Professional Documents
Culture Documents
12
12
متوافقا ً مع اهتمام احلكومة الفرنسية بلبنان كمركز مهم لالقتصاد والتجارة في املنطقة ،فضالً عن
العالقات التاريخية بني البلدين منذ االحتالل الفرنسي لهذا البلد .
املقدمة :
ظهرت اإلذاعة منذ مطلع القرن املاضي كوسيلة لنقل الرسائل املسموعة ،وسرعان ما تبني
للدول والهيئات واألحزاب مدى فاعلية وتأثير هذه الوسيلة اإلعالمية في اجلماهير ،ما دفعها للتخطيط
والسعي المتالك وسائلها اإلعالمية اخلاصة بها ،وذلك ضمانا لتكوين رأي عام يدعم سياساتها .
وقد حققت اإلذاعات عبر تاريخها تأثيرات كبيرة في اجتاهات اجملتمع وسلوكياته ،إذ أعلن (موسوليني)
قدميا بأنه لوال الراديو لم يكن ليستطيع توحيد ايطاليا ،ويظن البعض إن الراديو كان احد األسباب
الرئيسة التي ساهمت في خلق شعبية جارفة وتأثير كبير للرئيس األميركي (روزفلت) من خالل إجادة
استخدامه لهذه الوسيلة(. )1
ويشير تاريخ اإلذاعة في الوطن العربي إلى بدايتها املتواضعة وهي تشق طريقها لتصبح
وسيلة اتصال متميزة وفاعلة ،خاصة وان جميع الظروف كانت مواتية لنجاحها ،فكانت اجلماهير
تتوجه أوال إلى اإلذاعة عند حدوث أي تغيير سياسي في شكل السلطة إلى احلد الذي قيل فيه في
بعض البلدان العربية إن من يحتل اإلذاعة يستلم السلطة ،وأصبح مشهورا أسلوب البالغ رقم
واحد(.)2
وقد عرفت معظم الدول العربية اإلذاعة كوسيلة اتصال أثناء مرحلة االستعمار األوربي ،إذ
متيزت اإلذاعة في تلك املرحلة بتبعيتها املطلقة للدولة االستعمارية ،كما شكلت اإلذاعات الدولية
املوجهة واحدا ً من املصادر املهمة إن لم يكن املصدر األكثر أهمية ملعرفة املواطن العربي حقيقة
ما يجري في بلده وأمته وعامله ،وتزايدت أهمية الدور الذي تؤديه اإلذاعات في تكوين النسق املعرفي
وترتيب أولويات املواطن العربي إزاء القضايا والظواهر والتطورات التي يشهدها من خالل تكوين الصور
وترسيخ املعاني وتأكيد القيم في ذهنه ووجدانه ( . )3وعلى الرغم من استحواذ الفضائيات على نسبة
كبيرة من املشاهدين إال إن شريحة واسعة من اجلمهور العربي ال زالت على ارتباط دائم مع اإلذاعات
الدولية املوجهة إليها باللغة العربية ،لتلبيتها بعضا من احتياجاتها ورغباتها في الوقت املناسب ،
فهي متثل احد املصادر الرئيسة في احلصول على األخبار خالل ساعات النهار ،إذ وجدت مكانها عند
املستمع بشكل عام واملستمع العربي بشكل خاص ،كونها ركزت على الفنون اإلذاعية كالتعليق
واحلوار السياسي والتحليل والبرامج ذات اإليقاع السريع متخلي ًة في الوقت نفسه عن البرامج التي
ميكن أن يقدمها التلفزيون أو الصحافة بصورة أفضل(. )4
فدور اإلذاعات املوجهة لم ينت ِه عند تقدمي االستعراض اإلخباري السريع الذي يتمثل في
نشرات األخبار ،فهناك موضوعات تتناولها النشرات اإلخبارية وال يكتفي بها املستقبلون ألهميتها أو
الرتباطها اخلاص بحياتهم مبجرد املعرفة السريعة السطحية التي يتيحها النشر ،فهم يريدون املزيد
من املعرفة بجوانب املوضوع اخملتلفة .
وترى هيئات إذاعية نفسها انه من املفيد تكوين رأي عام حول موضوع معني مما تشمله
األحداث اجلارية سواء كان للهيئة هدف تريد أن توجه إليه الرأي العام ،أم إنها تريد فقط توجيه اهتمام
الناس إلى أن يكونوا رأيا ً ما في هذا املوضوع ،وال يأتي هذا إال مبزيد من التعمق في استعراض املوضوع
وتقدمي وجهات النظر اخملتلفة أو املتعارضة حوله ،األمر الذي ال تتحمله نشرات األخبار بشكلها
التقليدي .
وهذا ما يؤكد عليه خبراء اإلعالم من إن مهمة اإلعالم بالنسبة لكل وسائل االتصال
اجلماهيري ال تقف عند مجرد األخبار ،بل متتد أو يجب أن متتد إلى تفسير مغزى األخبار ومعاونة
املستقبل أو توجيهه في بعض األحيان لتكوين وجهة نظر بشأن مسار األحداث اجلارية .لكل هذا اتفق
الرأي على عدم اقتصار اخلدمة اإلعالمية في الراديو على نشرات األخبار فقامت إلى جانبها أشكال
أخرى في نطاق الصحافة اإلذاعية إلكمال حتقيق الهدف اإلعالمي للخدمة ،وتأتي في مقدمتها برامج
التحقيقات اإلذاعية ،البرامج اإلذاعية ،برامج اجملالت ،التعليق ،التحليل(. )5
ولإلذاعات املوجهة اليوم أهمية كبيرة لتأثيراتها في اجتاهات اجلمهور وحتديد مواقفه وترتيب
أولوياته إزاء مختلف القضايا التي تدور حوله ،إذ تسهم إلى حد كبير في تشكيل الرأي العام وحتديد
اجتاهاته ،ورسم تصوره عما يجري حوله في العالم ،في ضوء ما تقدمه من أخبار وآراء وحتليالت .لذلك
تلجأ املؤسسات األكادميية اإلعالمية ومراكز البحوث والباحثني إلى دراسة مضامني برامج هذه اإلذاعات
بهدف حتديد اهتمام املؤسسات اإلذاعية بالقضايا الدولية .ويأتي هذا البحث ضمن هذا السياق .
