Professional Documents
Culture Documents
مطبوعةمحاضرات في مقياس
المالية العامة
443
/4تقدير النفقات واإليرادات العامة
فهرس الجداول
الصفحة العنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوان الرقم
13-14 اإليرادات النهائية المطبقة على ميزانية الدولة لسنة 2212 01
الفصل الرابع
الثالثالثالث
الفصل الثالث
الثالثالثالث
الفصل الثاين
الفصل األول
قائمة اهلوامش
املقدمة العامة
المقدمة العامة
ان علم المالية العامة يبحث في جملة النشاطات المالية و االقتصادية للدولة كما يبحث أيضا في جملة المفاهيم و األفكار و
النظريات القانونية و المالية التي تعالج الكيفية التي يتم بها توفير الموارد المالية العامة للدولة و استخدامها لالنفاق الحكومي العام ،و
من ثم استخدام موارد الدولة و نفقاتها كأدوات للسياسات المالية في تحقيق األهداف السياسية و االقتصادية و االجتماعية و المالية
والتنموية و غيرها من األهداف التي ترتقي و تنهض بها المجتمعات و األمم ،و بالتالي يمكننا القول بان علم المالية العامة يبحث في
األساليب الفنية التي تتبعها الدولة فيما يتعلق بنفقاتها وإيراداتها المختلفة و ميزانيتها العامة ،يخصص جانب كبير من علم المالية العامة
لدراسة كيفية استخدام مختلف عناصر المالية العامة استخداما هادفا من أجل تحقيق أغراض معينة مرسومة مقدما ،كما ان هذا العلم
يرتبط ارتباطا وثيقا بغيره من العلوم األخرى التي تساهم في نهضة المجتمعات و رقيها كالعلوم السياسية و القانونية و االقتصادية و
االجتماعية.
اال ان علم المالية و ان كان علما اقتصاديا في جوهره اال انه تغلب عليه الصفة القانونية النه يعالج الوجه القانوني للنشاط المالي
و االقتصادي للدولة و لذلك يعتبر فرعا من فروع القانون العام الذي يدرس في كليات و معاهد الحقوق في شتى الجامعات جنبا الى
ان علم المالية العامة علم قانوني و مادته قانونية تخضع موضوعاته للتشريعات القانونية و الدستورية و منها موضوعات الضرائب
و الرسوم و القروض و الغرامات و اإلعانات و غيرها و فيما يعرف ببنود اإليرادات المالية العامة و النفقات العامة و الموازنة العامة و
فالمالية العامة ذات طابع مالي و اقتصادي و قانوني ارتبط مفهومها باألفكار التي كانت سائدة في القرون الماضية و التي مردها
نظرية العقد االجتماعي و تحصر موضوعات المالية العامة في الحصول على إيراداتها المالية لتغطية نفقاتها التقليدية كالعدالة و االمن و
دون السماح للدولة بالتدخل في حركة الحياة االقتصادية او ممارسة النشاطات االقتصادية او مزاحمة القطاع الخاص في استثماراته و
ومن ثم كان هدف المالية العامة محددا فقط في كيفية توفير الموارد المالية الضرورية و بالقدر الكافي لتغطية النفقات المرفقية
المحدودة .
اال انه و على ظهور ازمة الكساد العالمية من 9111-9191و نشوب الحرب العالمية الثانية و التوسع في حركة النشاطات
أ
1027 لعــام 1026
1027 / 1026 مقرر المالية العامة
االقتصادية المختلفة و تعقد العالئق الحياتية و تضخم حجم االستثمارات و الخطط اإلنمائية االقتصادية و االجتماعية و ظهور الحاجة
الى التوسع في االنفاق النقدي التمويلي على اثر كل ذلك و غيره من عوامل التطور اخذ علماء المالية العامة و االقتصاد على عاتقهم
اجراء دراسات فنية نبذوا فيها المفاهيم التقليدية للمالية العامة و اخذوا يتبنون مفاهيم حديثة تقتضي ضرورة االنتقال بالمالية العامة و
الدولة من دورها السلبي الى دور اكثر إيجابية في مضمار التدخل الوظيفي للدولة في شتى المجاالت السياسية و االقتصادية و المالية
و االجتماعية و كذلك االنتقال الى السوق و مزاحمة االفراد و مشاركتهم في حركة الحياة االقتصادية و انشاء المشروعات التنموية
و بعبارة أخرى اخذ المفهوم الحديث للمالية العامة ينصب على ضرورة تكريس دور اكثر إيجابية للدولة بان تستخدم أدوات
المالية العامة من إيرادات و نفقات في التأثير على حركة و مجريات األمور االقتصادية و االجتماعية كالتحكيم في حجم االنفاق
الحكومي و توزيع الدخل القومي و تحديد حجم االستثمار و اإلنتاج و نوعيته و حجم التضخم المالي و معدالت النمو االقتصادي ...
و بالتالي لم يعد هدف الدولة منحصرا في تمويل مرافقها التقليدية و اقتضى االمر االنتقال بها من دائرة االنفاق التقليدي الضيق
الى دائرة االنفاق اإلنمائي الموسع ساعد على ذلك ضغوطات كثيرة و كبيرة سياسية كانت او اقتصادية او اجتماعية او ماليو او إنمائية
او عسكرية او سكانية و غيرها من األسباب األخرى سعيا لتحقيق هدف اسمى و ابعد للمالية العامة يتمثل في ضرورة مساهمتها في
اإلحاطة بعوارض المشكلة االقتصادية و بالتالي حلها عن طريق توفير الموارد المالية إلشباع الحاجات المعيشية المتزايدة .
هذا و ستكون مقياس المالية العامة بموضوعاته الرئيسية الثالثة اإليرادات العامة و النفقات العامة و الموازنة العامة محور دراستنا
من خالل مطبوعة المالية العامة التي هي عبارة عن محاضرات وفقا لعرض التكوين المعتمد من الوزارة الوصية للسنة الثانية ميدان عــلوم
اقتص ــادية و تج ــارية و علــوم تسييـ ــر -مسار عــلوم اقتص ــادية
هذا و لعل ما اسعفني على اإلحاطة بموضوعات هذه الدراسة انني قمت بتدريس مقياس المالية العامة لعدة سنوات و قد
ب
األهداف التعليمية للفصل األول :
في ضوء هذه األهداف يسعى هذا المساق إلى تعريف الدارسين موضوع علم المالية العامة
و أهميتها ومدى تأثيرها في حياة المجتمع باعتبارها المسؤولة عن معالجة االختالالت التي
تعتري المسار االقتصادي و كذلك دراسة مدى ارتباطه بالعلوم األخرى،باالضافة الى
التعرف على مضمون و المواضيع التي يهتم بها علم المالية العامة .
1027 لعــام 1026
1027 / 1026 مقرر المالية العامة
تمهيد
إن علم المالية العامة هو ذلك العلم الذي يهتم بدراسة المشاكل المتعلقة بالحاجات العامة وتخصيص المال الالزم إلشباعها
لذلك فإن تعريف وتحديد نطاق الحاجات العامة من األهمية بمكان لتحديد نطاق النشاط المالي للدولة في سبيل إشباع هذه الحاجات
العامة و يعرف علم المالية أنه العلم الذي يتخصص في دراسة كيفية تنظيم النفقات و اإليرادات العامة و الميزانية العامة بحيث يعمل
على تحقيق األهداف االقتصادية و االجتماعية المستوحاة من الفلسفة التي تتبناها الدولة او هو ذلك العلم يبحث عن نشاط الدولة
عندما تستخدم الوسائل المالية لتحقيق أهدافها السياسية ،االقتصادية االجتماعية ،حيث ستشمل دراستنا على أحد فروع االقتصاد أال
وهو االقتصاد المالي أو اقتصاد المالية العامة بكل ما يحويه هذا العلم من أنشطة مالية حتى أنه يتضمن السياسات المالية التي تعتبر
جزء من السياسة االقتصادية العامة ألي نشاط اقتصادي واجتماعي.و على هذا األساس سيتم تقسيم الفصل األول الى :
المالية :و تعني " الذمة المالية " أي الممتلكات و الديون و التي تعني الجانب الدائن ،و يتمثل في المداخيل و االيرادت و الجانب
1
المدين و يتمثل في االلتزامات و الديون.
أما العامة :فتعني بأنها تخص مالية السلطات العامة أي األشخاص المعنوية العامة القائمة و الموجودة بالدولة ،و لذا تجمع هذه المعاني
و في التعريف اللغوي نجد أن تطور الفكري المالي و االقتصادي ،وتعدد وظائف الدولة صاحبه تعدد تعاريف علم المالية حيث يمكن
المفهوم التقليدي "بأنها العلم الذي يتناول بالبحث نفقات الدولة وإيراداتها أو بمعنى آخر هو ذلك العلم المتعلق بااليرادات المالية
2
للدولة و نفقاتها و الموازنة بينهما ".
كما تعرف على انها مجموعة القواعد التي يجب على الحكومات و الهيئات أن تطبقها في تحديد النفقات العامة و تامين الموارد
اما بالنسبة للمفهوم الحديث ":فهي دراسة القتصاديات القطاع العام ،كما عرفها آخرون بما يلي :المالية العامة هي ذلك العلم الذي
يبحث في نشاط الدولة عندما تستخدم الوسائل واألساليب المالية بشقيها االيرادي واالنفاقي لتحقيق أهداف المجتمع بمختلف
اتجاهاتها االقتصادية واالجتماعية والمالية" ،بمعنى هو ذلك العلم الذي يدرس اإليرادات العامة والنفقات العامة والموازنة العامة،
3
وتوجيهها واستخدامها في تحقيق األهداف المنبثقة عن الفلسفة االقتصادية واالجتماعية والسياسية التي تتبناها الدولة.
كما يمكن ان تعرف بأنه العل م الذي يبحث في كيفية استخدام موارد الدولة المالية ،ونفقاتها ،وميزانيتها في تحقيق أهداف السياسة
المالية العامة للدولة ،وبأنه العلم الذي يبحث في فرع االقتصاد المتعلق بالنشاط المالي للدولة.
وبأنه العلم الذي يبحث في اإليرادات المالية العامة ،واستخدامها في تحقيق األهداف االقتصادية ،االجتماعية ،والسياسية للدولة.
ولعل معظم هذه التعاريف تنصب على الموارد المالية العامة للدولة ،والالزمة لتغطية نفقاتها المالية العامة ،وخاصة مرافقها األساسية:
وكذلك تنصب على استخدام موارد الدولة ،ونفقاتها في تحقيق األهداف التنموية للدولة :السياسية ،المالية،االقتصادية ،االجتماعية،
باإلضافة الى انها تنصب على تأصيل ،وتكريس دور الدولة في استخدامها ألدواتها المالية :االيرادية واالتفاقية ،في التأثير على مجريات
وحركة الحياة االقتصادية ،ومن ثم حل المشكلة االقتصادية كهدف أسمى وبعيد للمالية العامة.
العلم الذي يتناول بالبحث مصروفات نفقات الدولة وإيراداتها أو بتعبير آخر حاجات الدولة الحاجات العامة والوسائل المالية لتلبية
هو ذلك العلم الذي يدرس تكييف مستويات اإلنفاق العام واإليرادات العامة –استخدام األدوات المالية – في توجيه الحياة
5
االقتصادية في تحقيق األهداف االقتصادية وغير االقتصادية للدولة في التأثير على نشاط األفراد والجماعات لتحقيق هذه األهداف.
و بالتالي ارتبط مفهوم ومضمون علم المالية العامة في تطوره ارتباطا وثيقا بتطور دور الدولة في النشاط االقتصادي ،وبعد أن كان علم
المالية العامة في المفهوم التقليدي مقتصرا على البعد المالي الحسابي فقط ،أصبح هذا المفهوم في العصر الحديث له أبعاد متعددة
وانطالقا من هنا فالمالية العامة هي المرآة العاكسة لحالة االقتصاد وظروفه ،وللحالة السياسية وظروفها في دولة من الدول في فترة
ومن جهة أخرى إذا كا نت المشكلة االقتصادية تعرف بأنها عدم كفاية الموارد المالية المتاحة الالزمة إلشباع الحاجات اإلنسانية
المتعددة ،فإن المالية العامة كعلم االقتصاد إنما تبحث في كيفية توفير هذه الموارد المالية ،وإنفاقها ،ولكن بشكل سوي ،ومتوازن ،لحل
المشكلة االقتصادية.
وتس مى المالية العامة بمالية الدولة ،مالية القطاع العام تفريقا بينهما ،وبين المالية الخاصة ،وهذا ما يميزها عن العلوم األخرى ،ومن
ثم فإن مالية الدولة لم تتأصل إال إلشباع الحاجات اإلنسانية لبني البشر ،وبتسخير أدواتها المالية لتحقيق هذا الهدف.
وهذه األدوات تشكل موضوعات المالية العامة األساسية و التي سنتناولها بالتدقيق و التفصيل في الفصول الموالية وهذه األدوات تتمثل
في :
اإليرادات المالية العامة :والالزمة لتغطية النفقات العامة :كالضرائب ،والرسوم ،وأمالك الدولة العامة ،والخاصة ،والذهب،
النفقات المالية العامة :والمتمثلة في خدمات الدولة التقليدية ،واألساسية كاألمن ،والدفاع ،والتعليم ،والصحة
والمواصالت ،واالتصاالت ،والزراعة ،والصناعة ،والتجارة ،والغاز ،والماء ،الكهرباء ،ومشروعات الدولة االقتصادية ،
الميزانية العامة :والتي تكون بنودها لإليرادات ،والنفقات ،ولفترة زمنية مقبلة غالبا ما تكون لسنة.
فالمالية العامة ذات طابع مالي ،اقتصادي ،اجتماعي تؤصل الدور الحكومي في كيفية توفير الموارد المالية لحل المشكلة االقتصادية،
-تحديد أوجه االنفاق العام و تقدير اإليرادات الالزمة لتغطية ذلك االنفاق .
إذا كان العلم يبحث في مظاهر المعرفة ،وأحكامها ،وقوانينها التي تحكمها ،وأثار ذلك بهدف الوصول إلى أساسيات المعرفة
وجزئيات حقائقها ،فإن علم المالية ال يختلف عن العلوم األخرى بالنسبة لهذا الهدف ،بل وقد يشارك بعض هذه العلوم في أساليبها أي
يشارك ها بالنسبة لوحدة الهدف ،ووحدة األسلوب ،ومن هذه العلوم ،وأقربها إلى علم المالية العامة :علم االقتصاد ،وعلم السياسة ،وعلم
مما ال شك فيه أن علم المالية شديد الصلة وعالقته وثيقة بعلم االقتصاد ،وهو أقرب العلوم إليه سواء من الناحية النظرية أو
العملية ،حيث تظهر هذه الصلة ،وتتجسد من خالل العناصر التالية:وحدة المفهوم ،ووحدة الهدف ،ووحدة األسلوب ،ووحدة العالقة
التبادلية.
فبالنسبة لوحة المفهوم فالمالية العامة جزء من االقتصاد ،وهي فرع منه ،فهي جزء من كل.
فعلم المالية العامة يعرف :بأنه ذلك الفرع من االقتصاد الذي يتعلق بالنشاط المالي للدولة ،فالمالية العامة ظاهرة اقتصادية،
والنشاطات المالية للدولة هي نشاطات اقتصادية .وأدوات المالية العامة كاإليرادات ،والنفقات ،والموازنة العامة هي أدوات اقتصادية.
والسياسات المالية وا لنقدية تشكالن الروافد األساسية للسياسة االقتصادية ،وكذلك األجهزة المالية التي تستخدم أدوات ،وسياسات
المالية العامة تعتبر أجهزة اقتصادية ،تستخدم أساليب ،وسياسات المالية العامة ،وتهدف إلى تحقيق أهدافها.
وإزاء هذه العالقة الوثيقة بين المالية العامة ،واالقتصاد أخذت الدراسات تتناول الجوانب االقتصادية ،والمظاهر االقتصادية ،
والعوامل االقتصادية للمالية العامة ،وبعبارة أخرى تتناول الجانب االقتصادي لها ،والمتعلق بالنشاطات المالية العامة ،وبعبارة أخرى
تتناول الجانب االقتصادي لها ،والمتعلق بالنشاطات المالية ،واالقتصادية للدولة ،وفما يطلق عليه بعلم مالية الدولة ،والذي يتناول جميع
6
أوجه النشاط المالي للدولة ،والمتعلق بصفة خاصة بتوفير الموارد المالية ،االقتصادية الضرورية ،والالزمة لتمويل النفقات العامة.
بالنسبة لوحدة الهدف :فكالهما يبحث في عوارض المشكلة االقتصادية ،وكيفية حلها ويحصرانها في عامل الندرة ،أي ندرة
الموارد المالية المتاحة ،وعلى المستويين الحكومي ،والفردي وفيما يتعلق بكيفية توفير هذه الموارد ،وتوجيهه نحو إشباع
ومن ثم يعتبر عامل الندرة الحافز األكبر ،والشغل الشاغل لعلمي " المالية ،واالقتصاد ،وإجراء الدراسات المالية ،واالقتصادية،
من اجل حل مشكلة هذا العامل ،ومن ثم حل المشكلة االقتصادية كهدف اسمي لكل من العلمين "
يهتم علم االقتصاد بإشباع الحاجات على جميع المستويات ،العامة ،الخاصة ،الفردية ،والجماعية ،وفي نفس الوقت يهتم علم
المالية العا مة كذلك بإشباع الحاجات ،ولو أنه يحصرها في الحاجات العامة ،فكالهما له نفس الهدف ،وهو إشباع الحاجات .وكذلك
يهتم العلمان بتحقيق االستقرار ،والتوازن االقتصادي الشامل ،والتخلص من األزمات االقتصادية.
بالنسبة لوحدة األسلوب :يعتمد علم المالية العامة على الكثير من أدوات التحليل االقتصادي الجزئي في دراسة ،وتطوير
العلوم ،والدراسات المالية ،ونذكر من هذه األدوات واألساليب على سبيل المثال :النظرية الكمية النقدية ،ونظرية الدخل ،والنظريات
األخرى المتصلة بالنقود ،وجهاز المرونة ،والدورة التجارية ،وجهاز األثمان ،وسعر الفائدة ،والكفاية الحدية لرأس المال ،والتحليل
الحدي الذي يستخدم في تفسير سلوك بعض عوامل النشاط االقتصادي ،كالمستهلكين والمنتجين والعاملين ي القطاعات اإلنتاجية
المختلفة ،ويستخدم أيضا في تفسير حركات األسعار ،ومستويات تكاليف المعيشة ،ويستخدم أيضا في دراسة آثار الضرائب
االقتصادية وظواهر التدفقات النقدية المالية :كالتضخم ،االنكماش ،ويستخدم أيضا في ظواهر توزيع الدخل القومي ،ومستويات
اإلرباح ،واألجور ،وحركة الصادراتـ والواردات ،وحجم اإلنفاق اإلنتاجي ،واالستهالكي ،وتكوين رأس المال االستثماري ،وفي حركة
ميزان المدفوعات ،وفي كيفية توزيع الموارد العامة على مختلف بنود اإلنفاق العام في الميزانية العامة للدولة.
وبعبارة أخرى يمكننا القول :إن التحليل المالي يخضع للتحليل االقتصادي ،وبحيث يستخدم التحليل االقتصادي في تفسير
حركة الظواهر المالية ،ومنها الكميات المالية ،وآثرها في حقل االقتصاد ،وفي مختلف النشاطات المالية ،االقتصادية في االقتصاد
القومي.
بالنسبة لوحدة العالقة التبادلية :فهي تتسم بالوضوح ،والقوة فيما بين الظواهر المالية ،والظواهر االقتصادية ،فالعالقة التأثيرية
التبادلية فيما بين المالية العامة ،واالقتصاد واضحة جلية ،إن العالقة التأثيرية بينهما متبادلة.
ففي أحوال كثيرة تتأثر األوضاع االقتصادية باألوضاع المالية ،وكذلك العكس.
فاختالل الميزانية الناشئ عن التمويل بالعجز في الميزانية -وهذه ظاهرة مالية -تؤثر في األسعار ،وهذه ظاهرة اقتصادية -وتؤدي
غلى ارتفاعها.
ون ـ ـ ـرى كذلك أن األوضاع المالية في ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـأثر دائم باألوضـ ـ ـ ـ ـ ـاع االقتصادي ـ ـ ـ ـة :
فمالية الدولة تتوقف في حركتها ،وفي كثير من أحوالها على األوضاع االقتصادية ،وحركة النشاط االقتصادي في مختلف قطاعات
االقتصاد القومي.
وكذلك تتوقف حصيلة اإليرادات المالية العامة :وهذه ظاهرة مالية -على حركة الدخل القومي ،وهذه ظاهرة اقتصادية ،فكلما
وأيضا :يتحدد حجم النفقات العامة طبقا للحالة االقتصادية السائدة ،ففي حالة التضخم يخفض اإلنفاق العام ،وفي حالة الكساد
يضاعف.
وعلى الرغم من هذه العالقة الوثيقة ،ووحدة المفهوم ،والهدف واألسلوب والتبادلية ،بين علمي المالية العامة ،واالقتصاد إال أ،
هناك حدودا دقيقة بينهما تفرق بينهما ،وتمنع من إلغاء أو ذوبان أحدهما في اآلخر.
فعلم المالية العامة -ولو أنه جزء من علم االقتصاد تبقى له خصوصيته ،وطبيعته ،ونوعيته ،وأغراضه ،وأساليبه ،وأدواته ،ومجاالته،
فبالنسبة لوحدة الهدف مثال :فعلم المالية العامة يهدف أصال إلى تحقيق المصلحة العامة ،بتقديمه للخدمات العامة شبه
مجانية لألفراد .في حين يهدف علم االقتصاد ،والمالية الخاصة جزء منه -إلى تحقيق الربح ،والكسب المادي في أغلب األحوال.
وبالنسبة لوضع الميزانية العامة :فعلم المالية العامة يحدد النفقات بصورة مسبقة على اإليرادات ،في حين أن المالية الخاصة
اما بالنسبة لوحدة األساليب :فعلم المالية العامة ،أي علم مالية الدولة يستخدم فضال عن األساليب االقتصادية الفردية ذات
الطابع الخاص أساليب ذات طابع سيادي كفرض الضرائب ،والرسوم ،وإصدار النقد ،فيد الدولة مطلقة ،وخاصة بالنسبة
لإلنفاق النقدي التمويلي في حين أن إرادة المالية الخاصة ،أي إرادة الفرد مفيدة بتحقيق التوازن االنفاقي ،وال تتمتع بأساليب
وبالتالي إن مثل هذه الف روق القليلة ال تؤثر على درجة العالقة الوثيقة بين علمي المالية العامة ،واالقتصاد ،بل وال تقلل من قوة
تتجلى الصلة بين المالية العامة و االحصاء واضحة من خالل استخدام اإلحصاء كموضوع من الموضوعات ،أو دراسة من
الدراسات التي تناولتها المالية العامة ،وتجريها ،ويقوم بها أساتذة الفكر المالية ،وباحثو التحليل المالي ،ويستعينون بها في تقييم
النشاطات المالية للدولة :كمستوى الدخل القومي ،وكيفية توزيعه ،وعدد السكان ،،وتوزيعهم بين المناطق الجغرافية ،أو بين القطاعات
المالية ،واالقتصادية المختلفة .وكذلك تستخدم األساليب اإلحصائية لتقييم العالقات الكمية بين اإليرادات المالية ،والنفقات المالية،
ومن ثم يستهدى بها لتحديد حجم هذه الموارد ،والنفقات ،وكيفية توزيعها على قنواتها ،وفي قطاعاتها اإلنتاجية ،أ ,السكانية.
وكذلك تستخدم األساليب اإلحصائية في تقييم الظواهر الضريبية ،وتحديد حجمها ،أ ,نوعها ،أو سعرها ،أو أوعيتها ،أو استحقاقاتها،
ونسبتها إلى الظواهر االقتصادية األخرى :كاإلنتاج ،واألشعار ،والدخل الفردي ،والقومي...،الخ.
وبكلمة موجزة :أصبحت العلوم اإلحصائية ال يستغنى عنها بالنسبة للعلوم المالية سواء فيما يتعلق بدراساتها ،أو فيما يتعلق بتحقيق
أهدافهاالن علم االحصاء يقدم للباحثين صورة واضحة المعالم و الزوايا لكافة الظواهر المالية التي يعبر عنها و يقوم بترجمتها و
تجسيدها في صورة ارقام وبيانات وإحصائيات بمعنى ان علم المالية العامة يستعين باإلحصاء في التحقق من مسائل كثيرة تدخل في
7
نطاق النشاط المالي .
تجمع بينهما رابطة قوية حتى ان هذه الرابطة هي التي منعت لمدة طويلة استقاللية علـم الماليـة العامـة و ادت الـى اعتبـراه علـى انـه
فرع من فروع القانون العام الداخلي يعرف لدى التقليديين بالتشريع المالي .اي ان العالقة المالية العامة بعلم القانون مضمونها يبلـور لنـا
معرفة أن القانون هو األداة التنظيمية التي يلجأ إليها المشرع لوضع القواعد العامة (الملزمة) في مختلف الميادين ومنها الميدان المالي .
فالقانون يضع األحكام ،والقواعد الملزمة ،والمتعلقة بإدارة الشؤون المالية للدولة.
فــالقوانين الماليــة ،والضــريبية والدســتورية ،واإلداريــة تســاهم معــا ،وإلــى حــد كبيــر فــي ضــبط األمــور ،والنشــاطات الماليــة ،وكيفيــة تحقيــق
و بالتالي فالقوانين المالية تضبط طبيعة ،وحركة الميزانية العامة ببنودها :اإليرادات ،والنفقات ،وتسبغ عليها صفة المشروعية ،وتضعها في
الميدان التطبيقي العملـي ،وذلـك باعتمادهـا قانونيـا ،وصـدور قـانون الموازنـة العامـة بهـا مـن قبـل السـلطة التشـريعية القانونيـة .وكـذلك فـإن
القوانين الضريبية هي التـي تـنظم الجوانـب النظريـة ،والعمليـة للضـرائب ،وأحكامهـا سـواء المتعلقـة" بأنواعهـا ،أو مقاديرهـا ،أو أوعيتهـا ،أو
قنواتها ،أو مواعيدها ،أو موظفيها ،أو أجهزة تحصيلها ،أو كيفية جباتها...الخ.
فالقوانين المالية والضريبية جزء منها تعتبر فرع من فروع القانون العام ،والتي تنظم شؤون الدولة ،ونشاطات حكوماتها ،وهيئاتها.
وكذلك فالقوانين اإلدارية تساهم إلى حد كبير في تنظيم الشؤون المالية للدولة ،وتبين كيفية الحصول على المال العام ،وقنواته ،وإنفاقه،
ومجاالته ،وأيضا تتعاون القوانين ا إلدارية مـع القـوانين الماليـة فـي تنظـيم عمـل مرافـق الدولـة ،وأجهزتهـا اإلداريـة ،فـاألولى تنشـئها ،والثانيـة
توفر أموالها.
فكثير من المرافق والمؤسسات اإلدارية :كمصلحة الضرائب ،ومديرية الجمارك تتمتع بصالحيات وسلطات مالية كبيرة تؤهلها لتسيير
مرافقها وأعمالها.
وكذل ك فالقوانين الدستورية تساهم إلى حد كبير في تنظيم الشؤون المالية ،وتتضمن نصوصا مالية عديدة ،ينص عليها الدستور.
ومنها االختصاصات المالية للسلطتين التشريعية ،والتنفيذية ،كالمتعلقة بإعداد الميزانية العامة ،واعتمادها ،وتنفيذها ،ومنها النصوص
المالية الدستورية المتعلقة بتنظيم عقد القروض العامة ،وتنفيذها وشروطها وانقضائها.
ومنها النصوص المالية الدستورية التي تنظم األمور المالية لبعض الهيئات الحكومية :كالجباية ،واإلنفاق ،وغيرها من النصوص
القانونية التي ينص عليها الدستور ،وينظم تطبيقها وتنفيذها سواء قبل السلطة التشريعية أو التنفيذية ،بالتالي فهذه العالقة وثيقة ،وقوية
الن التشريعات القانونية المختلفة تتحكم في الواقع بالمالية العامة ،وموضوعاتها ،وأدواتها.
تتبلور من خالل استعانة العلوم والدراسات المالية بالعلوم المحاسبية ،والمعادالت الرياضية في تحليالتها لحركة الحياة
االقتصادية .وحيث تصبح الضرورة قصوى في بعض الحاالت أن تستخدم مثل هذه المعادالت ،والعلوم المحاسبية في برمجة ،وتصميم
كما تظهر أهمية العالقة من خالل العمليات المالية التي تعتمد في إجراءاتها على اإللمام ،واالستخدام ألصول المحاسبة،
وكذلك تعتمد المالية العامة في استخدامها الكفء ألدواتها اإلرادية ،واالتفاقية على أصول استخدام الفن المحاسبي الدقيق.
أي ان الرابطة وثيقة بين المالية العامة والمحاسبة اذ ان العديد من مسائل المالية العامة وخاصة الضرائب تستلزم المعرفة و
اإللمام بأصول المراجعة وتقنياتها الستهالكات وجرد و احتياطات و انجاز حسابات الختامية اي ان صلة المالية العامة بالمحاسبة
والمراجعة وفنونها من اهتالك وجرد واحتياطات ومخصصات وعمل الميزانية الختامية والميزانية العمومية للمنشآت التجارية والصناعية
وغيرها وتزداد صلة المالية العامة والمحاسبة بازدياد تدخل الدول في الحياة االقتصادية عن طريق إقامة المشروعات االقتصادية المختلفة
8
مما يستلزم نشر ميزانية تجارية لهذه المشروعات إلى جانب البيانات المالية الخاصة بها والواردة في ميزانية الدولة.
إن العالقة بين علم المالية وعلم االجتماع ،عالقة قوية واضحة فهنالك تأثير متبادل بينهما ومن المعروف أن الكميات أو
المتغيرات المالية ،اإليرادات العامة والنفقات العامة تحدث آثارا" اجتماعية ،عند انتقالها من وإلى الدولة ،سواء أقصدت الدولة
تحقيق هذه اآلثار أم لم تقصد ،وسواء أتمت هذه الكميات المالية في ظل المالية العامة التقليدية المحايدة ،أم تمت في ظل المالية
العامة المتدخلة (الوظيفية المعوضة) ،في الدول الرأسمالية أو ذات االقتصاديات الموجه .فالنظام االجتماعي يؤثر في النظام المالي
ويحدد مساره ،والنظام المالي انعكاس للنظام االجتماعي ،وأداة هامة من أدوات تحقيق أهداف هذا النظام ،و بالتالي فهذين العلمين
يستهدفان تحقيق األغراض اإلنسانية ،وبالمنظور البعيد تستهدف السياسات المالية عادة تحقيق أغراض اجتماعية سواء من حيث إعادة
توزيع الثروة ،أي إعادة توزيع الدخول ،أو تقديم اإلعانات النقدية ،أو العينية للفئات الفقيرة ،أو توفير الخدمات االجتماعية األساسية:
كالخدمات الصحية ،والتعليمية ،والرياضية ،أو زيادة إنتاج السلع االستهالكية ،أو حماية المنتجات المحلية...الخ.
فعلم المالية يتناول بالدراسة ،والمعالجة ،واالستهداف كثيرا من الموضوعات ،والظواهر االجتماعية ،والتي تشكل أنماطا من
الحياة السلوكية واإلنسانية ،والتي تتم معالجتها ماليا .ولذلك مثل هذه األنماط االجتماعية بحاجة إلى معالجتها عن طريق أدوات المالية
العامة التقليدية :كرصد مواردها المالية في الميزانية العامة ،وانتقاء قنوات اإلنفاق اإلنسانية ،أو عن طريق أدواتها غير التقليدية بتخصيص
فقد توظف السياسة المالية الموارد الضريبية في زيادة اإلنتاج ،والسلع االستهالكية :كالمواد الغذائية ،واأللبسة ،وغيرها من
السلع التي تتسم الميول الحدية لالستهالك عليها باالرتفاع .وقد تستخدم الضرائب لحماية السلع المنتجة محليا من منافسة السلع
األجنبية المستوردة وقد تستخدم الضرائب للتقليل من مظاهر الترف ،وتقليل االستهالك للسلع الكمالية والترفيهية .
وقد تستخدم الضرائب إلعادة توزيع الثروات ،والدخول بفرض ضرائب عالية على األغنياء ،ومنخفضة على الفقراء .وال نبالغ لو
قلنا :إن مدى الحكم على نجاح السياسات المالية إنما يتوقف على مدى تحقيقها لألغراض االجتماعية ،وعلى مدى إشباعها للحاجات
اإلنسانية .
تعتبر عالقة تأثير متبادل فالنظام المالي يعكس اتجاهات النظام السياسي ،كما أن هذا النظام يستخدم النظام المالي بأدواته في
تحقيق أهدافه ،مما دفع االقتصادي " دالتون" إلى القول " :إن المالية العامة تعتبر أحد الموضوعات التي تقع على الحد الفاصل بين
السياسة ،واالقتصاد ،فهي تعني بإرادات ،ونفقات السلطات العامة تحقيق المساواة المثلى بينهما"
فالنظام السياسي يؤثر على النظام المالي ،كما ،ونوعا ،ويحدد اتجاهاته المالية ،االجتماعية والتنموية ،فهو يحدد كميات النقد
الصادرة ،والمتداولة ،واالستثمارية ،واالجتماعية ،واإلنسانية .بل وقد يرسم لها حدودها الكمية ،والنشاطية فال يجوز أن تتعداها.
وكذلك يحدد النظام السياسي اتجاهات أدوات المالية العامة االيرادية ،واالتفاقية ،ويسخرها في تحقيق أغراضه السياسية ،أو
التنموية.
وكذلك تختلف حركة أهداف هذه األدوات تبعا لطبيعة النظام السياسي السائد ،والمطبق ،وما إذا كان رأسماليا ،أو اشتراكيا،
وبالتالي كما قال أحد أساتذة الفكر المالي :أن الموازنة العامة تعتبر ترجمة حقيقية التجاهات الحكم ،فهي تعكس األهداف
وما يدل على رسوخ العالقة بين المالية العامة ،والسياسة أن بقاء الحكومات السياسي يتوقف في كثير من الحاالت على نجاحها
في سياستها المالية ،فمثال يقتضي العرف الدستوري في المملكة المتحدة أن تقدم الحكومة البريطانية استقالتها إذا فشلت في سياستها
المتعلقة بالموازنة العامة ،كما أن بعض دساتير الدول تسمح بسحب الثقة من الحكومة ،أو أحد وزرائها ألسباب مالية.
وال عجب أن قلنا :إن كثيرا من الثورات السياسية ،واإلصالحية ،واالنقالبات العسكرية ،التي حدثت عبر التاريخ إنما كانت تبرر
بأسباب مالية ،كالثورة األمريكية سنة 1776والتي كان فرض الضرائب على الشعب األمريكي من قبل بريطانيا الحاكمة سببا لها.
وكذلك الثورة الفرنسية سنة 1781والتي كان سببها نقص الموارد المالية ،والنقدية ،والمعيشية ،وزيادة الضرائب على الشعب
الفرنسي.
