You are on page 1of 23

‫‪78‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫أحداث عامل اجلنوب وقضاياه يف إذاعة فرنسا الدولية‬


‫برنامج ( خبر وحتليل ) إمنوذجا ً‬

‫د‪ .‬حسني رشيد العزاوي‬


‫جامعة بغداد ‪ -‬كلية االعالم‬
‫املستخلص‪:‬‬
‫لقد شكلت اإلذاعة بشكل عام واإلذاعات الدولية بشكل خاص منذ ظهورها واحدا ً من املصادر‬ ‫ ‬
‫املهمة ملعرفة املواطن العربي حقيقة مايجري في بلده وأمته وعامله‪ ،‬وفي وقتنا احلاضر على الرغم من‬
‫استحواذ الفضائيات على نسبة كبيرة من املشاهدين األ ان شريحة واسعة من اجلمهور العربي الزالت‬
‫على ارتباط دائم مع اإلذاعات الدولية املوجهه إليها باللغة العربية لتلبيتها بعضا ً من احتياجاتها‬
‫ورغباتها في الوقت املناسب‪ ،‬بعدها احد املصادر الرئيسة في احلصول على األخبار واملعلومات على مدار‬
‫الساعة‪.‬‬
‫ولإلذاعات املوجهه أهمية كبيرة بتأثيرها في اجتاهات اجلمهور وحتديد مواقفه وترتيب أولوياته‬ ‫ ‬
‫إزاء مختلف القضايا التي تدور حوله‪ ،‬إذ تسهم في تشكيل الرأي العام وحتديد اجتاهاته‪ ،‬في ضوء ما‬
‫تقدمه من أخبار وأراء وحتليالت‪ ،‬لذلك تلجأ املؤسسات األكادميية اإلعالمية ومراكز البحوث الى دراسة‬
‫مضامني برامج هذه اإلذاعات بهدف حتديد اهتماماتها بالقضايا الدولية‪ ،‬ويأتي هذا البحث ضمن هذا‬
‫السياق‪ ،‬إذ يتناول فقرة إذاعية دأبت اإلذاعة الفرنسية على تقدميها هي( خبر وحتليل) اذ تندرج هذه‬
‫الفقرة في أطار فن التحليل اإلخباري الذي يُعد شرحا ً للخبر ومقابلته باألخبار األخرى املتعلقة بنفس‬
‫املوضوع سواء كانت متوافقة معه أو معارضة له‪.‬‬
‫وبغية التعرف على مضامني هذا البرنامج مت االستعانة بأسلوب حتليل املضمون للوصول‬ ‫ ‬
‫لهدف البحث بقصد حتديد أحداث وقضايا عالم اجلنوب بضمنها األحداث والقضايا العربية عبر‬
‫هذا الشكل اإلذاعي الفني‪ ،‬وقد وجد الباحث ان مجاال ً زمنيا ً مدته ثالثة أشهر من املدة ‪ /3/1‬ولغاية‬
‫‪ 2010/5/30‬يُعد مجاال ً كافيا ً للوصول الى إجابات بخصوص األسئلة التي وضعت هدفا ً للبحث‪.‬‬
‫وقد خلص هذا البحث الى مجموعة من النتائج من أهمها‪-:‬‬
‫سلَّم اهتمامات إذاعة فرنسا الدولية ‪ ،‬من بني‬ ‫‪-1‬إن القضية الفلسطينية احتلت املرتبة األولى على ُ‬
‫أحداث وقضايا عالم اجلنوب ‪ ،‬وهذا يدل على أن القضية الفلسطينية تبقى احملور األول ضمن اهتمامات‬
‫وأجندة اإلذاعة التي كانت الدافع األول لتأسيسها من أجل شرح وجهة نظر احلكومة الفرنسية للعالم‬
‫واملنطقة جتاه هذه القضية منذ اللحظات األولى لبروزها ‪.‬‬
‫‪-2‬احتلت العالقة البينية بني الدول العربية املرتبة الثانية بحسب ما أفضت اليه نتائج حتليل احملتوى ‪،‬‬
‫وقد ركزت اإلذاعة في هذا االجتاه على اخلالفات السياسية بني احلكومات العربية من جهة ‪ ،‬وبني نظام‬
‫سياسي ورعايا دولة أخرى حليفة لها ‪.‬‬
‫‪ -3‬ركزت اإلذاعة بالدرجة الثالثة على العالقات العربية الدولية ‪ ،‬وتبني إن جميع القضايا التي تناولتها‬
‫اإلذاعة في هذا احملور هي عبارة عن أزمات بني الدول العربية ودول بعينها ‪ ،‬باستثناء ما تناولته اإلذاعة‬
‫على صعيد العالقات االقتصادية اللبنانية الفرنسية بشيء من االيجابية ‪ ،‬ويأتي االهتمام بهذا اجلانب‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪79‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫متوافقا ً مع اهتمام احلكومة الفرنسية بلبنان كمركز مهم لالقتصاد والتجارة في املنطقة ‪ ،‬فضالً عن‬
‫العالقات التاريخية بني البلدين منذ االحتالل الفرنسي لهذا البلد ‪.‬‬
‫املقدمة ‪:‬‬
‫ظهرت اإلذاعة منذ مطلع القرن املاضي كوسيلة لنقل الرسائل املسموعة‪ ،‬وسرعان ما تبني‬ ‫ ‬
‫للدول والهيئات واألحزاب مدى فاعلية وتأثير هذه الوسيلة اإلعالمية في اجلماهير‪ ،‬ما دفعها للتخطيط‬
‫والسعي المتالك وسائلها اإلعالمية اخلاصة بها ‪ ،‬وذلك ضمانا لتكوين رأي عام يدعم سياساتها ‪.‬‬
‫وقد حققت اإلذاعات عبر تاريخها تأثيرات كبيرة في اجتاهات اجملتمع وسلوكياته ‪ ،‬إذ أعلن (موسوليني)‬
‫قدميا بأنه لوال الراديو لم يكن ليستطيع توحيد ايطاليا‪ ،‬ويظن البعض إن الراديو كان احد األسباب‬
‫الرئيسة التي ساهمت في خلق شعبية جارفة وتأثير كبير للرئيس األميركي (روزفلت) من خالل إجادة‬
‫استخدامه لهذه الوسيلة(‪. )1‬‬
‫ويشير تاريخ اإلذاعة في الوطن العربي إلى بدايتها املتواضعة وهي تشق طريقها لتصبح‬ ‫ ‬
‫وسيلة اتصال متميزة وفاعلة ‪ ،‬خاصة وان جميع الظروف كانت مواتية لنجاحها ‪ ،‬فكانت اجلماهير‬
‫تتوجه أوال إلى اإلذاعة عند حدوث أي تغيير سياسي في شكل السلطة إلى احلد الذي قيل فيه في‬
‫بعض البلدان العربية إن من يحتل اإلذاعة يستلم السلطة ‪ ،‬وأصبح مشهورا أسلوب البالغ رقم‬
‫واحد(‪.)2‬‬
‫وقد عرفت معظم الدول العربية اإلذاعة كوسيلة اتصال أثناء مرحلة االستعمار األوربي ‪ ،‬إذ‬ ‫ ‬
‫متيزت اإلذاعة في تلك املرحلة بتبعيتها املطلقة للدولة االستعمارية‪ ،‬كما شكلت اإلذاعات الدولية‬
‫املوجهة واحدا ً من املصادر املهمة إن لم يكن املصدر األكثر أهمية ملعرفة املواطن العربي حقيقة‬
‫ما يجري في بلده وأمته وعامله ‪ ،‬وتزايدت أهمية الدور الذي تؤديه اإلذاعات في تكوين النسق املعرفي‬
‫وترتيب أولويات املواطن العربي إزاء القضايا والظواهر والتطورات التي يشهدها من خالل تكوين الصور‬
‫وترسيخ املعاني وتأكيد القيم في ذهنه ووجدانه (‪ . )3‬وعلى الرغم من استحواذ الفضائيات على نسبة‬
‫كبيرة من املشاهدين إال إن شريحة واسعة من اجلمهور العربي ال زالت على ارتباط دائم مع اإلذاعات‬
‫الدولية املوجهة إليها باللغة العربية ‪ ،‬لتلبيتها بعضا من احتياجاتها ورغباتها في الوقت املناسب ‪،‬‬
‫فهي متثل احد املصادر الرئيسة في احلصول على األخبار خالل ساعات النهار ‪ ،‬إذ وجدت مكانها عند‬
‫املستمع بشكل عام واملستمع العربي بشكل خاص ‪ ،‬كونها ركزت على الفنون اإلذاعية كالتعليق‬
‫واحلوار السياسي والتحليل والبرامج ذات اإليقاع السريع متخلي ًة في الوقت نفسه عن البرامج التي‬
‫ميكن أن يقدمها التلفزيون أو الصحافة بصورة أفضل(‪. )4‬‬
‫فدور اإلذاعات املوجهة لم ينت ِه عند تقدمي االستعراض اإلخباري السريع الذي يتمثل في‬ ‫ ‬
‫نشرات األخبار ‪ ،‬فهناك موضوعات تتناولها النشرات اإلخبارية وال يكتفي بها املستقبلون ألهميتها أو‬
‫الرتباطها اخلاص بحياتهم مبجرد املعرفة السريعة السطحية التي يتيحها النشر ‪ ،‬فهم يريدون املزيد‬
‫من املعرفة بجوانب املوضوع اخملتلفة ‪.‬‬
‫وترى هيئات إذاعية نفسها انه من املفيد تكوين رأي عام حول موضوع معني مما تشمله‬ ‫ ‬
‫األحداث اجلارية سواء كان للهيئة هدف تريد أن توجه إليه الرأي العام ‪ ،‬أم إنها تريد فقط توجيه اهتمام‬
‫الناس إلى أن يكونوا رأيا ً ما في هذا املوضوع ‪ ،‬وال يأتي هذا إال مبزيد من التعمق في استعراض املوضوع‬
‫وتقدمي وجهات النظر اخملتلفة أو املتعارضة حوله ‪ ،‬األمر الذي ال تتحمله نشرات األخبار بشكلها‬
‫التقليدي ‪.‬‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪80‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫وهذا ما يؤكد عليه خبراء اإلعالم من إن مهمة اإلعالم بالنسبة لكل وسائل االتصال‬ ‫ ‬
‫اجلماهيري ال تقف عند مجرد األخبار ‪ ،‬بل متتد أو يجب أن متتد إلى تفسير مغزى األخبار ومعاونة‬
‫املستقبل أو توجيهه في بعض األحيان لتكوين وجهة نظر بشأن مسار األحداث اجلارية ‪ .‬لكل هذا اتفق‬
‫الرأي على عدم اقتصار اخلدمة اإلعالمية في الراديو على نشرات األخبار فقامت إلى جانبها أشكال‬
‫أخرى في نطاق الصحافة اإلذاعية إلكمال حتقيق الهدف اإلعالمي للخدمة ‪ ،‬وتأتي في مقدمتها برامج‬
‫التحقيقات اإلذاعية ‪ ،‬البرامج اإلذاعية ‪ ،‬برامج اجملالت ‪ ،‬التعليق ‪ ،‬التحليل(‪. )5‬‬
‫ولإلذاعات املوجهة اليوم أهمية كبيرة لتأثيراتها في اجتاهات اجلمهور وحتديد مواقفه وترتيب‬ ‫ ‬
‫أولوياته إزاء مختلف القضايا التي تدور حوله ‪ ،‬إذ تسهم إلى حد كبير في تشكيل الرأي العام وحتديد‬
‫اجتاهاته ‪ ،‬ورسم تصوره عما يجري حوله في العالم ‪ ،‬في ضوء ما تقدمه من أخبار وآراء وحتليالت ‪ .‬لذلك‬
‫تلجأ املؤسسات األكادميية اإلعالمية ومراكز البحوث والباحثني إلى دراسة مضامني برامج هذه اإلذاعات‬
‫بهدف حتديد اهتمام املؤسسات اإلذاعية بالقضايا الدولية ‪ .‬ويأتي هذا البحث ضمن هذا السياق ‪.‬‬
‫موضوع البحث ومشكلته ومنهجه ‪:‬‬
‫قادت التطورات التقنية التي شهدها اجملال اإلذاعي إلى ظهور اإلذاعات الدولية في بدايات‬ ‫ ‬
‫العقد الثاني من القرن العشرين ‪ ،‬إذ كانت مبثابة ثورة جذرية في رسائل االتصال ‪ .‬ففي الوقت الذي‬
‫بدأت فيه أسس اإلذاعة الدولية تتكشف أخذت الدول األوربية تتسارع في االنضمام إلى هذا املضمار‬
‫موجهة برامجها بلغات الدول املوجهة إليها ‪ .‬وكانت إذاعة مونت كارلو الدولية إحدى هذه اإلذاعات التي‬
‫بدأت البث عام ‪1942‬م‪ ،‬من مدينة مونت كارلو ‪ ،‬لكن بثها باللغة العربية لم يكن إال في عام ‪1972‬م‪ ،‬إذ‬
‫كان حلرب حزيران عام ‪1967‬م‪ ،‬دور أساسي في دفع الرئيس الفرنسي (شارل ديغول) إلى التفكير بأهمية‬
‫تأسيس إذاعة فرنسية تخاطب العرب بلغتهم ‪ ،‬مدركا إن االضطرابات السياسية في هذه املنطقة‬
‫من العالم ليس بالعابرة‪ ،‬ومن ثم البد من وسيلة إعالمية تتمتع باستقالل معني في موادها التحريرية‬
‫‪ ،‬وتعطي لفرنسا صوتا في منطقة ما يسمى بالشرق األوسط ‪ ،‬فطلب استحداث إذاعة تبث باللغة‬
‫العربية ومبنظور فرنسي ‪ ،‬توجه برامجها إلى تلك املنطقة املضطربة أصال واملرشحة وفق رؤيته ملزيد‬
‫من االضطرابات(‪ ، )6‬وذلك بغية اطالع اجلمهور العربي واألنظمة السياسية في البالد العربية بوجهة‬
‫النظر الفرنسية إزاء القضايا واألحداث العاملية ‪ ،‬وتأكيد صالتها وعالقاتها بدول املنطقة ‪ ،‬كما ميكن‬
‫عدها أداة مساندة في تنفيذ سياساتها اخلارجية(‪.)7‬‬
‫لذا فان موضوع البحث يتناول فقرة إذاعية إخبارية دأبت اإلذاعة الفرنسية على تقدميها‬ ‫ ‬
‫أسبوعيا من االثنني إلى اجلمعة عند الساعة الرابعة والربع صباحا ً ويعاد بثها خالل الفترات اإلخبارية‬
‫الصباحية واملسائية ‪ ،‬يعدها ويقدمها الصحافي والكاتب اللبناني (عبد الوهاب بدر خان) ويتراوح‬
‫وقت هذه الفترة كمعدل بني دقيقتني ودقيقتني وربع أحيانا ‪ ،‬وتصاغ على شكل حتليل له سمات مميزة‬
‫ويستعني بلغة معبرة وأسلوب يثير انتباه املتلقي هي «خبر وحتليل» ‪ ،‬ويندرج ما يقدمه بدر خان في‬
‫إطار فن التحليل اإلخباري الذي يعد شرحا ً للخبر ومقابلته باألخبار األخرى املتعلقة بنفس املوضوع أو‬
‫القضية سواء كانت متوافقة معه أم معارضة له ‪ .‬ويستعرض احمللل األنباء اخلاصة مبوضوع معني بعد‬
‫ترتيبها بحيث يسهل على املستمع املقارنة واالستنتاج املنطقي ‪ ،‬فهدف احمللل هو أن يشرح ويفسر‬