موضوع البحث ومشكلته ومنهجه :
قادت التطورات التقنية التي شهدها اجملال اإلذاعي إلى ظهور اإلذاعات الدولية في بدايات
العقد الثاني من القرن العشرين ،إذ كانت مبثابة ثورة جذرية في رسائل االتصال .ففي الوقت الذي
بدأت فيه أسس اإلذاعة الدولية تتكشف أخذت الدول األوربية تتسارع في االنضمام إلى هذا املضمار
موجهة برامجها بلغات الدول املوجهة إليها .وكانت إذاعة مونت كارلو الدولية إحدى هذه اإلذاعات التي
بدأت البث عام 1942م ،من مدينة مونت كارلو ،لكن بثها باللغة العربية لم يكن إال في عام 1972م ،إذ
كان حلرب حزيران عام 1967م ،دور أساسي في دفع الرئيس الفرنسي (شارل ديغول) إلى التفكير بأهمية
تأسيس إذاعة فرنسية تخاطب العرب بلغتهم ،مدركا إن االضطرابات السياسية في هذه املنطقة
من العالم ليس بالعابرة ،ومن ثم البد من وسيلة إعالمية تتمتع باستقالل معني في موادها التحريرية
،وتعطي لفرنسا صوتا في منطقة ما يسمى بالشرق األوسط ،فطلب استحداث إذاعة تبث باللغة
العربية ومبنظور فرنسي ،توجه برامجها إلى تلك املنطقة املضطربة أصال واملرشحة وفق رؤيته ملزيد
من االضطرابات( ، )6وذلك بغية اطالع اجلمهور العربي واألنظمة السياسية في البالد العربية بوجهة
النظر الفرنسية إزاء القضايا واألحداث العاملية ،وتأكيد صالتها وعالقاتها بدول املنطقة ،كما ميكن
عدها أداة مساندة في تنفيذ سياساتها اخلارجية(.)7
لذا فان موضوع البحث يتناول فقرة إذاعية إخبارية دأبت اإلذاعة الفرنسية على تقدميها
أسبوعيا من االثنني إلى اجلمعة عند الساعة الرابعة والربع صباحا ً ويعاد بثها خالل الفترات اإلخبارية
الصباحية واملسائية ،يعدها ويقدمها الصحافي والكاتب اللبناني (عبد الوهاب بدر خان) ويتراوح
وقت هذه الفترة كمعدل بني دقيقتني ودقيقتني وربع أحيانا ،وتصاغ على شكل حتليل له سمات مميزة
ويستعني بلغة معبرة وأسلوب يثير انتباه املتلقي هي «خبر وحتليل» ،ويندرج ما يقدمه بدر خان في
إطار فن التحليل اإلخباري الذي يعد شرحا ً للخبر ومقابلته باألخبار األخرى املتعلقة بنفس املوضوع أو
القضية سواء كانت متوافقة معه أم معارضة له .ويستعرض احمللل األنباء اخلاصة مبوضوع معني بعد
ترتيبها بحيث يسهل على املستمع املقارنة واالستنتاج املنطقي ،فهدف احمللل هو أن يشرح ويفسر
ويبسط بدون أن ينحاز إلى رأي أو اجتاه معني ،غير انه من الصعب أن يصل احمللل إلى هذا احلياد التام عند
تقدمي التحليل ،ذلك إن االنحياز والتوجيه ميكن أن يتم عن طريق أسلوبه في شرح األخبار وتفسيرها ،
ولهذا يُقال إن التجرد واحلياد الكامل عند تقدمي التحليل يتعذر حتقيقه في الواقع(. )8
وهذا يعني إن هذه الفقرة هي إحدى (الفنون اإلخبارية) التي دأبت اإلذاعة الفرنسية على
تقدميها جلمهورها محاولة إيجاد صورة متفردة لهذا العمل اإلذاعي مما استوجب االلتفات إليها
ودراستها علميا ً ،خاصة وان كل مفردة من مفردات هذا التحليل تتناول موضوعا ً قائما ً بذاته ،وان
غالبية املوضوعات احملللة سياسية أو قضايا متت إلى السياسة بصلة ومبجملها تُعنى بشؤون الوطن
العربي وعالم اجلنوب ومشاكله وقضاياه .
ومن هنا فان هذا البحث يتناول مضامني برنامج خبر وحتليل من خالل إخضاع مجاالت
املشكالت التي يتناولها بحثنا للتحليل ،ال سيما وان البرنامج يثير اهتمام ومتابعة املستمع العربي
على وجه اخلصوص ،وعلى هذا فان التقصي عن مضامني البرنامج له ضروراته وأهميته ،ويُعد هذا
البحث محاولة في هذا السياق .
وبغية التعرف على مضامني هذا البرنامج تبني أن االستعانة بأسلوب حتليل املضمون تقود
إلى الوصول لهدف البحث ذلك إن حتليل املضمون يُعد وسيلة من وسائل جمع البيانات ،إذ يستخدم
كأداة في حتليل محتوى املادة التي تقدمها وسائل االتصال اجلماهيري ،كما إن حتليل احملتوى هو األداة
احلديثة التي ميكن بواسطتها التعبير الكمي والدقيق عن الظواهر واألحداث والكتابات التاريخية ...
ويستند أسلوب حتليل املضمون في جانب منه إلى إن اجتاهات اجلماعات واألفراد تظهر بوضوح في
كتاباتها وأقوالها ،فإذا ُحلِلت هذه الكتابات واألقوال فان ذلك يكشف عن اجتاهات هذه اجلماعات(. )9
أهمية البحث :
يستمد هذا البحث أهميته من جوانب عديدة ،منها ما يتعلق بأهمية اإلذاعة ومكانتها
بني املتلقني وخصائصها التي مكنتها من الوصول إلى كافة املتلقني حتى ولو كانوا أميني مخترق ًة
احلواجز الرقابية كافة ،ما أوجد جمهورا كبيرا لإلذاعة بشكل دفع احلكومات الستخدامها كوسيلة
من وسائل اإلعالم الدولي أو الدعاية ،خاصة في أوقات األزمات والتوتر واملواجهات السياسية أو
العسكرية ،وأخذت هذه احلكومات باحلسبان املستمعني العرب ،فأولت اهتماما بطبيعة املواد املذاعة،
فاتسعت مساحات املضمون السياسي وغيرها من املضامني بعد أن كان البث اإلذاعي مهتما ً بشكل
اكبر مبضامني التسلية والترفيه ،بخاصة بعد امتداد البث إلى ما وراء احلدود ما اوجب أن حتظى املواد
اإلعالمية املوجهة بعناية فائقة وان تتوافق مع سياسة الدولة صاحبة اإلذاعة .
وقد ازدادت أهمية اإلذاعات بعد أن أصبحت الترددات الفضائية املطلوبة للراديو متوافرة على
هامش سعة ال( )TRANSPONDERالفضائي ،وكذلك بسبب الهياكل اإلدارية التي كانت قائمة على
تسيير قنوات التلفزيون التي ميكنها أن تسير قنوات الراديو بعناء إضافي ال يذكر(. )10
وقد انعكس هذا التطور بالتأكيد على املتابعة وزيادة عدد املستمعني وإسهام املستمعني في
صنع البرامج في عصر اإلعالم التفاعلي ( ، )INTERACTIVEآخذين باحلسبان إن التطور التكنولوجي
ليس وحده القادر على إحداث التقدم ،ولكنه يقوم أساسا على الرسالة التي حتملها تلك األجهزة ،أي
على البرامج ومضمونها وقوالبها انطالقا من أهدافها بالتوجه إلى املستمعني في كافة أرجاء العالم
،وتفرضها كذلك املنافسة الشديدة بني هذه اإلذاعات (. )11
كما تنبع أهمية البحث من وضع اإلذاعة الصوتية في الوقت احلاضر والذي على ما يبدو
في صحة جيدة في زمن توسع فيه البث التلفزيوني وانتشار ظاهرة شركات التلفزيون اخلاصة وتعدد
الوسائط واالنفجار أملعلوماتي املذهل في شبكة االنترنت وتزايد عدد مستخدميها .