يهتم علم المالية العامة بمعالجة الجانب المالي لنشاط الدولة بمختلف مؤسساتها العامة امـا الماليـة الخاصـة فهـي تخـتص ببحـث
هذا الجانب من نشاط األفراد طبيعيين أو معنويين و يرى التقليديون انه ليس هناك فرق بينهما ،اما حاليا يرى خبراء المالية ان هناك فرق
اساسيا بين المالية العامة والخاصة ينتج عـن اخـتالف المبـادل التـي تحكـم كـل منهمـا اخـتالف تامـا فالماليـة الخاصـة هـي ماليـة االفـراد و
المؤسسات العائدة اليهم اي ما يعرف بالقطاع الخاص و هي تختلف عن المالية العامة نظرا الختالف طبيعة الدولة ودورها و سلطتها عن
طبيعة الفرد و دره وسلطته ,اضف اال ذلك ان التقنيات المستخدمة في نوعية المالية وان كانـت تبـدوا متشـابهة اال ان بينهـا بعـض نقـاط
1
االختالف :
تهدف المؤسسات الخاصة من انفاقها تحقيق ربـح باعتبـار ان هـذا هـو الهـدف الرئيسـي لنشـاط األفـراد أمـا الدولـة فإنهـا تهـدف
لتحقيق المنفعة العامة في المقام االول ،بمعنى ان المالية العامة ( مالية الدولة ) ذات اهداف عامة فـي حـين ان ماليـة االفـراد او الماليـة
تحصل المشاريع الخاصة علـى إيراداتهـا بطـرق اختياريـة أي باإلنفـاق عـن طريـق بيـع منتجاتهـا و خـدماتها للدولـة او األفـراد أمـا
الدولة فإنها تحصل على إيراداتها بموجب لما تتمتع به من سلطات خاصة ناشئة عن حقها في السيادة ،أي ان مالية الدولة مصدرها من
ت قوم الدولة بتقدير نفقاتها الالزمة لسير المرافق العامة لتحقيق اهدافها السياسية و االقتصادية واالجتماعية .ثم في مرحلة ثانية
تقوم بإعداد المصادر التي تحصل منها على ايرادات كافية لمواجهة هذه النفقات و تقوم المؤسسات الخاصة بتقدير حجم ايراداتها اوال
من دخول وارباح ثم توجه اوجه انفاق تلك االيرادات في مرحلة ثانية .
يسعى الفرد الى تحقيق منفعته الخاصة في إطار من الحرية إما بالنسبة للدولة فان نفقاتها ضرورية لضمان سير المنافق العامة .
يميل االفراد في اغلب االحيان الى االنشـطة سـريعة المـردود قريبـة النتـائج بينمـا تـؤدي الدولـة مشـاريع ال تظهـر نتائجهـا اال بعـد
ح -الحجم :
بصفة عامة فان مالية االفراد و المؤسسات الخاصة اقل حجم من مالية الدولة هذه األخيرة تقوم بإنفاق المالييـر مـن الـدينارات
بصفة نهائية بينما ليس في مقدور اغنى االفراد و المؤسسات من تحمل الخسائر ماليير الدينارات .
خ -التشريع :
تخضع مالية االفراد في تكوينها و حريتها الى قواعد و التزامات القانون الخاص بينما المالية العموميـة التـي تضـع نصـب أعينهـا
المنفعة والمصلحة العمومية فتقوم بتاطير ترتيباتها أحكام تشريعيه صارمة هي أحكام القانون العام
ه -الرقابة :
وجود رقابة على المال العام في حين تنعدم الرقابة على المال الخاص اال من صاحبها .
ان دراسة تطور علم المالية العامة بصورة جدية بدأ في منتصف القرن التاسع عشر حيث حينها هاجم أنصار المدرسة
التاريخية ( األلمانية ) االقتصاد الكالسيكي الذي كانت له السيادة أنذاك وخاصة حين عكف أنصار هذه المدرسة على دراسة تاريخ
الضرائب.
في البداية البد من التمييز بين التاريخ المالي وتاريخ الفكر المالي حيث يقصد باألول دراسة وقائع التطور المالي ذاته كتاريخ
الضرائب وغيره من مصادر إيرادات الدولة كذا تطور أوجه األنفاق الحكومي والدين العام وميزانية الدولة والتمويل المحلى فهو يتناول
تطور حاجيات الدولة والوسائل المتعلق بإشباع هذه الحاجاتفي حين ان الفكر المالي فهو يعالج األفكار والنظريات التي يتخذها العلماء
11
عن الظواهر والحقائق المالية والفكر المالي هو انعكاس للتاريخ المالي .
ترجع أصول الفكر المالي إلي المفكرين القدامى إبان الحضارات األولي رغم بساطة الحياة االقتصادية حينذاك وقد أخذت كثير من
الحكومات القديمة الى جانب ما يفرض على الشعوب من جزية والعمل بنظم الضرائب غير المباشرة التي تتكون عناصرها الرئيسية من
الرسوم التي تفرض على نقل الملكية وعلى المعامالت التجارية المختلفة.
-فيالفترة اليهودية األولى فقد تفننت تعليمها ببعض النظم والقواعد الخاصة بالفائدة واألجور والضرائب والمواريث الى جانب تنظيم
-وفي عصر اإلغريق تضمنت كتابات أفالطون وار سطو بعض األفكار االقتصادية والعامة والقليل من التعليقات العرضية على
المسائل المالية ولكن أفكارهم االقتصادية بشان الدولة والملكية لها شأن كبير في تطور الفكر االقتصادي وخاصة الفكر المالي في
العصور الالحقة.
-وفي عهد اإلمبراطورية الرومانية:كان تطور الفكر المالي يرتبط بالنزعة الفردية في هيكل االقتصاد الروماني التي قامت فيما بعد
على فكرة القانون الطبيعي التي شكلت بدورها األساس الفكري والقانوني للرأسمالية.
-اما في القرون الوسطى فقد كان النظام اإلقطاعي سائدا وكان للكنيسة دور في الحياة االقتصادية واالجتماعية في حين كانت
الدولة أن تختفي وتختفي معها النظم المالية التي كانت معروفة من قبل كما تقلص الفكر المالي.
اثناء القرون الوسطى كانت الدولة اإلسالمية تقيم نظاما ماليا متقدما لم تعرفه أي منطقة أخرى من العالم فكانت الضرائب بأنواعها
كضرائب الدخل وراس المال والضرائب غير المباشرة -عشور التجارة وغيرها -وكان بيت مال المسلمين الذي أقامه الخليفة عمر بن
كما توخى التشريع اإلسالمي في فرض الضرائب مبادل العدل واليقين والمالئمة واالقتصاد وهي نفس المبادل التي توصل إليها
علماء المالية بعد 12قرن أما في مجال اكتناز المال فقد حاربه اإلسالم وأوصى بإنفاقه واستثماره في تنمية ثروة المسلمين وتحقيق
ولقد ظهر ذلك كله في العديد من كتابات الفقه اإلسالمي لدى ابن مالك في كتاب– الزكاة -وابن يوسف األنصاري في– الخراج-
وابن رجب الحنبلي في– االستخراج ألحكام الخراج – وابن خلدون في – المقدمة.
ث -الفكر التقليدي:
بدأت ظهور األفكار التجارية في أواخر القرن السادس عشر بظهور الرأسمالية التجارية في أواخر القرن السادس عشر ومن المعروف
أن هذه المدرسة كانت ترى التبادل التجاري أساس لثروة األمم وكان من أثار هذه المدرسة أن ظهرت عدة مؤلفات في المالية العامة في
القرن السابع عشر ،ثم ظهر بعد التجاريين مؤسس االقتصاد السياسي وبدا معهم عهد جديد من الفكر المالي على وجه التحديد بكتاب
"ادم سميت" بحث في طبيعة وأسباب ثروة األمم "وكانت تحليالته وغيره من كبار االقتصاديين التقليديين وخاصة دافيد ريكاردو اتجه
إلبراز كيفية عمل اآللية االقتصادية التي يقوم عليها النظام الرأسمالي فكانوا دعاة النظام االقتصادي الحر والحرية االقتصادية القادرة
حسب اعتقادهم على تحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي وقد تم التأكيد على دور اليد الخفية من اجل تحقيق االنسجام بين
المصلحة الفردية والمصلحة العامة وقد انعكس ذلك في أفكارهم بصدد حيادية السياسة المالية وضرورة االحتفاظ بميزانية متوازنة
للدولة وفرض ضرائب اقل اثر ممكن على اإلنتاج واألثمان واالستهالك والتوزيع وإنفاق عام في أضيق الحدود.
ج -الفكر الماركسي:
لقد عرف ماركس نظريته االقتصادية في كتابيه الشهيرين" نقد االقتصاد السياسي" عام" 1859وراس المال "ويؤكد مجمل التحليل
الماركسي للنظام الرأسمالي بأنه متى تحقق القضاء على الملكية الخاصة بنظام قوامه الملكية العامة ألدوات اإلنتاج آي متى تملكت
للدولة عناصر الثروة وزاولت بنفسها النشاط اإلنتاجي حينئذ يمكن أن تعتمد على الفائض الصافي للمؤسسات العامة يكفي لتمويل
11
إنفاق الدولة االجتماعي ويسد حاجات المجتمع.
جاءت المدرسة الكالسيكية الحديثة(النيوكالسيكية ) التي تزعمها مارشال بتطورات هامة في نظرية القيمة خاصة فيما يتعلق بالتحليل
الحدي لقوى العرض والطلب مما كان له أثره في عدد من موضوعات المالية العامة مثل نظرية عبء الضريبة إلى أن الفكر المالي تراجع
إبان سيادة هذا الفكر في أواخر القرن التاسع عشر الذي تمسك بفكرة التوازن التلقائي السوق.
خ -الفكر الكنزي:
تطور الفكر المالي تطورا منذ الثالثينات متأثرا بالفكر االقتصادي الكنزي وعلى وجه التحديد نظرية كينز العامة للعمالة والفائدة والنقود
كما تأثر بمجريات األحداث االقتصادية العالمية والمبادل والنظم االشتراكية المعاصرة.
فقد هاجم كينز أفكار االقتصاديين التقليديين وأشار إلى أهمية الدور الذي تلعبه السياسة المالية في تحقيق االستقرار االقتصادي
والتأثير في مستويات الدخل القومي والعمالة من خالل تكييف مستويات وأنواع النفقات واإليرادات الحكومية مع أن كينز قد صاغ
نظريته وهو متأثر بفلسفة اجتماعية تهدف أساسا الى صيانة النظام الرأسمالي ودعمه.
12
تتميز المالية العامة في الدول المتقدمة بمايلي:
التوازن بين النفقات العامة واإليرادات العامة لم يعد الهدف ،بل أصبح الهدف هو تحقيق التوازن االقتصادي واالجتماعي ولو
اإليرادات العامة والنفقات العامة جزءا من الكميات االقتصادية الكلية ،تستعملها الدولة من أجل التدخل والمساهمة في
إمكانية أخذ الدولة بالميزانية العامة لمعالجة الدورات والتقلبات االقتصادية وذلك بتخصيص فائض اإليرادات المتحقق في
انخفاض االقتصاد الضريبى حيث ال يشغل اال نسبة ضيئلة من الناتج القومى االجمالى .
تستخدم النفقات العامة العامة فى المجاالت البنيات االساسية تعبيد الطرق وانشاء السدود....الخ .
صغر حجم الموازنة العامة مقارنة مع الدول الراس مالية المتقدمة وذلك لضيق مصادر االيرادات .
العجز المستمر فى الموازنة بسبب سوء استخدام المال العام وضعف الرقابة على االنفاق .
صغر حجم الميزانية العامة مقارنة بالدول الرأسمالية المتقدمة وذلك لضيق مصادر اإليرادات وبالتالي لعدم التوسع في مجال
اإلنفاق.
العجز المستمر في الميزانية العامة ،والذي يعود ألكثر من سبب ،منها سوء استخدام المال العام ،واالعتماد على القروض
الخارجية وبالتالي االلتزام بسداد أقساط هذه القروض والفوائد المترتبة عليها والذي ال يتم من خالل االعتماد على المشاريع
تنقسم حاجات األفراد إلى حاجات خاصة وحاجات عامة ،فالحاجات العامة أو الحاجات الجماعية تتمثل في األمن ،الدفاع،
العدالة...إلخ ،وهذه الحاجات العامة ال يمكن للفرد أن يحققها لنفسه بنفسه ،فالفرد ال يمكن أن يحقق لنفسه األمن الخارجي إذ أن
هذا األمن ال يمكن أن يتحقق إال ككل ال يتجزأ لكونه يعود بالنفع على كافة االفراد ،و ال يمكن أن يحرم منه أي شخص .ومن ثم فإن
الدولة قادرة على توفير هذا األمن بمختلف أجهزتها .وانطالقا من هذا فإن الحاجات الجماعية هي تلك الحاجات التي تقوم الدولة
بإشباعها نظرا لعجز كل فرد عن تحقيقها لنفسه ،وذلك بسبب عدم قابلية هذه الحاجات للتجزئة.
أما الحاجات الخاصة أو الحاجات الفردية كالزواج والمأكل والملبس والمشرب...إلخ فيمكن للفرد أن يحققها بمفرده دون حاجة إلى
تدخل الدولة طالما أنه يقدر على دفع ثمنها وذلك بالنظر إلى قابلية هذه الحاجات للتجزئة.
وهناك طائفة أخرى من الحاجات يمكن للفرد أن يشبعها لنفسه بغض النظر عن إشباع اآلخرين لها أم ال ،وهي حاجات قابلة أيضا
للتجزئة ،ورغم ذلك وألهميتها االجتماعية هي حاجات جديرة بأن تضطلع بها الدولة وتشبعها وهي كالتعليم والعالج والنقل المواصالت.
والدولة عند إشباعها للحاجات العامة سواء تلك القابلة للتجزئة أم غير القابلة للتجزئة ولكن ألهميتها الضرورية تقوم باستخدام بعض
األموال وأن تحصل على خدمات بعض األشخاص وذلك لقاء مقابل للحصول على هذه األموال الخدمات يتمثل في صورة مبالغ
نقدية ،هذه المبالغ النقدية هي النفقات العامة .ولكي تقوم الدولة بهذه النفقات يستلزم عليها البحث عن إيردات عامة تحصل عليها من
وتأسيسا على أن الدولة تسير على نهج منضبط وواضح ووفق برنامج معد بناء على دراسة سابقة للقيام بتأدية نفقاتها وتحصيل إيراداتها
فإنها تقرر ما ستقوم به من أنشطة ومشروعات خالل فترة زمنية محددة غالبا ما تكون سنة ،وتقدر مقدار النفقات الضرورية لتنفيذها
واإليرادات المحتمل الحصول عليها لتغطيتها .وهذا التقدير للنفقات واإليرادات عن فترة قادمة مقبلة غالبا ما تكون سنة هي ما يطلق
مثله مثل غيره من العلوم األخرى يرتبط علم المالية العامة بمجموعة من المفاهيم المحيطة به بغرض توسيع الفهم و اإللمام و
اإلحاطة بكل جوانبه ،لذا تطرقنا إلى بعضها و المتمثلة أساسا في :وظائف المالية العامة التي من خاللها نتمكن من معرفة أهمية علم
المالية العامة ،و كذا مظاهر و مصادر المالية العامة لتوضيح أن المالية العامة علم يخضع لقواعد و مبادل تنظمه.
14
تتمثل وظائف المالية العامة في النقاط التالية :
تحقيق االستقرار االقتصادي ومحاربة المشكالت االقتصادية ومن أهمها محاربة الفقر والبطالة ،أي أنها أداة لسياسة اإلصالح.
إعادة توزيع الدخل القومي بشكل يحقق العدالة العامة والتوازن االجتماعي من خالل تنفيذ خطط السياسات االقتصادية
وتشجيع االستثمار ،و كذلك توفير األمان والحياة الكريمة لجميع المواطنين.
التطوير والتنمية الشاملة ،حيث تسعى إلى تحقيق أهداف مختلفة في مختلف الجوانب المادية والمعنوية
المالية العامة أداة لتوجه حركة االقتصاد الوطني ،و تحقيق العدالة االجتماعية وذلك بإعادة توزيعها للثرواتها
المظهر التنظيمي للمالية العامة :تتوقف الضوابط التي تخضع لها المالية العامة ،على طبيعة الشكل القانوني الذي
يحكمها ،فعندما يكون األمر يتعلق بالمرافق العامة وهي بصدد أن تؤدي خدمات فإنها تعتبر جزءا ال يتجزأ من اإلدارة العامة ،ومن ثم
تسري عليها قواعد القانون العام ،أما إذا كنا أمام مجموعة من الوحدات االقتصادية التي تعتبر بمثابة مراكز إلنتاج السلع والخدمات
المادية" المشروعات العامة "فإنها تخضع في تنظيمها وتسييرها إلى ما تقرره القوانين االقتصادية التي تنظم عمليات اإلنتاج والتوزيع
تستند المالية العامة على خالف المالية الخاصة على الملكية الجماعية لوسائل اإلنتاج، المظهر القانوني للمالية العامة :
جزئية كانت أو كلية كما أن تنظيماتها تختلف في درجة خضوعها للدولة ،كما تختلف شكل إدارتها وفقا لطبيعة أهدافها أو لظروف
إنشاءها من استغالل مباشر إلى استغالل مالي إلى امتياز يمنح حقه إلى شركات خاصة أو استقالل مختلط إال أن القاسم المشترك
في جميع هذه التنظيمات هو خضوعها لسلطة الدولة بصورة مباشرة أو غير مباشرة ،ويتجلى ذلك من خالل تحديد هدفها بواسطة
الدولة وفقا لما يتطلبه أمر إشباع الحاجات العامة حتى ولو تمتع بعضها باالستقالل المالي واإلداري.
المصادر الدستورية :من خالل الدستور الذي يضع المبادل األساسية للمالية العامة ،فعلى سبيل المثال في الجزائر ينص
الدستور في المادة " 64مساواة الجميع أمام الضرائب ،المشاركة في األعباء العامة حسب المقدرة ،الضريبة محددة بقانون
وتحدث األعباء المالية من ضرائب ورسوم بأثر فوري" ،كما تنص المادة "120إن التصويت على الميزانية من اختصاص
البرلمان".
المصادر التشريعية :تمثل قوانين المالية المصدر األكبر ،إذ تفصل اإليرادات والنفقات بما يشبع الحاجات العامة للمجتمع
في كل الحاالت ومادامت الحاجات العامة تتغير في فترات قصيرة ،يصدر قانون المالية كل سنة على أن يليه قانون مالية تكميلي
تقاس أهمية أي علم من العلوم بمدى تأثيره في حياة المجتمع ومدى ارتباطه بالعلوم األخرى .وإذا كان علم المالية قد بدا تأثيره
محدودا"في ظل الفلسفة السياسية واالقتصادية التي كانت سائدة في القرن الثامن عشر والتاسع عشر( أي في مرحلة الفكر الكالسيكي)
حيث شاعت في ذل ك الوقت بعدم جواز تدخل الدولة في الحياة االقتصادية معتقدين بأن االستقرار االقتصادي يتحقق تلقائيا" .ولهذا
كانت الدولة أسيرة لثالث وظائف تقليدية هي األمن الخارجي واألمن الداخلي وتحقيق العدالة .وعلى هذا األساس ظل علم المالية
العامة علما"متخصصا"في نشاط الدولة بعيدا" عن االزدهار ولم يحتل مكانة مرموقة له بين العلوم األخرى.
غير أن بقاء الحال من المحال وكل حال البد وانه آيل إلى الزوال ،فقد تعرض النظام الرأسمالي إلى أكبر تحد له وسقط فريسة األزمة
االقتصادية والمالية عام 1131 -1121وبدأ أنصار المدرسة الفردية يقلبون أفكارهم ويبحثون هنا وهناك عن عالج لهذه األزمة
الطاحنة الذي أصبح استمرارها يعني سقوط النظام الرأسمالي برمته بعد أن يدفع المجتمع ثمنا" غاليا" يتمثل بالفوضى في اإلنتاج وانتشار
وتفشي البطالة .غير أن هذه المدرسة وافكارهها بقيت عاجزة عن عالج األزمة ،فالتوازن التلقائي لم يتحقق واليد الخفية لم تعمل
فسقطت تلك األفكار أمام االمتحان الصعب مما حدا بالدول إلى التدخل في الحياة االقتصادية وكان تدخلها مبنيا" على قاعدة جديدة
وفلسفة أخرى هي فلسفة وأفكار المدرسة الكينزية التي عاكست منطلقات المدرسة التقليدية ( الكالسيكية ) إذ دعت إلى ضرورة تدخل
الدولة ،ذلك الن الطلب الفعلي يمكن أن يظل ولمدة طويلة دون مستوى التشغيل الكامل ،وأن الطلب وليس العرض هو المحرك لعجلة
االقتصاد وان هذا الطلب ارتفاعا" أو انخفاضا"يتطلب تدخال" من الدولة لتحقيق التوازن االقتصادي باستخدام أدواة السياسة المالية.
ومن هنا برزت أهمية المالية العامة واحتلت مركزا" مرموقا" لها بين العلوم االجتماعية إذ أصبحت مسؤولة عن معالجة االختالالت التي
وبالتالي فهي تعد المرآة العاكسة لحالة االقتصاد وظروفه في دولة ما ،وكذا الحياة السياسية وظروفها في دولة من الدول وفي فترة زمنية
معينة و أحسن دليل على ذلك يظهر في الدور الذي تؤديه كل من اإليرادات والنفقات باعتبارها أحد موضوعات المالية العامة حيث
فاإليرادات والنفقات تؤثر على األحداث في الدول سلبا أو إيجابا ،ومعنى هذا إذا فرضت دولة ضرائب مرتفعة فإن ذلك يكون له تأثير
في زعزعة األمن واالستقرار في الدولة مما قد يتسبب في قيام أعمال شغب وفوضى وتخريب للمنشآت العامة فتضطر الدولة بغية إعادة
النظام وتعويض الخسائر في األرواح والممتلكات إلى زيادة اإلنفاق ممثلة في اإلعانات االجتماعية والتعويضات المختلفـ ـة و خالصة
القول ،هو أن للمالية العامة أهمية كبيرة على كل المستويات السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية وغيرها .
-بناء على ما درست عرف المالية العامة مبينا عالقتها بمختلف فـروع القـانون
-مــا الفــرق بــين الماليــة العامــة والماليــة الخاصــة مــن حيــث األســلوب المتبــع
-إلمام الطالب لبعض المعطيات األساسية التي تخص النفقات العامة من مفهومها و كيفية
التفرقة بينها و بين النفقات الخاصة ،إضافة إلى مختلف انواعها .
تمهيد
تعتبر دراسة النفقات العامة جزءا هاما في الدراسات المالية ،وتطور البحث فيها مع تطور الفكر المالي والسياسة المالية ،
حيث تعكس النفقات العامة دور الدولة وتطوره ،فمع تطور دور الدولة من الدولة الحارسة إلى الدولة المتدخلة إلى الدولة المنتجة
تطورت النفقات العامة حيث زاد حجمها وتعددت أنواعها ،وأصبحت أداة رئيسية من أدوات السياسة المالية والسياسية االقتصادية التي
تستخدمها الدولة في تحقيق الدور الذي تقوم به في مختلف المجاالت ،ومع تطور طبيعة السياسة المالية من السياسة المالية
المحايدة إلى السيادة المالية المتدخلة ،تطورت دراسة النفقات العامة وأصبحت تحتل مكانا بارزا في النظرية المالية.
وتهدف دراسة النفقات العامة إلى معرفة األثر الذي تولده في حياة المواطنين االقتصادية واالجتماعية واالسترشاد بهذا األثر
في وضع قواعد عامة تسير عليها سياسة اإلنفاق العام على النحو الذي يحقق أهداف السياسة االقتصادية للدولة،فمع التطور الحديث
لم تصبح الدولة مجرد حارسة لألفراد كما كانت) الفكر التقليدي( ،وإنما أخذت تتدخل بشكل متزايد في النشاط االقتصادي
القومي وفي الحياة االجتماعية ،فزادت أهمية اإلنفاق العام لمواجهة أوجه التدخل المتعددة التي صار لزاما على الدولة إشباع
حاجات األفراد ،كما أصبحت النفقات العامة أداة فعالة في التأثير على الهيكل االقتصادي واالجتماعي وتحقيق التوازن المطلوب
بين األفراد.
و على هذا األساس وانطالقا من المفاهيم الحديثة للنفقات العامة نحاول دراستها من خالل العناصر التالية:
يعرف الفكر المالي الحديث النفقة العامة":النفقة العامة تعتبر بمثابة مبلغ نقدي يقوم بإنفاقه شخص عام بقصد تحقيق النفع
18
العام " وانها " مبلغ من النقود يقوم بإنفاقه شخص من أشخاص القانون العام بقصد إشباع حاجة عامة ".
كما ان النفقات العامة هي مبالغ نقدية أقرت من قبل السلطة التشريعية ليقوم شخص عام بإنفاقها في توفير سلع وخدمات عامة،
11
وتحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية للدولة.
وبناء على هذه التعاريف تتحدد عناصر النفقة العامة في األمور التالية:
ولنناقش اآلن العناصر الثالث (أركان النفقة ) قصد التوصل إلى تحديد المفهوم الصحيح للنفقة العامة.
يطلق أساتذة الفكر المالي التقليدي ،والحديث الصفة النقدية على النفقة العامة ،على اعتبار أن االقتصاديات الحديثة هي
اقتصاديات نقدية ،وليست عينية ،بمعنى أن جميع المعامالت ،والمبادالت ،والصفقات التي تجريها الدولة في إشباعها لحاجاتها العامة
إنما تعتمد على استخدام النقد ال العين .وبعبارة أخرى تجري العمليات االتفاقية الحكومية بالنقود .وعلى اعتبار أن المالية الحديثة هي
21
مالية نقدية ،تتسم بالطابع النقدي ،ال طباع المقايضة ،أو التبادل العيني.
ولقد تحصلت الصفة النقدية للنفقة العامة نتيجة لتطور النظام االقتصادي الدولي من أساسه العيني إلى األساس النقدي .فقد كانت
الحكومات ما تحصل على مستلزماتها ،وتشبع حاجاتها عن طريق االستيالء والمصادر لجزء من ممتلكات األفراد ،أو عن طريق
تسخيرهم للعمل لديها ،وبدون أجر ،أو تنفق عليهم عن طريق ما تقدمه لهم من مزايا عينية :كمنحهم السكن ،أو المالبس ،أو
إال أنه نتيجة لكثير من االعتبارات السياسية ،واالقتصادية ،والمالية ،وتجنبا لمشاكل اإلنفاق العيني ،وتحقيقا لمبادل العدالة ،والمساواة
في االستفادة من النفقات العامة للدولة ،وفي تحمل األعباء العامة ،كل ذلك دفع الحكومات إلى نبذ أسلوب التعامل بالعينية ،أو اإلنفاق
العيني ،وإلى التحول من أسلوب اإلنفاق العيني إلى أسلوب اإلنفاق النقدي ،هذا فضال عن صعوبة إجراء الرقابة اإلدارية ،والبرلمانية على
إن اشتراط أن ت تخذ النفقة العامة شكال نقديا قد جاء نتيجة تفاعل مجموعة من العوامل عبر التطور االقتصادي ،أهمها:
-االنتقال من االقتصاد العيني أين أصبحت النقود هي الوسيلة الوحيدة لكل المعامالت ،وقد اندثر نظام المقايضة.
-انتشار األفكار الديمقراطية وتخلي الدولة من عنصر القوة (عمل السخرة واإلستالء الجبري).
-محاولة تحقيق العدالة االجتماعية بين أفراد المجتمع (إعادة توزيع الدخل).
-تيسير عملية الرقابة على تنفيذ النفقات بهدف تحقيقها األهداف التي خصصت لها ،ومن الواضح أن هذه الرقابة تكون صعبة في
صدور النفقة من الدولة أو أحد تنظيمها ( :الصفة العامة للشخص القائم باإلنفاق) ب -
يسبغ أساتذة المالية العامة الصفة العامة على النفقة إذا كانت صادرة عن شخص عام ،كأن يكون أحد أشخاص القانون العام:
كالدولة ،أو الوالية ،أو الوزارة ،أو المحافظة ،أو المدينة ،أو القرية ،أو الهيئة العامة ،أو المؤسسة العامة ،وغيرها من أشخاص القانون
21
العام ،وإن تقوم باإلنفاق بصفتها السيادية.
وهذا على النقيض من نفقات األشخاص العاديين ،أي أشخاص القانون الخاص :كاألفراد العاديين ،والمؤسسات ،والجمعيات،
والشركات الخاصة .فنفقاتها خاصة ،وليست عامة ،حتى ولو كانت تستهدف تحقيق النفع العام :كاإلنفاق النقدي من األشخاص
العاديين لبناء المدارس ،والمستشفيات ،فنفقاتهم تدرج تحت بند اإلنفاق الخاص.
و بالتالي يعد اشتراط صدور النفقة من جهة عامة -الدولة أو تنظيمها -ركنا أساسيا لوجود النفقة العامة ،ويدخل في عداد النفقات
العامة تلك النفقات التي تقوم بها األشخاص المعنوية العامة والدولة والهيئات العامة الوطنية والمؤسسات العامة ،كما يندرج تحت ها
أيضا نفقات المشروعات العامة ،فخضوع هذه المنشآت لتنظيم تجاري في إدارتها وسعيها لتحقيق الربح ال يخفي طبيعتها كجهاز من
أجهزة الد ولة يقوم بنشاط مميز قصد تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية معينة ،فالجهة الوحيدة التي تتولى عملية اإلنفاق العام هي
الدولة من خالل أجهزتها المختلفة ضمن القوانين المعمول بها والمصادق عليها من طرف البرلمان.
وأخيرا لكي تعد النفقة من النفقات العامة يشترط أن يكون األمر بها شخص معنوي عام ،فالطبيعة القانونية لمآمر باإلنفاق عنصر
أساسي في تحديد ما إذا كانت هذه النفقة عامة أو خاصة ،والمقصود بالشخص المعنوي العام ذلك الشخص الذي تنظم قواعد القانون
يسبغ مفكرو المالية العامة الصفة العامة على النفقة إذا كان هدفها عاما .أي تقديم خدمة عامة ،أو إشباع حاجة عامة ينتفع بها
جميع أفراد المجتمع :كالنفقات الحكومية على موظفيها ،والعاملين لديها ،وعلى مشروعاتها التنمية االقتصادية ،واالجتماعية ،وعلى
مرافقها ،وغيرها من النفقات الحكومية التي تستهدف تحقيق المصلحة العامة ،والمنفعة العامة ،والخدمة العامة.
على أن ما يعتبر من الخدمات ،والمنافع العامة هي مسألة نسبية ،وسياسية أكثر منها مسألة مالية ،ولذا يخضع تقدير الخدمات العامة
ومن أجل ذلك تنص دساتير الدول عادة على وجوب مراقبة اإلنفاق العام ،وترشيده وبما يحقق النفع العام ،والمصلحة العامة ،بإتباع
أنجع الوسائل الرقابية :كإخضاع نفقات رجال السياسة ،والحكم إلى استفسارات ممثلي األمة في البرلمانات ،وإخضاعهم ،ونفقاتهم
للرقابة اإلدارية ،والبرلمانية والقضائية .ومثل هؤالء لم تمنح لهم صالحيات اإلنفاق ألموال الدولة ،والتي هي أموال الشعب ،إال لتحقيق
النفع العام ،وتقديم الخدمات العامة لهم ،ولذلك يجب أن توجه النفقات العامة لتحقيق مثل هذه األغراض ،واألهداف العامة.
بمعنى انه ينبغي أن يكون الهدف منها هو إشباع الحاجات العامة ومن ثم تحقيق النفع أو المصلحة العامة ،وبالتالي ال تعتبر من قبيل
النفقات العامة تلك النفقات التي تهدف إلى إشباع حاجة خاصة أي تحقيق نفع خاص
المبرر الوحيد للنفقات العامة هو وجود حاجات عامة تتولى الدولة أو الهيئات والمؤسسات العامة إشباعها يهدف إلى تحقيق
المنفعة العامة.
إذا كان اإلنفاق يهدف إلى نفع خاص ،فإنه يخرج عن إطار النفقات العامة ألنه يتعارض مع مبدأ المساواة والعدالة بين أفراد
المجتمع في تحمل األعباء كالضرائب،حيث أن جميع األفراد يتساوون في تحمل األعباء العامة ومن ثم يجب أن يتساوون كذلك
أ -المعيار الدوري
وبناء عليه تقسم النفقات العامة إلى نفقات عادية ،ونفقات غير عادية
النفقات العادية :وتتسم بالدورية ،والتكرار ،وضمن مدة زمنية محددة غالبا ما تكون سنة .وال يعني التكرار هنا ثبات مقدار
النفقة العامة كل سنة ،فقد تتغير كمياتها ،ومقاديرها بالزيادة ،أو النفقات .ولكن يفترض أن تستوعب النفقات العامة العادية الدورية،
وبصفة نهائية خالل الفترة الزمنية الدورية المحددة لها ،وهي السنة مثال .ولذا يجب أن تتكرر سنويا ،ومن أمثالها :الرواتب،
النفقات غير العادية :وتتسم بعدم الدورية ،والتكرار ،وال تظهر إال في فترات متباعدة ،وبصورة غير منتظمة بحيث تتجاوز آثارها
حدود الفترة المالية العادية ،وهي السنة في الغالب .ويمثل هذا النوع في الغالب النفقات التي تؤدي إلى تكوين رأس المال الثابت:
كالنفقات االستثمارية الضخمة ،ونفقات اإلنشاءات :كالشبكات الطرق ،والكباري ،والمباني ،والمجمعات.
ويمثل هذا النوع أيضا نفقات الظروف الطارئة ،وغير العادية ،والت ال ترصد نفقاتها مسبقا ،لعدم توقعها ،وعدم دوريتها :كنفقات
الحروب ،والكوارث البيئية المناخية :كالجفاف ،والفيضانات ،والزالزل ،والبراكين ،وتلوث البيئة .وتتبلور آثار هذه التفرقة بين هذين
األمر األول ضرورة تمويل النفقات العادية بموارد عادية ،بحيث ال يجوز االعتماد على مورد استثنائي لتمويل نفقات عادية متكررة
سنويا.
األمر الثاني ضرورة إنشاء ميزانية غير عادية للنفقات غير العادية إلى جانب الميزانية العادية المخصصة للنفقات العادية.
ويبدو أن المعيار الدوري يجافي المنطق ،واألساس العلمي المقبول ،فهو معيار تحكمي يتخذ من األساس الزمني ،والتكرار
السنوي مبررا للتقسيم بين النفقات ،في حين أخذت الدول تتخلى عن المدة الزمنية السنوي في تحضير الموازنة العامة .فضال عن أنه ال
يجوز تخصيص ميزانية غير عادية بجانب الميزانية العادية بحجة رصد نفقات غير عادية لظروف غير عادية ،وطارئة ألن النظرة اآلن
تبعا لمدى االستفادة من هذه النفقات على النطاق القومي المتمثل في أفراد المجتمع كله ،أو على النطاق المحلي المتمثل في أفراد
منطقة ،أو وحدة إدارية معينة .وهو ما يعرف بالنفقات المركزية ،والنفقات الالمركزية.
النفقات المركزية :تقوم بها السلطات الحكومية المركزية :كالوزارات ،وأقسامها ،وذلك بالنسبة للخدمات العامة ،وعلى نطاق
الوطن كله ،وبمختلف قطاعاته ،ومحافظاته ،وخاصة المتعلقة بنفقات المرافق العامة للدولة :كنفقات األمن الداخلي ،والخارجي،
ويتحمل عبء هذه النفقات جميع رعايا الدولة ،وبما يدفعونه من ضرائب ،وهم المنتفعون بها أيضا.
النفقات الالمركزية :فهي التي تجريها السلطات الحكومية الالمركزية المحلية :كالمحافظات ،والواليات ،ومجالس المقاطعات،
ومجالس المدن ،ومجالس القرى ،وهي المتعلقة بنفقات هذه الوحدات اإلدارية الالمركزية ،وعلى نطاقها المحلي فقط .ويتحمل
ويبدو أن هذا المعيار أكثر قبوال من المعيار الدوري ،إال أنه يبقى غير كاف ،ويثير بعض الصعوبات الفنية ،نظرا لتعقد األجهزة اإلدارية،
وتشابكها مع بعضها البعض .إال أنه يتيح للسلطتين التنفيذية ،والتشريعية فرصة الرقابة اإلدارية ،والقانونية على نفقات هذه الوحدات
اإلدارية المركزية ،والالمركزية ،مما يساعد على ضبطها وتوجيهها نحو قنواتها اإلنفاقية السليمة.
