You are on page 1of 15

‫المجلد ‪ / 00‬الع ــدد‪ ،)2020( 03 :‬ص‪483-464‬‬ ‫حوليات جامعة بشار في العلوم االقتصادية‬

‫التحديات التي تواجه المؤسسات الناشئة في الجزائر و آليات دعمها و مرافقتها‪.‬‬


‫‪The challenges facing startups in Algeria and the mechanisms for‬‬
‫‪supporting and accompanying them‬‬
‫‪2‬‬
‫ولدالصافي عثمان ‪ ،1‬العرابي مصطفى‬
‫‪Ould safi Othman1, Larabi mustapha2‬‬
‫‪ 1‬سلرب التنمية االدارية لالرتقاء بادلؤسسات االقتصادية ‪ ،‬جامعة غرداية‬
‫‪ouldsafi.othman@univ-ghardaia.dz‬‬
‫‪ 2‬جامعة طاىري زلمد بشار ‪mlarabi82@yahoo.fr‬‬
‫تاريخ النشر‪2021/01/31 :‬‬ ‫تاريخ القبوؿ‪2021/01/11 :‬‬ ‫تاريخ االستالـ‪2020/12/27 :‬‬

‫ملخص‪ :‬هندؼ من خالؿ ىذا ادلقاؿ إىل إلقاء الضوء على أىم التحديات اليت تواجو الشركات الناشئة يف‬
‫اجلزائر‪ ،‬خصوصا ما يتعلق باجلانب التمويل و ادلرافقة‪ ،‬فالشركات الناشئة أو مشاريع ريادة األعماؿ ىي‬
‫شركات يتم تأسيسها من قبل رواد أعماؿ هبدؼ إطالؽ منتج جديد يف السوؽ او جتسيد فكرة ابتكارية‬
‫على ارض الواقع‪ ،‬ختتلف عن غَتىا من ادلشاريع كوهنا دتتاز بسرعة النمو و حباجة اىل توظيف تكنولوجيا‬
‫حديثة‪ ،‬وضمن ىذا االطار تعترب حاضنات االعماؿ من أكثر ادلنظومات فاعلية يف مرافقة و دعم ىذا‬
‫النوع من الشركات حىت تتمكن من النمو السريع و حتقيق االستمرارية‪ ،‬حيث يكمن دور ىذه احلاضنات‬
‫يف ادلرافقة األولية دلواجهة اهنيار الشركة الناشئة يف ادلراحل األوىل من التأسيس‪ ،‬وأشرنا إىل بعض حاضنات‬
‫االعماؿ الرائدة يف اجلزائر‪ ،‬كما اوردنا بعض اإلجراءات التحفيزية ادلتخذة من قبل الدولة لدعم و تشجيع‬
‫الشركات الناشئة من إعفاءات ضريبة و ختفيضا للرسوـ‪ ،‬باإلضافة اىل إنشاء صندوؽ سيادي لتمويل‬
‫الشركات الناشئة‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬شركات ناشئة‪ ،‬ريادة اعماؿ‪ ،‬حاضنات اعماؿ‪ ،‬حتديات‪ ،‬اجلزائر‪،‬‬
‫تصنيفات ‪F65، M21 ،L26 : JEL‬‬
‫‪Abstract‬‬

‫‪469‬‬
‫ولد الصافي عثمان ؛ العرابي مصطفى‬

Through this article, we aim to shed light on the most important challenges
facing startups in Algeria, Especially when it comes to financing and escort,
Startup companies or entrepreneurship projects are companies that are
established by entrepreneurs with the aim of launching a new product in the
market or embodying an innovative idea on the ground, It differs from other
projects in that it is characterized by rapid growth and needs to use modern
technology, Within this context, business incubators are one of the most
effective systems for accompanying and supporting this type of companies
so that they can grow rapidly and achieve continuity, The role of these
incubators lies in the initial accompaniment to confront the collapse of the
startup in the early stages of incorporation, And we talked about some of
the leading business incubators in Algeria, We also referred to some of the
incentive measures taken by the state to support and encourage emerging
companies from tax exemptions and fee reductions, In addition to
establishing a sovereign fund to finance startups.
Keywords: Startups, Entrepreneurship, Business incubators, Challenges
,Algeria.
JEL Classification Codes: L26, M21, F65.
__________________________________________
Othman1981@gmail.com : ‫ ولد الصافي عثمان ؛ اإليميل‬:‫المؤلف المرسل‬

470
‫عنوان المقال‪ :‬التحديات التي تواجه المؤسسات الناشئة في الجزائر و آليات دعمها و مرافقتها‬

