You are on page 1of 49

‫تمهيد‪:‬‬

‫يتناول هذا الكتاب نظرية وضع األجندة ‪ ،The Agenda-Setting Theory‬ونظرية‬


‫اإلطار اإلعالمي ‪ .Frame Analysis Theory‬وتعتبر العالقة بين النظريتين عالقة امتداد‪،‬‬
‫حيث تهتم دراسات وضع األجندة بترتيب القضايا في الوسيلة اإلعالمية ومدى البروز واالهتمام‬
‫بالقضايا ذاتها‪ ،‬في حين تركز دراسات األطر اإلعالمية على بروز جوانب معينة في القضية أو‬
‫القضايا المثارة وسياق تقديم هذه القضايا‪ ،‬مما يمثل عمقاً أكبر في دراسة القضايا‪ ،‬لذا شبه‬
‫(‪ )Kosicki‬دراسات وضع األجندة بمستوياتها المختلفة بالقشرة الخارجية للموضوع التي تحوي‬
‫بداخلها ما هو أكثر قيمة وأهمية قاصداً دراسات األطر اإلعالمية(‪.)0‬‬

‫وقد قدمت (د‪ .‬راجية قنديل) مراحل تطور دراسات وضع األجندة‪ ،‬والتي تمثل نظرية تحليل‬
‫األطر المستوى الثاني منها‪ ،‬حيث قسمتها إلى مستويين رئيسيين يمثالن مرحلتين أساسيتين‬
‫لتطور هذه الدراسات‪ ،‬وهي(‪:)5‬‬
‫المستوى األول‪ :‬وتمثل هذه المرحلة الفترة من (‪1972‬م‪1992-‬م)‪ ،‬وقد ُعنيت الدراسات فيها‬
‫بانتقال أهمية الموضوعات من وسائل اإلعالم إلى الجمهور‪.‬‬
‫المستوى الثاني‪ :‬وهو امتداد يتكامل مع المستوى األول‪ ،‬وجاء نتيجة للتراكم المعرفي الذي‬
‫أسفر عنه كم كبير من الجهود العلمية والبحثية‪ ،‬وتعنى دراسات هذا المستوى بانتقال ترتيب‬
‫أولويات العناصر والسمات في التغطية اإلعالمية لموضوع ما إلى الجمهور‪ ،‬وتأثير ذلك على‬
‫االهتمام بالموضوع وترتيبه بين األولويات‪.‬‬

‫ومن خالل هذا الكتاب سنحاول التعرض بشيء من التفصيل لكل من نظرية وضع‬
‫‪Frame‬‬ ‫األجندة ‪ ،The Agenda-Setting Theory‬ونظرية تحليل اإلطار اإلعالمي‬
‫‪.Analysis Theory‬‬
‫المبحث األول‬
‫نظرية وضع األجندة‬

‫يهدف هذا المبحث إلى تسليط الضوء على نظرية وضع األجندة‪ ،‬وتم تقسيم هذا المبحث‬
‫إلى خمسة مطالب‪ ،‬حيث يشتمل المطلب األول على مفهوم وضع األجندة ونشأة وتطور‬
‫النظرية‪ ،‬أما المطلب الثاني يشمل سمات وضع األجندة وأهميتها ووظائفها‪ ،‬في حين تناول‬
‫المطلب الثالث عملية وضع األجندة والعوامل المؤثرة فيها‪ ،‬بينما يتضمن المطلب الرابع أنواع‬
‫بحوث وضع األجندة واإلجراءات المنهجية لتوظيف نموذج وضع األجندة‪ ،‬أما المطلب الخامس‬
‫يعرض ايجابيات وسلبيات نظرية وضع األجندة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم وضع األجندة‪ ،‬ونشأتها وتطورها‬

‫يتضمن هذا المطلب عدداً من التعريفات لعملية وضع األجندة‪ ،‬واالفتراضات الخاصة‬
‫بالنظرية‪ ،‬واستراتيجيات وضع األجندة‪ ،‬وكذلك نشأة نظرية وضع األجندة وتطورها‪.‬‬

‫أو اال‪ :‬مفهوم وضع األجندة‪:‬‬


‫حدد الباحثون عددًا كبي ًار من التعريفات لعملية وضع األجندة‪ ،‬حيث يعرف‬
‫)‪ )M.Sanchez‬عملية وضع األجندة في اإلعالم بأنها‪" :‬العملية التي بواسطتها تحدد وسائل‬
‫اإلعالم بما نفكر وحول ماذا نقلق"‪ ،‬ويرى أن أول من الحظ هذه الوظيفة هو )‪(Lippmann‬‬
‫في العشرينيات من القرن الماضي‪ ،‬وأوضح أن اإلعالم هو الذي يهيمن على خلق الصور في‬
‫أذهاننا وأن رد فعل الجمهور يكون تجاه تلك الصور وليس تجاه األحداث الفعلية‪ ،‬لذلك فإن‬
‫وضع األجندة هي‪ " :‬عملية تهدف إلى إعادة صياغة جميع األحداث التي تقع في البيئة المحيطة‬
‫بنا إلى نموذج بسيط قبل أن نتعامل معها") (‪.‬‬

‫أما (‪ )James Watson‬عرفها بأنها‪" :‬مجموعة من الموضوعات‪ ،‬عادة يكون ترتيبها‬


‫حسب أهميتها") (‪.‬‬

‫ويعرفها (‪ ) Joseph Straubhaar & Robert LaRose‬بأنها‪" :‬قدرة وسائل‬


‫اإلعالم على تحديد القضايا المهمة") (‪.‬‬
‫كما عرفها (‪ )Stephen Batroson‬بأنها‪" :‬العملية التي تبرز فيها وسائل اإلعالم‬
‫قضايا معينة على أنها قضايا مهمة‪ ،‬وتستحق ردود الحكومة والجمهور‪ ،‬من خالل إثارة انتباههم‬
‫لتلك القضايا‪ ،‬بحيث تصب ح ذات أولوية ضمن أجندتهم‪ ،‬وأن الفرد الذي يعتمد على وسيلة‬
‫يكيف إدراكه وفقًا لألهمية المنسوبة لقضايا تلك الوسيلة‬ ‫إعالمية ما ويتعرض لها سوف ّ‬
‫وموضوعاتها‪ ،‬وبشكل يتوافق واتجاه عرضها‪ ،‬وحجم االهتمام الممنوح لها في تلك الوسيلة"( )‪.‬‬

‫وعرفها ( ‪ )G.E Lang & K. Lang‬بأنها‪" :‬العمل التي يؤثر بمقتضاها كل من وسائل‬
‫اإلعالم والحكومة واألفراد بعضهم ببعض‪ ،‬أي أنها عملية تفاعلية تحاول من خاللها العديد من‬
‫العوامل التأثير في أجندة وسائل اإلعالم"( )‪.‬‬

‫وتم تعريفها أيض ا بأنها‪ " :‬العملية التي تقوم بها الهيئات والمؤسسات التي تقدم األخبار‬
‫والمعلومات باختيار أو التأكيد على أحداث وقضايا ومصادر معينة لتغطيتها دون أخرى‪،‬‬
‫ومعالجة هذه القضايا وتناولها بالكيفية التي تعكس اهتمامات هذه المؤسسات وأولويات المسئولين‬
‫الحكوميين ومتخذي القرار والصفوة"( )‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يتضح أن نظرية وضع األجندة‪ ":‬هي عبا رة عن إعادة صياغة‬
‫األحداث المحيطة بقالب جديد‪ ،‬يتم ترتيب أهميتها في الوسيلة اإلعالمية بما يتناسب مع السياسة‬
‫التحريرية للمؤسسة اإلعالمية بهدف إقناع الجمهور وتغيير اتجاهه بما يتوافق مع التوجهات‬
‫األيديولوجية لتلك الوسيلة"‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬فروض النظرية‪:‬‬


‫‪ -1‬الفرض الرئيسي لنظرية وضع األجندة‪:‬‬
‫إن الفرض الرئيس في معظم الدراسات الخاصة بوضع األجندة هو "االتفاق بين ترتيب‬
‫أجندة وسائل اإلعالم ‪ ،‬وترتيب أجندة الجمهور لالهتمام بالقضايا والموضوعات اإلعالمية"‪ ،‬أي‬
‫وجود ارتباط ايجابي بين ترتيب االهتمام لكل من الوسيلة والجمهور‪ ،‬مما يشير إلى دور وسائل‬
‫اإلعالم في ترتيب أولويات اهتمام الجمهور بالقضايا والموضوعات المطروحة بنفس الترتيب‬
‫الذي تعطيه الوسائل لهذه القضايا والموضوعات( )‪.‬‬
‫وتركز وسائل اإلعالم على األحداث العامة والقضايا لتحقيق التوحد الجمعي وتشكيل‬
‫الخطاب االجتماعي‪ ،‬وانتهت كثير من الب حوث إلى أن الصحافة تنجح أكثر من التلفزيون في‬
‫التأثير على أجندة الجمهور‪ ،‬ذلك أن التلفزيون يهتم أكثر بالقضايا العامة وليس الفرعية األكثر‬
‫تخصصًا التي يمكن أن تهتم بها الصحف‪ ،‬حيث تهتم الصحف بالعمق واالهتمام بالتفاصيل( )‪.‬‬
‫‪ -2‬كما توجد افتراضات أخرى خاصة بنظرية وضع األجندة‪ ،‬وهي)‪:(00‬‬
‫‪ -1/2‬تبنى النظرية على افتراض أن لوسائل اإلعالم تأثير قوي على العامة أو الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2/2‬أن االتصال يبدو كعملية تركز على المرسل كمحور رئيسي بها‪.‬‬
‫‪ -3/2‬تفترض النظرية أن الصحفيين ومصادرهم المختلفة والجمهور يفسرون الخبر أو القضية‬
‫بنفس الطريقة أو بطريقة مشابهة تمامًا‪.‬‬

‫وبتقييم هذه االفتراضات يتضح أن مستقبل الرسالة أصبح له دور فعال في فهم وادراك‬
‫هذه الرسالة وفقًا لألجندة الخاصة به‪ ،‬واذا كنا ال نرى تأثير قوي لوسائل اإلعالم فالبد أن نعترف‬
‫أن لها دور في حياتنا كمصدر للمعلومات وللخبرة والتسلية والمتعة ولكن ليست هي المصدر‬
‫الوحيد لكل ذلك‪ ،‬فالتفاعل مع اآلخرين يمثل أهمية أيضًا في هذا المجال وقد تفوق وسائل‬
‫اإلعالم‪.‬‬

‫ثالث ا‪ :‬استراتيجيات نظرية وضع األجندة‪:‬‬


‫هناك استراتيجيتان أساسيتان لوضع األجندة‪ ،‬وهما( )‪:‬‬
‫‪ -1‬االستراتيجية األولى‪ :‬وتقوم على دراسة مجموعة القضايا السائدة في وسائل اإلعالم وعند‬
‫الجمهور إما على فترة زمنية واحدة أو على فترتين‪.‬‬
‫‪ -2‬االستراتيجية الثانية‪ :‬وتقوم على دراسة قضية واحدة سواء على فترة زمنية واحدة أو على‬
‫فترات زمنية مختلفة‪ ،‬أي دراسة ممتدة‪.‬‬
‫ويستخدم أسلوب تحليل المحتوى لحصر الموضوعات التي تؤكد عليها وسائل اإلعالم‪،‬‬
‫ومن األفضل أن يشمل تحليل المحتوى كل وسائل اإلعالم‪ ،‬مثل‪ :‬الصحف والمجالت والراديو‬
‫والتلفزيون‪ ،‬غير أن الباحثين يركزون غالبًا على وسيلة واحدة أو وسيلتين على األكثر‪ ،‬وعادة ما‬
‫يتم اختيار التلفزيون والصحف اليومية‪ ،‬وعقد مقارنات بينهما( )‪.‬‬

‫رابع ا‪ :‬نشأة وتطور نظرية وضع األجندة‪:‬‬


‫نشأة نظرية وضع األجندة‪:‬‬ ‫(أ)‬
‫ترجع األصول النظرية لبحوث وضع األجندة إلى )‪ )Walter Lippmann‬من خالل‬
‫م) والذي يرى ‪":‬أن وسائل اإلعالم تساعد في بناء الصور‬ ‫كتابه بعنوان (الرأي العام‬
‫الذهنية لدى الجماهير‪ ،‬وفي كثير من األحيان تقدم هذه الوسائل (بيئات زائفة) في عقول‬
‫الجماهير‪ ،‬وتعمل وسائل اإلعالم على تكوين الرأي العام من خالل تقديم القضايا التي تهم‬
‫المجتمع") (‪.‬‬
‫ويرجع الفضل إلى )‪ (McCombs & Show‬في صدور الدراسة األولى التي تمت‬
‫‪،‬‬ ‫(‬ ‫)‬
‫إجراءاتها التطبيقية والميدانية أثناء الحملة االنتخابية الرئاسية األمريكية عام (‪1968‬م)‬
‫وتقوم النظرية على أن "وسائل اإلعالم تنجح بكفاءة في تعريف الناس فيما يفكرون‪ ،‬ذلك ألن لها‬
‫تأثي ًار كبي ًار في تركيز انتباه الجمهور نحو االهتمام بموضوعات ما أو أحداث وقضايا بذاتها‪،‬‬
‫فالجمهور ال يعلم من وسائل اإلعالم عن هذه الموضوعات فحسب‪ ،‬بل يعرف كذلك ترتيب‬
‫أهميتها‪ ،‬فهناك عالقة ارتباطية ايجابية قوية بين أهمية الموضوع في وسائل اإلعالم وأهميته‬
‫لدى الجمهور") (‪.‬‬

‫(ب) مراحل تطور نظرية وضع األجندة‪:‬‬


‫ويعد وضع األجندة هو المرحلة الرابعة في تطور نظرية األجندة‪ ،‬وفي هذا اإلطار يقسم‬
‫)‪ )MacCombs‬بحوث األجندة إلى أربعة أشكال رئيسية تعكس تطور االتجاهات الخاصة‬
‫بهذه البحوث‪ ،‬وهي) (‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬الدراسة األصلية التي اختبرت الفرض الرئيس الخاص بأن نموذج التغطية‬
‫اإلخبارية يؤثر في إدراك الجمهور ألهمية القضايا اليومية‪.‬‬
‫المرحلة الثانية‪ :‬اختبرت الشروط المالئمة التي تعزز أو تحد من وضع األجندة واألدوار المقارنة‬
‫لوسائل اإلعالم المختلفة‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬اهتمت بالكشف عن صور المرشحين واهتماماتهم السياسية كبديل لألجندة‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة‪ :‬بحلول الثمانينيات ركزت البحوث على مصادر أجندة الوسيلة االتصالية‪ ،‬وبذلك‬
‫تكون انتقلت بحوث األجندة من متغير مستقل إلى متغير تابع واستبدلت السؤال من يضع أجندة‬
‫الجمهور وتحت أي ظروف؟ بالسؤال من يضع أجندة الوسيلة؟‪.‬‬

‫وقد تطورت البحوث حول نظرية وضع األجندة للبحث في العالقة بين متغيرين هما( ‪:)0‬‬
‫‪ -1‬أسلوب المعالجة اإلعالمية لألحداث من ح يث اختيار المصادر ونقاط التركيز والجانب‬
‫المرئي في الرسالة والعناصر التيبوغرافية في الوسائل الصحفية وغيرها من أساليب المعالجة‬
‫اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ -2‬توجيه انتباه الجمهور نحو جانب محدد من القضية على حساب جانب آخر‪.‬‬

‫وقد ارتبطت هذه النظرية بدراسة التغطية اإلعالمية للصراعات الدولية‪ ،‬كما تطورت‬
‫النظرية بشكل كبير لتوجيه البحوث المعنية بأثر المعالجات اإلعالمية لقضايا األقليات على‬
‫الرأي العام وغيرها من القضايا االجتماعية‪.‬‬
‫ويوصف وضع األجندة بتعدد المناهج البحثية مع وجود رابط مشترك يتمثل في كون‬
‫التغطية اإلخبارية منتج يتم تصنيعه واق ارره من خالل التأثيرات المتعددة‪ .‬ويمثل تحليل المضمون‬
‫النمط األكثر استخدامًا بشقيه الكمي والكيفي من خالل تحليل مضمون التغطية اإلخبارية كمنتج‬
‫نهائي لوضع األجندة( )‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية وضع األجندة ‪ ..‬سماتها وأهميتها ووظائفها‪:‬‬

‫يشتمل هذا المطلب على سمات نظرية وضع األجندة وأهميتها ووظائفها‪.‬‬
‫أوالا‪ :‬سمات نظرية وضع األجندة‪:‬‬
‫إن أهم ما يميز النظرية العلمية هو قدرتها المستمرة على توليد تساؤالت بحثية جديرة‬
‫بالبحث واستكشاف مجاالت وطرق بحثية جديدة‪ ،‬ومن هذا المنطلق تميزت نظرية وضع األجندة‬
‫بثالث سمات أساسية‪ ،‬وهي( )‪:‬‬
‫‪ -‬النمو المستمر والمنتظم للدراسات التطبيقية في مجال وضع األجندة منذ أن بدأ االهتمام بها‬
‫وحتى اليوم‪.‬‬
‫‪ -‬قدرتها على تحقيق التكامل بين عدد من المجاالت البحثية الفرعية لالتصال الجماهيري‬
‫تحت مظلة وضع األجندة‪.‬‬
‫‪ -‬قدرتها على توليد قضايا بحثية وأساليب منهجية جديدة تتنوع بتنوع المواقف والمتغيرات‬
‫االتصالية‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬أهمية نظرية وضع األجندة‪:‬‬


‫تعد هذه النظرية تحوالً في مسار الدراسات اإلعالمية‪ ،‬وعلى الرغم من أنها ذات منظور‬
‫فردي في دراسة تأثيرات وسائل اإلعالم ‪ ،‬إال أنها استطاعت أن تتطرق لجوانب جديدة في مجال‬
‫بحوث التأثير‪ ،‬من أبرزها( )‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة عالقة األفراد وطريقة تعاملهم مع البيئة المحيطة بهم‪ ،‬حيث تبين صعوبة تعامل‬
‫األفراد مع البيئة مباشرة نظ ًار التساعها وتنوعها وشدة تعقيدها‪ ،‬وتؤدي وسائل اإلعالم الدور‬
‫األكبر في إعادة تقديم هذه البيئة بصورة مبسطة‪ ،‬وذلك باختيار بعض القضايا والتركيز‬
‫عليها مما يؤدي إلى إدراك الجمهور ألهمية هذه القضايا وترتيبها بما يتناسب وطريقة‬
‫تقديمها في وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -‬أثبتت هذه النظرية وجود درجة عالية من االتساق بين قائمة أولويات وسائل اإلعالم من‬
‫ناحية وقائمة أولويات الجمهور من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬درست هذه النظرية اتجاه العالقة بين وسائل اإلعالم والجمهور‪ ،‬وجاءت النتيجة مؤكدة‬
‫على حقيقتين بارزتين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫‪ -1/3‬أن وسائل اإلعالم تضع أولويات الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2/3‬أن الجمهور يؤثر في وسائل اإلعالم بطريقة غير مباشرة وغير ظاهرة‪.‬‬

‫‪ -4‬اهتمت النظرية بأسلوب تناول وعرض القضايا في وسائل اإلعالم من خالل عدة محاور‪،‬‬
‫مثل‪ :‬موقع الحدث في وسائل اإلعالم‪ ،‬القرب الجغرافي أو العاطفي للحدث‪ ،‬نوع القضية‬
‫وطبيعتها‪.‬‬

‫‪ -5‬لم تتجاهل هذه النظرية الخصائص الديموغرافية للجمهور‪ ،‬والتي تبين أنها تؤدي دو ًار في‬
‫عملية وضع األولويات‪.‬‬

‫‪ -‬تعد هذه النظرية من النظريات المتكاملة إلى حد كبير الهتمامها بدراسة تأثير االتصال‬
‫الشخصي إلى جانب االتصال الجماهيري‪.‬‬