ث -المعيار الوظيفي
وتبعا له يتم تصنيف النفقات العامة استنادا إلى الوظائف ،والخدمات التي تضطلع بها الدولة .وبعبارة أخرى تبعا لغرض النفقات،
ونوعية الخدمات التي تنفق الموارد المالية إلشباعها .وعلى هذا يتم في العادة تصنيف النفقات العامة في مجموعات متجانسة تخصص
كل مجموعة لوظيفة معينة ،والوظائف األساسية للدولة هي :الوظيفة اإلدارية ،الوظيفة االجتماعية والوظيفة االقتصادية....الخ وبذلك
تكون النفقات تندرج تحت التقسيم الوظيفي الي النفقات العامة على األمن الداخلي ،والخارجي ،والصحة ،والتعليم ،والشؤون الخارجية،
والشؤون االقتصادية ،والشؤون االجتماعية ،والنفقات اإلدارية ،وقد اقترح خبراء األمم المتحدة تقسيم النفقات العامة وظيفيا إلى خمس
23
مجموعات هي:
المجموعة األولى :نفقات الخدمات العامة وهي نفقات الخدمات األساسية المعبرة عن سيادة الدولة مثل:
-نفقات اإلدارة العامة :كنفقات األجهزة الحكومية ،واإلدارات المالية ،والشؤون االقتصادية ،والشؤون الخارجية ،وذلك كرواتب
-نفقات الدفاع :والمخصصة لنفقات مستخدمي ،وموظفي مرفق الدفاع الوطني المحلي ،والخارجي.
-نفقات العدالة ،قضاء ،شرطة ،وهذه النفقات مقتصرة على الحكومات ،ألنها تعبر عن سيادتها ،وبحيث ال يجوز ممارستها
المجموعة الثانية :الخدمات الجماعية وهي نفقات األنشطة المرتبطة بتقديم خدمات ضرورية لحياة المجتمعات
-نفقات المواصالت ،واالتصاالت :كالطرق ،والشوارع ،والكباري ،واألنفاق والممرات ،والقنوات المائية ،والهاتف ،والتلكس،
-نفقات المياه ،والمجاري ،والصرف الصحي ،والنظافة ،والدفاع المدني ،ومكافحة الحريق ،ومعالجة تلوث البيئة.
-نفقات البحوث العلمية ،واالستكشافية ،والتقنية ،والتكنولوجية ،وغيرها من خدمات البنى التحتية والمدنية ،والعلمية ،والتي
-نفقات الرفاهية االجتماعية ،والجمعيات الخيرية ،وكبار السن ،واألرامل واألطفال ،واللقطاء ،والمحرومين ،واألسر الكبيرة.
-نفقات التجارة.
المجموعة الخامسة نفقات الخدمات غير القابلة للتصنيف ،أو التخصيص مثل
-اإلعانات الحكومية.
ويستند التقسيم الوظيفي للنفقات العامة إلى تحقيق الغرض المباشر لها ،وليس إلى موضوعها.
وبمعن ى أنه ينظر إلى النفقات العامة ليس باعتبارها وسيلة للحصول على السلع ،والخدمات ،وإنما باعتبارها أداة لتحقيق
ولكن أهم ما يعيبه أنه كثيرا ما يصاحب تطبيقه التعسف ،والتحكم في توزيع النفقات ،واالعتمادات المالية لكونها تتصل بأكثر
ج -المعيار االقتصادي:
وبناء عليه يتن تصنيف النفقات العامة تبعا لطبيعة النفقة ذاتها سواء فيما يتعلق باستمرارها ،أو ديمومتها أو عالقتها بالثروة
وفيما يلي أهم األنواع التي اقترحتها لجنة خبراء األمم المتحدة ،والتي تحصر في أربعة مجموعات :
المجموعة األولى :النفقات الجارية وهي التي تتكرر بصفة دورية متكررة .ويتعلق باستمرارها استمرار تسيير المرافق
-اإلعانات النقدية ،والعينية وساء تستهدف الدعم المباشر ،أو غير المباشر لألفراد ،أو السلع أو الخدمات.
ومثل هذه النفقات ال تتعلق برأس المال القومي ،أو الثروة القومية ،وإنما بإيرادات الدولة .وغالبا ما يتم تغطيتها باإليرادات المالية
المجموعة الثانية :النفقات الرأسمالية والتي تخصص لتكوين رأس المال ،وتهدف إلى تنمية الثروة القومية مثل:
ومثل هذه النفقات تتعلق بثروة األمة ،ورأس مالها ،وليس بإيرادات الدولة.
وتستهدف عادة تنمية قدرات أجهزة الدولة على أداء الخدمات للمواطنين ،أو القطاعات اإلنتاجية :كنفقات الطرق ،والسدود،
وغالبا يتم تغطيتها باإليرادات المالية الحكومية غير العادية :كالقروض ،ونفقات الدين العام.
المجموعة الثالثة :النفقات الحقيقية تعني النفقات الحقيقية استخدام الدولة لجزء من القوة الشرائية للحصول على
السلع والخدمات المختلفة إلقامة المشاريع التي تشبع حاجات عامة ،وتؤدي النفقات الحقيقية إلى زيادة مباشرة في الناتج
الوطني كصرف األموال العامة على األجور والرواتب للعاملين ،كذلك شراء السلع والخدمات الالزمة لسير عمل اإلدارات وأجهزة
الدولة .و هذه النفقات تمثل المقابل الذي تدفعه الدولة في سبيل الحصول على تلك الموال مثل:
-نفقات العمال ،والموظفين في أجهزة الدولة من رواتب وأجور ومعاشات ،ومكافآت ومقابل الخدمات التي يقدمونها للدولة.
وهذه النفقات تمثل دخوال حقيقية حصل عليها أصحابها مقابل ما قدموه للدولة من خدمات ضرورية لتسيير مرافق الدولة العامة:
المجموعة الرابعة :النفقات التحويلية وهي التي تقوم بها الدولة بدون الحصول على مقابل سواء كان خدمات ،أو
سلعا .وال تتصل بسير أعمال المرافق العامة ،وال تؤدي إلى زيادة الدخل القومي .وإنما تستهدف تحويل جزء من الثروة،
أ ,الموارد المتاحة عن مسارها األصلي لتحقيق أغراض اقتصادية ،أ ,مالية ،أو اجتماعية.
وبعبارة أخرى ال تؤدي إلى زيادة الناتج القومي ،وإنما إلى إعادة توزيعه ومثالها:
-النفقات التحويلية االقتصادية :كاإلعانات الحكومية لبعض المشروعات اإلنتاجية ،وكالدعم المقدم لبعض السلع التموينية:
-النفقات التحويلية االجتماعية :وتشمل اإلعانات الحكومية للفقراء ،وتقدم بصفة دورية ،أو غير دورية لمساعدتهم على مواجهة
أعباء الحياة المعيشية .وكمساهمات الحكومة في التأمينات االجتماعية ،والصحية لمساعدة أفراد الطبقة الوسطى من موظفين ،وعمال،
-النفقات التحويلية المالية :وتشمل نفقات الدولة أثناء مباشرتها ألعمالها المالية :كفوائد الدين العام ،وأقساط استهالكه
السنوية.
نفقات تحويلية رأسمالية غير نفقات تحويلية في نفقات رأسمالية نفقات وظيفية
مباشرة صورة دخول
اإلعانات اإلعانات معاشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات اإلعانات مش ـ ـ ـ ــروعات التجهيزات نفقات مصاريف مصاريف الرواتب
االقتصادية االقتصادية المسنين االجتماعية رأس الم ــال المعدات اإلنشاءات إدارية الصيانة
للمعوزين للمسنين الجماعي اآلالت العامة أخرى الدورية
للمباني العامة
المصدر :محمد عفر وأحمد فريد ،االقتصاد المالي والموضعي واإلسالمي (بين النظرية والتطبيق) مؤسسة شباب الجامعة -اإلسكندرية ، 1111ص .58
حتى تتمكن النفقات من تحقيق اآلثار و األهداف المنتظرة منها في تلبية مثل الحاجات العامة فإن ذلك يتطلب تحقيق أكبر حجم
ممكن من المنفعة مستعملة في ذلك أداة االقتصاد في النفقات مع األخذ في الحسبان أهمية و ضرورة وجود طرق و من اجل لرقابة
التي تضمن توجيه النفقات نحو األبواب ذات المصلحة الشاملة ألفراد الشعب دون تبذيرها في غير تلك المصلحة ،و للنفقة العامة
قواعد أساسية من أهمها أن النفقة العامة ذات منفعة عامة ،كما تتميز النفقة العامة بقاعدة االقتصاد ،وقاعدة الترخيص،باإلضافة
و إذا مــا تــم احتــرام هــذه القواعــد بشــكل دقيــق فــي ذلــك ســيقودنا إلــى حالــة مــن اإلنفــاق الرشــيد أو علــى أمثليــة النفقــات العامــة
يقصد بقاعدة بالمنفعة أن يكون الغرض من اإلنفاق العام دائما تحقيق أكبر منفعة ممكنة ،وتعتبر هذه القاعدة قديمة في
24
الفكر اإلقتصادي ومحل إتفاق بين الكتاب سواءا التقليدين أو المحدثين.
وقاعدة المنفعة أمر بديهي إذ ال يمكن تبرير النفقة العامة إال بحجم الفوائد المترتبة عليها وبذلك فإن قيام الدولة بالنفقات
العامة في ميدان معين دون الحصول على منفعة تعود على االفراد منها معناه أن هذه النفقات العامة ال مبرر لها.
و المقصود بتحقيق الفائدة أو المصلحة العامة أن ال يتم تخصيص النفقة العامـة لمصـالح ذاتيـة لـبعض األفـراد او لـبعض شـرائح
المجتمع على حساب أخرى لما يتمتع و نبه من نفوذ سياسي أو اقتصادي أو اجتمـاعي .كمـا يقصـد أيضـا أن يـتم اإللمـام باالحتياجـات
اإلجمالية الحقيقية للمصالح العمومية لتقـدير احتياجـات كـل مصـلحة أو مرفـق و كـل بـاب مـن أبـواب النفقـات علـى ضـوء احتياجـات كـل
المصالح.
كما يجب أن توزع اعتمادات النفقات بحيث تكون المنفعة المترتبة على النفقة الحديـة فـي كـل وجـه مـن ارجـه اإلنفـاق مسـاوية
للمنفعة المترتبة علـى النفقـة الحديـة فـي األوجـه األخـرى و أن تكـون المنفعـة المترتبـة علـى النفقـة الحديـة فـي كافـة أوجـه اإلنفـاق مسـاوية
للمنفعة المترتبة على ال نفقة الحدية للدخل المتبقي في يد األفراد بعد الدفع للتكاليف العامة كضرائب من جهة أخرى و هـذا يعـد تطبيقـا
و فكـرة المنفعـة العامــة و تحديـدها تثيــر إشـكالية وضــع قاعـدة دقيقــة فـي تحديــد مقـدارها خاصــة إذا أخـذنا بعــين االعتبـار اآلثــار
المتعددة للنفقات اقتصادية و غير اقتصادية ظاهرة و غير ظاهرة مباشرة و غير مباشرة ممـا يتعـذر معـه قياسـها علـى وجـه الدقـة و إن كـان
و بالتالي كلما زاد مقدار الدخل النسبي و قل التباين بين دخول األفراد كلما أدى ذلك إلى تحقيق رفاهية األفراد و ينبغي لتحقيق أقصى
منفعة اجتماعية أن تتجه سياسة الدولة في الحصول على إيراداتهـا و فـي إنفاقهـا نحـو العمـل علـى زيـادة الـدخل الـوطني و تقليـل الفـوارق
بين دخول األفراد و زيادة الدخل الوطني يكون بالعمل على تحسين اإلنتاج بزيادة القـوى اإلنتاجيـة .مـن جهـة و تنظـيم اإلنتـاج مـن جهـة
أخرى أما تقليل الفوارق بين دخول األفراد في كون بنقل القدرة الشرائية من األشخاص الذي نتقل عندهم منفعتها الحدية إلى األشخاص
الذين تزد اد الديه متلك المنفعة أي من جانب أصحاب الدخول المرتفعة إلى أصحاب الدخول المنخفضة و تقليل التباين بين دخل نفس
األشـخاص محـدودي الـدخل فـي األوقــات المختلفـة لكـي يتحقـق االســتقرار للمجتمـع بمختلـف شـرائحه و بصــفة عامـة فـإن الحكـم علــى
مــدى تــوفر المنفعــة العامــة فــي النفقــة العا مــة يمكــن أن يــتم علــى أســاس اعتبــارات علميــة معينــة علــى أن تأخــذ بعــين االعتبــار درجــة النمــو
ترتبط هذه القاعدة بموضوع المنفعة حيث أن هذه األخيرة بديهيا تأخذ الزيادة كلما نقصت النفقات إلـى أقـل حجـم ممكـن لـذا
وجب عل ى السلطات العمومية االحتياط من التبذير لما قد يسببه ذلك من ضياع ل أموال ضخمة دون أن تولد أية قيمة مضافة أو تحمل
أية منفعة إلى جانب كل هذا فإن عدم االقتصاد السلطات المالية للمبالغ المالية الموضوعة تحت تصرفها في إطار الميزانية العامة للدولة
يدفع إلى بروز مظا هر سلبية في المجتمع من بينها اندثار ثقة الشعب في مؤسسات الدولة و اتساع رقعة التهرب و الغش الضريبي.
25
أي انه يعني إستخدام أقل نفقة ممكنة ألداء نفس الخدمة أو الخدمات.
و يمكن تعديد مظاهر التبذير و عدم االنضباط المالي في كـل دول العـالم خاصـة البلـدان السـائرة فـي طريـق النمـو نتيجـة نقـص أو غيـاب
رقابة سياسية فعالة و تأخذ هذه المظاهر صورة على سبيل المثال اقتناء أدوات و لوازم للحكومة فوق ما تحتاج إليه فعال استئجار المباني
لهذا يعد أمر تقييد النفقات العامة في جميع القطاعات بناء على مبادل معينة على رأسها التقييد باالحتياجات الحقيقيـة الفعليـة
بشكل يجعل الدولة ال تتحمل إال النفقات العامة الضرورية بحجم امثل لتحقيق المصلحة العمومية لجميع األفراد شعب
ت -قاعدة الترخيص:
تعني قاعدة الترخيص ،أنه ال يصرف أي مبلغ من المال إال بعد موافقة الجهة المختصة بالتشريع
قاعدة تقنين النشاط المالي واإلنفاق العام في الدولة وإحكام الرقابة على النفقات العامة : ث -
ففيما يتعلق بتقنين القواعد اإلجرائية لإلنفاق العام ،فإن القوانين المالية في الدولة تنظم كل ما يتعلق بصرف النفقات العامة أو
إجرائها فتحدد السلطة التي تأذن باإلنفاق العام وتوضح خطوات الصرف واإلجراءات الالزمة بالنسبة لكل منها حتى تؤدي النفقة
العامة في موضعها وينجم عنها فعال النفع العام الذي تستهدفه ،وعليه فإن تقنين النشاط المالي واإلنفاقي للدولة يقتضي أن تكون
نفقاتها العامة مستوفية إلجراءات تحقيقها وصياغتها وتنفيذها على النحو المبين في الموازنة العامة والقوانين واللوائح والقرارات
المالية األخرى.
رقابة إدارية :وهي رقابة تقوم بها عادة وزارة المالية عن طريق موظفيها العاملين في مختلف الوزارات والهيئات العامة
ومهمتهم األساسية هي عدم السماح بصرف أي مبلغ إال إذا كان له اعتماد مخصص في الموازنة العامة وفي حدود االعتماد ،
رقابة محاسبية مستقلة :ومهمتها التأكد من أن جميع عمليات اإلنفاق قد تمت على الوجه القانوني وفي حدود قانون
الموازنة العامة والقواعد المالية النافذة ،وهذا النوع من الرقابة قد تكون سابقة للصرف أو الحقة عليه.
رقابة برلمانية :وتتوالها السلطة التشريعية بمالها من حق السؤال واالستجواب والتحقيق البرلماني وسحب الثقة من الوزير
أو من الوزارة كلها ،وتظهر هذه الرقابة بصورة واضحة عند اعتماد الموازنة العامة ،وعند اعتماد الحساب الختامي للموازنة العامة
ان تحديد النفقات العامة يتأثر بنوع النظام االقتصادي والسياسي المتبع من طرف الدولة ،فالدولة الحارسة قد انحصرت وظيفتها في
الحفاظ على أمن الدولة الداخلي والخارجي والقيام ببعض األشغال العامة وقليل من الخدمات االجتماعية العامة ،وبالتالي كانت
نفقاتها العامة عند الحد األدنى ،على عكس ذلك بالنسبة للدولة المتدخلة التي اقتضى تدخلها زيادة في النفقات العامة ألن وظيفة
الدولة ازدادت واتسعت .أما الدول ذات النظام االشتراكي فإن نفقاتها العامة لها أهمية كبيرة بالنظر إلى ما تقوم به الدولة في ظل
هذا النظام ،من إنتاج وتوزيع وتسيير...وغيرها ،ومن ثم يستلزم عليها زيادة كبيرة في نفقاتها العامة حتى تستطيع أن تقوم بهذه
26
الوظائف.
وقد كان لتطور وظائف الدولة في ظل الدولة المتدخلة والدولة ذات النظام االشتراكي آثار على تحديد النفقات العامة دون
إدخال أو األخذ بعين االعتبار مقدرة الدولة على تدبير اإليرادات الالزمة لتغطية النفقات العامة التي تقتضيها وظائف الدولة
المختلطة ،وبالتالي أصبح من الضروري أن يدخل في االعتبار قدرة الدخل الوطني من الناحية االقتصادية على تحمل اإليرادات
العامة التي تحددها عدة عوامل ،من أهمها كيفية توزيع الدخل الوطني بين مختلف الطبقات وكفالة مستوى معين لمعيشة االفراد.
ومن العوامل التي تحدد حجم اإلنفاق العام المنفعة العامة ،فاإلنفاق العام مثله مثل اإلنفاق الخاص ال يكون مبرر ا إال إذا حقق
منفعة مساوية على األقل لما يترتب على اإلنفاق من تضحية .إال أنه من الصعوبة بمكان قياس هذا النوع من المنفعة ،فقد تباينت
وجهات نظر علماء المالية العامة واالقتصاد على ما يعتبر منفعة عامة أو ال ،إال أن هناك من يرى بأن تحديد المنفعة العامة قرار
اختلف كتاب المالية العامة حول موضوع أولوية تقدير النفقات العامة أو اإليرادات العامة ؟
أو العكس؟. أي انه هل يتم تقدير النفقات وعلى ضوء النتائج المتحصل عليها يتم تقدير اإليرادات
( الكالسيكيون أو التقليديون (يرون بأن الدولة تضع تقديرات نفقاتها ثم تبحث عن اإليرادات الالزمة لتغطيتها ،معتمدة في ذلك
على مالها من سلطات واسعة في الحصول على اإليرادات سواء من أمالكها التابعة لها كالمؤسسات االقتصادية والتجارية ،...أم
األخرى. من إمكانيتها في فرض الضرائب وزيادة نسبتها ومن الرسوم وغيرها من اإليرادات
أصحاب هذا الرأي الثاني يخالفون الرأي السالف الذكر حيث يرون بأنه من غير الممكن تحديد النفقات ثم يتم تقدير اإليرادات
ضرورة المحافظة على مستوى معين لمعيشة األفراد وعدم إثقالهم بفرض الضرائب.
مراعاة الظروف االقتصادية للدولة و أثر السياسة االيرادية و االنفاقية على االقتصاد حيث إن وضع تقديرات النفقات
العامة دون أن تكون تقديرات اإليرادات العامة واضحة ربما يقود إلى المغاالة في تقدير النفقات العامة وما يترتب على ذلك من
كما أن زيادة النفقات العامة دون مراعاة الظروف االقتصادية السائدة ودون الوقوف على حجم العرض السلعي والخدمي
يقود إلى حالة من التضخم النقدي وما لهذه الحالة من آثار ضارة على االقتصاد.
كذلك ينبغي أن تعطى األسبقية إلى تحقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية والسياسية حسب أسبقيات تضعها الدولة
لتنمية المجتمع ،وفي الوقت نفسه تأخذ بعين االعتبار التنسيق بين متطلبات األهداف العامة واإلمكانيات المالية للدولة.
بال رغم من تعدد أثار النفقات العامة في مختلف الميادين إال أننا سنقتصر دراستنا هنا على اآلثار االقتصادية و االجتماعية
فقط ،حيث ان دراسة اآلثار االقتصاديةو االجتماعية للنفقات العامة تعتبر أمرا بالغ األهمية ألنها تسمح لنا بالتعرف على االستخدامات
المختلفة التي يمكن توجيه النفقات العامة إليها لتحقيق أهداف معينة ،كما أن معرفة األثر الذي يمكن أن تحققه نفقة معينة ،يجعل
المسؤولين عن السياسة المالية يستخدمون هذه النفقة لتحقيق هذا األثر إذا ما اعتبر هدفا يسعى المجتمع لتحقيقه .
غير أن هذه اآلثار االقتصادية للنفقات العامة قد تكون مباشرة ،كما قد تكون غير مباشرة،وفيما يلي دراسة وجيزة لمآثار
27
أ -األثر المباشر لإلنفاق العام على الناتج الوطني :
إن درجة تأثير اإلنفاق العام يتوقف على مدى كفاءة استخدامه ( إنتاجية اإلنفاق العام) ،ويؤثر اإلنفاق العام على الناتج الوطني
من خالل :زيادة القدرة اإلنتاجية أو الطاقات اإلنتاجية في شكل إنفاق استثماري وبالتالي ينعكس باإليجاب على اإلنتاج الوطني .
-إن النفقات الجارية يمكن أن تكون سببا لزيادة إنتاج عناصر اإلنتاج وذلك عن طريق نفقات الصحة ،التعليم ،التدريب ..الخ.
-يؤدي إلى زيادة الطلب الفعال ألنه يؤدي إلى زيادة طلب الدولة على سلع االستهالك وعلى سلع االستثمار مما يؤدي إلى
هناك عدة جوانب يؤثر من خاللها اإلنفاق العام على االستهالك منها:
-في حالة شراء الحكومة سلع استهالكية مثل المالبس واألدوية للقطاع العسكري مثال فإنها تزيد االستهالك الوطني ،نفس
-عندما تدفع الحكومة فوائد القروض لمقترضها وتقديم إعانات البطالة ومنحها إلعانات دعم عينية ،كل هذه النفقات تزيد من
االستهالك الوطني.
إن زيادة االستهالك مع ثبات الدخل يؤدي إلى انخفاض االدخار مما ينعكس سلبا على االستثمار الذي يؤثر هو اآلخر على
اإلنتاج ،تكون نفس النتائج عندما يزيد االستهالك بمعدل يفوق الدخل الوطني.
مما سبق يتضح أنه إذا زاد اإلنفاق العام بمعدل يفوق اإليرادات فإن األثر يكون سالبا على االدخار الوطني والعكس بالعكس.
التدخل في توزيع الدخل األولي :بين الذين شاركوا في إنتاج هذا الدخل عن طريق النفقات الحقيقية (كاألجور) وتحديد مكافآت
التدخل عن طريق ما يجريه من تعديالت الزمة من الناحية االقتصادية واالجتماعية تتم على التوزيع األولي والذي يعرف بإعادة
توزيع الدخل الوطني (بين األفراد بصفتهم مستهلكين) وذلك عن طريق النفقات التحويلية بين عوامل اإلنتاج أو فروع النشاط.
يتولد األثر غير المباشر لإلنفاق العام على كل من االستهالك واإلنتاج الوطني من خالل ما يعرف (بدورة الدخل) أي األثر
المضاعف لالستهالك والذي يعني أن الزيادة األولية في اإلنفاق تؤدي إلى زيادات متتالية في االستهالك خالل دورة الدخل.
كما هناك أثر غير مباشر يتولد من خالل ما يعرف بأثر المعجل لالستثمار،والذي مفاده أن الزيادة األولية في اإلنفاق تؤدي إلى
زيادات متتالية في االستثمار وبالتالي زيادة غير مباشرة في اإلنتاج خالل دورة الدخل
إن زيادة اإلنفاق العام (االستثماري) ومن ثم زيادة التراكم الرأسمالي ومنه زيادة االستثمار ،هذه الزيادة في اإلنفاق يمكن أن
-للنفقة العامة آثار على الحياة االجتماعية عن طريق توفير الراحة و السكينة للعامل الذي يلعب دور أساسي في اإلنتاج
-يالحظ أن النفقات التي تدفع في شكل مرتبات الموظفين و العمال يخصص جزءا منها الستهالك وبالتالي زيادة اإلنتاج
إن ظاهرة تزايد النفقات تعتبر من الظواهر العامة في جميع الدول مهما اختلف نظامها االقتصادي (رأسمالية أو اشتراكية) ومهما
اختلفت درجة تقدمها االقتصادي ( دول متقدمة ،ودول نامية).حيث يعتبر أول من لفت االنتباه إلى هذه الظاهرة هو االقتصادي األلماني
فاجنر A.wagnerبعد أن قام بدراسة متعلقة بالنفقات العامة وتزايدها ،وانتهى إلى وجود اتجاه عام نحو زيادة النشاط المالي للدولة
يشير قانون فانجر إلى أنه كلما حقق معدال معينا من النمو االقتصادي فإن ذلك يستتبع اتساع نشاط الدولة ومن ثم زيادة
اإلنفاق العام بنسبة أكبر من نسبة زيادة متوسط نصيب الفرد في الناتج الوطني،ونستطيع توضيح قانون فانجر في الشكل التالي :
د ف
م س
أ ب
المصدر :علي لطفي ،المالية العامة دراسة تحليلية ،مكتبة عين شمس،مصر ،1115 ،ص 128
يتضح لنا من خالل الشكل ان النقطة 'ف' تمثل العالقة بين متوسط الدخل الحقيقي للفرد ومتوسط الفرد من النفقات الحقيقية
في سنة معينة ولتكن السنة (ن) في حين ان النقطة (ق) تمثل هذه العالقة بعد فترة معينة ولتكن السنة(ن.)4+
وبالتالي فالعالقة بين المتغيرين كانت م د/م أ وأصبحت خالل السنة (ن )4+م ج /م ب ،وكما هو واضح للعيان أن المسافة
د ج < أ ب أي متوسط الفرد من النفقات الحقيقية يزيد بنسبة أكبر من نسبة زيادة متوسط الفرد من الدخل الحقيقي.
تحقيقا للخطط ،واألهداف التنموية االقتصادية الطموحة لحكومات الدول المتخلفة ،والمتقدمة على السواء ،على اعتبار أن العالقة
وثيقة بين التوسع في حجم اإلنفاق الحكومي ،وبين عمليات استحداث التنمية االقتصادية ،وحفز النمو االقتصادي المنشود ،وعلى
اعتبار أن العالقة طردية بين زيادة اإلنفاق العام ،وبين زيادة النشاطات االقتصادية ،والتي أخذت الدول تمارسها ،وتقوم بها ،تطويرا
وتحقيقا ألهداف التنمية االقتصادية الرئيسية ،وأهمها :زيادة الدخل القومي الحقيقي ،وتقليل التفاوت بين الدخول ،والثروات،
ورفع مستويات اإلنتاجية ،وبناء قاعدة صناعية تكنولوجية حديثة ،وتحسين وتطوير الهياكل اإلنتاجية الزراعية ،والصناعية ،والتجارية،
والبنى التحتية :كالمواصالت ،واالتصاالت ،والكهرباء ،والغاز ،والطاقة ،وغيرها من األهداف التي يحتاج تحقيقها إلى مصادر تمويلية،
28
ورؤوس أموال نقدية كبيرة تخصص لإلنفاق المرتبط أصال بتحقيق األهداف التنموية الطموحة ،والمرسومة في الخطة االقتصادية:
-فبالنسبة لهدف زيادة الدخل القومي :يتطلب تحقيقه مضاعفة حجم اإلنفاق النقدي العام ،وذلك لحقن االقتصاد القومي،
والقط اعات اإلنتاجية المختلفة بمزيد من النقد ،لتستطيع الدول تنفيذ مشروعاتها ،ومضاعفة إنتاجها على اعتبار أن الزيادة في الدخل
القومي تعتبر مؤشرا على الزيادة في النمو االقتصادي ،وبالمعدالت الضرورية لتخليص االقتصاد ،وخاصة المتخلف من وهدة الركود
االقتصادي ،والكساد ،والبطالة ،والتخلف ،واالنتقال بهذا االقتصاد إلى النمو االقتصادي ،واالزدهار ،والتقدم المنشود.
إن الهدف يتعدى إحداث الزيادة في الدخل القومي إلى ما هو أسمى ،وأفضل ،فهو في النهاية يستهدف تحقيق مستويات أعلى
لمعيشة األفراد في المجتمع .ومع العلم أن تحسين مستويات المعيشية هذه يرتبط ارتباطا وثيقا بعاملين اثنين هما :مستويات الدخول،
والزيادة السكانية ،وبحيث يمكن القول :أنه كلما كانت الزيادة في الدخول أعلى من الزيادة في السكان كلما كانت مستويات المعيشة
-وبالنسبة لهدف رفع مستويات اإلنتاجية :يتطلب تحقيقه مضاعفة حجم اإلنفاق النقدي العام ،وخاصة بالنسبة لالقتصاديات
المتخلفة حيث تتصف قطاعاتها اإلنتاجية بضعف اإلنتاج ،وانخفاض مستوياته ألسباب عديدة يعود معظمها إلى سوء التغذية ،وتفشي
األمراض ،وضعف البنى التحتية ،وقلة المهارات العلمية ،والفنية ،والتكنولوجية ،والصناعية ،ومن ثم قلة مصادر التمويل الرأسمالي
ال شك أن التوسع في اإلنفاق العام يعمل على رفع مستويات اإلنتاجية ،ورفع الكفاءات ،والطاقات اإلنتاجية لمختلف
القطاعات االقتصادية ،على أن يتم ذلك عن طريق حقن االقتصاد بمزيد من النقد التمويلي بتوظيفه في تمويل المشروعات االقتصادية
المشروعات ذات صبغة إنتاجية منتجة لسلع اإلنتاج ،أو ذات صبغة استهالكية منتجة لسلع االستهالك ،وتخضع عمليات تمويل
القطاعات اإلنتاجية باإلنفاق النقدي لمعايير التوازن بين حجم النقد ،وبين عرض اإلنتاج حتى ال ترتفع األسعار ،وبذلك يحدد حجم
اإلنفاق النقدي بما يتالءم مع حجم النمو االقتصادي المنشود ،ويستهدف حقن االقتصاد بالمزيد من اإلنفاق لألموال الالزمة ،والكافية
زيادة الدخول للعمال ،والموظفين ،والمهنيين ،والالزمة لتدريبهم ،وعالجهم ،وتعليمهم مما يؤدي إلى رفع كفاءاتهم اإلنتاجية ،فتتضاعف
قدراتهم اإلنت اجية ،فيزداد المعروض من سلعهم ،ومنتجاتهم ،ومن ثم ترتفع مستويات مشترياتهم ،وطلباتهم على السلع ،والبضائع مما
يحفز أصحاب األموال على مضاعفة توظيف أموالهم ،واستثماراتهم ليلبوا مستويات الطلب الكلي النقدي على منتجاتهم ،مما يؤدي
-وبالنسبة لهدف بناء قاعدة صناعية تكنولوجية :يتطلب تحقيقه مضاعفة حجم اإلنفاق العام ،وذلك بتوظيف رؤوس األموال
المحلية واألجنبية ،وزيادة الكفاءة اإلنتاجية للموارد البشرية ،واستيعاب هذه الموارد في القطاعات اإلنتاجية الصناعية ،وتدريبهم على
فنون وأساليب التكنولوجية الحديثة ،والمتطورة ،وتوفير الخبرات ،والمهارات الفنية والعلمية ،ومن ثم إحداث تغييرات في التركيب
االقتصادي للقطاعات اإلنتاجية بتطوريها صناعيا ،وتكنولوجيا .إن مضاعفة اإلنفاق العام يستهدف في العادة إطالق ،وتشجيع اإلبداع
الفني والعلمي والصناعي ،والتكنولوجي ،والدي يعتبر مهما لتكوين قواعد تنموية قوية ،وسليمة ،تنبني عليها أسس التنمية السليمة
والمتطورة والحديثة ،وتحفز على مضاعفة اإلنتاج لكافة الموارد اإلنتاجية وترفع كفاءة ،وطاقة إنتاجيتها كاألرض والموارد األولية.
إن النهج القوي والسليم الذي تقوم عليه التنمية االقتصادية هو النهج المهني ،الصناعي التكنولوجي المتطور والذي يستخدم
أحدث الوسائل التنموية ،ويعمل على تطويرها ومن ثم يستهدف توفير الطواقم العلمية ،الفنية التي تحسن استخدام الحديث من الوسائل
التكنولوجية وتطويرها ،وتحسينها يساعد على كل ذلك تكاتف القطاعين العام والخاص في تحقيق ذلك.
-وبالنسبة لهدف تحسين وتطوير الهياكل اإلنتاجية :يتطلب تحقيقه مضاعفة حجم اإلنفاق العام وذلك فيما يسمى بتعديل
التركيب النسبي لهياكل االقتصاد القومي ،وتغيير طباعه التقليدي .فاالقتصاديات المتخلفة يغلب على هياكلها االقتصادية ،اإلنتاجية
فالزراعة في تلك االقتصاديات تعتبر المصدر األساسي للدخل الفردي ،والقومي ،ومصدر العيش لغالبية السكان ،وتتأثر عادة
بالتقلبات االقتصادية ،والمناخية ،والبيئية والتي إن ساءت ،وكساد مادي ،وانخفاض إنتاجي ،وبطالة تشكل خطرا محدقا على نموها
االقتصادي .ومن أجل تالفي ذلك يسخر التوسع في اإلنفاق النقدي العام لتحسين وتطوير الهياكل اإلنتاجية بتنويعها ،ورفع طاقاتها
اإلنتاجية ،وتحسين أداء الموارد التنموية البشرية ،وغير البشرية باستحداث هياكل إنتاجية جديدة إلى جانب الزراعة كالصناعة مثال ،ومن
ثم است خدام أحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية في شتى القطاعات اإلنتاجية سواء الزراعية منها ،أو الصناعية ،أو التجارية ،أو
االستثمارية ،أو االستهالكية ،أو السياحية ،ومن ثم دعمها بمزيد من اإلنفاق النقدي التمويلي لتلعب دورا مميزا في مجاالت استحداث
ويمتد التطوير الهيكلي ليتناول إصالح وتحسين هيكل اإلنتاج األولي ،والذي يغلب عليه التخصص الشديد ،وعدم التنويع ،إذ
قد يقتصر على إنتاج نوع واحد ،أو أكثر قليال .وتسطير عليه عادة الشركات األجنبية ،وتموله االستثمارات الدخيلة ،وذلك ألنها تتمتع
بامتالكها لضخامة رأس المال ،والمهارات الفنية والعلمية والتكنولوجية ،والتدريبية والتي تفتقر إليها شركات القطاع المحلي.
فاإلنتاج األولي في االقتصاديات المتخلفة قد يكون خاصا بسلعة واحدة ،أو اثنين فقط كالشاي في الهند ،وسيرالنكا ،والمطاط،
والبترول في اندونيسيا والقصدير في ماليزيا ،والنحاس في تشيلي ،والفوسفات في األردن ،والقطن في مصر ،وسوريا ،والصمغ في
السودان ،والبن في البرازيل ،والجوت في باكستان ،والسمك في موريتانيا ،واليورانيوم في الكونغو ،والبترول في دول الخليج .
