﻫم ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎﻧت واﻗﻌﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬم ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻌﻠم ﻛﯾف ﯾﺗﻌرﻓون ﻋﻠﻰ أﻓﻛﺎرﻫم ﺑﻣوﺿوﻋﯾﺔ وﻋﻧدﺋذ
ﯾﺣددون اﻟواﻗﻊ ،وﻟﯾﺗﻣﻛن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻣن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﺷﺎﻋر واﻟواﻗﻊ ﻋﻠﯾﻪ إن ﯾوﺿﺢ ﻟﻠﻣرﯾض ﻛﯾف أن
اﻟﺣدث اﻟواﺣد ﯾؤدي إﻟﻰ أﻓﻛﺎر واﻋﺗﻘﺎدات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﻣﺷﺎﻋر وﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻓﻲ ﺿوء ذﻟك ﻓﺎن
ﻣﺷﺎﻋر وﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻔرد ﺗﺧﺗﻠف ﺣﺳب طرﯾﻘﺔ ﺗﻔﻛﯾرﻩ ﻓﻲ اﻟﻣوﻗف وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻣﺻﺑوغ ﺑﺻﺑﻐﺔ
ذاﺗﯾﺔ وﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟواﻗﻊ واﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻓﺎﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣرﯾض أن ﯾﺑﺗﻌد ﻋن ﺗﻔﻛﯾرﻩ وﯾﻔﺣﺻﻪ
ﺑطرﯾﻘﺔ واﻗﻌﯾﺔ وﻣوﺿوﻋﯾﺔ ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﺗﺑﺎﻋد ،أي اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣرﯾض اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إﺿﻔﺎء اﻟﻣ وﺿوﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ
52 http://virtuelcampus.univ-msila.dz/facshs/?p=2474 اﻷﺳﺗﺎذة ﻗﻧون ﺧﻣﯾﺳﺔ
ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﯿﺎدي اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ
ﺗﻔﻛﯾرﻩ وﺗﻘﯾﯾﻣﻪ ﻟﻠواﻗﻊ ،ﻓﺎﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻣﺗﻠك اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻓﺣص أﻓﻛﺎرﻩ اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻟﯾس ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﻣﺳﺎوﯾﺔ ﻟﻠواﻗﻊ ﺑل
ﻫﻲ ﻓروض ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن اﻟواﻗﻊ ﯾوﺻف ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑﺎﻋد واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗﺑﺎﻋد ﻫو اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن
ﻣﺎ ﯾﻔﻛر ﻓﯾﻪ اﻟﻔرد أو ﻣﺎ ﯾﻌﺗﻘدﻩ وﺑﯾن اﻟواﻗﻊ ،ﻓﻣﺎ ﯾﻔﻛر ﻓﯾﻪ اﻟﻔرد أو ﯾﻌﺗﻘد ﻏﯾر ﺛﺎﺑت وﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺗﺣﻘق واﻟﺗﺛﺑت
وﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻷﺧر ﯾطﻠق ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺑﻬﺎ ﺻرف اﻟﻣرﯾض ﻋن اﻟﻧظر إﻟﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﺑوﺻﻔﻪ ﺑؤرة
ﻛل اﻷﺣداث ﺑﺎﺳم ﻓض اﻟﺗﻣرﻛز ،وﻫﻲ ﺗﻌﻧﻲ ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣرﺿﻰ أن ﯾﻔﺻﻠوا أﻧﻔﺳﻬم ﻋن ﺧﺑرات وأﺣداث اﻵﺧرﯾن.
-3-3-4ﻓﻧﯾﺔ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ وﺗﺻﺣﯾﺣﻬﺎ :إن اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﺗؤﺛر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻗدرة اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ
ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣواﻗف ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺗواﻓﻘﻪ اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﻣن ﺛم ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻬﺎ اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣؤﻟﻣﺔ ،وﻟﻬذا
ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ وﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ،وﻟﻬذا ﯾطﻠب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻣن اﻟﻣرﯾض ﺑﺎﻟﻣراﻓﻘﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟﻸﻓﻛﺎر
اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻘﻠق أو اﻻﻛﺗﺋﺎب ﻟدﯾﻪ ،ﻓﻣﺛﻼ ﯾﻘوم اﻟﻣرﯾض ﺑﺎﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟذاﺗﯾﺔ ﻟﻸﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗردﻩ أﺛﻧﺎء
ﺷﻌورﻩ ﺑﺎﻟﻘﻠق وﯾﺳﺟل ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ﻓﻲ ﺳﺟل ﺧﺎص وﯾﻘوم ﺑﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻟﯾﻘوم ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ
ﻋﻠﻰ ﺑﻧﺎء وﺗﻛوﯾن أﻧﻣﺎط ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻟﺳﻠوك ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟدﯾﻪ.
-4-3-4ﺗﻘدﯾر درﺟﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎل ودرﺟﺔ اﻻﻋﺗﻘﺎد ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر :ﺗﻌﻧﻲ ﺗﻘدﯾر درﺟﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎل ودرﺟﺔ اﻻﻋﺗﻘﺎد ﻓﻲ
اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻟدى اﻟﻔرد ،ﺣﯾث أن اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ اﻟدرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺛل أﻧﺎ ﻏﺿﺑﺎن ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة أو ﻣﺗوﺳطﺔ أو
ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ،وﻋﻠﻰ ﻫذا ﯾﻛون ﻣن اﻟﻣﻔﯾد ﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣرﯾض ﻛﯾف ﯾﻣﯾز ﺑﯾن اﻟدرﺟﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ وﻣﻌرﻓﺔ
أن اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ﯾﻛون ﻣﺗدرﺟﺎ ،وأن ﯾﻼﺣظ اﻟﻣرﯾض أﯾﺿﺎ اﻟدرﺟﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ ﻣﺷﺎﻋرﻩ
واﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ.
وﯾﺗم ﺗﻘدﯾر درﺟﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎل اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺗﻔﻛﯾر ،ودرﺟﺔ اﻻﻋﺗﻘﺎد ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻟدى اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ ﻣﻘﯾﺎس ﻣﺗدرج ﻣن
0إﻟﻰ ،100ﺣﯾث أن اﻟدرﺟﺔ 100ﺗﺟﺳد ﻣﺷﺎﻋر وأﻓﻛﺎر ﻗوﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣرﯾض ،ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟدرﺟﺔ 0ﺗﺷﯾر إﻟﻰ
اﻧﻌدام اﻟﻣﺷﺎﻋر ،وﺑﻌد ﺗﻘدﯾر درﺟﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎل واﻻﻋﺗﻘﺎد اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﻛل ﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﻟﻣوﻗف ﯾطﻠب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻣن
اﻟﻣرﯾض أن ﯾﻔﺳر ﻫذا اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟذي ﺣدث ﻓﻲ درﺟﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎل واﻻﻋﺗﻘﺎد ،وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ ﺑﻌد ﺗﺣدﯾد اﻟﻣرﯾض
ﻟﻣﺷﺎﻋرﻩ واﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺣدد ﻣﻘدار اﻻﻧﻔﻌﺎل واﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﻪ،
-5-3-4ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺎت واﻟﯾﻧﺑﻐﯾﺎت :ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻌرض اﻟﻣﻔﺣوﺻﯾن ﻣﺷﻛﻼﺗﻬم ﻓﻲ ﺻورة ﺗﻌﺑﯾرات وﺟﻣل ﻣن
اﻟﯾﻧﺑﻐﯾﺎت ﺗﻌﺑر ﻋن اﻻﻋﺗﻘﺎدات اﻟﻣﺷروطﺔ وﻋن اﻟﻘواﻋد اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻟدﯾﻬم ﻣﺛل إذا ﻟم ﯾﺣﺑﻧﻲ ﺷﺧص ﻣﺎ ﻓﻬذا ﯾﻌﻧﻲ
أﻧﻧﻲ ﻏﯾر ﻣﺣﺑوب ،ﯾﺟب أن أﻛون ﺳﻌﯾدا ،وﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻓﻲ ﺻورة ﺗﻌﺑﯾرات ﻣﺗطرﻓﺔ ﻣﺛل :ﻛل ﺷﺧص ﻓﻲ
اﻟﻌﻣل ﻫو أذﻛﻰ وأﺣﺳن ﻣﻧﻲ ،ﻓﺎﻟﺟﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﯾﻬﺎ ﻛﻠﻣﺎت ﻣﺛل ) ﻛل ،داﺋﻣﺎ ،ﻣطﻠﻘﺎ ،أﺑدا ،ﻓﻲ ﻛل
اﻷوﻗﺎت( ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﻣطﻠﻘﺎت ،وﻣن ﺛم ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أن ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻣﻔﺣوص ﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ
اﻟﺗﻌﺑﯾرات اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋرﺿﻬﺎ ﺑﺻورة أﻛﺛر دﻗﺔ ﻓﺑدﻻ ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﯾﻧﺑﻐﯾﺎت
-6-3-4اﻟوﺻول إﻟﻰ دﻗﺔ اﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت :ﯾﺗم ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗدرﯾب اﻟﻣرﯾض وﺗﻌﻠﯾﻣﻪ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟدﻗﯾﻘﺔ وأن ﺗﺗﺳم اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟواﻗﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواﻗف اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻫﻧﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻣﺳﺎﻋدة
اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﺳﺗﻧﺗﺎج دﻗﯾﻘﺔ وﺗﺣدﯾد ﺗﻠك اﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ﺑﺷﻛل ﺟﯾد واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻓﺣﺻﻬﺎ وﺗﻘﯾﯾﻣﻬﺎ
-7-3-4ﺗﺣدﯾد ﻣزاﯾﺎ وﻋﯾوب اﻟﺗﻔﻛﯾر :وﻓﯾﻬﺎ ﯾطﻠب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻣن اﻟﻣرﯾض وﺿﻊ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗﺗﺿﻣن ﻛل ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ
واﻟﻌﯾوب اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن ﺗﻔﻛﯾرﻩ ،وأن ﯾﺿﻊ درﺟﺔ ﻣﺋوﯾﺔ ﻟﻸﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛل ﻣن اﻟﻣﯾزة واﻟﻌﯾب ،وﻫذا ﯾزﯾد ﻣن
داﻓﻌﯾﺔ اﻟﻣﻔﺣوص ﻧﺣو ﺗﻐﯾﯾر ﺗﻔﻛﯾرﻩ واﻟوﺻول إﻟﻰ ﺣل ﻓﻌﺎل وواﻗﻌﻲ ﻟﻣﺷﻛﻠﺗﻪ.
-8-3-4ﻓﻧﯾﺔ اﻷﻋﻣدة اﻟﺛﻼث :ﺗﺳﻣﺢ ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﻓﻛﺎرﻩ اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل وﺿﻊ ﺛﻼث أﻋﻣدة
أو ﺧﺎﻧﺎت ،ﺣﯾث ﯾﺻف اﻟﻣرﯾض اﻟﻣوﻗف اﻟﻣﺳﺑب ﻟﻼﻧﻔﻌﺎل ﻓﻲ اﻟﻌﻣود اﻷول ،وﯾدون اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ
اﻟﻣﺻﺎﺣﺑﺔ ﻟﻠﻣوﻗف ﻓﻲ اﻟﻌﻣود اﻟﺛﺎﻧﻲ أﻣﺎ اﻟﻌﻣود اﻟﺛﺎﻟث ﻓﯾدون ﻓﯾﻪ اﻟﺑداﺋل أو اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ اﻟﻣﻣﺛﻠﺔ
ﻟﻠﺗﻔﻛﯾر واﻟﺳﻠوك اﻟﺳوﯾﯾن ،وﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أﺛﻧﺎء اﻟﺟﻠﺳﺔ ﻟﻸﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣرﯾض
ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻷﺧطﺎء اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ) اﻟﺗﺣرﯾﻔﺎت اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ( ،ﺛم ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎوﻣﺗﻬﺎ وﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن
ﺑداﺋل وأﻧﻣﺎط ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻟﻣﺗوازﻧﺔ اﻷﻛﺛر اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ وﻣﻧطﻘﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ
-9-3-4ﻓﻧﯾﺔ ﻣلء اﻟﻔراغ :ﺗﻌﻧﻲ أن ﻫﻧﺎك ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗوﺳط ﺑﯾن اﻟﺣدث
واﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣؤﻟﻣﺔ ،وﻣﺎ إن ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻣرﯾض ﻣن ﻣلء ﻫذﻩ اﻟﻔﺟوة اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﺣدث وﺑﯾن ﻧﺗﺎﺋﺟﻪ
اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﻓﻬم ﺳﺑب ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻣرن ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣرﯾض اﻟﺗﺣﻛم ﺑﻬذﻩ اﻷﻓﻛﺎر
اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﺳط ﺑﯾن اﻟﺣدث واﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ،وﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﺗﺳﺎﻋد اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻣﺎط
اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟدﯾﻪ وذﻟك ﻋن طرﯾق ﺗدرﯾﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﺣظﺔ اﻷﺣداث واﺳﺗﺟﺎﺑﺎﺗﻪ ﻧﺣوﻫﺎ.