‫‪ .1‬مقدمة‪:‬‬
‫تزايد اىتماـ الباحثُت و صناع القرار بادلؤسسات الناشئة يف السنوات األخَتة دلا ذلا من أعلية‬
‫كبَتة يف ادلساعلة يف حتقيق مستويات كبَتة من النمو‪ ،‬حيث تكمن أعليتها يف أهنا شركات يافعة حتمل‬
‫أفكار مبتكرة و ذلا إمكانيات النمو السريع و التحوؿ إىل شركات ناجحة و كبَتة يف وقت قياسي‪ ،‬وقد‬
‫أولت الدولة اجلزائرية بدورىا اىتماما بالغا هبذه الفئات من ادلؤسسات‪ ،‬وإعتبارىا كبديل اسًتاتيجي ىاـ‬
‫تفرضو التحديات و الصعوبات اليت تواجو الدولة نتيجة اطلفاض و اهنيار أسعار احملروقات و اليت تشكل‬
‫معظم إيرادات الدولة من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى نتيجة تفشي الوباء الذي أدى اىل اطلفاض وركود يف‬
‫وتَتة النشاط االقتصادي شلا أدى إىل زيادة البطالة و اطلفاض ادلداخيل وإغالؽ و تعثر بعض ادلؤسسات‬
‫اليت ال تستطيع الصمود يف مثل ىذه الظروؼ بسبب قلة أو انعداـ التمويل‪ ،‬اماـ احجاـ اغلب البنوؾ‬
‫العمومية عن دتويل ادلؤسسات الصغَتة و ادلتوسطة‪ ،‬و تتجلى األعلية اليت اولتها الدولة دلثل ىذه ادلؤسسات‬
‫يف ختصيص حقيبة وزارية خاصة باسم وزرارة ادلؤسسات الصغَتة و ادلؤسسات الناشئة و اقتصاد ادلعرفة ‪.‬‬
‫إشكالية الدراسة ‪:‬‬
‫تسعى الدولة إلنشاء مشاريع ناشئة ضمن التوجهات اجلديدة إلقتصاد ما بعد النفط‪ ،‬تساىم‬
‫ىذه ادلشاريع يف خلق قيمة مضافة و امتصاص البطالة وذالك باالعتماد على إبتكارات الشباب و‬
‫استغالؿ الطاقات و ادلواىب الشبانية‪ ،‬و يتجسد ذالك من خالؿ ادلرافقة الدائمة وانشاء حاضنات اعماؿ‬
‫تقوـ بتأطَت ىذه ادلشاريع‪ ،‬ولكن تبٍت ىذا التوجو يتطلب مواجهة بعض التحديات وتوفَت مرافقة دائمة و‬
‫إغلاد آليات دعم مناسبة يف سبيل دعم ىذه ادلؤسسات‪ ،‬و انطالقا من ىذا ؽلكننا طرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫ما التحديات اليت تواجو ادلؤسسات الناشئة يف اجلزائر و ما آليات الدعم اليت تبنتها الدولة اجلزائرية يف‬
‫سبيل دعم و مرافقة ىذه ادلؤسسات؟‬

‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫‪471‬‬
‫ولد الصافي عثمان ؛ العرابي مصطفى‬

‫هتدؼ ىذه الدراسة إىل‪:‬‬

‫‪ ‬إلقاء الضوء على التحديات اليت تواجو الشركات الناشئة يف اجلزائر؛‬

‫‪ ‬إبراز أىم آليات دعم ومرافقة الشركات الناشئة يف اجلزائر؛‬

‫وبغية حتقيق أىداؼ الدراسة ‪ ،‬قمنا بتقسيم ىذا ادلقاؿ اىل زلورين أساسُت باإلضافة اىل خادتة‬
‫حتوي على توصيات ىامة يف ىذا االطار وعلا‪:‬‬
‫المحور األول ‪ :‬التحديات اليت تواجو ادلؤسسات الناشئة يف اجلزائر؛‬
‫المحور الثاني ‪ :‬آليات الدعم اليت شكلتها اجلزائر دلساعدة و مرافقة ادلؤسسات الناشئة؛‬
‫‪ .2‬التحديات التي تواجه المؤسسات الناشئة في الجزائر‬
‫تواجو ادلؤسسات الناشئة او ما يطلق عليو ريادة االعماؿ حتديات كبَتة يف اجلزائر نظرا لطبيعتها‬
‫و خصوصيتها من جهة‪ ،‬و من جهة أخرى كوهنا حديثة الظهور شلا يتطلب بعض الوقت خللق وهتيئة البيئة‬
‫ادلالئمة لتطورىا و مرافقتها‪ ،‬فادلؤسسات الناشئة اليت تقوـ على أساس فكرة ابتكارية من الصعب اف‬
‫تتجسد ىذه الفكرة يف مشروع منتج ألهنا تواجو عدد من التحديات و العوائق اليت غالبا ما حتوؿ دوف‬
‫صلاح و إستمرارية ىذه ادلؤسسات الناشئة‪ ،‬وتتمثل أىم ىذه التحديات يف‪:‬‬
‫‪ 1.2‬التمويل‬
‫يعترب التمويل من ابرز العقبات اليت تواجو الشركات الناشئة‪ ،‬إذ يشكل احلصوؿ على التمويل‬
‫مبختلف أشكالو أىم حتدي ذلذه الشركات سواء كاف دتويل بذرة للبدء بإطالؽ الشركة أو دتويل ظلو لتوسيع‬
‫أعماذلا أو دتويل تسريع لزيادة النمو مبعدؿ أسرع‪ .‬وحلسن احلظ بدأت تظهر مبادرات وشركات استثمار‬
‫سلاطر وحىت مسرعات ظلو ولو بشكل تدرغلي لتشجيع وتسهيل احلصوؿ على التمويل إال أنو ال‬
‫يكفي‪.‬حيث ما تزاؿ ىناؾ فجوة ما بُت الشركات الناشئة ادلناسبة لتلقي النمو‪ ،‬وادلستثمرين ( أفراد أو‬
‫شركات ) الذين يعرضوف أمواذلم لضخها فيها‪ .‬لكن التمويل ال ؽلثل مشكلة للجميع مع أنو حتدي مهم‪،‬‬

‫‪472‬‬
‫عنوان المقال‪ :‬التحديات التي تواجه المؤسسات الناشئة في الجزائر و آليات دعمها و مرافقتها‬

‫ىناؾ العديد من الشركات الناشئة اليت مولت نفسها بنفسها ورفضت عروض التمويل اليت وصلتها كوهنا مل‬
‫تتفق مع رؤيتها‪.‬‬

‫‪ 2.2‬صغر حجم السوق‬


‫اف حتدي تسويق منتج الشركة الناشئة يعترب من التحديات اذلامة اليت تواجو ىذه الشركات‪،‬‬
‫ذلك أف التسويق يعترب اذلدؼ األساسي للشركة و الضامن الستمراريتها بتحقيق العوائد و بالتايل اإلعتماد‬
‫على التمويل الذايت مع أف الشركات الناشئة يف اجلزائر ليست بالعدد الكبَت بادلقارنة مع دوؿ أخرى إال أف‬
‫ىذا لو تربيره بصغر حجم السوؽ احمللي عموماً‪ .‬ىناؾ عدة عوامل تلعب دور جبعلو صغَتاً سواء عدد‬
‫السكاف‪ ،‬نسبة انتشار اإلنًتنت‪ ،‬تسهيل الدفع اإللكًتوين‪ ،‬ثقافة الشركات الناشئة حبد ذاهتا‪ .‬لكن يف ظل‬
‫صغر حجم السوؽ البد للشركات الناشئة أف تبحث بدائل تسوقية أخرى‪ ،‬مثل التسويق االلكًتوين‪.‬‬