‫ويبسط بدون أن ينحاز إلى رأي أو اجتاه معني ‪ ،‬غير انه من الصعب أن يصل احمللل إلى هذا احلياد التام عند‬
‫تقدمي التحليل ‪ ،‬ذلك إن االنحياز والتوجيه ميكن أن يتم عن طريق أسلوبه في شرح األخبار وتفسيرها ‪،‬‬
‫ولهذا يُقال إن التجرد واحلياد الكامل عند تقدمي التحليل يتعذر حتقيقه في الواقع(‪. )8‬‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪81‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫وهذا يعني إن هذه الفقرة هي إحدى (الفنون اإلخبارية) التي دأبت اإلذاعة الفرنسية على‬ ‫ ‬
‫تقدميها جلمهورها محاولة إيجاد صورة متفردة لهذا العمل اإلذاعي مما استوجب االلتفات إليها‬
‫ودراستها علميا ً ‪ ،‬خاصة وان كل مفردة من مفردات هذا التحليل تتناول موضوعا ً قائما ً بذاته ‪ ،‬وان‬
‫غالبية املوضوعات احملللة سياسية أو قضايا متت إلى السياسة بصلة ومبجملها تُعنى بشؤون الوطن‬
‫العربي وعالم اجلنوب ومشاكله وقضاياه ‪.‬‬
‫ومن هنا فان هذا البحث يتناول مضامني برنامج خبر وحتليل من خالل إخضاع مجاالت‬ ‫ ‬
‫املشكالت التي يتناولها بحثنا للتحليل ‪ ،‬ال سيما وان البرنامج يثير اهتمام ومتابعة املستمع العربي‬
‫على وجه اخلصوص ‪ ،‬وعلى هذا فان التقصي عن مضامني البرنامج له ضروراته وأهميته ‪ ،‬ويُعد هذا‬
‫البحث محاولة في هذا السياق ‪.‬‬
‫وبغية التعرف على مضامني هذا البرنامج تبني أن االستعانة بأسلوب حتليل املضمون تقود‬ ‫ ‬
‫إلى الوصول لهدف البحث ذلك إن حتليل املضمون يُعد وسيلة من وسائل جمع البيانات ‪ ،‬إذ يستخدم‬
‫كأداة في حتليل محتوى املادة التي تقدمها وسائل االتصال اجلماهيري ‪ ،‬كما إن حتليل احملتوى هو األداة‬
‫احلديثة التي ميكن بواسطتها التعبير الكمي والدقيق عن الظواهر واألحداث والكتابات التاريخية ‪...‬‬
‫ويستند أسلوب حتليل املضمون في جانب منه إلى إن اجتاهات اجلماعات واألفراد تظهر بوضوح في‬
‫كتاباتها وأقوالها ‪ ،‬فإذا ُحلِلت هذه الكتابات واألقوال فان ذلك يكشف عن اجتاهات هذه اجلماعات(‪. )9‬‬
‫أهمية البحث ‪:‬‬
‫يستمد هذا البحث أهميته من جوانب عديدة ‪ ،‬منها ما يتعلق بأهمية اإلذاعة ومكانتها‬ ‫ ‬
‫بني املتلقني وخصائصها التي مكنتها من الوصول إلى كافة املتلقني حتى ولو كانوا أميني مخترق ًة‬
‫احلواجز الرقابية كافة ‪ ،‬ما أوجد جمهورا كبيرا لإلذاعة بشكل دفع احلكومات الستخدامها كوسيلة‬
‫من وسائل اإلعالم الدولي أو الدعاية ‪ ،‬خاصة في أوقات األزمات والتوتر واملواجهات السياسية أو‬
‫العسكرية ‪،‬وأخذت هذه احلكومات باحلسبان املستمعني العرب ‪ ،‬فأولت اهتماما بطبيعة املواد املذاعة‪،‬‬
‫فاتسعت مساحات املضمون السياسي وغيرها من املضامني بعد أن كان البث اإلذاعي مهتما ً بشكل‬
‫اكبر مبضامني التسلية والترفيه ‪ ،‬بخاصة بعد امتداد البث إلى ما وراء احلدود ما اوجب أن حتظى املواد‬
‫اإلعالمية املوجهة بعناية فائقة وان تتوافق مع سياسة الدولة صاحبة اإلذاعة ‪.‬‬
‫وقد ازدادت أهمية اإلذاعات بعد أن أصبحت الترددات الفضائية املطلوبة للراديو متوافرة على‬ ‫ ‬
‫هامش سعة ال(‪ )TRANSPONDER‬الفضائي ‪ ،‬وكذلك بسبب الهياكل اإلدارية التي كانت قائمة على‬
‫تسيير قنوات التلفزيون التي ميكنها أن تسير قنوات الراديو بعناء إضافي ال يذكر(‪. )10‬‬
‫وقد انعكس هذا التطور بالتأكيد على املتابعة وزيادة عدد املستمعني وإسهام املستمعني في‬ ‫ ‬
‫صنع البرامج في عصر اإلعالم التفاعلي (‪ ، )INTERACTIVE‬آخذين باحلسبان إن التطور التكنولوجي‬
‫ليس وحده القادر على إحداث التقدم ‪ ،‬ولكنه يقوم أساسا على الرسالة التي حتملها تلك األجهزة ‪ ،‬أي‬
‫على البرامج ومضمونها وقوالبها انطالقا من أهدافها بالتوجه إلى املستمعني في كافة أرجاء العالم‬
‫‪ ،‬وتفرضها كذلك املنافسة الشديدة بني هذه اإلذاعات (‪. )11‬‬
‫كما تنبع أهمية البحث من وضع اإلذاعة الصوتية في الوقت احلاضر والذي على ما يبدو‬ ‫ ‬
‫في صحة جيدة في زمن توسع فيه البث التلفزيوني وانتشار ظاهرة شركات التلفزيون اخلاصة وتعدد‬
‫الوسائط واالنفجار أملعلوماتي املذهل في شبكة االنترنت وتزايد عدد مستخدميها ‪.‬‬
‫بالرغم من كل ذلك فان حجم االستماع لإلذاعة الصوتية مستقر بل في تزايد‪ ،‬فقد اضطرت‬ ‫ ‬
‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬
‫‪82‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫اإلذاعة للتطور والتغيير ومواكبة العصر ومواجهة املنافسات العديدة التي زاحمتها ‪ ،‬مغير ًة برامجها‬
‫أمناطا وإيقاعا ‪ ،‬ومهتم ًة أكثر بفترات بث متميزة كالفترة الصباحية ‪ ،‬فضالً عن تخصيصها مساح ًة‬
‫أوسع لألخبار والبرامج اإلخبارية مركز ًة على ميزة اإلذاعة من قربها للمستمع ومصداقيتها مقارنة‬
‫بأزمة املصداقية التي شملت معظم وسائل اإلعالم املكتوبة والتلفزيونية (‪. )12‬‬
‫ويؤكد ذلك أن اإلذاعة ال زالت احد أهم وسائل االتصال التي يتفاعل معها اجلمهور ويستقي‬ ‫ ‬
‫منها معلوماته ‪ ،‬كما اتخذت اإلذاعات مواقع لها على شبكة االنترنت لتقدم من خاللها البرامج‬
‫اخملتلفة التي لم جتد التي لها متسعا ً من الوقت في البث العادي ‪ .‬وهذا التطور في تكنولوجيا اإلذاعة‬
‫يُعد عنصرا أساسيا في تطور وتنوع احملتويات والبرامج ‪ ،‬ما زاد من عدد املستمعني لبرامجها األمر الذي‬
‫دفع احلكومات الستخدام هذه الوسيلة للتعبير عن سياساتها وإيصال برامجها إلى اجلمهور ‪.‬‬
‫هدف البحث ‪:‬‬
‫يهدف البحث إلى إخضاع مضمون برنامج ( خبر وحتليل ) للتحليل بقصد حتديد أحداث و‬ ‫ ‬
‫قضايا دول اجلنوب بضمنها األحداث و القضايا العربية عبر هذا الشكل اإلذاعي الفني‪ ،‬خاصة وان هذا‬
‫البرنامج يحضا باهتمام جمهور غير قليل‪.‬‬
‫وعلى هذا فان البحث ذو شق سياسي يأخذ في اهتمامه حدود أو مجاالت «التحليل» لقضايا‬
‫وأحداث عالم اجلنوب ‪ ،‬كما يروم اإلجابة عن تساؤالته الفرعية اآلتية ‪:‬‬
‫‪-1‬ما القضايا العربية التي تضعها اإلذاعة ضمن ترتيب أولوياتها ؟‬
‫‪-2‬ما حدود تناول اإلذاعة للعالقات العربية مع دول الغرب والعالقات البينية بني الدول العربية؟‬
‫‪-3‬ما طبيعة العالقات العربية مع دول اجلوار ؟‬
‫‪-4‬ما هي مواقف دول الشمال من قضايا وشؤون دول اجلنوب ؟‬
‫‪-5‬ما هي أهم األحداث التي أولتها اإلذاعة أهمية ضمن فقرة حتليلها هذه ؟‬
‫خطوات التحليل ‪:‬‬
‫سار هذا البحث في حتديد أولويات قضايا اجلنوب والقضايا العربية في إذاعة فرنسا الدولية وفق‬
‫اخلطوات اآلتية ‪:‬‬
‫‪-1‬حتديد عينة البحث ‪ -2 .‬حتديد وحدات التحليل‪ -3 .‬حتديد فئات التحليل‪.‬‬
‫‪-4‬جدولة الفئات ‪ -5 .‬حساب تكرار الفئات وتبويبها ‪ -6 .‬صدق التحليل ‪.‬‬
‫‪-7‬ثبات التحليل ‪.‬‬
‫عينة البحث ‪:‬‬
‫ملا كان برنامج ( خبر وحتليل ) يقدم يوميا باستثناء يومي السبت واألحد ‪ ،‬لذا وجد الباحث إن‬ ‫ ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مجاال زمنيا مدته ثالثة أشهر ‪ ،‬للمدة من ‪ 3/1‬ولغاية ‪ 2010/5/30‬يعد مجاال كافيا للوصول إلى إجابات‬‫ً‬
‫وضعت هدفا ً للبحث ‪ ،‬وقد اختار الباحث هذه املدة لعدم وجود توثيق لهذا‬ ‫بخصوص األسئلة التي ِ‬
‫البرنامج على موقع اإلذاعة االلكتروني ‪ ،‬وان ُو ِج َدت فهي عبارة عن حلقات متفرقة وملدد زمنية متباعدة‬
‫خضعت للتحليل هي (‪ )63‬حلقة(*)‪.‬‬ ‫‪ .‬وبذلك فان عدد احللقات التي أ ُ ِ‬
‫حتديد وحدات التحليل ‪:‬‬
‫يتطلب حتليل احملتوى حتديد وحدة التحليل ‪ ،‬أو وحدة السياق كما تسمى في بعض األحيان‬ ‫ ‬
‫‪ :‬وهي الوحدة التي يجري في إطارها حساب فئات التحليل ‪ .‬مبعنى آخر ‪ ،‬عندما نأخذ ( احللقة )‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪83‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫الوحدة الطبيعية للمادة اإلعالمية وحدة للتحليل فأن فئة التحليل حتسب في إطار حلقة كلها ورمبا‬
‫نأخذ(الفقرة ) وحدة للتحليل وبذا علينا أوال أن نحصي كم تتضمن احللقة الواحدة من فقرات ثم‬
‫(**)‬
‫نحسب فئة التحليل ضمن الفقرة ‪ ،‬وقد تكررت الفئات في احللقات اخلاضعة للتحليل في (‪ )351‬فئة‬
‫‪ ،‬وقد اختار الباحث املوضوع وحد ًة للتحليل ‪ ،‬بعده وحده طبيعية كاملة من مادة االتصال(‪ ، )13‬وهو‬
‫أكثر تعبيرا عن املوضوعات الرئيسة في احملتوى الذي يعبر عن أهم احملاور األساسية الهتمامات‬
‫البرنامج ‪ ،‬وهي املوضوعات السياسية وقضايا اإلرهاب والدميقراطية‪ ،‬والتي مت حتديدها مسبقا ً من‬
‫خالل اطالع الباحث على مضامني عينة عشوائية من حلقات البرنامج ‪.‬‬
‫حتديد فئات التحليل ‪:‬‬
‫يُقصد بفئات التحليل (‪ )Categories‬جوهر املادة املراد التقصي عنها في احملتوى ‪.‬‬
‫(‪)14‬‬
‫ ‬
‫لذلك أعد الباحث مجموعة من التصنيفات طبقا لنوعية احملتوى وهدف التحليل ‪ .‬ويُشترط بفئات‬
‫التحليل أن تحُ دد بدقة وان تكون شاملة خملتلف اجلوانب التي يتعرض لها الباحث في حتليله ملستوى‬
‫الرسائل االتصالية ‪ ،‬كذلك يجب أن تكون الفئات مستقلة (‪ )Independent‬مبعنى أن ال تقبل املادة‬
‫املصنفة حتت أي منها التصنيف حتت غيرها من الفئات ‪ ،‬وبصفة خاصة املعالم التي متيز فئة عن‬
‫أخرى(‪.)15‬‬
‫صدق التحليل ‪:‬‬
‫نكتف باختيار عينة ميكن االختالف‬ ‫ِ‬ ‫نفترض في حتليلنا هذا حتقق الصدق ‪ ،‬كوننا لم‬ ‫ ‬
‫على متثيلها أو عدم متثيلها للمجتمع األصلي للبحث ‪ ،‬بل أجرينا التحليل على جميع التحليالت‬
‫خالل فترة البحث ‪ ،‬كما إننا حرصنا على اختيار فئات واضحة ودقيقة ‪ ،‬وعملنا على أن تتناسب‬
‫تلك الفئات مع هدف البحث ‪ ،‬إضافة إلى إننا لم نفترض اجتاهات مسبقة بل استخرجنا مجمل‬
‫االجتاهات التي ظهرت دون حتديد مسبق ‪.‬‬
‫ثبات التحليل ‪:‬‬
‫لقد اتبعنا في بحثنا هذا طريقة (االتساق عبر الزمن) إلجراء ثبات التحليل ‪ ،‬حيث مت إجراء‬ ‫ ‬
‫التحليل مرتني تفصل بني فترة انتهاء التحليل األول ‪ ،‬وبداية التحليل الثاني مدة شهر ‪ ،‬ومن خالل‬
‫نتائج التحليلني تبني أن ليس هناك تغييرات حدثت كأن يكون ظهور اجتاه جديد أو غياب اجتاه قدمي‬
‫تفسير النتائج ‪:‬‬
‫ُ‬
‫أفضت نتائج حتليل احملتوى إلى بروز عدة فئات رئيسة وأخرى فرعية أدر ِ َجت ضمن الفئات‬ ‫ ‬
‫الرئيسة كل حسب املوضوع الذي تنطوي عليه‪ .‬وقد أبرزت النتائج إن مضامني البرنامج من خالل‬
‫القضايا التي تناولها ركزت بالرجة األساس على العالقات الدولية ‪ ،‬وقضايا اإلرهاب والسالح‬
‫النووي ‪ ،‬وما يندرج حتتها من اجتاهات أفضى إليها حتليل احملتوى ‪ ،‬فضال عن قضايا حقوق اإلنسان‬
‫والدميقراطية ‪.‬‬
‫وقد توزعت الفئات حسب تكراراتها تنازليا كما مبني في اجلدول رقم (‪: )1‬‬ ‫ ‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪84‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫جدول رقم (‪ )1‬يبني الفئات الرئيسة مرتبة تنازليا ً‬