-10-3-4ﻓﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺣدر اﻟرأﺳﻲ :ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﻓﻧﯾﺔ اﻟﺳﻬم اﻟﻬﺎﺑط وﻫﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﺎذا ﯾﻌﻧﻲ ﻟو ﻛﺎن
اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻟدى اﻟﻣرﯾض ،ﻓﺎﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﯾﺳﺄل اﻟﻣرﯾض إذا ﻛﺎن ﺗﻔﻛﯾرﻩ ﺻﺣﯾﺣﺎ ﻓﻣﺎذا ﯾﻌﻧﻲ ذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ؟
وﻟﻣﺎذا ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ؟ وﻣﺎذا ﯾﺣدث؟ ﻫذﻩ اﻷﺳﺋﻠﺔ ﺗﺗطﻠب إﺟﺎﺑﺎت ﯾﻌطﯾﻬﺎ اﻟﻣرﯾض ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻔﻧﯾﺔ
55 http://virtuelcampus.univ-msila.dz/facshs/?p=2474 اﻷﺳﺗﺎذة ﻗﻧون ﺧﻣﯾﺳﺔ
ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﯿﺎدي اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ
ﯾواﺻ ل اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أﺳﺋﻠﺗﻪ ﻋن اﻟﺗﻔﻛﯾر وﺗﺳﻣﻰ ﻫذﻩ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺣدر اﻟرأﺳﻲ ﻷن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﯾﺣﺎول اﻟﺑﺣث واﻟﺗﻧﻘﯾب ﻓﻲ
اﻋﺗﻘﺎدات اﻟﻣرﯾض وأﻓﻛﺎرﻩ رأﺳﯾﺎ ﻣن أﻋﻠﻰ ﺣﺗﻰ ﯾﺻل إﻟﻰ أﺳﻔل ،ﺣﯾث ﯾدون ﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣرﯾض ﻓﻲ ﻗﻣﺔ اﻟﺻﻔﺣﺔ
وﻋﻧدﺋذ ﯾرﺳم ﺳﻬﻣﺎ ﻫﺎﺑطﺎ ﻟﺳﻠﺳﻠﺔ اﻷﻓﻛﺎر واﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﺿﻣﻧﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻣﻔﯾدة
ﻓﻲ اﺳﺗﺛﺎرة اﻻﻋﺗﻘﺎدات اﻟﻛﺎﻣﻧﺔ ﻟدى اﻟﻣرﯾض وﺗﺣﻘﯾق ﻓﻬم أﻋﻣق ﻟﻣﺎ ﺗﻌﻧﯾﻪ أﻓﻛﺎرﻩ اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺔ ،وﺗوﺿﯾﺢ اﻟدﻟﯾل
-5اﻟﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ:
ﺗﻣﻬﯾد
ﯾﺗﻣﺛل اﻟﺳﻠوك ﻓﻲ ردود اﻷﻓﻌﺎل اﻟداﺧﻠﯾﺔ أو اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻋن اﻟﻔرد ،ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻠﻘﯾﻪ ﻣﻧﺑﻬﺎت أو
ﻣﺛﯾرات داﺧﻠﯾﺔ أو ﺧﺎرﺟﯾﺔ أﯾﺿﺎ ،ﻓﻬو ﯾﻌﻧﻲ ﻧﺷﺎط اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ ﻟﯾﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻌﻬﺎ.
واﻟﺳﻠوك ﯾﺗﺿﻣن ﻣﺎ ﻫو ظﺎﻫر وﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻪ ،وأﯾﺿﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻛﺎﻣن داﺧل اﻟﻔرد وﻻ ﯾﻣﻛن ﻣﻼﺣظﺗﻪ
ﻛﺎﻟﺗﻔﻛﯾر واﻟﺗﺧﯾل واﻟﺗذﻛر ،ﻓﺎﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﺑﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﺳﺎﺑق ﻻ ﯾﻛون دون داﻓﻊ أو ﺳﺑب ﻣن وراﺋﻪ ﺳواء ﻛﺎن
ﻫذا اﻟﺳﺑب واﺿﺣﺎ ﻟﻶﺧرﯾن وﻟﻠﻔرد ذاﺗﻪ أو ﻏﯾر واﺿﺢ ،ﻓﻔﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﺗﺻدر ﻋن اﻟﻔرد ﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻻ
ﯾرى ﺳﺑﺑﺎ واﺿﺣﺎ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ،إﻻ أن ﻫﻧﺎك أﺳﺑﺎﺑﺎ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﻛون ﻻ ﺷﻌورﯾﺔ وﻣﺗﻰ ﻛﺎن اﻟداﻓﻊ أو اﻟﺳﺑب ﻗوﯾﺎ
وﺗﺧﺗﻠف ﺗﻠك اﻟدواﻓﻊ واﻷﺳﺑﺎب ﺑﺎﺧﺗﻼف اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣور ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل:
ﻫﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺳﻠوك ﻣﻧﻬﺎ:
-1ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﻌداد :وﻫو ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻔرد وﻣدى رﻏﺑﺗﻪ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر أو اﻛﺗﺳﺎب ﺳﻠوك ﺟدﯾد.
-3ﻗﺎﻧون اﻷﺛر :اﻷﺛر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻗﯾﺎم اﻟﻔرد ﺑﺳﻠوك ﻣﺎ ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺛر اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ أو ﺳﻠﺑﯾﺎ ﯾﻠﻌب دو ار
-4ﻗﺎﻧون اﻟﺗدﻋﯾم :ﻟﻠﺗدﻋﯾم اﻟذي ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻔرد ﻣن اﻟﻣﺣﯾطﯾن ﺑﻪ – ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺗدﻋﯾم إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ أو
وﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﺳﻠوك وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻧﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
" اﻟﺳﻠوك ﻫو رد ﻓﻌل ﯾﺻدر ﻋن اﻟﻔرد ﻟﺳﺑب ﻣﺎ ،ﻫذا اﻟﺳﺑب ﻫو ﻣﺎ ﻧطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﻛﻠﻣﺔ )اﻟﻣﺛﯾر(
ﺳواء ﻛﺎن ﻫذا اﻟﻣﺛﯾر واﺿﺣﺎ وظﺎﻫ ار ﻟﻠﻔرد أو ﻏﯾر واﺿﺢ ،أﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺻدر ﻋن اﻟﻔرد ﻣن ردود أﻓﻌﺎل اﺗﺟﺎﻩ ذﻟك
ﻓﺎﻹﻧﺳﺎن ﺗﺣﻛﻣﻪ ﻓﻲ ردود أﻓﻌﺎﻟﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل :أﻓﻛﺎرﻩ وﺧﺑراﺗﻪ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ
– أﺳﻠوﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر -طرﯾﻘﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻷﻣور -ﻛﯾﻔﯾﺔ إدراﻛﻪ ﻟﻠﻣوﻗف أو اﻟﻣﺛﯾر وﺗﻔﺳﯾرﻩ ﻟﻪ -أﻫﻣﯾﺔ
اﻟﻣوﻗف ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ -ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣﺣﯾطﯾن ﺑﻪ أﺛﻧﺎء ﺣدوث اﻟﻣﺛﯾر – ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﻣزاﺟﯾﺔ ودرﺟﺔ اﺳﺗﻌدادﻩ – ﺣﺎﻟﺗﻪ
اﻟﻔرد ﻻ ﯾرى ﻧﻔﺳﻪ إﻻ ﻣن ﺧﻼل اﻵﺧرﯾن ،ﻓﺎﻵﺧر ﻫو اﻟذي ﯾﺣﻛم ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺻدر ﻣﻧﺎ ﻣن أﻓﻌﺎل
وﺗﺻرﻓﺎت ،ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺷﻌر اﻟﻔرد ﺑﺎﺳﺗﺣﺳﺎن ﻣن اﻵﺧر ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣوﻗف ﻣﻌﯾن ﻛﺎن ذﻟك ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ
إﺣداث أﺛر طﯾب ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻔرد ،ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻣﺛل ﻫذا اﻟﺳﻠوك ﻓﻲ اﻟﻣواﻗف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ واﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ،وﻛﻠﻣﺎ
ﺣﺻل اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ﻫذا اﻷﺛر ﻓﻲ اﻟﻣواﻗف اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ازداد ﺗﻌزﯾز ﻫذا اﻟﺳﻠوك )اﻟﺗﻌزﯾز اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ( ﻣﻣﺎ ﯾؤدي
إﻟﻰ اﺳﺗﻣ اررﻩ وﺛﺑﺎﺗﻪ )ﺗدﻋﯾﻣﻪ( ،أﻣﺎ إذا ﺣدث ﻋﻛس ﻣﺎ ﺳﺑق وﺷﻌر اﻟﻔرد ﺑﺄن اﻟﺳﻠوك اﻟذي ﺻدر ﻋﻧﻪ ﻓﻲ أﺣد
اﻟﻣواﻗف أدى إﻟﻰ اﺳﺗﯾﺎء اﻵﺧرﯾن ورﻓﺿﻬم ﻓﺎن اﻷﺛر ﻫﻧﺎ ﯾﻛون ﺳﻠﺑﯾﺎ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻔرد ﻟﻠﺗﺣﻛم ﻓﻲ ﻣﺛل
ﻫذا اﻟﺳﻠوك وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻋدم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣرات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﻛرر ﻣﺛل ﻫذا اﻷﺛر اﻟﺳﻠﺑﻲ وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﺗوﻟد
ﺗﻌزﯾز ﺳﻠﺑﻲ.
وﻣن اﻟﻣﻬم ﺟدا أن ﯾﺣدد اﻵﺧر ﺳﺑب رﻓﺿﻪ ﻟﺑﻌض اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻋن اﻟﻔرد ﻻن ﻣﺛل ﻫذا
اﻟﺳﻠوك ﻗد ﯾﻛون ﻣﻘﺑوﻻ ﻋﻧد اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ،وﻣﺎ أن ﯾﺻل اﻟﻔرد إﻟﻰ ﻗﻧﺎﻋﺗﻪ ﺑﺄن ﻣﺎ ﺻدر ﻋﻧﻪ ﻣن ﺳﻠوك ﻛﺎن
وﻟﻛﻲ ﯾﺳﺗﻣر ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺳﻠوك اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﻻﺑد ﻣن اﻟﺗﻛرار ﺣﺗﻰ ﺗﻘوى اﻟرواﺑط ﺑﯾن اﻟﻣﺛﯾر واﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ
وﻗد ﺳﺑق وأن وﺿﺣﻧﺎ أن ﺗﻠك اﻟرواﺑط ﺗﻘوى ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻣﺎل وﺗﺿﻌف ﺑﺎﻹﻫﻣﺎل ،وﻟﻛﻲ ﺗﻘوى اﻟراﺑطﺔ ﺑﺷﻛل
إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻻﺑد ﻣن أن ﯾﻌرف اﻟﻔرد اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺎت واﻟﺳﻠﺑﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻧﺗﺟت ﻋن ﺳﻠوﻛﻪ ﻓﻲ اﻟﻣرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺟﻧب
ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن أي أﺧطﺎء ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﺗﺛﺑﯾت ﺳﻠوك ﻗد ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﻌدﯾل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد.
ﻣﻊ اﺳﺗﻣرار ﺗﻛرار ﻛل ﻣن اﻟﺳﻠوك واﻟﺗﻌزﯾز وﺣﺻول اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ اﻷﺛر اﻟطﯾب اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﺳﻠوﻛﻪ ﻓﺎن
ذﻟك ﯾودي إﻟﻰ ﺗﻛوﯾن اﻟﻔﻛرة ،ﻓﺑﻣﺟرد ﺗﻌرض اﻟﻔرد ﻟﻠﻣﺛﯾر أو اﻟﻣوﻗف ﺗظﻬر ﻓﻛرة اﻟﺷﺧص ﻋن ﻫذا اﻟﻣوﻗف
وﺑﺎﻟﺗدرﯾﺞ ﺗﺗﺣ ول ﺗﻠك اﻷﻓﻛﺎر ) ﻣﻊ اﺳﺗﻣرار اﻟﺗﻛرار( إﻟﻰ ﻣﻌﺗﻘد ،ﻫذا اﻟﻣﻌﺗﻘد ﯾﺷﻛل ﻣﻊ ﻏﯾرﻩ ﻣن
وﯾﻣﺗﺎز اﻟﻣﻌﺗﻘد ﻋن اﻟﻔﻛرة ﺑﺄﻧﻪ أﻛﺛر ﺛﺑﺎﺗﺎ ورﺳوﺧﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﯾﻘﺎوم اﻟﺗﻐﯾﯾر واﻟﺗﻌدﯾل وذﻟك ﻣﺎ ﻧطﻠق
ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺳﻠوك اﻷوﺗوﻣﺎﺗﯾﻛﻲ )اﻟﺗﻠﻘﺎﺋﻲ( اﻟذي ﯾﻌﺗﻘد اﻟﺑﻌض أﻧﻪ ﯾظﻬر دون أي ﺗﻔﻛﯾر أو أن ﯾﻣر ﺑﺄي ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻣن
اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻧظ ار ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻔرد ﺑﻪ ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد ﺗﻌرﺿﻪ ﻟﻠﻣﺛﯾر ) أﺻﺑﺢ ﻋﺎدة (.