بالرغم من كل ذلك فان حجم االستماع لإلذاعة الصوتية مستقر بل في تزايد ،فقد اضطرت
الباحث االعالمي العدد 14ت.1ت .2ك 2011 / 1م
82 أحداث عالم اجلنوب وقضاياه في إذاعة فرنسا الدولية
اإلذاعة للتطور والتغيير ومواكبة العصر ومواجهة املنافسات العديدة التي زاحمتها ،مغير ًة برامجها
أمناطا وإيقاعا ،ومهتم ًة أكثر بفترات بث متميزة كالفترة الصباحية ،فضالً عن تخصيصها مساح ًة
أوسع لألخبار والبرامج اإلخبارية مركز ًة على ميزة اإلذاعة من قربها للمستمع ومصداقيتها مقارنة
بأزمة املصداقية التي شملت معظم وسائل اإلعالم املكتوبة والتلفزيونية (. )12
ويؤكد ذلك أن اإلذاعة ال زالت احد أهم وسائل االتصال التي يتفاعل معها اجلمهور ويستقي
منها معلوماته ،كما اتخذت اإلذاعات مواقع لها على شبكة االنترنت لتقدم من خاللها البرامج
اخملتلفة التي لم جتد التي لها متسعا ً من الوقت في البث العادي .وهذا التطور في تكنولوجيا اإلذاعة
يُعد عنصرا أساسيا في تطور وتنوع احملتويات والبرامج ،ما زاد من عدد املستمعني لبرامجها األمر الذي
دفع احلكومات الستخدام هذه الوسيلة للتعبير عن سياساتها وإيصال برامجها إلى اجلمهور .
هدف البحث :
يهدف البحث إلى إخضاع مضمون برنامج ( خبر وحتليل ) للتحليل بقصد حتديد أحداث و
قضايا دول اجلنوب بضمنها األحداث و القضايا العربية عبر هذا الشكل اإلذاعي الفني ،خاصة وان هذا
البرنامج يحضا باهتمام جمهور غير قليل.
وعلى هذا فان البحث ذو شق سياسي يأخذ في اهتمامه حدود أو مجاالت «التحليل» لقضايا
وأحداث عالم اجلنوب ،كما يروم اإلجابة عن تساؤالته الفرعية اآلتية :
-1ما القضايا العربية التي تضعها اإلذاعة ضمن ترتيب أولوياتها ؟
-2ما حدود تناول اإلذاعة للعالقات العربية مع دول الغرب والعالقات البينية بني الدول العربية؟
-3ما طبيعة العالقات العربية مع دول اجلوار ؟
-4ما هي مواقف دول الشمال من قضايا وشؤون دول اجلنوب ؟
-5ما هي أهم األحداث التي أولتها اإلذاعة أهمية ضمن فقرة حتليلها هذه ؟
خطوات التحليل :
سار هذا البحث في حتديد أولويات قضايا اجلنوب والقضايا العربية في إذاعة فرنسا الدولية وفق
اخلطوات اآلتية :
-1حتديد عينة البحث -2 .حتديد وحدات التحليل -3 .حتديد فئات التحليل.
-4جدولة الفئات -5 .حساب تكرار الفئات وتبويبها -6 .صدق التحليل .
-7ثبات التحليل .
عينة البحث :
ملا كان برنامج ( خبر وحتليل ) يقدم يوميا باستثناء يومي السبت واألحد ،لذا وجد الباحث إن
ً ً ً
مجاال زمنيا مدته ثالثة أشهر ،للمدة من 3/1ولغاية 2010/5/30يعد مجاال كافيا للوصول إلى إجاباتً
وضعت هدفا ً للبحث ،وقد اختار الباحث هذه املدة لعدم وجود توثيق لهذا بخصوص األسئلة التي ِ
البرنامج على موقع اإلذاعة االلكتروني ،وان ُو ِج َدت فهي عبارة عن حلقات متفرقة وملدد زمنية متباعدة
خضعت للتحليل هي ( )63حلقة(*). .وبذلك فان عدد احللقات التي أ ُ ِ
حتديد وحدات التحليل :
يتطلب حتليل احملتوى حتديد وحدة التحليل ،أو وحدة السياق كما تسمى في بعض األحيان
:وهي الوحدة التي يجري في إطارها حساب فئات التحليل .مبعنى آخر ،عندما نأخذ ( احللقة )
الوحدة الطبيعية للمادة اإلعالمية وحدة للتحليل فأن فئة التحليل حتسب في إطار حلقة كلها ورمبا
نأخذ(الفقرة ) وحدة للتحليل وبذا علينا أوال أن نحصي كم تتضمن احللقة الواحدة من فقرات ثم
(**)
نحسب فئة التحليل ضمن الفقرة ،وقد تكررت الفئات في احللقات اخلاضعة للتحليل في ( )351فئة
،وقد اختار الباحث املوضوع وحد ًة للتحليل ،بعده وحده طبيعية كاملة من مادة االتصال( ، )13وهو
أكثر تعبيرا عن املوضوعات الرئيسة في احملتوى الذي يعبر عن أهم احملاور األساسية الهتمامات
البرنامج ،وهي املوضوعات السياسية وقضايا اإلرهاب والدميقراطية ،والتي مت حتديدها مسبقا ً من
خالل اطالع الباحث على مضامني عينة عشوائية من حلقات البرنامج .
حتديد فئات التحليل :
يُقصد بفئات التحليل ( )Categoriesجوهر املادة املراد التقصي عنها في احملتوى .
()14
لذلك أعد الباحث مجموعة من التصنيفات طبقا لنوعية احملتوى وهدف التحليل .ويُشترط بفئات
التحليل أن تحُ دد بدقة وان تكون شاملة خملتلف اجلوانب التي يتعرض لها الباحث في حتليله ملستوى
الرسائل االتصالية ،كذلك يجب أن تكون الفئات مستقلة ( )Independentمبعنى أن ال تقبل املادة
املصنفة حتت أي منها التصنيف حتت غيرها من الفئات ،وبصفة خاصة املعالم التي متيز فئة عن
أخرى(.)15
صدق التحليل :
نكتف باختيار عينة ميكن االختالف ِ نفترض في حتليلنا هذا حتقق الصدق ،كوننا لم
على متثيلها أو عدم متثيلها للمجتمع األصلي للبحث ،بل أجرينا التحليل على جميع التحليالت
خالل فترة البحث ،كما إننا حرصنا على اختيار فئات واضحة ودقيقة ،وعملنا على أن تتناسب
تلك الفئات مع هدف البحث ،إضافة إلى إننا لم نفترض اجتاهات مسبقة بل استخرجنا مجمل
االجتاهات التي ظهرت دون حتديد مسبق .