‫أوالً ‪ :‬الفئات الرئيسة بحسب مرتبتها في اإلذاعة‬


‫أظهرت النتائج إن القضية الفلسطينية تقف في مقدمة القضايا التي تناولتها اإلذاعة من‬ ‫ ‬
‫خالل برنامج ( خبر وحتليل ) وتأتي بعده تباعا العالقات البينية بني الدول العربية ‪ ،‬والعالقات العربية‬
‫الدولية ‪ ،‬وامللف العراقي ‪ ،‬وامللف السوداني ‪ ،‬وامللف اإليراني ‪ ،‬واألحداث في اليمن ‪ ،‬وقضية اإلرهاب‬
‫النووي ‪ ،‬واخلالف حول الصحراء الغربية ‪ ،‬واملواقف الدولية من القضية األفغانية ‪.‬‬
‫ويالحظ من خالل النتائج التي أظهرها حتليل فقرات البرنامج إن القضايا واألحداث العربية‬ ‫ ‬
‫احتلت مساحة واسعة من وقت البرنامج تكاد تكون مطلقة ‪ ،‬ويُعد ذلك ناجتا عن الظروف السياسية‬
‫التي تشهدها املنطقة العربية ‪ ،‬فضال عن االهتمام الذي توليه إذاعة فرنسا الدولية لقضايا املنطقة‬
‫العربية والشرق األوسط وذلك بغية اطالع اجلمهور العربي واألنظمة السياسية في البالد العربية‬
‫بوجهة النظر الفرنسية جتاه قضايا وأحداث املنطقة ‪ ،‬مؤكدة صالتها وعالقتها بدول املنطقة ‪.‬‬
‫كما تبني من النتائج إن القضية الفلسطينية احتلت املرتبة األولى من بني القضايا التي تناولتها‬
‫اإلذاعة وبنسبة (‪ )%34‬على سلم ترتيب أولويات اإلذاعة من مجمل القضايا التي تناولتها اإلذاعة ‪.‬‬
‫في حني جاءت مسألة الدميقراطية في األردن باملرتبة األخيرة وبنسبة قدرها (‪ )%2‬كما أظهرت النتائج‬
‫إن هنالك اهتمامات لإلذاعة تتعدى املنطقة العربية كامللف اإليراني واملواقف الدولية من القضية‬
‫األفغانية ‪ ،‬وقضية اإلرهاب النووي و الشرق األوسط ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬القضية الفلسطينية‬
‫احتلت القضية الفلسطينية املرتبة األولى من بني قضايا عالم اجلنوب التي توليها‬ ‫ ‬
‫إذاعة فرنسا الدولية أهمية من خالل برنامج ( خبر وحتليل ) بنسبة قدرها ‪ %34‬وبعدد تكرارات بلغ‬
‫( ‪ ) 115‬تكرارا ً ‪ ،‬إذ نالت املواقف الدولية إزاء القضية الفلسطينية املرتبة األولى على سلم القضية‬
‫الفلسطينية ‪ ،‬بنسبة قدرها ‪ ، %45‬كما مبني في اجلدول رقم ( ‪ ) 2‬ويأتي هذا االهتمام متزامنا مع‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪85‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫مجموعة مؤشرات وحتركات على األرض الفلسطينية تُن ِذر بأن إسرائيل بحكومتها احلالية ماضية‬
‫في تهويد منهجي للقدس ‪ ،‬ومن تلك املؤشرات قرارات لتوسيع االستيطان ومحاولة للسيطرة على‬
‫املواقع الدينية وحشود مختلفة واقتحامات متكررة لباحة املسجد األقصى ‪ ،‬وتصعيد وحتدي من جانب‬
‫إسرائيل للمواقف الدولية الداعية للتفاوض ‪ (( ،‬وأوردت اإلذاعة إن الشرق األقصى ينتظر مفاوضات‬
‫جديدة ‪ ،‬فإذا باخلالف األمريكي اإلسرائيلي يتفجر ويلقي بظالله على املنطقة وبدل االستجابة ملطالب‬
‫واشنطن لتجاوز األزمة ‪ ،‬اختار رئيس الوزراء اإلسرائيلي التصعيد والتحدي ))(‪.)16‬‬
‫ومن األمور التي دفعت إلى بروز القضية الفلسطينية ضمن أولويات اإلذاعة الدولية‬ ‫ ‬
‫الفرنسية في هذه املدة تزامنها مع وصول سفن أسطول احلرية التركي قبالة شاطئ غزة واستعداد‬
‫البحرية اإلسرائيلية ملنعه من دخول ميناء املدينة احملاصر‪.‬‬
‫فيما جاء املوقف العربي من القضية الفلسطينية في املرتبة الثانية على سلم القضية‬ ‫ ‬
‫الفلسطينية ‪ ،‬بنسبة قدرها (‪ . )%31‬وجاء هذا ضمن التضامن العربي مع أهل غزة احملاصرين ‪ ،‬وعجز‬
‫األمم املتحدة عن التحرك بخصوص الوضع القانوني امللتبس لقطاع غزة ‪ ،‬إذ يعاني أهل غزة من وضع‬
‫أسوأ مما لو كانوا حتت االحتالل ‪ ،‬وجتلى املوقف العربي عندما أعلنت إسرائيل قرارها بإبعاد فلسطينيني‬
‫ب ِ َع ِّدهم متسللني إلى الضفة الغربية ‪ ،‬وقد وجدت معظم العواصم العربية في هذا القرار بأنه تشديد‬
‫مفتعل يرمي إلى ترحيل املواطنني الفلسطينيني من أرضهم وممارسة التطهير العرقي ‪ (( ،‬وقالت‬
‫اإلذاعة انه وفقا ألمر عسكري صدر قبل ستة شهور ‪ ،‬يفترض أن تبدأ إسرائيل اليوم مالحقة وطرد‬
‫مواطنني فلسطينيني تعتبرهم متسللني إلى الضفة الغربية ‪ ،‬ويعتبر املسجلون في غزة وآخرون أتوا‬
‫عمان‬
‫من اخلارج في إطار لم شمل العائالت أول املستهدفني بهذا القرار ‪ .‬وأفاد وزير اإلعالم األردني إن ّ‬
‫استوضحت إسرائيل فنفت وجود قرار جديد‪ ،‬كما إن الرئيس السوري و مسؤولني فلسطينيني وصفوا‬
‫القرار بأنه ممارسة للتطهير العرقي والتمييز العنصري ‪ ،‬إذ يتمثل مبعاملة البيض للسود أيام نظام‬
‫(االبرتايد)(***) في جنوب أفريقيا ))(‪. )17‬‬
‫واحتلت توجهات احلكومة اإلسرائيلية إزاء املفاوضات واالستيطان باملرتبة الثالثة بنسبة‬ ‫ ‬
‫(‪ ، )%14‬وقد جتلى موقف احلكومة اإلسرائيلية من خالل رفضها لدعوات الرباعية الدولية ووزراء خارجية‬
‫أوربا الداعي إلى التفاوض املباشر ‪ ،‬وأصبح املوقف اإلسرائيلي أكثر وضوحا ورفضا إليقاف االستيطان ‪،‬‬
‫بعد االتهامات اإلسرائيلية ألمريكا (( بأن الضمانات األميركية لم تعد تكفي لصرف اإلسرائيليني عن‬
‫نهج التحدي ))(‪. )18‬‬
‫فيما جاء موقف الفصائل الفلسطينية باملرتبة األخيرة وبنسبة قدرها (‪ ، )%10‬فإزاء التزمت‬ ‫ ‬
‫اإلسرائيلي أظهرت النتائج إن الوضع الفلسطيني انزلق أكثر فأكثر إلى انتفاضة جديدة يندفع إليها‬
‫الشارع ‪ .‬وهذه االنتفاضة كفيلة بتوحيد كلمة حركتي حماس وفتح على الرغم من خالفاتهما ‪ ،‬في‬
‫الوقت الذي حتاول السلطة الفلسطينية فيه تفادي مثل هذه االنتفاضة ‪ (( .‬انزلق الوضع الفلسطيني‬
‫أكثر فأكثر إلى انتفاضة جديدة ‪ ،‬انتفاضة يندفع إليها الشارع وجتد حركتا فتح وحماس رغم خالفاتهما‬
‫إنها باتت حتمية بغض النظر عما ميكن حتققه‪ ،‬أما السلطة الفلسطينية فتحاول تفاديها باعتبار إن‬
‫ال مصلحة فيها على خلفية األزمة اإلسرائيلية األميركية))(‪.)19‬‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪86‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫جدول رقم (‪)2‬‬


