‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No.

2, Agustus 2013‬‬ ‫‪9‬‬

‫تعليم مهارة الكال م للااقيي غيي اللي الع غي‬

‫‪1‬‬
‫فخر الراسخ‬
‫ملخص البحث‬
‫مهارة الكالم من إحدى املهارات اللغوية األربع‪ ،‬تعترب مهارة الكالم جزءا رئيسيا يف منهج‬
‫تعليم اللغة األجنبية‪ .‬إذ أهنا مهارة انتاجية تتطلب من املتعلم القدرة على استخدام األصوات‬
‫بدقة‪ ،‬والتمكن من الصيغ النحوية ونظام ترتيب الكلمات اليت تساعده على التعبري عما يريد‬
‫أن يقوله يف مواقف احلديث‪ .‬مهارة الكالم من املهارات اللغوية األساسية‪ ،‬وليست مهارة‬
‫الكالم فرعا لغويا معزوال عن باقى فروع اللغة العربية‪ ،‬بل هو الغاية من دراسة كل فروع اللغة‬
‫العربية لألجانب‪ .‬خيتلف تعليم مهارة الكالم للناطقني باللغة العربية والناطقني بغري اللغة‬
‫العربية‪ .‬ويشمل االختالف يف أهداف التعليم‪ ،‬توجيهات التعليم‪ ،‬طرق وأساليب التعليم‪،‬‬
‫واالختبارات‪.‬‬

‫المقدمة‬
‫تعترب اللغة العربية برتاثها األديب الضخم من إحدى اللغات العظيمة يف العامل‪ .‬فمنذ‬
‫العصور الوسطى متتعت هذه اللغة بالعاملية اليت جعلتها إحدى لغات العامل العظيمة‪ .‬أشربت‬
‫قلوب املسلمني حب اللغة العربية على اختالف لغاهتم‪ ،‬وتباين مشارهبم يف مشارق‬
‫األرض ومغارهبا‪ ،‬بوصفها لغة القرآن الكرمي والسنة النبوية الشريفة‪ .‬واهتم كثري من‬
‫العرب و املسلمني بتعلم اللغة العربية وتعليمها‪.‬‬
‫يهدف تعليم اللغة العربية لغري الناطقني هبا بشكل عام إىل إكساب الدارسني جمموعة‬
‫من املهارات اللغوية األساسية األربع‪ ،‬هي االستماع والكالم والقراءة والكتابة‪ .‬تعد الكالم من‬
‫املهارات األساسية‪ ،‬اليت يسعى الطالب إىل إتقاهنا يف تعليم اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪.‬‬
‫ولقد اشتدت احلاجة إىل هذه املهارة يف الفرتة األخرية‪ ،‬عندما زادت أمهية االتصال الشفهي‬

‫‪ 1‬الكاتب هو املعلم يف قسم تعليم اللغة العربية جبامعة رادين قاشم اإلسالمية الموجنان‪.‬‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪10‬‬

‫بني الناس‪ .‬فمن الضروري مبكان عند تعليم اللغة العربية االهتمام باجلانب الشفهي‪ .‬ويتناول‬
‫هذا البحث عن تعليم مهارة الكالم للناطقني بغري اللغة العربية‪.‬‬
‫مهارة الكالم‪ :‬مفهومها وأهميتها‬
‫‪ -1‬مفهوم مهارة الكالم‬
‫الكالم يف أصل اللغة عبارة عن األصوات املفيدة‪ ،‬وعند املتكلمني هو املعىن القائم‬
‫بالنفس الذي يعرب عنه بألفاظ‪ .‬ويف اصطالح النحاة‪ :‬اجلملة املركبة املفيدة‪ .‬وأما التعريف‬
‫االصطالحي للكالم فهو‪ :‬الكالم املنطوق الذي يعرب به املتكلم عما يف نفسه من‪ :‬هاجسه‪،‬‬
‫أو خاطره‪ ،‬وما جيول خباطره من مشاعر وإحساسات‪ ،‬وما يزخربه عقله من ‪ :‬رأي أو فكره‪،‬‬
‫وما يريد أن يزود به غريه من معلومات‪ ،‬أو حنو ذلك‪ ،‬يف طالقة وانسياب‪ ،‬مع صحة يف التعبري‬
‫وسالمة يف األداء‪.2‬‬
‫وقاال لناقة الكالم هو مهارة انتاجية تتطلب من املتعلم القدرة على استخدام األصوات‬
‫عما يريد‬
‫بدقة‪ ,‬والتمكن من الصيغ النحوية ونظام ترتيب الكلمات اليت تساعده على التعبري ّ‬
‫أن يقوله يف مواقف احلديث‪ .3‬وأضافت مىن إبراهيم اللبودي الكالم مهارة من املهارات اللغوية‬
‫األربع‪ ،‬هو فن نقل املعتقدات واملشاعر واألحاسيس واملعلومات واملعارف واخلربات واألفكار‬
‫واألراء من شخص إىل آخرين نقال يقع من املستمع أو املستقبل أو املخاطب منوقع القبول و‬
‫الفهم و التفاعل واالستجابة‪.4‬‬
‫يتضح من هذه التعريفات‪،‬أن الكالم وسيلة االتصال الشفهي أي وسيلة التعبري‬
‫الشفهية من شخص إىل اآلخرين لريسل الرسالة عما يريد‪ ،‬ويعترب الكالم يف تعليم اللغة الثانية‬
‫من املهارات األساسية يف اللغة اليت متثل غاية من غايات الدراسة اللغوية‪.‬‬