ثبات التحليل :
لقد اتبعنا في بحثنا هذا طريقة (االتساق عبر الزمن) إلجراء ثبات التحليل ،حيث مت إجراء
التحليل مرتني تفصل بني فترة انتهاء التحليل األول ،وبداية التحليل الثاني مدة شهر ،ومن خالل
نتائج التحليلني تبني أن ليس هناك تغييرات حدثت كأن يكون ظهور اجتاه جديد أو غياب اجتاه قدمي
تفسير النتائج :
ُ
أفضت نتائج حتليل احملتوى إلى بروز عدة فئات رئيسة وأخرى فرعية أدر ِ َجت ضمن الفئات
الرئيسة كل حسب املوضوع الذي تنطوي عليه .وقد أبرزت النتائج إن مضامني البرنامج من خالل
القضايا التي تناولها ركزت بالرجة األساس على العالقات الدولية ،وقضايا اإلرهاب والسالح
النووي ،وما يندرج حتتها من اجتاهات أفضى إليها حتليل احملتوى ،فضال عن قضايا حقوق اإلنسان
والدميقراطية .
وقد توزعت الفئات حسب تكراراتها تنازليا كما مبني في اجلدول رقم (: )1
مجموعة مؤشرات وحتركات على األرض الفلسطينية تُن ِذر بأن إسرائيل بحكومتها احلالية ماضية
في تهويد منهجي للقدس ،ومن تلك املؤشرات قرارات لتوسيع االستيطان ومحاولة للسيطرة على
املواقع الدينية وحشود مختلفة واقتحامات متكررة لباحة املسجد األقصى ،وتصعيد وحتدي من جانب
إسرائيل للمواقف الدولية الداعية للتفاوض (( ،وأوردت اإلذاعة إن الشرق األقصى ينتظر مفاوضات
جديدة ،فإذا باخلالف األمريكي اإلسرائيلي يتفجر ويلقي بظالله على املنطقة وبدل االستجابة ملطالب
واشنطن لتجاوز األزمة ،اختار رئيس الوزراء اإلسرائيلي التصعيد والتحدي ))(.)16
ومن األمور التي دفعت إلى بروز القضية الفلسطينية ضمن أولويات اإلذاعة الدولية
الفرنسية في هذه املدة تزامنها مع وصول سفن أسطول احلرية التركي قبالة شاطئ غزة واستعداد
البحرية اإلسرائيلية ملنعه من دخول ميناء املدينة احملاصر.
فيما جاء املوقف العربي من القضية الفلسطينية في املرتبة الثانية على سلم القضية
الفلسطينية ،بنسبة قدرها ( . )%31وجاء هذا ضمن التضامن العربي مع أهل غزة احملاصرين ،وعجز
األمم املتحدة عن التحرك بخصوص الوضع القانوني امللتبس لقطاع غزة ،إذ يعاني أهل غزة من وضع
أسوأ مما لو كانوا حتت االحتالل ،وجتلى املوقف العربي عندما أعلنت إسرائيل قرارها بإبعاد فلسطينيني
ب ِ َع ِّدهم متسللني إلى الضفة الغربية ،وقد وجدت معظم العواصم العربية في هذا القرار بأنه تشديد
مفتعل يرمي إلى ترحيل املواطنني الفلسطينيني من أرضهم وممارسة التطهير العرقي (( ،وقالت
اإلذاعة انه وفقا ألمر عسكري صدر قبل ستة شهور ،يفترض أن تبدأ إسرائيل اليوم مالحقة وطرد
مواطنني فلسطينيني تعتبرهم متسللني إلى الضفة الغربية ،ويعتبر املسجلون في غزة وآخرون أتوا
عمان
من اخلارج في إطار لم شمل العائالت أول املستهدفني بهذا القرار .وأفاد وزير اإلعالم األردني إن ّ
استوضحت إسرائيل فنفت وجود قرار جديد ،كما إن الرئيس السوري و مسؤولني فلسطينيني وصفوا
القرار بأنه ممارسة للتطهير العرقي والتمييز العنصري ،إذ يتمثل مبعاملة البيض للسود أيام نظام
(االبرتايد)(***) في جنوب أفريقيا ))(. )17
واحتلت توجهات احلكومة اإلسرائيلية إزاء املفاوضات واالستيطان باملرتبة الثالثة بنسبة
( ، )%14وقد جتلى موقف احلكومة اإلسرائيلية من خالل رفضها لدعوات الرباعية الدولية ووزراء خارجية
أوربا الداعي إلى التفاوض املباشر ،وأصبح املوقف اإلسرائيلي أكثر وضوحا ورفضا إليقاف االستيطان ،
بعد االتهامات اإلسرائيلية ألمريكا (( بأن الضمانات األميركية لم تعد تكفي لصرف اإلسرائيليني عن
نهج التحدي ))(. )18
فيما جاء موقف الفصائل الفلسطينية باملرتبة األخيرة وبنسبة قدرها ( ، )%10فإزاء التزمت
اإلسرائيلي أظهرت النتائج إن الوضع الفلسطيني انزلق أكثر فأكثر إلى انتفاضة جديدة يندفع إليها
الشارع .وهذه االنتفاضة كفيلة بتوحيد كلمة حركتي حماس وفتح على الرغم من خالفاتهما ،في
الوقت الذي حتاول السلطة الفلسطينية فيه تفادي مثل هذه االنتفاضة (( .انزلق الوضع الفلسطيني
أكثر فأكثر إلى انتفاضة جديدة ،انتفاضة يندفع إليها الشارع وجتد حركتا فتح وحماس رغم خالفاتهما
إنها باتت حتمية بغض النظر عما ميكن حتققه ،أما السلطة الفلسطينية فتحاول تفاديها باعتبار إن
ال مصلحة فيها على خلفية األزمة اإلسرائيلية األميركية))(.)19
كشف اجلدول رقم ( )3طبيعة العالقات بني الدول العربية التي تشهد تصدعا في عالقتها
البينية والتي احتلت املرتبة الثانية ضمن جدول اهتمامات إذاعة فرنسا الدولية بنسبة قدرها ()%12
،على سلم الفئات الرئيسة .وقد تصدرت العالقات السورية اللبنانية املرتبة األولى ب( )14تكرار
وبنسبة ظهور مقدارها (. )%34
ووقفت دواعي عديدة وراء بروز هذه املؤشرات ،فعلى الصعيد السوري اللبناني كان لزيارة
الزعيم الدرزي وليد جنبالط إلى دمشق اثر كبير على مستوى العالقات بني سوريا ولبنان ،فهذا اللقاء
وان كان ال يعني شيئا ً على املستوى العربي في نظر البعض ،إال انه يعني الكثير بالنسبة إلى عالقة
سوريا اخلاصة مع فرقاء السياسة اللبنانية .
و ُ
ش ِّب َهت الزيارة هذه بزيارة الساسة العراقيني إلى إيران (( جاءت زيارة الزعيم الدرزي اللبناني
وليد جنبالط لدمشق واستقباله من قبل الرئيس السوري بشار األسد ...،وسط مقارنات فرضت
نفسها أمس بالذات بني إقبال السياسيني اللبنانيني على دمشق ولقاء املسؤولني فيها وبني زحف
السياسيني العراقيني على طهران حتديدا ً ملناقشة املسؤولني اإليرانيني بشأن التحالفات املرتقبة
لتشكيل احلكومة اجلديدة وتوزيع املناصب الرئيسية واحلقائب الوزارية ))(. )20
كما إن لزيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد احلريري لدمشق قبل زيارته إلى واشنطن دورا ً كبيرا ً
في بروز العالقات بني البلدين بشكل واضح ضمن اهتمامات اإلذاعة.