‫يوضح فئات القضية الفلسطينية في برنامج خبر وحتليل ‬

‫ثالثا ‪ :‬العالقات البينية بني الدول العربية‬


‫جدول رقم (‪ )3‬يوضح فئات العالقات البينية بني الدول العربية‬

‫كشف اجلدول رقم (‪ )3‬طبيعة العالقات بني الدول العربية التي تشهد تصدعا في عالقتها‬ ‫ ‬
‫البينية والتي احتلت املرتبة الثانية ضمن جدول اهتمامات إذاعة فرنسا الدولية بنسبة قدرها (‪)%12‬‬
‫‪ ،‬على سلم الفئات الرئيسة ‪ .‬وقد تصدرت العالقات السورية اللبنانية املرتبة األولى ب(‪ )14‬تكرار‬
‫وبنسبة ظهور مقدارها (‪. )%34‬‬
‫ووقفت دواعي عديدة وراء بروز هذه املؤشرات ‪ ،‬فعلى الصعيد السوري اللبناني كان لزيارة‬ ‫ ‬
‫الزعيم الدرزي وليد جنبالط إلى دمشق اثر كبير على مستوى العالقات بني سوريا ولبنان ‪ ،‬فهذا اللقاء‬
‫وان كان ال يعني شيئا ً على املستوى العربي في نظر البعض ‪ ،‬إال انه يعني الكثير بالنسبة إلى عالقة‬
‫سوريا اخلاصة مع فرقاء السياسة اللبنانية ‪.‬‬
‫و ُ‬
‫ش ِّب َهت الزيارة هذه بزيارة الساسة العراقيني إلى إيران (( جاءت زيارة الزعيم الدرزي اللبناني‬ ‫ ‬
‫وليد جنبالط لدمشق واستقباله من قبل الرئيس السوري بشار األسد ‪ ...،‬وسط مقارنات فرضت‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪87‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫نفسها أمس بالذات بني إقبال السياسيني اللبنانيني على دمشق ولقاء املسؤولني فيها وبني زحف‬
‫السياسيني العراقيني على طهران حتديدا ً ملناقشة املسؤولني اإليرانيني بشأن التحالفات املرتقبة‬
‫لتشكيل احلكومة اجلديدة وتوزيع املناصب الرئيسية واحلقائب الوزارية ))(‪. )20‬‬
‫كما إن لزيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد احلريري لدمشق قبل زيارته إلى واشنطن دورا ً كبيرا ً‬ ‫ ‬
‫في بروز العالقات بني البلدين بشكل واضح ضمن اهتمامات اإلذاعة‪.‬‬
‫وفيما يخص العالقات املصرية اللبنانية التي احتلت املرتبة الثانية فقد برزت على السطح‬ ‫ ‬
‫بعد صدور األحكام في قضية ما سمي ب(خلية حزب اهلل) في مصر‪ .‬إذ تناولت اإلذاعة إبعاد األحكام‬
‫الصادرة بحق اخللية ‪ ،‬والتصعيد من جانب حزب اهلل وانتقاداته ألداء القاهرة خالل احلرب اإلسرائيلية‬
‫على غزة أواخر عام ‪2008‬م ‪ ،‬كما أن حلادثة قتل املواطن املصري (محمد سليم) الذي ُق ِت َل سحالً ‪ ،‬بعد‬
‫قتله ألربعة مواطنني لبنانيني ‪ ،‬وما رافقها من تأزم في العالقات الدبلوماسية بني البلدين األثر الواضح‬
‫على بروز القضية ضمن أولويات اإلذاعة ‪ ،‬إذ جاءت مسألة العالقات املصرية اللبنانية باملرتبة الثانية‬
‫على سلم العالقات البينية بني الدول العربية وبنسبة قدرها (‪. )%27‬‬
‫مكنها من احلصول على املرتبة الثالثة‬ ‫وحظيت العالقات املصرية الكويتية باهتمام واضح ّ‬ ‫ ‬
‫بنسبة قدرها (‪ ، )%20‬ويالحظ أن كل بروز لقضية على سطح اهتمامات اإلذاعة يأتي من حالة تأزم في‬
‫العالقات البينية للبلدان العربية ‪ ،‬ففي الوقت الذي جاء االهتمام بالعالقات املصرية اللبنانية ناجتا عن‬
‫خالف بني حزب اهلل واحلكومة املصرية ‪ ،‬جند إن االهتمام بالعالقات املصرية الكويتية ظهر نتيجة تتأزم‬
‫العالقة بني احلكومة الكويتية املوالية حلكومة (حسني مبارك) من جانب وأنصار (البرادعي) املقيمني‬
‫في الكويت من جانب آخر ‪ ،‬بسبب إقدام السلطات الكويتية على اعتقال عدد من املصريني العاملني‬
‫في الكويت وترحيل (‪ )21‬منهم بعد اتهامهم بإقامة جتمع سياسي ملصلحة ((اجلمعية الوطنية‬
‫للتغيير)) وهي اجلمعية التي أسسها تيار (محمد البرادعي) في مصر للمطالبة باإلصالح وتعديل‬
‫الدستور ‪.‬‬
‫وحصلت العالقات القطرية البحرينية على املرتبة الرابعة بنسبة قدرها (‪ ، )%15‬إذ ظهرت‬ ‫ ‬
‫األزمة إلى االهتمام بوصفها مسألة خالفية بشأن تنظيم عملية الصيد بني البلدين « لكن القضية‬
‫جتاوزت مسألة الصيد إلى خلفيات أخرى ‪ ،‬فهنالك فتور في عالقات البلدين بدءا ً من قمة غزة التي دعا‬
‫إليها أمير قطر مطلع عام ‪2009‬م ‪ ،‬وقاطعتها البحرين ‪ ،‬ثم ازدادت بعدما وضعت قطر (فيتو) على‬
‫مرشح املنامة ملنصب األمني العام جمللس التعاون اخلليجي معتبر ًة إن املرشح (محمد املطوع) اتخذ‬
‫مواقف عدوانية ضدها عندما كان وزيرا ً لإلعالم أيام اخلالف على احلدود ‪ ،‬وقبل ذلك فشل البلدان في‬
‫إبرام اتفاق يؤ ِّمن للبحرين حاجتها من الغاز مما اضطرها لشرائه من إيران ‪ ،‬كما إن مشروع اجلسر القائم‬
‫بني البلدين ‪ ،‬يبدو حاليا بحكم امللغى ‪ ،‬بعد خالف على حصص تكوينية ‪.‬‬
‫ويبدو إن مسألة اخلالف حول تنظيم الصيد واحتجاز الصيادين مجرد حادث ناجت عن تدهور‬ ‫ ‬
‫العالقات ‪ ،‬قد يعبر عن معادلة سياسية جديدة في املنطقة تتشكل في ظل األزمة مع إيران ‪.‬‬
‫فيما جاءت كل من العالقات بني مجلس التعاون اخلليجي ‪ ،‬والعالقات الفلسطينية اللبنانية‬ ‫ ‬
‫باملرتبة اخلامسة وبنسبة قدرها (‪ )%2‬لكل منهما ‪ ،‬وبرز االجتاه األول نتيجة لتحرك الدبلوماسية‬
‫اخلليجية في ظل تأزم الوضع ما بني إيران والدول الكبرى وال سيما الواليات املتحدة األميركية ‪ ،‬وسط‬
‫أجواء تُنذر بتوجيه ضربة عسكرية للمنشئات اإليرانية تسعى إسرائيل للقيام بها ‪ ،‬والتي قد تولد‬
‫أضرارا ً جسيمة بدول اخلليج إذا ما ن ُ ِف َذت بالفعل ‪ ،‬لذا كان حترك مجلس التعاون اخلليجي من أجل‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪88‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫احلصول على تطمينات قد ال ترى املتوفر منها كافيا ً ‪.‬‬