ﯾﺷﯾر اﻟﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ إﻟﻰ أﺳﻠوب ﻋﻼﺟﻲ ﯾﺳﺗﺧدم ﻣﺑﺎدئ وﻗواﻧﯾن اﻟﺳﻠوك وﻧظرﯾﺎت اﻟﺗﻌﻠم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ،وﯾﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟراﺋدة ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻟﻼﺿطراﺑﺎت اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺑﺄﺳرع ﻣﺎ ﯾﻣﻛن وذﻟك
ﺑﺿﺑط اﻟﺳﻠوك اﻟﻣرﺿﻲ وﺗﻌدﯾﻠﻪ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺳﻠوك اﻟﺳوي ﻟدى اﻟﻔرد )ﺳﺎﻣﻲ ،2001 ،ص .(436
ﺣﯾث ﯾرﻛز اﻟﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻠﯾل ﺳﻠوك اﻟﻔرد اﻟظﺎﻫري ﻟﺗﺣدﯾد ﻋواﻣﻠﻪ وﻣﻛوﻧﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ واﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳواء ،ﺛم ﺣﺻر ﻣﺛﯾرات اﻟﺳﻠوك اﻟﺳﻠﺑﻲ وﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺻل اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ
اﻟﻧﻔﺳﻲ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ ﯾﺿﺑط ﻓﯾﻬﺎ ﻟدرﺟﺔ ﻣﻠﺣوظﺔ اﻟﺳﻠوك وﻣﻛوﻧﺎ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻟدى اﻟﻣرﯾض ﺑدﯾﻼ اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ.
1-3اﻹﺷراط اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ :وﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﺳﺗﺑدال اﻟﻣﻧﺑﻪ ﻏﯾر اﻟﺷرطﻲ ﺑﻣﻧﺑﻪ ﺷرطﻲ ﻷﻏراض ﻋﻼﺟﯾﺔ ﺳﻠوﻛﯾﺔ
-2-3اﻹﺷراط اﻟﻔﻌﺎل :ﯾﺗﻠﺧص ﻓﻲ ﻣﯾل اﻟﻔرد إﻟﻰ إﺣداث اﻟﺳﻠوك وﺗﻛ اررﻩ ﻋﻧد ﺧﺑرﺗﻪ ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أو ﺗﺟﻧﺑﻪ
ﻟﻠﺳﻠوك ﻋﻧد ﺧﺑرﺗﻪ ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﺳﻠﺑﯾﺔ وﻏﯾر ﻣﺳﺗﺣﺑﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻧوع اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﻠص إﻟﯾﻬﺎ اﻟﺳﻠوك ﻗد ﺗﻌززﻩ وﺗزﯾد
وﯾرى أﻧﺻﺎر اﻟﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ أن اﻟﻣرض اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﺟﻣﻌﺎت ﻟﻌﺎدات ﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺧﺎطﺋﺔ ﻣﻛﺗﺳﺑﺔ
وأن ﻫذﻩ اﻟﻌﺎدات اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﻋﻼﺟﻬﺎ إذا ﺧﺿﻌت ﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ ٕواﺟراءاﺗﻪ وﻗواﻧﯾﻧﻪ ﻣرﻛزﯾن ﺑذﻟك
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠوك اﻟﻣرﺿﻲ ﻟﻠﻣرﯾض وأﻋ ارض ﻣرﺿﻪ اﻟﻧﻔﺳﻲ.
ﻟﻘد ﺣدد اﻟﻣﻌﺎﻟﺟون اﻟﺳﻠوﻛﯾون ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻣﯾزة ﻟطرﯾﻘﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﻌﻼج أﻫﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ )
ﻣﻌظم اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻣﻛﺗﺳب وﻣﺗﻌﻠم وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎﻟﺳﻠوك اﻟﻣرﺿﻲ ﻫو ﺳﻠوك ﻣﻛﺗﺳب وﻣﺗﻌﻠم
اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﺿطرب ﻻ ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺳﻠوك اﻟﻌﺎدي اﻟﻣﺗﻌﻠم واﻟﻔرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻫو أن اﻟﺳﻠوك اﻟﻣرﺿﻲ ﻫو
ﺳﻠوك ﻏﯾر ﻣﻼﺋم أو ﻏﯾر ﻣﺗواﻓق ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺳﻠوك اﻟﻌﺎدي ﻫو ﺳﻠوك ﻣﺗواﻓق ﻟﻠﻔرد.
ﯾﻛﺗﺳب اﻟﻔرد ﺳﻠوﻛﯾﺎﺗﻪ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻌرض اﻟﻣﺗﻛرر ﻟﻠﺧﺑرات اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﯾﻪ ،وﻣن ﺛم ﯾﺣدث ارﺗﺑﺎط ﺷرطﻲ
ﺗﻣﺛل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻣﺿطرﺑﺔ ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﺳﻠوك اﻟﻛﻠﻲ ﻟﻠﻔرد وﺗزداد وﺗﻧﻘص ﺑﯾن اﻷﻓراد.
زﻣﻠﺔ اﻷﻋ راض اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﯾﻧظر إﻟﯾﻬﺎ ﻛﺗﺟﻣﯾﻊ ﻟﻌﺎدات ﺧﺎطﺋﺔ ﻣﺗﻌﻠﻣﺔ
اﻷﺳﺎس واﻷﺻل ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﯾﻛﻣن ﻓﻲ وﺟود دواﻓﻊ ﻓﺳﯾوﻟوﺟﯾﺔ أوﻟﯾﺔ ﻟدى اﻟﻔرد وﻋن طرﯾق
اﻟﺗﻌﻠم ﯾﻛﺗﺳب اﻟﻔرد دواﻓﻊ ﺟدﯾدة ﻗد ﺗرﺗﺑط ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب ﺗﻌﻠم ﻏﯾر ﺗواﻓﻘﯾﺔ وﺣﯾﻧﺋذ ﻻﺑد ﻣن ﺗﻌدﯾل ﻫذﻩ
-1اﻟﺗﺄﻛد ﻣن رﻏﺑﺔ اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾر واﻟﺗﻌدﯾل )ﻣﺳﺗوى اﻟداﻓﻌﯾﺔ( واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺗﻬﺎ.
-2ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻠوك اﻟﻣراد ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﺗﺣدﯾدا دﻗﯾﻘﺎ )ﯾﺟب أﻻ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺗﺣدﯾد ﺑﺷﻛل ﻋﺎم " ﺳﻠوك إدﻣﺎﻧﻲ ﻣﺛﻼ"
-3ﺗﺣدﯾد ﻣدى ﺧطورة ﻫذا اﻟﺳﻠوك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻔرد وﺗﺄﺛﯾرﻩ ﻋﻠﻰ ﺗواﻓﻘﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
-5ﺗﺣدﯾد ﻣﻌدل ﺗﻛرار اﻟﺳﻠوك اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻪ اﻟﻔرد ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻪ أو
اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺳﻠوﻛﺎ طﺑﯾﻌﯾﺎ ،ﻛذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣﻛم ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣدى اﻟﺗﺣﺳن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد.
-6اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻲ ﺳوف ﯾﺗم اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌدﯾل ﻣﻊ اﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ
-7ﺗﺣدﯾد أﺳﻠوب واﺿﺢ ﻟﻛل ﻣن اﻟﺗﻌزﯾز اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ واﻟﺳﻠﺑﻲ اﻟذي ﺳوف ﯾﺳﺗﺧدم ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌدﯾل
-8ﯾﺟب ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟﻔرد ﻋدم ﺗﻌﺟل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻻن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌدﯾل ﻟﯾﺳت ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺑﺳﯾطﺔ.
-9ﯾﺟب أن ﯾﺗوﻗﻊ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻣن اﻟﻔرد اﻟذي ﯾطﻠب اﻟﻣﺳﺎﻋدة وﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺣدد ﻛﯾف ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﺗﻌﺎﻣل
ﻣﻌﻬﺎ
-10ﯾﺟب أن ﯾﺗوﻗﻊ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺣدوث اﻧﺗﻛﺎﺳﺔ ﺧﻼل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر )اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﺳﻠوك اﻟﻘدﯾم(
-12ﺗﺣدﯾد اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﺳﺗﻣرار اﻟﺳﻠوك اﻟﻣﺿطرب ﻣن ﺧﻼل اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
*ﻫل اﻟﺳﻠوك ﯾﻌﻛس ﺧوﻓﺎ أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣﻌﻣﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻲ ﻣواﻗف ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ؟
اﻟﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ ﻫو ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﯾﻬدف إﻟﻰ إﺣداث ﺗﻐﯾﯾرات ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻌﺗﻣدا ﻓﻲ
ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻗواﻧﯾن ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠم وأﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻌرﻓﻲ ،وﯾﻬﺗم اﻟﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ ﺑﻣﻔﻬوﻣﻪ اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻟﻘدﯾم
ﺑﻌﻼج اﻷﻋراض اﻟظﺎﻫرة ﻓﻘط واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻐﯾر ﺳوﯾﺔ دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋن اﻷﺳﺑﺎب
اﻟﻼﺷﻌورﯾﺔ واﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘف وراء ﻫذا اﻟﺳﻠوك ،إﻻ أن اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺣﺎﻟﯾﺎ ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻟﺗداﺧل
1-6-5اﻟﺗﺣﺻﯾن اﻟﺗدرﯾﺟﻲ )اﻟﻣﻧظم( :وﯾﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﺗﺣﺻﯾن اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ،اﻟﺗﺣﺳس ،اﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ
واﻟﺗطﻣﯾن اﻟﺗدرﯾﺟﻲ وﻣﻌﻧﺎﻩ ﺑﻠﻐﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﺑث اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣرﯾض ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗدرﯾﺟﯾﺔ وﺗﺷﺟﯾﻌﻪ ﻟﻣواﺟﻬﺔ
ﻣواﻗف اﻟﻘﻠق واﻟﺗوﺗر واﻟﺧوف وﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ أو إﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﺗﻣﺎﻣﺎ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺗم
ﺗﺣﯾﯾد ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻣرﯾض ﻧﺣوﻫﺎ وذﻟك ﻋن طرﯾق اﺳﺗﺧدام اﻻﺳﺗرﺧﺎء اﻟﻌﺿﻠﻲ واﻟﻔﻛري )ﯾوﺳف ،2006 ،ص
.(185
وﯾﻌﺗﺑر اﻟﺗﺣﺻﯾن اﻟﺗدرﯾﺟﻲ أﺳﻠوب ﻋﻼﺟﻲ ﺳﻠوﻛﻲ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻌرﯾض اﻟﻣرﯾض ﻟﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن
اﻟﻣﺛﯾرات اﻟﻣﺳﺑﺑﺔ ﻟﻠﻘﻠق أو اﻟﺧوف وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻣدرج اﻟﻘﻠق اﻟذي ﯾﺗم ﺑﻧﺎءﻩ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ واﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗرﺗﯾب
وﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﺛﯾرات ﺣﺳب ﺷدﺗﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺗﻧﺎزﻟﻲ ،أﯾن ﯾﺗم ﺗﻌرﯾض اﻟﻣرﯾض إﻟﻰ ﻣﺛﯾرات ﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ﻟﻠﻣﺛﯾر اﻷﺻﻠﻲ
ﺗدرﯾﺟﯾﺎ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﺛﯾر اﻷﺻﻠﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻌرض ﻟﻠﻣﺛﯾر اﻟﻣﺳﺑب ﻟﻠﻘﻠق ﻣدة ) (15-5ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺛم
ﻧوﻗف ﺗﻌرﺿﻪ ﻟﻠﻣﺛﯾر وﻧﺟﻌﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗرﺧﺎء ﻣدة 15ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻌدﻫﺎ ﻧﻌﯾد ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺛﯾر أو اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ ﻣﺛﯾر
أﻛﺛر ﺷدة ﻣن اﻟﻣﺛﯾر اﻟﺳﺎﺑق وﺗﺗﻛرر ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻣدة 7-6أﯾﺎم ،وﻟﻛن أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻼج ﯾﺟب أن ﺗﻛون داﺋﻣﺎ ﺣﺎﻟﺔ
اﻟﺗﺣﺻﯾن اﻟﻣﻧظم اﻟواﻗﻌﻲ :ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻌرﯾض اﻟﻣرﯾض ﻟﻠﻣﺛﯾرات اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ارﺗﺑﺎط ﺑﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﯾوﻣﯾﺔ واﻗﻌﯾﺎ،
ﻓﺗﻛون اﻟﺗﻣﺎرﯾن اﻟﺗﻲ ﯾﺟرﯾﻬﺎ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﯾض ﻣﻧظﻣﺔ وﺗدور ﺣول ﻣﺷﺎﻫد وأﻣور واﻗﻌﯾﺔ.
اﻟﺗﺣﺻﯾن اﻟﻣﻧظم اﻟﺗﺻوري أو اﻟﺧﯾﺎﻟﻲ :أﺳﻠوب ﯾﺣﺎول ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺟﻌل اﻟﻣرﯾض ﯾﺗﺧﯾل اﻟﻣواﻗف
واﻟﻣﺷﺎﻫد اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾر ﺧوﻓﻪ وﺗوﺗرﻩ وذﻟك ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻧظﻣﺔ أي أﻧﻪ وﻓق ﻣدرج اﻟﻘﻠق.