أضف إلى أن الصناعات إن وجدت تكون بدائية ،وبسيطة :كعمليات تجهيز المنتجات الزراعية ،واألولية وصناعة المالبس،
لقد أدى هدا الجمود الهيكلي إلى سيطرة اإلنتاج األولي على معظم صادرات الدول المتخلفة ،والتي غالبا ما تتأثر وبسرعة
بالتقلبات المناخ ية ،والبيئية واالقتصادية مما يؤدي إلى تدهور صادراتها ،وقلة مواردها من رؤوس األموال األجنبية ،ومضاعفة ديونها
الخارجية ،ومن ثم قد يؤدي إلى كل ذلك إلى فقدان األمن الغذائي ،وعدم االستقرار االقتصادي ،واالجتماعي ،والذي تعاني أصال منه
االقتصاديات المتخلفة ،مما يق تضي مضاعفة النفقات النقدية العامة إلحداث تغيير على نمط اإلنتاج األولي ،وتنويعه وتحسين طاقاته
وقدرات العاملين فيه ،وذلك ألن التنمية االقتصادية ال تعني فقط زيادة الدخل الفردي ،وإنما تستهدف أيضا تنويع اإلنتاج ،وتحسينه،
ورفع معدالته ،وتحسين مستويات المعيشة ،وكل هذا يتوقف إلى حد كبير على تحسين وتطوير الهياكل اإلنتاجية لالقتصاديات المتخلفة.
وتعني ارتفاعات األسعار التضخمية التي تسبب انخفاض القوة الشرائية للنقود المحلية المتداولة.
يشكل تضخم األسعار وارتفاعاتها سببا كبيرا وحافزا قويا للتوسع في اإلنفاق النقدي العام ،وذلك تعويضا يطرأ على النقود
المحلية من انخفاض في قوتها الشرائية ،والذي كان سببه تضخم األسعار أي كان سببا فيه.
فمن المعلوم أنه كلما تضخمت األسعار وارتفعت القوة الشرائية للنقد المتداول ،سواء كان التضخم عائدا ألسباب نقدية صرفة
تتمثل في زيادة الكمية النقدية المتادولة في األسواق ،أو كان عائدا ألسباب تتعلق بعدم كفاية المعروض من السلع في تلك األسواق ،أي
لوجود خلل في التوازن بين فوائض الطلب الكلي النقدي ،وبين فوائض العرض الكلي السلعي .
وبمعنى آخر أنه كانت من فوائض الكلي النقدي أعلى من فوائض العرض الكلي للسلع حدث تضخم في األسعار ،أي أسعار
السلع .وفي كلتا الحالتين يترتب على ارتفاعات األسعار انخفاض في القوة الشرائية للنقود المتداولة ،وتصبح الحاجة ماسة لزيادة
اإلنفاق النقدي العام ،أي حقن االقتصاد بمزيد من النقد لتعويض ذلك االنخفاض .
وتفسير ذلك :أنه عند حدوث تضخم في األسعار تصبح النقود المتداولة في األسواق عاجزة عن الحصول على نفس كمية
السلع التي كانت تحصل عليها قبل انخفاض قوتها الشرائية ،أي قبل ارتفاع األسعار.
ويعرف
ويعرف التضخم النقدي " بأنه الزيادة في كمية النقد المتداول دون حصول زيادة مماثلة في كمية السلع المعروضة " ّ
ّ
ويعرف أيضا " :بأنه زيادة الطلب الكلي النقدي عن العرض الكلي
أيضا " :بأنه زيادة النقد المتداول بصورة أكبر من زيادة المعروض ّ
21
السلعي ".
ونظرا لطردية العالقة بين األسباب التضخمية وبين األسباب اإلنفاقية ،فإن هذا يعني أنه كلما يحصل تضخم في األسعار ،يحصل
تضخم في اإلنفاق وبمعنى آخر أنه إذا حصلت زيادة في أسعار السلع حصلت زيادة في النفقات العامة ،حيث تجد الحكومات أنه
بات لزاما عليها أن تتدخل ،وأن ال تقف مكتوفة األيدي ،فتزيد من نفقاتها النقدية في شكل زيادة الرواتب ،أو األجور ،أو المنح ،أو
المساعدات ،أو التعويضات ،أو إحداث وظائف جديدة لألفراد ،أو فتح مشروعات تنموية جديدة ،وذلك لتضع في أيدي األفراد مزيدا
من النقود حتى يستطيعوا أن يعوضوا ما فقدته نقودهم التي بأيديهم من قيمتها أي من قوتها الشرائية،وحتى يتمكنوا من الحصول على
نفس الكميات من السلع التي كانوا يحصلون عليها من قبل ارتفاع األشعار ،أي قبل انخفاض القوة الشرائية لنقودهم.
وتعتبر حافزا قويا لزيادة اإلنفاق النقدي الذي تقوم به الحكومات على اعتبار أن مهامها التنموية ال تقتصر على األمور
االقتصادية فقط ،وإنما تتناول تحقيق األغراض االجتماعية المؤصلة في الخطط التنموية االجتماعية ،وذلك بتوجيه النفقات النقدية نحو
المشروعات ذات الصبغة االجتماعية ،أي بتوجيه النفقات النقدية نحو المشروعات ذات األغراض االجتماعية :كالصحة ،والتعليم
والرعاية االجتماعية للمرضى ،والمعوقين ،وكبار السن ،والعجزة ،واألرامل واألطفال الذين ال عائل لهم ،ودور الرياضة والشباب وغيرها.
وكذلك بتويزع النفقات النقدية في شكل معونات لغير القادرين عن العمل ،أو توفير الوظائف للعاطلين وغير ذلك من الوظائف
والمشروعات المفيدة اجتماعيا حيث تستهدف النفقات االجتماعية كهدف أسمى تقليل التفاوت في الدخول ،والثروات بين فئات
المجتمع حتى ال تتكدس األموال في أيدي فئة قليلة من الناس ،وهم األغنياء ،والذين يتقاعسون في كثير من األحوال عن توظيف
أموالهم في المشروعات التنموية االستثمارية ذات الصبغة اإلنتاجية ،أو االستهالكية أو الكمالية .
ومن هنا تقتضي الضرورة االجتماعية حقن االقتصاد بالمزيد من النفقات النقدية لتمويل المشروعات ذات الصبغة االقتصادية،
واالجتماعية لمد يد العون لألفراد بتوظيفهم في هذه المشروعات واستقطاب المهنيين ،والعمال المهرة ،وأصحب الكفاءات وتأهيلهم
وظيفيا ،فترتفع رواتبهم وأجورهم ودخولهم النقدية فيقل التفاوت بين دخولهم ودخول األغنياء.
إن رفع المستويات المعيشية لألفراد يعتبر هدفا اجتماعيا ساميا ،والتي تسعى السياسات التنموية إلى تحقيقه سواء بالنسبة
وتعتبر م ن أهم الحوافز على زيادة النفقات العامة ،حيث أن التوسع في النشاطات ،والمجاالت السياسية قد ظهر جليا خالل
النصف الثاني من القرن ،فلقد أصلت الظروف السياسية المختلفة أسباب االنفتاح السياسي باالنضمام إلى الهيئات الدولية المختلفة،
والمشاركة في نشاطاتها وأعمالها ومؤتمراتها وندواتها مما يتطلب بدوره نفقات نقدية كبيرة ،وتخصيص جزء منها في الميزانية العامة سواء
وكذلك ساهمت ظروف االنفتاح السياسي ،وإلى حد كبير في تخصيص نفقات عالية ،وكبيرة لتمويل قطاعات التمثيل السياسي،
والدب لوماسي ،والقنصلي ،حيث أخذت الدول أثناء الحرب البادرة ،وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تشارك في الحصول على
االعتراف بها من قبل غيرها من الدول األخرى ،ومن ثم االعتراف بها سياسيا ،ودبلوماسيا مما يعزز مكانتها بين الدول ،واألمم .وقد ظهر
هذا جليا في أعقاب الح رب العالمية الثانية ،وحصول العديد من الدول المستعمرة على استقاللها السياسي ،وحاجتها للمعونات النقدية
من الخارج ،فضال عن زيادة نفقاتها لتمويل نشاطاتها السياسية ،والدبلوماسية ،واالقتصادية واالجتماعية ،شعورا منها بتعاظم مسؤولياتها
أمام رعاياها ،بتقديم الخدمات ،والحاجات المعيشية الكثيرة ،والعديدة لهم ،ومشاركة الدول الخرى في نشاطاتها السياسية والدبلوماسية
وبحيث أصبح التوسع في اإلنفاق العام ضرورة ملحة لتمويل الممارسات والنشاطات السياسية ،والدبلوماسية الخارجية والمحلية .
وهي المتعلقة بنفقات الجهاز اإلداري ،والهيئات والمؤسسات والمديريات واألقسام اإلدارية وفيما يسمى بالهياكل اإلدارية
الحكومية فلقدادى تطور القطاعات ،واألجهزة اإلدارية الحكومية إلى تخصيص جزء كبير من ميزانيات الدولة لإلنفاق على هذه
القطاعات ،ضمانا الستمرارية تطورها وتحسينها من جهة ومن جهة أخرى ضمانا لتمويل نشاطاتها وأعمالها المختلفة .
-لقد اقتضت األسباب اإلدارية توظيف العديد من الموظفين اإلداريين ،والعاملين المهنيين ،والعمال والحراس والسائقين
توظيف مزيد من العمالة ،والموظفين أو في شكل زيادة الخدمات المقدمة للمواطنين ،وذلك ألنه كلما انخفضت كفاءة الموظفين
اإلنتاجية كلما اقتضت الضرورة توظيف المزيد منهم .والذي يؤدي إلى ما يعرف بالبطالة المقنعة .وكذلك فإن سوء التنظيم اإلداري،
وتختلف الهياكل اإلنتاجية خاصة في االقتصاديات المتخلفة يلقي عبثا أكبر على األجهزة الحكومية فتضطر إلى زيادة نفقاتها تطويرا
لهياكلها ،وتأهيال لموظفيها ورقابة ،وتوجيها لعمالها والذين يتسمون غالبا بالجهالة ،وضعف التعليم والصحة والتدريب وعدم الشعور
بالمسؤولية مما يقتضي إنفاق المزيد من الموال لتحسين أدائهم من جهة ،والرقابة عليهم ومحاسبتهم من جهة أخرى.
وتعد حافزا قويا لزيادة النفقات العامة ،وذلك بزيادة الخدمات المقدمة لهم ولذلك فالعالقة طردية بين الزيادة في عدد السكان
وبين الزيادة في النفقات حيث تجد حكومات الدول المتقدمة ،والمتخلفة على حد سواء أنه يجب إال تقف مكتوفة األيدي أمام ظاهرة
التزايد في السكان ،وعلى اعتبار أنه تجد لزاما عليها أن تضاعف من نفقاتها ،لتوسيع وتطوير مرافقتها ومشروعاتها االتفاقية التقليدية،
وبهذا تتوسع الدول عادة في نفقاتها التمويلية الضرورية ،والكافية لسد الحاجات المتزايدة بزيادة السكان :كنفقات التعليم،
والصحة ،واألمن ،والعدالة ،والبنى التحتية من مواصالت ،واتصاالت ،وشوارع ،وخطوط حديدية ،ووسائل نقل ،وبريد ،وهاتف ،وغيرها.
وتتأثر النفقات العامة عادة بالزيادة النوعية في عدد السكان ،وبصورة أكبر من تأثرها بالزيادة المطلقة لهم .فالزيادة الطارئة في
عدد األطفال في سن التعليم تودي إلى زيادة أكبر في النفقات العامة لتوفير الخدمات التعليمية لهم ،والمتناسبة مع الزيادة في
عددهم.كما أن الزيادة الطارئة في عدد الشيوخ ،وكبار السن ،تؤدي إلى زيادة أكبر في النفقات التقاعدية.
كما أن الزيادة في عدد السكان المعوزين :كالمعوقين ،والمرضى ،والعاطلين عن العمل تؤدي ألي زيادة أكبر في النفقات
االجتماعية.
وبهدف استخراج الزيادة الحقيقة في اإلنفاق العام للدولة يجب تقسيم النفقات الحقيقية على عدد السكان في كل فترة من
31
الفترات ،ولكن بعد استبعاد الزيادة الحاصلة للنفقات العامة ألسباب أخرى كانخفاض قيمة النقود مثال.
وتؤازر الزيادة في الرقعة الجغرافية ا لزيادة السكانية كعامل قوي ،وحافز على زيادة النفقات النقدية العامة ،وذلك كانضمام إقليم
آلخر ،أو لدولة حيث يتطلب األمر أن ترصد نفقات حكومية إضافية لتمويل اإلقليم ،أو المساحة الجغرافية الجديدة ،مما يضاعف
اإلنفاق العام ،وخاصة إذا كان اإلقليم أقل تطورا من غيره كما حصل عند انضمام ألمانيا الشرقية المتخلفة اقتصاديا إلى ألمانيا األم
وتشكل نموذجا حيا ،وفعاال ألهم أسباب زيادة النفقات النقدية نظرا لخطورتها ،وخطورة األهداف التي تحققها ،حيث دفعت
هذه الخطورة علماء المالية العامة إلى فصلها عن األهداف التنموية االقتصادية ،واالجتماعية والمالية ،ويمكننا تأصيل خطورة ،وأهمية
األمر األول :تحقيق األهداف وتقديم الخدمات األمنية الداخلية ،والخارجية في حد ذاتها ،حيث أن شعور المواطنين باألمن
النفسي أمر ال يقدر بثمن ،فضال عن أن األمر النفسي ال يخضع للمقادير ،النقدية ،والكمية التي تقاس بها عادة أنواع من األمن
األمر الثاني :تشكل النف قات العامة األمنية إطارا عاما ،وضروريا ،والزما للنفقات العامة األخرى تحقق أهدافها من خالله ،ومنها:
األهداف التنموية االقتصادية ،االجتماعية ،المالية ،اإلنسانية ،والبشرية ،اإلدارية ،التوظيفية ،وغيرها من األهداف التنموية التي
يتعذر تحقيقها في غياب ،أو في معزل عن األمن الداخلي ،والخارجي للمواطنين ،ومجتمعاتهم ،وبعبارة أخرى ،فإن النفقات األمنية
تشكل درعا واقيا ،وحاميا للتنمية االقتصادية ،االجتماعية تتحقق من خالله ،وتنفذ من خلفه.
األمر الثالث :تساهم النفقات األمنية في تحقيق األهداف ،وتقديم الخدمات اإلنسانية على النطاقين المحلي ،والدولي.
فالنسبة للنطاق المحلي :تساهم النفقات األمنية في استبباب األمن المحلي ،وتوفير االستقرار السياسي مما يحفز المواطنين
إلى التكاتف ،والتعاون ،واالنصراف ،والتفرغ للقيام بالواجبات الملقاة على عاتقهم ،وإتقان أعمالهم ،والتفاني في إظهار انتماءاتهم
السياسية لوطنهم ،ومشاركتهم في األعباء السياسية شعورا منهم بمسؤولياتهم الوطنية ،والسياسية والوظيفية والمجتمعية.
وبالنسبة للنطاق الخارجي :تساهم النفقات األامنية في استتباب المن الدولي ،وفي ظل معايير أخذت تجد االعتراف بل
والتمسك بها ،ووضعها موضع التطبيق مثل :معيار السل المسلح ،والذي يعتبر ردعا للدول المعتدية.
و هذا ما لوحظ بالنسبة للتصنيع النووي ،والكيميائي ،والبيولوجي الجرثومي أثناء الحرب الباردة ،وطيلة النصف الثاني من القرن
العشرين ،حيث أن مثل هذا التسلح منع حروبا كثيرة كان من الممكن نشوبها ،ألن مثل هذا التسليح يعتبر سالحا ذا حدين ال
األمر الرابع :تتضمن النفقات األمنية ،أنواعا عديدة من النفقات ال تتوقف عند حد ،وال تنحصر في نوع ،وال تتقيد بزمن ،فهي
تشكل ظاهرة إنفاقية مستمرة ،ومتزايدة ،أثناء السلم ،وأثناء الحرب،وما بينهما ،وما بعدهما ،وتغطي جميع لنفقات ذات الصلة
بتحقيق األغراض األمنية الداخلية والخارجية ،فهي تشمل نفقات الجنود ،الجيوش ،والمركبات الحربية ،والطائرات ،والسفن،
وحامالت الطائرات ،والغواصات وأشعة الليزر ،وغيرها من األسلحة في شكل تطور مستمر ،وبالتالي أن تكون النفقات األمنية في
و في الختام ال شك أن ترشيد النفقات العامة يتطلب القضاء على جميع أوجه اإلسراف والتبذير المذكورة سابقا وغيرها
شرعت الجزائر ومنذ سنة 2111ونتيجة لإلنفراج المالي الذي تحقق بفعل ارتفاع أسعار النفط بداية األلفية الثالثة في اتباع
سياسة مالية ترتكز باألساس على التوسع في النفقات العامة ،تجسدت بالخصوص في كل من مخطط اإلنعاش اإلقتصادي للفترة
2114-2111والبرنامج التكميلي لدعم النمو للفترة ،2111-2115واعتبر هذا البرنامج خطوة غير مسبوقة في التاريخ اإلقتصادي
الجزائري وذلك من حيث قيمته المرتفعة ،والتي بلغت ما يقارب 4213مليار دج أي ما يعادل 55مليار دوالر ،حيث جاءت هذه
السياسة بعد فترة صعبة عانت خاللها الجزائر على جميع األصعدة وبالخصوص في الجانبين اإلقتصادي واإلجتماعي،ومن ثم فقد كان
الهدف الرئيسي من هذا البرامج زيادة على تحسين معدالت النمو االقتصادي ،كما بلغت نفقات الميزانية الكلية في 2013مستوى
6635.62مليار دينار مقابل 7054.35 7058,2مليار دينار في 2012أي بانخفاض يساوي ،٪ 5.9وقد خص هذا االنخفاض
في النفقات الكلية ،بعد االرتفاعات التي عرفتها بنسبة ٪ 28و ٪ 23على التوالي في 2011و 2012النفقات الجارية أكثر مما
خص نفقات رأس المال 578.3 -و 7.783-مليار دينار على التوالي .إذ أدت االرتفاعات العالية للنفقات الجارية خالل
سنتي 2112-2011إلى رفع نسبتها إلى إجمالي الناتج الداخلي لتبلغ ٪ 26,7في 2011ثم ٪ 30,2في 2012مقابل ٪22,2
في 2010وبالعكس ،فقد أدى انخفاض النفقات الجارية في 2013إلى خفض هذه النسبة إلى 25,6٪مع بقائها أعلى مما كانت
عليه في 2010أما فيما يخص نسبة نفقات التجهيز إلى إجمالي الناتج الداخلي ،فقد تسبب انخفاض نفقات رأس المال في 2013
التي عادت إلى مستواها المتوسط لسنوات2111- 2008في تراجعها من 14.4 %في 2012الى 11.5%في ،2113ولقد
انتقلت النفقات الجارية من 4782,6مليار دينار في 2012إلى 4204,3مليار دينار في 2013وفيما يخص نفقات التجهيز ،فقد
ارتفعت بقوة من 2005إلى 2008لتستقر بين 2008و ، 2011وبلغت 2275,5مليار دينار في 2012قبل أن تنخفض إلى
31
1887,8مليار دينار )(- 17 %في 2013أي نفس المستوى الذي بلغته بين 2008و ، 2011اما فيما يتعلق بنفقات التسيير
فإن معدل النمو السنوي للفترة ،14.73 % 2111 -2111بالمقابل فان نفقات التجهيز التي تتأثر كثيرا بالتغيرات الحاصلة في
اإليرادات العامةوبالتحديد اإليرادات البترولية،أي أن معدل نمونفقات التجهيز للفترة2011 - 2000يفوق معدل نمو السنوي في
المتوسط لكل من نفقات التسيير من جهة ومعدل نمو الجباية البترولية من جهة أخرى ،وهو يعكس ربما مستوى األهداف المسطرة
والطموحات المرجوة ،من الناحية اإليجابية ،أو حجم التكاليف لهذه البرامج ،مما يجعلنا نتساءل حول إنتاجية النفقات العامة .وهذا
يرجع الرتباط النفقات العامة بما يقابلها من مصدر التمويل والتي تتمثل بنسبة كبيرة في الجباية البترولية،حيث عرفت الجباية البترولية
معدل نمو سنوي للفترة 2111-2111ما نسبته %14.09في المتوسط ،اما بالنسبة للنفقات المتوقعة لسنة 2117فقد تم اعدادها
على أساس سعر مرجعي لبرميل النفط بـ 51دوالر وسعر الصرف بـ 118دج للدوالر الواحد ويتوقع معدل تضخم عند % 4ومعدل
نمو بـ ،%.3.1و بالتالي تتوقع الدولة لسنة 2117نفقات التسيير بـ 4511.8مليار دج (مقابل 4817.3في قانون المالية
)2116وميزانية تجهيز بـ 2211.3مليار دينار مقسمة على نفقات االستثمار بـ 1621.4مليار دينار وعمليات برأس المال بـ
671.1مليار دينار.
كما يرتقب قانون المالية لسنة 2117أن تصل مداخيل الميزانية إلى 5635.5مليار دج منها 3435.4مليار دج كموارد عادية و
32
2211.1مليار دج كجباية بترولية.
عرفت نفقات العامة بمختلف أنواعها تزايدا مستمرا ،مما يعكس تزايد المهام والوظائف التي تقوم بها الدولة ،حيث نالحظ أنها تتزايد
من سنة إلى أخرى نظرا النتهاج الدولة سياسة مالية توسعية حيث سطرت الجزائر خالل هذه الفترة برامج تنموية مهمة
عل ــى ضـ ــوء هـــذه األهـ ــداف نتطـــرق فيـــه إلـــى مفهـــوم اإلي ــرادات مراحـــل تنفيـــذ
تمهيد
أوال :مفاهيم أولية حول اإليرادات العامة
/1مفهوم اإليرادات
/2التطور التاريخي لمفهوم اإليرادات
/3مراحل تنفيذ اإليرادات العمومية
/2الضرائب
/4أنواع القروض
230 صفحة 58من
خامسا :اآلثار االقتصادية لإليرادات
1027 لعــام 1026
1027 / 1026 مقرر المالية العامة
/4أنواع القروض
خامسا :اآلثار االقتصادية لإليرادات
تمهيد
تعبر اإليرادات المالية العامة عن جميع األموال النقدية و العينية و المنقولة و العقارية التي ترد الى الخزينة العامة للدولة و تغطي
بنود االيرادات المالية العامة و إزاء ما تقوم به الدولة و مؤسساتها و هيئاتها من انفاق مالي و خدمات لجميع االفراد و القطاعات في
المجتمع ،ول كي تقوم الدولة باإلنفاق العام ،فالبد أن تتوفر لها الموارد الالزمة لذلك ،أي أن الوسائل التمويلية وتمثل هذه األخيرة دخوال
لكي يتسنى للدولة القيام بوظائفها ،يجب أن تستخدم بعض الموارد البشرية وغير البشرية الموجودة تحت تصرف الجماعات،
أي تحرر جزء من الموارد بحيث ال يستخدمه األفراد ،كما تستقطع الدولة جزء من القوة الشرائية الموجودة تحت تصرف األفراد،وقد
تخلق الدولة قوة شرائية إضافية إذ أن سلطة إصدار النقود تعد اختصاصا أصيال لها.
وإذا كانت ا إليرادات المالية العامة تستهدف فقط تغطية بنود النفقات العامة بالنسبة للمالية العامة التقليدية ،إال أن هذا
المفهوم ،وهذا الهدف تطور اآلن ،وامتد ليشمل أغراضا اقتصادية ،واجتماعية ،ومالية ،،سياسية ،وتنموية وخاصة بعد أن تطورت مصادر
مما سبق يتضح أن الدولة تحصل على اإليراد العام من خالل عمليتي نقل القوة الشرائية وخلقها ،سواء تم داخل االقتصاد
الوطني أو على الصعيد الدولي ،وإذا كان اإليراد العام يختلف من حيث المصدر ومن حيث شكله ،فإنه يمكن التمييز بين مختلف
اإليرادات العامة من حيث عنصر اإلجبار في الحصول عليها ،ومهما يكن من أمر فإن اإليرادات العامة ال تخرج على أن تكون إما
اقتصادية أو سيادية أو ائتمانية وعليه سنتناول موضوع اإليرادات العامة في النقاط التالية:
تعرف اإليرادات العامة بأنها مجموعة الدخول التي تحصل عليها الدولة من مصادر مختلفة من أجل تغطية نفقاتها العامة وتحقيق
التوازن االجتماعي واالقتصادي .ومن أهم المصادر نجد :الدومين ،الضرائب والرسوم ،والقرض العام.
كما تعرف اإليرادات العامة" بأنها الموارد االقتصادية التي تحصل عليها الدولة في شكل تدفقات نقدية من أجل تغطية النفقات
العامة بهدف إشباع الحاجات العامة و تعتبر جزء هام و مكمل لتمويل اإلنفاق العام .تحصل الدولة على الموارد المالية الالزمة لتغطية
النفقات العامة أساسا من الدخل القومي في حدود المقدرة المالية القومية أو من الخارج عند عدم كفاية هذه الموارد لمواجهة متطلبات
33
اإلنفاق العام".
و االيرادات العامة هي مصادر الدخل الذي تحصل عليه الدولة على شكل أرصدة مالية لتغطية نفقاتها وإلشباع الحاجات العامة
من مختلف المصادر والجهات اإليرادات العامة Public Revenuesهي مجموع األموال التي تجبيها الدولة و بمعنى ان
لتمويل النفقات العامة واإليفاء بالحاجات العامة و اإليرادات تنقسم الى اإليرادات االقتصادية (أمالك الدومين) و اإليرادات السيادية
لقد كان مفهوم اإليرادات العامة غير معروف لدى المجتمعات البدائية األولى ،إذ كان القيام بواجب الحراسة والدفاع عن الجماعة
هو الوجه الوحيد للحياة المشتركة بين أفراد القبيلة الواحدة .فلم تكن ثمة حاجة إلى اإليرادات العامة ولو لتمويل الحروب ولكن هذا
وفي األصل كان الحاكم مسؤوالً عن إيجاد اإليرادات الالزمة لتلبية رغباته وقيامه بواجباته .ذلك ألنه السيد المطلق التصرف باألموال
الموجودة ضمن حدود بالده ،يمنحها حيناً للمقربين والحاشية ،ويحتفظ بها عموماً لالستفادة من ريعها وإيراداتها .وكان ،نتيجة لذلك
كل إيراد يأتي من هذه الملكية إنما هو إيراد التاج ،ينفقه على تصريف أمور الدولة وتلبية حاجاتها .فلم تعرف الممالك والحضارات
القديمة المؤسسات القانونية والسياسية التي تفرق بين شخصية الحاكم وشخصية الدولة .فكانت الملكية العامة ،ملكية أميرية تعود
لشخص األمير .وكان مال الحاكم هو مال الدولة وخزينة الدولة هي خزينة الحاكم الخاصة .ولم تساعد هذه النظرة في إيجاد مفهوم
فكانت النظرية الغالبة حين انتشر" نظام اإلقطاع في القرون الوسطى «،أ ّن األرض هلل عز وجل يستخلف عليها أولياء األمر فتكون لهم
ويوزعون أقاليمها بين أمراء األجناد عندهم ،ويوزع األمير إقليمه بين تابعيه ،والتابع يوزع مقاطعته بين مختاريه ،واملختار يوزع كورته بين
جماعته وهكذا تجري السلسلة نزوالً حتى تنتهي بالزراع .فيدعى األعلى متبوعاً واألدنى تابعاً .وحقوق المتبوع على التابع أن يلبي دعوته
للحرب بعدد معين من الجند المجهز ،ويفديه بماله وروحه عند الحاجة ،ويدفع لخزينته مبالغ معينة من األموال ومع ضعف عهد اإلقطاع
توحدت المقاطعات ،وعقد اللواء للملك صاحب السلطان المطلق .لكن هذا التطور لم يغير النظرة إلى مفهوم اإليرادات العامة ،حتى إن
بعض الملوك كانوا ي ّدعون أن أراضي الدولة جميعها ملك لهم يتصرفون بها وفق رغباتهم .وبقيت اإليرادات العامة تعتمد أساساً على
األمالك العامة ،أو ما كان يعرف بأمالك الحاكم الخاصة أو األمالك .وجد العرب المسلمون في الكتاب والسنة قواعد أساسية تحدد
أنواع اإليرادات العامة ومصادرها ،كما اقتبسوا ما كان معموالً به في البالد المفتوحة ،حتى توصلوا إلى تنظيم ديوان الخراج في عهد
و لما تطور مفهوم الدولة وعظمت وظائفها وازدادت نفقاتها ،لم تعد إيرادات أمالك الحاكم تكفي لتلبية الحاجات العامة المتزايدة.
اإلقطاعية من جهة ،وعدم استجابة الرعايا لطلبات الحاكم المتزايدة بالتبرع من جهة أخرى ،فظهر مفهوم االقتطاعات العامة م ـ ـ ـ ـ ـ ـورداً
أساسياً للدولة تغطي به نفقاتها وتحقق المنافع العامة .وكان البد من أن يقابل ذلك تبدل في مفهوم اإليرادات ،فلم تعد تلك اإليرادات
تأتي من أمالك خاصة للحاكم ،وإنما صارت إيرادات مصدرها الرعية توضع تحت تصرف جهة عامة تستخدم امتيازاتها القانونية في
إدارتها ،فهي بالتالي إيرادات عامة .ويتم توزيع العبء الناجم عنها بين المكلفين توزيعاً عادالً ووفق مبدأ المساواة .فظهر مفهوم المال
العام الذي يختلف عن مال الحاكم الخاص .ونشأت مجموعة من القواعد القانونية تنظم العالقة المالية للدولة مع اآلخرين ،على أساس
من السلطة والسيادة .فكان لزاماً ،نتيجة هذا التطور ،أن تصبح اإليرادات العامة وسيلة مالية أساسية تستخدمها الدولة لتوفير المال
الالزم لتغطية النفقات العامة ،وأداة للتأثير في الحياة االقتصادية واالجتماعية وتحقيق أهداف الدول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة العام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة.
و يتم تنفيذ اإليرادات العمومية في ثالث مراحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل هي اإلثبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـات و التصفية و التحصي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل.
أ -اإلثبات :
حيث يتم تكريس حق الدائن العمومي طبقا لألحكام التشريعية و التنظيمية سارية المفعول بعد التحقق من وجود الواقعة المنشئة لحق
34
الدائن العمومي.
ب -التصفية:
35
بعد عملية اإلثبات ،يتم تحديد مبلغ الدين العمومي القابل للتحصيل لفائدة الدائن العمومي و األمر بتحصيلها.
ت -التحصيل :
و هو اإلجراء الذي يتم بموجبه إبراء الديون العمومية ،أي إدماج الحقوق المالية في الخزينة العمومية ،و تحصيل اإليرادات يجب
اإليرادات الناجمة عن تأجير العقارات العائدة لها ،فوائد القروض وأرباح المشروعات ،حيث تشكل مصدرا ايراديا هاما ،ومستمرا ،يوفر
للدولة موارد مالية شبه مضمونة تستعين بها في توفير األموال في خزينتها العامة.
إال أن علماء المالية يقسمون أمالك الدولة إلى قسمين :إيرادات الدومين ،الثمن العام.
يطلق لفظ الدومين على ممتلكات الدولة أيا كانت طبيعتها؛ عقارية أو منقولة ،وأيا كان نوع ملكية الدولة لها عامة أم
خاصة،وتنقسم ممتلكات الدولة (الدومين) إلى قسمين دومين عام ودومين خاص.
ويطلق عليه مصطلح أمالك الدولة العامة ،ويتناول جميع أمالك الدولة ،وهيئاتها العامة ،ومؤسساتها العامة ،والمعدة
لالستعمال ،أو االنتفاع بها من قبل األفراد بدون مقابل .أي تقدم خدماتها للجمهور مجانا مثل :الطرق والشوارع واألنفاق والجسور
والحدائق العامة والمتاحف والمدارس والمتنزهات الطبيعية والمحميات الجغرافية والمباني الحكومية التي يزورها األفراد لقضاء حاجاتهم،
وإنهاء معاملتهم ،وغيرها ،و بالتالي يتكون هذا النوع من كل ما تمتلكه الدولة ويخضع للقانون العام ،ويختص أيضا بتلبية الحاجات العامة
ويكون انتفاع الجمهور بالدومين العام عادة إما مباشرة :كاستخدام الشوارع ،واألنفاق ،الجسور ،المتنزهات ،شواطئ البحار ،وإما
عن طريق مرفق عام ،أو مصلحة ،أو مؤسسة عامة :كالسكك الحديدية ،الحدائق العامة ،المتاحف ،المالهي ،مرافق المياه ،أو التعليم،
وغير ذلك،وسواء كان هذا االنتفاع بدون أجر ،أو بأجر رمزي يستهدف منه ضبط استخدام المرفق ،وحسن سيره حتى ال يخضع
وقد يكون الدومين العام طبيعيا على سبيل المثال شواطئ البحار ،واألنهار ،والترع ،والبحيرات ،أو كان مستحدثا من قبل الدولة،
أو اإلنسان :كالمتنزهات على الشواطئ ،والحدائق العامة ،والمتاحف ،والشوارع ،والكباري ،واألنفاق ،والقنوات ،والحمامات ،وإشارات
المرور ،وغيرها ،كأماكن التزحلق على الجليد ،وأماكن الرياضة ،والتسلية ،وغيرها ،أو ان الدومين العام ،أي أمالك الدولة العامة مملوكة
ويتميز ال دومين العام بعدة مميزات ال يجوز بيعه طالما هو مخصص للمنفعة العامة وال يجوز تملكه بالتقادم ،ملكية الدولة له
هي ملكية عامة تخضع ألحكام القانون اإلداري ،والغاية من الدومين العام تقديم خدمات عامة وليس عل أموال للخزينة العامة ،وهذا ال
يمنع من إمكان تحقيق إيراد كما هو الحال عند دخول الحدائق أو المطارات ...الخ.
ويطلق عليها مصطلح أمالك الدولة الخاصة ،ويتناول جميع أمالك الدولة ،وهيئتها ،ومؤسساتها العامة ،والتي تمتلكها ملكية
فالدومين الخاص تمتل كه الدولة ،كما يمتلك األفراد أمالكهم ،فملكيتها له ملكية خاصة ،وتخضع للقانون الخاص ،وتتصرف بها
كما تشاء بالبيع ،أو الشراء ،أو الرهن ،أو اإليجار ،وغير ذلك من التصرفات التي تخضع ألحكام القانون الخاص.
230 صفحة 64من
1027 لعــام 1026
1027 / 1026 مقرر المالية العامة
وتشكل أمالك الدولة الخاصة مصدرا ايراديا ماليا مهما ،وكبيرا للدولة حيث معظم أموالها ترد من هذا المصدر.
ولقد تزايدت أهمية هذا المصدر حديثا ،وعلى أثر توسع الدولة في تدخلها في شتى المجاالت الحياتية :السياسية ،االقتصادية،
فالدومين الخاص له أسبقية مالية ،وايرادية بالنسبة للدومين العام ،حيث يعتمد عليه في توفير معظم الموارد المالية الالزمة لتغطية،
وفي العادة تقوم الدولة ،أو هيئاتها العامة باستغالل أمالكها الخاصة ،وإدارتها مباشرة ،أو عن طريق األفراد ،والقطاع الخاص.
36
ويمكننا إجمال أنواع الدومين الخاص ضمن األنواع التالية :
-الغابات.
ويشمل جميع أمالك الدولة الخاصة العقارية من مبان ،وعمارات ،ومخازن ،وأراضي ،ومنشآت عقارية ،والجبال ،والهضاب،
والوديان ،وغيرها.
وأهم أنواع الدومين الخاص العقاري :األراضي الزراعية ،والمباني العقارية حيث يوفر استغاللها مصدرا ايراديا ماليا ضخما للدولة،
حيث تتوفر لها القدرة التمويلية لتمويلها ،وبنائها ،واستغاللها مما يجعلها منافسا أقوى من القطاع الخاص في هذا المضمار.
ويسمى محفظة الدولة المالية .ويطلق على جميع أمالك الدولة المنقولة :كالنقود الوقية ،والمعدنية ،والذهب،والفضة, ،أنصبة
الدولة من أسهم ،وسندات ،وأرباحها من شركاتها ،أو مساهماتها في الشركات األجنبية من عملة محلية ،أو أجنبية.