‫‪ -7‬وتظهر أهمية نظرية وضع األجندة‪ ،‬وفق ا لـ (‪ ،)Sanches‬فيما يلي) (‪:‬‬


‫‪ -1/7‬تعطي وسائل اإلعالم القوة الختيار األخبار التي نسمعها أو نراها وما هي الجوانب‬
‫المهمة في هذه األخبار‪.‬‬
‫‪ -2/7‬أن وسائل اإلعالم من خالل هذه النظرية يمكن أن تستخدم في وضع أجندة الجمهور في‬
‫مجاالت عديدة‪.‬‬
‫‪ -3/7‬يعد وضع األجندة مهم من الناحية السياسية‪ ،‬حيث إن أجندة الجمهور التي شكلتها وسائل‬
‫اإلعالم تؤثر في األجندة السياسية‪ ،‬فمثالً يحاول المرشحون أن يركزوا على القضايا التي يحتاج‬
‫الجمهور إلى سماعها وتحظى باهتمامه‪.‬‬

‫‪ -‬أما (‪ )Matt Gleckler‬يشير إلى أن لنظرية وضع األجندة أهميتها الخاصة‪ ،‬وذلك‬
‫ألن الجمهور الذي يتأثر بأجندة وسائل اإلعالم هو ذلك الجمهور الذي لديه رغبة في أن‬
‫يشكل اإلعالم أفكارهم ويحتاجون إلى توجيه بشكل مستمر‪ ،‬وهم أولئك الذين لديهم فضول‬
‫لمعرفة األخبار‪ ،‬فهم يتأثرون بما تقدمه وسائل اإلعالم ويفكرون فيه‪ ،‬وهي بالتالي ال تقدم‬
‫تفسي ًار لتأثيرات وسائل اإلعالم على جميع أنواع الجمهور‪ ،‬وانما تقدم تفسي ًار ألسباب اعتقاد‬
‫الجمهور في قضايا محددة) (‪.‬‬

‫ثالث ا‪ :‬وظائف نظرية وضع األجندة‪:‬‬


‫يمكن تحديد الوظائف التي تؤديها نظرية وضع األجندة‪ ،‬فيما يلي(‪:)53‬‬
‫‪ -‬أن عرض وسائل اإلعالم لقضية معينة يزيد من وعي الجماهير لتلك القضية‪ ،‬وبالتالي‬
‫يمكن تمييز القضية الهامة من بين القضايا التي تعرضها وسائل اإلعالم‪.‬‬

‫‪ -‬تقوم هذه النظرية بترتيب أولويات الجمهور‪ ،‬وذلك للتركيز على قضايا معينة دون أخرى‪،‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪/2‬أ‪ -‬مراقبة البيئة‪ :‬يسعى المجتمع دائمًا للتعرف على ما يجري في البيئة الداخلية والخارجية‪،‬‬
‫وذلك لمواجهة كافة الظروف المتغيرة‪ ،‬وتقوم وسائل اإلعالم دائماً بالتعرف على مشكالت‬
‫المجتمع‪ ،‬ومحاولة تقديم الحلول المختلفة لها‪.‬‬
‫‪/2‬ب‪ -‬الترابط‪ :‬إن أهم ما تحاول وسائل اإلعالم الوصول إليه هو محاولة إيجاد رأي عام موحد‬
‫ومترابط تجاه قضية معينة دون القضايا األخرى ما يؤدي إلى وصول إلى اتفاق عام تجاه‬
‫القضايا المختلفة‪.‬‬
‫‪/2‬ج‪ -‬نقل التراث االجتماعي‪ :‬تقوم وسائل اإلعالم عبر السنوات المختلفة بالتركيز على أهم‬
‫العادات وال تقاليد السائدة في المجتمع خالل الفترات المختلفة‪ ،‬وهي تعد بذلك موروث ثقافي‬
‫واجتماعي يمكن األفراد من التعرف على مالمح العصور المختلفة‪.‬‬

‫من خالل ما سبق ذكره يتضح أن نظرية وضع األجندة هي إحدى النظريات التي تهتم‬
‫بدراسة العالقات التبادلية بين وسائل اإلعالم والجماهير التي تتعرض لهذه الوسائل‪ ،‬وقدرة تلك‬
‫الوسائل على تحديد أهمية وأولوية بعض القضايا السياسية واالجتماعية واالقتصادية وغيرها التي‬
‫تهم كافة قطاعات المجتمع‪ ،‬كما تؤكد هذه النظرية على وجود عالقة ارتباط بين بروز قضية ما‬
‫في وسائل اإلعالم وبروزها لدى الجمهور من خال ل تركيز هذه الوسائل على موضوعات بعينها‬
‫واهمالها لموضوعات أخرى‪ ،‬مما يؤثر على اهتمام الجمهور بالموضوعات المطروحة في وسائل‬
‫اإلعالم‪ ،‬وبذلك لم تعد وسائل اإلعالم أداة لنقل المعلومات فقط بل أصبحت إحدى العوامل‬
‫الرئيسة التي تؤثر في أفكار الجمهور واتجاهاته وسلوكه م ن خالل طرحها لقائمة من القضايا‬
‫التي ترتبها طبقًا ألهميتها عن طريق انتقاء قصص إخبارية معينة واغفال قصص أخرى وبذلك‬
‫يعتقد الجمهور أن قضية ما قضية مهمة ألن وسائل اإلعالم تتناولها باستمرار‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عملية وضع األجندة والعوامل المؤثرة فيها‬

‫ويتضمن هذا المطلب مكونات عملية وضع األجندة‪ ،‬ومراحل عملية وضع األجندة‪،‬‬
‫والعوامل المؤثرة في وضع األجندة‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬مكونات عملية وضع األجندة‪:‬‬

‫تتكون عملية وضع األجندة من ثالث مكونات)‪:(52‬‬

‫المكون األول‪ :‬أجندة الجمهور ‪ :Public Agenda‬وتتخذ من أولويات اهتمامات الجمهور‪،‬‬


‫وتتغير تباعًا لها‪ ،‬وقد بدأ هذا االتجاه على يد ( ‪ ،)MaCcombs & Show‬وهي تعني أن‬
‫لوسائل اإلعالم تأثير على أجندة الجمهور من خالل اعتبارات معينة والتأكيد عليها‪ ،‬وتشمل‬
‫(المألوفية‪ -‬البروز الذاتي‪ ،‬التفضيل)‪ ،‬وتتكون من األجندة الذاتية‪ ،‬واألجندة الشخصية‪ ،‬واألجندة‬
‫الخاصة بالمجتمع‪.‬‬

‫المكون الثاني‪ :‬أجندة وسائل اإلعالم ‪ :Media Agenda‬وتتخذ من أولويات قضايا وسائل‬
‫اإلعالم متغي ًار تابعًا لها‪ ،‬وقد ظهر هذا المجال البحثي مرتبطًا بالدراسات االجتماعية‪ ،‬وتشمل‬
‫(الرؤية‪ -‬والبروز لدى الجمهور‪ ،‬والتكافؤ)‪ ،‬وتتكون من أجندة الصحف‪ ،‬وأجندة التلفزيون‪ ،‬وأجندة‬
‫الوسائل األخرى‪.‬‬

‫المكون الثالث‪ :‬وضع أجندة السياسة العامة‪ :‬وتتخذ من أولويات قضايا السياسة العامة ودوائر‬
‫صنع القرار وأولويات اهتمام صانعي القرار متغي ًار تابعًا لها‪ ،‬بينما تمثل اهتمامات وسائل اإلعالم‬
‫المتغير المستقل‪ ،‬وتنشأ تلك األجندة عن طريق الحكومة والسياسة‪ ،‬وتشمل (التأييد‪ ،‬والفعل‬
‫المتوقع‪ ،‬وحرية اتخاذ القرار)‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬مراحل عملية وضع األجندة‪:‬‬

‫أشار الباحثان ( ‪ )G.E Lang & K. Lang‬إلى أن وضع األجندة يتم في ست مراحل‪،‬‬
‫وهي( ‪:)5‬‬

‫‪ -‬تلقي الصحافة الضوء على بعض األحداث وتجعلها بارزة‪.‬‬


‫‪ -‬تحتاج بعض القضايا إلى قدر أكبر من التغطية لتثير االنتباه‪.‬‬
‫‪ -‬وضع القضايا أو األحداث التي تثير االهتمام في إطارها الذي يضفي عليها المعنى ويسهل‬
‫فهمها وادراكها‪.‬‬
‫‪ -4‬اللغة المستخدمة في وسائل اإلعالم يمكن أن تؤثر على مدركات الجمهور ألهمية القضية‪.‬‬
‫‪ -5‬تقوم وسائل اإلعالم بالربط بين الوقائع واألحداث الت ي أصبحت تثير االهتمام وبين بعض‬
‫الرموز الثانوية التي يسهل التعرف عليها على مواقع الخريطة السياسية‪ ،‬فالناس تحتاج إلى‬
‫أساس التخاذ جانب ما من القضية (الثقة في الحكومة‪ -‬المصداقية)‪.‬‬
‫‪ -‬وضع األجندة يتم بسرعة ويتزايد عندما يتحدث بعض األفراد الموثوق فيهم في قضية ما‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العوامل المؤثرة في وضع األجندة‪:‬‬


‫تركز بحوث وضع األجندة على التأثيرات االجتماعية القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى‬
‫لوسائل اإلعالم بناء على انتقائية وتركيز تلك الوسائل على قضايا معينة واهمال األخرى‪ ،‬وهو‬
‫ما يترتب عليه إدراك الجمهور لتلك القضايا باعتبارها قضايا مهمة‪ ،‬ويتحدد تأثير األجندة من‬
‫خالل المستويات اآلتية(‪:)57‬‬

‫(أ) مستوى خلق الوعي بأهمية القضية‪.‬‬


‫(ب) محاولة ترسيخ القضية في أجندة الجمهور من خالل التغطية المكثفة‪.‬‬
‫(ت) استمرار التغطية المكثفة بهدف خلق االتجاه وتبني السلوك تجاه القضية‪ ،‬ووفقًا لذلك تنجح‬
‫وسائل ا إلعالم بكفاءة في تعريف الجمهور فيما يجب أن يفكروا فيه‪ ،‬ولكنها ال تنجح في تعريفهم‬
‫كيف يفكرون‪.‬‬
‫‪ -0‬العوامل المؤثرة في بروز القضية محل وضع األجندة‪:‬‬
‫ذكر (‪ )G.E Lang & K. Lang‬أن هناك عوامل أساسية تحكم بروز القضية محل وضع‬
‫األجندة‪ ،‬وهي( )‪:‬‬
‫‪ -1/1‬اللغة التي تستخدمها وسائل اإلعالم في وصف أهمية هذه القضية‪.‬‬
‫‪ -2/1‬طريقة معالجة وتناول وسائل اإلعالم لهذه القضية‪.‬‬
‫‪ -3/1‬االستعانة بشخصيات مشهورة للتأكيد على أهمية القضية‪.‬‬

‫‪ -5‬العوامل المؤثرة في وضع أجندة الجمهور‪:‬‬


‫‪ -1/2‬نوع وطبيعة القضايا المطروحة‪:‬‬
‫يقصد بها مدى كونها ملموسة أي مدركة من جانب الجمهور‪ ،‬أو أن تكون القضية‬
‫مجردة أي ال تكون مجربة بشكل مباشر من قبل األفراد‪ ،‬فالقضية اليومية والتي تحدث للفرد‬
‫بشكل مستمر يومياً ال يكون لها تأثير لوضع األجندة‪ ،‬أما القضايا الطارئة والتي ال يكون لها أي‬
‫مصدر إال األخبار في استقصاء المعلومات‪ ،‬ففي هذه الحالة يكون لوضع األجندة أثر كبير‪ ،‬وتم‬
‫تقسيم القضايا إلى نوعين( )‪:‬‬
‫‪ -1/1/2‬القضايا المباشرة‪ :‬وهي القضايا التي يعيشها الفرد وتتوافر لديه بشأنها خبرة شخصية‪.‬‬
‫‪ -2/1/2‬القضايا غير المباشرة‪ :‬وهي القضايا التي ال يعايشها الفرد وال تتوافر لديه بشأنها خبرة‬
‫شخصية‪ ،‬ويعتمد على استيفاء معلوماتها من وسائل اإلعالم‪ ،‬وبالتالي فإن تغير طبيعة القضية‬
‫يعد تغي اًر هاماً يستحوذ على انتباه العديد من الباحثين المهتمين بتطور اإلطار النظري لوضع‬
‫األجندة‪.‬‬

‫‪ -2/2‬أهمية القضايا‪:‬‬
‫افترضت دراسة "‪ "Carter, et al‬وجود عالقة ارتباط إيجابي بين درجة اهتمام الجمهور‬
‫بالقضية وزيادة حصولها على اهتمام أكبر‪ ،‬وأشارت النتائج إلى زيادة االهتمام بالقضايا التي‬
‫تسبب التهديد والخوف‪ ،‬مثل‪ :‬التلوث واإليدز‪ ،‬عن القضايا ذات التهديد غير المباشر‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫اإلجهاض والحرب النووية(‪.)41‬‬

‫‪ -3 /2‬الفترة الزمنية‪:‬‬
‫يمكن القول أن طول أو قصر مدة الفترة الزمنية في التغطية اإلعالمية لقضية ما له‬
‫تأثير على تحديد أهمية تلك القضية‪ ،‬حيث إن المدة التي يستغرقها مضمون وسائل اإلعالم هي‬
‫التي تُحدث تأثي ًار على قائمة أولويات الجمهور‪ ،‬وفي وقت االنتخابات يكون تأثير وسائل اإلعالم‬
‫أقوى من األوقات العادية‪ ،‬ألن التكرار يدعم دورها وكذلك حاجة األفراد للتعرف على ما يدور في‬
‫الساحة السياسية في ذلك الوقت(‪.)40‬‬

‫‪ -4/2‬الخصائص الديموغرافية‪:‬‬
‫تشير بعض الدراسات إلى وجود عالقة ارتباط بين الخصائص الديموغرافية ووضع‬
‫األجندة‪ ،‬مثل متغير التعليم الذي يؤدي دو ًار أساسيًا في ترتيب األولويات نحو القضايا المثارة في‬
‫وسائل اإلعالم حيث تزيد قدرة تلك الوسائل في وضع أجندة المتعلمين عند المقارنة بغير‬
‫المتعلمين(‪.)45‬‬

‫‪ -5/2‬االتصال الشخصي‪:‬‬
‫تستطيع االتصاالت الشخصية تقرير تأثير وضع األجندة للقضايا التي تحظى بتغطية‬
‫إعالمية مكثفة(‪.)44‬‬

‫‪ -6/2‬اختالف قدرة وسائل اإلعالم في وضع األجندة‪:‬‬


‫يناقش هذا العامل أنه يمكن أن يكون للصحف تأثي اًر في وضع األجندة بشكل أقوى على‬
‫العامة من التلفزيون‪ ،‬رغم أن التلفزيون هو الوسيلة التي تزود األفراد بالمعلومات السياسية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أنه المصدر المعلوماتي األكثر مصداقية‪ ،‬وبذلك فإن مستخدمي الوسائل‬
‫االلكترونية يشعرون أنهم أقل معرفة باألخبار عن غيرهم من الذين يستخدمون الوسائل اإلخبارية‬
‫التقليدية(‪.)43‬‬

‫ومما سبق يتضح أن وسائل اإلعالم ال تستطيع تقديم جميع الموضوعات‪ ،‬وجميع‬
‫القضايا‪ ،‬وجميع األحداث‪ ،‬لذلك يختار القائم باالتصال بعض الموضوعات والقضايا‪ ،‬ويتم‬
‫التركيز عليها‪ ،‬وهو الذي يحدد طبيعتها ومحتواها‪ ،‬حيث تبدأ تلك الموضوعات بإثارة اهتمامات‬
‫المتلقي نحوها‪ ،‬وتجعله يدركها ويفكر فيها‪ ،‬وبالتالي تصبح هذه الموضوعات ذات أهمية أكبر‬
‫نسبيًا من غيرها من الموضوعات التي لم تطرحها وسائل اإلعالم‪ ،‬واذا تحقق ذلك تكون وسائل‬
‫اإلعالم نجحت في إبالغ الجمهور عما يجب أن يفكروا فيه‪.‬‬

‫‪ -4‬العوامل المؤثرة في وضع أجندة وسائل اإلعالم‪:‬‬


‫قدم "‪ "Shomake & Reese‬في عام (‪1996‬م) إطا ًار نظريًا لفهم كيف يتم وضع‬
‫أجندة وسائل اإلعالم‪ ،‬حيث أوضحا أن محتوى وسائل اإلعالم يمكن أن يتأثر بخمسة عناصر‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬

‫أوالا‪ :‬القائم باالتصال‪:‬‬


‫ويقصد به األفراد العاملين في وسائل اإلعالم‪ ،‬والتي تحكمهم العديد من العوامل‪:‬‬
‫كسماتهم االتصالية‪ ،‬وخلفياتهم المهنية‪ ،‬ومستوياتهم الثقافية‪ ،‬واتجاهاتهم الشخصية‪ ،‬ومستويات‬
‫دخوله(‪.) 5‬‬

‫وعلى هذا فإن التأثير التفاعلي للقائم باالتصال في وضع األجندة‪ ،‬يبرز من خالل جانبين( ‪:)4‬‬
‫الجانب األول‪ :‬االختيار‪ :‬وهي العملية التي يقوم بها حراس البوابة من كبار المحررين‪ ،‬حيث‬
‫يقررون األحداث التي تستحق أن يكون لها قيمة إخبارية‪.‬‬
‫الجانب الثاني‪ :‬وهو كيفية تصوير الحدث في القصة اإلخبارية‪ ،‬أو كيفية قيام القائم باالتصال‬
‫بتفسير الحدث بطريقة قد تتفق أو تختلف مع صانعي الحدث نفسه‪.‬‬

‫وهذا التأثير التفاعلي يؤثر في كل مرحلة من مراحل البناء‪ ،‬ويسهم في وضوح بعض‬
‫القضايا وبروزها عن غيرها‪ ،‬ويؤكد على المعنى من خالل السياق الذي يتم وضع األحداث في‬
‫إطاره‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬الممارسات المهنية الروتينية للعاملين بوسائل اإلعالم‪:‬‬
‫وتشمل ضغوط العمل اليومية‪ ،‬والمدة المحددة لتسليم العمل‪ ،‬وااللتزام بمعايير‬
‫الموضوعية والحيادية‪ ،‬ومصادر المعلومات‪ ،‬واألخبار التي يعتمدون عليها( )‪.‬‬
‫ثالث ا‪ :‬التأثير على المضمون من داخل المنظمة اإلعالمية‪ ،‬وهذا التأثير تتعدد مصادره‪،‬‬
‫فمنها‪:‬‬
‫‪ -0‬األحزاب السياسية جماعات الضغط ذات المصالح الخاصة‪:‬‬
‫حيث يفسر الباحثان (‪ )Mathes & Pfetsch‬العالقة التفاعلية بين مصادر األخبار‬
‫ووسائل اإلعالم والصحفيين‪ ،‬بأن واضعي أجندة وسائل اإلعالم من السياسيين وجماعات الضغط‬
‫القوية والتي تهتم بالتأثير في الجماهير باستخدام وسائل اإلعالم لخدمة أهدافها وذلك في حدود‬
‫معينة يعمل نفي إطارها‪ ،‬وهناك بعض القيود التي تحكم أعمالهم إلى جانب القواعد الرسمية‬
‫وغير الرسمية التي يعملون من خاللها‪ ،‬ومن خالل ذلك يقرر الصحفيون ما الذي يدخل في‬
‫أجندة وسائل اإلعالم من خالل اختياراتهم للمعلومات المتوفرة لديهم وأيضًا من خالل تعليقاتهم‬
‫على هذه المعلومات( ‪.)4‬‬