وفيما يخص العالقات املصرية اللبنانية التي احتلت املرتبة الثانية فقد برزت على السطح
بعد صدور األحكام في قضية ما سمي ب(خلية حزب اهلل) في مصر .إذ تناولت اإلذاعة إبعاد األحكام
الصادرة بحق اخللية ،والتصعيد من جانب حزب اهلل وانتقاداته ألداء القاهرة خالل احلرب اإلسرائيلية
على غزة أواخر عام 2008م ،كما أن حلادثة قتل املواطن املصري (محمد سليم) الذي ُق ِت َل سحالً ،بعد
قتله ألربعة مواطنني لبنانيني ،وما رافقها من تأزم في العالقات الدبلوماسية بني البلدين األثر الواضح
على بروز القضية ضمن أولويات اإلذاعة ،إذ جاءت مسألة العالقات املصرية اللبنانية باملرتبة الثانية
على سلم العالقات البينية بني الدول العربية وبنسبة قدرها (. )%27
مكنها من احلصول على املرتبة الثالثة وحظيت العالقات املصرية الكويتية باهتمام واضح ّ
بنسبة قدرها ( ، )%20ويالحظ أن كل بروز لقضية على سطح اهتمامات اإلذاعة يأتي من حالة تأزم في
العالقات البينية للبلدان العربية ،ففي الوقت الذي جاء االهتمام بالعالقات املصرية اللبنانية ناجتا عن
خالف بني حزب اهلل واحلكومة املصرية ،جند إن االهتمام بالعالقات املصرية الكويتية ظهر نتيجة تتأزم
العالقة بني احلكومة الكويتية املوالية حلكومة (حسني مبارك) من جانب وأنصار (البرادعي) املقيمني
في الكويت من جانب آخر ،بسبب إقدام السلطات الكويتية على اعتقال عدد من املصريني العاملني
في الكويت وترحيل ( )21منهم بعد اتهامهم بإقامة جتمع سياسي ملصلحة ((اجلمعية الوطنية
للتغيير)) وهي اجلمعية التي أسسها تيار (محمد البرادعي) في مصر للمطالبة باإلصالح وتعديل
الدستور .
وحصلت العالقات القطرية البحرينية على املرتبة الرابعة بنسبة قدرها ( ، )%15إذ ظهرت
األزمة إلى االهتمام بوصفها مسألة خالفية بشأن تنظيم عملية الصيد بني البلدين « لكن القضية
جتاوزت مسألة الصيد إلى خلفيات أخرى ،فهنالك فتور في عالقات البلدين بدءا ً من قمة غزة التي دعا
إليها أمير قطر مطلع عام 2009م ،وقاطعتها البحرين ،ثم ازدادت بعدما وضعت قطر (فيتو) على
مرشح املنامة ملنصب األمني العام جمللس التعاون اخلليجي معتبر ًة إن املرشح (محمد املطوع) اتخذ
مواقف عدوانية ضدها عندما كان وزيرا ً لإلعالم أيام اخلالف على احلدود ،وقبل ذلك فشل البلدان في
إبرام اتفاق يؤ ِّمن للبحرين حاجتها من الغاز مما اضطرها لشرائه من إيران ،كما إن مشروع اجلسر القائم
بني البلدين ،يبدو حاليا بحكم امللغى ،بعد خالف على حصص تكوينية .
ويبدو إن مسألة اخلالف حول تنظيم الصيد واحتجاز الصيادين مجرد حادث ناجت عن تدهور
العالقات ،قد يعبر عن معادلة سياسية جديدة في املنطقة تتشكل في ظل األزمة مع إيران .
فيما جاءت كل من العالقات بني مجلس التعاون اخلليجي ،والعالقات الفلسطينية اللبنانية
باملرتبة اخلامسة وبنسبة قدرها ( )%2لكل منهما ،وبرز االجتاه األول نتيجة لتحرك الدبلوماسية
اخلليجية في ظل تأزم الوضع ما بني إيران والدول الكبرى وال سيما الواليات املتحدة األميركية ،وسط
أجواء تُنذر بتوجيه ضربة عسكرية للمنشئات اإليرانية تسعى إسرائيل للقيام بها ،والتي قد تولد
أضرارا ً جسيمة بدول اخلليج إذا ما ن ُ ِف َذت بالفعل ،لذا كان حترك مجلس التعاون اخلليجي من أجل
وعلى صعيد العالقات اللبنانية الفرنسية ،كان لألسبوع الفرنسي في لبنان أهمية
ملحوظة في برنامج خبر وحتليل ،في سياق االهتمام باملعرض الفرنسي الذي يُعد من اكبر املعارض
التي تشهدها بيروت والذي يؤكد عمق العالقة التاريخية بني البلدين .
ويأتي اهتمام اإلذاعة بهذا النشاط االقتصادي متوافقا ً مع اهتمام احلكومة الفرنسية بلبنان
كمركز مهم لالقتصاد والتجارة في املنطقة .
جدول رقم ( )4يبني الفئات النوعية اخلاصة بالعالقة العربية الدولية
،بدءا ً من تسهيل استثمارات لقطاعها اخلاص في اجلنوب على الرغم من العقوبات التي تفرضها
في ذات الوقت على السودان ،باإلضافة إلى قيامها بإنشاء سفارة في اجلنوب موازية لسفارتها في
اخلرطوم ،وأكثر من ذلك تقوم بدعم عسكري للجنوب قيمته ()500مليون جنيه ،فاملستفيد األول
من وصول اإلقليم إلى هذه الدرجة من التخطيط والدمار هو االستعمار األميركي الذي يقف وراء كل
ذلك(. )26
جدول رقم ( )6يبني الفئات النوعية اخلاصة بامللف السوداني
ظهر اجلدول رقم ( )7بروز امللف اإليراني على جدول اهتمامات اإلذاعة ،وذلك من خالل إثارة
يُ ِ
موضوع األنشطة النووية ومحاولة تصنيعها وامتالكها ،اذ أثار هذا امللف خالل هذه املرحلة مخاوف
وشكوك في الساحة الدولية في الواليات املتحدة األميركية ودول الغرب وبعض دول اجلوار ،ووصل
األمر بالرئيس األميركي األسبق (جورج بوش االبن) أن يفتح اجملال أمام استخدام القوة ضد إيران إن
هي استمرت في برنامجها النووي ،مؤكدا ً أن كل اخليارات مبا فيها خيار استخدام الضربة العسكرية
مفتوح أمام الواليات املتحدة األميركية في سعيها لردع إيران وإيقاف برنامجها النووي .وقد أدركت
كل من بريطانيا وفرنسا وأملانيا ،من جانبها جدية التوجه اإليراني لذا فقد انضمت فرنسا إلى املوقف
األميركي في إمكانية استخدام الضغط املادي والعسكري ضد إيران .