‫‪ 3.2‬إنعدام الخبرة لدى أصحاب الشركات الناشئة‬


‫تأسيس شركة ناشئة أمر ػلتاج خلربات متنوعة‪ ،‬باإلضافة اىل ادلستوى العلمي و التقٍت الكبَت‬
‫الذي غلب على صاحب الشركة الناشئة أف يلم ببعض أساسيات اإلدارة مثل اذليكل التنظيمي وفرؽ‬
‫العمل والتسويق واالسًتاتيجية‪ .‬وىذه اخلربة إف مل تكن متاحة لدى صاحب الشركة او ادلؤسسة سيضطر‬
‫أف يشًتيها من خالؿ قبوؿ دتويل من مستثمر لديو اخلربة الالزمة وشبكة العالقات العامة‪ ،‬ويف ىذه احلالة‬
‫غلب أف يعطيو حصة من شركتو‪ .‬كما تتجسد أيضا انعداـ اخلربة لدى أصحاب الشركات الناشئة يف عدـ‬
‫وجود دراسة جدوى احًتافية دلشروع الشركة و تتعلق ىذه الدراسة عادة بالدراسة ادلالية ادلتعلقة بتقييم‬
‫االحتياجات التمويلية للشركة خصوصا يف بدايتها و الدراسة التسويقية اليت تتعلق بتسويق ادلنتوج و إغلاد‬
‫األسواؽ و كيفية الوصوؿ للزبائن و التعريف و الًتويج للمنتوج مبختلف الوسائل خصوصا الًتويج عن‬
‫طريق شبكة االنًتنت‪ .‬باإلضافة اىل ذالك‪ ،‬ىناؾ دراسة جدوى فنية و تتعلق هبيكلة الشركة و حتديد مهاـ‬
‫ادلكلفُت هبا بدقة ووضع أىداؼ و اسًتاتيجيات بعيدة ادلدى للشركة‪ ،‬لذا صلد اغلب ادلؤسسات الناشئة‬
‫اليت مل تستمر يف نشاطها او فشلت كاف ذالك نتيجة عدـ إعداد دراسة جدوى زلًتفة‪ ،‬ىذا و ؽلكن‬
‫‪473‬‬
‫ولد الصافي عثمان ؛ العرابي مصطفى‬

‫للمؤسسات الناشئة االعتماد او اإلستعانة يف إعداد دراسات اجلدوى مبكاتب اخلربة و الدراسات كما‬
‫ؽلكنها أيضا االستعانة حباضنات األعماؿ او مسرعات األعماؿ ‪.‬‬

‫‪ 4.2‬فريق العمل‬
‫إف العمل اجلماعي و العمل كفريق لو أعلية كربى للشركات و ادلؤسسات الناشئة إذ معظم‬
‫التجارب الناجحة للشركات الناشئة بدأػت عملها كفريق ‪ ،‬و قد يظهر ىذا التحدي بداية من أنو ال يوجد‬
‫قسم موارد بشرية يف الشركة منوط بو استقطاب ادلوظفُت للعمل فيها‪ ،‬بل يبدأ األمر بالبحث يف دائرة‬
‫ادلعارؼ والطلب منهم ترشيح بعض ادلوظفُت وىنا يدخل عامل احملاباة بادلنتصف ليؤثر على مبدأ التوظيف‬
‫بناءاً على الكفاءة‪ .‬تعاين الشركات الناشئة من عدـ قدرهتا بسرعة احلصوؿ على موظف مناسب إلصلاز‬
‫مشروع مستعجل‪ ،‬فقد تنشر عدة إعالنات لكن طادلا ىي شركة ناشئة مل يسمع هبا الكثَتوف فلن يظهر‬
‫اإلعالف للمهتمُت فعالً‪ .‬أحد احللوؿ دلثل ىذا النوع من التحديات ىو توظيف ادلستقلُت نظراً لطبيعة‬
‫ادلشروع ادلؤقتة‪ ،‬لكن كيف نصل ذلؤالء؟ ؽلكن اف نصل إليهم يف البحث يف منصات العمل احلر اليت توفر‬
‫سلتلف من ادلهارات اليت ؽلكنك طلبها والتعاقد معها إلصلاز العمل ادلطلوب بدقة واحًتافية‪ ،‬كما توفر ىذه‬
‫ادلنصات اإلستشارات الالزمة حسب رلاؿ نشاط ادلؤسسة الناشئة بفضل اخلرباء القائمُت عليها ‪.‬‬

‫‪ .3‬اليات الدعم التي شكلتها الجزائر لمساعدة و مرافقة المؤسسات الناشئة‬


‫نظرا للدور األساسي و اذلاـ الذي باتت تلعبو ادلؤسسات الناشئة و مشاريع ريادة االعماؿ يف‬
‫االقتصاد الوطٍت و قصد دتكُت ىذه ادلؤسسات عمدت الدولة اىل توفَت آليات دعم و مرافقة ذلذه‬
‫ادلؤسسات‪ ،‬تركز ىذه اآلليات على ادلرافقة على جانب التمويل و التسويق و التدريب و تقدمي اخلربات و‬
‫االستشارات الالزمة‪ ،‬وقد جتسد الدعم ادلقدـ من طرؼ الدولة للشركات الناشئة يف شكل دعم عن طريق‬
‫ادلرافقة و دعم عن طريق التمويل ‪.‬‬
‫‪ 1.3‬آليات الدعم عن طريق المرافقة (نظام حاضنات االعمال)‪.‬‬
‫‪ 1.3.1‬تعريف حاضنات االعمال ‪:‬‬
‫‪474‬‬
‫عنوان المقال‪ :‬التحديات التي تواجه المؤسسات الناشئة في الجزائر و آليات دعمها و مرافقتها‬