وتمثل ايرادته مصدرا ايراديا هاما لخزينة الدولة ،نظرا لتطور دور الدولة ليشمل اشرافها على حركة التداول النقدية في السوق
المحلي ،وكذلك أنشطة البنوك ،والمصارف فيها ،وبحيث تشارك الدولة القطاع الخاص بل وتنافسه ،وخاصة بالنسبة للعمل الصيرفي،
والنشاط البنكي ،وهذا ما يوفر لها أمواال كبيرة تغطي بها نفقاتها المتزايدة.
وقد يبدو هذا الدومين غريبا بالنسبة لتملك الدولة له ،وخطرا على تحقيق أهدافها وخاصة إذا علمنا أنها تغامر كاألفراد تماما في
استثمار أموالها :كشراء ،وبيع األسهم ،والسندات ،ولكن هذه الغرابة تبدو واهية إذا علمنا أن الدولة ال تقدم إال على استثمارات
ناجحة ،وأرباحها مضمونة ،وأن الدولة كذلك تملك من اإلمكانيات المادية ،والفنية ما يمكنها من تجاوز مثل هذه األخطار.
وبالنسبة لما تملكه الدولة من ذهب ،فالمقصود به السبائك الذهبية ،وليس المسكوكات.حيث تصنع السبائك من الذهب
بينما تخلط المسكوكات بمعادن أخرى مع الذهب ليسهل تشكيلها ،وتصنيع أدوات الزينة :كاألسوار ،والعقود ،والميداليات،
وكما هو معلوم يلزم صندوق النقد الدولي الدول بأن تغطي ربع عملتها المحلية بالذهب تدعم به عملة أجنبية صعبة ،وبما لها من
وبالنسبة لما تملكه الدولة من نقود :يفرق بين النقد الورقي ،ويتولى إصداره عادة البنك المركزي ،ويكتب أسمه عليه كالدينار
الورقي والخمسة والعشرة والعشرين دينارا ،وبين العملة ،أ ,الفكة المعدنية ،وتصدرها الدولة ،وتكتب اسمها عليها :كالفلس ،والقرش،
والخمسة ،والعشرة قروش ،والدرهم ،وحيث تصنع عادة من المعادن المخلوطة وأهمها النيكل ،النحاس والقصدير.
يطلق هذا الدومين عادة على جميع المنشآت ،والمشروعات الصناعية ،والتجارية التي تملكها الدولة ،وتديرها وفقا ألساليب
القطاع الخاص.
ويشمل هذا الدومين المشروعات الصناعية ،والتجارية ذات الصفة االحتكارية ،نظرا لما تتمتع به من أهمية حيوية فال يجوز تركها
وقد يشمل مشروعات ذات أهداف مالية ،وتمس حيوية االقتصاد القومي ،والتي يعتمد عليها في التصدير ،وتوفير األموال
الصعبة ،كمشروعات صناعة الفوسفات في األردن ،والبيتروكيماويات في دول الخليج والقصدير في ماليزيا والنحاس في شيلي ،والشاي
وقد يشمل مشروعات اجتماعية توفر موادا استهالكية هامة ال يستغنى عنها ،كالمواد الغذائية بأنواعها ،وصناعة الخبز ،والسكر،
والشاي ،وتجارة الحبوب ،واألرز وغيرها التي يعتمد عليها قوت غالبية الناس في المجتمع ،ويكون الطلب الكلي النقدي المحلي عليها
وقد يشمل هذا الدومين أيضا مشروعات صناعية ضخمة يصعب على القطاع الخاص تمويلها.
ولذلك يترك ذلك للدولة كمشروعات الصناعات االستخراجية ،وقد يشمل أيضا مشروعات تقنية معقدة ،وتحتاج لخبرات دقيقة،
ومتقدمة ،ال تتوفر لدى القطاع الخاص .مثل :أجهزة االتصاالت الحديثة ،والهاتف ،والفاكس ،والكمبيوتر ،والرادار ،وأجهزة اإلطالق:
وقد يشمل الدومين الصناعي ،التجاري أيضا مشروعات في غاية الخطورة ،وذات تكنولوجيا متقدمة جدا يعجز األفراد عن
امتالكها مثل :مختبرات األبحاث النووية ،والتصنيع النووي ،والتصنيع الكيميائي ،والجرثومي...،الخ.
والجدير بالذكر أن الدومين الخاص الصناعي ،والتجاري تقوم به الدولة ،أي القطاع العام ،بمشاركة األفراد وبالتعاون مع القطاع
الخاص في كثير من الحاالت ،وكل على حدة .فيكون للدولة مشروعاتها الصناعية ،والتجارية ،ويكون لألفراد مشروعاتهم ،أو تكون
للدولة ،واألفراد مشروعات مشتركة تساهم الدولة بنسبة معينة في رؤوس أموالها ،وتترك إدارتها لألفراد ،تجنبا للروتين الحكومي
وتعقيداته .وهذا كله باستثناء المشروعات الحيوية التي تقتضي المصلحة العامة عدم تركها لألفراد.
الغابات:
وتشكل موردا هانا من موارد الدومين الخاص ،نظرا ألهميتها في استخدام منتجاتها في الصناعات المختلفة حيث أصبح من
النادر أن تخلو صناعة من الصناعات من مادة الخشب ،وأهمها صناعة الورق ،واألثاث المكتبي ،والمنزلي وغيرها.
وتزداد أهمية الغابات نظرا لناقص كلفتها بالنسبة ألرباحها ،وإيراداتها المالية ألنها تنمو من تلقاء نفسها ،وفي الظروف المناخية
المتنوعة ودون أن تتطلب عناية كبيرة ،كما أنها تستخدم كمتنزهات وأماكن لالستجمام والراحة وتساعد على تلطيف المناخ ،ومنع
إنجراف التربة ،وكما تستخدم كمصدات للرياح ،ووقف التصحر ،وكمراعي ومحطات للتجارب الزراعية ،وتربية األسماك...،الخ.
وتبرر أهميتها ملكيتها من قبل الدولة ،نظرا لضخامة تكاليف إنشائها أو زراعتها أو العناية بأشجارها ،أو استغاللها ،ونظرا التساع
وتعقد إدارتها ،ونظرا لطول دورتها اإلنتاجية وبطء العائد االستثماري لها حيث قد تستغرق عشرات السنين قبل أن تبدأ بالعطاء ،وهذا ما
وتغطي في العادة جزءا كبيرا من موارد الخزينة العامة المالية ،وبحيث يعتبر مردودها مصدرا هاما من مصادر اإليرادات المالية
العامة .وفي العادة تقوم الحكومات باستغاللها مباشرة ،أو مع مشاركة األفراد .وهذا يتوقف على أمور عديدة أهمها :حيوية المعدم
بالنسبة لالقتصاد القومي ،وعالقته بتحقيق المصلحة العامة ،وضخامة تمويله من عمها .وقد ازدادت أهمية المعادن في هذه األيام،
وخاصة بعد اكتشاف البترول والغاز ،ودخوله في شتى الصناعات السلمية ،والحربية .
حيث تستغل كمجاري لعبور السفن ،والبواخر بأنواعها مما يوفر للدولة مصدرا ايراديا ماليا مهما ،كمياه البحار اإلقليمية،
والقنوات الطبيعية ،أو المفتوحة كقناة السويس وقناة بنما .وتستغل أيضا لصيد السمك ،واستخراج اللؤلؤ ،والمرجان واإلسفنج ،وغيرها
من األحجار الكريمة .إال أن أهمية هذه أصبحت من الخطورة بمكان ،وخاصة بعد أن ازدادت عمليات استخراج البترول ،والغاز من
قيعان البحار ،والتي أص بحت تنافس نظيراتها البرية ،وتدر أمواال ضخمة تستعين بها الحكومات على تمويل نفقاتها المتزايدة .وتظهر هذه
الخطورة جلية واضحة إذا علمنا أن معظم مستخرجات البترول ،والغاز إنما تتم من تحت قيعان البحار ،والنسبة للعديد من دول البترول.
يعتبر الثمن ال عام مصدر من مصادر إيرادات الدولة ويمكن تعريفه بأنه مبلغ يدفعه بعض األفراد مقابل انتفاعهم ببعض الخدمات
العامة التي تقدمها الحكومة ،بمعنى آخر هو تلك المبالغ التي تحصل عليها الدولة بعد تقديمها لخدمات عامة تعود على األفراد بمنفعة
خاصة ،حيث يمكن تحديد المنتفع بها مثل خدمات البريد ،الكهرباء ،المياه ...الخ .
إن الثمن العام يدفع اختياريا حيث ال يدفعه إال من ينتفع بالخدمة العامة عكس الضريبة التي تدفع جبرا .
هناك تشابه بين الخدمات التي تقدمها الدولة مقابل ثمن عام وبين الخدمات المماثلة التي يؤديها القطاع الخاص،وفي الحالتين
ال تقدم الخدمة لجميع األفراد تقتصر على من يرغب فيها ،أما االختالف األساسي ينحصر في أن الحكومة عادة ال تهدف إلى الربح بل
تتمثل في اإليرادات التي تحصل عليها الدولة جبرا من األفراد لمالها من حق السيادة وتتمثل في الضرائب والرسوم والغرامات
المالية التي تفرضها المحاكم وتذهب إلى خزينة الدولة ،وفي التعويضات المدفوعة للدولة تعويضا عن أضرار لحقت بها سواء من الداخل
أو من دولة أخرى ،وفي القرض اإلجباري الذي يلتزم الدولة بسداده في المستقبل سواء دفعت عنه فائدة أم لم تدفع ،كما تتمثل في
/1الرسوم :
كانت الرسوم تحتل في الماضي أهمية كبيرة كمصدر من مصادر اإليرادات،وكانت تأتي مباشرة بعد الدومين ،ومع مرور الزمن،
تضاءلت أهمية الرسوم كمصدر لإليرادات العامة تاركة مكان الصدارة للضرائب ،ومع ذلك فال زالت الرسوم تلعب دورا هاما في مالية
يمكن تعريف الرسوم بأنها مبالغ تحصلها من بعض األفراد مقابل خدمات نوعية من نوع خاص تؤديها لها لهم أو مزايا تمنحها
تعرف أيضا " بأنها مبالغ من النقود تحصلها الدولة ،أو من يمثلها من األفراد جبرا مقابل خدمة خاصة ،أو نفع خاص تقدمه
لهم ،كما ّ
لهم ".
والرسوم عدة أنوع نذكر منها على سبيل المثال الرسوم القضائية،الرسوم الجامعية رسم تسجيل الملكية العقارية،الرسوم المفروضة
الرسم مبلغ من النقود ،أي يدفع نقدا ،وليس عينا على اعتبار أن االقتصاديات الحديثة نقدية ،وليست عينيّة ،وبحيث
تتالءم نقدية الرسوم مع هذه االقتصاديات التي تتم فيها المبادالت ،والصفقات ،بالنقد ال بالعين .ويشبه الرسم الضريبة بالنسبة
الرسم يدفع بصفة إجبارية أي قسرية ،إلزامية ،ال خيار لألفراد بدفع الرسم ،أو عدم دفعه عند تمتعهم بخدمة الدولة ،أو
وتعني القسرية أيضا إنفراد الدولة بوضع األحكام القانونية للرسم ،من حيث قيمته ونوعه وإجراءات تحصيله ،وموعده ،ودون أخذ
موفقة األفراد أو مشورتهم .وتعني القسرية أيضا معاقبة المتهربين من دفع الرسوم إذا ما استحقت عليهم ،وبحرمانهم من الخدمات التي
يطلوبنها من الدولة .وكذلك فإن تمرير بعض قوانين الرسوم على مجالس ممثلي األمة ال يقلل من أهمية هذا العنصر ،وال يتعارض معه.
ويشبه الرسم الضريبة بالنسبة لهذا العنصر إال أنه ليس هناك مقابل آني ،أو خدمة آنية تلتزم بها الدولة بالنسبة للضريبةّ ،أما
بالنسبة للرسم فإن قسريته ،أي قسرية دفعه ال تتحقق في الواقع ،وال يلتزم األفراد بدفعه إالّ إذا طلبوا من الدولة تقديم خدمات معينة
لهم.
فالرسم ال يلزم األفراد بدفعه إال إذا حصلوا من الدولة على مقابل له بمعنى أنه ال يحق للدولة أن تفرض رسوما عليهم دون تقديم
خدمات خاصة مقابل لها .إذ ال رسم بدون مقابل ،وال مقابل دون رسم.
الرسم والثمن العام :من حيث أن طبيعة الخدمات التي تِؤديها الحكومة مقابل كل منهما يختلف تمام االختالف.
فبالنسبة للثمن العام :تؤدي الخدمات دون أي قيود لجميع األفراد الذين يكونوا على استعداد لدفع ثمنها.
أما الرسم فهو مقابل خدمات من نوع خاص ومثال ذلك :خدمات تتطلب توافر شروط معينة كالتعليم ،خدمات تستوجب تقييد
الرسم والضريبة :الضريبة دون مقابل وهي إجبارية في حيث أن الرسم يدفع مقابل خدمة معينة تقدمها الحكومة لألفراد بناء
على طلبهم.
/2الضرائب :
تعتبر الضرائب المصدر الرئيسي لإليرادات العامة ،لهذا تحتل مكان الصدارة بين مصادر اإليرادات العامة ،ليس فقط باعتبار
ما يمكن أن تقدمه من موارد مالية ،ولكن ألهمية الدور الذي تلعبه في تحقيق أغراض السياسة المالية ،وما يترتب عليها من آثار
اقتصادية واجتماعية لذلك فن دراسة الضرائب تتناول جوانب متعددة ينبغي اإللمام بها جميعا ،غير أن هذه الدراسة ال تسع لكل هذه
الجوانب األمر الذي ينبغي االقتصار على بعض الموضوعات الجوهرية دون غيرها من خالل النقاط التالية:
يعرفها أساتذة الفكر المالي " :بأنها فريضة نقدية تقتطعها الدولة أو من ينوب عنها من أشخاص القانون العام من أموال األفراد
جبرا ،وبصفة نهائية ،وبدون مقابل ،وتستخدمها لتغطية نفقاتها والوفاء بمقتضياتها ،وأهداف السياسة المالية العامة للدولة "
كما تعرف على أنها مبلغ من النقود تجبر الدول أو الهيئات العامة المحلية األشخاص الخاضعين لسلطاتها طبيعيين كانوا أو
معنويين على دفعه إليها بصفة نهائية ودون مقابل خاص بغية تمويل ما تقوم به (الدولة) من إنفاق عام أي بغرض الوفاء بمقتضيات
38
ا لسياسة العامة للدولة ،وبمعنى آخر تفرضها لتحقيق أغراض مالية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.،
من خالل تحليلنا للتعريف نلقي الضوء على أهم عناصر الضريبة وهي:
حيث أن السداد العيني للضرائب كان سائدا في الماضي نظرا لتالؤمه مع االقتصاديات العينية السابقة.
إال أن األمر يختلف بالنسبة لالقتصاديات الحديثة ،فهي اقتصاديات نقدية ،تتطلب أن يكون السداد الضريبي نقدا ،حيث تعقد
الصفقات ،وتتم المبادالت كلها بالنقد .وحيث أن تطور المفاهيم واألنظمة المالية كشف الكثير من عيوب السداد العيني للضريبة ،ومن
هذه العيوب ارتفاع تكاليفه سواء من حيث التحصيل أو النقل ،أو الحراسة ،أو التخزين ،أو الحفظـ ،أو االستعمال ،أو الصيانة وغيرها.
ومنها أيضا عدم قدرة السداد العيني على اإلحاطة بجميع أنواع الضرائب ،الستحالة التوصل العينيـ أي التحصيل العيني للكثير من
الدخول ،وكذلك تنافيه لمبدأ العدالة الضريبية ،حيث قد ال يؤخذ بعين االعتبار بنفقات اإلنتاج ،وتكاليفه مما يشكل عبئا ضريبيا على
وكذلك عجز السداد العيني عن تغطية متطلبات اإلنفاق النقدي السائد حاليا .فقد ال تستطيع الدولة صرف الرواتب لموظفيها:
مالبس ،أو لحوم ،أو حبوب .وكذلك تعارضه مع جدية الدولة في التدخل ،فال تستطيع تمويل مشروعاتها ،واستثماراتها باألموال العينية،
وغير ذلك من العيوب مما أدى إلى ترسيخ المفهوم النقدي للضريبة .ومع ذلك فقد بقي للسداد العيني ،مكان هذه األيام حيث تدفع
لضريبة إلى بعض المجلس المحلية في فرنسا عينا ،وفي شكل خدمات تقدم لها كفتح الشوارع ،والقنوات .وكذلك بالنسبة لبعض
تفرضها الحكومة أو من ينوب عنها ،أو يمثلها من األفراد ،والهيئات العامة :كالوزارات ،والدوائر ،والمصالح الحكومية :كأجهزة
التحصيل الضريبي ،أو المجالس المحلية الالمركزية :كالمحافظات ،ومجالس المدن ،والقرى وغيرها .وذلك حيث يستثنى بهذا العنصر
عمليات فرض الضرائب ،وفيما يعرف باألتوات ،أو الخاوات ،والتي تفرضها وتقوم بجبايتها عناصر غير حكومية :كعصابات المافيا ،أو
الذين يقومون بعمليات االختطاف واالبتزاز ،والتي تحصل عليها تحت مسمى الضرائب ،والتي ال يستهان بها لكثرتها ،وضخامة األموال
التي تحصل عليها بهذه الطرق ،ولذلك تقتضي الفرضية الحكومية أن تورد حصائل الضرائب إلى خزينة الدولة.
الضريبة جبرية:
أي إلزامية ،تفرض أو تجبى من األفراد على سبيل الجبر ،أو اإللزام ،انطالقا من فكرة السيادة التي تمارسها الدولة على رعاياها.
وتتمثل القسرية أيضا في عدم ضرورة مشورة األفراد ،أو الحصول على مواقفهم عند فرضها ،أو جبايتها منهم ،وفي انعدام حقهم على
االعتراض عليها ،وعلى أحكامها ،حيث تعتبر فرضية الضرائب عمال من أعمال السلطة العامة ،وحقا من حقوق الدولة سواء بالنسبة
وتتمثل القسرية أيضا في حق الدولة في معاقبة المتهربين منها ،وتحصيلها منهم بالقوة أو بفرض العقوبات ،وبالترغيب ،والترهيب.
ولعل قسرية الضريبة تبدو واضحة في قدرة الدولة على تحصيلها كدين لها في ذمة رعاياها المكلفين بها ،وبما تملكه من وسائل
جبرية قانونية.
إن قسرية الضريبة ال تتعارض مع ضرورة موافقة ممثلي األمة ،كالبرلمان عليها ،ألنها يجب أن تصدر بقانون ،وخاصة إذا علمنا أن
تمرير قوانين الضرائب على مجالس النواب يعتبر أمرا ،أو إجراء شكليا ،ألن الموافقة عليها يصبح أمرا محتما ،وخاصة أن معظم نواب
الضريبة النهائية:
بمعنى أنها ال تسترد ،وال يحق المطالبة لها ،ويدفعها المكلفون بصفة نهائية ال رجعة فيها ،وال ردة لها حتى وإن لم تصدر بقانون،
حتى ولو كانت أكثر من قيمتها ،حتى ولو شعر المكلفون بظلمها ،وحتى ولو لم تتحقق المصلحة العامة منها .ولكن يجوز إلغائها عند
زوال شروطها.
وهذا ما يفرق الضريبة عن القرض حيث يحق للمقترض استرداده مع فوائده في نهاية مدته .وقد تسمح بعض التشريعات المالية
أي تدفع للدولة دون اشتراط الحصول على مقابل ،أو نفع معين مقابلها .فالمكلفون يدفعونها ليس نظير منافع ،أو خدمات
ينتظرون من الدولة تقديمها لهم .فليس هناك عالقة بين ما يدفعه األفراد من ضرائب ،وبين ما يحصلون عليه من منافع آنية ،أو سريعة
من الدولة .بل قد ال يحصلون على أية منافع .فالفرد يدفع الضريبة بصفته أحد أفراد المجتمع تربطه بدولته روابط سياسية واقتصادية،
واجتماعية ،وعليه أن يساهم في األعباء العامة للدولة ،على اعتبار أن الدولة قائمة على أساس نظرية العقد االجتماعي توفر لرعاياها
الخدمات األساسية من تعليم وصحة وموصالت وأمنها وغيرها ،مقبل تنازل رعاياها عن شيء من حرياتهم وأموالهم والمتمثلة في
الضرائب.
ولهذا فالمعني به هنا الالّ مقابل اآلني ،المستعجل ،المشروط ،وإالّ وفي الحقيقة وعلى المنظور البعيد فاألفراد يستفيدون من
خدمات حكوماتهم الكثيرة ،والتي قد تكون مبررا تستند إليه الحكومة في تبرير فرضها للضرائب على رعاياها .فهي تبني المدارس،
والمستشفيات ،وتشق الشوارع ،وتوفر المياه ،والكهرباء والغاز ،ومصادر الطاقة ،وتنشئ الحدائق ،والمتنزهات ،وتوفر االتصاالت وغيرها
من الخدمات ،والمنافع التي تقدمها الدولة لرعاياها ،ولكن ليس كمقابل آني لدفع الضرائب ،أو كمقابل مشروط.
ولذلك ال صلة بين هذا النفع الخاص الذي يحصل عليه رعايا الدولة ،وبين الضرائب التي يدفعونها للدولة.
إن عدم وجود مقابل يعتبره أساتذة الفكر المالي عنصرا أساسيا من عناصر الضريبة ،وأن الضرائب عبارة عن مساهمات إجبارية
فبالنسبة لألهداف المالية يحصرها الفكر المالي في تغطية النفقات العامة .وبالنسبة لألهداف االقتصادية :كتمويل نفقات الدولة
على مشروعاتها اإلنتاجية ،واستثماراتها التنموية ،وبحيث تستهدف الحصائل الضريبية تحقيق أهداف الخطط االقتصادية التنموية
الخمسية ،أو العشرية ،والمتمثلة في استحداث التنمية االقتصادية المرسومة ،وحفز النمو االقتصادي المنشود .وبالنسبة لألهداف
االجتماعية كتمويل نفقات خدمات ،ومرافق ،ومشروعات الدولة من صحة ،وعالج وتعليم وتدريب وإعانات للمرضى والمقعدين
والمعوقين وكبار السن ،وفيما يعرف بالتكافل االجتماعي ،والضمان االجتماعي ،وغيرها من األهداف التي تصب في الصالح العام بحيث
يمكن القول :إن العالقة بين الضرائب ،والنفقات العامة من القوة بحيث يعتبر الصالح العام هو األساس ،والمبرر للضرائب.
يقصد بقواعد الضريبة المبادل التي يست حسن أن يسترشد بها الشرع المالي وتهدف هذه القواعد إلى تحقيق مصلحة أفراد
المجتمع من جهة ومصلحة الخزينة العامة من جهة أخرى وهذه القواعد هي:
قاعدة العدالة :مضمون هذه القاعدة أنه يجب عند فرض الضرائب على المواطنين مراعاة تحقيق العدالة في توزيع األعباء
العامة بين المواطنين .لقد ثار جدل كبر بشأن فكرة العدالة الضريبية النسبية أي طبقا لمستوى دخول األفراد ،أما الفكر الحديث
قد رأى ذلك في الضريبة التصاعدية ،حيث يدفع أصحاب الدخول المرتفعة أكثر من أصحاب الدخول المنخفضة ،وقد استقر
مبدأ اليقين :بمعنى أن تكون الضريبة واضحة من حيث المقدار وموعد وكيفية الدفع ،وتؤدي مراعاة هذه القاعدة إلى علم
الممول بالضبط بالتزاماته اتجاه الدولة ،ومن ثم يستطيع الدفاع عن حقوقه ضد أي تعسف أو سوء استعمال للسلطة من جانبها.
إن استقرار نظام الضريبة وثباته (تفادي كثرة التعديالت) يخفف من العبء من خالل اعتبار الممول على دفعها بشكل منتظم
ومعتاد.
قاعدة المالئمة في الدفع :بمعنى أن تكون إجراءات فرض وتحصيل الضريبة ومعاد جبايتها لظروف الممول وطبيعة عمله ونوع
النشاط االقتصادي الذي يزاوله أو المهنة التي يمارسها ،وعكس ذلك قد يؤدي إلى التهرب الضريبي ،ولهذا يعتبر الوقت الذي
يحصل فيه الممول على دخله أكثر األوقات مالئمة لدفع الضرائب المفروضة على كسب العمل وعلى إيراد القيم المنقولة.
وقد نجم عن تلك القاعدة(قاعدة الحجز عند المنع) وهي أحد القواعد المتبعة في تحصيل الضرائب ،وتعد وسيلة مناسبة في
كثير من األحيان حيث تخفف من شعور الممول بعبء الضريبة وتضمن غزارة الحصيلة باإلضافة إلى تسهيل عملية الدفع.
230 صفحة 74من
1027 لعــام 1026
1027 / 1026 مقرر المالية العامة
قاعدة االقتصاد في نفقات الجباية :تقضي هذه القاعدة بأنه يجب على الدولة أن تختار طريقة الجباية التي تكلفها أقل
النفقات أي رفع كفاءة الجهاز الضريبي حتى يكون الفرق بين ما يدفعه الممول وبين ما يدخل لخزينة الدولة أقل ما يمكن.
في العصر الحديث ،أصبحت الدولة تتحمل نفقات كبيرة في سبيل تحصيل الضرائب ومحاربة التهرب الضريبي (مراقبة
الممولين) ،ولهذا لم تفرض ضرائب على الدخل الزراعي في كثير من الدول بسبب ارتفاع نفقات الجباية.
يقصد بالنظام الضريبي أنواع الضرائب التي تفرض في دولة معينة في وقت معين ،ويختلف النظام الضريبي من دولة ألخرى
ويتوقف نجاح الدولة في اختيار النظام الضريبي األمثل على معرفة كاملة بإيديولوجيات المجتمع وكافة أوضاعه االقتصادية
واالجتماعية والسياسية واألهداف التي يسعى إلى تحقيقها ،وعلى تفهم متعمق باألسس العلمية لرسم السياسة الضريبية.
وعلى هذا األساس نحاول أن نستعرض في هذه النقطة أهم أنواع الضرائب مع محاولة اإلحاطة بالخصائص الرئيسية لكل منها.
الضرائب المفروضة على األشخاص والضرائب على األموال :فبالنسبة لضرائب األفراد فهي التي تفرض على المواطنين أنفسهم،
وكانت تصيب الشخص بعينه بغض النظر عن دخله وقدرته المالية ،وقد وجدت منذ القدم ،حيث كان يطلق عليها ضريبة الرؤوس في
عصر الرومان واإلسالم ،تفرض الضريبة بمبلغ معين على كل شخص داخل الدولة.
تمتاز هذه الضرائب وفرتها وسهولة جبايتها وتحديد سعرها ،أما االنتقادات الموجهة إليها عدم عدالتها ألنها تصيب جميع
ولكن مع التطور االجتماعي تطور مفهوم الضرائب ،فأصبح ينصب على ما يملكه الفرد من مال وليس عليه شخصيا ،فظهرت
التشريعات الضريبية في صورة ضريبة على األموال ،أما بالنسبة لضرائب األموال فهي المرحلة األخيرة لتطور الضرائب في الوقت
الحاضر وهنا الضريبة تصيب ما يملكه الشخص من أموال داخل المجتمع ممثلة في رأسماله أو دخله،وتمتاز بعدالتها ألنها تصيب
ويعب البعض عليها بصعوبة حصر أموال الشخص الحتساب الضريبة وإمكانية التهرب الضريبي.
230 صفحة 75من
1027 لعــام 1026
1027 / 1026 مقرر المالية العامة
الضرائب الواحدة والضرائب المتعمدة :عرفت الضرائب الواحدة منذ القدم ،إذ كانت الدولة تفرض ضريبة واحدة فقط،
وأول من طبق هذه الضريبة (الفيزوقراطيون) حيث نادوا بفرض ضريبة وحيدة على الناتج الصافي من الزراعة ،فالزراعة هي العمل
-ال تحقق إال هدفا ماليا فقط ،إن الضريبة العصرية لها آثار في االستهالك واالدخار واالستثمار واإلنتاج ،فمع الضريبة الوحيدة
-الضريبة الوحيدة ال تناسب االقتصاد العصري فال يوجد في الواقع مصدر وحيد للثروة في المجتمع بل هناك مصادر مختلفة
زراعية ،صناعية ،تجارية...،الخ،ولهذه األسباب وغيرها ،طالب بعض المفكرين بضرورة فرض أكثر من ضريبة على أي نشاط يزاوله
تعني الضرائب المتعددة أن تفرض أكثر من ضريبة أساسية واحدة ،على أنواع متعددة من الدخول واألموال،وكلما زادت حاجة
الدولة إلى المال ازداد أنواع الضرائب المفروضة ،أي أن المكلف يدفع عدد من الضرائب على جميع األنشطة التي يمارسها ،وقد
يمتاز ه ذا النوع من الضرائب بأنه يتسم بالمرونة ويناسب المفهوم العصري للضريبة كما يحد من ظاهرة التهرب الضريبي.
فمساول الضريبة الوحيدة ومحاسن الضرائب المتعددة ،دفعت أكثر الدول إلى تبني الضرائب المتعددة ،وهذه الضرائب إما
مفروضة على الدخول وعلى رأس المال أو على اإلنفاق ،ولكل دولة مجموعة من الضرائب تختلف باختالف تكوينها السياسي
واالقتصادي واالجتماعي.
الضرائب المباشرة وغير المباشرة :يعتبر هذا التصنيف من أقدم التصنيفات وأشهرها انتشارا وذيوعا في مؤلفات المالية
العامة واالقتصاد ،كما أن هذا التصنيف هو الشائع في وقتنا الحالي وليس من السهل التمييز ما بين هذين النوعين من الضرائب ،وقد
أجمع مفكري المالية العامة على وضع بعض المعايير لتسهيل التمييز بينهما وهذه المعايير هي:
-معيار الثبات :ويقصد به مدى ثبات المادة الخاضعة للضريبة ،فتعد ضريبة مباشرة إذا فرضت دوريا (غالبا سنويا) على المركز المالي
للمكلف (الممول) الذي يتكون من عناصر ثابتة ودائمة لفترة طويلة مثل الدخل أو رأس المال ،في حين نجد أن الضرائب غير مباشرة
تفرض على وقائع أو أعمال عرضية متقطعة كالضرائب على االستهالك أو المبيعات واإلنتاج ...الخ.
ومما سبق يمكن القول أن الضرائب المباشرة تصيب الثروة في ذاتها،سواء متحققة أو قيد التحقيق والضرائب غير المباشرة
-معيار التحصيل :أي الطريقة التي تتبع للوصول للمادة الخاضعة للضريبة وتحصياها ،تعد الضرائب مباشرة إذا حصلت على أساس
جداول مبين فيها اسم المكلف والمال الخاضع للضريبة مثل الضريبة على الدخل.
أما الضريبة غير المباشرة فهي التي تتم تحصيلها على أساس وقائع أو ممارسة نشاطات اقتصادية معينة مثل ضريبة المبيعات،
تحملها المكلف نهائيا مثل ضريبة الدخل والضرائب على رأس المال.
-معيار نقل عبء الضريبة :تعد الضريبة مباشرة إذا ّ
تعد الضرائب غير مباشرة إذا تم نقلها من مكلف إلى آخر مثل ضرائب اإلنتاج التي يتحملها المنتج للسلعة وبنقل ما دفعه من
ضريبة على هذه السلعة عند بيعها للمستهلك (الضريبة على اإلنتاج االستهالك).
ن خلص مما تقدم أن هناك معايير متعددة للتفرقة بين الضرائب المباشرة وغير المباشرة،ولكن على الرغم من تعدد المعايير فإنها
كلها عرضة للنقد ،وال يمكن االعتماد على إحداها فقط لضمان الوصول إلى نتيجة سليمة،ومهما كان الحال فإن جل علماء
االقتصاد وفقهاء المالية العامة ا ستخدموا تعبير الضرائب المباشرة للداللة على الضرائب الجمركية وضرائب االستهالك ولهذا انقسم
علماء االقتصاد وفقهاء المالية العامة إلى فريقين؛ فريق يدافع عن الضرائب المباشرة ويوضح مزاياها وفي نفس الوقت يهاجم
-مرونتها :بإمكان الدولة زيادة حصيلة هذا النوع كلما دعت الحاجة عن طريق رفع سعر الضريبة.
-تعقد وطول إجراءات الربط والتحصيل مما يترتب عليه تأخر تحصل الكثير منها .
-تحصيل هذه الضرائب يتطلب جهاز إداري واسع قد يزيد في أعباء تحصيلها.
-ضخامة العبء الضريبي يدفع المكلف إلى التهرب منها بشتى الطرق.
-سرعة تحصيلها.
-ال يشعر الممول بدفعها كونها تدخل ضمن ثمن شراء السلعة.
-مورد مباشر ومستمر على مدار السنة للخزينة العامة وليس موسميا.
والمالحظ أن معظم النظم الضريبية في جميع دول العالم )رأسمالية ،اشتراكية ،متقدمة ،نامية) تجمع ما بين الصنفين ،إال أن
مدى مساهمة كل منها في الحصيلة اإلجمالية للضرائب يختلف من دولة إلى أخرى تبعا لظروف كل دولة.
41
ث -التنظيم الفني للضريبـ ـ ـ ـة :
يقصد بالتنظيم الفني الوسائل الفنية المستخدمة في كل مرحلة من المراحل التي تمر بها الضريبة منذ فرضها حتى تحصيلها،في
ضوء الضوابط االقتصادية الواجب مراعاتها وتبدأ هذه المراحل بتحديد المادة الخاضعة للضريبة ،ثم قياس قيمة المادة الخاضعة،ثم
ونتناول في هذه الفقرة وفي عجالة هذه الموضوعات على النحو التالي:
يقصد بوعاء الضريبة الموضوع الذي تفرض عليه الضريبة أي المادة الخاضعة للضريبة ،يتضمن تحديد وعاء الضريبة اختيار أساسي
ومناسبة فرض الضريبة ،فإذا ما تقرر اقتطاع جزء من القوة الشرائية في صورة ضريبية ،تعين تحديد الشكل الملموس للمادة التي تفرض
عليها الضريبة،وهو ما يسمى باختيار أساس فرض الضريبة (أصل الضريبة).كما أنه يتعين التعرف على المناسبة التي تحصل فيها اإلدارة
من المادة الخاضعة للضريبة على جزء يذهب إلى خزانة الدولة.
إذا ما تحدد أساس ومناسبة فرض الضريب ة كانت الخطوة التالية المتمثلة في تحديد المادة الخاضعة للضريبة تحديدا كيفيا
وكميا.
اختيار أساس فرض الضريبة :يثير اختيار المادة الخاضعة عدة موضوعات أهمها:
-االختيار بين الضريبة على رأس المال (الثروة) والضرائب على الدخل.
اختيار مناسبة فرض الضريبة :أشرنا فيما سبق إلى المشكلة األولى التي تثور عند تحديد وعاء الضريبة وهي اختيار أساس فرض
الضريب ة ،وقد انتهت المالية المعاصرة إلى قصر فرض الضريبة على األموال دون األشخاص ،واألصل في المجتمعات المعاصرة أن يتخذ
الدخل أساسا لفرض الضريبة واستثناءا يتخذ رأس المال (الثروة) ،كأساس لفرض الضريبة ،وباالنتهاء من ذلك تكون الخطوة التالية هي
اختيار مناسبة فرض الضريبة .هذا االختيار تتنازعه عوامل عديدة ،إذ يتعين أوال تحديد مناسبة فرض الضريبة في وقت يسهل تقدير المادة
الخاضعة لها ،ثانيا البحث عن المناسبة التي تسهل فيها عملية تقدير قيمة المادة،ناهيك عن العوامل األخرى التي تختلف باختالف
ومن هذه الناحية فإن الضريبة يمكن أن تتبع كل من الدخل ورأس المال بطريق مباشر ،وذلك أن تفرض على واقعة تملك رأس
المال أو على واقعة اكتساب الدخل وهذه هي الضرائب المباشرة ،كما يمكن أن نتبعها بطريق غير مباشر ،وذلك بأن تفرض على واقعة
تداول رأس المال أو على واقعة إنفاق الدخل وهذه هي الضرائب غير المباشرة.