وهذا ما يبرر بروز املوقف الغربي جتاه إيران ومشروعها النووي ،إذ أفادت النتائج بأنه احتل
املرتبة األولى بنسبة ( )%58من خالل نتائج اجلدول رقم (. )7
ومعلوم إن إيران وفي منطلقاتها السياسية ترفض مشاريع الهيمنة األميركية على
املنطقة وكذلك مشاريع االحتواء ،كما أنها تدرك إن الواليات املتحدة األميركية قد صنفتها كأحد
دول (محور الشر ) الذي تقاسمته مع كوريا الشمالية ،وقد خرج منه العراق بعد احتالله من قبل قوات
التحالف باملقابل فان إيران ترى بان الغرب والواليات املتحدة األميركية يسعيان إلى عدم السماح بقيام
أية دولة قوية في املنطقة رمبا تؤثر في عاملي النفط وإسرائيل(. )27
خال من أسلحة الدمار الشامل يشمل إسرائيل أما املوقف العربي ،فإنه طالب بشرق أوسط ٍ
،والى ضرورة وقف التسلح النووي اإليراني قبل حصوله ،واملوقف العربي يتطابق مع موقف تركيا التي
أصرت على عدم استثناء أي بلد من القانون الدولي مبا في ذلك إسرائيل ،عندما صوتت تركيا ضد قانون
عده وزير
العقوبات على إيران ،الذي ُعد إشارة جديدة إلى التحول في السياسة اخلارجية التركية ،الذي ّ
الدفاع األميركي (روبرت غيتس) مقلقا ً ،القيا ً باللوم على االحتاد األوربي ألنه رفض عضوية تركيا .
أما املوقف اإلسرائيلي جتاه مشروع إيران النووي فإنه غالبا ما يلمح إلى إن إسرائيل ستلجأ
إلى ضربة عسكرية .
((اجلانب الغربي ليس عنده سوى السيناريو املعتاد ،أي انتظار مفاعيل العقوبات ،ثم معاودة
التفاوض الستكشاف أي تغيير في املوقف اإليراني .وطاملا إن العقوبات لن تكون قاسية ،فان إسرائيل
ستعاود التلميح إلى ضربة عسكرية ،وهذا ما التقى الرئيسان الفرنسي والروسي على التحذير
منه(. )28
ويشير تباين املواقف الدولية جتاه إيران ،إلى إن هنالك انقساما في املواقف الدولية جتاه
سياسة إيران واألزمة التي أثارها مشروعها النووي ،وإلى جانب املنعطف املهم في السياسة اخلارجية
التركية جتاه إيران ،يأتي املوقف البرازيلي مببادرة إلقناع إيران بقبول العرض الدولي لتبادل ثلثي مخزونها
من اليورانيوم منخفض التخصيب في وقود نووي ،الذي تفضله إيران من أجل جتنبها العقوبات وإعادة
األزمة إلى املسار الدبلوماسي ،وهي خطوة أولى سيعقبها املزيد من التفاوض ،في الوقت الذي
تفضل فيه كل من روسيا والصني أن ال تُفرض عقوبات على إيران ،وكذلك تركيا التي التزمت بأن يجري
التبادل على أرضها ،ويبدو أن تركيا ما كانت لتلتزم بذلك دون أن تكون قد حصلت على موافقة مبدئية
مسبقة خصوصا ً من الواليات املتحدة األميركية .
وهذا التباين في املواقف الدولية جتاه قضايا املنطقة يُعد مؤشرا ً ايجابيا ً لبروز قطب جديد
في املنطقة مناوئ لسياسة أميركا واملعسكر الغربي الذي يدور في فلك سياستها ،يتمثل القطب
اجلديد بتركيا وان كانت هنالك أقطاب أخرى مناوئة لسياسة أميركا كالصني وروسيا حفيدة القطب
الثنائي املنهار (االحتاد السوفيتي سابقاً) والتي على ما يبدو أخذت تسعى إلعادة موقفها كقطب ثنائي
على الساحة الدولية ،لكن ُعرِ َف عن مواقفها التذبذب الدائم ،فهي غالبا ً ما تكون منقادة للموقف
األميركي ومن ورائه مواقف الدول الغربية الداعمة لها في اللحظات احلاسمة ،التي يجري فيها اتخاذ
القرارات النهائية .
ثامناً :األحداث في اليمن
يوضح الفئات النوعية اخلاصة باألحداث في اليمن
كشف اجلدول رقم ( )8عن كيفية تعامل احلكومة اليمنية والعمليات األميركية ضد معاقل
تنظيم القاعدة ،وانعكاسات العمليات اإلرهابية لهذا التنظيم على الوضع األمني والسياسي لليمن
،واملواقف الدولية إزاء هذه التطورات وتداعياتها على املنطقة .ومثلت جميع هذه املوضوعات الفئات
الرئيسة على جدول ترتيب أولويات اإلذاعة اخلاصة باألحداث في اليمن .
فالغارات التي شنتها السلطات اليمنية على معاقل تنظيم القاعدة عادت إلى واجهة
األحداث في اليمن ،كما أنها عادت لتمثل مساحة ال بأس بها على مساحة اهتمام اإلذاعات الدولية
ومنها إذاعة فرنسا الدولية التي قالت ((على ما يبدو إن صنعاء تخشى من قيام تنظيم القاعدة
بعمليات ثأرية ضد سفارات أجنبية واملنشآت النفطية التي ال تستبعد أن تركز عليها في املرحلة
املقبلة))(. )29
وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية األميركية السرية على معاقل القاعدة في اليمن ،والتي
على ما يبدو إن عواصم الشرق األوسط كانت على علم بأمر العمليات السرية التي قررت الواليات
ُشر من معلومات عن هذا املتحدة القيام بها في املنطقة ،إال أنها تعاملت بشيء من الضيق مع ما ن ِ
األمر .
وإزاء اخلسائر التي خلفتها الغارات األميركية بني املدنيني جراء غاراتها على معاقل القاعدة
داع إلى التنسيق ما بني القوات األميركية واحلكومية ٍ وبني ، بالعمليات مندد بني الدولي املوقف جتلى
تفاديا لوقوع ضحايا بني املدنيني .
وأشارت اإلذاعة إلى ((إن اجلهات العسكرية األميركية تُك ِثر من استخدام طائرات بدون طيار
لضرب األهداف ،وقد أظهرت التجربة في أفغانستان واليمن وأحيانا ً في العراق إن حصيلة اخلسائر من
املدنيني تفوق عشرات األضعاف احلصيلة املتوفاة من العناصر املتهمة باإلرهاب ...لذا فان التنسيق
مع األميركيني وغيرهم يجب أن يتم عبر األجهزة واملؤسسات من أجل تبادل املعلومات ،فكلما كان
التنسيق جيدا ً ودقيقا ً كلما حقق مصلحة اجلميع))(. )30
ومن الطبيعي إن لهذه الغارات وما تخلفه من خسائر بني املدنيني له انعكاسات اجتماعية
على الدول الغازية وحلفائها ،لذا جند إن اإلعالم اخلاص بهذه الدول يحاول (حفظ ماء الوجه) لهذه
األطراف التي تدعي الدميقراطية وتتشدق بالدفاع عن حقوق اإلنسان ،وال بد هنا من لفت األنظار إلى أن
بعض نتائج الغارات جاءت عكسية لتصب في مصلحة الطرف املستهدف الذي يستفيد من انعدام
أي خيارات لدى السكان باستثناء االنضمام إليه ،للثأر لضحاياهم من املدنيني على اقل تقدير .