‫تعرفها اجلمعية الوطنية االمريكية حلاضنات االعماؿ (‪ : ) NBIA‬حاضنات االعماؿ أهنا‬


‫ىيئات هتدؼ اىل مساعدة ادلؤسسات ادلبدعة و الناشئة ورجاؿ االعماؿ اجلدد ‪ ،‬وتوفر ذلم وسائل الدعم‬
‫الالزمُت (اخلربات ‪ ،‬األماكن ‪ ،‬الدعم ادلايل) لتخطي أعباء و مراحل االنطالؽ و التأسيس ‪ ،‬كما تقوـ‬
‫بعمليات تسويق و نشر منتجات ىذه ادلؤسسات ‪.‬‬
‫فحاضنات األعماؿ ماىي إال مكاف زلدد يعمل على استضافة ادلشاريع اليت حتمل أفكار ابتكارية يف‬
‫مراحلها األوىل حىت تصل اىل مرحلة النضج و يوفر ىذا ادلكاف مجيع أنواع اخلدمات اليت تتطلبها إقامة و‬
‫تنمية ادلؤسسات الناشئة‪( .‬بوضياؼ و زبَت‪)2020 ،‬‬
‫‪ 1.3.2‬الخدمات التي تقدمها حاضنات االعمال لمؤسسات‪:‬‬
‫تسعى حاضنات األعماؿ لتوفَت رلموعة شاملة من اخلدمات دلساعدة ادلؤسسات الناشئة على‬
‫اطالؽ مشاريعها منها‪:‬‬
‫‪ -‬اخلدمات اإلدارية ( إقامة ادلؤسسات ‪ ،‬اخلدمات احملاسبية ‪ ،‬إعداد الفواتَت ‪ ،‬كتابة التقارير ‪،‬‬
‫تأجَت ادلعدات )؛‬
‫‪ -‬خدمات السكرتارية ( معاجلة النصوص ‪ ،‬حفظ ادللفات ‪ ،‬الفاكس ‪ ،‬االنًتنت ‪ ،‬استقباؿ‬
‫ادلكادلات و ادلرساالت)؛‬
‫‪ -‬اخلدمات العامة ( توفَت االمن و أماكن التدريب ‪ ،‬أجهزة االعالـ اآليل)؛‬
‫‪ -‬ادلتابعة و اخلدمات الشخصية ( تقدمي النصح واالستشارة و النصح و مد يد العوف )؛‬
‫‪ -‬تقدمي التمويل ووسيلة للوصوؿ إىل ادلمولُت‪ :‬ليس كل شخص قادر على احلصوؿ على ادلوارد‬
‫التمويلية الضرورية دلزاولة نشاط أو مقاولة جديدة حىت تصبح مرػلة‪ .‬وتساعد برامج احلاضنات‬
‫على توفَت التمويل وحشد ادلوارد ادلالية ورأس ادلاؿ ادلخاطر عادة من خالؿ شبكة من مقدمي‬
‫اخلدمات اخلارجيُت وقد تلعب تلعب دور الوسيط ادلايل و ادلنشأة؛‬
‫‪ -‬خدمات البٌت التحتية‪ :‬تشيد حاضنات األعماؿ ادلصانع يف فضاءات مكتظة بادلباين بالكامل‬
‫وتستأجرىا دلنشأة االعماؿ بشروط مرنة وبأسعار معقولة؛‬

‫‪475‬‬
‫ولد الصافي عثمان ؛ العرابي مصطفى‬

‫‪ -‬خدمات األعماؿ‪ :‬إغلاد احللوؿ ادلناسبة للمشاكل القتية‪ ،‬ادلالية‪ ،‬اإلدارية والقانونية اليت تواجو‬
‫ادلشروع؛‬
‫‪ -‬خدمات الربط باألفراد والربط الشبكي‪ :‬وهتدؼ احلاضنات إىل دعم التعاوف والتنسيق مع سلتلف‬
‫ادلؤسسات ادلختصة‪ ،‬حيث تتعاوف کثَتا مع اجلامعات‪ ،‬مؤسسات البحث والعلوـ واحلدائق‬
‫التكنولوجية‪ .‬ويف بعض احلاالت تعمل على ربط مالؾ األعماؿ اجللد مع غَتىم شلن ىم يف‬
‫وضع ؽلكنهم من االستثمار مستقبال يف الشركة (تدعيم مفهوـ التعاوف بُت ادلشروعات)؛‬
‫‪ -‬خدمات التعليم و الوصوؿ إىل ادلعرفة‪ :‬تقدمي ادلساعدة فيما ؼلص البحث‪ ،‬االستشارة والتدريب‬
‫األويل‪ ،‬وادلساعدة يف تطوير ادلنتجات والتسويق‪ .‬حاضنات األعماؿ تعمل على ملء الفراغ‬
‫وتعويض النقص ادلوجود الناجم عن عدـ امكانية كل شخص على إنفاؽ الوقت وادلاؿ الالزـ‬
‫دلزاولة الدراسة واحلصوؿ على درجة جامعية يف إدارة األعماؿ وتساعد برامج احلاضنات على سد‬
‫ىذه الفجوة أو الثغرة من خالؿ توفَت التدريب األويل للمقاولُت؛‬
‫‪ -‬خدمات بناء عالمة التجارية‪ :‬كما تعترب حاضنات األعماؿ فضاء إلطالؽ األعماؿ التجارية‪،‬‬
‫وزيادة معدالت النجاح وتشجيع األفكار ادلتميزة وضماف دؽلومة ادلؤسسات احملتضنة وبناء‬
‫العالمة التجارية اخلاصة هبا؛ (بوالشعور‪)2018 ،‬‬
‫‪ .1.3.3‬مراحل احتضان الشركة الناشئة من قبل حاضنات االعمال ‪:‬‬
‫ىناؾ ثالث مراحل أساسية الحتضاف مشروع الشركة الناشئة و فق للمخطط التايل‪:‬‬
‫الشكل (‪ :)1‬سلطط يبُت مراحل االحثضاف‬