ﯾﻌد ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻣن اﻟﻌﻼج ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺧﺎوف اﻟﻧوﻋﯾﺔ وﻗد أﺛﺑﺗت ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻋﻼج ﻣﺧﺎوف
اﻻﻣﺗﺣﺎن ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌد أﻗل ﻣﻼءﻣﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻣرﻛﺑﺔ ﻟدى اﻟﻣرﺿﻰ اﻟذﯾن ﻟدﯾﻬم ﻣﺳﺗوى ﻋﺎم وﻣرﺗﻔﻊ
ﻣن اﻟﻣﺧﺎوف أو ﻣﯾوﻻت اﻛﺗﺋﺎﺑﯾﺔ ﺷدﯾدة وذﻟك إذا ﻣﺎ اﺳﺗﺧدم ﻛطرﯾﻘﺔ وﺣﯾدة ﻓﻲ اﻟﻌﻼج )ﻛﻼوس ،1999 ،ص
.(175
-2-6-5اﻟﻛف ﺑﺎﻟﻧﻘﯾض )اﻟﻣﺗﺑﺎدل( :ﯾﻌﺗﻣد ﻫذا اﻷﺳﻠوب اﻟﻌﻼﺟﻲ ﻋﻠﻰ وﺟود اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻣﺿﺎدة ﻟﻼﺳﺗﺟﺎﺑﺔ
اﻟﻣراد إطﻔﺎؤﻫﺎ واﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻣﻊ اﻷﺣداث اﻟﻣﺛﯾرة ﻟﻬﺎ ،وﻛﻼ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺗﯾن ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺣدﺛﺎ ﻓﻲ زﻣن واﺣد ﻷﻧﻬﻣﺎ
ﻣﺗﺿﺎدﺗﺎن ،ﺣﯾث ﺗﻌوض اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻷوﻟﻰ واﻟﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺑﺎﻷﺣداث اﻟﻣﺛﯾرة ﺑﺎﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﺟدﯾدة وﻣﺿﺎدة وذﻟك ﻋن
طرﯾق اﻟﺗﻛرار.
ﯾرى ﺟوزﯾف وﻟﺑﻲ أن ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﻓﺗﺣﺳن اﻷﻋراض
اﻟﻌﺻﺎﺑﯾﺔ ﻫو اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﺛﺎﺑت واﻟوﺣﯾد ﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﻼج ،وﯾوﺿﻊ ﺑذﻟك ﺧﻣﺳﺔ ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻋﺎﻣﺔ ﻟﺗﻘدﯾر ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﻼج
زﯾﺎدة ﻗدرة اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻬم اﻟواﻗﻌﻲ ،وزﯾﺎدة اﺳﺗﺑﺻﺎرﻩ ﺑﻣﺷﻛﻼﺗﻪ ودواﻓﻌﻪ وﻗدراﺗﻪ.
-ﻻ ﯾﺷﺗرط ﺗواﻓر ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﻟﺗﺣﺳن اﻟﺣﺎﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﻫ ذﻩ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر ﯾﺟب أن ﺗﻛون واﺿﺣﺔ وﻣﻣﯾزة ﻟدى
اﻟﻌﻣﯾل.
-3-6-5اﻟﻛف ﺑﺎﻟﻧﻔﯾر :ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ رﺑط اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﺑﺷﻲء ﻣﻧﻔر ﺑﻬدف ﻛﻔﻬﺎ ٕواطﻔﺎﺋﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث ﺗﻘوم ﻫذﻩ
اﻟطرﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن ﻓﻌل ﻣﻧﻌﻛس ﺷرطﻲ ﺟدﯾد أﯾن ﯾﺳﺗﺟﯾب اﻟﻣرﯾض ﻟﻠﻣﺛﯾر ﺑﺷﻌور ﻣؤﻟم أو ﺷﻌور ﻏﯾر ﺳﺎر.
وﻫﻧﺎك ﺧطوات ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺗﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق إﺟراءات اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾر ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1ﺧﻼل ﺟﻠﺳﺎت اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﯾﺗﺑﻊ اﻟﻣﺛﯾر اﻟﻣﻧﻔر اﻟﻣﻌزز ﻏﯾر اﻟﻣﻘﺑول واﻟذي ﯾراد اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﻪ ﻣﺑﺎﺷرة
وﯾﺳﺗﻣر اﻗﺗراﻧﻬﻣﺎ ﻟﻣدة زﻣﻧﯾﺔ ﻗﺻﯾرة وﺑﻌد ذﻟك ﯾﺧﺗﻔﻲ ﻛل ﻣن اﻟﻣﺛﯾر واﻟﻣﻌزز ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ.
-2ﯾﻘﺗرن زوال اﻟﻣﺛﯾر ﻋﺎدة ﺑظﻬور ﻣﺛﯾر ﯾرﯾد اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أن ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻪ ﻛﻣﻌزز ﺑدﯾل ﻟﻠﻣﻌزز ﻏﯾر
اﻟﻣﻘﺑول.
-3ﯾﻘوم اﻟﻣﻌدل ﺑﺗﻧظﯾم اﻟظروف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺣﺻل اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌزﯾز ﻓﻲ ﺣﺎل اﺧﺗﺑﺎرﻩ ﻟﻠﻣﻌزز
ﺗوﺿﺢ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠم أن اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻠوﻫﺎ ﻋﻘﺎب أو أﻟم ﺳوف ﺗﺿﻌف وﺗﺗﻼﺷﻰ ،وﻣن ﺛم ﯾﻣﻛن
إﺣداث ﺗﻐﯾﯾرات ﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻣرﻏوﺑﺔ ،وﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻣن اﻟﻌﻼج ﯾﺳﺗﺧدم ﻟﻌﻼج اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ
واﻻﻧﺣراﻓﺎت ﻛﺎﻟﺗدﺧﯾن ،اﻹدﻣﺎن ،اﻻﻧﺣراف اﻟﺟﻧﺳﻲ ،اﻟﺗﺑول اﻟﻼإرادي ...اﻟﺦ ) أدﯾب ،2015 ،ص
.(347
ٕواﺟراء اﻟﺗﻧﻔﯾر ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼل ﺗوﺟﯾﻪ ﺻدﻣﺎت ﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ إﺛر ظﻬور اﻟﺳﻠوك ﻏﯾر اﻟﻣرﻏوب ﺑﻪ ،وﻗد
ﻗﺎم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟون اﻟﺳﻠوﻛﯾون ﺑﺗطوﯾر أﺳﺎﻟﯾﺑﻪ اﻟﺗﻧﻔﯾرﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻔرد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻣن ﺧﻼل ﺣرﻣﺎن
ﻧﻔﺳﻪ ﻣن ﺷﻲء ﻣرﻏوب إﺛر ﺗورطﻪ ﺑﺳﻠوك ﻣرﻓوض ﻛﺎﻟﺑدﯾن اﻟذي ﯾﻌﺎﻗب ﻧﻔﺳﻪ ﻋن أﻛل ﺷﻲء ﯾﺣﺑﻪ إﺛر
ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﻷي طﻌﺎم ﺧﺎرج اﻟوﺟﺑﺎت اﻟﻣﻌﺗﺎدة ،إﻻ أن ﻫذﻩ اﻹﺟراءات اﻟذاﺗﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ اﻟﻔرد ﺗرﺗﺑط ﺑﻘوة
-4-6-5اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻹﻓﺎﺿﺔ )اﻟﻐﻣر( :وﺗﺷﺗﻣل طرﯾﻘﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺑﺎﻹﻓﺎﺿﺔ ﻋﻠﻰ إرﻏﺎم اﻟﻣرﯾض ﻋﻠﻰ
ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺛﯾرات أو اﻟﻣواﻗف اﻟﺗﻲ ﺗﺧﯾﻔﻪ ،أو اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑب ﻟﻪ اﻟﻘﻠق ،ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺗﻣل اﻟﻌﻼج ﻋﻠﻰ رﻓﻊ ﻣﺳﺗوى
اﻟﻘﻠق ﻟدى اﻟﻣرﯾض إﻟﻰ أﻗﺻﻰ ﺣد ﻣﻣﻛن ﻓﻲ ظروف ﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﺑﻬدف ﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎوز
67 http://virtuelcampus.univ-msila.dz/facshs/?p=2474 اﻷﺳﺗﺎذة ﻗﻧون ﺧﻣﯾﺳﺔ
ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﯿﺎدي اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ
اﻟﺧوف ،وﯾﺗﻣﺛل اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺧوف ﺑوﺻﻔﻪ ﺳﻠوﻛﺎ ﻣﺗﻌﻠﻣﺎ ﯾﻛﺗﺳﺑﻪ اﻹﻧﺳﺎن وﻓق ﻗواﻧﯾن
اﻟﺗﻌﻠم اﻟﺗﺟﻧﺑﻲ.
ﻓﺎﻻﻓﺗراض اﻟذي ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻪ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﻫو ﺗﺟﻧب اﻟﺷﺧص ﻟﻠﻣﺛﯾرات واﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑب
ﻟﻪ اﻟﻘﻠق أو اﻟﺧوف ،وﻫذا ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ "ﺑﺎﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻟﺗﺟﻧﺑﯾﺔ" وﻫﻲ ﺳﻠوﻛﯾﺎت ﻣﺗﻌﻠﻣﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺧﻠﺻﻪ ﻣن ﻣﻌﺎﻧﺎة
اﻟﻘﻠق أو اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺧوف ﻓﺎﻟﺷﺧص ﯾﺗﺟﻧب اﻟﻣوﻗف اﻟذي ﯾﻘﻠﻘﻪ ،وﻓﻲ ذﻟك ﺗﻌزﯾز ﺳﻠﺑﻲ.
وﯾﻬدف اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻹﻓﺎﺿﺔ إﻟﻰ ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣرﯾض ﻣن ﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺧﺎوﻓﻪ وﺟﻬﺎ ﻟوﺟﻪ ،إﻣﺎ ﺑﺎﻟواﻗﻊ ٕواﻣﺎ
-1اﻹﻓﺎﺿﺔ ﺑﺎﻟﺗﺧﯾل :ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺎﻟﺞ ﺗﺧﯾل اﻟﻣواﻗف اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻌث ﻋﻠﻰ اﻟﺧوف ﻟدﯾﻪ وذﻟك ﺑﺎﻟﺑدء
ﺑﺎﻟﻣوﻗف اﻟذي ﯾﺑﻌث ﻋﻠﻰ اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠﻘﻠق ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ وذﻟك ﺑﻌﻛس أﺳﻠوب ﺗﻘﻠﯾل اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ
اﻟﺗدرﯾﺟﻲ
وﯾﺄﺗﻲ ﻫﻧﺎ دور اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺛﯾر اﻟﻣﺧﯾف ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺗﺧﯾﻠﻲ واﻟﻬدف ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺑﺎﻹﻓﺎﺿﺔ
ﻋن طرﯾق اﻟﺗﺧﯾل ﻋﻧد اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻫو إﻋﺎدة اﻟﻣوﻗف اﻟﻣﺧﯾف ﺑﻐﯾﺎب أي ﻋﻘﺎب أو ﺣرﻣﺎن أو أﻟم ﺟﺳﻣﻲ.
.1ﻣﻘﺎﺑﻼت اﻟﺗﺷﺧﯾص :وﻓﯾﻬﺎ ﯾﻘوم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺑﺗﺣدﯾد اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾر اﻟﻌﺻﺑﯾﺔ واﻟﻘﻠق ﻋﻧد اﻟﻣرﯾض.
.2اﻟﺗدرﯾب ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻣﺣﺎﯾدة :وﻓﯾﻬﺎ ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣرﯾض ﺑﺄن ﯾﻐﻠق ﻋﯾﻧﻪ وﯾﺗﺻور ﻣﻧﺎظر ﻣﺣﺎﯾدة ﻣﺛل
ﻣﺷﺎﻫدة اﻟﺗﻠﻔﺎز ،ﺗﻧﺎول وﺟﺑﺎت اﻟطﻌﺎم ،وﻣﻧﺎﺳﺑﺎت ﺗﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺑﯾت واﻟﻣدرﺳﺔ واﻷﻟﻌﺎب ،وﯾطﻠب اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ
ﻣن اﻟﻣرﯾض ﻣن وﻗت ﻵﺧر ﺑﺄن ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﯾل ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎظر ﻣﺛل ﻣراﻗﺑﺔ ﺗﻔﺎﺻﯾل وﺟﻪ اﻟﺷﺧص
اﻟذي ﯾﺗﺣدث ﻣﻌﻪ ،أو ﻣراﻗﺑﺔ اﻻﻧﻌﻛﺎس ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ أ ﻣﻠس ﯾﺗﺧﯾﻠﻪ اﻟﻣرﯾض و ﻏﯾرﻩ ،و ﯾﺟب أن ﻻ
ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ﻣن اﻟﻧوع اﻟذي ﯾﺛﯾر ردة ﻓﻌل ﻋﺎطﻔﯾﺔ ﻟدى اﻟﻣرﯾض ،و إن ﺣدث و ظﻬرت ردة ﻓﻌل
ﻋﺎطﻔﯾﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﯾﺟب ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﻧظر أو اﻟﻔﻛرة ،وﯾﺟب أن ﯾﺄﺧذ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ داﺋﻣﺎ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر أﻧﻪ ﯾﻣﻛن
.3ﺟﻠﺳﺎت ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻛﺑت :ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ إﻟﻰ ﺟﻌل اﻟﻣرﯾض ﯾﻌﯾد اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻣﺣﺎﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺛم ﯾﺗﺣول إﻟﻰ ﺟﻌﻠﻪ ﯾﺗﺧﯾل أﻓﻛﺎراً ﺗﺛﯾر ردة ﻓﻌل ﻟدﯾﻪ ﻣﺛل اﻟﺧوف ،اﻟﻘﻠق ،أو اﻟﺷﻌور
ﺑﺎﻟذﻧب ،وﻫذﻩ اﻷﻓﻛﺎر ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘف وراء أﻋراض اﻟﻣرض أو ﻣﺷﺎﻛﻠﻪ وﯾﻘوم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻫﻧﺎ ﺑﺈﺛﺎرة
اﻟﻣرﯾض ﻟﺗﻔﺎدي اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﻣور ،ﻓروح اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻫﻲ أن ﯾرﻏم اﻟﻣﺳﺗرﺷد
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﺎﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾرﻩ واﻟﺗﻲ ﺗﺧﻔﻲ وراءﻫﺎ ﻣﺷﺎﻛل اﻟﻣﺳﺗرﺷد.