‫وكان وضع الالجئني الفلسطينيني في لبنان العامل األساس لبروز هذا احملور‪ ،‬إذ نوقشت أربعة قوانني‬
‫مقترحة إلعطاء الفلسطينيني حقوقا ً مدنية في إطار الضمان االجتماعي والعمل ومتلك شقق‬
‫سكنية‪ ،‬فلقيت تلك القوانني معارضة توحد فيها املسيحيون مبعزل عن انتمائهم السياسي‪ ،‬وبلغت‬
‫حد اتهام مؤيدي القوانني بأنهم يعملون لتوطني الفلسطينيني في لبنان‪ ،‬وهو ما رفضه الدستور‬
‫اللبناني ‪ ،‬وتثير هذه املسألة خصوصية استثنائية في لبنان كونها تزيد عدد املسلمني وت ُِخل بالتركيبة‬
‫الطائفية للسكان‪ ،‬وقد يترتب عليها تغيير في صيغة النظام السياسي‪ ،‬ويرى معنيون إن هذه‬
‫االعتبارات كانت مبررة في السنوات األولى للجوء‪ ،‬إما بعد مرور ستّني عاما ً فقد غدت أقرب إلى التمييز‬
‫املتعمد غير املبرر‪.‬‬
‫رابعاً ‪ :‬العالقات العربية الدولية‬
‫في هذا احملور جاءت العالقات الكويتية اإليرانية باملرتبة األولى بنسبة قدرها (‪ )%26‬وبتسع‬ ‫ ‬
‫تكرارات ‪ ،‬وقد أولت إذاعة فرنسا الدولية حادث اكتشاف شبكة جتسس إيرانية في الكويت اهتماما ً‬
‫واضحا ً في وقت كانت فيه الكويت حتاذر من استفزاز إيران ألسباب داخلية أوال ً وإقليمية ثانيا ً ‪ ،‬من‬
‫أجل احلفاظ على عالقات خاصة معها ‪ ،‬لذلك لم يسلط اإلعالم الكويتي األضواء على شبكات أخرى‬
‫ضبطت سابقا ً ولم يُعلن عنها ‪ ،‬وقد عولجِ ت إشكاالتها باتصاالت وتفاهمات ثنائية أمنية وسياسية‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وتساوت كل من العالقات السورية اإلسرائيلية ‪ ،‬والعالقات الليبية السويسرية‪ ،‬وعالقة مصر‬ ‫ ‬
‫مع شركائها في مياه النيل بنسبة قدرها (‪ )%23‬لكل منهما محتلة املرتبة الثانية ‪ ،‬فيما حصلت‬
‫العالقات اللبنانية الفرنسية على املرتبة الثالثة واألخيرة على جدول العالقات العربية الدولية وبنسبة‬
‫قدرها (‪ )%5‬وتُعد احلرب الكالمية والتصعيد ما بني إسرائيل وسوريا بعد اتهام إسرائيل لسوريا بتمرير‬
‫صواريخ (حلزب اهلل) في لبنان عامالً أساسيا ً الهتمام اإلعالم الدولي بهذه القضية ‪ ،‬وبصرف النظر عن‬
‫صحة هذه االتهامات من عدمها ‪ ،‬فإنها شكلت عامالً أساسيا للحرب الكالمية بني البلدين ما جعلها‬
‫محل تركيز اإلذاعة التي قالت (قلق في لبنان وأيضا في واشنطن ومظاهر توتر في إسرائيل ‪ ،‬ونفي‬
‫من سوريا للمزاعم اإلسرائيلية عن تزويدها حلزب اهلل في لبنان بصواريخ سكود يصل مداها إلى ‪700‬‬
‫كم(‪. )21‬‬
‫أما بالنسبة للعالقات الليبية السويسرية ‪ ،‬فقد كان التفاق الطرفني بتطبيع العالقات‬ ‫ ‬
‫بينهما برعاية االحتاد األوربي ‪ ،‬بعد أزمة كان سببها حادثة اعتقال الشرطة السويسرية لنجل القذافي‬
‫(هانيبال) في متوز ‪2008‬م ‪ ،‬حظوة ضمن حتليالت اإلذاعة ‪ ،‬آملة أن تكون هذه األزمة خامتة ملغامرات‬
‫(هانيبال) في العواصم األوربية ‪.‬‬
‫و لم تغب أزمة مياه النيل واحللول املنتظرة عن اهتمامات اإلذاعة الفرنسية الدولية ‪ ،‬كون‬ ‫ ‬
‫ّ‬
‫هذه املسألة تُعد واحدة من اهتمامات االحتاد األوربي ‪ ،‬والبنك الدولي الذين أحلا على توفير املناخات‬
‫املناسبة للتفاوض والتفاهم بني الدول التسع التي مير بها هذا النهر من أجل تقاسم املياه ‪ ،‬تفاديا‬
‫لتعطيل مشاريع تنموية خملتلف الشركاء ‪ ،‬ورمبا في أسوأ األحوال قد تقود اخلالفات إلى صدامات ‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار اس ُت ِغ ّلت هذه األزمة دوليا ً وإقليميا ً ‪ ،‬وعلى ما يبدو إن أزمة املياه أخذت‬ ‫ ‬
‫تُستغل استغالال ً سياسيا ً إقليميا ً ‪ ،‬واحلال نفسه ينطبق على أزمة املياه ما بني الدول الواقعة على‬
‫نهري دجلة والفرات وكذلك مياه شط العرب واألنهر األخرى كنهر الوند والكارون ما بني العراق وإيران‬
‫والتي أصبحت حتتل مساحة واسعة ضمن اهتمامات وسائل اإلعالم احمللية والدولية ‪.‬‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪89‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫وعلى صعيد العالقات اللبنانية الفرنسية ‪ ،‬كان لألسبوع الفرنسي في لبنان أهمية‬ ‫ ‬
‫ملحوظة في برنامج خبر وحتليل ‪ ،‬في سياق االهتمام باملعرض الفرنسي الذي يُعد من اكبر املعارض‬
‫التي تشهدها بيروت والذي يؤكد عمق العالقة التاريخية بني البلدين ‪.‬‬
‫ويأتي اهتمام اإلذاعة بهذا النشاط االقتصادي متوافقا ً مع اهتمام احلكومة الفرنسية بلبنان‬ ‫ ‬
‫كمركز مهم لالقتصاد والتجارة في املنطقة ‪.‬‬
‫جدول رقم (‪ )4‬يبني الفئات النوعية اخلاصة بالعالقة العربية الدولية‬

‫خامساً ‪ :‬امللف العراقي‬


‫شغل امللف العراقي حيزا ً من اهتمامات إذاعة فرنسا الدولية سياسيا ً وامنيا ً واجتماعيا ً ‪،‬‬ ‫ ‬
‫فيما ُغ ِّيب اجلانب االقتصادي ‪.‬‬
‫وقد برز امللف العراقي من خالل مواضيع مستقلة أفرد لها حلقات خاصة ‪ ،‬كما هيمن امللف‬ ‫ ‬
‫العراقي على احملاور الرئيسة لبعض املوضوعات التي تناولت اجتماعات جامعة الدول العربية وكذلك‬
‫اجتماعات ومشاورات مجلس التعاون اخلليجي ‪ ،‬فضالً عن اجتماعات اجلمعية العامة لألمم املتحدة ‪.‬‬
‫وجعلت اإلذاعة امللف األمني في العراق أولوية لها ‪ ،‬وأتى ذلك متزامنا ً مع وتيرة التفجيرات‬ ‫ ‬
‫املتصاعدة التي رافقت االنتخابات البرملانية األخيرة ( آذار ‪2010‬م ) ‪ ،‬واإلعالن عن التحالفات بني الكتل‬
‫السياسية ‪ ،‬إذ ُعدت هذه التفجيرات تصفية حسابات وصراع سياسات ‪ ،‬في املقابل تقف القوات‬
‫األمنية عاجزة عن توقع الهجمات وحتديد مصدرها وكذلك حصر الدوافع التي حتركها ‪.‬‬
‫وتناولت اإلذاعة أيضا االختراقات االستخبارية لتنظيم القاعدة الذي تلقى بعد قتل زعيمه‬ ‫ ‬
‫السابق (أبو مصعب الزرقاوي) ضربة نوعية ثانية مبقتل زعيمي القاعدة (أبو عمر البغدادي) و (أبو أيوب‬
‫املصري)‬
‫من جانب آخر لم تغب تدخالت دول اجلوار في الشأن األمني العراقي ((عن املوضوعات التي‬ ‫ ‬
‫تعرضت لها اإلذاعة مشيرة إلى دول تقدم للقاعدة تسهيالت لوجستية إما اتقا ًء لشرها أو لقاء بعض‬
‫اخلدمات))(‪. )22‬‬
‫وتبوأت االنتخابات العراقية املرتبة الثانية ضمن محور امللف العراقي بنسبة قدرها (‪)%41‬‬ ‫ ‬
‫‪ ،‬وأكدت اإلذاعة أن األزمة العراقية لم تنفرج مع إعالن االنتخابات ‪ ،‬فاألزمة ال تخلو من صراع إرادات‬
‫وأجندات وحتى من صراعات شخصية ‪.‬‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪90‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫جدول رقم (‪ )5‬يبني الفئات النوعية اخلاصة بامللف العراقي‬

‫سادساً ‪ :‬امللف السوداني‬


‫سلَّم الفئات الرئيسة ألحداث عالم اجلنوب‬ ‫حصل امللف السوداني على املرتبة الرابعة ضمن ُ‬ ‫ ‬
‫في إذاعة فرنسا الدولية بالتساوي مع امللف العراقي وبنسبة قدرها (‪ )%10‬لكل منهما ‪ ،‬واستحوذت‬
‫االنتخابات السودانية على النصيب األكبر من بني محاور امللف السوداني ‪ ،‬بنسبة قدرها (‪ ، )%56‬فقد‬
‫أوضحت التحليالت إن االنتخابات الرئاسية والتشريعية توحي بأنه سيكون لها وقع كبير على مصير‬
‫هذا البلد سياسيا ً وامنيا ً ورمبا يجر البالد إلى الهاوية ((االنتخابات السودانية التي كان يفترض أن‬
‫تشكل بداية حلل مشاكل السودان ‪ ،‬على ما يبدو ستكون بداية ألزمة أكثر تعقيداً))(‪. )23‬‬
‫من جانب آخر وضعت اإلذاعة االنتخابات في تقييم صريح لالنتخابات بأنها ((ليست على‬ ‫ ‬
‫املستوى املطلوب دوليا ً ‪ ،‬لكن نتائجها معترف بها ‪ ،‬أما انعكاسات هذه االنتخابات ستتجلى في‬
‫تطورات الوضع السياسي بني شمال السودان وجنوبه ‪ ....‬ومن الواضح إن الدول الكبرى لم تنظر إلى‬
‫هذا االقتراع كخطوة نحو إعادة االعتبار للدميقراطية ‪ ،‬وإمنا كإجراء شكلي وجزء من صفقة أرادها‬
‫الرئيس (عمر البشير) لضمان استمرار نظامه لقاء تسهيل االستغناء عن اجلنوب))(‪. )24‬‬
‫وهذا يعني أن االعتراف باالنتخابات السودانية كان مقابل ثمن ستدفعه احلكومة السودانية‬ ‫ ‬
‫وهو انفصال اجلنوب الذي مهدت له الفصائل املعارضة واملرتبطة بأجندة خارجية ‪ ،‬ومن بعد هذا‬
‫االنفصال سيكون هناك حديث آخر عن تصحيح أوضاع احلكم في الشمال ‪.‬‬
‫أما مصير (دارفور) فقد جاء باملرتبة الثانية بنسبة قدرها (‪ )%44‬على سلم امللف السوداني‬ ‫ ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫‪(( ،‬ففي الوقت الذي وقعت فيه احلكومة السودانية اتفاقا جديدا لوقف إطالق النار مع مجموعة من‬
‫الفصائل ‪ ،‬فإنها ترى بأن الوضع قد تدهور بشكل متسرع في (دارفور) سواء على جبهة القتال أو على‬
‫جبهة التفاوض ‪ ،‬إذ تراشقت احلكومة السودانية وحركة العدل واملساواة باتهامات وقرارات بتعليق‬
‫املفاوضات في الدوحة ‪ ....‬إذ تعترف املصادر القريبة من املفاوضات بأن هناك تغييرا ً طرأ على تكتيكات‬
‫اخلرطوم التي خاضت املفاوضات السابقة ألنها كانت حتتاجها قبل االنتخابات ‪ ،‬إال أنها خرجت من‬
‫االنتخابات أكثر ارتباطا ً وأقل اندفاعا ً وعادت إلى استغالل التناقضات بني الفصائل))(‪. )25‬‬
‫بعد (‪ )21‬عاما ً من احلرب األهلية ‪ ،‬وبالتحديد منذ عام ‪2003‬م‪ ،‬متكنت احلكومة السودانية‬ ‫ ‬
‫واملتمردون في اجلنوب من إنهاء احلرب األهلية ‪ ،‬باتفاق على اقتسام السلطة ‪ .‬وبحسب التحليل‬
‫املنطقي الذي متليه طبيعة األحداث ‪ ( ،‬فالنار ال تزال حتت الرماد ) وهو ما عبرت عنه الواليات املتحدة‬
‫األميركية بقولها أن السالم بجنوب السودان مرهون بإنهاء أعمال العنف بإقليم دارفور بغرب السودان‪،‬‬
‫وهي نفسها ( أي الواليات املتحدة ) التي تقوم مبحاوالت مستميتة لتثبيت أوضاعها في جنوب السودان‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪91‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫‪ ،‬بدءا ً من تسهيل استثمارات لقطاعها اخلاص في اجلنوب على الرغم من العقوبات التي تفرضها‬
‫في ذات الوقت على السودان ‪ ،‬باإلضافة إلى قيامها بإنشاء سفارة في اجلنوب موازية لسفارتها في‬
‫اخلرطوم ‪ ،‬وأكثر من ذلك تقوم بدعم عسكري للجنوب قيمته (‪)500‬مليون جنيه ‪ ،‬فاملستفيد األول‬
‫من وصول اإلقليم إلى هذه الدرجة من التخطيط والدمار هو االستعمار األميركي الذي يقف وراء كل‬
‫ذلك(‪. )26‬‬
‫جدول رقم (‪ )6‬يبني الفئات النوعية اخلاصة بامللف السوداني‬

