Professional Documents
Culture Documents
9
9
وتطبيقات النشر اإللكتروني على األقراص بأنواعها اخملتلفة والتلفزيون الرقمي واإلنترنت ،ويدل على
استخدام الكومبيوترات ،فضالً عن التطبيقات الالسلكية لالتصاالت واألجهزة احملمولة في هذا
السياق.
ويشير ايضا ً إلى« :الطرق اجلديدة في االتصال في البيئة الرقمية مبا يسمح للمجموعات
األصغر من الناس بإمكانية اإللتقاء والتجمع على اإلنترنت وتبادل املنافع واملعلومات ،وهي بيئة تسمح
لإلفراد واجملموعات بإسماع صوتهم وصوت مجتمعاتهم إلى العالم اجمع»(.)3
ويعرف االعالم اجلديد« :بأنه جملة املمارسات اإلعالمية التي أفرزتها الوسائط اإلعالمية
اجلديدة التي تشتغل داخل بيئة تواصلية متغيرة تسهم في تشكيلها تقنيات املعلومات واالتصال».
وتضع كلية شريديان التكنولوجية Sheridanتعريفا ً اجرائيا ً لإلعالم اجلديد بأنه« :انواع االعالم الرقمي
الذي يقدم في شكل رقمي وتفاعلي ،ويوجد حالتان متيزان اجلديد من القدمي حول الكيفية التي يتم بها
بث مادة االعالم اجلديد والكيفية التي يتم عن طريقها الوصول الى خدماته ,فهو يعتمد على اندماج
النص والصورة والفيديو والصوت ,فضال عن استخدام الكومبيوتر كآلية رئيسة له في عملية االنتاج
والعرض ,اما التفاعلية فهي متثل الفارق الرئيس الذي مييزه وهي اهم سماته»(.)4
وميكن تقسيم االعالم اجلديد باالعتماد على التعريفات السابقة الى االقسام االربعة اآلتية:
-1االعالم اجلديد القائم على شبكة االنترنت Onlineوتطبيقاتها ,وهو جديد كليا بصفات ,وميزات
غير مسبوقة ,ومجوعة من تطبيقات ال حصر لها .فهو بالنسبة لإلعالم ،ميثل املنظومة الرابعة تضاف
للمنظومات الكالسيكية الثالث« ،أي الصحافة ،واالذاعة ،والتلفزيون».
-2االعالم اجلديد القائم على االجهزة احملمولة ,ومنها اجهزة الهاتف واملساعدات الرقمية الشخصية
ُعد االجهزة احملمولة منظومة خامسة في طور التشكل ،وتهدف املؤسسات اإلعالمية عن وغيرها .وت ّ
طريق استخدام االجهزة احملمولة لتنويع مصادرها املالية وتعزيز عالقاتها مع جمهورها.
-3نوع قائم على الوسائل التقليدية مثل الراديو والتلفزيون التي اضيفت اليها ميزات جديدة مثل
التفاعلية والرقمية واالستجابة للطلب.
-4االعالم اجلديد القائم على الكومبيوتر ,Offlineويتم تداول هذا النوع ,اما شبكيا او بوسائل احلفظ
اخملتلفة مثل االسطوانات الضوئية ,وما اليها ويشمل العروض البصرية والعاب الفيديو والكتب
االلكترونية وغيرها».
وميكن ان نخلص من جملة التعريفات األولية وتقسيمات اإلعالم اجلديد إلى شبه اتفاق بأن
فكرة اجلدة ميكن استقراؤها من أن االعالم اجلديد يشير إلى حالة من التنوع في االشكال والتكنولوجيا
واخلصائص التي حملتها الوسائل املستحدثة عن التقليدية ،السيما فيما يتعلق باعالء حاالت الفردية
Individualityوالتخصيص ، Customizationوتأتيان نتيجة مليزة رئيسة هي التفاعلية .فإذا ما كان
االعالم اجلماهيري واالعالم واسع النطاق وهو بهذه الصفة «وسم اعالم القرن العشرين» ,فإن االعالم
الشخصي والفردي هو اعالم القرن اجلديد ,فاالنترنت وهي واحدة من ادواته جعلت في مقدور اي انسان
البحث عن االغنية والبرنامج التلفزيوني والفيلم السينمائي واملعلومات الصحفية والعلمية التي
يريد في الوقت الذي يريد.
«ولكن اإلعالم اجلديد ليس انترنت فقط ,فبعض تطبيقاته بعيدة كليا عن املبادئ التي تقوم عليه
(.)5
تكنولوجيا االنترنت»
ونستخلص هنا بتأكيد مجموعة من اخلصائص واملميزات التي يتمتع بها االعالم اجلديد عن
ما سبقه .وتتمثل في دمجه للوسائل اخملتلفة القدمية واملستحدثة في مكان واحد ,على الكومبيوتر
وشبكاته ,وما ينتج عن ذلك االندماج من تغيير للنموذج االتصالي املوروث مبا يسمح للفرد العادي
ايصال رسالته إلى من يريد في الوقت الذي يريد ،وبطريقة واسعة االجتاهات وليس من أعلى الى اسفل
وفق النموذج االتصالي التقليدي .فضال عن تبني هذا االعالم للتكنولوجيا الرقمية وحاالت التفاعلية
والتشعبية وتطبيقات الواقع االفتراضي وتعددية الوسائط وحتقيقه مليزات الفردية والتخصيص
وجتاوزه ملفهوم الدولة الوطنية واحلدود الدولية.
مقاربة اإلعالم اجلديد باإلعالم البديل
عد التح ّول عبر التط ّور التكنولوجي ه ّو جوهر اإلعالم ،ومايبدو اليوم جديدا ً يصبح قدميا ً يُ ّ
بظهور تقنية جديدة ،ألم يكن اإلعالم جديدا مع ظهور الطباعة ،وجديدا مع تط ّور الصحافة ،وجديدا
كل ذلك ألن طبيعة التح ّول التي تقود إليها التقنية ،في مع ظهور اإلذاعة ،وجديدا مع ظهور التلفزيون ّ
يسميه ماكلوهان باحلتم ّية التكنولوج ّية .اذن
ّ بعدها العلمي واإليديولوجي ،تقتضي النّظر في أمر ما
مفهوم االعالم اجلديد هو في واقع االمر ميثل مرحلة انتقالية من ناحية الوسائل .
()6
يبدو لباحثة ان من االفضل اعتماد مفهوم االعالم البديل Alternative Media ,اذ يستقي
داللته من جمهوريته ،فاجلمهور اتخذوه بديالً عن الوسائل اإلعالمية التقليدية :ويقصد به «املوقع
الذي ميارس فيه النقد .ويولد أفكارا ً وطرقا ً جديدة للتنظيم والتعاون والتدريب بني إفراد اجملتمع .ورمبا
األكثر أهمية ،يشير الى أن البديل يتناول املوضوعات احلساسة في اآلليات االجتماعية والسياسية
واالقتصادية والتوترات بني السيطرة واحلرية ،وبني العمل والبطالة ،وبني املعارضة واحلكومة»*« ،ومن ثم
(.)7
يتضاءل البديل إلى إن يصبح منطاً ،لالتصال اجلماهيري»
ينحدر اإلعالم البديل من مرجعية عفوية وغير منظمة تأخذ من مبدأ حرية التعبير
واإلستقالل عن كل اإللتزامات األيديولوجية أو اإلقتصادية القائمة دون أية قيود وهو ما يشير إلى أن
اإلعالم البديل هو حصيلة مواقف فكرية على تخوم املشهد اإلعالمي تعمل باإلعتماد على قاعدة
التشكل الذاتي ،ويؤكد ذلك كل من فيليب بروتون وميشال ماتالر .وبعيدا عن النظرة القيمية إزاء هذا
الصنف من اإلعالم ،يجب أن نتعامل مع هذه الظاهرة اإلتصالية واإلعتراف بها بحثيا وتأطيرها ضمن
(.)8
حتوالت املثل اجلماعية ،أو منتجة لسلطات رمزية خصوصية L`Habitusكما يذهب إلى ذلك بورديو
عد اإلعالم البديل إنعكاسا ً مضادا ً لإلعالم السائد ،وهو رؤية تلخص النضال الذي يخوضه وي ُ ّ
دعاة اإلعالم البديل واملؤسسات العاملة على دعم وتشريع حضوره وذلك من أجل نشر أطروحاتهم
الداعية لدخول اجملال العمومي ورفض حالة اإلقصاء التي تتعرض لها وحترمها من الولوج في هذا اجملال.