‫‪ -2‬أهمية تعليم مهارة الكالم‬

‫‪2‬أمحد فؤاد حممود عليان‪ ،‬املهارات اللغوية وأمهيتها و طرائق تدريسها (الرياض‪ :‬دار املسلم للنشر و الوزيع‪ 1341 ،‬هـ)‪.8،‬‬
‫‪3‬حممود كامل الناقة‪،‬تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى (مكة ‪ :‬جامعة أم القرى‪.114،)1881 ,‬‬
‫‪ 4‬مىن إبراهيم اللبودى‪ ,‬احلوار‪ -‬فنياته و اسرتاتيجياته وأساليب تعليميه‪( -‬القاهرة‪ :‬مكتبة وهبة‪.10 ،)3004 ,‬‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪11‬‬

‫الشك أن الكالم من أهم ألوان النشاط اللغوي للصغار والكبار‪ ،‬فالناس يستخدمون‬
‫الكالم أكثر من الكتابة‪ ،‬أي أهنم يتكلمون أكثر مما يكتبون‪ ،‬ومن مث نستطيع أن نعترب أن‬
‫الكالم هو الشكل الرئيسي لالتصال بالنسبة لإلنسان ومن هنا فهو يعترب أهم جزء يف ممارسة‬
‫اللغة واستخدامها‪.5‬‬
‫الكالم من املهارات األساسية‪ ،‬اليت يسعى الطالب إىل إتقاهنا يف اللغات األجنبية‪.6‬‬
‫تظهر أمهية تعليم ال كالم يف اللغة األجنبية من أمهية الكالم ذاته يف اللغة‪ .‬مهارة الكالم تعترب‬
‫جزءا رئيسا يف منهج تعليم اللغة األجنبية‪ ،‬ويعتربه القائمون على هذا امليدان من أهم أهداف‬
‫تعليم لغة أجنبية‪ ،‬ذلك أنه ميثل يف الغالب اجلزء العملي والتطبيقي لتعلم اللغة‪.7‬‬
‫قال طعيمة أن القدرة على امتالك الكلمة الدقيقة الواضحة ذات أثر يف حياة‬
‫اإلنسان‪ .‬ففيها تعبري عن نفسه‪ ,‬و قضاء حلاجته‪ ,‬وتدعيم ملكانته بني الناس‪ .8‬وأضاف طعيمة‬
‫قائال أن الكالم يف اللغة العربية من املهارات األساسية اليت متثل غاية من غايات الدراسة‬
‫اللغوية‪ .‬وإن كان هو نفسه وسيلة التصال مع اآلخرين‪.9‬‬
‫ا لكالم من املهارات اللغوية األساسية‪ ،‬وليس الكالم فرعا لغويا معزوال عن باقى فروع‬
‫اللغة العربية‪ ،‬بل هو الغاية من دراسة كل فروع اللغة العربية لألجانب‪ .‬شرح أمحد فؤاد حممود‬
‫عليان من أمهية الكالم هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الكالم كوسيلة إفهام سبق الكتابة يف الوجود‪ ,‬فاإلنسان تكلم قبل أن يكتب‪.‬‬

‫‪5‬فتحى على يونس وأخرون‪ ،‬أساسيات تعليم اللغة العربية والرتبية الدينية (القاهرة ‪ :‬دار الثقافة للطباعة والنشر‪ ،‬دون‬
‫السنة)‪.133-134،‬‬
‫‪6‬عبد الرمحن بن إبراهيم الفوزان‪ ،‬إضاءات ملعلي اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬الطبعة األوىل (الرياض‪ :‬مكتبة امللك فهد‪،‬‬
‫‪.581،)3011‬‬
‫‪7‬حممود كامل الناقة و رشدي أمحد طعيمة‪ ،‬طرائق تدريس اللغة العربية لغري الناطقني هبا(إيسيسكو‪ :‬منشورات املنظمة‬
‫اإلسالمية للرتبية و العلوم و الثقافة‪ 5141 ،‬هـ ‪ 4002 /‬م)‪.131-131،‬‬
‫‪ 8‬رشدي أمحد طعيمة‪،‬تعليم العربية لغري الناطقني هبا‪ :‬مناهجه و أساليبه( ايسيسكو ‪-‬مصر‪ :‬منشورات املنظمة اإلسالمية‬
‫للرتبية و العلوم والثقافة‪.560،)5181 ,‬‬
‫‪9‬طعيمة‪ ،‬مرجع سابق‪.110 ،‬‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪12‬‬