تقدير وعاء الضريبة :بعد اختيار وعاء الضريبة وتحديده ،تأتي مرحلة تقدير وعاء الضريبة ،أي قياس هذا الوعاء وتوجد عدة
التقدير اإلداري المباشر :تلجأ معظم التشريعات الحديثة إلى هذه الطرق المباشرة في تحديد وعاء الضريبة ويمكن التمييز بين
أسلوبين:
أسلوب اإلقرار :أن يقوم المكلف بنفسه بتقديم إقرار (تصريح) في موعد يحدده القانون يتضمن عناصر ثروته أو دخله أو المادة
الخاضعة للضريبة بصورة عامة ويطلق على هذا النوع اسم إقرار المكلف،كما هناك نوع ثاني من اإلقرار يسمى إقرار الغير أين يلتزم
شخص آخر غير المكلف بتقديم اإلقرار إلى اإلدارة الضريبية ويشترط أن تكون هناك عالقة قانونية تربط بين المكلف والشخص الغير،
كصاحب العمل الذي يقدم إقرار إلى اإلدارة المالية بالمبالغ المستحقة لديه للعاملين عنده والخاضعة للضريبة على المرتبات.
أسلوب التحديد اإلداري المباشر :تلجأ اإلدارة المالية إلى هذه الطريقة في حالة امتناع الممول بقصد أو بغير قصد عن تقديم اإلقرار
المطلوب منه خالل المدة القانونية ،ويحدد الوعاء في هذه الحالة بناء على ما بحوزه اإلدارة المالية من معلومات ،وتسمى هذه الطريقة
بالتفتيش اإلداري.
التقدير على أساس المظاهر الخارجية :حسب هذه الطريقة يتم تقدير قيمة المادة الخاضعة للضريبة باالعتماد على بعض
المظاهر الخارجية التي يسهل معرفتها مثل عدد العمال أو اآلالت المستخدمة ،عدد السيارات التي يمتلكها ...الخ.
من الواضح أن هذه الطريقة ال تحقق العدالة الضريبية ،حيث أنه من الممكن أن تساوي المظاهر الخارجية بالنسبة للمولين بالرغم
من اختالف مستوى دخولهم ،كما أن هذه األخيرة قد ترتفع دون أن تتغير المظاهر الخارجية مما يقلل من حصيلة الضرائب الممكن
أسلوب التقدير الجزافي :يقصد بذلك أن قيمة المادة الخاضعة للضريبة تقدر تقديرا جزافيا على أساس بعض القرائن مثل
القيمة اإليجارية إذ تعد قرينة لتحديد دخل صاحب العقار،رقم األعمال لتحديد ربح التاجر ،ساعات عمل المحامي لتحديد دخله
وهكذا.
إما أن تحدد هذه القرائن قانونيا ويطلق عليها بالجزاف القانوني وإما أن تحدد بصورة اتفاقية بين إدارة الضرائب والمكلف وغالبا ما يتم
االتفاق على رقم معين يمثل مقدار دخله ،وتسمى هذه الطريقة بالجزاف اإلتفاقي.
ومما سبق يتضح تشابه كل من طريقة التقدير الجزافي مع طريقة المظاهرة الخارجية حيث أن كال منهما ال تعتمد على الحقائق
في تقدير الوعاء الضريبي وبالتالي يفتقدان الدقة واالنضباط بشأن تحديد المادة الخاصة للضريبة.
سعر الضريبة :بعد اختيار وعاء الضريبة وتحديده يطبق عليه سعر معين لتحديد مقدار الضريبة الذي يجب أن يدفعه كل
تحديد مقدار الضريبة أوال ثم تحديد سعرها ،أما الثانية يحدد السعر أوال وهو الذي يتوقف عليه مقدارها.
ويمكن أن تفرض الضريبة بسعر واحد بصرف النظر عن المادة الخاضعة لها وعندئذ تكون الضريبة نسبية ،كما يمكن أن تفرض
بأسعا ر مختلفة تبعا الختالف قيمة المادة المفروضة عليها الضريبة وفي هذه الحالة تكون الضرائب تصاعدية.
الضريبة النسبية :تكون الضريبة نسبية إذا ما تحدد سعرها بنسبة مئوية ال تتغير بتغير قيمة المادة الخاضعة لها ،مثل فرض ضريبة على
الدخل بسعر %11بغض النظر عن مقدارا لدخل ،وهكذا يكون سعرها ال يختلف باختالف مستوى دخل المكلف.
الضريبة التصاعدية :هي التي تفرض بنسب مئوية تتزايد مع ارتفاع قيمة وعاء الضريبة ،ومن ثم يتغير سعرها بتغير قيمة وعاء الضريبة
-التصاعد اإلجمالي :طبقا لهذا األسلوب تقسم الدخول إلى عدة فئات وتفرض الضريبة على كل فئة بسعر معين يزيد كلما
ارتفعت فئة الدخل وقد ينص الشرع على إعفاء الفئة األولى.
-التصاعد بالشرائح :حسب هذه األسلوب يقسم الدخل الواحد إلى شرائح يبطق على كل شريحة سعر معين يرتفع كلما انتقلنا
من شريحة ألخرى ،وهكذا فإن دخل الممول الواحد ال يعامل معاملة ضريبة واحدة من حيث السعر.
-التصاعد عن طريق التنازل (الطريقة التنازلية) :هذا األسلوب عكس الحال عند فرض سعر تصاعدي حيث يبدأ من سعر يمثل
الحد األقصى الذي يفرض على الدخول المرتفعة ،ثم ينخفض السعر كلما نزلنا على سلم الدخول .
-التصاعد عن طريق اإلعفاء :يعني إعفاء حد أدنى من الدخل مع بقاء سعر الضريبة ثابت .
بعد حساب الضريبة يتعين تحصيلها وهذا هو ما نبحثه في النقطة التالية :
ربط وتحصيل الضريبة :يقصد بربط الضريبة هو إصدار قرار من اإلدارة المالية بتحديد المبلغ الذي يلتزم المكلف بدفعه
كضريبة.
بعد إصدار قرار الربط فتأتي المرحلة األخيرة التنظيم الفني للضريبة والمتمثلة في تحصيلها أي حصول الخزينة العامة على
-األصل العام :أي يلتزم المكلف بدفعها إلى اإلدارة من تلقاء نفسه دون مطالبة اإلدارة بأدائها وتعد هذه الطريقة أكثر شيوعا
قد يتم دفع الضريبة بمعرفة شخص آخر غير المكلف بها ،ومضمونها أن يكلف المكلف المشرع شخصا آخر (المكلف -
القانوني) غير المكلف الفعلي بدفع مبلغ الضريبة إلى الخزينة العامة على أن يقوم بتحصيلها فيما بعد من المكلف الفعلي.
ويلجأ المشرع لهذه الطريقة بالنسبة للضرائب على الدخل وتسمى بالحجز عند المنع .ولضمان حصول الدولة على -
مستحقاتها من الضرائب فقد كفل القانون للخزانة العامة العديد من الضمانات أهمها:
تقرير حق امتياز لدين الضريبة على معظم الديون األخرى (يستوفي دين الضريبة قبل غيره).
تقرير حق إصدار أمر بالحجز اإلداري على األموال ضد الممتنعين أو المتأخرين عند السداد.
منح المشرع الموظفين المختصين في مصالح الضرائب حق اإلطالع على جميع الوثائق.
باإلضافة إلى ما سبق ،نجد كذلك وسائل مكافحة التهرب الداخلي في نفس الوقت ضمانات لتحصيل الضريبة .
تلجأ إليها الدولة في أحوال شبه استثنائية كمعالجة أوضاع اقتصادية ،اجتماعية مستجدة ،أو لتغطية العجز المالي في ميزانية الدولة
وغيرها.
سنحاول أن نتطرق وباختصار إلى موضوع القروض العامة كمصدر من مصادر إيرادات الدولة االئتمانية من خالل النقاط التالية:
تعتبر القروض العامة أحد مصادر اإليرادات العامة وذلك رغم الخالفات التي تثار بشأنها من حيث خطورة االعتماد عليها ،لما
لها من مشاكل نتيجة األعباء المتراكمة على القرض وخ دمته ،وقد تزايدت أهمية هذا المصدر لمعظم دول العالم وخاصة النامية منها
القروض العامة هي مبالغ نقدية تقترضها الدولة أو الهيئات العاملة من األفراد أو الهيئات الخاصة أو الهيئات العامة الوطنية أو
األجنبية أو المؤسسات الدولية مع االلتزام برد المبالغ المقترضة وفوائدها طبقا لشروط القرض.
و بعبارة أخرى القرض العام " هو عقد مالي تعقده الدولة أو من ينوب عنها من أشخاص القانون العام مع األفراد ،أو مع هيئة ،أو
دولة أخرى ،تحصل بموجبه على مال تتعهد برده مع فوائده في تاريخ معين ينص عليه العقد ".
-القرض يأتي بناء على عقد بين الدولة ،أو إحدى هيئاتها ،وبين رعاياها من األفراد أو إحدى الدول ،أو الهيئات ،أو
المؤسسات الخارجية الدولية التابعة للدولة ،أو المنظمات الدولية ،أو المؤسسات الدولية المستقلة.
-الدائن هو الجهة التي تقدم القرض للدولة .والمدين هي الدولة التي استدانت وأخذت القرض معها.
-القرض غالبا ما يكون بفوائد مستحقة على رأس مال القرض ،ويسترد معه.
-القرض غالبا ما يكون اختياريا يعكس إرادة المقترض ،وإرادة المقرض ،وقد تلجأ الدولة للقروض اإلجبارية ولكن أفرادها
ورعاياها ومؤسساتها ،وتمنحهم سندات بقيمة القروض ،وفوائدها ،وذلك في أحوال استثنائية كسندات الحرب تدعوهم لالكتتاب بها.
وقد تلجأ الدولة أيضا إلى القروض اإلجبارية لتنفيذ سياسة مالية ،أو اقتصادية معينة كسحب النقد الزائد من األفراد لمعالجة التضخم في
األسعار .والقروض تكون دائما بمقابل يتمثل في الفوائد التي تدفعها الدولة للمقترضين ،وهذا ما يفرقها عن الضرائب.
تنقسم القروض إلى ثالث أنواع رئيسية هي :القروض من حيث المصدر وحرية المكتتب والقروض من حيث لمدة:
يمكن تقسيم القروض العامة من حيث حرية المكتتب فيها إلى :
قروض اختيارية :و هي القروض التي يكتتب فيها األفراد والهيئات العامة والخاصة الوطنية طواعية .
قروض إجبارية :و هي تلك القروض التي يكتتب فيها األفراد والهيئات العامة والخاصة الوطنية جبريا ،علما أن هذا النوع
قروض قصيرة األجل :وفترة سدادها ال تزيد عن 5سنوات وتلجأ لها الدولة لمعالجة العجز في الموازنة وهنا لها صورتان هما:
حالة العجز النقدي :وهنا يكون توازن الميزانية متحققا ،لكن بعض اإليرادات متأخرة وعليه تصدر الدولة قروضا قصيرة
حالة العجز المالي :وفي هذه الحالة تزيد النفقات العامة عن اإليرادات العامة ،وعليه تصدر الدولة قروضا قصيرة األجل
يتميز هذا النوع من القروض بالسيولة وقلة عنصر المخاطرة لكنها أحيانا تزيد من مشكلة التضخم.
-قروض طويلة :هي تلك التي تزيد مدتها عن 11سنوات غالبا ما تتخذ أجال القروض حسب حالة السوق ،أي المدة التي
تحتاج فيها الدولة لألموال ،وكذلك طبيعة المشاريع المعنية بالقروض ومركز الدولة المالي ومن أمثلة القروض المتوسطة نجد السندات
الحكومية.
القروض الداخلية :وهي القروض التي تصدرها الدولة داخل حدودها اإلقليمية ،بمعنى آخر هي القروض التي تحصل عليها الدولة
من طرف األشخاص الطبيعيين والمعنويين المقيمين داخل إقليم الدولة هذا النوع من القروض ال يزيد وال ينقص في الثروة الوطنية،
كما ال يؤثر على سعر الصرف وال على ميزان المدفوعات وإذ ما يؤدي فقط إلى إعادة توزيع الدخل.
القروض الخارجية :وهي القروض التي تصدرها الدولة خارج حدودها اإلقليمية أي تحصل عليها من الخارج سواء كانت حكومية
أجنبية أو شخص طبيعي أو معنوي أو المؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولي أو البنك العالمي.
وتلجأ الدولة لهذه القروض بسبب نقص المدخرات الوطنية أو عجز في ميزان المدفوعات وهي على عكس القروض الداخلية
-تؤثر في الثروة الوطنية بالزيادة عند اإلصدار غير أنها تؤثر بالنقص عند السداد.
-تحسن من سعر الصرف وحالة ميزان المدفوعات عند اإلصدار ولكنها تعمل العكس عند السداد.
-القرض الخارجي يمكن أن يؤدي إلى تدخل الجهة الدائنة في شؤون البالد المدينة ،سواء كانت هذه الجهة إحدى
و نخلص الى أن الدولة تستطيع من خالل استخدامها ألي نوع من اإليرادات سالفة الذكر تحقيق أغراض مختلفة وعديدة ولهذا
نحاول عرض اآلثار المترتبة عن هذه اإليرادات ونقتصر على اآلثار االقتصادية للضرائب لكونها المورد األساسي لخزينة الدولة وهذا
ولما كانت الضريبة تمثل المصدر الرئيسي لإليرادات العامة للدولة وأفضل أداة تستخدمها الدولة للتدخل في النشاط
االقتصادي والتأثي ر على الحياة االجتماعية،وفي إطار هذا الدور كل الضرائب يتعين علينا أن نتعرف في عجالة على اآلثار االقتصادية
تمارس الضرائب تأثيرها على حجم اإلنتاج الكلي بطريق مباشر ،أو بطريق غير مباشر.
وذلك من خالل التأثير في معدل الربح المتحقق من العمليات اإلنتاجية ،فإذا استطاع المنجون أصحاب رؤوس األموال نقل
عبء الضريبة المفروضة على منتجاتهم إلى المستهلكين في شكل زيادات في ائتمان منتجاتهم ،فإن آثار الضرائب على حجم اإلنتاج
وتفسير ذلك :أن المنتجين سيضاعفون من استثماراتهم ،وسيزيدون من توظيف رؤوس أموالهم في حقول اإلنتاج ،يحزفهم على
-ضمان نقلهم للضرائب المفروضة على منتجاتهم إلى األفراد المستهلكين لهذه المنتجات.
-ضمان توفير المرونة العالية ،والكافية في عرض منتجاتهم لمقابلة الطلب المرتفع عليها.
وفي الحالة المقابلة :إذ لم يستطع المنتجون تحويل عبء الضرائب المفروضة على منتجاتهم إلى المستهلكين ،فإن آثار
الضرائب على حجم اإلنتاج الكلي سيكون سلبيا ،حيث سيحاول المنتجون خفض إنتاجهم ،وخفض توظيف أموالهم في العمليات
وذلك من خالل التأثير في حجم االستهالك ،فالتأثير السلبي للضرائب على حجم االستهالك يؤدي غلى إنقاص حجم اإلنتاج.
وتفسير ذلك إذ رأى المنتجون أن الناس ال يقبلون على شراء ،واستهالك منتجاتهم ،فإنهم سيقللون من توظيف أموالهم في
تمارس الضرائب آثارها على عوامل اإلنتاج المتمثلة في رأس المال ،والعمل.
تتوقف هذه اآلثار ايجابيا ،وسلبا على فرص تحقق األرباح المتاحة للمنتجين :
أ -فإذا ترتب على فرض الضرائب زيادة في معدالت األرباح المتحققة ،فإن الطلب على رؤوس األموال يرتفع ،وبالتالي فإن
عرض رؤوس األموال المعدة لالستثمار ،واإلنتاج يزيد أيضا مما يؤدي إلى زيادة حجم اإلنتاج الكلي.
ب -وعلى العكس من ذلك :فإذا ترتب على فرض الضرائب نقص في معدالت األرباح المتحققة ،فإن الطلب على رؤوس
األموال يقل ،وبالتالي فإن عرضها يقل مما يؤدي إلى انخفاض حجم اإلنتاج الكلي.
تؤثر الضرائب إيجابا على قدرة العمل ،فتحفز العمال على مضاعفة جهودهم ،وساعات عملهم ،فيزيد إنتاجهم ،وبالتالي يزيد
-إذا تحقق العامل النفسي المبني على تحقق الحقوق ،والحوافز ،والمعاملة الحسنة.
تؤثر الضرائب على الميل لالستثمار من خالل تأثيرها على معدالت الربح ،فيزيد الميل لالستثمار كلما زادت فرص الحصول
أن تقليل الضرائب على معدالت األرباح يحفز المنتجين على مضاعفة استثمارهم ،مما يرفع من الكفاية الحدية لرأس المال،
ويزيد من حجم اإلنتاج الكلي ،ولكن يتوقف هذا أيضا على تحقق المرونة الكافية في عرض اإلنتاج لتلبية الطلب الكلي النقدي المرتفع
عليها.
يمكننا معالجة هذه اآلثار من خالل التفريق بين نوعية الضرائب المفروضة ،وما إذا كانت ضرائب مباشرة ،أو غير مباشرة.
تمارس الضرائب المباشرة تأثيرها على توزيع الدخل من خالل كونها ضرائب نسبية ،أو ضرائب تصاعدية.
فالبنسة للضرائب النسبية :والتي ال تأخذ بعين االعتبار بعناصر الشخصية في الفرضية ،وال تراعي تفاوت القدرات المالية
للمولين ،وال تأخذ بعين االعتبار بعناصر الشخصية في الفرضية ،وال تراعي تفاوت القدرات المالية للمولين،وال تفرق بين األغنياء ،والفقراء،
ألنها تفرض بأسعار ثاب تة مهما تغيرت قيمة الدخول ،فإن مثل هذه الضرائب يكون تأثيرها عنيفا ،وتعتبر أشد عبئا على الممولين الصغار،
أصحاب الدخول الصغيرة ،ولذا فتأثيرها المباشر في توزيع الدخل إنما يكون لصالح األغنياء أصحاب الدخول الكبيرة على حساب
الممولين الفقراء ،نظرا لشدة التضحية التي يتحملها هؤالء الفقراء بالنسبة لألغنياء.
إن الضرائب النسبية تكرس المساوة في األنصبة ،ولكنها ال تكرس المساواة في التضحية ،وبالتالي تبقى فوارق التضحية
و بالنسبة للضرائب التصاعدية :والتي تأخذ بعين االعتبار بالقدرات المالية الحقيقية للمولين ،وكذلك باألعباء الشخصية،
والعائلية ،والمعيشية لهم تعتبر أخف عبئا بالنسبة للممولين الصغار ،أصحاب الدخول الصغيرة والثابتة ألن الضرائب التصاعدية تتصاعد
مع تصاعد الدخل ،وتنخفض بانخفاضه ،وهي بالتالي يكون عبؤها قليال على أصحاب الدخول القليلة ،وأصحاب األعباء الكبيرة.
وعلى كل فالضرائب المباشرة تعتبر أكثر عدالة في توزيع الدخل القومي ،ولصالح أصحاب الدخول المحدودة ،والذين يتحملون
أعباء عائلية كبيرة ،وبالتالي فإذا فرضت هذه الضرائب على رأس المال تكون نسبة االقتطاع منه كبيرة ،وخاصة بالنسبة للدخول الكبيرة،
ومن ثم فهي تقتطع أكثر من الدخول الكبيرة ،فتقلل من حدة التفاوت بين الفئات الغنية ،والفقيرة ،وبالتالي يكون تأثيرها ايجابيا على
تؤدي الضرائب غير المباشرة إلى توزيع الدخول العالية ،وعلى حساب الممولين الصغار ،أصحاب الدخول الصغيرة ،والمحدودة،
وخاصة إلذا فرضت على كافة السلع ،والخدمات ،أي إذا اتصفت بالعمومية ،حيث سيتحمل أصحاب الدخول المحدودة تضحيات
أكبر بسبب ارتفاع ميولهم االستهالكية ،وخاصة أنهم يوجهون معظم دخولهم لالستهالك ،وبالتالي يكون تأثير الضرائب غير المباشرة
تتباين أسعار الضرائب على األسعار بحسب ما إذا كانت الضرائب مباشرة ،أو غير مباشرة ،مفروضة على السلع ،أو الدخول.
وتعليل ذلك :إن فرضية تلك الضرائب المباشرة غالبا ما تتناول الدخول ،والثروات باالقتطاع ،والكبير أحيانا مما يقلل بالتالي من
توفر القوة الشرائية التي بيد األفراد ،فيجبرهم أيضا على ادخار ثرواتهم ،وأموالهم ،ويقلل استهالكهم ،وإنفاقهم ،فيقل الطلب الكلي
النقدي على المعروض من السلع ،والخدمات ،والمشتريات مما يؤدي بدوره إلى انخفاض المستوى العام لألسعار.
غالبا ما تؤدي الضرائب غير المباشرة إلى ارتفاع المستوى العام لألسعار.
وتعليل ذلك :أن هذه الضرائب غالبا ما تتناول السلع االستهالكية ذات الطلب المرتفع عليها من األفراد مما يقلل من عرضها
فترتفع أسعارها خاصة إذا استمر ارتفاع الطلب الكلي النقدي عليها ،ولم تقدم المعونات الحكومية لدعمها ،واستطاع منتجو هذه السلع
تتباين آثار الضرائب على االستهالك ،واالدخار تبعا لحجم الدخل ،ونوعية الضرائب المفروضة.
أ -آثار الضرائب على االستهالك ،واالدخار تبعا لحجم الدخل ،ويمكننا أن نفرق في هذه المرحلة بين الدخول
فبالنسبة للدخول الصغيرة :وه ذه سريعة التأثر بالضرائب المفروضة ،وتتمتع بحساسية زائدة إزاء الضرائب ،حيث أن هذه
الدخول غالبا ما يخصص معظمها لإلنفاق على االستهالك .ولذا فإن التأثير السلبي للضرائب على الدخول الصغيرة باالقتطاع منها يقلل
من ادخارها ،وبالتالي يقلل من الجزء المحتفظ بها .ويساعد على ذلك ارتفاع الميول الحدية االستهالكية لفئة الدخول الصغيرة
المحدودة.
و بالنسبة للدخول الكبيرة :فإن التأثير السلبي للضرائب المفروضة عليها يقلل أيضا من ادخارها ،وبنسبة تفوق نسبة انخفاض
االستهالك ،وذلك ألن أصحاب الدخول الكبيرة غالبا ما يحافظون على استمرارية وثبات معدالت استهالكهم فيستمرون في
وبعب ـ ـ ـ ـارة موجزة :فإن آثار الضرائب تتمثل في زيادة االستهالك وانخفاض االدخار ،تبعا لمعيار حجم الدخل .
المجموعة األولى :الضرائب الترفيهية والتي تفرض عادة على السلع ذات األغراض الترفيهية ،الكمالية ،وغير الضرورية .وغالبا ما
تؤدي الضرائب إلى خفض استهالكها ،نظرا الرتفاع أثمانها ،وعدم الحاجة الملحة لها ،ومن ثم إلى ارتفاع االدخار النخفاض
اإلنفاق.
المجموعة الثانية :الضرائب الرأسمالية والتي تفرض على رؤوس األموال ،واالستثمارات ،والمدخرات.
-بالنسبة للضرائب على االستثمارات والمدخرات :كالضرائب على أرباح األوراق المالية ،فهي تؤدي إلى خفض الميل
لالدخار ،نظرا ألن المدخرين يوازنون بين التضحية التي يتحملونها بحرمان أنفسهم من التمتع بأموالهم في اقتناء الحاجات االستهالكية،
وبين المنفعة المتناقصة من مدخراتهم المحتفظين بها ،مما يدفعهم إلى زيادة االستهالك على حساب االدخار ،فيتناقص ويقل.
-وبالنسبة ل لضرائب على رؤوس األموال والتي تدفع غالبا من دخول رؤوس األموال تلك ،فهي تؤدي إلى خفض الميل لالدخار،
وزيادة الميل إلى االستهالك ،نظرا لعدم تحقق المنفعة من احتفاظهم برؤوس أموالهم تلك ما دامت الضرائب تناولها باالقتطاع ،وهم
محتفظون بها.
المجموعة الثالثة :الضرائب التصاعدية غالبا ما تؤدي إلى خفض حجم االدخار ،نظرا ألنها تتناول الشرائح العليا لدخول
فالضرائب التصاعدية تتصاعد مع تصاعد الدخل ،وبالتالي تكون هذه الضرائب عالية ،كلما كانت الدخول عالية ،فتقتطع منها
حسب المادة : 115تقدر اإليرادات والحواصل و المداخيل المطبقة على النفقات النهائية للميزانية العامة للدولة لسنة
الجدول رقم : 11اإليرادات النهائية المطبقة على ميزانية الدولة لسنة 2117
1الموارد العادية
1.297.668.000 1. 1اإليرادات الجبائية :
201 - 001حواصل الضرائب المباشرة..
114.981.000
201 – 002حواصل التسجيل والطابع.
1.047.601.000
201 - 003حواصل الضرائب المختلفة على األعمال.
9.563.000
)منها الرسم على القيمة المضافة المطبق على المنتوجات
345.570.000
المستوردة(...
-إلمام الطالب لبعض المعطيات األساسية التـي تخـص الموازنـة العامـة مـن مفهومهـا و كيفيـة
-تعزيــز قــدرة الطالــب علــى فهــم كــل مــن مبــادل الميزانيــة العامــة و كيفيــة تحقيــق التــوازن
االقتصادي و االجتماعي
في ضوء هذه األهداف سنتناول موضوع الميزانية العامة بمختلف المفاهيم المتعلقة بها
تمهيد
أوال :مفاهيم أساسية حول الميزانية العامة
/1تعريف الميزانية العامة للدولة
تمهيد :
الم ـ ـالية العامة هي مالية الدولة المتجسدة في ميزانيتها العامة ،والميزانية ال تخرج عن كونه ـ ـا بيان للنفق ـ ـ ـات واإليرادات العامـ ـ ـة
الالزمة لتحقيق أهداف الدولة عامة سواء كانت اقتصادية ،اجتماعية ،ثقافية ،سياسية ،حيث تعتبر الميزانية العامة وسيلة ال غنى عنها و
أداة من أدوات السياسة المالية تستخدمها الدولة لتحقيق أهدافها المالية واالقتصادية و االجتماعية و السياسية و من ثم تحقيق أهدافها
التنموية التوازنية في شتى القطاعات االقتصادية و االجتماعية و بالتالي أصبحت الميزانية من اهم العوامل المؤثرة في توجيه االقتصاد
القومي و أصبحت لها مبرراتها المستندة الى أهدافها و بالتالي تحتاج كل دولة أو مؤسسة لتقدير معدل إيراداتها و نفقاتها ضمن مدة
زمنية معينة لتالفي الوقوع في العجز المالي المفاجئ ،و تجنب االضطرابات االقتصادية التي تنتج عنها ،فكانت جدولة هذه المعلومات
و توثيقها في وثيقة رسمية هي الحل األمثل لتجنب ظرف اقتصادي طارل قد يعرقل دوران العجلة االقتصادية لفترات زمنية غير معلومة
،كما تطور دور الدولة وأصبح مهما في المجتمع ذلك إلى جانب نشاطاتها االقتصادية التي تهدف إلى تحقيق المنافع العامة للمجتمع
والتأكد من أن هذه النشاطات تسير على النحو الصحيح يكون تأكدها من خالل الميزانية العامة للدولة التي تقتصر على إيرادات الدولة
ونفقاتها ،ويجب أن يكون توازن إيراداتها ونفقاتها سويا بصورة دقيقة .
وس ـ ـ ـ ـوف تشمل دراستنا لموضوع الموازنة العامة النقـ ـ ـاط التالي ـ ـ ـة:
تعتبر الميزانية العامة من أهم التنظيمات المالية المعاصرة ،ويمكن توضيح مفهوم وطبيعة الميزانية العامة وكذا أهميتها في العناصر التالية:
يعرف الفكر المالي الحديث الميزانية العامة بعدة تعريفات تصب كلها في بوتقة واحدة ،وتشمل عناصر ،وموضوعات ،واألفكار
« أن الميزانية العامة عبارة عن بيان تقديري معتمد لنفقات ،وإيرادات الدولة عن مدة مستقبلية عادة ما تقدر بسنة».
" أنها بيان تقديري لنفقات الدولة ،وإيراداتها لمدة عادة ما تكون لسنة".
" أنها بيان تقديري مالي ال يمكن للحكومة أن تنفقه ،أو تجبيه خالل سنة واحدة "
" أنها بيان تقديري لنفقات الدولة ،وايرادتها عن مدة زمنية محددة غالبا ما تقدر بسنة ،ترصد في وثيقة تعرض على السلطة
التشريعية إلجازتها".
" أنها وثيقة تعدها الحكومة ،وتتضمن نفقاتها ،وإيراداتها عم مدة سنة ،وتعتمد من قبل السلطة التشريعية "
" أنها عبارة عن وثيقة تتضمن نفقات الدولة ،وايرادتها عن مدة عادة ما تقدر بسنة ،تعدها الحكومة ،وتحصل على إجازتها من
43
قبل السلطة التشريعية.
" الميزانية العامة هي تقدير رسمي للموارد التي تخطط الحكومة إلنفاقها على النشطة المختلفة خالل فترة معينة ،هي في العادة
وعرفها البعض اآلخر بأنها "تقدير تفصيلي لنفقات واي ا ردات الدولة لمدة سنة ،يتم إعدادها من قبل السلطة التنفيذية
وبتحليل هذه التعاريف نجد أن الميزانية العمة تتعرض لنشطات الدولة االقتصادية من خالل خطة مالية تتضمن نفقات الدولة ،وايرادتها
المالية ،والتي من المنتظر تنفيذها خالل مدة زمنية مستقبلية ،غالبا ما تقدر بسنة.
أ -الميزانية العامة عبارة عن تقديرات احتمالية لنفقات الدولة ،وإيراداتها المالية ،أي تقدير مسبق لحجم نفقاتها ،وايرادتها ،وكيفية
تنظيمها ،وتحصيلها ،وتنفيذها فهي عبارة عن أرقام لمبالغ إنفاقية ،وايرادية من المنتظر الحصول عليها .وإنفاقها خالل سنة واحدة.
وبما أن هذه األرقام تقديرية احتمالية فيمكن أن تزيد أو تنقص ولكن ضمن حدود ال تتعداها ،وإال كانت الميزانية غير دقيقة
في إعدادها.
ب -الميزانية العامة عبارة عن وثيقة معتمدة ،تعتمد من قبل السلطة التشريعية بعد أن تعدها ،وتنظمها السلطة التنفيذية.
يجب أن تقر الميزانية العامة ،ويصدق عليها من قبل ممثلي الشعب ،فقد درج الفكر المالي القديم ،والحديث على إقرار
الميزانية ،وإخضاع اعتمادها إلجراءات دستورية قانونية محددة من شانها أن تسهل على أعضاء السلطة التشريعية مناقشتها ،وتفحص
ونظرا لخطورة دور الميزانية العامة تنص دساتير بعض الدول ،ومنها بريطانيا على ضرورة أن تقدم الحكومة استقالتها أن لم تحصل
على موافقة مجلس العموم البريطاني عليها.هذا ولقد درج ا لفكر المالي على أن إعداد الميزانية إنما يتم من قبل السلطة التنفيذية على
اعتبار أنها الحكومة ،والمكلفة بتنفيذ بنود الميزانية بشقيها اإلنفاقي ،ويمثل الحكومة عادة وزير المالية ،أو رئيس الحكومة.
هذا ويعتبر اقرار الميزانية من قبل البرلمان أنها صدرت بقانون ،ويجب تنفيذه ،فاالعتماد يعني إذنا صريحا للحكومة بالتصرف
بأموال األمة ،أي بإنفاقها ،وهذا يتم ضمن الحدود ،واألشكال المرسومة لخطة الميزانية ،ويعتبر هذا اإلذن من أقوى الحقوق التي تتمتع
بها السلطة التشريعية المخولة دستوريا بإعطائه ،وبحيث يخول هذا اإلذن حق المراقبة السلطة التنفيذية في تنفيذها للميزانية ،وطبقا
ويتناول حق السلطة التشريعية بنود الميزانية االيرادية ،واالتفاقية ،فتجيزها كلها ،أو ترفضها كلها ،أو ترفضها كلها .أما السلط
التنفيذية فلها الخيار بتنفيذ بنود النفقات كلها ،أو بعضها ،ولكن ليس لها هذا الخيار بنسبة لبنود اإليرادات ،ومن ثم فعليها أن تقوم
ت -وثيقة محاسبية:
أي أن الميزانية تخضع للشكليات التي يعرفها نظام المحاسبة العمومية علـى هيئـات عموميـة ذات طـابع إداري غيـر ربحـي ،والتـي
تعتمد في مسك محاسبتها على تقسيم الميزانية إلى قسم خاص باإليرادات و اآلخر خاص بالنفقات ،وكل جانب مقسم إلى فصول وكـل
تعتبر الميزانية قاعدة التخاذ القرار بالنسـبة لمسـؤولية المؤسسـات ،حيـث يعتمـد فـي اتخـاذ قـراراتهم بصـفة أساسـية علـى معطيـات
الميزانيــة نظــرا لطبيعــة مميـزات المعلومــات التــي تتضــمنها و التــي تســمح بــالتعبير عــن كــل اإلمكانيــات و المــوارد بطريقــة مبســطة و ســهلة
التحليل .
فهي تعبر عن برنامج أو خطة عمل للمؤسسـة لفتـرة زمنيـة محـددة و بالتـالي تعتبـر كـأداة لمراقبـة األداء ،مـن خـالل قيـاس حجـم و
نسبة ما تم تحقيقه من البرامج المسطرة و المقارنة بين ما كان مقررا و ما تم تحقيقه فعال.
44
كما توجد خصائص أخرى نذكر منها ما يلي:
تتضمن الميزانية بيانات مفصلة لما سوف تنفقه الدولة و اإليرادات الالزمة.
فقد أصبحت الميزانية العامة وسيلة ال غنى عنها ،وأداة من أدوات السياسة المالية تستخدمها الحكومات لتحقيق أهدافها
المال ية ،واالقتصادية واالجتماعية والسياسية ،ومن ثم لتحقيق أهدافها التنموية التوازنية في شتى القطاعات االقتصادية واالجتماعية .إن
الميزانية العامة أصبحت من أهم العوامل المؤثرة في توجيه االقتصاد القومي ،وأصبحت لها مبرراتها المستندة إلى أهدافها والتي نلخصها
فيما يلي:
أ -من الناحية المالية :فالميزانية العامة تعتبر مرآة تعكس الوضع المالي للدولة ،تفصل الموارد المالية بأنواعها التي سيتم توفيرها
خالل سنة مقبلة من ضرائب ،ورسوم ،ونقود ورقية جديدة وأرباح وعملة صعبة ودخول نقدية من مشروعاتها الزراعية ،والصناعية والتجارية
وغيرها من الموارد المالية .وتفصل كذلك أوجه اإلنفاق للقطاعات والوزارات والدوائر واألقسام وغيرها من القطاعات الحكومية .مما
يوفر للدولة قدرا أكبر من التعرف على حقيقة أوضاعها المالية الداخلية ،والخارجية ،وثم الحكم على سالمة مركزها المالي ،وما إذا كانت
الميزانية العامة تتمتع بعجز أو فائض مما يؤهل الدولة التدخل لتحقيق الوازن االقتصادي واالجتماعي.