ُعد كثيرة احلضور في أدبيات اجلماعات املناهضة ،فهي تقر بوجود إن املقاربات املؤسسة لإلعالم البديل ت ّ
إعالم بديل أصيل ممثال في وسائل اإلعالم التي تعتمد على قاعدة التمييز ،فاإلعالم الدميقراطي البديل
واألصيل يجب أن يقوم على ثالث قواعد هي(:)9
-1رفض اخللفية الرأسمالية.
-2رفض اخللفية اإلحترافية.
-3رفض اخللفية املؤسساتية.
أما عند «جمعية النشر البديل» األمريكية والتي تشرف على منشورات مختلفة من الكتب
والصحف واجملالت وأوعية أخرى سمعية مرئية ،فإنها تشير إلى ثالثة معايير ميكن عن طريقها متييز ما
هو بديل عن ما هو سائد ومهيمن من اإلعالم(:)10
-1يجب أن ال يكون املنشور ذا صبغة جتارية ،أي تقدمي نوعية األفكار على حساب اخللفية الربحية.
-2يجب أن يتجه إهتمام النشر إلى تقدمي عنصر املسؤولية اإلجتماعية أي خدمة الصالح العام.
-3على الناشر أن يقدم نفسه بإعتباره ناشرا يعبر عن تيار اإلعالم البديل.
عن طريق هذه املعايير التمييزية في توصيف االعالم البديل نفهم أن دعاة هذا التوجه يسعون
الى كسب رأسمال رمزي من وراء إنخراطهم في هذا اإلعالم أكثر من إنخراطهم في حتقيق رأسمال
مادي .ميكن عن طريق ما تبني إستدراك أن اإلعالم البديل يقدم نفسه بشكل مثالي ،ويتسم بالنقاوة
الفكرية واأليديولوجية .ومهما قدمنا من عناصر متييزية لإلعالم البديل فإن بعض هذه القواعد ميكن أن
تغيب أو حتضر في هذا الوسيط أو تلك املؤسسة التي تطلق على نفسها صفة اإلعالم البديل .هكذا
ميكننا إعتبار أن اإلعالم البديل كان وراءه املواطن العادي أو املواطن الذي يحمل بديال راديكاليا وثوريا كما
هو احلال مع املدونات عبارة عن إعالم مضاد للمشهد اإلعالمي السائد.
ويسعى اإلعالم البديل للتوصل الى حلول سياسية تسمح للشعوب بالتأكيد على تفردها
الثقافي .وعلى الرغم من تنوع اآلراء واملواقف في استكشاف قدرته ،فان ما يطلق عليه ليدبيتر «التفاؤل
املقاتل» مطلوب ،الن االبداع يشيع األمل ،ويقوم على التنوع واالنفتاح ،واالستقالل ،والتقدم التراكمي ال
الثوري ،وليس امامنا اال األمل في أن اجملتمع لم يكتمل بعد ،وأنه مازال يتطور ويتغير لالفضل .ومن هنا
فان مضمون اإلعالم البديل هو جتريب «سياسات األمل» عند ليدبيتر»(.)11
وميكن أن تزدهر فيه مبادرات اجملتمع املدني« :حركات اجتماعية ،ومجموعات فنانني ،وبرامج
خاصة في محطات االذاعة والتلفزيون ،وجمهور متنوع» .فتعددية الفاعلني وحدها هي التي ميكن أن
تختار تنمية ثقافية دميوقراطية وتقدمي هويات متعددة ،وافكار جديدة عن التقدم والتنمية ،في فضاءات
لم تكن تتالءم يوما معها ،وميكن ان يكون نتاجا للمقاومة والثقافة احمللية(..)12
وتقول ماكروبي أن «اإلعالم البديل سياسة ترغب في حتويل نقاد اجتماعيني وسياسيني غاضبني الى
(.)13
ناجحني»
وميكن حتديد االعالم البديل «االجتماعي» «كنسق فكري وعملي يبحث عن الرقي باجملتمع
كفاعل أو كموضوع لالتّصال» .ويبدو أ ّن االعالم البديل وبشكل ملموس هو الفرصة للمجتمع املدني
ليقدم مكوناته اخملتلفة ،ليتعرفوا بعضهم على بعض وليتحاوروا في ما بينهم ،وهو االمكانية ّ
لكل مواطن أو مجموعة من املواطنني للدخول بحرية وبفعالية لالتّصال مع مواطن آخر أو املفتوحة ّ
(.)14
مجموعة أخرى في ج ّو من التسامح واالحترام املتبادل»
(:)15
عدةوميكن أن تؤول هذه اآللية لالعالم البديل الفعلي الى مستويات ّ
-1البحث عن التفاعلية احلقيقية ،سواء كانت عن قرب أو عن طريق «امليديا»« .مشاركة اجلمهور في
فعل االتّصال» ،اي احترام اجلمهور والنظر اليه على أنّه فاعل اتصالي ،وليس مجرد مستهلك بسيط
لإلعالم.
-2نظرة مختلفة أو بديلة للحياة السياسية والثقافية واالجتماعية.
-3أمناط معاجلة اعالمية تخرج عن األمور املطروقة.
عد متلقي الرسالة شريكا ً جديرا ً بالالستقاللية ،وليس متلقيا سلبيا .والبحث عن تفاعلية
ً ً -4ي ُ ّ
حقيقية «مشاركة اجلمهور في فعل االتصال».
لكل محاور اخليار بأن يجيب بطريقة ال تكون معدة سلفا ً من قبل املرسل ،وهاجس تربوي يسعى ّ -5
ليكون اجلمهور شريكاً ،مستقالً ومتحمالً ملسؤولياته.
واحلد األدنى من
ّ -6يتم االتّصال دون وسيط ،واذا متّ اللجوء الى وسيط ،فيجب ان ال يشكل عائقا ً للحوار،
اجابة اجلمهور تقتضي اعطاء فعل لكالم آخر.
-7انتباه خاص معطى ألخالقيات اإلعالم مستندا ً إلى األخالقيات اخلاصة.