‫‪476‬‬
‫عنوان المقال‪ :‬التحديات التي تواجه المؤسسات الناشئة في الجزائر و آليات دعمها و مرافقتها‬

‫ادلصدر ‪ :‬بالشعور الشريفة ‪ "،‬دور حاضنات االعماؿ يف دعم تنمية ادلؤسسات الناشئة دراسة حالة اجلزائر "‪ ،‬رللة البشائر‬
‫االقتصادية اجمللد رقم ‪ ،02‬ص ‪425‬‬
‫وسنستعرض ىذه ادلراحل بالتفصيل‬
‫أ‪ .‬المرحلة األولى قبل االحتضان‪:‬‬
‫يف ىذه ادلرحلة تقوـ احلاضنة مبساعدة ادلنشأة بتطوير فكرة األعماؿ‪ ،‬ويكوف ذلك قبل التحاؽ‬
‫ادلؤسسة الناشئة باحلاضنة‪ ،‬إذ البد من اجراء لقاء بينها وبُت إدارة احلاضنة وذلك هبدؼ حتليل الفكرة‬
‫وتقييمها‪ ،‬وتقييم االبداع من خالؿ كفاءات داخلية‪ ،‬وجلاف خارجية‪ .‬وكذلك تساعد حاضنة األعماؿ رائد‬
‫األعماؿ على تعريف فكرة أعمالو بشكل دقيق‪ ،‬ووضع ظلوذج أعماؿ‪ ،‬من خالؿ اإلجابة على التساؤالت‬
‫التالية‪ :‬منهم ادلستهلكُت ادلستهدفُت؟ ما ىي قنوات التوزيع؟‪ ،‬من ينشئ وؽلوؿ ادلشروع؟‪.‬‬
‫ب‪ .‬المرحلة الثانية وهي مرحلة االحتضان ‪:‬‬
‫تبدأ ىذه ادلرحلة من بداية تنفيذ فكرة ادلشروع وإىل غاية بلوغ مرحلة النضج و االنتشار ودتتد من‬
‫سنة إىل ثالث سنوات حسب نوع ادلشروع وتعمل احلاضنة خالؿ ىاتو ادلرحلة على تقدمي كل اخلدمات‬
‫اليت من شأهنا أف تسهل على رائد األعماؿ تنفيذ فكرتو على أرض الواقع بأقل التكاليف فبعد تعاقد‬
‫صاحب ادلنشأة مع احلاضنة وانضمامو إليها ؽلكنو االستفادة من البٌت التحتية من مكاتب‪ ،‬ومرافق و‬
‫خدمات أخرى توفرىا احلاضنة بأسعار معقولة‪ ،‬وعموما ختتلف اخلدمات ادلقدمة خالؿ ىذه ادلرحلة‬
‫باختالؼ طبيعة احلاضنة‪ ،‬وكذلك طبيعة الفروع‪ ،‬كما تعمل احلاضنة على حشد للموارد ادلالية من خالؿ‬
‫مجع الًتعات والتمويل اجلماعي هبدؼ توفَت التمويل الالزـ لتنفيذ ادلشروع ‪ ،‬كما يتم اإلشراؼ والتوجيو‬
‫خالؿ مراحل تنفيد للمشروع‪ ،‬وتقدمي ادلساعدات واالستشارات الفنية ادلتخصصة من قبل ادارة احلاضنة‪،‬‬
‫كما يستمر التدريب خالؿ ىاتو ادلرحلة أيضا‪ .‬وكل اخلدمات ادلقدمة من قيل احلاضنة من شأهنا أف‬
‫تساعد الشركة الناشئة على حتقيق معدالت ظلو عالية‪.‬‬
‫ج‪ .‬المرحلة الثالثة مرحلة التخرج من الحاضنة‪:‬‬

‫‪477‬‬
‫ولد الصافي عثمان ؛ العرابي مصطفى‬

‫وىي ادلرحلة النهائية بالنسبة للمشروعات داخل احلاضنة‪ ،‬بعد حتقيق األىداؼ ادلرجوة وتوسع‬
‫نشاط الشركة الناشئة وظلوىا‪ ،‬وبروزىا يف عامل األعماؿ كفكرة رائدة‪ ،‬وتوسع سوقها من احمللية إىل العادلية‪،‬‬
‫يتم وضع خطة للخروج اليت ػلددىا برنامج احلاضنة (بعد العمل على تدويلها‪ ،‬وتسويقها الكًتوهنا)‬
‫ويكوف ذلك وفق متطلبات التخرج حسب مجلة من ادلعايَت على غرار عوائد الشركة أو مستوى التوظيف‪،‬‬
‫بدال من وقت الربنامج‪ ،‬وبالرغم من أنو يف ىذه ادلرحلة يصيح ادلشروع قائم وقادر على شلارسة نشاطو‬
‫خارج احلاضنة‪ ،‬إال أف ذلك ال يعٍت انقطاعو عن احلاضنة بشكل تاـ‪ ،‬بل ؽلكنو االستمرار يف االستفادة‬
‫خدماتنا وتوجيهاهتا حىت بعد التخرج‪.‬‬
‫‪ .1.3.4‬نماذج لبعض حاضنات االعمال الرائدة في الجزائر‬
‫عرؼ العمل بنظاـ احلاضنات لدعم و مرافقة ادلؤسسات الناشئة تأخرا ملحوظا يف اجلزائر ولكن‬
‫ىذا مل ؽلنع من ظهور حاضنات اعماؿ رائدة يف سلتلف ختصصات ريادة االعماؿ و من امثلة ىذه‬
‫احلاضنات‪:‬‬
‫أ‪-‬حاضنة أعمال سيالبس ـ ـ ـ ‪sylabs‬‬
‫ومسرعة مشاريع مقرىا اجلزائر‬
‫ّ‬ ‫تأسست سيالبس عاـ عاـ ‪ ،2015‬وىي حاضنة أعماؿ‬
‫العاصمة بالقرب من الربيد ادلركزي‪ .‬تعمل ىذه ادلؤسسة على تقريب ودمج الشركات الناشئة يف النظاـ‬
‫البيئي الريادي اجلزائري‪ .‬ويتم ذلك من خالؿ دعم رواد األعماؿ باالستشارة و توفَت األدوات الريادية‬
‫السوؽ اجلزائري‪ ،‬وكذلك مساعدهتم على توسيع شبكة عالقاهتم‪ .‬كما هتدؼ إىل‬ ‫الضرورية للنّجاح يف ّ‬
‫تطوير النظاـ البيئي لريادة األعماؿ من خالؿ التواصل والتّقرب مع صناع القرار يف القطاعُت العاـ واخلاص‬
‫زلليًا وعادليًا وتشجيع ريادة األعماؿ يف اجلزائر‪.‬‬
‫ب‪-‬حاضنة اعمال ‪ :‬سابير بارك بسيدي عبد اهلل‬
‫و تعرؼ بالوكالة الوطنية لًتويج لًتقية احلظائر التكنولوجية وتطويرىا ىي مؤسسة يف القطاع العاـ‬
‫مقرىا الرئيسي يف سايرب بارؾ يف مدينة سيدي عبد اهلل باجلزائر العاصمة‪.‬‬ ‫تأسست عاـ ‪ .2004‬يقع ّ‬
‫وهتدؼ ىذه ادلؤسسة إىل إنشاء نظاـ بيئة ريادي وطٍت من خالؿ تشجيع الشركات الناشئة وادلشاريع‬
‫ادلبتكرة لضماف ادلشاركة الفعالة يف االقتصاد اجلزائر ‪.‬‬
‫‪478‬‬
‫عنوان المقال‪ :‬التحديات التي تواجه المؤسسات الناشئة في الجزائر و آليات دعمها و مرافقتها‬