‫‪ -5‬أجندة السلطة التنفيذية‪:‬‬


‫يأتي على رأس صانعي السياسة رئيس الدولة كأحد أهم مصادر وضع أجندة وسائل‬
‫اإلعالم ‪ ،‬حيث وجد كثير من الباحثين أن الخطاب الرئاسي هو صانع األخبار األول في الدولة‪،‬‬
‫وهو ما أثبته (‪ )Wanta‬عام ‪1992‬م‪ ،‬في دراسته عن دور رئيس الواليات المتحدة األمريكية في‬
‫بناء أجندة وسائل اإلعالم بالتطبيق على صحيفة النيويورك تايمز وشبكة ‪ CBS‬اإلخبارية‪ ،‬وذلك‬
‫في الفترة (‪1970‬م‪1988-‬م) ( )‪.‬‬

‫رابع ا‪ :‬أجندة جماهير وسائل اإلعالم‪:‬‬


‫يؤثر الجمهور في وضع أجندة الجمهور من خالل ثالث محددات‪ ،‬وهي)‪:(31‬‬
‫(أ) الوقت‪.‬‬
‫(ب) القدرة على الوصول لوسائل اإلعالم‪.‬‬
‫(ت) الطاقة النفسية‪.‬‬

‫فوقت الفرد المتاح خالل اليوم هو أساس المجال التنافسي لوسائل اإلعالم‪ ،‬ومدى قدرتها‬
‫على جعل الفرد أكثر تعرضاً لها عن غيرها من الوسائل‪ ،‬إضافة إلى قدرتها على الوصول إليه‪،‬‬
‫أما بالنسبة للطاقة النفسية فإن اهتمام الفرد بقضايا معينة يؤدي إلى تراجع االهتمام بقضايا أخرى‬
‫في وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫خامس ا‪ :‬وسائل اإلعالم تؤثر في أجندة بعضها البعض‪:‬‬
‫أشار الباحثان ( ‪ )Wanta & MCcombs‬إلى أن وسائل اإلعالم تؤثر في بعضها‬
‫)‬ ‫(‬
‫‪:‬‬ ‫البعض‪ ،‬مثل‬
‫وسائل اإلعالم الكبرى ووكاالت األنباء الدولية‪:‬‬
‫تعد المعلومات واألخبار هي المادة األساسية في أجندة وسائل اإلعالم‪ ،‬وبالتالي يمكن‬
‫تقسيم أجندة وسائل اإلعالم إلى أجندة الصحف‪ ،‬وأجندة التلفزيون‪ ،‬وأجندة اإلذاعة‪ ،‬حيث تؤثر‬
‫وسائل اإلعالم في بعضها البعض فيما يعرف بـ ـ ‪ Inter media agenda setting‬فكثي اًر ما‬
‫تتأثر الصحف الصغرى بالصحف الكبرى في عرضها ألجندة القضايا اإلعالمية المثارة على‬
‫صفحاتها‪ ،‬وذلك في إطار المنافسة بين الصحف‪ ،‬وفي كثير من األحيان يستكتب مسئولو‬
‫الصحف الكبرى عدداً من كتاب وصحفيي الصحف الكبرى مما يؤدي إلى استخدامهم نفس‬
‫أساليب الممارسة الصحفية للصحف الكبرى‪.‬‬

‫إضافة إلى أنه في كثير من األحيان يؤدي اهتمام إحدى الصحف الكبرى بإحدى‬
‫القضايا ووضعها على قائمة أولوياتها إلى اهتمام الجمهور بها‪ ،‬ومن ثم اتجاه وسائل جماهيرية‬
‫أخرى لالهتمام بها تحقيقًا إلشباعات واحتياجات الجمهور في إطار نظرية االستخدامات‬
‫واإلشباعات‪.‬‬

‫يتضح مما سبق أن عملية وضع األجندة تتكون من أجندة الجمهور‪ ،‬وأجندة وسائل‬
‫اإلعالم‪ ،‬وأجندة السياسة العامة التي تتفاعل فيما بينها لوضع األجندة اإلعالمية‪ ،‬وتمر تلك‬
‫العملية بست مراحل‪ ،‬والتي تشير إلى أن عددًا من المتغيرات تقوم بدور بارز في وضع األجندة‪،‬‬
‫مثل‪ :‬اإلطار‪ ،‬والرموز المستخدمة‪ ،‬واختيار األشخاص الذين يعلقون على القضية‪.‬‬

‫كما اتضح أن هناك عدداً من العوامل التي تؤثر في بروز القضية محل وضع األجندة‪،‬‬
‫مثل‪ :‬اللغة‪ ،‬وطريقة المعالجة‪ ،‬والقوى الفاعلة‪ ،‬باإلضافة إلى مجموعة عوامل أخرى تؤثر في‬
‫وضع أجندة الجمهور‪ ،‬وهي‪ :‬نوع القضية‪ ،‬وأهميتها‪ ،‬والفترة الزمنية‪ ،‬والخصائص الديموغرافية‪،‬‬
‫واالتصال الشخصي‪ ،‬كما يتأثر وضع أجندة وسائل اإلعالم بخمسة عناصر‪ ،‬وهي‪ :‬القائم‬
‫باالتصال‪ ،‬والممارسات المهنية الروتينية للعاملين بوسائل اإلعالم‪ ،‬والتأثير من داخل المنظمة‬
‫اإلعالمية‪ ،‬وأجندة وسائل اإلعالم‪ ،‬وتأثير أجندة وسائل اإلعالم في بعضها البعض‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬أنواع بحوث وضع األجندة واإلجراءات المنهجية لتوظيفها‬

‫يتضمن هذا المبحث أنواع بحوث وضع األجندة واإلجراءات المنهجية لتوظيف نماذج‬
‫وضع األجندة‪.‬‬

‫أو اال‪ :‬أنواع بحوث وضع األجندة‪:‬‬


‫‪ -1‬حدد (‪ )Maxwell & etc‬مستويين من أنواع بحوث وضع األجندة) (‪:‬‬
‫‪ -1/1‬المستوى األول‪ :‬والمقصود به انتقال ترتيب أهمية الموضوعات من وسائل اإلعالم إلى‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫‪ -2/1‬المستوى الثاني‪ :‬وهو امتداد للمستوى األول ويهتم بأولويات العناصر والسمات في‬
‫التغطية اإلعال مية لموضوع ما بالنسبة للجمهور‪ ،‬وتأثير ذلك على االهتمام بالموضوع وترتيبه‬
‫بين األولويات‪ ،‬باإلضافة إلى ترتيب أولويات القضايا لدى الجمهور على المستوى الكلي أو‬
‫العام‪.‬‬

‫‪ -2‬حدد ( ‪ ) Shaw & Martin‬أربعة أنواع لقياس وضع األجندة‪ ،‬وهي( )‪:‬‬

‫‪ -1/2‬نموذج يركز على قياس أولويات اهتمامات الجمهور‪ ،‬وأولويات اهتمامات وسائل اإلعالم‬
‫اعتماداً على المعلومات التجميعية‪.‬‬

‫‪ -2/2‬نموذج يركز على مجموعة من القضايا‪ ،‬ولكن ينقل وحدة التحليل من المستوى الكلي‬
‫الذي يعتمد على معلومات تجميعية إلى المستوى الفردي‪.‬‬

‫‪ -3/2‬نموذج يعتمد على دراسة قضية واحدة في وسائل اإلعالم‪ ،‬وعند الجمهور انطالقاً من‬
‫فكرة أن التأثير يختلف من وقت آلخر‪.‬‬

‫‪ -4/2‬نموذج يدرس قضية واحدة‪ ،‬وينطلق من الفرد كوحدة للتحليل‪.‬‬


‫‪ -3‬واهتم الباحثان (‪ )Shoemaker & Reese‬بتحديد التأثيرات التي تشكل محتوى‬
‫الوسيلة االتصالية (وضع األجندة) من خالل خمسة نماذج رئيسية للتأثير( )‪:‬‬

‫‪ -1/3‬التأثير من العاملين في وسائل االتصال من خالل خصائص القائمين باالتصال وخلفياتهم‬


‫الشخصية وأدوارهم المهنية واتجاهاتهم‪.‬‬
‫‪ -2/3‬تأثير نظام العمل ويتضمن الممارسات اليومية للقائمين باالتصال وقيود الوقت‪ ،‬ومتطلبات‬
‫المساحة‪ ،‬وطريقة الكتابة‪ ،‬والقيم اإلخبارية‪ ،‬واالعتماد على المصادر الرسمية‪.‬‬
‫‪ -3/3‬تأثير المؤسسة الرسمية على المضمون ارتباطًا بهدف الربح‪.‬‬
‫‪ -4/3‬التأثير على المضمون من خارج المؤسسة االتصالية ويشمل المصالح وجماعات الضغط‬
‫والتشريعات الحكومية‪.‬‬
‫‪ -5/3‬تأثير األيديولوجية ويرتبط بسياسة الدولة وطبيعة النظام‪.‬‬

‫وتتدرج مستويات التأثيرات بدءًا من المستوى الفردي للعاملين في وسائل االتصال‬


‫(المستوى الدقيق) وتتسع لتشمل تأثير األيديولوجية (المستوى الواسع) وهو ما أطلق عليه‬
‫الباحثان "هرم التأثيرات" حيث تمثل األيديولوجية قمة الهرم وتتغلغل عبر كافة المستويات‬
‫األخرى‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬اإلجراءات المنهجية لتوظيف نموذج وضع األجندة‪:‬‬


‫وتتمثل اإلجراءات المنهجية لتوظيف نموذج وضع األجندة في واحدة من ثالثة(‪:)45‬‬
‫دراسة المضمون االتصالي بعد نشره‪ ،‬وهذا يتم بتحديد الخصائص الواقعية الحقيقية التي‬ ‫(أ )‬
‫تتسم بها األجندة‪ ،‬وهذا ُيبرز أداء تحليل المضمون‪.‬‬
‫(ب) دراسة آراء واتجاهات القائمين بالعمليات االنتقائية والقائمين على وضع أجندة هذه الوسائل‪،‬‬
‫وذلك من خالل المقابالت واالستبيان‪ ،‬ويمثل هذا المدخل أضيق المداخل‪ ،‬ألنه يدرس آراء‬
‫وتصورات حراس البوابة وقد ال يكون بعضها صحيحًا‪.‬‬
‫(ت) دراسة بنية العمل اإلعالمي من الداخل‪ ،‬بحيث يتم استخدام المالحظة بالمشاركة لرصد‬
‫معايير االنتقاء واالستبعاد‪.‬‬

‫واستخدمت الدراسات ‪-‬التي اتخذت من نظرية وضع األجندة إطارا نظريا لها‪-‬عدة مناهج( ‪:)3‬‬
‫المنهج األول‪ :‬محاولة تحديد العوامل التي تؤثر في عملية وضع األجندة (القادة السياسيين‪-‬‬
‫جماعة الضغط‪ /‬الجمهور‪ /‬وسائل اإلعالم‪ /‬وغيرها)‪.‬‬
‫المنهج الثاني‪ :‬محاولة تأثير بعض المشكالت االجتماعية كاالنحراف والعنف وغيرها على وضع‬
‫األجندة‪.‬‬

‫ومما سبق يتضح أن بحوث وضع األجندة تركز على قضية واحدة أو مجموعة من‬
‫القضايا لقياس أولويات اهتمامات الجمهور ووضع أجندة وسائل اإلعالم لتلك القضايا‪ ،‬ويتأثر‬
‫ذلك بخصائص القائمين باالتصال‪ ،‬وطبيعة نظام العمل‪ ،‬والمؤسسة اإلعالمية‪ ،‬وجماعات‬
‫الضغط‪ ،‬واأليديولوجية المسيطرة على الوسيلة اإلعالمية‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬إيجابيات وسلبيات نظرية وضع األجندة‬

‫يشتمل هذا المطلب على إيجابيات وسلبيات نظرية وضع األجندة‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬إيجابيات نظرية وضع األجندة‪:‬‬


‫إن أهم ما يميز هذه النظرية هو قدرتها المستمرة على توليد تساؤالت بحثية جديرة‬
‫بالبحث‪ ،‬واستكشاف مجاالت وطرق بحثية جديدة‪ ،‬ومن هذا المنطق تميزت بالسمات األساسية‬
‫‪:‬‬ ‫اآلتية‬
‫(‬ ‫)‬

‫‪ -‬النمو المستمر والمنتظم للدراسات اإلمبريقية في مجال وضع األجندة منذ أن بدأت عام‬
‫(‪1972‬م) وحتى اآلن‪.‬‬
‫‪ -‬قدرتها على تحقيق التكامل بين عدد من المجاالت البحثية الفرعية لالتصال الجماهيري تحت‬
‫مظلة وضع األجندة‪.‬‬
‫‪ -‬قدرتها على توليد قضايا بحثية وأساليب منهجية جديدة تتنوع بتنوع المواقف والمتغيرات‬
‫االتصالية‪.‬‬
‫‪ -4‬أوج دت أرضية مشتركة بين علوم االتصال الجماهيري والعلوم السياسية واالجتماعية وعلم‬
‫النفس االجتماعي‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬سلبيات نظرية وضع األجندة‪:‬‬


‫رغم أهمية نظرية وضع األجندة في مجال تفسير تأثير وسائل اإلعالم على الجمهور‪،‬‬
‫والمزايا العديدة التي حققتها‪ ،‬إال أنه وجهت مجموعة من االنتقادات لهذه النظرية‪ ،‬ومنها‪:‬‬

‫‪ -‬إن نظرية وضع األجندة لم تكن مفصلة بشكل كاف‪ ،‬ولم تكشف عن السببية بشكل منهجي‪،‬‬
‫وأن البحث حول وظيفة وضع األجندة كان مقصو ًار على الصحافة المطبوعة في الوقت الذي‬
‫كان يجب أن تركز على الوسيلة الرئيسية للمعلومات في المجتمعات الغربية وهي التلفزيون‬
‫(‪.‬‬ ‫)‬

‫‪ -‬يفترض كل من (‪ ،)MaCcombs & Show‬في النظرية وجود عالقة بين التغطية‬


‫اإلعالم ية وأهمية القضايا التي تدرك بالحواس‪ ،‬وهي عالقة ال يمكن إثباتها من خالل هذا‬
‫الطرح) ( ‪.‬‬
‫ال بمعنى أن التغيرات في التغطية اإلعالمية تسبب في‬
‫متغير وفعا ً‬
‫ًا‬ ‫اء‬
‫‪ -‬يعتبر وضع األجندة إجر ً‬
‫إثارة اإلدراك للقضايا‪ ،‬وأظهرت بعض نتائج البحوث أن وضع األجندة ال تؤثر على اإلدراك‬
‫الماضي‪ ،‬وأن زيادة التغطية التلفزيونية لقضية ما يؤدي إلى زيادة إدراك الجمهور لتلك‬
‫القضية والعكس صحيح‪ ،‬كما ثبت أن وعي الجمهور له نفس التأثير على التغطية‬
‫(‪.‬‬ ‫)‬
‫التلفزيونية‪ ،‬ومن ثم فإن التحليل الديناميكي ينتهي‬
‫‪ -4‬أغلب الدراسات المنشورة عن هذه النظرية لم تعتمد على تصميمات منهجية تمكن من‬
‫البرهنة على العالقة السببية بين أجندة وسائل االتصال وأجندة الجمهور( ‪.)5‬‬
‫‪ -5‬كانت تركز الدراسات التي أجريت في مجال نظرية وضع األجندة خالل الفترة (‪1930‬م‪-‬‬
‫‪1980‬م) على دور وسائل اإلعالم التقليدية في وضع أجندة الجمهور‪ ،‬أما اآلن فمع تطور‬
‫تكنولوجيا االتصال بشكل عام وظهور وسائل اتصال حديثة ومتنوعة لم يعد الجمهور‬
‫مخلصاً لوسائل اإلعالم التقليدية‪ ،‬بل أصبح يبحث بنفسه من خالل هذه الوسائل الحديثة عن‬
‫المعلومات التي يريدها وعن التسلية والترفيه وبالطريقة التي تعجبه) (‪.‬‬

‫وعلى ضوء هذه االنتقادات‪ ،‬حاولت دراسات حديثة تقديم تصميمات أكثر تعقيداً تسمح‬
‫باكتشاف أكثر دقة لكيفية وضع األجندة كعملية تحتوي الكثير من الفاعلين‪ ،‬وليس مجرد دراسات‬
‫أحادية االتجاه أو دراسات مقطعية‪ ،‬وسعت إلى تفسير تأثير وسائل اإلعالم على الجماهير‬
‫المتباينة وعلى قطاعات الرأي العام بصدد "وضع األجندة"‪ ،‬وقد سعت دراسات أخرى إلى‬
‫ال من السؤال المسحي الواحد‪ ،‬وركزت‬
‫استخدام اقتراب ثالثي األبعاد لقياس أجندة الرأي العام بد ً‬
‫على دور العلميات المعرفية على المستوى الفردي في وضع أجندة كل فرد مع إدخال المؤشرات‬
‫الواقعية ذات األهمية عند مناقشة قضية ما‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫نظرية تحليل اإلطار اإلعالمي‬

‫يهدف هذا المبحث إلى التعرف على نظرية تحليل اإلطار اإلعالمي‪ ،‬ولتسليط الضوء‬
‫على النظرية‪ ،‬تم تقسيم المبحث إلى خمسة مطالب‪ ،‬تضمن المطلب األول مفهوم األطر‬
‫اإلعالمية وتعريفها‪ ،‬ونشأة نظرية تحليل اإلطار اإلعالمي‪ ،‬في حين استعرض المطلب الثاني‬
‫سمات األطر اإلعالمية وأهميتها وأهدافها ووظائفها‪ ،‬أما المطلب الثالث اشتمل على عملية بناء‬
‫األطر اإلعالمية وأدواتها وآلياتها والعوامل المؤثرة فيها‪ ،‬وتناول المطلب الرابع أنواع األطر‬
‫اإلعالمية ونماذجها التفسيرية‪ ،‬بينما تناول المطلب الخامس ايجابيات وسلبيات نظرية تحليل‬
‫اإلطار اإلعالمي وعالقتها بدراسات تحليل الخطاب‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم األطر اإلعالمية وتعريفها‪ ،‬ونشأة نظرية تحليل اإلطار اإلعالمي‪:‬‬
‫يستعرض هذا المطلب مفهوم اإلطار اإلعالمي‪ ،‬وتعريفاته المختلفة من ِقبل الباحثين‬
‫العرب واألجانب ‪ ،‬كما يتطرق إلى نشأة نظرية تحليل اإلطار اإلعالمي‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬مفهوم األطر اإلعالمية وتعريفها‪:‬‬


‫(أ) مفهوم اإلطار اإلعالمي‪:‬‬
‫يعد مفهوم األطر اإلعالمية أحد المفاهيم الجوهرية الذي يتفاعل في تكوينه العديد من‬
‫المداخل النظرية التي تسعى لتناول دور وسائل اإلعالم وتأثيراتها‪ ،‬وهي من أبرز المفاهيم‬
‫الحديثة التي توضح دور وسائل اإلعالم في تشكيل معارف الجمهور واتجاهاته حول القضايا‬
‫المختلفة( )‪.‬‬