.4وﺿﻊ اﻓﺗراﺿﺎت ﺗﻘرﯾﺑﯾﺔ :ﺑﻣﺎ أﻧﻪ ﻣن اﻟﺻﻌب ﺗﺣدﯾد ﻛل اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾر اﻟﻣﺳﺗرﺷد ﺑدﻗﺔ ،ﺑﺳﺑب أن
ﻫﻧﺎك أﻣور ﻓﻲ ﻣﺎﺿﻲ اﻟﻣرﯾض ﻻ ﯾرﻏب ﻓﻲ اﻟﺣدﯾث ﻋﻧﻬﺎ ،ﻓﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺞ أن ﯾﺗوﻗﻊ ﻣن ﻫذﻩ اﻷﻣور
أو أي أﺷﯾﺎء أﺧرى ،أن ﺗﺛﯾرﻩ ﺣﺗﻰ ﯾﺻل إﻟﻰ درﺟﺔ ﻣن اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﺑﯾن ﻣﺎ ﯾﺗوﻗﻌﻪ و ﺑﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
.5اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺑﯾﺗﯾﺔ :ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ أول ﺟﻠﺳﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ،ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أن ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣرﯾض أن ﯾﻣﺎرس
ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﺗﻣﺎرﯾن ﻟﺗﺧﯾل أﻣور ﺗﺛﯾرﻩ ﻛواﺟب ﺑﯾﺗﻲ ،و أن ﯾﺗﺎﺑﻊ ذﻟك ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻛل ﺟﻠﺳﺔ ﻟﺗﻌوﯾدﻩ ﻋﻠﻰ
اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾرﻩ ،وﺑﻌد أن ﯾﺗﻌﻠم ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﯾﻣﻛﻧﻪ اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻓﻲ أي ﻣﺷﻛﻠﻪ ﺗواﺟﻬﻪ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ
.6ﺧﻼل ﻣدة اﻟﻌﻼج :ﯾﻌﺎد اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ ﻛل ﺟﻠﺳﺔ ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﻣﺛﯾرات اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،و ﯾطﻠب ﻣن اﻟﻣرﯾض
اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﻣﺛﯾرات أﺧرى ،وﯾﻌطﻰ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺑﯾﺗﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻌﺗﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﯾﻬﺎ دون أن ﺗﺛﯾر
ﻓﯾﻪ أﯾﺔ ردة ﻓﻌل ﻋﺻﺑﯾﺔ ،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﯾوﻗف اﻟﻌﻼج و ﻟﻛن ﯾﺟب ﻋﻘد ﺟﻠﺳﺎت ﻣﺗﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن
-2اﻹﻓﺎﺿﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ :و ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ إرﻏﺎم اﻟﻣﺗﻌﺎﻟﺞ ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣواﻗف اﻟﻣﺧﯾﻔﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر
ﯾﻌﺗﻣد اﻟﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﺳﻠوك اﻟﻐﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ ﻣﺻدر
اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﺑدورﻫﺎ ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر أﺛﻧﺎء ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣوﻗف اﻟذي ﯾﺧﺑرﻩ ،ﻓﺈذا اﺳﺗطﺎع اﻟﻔرد
اﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ ﺗﻔﻛﯾ رﻩ وﺗوﺟﯾﻬﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺳﻠﯾم ﻓﺎﻧﻪ ﻟن ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﻣﺷﺎﻋر ﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟن ﯾﻛون
ﻓﺎﻟﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﯾﺳﻠم ﺑﺎن ﻛﺛﯾ ار ﻣن اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟوﺟداﻧﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﺗﻌﺗﻣد إﻟﻰ ﺣد ﺑﻌﯾد
ﻋﻠﻰ وﺟود ﻣﻌﺗﻘدات ﻓﻛرﯾﺔ ﺧﺎطﺋﺔ ﯾﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻔرد ﻋن ﻧﻔﺳﻪ وﻋن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺣﯾط ﺑﻪ ،وﻣن ﻫﻧﺎ اﺑﺗﻛر اﻟﻣﻌﺎﻟﺟون
اﻟﻧﻔﺳﯾون ﻣﻔﺎﻫﯾم وآراء ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌواﻣل اﻟذﻫﻧﯾﺔ واﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ ﻻ
ﯾﻣﻛن ﻋزﻟﻬﺎ ﻋن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻔﻛر ﺑﻬﺎ اﻟﻣرﯾض ﻋن ﻧﻔﺳﻪ وﻋن اﻟﻌﺎﻟم أو اﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻪ ﻧﺣو ﻧﻔﺳﻪ وﻧﺣو اﻵﺧرﯾن،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ﯾﺟب أن ﯾرﻛز ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟذﻫﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎطﺋﺔ ﻗﺑل ﺗوﻗﻊ أي ﺗﻐﯾﯾر
ﻟﻬذا ﯾرى أﺣد اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ أن "ﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ –ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺳﻠوﻛﻲ -ﺗﻌﻠم
وﻣن ﺛم ﻓﺎن ﻧﺟﺎح اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ أو ﻧﺟﺎح اﻟﻔرد ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻣﺻﺣوﺑﺎ ﺑﺗﺣﺳن
ﻟﻘد أﺛﺑﺗت اﻟدراﺳﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻋﻠم اﻟﻧﻔس أن ﺗﺄﺛﯾر ﻛل أﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﻼج ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﺳﺗﺧدام
اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر ﺗﻌﺗﻣد اﻋﺗﻣﺎدا ﺣﺎﺳﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق ﻧﺟﺎﺣﻬﺎ – ﻋﻠﻰ ﻋواﻣل ﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻛﺗوﻗﻊ ﻣﻛﺎﺳب ﻋﻼﺟﯾﺔ ،واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺻﻠﻬﺎ اﻟﻣرﯾض ﻋن ﻣواﻗف اﻟﺧوف ،اﻟﻘﻠق واﻻﻛﺗﺋﺎب ،واﻟﺗدرﯾب ﻋﻠﻰ ﺿﺑط اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ ،واﺗﺟﺎﻩ اﻟﺷﺧص
إذا اﻓﺗرﺿﻧﺎ -ﻓﯾﻣﺎ ﯾرى أﻟﺑرت أﻟﯾس -أن ﺣﺎدﺛﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻛوﻓﺎة ﻗرﯾب أو رﺳوب ﻓﻲ اﻣﺗﺣﺎن أو إﻫﺎﻧﺔ ﺷﺧص
ﻏرﯾب ﻗد أﺛﺎرت اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت ﻛﺎﻟﺣزن اﻟﻘﻠق أو اﻟﺳرور ..اﻟﺦ ﻓﺎن
ﺣدوث اﻟﺣﺎدﺛﺔ)ﻛﺎﻟوﻓﺎة ﻣﺛﻼ( و ﻟو اﻧﻪ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺛﯾر ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ )ﻛﺎﻟﺣزن( ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ
اﻟﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻬذﻩ اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ذﻟك ﻻن اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ ﻗد ﺗﺧﺗﻠف ﺣﺳب إدراك و ﺗﻔﻛﯾر اﻟﻔرد أﺛﻧﺎء
اﻟﺣﺎدﺛﺔ و أﺳﺎﻟﯾب اﻋﺗﻘﺎدﻩ ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻣﻌﻧﻰ طرﯾﻘﺔ إدراك اﻟﻔرد ﻟﻠﻣوﻗف ﻫﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ
إذن:
Activiting experience; Aوﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﺧﺑرة اﻟﻣﻧﺷطﺔ أو اﻟﺣﺎدﺛﺔ ﻛﺎﻟوﻓﺎة أو اﻟرﺳوب وﻫﻲ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ
Belief System ;Bوﯾﻌﻧﻲ ﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺗﻘدات ،ﺣﯾث ﯾﺗم إدراك اﻟﺧﺑرة اﻟﻣﻧﺷطﺔ أو اﻟﺣﺎدﺛﺔ ﻓﻲ ﺿوء ﻧظﺎم
اﻟﻣﻌﺗﻘدات ﻟدى اﻟﻔرد و ﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺗﻘدات ﻗد ﯾﻛون ﻋﻘﻼﻧﯾﺎ أو ﻏﯾر ﻋﻘﻼﻧﻲ ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﻓﺈن اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ أو اﻟﺗوﻗﻊ
ﺗﺗوﻗف ﻏﻠﻰ ﻣﻘدار و ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛﯾف ﯾﺗﻌﺎﻣل اﻟﻔرد ﻣﻊ اﻟﺣﺎدث اﻟواﻗﻊ ووﻓﻘﺎ ﻟﻧظﺎم ﻣﻌﺗﻘداﺗﻪ إن ﻛﺎن ﻋﻘﻼﻧﯾﺎ أو
ﻏﯾر ﻋﻘﻼﻧﻲ.
ﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ) ﺣزن،ﻗﻠق،اﻛﺗﺋﺎب،ﻧدم(.
وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺳﻠوك أو اﻻﻧﻔﻌﺎل ﯾﺗﻔﺎوﺗﺎن ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣرض و اﻟﺻﺣﺔ ﻓﺎن اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺻﺎﺣب أو اﻟﺳﺎﺑق
ﻟﻬﻣﺎ ﯾﺗﻔﺎوت ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻌﻘوﻟﯾﺔ واﻟﻼﻣﻌﻘوﻟﯾﺔ ،ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى إذا ﻛﺎﻧت طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻋﻘﻠﯾﺔ و ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻓﺈن
اﻟﺳﻠوك اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻫو ﺳﻠوك ﺻﺣﻲ و ﻣﺗواﻓق و اﻻﻧﻔﻌﺎل ﯾﻛون اﯾﺟﺎﺑﯾﺎ وداﻓﻌﺎ ﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻧﺷﺎط و اﻟﺑﻧﺎء ،واﻟﻌﻛس
ﺻﺣﯾﺢ :إذا ﻛﺎﻧت طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻏﯾر ﻣﻧطﻘﯾﺔ وﻏﯾر ﻣﻌﻘوﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﺳﻠوك واﻻﻧﻔﻌﺎل ﺳﯾﻛوﻧﺎن ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣن
اﻻﺿطراب.
ﯾﻣﯾز اﻟﻣﻌﺎﻟﺟون اﻟﺳﻠوﻛﯾون اﻟﻣﻌرﻓﯾون ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻣﻌﺗﻘدات ) ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر إﺑراﻫﯾم ،1980 ،ص
ص :(198-197
-1-اﻋﺗﻘﺎدات ﻣﻧطﻘﯾﺔ وﻣﺗﻌﻘﻠﺔ :ﯾﺻﺣﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت وﺟداﻧﯾﺔ ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﻣوﻗف ،وﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﺎﻟﻔرد إﻟﻰ
طرق اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﺗؤدي إﻟﻰ ﻣﺷﺎﻋر واﻧﻔﻌﺎﻻت ﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ
* أﻧﺎ ﺷﺧص ﻓﺎﺷل ﺑدﻻ ﻣن اﻟﻘول أﻧﺎ ﻓﺷﻠت :رﺑط ﻧﻔﺳك ﺑﺄﻓﻌﺎﻟك
* ﻻ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻟﻲ أﻋداء أو أﻧﻪ ﯾﺟب أن أﻧﺟﺢ ﻣن أول ﻣرة ﻓﻲ ﻓﻌل أي ﺷﻲء:
اﻟﻣﺛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﻣﯾﺎء.
*ﺣﺗﻣﺎ ﺳﺄﻓﻘد ﻣﻧﺻﺑﻲ وأﺻﺑﺢ ﺑﻼ ﻋﻣل ،إﻧﻧﻲ ﺧﺎﺋف ﺟدا أظﻧﻧﻲ ﺳﺄﻫﻠك وﻋﺎﺋﻠﺗﻲ :ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ
ﻛﻠﻣﺎ وﺟدت ﻧﻔﺳك ﺗﻘﻊ ﻓﻲ إﺣدى ﺗﻠك طرق اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺧﺎطﺋﺔ اﺳﺄل ﻧﻔﺳك ﺳؤاﻻ واﺣدا ﻫل ﻣﺎ اﻋﺗﻘدﻩ
ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻓﻌﻼ أم أﻧﻬﺎ طرﯾﻘﺔ ﺗﻔﻛﯾري اﻟﺧﺎطﺋﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠﺗﻧﻲ أﻓﻛر ﺑﻬذا ؟
* ﻛﻠﻣﺎ ﺗﺣدﯾت أﻓﻛﺎرك اﻟﺧﺎطﺋﺔ ﻛﻠﻣﺎ ﻋﻠﻣت ﻋﻘﻠك أﻻ ﯾرﺳﻠﻬﺎ إﻟﯾك ﺑﻌد ذﻟك وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟن ﯾﻧﺗﺞ ﻋن
طرﯾﻘﺔ ﺗﻔﻛﯾرك ﻣﺷﺎﻋر واﻧﻔﻌﺎﻻت ﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻬﺎ أو ﺳﻠوك ﻏﯾر ﻣرﻏوب ﻓﯾﻪ
ﯾؤﻛد أﻟﺑرت إﻟﯾس أن ﻋﻼج ﻫذﻩ اﻷﺳﺎﻟﯾب ﯾﺟب أن ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﺎور ﻣﻊ اﻟﻣرﯾض ﺑﻛل اﻟﺿروب
اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﺣوار ﻟﺗوﺿﯾﺢ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺧﺎطﺊ ﻓﻲ ﺗﻔﻛﯾرﻩ ﻣﻊ دﻓﻌﻪ ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ اﺳﺗﻧﺗﺎج اﻟطرق اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ
وﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ واﻟدﺣض اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻸﻓﻛﺎر اﻟﺧﺎطﺋﺔ ﻣﻊ اﻹﻗﻧﺎع ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ﻛﺷف ﻋدم ﺟدوى اﻟطرق اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ.