و كما يراها البعض فالميزانية هي مؤشر الوضع المالي للدولة ،وهي البوصلة التي تهتدي بها الدولة لالطمئنان على مركزها
ب -من الناحية االقتصادية :تستخدم الميزانية في التأثير على أوجه االقتصاد القومي بالتأثير على مظاهره التنموية ومؤشراته
النقدية ،ولم يعد توازن الميزانية الهدف األسمى الذي يجب تحقيقه ،وإنما أصبح يتمثل في تحقيق التوازن على مستوى االقتصاد القومي
بأكمله ،ومن ثم أصبح التوازن على مدار ال دورة االقتصادية التي قد تستغرق مدتها عدة سنوات أولى من تحقيق التوازن السنوي للميزانية
الحكومية ،وكذلك أصبح خلل التوازن المقصود في ميزانية الحكومة سواء في صورة عجز أو فائض أمرا مقبوال ،وأصبح هذا الخلل أمرا
و تفصيل لذلك فإذا كان االقتصاد القومي في حالة انتعاش ،ورواج تكون األسعار مرتفعة بسبب كثرة النقد المتداول ،والمتوفر
بأيدي األفراد أي سبب ارتفاع طلبهم النقدي على السلع ،أي بسبب ارتفاع الطلب الكلي النقدي عن العرض الكلي السلعي.
ومن أجل تخفيض األسعا ر وإصالح الخلل بين الطلب والعرض تستخدم سياسة أحداث فوائض نقدية في الميزانية ،وذلك
بسحب جزء من النقود التي بأيدي األفراد فتفرض عليهم ضرائب أكثر ،فتقل القوة الشرائية التي بأيديهم وبالتالي يقل طلبهم على السلع
أي يقل الطلب الكلي النقدي إلى أن يتساوى مع العرض الكلي السلعي فتنخفض األسعار.
وأما إذا كان االقتصاد القومي في حالة كساد وانكماش تكون األسعار منخفضة بسبب قلة النقد المتداول والمتوفر بأيدي
األفراد ،أي بسبب انخفاض طلبهم على السلع أي بسبب انخفاض الطلب الكلي النقدي عن العرض الكلي السلعي.
ومن أجل رفع األسعار وإصالح الخلل بين الطلب والعرض تستخدم سياسة إحداث عجز نقدي في الميزانية وذلك بتوفير جزء
أكبر من النقود بأيدي األفراد ،أي بزيادة كمية النقد التي بأيديهم وبالتالي يرتفع طلبهم على السلع ،أي يرتفع الطلب الكلي النقدي إلى
وبعبارة أخرى أصبحت الميزانية العامة تستخدم كأداة ووسيلة إلصالح الخلل بين الطلب النقدي والعرض السلعي الكليين ،ومن
ثم تحقيق التوازن بينهما لتبقى مستويات األسعار شبه ثابتة أو معقولة .وبعبارة أخرى أصبحت الميزانية العام تستخدم كوسيلة لتحقيق
التوازن في االقتصاد القومي بأكمله من خالل التأثير في النقد والدخل واإلنتاج ،واألسعار...الخ.
من هنا أضحى التوازن المنشود ليس هو التوازن بين فوائض اإليرادات وفوائض النفقات أي ليس توازم الميزانية وإنما توازن
االقتصاد القومي بأكمله ،ومن ثم أصبحت الميزانية العامة الحكومية وسيلة تنمية واستقرار وبالتالي أصبح إحداث خلل مقصود بإحداث
فائض أو عجز في الميزانية العامة أمرا مقبوال ومألوفا بل ومستحسنا ما دام يستهدف تحقيق التوازن العام في االقتصاد القومي ،وما دام
يرجى منه تحقيق أغراض اقتصادية مرغوبة ومنشودة ومخطط لها لو على المدى الطويل.
ت -من الناحية االجتماعية :حيث تستخدم الميزانية العامة كأداة من أدوات السياسة المالية للدولة في تحقيق األهداف
واألغراض االجتماعية وتحقيق التوازن االجتماعي بإزالة التفاوت في الدخول بين فئات المجتمع الواحد.
فقد تستخدم سياسة إحداث فوائض في الميزانية العامة بفرض ضرائب تصاعدية على أموال األغنياء وأصحاب الثروات ورؤوس
األموال الكبيرة ،ومنهم المستثمرون ،والمنتجون ،وأصحاب المصانع ،والمؤسسات التجارية ،والبنوك ،والمصارف ،وغيرهم ،ومن ثم
استخدام الحصائل الضريبية المأخوذة منهم وتوظيفها في القنوات االجتماعية ،وتحقيق األغراض االجتماعية مساعدة للفئات الفقيرة في
المجتمع وذلك كأن يجري إنفاق تلك الحصائل في دعم السلع االستهالكية ،وتقليل أسعارها ،وفي تقديم إعانات اجتماعية كالضمان
االجتماعي ،وتقديم الخدمات االجتماعية لهم :كالتعليم ،والصحة ،التدريب ،وإعانات المعوقين وكبار السن والعجزة ،واألطفال الذين
ومن مبررات الميزانية العامة االجتماعية أيضا يكمن في استخدام فوائضها المالية في تحقيق سياسة التوجيه االجتماعي بفرض
ضرائب على السلع االستهالكية ،فترتفع أسعارها مما يقلل من شرائها سواء بالنسبة لألغنياء أو الفقراء.
فبالنسبة لألغنياء :يتصرفون إلى توظيف أموالهم في زيادة اإلنتاج فيقل ادخارهم.
و بالنسبة للفقراء :ينصرفون إلى توظيف أموالهم في االدخار فتزيد أموالهم ومن ثم تقل حدة التفاوت في الدخول ،واألموال بين
األغنياء والفقراء.
إن استخدام الميزانية العامة في تحقيق األغراض االجتماعية يساعد الفقراء ماليا ونقديا ونفسيا ،فال يشعرون بحدة الفوارق المالية
بينهم وبين األغنياء .إن تقليل التفاوت في الدخول يعتبر هدفا تنمويا اقتصاديا واجتماعيا في آن واحد ،ومن ثم يصلح أن يعتبر مبررا
ث -من الناحية السياسية :تستخدم الميزانية العام لتحقيق أغراض وأهداف سياسية عديدة منها:
-تحقيق الرقابة على الحكومة .تباشرها السلطة التشريعية – البرلمان ،مجلس األمة ،مجلس النواب ،مجلس الشعب...الخ على
السلطة التنفيذية ،أثناء مناقشة بنود خطة الميزانية واعتمادها من قبل ممثلي األمة .وقد تكون الرقابة على الميزانية ،إعدادا وتنفيذا ،وقد
تكون رقابة آنية أثناء مناقشة الخطة ،وقد تكون الحقة أثناء تنفيذها وبعد اعتمادها وصدور قانون بها ،وهو قانون الميزانية.
وتمارس الرقابة عادة لجنة الشؤون المالية في تلك المجالس ،والتي غالبا ما يطلق عليها لجنة الخطة والموافقة .وقد تكون آنية
تتعلق بالبيانات واإلحصائيات والوثائق والجداول التي تحتوي على بنود المبالغ النقدية المتمثلة في اإليرادات والنفقات الحكومية عن
سنة مالية واحدة .وفي العادة تناقش هذه البنود بندا بندا وتوجه األسئلة للحكومة متمثلة في وزرائها ،وعلى رأسهم وزير المالية وهو الذي
يقدم عادة مشروع الميزانية للسلطة التشريعية ،وفي العادة تتمتع هذه السلطة بصالحية الموافقة على بنود الخطة أو تعديلها أو إلغائها أو
إلغاء بعضها ،وكذلك صالحية توجيه بعض االقتراحات إلدخالها في خطة الموازنة.
إن السلطة التشريعية وهي تناقش بنود خطة الميزانية العامة إنما تمارس في الحقيقة رقابة سياسية على الحكومة حيث تحاول
الحكومة في الغالب تطبيق مقترحات السلطة التشريعية ،على أن هذا النوع من الرقابة هو حديث نسبيا يرجع إلى بداية القرن الثامن
عشر ،وأساسه الرغبة في فصل مالية الحاكم عن مالية المحكوم ،ولمنع اإلساءة في التصرف باألموال وإخضاع وزارة الحكومة للمساءلة
وقد تأكد هذا المبرر في دساتير كثير من الدول ومنها بريطانيا حيث أن عدم الموافقة على الميزانية يترتب عليه وجوب تقديم
الحكومة الستقالتها.
-تحقيق الضغوط على الحكومة :وذلك تحقيقا لبعض األغراض اإلدارية أو السياسية أو المالية أو االقتصادية أو االجتماعية،
أو إلجبار الحكومة على إتباع برنامج سياسي أو إصالحي معين سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
إن أحقية الس لطة التشريعية في إصدار قانون الميزانية مستندة أصال إلى نظام الفصل بين السلطات الثالث والذي تقره الدساتير،
والتي تعطي السلطة التشريعية الحق في مناقشة الميزانية العام بالقبول أو الرفض أو التعديل أو االقتراح ،مما يؤهل نواب األمة ألن
يمارسوا الضغط على الحكومة ،أو وزرائها لالستجابة إلى مطالب هؤالء النواب بما يرونه مناسبا ،ويتعلق بالميزانية :كإدخال تعديل عليها
أو إلغاء بعض بنودها اإليرادية أو االنفاقية ،أو االستجابة لبعض المقترحات األخرى والتي قد ال تتعلق بالميزانية كتمرير بعض التشريعات
والموافقة على بعض القوانين المتعلقة بأمور أخرى ،اقتصادية ،اجتماعية ،سياسية ،أو مالية ومن ثم استخدام موافقة النواب على الميزانية
كورقة ضغط على الوزراء للحصول على موافقتهم على تلك القوانين المقترحة أو تبينها.
وتحاشيا للمجابهة مع السلطة التشريعية تحرص السلطة التنفيذية عادة ممثلة في وزرائها االستجابة لمطالب النواب سواء المتعلقة
بالميزانية أو غيرها ،وإال كان الرفض للميزانية شبه مؤكد ،وهذا ليس من صالح الحكومة لما يترتب على ذلك الرفض من آثار سياسية أو
ولمزيد من اإليضاح نقول :لكي تستطيع الحكومة ممارسة أعمالها السيادية ونشاطاتها المالية واالجتماعية البد من أن تحصل
على موافقة السلطة التشريعية على قانون الميزانية ،ألنه يعتبر إذنا بل وترخيصا ألن تباشر أعملها ومنها تحصل الضرائب من األفراد،
وإنفاقها على تسيير مرافقها .ومن ثم فبدون اإلذن تقف الحكومة مشلولة عاجزة عن مزاولة أعمالها ،وتبقى في حاجة ماسة وملحة ألن
تعطيها السلطة التشريعية هذا اإلذن ،مما يضع بين أيدي نواب األمة ورقة رابحة يضغطون بها على وزراء الحكومة لتنفيذ ما يطلبه منهم
نواب األمة.
يتعين على السلطة التنفيذية ،و هي بصدد تحضير الميزانية ،أن تضع في اعتبارها عدد من المبادل العامة التي تحكم الميزانية و
التي صارت من البديهيات في علم المالية العامة.و تتمثل هذه المبادل األربعة فيما يلي :سنوية،وحدة عمومية،و توازن الميزانية.
يعني هذا المبدأ أن يتم التوقع و الترخيص لنفقات و إيرادات الدولة بصفة دورية.منتظمة كل عام.ويعني هذا المبدأ أيضا أن
و يرجع هذا المبدأ إلى اعتبارات سياسية و مالية معينة:أما االعتبارات السياسية فتتمثل في أن مبدأ الميزانية يضمن دوام رقابة
السلطة التشريعية على أنشطة السلطة التنفيذية التي تجد نفسها مضطرة على الرجوع إليها و الحصول على موافقتها بصفة دورية كل عام
ثم إن المناقشة السنوية لميزانية الدولة تجعل السلطة التشريعية تقف على تفاصيل نشاط السلطة التنفيذية و رقابته و رسم حدوده.
أما االعتبارات المالية فتتمثل أن فترة السنة هي الفترة التي تمارس خاللها اغلب األنشطة االقتصادية.كما أنها تضمن دقة تقدير
إيرادات الدولة و نفقاتها بصفة خاصة،على أساس اتجاهاتها في الماضي القريب،و ذلك لصعوبة تقدير هذه اإليرادات و النفقات في
فترة أطول،و ما يقترن بذلك من أخطاء.فتقدير النفقات،عندما تكون مدة الميزانية أطول من سنة ،سيكون صعبا نظرا الحتمال تغير
األسعار و األجور بشكل محسوس خالل هذه الفترة الالزمة لتنفيذ الميزانية،كما أن تقدير اإليرادات لن يكون،بدوره،اقل صعوبة نظرا
الحتمال تغير العوامل االقتصادية التي تؤثر في الدخل القومي،من ثم في حصيلة الضرائب اإليرادات العامة بصورة عامة،فالتنبؤ بتطور
هذه العوامل في المستقبل القريب،الذي يتمثل في مدة سنة،و في العادة سهال و ميسورا،و ذلك باالستعانة بدراسة هذا التطور و
45
اتجاهاته في الماضي القريب.غير انه سيصبح أمرا صعبا متى وضعت الميزانية لتستمر لمدة أكثر من سنة.
كما أن فترة السنة تضم فصول السنة األربعة التي تتوزع عليها مظاهر النشاط االقتصادي و ما تقتضيه من نفقات و إيرادات ،فلو
كانت الميزانية توضع لمدة تقل عن سنة،فان ذلك سيؤدي إلى اختالل في موارد الدولة و نفقاتها.و يكفي أن نقدم المثال التالي لتوضيح
ما تقدم.إذا أعدت الميزانية لمدة تقل عن السنة فان ذلك سيؤدي،إلى إهمال ظاهرة موسمية بعض اإليرادات و النفقات العامة مما يؤدي
إلى التهديد بإعداد ميزانيات ال تعبر عن حقيقة الوضع االقتصادي اإلجمالي في الدولة .فلو تصورنا مثال أن النفقات تتركز في فترة
الشتاء باعتبارها أكثر فترات السنة نشاطا ،و إن اإليرادات تتركز في فترة الصيف ،باعتبارها فترة تحصيل الضرائب األساسية في الدولة،
فان أي ميزانية تعد لمدة تقل عن السنة ال يمكن موازنة نفقاتها بإيراداتها.إذ ستبدو تارة محققة لفائض في اإليرادات ،و تارة أخرى لعجز
فيها .هذا فضال على أن السنة تتفادى الوقت الطويل نسبيا الموجه إلعداد الميزانية فيما لو تقرر أن تكون لمدة اقل من ذلك و ما
ينطوي عليه هذا اإلعداد من تعطيل و إرهاق لكل من السلطتين التنفيذية و التشريعية.
الميزانية باعتباره يمثل ضمانة لتحضير سنوية على ضرورة احترام مبدأ لكل هذه األسباب يؤكد الفكر المالي التقليدي الميزانية،
على ضوء تقديرات محددة ،و من ثم واقعية،إلى جانب مراعاته لظاهرة موسمية بعض النفقات و اإليرادات ،إضافة إلى ضمانته لرقابة
فعالة و دورية على فترات قصيرة من جانب السلطة التشريعية لإلنفاق الحكومي.
يقصد بمبدأ وحدة الميزانية أن تدرج جميع نفقات الدولة و جميع إيراداتها في وثيقة واحدة حتى يسهل معرفة مركزها المالي ،و
حتى تتمكن أجهزة الرقابة المختلفة من مراقبة تصرفات الدولة المالية و مطابقتها لألهداف المحددة و االعتمادات الواردة في الموازنة
و يترتب على تطبيق مبدأ وحدة الميزانية نتيجة هامة تتمثل في" قاعدة عدم تخصيص اإليرادات ".و التي تستلزم عدم تخصيص
إيراد معين لمواجهة نفقة معينة.بل تجمع كل اإليرادات دون تخصيص في قائمة واحدة تقابلها قائمة المصاريف التي تدرج بها كل
النفقات.بمعنى أخر ينبغي أن تخصص جميع موارد الدولة لتمويل جميع النشاطات التي تقوم بها.و اإلخالل بهذه القاعدة ربما يؤدي إلى
ظهور فائض أو عجز للعمليات المختلفة التي تنطوي عليها الميزانية ،مما يعني المساس بوحدتها و ما يؤدي إليه ذلك من تبديد في
الموارد أو عدم إمكانية الميزانية عن تحقيق أهدافها .و من السهل ان نتصور ما يمكن أن يؤدي إليه اإلخالل بقاعدة عدم التخصيص
اإليرادات .فبعض المرافق يمكن أن تحقق فائضا معتبرا مما قد يدفعها إلى التبذير ،في حين أن مرافق أخرى يمكن أن تعاني من عجز
الموارد المتاحة لها ،أضف إلى ذلك انه في تخصيص اإليرادات خروجا واضحا على فكرة الدولة ذاتها و قيامها باقتطاع جزء من الموارد
و يستند مبدأ وحدة الميزانية إلى اعتبارين أساسين :أولهما مالي ،و ثانيهما سياسي ،أما االعتبار المالي فيتمثل في أن وحدة
الميزانية من شانه تحقيق الوضوح و النظام في عرض ميزانية الدولة مما يؤدي إلى تسهيل مهمة الباحثين و الماليين في معرفة ما إذا كانت
الميزانية متوازنة من عدمه هذا من جهة ،و من جهة أخرى ،فانه يساعد على عرض المركز المالي للدولة دون أي محاولة إلخفاء حقيقته.
أما عرض الميزانية في شكل حسابات متعددة فمن شانه أن يجعل من الصعب اخذ فكرة عامة شاملة عن حالة النفقات و
46
اإليرادات العامة مما يشجع على سوء التصرف في األموال العامة
رغم ما تضمن عليه مبدأ وحدة الميزانية من فوائد فان هناك بعض هذه االستثناءات التي ترد عليه تبررها المالية الحديثة للدولة و
تعدد احتياجاتها المالية.و يمكن حصر هذه االستثناءات في نقاط أربعة على النحو التالي:
الميزانيات الملحقة
-حسابات التجارة
-حسابات التسليفات
الميزانيات المستقلة
مبدأ عمومية الميزانية يعني أن تظهر في وثيقة الميزانية كافة تقديرات النفقات و كافة تقديرات اإليرادات دون أي مقاصة بين
االثنين.و هذا المبدأ يكمل مبدأ وحدة الميزانية ،فإذا كان مبدأ وحدة الميزانية يهدف إلى إعداد وثيقة واحدة لميزانية الدولة و يمثل
اإلطار الخارجي للميزانية ،فان مبدأ العمومية يهدف إلى مال هذا اإلطار عن طريق التسجيل التفصيلي لكل تقدير بنفقة و لكل تقدير
بإيراد دون إجراء مقاصة بين التقديرين .أي أن مبدأ عمومية الميزانية يمثل المضمون الداخلي لمبدأ وحدة الميزانية أن هذا األخير ،و
على ما سبق ذكره هو اإلطار الخارجي للميزانية .و رغم ما يحققه مبدأ عمومية الميزانية من فوائد إال انه تعرض لنقد كبير من جانب
إن مبدأ عمومية الميزانية من شانه إضعاف الحافز لدى القائمين بإدارة المرفق العام على ضغط نفقاتهم أو زيادة إيراداتهم بإتباع
أساليب اإلدارة الحد يثة خاصة و أن أي فائض يحققه المرفق سيذهب إلى ميزانية الدولة و لن يوجه لمكافأة العاملين به ،أو تحسين
ظروف عملهم.
إن هذا المبدأ ال يشجع على استخدام األساليب التجارية في إدارة المرفق العام.
إن إتباع مبدأ العمومية من شانه التأثير على مرونة العمل الحكومي و كفاءته و حسن أدائه.
غير أن هذه االنتقادات تم الرد عليها ففيما يتعلق باالنتقاد األول و قاعدة عدم تخصيص اإليرادات في الميزانية .فمبدأ العمومية يقتصر
على نحو مفصل في وثيقة الميزانية دون إجراء أية مقاصة بينهما.و من ثم فان األخذ به ال يعني في قليل او كثير ضرورة توجيه إيرادات
المرفق العام إلى وجه أخر من أوجه اإلنفاق .أما االنتقاد الثاني فهو مع افتراض صحته ليس على درجة كبيرة من األهمية و ذلك راجع
إلى أن العادة جرت في اآلونة األخيرة على تسجيل نفقات و إيرادات معظم المرافق ذات النشاطات التجارية و الصناعية في ميزانيات
وال يخفى على احد أن الميزانيات الملحقة ال تظهر تفاصيلها في الميزانية العامة بل يكتفي بذكر رصيدها فقط في جانب اإليرادات إذ
كان هناك فائض و في جانب النفقات أن كان هناك عجز و عليه فال يثير مبدأ عمومية الميزانية بالنسبة لهذه المرافق أية مشاكل في
أما االنتقاد الثالث فيتضمن أن مبدأ عمومية الميزانية ال شان له بكفاءة العمل الحكومي و حسن أدائه .إذ ال نعرف كيف يؤثر ذكر
الحكومة لجميع أوجه اإلنفاق و مصادر اإليراد على نحو تفصيلي في وثيقة الميزانية على مرونة العمل الحكومي و كيفيته.
يحتوي توازن الميزانية على مفهومان :مفهوم تقليدي و مفهوم حديث لذلك على النحو التالي:
يعني هذا المبدأ المفهوم التقليدي تساوي جملة نفقات الدولة مع إيراداتها المستمدة من المصادر العادية دون زيادة أو نقصان .فالمبدأ
من هذا المفهوم ينظر إليه إذن نظرة حسابية بحتة و هذا موازنة اإلفراد و المشروعات الخاصة .و ذلك خشية حدوث عجز يتجه بطبيعته
على التزايد إذا تمت تغطية عن طريق االقتراض و إلى حدوث تضخم إذا ما تم تغطية العجز عن طريق اإلصدار النقدي أو حدوث فائض
و من ناحية أخرى فان تغطية العجز عن طريق االلتجاء إلى القروض من شانه أن يؤدي إلى تناقص األموال الموجودة في يد األفراد و
التي كانت ستوجه في الغالب على االستثمار مما يؤدي إلى نقص رؤوس األموال اإلنتاجية في االقتصاد القومي نقصا ال يعوضه قيام
الحكومة بإنفاق حصيلة القروض في سد العجز أي في إنفاق غير استثماري فان ذلك يعني تناقص فرص العمل أمام أفراد المجتمع مما
يؤدي إلى زيادة البطالة .أضف إلى ذلك أن سد العجز عن طريق االقتراض من شانه تحميل األجيال القادمة بأعباء إضافية تتمثل في
47
االقتراض في خدمة الدين العام و عدم استفادتها باألموال المقترضة.
أما النظرية الحديثة في المالية العامة فلم تعد تنظر على العجز في الميزانية على انه كارثة مالية محققة و ذلك في ضوء التطورات المالية
و االقتصادية التي تميز القرن الحالي .و لكن ليس معنى ذلك أن الفكر المالي المعاصر يستبعد فكرة التوازن كل ما هنالك انه يميل
على أن يستبدل بفكرة التوازن المالي فكرة أوسع منها هي فكرة التوازن االقتصادي العام حتى و لو أدى هذا إلى حدوث عجز مؤقت
في الميزانية
المتبع.
جرت التقاليد في معظم دول العالم على استناد إعداد الموازنة العامة إلى السلطة التنفيذية،وال شك أن قيام الحكومة بإعداد الموازنة
أ -كون الحكومة هي المسؤولة عن تسيير المرافق العامة ،باإلضافة إلى جبايتها لإليرادات العامة والقائمة على اإلنفاق على
المرافق العامة ،مما يجعلها أقدر من غيرها معرفة احتياجات هذه المرافق من نفقات وما ينتظر أن تدره من إيرادات.
ب -كون السلطة التنفيذية هي المسؤولة عن تنفيذ الموازنة ولذلك فمن الطبيعي أن تتولى أيضا إعداد الموازنة العامة ألنها
ستحاول قطعا أن تكون واقعية ودقيقة حتى يمكن تنفيذها دون معوقات أو صعاب.
ت -السلطة التنفيذية أكثر السلطات معرفة بالمقدرة المالية لالقتصاد الوطني وذلك بفضل األجهزة اإلحصائية التي تشرف عليها
ث -كون الموازنة العامة تعتبر بمثابة البرنامج السياسي واالقتصادي واالجتماعي للحكومة إعداد الموازنة خالل السنة القادمة لذا
فمن الطبيعي أن يترك للحكومة إعداد الموازنة حتى تكون معبرة عن برنامج هذه الحكومة ،تحتاج الموازنة العامة إلى تنسيق كبير
بين بنودها المختلفة وهو أمر ال يت حقق إال إذا تولت الحكومة إعدادها لما تملكه من أجهزة إدارية متشبعة ومنتشرة في كامل إقليم
الدولة ،لكن لو أسندت هذه المهمة إلى السلطة التشريعية فلن يتحقق التنسيق ،وهذا ما أثبته التجربة من أن المجالس البرلمانية ال
تحرص على تدابير المال بمقدار حرصها على إرضاء الناخبين األمر الذي يحصل معه مخاطرة.
ومما سبق ،يتضح أنه من المنطقي أن يعهد إلى السلطة التنفيذية إعداد وتحضير الميزانية على نحو مالئم للظروف االقتصادية
التي تمر بها كل دولة ،ويكون من المؤكد أنها ستقوم بهذه المهمة بكل دقة وعناية .
وأخيرا أن المتفق عليه بين ا لدول أن السلطة المختصة بتحضير الموازنة وإعدادها هي السلطة التنفيذية ،إال أنه من غير المتفق
عليه تحديد الشخص المسؤول الذي يقوم بهذه المهمة وحدود سلطته.
يتطلب إعداد وتحضير الموازنة ،مراعاة عدد القواعد والمبادل ال عامة والمتمثلة في مبدأ السنوية ،مبدأ الوحدة مبدأ الشمولية مبدأ
التوازن ،ولقد سبق أن أشرنا إلى هذه المبادل ،فصال عن هذه المبادل سواء في صورتها التقليدية أو المتطورة جرى العمل على مراعاة
48
بعض القواعد التجريبية عند تحضير الميزانية من أهمها.
ألن أفضل ما يساعد على دقة وتقدير النفقات واإليرادات في ميزانية جديدة هي أرقام إيرادات ونفقات السنوات السابقة.
يكون أقرب ما يكون لبداية السنة المالية ،ألنه كلما قصر الزمن بين التحضير والتنفيذ كان التقدير أقرب إلى الدقة.
بصورة تحقق أكبر قدر ممكن من المنفعة العامة،وذلك في اإلطار الذي يحفظ للسياسة المالية وحدتها ويضمن عدم إحداث تناقضات
بداخلها.
بأن تكون المعطيات التي اعتمد عليها تنبع من الواقع مدعمة بالبيانات اإلحصائية الدقيقة والوثائق الثبوتية.
إن عملية الميزانية في أي حكومة تمثل مجتمعا ديمقراطيا تتضمن القيام بخطوات آلية تتكرر في كل عام ،وهي اإلعداد
واالعتماد والتنفيذ ،وأخيرا مراقبة التنفيذ فاإلجراءات المتعلقة باإلعداد يمكن حصرها في خمس مراحل هي:
لقد جرت العادة على أن وزير المالية باعتباره مثال للسلطة التنفيذية يتولى إعداد هذا اإلطار والذي يتضمن اتجاهات السياسة
المالية ،وإمكانيات الخزينة العامة في ضوء مصادر التمويل الداخلية والخارجية ،و متطلبات اإلنفاق العام ،مع ربط ذلك بالخطة العامة
تتولى وزارة المالية إصدار هذا المنشور وإرساله إلى جميع الوزارات والهيئات العامة ،الذي يتضمن الخطوط العريضة إلعداد
مشروع الموازنة مع بيانات عن عناصر السياسة المالية للسنة المقبلة مع مطالبة هذه الجهات بإرسال تقديراتها إليرادتها ونفقاتها عن
السنة المالية المقبلة في موعد يحدده وزير المالية لكي يتسنى له الوقت الالزم إلعداد مشروع ميزانية الدولة في الوقت المحدد.
تقع هذه المسؤولية على األجهزة اإلدارية وغالبا ما يكون دائرة مختصة لهذا العمل تكون مستلقة عن باقي الدوائر األخرى في
مسؤوليتها مثل دائرة الميزانية ،التي تتولى إعداد مشروع الموازنة الخاصة بالوزارة أو الهيئة المعنية ضمن إرشادات عامة وفي نطاق
بعد أن تصل كافة تقديرات الوزارات المختلفة والهيئات التابعة للدولة ،فتتم مراجعتها من الناحية الفنية والمحاسبية ،ثم تقوم
وزارة المال ية بإضافة تقديرات نفقاتها ،باإلضافة إلى تقديرات إيرادات الدولة التي تحصلها المصالح التابعة لها.
تتولى إدارة الميزانية بوزارة المالية جمع كافة التقديرات المشار إليها سابقا وتنسيقها بعد أن تتصل بالوزارات المختلفة إن
دعت الحاجة لذلك وطلب ما يحتاجون إليه من بيانات ومستندات ،ويكون مشروع الميزانية الذي يرسل إلى اللجنة المالية بالوزارة،وتعد
هذه اللجنة مشروع الميزانية ،ويتم عرضه بعد ذلك على السلطة التشريعية في الموعد المحدد قانونا.
يتضح مما سبق أن عملية إعداد الموازنة يتم على نحو روتيني مثل كافة األعمال الحكومية األخرى ،حيث تقوم كل إدارة من
إلدارات الدولة قبل نهاية كل سنة بتحديد احتياجاتها من النفقات واإليرادات عن السنة القادمة .
سبق وأنه عرفنا الموازنة العامة التقدير المعتمد لنفقا ت الدولة وإيراداتها خالل مدة مقبلة ،ومن الطبيعي أن يواجه معدي الموازنة
العديد من الصعوبات ،كما أن عملية إعداد الموازنة أول ما تثير هو شكل تقدير النفقات واإليرادات الواردة بالموازنة ،ولهذا سنتعرض
تقدير النفقات في المعتاد ال يثير صعوبات فنية كثيرة وال يتطلب إال أن يكون صادقا.
تقدر النفقات بطريقة التقدير المباشر ،من قبل الموظفين المختصين في الهيئات المختلفة تبعا للحاجات المنتظرة مع مراعاة
الدقة بمعنى أن يكون هذا التقدير واقعي وبعيد عن المغاالة حتى يمكن تطبيقه في أرض الواقع ويطلق على المبالغ المقترحة للنفقات
"اعتمادات" وال يجوز للسلطة التنفيذية أن تتجاوزها أثناء التنفيذ الفعلي ،وإن دعت الضرورة لتجاوز هذه االعتمادات عليها الحصول
ويمكن بطبيعة الحال االسترشاد بأرقام النفقات العامة الواردة بالموازنات السابقة مع مراعاة أال تكون منطوية على إسراف أو
متضمنة لبعض النفقات العارضة أو االستثنائية ،كما ينبغي على معدي الموازنة أن يأخذوا في اعتبارهم نتائج الدراسات واألبحاث
المتعلقة باألحوال االقتصادية المحلية والدولية السائدة ،وا لتغيرات المتوقع حدوثها خالل السنة المالية القادمة ،لذلك فإن تقديرات
النفقات التي تتولى الوزارات والهيئات العامة إعدادها تتم مراجعتها في وزارة المالية ،التي تراعي وجود معدالت لإلنفاق وتستشهد
باإلنفاق الفعلي في السنتين األخيرتين ،كما أن هناك مراجعة أخرى لتقديرات النفقات تتم في اللجنة الفنية المختصة في السلطة
التشريعية.
إن تقدير اإليرادات يثير صعوبات فنية ناشئة عن ارتباط حصيلة الضرائب بالنشاط االقتصادي خالل السنة القادمة،ولهذا
يجب دراسة هذا النشاط بمختلف توقعاته ،وكلما كانت هذه الدراسة دقيقة كان تقدير اإليرادات أقرب ما يكون إلى الواقع.إن تقدير
اإليرادات بدقة يقتضي اإللمام بكافة المتغيرات االقتصادية المؤثرة في حجم الدخل الوطني ،ومن ثم حصيلة الضرائب المحصلة
طريقة التقدير المباشر :ترمي هذه الطريقة بصفة أساسية إلى التنبؤ باتجاهات كل مصدر من مصادر اإليرادات العامة على حدة
وفي هذه الطريقة تترك الحرية لمحضري الميزانية في تقدير اإليرادات المنتظر تحصيلها على أساس إجراء تحليل مباشر لواقع
طريقة السنة قبل األخيرة :بمقتضى هذه الطريقة يتم تقدير اإليرادات العامة للموازنة الجديدة على أساس إيرادات السنة قبل
األخيرة ،فمثال إذا أردنا تقدير إيرادات موازنة السنة (ن) ستعتمد على إيرادات السنة األخيرة التي عرفت نتائجها،دون إجراء أي
طريقة الزيادة أو النقص النسبي :تقضي هذه الطريقة بأن يدون في مشروع الميزانية الجديدة أرقام اإليرادات وفق آخر سنة
مالية منقضية بعد زيادتها بمعدل محدد إذا كان من المتوقع ازدياد النشاط االقتصادي أو بعد تخفيضها بمعدل مح ّدد إذا كان
طريقة المتوسطات :حسب هذه الطريقة يتم تقدير اإليرادات للميزانية الجديدة على أساس متوسط اإليرادات المتحققة فعال
تعتبر الدقة والوضوح من المبادل األساسية للموازنة العامة ،إال أن مبدأ الوضوح يرتبط ارتباطا وثيقا بشرط آخر هو أن تطهر
ومن هنا كان البحث عن التبويب المناسب من أهم خطوات إعداد الميزانية كما أن التبويب السليم للموازنة العامة يساعد على
ربط الموازنة العامة بالسياسة االقتصادية ،أي ربط الموازنة بالخطة العامة بحيث يكون تناسق وعدم التعارض بينهما ،هذا باإلضافة إلى
تسيير تنفيذ الموازنة وأحكام الرقابة المالية ومتابعة ما يتم من تنفيذ مع مقارنته بالمستهدف،وتيسير اتخاذ القرارات االقتصادية والسياسية
41
وفيما يلي سنحاول استعراض أهم التبويبات المتعارف عليها للموازنة العامة وهي:
يقصد بهذا النوع أن يتم بتبويب (ترتيب) عمليات الدولة حسب النشاط أو الخدمة التي تؤديها الدولة على أساس ما تقوم به من وظائف
كاألمن والدفاع والتعليم...الخ ،وذلك بغض النظر عن التبعية اإلدارية للنشاط (الجهاز الحكومي الذي يقوم باإلنفاق) ،فمثال قد يكون
مستشفى تابع للقطاع العسكري ،ولكن عملياته يجب أن تظهر في جانب اإلنفاق على الصحة وهكذا.
يتميز التبويب الوظيف ي بتيسير دراسة مختلف أنواع النشاط الحكومي وأهميتها النسبية في اإلنفاق اإلجمالي كما يسمح بإجراء
المقارنة فيما يتعلق بالنفقات العامة وكيفية توزيعها على وظائف الدولة واتجاهات هذا التوزيع ومن ثم تحليل النشاط الحكومي والوقوف
على التغيرات التي تحدث في طبيعة هذا النشاط من عام إلى آخر.
يقصد بالتبويب (التقسيم) اإلداري تصنيف النفقات واإليرادات العامة وفقا للوحدات الحكومية في الدولة (الوزارة ،المصالح،
والهيئات... ،الخ ) ،فهو بذلك يعكس هيكل التنظيم اإلداري للسلطات العامة .
حسب هذا التقسيم فكل وحدة تساهم في تحضير وإعداد الموازنة العامة للدولة من خالل قيامها بتحديد حجم النفقات
المستقبلية وإيراداتها المتوقعة خالل السنة المقبلة ،كما أنه يمكن السلطة التشريعية من مناقشة واعتماد ومراقبة الموازنة بسهولة عن
طريق دراسة الوضع المالي لكل وحدة حكومية على حدة .