‫سابعاً ‪ :‬امللف اإليراني‬


‫جدول رقم (‪ )7‬يبني الفئات النوعية اخلاصة بامللف اإليراني‬

‫ظهر اجلدول رقم (‪ )7‬بروز امللف اإليراني على جدول اهتمامات اإلذاعة ‪ ،‬وذلك من خالل إثارة‬
‫يُ ِ‬ ‫ ‬
‫موضوع األنشطة النووية ومحاولة تصنيعها وامتالكها ‪ ،‬اذ أثار هذا امللف خالل هذه املرحلة مخاوف‬
‫وشكوك في الساحة الدولية في الواليات املتحدة األميركية ودول الغرب وبعض دول اجلوار ‪ ،‬ووصل‬
‫األمر بالرئيس األميركي األسبق (جورج بوش االبن) أن يفتح اجملال أمام استخدام القوة ضد إيران إن‬
‫هي استمرت في برنامجها النووي ‪ ،‬مؤكدا ً أن كل اخليارات مبا فيها خيار استخدام الضربة العسكرية‬
‫مفتوح أمام الواليات املتحدة األميركية في سعيها لردع إيران وإيقاف برنامجها النووي ‪ .‬وقد أدركت‬
‫كل من بريطانيا وفرنسا وأملانيا ‪ ،‬من جانبها جدية التوجه اإليراني لذا فقد انضمت فرنسا إلى املوقف‬
‫األميركي في إمكانية استخدام الضغط املادي والعسكري ضد إيران ‪.‬‬
‫وهذا ما يبرر بروز املوقف الغربي جتاه إيران ومشروعها النووي ‪ ،‬إذ أفادت النتائج بأنه احتل‬ ‫ ‬
‫املرتبة األولى بنسبة (‪ )%58‬من خالل نتائج اجلدول رقم (‪. )7‬‬
‫ومعلوم إن إيران وفي منطلقاتها السياسية ترفض مشاريع الهيمنة األميركية على‬ ‫ ‬
‫املنطقة وكذلك مشاريع االحتواء ‪ ،‬كما أنها تدرك إن الواليات املتحدة األميركية قد صنفتها كأحد‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪92‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫دول (محور الشر ) الذي تقاسمته مع كوريا الشمالية ‪ ،‬وقد خرج منه العراق بعد احتالله من قبل قوات‬
‫التحالف باملقابل فان إيران ترى بان الغرب والواليات املتحدة األميركية يسعيان إلى عدم السماح بقيام‬
‫أية دولة قوية في املنطقة رمبا تؤثر في عاملي النفط وإسرائيل(‪. )27‬‬
‫خال من أسلحة الدمار الشامل يشمل إسرائيل‬ ‫أما املوقف العربي ‪ ،‬فإنه طالب بشرق أوسط ٍ‬ ‫ ‬
‫‪ ،‬والى ضرورة وقف التسلح النووي اإليراني قبل حصوله ‪ ،‬واملوقف العربي يتطابق مع موقف تركيا التي‬
‫أصرت على عدم استثناء أي بلد من القانون الدولي مبا في ذلك إسرائيل ‪ ،‬عندما صوتت تركيا ضد قانون‬
‫عده وزير‬
‫العقوبات على إيران ‪ ،‬الذي ُعد إشارة جديدة إلى التحول في السياسة اخلارجية التركية ‪ ،‬الذي ّ‬
‫الدفاع األميركي (روبرت غيتس) مقلقا ً ‪ ،‬القيا ً باللوم على االحتاد األوربي ألنه رفض عضوية تركيا ‪.‬‬
‫أما املوقف اإلسرائيلي جتاه مشروع إيران النووي فإنه غالبا ما يلمح إلى إن إسرائيل ستلجأ‬ ‫ ‬
‫إلى ضربة عسكرية ‪.‬‬
‫((اجلانب الغربي ليس عنده سوى السيناريو املعتاد ‪ ،‬أي انتظار مفاعيل العقوبات ‪ ،‬ثم معاودة‬ ‫ ‬
‫التفاوض الستكشاف أي تغيير في املوقف اإليراني‪ .‬وطاملا إن العقوبات لن تكون قاسية ‪ ،‬فان إسرائيل‬
‫ستعاود التلميح إلى ضربة عسكرية ‪ ،‬وهذا ما التقى الرئيسان الفرنسي والروسي على التحذير‬
‫منه(‪. )28‬‬
‫ويشير تباين املواقف الدولية جتاه إيران ‪ ،‬إلى إن هنالك انقساما في املواقف الدولية جتاه‬ ‫ ‬
‫سياسة إيران واألزمة التي أثارها مشروعها النووي ‪ ،‬وإلى جانب املنعطف املهم في السياسة اخلارجية‬
‫التركية جتاه إيران ‪ ،‬يأتي املوقف البرازيلي مببادرة إلقناع إيران بقبول العرض الدولي لتبادل ثلثي مخزونها‬
‫من اليورانيوم منخفض التخصيب في وقود نووي ‪ ،‬الذي تفضله إيران من أجل جتنبها العقوبات وإعادة‬
‫األزمة إلى املسار الدبلوماسي ‪ ،‬وهي خطوة أولى سيعقبها املزيد من التفاوض ‪ ،‬في الوقت الذي‬
‫تفضل فيه كل من روسيا والصني أن ال تُفرض عقوبات على إيران ‪ ،‬وكذلك تركيا التي التزمت بأن يجري‬
‫التبادل على أرضها ‪ ،‬ويبدو أن تركيا ما كانت لتلتزم بذلك دون أن تكون قد حصلت على موافقة مبدئية‬
‫مسبقة خصوصا ً من الواليات املتحدة األميركية ‪.‬‬
‫وهذا التباين في املواقف الدولية جتاه قضايا املنطقة يُعد مؤشرا ً ايجابيا ً لبروز قطب جديد‬ ‫ ‬
‫في املنطقة مناوئ لسياسة أميركا واملعسكر الغربي الذي يدور في فلك سياستها ‪ ،‬يتمثل القطب‬
‫اجلديد بتركيا وان كانت هنالك أقطاب أخرى مناوئة لسياسة أميركا كالصني وروسيا حفيدة القطب‬
‫الثنائي املنهار (االحتاد السوفيتي سابقاً) والتي على ما يبدو أخذت تسعى إلعادة موقفها كقطب ثنائي‬
‫على الساحة الدولية ‪ ،‬لكن ُعرِ َف عن مواقفها التذبذب الدائم ‪ ،‬فهي غالبا ً ما تكون منقادة للموقف‬
‫األميركي ومن ورائه مواقف الدول الغربية الداعمة لها في اللحظات احلاسمة ‪ ،‬التي يجري فيها اتخاذ‬
‫القرارات النهائية ‪.‬‬
‫ثامناً ‪ :‬األحداث في اليمن‬
‫يوضح الفئات النوعية اخلاصة باألحداث في اليمن‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪93‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫كشف اجلدول رقم (‪ )8‬عن كيفية تعامل احلكومة اليمنية والعمليات األميركية ضد معاقل‬ ‫ ‬
‫تنظيم القاعدة ‪ ،‬وانعكاسات العمليات اإلرهابية لهذا التنظيم على الوضع األمني والسياسي لليمن‬
‫‪ ،‬واملواقف الدولية إزاء هذه التطورات وتداعياتها على املنطقة ‪ .‬ومثلت جميع هذه املوضوعات الفئات‬
‫الرئيسة على جدول ترتيب أولويات اإلذاعة اخلاصة باألحداث في اليمن ‪.‬‬
‫فالغارات التي شنتها السلطات اليمنية على معاقل تنظيم القاعدة عادت إلى واجهة‬ ‫ ‬
‫األحداث في اليمن ‪ ،‬كما أنها عادت لتمثل مساحة ال بأس بها على مساحة اهتمام اإلذاعات الدولية‬
‫ومنها إذاعة فرنسا الدولية التي قالت ((على ما يبدو إن صنعاء تخشى من قيام تنظيم القاعدة‬
‫بعمليات ثأرية ضد سفارات أجنبية واملنشآت النفطية التي ال تستبعد أن تركز عليها في املرحلة‬
‫املقبلة))(‪. )29‬‬
‫وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية األميركية السرية على معاقل القاعدة في اليمن ‪ ،‬والتي‬ ‫ ‬
‫على ما يبدو إن عواصم الشرق األوسط كانت على علم بأمر العمليات السرية التي قررت الواليات‬
‫ُشر من معلومات عن هذا‬ ‫املتحدة القيام بها في املنطقة ‪ ،‬إال أنها تعاملت بشيء من الضيق مع ما ن ِ‬
‫األمر ‪.‬‬
‫وإزاء اخلسائر التي خلفتها الغارات األميركية بني املدنيني جراء غاراتها على معاقل القاعدة‬ ‫ ‬
‫داع إلى التنسيق ما بني القوات األميركية واحلكومية‬ ‫ٍ‬ ‫وبني‬ ‫‪،‬‬ ‫بالعمليات‬ ‫مندد‬ ‫بني‬ ‫الدولي‬ ‫املوقف‬ ‫جتلى‬
‫تفاديا لوقوع ضحايا بني املدنيني ‪.‬‬
‫وأشارت اإلذاعة إلى ((إن اجلهات العسكرية األميركية تُك ِثر من استخدام طائرات بدون طيار‬ ‫ ‬
‫لضرب األهداف ‪ ،‬وقد أظهرت التجربة في أفغانستان واليمن وأحيانا ً في العراق إن حصيلة اخلسائر من‬
‫املدنيني تفوق عشرات األضعاف احلصيلة املتوفاة من العناصر املتهمة باإلرهاب ‪ ...‬لذا فان التنسيق‬
‫مع األميركيني وغيرهم يجب أن يتم عبر األجهزة واملؤسسات من أجل تبادل املعلومات ‪ ،‬فكلما كان‬
‫التنسيق جيدا ً ودقيقا ً كلما حقق مصلحة اجلميع))(‪. )30‬‬
‫ومن الطبيعي إن لهذه الغارات وما تخلفه من خسائر بني املدنيني له انعكاسات اجتماعية‬ ‫ ‬
‫على الدول الغازية وحلفائها ‪ ،‬لذا جند إن اإلعالم اخلاص بهذه الدول يحاول (حفظ ماء الوجه) لهذه‬
‫األطراف التي تدعي الدميقراطية وتتشدق بالدفاع عن حقوق اإلنسان ‪ ،‬وال بد هنا من لفت األنظار إلى أن‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪94‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫بعض نتائج الغارات جاءت عكسية لتصب في مصلحة الطرف املستهدف الذي يستفيد من انعدام‬
‫أي خيارات لدى السكان باستثناء االنضمام إليه ‪ ،‬للثأر لضحاياهم من املدنيني على اقل تقدير ‪.‬‬
‫تاسعاً ‪ :‬اإلرهاب النووي والشرق األوسط‬
‫جدول رقم (‪ )9‬يبني الفئات النوعية اخلاصة باإلرهاب النووي والشرق األوسط‬

‫لقد جتلى ظهور هذا االجتاه بشكل واضح في اجلدول رقم (‪ )9‬من خالل املوقف الدولي والعربي‬ ‫ ‬
‫من الترسانة النووية اإلسرائيلية واملشروع النووي اإليراني ‪ ،‬فضالً عن أنشطة إيران مع كل من كوريا‬
‫الشمالية وسوريا والسودان ‪.‬‬
‫كما أن للمؤمتر الدولي الذي ُع ِق َد في األمم املتحدة ملراجعة تطبيق معاهدة احلد من االنتشار‬ ‫ ‬
‫النووي والداعي إلى جعل الشرق األوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل حضور بارز ضمن‬
‫فقرات برنامج خبر وحتليل ‪ .‬ومن املعلوم إن إسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في املنطقة التي‬
‫لم توقع على معاهدة حظر االنتشار النووي ‪ ،‬لكن ترسانتها أُبقيت دائما خارج اجلدل ‪ ،‬بل وخارج‬
‫اهتمامات اإلعالم الغربي الذي يركز حاليا ً على البرنامج النووي اإليراني الذي لم يبلغ بعد القدرة على‬
‫إنتاج أسلحة بحسب التقارير اإلعالمية ‪ ،‬ولعل األزمة التي أثارها هذا البرنامج هي التي ساهمت في‬
‫تسليط الضوء على التسلح اإلسرائيلي بحيث لم تعد حتى الواليات املتحدة األميركية قادرة على‬
‫جتاهله ‪ ،‬وان كانت تدعو عالنية إلى وجوب تأجيل مناقشة الترسانة النووية اإلسرائيلية إلى ما بعد‬
‫حتقيق السالم في الشرق األوسط ‪ ،‬وهذه الدعوى تذكر بتفاهم أميركي سوفيتي حصل منتصف‬
‫سبعينيات القرن املاضي وقضى باحلفاظ على تفوق عسكري إلسرائيل في املنطقة ‪.‬‬
‫وفي هذا اجلانب دائما ً ما تتأكد ازدواجية املعايير في السياسة اخلارجية األميركية ‪ ،‬فبينما‬ ‫ ‬
‫تدعم الواليات املتحدة برامج إنتاج الصواريخ اإلسرائيلية ‪ ،‬وال تُبدي أية معارضة حقيقية للبرنامج‬
‫النووي اإلسرائيلي ‪ ،‬جندها متارس ضغوطا ً قوية على الدول األخرى التي تسعى إلى تطوير برامجها‬
‫النووية ‪ ،‬من ذلك مثالً الضغوط األميركية على باكستان واالدعاء بأنها أصبحت ممرا ً لتوريد املواد‬
‫النووية إلى اجلماعات اإلرهابية في أفغانستان‪.‬‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪95‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫عاشراً ‪ :‬اخلالف حول قضية الصحراء الغربية‬