قد تكون هذه املعايير ذات صفة انتقائية ،وهي تعود الى مثاليات نطمح الوصول اليها في
االعالم العربي أكثر مما تعود الى وقائع يومية معيشة ،لكن هذا الشكل من االتّصال الذي يريد أن يكون
بديالً عليه أن يرتكز على مجموعة قيم أخالقية .ويبدو أن لإلعالم البديل مهمة تتمثل في وضع األفراد
املهمشني واجملموعات في عالقة اتصال في ما بينهم .وميثل اإلعالم البديل ايضا ً رهانا ً استراتيجياً، ّ
فهو ال ينفصل عن التنشيط االجتماعي ،احمللي والبلدي ،إذ إنه في احترام احلرية الشخصية لِ ُك ّل فرد،
فهو لذلك يستهدف تفعيل جتارب احلوار مابني الثقافات والتي تتعايش وهي تتصادم وتتجاهل بعضها
البعض ،ويرتدي احلوار أبعادا ً فعلية ،كمثل اللقاءات الو ّدية واألعمال املشتركة(.)16
وكي يتمكن االتصال البديل من حتقيق أهدافه عليه التحقق من عنصرين« :التلقي للرسالة
اما االستعدادات وامليول الفكرية ،واما الى تغيير السلوكيات، وفعاليتها»« ،أل ّن االتّصال يهدف الى تغيير ّ
اما على االنضمام الى السجل املعرفي ،واما على االنضمام ّ
بحث املتلقيّ ، أي االنتقال الى الفعل ،وذلك
ً ً
الى السجل العاطفي ،ألن الرسالة في الواقع ،حتّى وان كانت حتمل اعالما تافها ،فهي ليست محايدة،
كل اتّصال ذي هدف ،إذ أ ّن النتيجة بل ان اجلانب املعرفي واجلانب العاطفي يشكالن جزءا ً أساسا ً من ّ
املراد الوصول اليها من قبل االعالم ،بوعي أو بال وعي ،تعود الى مجالي املعرفة والعاطفة ،وفي نسب
(.)17
مختلفة من رسالة الى أخرى»
«ويتضاءل البديل بصورة فعالة الى أن يصبح منطا ،وفي اطار االعالم ،أن البديل من املمكن
أن يتزايد ،فاملتاح هو سلسلة من النقد والرؤى البديلة للمستقبل تسعى الى مقاطعة السلطة
بعدها «تكتيكات» الضعفاء» .وعلى املفترضة ،التي تستفيض نظرية االعالم البديل في احلديث عنها ّ
الرغم من ذلك هناك من يقول انه «كلما استطاعت الثقافات البديلة انتاج افكار ونظم جديدة لالتصال،
بقيت بدائل ،حتى في اطار منهج ابداعي للثقافة .وأن ما يجذب بعض اجلمهور قد يبعد غيرهم .وهناك
جدل دائر بني هذه اخليارات لالعالم البديل الذي ميارس فيه النقد ،ويعد جزء من االنعكاسية الذاتية
جملتمع املعلومات» ،ومن ناحية ثانية يولد أفكارا وصورا وأساليب لها أهميتها ،وطرقا جديدة للتنظيم
والتعاون والتدريب« .ورمبا كان األكثر أهمية أن البديل يشير الى بعض املوضوعات احلساسة في اآلليات
(.)18
االجتماعية واالقتصادية والسياسية* ،والتوترات بني املعارضة واحلكومة»
وعلى الرغم من ذلك يفتقر اإلعالم اجلديد «البديل» الى الوضوح ،وكما يؤكد امبرتو ايكو« :في كل قرن،
تعكس الطريقة التي تقوم عليها االشكال االعالمية الطريقة التي يرى بها العلم والثقافة املعاصرة
الواقع» .وقد يعني هذا ان اشكال اإلعالم اجلديد تعكس علم الشك ،والنسبية ،والفوضى «األوصاف
(.)19
املشتركة للثقافة املعاصرة»
ولنترك األمر للممارسة والوقت ،وعلى االعالم العربي البديل ان يقدم ما يشعر فيه اجلمهور
بالثقة حتى يشرعوا في ممارسته فعلياً ،وأن يكون ساحة فكرية تلتقي فيه اآلراء ،يأتي بدافع الفضول
الداخلي للجمهور ،وفي ثقافة غير بصرية تتيح للعرب االتصال باجملتمع الدولي ،فلسنا في حاجة الى
املزيد من املعلومات ،فاجلمهور العربي في حاجة الى املزيد من الفهم.
ويحاول «االعالم البديل» التركيز على حرية الرأي والتعبير ولكن كفاعل منتصر ال كفاعل منهزم أي
كفاعل إيجابي انفلتت أفكاره ومواقفه من سلطة الرقابة واملتابعة ،فعلى حد تعبير عالم االجتماع
الفرنسي ميشال كرزيه في كتابه «الفاعل والنسق» مهما بلغت درجة الضغوطات واإلكراهات
املفروضة على الفاعلني فإ ّن لهذا الفاعل قدرة على االنفالت من تلك الضغوطات عبر هامش احلرية
التي يخلقها هذا الفاعل أو عن طريق مقولة «مجال الاليقني» ،وما اإلعالم البديل إالّ فضاء من بني
(.)20
الفضاءات التي ميكن للفاعلني االعالميني واالجتماعيني حتقيق جزء من احلريات املسلوبة
ومتجذر في جتربة الشعوب، ّ وليس اإلعالم البديل إعالما ً مستحدثاً ،بل هو إعالم متط ّور
ويتم ّيز بجملة من اخلصائص« :القدرة على التك ّيف مع تط ّور وسائل االتصال وتط ّور أدوات الرقابة
املتمعن في احلياة اليوم ّية للشعوب تزامنه مع ظهور ّ والضغوطات االجتماع ّية والسياس ّية ،ويالحظ
التشكل فكثيرا ما يظهر اإلعالم البديل في الساحة اإلعالم ّية في ّ اإلعالم الفضائي ،وأيضا القدرة على
أشكال مختلفة ،وفق املرحلة التاريخ ّية التي مير بها اجملتمع ونوع ّية الفاعلني الذين يستعملون اإلعالم
البديل» ،ومن أبرز تلك األشكال نذكر:
أوّالً :اإلشاعات والنكت الشعب ّية والسياس ّية والتي تعتمد عليها بعض الفئات االجتماع ّية عندما
تشعر أن اإلعالم الرسمي ال مينحها فرص التعبير عن مواقفها وتط ّلعاتها ،أو عندما جت ّرم القوانني حر ّية
الرأي ،وجتعل صاحب الرأي احلر عرضة للمسائلة القانون ّية ،فتصبح عبارة عن محاولة إليجاد مخرج
لتلك الضغوطات .ألجل ذلك ترتبط اإلشاعات والنكت الشعب ّية بالظروف االجتماعية والسياس ّية
ملستهلكي ومنتجي تلك النكت واإلشاعات ،فنتيجة التهميش االجتماعي وعدم تكافؤ الفرص الذي
التهكمية واالستهزائ ّية لتدافع عن وجودها ،وتندرج ّ شعرت به الشعوب ،لم جتد أمامها سوى النكت
أما بالنسبة للنكت ً ً
ضمن آليات التعبير الرمزي لدى الفئات الفقيرة واملهمشة اجتماعيا وسياس ّياّ .
السياس ّية فإ ّن أهم ما مي ّيزها هو الظهور املوسمي واملرتبط أساسا ً بالتظاهرات السياس ّية مثل
ّ (.)21
االنتخابات وأحيانا ً ببعض الزيارات الرسمية التي يقوم بها احلكام
ثانياً :البرامج التلفزيونية ،تسمى «برامج السخرية السياسية» التي حتاول أ ّن تقارب املوضوعات
السياسية واالجتماعية املكبوتة ،وبلغة انفعالية قوامها الشكوى ،التي توجه هجوما ً ينتقد الكثير
من السياسات الداخلية العربية والفردية ،وايضا ً البرامج التي تظهر عمليات مسلحة جلماعات
تقاوم الوجود األميركي في العراق «مثال» لم تلتقطها كاميرات القنوات التلفزيونية ولم تبثها وكاالت
بعدها مادة خبرية األنباء ،وليس بوسع القنوات الفضائية التي تتسابق للحصول على تلك املشاهد ّ
أن تقدمها خبرا يقينا فتلك الصور ال يتسنى في الغالب التأكد من صدقيتها مع ذلك جتدها ال متلك
بديالً عن التعامل مع هذه النوعية املستحدثة من املصادر احلقيقة بالنسبة لإلعالم البديل السيما في
بلدان يخيم عليها رقابة شديدة مثل بلداننا العربية.