‫ويوجد خلط في مجال دراسات األطر اإلعالمية أساسه عدم اتفاق الباحثين على‬
‫استخدام مصطلح علمي موحد للداللة على التأطير‪ ،‬فهناك ثالثة مصطلحات صريحة تدل على‬
‫التأطير‪ ،‬وهي‪ :‬التأطير "‪ "Framing‬الذي يشير إلى عملية التأطير كعملية اتصال جماهيري‬
‫متعددة األطراف‪ ،‬ومصطلح األطر "‪ "Frames‬أو اإلطار "‪ "Frame‬وهو يشير إلى الزوايا‬
‫والجوانب الت ي يتم من خاللها تغطية األحداث والموضوعات والشخصيات والقضايا المختلفة‬
‫وتأثيراتها في الجمهور‪ ،‬فيما يشير مصطلح إطار " ‪ "Framework‬إلى "إطار عمل" ويعتبر‬
‫غير معبر بدقة عن المقصود بعملية التأطير( )‪.‬‬
‫ورأى كل من )‪ )Hamill & Lodge‬اختالفاً اصطالحياً بين مفاهيم اإلطار‬
‫"‪ ،"Frame‬والنص المكتوب " ‪ ،"Written Text‬والنسق المعرفي "‪ ،"Schema‬كما ربطت‬
‫بعض الدراسات التأطير بمفاهيم أخرى‪ ،‬مثل‪ :‬وضع األجندة "‪ ،"Agenda Setting‬والتهيئة‬
‫أن‬ ‫( ‪)McCombs, Show,& Weaver‬‬ ‫ال من‬
‫المعرفية "‪ ،"Priming‬حيث رأى ك ً‬
‫التأطير هو امتداد لوضع األجندة مستخدمين مصطلح (‪)Second-level Agenda Setting‬‬
‫أي وضع األجندة من المستوى الثاني‪ ،‬وذلك لوصف أثر اإلبراز لمميزات التغطية اإلعالمية في‬
‫تفسير الجماهير للقصص اإلخبارية‪ ،‬ونتيجة لهذا التناقض وعدم الترابط المنطقي بين المفاهيم‬
‫والمصطلحات اعتبرت دراسات أخرى أن وضع األجندة والتأطير مفهومان غير مختلفين) (‪.‬‬

‫ويشير (‪ )Entman‬إلى أن األطر اإلخبارية يتم تشكيلها من خالل الكلمات الرئيسة‬


‫"‪ ،"Keywords‬والوصف المجازي "‪ ،"Metaphors‬والمفاهيم "‪ ،"Concepts‬والرموز‬
‫"‪ ،"Symbols‬والصور المرئية "‪ ."Visual Images‬والتي يتم التركيز عليها في سرد‬
‫األ خبار‪ ،‬فمن خالل التكرار والتدعيم لكلمات وصور معينة يتم إبراز أفكار معينة واستبعاد أفكار‬
‫أخرى) (‪.‬‬

‫(ب) تعريف اإلطار‪:‬‬

‫عرف (‪ )London‬األطر بأنها‪" :‬تنظيم لألفكار وادراك لألحداث وتحديد القضية أو‬
‫القصة الخبرية") (‪ .‬ويتفق هذا التعريف مع ما طرحه )‪ )Claes‬بأن األطر اإلعالمية هي‪:‬‬
‫"أنماط للتمثيل واالنتقاء والتوكيد واالستثناء"‪ .‬فهو يرى أن األطر عبارة عن تنظيم لألفكار‬
‫وتعريف للمشكلة) (‪.‬‬
‫ويعرف مكاوي والسيد اإلطار اإلعالمي لقضية ما بأنه‪ " :‬انتقاء متعمد لبعض جوانب‬
‫الحدث أو القضية وجعلها أكثر برو ًاز في النص اإلعالمي‪ ،‬واستخدام أسلوب محدد في توصيف‬
‫المشكلة وتحديد أسبابها وتقديم أبعادها وطرح حلول مقترحة بشأنها"( )‪.‬‬
‫وهذا المفهوم ما أكده (‪ )Entman‬في دراسته التي أجراها عام ‪2003‬م‪ ،‬إضافة إلى‬
‫تنقيحه لمفهوم التأطير بأنه يستلزم االنتقاء والتركيز على بعض أوجه األحداث والقضايا وربطها‬
‫معاً للحصول على تفسيرات وتقويمات وحلول خاصة بشأنها)‪.( 1‬‬
‫عرف )‪ )Entman‬اإلطار بأنه‪ " :‬عملية اختيار عناصر قليلة من الحقيقة المحسوسة‬ ‫و ّ‬
‫والقاء الضوء عليها لترويح وتفسير وتحقيق هدف معين")‪.( 0‬‬
‫ويعرف اإلطار اصطالح ا بأنه‪ ":‬االختيار والتركيز واستخدام عناصر بعينها في النص لبناء‬
‫ُ‬
‫حجة أو برهان على المشكالت ومسبباتها وتقييمها وحلولها"‪ .‬واعالميًا هو‪ ":‬تقديم موضوع ما‬
‫ال معينًا في هذا الموضوع وفي الوقت ذاته تتجاهل مجاالت أخرى"( )‪.‬‬
‫بطرق تبرز مجا ً‬

‫وأشار )‪ )Tashman‬أن األطر اإلعالمية هي التي تنظم واقع الحياة اليومية‪ ،‬ألنها‬
‫جزء ال يتج أز من هذا الواقع‪ ،‬وفي مجال الصحافة تعد األطر بمثابة روتين يومي للصحفيين‬
‫يسمح لهم بسرعة تحديد المعلومات وتصنيفها) (‪.‬‬
‫و ُيعرف اإلطار من المنظور اإلعالمي بأنه‪" :‬الحديث عن موضوع أو قضية ما من‬
‫أفكار بعينها في هذا الموضوع وفي الوقت‬
‫ًا‬ ‫ال معينًا أو‬
‫خالل طرق وأساليب تحدد أو تبرز مجا ً‬
‫ذاته تتجاهل مجاالت وأفكار أخرى"(‪.) 4‬‬
‫ويعرف (‪ )Goffman‬اإلطار اإلعالمي بأنه‪" :‬بناء محدد للتوقعات التي تستخدم لتجعل‬
‫الناس أكثر إدراكًا للمواقف االجتماعية في وقت ما"( )‪.‬‬
‫وعرف أحمد زكريا اإلطار بأنه‪" :‬عبارة عن عملية تفاعلية بين أط ارف ومكونات عملية‬
‫االتصال الجماهيري يحكمها سياق ثقافي معين‪ ،‬تبدأ بانتقاء القائم باالتصال والوسيلة اإلعالمية‬
‫لبعض جوانب الواقع والتركيز عليها ببروزها في نصوصها المختلفة باستخدام آليات وأدوات‬
‫أخرى في ضوء معايير ومتغيرات مهنية وأيديولوجية للتأثير في استجابات الجمهور تجاه محتوى‬
‫هذه النصوص إما بتبنيه لهذه الجوانب بدرجات ومستويات مختلفة أو العمل على إعادة تأطيرها‬
‫وفقاً لمعايير وعوامل مختلفة أو العمل على إعادة تأطيرها وفقاً لمعايير وعوامل خاصة‬
‫بأفراده"( )‪.‬‬
‫وعرفها محمد بسيوني بأنها‪ ":‬زاوية التناول اإلعالمي في إطار يعود إلى ذهن القائم‬
‫باالتصال‪ ،‬حيث يقوم منتج الخطاب بتأطيره بما يتناسب مع أفكاره واتجاهاته‪ ،‬وذلك بالتركيز‬
‫على جوانب دون جوانب أخرى داخل الخطاب اإلعالمي‪ ،‬وابراز عناصر وتهميش ألخرى‬
‫لتحقيق أهداف أيديولوجية أو فكرية خاصة بالقائم باالتصال‪ ،‬أو بالوسيلة اإلعالمية التي أنتج‬
‫الخطاب من خاللها"( )‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يتضح للباحثة أن تكوين اإلطار اإلعالمي يعتمد على أسلوب‬
‫االنتقاء واإلبراز‪ ،‬بهدف إقناع الجمهور بفكرة معينة‪ ،‬ويؤدي اإلطار دو ًار تفسيريًا للحقائق الواردة‬
‫في المحتوى اإلعالمي‪ ،‬كما أوضحت التعريفات أن أيديولوجية القائم باالتصال لها دو ًار بار ًاز في‬
‫تحديد األطر اإلعالمية وتشكيلها مستخدمًا الجمل والعبارات واألفكار التي تعزز أفكاره وتبرز‬
‫الجانب المراد إقناع الجمهور به‪.‬‬
‫ووفق ا لما سبق عرفت الباحثة اإلطار اإلعالمي بأنه‪" :‬عملية تفاعلية تتم بين مكونات‬
‫العملية االتصالية‪ ،‬بهدف إبراز جوانب محددة من القضية المطروحة‪ ،‬واغفال جوانب أخرى‪ ،‬بما‬
‫يتناسب مع أيديولوجية القائم باالتصال‪ ،‬بهدف تفسير األحداث‪ ،‬وتحديد المشكالت‪ ،‬وتشخيص‬
‫األسباب‪ ،‬والبحث عن حلول وتأطيرها بما يتوافق والسياسية التحريرية للمؤسسة اإلعالمية"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نشأة نظرية تحليل اإلطار اإلعالمي‪:‬‬


‫(‬ ‫)‬
‫تجد فكرة تشكيل األطر اإلعالمية أصولها في كل من علم النفس وعلم االجتماع‬
‫التي ترى أن التعديالت التي تدخل على تعريفات األحكام تؤدي إلى تغيير فيها‪ ،‬ويربط علم‬
‫االجتماع تشكيل األطر في وسائل اإلعالم بالثوابت من القيم والمعتقدات‪ ،‬ومن هنا كانت الفكرة‬
‫الرئيسة لتشكيل اإلطار اإلعالم ي على أنه تنظيم لألحداث وربطه بسياقات معينة ليكون للنص‬
‫أو للمحتوى معنى معينًا( )‪.‬‬
‫وتبلورت نظرية األطر اإلعالمية على يد عالم االجتماع )‪ (Erving Goffman‬عام‬
‫‪ 1974‬الذي طور مفهوم البناء االجتماعي والتفاعل الرمزي من خالل مناقشته لقدرة األفراد على‬
‫تكوين مخزون من الخبرات ُيحرك مدركاتهم ويحثهم على حسن استخدام خبراتهم الشخصية وذلك‬
‫عن طريق أطر إعالمية مناسبة تضفي على المضمون معنى ومغزى( )‪ .‬وحدد بدقة مصطلح‬
‫األطر واإلجراءات المتبعة في هذا النوع من التحليل‪ ،‬وذلك في كتابه "تحليل األطر" ‪Framing‬‬
‫‪ ،Analysis‬وأشار )‪ )Goffman‬في هذا الكتاب إلى أن اإلطار هو "العمليات التي يقوم بها‬
‫اإلنسان في تصنيف وتنظيم وتفسير الواقع والتي تسهل عملية فهم المعلومات ووضع األحداث‬
‫)‬ ‫(‬
‫في سياقها‬
‫ومثلت فترة الثمانينيات من القرن العشرين بداية التشكيل الحقيقي لمالمح هذا المدخل‬
‫النظري الجديد الذي له عالقة قوية بمفاهيم التفاعل الرمزي والواقع االجتماعي( )‪ ،‬فقد أفادت‬
‫دراسات واسهامات (‪ )Entman‬باحثي األطر اإلعالمية تحديداً دراستين أوالهما عام (‪1993‬م)‬
‫والتي أظهرت دور األيديولوجيات وأثرها في عملية التأطير وذلك عندما قارن بين أطر حادثي‬
‫سقوط طائرتي ركاب كوريا الجنوبية وايران) (‪ .‬وثانيهما عام (‪2003‬م) حيث تناول فيها أثر‬
‫أحداث ‪ 11‬سبتمبر ‪2001‬م في النظرة للحرب عل ى اإلرهاب وقدم نموذجه المعروف باسم‬
‫)‪ (Scheufele‬إضافة لتطور نظرية األطر اإلعالمية خاصة‬ ‫الشالل) (‪ ،‬كما تُعد جهود‬
‫دراسته عام (‪1999‬م) التي أبرزت جوانب عملية التأطير كعملية موازية لعملية وضع األجندة‬
‫خاصة جانبي وضع اإلطار وبنائه) (‪.‬‬
‫وتفترض البحوث الخاصة باألطر اإلعالمية فرضاً علمياً وهو أن تركيز وسائل اإلعالم‬
‫في رسائلها على جوانب بعينها في القضية دون غيرها من الجوانب‪ ،‬أي تحديدها ألطر خبرية‬
‫بعينها‪ ،‬يؤدي ذلك بدوره إلى وجود معايير مختلفة يستخدمها أفراد الجمهور عندما يفكرون في‬
‫هذه القضية ويشكلون آرائهم بشأنها( )‪ ،‬وفي هذا اإلطار فإن تأثير األطر اإلعالمية على‬
‫االتجاهات السياسية للجمهور يتم من خالل مستويين( )‪:‬‬

‫المستوى األول‪ :‬ويهتم بقياس ا لمحتوى غير الظاهر لوسائل اإلعالم‪ ،‬أو ما يعرف بالمحتوى‬
‫الضمني‪ ،‬ويعتبر هذا األسلوب أن التأطير يقدم وصفاً للعملية التي يدرك من خاللها الفرد‬
‫المعلومات المقدمة وينظمها وفقاً إلطاره المرجعي ورؤيته للعالم المحيط‪.‬‬

‫المستوى الثاني‪ :‬ويهتم بقياس أطر وسائل اإلعالم‪ ،‬وهو المستوى المؤثر في تشكيل اتجاهات‬
‫الجمهور نحو القضية موضع الدراسة‪ ،‬حيث إن وسائل اإلعالم من خالل تركيزها على جوانب‬
‫معينة تحدد لنفسها أط ًار إعالمية تستطيع في النهاية أن تؤثر على تشكيل معايير الجمهور بشأن‬
‫القضايا‪ ،‬األمر الذي ينعكس على تحديد آراء واتجاهات الجماهير نحو القضايا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نظرية األطر اإلعالمية‪ ..‬سماتها وأهميتها وأهدافها ووظائفها‬


‫يتضمن هذا المطلب السمات التي اتسمت بها األطر اإلعالمية‪ ،‬وأهميتها‪ ،‬وأهداف‬
‫بحوث األطر اإلعالمية‪ ،‬ووظائفها‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬سمات األطر اإلعالمية‪:‬‬

‫اهتم (‪ )Stephen‬بالحديث عن األطر اإلعالمية ‪ ،‬حيث أشار إلى أنها تتسم بمجموعة من‬
‫السمات‪ ،‬أهمها( )‪:‬‬
‫‪ -‬تنظيم المعلومات‪ ،‬حيث ينقل اإلطار جزءاً من الوقائع‪ ،‬وبعضاً من تفاصيل ومعلومات‬
‫القضية ويربطها بالحدث اآلني مما يعطي المعنى لهذا الحدث طبقاً للهدف الذي يرغب القائم‬
‫باالتصال تحقيقه‪ ،‬وبعد ذلك تصبح القضية ذات مغزى لدى الجمهور‪.‬‬
‫‪ -‬يعد اإلطار اإلعالمي فكرة يتم الترويج لها في تناول القضية باعتباره منطلقًا فكريًا يتم‬
‫توظيفه لشرح وتفسير الحدث‪.‬‬
‫‪ -‬تعمل األطر من خالل أدوات رمزية ومجردة‪ ،‬إذ يتم التعبير عن اإلطار وترجمته من خالل‬
‫مجموعة من األلفاظ الرمزية التي تحمل إيماءات معينة‪ ،‬وتضفي داللة على النص‬
‫اإلعالمي‪.‬‬
‫‪ -4‬األطر اإلعالمية هي بناءات معرفية للقضية التي يتم إبرازها من خاللها‪ ،‬حيث يتناول‬
‫اإلطار اإلعالم ي أحد األبعاد أو أكثر ويتجاهل األبعاد األخرى‪ ،‬ويبدو ذلك في صياغة‬
‫الموضوع وتفسيره‪.‬‬
‫أما )‪ (Cappella & Jamieson‬يقترحا بأنه يجب أن يكون هناك أربعة معايير تتسم بها‬
‫األطر( )‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون لدى األطر اإلعالمية تصو ًار ممي ًاز وخصائص لغوية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يالحظ اإلطار في الممارسة اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون هناك احتمال لتمييز اإلطار بشكل موثوق به عن اإلطارات األخرى‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب أن يكون لديه صال حية تمثيل الحدث أو القضية‪ ،‬على سبيل المثال يكون معترف به‬
‫من قبل اآلخرين وليس مجرد تلفيق من قبل الصحفيين‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬أهمية نظرية اإلطار اإلعالمي‪:‬‬


‫تؤكد الكثير من الدراسات على األهمية الكبيرة التي تحظى بها عملية التأطير من خالل‬
‫دورها في عملية االتصال الجماهيري فيما يأتي( )‪:‬‬

‫‪ -‬تتحدد أهمية األطر في قدرتها التأثيرية على كيفية تفسير الجمهور للقضايا واألحداث‬
‫المختلفة من حوله‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية األطر كبناء ذهني يسهم في إدراك األحداث في الصراعات الدولية حيث تعد األطر‬
‫أسلوباً مالئماً الختبار مكانة وسائل اإلعالم في السياق الدولي‪ ،‬كما تضيف األطر معنى‬
‫على األحداث والقضايا‪ ،‬فوسائل اإلعالم ال يقتصر دورها على مجرد تقديم المحتوى‬
‫اإلخباري‪ ،‬وانما أيضاً يقوم ببناء معنى لهذا المحتوى‪.‬‬
‫‪ -‬تبرز قوة األطر في مدى قدرتها على بناء أو هدم معالم أي نص إعالمي من خالل‬
‫مفردات ومصطلحات متناقضة‪.‬‬
‫‪ -4‬تعد نظرية األ طر واحدة من الروافد الحديثة في دراسات االتصال‪ ،‬ألنها تسمح للباحث‬
‫بقياس المحتوى الضمني للرسائل اإلعالمية التي تعكسها وسائل اإلعالم‪ ،‬وتقدم هذه النظرية‬
‫تفسي ًار منتظماً لدور وسائل اإلعالم في تشكيل األفكار واالتجاهات حيال القضايا البارزة‪،‬‬
‫وعالقة ذلك باستجابات الجمهور المعرفية والوجدانية لتلك القضايا( )‪.‬‬
‫‪ -5‬تمارس األطر دو ًار مؤث ًار في عملية تشكيل الواقع‪ ،‬كما يعد مفهوم اإلطار أساسيًا في فهم‬
‫دور وسائل اإلعالم في تشكيل الجدل حول الموضوعات والقضايا المختلفة( )‪.‬‬
‫‪ -‬تسمح للباحث بقياس المحتوى الصريح وغير الصريح للتغطية اإلعالمية التي تقدم من‬
‫خالل وسائل اإلعالم للقضايا السياسية المثارة( )‪.‬‬
‫ثالث ا‪ :‬أهداف بحوث األطر اإلعالمية‪:‬‬

‫يرتبط جوهر بحوث األطر اإلعالمية بمجموعة من األهداف األساسية تدور حول‬
‫المفهوم الرئيس في هذه النظرية‪ ،‬والمتمثل في اإلطار "‪ ،"Frame‬باإلضافة إلى مفهوم تأثير‬
‫اإلطار "‪ ،"Framing Effect‬وتتحدد هذه األهداف في( )‪:‬‬

‫‪ -‬استخالص ووصف المضمون الخطابي لوحدات نصية معينة‪ ،‬ويوصف هذا االستخالص‬
‫باإلطار‪.‬‬

‫‪ -‬شرح وتفسير أولويات ترتيب أو تنظيم المعلومات والسياقات السياسية التي يتم تركيب األطر‬
‫اإلعالمية النصية في ضوئها‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الطريقة التي تتفاعل بها األطر اإلعالمية مع المعلومات األولية‪ ،‬أو البناء المعرفي‬
‫لألفراد بصورة تدفعهم إلى تفسير واستدعاء المعلومات من الذاكرة بالشكل الذي يتناغم مع‬
‫اإلطار‪.‬‬
‫‪ -4‬تحديد الكمية التي تؤثر بها األطر اإلعالمية في العمليات على المستوى االجتماعي‪ ،‬سواء‬
‫ما يرتبط بالرأي العام أو المناظرات حول القضايا السياسية‪.‬‬