‫جدول رقم ( ‪)10‬‬
‫يبني الفئات النوعية اخلاصة باخلالف حول قضية الصحراء الغربية‬

‫أفادت النتائج بأن املغرب هي من أكثر األطراف املعنية بقضية الصحراء الغربية‬
‫انشغا ال ً وحراكا ً بشأنها فتبني من اجلدول رقم ( ‪ )10‬بأن املوقف املغربي قد احتل‬
‫املرتبة األولى ‪ ،‬جراء الترتيبات التي أولتها احلكومة املغربية اهتماما ً من أجل‬
‫منح الصحراويني حكما ً ذاتيا ً في مناطقهم حتت السيادة املغربية ‪ ،‬والتي رفضها‬
‫البوليساريو كونها تلغي حق االستفتاء الذي تراه طريقة إجبارية لالختيار بني‬
‫االستقالل أو االنضمام إلى املغرب‪.‬‬
‫وجراء املواقف املتباينة بني الطرفني برز موقف األمم املتحدة عبر مبعوثها‬ ‫ ‬
‫السفير (كريستوفر) الداعي إلى استكشاف أفكار جديدة للخروج من املأزق الذي‬
‫بلغته قضية الصحراء الغربية ‪ ،‬وسط مطالبة مجلس األمن الدولي األطراف‬
‫املتنازعة إليجاد مبررات واقعية من اجل جتديد مهمة مبعوث األمم املتحدة إلى‬
‫املناطق الصحراوية ‪.‬‬
‫ويظهر أن األمم املتحدة ومجلس األمن الدولي متارسان ضغوطا ً على احلكومة‬ ‫ ‬
‫املغربية من أجل إقامة االستفتاء الذي تسعى إليه البوليساريو ‪ ،‬والذي يُقر‬
‫االنفصال ‪ ،‬وهي بذلك تعتمد على السيناريو ذاته الذي يمُ ا ر َس في جنوب السودان‬
‫ما بني احلكومة السودانية واجلنوب السوداني ‪ ،‬من أجل انفصال اجلنوب السوداني‬
‫‪ ،‬ولرمبا تكون هنالك نفس الدوافع واألطماع الغربية في خيرات البلدين والتي‬
‫إزائها تشجع وتدفع إلى االنفصال ‪ ،‬لذا ألقى الوسطاء (بالكرة) في ساحة املغرب‬
‫واجلزائر‪ ،‬وهذا ما علقت عليه اإلذاعة بقولها (( يُدر ِك الوسطاء الدوليون إن التفاوض‬
‫بني املغرب والبوليساريون لن يُجدي ‪ ،‬ألن اخلالف عمليا ً هو بني املغرب واجلزائر) ( ‪، )31‬‬
‫ويأتي هذا املوقف في الوقت الذي ترى فيه اجلزائر إن النزاع يعني الصحراويني‬
‫أنفسهم ‪.‬‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪96‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫أحد عشر ‪ :‬القضية األفغانية‬


‫جدول رقم (‪ )11‬يبني الفئات النوعية اخلاصة باملواقف الدولية القضية األفغانية‬

‫لقد برزت القضية األفغانية على جدول اهتمامات اإلذاعة الفرنسية الدولية مع التصعيد‬ ‫ ‬
‫الذي قادته الواليات املتحدة ومن ورائها حلف شمال األطلسي ‪ ،‬ضد الواليات اجلنوبية األفغانية املتاخمة‬
‫للحدود الباكستانية والتي تُعرف ب(بلوشستان)‪ ،‬والتصعيد األميركي يُعتقد بأنه لغرض دفع دول‬
‫احللف املترددة لزيادة عدد قواتها في هذا البلد ‪.‬‬
‫وأوضحت التحليالت إن البلوش سئموا احلروب ‪ ،‬لكنهم ال ميلكون التأثير الكافي في قيادة‬ ‫ ‬
‫طالبان ‪ ،‬بل وقد يتعرضون لهجمات انتقامية من الطالبانيني في حال دعمهم حلكومة (كرزاي) ‪ ،‬وبهذا‬
‫مبسعى قد يكون األخير مع زعماء القبائل ‪ ،‬لعلهم‬
‫ً‬ ‫الصدد أوردت اإلذاعة إن (( الرئيس حميد كرزاي قام‬
‫يجنبون املنطقة وأهلها ويالت املعركة ‪ ،‬لكنهم مثله ال ميلكون التأثير في قيادة طالبان ‪ ،‬ويختلفون‬
‫عنه في كونهم معرضني النتقامات الطالبانيني ‪ ،‬فضالً عن أنهم سئموا احلروب ‪ ،‬وكل ما يريدونه‬
‫هو ضمانات بعدم التعرض للمدنيني وببقاء القوات في املنطقة إلى حني التأكد من استتباب الوضع‬
‫واستحالة عودة طالبان ومقاتليها ليفرضوا األمر الواقع عليهم ‪ ،‬لكنها ضمانات ميكن إعطائها‬
‫ويصعب احترامها))(‪. )32‬‬
‫يتضح من ذلك بأن هنالك جهات واقعة حتت ضغط األطراف املتناحرة وبحكم التداخل‬ ‫ ‬
‫ً‬
‫االجتماعي واجلغرافي فأنه من الصعب التخلي أو الركون جانبا بحيث تضمن هذه اجلماعات املساملة‬
‫أو التي تفضل لغة احلوار إن صح التعبير ‪ ،‬عدم تعرضها لضربات من قوات التحالف ‪ ،‬وفي الوقت ذاته‬
‫تقع ضحايا لهجمات الفصائل املسلحة عند معاودتها ‪ ،‬حيث ال تعطي القوات الدولية ضمانات لبقاء‬
‫قواتها ‪ ،‬ورمبا يكون سبب ذلك تخوفها من زيادة عدد خسائرها في حال بقاء قواتها في هذه املناطق‬
‫‪ ،‬وهذا في حد ذاته يشير إلى إن قوات حلف األطلسي تعطي مبررا ً لنفسها لزيادة عدد اخلسائر بني‬
‫املدنيني وعدم قدرتها على حمايتهم سواء من هجماتها أو من ردود الفعل االنتقامية من قبل قوات‬
‫طالبان ‪.‬‬
‫كما يظهر التناقض جليا ً في موقف حلف شمال األطلسي ثانية إلى جانب موقفها هذا ‪،‬‬ ‫ ‬
‫فقبل عقدين من الزمن بذلت هذه القوى ذاتها كل شيء من أجل عسكرة هذه املنطقة لتمكينها من‬
‫طرد االحتالل السوفيتي ‪ ،‬وهي ذاتها التي يُراد اآلن تطبيع الوضع فيها ‪.‬‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪97‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫اثنا عشر ‪ :‬الدميقراطية في األردن‬


‫جدول رقم (‪ )12‬يبني الفئات النوعية اخلاصة بالدميقراطية في األردن‬

‫كشف اجلدول رقم (‪ )12‬إن هناك اختالفا ً في التوجهات ما بني املواقف احلكومية األردنية من‬ ‫ ‬
‫جانب والقوى السياسية والشعبية من جانب آخر جتاه القانون اجلديد املؤقت لالنتخابات البرملانية ‪.‬‬
‫فقد أظهرت النتائج إن املوقف الرافض للقانون اجلديد من قبل القوى السياسية جاء باملرتبة‬ ‫ ‬
‫األولى ‪ ،‬وتأتي انتقادات األحزاب املعارضة نتيجة التمسك بقاعدة الصوت الواحد الذي يُعد مؤشرا ً إلى‬
‫عدم احلرص على إصالح القانون السابق خصوصا ً مع استبعاد النسبة أو التقسيم اجلغرافي للدوائر‬
‫‪ ،‬ومن املآخذ التي يرونها على القانون اجلديد انه يتعمد تفتيت النسيج االجتماعي ومن ثم بعثرة‬
‫األصوات وممهدا ً من جديد لبرملان خدماتي وليس تشريعي باملعنى املتعارف عليه ‪.‬‬
‫وبهذا الصدد أعربت القوى الشعبية عن انتقادها لهذا القانون ‪ ،‬ورأت إن جتربة عام ‪1989‬م‬ ‫ ‬
‫تُعد مقياسا ً لالنتخابات التي ميكن أن تؤتي ببرملان قوي إذا اعت ُِم َد فيها نظام القوائم الذي أتاح التنافس‬
‫بني األحزاب والتحالفات ‪ ،‬لكن عدم تعايش السلطة ال مع برملان قوي وال مع برملان هزيل هزَّ الثقة‬
‫الشعبية باالنتخابات وهذا ما يفترض أن يُعالج في االقتراع املقبل ‪.‬‬
‫من جانب آخر ترى احلكومة الداعمة له إن القانون جاء بعد مخاض طويل ونتيجة لتشاور‬ ‫ ‬
‫احلكومة مع هيئات سياسية ورقابية وبحثية لبلورة هذا القانون ‪.‬‬
‫نتائج البحث ‪:‬‬
‫يخلص هذا البحث إلى مجموعة من النتائج هي‪:‬‬
‫سلم اهتمامات إذاعة فرنسا الدولية ‪ ،‬من بني‬ ‫َّ‬ ‫‪-3‬إن القضية الفلسطينية احتلت املرتبة األولى على ُ‬
‫أحداث وقضايا عالم اجلنوب ‪ ،‬وهذا يدل على أن القضية الفلسطينية تبقى احملور األول ضمن اهتمامات‬
‫وأجندة اإلذاعة التي كانت الدافع األول لتأسيسها من أجل شرح وجهة نظر احلكومة الفرنسية‬
‫للعالم واملنطقة جتاه هذه القضية منذ اللحظات األولى لبروزها ‪.‬‬
‫‪-4‬احتلت العالقة البينية بني الدول العربية املرتبة الثانية بحسب ما أفضت اليه نتائج حتليل احملتوى ‪،‬‬
‫وقد ركزت اإلذاعة في هذا االجتاه على اخلالفات السياسية بني احلكومات العربية من جهة ‪ ،‬وبني نظام‬
‫سياسي ورعايا دولة أخرى حليفة لها ‪.‬‬
‫‪-5‬ركزت اإلذاعة بالدرجة الثالثة على العالقات العربية الدولية ‪ ،‬وتبني إن جميع القضايا التي تناولتها‬
‫اإلذاعة في هذا احملور هي عبارة عن أزمات بني الدول العربية ودول بعينها ‪ ،‬باستثناء ما تناولته اإلذاعة‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪98‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫على صعيد العالقات االقتصادية اللبنانية الفرنسية بشيء من االيجابية ‪ ،‬ويأتي االهتمام بهذا اجلانب‬
‫متوافقا ً مع اهتمام احلكومة الفرنسية بلبنان كمركز مهم لالقتصاد والتجارة في املنطقة ‪ ،‬فضالً عن‬
‫العالقات التاريخية بني البلدين منذ االحتالل الفرنسي لهذا البلد ‪.‬‬
‫وفي ذات االجتاه تتكشف مواقف دول الشمال جتاه قضايا وشؤون دول اجلنوب ‪ ،‬فيتج ّلى املوقف الغربي‬
‫جتاه إيران ومشروعها النووي ‪ ،‬من خالل إثارة موضوع األنشطة النووية ومحاولة تصنيعها وامتالكها‬
‫والتي أثارت كل من الواليات املتحدة األميركية ودول الغرب ‪ ،‬األمر الذي وصل بأميركا لطرح خيارات‬
‫عديدة للتعامل مع هذا امللف من بينها خيار استخدام القوة ضد إيران و في الوقت الذي تعد فيه كل‬
‫من واشنطن وموسكو إن من حق إسرائيل البقاء على تفوقها النووي حلني إبرام معاهدة سالم ‪ ،‬وهنا‬
‫تتج ّلى بوضوح االزدواجية في مواقف دول الشمال جتاه دول املنطقة ‪.‬‬
‫‪-6‬أما امللفات العربية كملفي العراق والسودان ‪ ،‬فكانا من املواضيع الرئيسة التي تناولتها اإلذاعة‬
‫بالتحليل ‪ ،‬ولكن ما يعاب على توجهات اإلذاعة إزاء هذه امللفات ‪ ،‬أنها غالبا ً ما تشير إلى املواقف أو‬
‫النتائج السلبية على كل تطور ‪ ،‬فإذا ما حتدثت عن االنتخابات العراقية توقفت كثيرا ً عن دور دول اجلوار‬
‫في هذه االنتخابات مشككة في نوايا هذه الدول ودورها في توجيه العملية السياسية وفقا ً ألجندتها‬
‫‪ ،‬واحلال ذاته بالنسبة للملف السوداني فلم جند في جميع التحليالت إشارة إلى موقف ايجابي رسمي‬
‫من قبل احلكومة ‪ ،‬ففي الوقت الذي يشخص به إن التحليالت قد المست هذه األحداث من بعيد‬
‫مركزة في الوقت ذاته على اجلانب السلبي ‪ ،‬وكأنها تهدف لزيادة التوترات ‪ ،‬وهذا يتج ّلى بوضوح في‬
‫موافقة السودان على مطالب الدول الغربية الداعية إلى إجراء استفتاء في اجلنوب ‪ ،‬حيث جند اإلذاعة‬
‫ركزت بالدرجة األساس على اجلوانب السلبية ولم تعطي أهمية ايجابية ملواقف احلكومة السودانية‬
‫ملوافقتها على االستفتاء حيث عدتها مرغمة على ذلك وان وافقت فإنها ترجتي حتقيق أهداف متكنها‬
‫من االستمرار باحلكم ‪.‬‬
‫واحلال ذاته ينطبق على موقف احلكومة املغربية حول منح البوليساريو حكم ذاتي ‪ ،‬وكذلك‬ ‫ ‬
‫املوقف جتاه حكومة األردن التي أقرت قانونا ً جديدا ً لالنتخابات ‪ ،‬إذ ركزت على النقاط السلبية جتاه هذه‬
‫املواقف دون الوقوف على وجهة النظر األخرى ‪.‬‬
‫‪-5‬أبرزت اإلذاعة موقف احلكومة اليمنية من تنظيم القاعدة وعمليات التنظيم ضد املنشآت النفطية‬
‫والسفارات األجنبية في اليمن ‪ ،‬فضالً عن العمليات األميركية السرية على معاقل القاعدة ‪،‬‬
‫وانعكاسات ذلك على املواقف الدولية من األحداث في اليمن ‪.‬‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪99‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫هوامش ومصادر البحث ‪:‬‬