تاسعاً :اإلرهاب النووي والشرق األوسط
جدول رقم ( )9يبني الفئات النوعية اخلاصة باإلرهاب النووي والشرق األوسط
لقد جتلى ظهور هذا االجتاه بشكل واضح في اجلدول رقم ( )9من خالل املوقف الدولي والعربي
من الترسانة النووية اإلسرائيلية واملشروع النووي اإليراني ،فضالً عن أنشطة إيران مع كل من كوريا
الشمالية وسوريا والسودان .
كما أن للمؤمتر الدولي الذي ُع ِق َد في األمم املتحدة ملراجعة تطبيق معاهدة احلد من االنتشار
النووي والداعي إلى جعل الشرق األوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل حضور بارز ضمن
فقرات برنامج خبر وحتليل .ومن املعلوم إن إسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في املنطقة التي
لم توقع على معاهدة حظر االنتشار النووي ،لكن ترسانتها أُبقيت دائما خارج اجلدل ،بل وخارج
اهتمامات اإلعالم الغربي الذي يركز حاليا ً على البرنامج النووي اإليراني الذي لم يبلغ بعد القدرة على
إنتاج أسلحة بحسب التقارير اإلعالمية ،ولعل األزمة التي أثارها هذا البرنامج هي التي ساهمت في
تسليط الضوء على التسلح اإلسرائيلي بحيث لم تعد حتى الواليات املتحدة األميركية قادرة على
جتاهله ،وان كانت تدعو عالنية إلى وجوب تأجيل مناقشة الترسانة النووية اإلسرائيلية إلى ما بعد
حتقيق السالم في الشرق األوسط ،وهذه الدعوى تذكر بتفاهم أميركي سوفيتي حصل منتصف
سبعينيات القرن املاضي وقضى باحلفاظ على تفوق عسكري إلسرائيل في املنطقة .
وفي هذا اجلانب دائما ً ما تتأكد ازدواجية املعايير في السياسة اخلارجية األميركية ،فبينما
تدعم الواليات املتحدة برامج إنتاج الصواريخ اإلسرائيلية ،وال تُبدي أية معارضة حقيقية للبرنامج
النووي اإلسرائيلي ،جندها متارس ضغوطا ً قوية على الدول األخرى التي تسعى إلى تطوير برامجها
النووية ،من ذلك مثالً الضغوط األميركية على باكستان واالدعاء بأنها أصبحت ممرا ً لتوريد املواد
النووية إلى اجلماعات اإلرهابية في أفغانستان.
أفادت النتائج بأن املغرب هي من أكثر األطراف املعنية بقضية الصحراء الغربية
انشغا ال ً وحراكا ً بشأنها فتبني من اجلدول رقم ( )10بأن املوقف املغربي قد احتل
املرتبة األولى ،جراء الترتيبات التي أولتها احلكومة املغربية اهتماما ً من أجل
منح الصحراويني حكما ً ذاتيا ً في مناطقهم حتت السيادة املغربية ،والتي رفضها
البوليساريو كونها تلغي حق االستفتاء الذي تراه طريقة إجبارية لالختيار بني
االستقالل أو االنضمام إلى املغرب.
وجراء املواقف املتباينة بني الطرفني برز موقف األمم املتحدة عبر مبعوثها
السفير (كريستوفر) الداعي إلى استكشاف أفكار جديدة للخروج من املأزق الذي
بلغته قضية الصحراء الغربية ،وسط مطالبة مجلس األمن الدولي األطراف
املتنازعة إليجاد مبررات واقعية من اجل جتديد مهمة مبعوث األمم املتحدة إلى
املناطق الصحراوية .
ويظهر أن األمم املتحدة ومجلس األمن الدولي متارسان ضغوطا ً على احلكومة
املغربية من أجل إقامة االستفتاء الذي تسعى إليه البوليساريو ،والذي يُقر
االنفصال ،وهي بذلك تعتمد على السيناريو ذاته الذي يمُ ا ر َس في جنوب السودان
ما بني احلكومة السودانية واجلنوب السوداني ،من أجل انفصال اجلنوب السوداني
،ولرمبا تكون هنالك نفس الدوافع واألطماع الغربية في خيرات البلدين والتي
إزائها تشجع وتدفع إلى االنفصال ،لذا ألقى الوسطاء (بالكرة) في ساحة املغرب
واجلزائر ،وهذا ما علقت عليه اإلذاعة بقولها (( يُدر ِك الوسطاء الدوليون إن التفاوض
بني املغرب والبوليساريون لن يُجدي ،ألن اخلالف عمليا ً هو بني املغرب واجلزائر) ( ، )31
ويأتي هذا املوقف في الوقت الذي ترى فيه اجلزائر إن النزاع يعني الصحراويني
أنفسهم .
لقد برزت القضية األفغانية على جدول اهتمامات اإلذاعة الفرنسية الدولية مع التصعيد
الذي قادته الواليات املتحدة ومن ورائها حلف شمال األطلسي ،ضد الواليات اجلنوبية األفغانية املتاخمة
للحدود الباكستانية والتي تُعرف ب(بلوشستان) ،والتصعيد األميركي يُعتقد بأنه لغرض دفع دول
احللف املترددة لزيادة عدد قواتها في هذا البلد .
وأوضحت التحليالت إن البلوش سئموا احلروب ،لكنهم ال ميلكون التأثير الكافي في قيادة
طالبان ،بل وقد يتعرضون لهجمات انتقامية من الطالبانيني في حال دعمهم حلكومة (كرزاي) ،وبهذا
مبسعى قد يكون األخير مع زعماء القبائل ،لعلهم
ً الصدد أوردت اإلذاعة إن (( الرئيس حميد كرزاي قام
يجنبون املنطقة وأهلها ويالت املعركة ،لكنهم مثله ال ميلكون التأثير في قيادة طالبان ،ويختلفون
عنه في كونهم معرضني النتقامات الطالبانيني ،فضالً عن أنهم سئموا احلروب ،وكل ما يريدونه
هو ضمانات بعدم التعرض للمدنيني وببقاء القوات في املنطقة إلى حني التأكد من استتباب الوضع
واستحالة عودة طالبان ومقاتليها ليفرضوا األمر الواقع عليهم ،لكنها ضمانات ميكن إعطائها
ويصعب احترامها))(. )32
يتضح من ذلك بأن هنالك جهات واقعة حتت ضغط األطراف املتناحرة وبحكم التداخل
ً
االجتماعي واجلغرافي فأنه من الصعب التخلي أو الركون جانبا بحيث تضمن هذه اجلماعات املساملة
أو التي تفضل لغة احلوار إن صح التعبير ،عدم تعرضها لضربات من قوات التحالف ،وفي الوقت ذاته
تقع ضحايا لهجمات الفصائل املسلحة عند معاودتها ،حيث ال تعطي القوات الدولية ضمانات لبقاء
قواتها ،ورمبا يكون سبب ذلك تخوفها من زيادة عدد خسائرها في حال بقاء قواتها في هذه املناطق
،وهذا في حد ذاته يشير إلى إن قوات حلف األطلسي تعطي مبررا ً لنفسها لزيادة عدد اخلسائر بني
املدنيني وعدم قدرتها على حمايتهم سواء من هجماتها أو من ردود الفعل االنتقامية من قبل قوات
طالبان .