‫رابع ا‪ :‬وظائف نظرية اإلطار اإلعالمي‪:‬‬

‫أصبحت وظيفة األطر نقطة اهتمام عند الكثير من الباحثين‪ ،‬نتيجة لمساهمة األطر في‬
‫تفسير وتقييم مفهوم العالم االجتماعي‪ ،‬ولذلك فإن األطر) (‪:‬‬

‫‪ -‬تؤدي دو اًر حيوياً في تحفيز المعارضة أو حشد الدعم لحدث أو قضية‪.‬‬


‫فعال معنى الرسائل اإلعالمية‪ ،‬وتشكل المناقشات واالستنتاجات لدى‬
‫‪ -‬تحدد األطر بشكل ّ‬
‫األفراد حول هذه الرسائل‪.‬‬
‫‪ -‬يؤثر التأطير على ادراكات الجماهير الحقيقية‪ ،‬وقد تكون التأثيرات إما محدودة أو مستمرة‪،‬‬
‫ويستمر الصحفيون في تحديد اتجاهات وآراء الجمهور‪.‬‬
‫‪ -4‬وأشار بعض الباحثين إلى دور نظرية تحليل األطر في تحقيق التماسك االجتماعي‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل الدور الذي يمارسه اإلعالم في تحديد األطر المرجعية التي يستخدمها القارئ‬
‫لتفسير األحداث العامة ومناقشتها‪ ،‬وكما يقول (نيومان جاست وكريجلير)‪" :‬فإن اإلعالم‬
‫يعطي للقضي ة الحبكة الدرامية الالزمة‪ ،‬مع الوضع في االعتبار القيود التنظيمية‪ ،‬واألحكام‬
‫المهنية‪ ،‬واألحكام المعنية بالجمهور‪ ،‬وفي الوقت نفسه تتأثر معالجة األفراد للمعلومات‬
‫بالتكوينات المسبقة للمعاني والنظم"( )‪.‬‬
‫‪ -2‬ووضع )‪ ( 1993 Entman‬أربعة وظائف أساسية لألطر اإلعالمية تتمثل في) (‪:‬‬

‫(أ) تعريف المشكالت‪ ،‬وتحديد األسباب الكامنة وراءها‪ ،‬وحجم المكاسب والخسائر‪ ،‬ويقاس‬
‫ذلك من خالل القيم الثقافية العامة‪.‬‬
‫(ب) تقوم األطر بتشخيص األسباب وتحديد القوى الفاعلة التي سببت المشكلة‪.‬‬
‫(ت) تشير األطر إلى التقييمات األخالقية لتلك العوامل السببية وتأثيراتها‪.‬‬
‫ال للقضية ومحاولة عالجها‪.‬‬
‫(ث) تقترح األطر اإلعالمية حلو ً‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عملية بناء األطر اإلعالمية والعوامل المؤثرة فيها‬

‫ويضمن هذا المطلب عملية بناء األطر اإلعالمية وأدواتها وآلياتها‪ ،‬والعوامل المؤثرة في‬
‫عملية بناء األطر اإلعالمية‪.‬‬

‫أو اال‪ :‬عملية بناء األطر‪:‬‬

‫يعد بناء األطر ممارسة إعالمية أساسية‪ ،‬فاختيار اإلطار المناسب لتقديم القضية يعد‬
‫أهم قرار يتخذه اإلعالمي‪ ،‬وتعود هذه األهمية إلى أن االعتقاد الراسخ بأن األطر هي التي تمنح‬
‫المعنى لألحداث والقضايا‪ ،‬خصوصًا عندما تستخدم الصورة المناسبة للحدث التي لديها القدرة‬
‫على جذب اهتمام المتلقي( )‪.‬‬

‫ولذا فإن قرار بناء إطار معين لقضية معينة ونشرها بطريقة معينة يعتمد على أسلوب‬
‫السياسة التحريرية للمؤسسة اإلعالمية‪ ،‬والقيم المهنية‪ ،‬واألحكام الفردية‪ ،‬وعوامل أخرى‪ ،‬وعليه‬
‫فإن تأطير األخبار هي مجموعة عمليات تمر بها األخبار بدالً من النشر الفوري لألخبار( )‪.‬‬

‫وتتكون األطر من العناصر االتصالية األربعة التي تتكامل في عملية التأطير وتظهر‬
‫بشكل واضح في بناء األطر‪ ،‬ووضع األطر‪ ،‬وتأثير األطر على الجمهور‪ ،‬وهذه العناصر‬
‫هي( )‪:‬‬

‫‪ -1‬القائم باالتصال‪ :‬وهو الذي يضع أطر حاكمة بوعي أو بدون وعي في تحديد ماذا يقال‪ ،‬وهم‬
‫محكومون بدورهم باألطر التي تنظم أنساقهم المعرفية والضغوط المهنية التي يعملون في‬
‫ظلها كضغوط نمط السيطرة والملكية والتمويل التي تحدد السياسة التحريرية‪ ،‬وكذلك ضغوط‬
‫المساحة وسرعة العمل اإلعالمي‪.‬‬
‫‪ -2‬المحتوى‪ :‬الذي يحتوي علي أطر تظهر في غياب وحضور كلمات معينة وعبارات معتادة‬
‫وصور نمطية ومصادر للمعلومات وعبارات تقدم مجموعة من الحقائق أو األحكام عن‬
‫موضوع يتم تناوله‪.‬‬
‫‪ -3‬المتلقي‪ :‬باعتباره المتعرض لألطر التي تقود إدراكه وحكمه‪ ،‬وقد تعكس أطر إدراكه بعد ذلك‬
‫(الصورة الذهنية بتعبير دراسات الصورة) أطر النص ونوايا أطر القائم باالتصال أو ال‬
‫تعكس‪.‬‬

‫‪ -4‬الثقافة‪ :‬والتي تعتبر هي السياق العام الذي تستمد منه األطر التي يتم توظيفها باعتبارها معالم‬
‫ثقافية منظمة وثابتة في الواقع االجتماعي اليومي ونظام متكامل لتفسير الرموز االتصالية‬
‫وادراكها خالل الحياة اليومية‪.‬‬

‫ثاني ا‪ :‬أدوات وآليات اإلطار اإلعالمي‪:‬‬


‫يقصد بأدوات وآليات اإلطار‪ :‬الموقع الذي تحتله القصة اإلخبارية في الصحيفة‪ ،‬وكذلك‬
‫وجود رموز أو إشارات تشير إلى أهمية القضية الخبرية‪ ،‬واستخدام العناصر الشكلية المرافقة‪،‬‬
‫مثل‪ :‬الصور والرسوم البيانية‪ ،‬والعناوين الفرعية وأخي ًار حجم الخبر( )‪.‬‬

‫‪ -0‬أدوات اإلطار اإلعالمي‪:‬‬


‫‪ -1/1‬حدد كالا من )‪ (Gamson & Lasch‬العديد من أدوات التشكيل العاطفية والعقالنية‬
‫التي يمكنها أن تعمل مع ا أو بصورة منفردة من أجل العمل على إيجاد أطر التشكيل( )‪:‬‬
‫‪ -1/1/1‬وتتمثل األدوات العاطفية في‪:‬‬
‫‪ -‬االستعارات‪.‬‬
‫‪ -‬العبارات الجذابة‪.‬‬
‫‪ -‬األمثلة‪.‬‬
‫‪ -‬الوصف‪.‬‬
‫‪ -‬الصور المرئية‪.‬‬

‫‪ -2/1/0‬بينما تتمثل األدوات العقالنية في‪:‬‬


‫‪ -‬الجذور‪.‬‬
‫‪ -‬العواقب‪.‬‬
‫‪ -‬العودة للمبادئ حيث يتم من خاللها تقديم تفسيرات أو أسباب للقضية‪.‬‬

‫‪ -2/0‬وأضاف (‪ )Stone‬األدوات اآلتية( )‪:‬‬


‫‪ -0/5/0‬الصور البالغية‪ :‬وهي عبارة عن أداة لغوية يتم من خاللها تمثيل الكل في أحد‬
‫أجزائه‪.‬‬
‫‪ -5/5/0‬األرقام‪ :‬عبارة عن طريقة لوصف الظواهر أو األحداث بواسطة القياسات‪ ،‬وبصورة‬
‫أكثر تحديداً فإن األسلوب المفضل يتمثل في استخدام أرقام كبيرة جداً أو صغيرة جداً إليضاح‬
‫الفكرة وتمثيلها‪.‬‬
‫‪ -3/0‬أما (‪ )Tan Kard‬يقدم مكونات أكثر شمو اال‪ ،‬حيث يشير إلى وجود قائمة تشتمل على‬
‫(‪ )10‬آليات لتحديد األطر‪ ،‬وهي) (‪:‬‬

‫‪ -‬العناوين الرئيسية‪.‬‬
‫‪ -‬العناوين الفرعية‪.‬‬
‫‪ -‬الصور الفوتوغرافية‪.‬‬
‫‪ -‬التعليقات على الصور الفوتوغرافية‪.‬‬
‫‪ -‬المقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬المصادر‪.‬‬
‫‪ -‬االقتباسات‪.‬‬
‫‪ -‬السمات الطباعية للنص‪ ،‬مثل‪ :‬الشعارات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحصاءات والرسوم البيانية‪.‬‬
‫‪ -‬الخاتمة‪.‬‬
‫واتفق الباحثون على أن أدوات التأطير هي العناصر النصية والمرئية المحددة) (‪ ،‬وتأثير‬
‫األطر يكون من خالل الفقرات التمهيدية والختامية مع إضافة معلومات حصرية لإلطار‪ ،‬مع‬
‫إبقاء الفقرات األخرى كما هي في محتواها) (‪ ،‬وتقسيمها إلى أقسام تحتوي على اإلطار وأخرى‬
‫على الحقائق) (‪.‬‬

‫‪ -5‬آليات وضع اإلطار اإلعالمي‪ :‬يقوم اإلطار اإلعالمي ببناء الواقع االجتماعي من خالل‬
‫التركيز على بعض جوانب الحدث أو إغفالها‪ ،‬وتتفق األدبيات في وجود عدة آليات رئيسية‬
‫تستخدم في وضع األطر اإلعالمية في قضايا معينة‪ ،‬وهي( )‪:‬‬
‫‪ -1/2‬آلية االنتقائية‪ :‬وتعد االنتقائية هي الركيزة األساسية لوضع األطر اإلعالمية‪ ،‬وتشكل آلية‬
‫ال للحدث‪.‬‬
‫االنتقاء والتركيز على بعض الجوانب دون غيرها تأوي ً‬

‫‪ -2/2‬آلية اإلبراز‪ :‬وهي تعكس قيام وسائل اإلعالم بنوع من االختيار‪ ،‬حيث يتم انتقاء بعض‬
‫الجوانب والتركيز عليها بحي ث تظل باقية في األذهان من خالل التكرار أو الربط بينها وبين‬
‫بعض الرموز الثقافية‪ ،‬مما يطرح في النهاية قراءة معينة للحدث‪ ،‬ويفسر الواقع ويقيمه‪ ،‬ويتفق‬
‫ذلك مع ما ذكره ‪ Entman‬حول مفهوم اإلطار ودوره في تشكيل الجدل حول القضايا السياسية‬
‫المطروحة‪.‬‬

‫‪ -3/2‬آلية االستبعاد‪ :‬تتضح أهمية آلية االستبعاد عند تحليل األطر اإلعالمية‪ ،‬فهي تنطوي‬
‫على إغفال بعض المعلومات‪ ،‬سواء عن عمد أو عن جهل‪ ،‬وهي الوجه المقابل آللية االنتقائية‪.‬‬

‫ثالث ا‪ :‬العوامل المؤثرة في عملية بناء األطر اإلعالمية‪:‬‬

‫‪ -0‬حدد( ‪ )Scheufele‬ثالث عوامل تؤثر على بناء اإلطار اإلعالمي) (‪:‬‬


‫‪ -1/‬المؤثرات المرتبطة بالصحفي‪ ،‬والتأثيرات المركزية التي تتضمن األيديولوجية‪ ،‬واالتجاهات‪،‬‬
‫والمعايي ر المهنية‪ ،‬وهي األمور التي تنعكس في النهاية على الطريقة التي يصيغ بها الصحفي‬
‫التغطية الخبرية‪.‬‬
‫‪ -2/‬التوجه السياسي للوسيلة اإلعالمية وأسلوب العمل المتبع داخل المؤسسات الصحفية‪.‬‬
‫‪ -3/‬تأثير المصادر الخارجية مثل (الرموز السياسية‪ ،‬والسلطات‪ ،‬أصحاب المصالح والضغط‪،‬‬
‫والمعايير والقيم االجتماعية)‪.‬‬

‫)‪:‬‬ ‫(‬
‫‪ -5‬وذكر (‪ )Shoemaker‬عوامل أخرى تؤثر في بناء اإلطار اإلعالمي‬
‫‪ -1/5‬المستوى الفردي‪ :‬ويشمل اآلراء‪ ،‬والقيم الشخصية‪ ،‬ومستوى التعليم ونوعه‪ ،‬والخلفية‬
‫المعرفية وسنوات الخبرة ‪.‬‬
‫‪ -2/5‬المستوى المؤسسي‪ :‬ويشمل سياسة المنظمة وتأثير رؤساء وزمالء العمل والرضا‬
‫الوظيفي‪.‬‬
‫‪ -3/5‬المستوى المهني‪ :‬ويشمل معايير القيم المهنية‪ ،‬ومواثيق الشرف‪ ،‬وطبيعة الدور المهني‪.‬‬
‫‪ -4/5‬المستوى االجتماعي‪ :‬ويشمل السلطة‪ ،‬والقيود التشريعية‪ ،‬واأليديولوجية‪ ،‬والجمهور العام‪،‬‬
‫وجماعات الضغط‪.‬‬

‫‪ -4‬ووفق ا لـ )‪ (Wolts feld‬فهناك خمسة متغيرات أخرى يعزي إليها تحديد األطر اإلعالمية‪،‬‬
‫)‪:‬‬ ‫(‬
‫وهي‬
‫‪ -1/‬مدى االستقالل السياسي لوسائل اإلعالم‪.‬‬
‫‪ -2/‬مصادر األخبار‪.‬‬
‫‪ -3/‬أنماط الممارسة اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ -4/‬المعتقدات األيديولوجية والثقافية للقائمين باالتصال‪.‬‬
‫‪ -5/‬طبيعة األحداث ذاتها‪.‬‬

‫‪ -3‬تأثير العوامل األيديولوجية في بناء األطر اإلعالمية‪:‬‬


‫حاول الباحثون في مناقشتهم للعوامل التي تؤثر في بناء اإلطار اإلعالمي الربط بين‬
‫مفهوم األيديولوجية ومفهوم اإلطار اإلعالمي‪ ،‬ويعكس اإلعالم تلك األيديولوجية التي ينبثق منها‪،‬‬
‫)‪ ،‬وتعتبر العالق ة بين األيديولوجية واألطر اإلعالمية‬ ‫(‬
‫أو التي تعبر عنها الوسيلة اإلعالمية‬
‫عالقة رئيسية وأساسية‪ ،‬حيث تحمل األطر في جوهرها وجهة نظر أيديولوجية تتحدد من خاللها‬
‫المادة الخام التي يتم انتقائها وتلك التي يتم استبعادها عند صياغة القصة الخبرية‪ ،‬كما تحاول‬
‫دراسات األطر تحديد كيف يفسر الجمهور األيديولوجيات المتضمنة داخل القصة الخبرية من‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫خالل الرموز المرئية واللغوية‬

‫وعرف )‪ )Becker‬األيديولوجية‪ " :‬بوصفها جهاز متكامل من األطر المرجعية يرى كل‬
‫منا العالم من خاللها وبناء عليها يضبط كل منا أفعاله"‪ .‬كما طرح (‪ )Hall‬مفهوم األيديولوجية‪:‬‬
‫"باعتبارها األ طر العقلية‪ ،‬والمفاهيم‪ ،‬والنماذج‪ ،‬وتصورات التفكير‪ ،‬وأنظمة إعادة التقديم التي‬
‫تنشرها طبقات ومجموعات اجتماعية مختلفة‪ ،‬بهدف وضع إحساس لتحديد ورسم واستخراج‬
‫واضح للطريقة التي يعمل بها المجتمع"‪ .‬وتمد كل من األطر واأليديولوجيات الناس في مجتمع‬
‫ما بإطار عمل يتم من خ الله تفسير األحداث‪ ،‬وتحديد المشكالت‪ ،‬وتشخيص األسباب‪ ،‬والبحث‬
‫عن حلول‪ ،‬وبذلك تصبح األطر اإلعالمية منتجات تم تكوينها اجتماعياً في ظل الدور المسيطر‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫الذي تؤديه األيديولوجية المسيطرة في تشكيل الثقافة العامة للمجتمع‬

‫وتمارس أربعة أنواع من األيديولوجيات تأثيرا أولي ا في تأطير األخبار‪ ،‬وتشمل(‪:)012‬‬

‫‪ -1‬األيديولوجية المهيمنة‪ :‬بعض الباحثين يرون أن المحتوى الخبري يعزز األيديولوجية‬


‫المهيمنة حيث يجيز ويعزز الوضع السياسي واالقتصادي الراهن ويشوه سمعة الجماعات‬
‫المعارضة ويقيدها‪ ،‬وذلك عبر تأطير القضايا واألحداث والخالفات السياسية بطرق تتماشى‬
‫مع األيديولوجية المهيمنة في المجتمع وتساير بشكل واضح اهتمامات الطبقات االجتماعية‬
‫والمجموعات التي تقود النفوذ السياسي واالقتصادي‪.‬‬
‫‪ -2‬أيديولوجية النخبة‪ :‬هي التي تعمل على توجيه السياسة في الجزء الحكومي أو اإلداري الذي‬
‫يملك القوة والنفوذ وفي أغلب الحاالت تتوافق أيديولوجية النخبة مع األيديولوجية المهيمنة‪.‬‬
‫‪ -3‬األيديولوجية المهنية‪ :‬تبرز في إسهام عوامل متعددة في صنع أيديولوجية المحرر‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫العرق‪ ،‬والنوع‪ ،‬والطبقة االجتماعية‪ ،‬والمعتقدات‪ ..‬الخ‪ .‬وتكون في مجملها عوامل تؤثر على‬
‫رؤيته للواقع وبالتالي على تأطيره لألحداث والقضايا المختلفة‪.‬‬
‫‪ -4‬أيديولوجية المحرر‪ :‬يؤدي المحررون عملهم األيديولوجي عند لحظة تأطير الحدث فهم‬
‫يختارون أطرهم من المجال المحدد للمعاني المهيمنة‪ ،‬ويعتمدون على أنساق معرفية متواجدة‬
‫ضمن الثقافة المهيمنة في المجتمع لجعل الحدث أكثر وضوحًا للقراء‪ ،‬أو لتشكيل ادراكات‬
‫الجماهير بشكل يتسق مع أيديولوجية المجتمع ومتأثرة بتوجهات السلطة السياسية‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أنواع األطر اإلعالمية ونماذجها التفسيرية‬

‫يتضمن هذا المطلب أنواع األطر اإلعالمية المختلف‪ ،‬إضافة إلى النماذج التفسيرية‬
‫للنظرية‪.‬‬