ويدعو االعالم البديل املشاهد إجبارا ً أن يكون طرفا ً متحاورا ً معه ولو عن طريق حوار الذات
(.)22
اإلنسانية مع األحداث التي حتتاج إلى امتالك ملكة البصيرة قبل البصر
ويقود اإلعالم البديل ظاهرة إبراز احلقائق ،ويتعلق االمر ايضا ً في برامج تهتم بفعاليات اجملتمع
املدني ،ومدى اجنذاب اإلعالم نحو السلطة السياسية على حساب اجملتمع املدني ،أو على صعيد مهنته
في احلد من «التلوث اإلعالمي»* الناجت عن حتالف السلطة مع املال مع اإلعالم ومع اإلعالن ،ووقوع االعالم
يعد اإلعالم يعود للحدث أو الواقعة إمنا الترويج لنفسه ضحية للنظام االعالمي كما يقول بودريار« :لم ّ
كحدث» .وفي ظل هذه الظروف ،تتشكل االجندة اإلعالمية ،عن طريق األحداث البارزة التي تفرض
نفسها ،ومن قبل السلطة السياسية ،واملنطلق التجاري .ولهذا يتوجب من اجملتمع املدني بذل جهود
كبيرة ليكون جزءا ً من االحداث البارزة ،فيغري اإلعالم ويخيف احلكام ،وإعادة األمور إلى نصابها ليست
(.)23
مستحيلة
ثالثاً :اإلرساليات القصيرة الـ :message SMSاإلرساليات القصيرة هي شكل آخر من أشكال اإلعالم
مناسب نسبيا ً من احلر ّية ،إذ لم ّ
تعد اليوم ٍ البديل ،متكن عن طريقها الفاعل االجتماعي حتقيق هامش
وظيفة الهواتف اجلواّلة تقتصر على وظيفة التواصل بل أصبحت تقوم بوظائف أخرى مثل إرسال
دعوات التظاهرات السياس ّية واحلقوق ّية والتعبير عن التضامن مع بعض الضحايا ،ونشر املعلومات
يعد احتكار وسائل اإلعالم من طرف جهة معينة وحرمان بطريقة سريعة وغير مك ّلفة ،وبذلك لم ّ
بق ّية مك ّونات اجملتمع املدني منها عائقا أمام نشاطها ،وذلك بفضل هذه االرساليات القصيرة ،بل
(.)24
أصبحت إحدى الوسائل الفعالة املستعملة في احلمالت االنتخابية
نتحدث بالضرورة عن الصحف االلكترون ّية واملدونات وغيرها من التطبيقات ،والتي ّ رابعاً :االنترنت:
تعد الضغوطات والقيود القانون ّية عائقا أمام تعد تنتظر احلصول على التأشيرة احلكوم ّية ولم ّ لم ّ
تشكل أهم مجال لتجاوز اخلطوط احلمراء املفروضة من قبل السلطة ّ حت ّركاتها ،بل أصبحت اليوم
التي تتخذ من الرقابة ومن التضييق على األقالم احل ّرة آليتها لفرض شرعيتها ونزع الشرع ّية من كل
فكر في جتاوز تلك الصعوبات ،والشيء نفسه بالنسبة للمواقع االلكترون ّية والتي على الرغم من من ّ
ّ
اإلمكانات الضخمة املسخرة من أجل مراقبتها وحجبها إال أ ّن حسن توظيف أصحاب املواقع جعلها
تصمد وتواصل نشاطها وتقوم بدورها .ومن بني التط ّورات في عالم االنترنت وعالم اإلعالم البديل جند
تعد مواقع الكترونية شخصية ،ميكن توظيفها في كتابة املنشورات والصور التي املد ّونات Blogوالتي ّ
يتم تسجيلها ووضعها في املد ّونة وتوظيفها في نشر األحداث الهامة التي يرصدها صاحب املد ّونة،
املهمشة تشهد املد ّونات تزايد في ّ ونظرا لنجاحها وقدرتها على التعبير عن مطالب وتط ّلعات الفئات
عددها وعدد مستعمليها ،وأسهم هذا اإلعالم في اآلونة األخيرة في جذب األنظار لعدد من القضايا
(.)25
أثارت الرأي العام وأرغمت حكومات كثيرة في اتخاذ قرارات ضد رغبتها
ومت ازالة احلدود والصراعات السياسية الكثيرة على يد اإلعالم البديل ،وأهم إجناز في اإلعالم
البديل هو االهتمام بحق التعبير ،مما ادى الى استثارة غضب الكثير من احلكومات العربية ،وأصبحت
تضع في حساباتها هذه الوسيلة .فتداول األحداث ذات التوجه السياسي أرغم بعض احلكومات
على اتخاذ قرارات أو التراجع عن قرارات بسبب االحتجاج اجلماهيري .ويوجد ثالثة أصناف ملستعملي،
(:)26
«املتلقني او اجلمهور» ،اإلعالم البديل
الصنف األوّل :ومتثله الطبقات الشعب ّية املهمشة والفاقدة للزاد املعرفي أو التعليمي والذين
يستعملون في العادة اإلشاعات والنكت الشعبية والسياس ّية كإعالم بديل لها ،وملا يوفره لهم من
تتضمن اسم منتجيها ،فضالً ّ حصانة وعدم املسائلة القانون ّية أل ّن عمل ّية تناقل النكت واإلشاعات ال
عن إمكانية حتويرها من متق ّبل إلى آخر ،ونصبح ال من ّيز بني الراوي واملنتج.
الصنف اآلخر :ومتثله فئة النخب سواء أكانت منتمية لألحزاب السياس ّية أو ملنظمات اجملتمع املدني
أو كانت مج ّرد شخصيات مستق ّلة .ونظرا المتالكها للزاد املعرفي واملستوى التعليمي واملوقع
االجتماعي املتم ّيز فإ ّن إعالمها البديل يكون عاد ٍة أكثر تط ّورا ً وأكثر انسجاما ً مع مستحدثات اجملتمع
الذي يعيشون فيه ،ألجله نراهم يستعملون الفضائيات واالنترنت ويوظفون التط ّورات التقن ّية كلها
يشكلون الركيزة األساس للمجتمع املدني. ّ السيما وأنّهم
املهمشة أي أصحاب الشهادات وخ ّريجي اجلامعات. ّ الصنف الثالث ،ويتمثل في فئة النخب الشباب ّية
وعرفت الفئات الشباب ّية داخل اجملتمع شكلني من التهميش ،تهميش السلطة لها وتهميش اجملتمع
املدني لذلك جتد نفسها في مفترق الطريق إذ ال تنتمي للصنف األ ّول نظرا للزاد املعرفي والتعليمي
الذي حصلوا عليه وال للصنف الثاني وذلك حلرمانها من املواقع االجتماع ّية املرموقة سواء داخل اجملتمع
أو داخل اجملتمع املدني.
وأصبح احلديث عن قضايا الشأن العام ال يستقيم دون تفكيك آليات تشكل اجملال اإلعالمي،
فالتعرض ملشاكل الناس محليا ودوليا هو كالم عن كيف نحاور األنا واآلخر ،ولكل شخص احلق في
تأسيس اعالمه .وإن حتوالت اإلعالم العربي متعددة األوجه والسيما الثقافية والسياسية وعلى أمل أن
تتحول تدريجيا إلى هاجس فكري ذي صلة بقضايا حتديث اجملتمع والدولة وليس فقط الوقوف عند دائرة
التوظيف احليني .إذ اصبح السياسي يفرد أهمية في إدارته للشأن العام لقيمة اإلعالم ،وكذلك عند
ويعد هذا عنصرا ً حيوا ً يجعلنا ندخل في حلقة جديدة إسمها تواصل األفكار ّ فئات مجتمعية أخرى،
بني الناس وصاحب القرار وذلك بغض النظر عن وجاهة أو ضعف تلك اآلراء .إن حتويل قضايا الشأن العام
إلى هم يومي على واجهة وسائل اإلتصال مرحلة مهمة ألي إمكانية للتغيير.
