‫عيد جديد‬

‫ٌ‬
‫بُشْرا ُكمُ فاليومَ عيدْ‬

‫والقدسُ أضحت ترتدي ثوبًا جديدْ‬

‫واملسجدُ األقصى يُباهيْ‪:‬‬
‫ههنا جُنديْ‬
‫وهم عضُدي وزنديْ‬

‫وصالتُهم يف ساحيت بالكونِ عنديْ‬

‫أنا لستُ أستدعي صالحًا‬
‫أو أنادي اجملدَ من ماضٍ بعيدْ‬
‫حقّي الذي أرجوه لن يأتي بسيفِ ابنِ الوليدْ‬
‫فأنا ألوذُ بنصرِ ذي العرشِ اجمليدْ‬

‫أنا ال أهونُ‬
‫وال أخونُ‬
‫وال أعيشُ كما العبيدْ‬
‫أنا لستُ أحيا دون إميانيْ‬

‫وشريانيْ‬
 ‫يُدمدمُ بالكرامة حني ينبضُ كلَّ آنِ‬
‫ودماؤُه جتري بعزِّ احلقِّ يف ذاك الوريدْ‬
‫والويلُ‪ ،‬كلُّ الويلِ‬

‫للخصمِ البليدْ‬
‫فالوعدٌ مفعولٌ‬
‫وآتٍ‬
‫كي نسوءَ وجوهَهمْ‬

‫ال شكَّ يف هذا الوعيدْ!‬

‫بُشْرا ُكمُ فاليومَ عيدْ‬

‫وأنا برغمِ اجلُرحِ يف صدري سعيدْ‬
‫ها قد تنفّس فجرُ آمالٍ وليدْ‬
‫يهفو إىل جمدٍ تليدْ‬

‫ما عادت األهوال تفزعين نقريًا‬

‫ما باتت الضرباتُ تؤذيين كسريًا‬
‫ما عُدتُ أرهبُ نارَهمْ‬
‫أنا لستُ من يدعو ثُبورًا‬
‫فلقد أزلتُ الوهمَ عن سُقُفٍ هلمْ‬
‫ظنّوا‪ ،‬وذاك الظنُّ إثمٌ‪ ،‬أنّها قُببُ احلديدْ!‬
‫ستزولُ كَرّتُهم بعُبّادٍ لنا‬
‫جاسوا خالل الدار بالوعد األكيدْ‬

‫والنّارُ موعدهم غدًا‬

‫ال شكَّ‪ ،‬أمسعُها تُردّدُ في ِهمُ‪:‬‬
‫هل من مزيدْ؟!‬
‫واحلُسنيانِ مصريُنا‬

‫والنّصرُ من ربّي أكيدْ‬

‫وإذا تأخر ساعةً‬
‫فبجنة الفردوس تلقون الشهيدْ‪.‬‬

‫بُشْرا ُكمُ فاليومَ عيدْ‬

‫وركابُنا ترنو إىل أفق عنيدْ‬

‫ومآلنا جناتُ عدنٍ عندَ قيّومٍ محيدْ‬

‫ما كان للرمحنِ‪،‬‬
‫مكتوبٌ له العمرُ املديدْ‬
‫فاستنشق البارود رَوحًا‬
‫واسْتَبقْ حنو اخللودْ‬
 ‫فجحافلُ احلقّ استعدّتْ‬
‫وبنادقُ األحرار شُدّتْ‬
‫وحجارةُ األطفال عادت تنطِقُ القولَ السّديدْ‬

‫وتقولُ للجبناء ذوبوا يف وحولٍ من صديدْ‬

‫ما كان ذُلّكمُ ليُبدئ يف انتصاري أو يزيدْ‬
‫فاليومُ موعدُ االختيارْ‬
‫واحلزمِ يف أخذِ القرارْ‬

‫والعزمِ يف تنفيذِهِ‬
‫والسعيِ حتى االنتصارْ‬
‫هذا هو الدربُ اجمليدْ‬
‫هذا هو العيدُ السّعيدْ‬

‫وسواهُ ليس حيلُّ عيدْ‪.‬‬

‫خريٌ هلم أن ينتهوا‬
‫وإذا ُهمُ عادوا غدًا‬
‫فلسوفَ نُبعثُ من جديدْ!‬