‫أوالا‪ :‬أنواع األطر اإلعالمية‪:‬‬


‫يوجد العديد من المتغيرات التي أدت إلى تنوع تصنيفات الباحثين لألطر اإلعالمية‪،‬‬
‫أهمها اختالف السياسات التحريرية والتوجهات الفكرية لوسائل اإلعالم‪ ،‬والجمهور‪ ،‬والمجتمع‬
‫وغيرها من العوامل‪ ،‬لكن تظل هناك مجموعة من األطر تتصف بالشهرة وتكرار اختبارها على‬
‫)‪ .‬وفي ضوء ما سبق رصدت الباحثة أنواع األطر في الدراسات‬ ‫(‬
‫المستويين التحليلي والميداني‬
‫اإلعالمية في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬حدد )‪ )Iyengar & Simon‬نوعين من األطر اإلعالمية‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫‪ -1/1‬اإلطار المحدد "‪:"Episodic Frames‬‬
‫يعد هذا اإلطار أحد أهم تصنيفات األطر اإلعالمية‪ ،‬وهو إطار حديث في بحوث‬
‫االتصال‪ ،‬وقد أشار كل من )‪ )Iyengar & Simon‬إلى أن األطر المحددة تركز في عرض‬
‫القضايا المثارة على نماذج ملموسة‪ ،‬ووقائع محددة‪ ،‬مثل‪ :‬حوادث االغتيال‪ ،‬واألعمال اإلرهابية‪،‬‬
‫وهو يهدف إلى جعل القضايا شخصية)‪.(017‬‬
‫ويبدي بعض الباحثين انتقاداتهم لهذا النوع من األطر المتمثلة في أنها ضعيفة وباهتة‬
‫وبطيئة اإليقاع وأنها عرضة لشبهة التحيز وغلبة الرأي عليها‪ ،‬كما أنها أحيانًا تبدو قاصرة في‬
‫تغطية بعض القضايا الهامة وربما تفقد قيمتها اإلخبارية) ‪.(01‬‬

‫‪ -2/1‬اإلطار العام "‪:"Thematic Frames‬‬


‫وهو يعالج القضايا المثارة في سياق يتسم بالعمومية أو التجريد‪ ،‬ويقدم براهين ودالالت‬
‫عامة‪ ،‬ويقدم وصفاً أوسع لها‪ ،‬وموج ًاز أكثر من خالل وضعها في سياق مناسب) ‪.(01‬‬
‫وان كان لكال اإلطارين تأثيره في اإلقناع‪ ،‬إال أن اإلطار العام يزيد من صعوبة التأثير‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫واإلقناع لصعوبة تحديد المشكالت وحلولها به‬
‫وترتبط األطر السابقة بنوعين من المسئولية في إطار تشكيل معارف الجمهور واتجاهاته وذلك‬
‫)‪:‬‬ ‫(‬
‫على النحو اآلتي‬
‫المستوى األول‪ :‬ويتعلق بالسبب المسئول عن المشكلة ويتم التركيز على منشأ أو سبب المشكلة‬
‫أو القضية‪.‬‬
‫المستوى الثاني‪ :‬ويتعلق بمسئولية التناول والمعالجة ويشير إلى الفعاليات المطلوبة للحد من‬
‫المشكلة والتخفيف من وطأتها‪.‬‬

‫‪ -2‬تصنيف (‪ (MCcombs et.al‬وفق ا للسمات البارزة‪:‬‬


‫تم تصنيف األطر وفقًا للسمات البارزة في التغطية اإلخبارية للقضايـا‪ ،‬حيث ارتبط مفهوم‬
‫السمات البارزة بالحمالت االنتخابية باعتبارها تؤثر في أحكام الجمهور على المرشحين والقضايا‬
‫)‪:‬‬ ‫(‬
‫التي تبرزها وسائل اإلعالم‪ ،‬ويتضمن‬
‫‪ -1/2‬السمات الموضوعية‪ :‬وتتضمن المعلومات األساسية عن القضايا أو المرشحين‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫أطراف القضية‪ ،‬واألسباب‪ ،‬والحلول‪ ،‬وهي ترتبط بالمستوى بالمعرفي‪.‬‬
‫‪ -2/2‬السمات العاطفية‪ :‬وتتضمن كيفية عرض أطراف القضية أو المرشحين في إطار ايجابي‬
‫أو سلبي أو محايد‪ ،‬وهي ترتبط بالمستوى العاطفي‪.‬‬

‫‪ -3‬تصنيف (‪ )Kahneman & Tversky‬من زاوية سلبية أو ايجابية األطر‪:‬‬


‫ويقصد باإلطار السلبي وااليجابي وضع تصورات متعلقة بادراك الفرد لجانب بعينه من‬
‫جوانب القضية واغفاله للجوانب األخرى لنفس القضية‪ ،‬وهنا يأتي تأثير األطر على إدراك‬
‫الجمهور وأ حكامهم تجاه القضية المثارة‪ ،‬وأكد الباحثان على أن الفرد عندما يتعرض لإلطار‬
‫االيجابي يميل إلى تجنب المخاطرة)‪ ، (004‬في حين يميل الفرد إلى المخاطرة في حالة التعرض‬
‫لإلطار السلبي الذي تطرح الخسائر المتوقعة وذلك أمالً في أن تجني مكاسب من وراء هذه‬
‫)‪.‬‬ ‫(‪4‬‬
‫المخاطرة‬

‫‪ -4‬تصنيف )‪ )Valkenburg & Semetko‬وفق ا للقضايا واألحداث‪:‬‬


‫حدد الباحثان عددًا من األطر اإلعالمية المتعلقة بالقضايا واألحداث‪ ،‬والتي يتم‬
‫استخدامها بشكل متكرر‪ ،‬حيث أجريت العديد من الدراسات الختيار تأثير استخدام أنواع محددة‬
‫)‪:‬‬ ‫(‪5‬‬
‫من تلك األطر على إدراك الرأي العام لتلك القضايا‪ ،‬وهي‬
‫‪ -5‬إطار الصراع "‪:"Conflict Frame‬‬
‫يعتبر اإلطار األكثر انتشا ًار واستخدامًا في التغطية اإلخبارية للقضايا‪ ،‬وهو يؤكد على‬
‫عنصر الصراع بين األفراد‪ ،‬والجماعات‪ ،‬والمؤسسات ‪ ،‬وكثي ًار ما يستخدم أثناء الحمالت‬
‫االنتخابية حيث تحول المشكالت االجتماعية والسياسية المعقدة إلى صراعات بسيطة‪.‬‬

‫‪ -6‬إطار االهتمامات اإلنسانية "‪:"Human Interests Frame‬‬


‫يركز على الجانب الشخصي والعاطفي للحدث‪ ،‬حيث يربط بين الحدث أو القضية وبين‬
‫عناصر عاطفية وجوانب إنسانية‪.‬‬

‫‪ -7‬إطار النتائج االقتصادية "‪:"Economic Consequences Frame‬‬


‫يعرض الحدث أو الموضوع أو القضية بإبراز النتائج والتأثيرات االقتصادية على الفرد أو‬
‫الجماعة أو الدولة‪.‬‬

‫‪ -8‬اإلطار األخالقي "‪:"Morality Frame‬‬


‫يضع هذا اإلطار الحدث أو القضية في سياق عقائدي‪ ،‬أو توصيف أخالقي‪ ،‬وال يستخدم‬
‫هذا اإلطار إعالميًا بصورة مباشرة‪ ،‬وانما يكون عن طريق اقتباس مقوالت باإلضافة إلى العبارات‬
‫االستداللية‪ ،‬بحيث يحتوي النص على رسالة أخالقية‪ ،‬أو كود محدد السلوك‪.‬‬

‫‪ -9‬إطار المسئولية "‪:"Responsibility Frame‬‬


‫يقدم الموضوع أو المشكلة بأسلوب يربط بين مسئولية تلك القضية أو هذا الحدث وبين‬
‫أي فرد أو جماعة‪ ،‬ويقدم مسئولية التسبب في المشكلة وحلها‪.‬‬

‫‪ -11‬إطار االستراتيجية "‪: "Strategic Frame‬‬


‫يطلق على هذا اإلطار "إطار اللعبة" "‪ ،"Game Frame‬ويستخدم بكثرة خالل‬
‫الحمالت االنتخابية والتنافس بين أكثر من مرشح‪ ،‬ويتفق الباحثون في مجال دراسات األطر‬
‫اإلعالمية على أن هذا اإلطا ر يستخدم في التغطية اإلعالمية من خالل مصطلحات استراتيجية‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫دالة عليه‪ ،‬مثل‪ :‬الخسارة والمكسب وفرص الرهان‬

‫ثانيا‪ :‬نماذج األطر اإلعالمية التفسيرية‪:‬‬


‫برزت ضمن مراحل تطور نظرية األطر دراسة (‪ )Jenny Kitzinger‬عام ‪2000‬م‪،‬‬
‫التي أوضحت دور ما يعرف بالنماذج ‪ Templates‬في عملية التأطير‪ ،‬حيث تفيد دراسة‬
‫النماذج اإلعالمية في إدراك الجمهور لألحداث المجمعة والمتشابهة على المدى الزمني الممتد‪،‬‬
‫وفي فهم تأثيرات عرض وتقديم وسائل اإلعالم لها‪ ،‬كما أن مفهوم النماذج يمكن تطويره من‬
‫الناحية األكاديمية كمدخل مناسب الختبار العالقات التي تربط بين كل من المصدر ووسائل‬
‫اإلعالم والجمهور‪ ،‬وتفيد أيضًا في عملية التأطير وما يسمى باألحداث الدالة أو المرجعية وهو‬
‫ما أشارت إليه إسهامات )‪ ،)Goffman‬و)‪ ،)Entman‬و(‪ ،)Fisher‬واعتبرها )‪)Chibnall‬‬
‫)‪،‬‬ ‫(‬
‫كإطار عمل أيديولوجي‪ ،‬وقد أكد بعض الباحثين على أن هذه النماذج تمثل أط اًر استداللية‬
‫ومن أبرز هذه النماذج ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬نموذج )‪ )Entman‬عن مفهوم ومكونات األطر‪:‬‬


‫(‪:‬‬ ‫)‬
‫يتكون هذا النموذج من أربعة محاور‪ ،‬هي‬
‫‪ -1/1‬المحور األول‪ :‬استقالل الجمهور من خالل تذكر مفرداته واسترجاعهم لحقائق معينة ربما‬
‫ال يقدمها المحتوى اإلعالمي تؤثر في استجاباته وردود أفعاله تجاه هذا المحتوى‪.‬‬
‫‪ -2/1‬المحور الثاني‪ :‬وهو الخاص بالموضوعية الصحفية‪ ،‬وجوهره أن الصحفيين بالرغم من‬
‫إتباعهم أسس وقواعد ربما تتصف بالموضوعية‪ ،‬إال أنهم يقومون بتضمين الرسالة اإلعالمية‬
‫المعنى السائد الذي يؤدي إلى تقويمهم المتوازن لمحتواها‪.‬‬
‫‪ -3/1‬المحور الثالث‪ :‬وهو الخاص بتحليل المضمون الذي يتم من خالله تحديد ووصف األطر‬
‫التي تتضمنها الرسالة اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ -4/1‬المحور الرابع‪ :‬وهو الرأي العام والنظرية الديمقراطية المعيارية‪ ،‬حيث إن األطر تمثل قوة‬
‫أساسية في العملية الديمقراطية وتؤثر في الرأي العام‪.‬‬

‫‪ -2‬نموذج )‪:)Pan & Kosicki‬‬


‫ال من (‪ (Pan & Kosicki‬نموذجاً لتحليل األطر اإلعالمية‪ ،‬ويشمل أربعة عناصر‬
‫اقترح ك ً‬
‫(‪:‬‬ ‫)‬
‫رئيسية‪ ،‬وهي‬

‫‪ -1/2‬البناء التركيبي للقصة الخبرية "‪ :"Syntactical‬وهو الذي يتضمن تتابع عناصر‬
‫القصة‪ ،‬وبعض االستراتيجيات التي يتبعها المحرر‪ ،‬وكيفية توظيف المصادر‪.‬‬

‫‪ -2/2‬البناء الوصفي للقصة الخبرية "‪ :"Thematic‬وتتكون من األبعاد األساسية للموضوع‪،‬‬


‫والملخص الذي يقدم الفكرة المحورية للقصة اإلخبارية‪ ،‬ويتمثل في المعلومات الخلفية التي تشير‬
‫إليها التغطية اإلخبارية‪ ،‬باإلضافة إلى اإلستشهادات التي يتم االستناد عليها‪.‬‬

‫‪ -3/2‬االستنتاجات الضمنية "‪ :"Rhetorical‬وهي التي تساعد على تدعيم الجوهر األساسي‬
‫للقصة اإلخبارية والتأكيد عليها‪.‬‬
‫‪ -3‬نموذج (‪:)Scheufele‬‬
‫ينظر الباحثون لهذا النموذج كأحد أهم نماذج األطر‪ ،‬ربما ألنه نظر لألطر كعملية‬
‫متكاملة‪ ،‬وكنظرية مستقلة مع مراعاة التوازي لألطر مع عمليتي وضع األطر ووضع األجندة‪،‬‬
‫ويتكون هذا النموذج من ثالثة مكونات )‪: (051‬‬
‫المكون األول‪ :‬المدخالت التي هي عبارة عن العديد من المتغيرات كالضغوط التنظيمية‬
‫واأليديولوجيات واالتجاهات‪.‬‬
‫المكون الثاني‪ :‬العمليات التي يحدث خاللها التفاعل بين هذه المدخالت وغيرها‪.‬‬
‫المكون الثالث‪ :‬المخرجات التي هي عبارة عن األطر اإلعالمية كناتج للمدخالت وتفاعلها‪.‬‬

‫ويشتمل هذا النموذج على أربع عمليات رئيسية‪ ،‬هي)‪:(050‬‬

‫‪ -1/3‬بناء اإلطار ‪ :Frame Building‬وتعتبر العملية التي ترصد تأثيرات المتغيرات‬


‫المختلفة بالنظر لكل من الجمهور ووسائل اإلعالم في اختيار األطر المختلفة المستخدمة في‬
‫التغطية اإلعالمية‪.‬‬
‫‪ -2/3‬وضع اإلطار ‪ :Frame Setting‬وهي العملية التي تهتم ببروز سمات القضايا‬
‫واألحداث والشخصيات في المحتوى اإلعالمي‪.‬‬
‫‪ -3/3‬تأثيرات المستوى الفردي للتأطير ‪:Individual Level Effects of Framing‬‬
‫وذلك من خالل رصد وقياس تأثيرات األطر الفردية من ثالثة مستويات‪ ،‬وهي السلوك‪،‬‬
‫واالتجاه‪ ،‬واإلدراك‪.‬‬
‫‪ -4/3‬النظر للصحفيين كجمهور ‪ :Journalists As Audiences‬فهؤالء الصحفيون‬
‫يشبهون جمهورهم باعتبارهم مستهدفين من األطر التي يستخدمونها في تغطية القضايا المختلفة‪.‬‬

‫‪ -4‬نموذج )‪:( McCombs & Chyi‬‬


‫يعد هذا النموذج إضافة علمية للنماذج السابقة‪ ،‬فقد اهتم ببعدين هامين في دراسات‬
‫ونماذج األطر‪ ،‬وهما الزمان والمكان‪ ،‬باعتبارهما عنصرين جوهريين في التغطية اإلعالمية‪،‬‬
‫(‪.‬‬ ‫)‬
‫ويتضح ذلك فيما يلي‬
‫‪ -1/4‬أطر المكان في النموذج‪:‬‬
‫تنوعت هذه األطر وفق ا لتنوع األبعاد الفرعية للمكان إلى‪:‬‬
‫أو اال‪ :‬المستوى الدولي‪ :‬الذي يهتم بأطر القضايا من ُبعد دولي‪ ،‬مثل التغطية اإلعالمية للقيام‬
‫بعمل عسكري تجاه دولة محددة‪.‬‬
‫ثاني ا‪ :‬البعد القومي‪ :‬الذي يهتم بأطر التغطية اإلعالمية على مستوى المجتمع بأكمله‪ ،‬مثل أطر‬
‫تغطية قضية التفرقة العنصرية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬البعد المحلي‪ :‬الذي يهتم بأطر التغطية اإلعالمية للقضايا واألحداث على مستوى إقليم‬
‫معين داخل الدولة‪.‬‬
‫رابع ا‪ُ :‬بعد الجماعة‪ :‬وفيها يتم النظر ألطر التغطية اإلعالمية من خالل ارتباطها بجماعة معينة‬
‫داخل المجتمع‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬البعد الفردي‪ :‬الذي يهتم بأطر التغطية اإلعالمية على مستوى األف ارد الذين لهم عالقة‬
‫بالقضايا واألحداث‪.‬‬

‫‪ -2/4‬أطر الزمان في النموذج‪:‬‬

‫بالرغم من أن القاعدة في التغطية اإلعالمية هي التركيز على الزمن الراهن‪ ،‬أو حالية‬
‫هذه التغطية‪ ،‬إال أنه يوجد استثناءان‪:‬‬

‫االستثناء األول‪ :‬االهتمام بأطر إعالمية تهتم بأحداث وقضايا ذات بعد زمني سابق (الماضي)‪.‬‬

‫االستثناء الثاني‪ :‬االهتمام بأطر إعالمية تهتم بالبعد الزمني المستقبلي لهذه األحداث والقضايا‪،‬‬
‫كإبداء تنبؤات وتوقعات مستقبلية تجاه القضايا‪.‬‬

‫‪ -5‬نموذج )‪:)D'Andelo‬‬
‫وهو عبارة عن نماذج فرعية متداخلة‪ ،‬توضح مدى تعقد عملية تأطير المحتوى‬
‫(‪:‬‬ ‫)‬
‫اإلعالمي‪ ،‬وذلك كاآلتي‬

‫‪ -1/5‬العملية الفرعية األولى‪ :‬وتمثل عمليتين أشار إليهما (‪ )Scheufele‬في نموذجه لألطر‪،‬‬
‫وهما وضع وبناء اإلطار متمثلين في نظامي مدخالت ومخرجات كأساس لتركيب اإلطار الذي‬
‫يبدأ من أسس الواقع االجتماعي الذي ينبني عليه بدوره وحدات إنتاج المحتوى اإلعالمي‬
‫اإلخباري كالقيم اإلخبارية والبناءات العقلية وأساليب البناء الفني‪.‬‬
‫‪ -2/5‬العملية الفرعية الثانية‪ :‬وهي الخاصة بتأثيرات اإلطار خاصة النواحي الوجدانية‪ ،‬وتجدر‬
‫اإلشارة إلى أن مسار هذه التأثيرات ليس في اتجاه واحد‪.‬‬
‫‪ -3/5‬العملية الفرعية الثالثة‪ :‬وهي المتعلقة بتحديد اإلطار بدءاً من تحديد أدواته‪ ،‬ثم تحديد‬
‫تأثيراته على المستويين الفردي واالجتماعي‪.‬‬
‫ويرى بعض الباحثين أن هذا النموذج أغفل دور القائم باالتصال في عملية التأطير‪ ،‬كما‬
‫أنه لم يشر إلى دور المتغيرات المهنية للصحافة والقائم باالتصال في هذه العملية‪.‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬ايجابيات وسلبيات نظرية تحليل اإلطار اإلعالمي وعالقتها بدراسات‬
‫تحليل الخطاب‬

‫ويهدف هذا المطلب التعرف على ايجابيات نظرية تحليل اإلطار اإلعالمي وسلبياتها‪،‬‬
‫وكذلك التعرف على عالقة نظرية تحليل األطر اإلعالمية بدراسات تحليل الخطاب‪.‬‬

‫أو اال‪ :‬ايجابيات نظرية تحليل اإلطار اإلعالمي‪:‬‬


‫أظهرت اإلسهامات النظرية والتطبيقية لهذه النظرية العديد من ايجابياتها التي تتمثل أهمها‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تقدم نظرية األطر تفسي اًر منتظماً لدور وسائل اإلعالم في تقديم األطر المرجعية التي تساعد‬
‫الجمهور في تقويمه وتفسيره للمحتوى اإلعالمي من خالل التأثيرات المختلفة في اتجاهات‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫ومعارف مفرداته‬
‫‪ -2‬يوضح ك ٌل من )‪ (Baran & Davis‬أن لنظرية األطر العديد من االيجابيات المتمثلة‬
‫(‪:‬‬ ‫)‬
‫في‬

‫‪ -1/2‬أنها تركز االنتباه على مكانة ودور األفراد في عملية االتصال‪.‬‬

‫‪ -2/2‬أنها بالرغم من كونها نظري ة تصلح للمستوى الجزئي إال أنه من الممكن تطبيقها بسهولة‬
‫على قضايا وتأثيرات كلية‪.‬‬