‫ح‪ .‬حاضنة أعمال بيكوس‪ :‬يقع ّ‬


‫مقر بيكوس يف مدينة احملمدية باجلزائر ‪ .‬ومنذ ذلك احلُت ‪ ،‬تقدـ ىذه‬
‫ادلؤسسة خدمات استشارية وتوجيهية‪ ،‬باإلضافة إىل تدريبات للشركات اجلزائرية يف رلاؿ األعماؿ‪ .‬تشمل‬
‫خدماهتا تسريع ادلشاريع والدعم والتوجيو وعقد فعاليات ومؤدترات حوؿ ريادة األعماؿ ‪.‬‬

‫د‪ .‬حاضنة أعمال فكرة تيك ‪ FIKRA TECH :‬أو تُعرؼ كذلك مبركز تنمية التكونولوجيات‬
‫متخصصة يف العلوـ‬
‫ّ‬ ‫وتعد مؤسسة تابعة للقطاع العاـ‬‫ادلتطورة اليت يقع مقرىا يف بابا حسن‪ ،‬بالعاصمة‪ّ .‬‬
‫والتكنولوجيا‪ .‬وتتمثّل خدماهتا يف دعم ادلشاريع ادلبتكرة يف رلاالت العلوـ والتكنولوجيا و يف رلاؿ البحث‬
‫العلمي واالبتكار التكنولوجي‪ ،‬وادلساعدة يف زيادة القيمة وكذلك من خالؿ التّدريبات‪.‬‬

‫ه‪ .‬حاضنة معهد حبة ‪: institut haba‬وىو معهد يف شكل حاضة تابع للعامل اجلزائري ادلغًتب‬
‫الربفسور بلقاسم حبة تقع يف بلوزداد‪ ،‬اجلزائر العاصمة‪ ،‬معهد حبّة حاضنة مشاريع تساعد على تطوير‬
‫االبتكار وريادة األعماؿ يف اجلزائر من خالؿ تسريع ظلو الشركات الناشئة باستعماؿ أدوات سلتلفة مثل‬
‫رللسا علميًا لتقييم ادلشاريع ومراقبتها‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ Fablabs‬و ‪ Think Thank.‬كما دتلك‬
‫(‪)2020 ،https://sylabs-dz.com/incubators-in-algeria/‬‬

‫و‪.‬الحاضنات الجامعية (حاضنة أعمال جامعة المسيلة)‪:‬‬


‫بغية تطوير و تشجيع األفكار اإلبداعية و الريادية يف الوسط اجلامعي و ادلساعلة يف حتويل ىذه‬
‫األفكار إىل مشاريع منتجة تبنت وزرارة التعليم العايل و البحث العلمي اسًتاتيجية دلرافقة ىذه ادلؤسسات‬
‫من خالؿ تشكيل ىيئات على مستوى اجلامعة و تتمثل يف دار ادلقاوالتية يف بعض اجلامعات او‬
‫حاضنات اعماؿ يف جامعات أخرى و تعترب حاضنة اعماؿ جامعة زلمد بوضياؼ بادلسيلة ظلوذج ناجح‬
‫من احلاضنات يف الوسط اجلامعي‪.‬‬
‫برواد األعماؿ من ذوي الكفاءات اجلامعية – الطلبة والباحثُت‪-‬‬
‫هتتم حاضنة أعماؿ جامعة ادلسيلة ّ‬
‫ومؤسسات‬ ‫لتقدمي مشاريع‪،‬‬ ‫احلديثة‬ ‫التكنولوجية‬ ‫التقنيات‬ ‫تسخَت‬ ‫على‬ ‫‪،‬القادرين‬
‫‪479‬‬
‫ولد الصافي عثمان ؛ العرابي مصطفى‬