وﻣن اﻟﻣﻬم ﺗﻌﻠﯾم اﻷﻓراد طرﻗﺎ ﺟدﯾدة ﻟﺣل ﻣﺷﻛﻼﺗﻬم اﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ واﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﺗﺻور أن
اﻻﺿطراب ﯾﺣدث ﻋﻧدﻣﺎ ﻧﻔﺷل ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗواﻓق ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻓﻲ اﺳﺗﺧدام إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻧﺎ أو ﻧﻘﺎط ﻗوﺗﻧﺎ
ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ وﻟﻬذا ﻓﺎن ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺣل اﻟﻣﺷﺎﻛل وﻣﻌرﻓﺔ أن ﻫﻧﺎك طرﻗﺎ ﺑدﯾﻠﺔ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻷﻫداف ﻣﻊ ﻓﻬم
دواﻓﻊ اﻵﺧرﯾن وﻣﺣﺎوﻟﺔ أن ﻧﺑﯾن ﻟﻠﻔرد أن ﻛل ﻣوﻗف ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻠﻰ اﻷﺧر ﻗد ﺗﺳﺎﻫم أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﺑﺻﺎر
وﻣن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﻼﺋم اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻷﻫداف ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﺷﺧص ،ﻓﺎﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻌﺗﻘد اﻧﻪ ﻣن اﻟﺿروري أن ﯾظﻬر داﺋﻣﺎ ﺑﻣظﻬر ﻗوة اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻷﻣور
ﻗد ﯾدﺧل ﻧﺗﯾﺟﺔ ذﻟك ﻓﻲ ﺻراﻋﺎت اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﻊ ﺣﺎﺟﺎت اﻵﺧرﯾن ﻣﻣﺎ ﯾوﻗﻌﻬم ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻓﻲ ﺿروب ﻣن
اﻻﺿطراب.
ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أن ﻻ ﯾﻧﺳﻰ أن إﺣداث اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻔرد ﻣرﻫون ﺑﺻورة ﻻ ﺑﺎس ﻟﻬﺎ
ﺑﺗﻐﯾﯾر اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﺄﺣﯾﺎﻧﺎ ﯾﻛون اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﺧﺎطﺊ ﻣﻛﺗﺳﺑﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻹﺣﺑﺎطﺎت ﺧﺎرﺟﯾﺔ أو ﻓﺷل ﺳﺎﺑق.
وﯾﺗﻔق اﻟﻣﻌﺎﻟﺟون اﻟﺳﻠوﻛﯾون اﻟﻣﻌرﻓﯾون ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﺗﻐﯾﯾر ﻣﻌﺗﻘدات اﻟﻣرﯾض ﻟﻠﺗوﺻل إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر
اﻟﺳﻠوك وﯾدرك ﻏﺎﻟﺑﯾﺗﻬم ﻋﻠﻰ أن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻟﻠﻌﻼج ﻫﻲ أﻛﺛر ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾر ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻠﻔظﯾﺔ ﻓﻲ
ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﻌدﯾل ﺳﻠوﻛﻲ ﻟﻸﺳﺎﻟﯾب اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺧﺎطﺋﺔ ﯾﻧﺻﺢ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﺳﺗﻣﺎرة اﻟﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ
*ﺗﺣدﯾد اﻟﺧﺑرة أو اﻟﻣوﻗف اﻟذي ﯾرﺑط ﺣدوﺛﻪ ﺑﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻌر ﺑﻬﺎ اﻟﻔرد .
ﯾﺷﻛل اﻟﻠﻌب أداة ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻟدى اﻷطﻔﺎل ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻋﻧد أوﻟﺋك اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺟﯾدون اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻠﻐﺔ
ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋﻣﺎ ﯾﺷﻌرون ﺑﻪ وﯾﻔﻛرون ﻓﯾﻪ ،وﻛذﻟك اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟذﯾن ﯾﻌﺎﻧون ﻣن أﻣراض ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
'اﻟﻣﺗوﺣدون ﻣﺛﻼ' أو أوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾﻛوﻧون ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن ﻋدم اﻟﺗوازن اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﺑﺣﯾث ﯾﻌﺟز اﻟﻛﻼم ﻋن ﻧﻘل
ﻣﺷﺎﻋرﻫم.
ﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺷﺄت ﻣﺣﺎوﻻت ﻋدﯾدة ﻟﺗوظﯾف اﻟﻠﻌب ﻟﻐرض اﻟﺗواﺻل ﻣﻊ اﻷطﻔﺎل وﻧﺷﺄ ﻋن ذﻟك ﻣدارس
ﻣﺗﻌددة ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﻠﻌب.
ﻫو ﺗﻘﻧﯾﺔ ﺗﺳﺗﺧدم ﺷﺗﻰ أﻧواع اﻷﻟﻌﺎب ﻣن اﺟل ﺑﻧﺎء ﺗواﺻل ﻣﻊ اﻟطﻔل وﻓﻬم اﻟﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣر ﺑﻬﺎ
واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ أو ﺑﺄﺷﻛﺎل اﻟﺗواﺻل اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻫﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻠطﻔل ﺑﺎﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻓﺎﻷطﻔﺎل ﯾﺳﺗﺧدﻣون اﻟﻠﻌب ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻌواطف واﻻﻧﻔﻌﺎﻻت ﻓﺎﻟﻠﻌب ﯾﻧﺑﺛق ﻣن ﺣﯾﺎة اﻷطﻔﺎل
اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﯾﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻬم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﻟذا ﻓﺎن اﻷطﻔﺎل ﯾﺳﺗﺧدﻣون اﻟﻠﻌب ﻟﯾﻌﺑروا ﻋن ﻋواطﻔﻬم وﺧﯾﺎﻟﻬم اﻟﻧﻔﺳﻲ
ﻣن اﻟﺿروري أن ﯾﻔﻬم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻫذا اﻟﺗواﺻل ﻟﺗطوﯾر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﻣﻊ اﻟطﻔل ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أن
ﯾﺗﻌﺎطف ﻣﻊ اﻟطﻔل وﯾﻔﺳر ﻟﻪ ﻟﻌﺑﻪ وﯾﺳﺎﻋدﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌور ﺑﺎن ﻣﺷﺎﻋرﻩ ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻓﺎﻟﺗﻌﺎطف ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ
ﺣﯾث ﺗرى اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﯾﻛودﯾﻧﺎﻣﯾﺔ ﺑﺎن ﺣل اﻟﺻراﻋﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ واﻟﺧﺑرات اﻟﺻﺎدﻣﺔ ﯾﻌد ﻣﯾﻛﺎﻧزﻣﺎ
أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﻋﻼج اﻷطﻔﺎل ،ﻓﺎﻷطﻔﺎل ﯾﻛررون اﻟﺻراﻋﺎت اﻟﻧﻣﺎﺋﯾﺔ واﻷﺣداث اﻟﺻﺎدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺧﺑروﻫﺎ وﻋﺎﺷوﻫﺎ
وأن اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺧﺑرات ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻠﻌب ،إذ أن اﻟﻠﻌب ﯾﻌﯾد وﯾﻛرر ﺧﺑرات اﻟطﻔل ﻏﯾر
اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺳﺗﻛﺷﺎﻓﯾﺔ :وﯾﺳﻌﻰ اﻟطﻔل ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﻫدﻓﯾن ،ﻫﻣﺎ :اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻷﻟﻔﺔ ،واﻻرﺗﯾﺎح
داﺧل ﻏرﻓﺔ اﻟﻠﻌب ،ﻓﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻘوم ﺑﻠﻣس ﻋددا ﻣن اﻷﻟﻌﺎب وﯾﻧﺗﻘل ﻣن ﻧﺷﺎط إﻟﻰ آﺧر ،وﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻻ ﯾﻧﺧرط اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻟﻌب ﻣﺗواﺻل أو ﻓﻲ ﻟﻌب ﻟﻪ ﻣﻐزى ،أﻣﺎ اﻟﻬدف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻬو ﯾرﺗﺑط ﺑﺑﻧﺎء اﻟﻌﻼﻗﺔ
ﻣﻊ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ،ﻓﺗﻌﻠﯾﻘﺎت اﻷطﻔﺎل ﺣول اﻷﻟﻌﺎب،ﺗﻌطﻲ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺗﻔﺎﺻﯾل ﺣول ﻣﺎ ﯾﻔﺿﻠﻪ اﻟطﻔل وﻣﺎ ﻻ ﯾﻔﺿﻠﻪ،
وﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺗﻘﺑل أي ﺷﻲء ﯾﻘوﻟﻪ اﻟطﻔل ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﺑﻧﺎء اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ وﯾﺳﺄل اﻷطﻔﺎل ﻓﻲ ﻫذﻩ
اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻋددا ﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ ﺑﻬدف اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻏرﻓﺔ اﻟﻠﻌب ،واﻷﻟﻌﺎب ،واﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ،وﻣن اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﺳﯾﺎق " ﻛﯾف ﺗﻠﻌب ﺑﻬذﻩ اﻟﻠﻌﺑﺔ؟ ﻣﺎ ﻫذﻩ اﻟﻠﻌﺑﺔ؟ وﻛﯾف ﺗﺳﺗﺧدم ﻫذﻩ اﻟﻠﻌﺑﺔ؟ ﻫل ﯾﺄﺗﻲ أطﻔﺎل آﺧرون؟"
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘق ﻣن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ :ﺑﻌد أن ﯾﺷﻌر اﻷطﻔﺎل ﺑﺎﻻرﺗﯾﺎح اﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺳﺗﻛﺷﺎف ،ﻓﺈﻧﻬم
ﯾﺳﻌون ﻻﺧﺗﺑﺎر اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻟﯾؤﻛدوا ﻟﻪ أﻧﻬم ﻓﻲ أﻣﺎن ،إذ ﯾوﺟد ﻟدى اﻷطﻔﺎل ﺷﻛوك ﻻ ﺷﻌورﯾﺔ ﺣول ﺷﻌورﻫم
ﺑﺎﻷﻣﺎن ﻣﻊ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ،وﺑﻌد أن ﯾﺛق اﻷطﻔﺎل ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺑﺷﻛل ﻛﺎﻣل ،ﻓﺈﻧﻬم ﯾﺳﻌون إﻟﻰ اﻛﺗﺷﺎف إذا ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻛﺎن
ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻋﺗﻣﺎدﯾﺔ :ﯾﻘﺿﻲ ﻣﻌظم اﻷطﻔﺎل وﻗﺗﻬم أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ،إذ ﯾظﻬر اﻷطﻔﺎل
دﻻﻻت اﺳﺗﻌﺎرﯾﺔ ورﻣزﯾﺔ ،وﯾﺷﻣل ﻟﻌﺑﻬم اﻟﺗﺧﯾﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﺎرات ودﻻﻻت ﺣول اﻷﺣداث اﻟﺻﺎدﻣﺔ واﻟﻣؤﻟﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﻣروا ﺑﻬﺎ ،ﻟذا ﻓﻬم ﯾدﻋون اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺷﻔﺎء ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻌرون ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺎﻷﻟم واﻟﺿﻐوط ،وأن
اﻷطﻔﺎل ﺳوف ﯾطورون طرق ﻫﺎدﻓﺔ ﻟﺗﺟﺎوز ﺟراﺣﻬم ﻣن ﺧﻼل إﻋﺎدة اﻟطﻔل ﻟﻠﺣدث اﻟﺻﺎدم وﺧﺑرة اﻟﺗﻌﺎﻣل
ﻣﻌﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻟطﻔل ﺳوف ﯾﺳﺗﻌﯾد ﺷﻌورﻩ ﺑﺎﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ﻋﻧدﻫﺎ ﯾﺗم اﻟﺗﺣرك ﻧﺣو اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ.
ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻧﻣو :ﻫﻧﺎ ﯾﺑدأ اﻟطﻔل ﺑﺗطوﯾر إﺣﺳﺎﺳﺎ ﺟدﯾدا ﺑﺎﻟذات ،وﻫذا ﯾﺣدث ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺟدد
اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺎﻟذات ﻟدى اﻟطﻔل وﺗﺗﻐﯾر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻠﻌب إﻟﻰ أن ﺗﺻﺑﺢ ﺗﺷﻣل اﻟﺿﺣك واﻟﻣﺗﻌﺔ.