يقوم هذا النوع على أساس عمليات الدولة حسب طبيعتها االقتصادية ،وعرضها في شكل تظهر به وكأنها جزء من نظام أوسع
يشمل عمليات كل القطاعات االقتصادية ،وبالتالي يتم هذا التبويب حسب طبيعة العملية وحسب من يقوم بهذه العمليات أي يتم حسب
التبويب حسب العملية :ويتم تبويب العمليات حسب طبيعتها االقتصادية وبصفة عامة تقسم هذه العمليات إلى مجموعتين
التقسيم حسب القطاع :ليس تبويب ميزانية الدولة هدفا في حد ذاته لكنه وسيلة ليجعل من الموازنة أداة لتنفيذ السياسة
المالية والسياسة االقتصادية العامة ،وبالتالي يقتضي المنطق تطبيق التبويب ال على الموازنة وإنما على االقتصاد الوطني ،سواء تم
بواسطة الحكومة (في الموازنة) أو بواسطة القطاع العام أو بواسطة األفراد وحتى يتم ذلك يلزم التبويب حسب القطاع ،أي يتم تقسيم
االقتصاد إلى قطاعات تضم كل منها مجموعات متناسقة ،فاالقتصاد الوطني يتكون من قطاع الحكومة ،قطاع األعمال أفراد ومؤسسات
وال يعني هذا أن كل اقتصاد البد وأن ينقسم إلى هذه المجموعات والقطاعات ،بينما يتوقف ذلك على طبيعة االقتصاد وأبعاده
والفلسفة التي يقوم عليها ،وعلى أساس هذه المتغيرات أيضا يتوقف حجم ودور الموازنة العامة.
يرجع ظهور هذه الموازنة إلى تطبيقها في الواليات المتحدة األمريكية وبالتحديد في والية نيويورك بعد الحرب العالمية الثانية،
ويعرف بعض الكتاب موازنة األداء بأنها أداة إلى تبويب بيانات الموازنة العامة ،بحيث يعطي االهتمام لما تقوم الدولة من أعمال وليس
لما تشتريه من سلع وخدمات ،أي أن موازنة األداء توضح األغراض واألهداف التي تتطلب االعتمادات من أجلها ،كما توضح البرامج
المقترحة تحقيقها هذه األهداف فضال عن معدالت كمية محددة يمكن بها قياس المهام التي تم انجازها في كل برنامج على حدا،
وتذهب موازنة األداء إلى التركيز على ما تفعله الحكومة وليس على ما تبتاعه من أشياء ناقلة بذلك االهتمام من وسائل التنفيذ ذاته.
ومن هذا التعريف يتضح أن هذه الموازنة تقوم على أساس من المهام المنجزة دون المواد والسلع التي يتم الحصول عليها،
بمعنى آخر أن القائمين على إعداد ميزانية األداء ال يهتمون بالدرجة األولى بتحديد عناصر اإلنتاج المستخدمة في كل وحدة حكومية
(أجور ،مواد البناء ...الخ بل يهتمون بتحديد المنتج النهائي من استخدام هذه العوامل (بناء مدرسة مثال) فاستخدام األموال العامة ،وفقا
ويلزم هنا التفرقة بين موازنة األداء وموازنة البرامج ،فموازنة البرامج ينصب التركيز فيها أساسا على تبويب اإلدارات المختلفة
إلى الوظائف األساسية التي تؤديها الدولة،وكل وظيفة منها تشمل برامج أساسية،وكل برنامج أساسي يشمل برامج فرعية ،أي أن هذا
األسلوب يقوم على أساس النظر إلى احتياجات المجتمع ووسائل إشباعها كما تهدف طريقة اإلعداد هذه (البرامج) إلى تحقيق
أدوات
وهيئات
برامج
وحدات أداء
أنشط نواتج
ة نهائية
سلع
من خالل الشكل يتضح أن تبويب البرامج أوسع من تبويب األداء وأن كل برامج يشتمل على عدد من الوحدات اإلدارية
التنظيمية ويدل هذا الرسم على أن األداء يمكن أن يقاس في صورة أنشطة أو برامج نهائية ،وأن مواد اإلنفاق يتيسر تجميعها على أحد
و بالتالي يمكن القول أن تبويب موازنة األداء يختلف عن التبويبات األخرى ،حيث أن غرض تبويب األداء يتمثل في التأكد من
أن األشياء التي تشتريها الحكومة ال تحسب وتصنف بحسب طبيعتها ،باعتبارها كأشياء،وإنما يستلزم أن تنظم وتجمع وفقا لألنشطة
المعدة لخدمتها ،ومن هنا يتضح الفرق بين تبويب األداء وبين التبويب التقليدي للموازنة العامة في الطريقة التي ينظر بها أو تجمع
بواسطتها السلع والخدمات المشتراة ،فعلى سبيل المثال في ظل تبويب األداء يعتبر الطن المشترى من اإلسمنت جزءا من المدرسة،
ويتم التركيز هنا على العملية أو االنجاز ،ويتضح من هذا أن تبويب األداء يهيئ الرابطة بين المشتريات وبين اإلنجازات األمر الذي عاب
إذا كانت مرحلة اإلعداد والتحضير قد أسندت إلى السلطة التنفيذية باعتبارها األقدر على ذلك ،أما مرحلة االعتماد فتنفرد به
السلطة التشريعية باعتبار أنها جهة االختصاص التي تتولى مراجعة الحكومة في جميع أعمالها ،باإلضافة إلى كونها ممثلة الشعب بوصفه
يعتبر حق السلطة التشريعية في اعتماد الموازنة من الحقوق الرئيسية التي اكتسبتها السلطة التشريعية عبر التطور التاريخي،
وعليه فإن اعتماد السلطة التشريعية للموازنة البد أن يسبق التنفيذ ،بمعنى أن السلطة التنفيذية ال تستطيع البدء في تنفيذ الموازنة إال بعد
بعد أن تقوم السلطة التنفيذية بإ عداد مشروع الموازنة تقوم بعرضه على السلطة التشريعية حيث يقوم وزير المالية بإلقائه على
البرلمان ألنه يمثل الشعب الذي يتحمل األعباء المالية الالزمة لتغطية اإلنفاق العام.
يخضع اعتماد الموازنة إلجراءات دستورية تستهدف االنتهاء من بحثها في حينها حيث يتعين عرض مشروع الموازنة على
السلطة التشريعية قبل بداية السنة المالية نظرا لزيادة تدخل الدولة في النشاط االقتصادي ،أصبحت الموازنة وثيقة معقدة يصعب فهمها
لدى العامة.
غالبا ما يكون هناك لجان مختصة لمناقشة مشروع الميزانية ،ومعظم ما يدور حوله النقاش هو جانب النفقات وعلى األخص
على التغيرات المقترحة في مشروع الميزانية بعد التعديالت التي تجريها اللجان المختصة.
رفض مشروع الموازنة وهذا اإلجراء في المجتمعات الديمقراطية يؤدي إلى تغيير سياسي مثل استقالة الحكومة أوحل البرلمان.
اعتماد مشروع الموازنة بعد إدخال بعض التعديالت عليه فإن هذه المرحلة تنتهي بصدور قانون الميزانية أو صدور الميزانية
تعتبر مرحلة تنفيذ الميزانية العامة للدولة أهم مرحلة وأكثرها خطورة حيث تباشر الجهات المعنية بعقد النفقة وصرفها ودفعها إلى
مستحقيها في الحدود القانونية وفقا لالعتماد المخصص في الميزانية العامة ،وكذلك تبدأ عملية تحصيل اإليرادات ،وتتم هذه
اإلجراءات وفق معايير وقواعد قانونية سواء حددها قانون الميزانية نفسه أو قوانين المالية األخرى ،وتتولى وزارة المالية باعتبارها عضوا
51
من أعضاء السلطة التنفيذية مهمة التنفيذ .
يقع على عاتق السلطة التنفيذية وحدها مسؤولية التنفيذ ،وتقوم به من خالل الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة ،حيث
يتم في هذه ا لمرحلة جباية اإليرادات وصرف النفقات حسب االعتماد المخصص لكل دائرة،ويتم اإلنفاق من خالل الوحدات اإلدارية
عمليات الصرف :تهيمن وزارة المالية على عمليات الصرف في جميع األجهزة والمصالح الحكومية التابعة لها عن طريق
من ينوب عنها ،وتمر عملية الصرف بأربعة مراحل متتالية يمكن تلخيصها فيما يلي :
االرتباط بالنفقة :ويحصل هذا االرتباط عندما تتخذ السلطة التنفيذية قرار ينتج عنه دين في ذمة الدولة يجب سداده
تحديد النفقة :وهو قرار تصدره الجهة المختصة (السلطة التنفيذية) بتقدير المبلغ المستحق للدائن وخصمه من
اإلذن بالصرف :وهو األمر الموجه إلى أمين الصندوق في الدوائر المعنية يدفع مبلغ من المال لشخص ما (الدائن) علما
صرف النفقة :أي صرف قيمة النفقة المحددة سابقا للشخص صاحب العالقة،وقد تكون عملية الصرف (الدفع) نقدا
تحصيل اإليرادات العامة :تقوم الجهات الحكومية المختلفة وذات صاحبة االختصاص بتحصيل ما ورد في الموازنة (بنود
اإليرادات العامة) ،وهذا طبقا للقوانين واألنظمة المعمول بها وال يجوز ألي جهة كانت أن تتجاوز صالحياتها المخولة لها قانونيا
والقاعدة هي (عدم تخصيص اإليرادات العامة) وهي تعني أن تختلط جميع اإليرادات التي تحصلها الخزانة لحساب الدولة في
230 صفحة 228من
1027 لعــام 1026
1027 / 1026 مقرر المالية العامة
مجموعة واحدة بح يث تمول كافة النفقات العامة للدولة دون تمييز بين إيراد وآخر حسب مصدره ،في حين انه كثيرا ما يحدث في
فإذا كانت اإليرادات المحصلة فعال أكبر من ما هو متوقع أي أن هناك فائض في الخزانة العامة في هذه الحالة يتم تحويل
أما إذا كانت اإليرادات المتوقعة أكثر من اإليرادات المحصلة فعال أي تصبح النفقات أكبر من اإليرادات المحصلة فعال أي
تصبح النفقات أكبر من اإليرادات وبالتالي ظهور عجز في الموازنة (الخزانة العامة) ،وعلى الدولة أن تغطي هذا العجز وذلك عن طريق:
أما إذا تبين خالل عملية تنفيذ الميزانية أن االعتماد المخصص لغرض ما غير كافي سواء كان ذلك نتيجة خطأ في التقدير أو
نتيجة ظروف طارئة فعندئذ تلجأ الحكومة إلى السلطة التشريعية للموافقة على فتح اعتمادات إضافية والتي تشمل:
-االعتمادات التكميلية :وهي التي تقرر لتكملة إعتمادات واردة في الموازنة ولكن يتضح أثناء التنفيذ عدم كفايتها .
-االعتمادات غير العادية :وهي االعتما دات التي تقرر لمواجهة نفقات جديدة لم تكن واردة أصال في الوازنة غير أنها
تكون ضرورية ومهمة بسبب حدوث ظروف كانت غير متوقعة أثناء إعداد الموازنة.
والواقع أنه بعامل المرونة الذي ينبغي أن تتسم به الموازنة العامة أثره على التنفيذ وهي ضرورية لضمان نجاح مرحلة التنفيذ.
تحدد في الميزانية العامة دون إسراف أو إخالل حفاظا على حسن سير اإلدارة الحكومية ماليا ،وحفاظا على األموال العام،51حيث
تتفق التشريعات المالية في مختلف األنظمة المالية على ضرورة الرقابة على تنفيذ بنود الميزانية العامة للدولة ،بقسميها اإليرادي،
واإلنفاقي ،وذلك للتأكد من االلتزام والتقيد بقواعد االعتماد ،وشروط التنفيذ ،طبقا لما هو مرسوم في الخطة ،تحقيقا للعدالة والمصلحة
العامة المرجوة من تنفيذ الميزانية ،ومن ثم لضمان السير الحسن والسلوك اإليجابي لموظفي الدولة ،وبعدم خروجهم عن القواعد القانونية
واألنظمة المالية ،التي تحكم عمليات التحصيل المالي ،واإلنفاقي لألموال العامة .
230 صفحة 229من
1027 لعــام 1026
1027 / 1026 مقرر المالية العامة
تقتضي قواعد العدالة المالية أال تخرج السلطة التنفيذية ممثلة بموظفيها عن الحدود المرسومة لهم في جباية األموال وإنفاقها،
حتى تتحقق األهداف المرجوة من تنفيذ بنود الميزانية سواء كانت سياسية ،أ ,اقتصادية ،أو مالية ،أو تنموية ،أو اجتماعية ،وإال أصيب
االقتصاد بنكسات مالية واجتماعية يصعب التحكم بها ،أو إصالحها ،وفي الوقت المناسب ،أ ,المدى القصير على األقل .
يمكن تعريف مراقبة تنفيذ الموازنة بأنها الوسيلة الفعالة لمراقبة األموال العامة إنفاقا وتحصيال ،ومن هنا يتضح أن المراقبة
فبالنسبة لإليرادات يكون الهدف هو التأكد من تحصيل كل أنواع اإليرادات المنصوص عليها في الموازنة العامة مع إزالة كل
أما مراقبة تنفيذ النفقات يكون الهدف هو التأكد من أن اإلنفاق يتم بالشكل الذي ارتضاه البرلمان لكونه الممثل للشعب
باعتباره الممول األصلي للدولة ،وما يدفعه من ضرائب هو جزء من دخول أفراد الشعب،ولما كانت الموازنة تهدف إلى تحقيق أهداف
اقتصادية ،اجتماعية وسياسية،لذلك يمكن القول أن مراقبة تنفيذ الموازنة هي الضمان الحقيقي لتحقيق هذه األهداف (أهداف المجتمع)
ومن ثم ضمان االستغالل األمثل للموارد االقتصادية المتاحة وفي نفس الوقت التعرف على نقاط الضعف وتالقيها .
إن مراقبة تنفيذ الموازنة تستمر بعد انتهاء السنة المالية وذلك من خالل دراسة الحسابات الختامية ومقارنتها بالتقديرات الواردة
في الموازنة.
ومن هنا تتاتي أهمية الرقابة على تنفيذ الميزانية ،والتي تمارس عن طريق أجهزة فنية متخصصة يعمل فيها خبراء يتمتعون
بكفاءات سلوكية ،وإدارية ،ورقابية عالية ،وتتعدد الرقابة تبعا لتعدد األنظمة المالية المطبقة ،إال أن أشهرها يكمن في ثالثة أنواع هي:
أ – الرقابة اإلدارية:
وهي رقابة تقوم بها اإلدارة الحكومية ،على نفسها وأعمالها ويقوم عادة بها رؤساء اإلدارات الحكومية على مرؤوسيهم طبقا
وتبدأ الرقابة التي يمارسها وزير كل وزارة على مرؤوسيه ،ورؤساء األقسام اإلدارية في وزارته .وفضال عن رقابة الوزير تقوم وزارة
المالية ممثلة بوزيرها بممارسة رقابة إدارية أخرى للتأكد من سالمة التصرفات المالية بشقيها :اإلداري ،واالنفاقي ،وبالنسبة لجميع
الوزارات واإلدارات الحكومية وم ن ثم لضمان مطابقة هذه التصرفات لألنظمة والقوانين ،والتعليمات المالية المرعية ،ويمارس وزير المالية
رقابته عادة عن طريق مدراء الحسابات في الوزارات للتأكد من سالمة وصحة عمليات التصرف التي يقوم بها الوزراء.وقد تكون الرقابة
-الرقابة اإلدارية الشكلية :يقوم بها الوزير أو الرئيس على مرؤوسيه من خالل التأكد من مدى تقيدهم بالتعليمات ،أو
المنشورات الموزعة عليهم ،والتي تبين لهم كيفية التعامل مع بنود الميزانية وتنفيذها .وبعبارة أخرى تمارس الرقابة الشكلية في شكل
تعليمات ،وأوام ر ،ونواهي ،وإرشادات يتقيد بها اإلداريون الماليون في تنفيذهم لبنود الميزانية بقسميها اإليرادية ،واالنفاقية ،وبحيث تبدو
وتمارس هذه الرقابة الشكلية أيضا من خالل حصر سلطة الموافقة على وزارة المالية بالنسبة للتصرف باألموال الحكومية،
وبحيث يخضع تنفيذ أي عقد أو تصرف باألموال العامة لموافقة وزير المالية أو من ينوب عنه.
-الرقابة اإلدارية الموضوعية :يقوم بها أيضا الوزير أو الرئيس على مرؤوسيه من خالل التأكد من تقيّد الموظفين الماليين بالوثائق
والمستندات المتعلقة بالتصرف بالنفقات العامة ،وبشكل ال يخالف القوانين واللوائح واألنظمة المالية ،أو تحدث خلال في تنفيذ بنود
وبعبارة أخرى للتأكد من أن التصرف بأموال الحكومة جاء سليما من الناحية الموضوعية العملية ،الواقعية ،الميدانية ،وأن هذا
-الرقابة اإلدارية السابقة :ويقوم بها المسؤول اإلداري كتدقيق سابق للصرف ،وبحيث يعلّق الصرف على موافقته ،فال يوافق
عليه إال بعد التأكد من أنه يخلو من أية تجاوزات أو مخالفات ،وبأنه مثال ال يتعدى االعتمادات المالية المخصصة له في الميزانية.
وتمارس هذه الرقابة عادة من قبل الجهات واألقسام واإلدارات الحكومية التي تتولى عادة القيام باإلنفاق مثل :أقسام التدقيق ،أو
أقسام الموازنة ،أو أقسام الرقابة المالية ،أو أقسام الصرف ،أو الدوائر التابعة لها وغيرها.
وتمارس الرقابة السابقة عادة على اإلنفاق حيث يتعذر ممارستها على اإليرادات ،ألنها لم تحصل بعد أ ,ألنه لم يباشر بعد
إنفاقها.
وقد تمارس هذه الرقابة من قبل جهة خارجية كرقابة المحاسب العام ،أو محكمة المحاسبة في فرنسا.
هذا وتتصف الراقبة اإلدارية السابقة بنوع من الفعالية ،والسرعة اإليجابية على التصرف المالي اإلداري الحكومي قبل ،أو وقت
تنفيذه فتجيزه أو تمنعه ،مما يحصر اإلنفاق الحكومي في إطار المشروعية ،ويبقيه ضمن دائرة القانون بعيدا عن كل شطط ،أو مبالغة أو
تهور إنفاقي.
ّ
هذا وغني عن البيان القول :بأن هذا النوع من الرقابة يعطي األولوية لوزير المالية في الرقابة على زمالئه الوزراء من حيث
تصرفاتهم باألموال العامة ،ألنه األجدر أن تقوم وزارته بمراقبة بقية الوزارات ماليا ،نظرا لتوفر كفاءاتها العالية ،من حيث األجهزة والخبرة
الفنية وكادر الخبراء الماليين ،وبحيث تلزم التعليمات المالية في مختلف البلدان واالقتصاديات الرقباء والموظفين الماليين المنوطة بهم
أعمال الرقابة في وزاراتهم برفع تقاريرهم المالية ،وبصفة دورية عن سير األعمال المالية في وزاراتهم إلى وزير المالية.
-الراقبة اإلدارية الالحقة :ويقوم بها المسؤول اإلداري كتدقيق الحق للصرف أي بعده ،أي بعد إتمام عملية اإلنفاق ،وغالبا ما
تكون بعد انتهاء السنة المالية ،واستخراج الحساب الختامي للموازنة العامة للدولة ،ولذلك تشمل هذه الرقابة بنود اإليرادات ،والنفقات
معا ،للتأكد من أن الموارد المالية قد حصلت ،وأنفقت كما تقتضيه قواعد التحصيل المالي ،واإلنفاقي ،وأن التحصيل واإلنفاق قد تم
وإذا كانت الرقابة السابقة تهدف إلى منع حدوث خطأ من قبل عملية الصرف ،فإن الرقابة الالحقة تهدف إلى كشف هذا الخطأ،
بعد عملية الصرف ،ومن ثم إعادة األمور المالية ،والمعامالت المالية إلى جادة السالمة بعيدا عن أية مخالفة لألنظمة والقوانين المالية
فالرقابة الالحقة تهدف إلى كشف المخالفات المالية التي قد ترتكبها بعض الدوائر الحكومية ،أي انها رقابة عامة شاملة لجميع
العمليات المالية ،وهي أشبه ما تكون بالحساب الختامي أي الجرد الذي يستهدف معرفة الوضع المالي النهائي للمؤسسة اإلدارية.
ولذلك تتأصل الرقابة الالحقة في شكل إجراء حسابات مالية ،تتضمنها تقارير شهرية أو ربع أو نصف سنوية عن سير أعمال
الوزارة المالية ،ومنها كيفية تحصيلها وإنفاقها لمواردها المالية ،ومن ثم مراجعتها من قبل المراقب المالي للوزارة قبل إرسالها إلى وزارة
المالية .
ويقوم بها البرلمان عادة ،حيث ال يكتفي أن تراقب اإلدارة نفسها ،واألصل في الرقابة البرلمانية أن تكون شاملة وسابقة
والحقة ،وأثناء قيام السلطة التنفيذية بنفقاتها وصرف أموالها أي أثناء تنفيذ ميزانيتها.
ويقوم بممارسة الرقابة البرلمانية في العادة لجنة الشؤون المالية ،أي اللجنة المالية في البرلمان تتولى رقابة ومتابعة تنفيذ بنود
الميزانية ،وبالتالي تتمتع بصالحية تدقيق البيانات واإلحصائيات والحسابات المقدمة من الدوائر الحكومية المختلفة .كما لها الحق في
طلب الوثائق ،والكشوف ،والمستندات المتعلقة بالصرف ،ومن ثم تدقيق الحساب الختامي لتلك الدوائر ،واالطالع على الكشوفات
المالية ،والدوريات ،والموازنات ،والقرارات ،والمعامالت المتعلقة بالصرف للتأكد من سالمته ،وتوافقه مع التعليمات المالية المتعلقة به.
ومن أجل ذلك تتكفل اللجنة المالية في البرلمان بإعداد تقرير النتائج التي تتوصل إليها بعد مناقشتها للحساب الختامي للدوائر
الحكومية بعد انتهاء السنة المالية إلى البرلمان ،ليجري تقييما شامال ألعمال الوزارات ودوائرها الحكومية ،والمتعلقة بنفقاتها وتصرفاتها
باألموال الحكومية ،إلجراء مساءلة قانونية لموظفي تلك الوزارات ،والدوائر بما فيهم الوزراء ،وكبار الموظفين ،ويبرر كل ذلك أن
التشريعات والدساتير تعطي السلطة التشريعية الحق األكبر في الرقابة على السلطة التنفيذية ،وعلى األخص الرقابة المتعلقة بأعمالها
والمتوجه بما يسمى الختامي لإليرادات والنفقات الحكومية مما يساعد البرلمان على التقييم األمثل للميزانية العامة السابقة،
ّ المالية،
والتي قامت الحكومة بتنفيذها مما يسهل عليها إصالح أخطائها وتصحيح تجاوزاتها وتجاوز مخالفاتها للميزانية العامة القادمة.
وهي رقابة تمارسها أجهزة مستقلة عن أجهزة السلطتين التنفيذية والتشريعية ،مما يكسبها طابعا رقابيا فعاال على وأثناء تنفيذ بنود
الميزانية العامة .وتسمو هذه الرقابة نظيرتيها اإلدارية والبرلمانية في بعدها عن المؤثرات ،والضغوطات الخارجية مما يكسب أجهزتها
وموظفيها طابعا أكثر استقاللية وأكثر نزاهة وعدال وحزما وحسما ،وإنصافا عند وفي قيامها بأعمال الرقابة على أجهزة وموظفي الدولة
ومن ثم على تصرفاتهم المالية ،ونفقاتهم العامة وأثناء تنفيذهم لبنود الميزانية اإليرادية واإلنفاقية.
إن الرقابة المستقلة الخارجية أكثر جدية من الرقابة اإلدارية ،ألن هذه األخيرة تجعل من نفسها خصما ،وحكما في آن واحد،
وتجعل من نفسها سلطة إدارية منفذة ورقابية في ذات الوقت ،وكذلك فإن الرقابة المستقلة أكثر فعالية من الرقابة البرلمانية ،ألن كثيرا
من أعضاء البرلمان ينتمون إلى الحكومة ،إلى إلى حزبها الفائز في االنتخابات ،مما يقلل من فعاليتها ويساهم في تعميق مؤشرات
المحسوبية حيث تجعل الحكومة من نوابها في البرلمان رقباء على أعمالها ،ومنها المالية ،ومن هنا فقد تفقد الرقابة البرلمانية فعاليتها،
وتعجز عن معرفة الوضع المالي الحقيقي ألجهزة الدولة ،وبالتالي تعجز عن إجراء الفحص الدقيق والتقييم السليم للحساب الختامي
ومن هنا تتأتي أهمية هذا النوع المستقل من الرقابة ،فهي رقابة سابقة والحقة ألعمال الحكومة المالية ،وتلتزم موظفيها على القيد
بالتعليمات والنصوص القانونية ،واألنظمة المالية تحت طائلة المسؤولية األدبية ،واألخالقية ،والقانونية في آن واحد ،وبالتالي فإن هذا
النوع من الرقابة يلزم األجهزة الحكومية احترام القوانين ويضعها ضمن دائرة المحاسبة ،والمسؤولية القضائية.
وهي رقابة إدارية ومالية ،ومستمرة قبل الصرف وأثنائه وبعده وأثناء وبعد انتهاء السنة المالية ،وقبل الجرد السنوي وقبل الحساب
الختامي وبعده .ويمارسها مراقب الحسابات العامة كما في بريطانيا ،وديوان المحاسبة كما في األردن ،والجهاز المركزي للمحاسبات في
مصر.
وهي رقابة قضائية مالية تمارسها محكمة المحاسبة في فرنسا ،وإيطاليا ،وبلجيكا وكلهم يتمتعون بصالحية تحريك ،وإقامة
فالبنسبة للرقابة اإلدارية :فإنه يتوالها رؤساء اإلدارات ،وعلى رأسهم الوزراء يمارسونها ،على مرؤوسيهم يدققون أعمالهم المالية،
ومستنداتهم وأوراقهم وتصرفاتهم سواء بالمكاشفة الشخصية أو بالتقارير التي يكلفونهم بإرسالها إليهم ،أو انتقال الرئيس إلى دائرة
المرؤوس لمناقشته.
وبالنسبة للرقابة البرلمانية :فإنه تتوالها اللجنة المالية في مجلس النواب ،والتي تتمتع بصالحية االطالع على البيانات والوثائق
والمستندات ،وغيرها مما له عالقة بتنفيذ الموازنة وعلى أن ترسل هذه اللجنة بتقاريرها إلى مجلس النواب.
وختام دراستنا ألنواع الرقابة على تنفيذ الموازنة،تجدر اإلشارة إلى أنه على الرغم من وجود بعض العيوب لكل نوع من أنوع
الرقابة إال أن كال منهما يعتبر ضروريا لما له من مزايا ،وباعتبار أن األنواع المختلفة للرقابة تكمل بعضها البعض.
أي بقرابة ملياري دوالر ،وهو رقم ارتبط بانهيار أسعار النفط ،التي يبدو بأن أزمتها ستطول ،برغم االنتعاش الطفيف الذي عرفه سعر
وحسب وثيقة مشروع قانون المالية ،فإن مختلف ميزانيات الوزارات ،عرفت تراجعا ملموسا ،بما في ذلك وزارتا التربية الوطنية والتعليم
العالي ،وخرجت عن السرب وزارة الصحة وحدها ،التي عرفت ارتفاعا مقارنة بسنة ،2116حيث ارتفعت ميزانية وزارة الصحة من
371,4مليار دج في عام ،2116إلى 381,17مليار دج في سنة ،2117كما حافظت الوزارات السيادية على نفس الميزانية،
وحتى ميزانية رئاسة الجمهورية تراجعت من 711مليار دج إلى 782مليار دج ،أما المفاجأة فتمثلت في تراجع ميزانية وزارة الفالحة
والصيد من 254مليار دج في سنة ،2116إلى 212,71في سنة ،2117وهذا عكس الخطاب الرسمي عن السياسة الجزائرية
القادمة التي تراهن على مشاريع االكتفاء الذاتي وتحقيق الثروة للبالد كبديل عن النفط ،ومنها الفالحة ،وحتى السياحة التي بقيت
ميزانيتها مجهرية برقم ثالثة مليارات دينار جزائري فقط كما أن ميزانية وزارة التربية الوطنية عرفت انخفاضا محسوسا من 764,15في
سنة ،2116إلى 746,26في سنة ،2117كما سار قطاع التعليم العالي على نفس الوتيرة التنازلية ،من 312مليار دج إلى 311
مليار دج ،وهذا على أ ساس معدل سعر النفط الذي يجب أال ينزل عن خمسين دوالرا ،ما يعني بأن الزيادة في المرتبات غير واردة
إطالقا هذه السنة بالنسبة لقطاعي التعليم ،وواصلت بعض الوزارات أرقامها الضعيفة مقارنة بوزارات أخرى ،على غرار وزارة المجاهدين
التي فاقت 245مليار دج ،كما هو الحال بالنسبة لوزارة الثقافة التي بلغت 16مليار دج ،ووزارة الرياضة التي راوحت رقم 34مليار
دج ،ووزارة الصناعة والمناجم التي نزلت إلى حدود 4مليارات دج..
المتداخلة معها ؟
- 1أ.د محمد الصغير بعلي ،أ.د يسري أبو العالء "،المالية العامة" ،دار العلوم للنشر و التوزيع عنابة الجزائر ، 2003 ،ص08
- 2د .عاطف صدقي "،مبادل المالية العامة" ،دار النهضة العربية ،القاهرة 1177،ص 17
- 3د .خالد شحادة خطيب ،د .أحمد زهير شامية " ،أسس المالية العامة" ،دار وائل للنشر ،الطبعة الثانية ، 2005 ،ص15
- 4د خبابة عبد اللطيف " ،أساسيات في اقتصاد المالية العامة" ،مؤسسة شباب الجامعة ، 2009 ،ص14
- 5د .أبو منصف " ،مدخل للتنظيم اإلداري و المالية العامة" ،دار المحمدية العامة ،الجزائر ، 2114 ،ص. 81
- 6د.رفعت المحجوب "،المالية العامة " ،دار النهضة العربية ،القاهرة ، 1175 ،ص. 12
- 7نوزاد عبد الرحمان الهيتي ،منجد عبد اللطيف الخشالي " ،المدخل الحديث في اقتصاديات المالية العامة" ،دار المنهج
- 8د .بركات عبد الكريم صادق ،د .بطريق يونس احمد " ،المالية العامة" ،الدار المصرية الحديثة ، 1181 ،ص22
- 1طارق الحاج "،المالية العامة "،دار الصفاء للنشر والتوزيع ،عمان ، 1999 ،ص45
- 11د .بركات عبد الكريم صادق ،د .بطريق يونس احمد " ،المالية العامة " ،مرجع سبق ذكره ،ص25
- 11د .هدى العزاوي " ،اقتصاديات المالية العامة" ،دار ميسرة للنشر والتوزيع عمان ،الطبعة األولى ، 2007 ،ص33
- 12د .خالد شحادة خطيب ،د .أحمد زهير شامية " ،أسس المالية العامة" ،مرجع سبق ذكره ،ص.37 - 36
https://www.bayt.com/ar/specialties/q/130808/
- 14د .مصطفى الفار " ،اإلدارة المالية العامة" ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،الطبعة األولى ، 2008ص1-8
- 15د .خبابة عبد اللطيف " ،أساسيات في اقتصاد المالية العامة" ،مرجع سبق ذكره ،ص. 16
http://www.uobabylon.edu.iq/uobColeges/lecture.aspx?fid=7&depid=1&lcid=22396
- 18د.عادل أحمد حشيش " ،أساسيات المالية العامة" ،دار النهظة العربية 2000بيروت ص63
- 11د .علي خليل أ.د سليمان أحمد اللوزي "،المالية العامة" ،دار زهران للنشر و التوزيع 2000عمان ص8
- 21يرقي جمال" ،أساسيات في النفقات العامة وميزانية الجماعات المحلية" رسالة ماجستير غير منشورة-2002 ،
- 21بطاهر جمال الدين " ،مراقبة تنفيذ النفقات العامة في الجزائر " ،رسالة ماجستير غير منشورة 2112 -2111جامعة
الجزائر ،ص.36
- 22د .مديحة الدغيدي "،النفقات العامة" ،الدار السعودية للنشر والتوزيع جدة ،سنة ،1181ص .22
- 23سوزي عدلي ناشد" ،الوجيزة المالية العامة" ،دار الجامعة الجديدة للنشر – اإلسكندرية 2111 ،ص .33
- 24سوزي عدلي ناشد "،الوجيز في المالية" ،مرجع سبق ذكره ص . 51
- 25سوزي عدلي ناشد "،الوجيز في المالية" ،مرجع سبق ذكره ص . 52
- 26د .غازي عناية ،المالية العامة والنظام المالي اإلسالمي ،دار الجيل ،بيروت ،1115 ،ص .631
- 27أ.د محمد طاقة ،د.هدى عزاوي " ،اقتصاديات المالية العامـة" ،دار المسـيرة للنشـر و التوزيـع و الطباعـة ،الطبعـة األولـى،
،2007ص.21
- 28محمد عفر وأحمد فريد ،االقتصاد المالي والموضعي واإلسالمي (بين النظرية والتطبيق) مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية
29 - ANNIE VALLEE « Les Systèmes Fiscaux», Edition Du Seuil, Paris, France, 2000 P45 -46.
31 - FREDERIC HUET « La Fiscalité Du Commerce Electronique » Licec , 2000 p47.
- 31العمرية لعجال ،محمد يعقوبي "،تحليل األثر الكمي لإلنفاق العام على النمو االقتصادي في الجزائر"،مقال للمجلة الجزائرية
- 32مأخوذ من الموقع التالي ( تاريخ آخر زيارة http : / /aljazairalyoum.com/ :) 2117 /06/11
- 33د .محمد حسين الوادي،د .زكريا أحمد العزام" ،مبادل المالية العامة" ،دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة 2008،ص52
- 34المادة 16من القانون ، 21- 90المؤرخ في 1111/18/15و المتعلق بالمحاسبة العمومية .
- 36د محمد طاقة ،د.هدى عزاوي "،اقتصاديات المالية العامة" ،مرجع سبق ذكره ،ص. 81
- 37عبد الكريم صادق بركان ،خاص عبد المجيد دراز ،مبادل االقتصاد العام ،مؤسسة شباب الجامعة اإلسكندرية ،1173 ،ص ص
.187 – 173
- 38د محمد طاقة ،د.هدى عزاوي "،اقتصاديات المالية العامة" ،مرجع سبق ذكره ،ص.112
- 31عبد المنعم فوزي " المالية العامة والسياسة المالية" ،دار المعارف ،اإلسكندرية، 1981،ص.16
- 41عبد اهلل الشيخ محمد الطاهر ،مقدمة في اقتصاديات المالية العامة ،عمادة شؤون المكتبات ،المملكة العربية السعودية،1112 ،
ص .412
- 41عبد اهلل الشيخ محمد الطاهر ،مقدمة في اقتصاديات المالية العامة ،مرجع سبق ذكره ،ص .421
- 44عطية عبد الواحد ،الموازنة العامة للدولة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1116 ،ص ص .162 – 151
- 46عدنان محسن ظاهر " ،الموازنات العامة في الدول العربية" ،دراسة مقارنة إلعداد و إقرار و تنفيذ الموازنة في الدول العربية ،
- 47منشـورات المنظمـة العربيـة للعلـوم اإلداريـة ،عمـان " ،الموازنـات الحكوميـة فـي الـدول الناميـة" ، 1987 ،سلسـلة البحـوث
- 48باهر محمد عتلم ،سامي السيد :اقتصاديات المالية العامة ،دار الثقافة العربية ،القاهرة ،1118 ،ص . 121
- 41أ .د .سليمان اللوزي ،د .فيصل مراد ،أ .وائل العكشة " ،إدارة الموازنات العامة بين النظرية والتطبيق" ،درا المسيرة للنشر
- 51الدليل اإلرشادي ألعمال الموازنة للمنظمات غير الحكومية" ،المشروع الدولي للموازنة" ،ديسمبر ، 2001ص26
- 51د .خالد شحاذة الخطيب ،د .أحمد زهير شامية " ،أسس المالية العامة" ،مرجع سبق ذكره ،ص319