‫‪ -3/2‬اتصافها بالمرونة‪.‬‬

‫‪ -4/2‬اتساقها مع النتائج الراهنة لعلم النفس المعرفي‪.‬‬

‫‪ -3‬تتميز نظرية األطر بقدرتها الفائقة على التطوير الذاتي من خالل النماذج التي يقترحها‬
‫الباحثون المعني ون بمجال التأطير‪ ،‬والتيارات البحثية المعاصرة والمستقبلية التي تهتم باقتحام‬
‫مجاالت وحدود بحثية جديدة‪ ،‬واتساعها لتشمل ثالثة نماذج تتمثل في بناء األطر‪ ،‬ووضع‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫األطر‪ ،‬والتأطير االستراتيجي‬
‫ثاني ا‪ :‬سلبيات نظرية تحليل اإلطار اإلعالمي‪:‬‬

‫بالرغم من االيجابيات السابقة فإن لنظرية تحليل اإلطار اإلعالمي بعض السلبيات‬
‫الموجهة إليها‪ ،‬وهي ‪:‬‬

‫‪ -1‬ينتقد كل من (‪ (Severin & Tankard‬نظرية األطر وجوهر نقدهما أن أطر وسائل‬


‫اإلعالم تؤدي لتأثيرات معرفية ووجدانية متحيزة نظ ًار الفتقاد التغطية اإلعالمية ألهم معايير‬
‫الموضوعية بعدم تقديمها جميع األطر المعنية بالمحتوى اإلعالمي الذي تقدمه هذه‬
‫(‪.‬‬ ‫)‬
‫الوسائل‬

‫كل من )‪ (Baran & Davis‬بعض االنتقادات الموجهة لنظرية األطر‪ ،‬وتتمثل‬


‫‪ -2‬فيما يبدي ٌ‬
‫في) (‪:‬‬
‫‪ -1/2‬افتقاد القدرة على تحديد ظهور أو غياب التأثيرات بشكل حاسم‪.‬‬

‫‪ -2/2‬عدم االستطاعة في تقديم تفسيرات سببية لتأثيرات األطر نظ اًر العتمادها على أساليب‬
‫بحثية كيفية‪.‬‬

‫‪ -3/2‬تفترض أن الجمهور يرتكب أخطاء متكررة خالل عملية التأطير تحد من قدراتهم‪.‬‬

‫كل من ( ‪ )Roefs & Carragee‬بعض االنتقادات لتلك النظرية‪ ،‬وتمثلت‬


‫‪ -3‬كما حدد ٌ‬
‫في) (‪:‬‬

‫‪ -1/3‬تركيز الدراسات التي تناولت األطر على المتغيرات الخاصة بمفرداته وتجاهل دور‬
‫متغيرات أخرى كالقوى السياسية واالجتماعية التي تحكم هذه التأثيرات‪.‬‬
‫‪ -2/3‬قلة دراسات األطر التي أجريت داخل سياقات سياسية واجتماعية أعم‪.‬‬
‫‪ -3/3‬قلة الدراسات التي عنيت بتأثير وسائل اإلعالم مقارنة بالدراسات التحليلية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عالقة نظرية تحليل اإلطار اإلعالمي بدراسات تحليل الخطاب‪:‬‬


‫يعد الخطاب اإلعالمي أو مضمون ما تقدمه وسائل اإلعالم في مجتمعاتنا المعاصرة‬
‫أحد المصادر الهامة لتشكيل األطر الثقافية للجمهور من خالل إحاطتهم علمًا باألحداث‬
‫ويفترض أن تقوم وسائل اإلعالم بدورها من خالل تقديم‬ ‫ومساعدتهم في فهم السياقات‪ُ ،‬‬
‫المعلومات حول القضايا واألحداث المحلية والدولية‪ ،‬ملتزمة في ذلك بآنية التغطية وموضوعيتها‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫وعدالتها وتوازنها‪ ،‬وهو ما يساعد الجمهور على تكوين آراء واتجاهات واتخاذ ق اررات دقيقة‬
‫وتساعد نظرية األطر اإلعالمية في دراسات تحليل الخطاب بقياس المحتوى الضمني‬
‫غير الصريح للتغطية اإلخبارية بوسائل اإلعالم وتقديم تفسير منتظم لدور وسائل اإلعالم في‬
‫تشكيل األفكار واالتجاهات حيال القضايا البارزة والقاء الضوء على طرق تنظيم الحقائق‬
‫)‪ ،‬كما تساعد في تحليل أطر التغطية اإلخبارية والمقارنة بين األطر المختلفة‬ ‫(‬
‫والمحذوف منها‬
‫التي تعرض من خاللها وسائل اإلعالم القضية أو القضايا المختلفة‪ .‬كما تبرز العالقة بين وضع‬
‫األطر واأليديولوجية المسيطرة ومحتوى الوسيلة‪ ،‬وذلك بتوضيح تأثير األيديولوجية على تشكيل‬
‫منتجات الوسيلة االتصالية من خالل استراتيجيات عملية األطر والتي يتم من خاللها نقل الفكر‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫األيديولوجي بواسطة وسائل االتصال‬

‫وتأتي عملية التداخل بين مدخل تحليل الخطاب وتحليل األطر استناداً إلى أنه وفي أثناء‬
‫عملية إنتاج الخطاب يعزل الصحفيون األحداث عن سياقها التاريخي واالجتماعي‪ ،‬وتقديمها‬
‫داخل أطر سابقة اإلعداد والتجهيز‪ ،‬حيث يتم استخدام اللغة هنا لمنح األحداث موضع التغطية‬
‫دالالت محددة‪ ،‬باعتبار أن النصوص الخبرية يقوم بإنتاجها قائمون باالتصال ذوي مواقف‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫جماعية محددة‬

‫وتعتبر نظرية تحليل األطر اإلعالمية مدخالً مناسبًا لدراسة التناول الصحفي للقضايا‬
‫التي يهتم بها الجمهور على اختالف طبيعة مضمونها‪ .‬إذ يمكن النظر إلى اإلطار الخاص‬
‫بالنص الصحفي من خالل عناصره البنائية والتي تتكون من العناوين الرئيسة والفرعية‪ ،‬واستخدام‬
‫الصورة والتعليق عليها‪ ،‬واألدلة المقدمة‪ ،‬واختيار المصدر‪ ،‬واالقتباسات‪ ،‬والشعارات‪،‬‬
‫واإلحصاءات‪ ،‬والبيانات‪ ،‬والفق ار ت الختامية‪ ،‬حيث يمكن النفاذ من خاللها إلى المحتوى الضمني‬
‫للنص وداللته‪ ،‬األمر الذي تتكامل معه الرؤية التحليلية تجاه القضايا باختالف أنواعها ودرجة‬
‫)‪.‬‬ ‫(‬
‫أهميتها‬
‫مراجع الدراسة ومصادرها‬

‫‪ :Gerald M. Kosicki‬أستاذ مساعد في كلية الصحافة في جامعة والية أوهايو في كولومبوس‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫( ) انتصار سالم‪ " ،‬دور الصحف المصرية في تشكيل معارف جمهور القراء واتجاهاتهم نحو القضايا السياسية‪-‬‬
‫دراسة تطبيقية"‪ ،‬رسالة دكتوراه غير منشورة‪( ،‬جامعة الزقازيق‪ :‬كلية اآلداب‪ ،)2009 ،‬ص ‪.85‬‬
‫( ) راجية قنديل‪" ،‬دراسات في الرأي العام في الواليات المتحدة األمريكية"‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬المجلة المصرية لبحوث‬
‫اإلعالم‪( ،‬جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ ،‬ديسمبر ‪ ،)1998‬ص ‪ ،226‬نقالً عن انتصار سالم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص‪.86 ،85‬‬
‫‪ :Walter Lippmann ‬كاتب وصحفي ومعلق سياسي أمريكي‪ ،‬له العديد من المؤلفات‪ ،‬أشهرها كتاب الرأي‬
‫م‪.‬‬ ‫العام الصادر عام‬
‫‪(3) M. Sanchez: Agenda Setting, spring 2002, at:‬‬
‫‪http://www.comprofessor.com/2012/10/media-agenda-setting.html, available at:‬‬
‫‪17/5/2013.‬‬
‫‪ : James Watson ‬مدير مكتبة اإلعالم واالتصال السابق في جامعة غرينيتش‪.‬‬
‫‪(4) James Watson, Media Communication: An Introduction to theory and‬‬
‫‪Process, 2nd ed. (London: Palgrave Macmillan, 2006).P. 35.‬‬
‫‪ :Robert LaRose ‬بروفيسور في قسم االتصاالت السلكية والالسلكية في جامعة ميشيغان في الواليات‬
‫األمريكية‪.‬‬
‫‪ :Joseph D. Straubhaar‬أستاذ االتصال في قسم اإلذاعة والتلفزيون السينمائي في جامعة تكساس في‬ ‫‪‬‬

‫أوستن‪.‬‬
‫‪(5) Joseph D. Straubhaar, Robert LaRose, Media Now, Communication Media in‬‬
‫‪the Information Age. 2th ed. (Australia: Wadsworth, 2000). P.35. at:‬‬
‫‪http://books.google.ps/books, available at: 17/4/2013.‬‬
‫( ) منال المزاهرة‪ ،‬نظريات االتصال‪ ،‬ط‪(1‬عمان‪ :‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ )2012 ،‬ص ‪.332‬‬
‫( ) وسام نصر‪" ،‬أجندة اهتمامات المواقع االلكترونية للجهات المعنية بشئون المرأة المصرية‪-‬دراسة مقارنة"‪،‬‬
‫المجلد التاسع‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬المجلة المصرية لبحوث الرأي العام‪( ،‬جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ ،‬يوليو‪-‬ديسمبر‬
‫‪ )2003‬ص ‪.398‬‬
‫( ) وسام نصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.398‬‬
‫( ) محمد عبد الحميد‪ ،‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.275‬‬
‫( ) سماح محمد‪ " ،‬دور الصحف المصرية في ترتيب أولويات الجمهور نحو قضايا ذوي االحتياجات الخاصة"‪،‬‬
‫العدد الرابع والثالثون‪ ،‬المجلة المصرية لبحوث اإلعالم‪( ،‬جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ ،‬يوليو‪-‬أكتوبر ‪،)2009‬‬
‫ص ‪.547‬‬
‫‪(11)Helsingin Sanomat: Mass media's‬‬ ‫‪Agenda‬‬ ‫‪setting‬‬ ‫‪function, at:‬‬
‫‪www.valt.helsinki, available at: 20/4/2013.‬‬
‫( ) منال المزاهرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.335‬‬
‫( )حسن مكاوي‪ ،‬ليلى السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.348 -292‬‬
‫‪(14) Maxwel McComba: The Agenda-Setting Role of the Mass Media in the‬‬
‫‪Shaping of Public Opinion, University of Texas at Austin, P.P. 1-2. At:‬‬
‫‪www.infoamerica.org/documentos_pdf/mccombs01.pdf, available at: 20/4/2013.‬‬
‫أجندة وسائل االتصال‬ ‫‪ :Maxwell McCombs‬هو المعترف به دوليا ألبحاثه حول دور وضع‬ ‫‪‬‬

‫الجماهيري‪ ،‬وتأثير وسائل اإلعالم على تركيز اهتمام الرأي العام‪.‬‬


‫‪(15)Maxwel McCombs, Donald Lewis Shaw, David Hugh Weaver: Communication‬‬
‫‪and Democracy: Exploring the Intellectual Frontiers in Agenda-setting‬‬
‫‪Theory, (Psychology Press: 1997), P. 2. At http://books.google.ps/books, available‬‬
‫‪at: 25/4/2013.‬‬
‫‪(16) Michael J. Muin: Agenda-Setting Theory and the Role of the Media in Shaping‬‬
‫‪Public Opinion for the Iraq War, a research paper in partial fulfillment of the‬‬
‫‪requirements for the degree of Master of Arts,(University of Central Missouri:‬‬
‫‪Department of Communication, April, 2011). P. 1.‬‬
‫‪(17) Maxwell E. McCombs, Donald L. Shaw, The evolution of Agenda-Setting‬‬
‫‪Research: Twenty-Five years in the Market Place of Ideas, Journal Communication,‬‬
‫‪Vol. 43, No. 2, Spring 1993, Pp. 58-67.‬‬
‫‪At www.aejmc.org/.../Journalism-Mass-Communication-Qu, available at: 15/4/2013.‬‬
‫( ) ندية القاضي‪" ،‬إدراك الجمهور المصري لمخاطر إعالنات المنتجات الدوائية‪ ..‬دراسة في تأثير الشخص‬
‫الثالث‪ ،‬العدد الثاني والثالثون‪ ،‬المجلة المصرية لبحوث اإلعالم‪( ،‬جامعة القاهرة‪ :‬كلية اآلداب‪ ،‬أكتوبر‪-‬ديسمبر‬
‫‪ ،)2008‬ص ‪.243 ،242‬‬
‫( ) هبه شاهين‪" ،‬معايير بناء أجندة القضايا العامة المقدمة في برامج الرأي بالقنوات التلفزيونية المصرية‬
‫الحكومية والخاصة – دراسة في القائم باالتصال"‪ ،‬العدد الثالث والثالثون‪ ،‬المجلة المصرية لبحوث اإلعالم‪،‬‬
‫(جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ ،‬يناير –يونيو ‪ )2009‬ص ‪.468‬‬
‫( ) بسيوني حمادة‪ ،‬دراسات في اإلعالم وتكنولوجيا االتصال والرأي العام‪ ،‬ط‪(1‬القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪)2008 ،‬‬
‫ص ‪.181‬‬
‫( ) أماني فهمي‪" ،‬االتجاهات العالمية الحديثة لنظريات التأثير في الراديو والتلفزيون‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬المجلة‬
‫المصرية لبحوث اإلعالم‪( ،‬جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ ،‬أكتوبر– ديسمبر‪ ،)1999‬ص ‪ ،226-224‬نقالً عن‬
‫قدري عبد المجيد‪ " ،‬تأثير المعالجة اإلعالمية لقضايا حقوق اإلنسان على معارف واتجاهات الجمهور المصري"‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪(22) M. Sanchez: Agenda Setting, Op. Cit. P.2.‬‬
‫‪(23) Matt Gleckler: Agenda Setting Function of Maxwell MCcombs & Donald‬‬
‫‪Shaw, at: http://oak.cats.ohiou.edu, available at: 15/4/2013.‬‬
‫(‪ ) 4‬بارعة شقير‪ " ،‬دور التلفزيون اللبناني في ترتيب أولويات طلبة الجامعة اللبنانية"‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة‪( ،‬القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم بجامعة القاهرة‪ ،‬قسم اإلذاعة‪ ،)1995 ،‬ص ‪ ،20‬نقالً عن رشا عامر‪" ،‬األنشطة‬
‫االتصالية في المنظمات اإلقليمية‪-‬دراسة تطبيقية على جامعة الدول العربية خالل الفترة من سبتمبر ‪-2001‬‬
‫سبتمبر ‪ ،"2004‬رسالة ماجستير غير منشورة‪( ،‬جامعة الزقازيق‪ :‬كلية اآلداب‪ -‬قسم اإلعالم‪ ،)2008 ،‬ص‬
‫‪.283 ،282‬‬
‫‪(25) Werner J. Severin & James. Tankard: Communication Theories: Origins‬‬
‫‪Methods and Uses in media, 3th edition 1992, pp. 222. At‬‬
‫‪http://books.google.ps/books, available at: 17/4/2013.‬‬
‫( ) رحاب سليمان‪" ،‬الصحافة المصرية وترتيب أولويات الصفوة تجاه القضايا البيئية في إطار مفهوم التنمية‬
‫المتواصلة في مصر‪-‬دراسة للمضمون والقائم باالتصال والجمهور عام ‪ ،"1998‬رسالة ماجستير غير منشورة‪،‬‬
‫ال عن محمد بسيوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫(جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ ،)1999 ،‬ص ‪ ،42-41‬نق ً‬
‫( ) عبد الجواد ربيع‪" ،‬دور الصحافة المصرية في ترتيب أولويات القضايا الخاصة بالرأي العام الريفي‪-‬دراسة‬
‫تحليلية ميدانية"‪ ،‬العدد الواحد والثالثون‪ ،‬المجلة المصرية لبحوث اإلعالم‪( ،‬جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ ،‬يوليو‪-‬‬
‫ديسمبر ‪ )2008‬ص ‪.346‬‬
‫( ) وسام نصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.400‬‬
‫( ) رشا عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.278‬‬
‫( ) حسن مكاوي‪ ،‬ليلى السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.295 ،294‬‬
‫( ) رحاب سليمان‪" ،‬الصحافة المصرية وترتيب أولويات الصفوة تجاه القضايا البيئية في إطار مفهوم التنمية‬
‫المتواصلة في مصر‪-‬دراسة للمضمون والقائم باالتصال والجمهور عام ‪ ،" 1998‬رسالة ماجستير غير منشورة‪،‬‬
‫ال عن رشا عامر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫(جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ )1999 ،‬ص ‪ ،42-41‬نق ً‬
‫( ) حسن مكاوي‪ ،‬ليلى السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.295‬‬
‫( ) المرجع السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.295‬‬
‫(‪ ) 4‬بارعة شقير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫(‪ ) 5‬وسام نصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.399‬‬
‫( ) ماجد مراد‪" ،‬العوامل المؤثرة على بناء القائم باالتصال ألجندة األخبار في اإلذاعة المصرية"‪ ،‬العدد الثامن‬
‫والعشرون‪ ،‬المجلة المصرية لبحوث اإلعالم‪( ،‬جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ ،‬أكتوبر‪-‬ديسمبر ‪ )2007‬ص ‪،203‬‬
‫‪.204‬‬
‫( ) وسام نصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.399‬‬
‫( ) سماح زكي‪" ،‬مصادر بناء أجندة وسائل اإلعالم"‪ ،‬مجلة بحوث الرأي العام‪ ،‬المجلد الثالث‪ ،‬العدد الثاني‪،‬‬
‫(جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ ،‬ابريل‪-‬يونيو‪ )2002‬ص ‪ ،244-240‬نقالً عن محمد بسيوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.17‬‬
‫( ) جمال أحمد‪" ،‬وضع األجندة اإلخبارية في الصحف المصرية اليومية"‪-‬دراسة تطبيقية على صحيفتي األهرام‬
‫والوفد" المجلد الرابع‪ ،‬العدد المزدوج‪ ،‬مجلة بحوث الرأي العام‪ (،‬جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ ،‬يناير‪-‬ديسمبر‬
‫‪ )2003‬ص ‪ ،132‬نقالً عن محمد بسيوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪(40) Theory of Agenda-Setting, Journalism Quarterly, winter 1992, Vol. 827, P. 69.‬‬
‫( ‪ )4‬محمد بسيوني‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪(42)Maxwell McCombs, Juan Pablo Llamas, Esteban Lopez-Escobar, and Federico‬‬
‫‪Rey: Candidate Images in Spanish Elections: Second-Level Agenda-Setting Effects,‬‬
‫‪j&Mc Quarterly, VOL. 74 , No. 4, Winter1997, 1998 AEJMC, p. 704.‬‬
‫( ‪ )4‬هبه شاهين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.468‬‬
‫‪ :Pamela J. Shoemaker ‬أستاذ في الصحافة‪ ،‬وفي نظرية حارس البوابة‪.‬‬
‫‪ :Stephen D. Reess‬أستاذ الصحافة وعميد مشارك للشؤون األكاديمية في كلية االتصال‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ )44‬ندية القاضي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.243 ،242‬‬


.244،243 ‫ ص‬،‫) المرجع السابق نفسه‬45(
.400 ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫) وسام نصر‬4 (
(47)Eugene F. Shaw, Agenda-Setting and Mass Communication Theory, Published
by: SAGE, December 24, 2008, P.99, At: http://gaz.sagepub.com, available at:
15/4/2013.
(48) Heidi Radakavich, Research Report on the Agenda Setting, P.1. at:
http://oak.cats.ohiou.edu, available at: 15/4/2013.
(49) Heidi Radakavich: Research Report on the Agenda Setting, Op. Cit. P.2.
(50) Ibid, P.3-4.
‫ تأثير المعالجة اإلعالمية لقضايا حقوق اإلنسان على معارف واتجاهات الجمهور‬،‫) قدري عبد المجيد‬5 (
.20 ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫المصري‬
(52) Donald Show, Robert L.Stevenson & Bradley J. Hamm: Agenda Setting Theory
and Public Opinion Studies in Apost-Mass Media Age, Wipro Annual
Conference, Rome, September, 2001. P.1. http://books.google.ps/books, available
at: 19/4/2013.