80 http://virtuelcampus.univ-msila.dz/facshs/?p=2474 اﻷﺳﺗﺎذة ﻗﻧون ﺧﻣﯾﺳﺔ
ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻌﯿﺎدي اﻟﻌﻼج اﻟﻨﻔﺴﻲ
ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻧﻬﺎء :وﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻣﺗﯾن ﯾﺳﻌﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﻣﺎ :اﻷوﻟﻰ :أن ﯾﻘول ﻟﻠطﻔل وداﻋﺎ
ﻟﻠﻌب ،ﻓﺎﻷطﻔﺎل ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘوﻟوا ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣراﺟﻌﺗﻬم ﻟﻣراﺣل ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼج وﻣﺣﺗواﻫﺎ و ﻟرﺑﻣﺎ ﯾظﻬر
اﻷطﻔﺎل ﺑﻌض اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻋﺎﺷوﻫﺎ ﻓﻲ إﺣدى اﻟﻣراﺣل اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ ﻣﺳﺗوى اﻧﻔﻌﺎﻟﻲ أﻗل ﺣدة ،أﻣﺎ اﻟﻣﻬﻣﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :ﻓﻬﻲ أن ﯾﻘول اﻟطﻔل وداﻋﺎ ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺞ وﻫﻧﺎ ﯾﺣﺎول اﻟطﻔل ﺗﻔﻬم اﻹﻧﻬﺎء وﻋدم اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﻌﻼج،
ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾوﺟﻪ اﻷطﻔﺎل ﻟﻌﺑﻬم ﻧﺣو إظﻬﺎر أﻧﻬم ﻗد ﺗﻐﻠﺑوا ﻋﻠﻰ ﻣﺷﻛﻼﺗﻬم وﺗوﺻﻠوا إﻟﻰ ﺣﻠول.
اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ رواﯾﺔ اﻟﻘﺻص :وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺳﺎﻟﯾب ﯾﺗم اﺳﺗﺧدام اﻟﻘﺻص ﻣن أﺟل اﻟﺗﻌرف إﻟﻰ
اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻧون اﻟﺗﻌﺑﯾرﯾﺔ :وﺗﺷﻣل ﻫذﻩ اﻷﺳﺎﻟﯾب ﻋﻠﻰ طﯾف واﺳﻊ ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ ،ﻣﺛل اﻟرﺳم،
وﻟﻌب اﻟدور ،واﻟد ار ﻣﺎ ،واﻟﺗﺷﻛﯾل ﺑﺎﻟﻣﻌﺟون ،واﻷﻗﻧﻌﺔ ،واﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ،واﻟرﻗص ،واﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم إﻣﺎ ﻟوﺣدﻫﺎ ٕواﻣﺎ ﻣﻊ
اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام اﻟدﻣﻰ :وﯾﺗم اﺳﺗﺧدام اﻟدﻣﻰ اﻟﻣﺗﺣرﻛﺔ ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﺗﺷﺧﯾﺻﯾﺔ ،أو ﻋﻼﺟﯾﺔ ،ﻣن
اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام اﻷﻟﻌﺎب اﻟﻣﻌﺑرة ﻋن ﻣوﺿوﻋﺎت :وﻫﻲ ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ طﯾف واﺳﻊ ﻣن اﻷﻟﻌﺎب
اﻟﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر إﻣﺎ ﻋن أدوات ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﻛﺄدوات اﻟﻣطﺑﺦ ،أو أدوات اﻟطﺑﯾب ،أو اﻷﻟﻌﺎب
اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﻋن أدوار ﻟﻸﻓراد ﻛﺎﻟﺟﻧدي ،واﻟﻣزارع ،اﻷب ،اﻷم ،اﻻﺑن ،أو أﻧﻬﺎ ﺗﻌﺑر ﻋن وﺳﺎﺋل ﻣواﺻﻼت ،أو
اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﻟﻌﺎب اﻟﺗﺳﻠﯾﺔ و اﻟﻣرح :وﺗﺗﺿﻣن ﺳﻠﺳﺔ ﻣن اﻷﻟﻌﺎب اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ واﻟﺗراﺛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺷر ﺑﯾن
طراﺋق اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﻠﻌب ﻣﺗﻌددة ،ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟطﻔل ﺑﺷﻛل ﻓردي وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟطﻔل ﻣن
إن اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﻫو ﺗﺣدﯾد اﻷﻓﻛﺎر ﻏﯾر اﻟﺗواﻓﻘﯾﺔ ،ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ
ﺗﻐﯾﯾر أﻧﻣﺎط ﺗﻔﻛﯾرﻫم اﻟﺳﻠﺑﻲ وﻣﻌﺗﻘداﺗﻬم وﺳﻠوﻛﻬم ،وﻫذا اﻷﺳﻠوب ﯾﺗﻧﺎﺳب ﺧﺻوﺻﺎ ﻣﻊ أطﻔﺎل اﻟروﺿﺔ
واﻟﺗﻌﻠﯾم اﻻﺑﺗداﺋﻲ ،ﺣﯾث ﯾﻘوم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﺧﻼل اﻟﻠﻌب ﺑﺈﺣداث ﺗﻐﯾﯾر ﻣﻌرﻓﻲ وﺗﺄﺳﯾس
ﺳﻠوك أﻛﺛر ﺗﻛﯾﻔﺎ ﻟدى اﻟطﻔل .ﻓﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﺗﻌزﯾز اﻧﺧراط اﻟطﻔل ﻓﻲ اﻟﻌﻼج ﻣن ﺧﻼل ﺗدرﯾﺑﻪ ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋل اﻟﺿﺑط
واﻟﺳﯾطرة وﺗﺣﻣل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻐﯾﯾر ﺳﻠوﻛﻪ ،وﯾﺷﺟﻌﻪ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﻣﺷﺎرﻛﺎ ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺳﻠوك اﻟذاﺗﻲ.
وﻣﺛﺎل ذﻟك ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺧوف ﻟدى اﻟطﻔل .ﺣﯾث أن ﻣن أﺳﺎﺳﯾﺎت ﺗﺟﺎوز اﻟﺧوف ﻫو اﻣﺗﻼك اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ
ﺿﺑط اﻟﻣﺧﺎوف .وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻌﻠﯾم اﻟطﻔل أﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻪ أن ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣﺛﯾرات اﻟﻣﺧﯾﻔﺔ ،وأن ﯾدﯾر ﻣﺷﺎﻋرﻩ
اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺧوف ،وأن ﯾﻛﺗﺳب اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺧوف .واﻟﺗدﺧل اﻟﺳﻠوﻛﻲ اﻟﻣﻌرﻓﻲ ﯾؤﻣن
ﻓﺑواﺳطﺔ اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﻠﻌب ،ﯾﻣﻛن ﻟﻸطﻔﺎل اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻣوﺿوﻋﺎت اﻟﺧوف ﻣن ﺧﻼل ﺗﺑﻧﻲ دور اﻟﺷﺧص اﻟذي
ﻻ ﯾﺧﺎف ،وﻣن ﺧﻼل ﻟﻌب اﻟﺗظﺎﻫر واﻟﺗدرب ﻋﻠﯾﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻠطﻔل أن ﯾﺗﻐﻠب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺛﯾرات اﻟﻣﺧﯾﻔﺔ ،وﺗﺗﺿﻣن
ﺛﺎﻟﺛﺎ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟوﺳﯾطﺔ :وﯾطور ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺧطﺔ ﻋﻣل ،ﺗﺗﺿﻣن ﺗﻘوﯾﺔ ﻗدرة اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺑط اﻟذاﺗﻲ وﻋﻠﻰ
اﻻﻧﺟﺎز ،وﺗدرﯾﺑﻪ ﻣن اﺟل ﺗﻌﻠم اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت ﺗواﻓﻘﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﺑﺣﯾث ﯾﻛﺗﺳب ﻣﻬﺎرات ﺟدﯾدة ﻣن أﺟل اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ
وﺿﻌﯾﺎت ﻣﺣددة ،وأﯾﺿﺎ ﺗدرﯾﺑﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻣﯾم ﻣﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ واﺳﻌﺔ ﻣن اﻟوﺿﻌﯾﺎت وﺗﻔﺎدي اﻟﺳﻘوط ﻣﺟددا.
اﻟﺗوﺟﻪ اﻷول ﺗﺳﺗﺧدم ﻓﯾﻪ وﺗﺗﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗوﺟﻬﯾن ،أﺣدﻫﻣﺎ ﺳﻠوﻛﻲ واﻵﺧر ﻣﻌرﻓﻲ ،ﻓﻲ اﻟﺗوﺟﻪ اﻷول
ﺗﺳﺗﺧدم اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ) ﻣﺛل إطﻔﺎء اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ،واﻟﺗﻌزﯾز اﻻﯾﺟﺎﺑﻲ ،واﻟﺗﺷﻛﯾل ،واﻟﻧﻣذﺟﺔ...اﻟﺦ (،
وﻓﻲ اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺗم اﺳﺗﺧدام أﺳﺎﻟﯾب ذﻫﻧﯾﺔ )ﻛﺎﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻐﯾر اﻟﻣﻌرﻓﻲ ،وﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﻌﺗﻘدات ﻏﯾر
اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ ،وﺻف اﻟذات إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ،وﺿﺑط اﻟذات ( وﯾﻣﻛن أﯾﺿﺎ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام ﻛﺗب اﻷطﻔﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻟﺞ
ﻣوﺿوﻋﺎ ﯾﺗطﺎﺑق ﻣﻊ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣدروﺳﺔ ،أو ﯾﻘوم اﻟطﻔل ﺑﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺑﺗﺄﻟﯾف ﻗﺻﺔ ﺗدور ﺣول ﻣوﺿوع
اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ.
ﯾﺗﺑﻧﻰ ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻧظرﯾﺔ ﻛﺎرل روﺟرز اﻟﺗﻲ ﺗرى ﺑﺄن اﻹﻧﺳﺎن ﻫو اﻟﻣﺳؤول ﻋن ﺣﯾﺎﺗﻪ ،وأن اﻟطﺑﯾﻌﺔ
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﺑﻧﺎﺋﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﯾؤﻣن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟذي ﺗﺑﻧﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ أن اﻟﻔرد ﻫو اﻷﻛﺛر ﺧﺑرة ﺑﺣﯾﺎﺗﻪ
اﻟﺧﺎﺻﺔ.
وﯾﻌﻣل اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ دون أي ﺗﺷﺧﯾص أو ﺧطﺔ ﻋﻼﺟﯾﺔ ﻣﺣددة ﻋﻠﻰ ﺟﻌل اﻷﻓ راد ﯾطﻠﻘون أﻓﻛﺎرﻫم
وﻣﺷﺎﻋرﻫم وﻗﻧﺎﻋﺎﺗﻬم وﺧﯾﺎراﺗﻬم ﺑﺷﻛل ﺧﻼق ﺑواﺳطﺔ ﺳﻠوك إﺻﻐﺎء ﻣﻧﺗﺑﻪ ،ﻏﯾر ﺗﻘﯾﯾﻣﻲ وﺻﺎدق ،إن ﻫذا اﻟﺟو
ﻣن اﻟﻧظرة اﻻﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺷروطﺔ واﻟﺗﻌﺎطف واﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾؤﻣن اﻟوﺿوح واﻟﻧﻣو
وﻣن أﺳﺎﺳﯾﺎت اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﻠﻌب اﻟﻣﺗﻣﺣور ﻋﻠﻰ اﻟطﻔل ﻫو اﻟﻠﻌب ﻏﯾر اﻟﻣوﺟﻪ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻘﻧﯾﺔ ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﺑول اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠطﻔل ﻛﻣﺎ ﻫو ،ﻓﯾﺳﻣﺢ ﻟﻪ وﯾﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﯾﺎر ﻣﺎ ﯾرﯾد اﻟﻠﻌب ﺑﻪ ،وﯾﻌطﻰ ﺣرﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﻟﺗطوﯾر
وﺗﻘدم اﻛﺳﻼﯾن ﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻣﺑﺎدئ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﯾﺟب أن ﯾﺗﺑﻧﺎﻫﺎ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ:
-3ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺳﻣﺎح ﺑﺣﯾث ﯾﺷﻌر اﻟطﻔل أﻧﻪ ﺣر ﺗﻣﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﺷﺎﻋرﻩ.
-4ﯾﺗﻌرف اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺑﺷرﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎﻋر اﻟطﻔل وﯾﻘوم ﺑﺗﺄوﯾﻠﻬﺎ ﻟﻪ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺳط ،ﺑﺣﯾث ﯾﻠﺗﻘط اﻟطﻔل اﻟﻣﻌﻧﻰ
اﻟﻌﻣﯾق ﻟﺳﻠوﻛﻪ.
-5ﯾﺣﺎﻓظ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام ﻋﻣﯾق ﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟطﻔل ﻟﺣل ﻣﺷﻛﻼﺗﻪ ،وﻟﻛوﻧﻪ ﻫو اﻟﻣﺳؤول ﻋن ﺧﯾﺎراﺗﻪ وﻋن
إﺟراء اﻟﺗﻐﯾﯾر.
-6ﻻ ﯾﻘوم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺑﺄي ﻣﺳﻌﻰ ﻟﺗوﺟﯾﻪ أﻓﻌﺎل اﻟطﻔل أو ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻪ ﺑﺄي طرﯾﻘﺔ ﻛﺎﻧت.
-8ﯾﻘﯾم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻓﻘط اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗرﺑط اﻟﻌﻼج ﺑﺄرض اﻟواﻗﻊ وﺗﺟﻌل اﻟطﻔل ﯾﻌﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ
ﯾﻘوم اﻟﻌﻼج اﻟﺟﺷطﺎﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺣدي اﻟﺷﺧص ﺑﻣﺳﺎﺋل ﺗﺟﻌﻠﻪ ﯾﻌﻲ ﻣﺷﺎﻋرﻩ وﯾﻧﻣﻲ ﻗدراﺗﻪ ﻟﻣواﺟﻬﺔ
ﻣواﻗف اﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ وﺻﻌوﺑﺎﺗﻬﺎ ،وﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺞ اﻟﺟﺷطﺎﻟﺗﻲ اﺳﺗﺧدام وﺳﺎﺋل ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣﺛل ﻟﻌب اﻷدوار ﻣﺛﻼ،
وﯾﺗم اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺣﺻل وﻣﺎ ﯾﺷﻌر ﺑﻪ اﻟﺷﺧص اﻟﻣرﯾض اﻵن وﻫﻧﺎ ،وﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟرى ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ أو
ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﺻل أو ﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﺣﺻل ،وﯾﺣﺎول اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أن ﯾﻌﻠم اﻟﺷﺧص اﻟﻣرﯾض أن ﻣﺎ ﯾﺧﺗﺑرﻩ
وﯾﺣس ﺑﻪ اﻵن ﻫو أﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺗوﻗﻌﺎت واﻟﺗﻔﺳﯾرات اﻟﻣﺗرﻛزة ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎرب أو ﻣواﻗف ﺳﺎﺑﻘﺔ.