‫ناشئة‪ STARTUPS‬ذات أفكار إبداعية سواء كانت مشاريع‪ ،‬خدمات ‪،‬منتجات‪ ،‬ظلاذج عمل‪،‬‬
‫أو اخًتاعات ‪.‬ضمن قطاعات التكنولوجيا والذكاء االصطناعي الصناعة التجارة الصيدلة والطب‪،‬‬
‫االتصاالت ‪،‬تكنولوجيا ادلعلومات ‪،‬الطاقة والطاقات ادلتجددة‪ ،‬الرسكلة والبيئة‪ .‬أو أي تقنية هتدؼ اىل‬
‫استثمار ادلصادر ادلتوفرة لدعم واستمرارية ادلؤسسات الناشئة و صلاحها‪ ،‬وتطوير عملها لًتقى اىل مكانة‬
‫ادلؤسسات الناجحة اليت دتثل نقطة إنطالؽ وإقالع اقتصادي وفق مضامُت التنمية ادلستدامة‪ .‬حتت شعار‬
‫لديكم الفكرة ولدينا الدعم و ادلرافقة ومن ادلهاـ الرئيسية للحاضنة‪:‬‬
‫‪ -‬تقدمي خدمات التدريب ‪ Coaching‬واالستشارات ألصحاب األفكار و بلورة أفكارىم‬
‫لتكوف جاىزة للتطبيق فضال عن العمل على تسويق الفكرة الريادية؛‬
‫‪ -‬دعم اإلبداع و اإلبتكار من خالؿ تقدمي ادلرافقة ‪،‬اخلدمات‪ ،‬اخلربات‪ ،‬التجهيزات‪ ،‬دراسات‬
‫اجلدوى االقتصادية‪ ،‬االستشارات الفنية‪ ،‬اإلدارية للوصوؿ اىل مشاريع ذات جدوى اقتصادية‪،‬‬
‫تكنولوجية إبداعية غَت تقليدية وتوقيع إتفاقيات شراكة مع اجلهات الداعمة للتواصل مع رواد‬
‫األعماؿ وحصوذلم على الدعم ادلناسب لشركاهتم الناشئة‪.‬‬
‫‪ -‬ترشيح ادلشاريع احملتضنة للمشاركة يف ادلسابقات احمللية‪ ،‬اجلهوية‪ ،‬الوطنية ‪،‬والعادلية؛‬
‫‪ -‬الدعم ادلادي حلاملي األفكار وادلشاريع االبتكارية؛‬
‫‪ -‬السعي للوساطة بُت حاملي األفكار والشركاء االقتصاديُت واالجتماعيُت لبلورة األفكار اىل‬
‫مشاريع وحلوؿ ميدانية؛‬
‫‪ -‬تذليل العراقيل البَتوقراطية حلاملي األفكار اليت قد يتعرضوف ذلا خالؿ مراحل جتسيد‬
‫فكرة ادلؤسسة الناشئة‪ ،‬ىذا وقد تعممت فكرة احلاضنات اجلامعية يف مؤسسات جامعية اخري‬
‫مثل جامعة البليدة و جامعة ورقلة و جامعة قادلة و أعطت نتائج جد مشجعة على مستوى‬
‫ريادة االعماؿ يف الوسط اجلامعي‪( .‬موقع حاضنة االعماؿ جامعة ادلسيلة‪)2020 ،‬‬
‫‪ .2.3‬آليات الدعم التمويلية‪:‬‬

‫‪480‬‬
‫عنوان المقال‪ :‬التحديات التي تواجه المؤسسات الناشئة في الجزائر و آليات دعمها و مرافقتها‬

‫تعد إشكالية التمويل من اىم الصعوبات و التحديات اليت تواجو ادلؤسسات و الشركات‬
‫الناشئة يف اجلزائر يف الوقت الراىن‪ ،‬لذا تبنت الدولة أسلوبا دتويليا جديد ومغايرا لألساليب الكالسيكية‬
‫القائمة على القروض البنكية؛ يقوـ ىذا األسلوب على مبدا ادلرافقة و ادلشاركة ادليدانية و قد جتسد يف‬
‫اطالؽ صندوؽ خاص لتمويل ادلؤسسات الناشئة يف ىذه سنة ‪ 2020‬كما اف قانوف ادلالية لسنة‬
‫‪ 2020‬جاء بتدابَت و حتفيزات جبائية جديدة لفائدة اصحاب ادلؤسسات الناشئة السيما اليت تنشط يف‬
‫رلاالت االبتكار والتكنولوجيات اجلديد‪ ،‬وذلك من خالؿ إعفائها من الضريبة على األرباح والرسم على‬
‫القيمة ادلضافة هبدؼ ضماف تطوير أدائها‪ ،‬كما تضمن القانوف اعفاءات من الضرائب والرسوـ اجلمركية‬
‫يف مرحلة االستغالؿ مع إقرار تسهيل حصوؿ ىذه ادلؤسسات على العقار الصناعي لتوسعة مشاريعها‬
‫االستثمارية‪ ،‬باالضافة اىل تدابَت أخرى منها‪:‬‬
‫‪ -‬تسهيل ولوج ادلؤسسات الناشئة للطلب العمومي عرب تكييف دفًت الشروط الذي يلزـ بضرورة اللجوء‬
‫إىل ادلناولة مع ادلؤسسات الناشئة؛‬
‫‪ -‬إعادة تفعيل أحكاـ ادلادة ‪ 87‬من ادلرسوـ الرئاسي رقم ‪ 247-15‬ادلؤرخ يف ‪ 16‬سبتمرب ‪2015‬‬
‫ادلتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات ادلرفق العمومي‪ ،‬عرب إصدار قرار السيد وزير ادلالية‪ ،‬ادلربمج‬
‫يف ىذا الشأف بغرض دعم ادلؤسسات الناشئة؛‬
‫‪ -‬حث القطاعات الوزارية‪ ،‬اجلماعات اإلقليمية و ادلؤسسات االقتصادية على ترقية الشراكة ادلالية مع‬
‫الشركات الناشئة و الشباب حاملي ادلشاريع ادلبتكرة؛‬
‫ػ ػ ػ تسهيل حصوؿ الشركات الناشئة على العقار الصناعي لتطوير و توسيع مشاريعهم؛‬
‫‪ -‬اختاذ تدابَت حتفيزية (جبائية) من أجل حث ادلتعاملُت العموميُت و اخلواص على اللجوء إىل احللوؿ‬
‫ادلبتكرة اليت تقدمها ادلؤسسات الناشئة؛ (وزارة الداخلية و اجلماعات احملليةو التهيئة العمرانية‪)2020 ،‬‬