‫ االعت ــداءات‬:‫ " األط ــر الخبري ــة للمعالج ــة الص ــحفية للقض ــايا العربي ــة ف ــي المج ــالت المصـ ـرية‬،‫) س ــالم عب ــده‬5 (
‫ كليــة‬:‫ (جامعــة القــاهرة‬،‫ المجلــة المصــرية لبحــوث اإلعــالم‬،‫ العــدد الثالــث والثالثــون‬،"‫اإلسـرائيلية علــى قطــاع غ ـزة‬
.134 ‫) ص‬2009 ‫يونيو‬-‫ يناير‬،‫اإلعالم‬
‫ " اتجاهــات التغطيــة اإلخباريــة للشــئون الخارجيــة فــي الصــحف المص ـرية وعالقتهــا بــالمتغيرات‬،‫) محمــد عــويس‬54(
-2005 ‫ د ارســة تطبيقيــة علــى عينــة مــن الصــحف القوميــة والحزبيــة الخاصــة خــالل عــامي‬..‫الخاصــة بالصــحف‬
.77،76 ‫) ص‬2008 ،‫قسم االعالم‬-‫ كلية اآلداب‬:‫ (جامعة الزقازيق‬،‫ رسالة ماجستير غير منشورة‬،"2006
(55) Dietram A. Scheufele: Framing as a theory of Media Effects, Journal of
Communication, Vol. 49, No.1, 1999, P. 103.
At www.comm.cornel.edu/comm680/scheufele.pdf, available at: 12/5/2013.
‫ ورئيس برنامج‬،‫ أستاذ مشارك في دراسات االتصال والصحافة والعلوم السياسية‬: Robert M. Entman 
،‫ والسياسة العامة في مركز الشؤون الحضرية وبحوث السياسة في جامعة نورث وسترن‬،‫االتصاالت واإلعالم‬
‫إيفانستون‬
(56) Entman M. Robert: Framing U.S. Coverage of International News: Contrasts in
Narratives of the KAL and Iran Air Incidents, Journal Communication. 41 (4),
Autumn, 1991.
(57) Scott London: How the Media Frames Political Issues Enlightening Study of
Process and out Come of Mass Media Framing What It Presents, At:
www.scottlondon.com, available at: 14/5/2013.
(58)Class H. Deverese etal : Framing Politics at the Launch of the Euro Across
National Comparative Study of Frames in the News, Political Communication,
Vol. 118, 2001, PP. 107, 108. http://books.google.ps/books, available at: 30/4/2013.
.348 ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫ ليلى السيد‬،‫( ) حسن مكاوي‬
(60)Robert M. Entman, Cascading Activation: Contesting the white House's Frame
After 9/11, Political Communication, Vol. 20, No.4, 2003, P. 417.
At:http://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/10584600390244176#.Ue471KyM
odU, available at: 15/5/2013.
‫‪(61)Robert M. Entman, Framing Bias: Media in the Distribution of Power, Journal of‬‬
‫‪Communication, Vol. 57, 2007, P 164.‬‬
‫( ) جمال أحمد‪" ،‬أثر األيديولوجية السياسية للدولة في بناء األطر اإلخبارية‪ :‬دراسة مقارنـة لمـوقعي ‪ ،BBC‬وقنـاة‬
‫العــالم اإليرانيــة"‪ ،‬المجلــد الثــامن‪ ،‬العــدد الثالــث‪ ،‬المجلــة المصـــرية لبحــوث الـــرأي العــام‪( ،‬جامعــة القــاهرة‪ :‬كليــة‬
‫اإلعالم‪ ،‬يوليو‪/‬سبتمبر ‪ )2007‬ص ‪.114،113‬‬
‫‪(63)Dietram A. Scheufele: Op.Cit.‬‬
‫(‪ ) 4‬جمال أحمد‪" ،‬أطر إنتاج الخطاب الخبري في المواقع االلكترونية في األزمات الدولية‪ :‬دراسة حالة لموقعي‬
‫‪ BBC‬والعالم)‪ ،‬العدد الرابع والثالثون‪ ،‬المجلة المصرية لبحوث اإلعالم‪( ،‬جامعة القاهرة‪ :‬كلية اآلداب‪ ،‬يوليو‪-‬‬
‫اكتوبر ‪ )2009‬ص ‪.54‬‬
‫‪ :Erving Goffman‬هو أحد علماء علم االجتماع‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫(‪ ) 5‬محمد عبد الحميد‪ ،‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.402‬‬
‫( ) محمد عويس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫( ) محمد بسيوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪(68) Dietram A. Scheufele & David Tewksburg: Framing, Agenda-Setting, and‬‬
‫‪Priming: The Evolution of Three Media Effects Models, Journal Communication,‬‬
‫‪57, 2007, p. 9.‬‬
‫( ) محمد عبد الحميد‪ ،‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬ط (القاهرة‪ :‬عالم الكتب‪ )2004 ،‬ص ‪.403‬‬
‫( ) طه نجم‪" ،‬األطر اإلخبارية للمقاومة اإلسالمية اللبنانية في الصحافة العربية‪ :‬دراسة تحليلية لعينة من‬
‫صحيفتي الوطن السعودية وتشرين السورية خالل الحرب اإلسرائيلية على لبنان‪ ،‬يوليو‪/‬أغسطس ‪ ،"2006‬العدد‬
‫السابع والعشرون‪ ،‬المجلة المصرية لبحوث اإلعالم‪( ،‬جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ ،‬يوليو‪-‬سبتمبر ‪ )2007‬ص‬
‫‪.191‬‬
‫( ) محمد عويس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫( ) خالـد النــامي‪" ،‬معالجـة قضــايا حقـوق اإلنســان فـي الصــحف وشـبكة االنترنــت فـي المملكــة العربيـة الســعودية"‪،‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة (جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ )2010 ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪(73)Robert M. Entman.: Framing Toward Clarification of A Fractured Paradigm,‬‬
‫‪Journal of Communication, Vol. 43, No.4, 1993, P.52.‬‬
‫‪(74)Robert M. Entman.: Cascading Activation: Contesting the white House's Frame‬‬
‫‪After 9/11, Op. Cit. P. 417.‬‬
‫‪ :Dietram A. Scheufele ‬أستاذ االتصال الجماهيري في جامعة ويسكونسن ماديسون‪.‬‬
‫‪(3)Dietram A. Scheufele, Framing as a theory of Media Effects, Op. Cit. P. 103-122.‬‬
‫( ) جمال أحمد‪ " ،‬أطر إنتاج الخطاب الخبري في المواقع االلكترونية فـي األزمـات الدوليـة‪ :‬د ارسـة حالـة لمـوقعي‬
‫‪ BBC‬والعالم)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫( ) رشا مزروع‪ " ،‬أطر معالجة القنوات العامة واإلسالمية للصراع بين القوى السياسية الفاعلة بشأن االستفتاء‬
‫على الدستور بعد ثورة ‪ 25‬يناير‪-‬دراسة تحليلية مقارنة"‪ ،‬العدد التاسع‪ ،‬دورية إعالم الشرق األوسط‪( ،‬جامعة‬
‫المنصورة‪ :‬كلية التربية النوعية‪ )2013 ،‬ص ‪.6،5‬‬
‫( ) طه نجم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫‪ :Joseph N. Cappella‬أستاذ االتصال في مدرسة أننبرغ لالتصال‪ ،‬ويشغل منصب الرئيس المشارك في‬ ‫‪‬‬

‫مدرسة أننبرغ لالتصال في جامعة بنسلفانيا‪.‬‬


‫‪ :Kathleen Hall Jamieson‬أستاذ االتصال في مدرسة أننبرغ لالتصال‪ ،‬ومدير مركز أننبرغ للسياسة‬ ‫‪‬‬

‫العامة في جامعة بنسلفانيا‪.‬‬


‫( ) محمد عويس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91،90‬‬
‫( ) رشا مزروع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.5‬‬
‫( ) حسن مكاوي‪ ،‬ليلى السيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.348‬‬
‫( ) جيالن شرف‪" ،‬أساليب تغطية القضايا في برامج الرأي المذاعة على الهواء (‪ )Talk Show‬في القنوات‬
‫الفضائية العربية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪( ،‬جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ )2004 ،‬ص ‪.38‬‬
‫( ) جمال أحمد‪" ،‬أطر انتاج الخطاب الخبري في المواقع االلكترونية في األزمات الدولية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.55‬‬
‫(‪ ) 4‬ماهيناز محسن‪" ،‬عالقة أساليب توظيف اللغة بأطر تقييم األحداث داخل التقارير اإلخبارية‪ :‬دراسة تطبيقية‬
‫على الحرب اإلسرائيلية على غزة"‪ ،‬العدد الثالث والثالثون‪ ،‬المجلة المصرية لبحوث اإلعالم‪( ،‬جامعة القاهرة‪:‬‬
‫كلية اإلعالم‪ ،‬يونيو‪-‬يناير ‪ )2009‬ص ‪.314‬‬
‫‪(85) Stephen Reese, Op. Cit. P. 149.‬‬
‫( ) طه نجم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪(87)Robert M. Entman, Framing Toward Clarification of A Fractured Paradigm, Op.‬‬
‫‪Cit. P. 52‬‬
‫( ) ماهيناز محسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.312‬‬
‫( ) محمد عويس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫( ) محمد عبد الحميد‪ ،‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.406‬‬
‫( ) راني ــا محم ــد عل ــي‪ " ،‬الخريط ــة االدراكي ــة للـ ـرأي الع ــام المص ــري تج ــاه الصـ ـراع األمريك ــي الع ارقـ ـي (‪-1990‬‬
‫ال عــن ميــادا‬
‫‪ ،")2003‬رســالة ماجســتير غيــر منشــورة‪ (،‬جامعــة القــاهرة‪ :‬كليــة اإلعــالم‪ ،)2006 ،‬ص ‪ ،92‬نق ـ ً‬
‫مهنا‪ ":‬أطر تقـديم صـورة المـرأة فـي الصـحافة الفلسـطينية"‪ ،‬رسـالة ماجسـتير غيـر منشـورة‪( ،‬جامعـة القـاهرة‪ :‬كليـة‬
‫اإلعالم‪ )2009 ،‬ص‪.47‬‬
‫( ) طه نجم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.196 ،195‬‬
‫( ) المرجع السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.196 ،195‬‬
‫‪(94)Tan Kard, J.W: The Empirical Approach to the Study of Media Framing in S.D.‬‬
‫‪Reese, O.H. Gandy @ A.E. Grant (Eds), Framing Publicize (p.p. 95). Mahwah, NJ:‬‬
‫‪Lawernce Erlbaum, 2001.‬‬
‫‪(95) Price, V., & Tewksbury, D., News Values and Public Opinion. A Theoretical‬‬
‫‪Account of Media Priming and Framing. In G. Barnett & F.J. Boster (Eds), Progress‬‬
‫‪in Communication Science, 1997.‬‬
‫‪(96) Neuman, W.R., Just, M. R., & Crigler, A.N, Common Knowledge, News and the‬‬
‫‪Construction of Political Meaning Chicago: The University of Chicago Press,‬‬
‫‪1992.‬‬
‫‪(97) Cappella, J.N. & Jamieson, K.H. : Spiral of Cynicism. The Press and the Public‬‬
‫‪Good. New York: Oxford University Press, 1997.‬‬
‫( ) آمال كمال‪" ،‬أطـر معالجـة االحتجاجـات االجتماعيـة فـي الخطـاب الصـحفي‪-‬د ارسـة تحليليـة مقارنـة لعينـة مـن‬
‫الصــحف المصـرية"‪ ،‬العــدد الثالثــون‪ ،‬مجلــة البحــوث اإلعالميــة‪( ،‬جامعــة القــاهرة‪ :‬كليــة اإلعــالم‪ ،‬أكتــوبر ‪)2008‬‬
‫ص ‪.208-207‬‬
‫‪(99)Dietram A. Scheufele: Op.Cit. p.p. 103, 122.‬‬
‫) هبــه عطيــة‪" ،‬المعالجــة اإلخباريــة للقضــية الفلســطينية فــي قنــاة ‪ TV5‬الدوليــة وقنــاة الجزيـرة القطريــة‪ ،‬رســالة‬ ‫(‬
‫دكتوراة غير منشورة‪( ،‬جامعة القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ )2005 ،‬ص ‪.92‬‬
‫) هبه عطية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬ ‫(‬
‫) طه نجم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.198‬‬ ‫(‬
‫) جمال أحمد‪" ،‬أثر األيديولوجية السياسية للدولة في بناء األطر اإلخبارية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬ ‫(‬
‫‪4‬‬
‫)هبه شاهين‪" ،‬األطر االخباريـة لقضـايا الشـرق األوسـط فـي شـبكة ‪ CNN‬اإلخباريـة األمريكيـة‪-‬د ارسـة تحليليـة‬ ‫(‬
‫لبرنـامج ‪ ،"Inside the Middle East‬العــدد الســابع والعشـرون‪ ،‬المجلــة المصــرية لبحــوث اإلعــالم‪( ،‬جامعــة‬
‫القاهرة‪ :‬كلية اإلعالم‪ ،‬يوليو‪-‬سبتمبر ‪ )2007‬ص ‪.194 ،193‬‬
‫‪5‬‬
‫) جمال أحمد‪" ،‬أثر األيديولوجية السياسية للدولة في بناء األطر اإلخبارية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.118،117‬‬ ‫(‬
‫) خالد النامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬ ‫(‬
‫‪ :Shanto Lyengar‬أستاذ في أقسام العلوم السياسية ودراسات االتصال في جامعة كاليفورنيا في لوس‬ ‫‪‬‬

‫انجليس‪.‬‬
‫‪ : Adam Simo ‬أستاذ في قسم العلوم السياسية في جامعة واشنطن‪.‬‬
‫‪(107) Shanto Iyengar & Adam Simon: News Coverage of the Gulf Crisis and Public‬‬
‫‪Opinion: A Study of Agenda-Setting, Priming and Framing, Communication‬‬
‫‪Research, Vol. 20, No. 3, June 1993, P. 383-365.‬‬
‫‪(108) Olaf Werder, Debating the Euro: Mediad Agenda –Setting in Across-National‬‬
‫‪Environment, Gazette, Vol.64, No. 3, P. 222.‬‬
‫‪(109) Shanto Iyengar & Adam Simon, Op. Cit, P. 383-365.‬‬
‫( ) محمد عبد الحميد‪ ،‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.405‬‬
‫) محمد بسيوني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫(‬
‫) انتصار سالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.94 ،93‬‬ ‫(‬
‫‪ :Daniel Kahneman. ‬أستاذ علم النفس في جامعة كولومبيا البريطانية‪ ،‬فانكوفر‪ ،‬كندا‪.‬‬
‫‪ : Amos Tversky ‬أستاذ علم النفس في جامعة ستانفورد‪ ،‬كاليفورنيا‪.‬‬
‫‪(113) Daniel Kahneman & Amost Versky, Choices, Values and Frames, American‬‬
‫‪Psychologist, Vol. 39, No.4, April 1984, P.P. 341-350.‬‬
‫( ) جمال أحمد‪" ،‬أطر إنتاج الخطاب الخبري في المواقع االلكترونية في األزمات الدولية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪.58‬‬
‫‪ : Patti M. Valkenburg ‬أستاذ اإلعالم في جامعة أمستردام‪.‬‬
‫‪ : Holli A. Semetko ‬أستاذ ورئيس بحوث الرأي العام في جامعة أمستردام‪.‬‬
‫(‪) 5‬جمال أحمد‪" ،‬أطر إنتـاج الخطـاب الخبـري فـي المواقـع االلكترونيـة فـي األزمـات الدوليـة"‪ ،‬مرجـع سـابق‪ ،‬ص‬
‫‪.58 ،57‬‬
‫( ) خالد النامي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ : Jenny Kitzinger ‬أستاذ أبحاث االتصال في جامعة كارديف‪.‬‬
.69 ‫ ص‬،‫( ) المرجع السابق نفسه‬
(118)Robert M. Entman., Framing Toward Clarification of A Fractured Paradigm,
Op.Cit. P. 52
.‫ أستاذ علوم االتصال في قسم فنون االتصال في جامعة ويسكونسن ماديسون‬: Zhongdang Pan 
.‫ أستاذ مشارك في قسم االتصال في جامعة والية أوهايو‬: Gerald Kosicki 
(119)Paul D'Angelo, News Framing as a Multipart dogmatic Research Programs: A
Response to Entman, Journal of Communication, Vol. 52, No. 4, December 2002,
P. 873.
(120) Woong Rhee: Strategy and Issue Framing in Election Campaign Coverage: A
Social Cognitive Account of Framing Effects, Journal of Communication, Vol.
47, No.3, 1977, P.P. 26-48. 87 ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫نقالً عن خالد النامي‬
(121) Ibid, P.P. 26-48.
(122)Robert M. Entman.: Cascading Activation: Contesting the white House's Frame
After 9/11, Op.Cit, P.P. 415-432.
(1)Dietram A. Scheufele: Framing as a theory of Media Effects, Op. Cit. P.P. 103-
122.
.89 ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫ ) خالد النامي‬4(
(125)Baran, S. & Davis, S, Mass Communication Theory: Foundations, Ferment,
and Future, 3rd. ed., U.S.A.: Wassworth, 2003, P. 275.At:
http://books.google.ps/books, available at: 22/5/2013.
.90 ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫( ) خالد النامي‬
(127)Werner J. Severin and James W. Tankard, Communication Theories: Origins,
Methods, and Uses in the Mass Media, New York-London: Longman, 1992, P.
215. At: www.amazon.com, available at: 20/5/2013.
(128)Baran, S. & Davis, S., Op. Cit, P. 278.
(129)Kevin M. Carragee & Wim Roefs, The Neglect of Power in Recent Framing
Research, Journal of Communication, Vol. 54, No. 2, 2004, P.P. 214-221. At:
www.communicationcache.com/.../the_neglect_of_powe, available at: 20/5/2013.
‫د ارسـة تحليليـة فــي‬-‫ "أطـر التغطيــة االخباريـة لالسـتجوابات البرلمانيــة فـي الصـحف الكويتيــة‬،‫( ) منـاور الراجحـي‬
،‫ المجلة المصرية لبحوث الـرأي العـام‬،‫ العدد الرابع‬،‫ المجلد التاسع‬،"2002 ‫ حتى ديسمبر‬2000 ‫الفترة من يناير‬
.224 ‫) ص‬2009 ‫ديسمبر‬-‫ يوليو‬،‫ كلية اإلعالم‬:‫(جامعة القاهرة‬
.350-348 ‫ ص ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫ ليلى السيد‬،‫) حسن مكاوي‬ (
.196 ،195 ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫) هبه شاهين‬ (
‫ صـورة الـذات العربيـة فـي األزمـات الدوليـة‬..‫ دراسات فـي تحليـل الخطـاب اإلعالمـي‬،‫) هشام عبد المقصود‬ (
.97 ‫) ص‬2012 ،‫ دار العالم العربي‬:‫ (القاهرة‬1‫ ط‬،‫وآليات التحيز في التغطية الخبرية‬
4
.195 ‫ ص‬،‫ مرجع سابق‬،‫) طه نجم‬ (

You might also like