«ويؤدي عرض األفكار حتما ً للتعدد ،والتعدد هو طريق التواصل واحلوار بني الناس .وأصبحت شيئا فشيئا
توجد رغبة رمبا تبدو محتشمة إلعالن قضايا خالفية في اجملتمع للعموم ،وهو مدخل الدميقراطية واجلدل
اإلجتماعي الذي ميكن عن طريقه القيام باإلصالح واملصاحلة بني النظام السياسي ورعاياه من زاوية تواصلية
إعالمية ،وأننا اليوم وإذا ما أردنا أن نفهم اإلعالم علينا أن ال نكون متفرجني بل أيضا ناقدين أي أن ال نكون
(.)27
أمام وسائل اإلعالم بل خلفها أي داخل اجملتمع ومكوناته»
«ويكمن التحدي املاثل أمام االمم كلها في كيف تؤسس بيئة للتفكير االبداعي في جوانب احلياة كلها،
واألمم التي تخفق في مواجهة هذا التحدي ،ستتحول ببساطة الى مستهلك سلبي ألفكار منبثقة من
»(.)28
أمم اخرى
مداخل نظرية لفهم خصائص االعالم اجلديد
تطرح أوجه التنظير لإلعالم اجلديد تساؤالت حول مفهوم New Mediaوممارساته فهل تعبر
مرحلته هذه عن انتقال أدوات االتصال وتطبيقاته من املؤسسات إلى اجلمهور؟ أو كما يرى البعض بظهور
أمناط جديدة من األشكال اإلعالمية ،إن النقد املوجه لإلعالم البديل يتمحور حول ضرورة حتديد اجملاالت التي
يتحرك فيها ،فإمكانية الوصول إلى منوذج نظري لإلعالم البديل والراديكالي ال يتم عن طريق ما هو موجه
من نقد لإلعالم السائد بل إنطالقا من مخرجات وجتارب وسائل اإلعالم التي تطرح نفسها بديالً عن اإلعالم
الرسمي التقليدي.
ويذهب بعض النقاد إلى الدعوة لدراسة اإلعالم البديل ليس إنطالقا مما يجب أن يكون عليه
بل عن طريق ما هو عليه ،وهو ما سيمكننا من احلكم عليه إنطالقا من مقدرته على عرض بدائل في
مواجهة اإلمبراطورية اإلعالمية السائدة ،ومنتج أيضا لثقافة إتصالية بديلة ،وعادة ما يكون في تعارض
مع ما هو سائد .هكذا يبدو لنا أن املسائلة النظرية لإلعالم البديل ليست بالعملية الهينة على املستوى
الفكري ،فتعريف اإلعالم البديل يقع بني مفترق مناهج نظرية متداخلة فهو يعاني من طابعه املهمش-
خارج السياق اإلجتماعي-وخصوصيته في كونه بديالً عن النظام اإلعالمي القائم.
والشك في أن اي دراسة تعتمد في جانب كبير منها على اساس نظري تنطلق منه ،ومت التعرض لنماذج
عدة تدعو حلرية اإلعالم وحتقيق التوازن ما بني دول الشمال واجلنوب ومنها منوذج اإلعالم الدميقراطي املشارك
ملاكويل وقدم عن طريق منظمة اليونسكو عام 1993مMacuils Model for Democratic Participant»،
.»Mediaويقترح هذا النموذج:
«ان جملموعات اجملتمع احلق في احلصول على وسائل إعالم خاصة تخدم احتياجاتهم ،وال تتحكم
في مضامينها كيانات سياسية وايضا ً الدولة .والبد أن يتسم هذا النوع من وسائل اإلعالم بتشجيع
املشاركة النشطة من جانب افراد اجملتمع .ويؤكد ماكويل على إن فشل وسائل اإلعالم اجلماهيري في
تلبية احتياجات اجلمهور ،وفشلها في اعطاء فرصة للتعبير لألفراد واالقليات هي النقطة التي يبدأ منها
اإلعالم البديل .وال يقتصر على وسيلة معينة ،وامنا من املمكن ان يتواجد في وسائل االعالم كافة .ويشترط
توافر صفتني وهما املشاركة واتاحة الفرصة في حرية الرأي والتعبير ،ومشبع الحتياجات اجلمهور بعيدا ً
عن حتكم الدولة أو اعتبارات الربح او الكيانات السياسية ،وان الذي يحدد فعاليته في كونه بديل ام ال هو
اجلمهور».
ونقدم هنا ايضا ً مجموعة من الرؤى النظرية حول االعالم اجلديد في مقاربات مختلفة لفهم
مداخله االساس واجتاهاته ,مبا ميثل مدخال لفهم خصائص االعالم اجلديد:
مدخل نيغروبونتي لفهم االعالم اجلديد
يحصر نيغروبونتي Negroponteامليزات التي يتحلى بها االعالم اجلديد مقارنة مبا سبقه في:
«استبداله الوحدات املادية بالرقمية ,كأدوات رئيسة في حمل املعلومات يتم توصيلها في شكل الكتروني
وليس في شكل فيزيائي ,ويتم توزيع الكلمات والصور واالصوات والبرامج بناء على الطريقة اجلديدة،
وتشبيك عدد غير محدود من االجهزة مع بعضها البعض ,وهذا من ناحية ,يلبي االهتمامات الفردية
Individual Interestsومن ناحية أخرى يلبى االهتمامات العامة ,أي أن الرقمية حتمل قدرة اخملاطبة املزدوجة
(.)29
لالهتمامات والرغبات وهي حالة ال ميكن تلبيتها باالعالم القدمي
امليزة االكثر أهمية ,هي أن هذا االعالم خرج من أسر السلطة إلى أيدي الناس جميعا ,وحقق منوذج االتصال
اجلمعي بني كل الناس.
ويشترك فني كروسبي مع نيغروبونتي في االفكار نفسها ،ويعقد مقارنة ثالثية متسلسلة
بني االعالم اجلديد والقدمي ,ابتداء من اول منوذج اتصالي بني البشر ,الذي كان من نوع االتصال الشخصي
Communications Interpersonalوهو اتصال ليس بحاجة الى وسائل تكنولوجية لكي يتم ,وله حالتان
(:)30
متيزانه
النموذج االول :االتصال الشخصي
-1ميلك كل فرد من طرفي االتصال درجة من درجات السيطرة املتساوية على احملتوى املتبادل بني الطرفني.
-2يحمل احملتوى ترميزا يؤكد حالة الفردية Individualizationالتي حتقق حاجات ومصالح صاحب احملتوى,
كما أن املنافع واألضرار متساوية بني الطرفني.
-3التحكم املتساوي وميزة الفردية ينخفضان في حالة ازدياد عدد املشاركني في العملية االتصالية.
-1ميكن للرسائل الفردية ان تصل في وقت واحد الى عدد غير محدود من البشر.
-2ان كل واحد من هؤالء البشر له درجة السيطرة نفسها ودرجة االسهام املتبادل نفسها في هذه
الرسالة.
ويقول كروسبي« :لكي نفهم االمكانات التي تقف وراء قوة االعالم اجلديد علينا ان نتذكر بأن
ماليني الكومبيوترات التي متثل شبكة االنترنت تقوم باحلصول على املعلومات وفرزها ونقلها لعدد غير
محدود من البشر .وهؤالء ميكنهم اجراء عملية اتصال بينهم في وقت واحد في بيئة تسمح لكل فرد
مشارك ,مرسال كان او مستقبال ,بفرص متساوية من درجات التحكم .كذلك عندما يقوم اي منا بزيارة
موقع صحافي على شبكة االنترنت ,فإننا ال نرى االخبار واملوضوعات الرئيسة فيه فقط ,ولكننا نرى
اجزاء من املوقع مخصصة لتلبية االحتياجات الفردية اخلاصة بالزائر .وال يعني هذا االمر الزائر وحده,
وامنا عملية التخصيص هذه تتم ملاليني الزوار في وقت واحد ,وال ميكن ان يتحقق هذا االمر في ظروف
نظم االتصال السابقة».