‫‪ -1‬حسن عماد مكاوي و عادل عبد الغفار ‪ ،‬اإلذاعة في القرن احلادي والعشرين‪( ،‬القاهرة‪ :‬الدار املصرية‬
‫اللبنانية ‪ ،‬سلسلة املكتبة اإلعالمية ‪ ، )2008 ،‬ص‪ ،34‬نقالً عن‪ ، Hilliard : 1982 :‬ص‪13‬‬
‫‪ -2‬أديب خضور ‪ ،‬اإلعالم العربي على أبواب القرن احلادي والعشرين ‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ -3‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص ص‪. 18-17‬‬
‫‪ -4‬يوزفني ماتوس ‪(( ،‬التأثير املتبادل للراديو والتلفزيون في ميدان اإلعالم)) ‪ ،‬مجلة الفنون اإلذاعية ‪،‬‬
‫(بغداد‪ :‬معهد التدريب اإلذاعي والتلفزيوني ‪ ، )1972 ،‬ص‪. 88‬‬
‫‪ -5‬سعد لبيب وكرم شلبي ‪ ،‬الصحافة اإلذاعية ‪( ،‬بغداد‪ :‬معهد التدريب اإلذاعي ‪ ، )1972 ،‬ص‪. 123‬‬
‫‪ -6‬مقابلة مع أنطوان شوارتز ‪ ،‬جريدة الشرق األوسط ‪ ،‬العدد (‪ )10302‬بتاريخ ‪ .2007/2/11‬نقالً عن ‪:‬‬
‫إياد خليل إبراهيم ‪(( ،‬البناء الفني لبرامج الريبورتاج في إذاعة مونت كارلو‪:‬دراسة حتليلية))‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة ‪( ،‬جامعة بغداد‪ :‬كلية اإلعالم ‪ ، )2010 ،‬ص‪. 139‬‬
‫‪ -7‬حسني رشيد العزاوي ‪(( ،‬التعليقات السياسية في إذاعة صوت أميركا ودعوتها إلى النظام الدولي‬
‫اجلديد)) ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪( ،‬جامعة بغداد‪ :‬كلية اآلداب ‪ ، )2000 ،‬ص‪. 35‬‬
‫‪ -8‬عماد حسن مكاوي ‪ ،‬إنتاج البرامج للراديو والتلفزيون‪ :‬النظرية والتطبيق ‪ ( ،‬القاهرة ‪ :‬مكتبة االجنلو‬
‫املصرية ‪ ، ) 1989 ،‬ص‪. 308‬‬
‫‪ -9‬رجاء وحيد دويدري ‪ ،‬البحث العلمي ‪ ،‬أساسياته النظرية وممارسته العلمية‪( ،‬دمشق‪ :‬دار الفكر ‪،‬‬
‫‪ ، )2000‬ص‪. 215‬‬
‫‪ -10‬حمدي قنديل ‪(( ،‬اإلذاعة في الوضع االتصالي اجلديد في الوطن العربي)) ‪ ،‬مجلة اإلذاعات العربية ‪،‬‬
‫(تونس‪ :‬احتاد إذاعات الدول العربية ‪ ،‬العدد‪ ،)1997 ، 3/‬ص‪. 25‬‬
‫‪ -11‬املصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 27‬‬
‫‪ -12‬رضا النجار ‪(( ،‬مستقبل اإلذاعة الصوتية)) ‪ ،‬مجلة اإلذاعات العربية ‪( ،‬تونس‪ :‬احتاد إذاعات الدول‬
‫العربية ‪ ،‬العدد‪ ، )1997 ، 3/‬ص‪. 33‬‬
‫‪ -13‬هادي نعمان الهيتي ‪ ،‬صحافة األطفال في العراق ‪ ،‬نشأتها وتطورها مع حتليل محتواها وتقييمها‬
‫‪( ،‬بغداد‪ :‬دار الرشيد للنشر ‪ ، )1979 ،‬ص‪. 68‬‬
‫‪ -14‬نواف عدوان وهادي نعمان الهيتي ‪(( ،‬اجتاهات نشرات أخبار التلفزيون (اإلسرائيلي) باللغة العربية)) ‪،‬‬
‫مجلة البحوث ( بغداد ‪ :‬املركز العربي لبحوث املستمعني واملشاهدين ‪ ،‬العدد(‪ ، )9‬آب ‪ ، )1983‬ص‪. 68‬‬
‫‪ -15‬محمد عبد احلميد ‪ ،‬حتليل احملتوى في بحوث اإلعالم ‪ ،‬املكتبة اجلامعية ‪( ،‬جدة‪ :‬دار الشروق ‪)2009 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪. 115‬‬
‫‪ -16‬برنامج خبر وحتليل‪ :‬انظر املوقع ‪ http://mc-douliya.com :‬بتاريخ ‪.2010/3/11‬‬
‫‪ -17‬برنامج خبر وحتليل‪ :‬انظر املوقع ‪ http://mc-douliya.com :‬بتاريخ ‪.2010/4/14‬‬
‫‪ -18‬برنامج خبر وحتليل‪ :‬انظر املوقع ‪ http://mc-douliya.com :‬بتاريخ ‪.2010 /3/9‬‬
‫‪ -19‬برنامج خبر وحتليل‪ :‬انظر املوقع ‪ http://mc-douliya.com :‬بتاريخ ‪.2010/3/11‬‬
‫‪ -20‬برنامج خبر وحتليل‪ :‬انظر املوقع ‪ http://mc-douliya.com :‬بتاريخ ‪.2010/3/24‬‬
‫‪ -21‬برنامج خبر و حتليل‪ :‬انظر املوقع‪ http://mc-douliya.com :‬بتاريخ ‪.2010/4/16‬‬
‫‪ -22‬برنامج خبر وحتليل‪ :‬انظر املوقع ‪ http://mc-douliya.com :‬بتاريخ ‪.2010/4/21‬‬
‫‪ -23‬برنامج خبر وحتليل‪ :‬انظر املوقع ‪ http://mc-douliya.com :‬بتاريخ ‪.2010/4/11‬‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬


‫‪100‬‬ ‫أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية‬

‫‪ -24‬برنامج خبر وحتليل‪ :‬انظر املوقع ‪ http://mc-douliya.com :‬بتاريخ ‪.2010/4/20‬‬


‫‪ -25‬برنامج خبر وحتليل‪ :‬انظر املوقع ‪ http://mc-douliya.com :‬بتاريخ ‪.2010/4/29‬‬
‫‪ -26‬عصام عبد الفتاح ‪ ،‬دارفور وجع في قلب العروبة ( القاهرة ‪ :‬كنوز للنشر والتوزيع ‪ ،‬ط‪،)2009 ،2‬‬
‫ص‪. 6‬‬
‫‪ -27‬محمد بن مبارك العرميي ‪ ،‬قضايا معاصرة في البعدين السياسي واإلعالمي ( دمشق ‪ :‬دار نينوى‬
‫للدراسات والنشر والتوزيع ‪ ، ) 2009 ،‬ص‪. 23‬‬
‫‪ -28‬برنامج خبر وحتليل‪ :‬انظر املوقع ‪ http://mc-douliya.com :‬بتاريخ ‪.2010/4/15‬‬
‫‪ -29‬برنامج خبر وحتليل‪ :‬انظر املوقع ‪ http://mc-douliya.com :‬بتاريخ ‪.2010/3/12‬‬
‫‪ -30‬برنامج خبر وحتليل‪ :‬انظر املوقع ‪ http://mc-douliya.com :‬بتاريخ ‪.2010/3/14‬‬
‫‪ -31‬برنامج خبر وحتليل‪ :‬انظر املوقع ‪ http://mc-douliya.com :‬بتاريخ ‪.2010/3/17‬‬
‫‪ -32‬برنامج خبر وحتليل‪ :‬انظر املوقع ‪ http://mc-douliya.com :‬بتاريخ ‪.2010/3/25‬‬
‫(*) – هنالك أيام بعينها لم يظهر بها البرنامج على املوقع االلكتروني لإلذاعة ‪ ،‬فضال عن يومي السبت‬
‫واألحد ‪ ،‬وقد حاول الباحث تسجيلها من اإلذاعة مباشرة عن طريق اإلنصات الشخصي لكن تبني‬
‫للباحث إن البرنامج قد ُح ِجب أليام بعينها وألسباب يجهلها الباحث ‪.‬‬
‫(**)‪ -‬لقد استبعد الباحث (‪ )15‬فئة كونها ال تبت إلى عالم اجلنوب والقضايا العربية بصلة‪ ،‬ليصبح‬
‫العدد الكلي لفئات التحليل (‪ )336‬فئة موزعة على الفئات الرئيسة ‪.‬‬
‫(***) – االبرتايد يرمز إلى سياسة التمييز والتفرقة العنصرية املطبقة في جمهورية جنوب أفريقيا ‪.‬‬

‫الباحث االعالمي‬ ‫العدد ‪ 14‬ت‪.1‬ت‪ .2‬ك ‪2011 / 1‬م‬

You might also like