كما يظهر التناقض جليا ً في موقف حلف شمال األطلسي ثانية إلى جانب موقفها هذا ،
فقبل عقدين من الزمن بذلت هذه القوى ذاتها كل شيء من أجل عسكرة هذه املنطقة لتمكينها من
طرد االحتالل السوفيتي ،وهي ذاتها التي يُراد اآلن تطبيع الوضع فيها .
كشف اجلدول رقم ( )12إن هناك اختالفا ً في التوجهات ما بني املواقف احلكومية األردنية من
جانب والقوى السياسية والشعبية من جانب آخر جتاه القانون اجلديد املؤقت لالنتخابات البرملانية .
فقد أظهرت النتائج إن املوقف الرافض للقانون اجلديد من قبل القوى السياسية جاء باملرتبة
األولى ،وتأتي انتقادات األحزاب املعارضة نتيجة التمسك بقاعدة الصوت الواحد الذي يُعد مؤشرا ً إلى
عدم احلرص على إصالح القانون السابق خصوصا ً مع استبعاد النسبة أو التقسيم اجلغرافي للدوائر
،ومن املآخذ التي يرونها على القانون اجلديد انه يتعمد تفتيت النسيج االجتماعي ومن ثم بعثرة
األصوات وممهدا ً من جديد لبرملان خدماتي وليس تشريعي باملعنى املتعارف عليه .
وبهذا الصدد أعربت القوى الشعبية عن انتقادها لهذا القانون ،ورأت إن جتربة عام 1989م
تُعد مقياسا ً لالنتخابات التي ميكن أن تؤتي ببرملان قوي إذا اعت ُِم َد فيها نظام القوائم الذي أتاح التنافس
بني األحزاب والتحالفات ،لكن عدم تعايش السلطة ال مع برملان قوي وال مع برملان هزيل هزَّ الثقة
الشعبية باالنتخابات وهذا ما يفترض أن يُعالج في االقتراع املقبل .
من جانب آخر ترى احلكومة الداعمة له إن القانون جاء بعد مخاض طويل ونتيجة لتشاور
احلكومة مع هيئات سياسية ورقابية وبحثية لبلورة هذا القانون .
نتائج البحث :
يخلص هذا البحث إلى مجموعة من النتائج هي:
سلم اهتمامات إذاعة فرنسا الدولية ،من بني َّ -3إن القضية الفلسطينية احتلت املرتبة األولى على ُ
أحداث وقضايا عالم اجلنوب ،وهذا يدل على أن القضية الفلسطينية تبقى احملور األول ضمن اهتمامات
وأجندة اإلذاعة التي كانت الدافع األول لتأسيسها من أجل شرح وجهة نظر احلكومة الفرنسية
للعالم واملنطقة جتاه هذه القضية منذ اللحظات األولى لبروزها .
-4احتلت العالقة البينية بني الدول العربية املرتبة الثانية بحسب ما أفضت اليه نتائج حتليل احملتوى ،
وقد ركزت اإلذاعة في هذا االجتاه على اخلالفات السياسية بني احلكومات العربية من جهة ،وبني نظام
سياسي ورعايا دولة أخرى حليفة لها .
-5ركزت اإلذاعة بالدرجة الثالثة على العالقات العربية الدولية ،وتبني إن جميع القضايا التي تناولتها
اإلذاعة في هذا احملور هي عبارة عن أزمات بني الدول العربية ودول بعينها ،باستثناء ما تناولته اإلذاعة
على صعيد العالقات االقتصادية اللبنانية الفرنسية بشيء من االيجابية ،ويأتي االهتمام بهذا اجلانب
متوافقا ً مع اهتمام احلكومة الفرنسية بلبنان كمركز مهم لالقتصاد والتجارة في املنطقة ،فضالً عن
العالقات التاريخية بني البلدين منذ االحتالل الفرنسي لهذا البلد .
وفي ذات االجتاه تتكشف مواقف دول الشمال جتاه قضايا وشؤون دول اجلنوب ،فيتج ّلى املوقف الغربي
جتاه إيران ومشروعها النووي ،من خالل إثارة موضوع األنشطة النووية ومحاولة تصنيعها وامتالكها
والتي أثارت كل من الواليات املتحدة األميركية ودول الغرب ،األمر الذي وصل بأميركا لطرح خيارات
عديدة للتعامل مع هذا امللف من بينها خيار استخدام القوة ضد إيران و في الوقت الذي تعد فيه كل
من واشنطن وموسكو إن من حق إسرائيل البقاء على تفوقها النووي حلني إبرام معاهدة سالم ،وهنا
تتج ّلى بوضوح االزدواجية في مواقف دول الشمال جتاه دول املنطقة .
-6أما امللفات العربية كملفي العراق والسودان ،فكانا من املواضيع الرئيسة التي تناولتها اإلذاعة
بالتحليل ،ولكن ما يعاب على توجهات اإلذاعة إزاء هذه امللفات ،أنها غالبا ً ما تشير إلى املواقف أو
النتائج السلبية على كل تطور ،فإذا ما حتدثت عن االنتخابات العراقية توقفت كثيرا ً عن دور دول اجلوار
في هذه االنتخابات مشككة في نوايا هذه الدول ودورها في توجيه العملية السياسية وفقا ً ألجندتها
،واحلال ذاته بالنسبة للملف السوداني فلم جند في جميع التحليالت إشارة إلى موقف ايجابي رسمي
من قبل احلكومة ،ففي الوقت الذي يشخص به إن التحليالت قد المست هذه األحداث من بعيد
مركزة في الوقت ذاته على اجلانب السلبي ،وكأنها تهدف لزيادة التوترات ،وهذا يتج ّلى بوضوح في
موافقة السودان على مطالب الدول الغربية الداعية إلى إجراء استفتاء في اجلنوب ،حيث جند اإلذاعة
ركزت بالدرجة األساس على اجلوانب السلبية ولم تعطي أهمية ايجابية ملواقف احلكومة السودانية
ملوافقتها على االستفتاء حيث عدتها مرغمة على ذلك وان وافقت فإنها ترجتي حتقيق أهداف متكنها
من االستمرار باحلكم .
واحلال ذاته ينطبق على موقف احلكومة املغربية حول منح البوليساريو حكم ذاتي ،وكذلك
املوقف جتاه حكومة األردن التي أقرت قانونا ً جديدا ً لالنتخابات ،إذ ركزت على النقاط السلبية جتاه هذه
املواقف دون الوقوف على وجهة النظر األخرى .
-5أبرزت اإلذاعة موقف احلكومة اليمنية من تنظيم القاعدة وعمليات التنظيم ضد املنشآت النفطية
والسفارات األجنبية في اليمن ،فضالً عن العمليات األميركية السرية على معاقل القاعدة ،
وانعكاسات ذلك على املواقف الدولية من األحداث في اليمن .