مدخل ديفس واوين ,التصنيفات الثالثة لالعالم اجلديد .
()32
ظلت مجموعة الوسائل التقليدية هي ذاتها كوسائل رئيسة في الفضاء االعالمي ,السيما
وان بعضها اصبحت وسائل تفاعلية ,وهذه هي امليزة الرئيسة التي متيز االعالم اجلديد ,فضال عن
تغييرهما ملفهوم اخلبر من حدث الى يحدث بالتواجد احلي في مواقع االحداث الكبيرة التي شكلت
عالمات بارزة في نهاية القرن املاضي وبداية القرن احلالي مثل احلروب في افغانستان والعراق .وكذلك
االمر بالنسبة للصحافة الورقية التي غيرت طريقة االنتاج متاما الى وسائل تنتمي كليا الى املرحلة
الرقمية.
وللبحث عن مخرج حلالة التقابلية هذه في تصنيف االعالم اجلديد ,يضع ريتشارد ديفيس Richard
Davisوديانا اوين Diana Owenفي كتابهما املشترك «االعالم اجلديد والسياسة االمريكية» يضعا
(:)33
االعالم اجلديد وفق ثالثة انواع هي
النوع األول :االعالم اجلديد بتكنولوجيا قدمية :يعود وفق هذا التصنيف الى مجموعة من االشكال
الصحفية في االذاعة والتلفزيون والصحف ,ويشيران الى راديو وتلفزيون احلوار /Talk Radio TVالذي
يرجع الى حقبة الثالثينات من القرن املاضي ,وبرامج احلوار احلية Talk Showوبرامج االخبار احلية Live
.Showsويشمل التجديد ,في حاالت اخرى ,منوذج برنامج اوبرا .Oprah Winfreyوقد بادر معظمها
باستخدام التكنولوجيات اجلديدة ,وطبقوا اساليب مستحدثة في بناء موضوعاتهم وتقدميها .
النوع الثاني :اإلعالم اجلديد بتكنولوجيا جديدة :متثله الوسائل جميعها التي نعايشها اآلن التي
تعمل بواسطة الكومبيوتر .وتشمل شبكة اإلنترنت والبريد االلكتروني وغيرهما .وهي الوسائل التي
مكنت من إنفاذ حالة التبادل احلي والسريع للمعلومات ومن التواصل بني الطرفني وحققت للمواطينني
اسماع اصواتهم للعالم .وجتاوزت العوائق املكانية والزمانية واحلدود بني الدول التي كانت تعيق حركة
االعالم القدمي ,وتتصف هذه الوسائل بدورها الفعال في تسهيل التفاعل اجلماهيري وتقدمي مصادر ال
حد له.
النوع الثالث :اإلعالم اجلديد بتكنولوجيا مختلطة :هنا تزول الفوارق بني القدمي واجلديد ,فقد اصبحت
احلدود الفاصلة بني انواع الوسائل اخملتلفة حدودا اصطناعية , Artificialوحدثت حالة تبادل للمنافع
بني االعالم القدمي واجلديد ,ويستخدم الكثير من املمارسني للعمل االعالمي الذين يعملون في الوسائل
التقليدية الوسائل اجلديدة الستكمال ادوارهم االعالمية اخملتلفة .وكما يعترف االفراد ,تعترف املؤسسات
القدمية أيضا باهمية االعالم اجلديد ,فصحف كبيرة مثل واشنطن بوست ونيويورك تاميز لديها مواقع
ضخمة على شبكة االنترنت ,وتتواصل برامج التلفزيون اخملتلفة ونشرات االخبار مع اجلمهور بادوات
االعالم اجلديد وتكمل مشروعها االعالمي وتدير استطالعاتها عبر الوسائل املستحدثة.
مقاربة عربية لفهم اإلعالم اجلديد
يرصد الدكتور سعود كاتب االعالم اجلديد من مداخل عدة في التغيير في امناط السلوك
واالندماج بني وسائل االتصال ويبدأ اوال مبقارنة االعالم القدمي ويجد في التفاعلية أول مظاهر التميز
عند اجلديد على القدمي ويصل الى أن تكنولوجيا اإلعالم اجلديد جعلت من حرية اإلعالم حقيقة.
بالنسبة للعالم العربي الذي كان والزال يشكو منذ مدة طويلة من حتيز اإلعالم الغربي ضده ومن
عدم قدرته على إيصال صوته وصورته احلقيقية إلى تلك اجملتمعات الغربية فإنه لم يعد أمامه أي
عذر ،فاإلعالم اجلديد وبشكل خاص اإلنترنت فتحت اجملال أمام اجلميع بدون إستثناء وبدون قيود لوضع
مايريدونه على الشبكة ليكون متاحا ً أمام العالم لرؤيته .املهم أن يكون هناك استعداد حقيقي
لإلستثمار في هذه الوسيلة واألهم من ذلك استثمارها بالشكل السليم واملناسب .هذه العوامل
جميعها أخذة في التفاعل مع بعضها البعض بشكل يؤثر على الدور الذي تلعبه املعلومات في حياتنا
(.)34
وهذا ينطبق بشكل أساس على الكيفية التي تستخدم بها وسائل اإلعالم
إن هذه التطورات التكنولوجية اجلديدة تضع مسؤولية كبيرة على عاتق وسائل اإلعالم
والتي ينبغي عليها اإلستفادة من التكنولوجيا املتاحة لتعمل من ناحية كمصدر لتوفير املعلومات
التي ميكن اإلعتماد عليها والوثوق بها ولتكون حارسا ً ملصالح اجملتمع من ناحية أخرى لقد فتحت
تكنولوجيا اإلعالم اجلديد بابا ً واسعا ً حلرية اإلعالم الميكن إغالقه ووسيلة سهلة إليصال املعلومات
ونشرها إلى جميع أطراف العالم بحيث أصبح السؤال املطروح حاليا ً هو :هل ستستفيد اجملتمعات
من هذه الفرصة أم أنها ستتوه حتت وطأة التردد واخلوف من هذا الشيء املسمى « تكنولوجيا اإلعالم
()35
اجلديد»؟.
يقدر جمهور اإلعالم اجلديد مبئات املاليني ،وال سيما في الغرب ،وبدرجة أقل في عاملنا العربي.
ففي اإلحصائية الرسمية يوجد 900مليون صفحة على الفيسبوك ما بني مجموعات وأفراد وأنشطة،
200مليون يدخلون على الفيس بوك عن طريق الهاتف احملمول ،مثل اآلي فون ،اآلي باد ،البالك بيري
وغيرها من أجهزة حديثة ،يسهل على الناس املهمة ،ويوفر عناء اجللوس أمام الكمبيوتر .لذلك فإن
رسالة واحدة ،قليلة الكلمات ،على موقع تويتر أو فيسبوك ،قد تكون من الفعالية ،والتأثير ،واالنتشار
أفضل من عشر صحف مطبوعة مجتمعة! نسبة كبيرة من هذا اجلمهور العريض تعتمد على مواقع
التواصل االجتماعي كمصدر للمعلومة ،السيما أن كل مواقع األخبار تقريبا ً مرتبطة مبواقع التواصل
هذه .صحيح أن اإلعالم وحده ال يصنع التغيير ،وأن التغيير هو نتاج إرادة عامة ،يحركها دافع الناس
الطبيعي نحو هذا التغيير ،واإلعالم إمنا هو أداة من مجموعة أدوات .ميشيل فوكو قال إن الثورة اإليرانية
انتشرت بشريط الكاسيت ،ولم يقل إن شريط الكاسيت «الذي كان في حينه إعالما بديالً» هو الذي
صنع الثورة! لذلك إن هذه اإلرادة بدون وسائل اإلعالم اجلديد قد ال تساوي شيئاً ،والعكس صحيح! فما
جرى هو نتاج عوامل تكاملت ،تفاعلت مع بعضها لتنتج لنا تغييرا بأسلوب لم يعهده عاملنا العربي
من قبل.