‫‪ .4‬خاتمة‪:‬‬
‫عموما و من خالؿ ما سبق ؽلكننا القوؿ بأف الدولة مل تدخر جهدا يف سبيل ترقية و دعم الشركات‬
‫الناشئة سواء من حيث ادلرافقة او من حيث التمويل و حىت من حيث ادلنظومة القانونية و التشريعية‪ ،‬فقد‬
‫‪481‬‬
‫ولد الصافي عثمان ؛ العرابي مصطفى‬

‫وضعت إطار تنظيمي ػلدد القانوف األساسي للمؤسسات الناشئة و شروط احلصوؿ على عالمة مؤسسة‬
‫ناشئة‪( .‬اجلريدة الرمسية اجلزائرية‪.)2020 ،‬‬
‫ىذا باإلضافة اىل استحداث ادلنصة االلكًتونية للمؤسسات الناشئة و فتحها أماـ حاملي األفكار ادلبتكرة‬
‫‪ porteurs d’idées innovantes‬قصد دتكينهم تسجيل مشاريعهم و جتسيدىا على أرض‬
‫الواقع ‪ ،‬فضال وضع برامج للتدريب و التكوين موجهة ذلذه الشركات‪ ،‬و كذا إشراؾ فعاليات اجملتمع ادلدين‬
‫من خالؿ تشجيع ادلؤسسات الناشئة على التكتل يف شكل مجعيات زللية أو وطنية و خلق شبكات‬
‫تعاوف قصد توحيد جهودىا‪ ،‬ىذا باإلضافة اىل تشجيع و دعم إقامة عالقات تعاوف بُت ادلؤسسات‬
‫الناشئة اجلزائرية و نظَتاهتا األجنبية‪( .‬وزارة الداخلية و اجلماعات احملليةو التهيئة العمرانية‪)2020 ،‬‬
‫وعموما فإنو من خالؿ ما سبق ؽلكننا اخلروج ببعض النتائج أعلها ‪:‬‬
‫‪ .1‬االجتاه ضلو االستثمار يف الشركات الناشئة أضحى ضرورة حتمية يفرضها واقع االقتصاد الوطٍت‬
‫الراىن الذي أهنكو تدين اإليرادات النفطية باإلضافة اىل جائحة كورونا اليت تضرر منها بشكل‬
‫كبَت‪.‬‬
‫‪ .2‬ضرورة هتئية البيئة القانونية و التشريعية‪ ،‬اماـ الشركات الناشئة‪ ،‬وذالك بسن قوانُت خاصة تنظم‬
‫نشاطها باإلضافة اىل إزالة العراقيل البَتوقراطية اليت حتوؿ دوف انشائها‪ ،‬وقد جتسد ذالك يف صدور‬
‫ادلرسوـ التنفيذي رقم ‪ 254-20‬ادلؤرخ يف ‪ 15‬سبتمرب ‪ 2020‬ادلتضمن انشاء اللجنة الوطنية‬
‫دلنح عالمة “مؤسسة ناشئة” و”مشروع مبتكر” وحاضنة أعماؿ”‪.‬‬
‫‪ .3‬تشجيع روح االبتكار وريادة االعماؿ يف الوسط اجلامعي عن طريق انشاء دور ادلقاولة و حاضنات‬
‫االعماؿ داخل اجلامعة‪ ،‬حبيث تتبٌت ىذه اذليئات ادلرافقة و ادلساعدة على جتسيد أفكار و مشاريع‬
‫الباحثُت من طلبة و أساتذة وحتويلها اىل مشاريع يستفاد منها‪.‬‬
‫‪ .4‬إنشاء ادلنصة االلكًتونية للمؤسسات الناشئة و فتحها أماـ حاملي األفكار ادلبتكرة قصد دتكينهم‬
‫من جتسيد أفكارىم يف شكل مشاريع حقيقية‪.‬‬

‫‪482‬‬
‫عنوان المقال‪ :‬التحديات التي تواجه المؤسسات الناشئة في الجزائر و آليات دعمها و مرافقتها‬

‫‪ .5‬ضرورة إختاذ تدابَت استثنائية لدعم الشركات الناشئة‪ ،‬خصوصا فيما يتعلق جبوانب التمويل و‬
‫التدريب و ادلرافقة و التسويق‪ ،‬وذالك عن طريق أنشاء منظومة دعم متكاملة تتمثل يف حاضنات‬
‫االعماؿ و مسرعات االعماؿ باإلضافة اىل خلق صناديق سيادية للتمويل و توفَت فضاءات‬
‫للتسويق و الًتويج دلنتجاهتا‪.‬‬

‫المراجع‬

‫اجلريدة الرمسية اجلزائرية‪.‬العدد ‪ 55‬الصادر بتاريخ ‪ 2020.09.21‬صفحة ‪10‬‬

‫بوالشعور شريفة‪ .)2018( .‬دور حاضنات االعماؿ يف دعم وتنمية ادلؤسسات الناشئة ‪ :‬دراسة حالة‬
‫اجلزائر‪ .‬رللة البشائر االقتصادية ‪.420 ،‬‬

‫بوضياؼ‪ ,‬ع & ‪.,‬زبَت‪ ,‬ـ ‪. (2020).‬دور حاضنات االعماؿ التكنولوجيا يف دعم ادلؤسسات الناشئة‬
‫باجلزائر ‪.‬رللة شعاع للدرسات االقتصادية‪.‬‬

‫موقع‪https://sylabs-dz.com/incubators-in-algeria :‬‬

‫تاريخ االطالع عليو‪.)2020 ,11 10( :‬‬

‫موقع‪ :‬حاضنة االعماؿ جامعة ادلسيلة‪ . https://www.univ-msila.dz/‬تاريخ االطالع عليو‬


‫‪(2020, 11 11):‬‬

‫موقع‪:‬وزارة الداخلية و اجلماعات احملليةو التهيئة العمرانية‪https://www.interieur.gov.dz/‬‬


‫تاريخ االطالع علية (‪)2020.11.16‬‬

‫‪483‬‬

You might also like