إن ﻫدف اﻟﻌﻼج اﻟﺟﺷطﺎﻟﺗﻲ ﻫو أن ﯾﺻﺑﺢ اﻟﻣرﯾض أﻛﺛر إدراﻛﺎ ﻟﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻵن وﻛﯾف ﯾﻘوم ﺑﻪ
وﻛﯾف ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻐﯾر ﻧﻔﺳﻪ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻌﻣﯾق إدراﻛﻪ ﺑذاﺗﻪ وﺑﺈﺣﺳﺎﺳﺎﺗﻪ ﺑطرﯾﻘﺔ اﻗل ذﻫﻧﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﺗﻌرﺿﻪ
اﻷﺷﻛﺎل اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻼج،ﻓﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﯾﺷﻌر اﻟﻣرء ﺑﻌدم اﻻرﺗﯾﺎح ﻟﺑﻌض اﻟﺟواﻧب ﻓﻲ ذاﺗﻪ أو ﻓﻲ ﻣﺷﺎﻋرﻩ
ﻓﯾﺣﺎول أن ﯾﺗﺟﺎﻫﻠﻬﺎ ،ﻏﯾر أن ﻫذﻩ اﻟﻣظﺎﻫر ﻣن ذواﺗﻧﺎ وﻣﺷﺎﻋرﻧﺎ ﺗرﻛد ﻓﻲ ﻋﻧق اﻟذات وﺗظل ﺗﻣﺎرس ﺿﻐطﻬﺎ.
وﯾﻘوم اﻟﻌﻼج اﻟﺟﺷطﺎﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺣث اﻟﺷﺧص ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺷﻌر ﺑﻪ أو ﯾدرﻛﻪ ﻟﺣظ
ﺑﻠﺣظﺔ ،ﺑﻐرض اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻘﺑﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﻣق وﺑذﻟك ﯾﺻﺑﺢ ﻣﻬﯾﺋﺎ أﻛﺛر ﻟﻔﻬم ذاﺗﻪ واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺧﯾﺎرات اﻷﻛﺛر
ﻣﻼﺋﻣﺔ.
أوﻻ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻌﺎﻟﺞ-طﻔل :ﺗﺣﻣل ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ وظﯾﻔﺔ ﻋﻼﺟﯾﺔ وﺗؤﻣن ﻏﺎﻟﺑﺎ ﺗﺟرﺑﺔ ﺟدﯾدة وﻣﺗﻔردة ﻟﻠطﻔل،
وﻣن واﺟﺑﺎت اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ:
-اﻟﺗﺳﺎوي ﻣﻊ اﻟطﻔل.
-اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟطﻔل ﻣﺛﻠﻣﺎ ﯾﺑدﯾﻬﺎ اﻷﺧﯾر ،ﺑدون ﺣﻛم وﺑﺎﺣﺗرام وﺻدق.
-ﻋدم ﻟﻌب أي دور ،ﺑل ﯾﻛون ذاﺗﻪ ﻣﻊ اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ ﻟﺣدودﻩ وﻋدم اﻹﯾﺣﺎء ﻓﻲ ذات اﻟطﻔل.
-ﻋدم ﺣﻣل أي ﺗوﻗﻌﺎت إزاء اﻟطﻔل.
-اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻣوﻗف داﻋم ﻟﻛﻠﯾﺔ وﺳﻼﻣﺔ ﻛﯾﺎن اﻟطﻔل.
-اﻻﻧﺧراط واﻟﺗواﺻل واﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ اﻟطﻔل.
-ﺧﻠق ﺑﯾﺋﺔ ﻣن اﻷﻣﺎن ﻟﻠطﻔل وﻋدم دﻓﻌﻪ ﻟﻠﺗﺧطﻲ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻪ أو ﺗﺟﺎوز رﺿﺎﻩ.
أﻣﺎ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ أو اﻻﺗﺻﺎل اﻟﻣﻧﻘطﻊ ،ﻓﯾﻧﺷﺄ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺟري ﻗﻣﻊ أو ﺻد أي ﻣن ﻫذﻩ اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ،وﺗﺟدر
اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻻ ﺗﻛون ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ ٕواﻧﻣﺎ ﻓﻲ درﺟﺗﻬﺎ ،ﻓﻐﺎﻟﺑﯾﺔ اﻷطﻔﺎل ﯾﻛوﻧون أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣﻘﺎوﻣﯾن ﺑدرﺟﺔ
ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻻ ﺑل ﻗد ﺗﻛون اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﺻﺣﯾﺔ ،واﻻﺗﺻﺎل اﻟﺳﻠﯾم ﯾﻔﺗرض ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ،إذ ﻣن اﻟﺻﻌب
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﺗﺻﺎل ﺟﯾد ﻣﻊ ﺷﺧص ﻟﯾس ﻟدﯾﻪ ﺣدود واﺿﺣﺔ ﻟذاﺗﻪ ،أﻣﺎ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺷدﯾدة ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣن
اﻟﺻﻌب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺛل ﻫذا اﻻﺗﺻﺎل.
إن اﻟﺳﻠوك ﻏﯾر اﻟﻣﻼﺋم ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺷدﯾدة أو ﻣن اﺿطراب ﺣدود اﻻﺗﺻﺎل،
وﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ أن ﯾﺗوﻗﻊ ﺑﻌض اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ وﯾﻌﺗرف ﺑﺄﻧﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ اﻟطﻔل ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر وأن ﯾﺣﺗرﻣﻬﺎ ،ﻓﺣﯾن ﯾﺑدأ اﻟطﻔل
ﺑﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻷﻣﺎن ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺎت ﺳﺗرﺗﺧﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺗﻪ ،ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻪ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻣﺟددا ،إذا ﻣﺎ
ﺷﻌر ﺑﺎن اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻗد ﺗﺧطﻰ اﻟﺣدود اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻟﺗدﺧﻠﻪ.
ﺗﻘوم وظﯾﻔﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﺷﻌور اﻟطﻔل ﺑذاﺗﻪ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل:
وﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺗﺟﺎرب ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن اﺟل ﺗﻘوﯾﺔ ذات اﻟطﻔل ،اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ ﺑدورﻫﺎ اﻟذات دﻋﻣﺎ ﻣطﻠوﺑﺎ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر
اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ.
ﻣﻊ ﺗﻘدم اﻟطﻔل ﻓﻲ ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻌﻼج ،ﯾﺻﺑﺢ أﻛﺛر إدراﻛﺎ ﻟﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ وﻟﻣﺷﺎﻋرﻩ وﻟﺣﺎﺟﺎﺗﻪ وﻣطﺎﻟﺑﻪ،
وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻪ ﻓﺎن اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻫﻲ ﻣﻔﺗﺎح اﻹدارك ،ﻟذﻟك ﻓﺎن ﺗﺎﻣﯾن ﺗﺟﺎرب ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﯾﺷﻛل ﺟزءا أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻣن اﻟﻌﻼج.
وﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﺗﻘﻧﯾﺎت ﻣﺗﻌددة ﻣن ﺷﺎﻧﻬﺎ أن ﺗﺧدم اﻟطﻔل ﻛﺟﺳر ﻟﻌﺑور ذاﺗﻪ وﺗﻌطﯾﻪ وﺳﺎﺋط ﻻﻛﺗﺷﺎف
ﺟواﻧب ﻋدة ﻣن ذاﺗﻪ وﺗﺟدﯾدﻫﺎ ،وﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﺳﺗﺧدام اﻟﻔﻧون اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﯾﺔ ﻣﺛل اﻟرﺳم واﻟﺗﻠوﯾن واﻟﺗرﻛﯾب،
وأﯾﺿﺎ اﻟدﻣﻰ واﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ واﻟﻣﺳرح واﻟﺗﺟﺎرب اﻟﺣﺳﯾﺔ واﻟﺟﺳﻣﺎﻧﯾﺔ ،ﻛﺗﺎﺑﺔ وﺳرد ﻗﺻص ،واﻟﻠﻌب ﺑﺎﻟرﻣل ،واﻟﻌﺎب
اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ...اﻟﺦ
اﻟﻣراﺟﻊ:
-1إﺟﻼل ﻣﺣﻣد ﺳرى :ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻌﻼﺟﻲ ،دار ﻋﻼء ﻟﻠﻛﺗب ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2000 ،ط.2
-2أدﯾب ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻟدي :ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻻﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﺗدﺧل اﻟﻌﻼﺟﻲ ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
ﻋﻣﺎن-اﻷردن ،ط.2015 ،1
-3ﺑﯾروﻧﻲ ﻛوروﯾن ،ﺑﯾﺗر رودل ،ﺳﺗﯾف ﺑﺎﻟﻣر :اﻟﻌﻼج اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﺳﻠوﻛﻲ اﻟﻣﺧﺗﺻر ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺣﻣود ﻋﺑد
ﻣﺻطﻔﻰ ،دار اﯾﺗراك ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة-ﻣﺻر ،ط.2008 ،1
-4ﺣﺳﯾن ﻋﻠﻲ ﻓﺎﯾد :اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ-أﺻوﻟﻪ-ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ-أﺧﻼﻗﯾﺎﺗﻪ ،ﻣؤﺳﺳﺔ طﯾﺑﺔ ﻟﻠﻧﺷر ،اﻟﻘﺎﻫرة،2005 ،
ط.1
-5ﺣﺳﯾن ﻓﺎﻟﺢ ﺣﺳﯾن :ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻟﻣرﺿﻲ واﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﻣرﻛز دﯾﺑوﻧو ﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺗﻔﻛﯾر ،ﻋﻣﺎن اﻷردن،
،2013ط.1
-6ﻛﻼوس ﻏراوة ،روث دوﻧﺎﺗﻲ ،ﻓرﯾدﯾرﯾﻛﻪ ﺑﯾرﻧﺎور ،ﻣﺳﺗﻘﺑل اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ -ﻣﻌﺎﻟم ﻋﻼج ﻧﻔﺳﻲ ﻋﺎم،
ﺗرﺟﻣﺔ ﺳﺎﻣر ﺟﻣﯾل رﺿوان ،ﻣﻧﺷورات وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،دﻣﺷق-ﺳورﯾﺎ.1999 ،
-7ﻣﺣﻣد ﺣﺳن ﻏﺎﻧم :اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻣدﺑوﻟﻲ ،2008 ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط.1
-8ﻣﺣﻣد ﺣﺳن ﻏﺎﻧم :اﺗﺟﺎﻫﺎت ﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ ﻣدﺑوﻟﻲ ،2008 ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط.1
-9ﻋﺑد اﷲ ﯾوﺳف أو زﻋﯾزع :ﻧظرﯾﺔ اﻹرﺷﺎد واﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ ،ﻣرﻛز دﯾﺑوﻧﻲ ﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﺗﻔﻛﯾر ،اﻷردن،
،2011ط.1
ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر إﺑراﻫﯾم :اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺳﻠوﻛﻲ اﻟﻣﻌرﻓﻲ اﻟﺣدﯾث ،دار اﻟﻔﺟر ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ، -10
اﻟﻘﺎﻫرة.
ﻋﺑد اﻟﺳﺗﺎر إﺑراﻫﯾم :اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﺣدﯾث ﻗوة اﻹﻧﺳﺎن ،ﻋﺎﻟم اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،اﻟﻛوﯾت.1980 ، -11
ﻓﯾﺻل ﻋﺑﺎس :اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻔروﯾدﯾﺔ ،اﻟﻧظرﯾﺔ –اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ –اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ،دار اﻟﻣﻧﻬل -12
اﻟﺑﻧﺎﺋﻲ ،ﺑﯾروت ،2005 ،ط.1
ﺳﺎﻣﻲ ﻣﺣﻣد ﻣﻠﺣم :اﻹرﺷﺎد واﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ –اﻷﺳس اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ،دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷر -13
واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﻋﻣﺎن ،2001 ،ط.1
ﺻﻔوت ﻓرج :ﻋﻠم اﻟﻧﻔس اﻻﻛﻠﯾﻧﯾﻛﻲ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻻﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة-ﻣﺻر ،2008 ،ط.1 -14
طﻪ ﻋﺑد اﻟﻌظﯾم ﺣﺳﯾن :اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ اﻟﻣﻌرﻓﻲ -ﻣﻔﺎﻫﯾم وﺗطﺑﯾﻘﺎت ،دار اﻟوﻓﺎء ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ -15
واﻟﻧﺷر ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ –ﻣﺻر ،2007 ،ط.1
ﯾوﺳف ﻣدن :اﻟﻌﻼج اﻟﻧﻔﺳﻲ وﺗﻌدﯾل اﻟﺳﻠوك اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﺑطرﯾﻘﺔ اﻷﺿداد ،دار اﻟﻬﺎدي ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ -16
واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت-ﻟﺑﻧﺎن ،2006 ،ط.1