ّ
هذا املنتَج اإلنساني احلضاري الرائع ،أثر في حياة آالف املاليني من البشر ،وغ ّير أمناط حياتهم،
مضفيا ً عليها مزيدا ً من التفاعل ،والتواصل ،واالهتمام باآلخرين .فهل من سبيل إلى فهم أعمق لهذا
املنتج العصري؟ وهل من جهد منظم ،لتوظيفه من أجل قضيتنا العادلة كما يفعل أعداؤنا من أجل
()36
قضاياهم غير العادلة؟!
ال ميكن لإلعالم اجلديد االستغناء عن اإلعالم التقليدي وأنه لن يتحقق له الرواج إال إذا
استخدمه اإلعالم التقليدي وأشار إليه ونقل عنه ،فالكثير من األحداث كان السبق فيها للمدونني
أو لبعض املواقع اإللكترونية .ويعتقد الكثيرون أن اإلعالم اجلديد هو اإلعالم القادم ،فالكثير من
التلفزيونات اليوم ميكن توقف بثها املباشر وتعرض إمكانياتها وخدماتها على اإلنترنت ،وأصبح الكثير
من القنوات التلفزيونية لديها حسابات مثال على الـ YouTubeو الـ Facebookو الـ .Twitterوهناك
جيل اآلن يتشكل قل اعتماده على وسائل اإلعالم التقليدية أصبح ال يتابع التلفزيون إال عبر اإلنترنت؟.
على العموم اإلعالم اجلديد أو البديل أو اجلماهيري أو الشعبي أيا ً كانت التسمية ،الشك دخل مساحات
(:)37
جديدة تكاد التعرف رمبا حدود ..ال تعرف رقيب ...ونستطيع ان نلخص خصائص اإلعالم اجلديد باآلتي
-1التفاعلية اهم مظاهر التميز :اإلعالم اجلديد قادر على إضافة خاصية جديدة اليوفرها اإلعالم القدمي
وهي التفاعل ,اي قدرة وسيلة اإلتصال اجلديدة على اإلستجابة حلديث املستخدم متاما ً كما يحدث في
عملية احملادثة بني شخصني.
-2تغيير امناط السلوك :لقد غيرت تكنولوجيا اإلعالم اجلديد أيضا ً بشكل أساس من أمناط السلوك
اخلاصة بوسائل اإلتصال من حيث تطلبها لدرجة عالية من اإلنتباه فاملستخدم يجب أن يقوم بعمل
فاعل activeيختار فيه احملتوى الذي يريد احلصول عليه .وتوضح أبحاث كثيرة التي تدرس أمناط سلوك
مستخدمي وسائل اإلعالم اجلماهيري ،أن أولئك املستخدمني معظهم اليلقون إنتباها ً كبيرا ً لوسائل
اإلعالم التي يشاهدونها أو يسمعونها أويقرأونها كما أنهم اليتعلمون الكثير منها وفي واقع األمر
فإنهم يكتفون بجعل تلك الوسائل متر مرورا ً سطحيا ً عليهم دون تركيز منهم لفحواها .وعلى حد
قول روبرت لوباج «ان لهم اآلن عقوال رياضية ،وفهما رياضيا لالشياء .ولتزويد هذه العقول الرياضية،
(.)38
يسعى املعد لبناء معنى لدى اجلمهور ،معنى يجعلهم يشعرون بأنهم يغيرون احلدث»
-3اندماج الوسائل :أدت تكنولوجيا اإلعالم اجلديد إلى أندماج وسائل اإلعالم اخملتلفة والتي كانت في
املاضي وسائل مستقلة العالقة لكل منها باألخرى .فأصبح جهاز التلفزيون يستخدم ملشاهدة برامج
التلفزيون وفي الوقت نفسه اإلبحار في اإلنترنت وإرسال وإستقبال رسائل البريد اإللكتروني كما أن
جهاز الكمبيوتر أصبح باإلمكان إستخدامه كجهاز إستقبال لبرامج التليفزيون والراديو.
-4حرية اإلعالم اجلديد :شبكة الوب مثالً جعلت بإمكان أي شخص لديه اتصال باإلنترنت أن يصبح
ناشرا ً وأن يوصل رسالته إلى أنحاء العالم بتكلفة التذكر ،وهناك أيضا ً على اإلنترنت عشرات اآلالف من
مجموعات األخبار التي ميكن ملتسخدميها مناقشة أي موضوع يخطر على بالهم مع عدد غير محدود
من املستخدمني اآلخرين في أنحاء متفرقة من العالم.
-5اعادة تدوير املعلومة :جعل اإلعالم اجلديد هذه العملية ممتدة لتشمل املعلومة ذاتها فيتم انتاجها
مثالً في صحيفة ورقية ثم تتحول ملعلومة في موقع الصحيفة على االنترنت وقد تتحول إلى صورة
(.)39
مدموجة مع معلومة او مقطع فيديو تتداوله شبكات التواصل االجتماعي
-6الفردية :إن مجرد الهوس بتلقي جديد االنترنت أوال بأول من أخبار ومعلومات كان وال يزال محل
دراسة وتأمل ،وملا صار الفرد مشاركا في صنع ونشر هذه املعلومة واخلبر ،جنده أكثر ارتباطا ومتابعة ملا
يقوله ويقدمه ،من تفاعل اآلخرين معها وتقييمهم لها ،ونشوء مجتمع افتراضي خاص به يعيش فيه
اجملتمع العربي.
-7تشكل تكنولوجيا االتصال البنية التحتية لصياغة ونشر ثقافة تفرض قيمها ومفاهيمها
وإيديولوجياتها بهدف ضبط السلوك اإلنساني مبا يتالءم مع النظام السياسي واالقتصادي العاملي
اجلديد ،أي عوامل إنتاج معرفي.
-8أتاحت بشكل كثيف فرص إنتاج املضامني لألشخاص العاديني عن طريق أشكال تعبيرية مستحدثة
«منتديات احلوار والدردشة ،الصفحات الشخصية ،املدونات» ،ففي زمن الوسائط اإلعالمية التقليدية
كانت النخب السياسية والثقافية واإلعالمية حتتكر انتاج اخلطابات العامة .أما اليوم وبفضل األنترنت
فقد أصبح لألفراد واجلماعات حق الكالم في ذا اجملال ،وتتمظهر هذه اخلطابات الفردية واجلماعية في
أشكال عديدة منها املدونات.
-9اإلعالم اجلديد مساحة إلبراز املواهب ،وحافز لإلبداع ،وهنا إيجابية عالية سيما وأن العقل العربي
لديه استجابة عالية لإلبداع واالبتكار عند احلاجة و»احلاجة أم االختراع».
املصادر :
* يشير مصطلح املدخل إلى «نظر ية لم تستقر بعد ،وذلك كي يتمكن الباحثون من الرجوع إليها في أي وقت
وأي مجتمع لتفسير العالقات القائمة بني متغيرات ظاهرة ما ،وال يوجد في الوقت احلاضر أمر نظري ثابت نسبيا،
ميكن أن نطلق عليه «نظرية في علم االتصال» ،ولكن توجد توقعات عن الطريقة التي يحدث بها االتصال
وتأثيره ،تساعد على توجيه البحث العلمي ،ألنها جتسد بشكل فاعل تطبيقات وسائل االتصال في اجملتمع.
* الطيب بوعزة(( ،املنهج و أوهام العقل ،رؤية نقدية)) ،امللحق الثقافي ،صحيفة اخلليج 10،مايو2008/م.
* االمبيريقية :تعني ان املعرفة قائمة على التجربة املباشرة او املالحظة التي تقوم على ما تدركه احلواس وحدها،
وان كل قول الميكن فحصه عن طريق احلواس القيمة له.
نقالً عن :د .عبد الغني عماد((،سوسيولوجيا الثقافة -املفاهيم واإلشكاليات من احلداثة إلى العوملة)) ،بيروت،
مركز دراسات الوحدة العربية2006،م ،ص.323
( )1د.عباس مصطفى صادق(( ،اإلعالم اجلديد :دراسة في حتوالته التكنولوجية وخصائصه العامة)) ،مجلة
االكادميية العربية املفتوحة في الدمنارك ،ع2007 ،2م ،ص .170نقالً عن:
.Definition for New Media, High-Tech Dictionary
( )2املصدر السابق نفسه .نقالً عنhttp://commfaculty.fullerton.edu/leste :
(http://computing dictionary.the freedictionary.com/new+media )3
(http://www.sheridanc.on.ca >Accessed frequently )4
( )5د.عباس مصطفى صادق(( ،مصدر سبق ذكره)) ،ص.172
( )6د .عبد اهلل زين احليدري(( ،اإلعالم اجلديد النظام والفوضى)) ،وقائع ابحاث املؤمتر الدولي /اإلعالم اجلديد:
تكنولوجيا جديدة ...لعالم جديد ،جامعة البحرين 9-7 ،نيسان2009 /م ،ص.128
*«جاء التعبير عن احلركات االجتماعية اجلديدة التي أعقبت احلرب العاملية الثانية عبر املوسيقى الشعبية،
وبدأت مبوسيقى البلوز ،وهو الشكل الذي بدأت جتمعات أوسع التعرف عن طريقه على رد الفعل االفرو-أمريكي
على االضطهاد ،وتطلعه إلى احلرية .وفيما بعد انتظمت مشاعر األمريكيني املعادين للحرب في فيتنام حول
موسيقى الروك ،والعروض املوسيقية احلية ،كنوع من االحتجاج السياسي ،عبر االستهالك الشخصي بغرض
التسلية «بيعت ماليني من اشرطة الكاسيت املسجلة واالسطوانات ،في إطار ثقافة للتذوق .وغالبا ما يذكر
عام 1968م بعده احلد الفاصل في هذا السياق ،إذ شهد هذا العام الصدام بني الشباب ،واملوسيقى ،التي فجرها
استهالك أغاني البوب املنتجة جتاريا ،والتي ميكن أن تغير العالم سياسيا .وكانت احلركات االجتماعية تتعرض
للتجاهل أو االضطهاد من قبل السياسات السائدة .ولم جتد فرصة التعبير إال في اجملال اخلاص للهوية والتكوين
الذاتي».
()7نقال عن :جون هارتلي وآخرون(( ،الصناعات اإلبداعية)) ،ترجمة :بدر السيد سليمان الرفاعي ،الكويت ،عالم
املعرفة2007 ،م ،ج ،1ص144ص.145
( )8املصدر السابق نفسه ،ص72ص.73
( )9د .عبد الغني عماد((،،سوسيولوجيا الثقافة -مصدر سبق ذكره)) ،ص.254
( )10د.نهوند القادري(( ،قراءة في ثقافة الفضائيات العربية-الوقوف على تخوم التفكيك)) ،بيروت ،مركز دراسات
الوحدة العربية2008 ،م ،ص.227
( )11جون هارتلي(( ،الصناعات االبداعية ...مصدر سبق ذكره)) ،ص.123
(Up the Down Escalator: why the Global Pessimists Are Wrong. Viking, )2002( .Leadbeater, C )12
نقال عن :د.جون هارتلي((،مصدر سبق ذكره)) ،ص53ص.54 .London
( )13املصدر السابق نفسه ،ص.70
(Everyone is Creative»: Artists as New Economy Pioneers? Open>< )2001( .Mc Robbie, A )14
.)2001 ,30 Democracy, www.open democracy.net (accessed Augustنقال عن:املصدر السابق نفسه،
ص72
(Herve Collet, Communiquer pourquoi, comment: Le Guide de la communication sociale (Paris )15
.102.p ,)2004 ,Cridec
نقال عن :د.نهوند القادري(( ،قراءة في ثقافة الفضائيات العربية-الوقوف على تخوم التفكيك)) ،بيروت ،مركز
دراسات الوحدة العربية2008 ،م ،ص.231
( )16املصدر السابق نفسه ،ص232ص ،233واستناج الباحثة.
( )17د.نهوند القادري((،مصدر سبق ذكره)) ،ص232ص.233
(Herve Collet, Communiquer pourquoi, comment: Le Guide de la communication sociale (Paris )18
.139.p ,)2004 ,Cridec
نقال عن :املصدر السابق نفسه ،ص.234
* تتحدد الثقافة في الهند ،الى حد كبير ،بالفيلم .فهناك تراث في الهند لتناول مشكالت اجملتمع من خالل
الفيلم ،ويعد مرجعا مهما للدراسات الثقافية .وفي التسعينيات من القرن املاضي ،ظهرت قراءات مختلفة
للفيلم والظلم االجتماعي .ويشهد حضورا كبيرا في السينما العاملية وعبر ثقافة التلفزيون ،وتعد الهند االن
ثقافة أغنية ولوحة لعرض ثقافة بصرية.
Where Do We Go From Here? Open )2001( .Karliner, J ( )19موقع الدميقراطية املفتوحة.
.Democracy
.)2001 ,6 http://www.openedemocracy.net (accessed November
( )20د.جون هارتلي((،مصدر سبق ذكره)) ،ص41ص.216
( )21د.سامي نصر((،حتديات االعالم البديل))2008/1/12،مhttp://www.kalimatunisie.com/articl5 .
( )22املصدر السابق نفسه.
( )23د.نهوند القادري((،اخلطاب اإلعالمي السائد في اجملتمع املدني)) ،ورقة عمل مقدمة من الدكتورة نهوند
القادري في مؤمتر دور االعالم البديل في اجملتمع املدني ومتكني املرأة العربية /البحرين شباط2006 /م .نقال عن:
1080= http://www.amanjordan.org/aman_studies/wmview.php
* متثل عملية استهالك وسائل اإلعالم والعمل والنوم النشاطات الثالثة التي تسيطر على حياتنا .ويأخذ اإلعالم
وقتا ً كبيرا ً من حياتنا إذ يتعرض الفرد إلى ما يزيد على مائتني إعالن يومياً ،كما يشاهد التلفزيون وميكث أمامه
أكثر من ست ساعات إلى جانب اإلستماع للراديو وكذلك تصفح الصحف .ففرضت وسائل اإلعالم نفسها
على حياتنا ،واستطاعت أن تغير العالم ،وتترك آثارها وتداعياتها في احلياة السياسية واإلقتصادية واإلجتماعية
للشعوب .كما تحُ دث ثورة في التنشئة اإلجتماعية للشباب .فالطفل اإلمريكي ،يكون قد شاهد حوالي 200000
الف عملية قتل واغتصاب وإعتداء في التلفزيون بإنهائه مرحلة التعليم الثانوي .وهذا ماسماه إغناسيو راموني
رئيس حترير «لوموند ديبلوماتيك» «بالتلوث اإلعالمي» .ومايقال على الطفل اإلمريكي ميكن قوله على أطفال
معظم دول العالم ألن الصناعة التلفزيونية وغيرها من الصناعات الثقافية تسيطر عليها شركات معدودة.
نقال عن :د.محمد قيراط((،قضايا اعالمية معاصرة)) ،مكتبة الفالح ،بيروت2006 ،م ،ص.13
( )24د.سامي نصر((،مصدر سبق ذكره)).
( )25املصدر السابق نفسه.
( )26سعيد بن جبلي((،رصد االعالم اجلديد وعالقته بالرأي العام -سالح املهمشني العرب)) ،في ثالث أيام مهرجان
القاهرة لإلعالم ،الثالثاء2007/12/4م.