‫ب‪ -‬التدريب على الكالم يعود اإلنسان الطالقة يف التعبري عن أفكاره‪ ,‬والقدرة على‬
‫املبادأة ومواجهة اجلماهري‪.‬‬
‫ج‪ -‬احلياة املعاصرة مبا فيها من حرية و ثقافة‪ ،‬يف حاجة ماسة إىل املناقشة و ابداء الرأي‬
‫و اإلقناع‪ ،‬وال سبيل إىل ذلك إال بالتدريب الواسع على التحدث الذي سيؤدي إىل‬
‫التعبري الواضح عما يف النفس‬
‫د‪ -‬الكالم ليس وسيلة لطمأنة الناس املتنقلني فقط‪ ,‬بل طمأنة أهليهم وذويهم‪ ,‬ألن يف‬
‫انقطاع االتصال بداية اخلطر‪ .‬فاملغرتب واملسافر عندما يكلم أهله باهلاتف يطمئنهم‪,‬‬
‫ويكلم رفاقه وأصدقاءه فيطمئن عليهم‪ ,‬ويطمئنون عليه‪.‬‬
‫ه‪ -‬الكالم مؤشر صادق – إىل حد ما‪ -‬للحكم على املتكلم ‪ ،‬ومعرفة مستواه الثقاىف‪،‬‬
‫وطبقته االجتماعية ‪ ،‬ومهنته أو حرفته‪ ،‬ذلك ألن املتكلمني على اختالف أنواعهم ‪،‬‬
‫إمنا يستخدمون اصطالحات لغوية تنيبء عن عملهم‪ ،‬ومن هنا فإن الكالم هو‬
‫اإلنسان‪ ،‬ولذلك قال بعض علماء املنطق‪ :‬إن اإلنسان حيوان ناطق‪.‬‬
‫و‪ -‬الكالم وسيلة اإلقناع‪ ,‬والفهم واإلفهام بني املتكلم واملخاطب‪ ,‬ويبدو ذلك واضحاً‬
‫من تعدد القضايا املطروحة للمناقشة بني املتكلمني‪ ,‬أو املشكالت اخلاصة والعامة‬
‫اليت تكون حمالً للخالف‪.‬‬
‫ز‪ -‬الكالم وسيلة لتنفيس الفرد عما يعانيه‪ ,‬ألن تعبري الفرد عن نفسه‪-‬ولو كان حيدث‬
‫نفسه‪ -‬عالج نفسي خيفف من حدة األزمة اليت يعانيها‪ ,‬أو املواقف اليت يتعرض‬
‫هلا‪.‬‬
‫ح‪ -‬الكالم وسيلة رئيسية يف العملية التعليمية يف خمتلف مراحلها‪ ,‬الميكن أن يستغين‬
‫عنها معلم يف أية مادة من املواد للشرح والتوضيح‪.‬‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪13‬‬

‫ط‪ -‬الكالم نشاط إنساين يقوم به الصغري والكبري‪ ،‬واملتعلم واجلاهل‪ ،‬والذكر واألنثى‪،‬‬
‫حيث يتيح للفرد فرصة أكثر ىف التعامل مع احلياة‪ ،‬والتعبري عن مطالبه الضرورية‪.10‬‬

‫أهداف تعليم مهارة الكالم للناطقين بغير اللغة العربية‬

‫إن اللغة تتمثل منأربعة فنون أو مهارات هي االستماع والكالم والقراءة والكتابة‪ .‬ولكل‬
‫فن أو مهارة من املهارات اللغوية أهداف‪ .‬وملهارة الكالم أهداف عامة على مستوى الربنامج‬
‫التعليمي املعني‪ ،‬كما هلا أهداف خاصة ترتبط عادة باحلصة الدراسية‪ ،‬ولكل نوع من هذين‬
‫النوعني صياغة لغوية ختتلف عن األخرى‪.11‬‬
‫وفيما يلي األهداف العامة ملهارة الكالم للناطقني بغري اللغة العربية كما يشري بذلك‬
‫كثري من علماء اللغة التطبيقيني‪:‬‬
‫نطق األصوات نطقا صحيحا‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫التمييز عند النطق بني األصوات املتشاهبة متييزا واضحا‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫التمييز عند النطق بني احلركات القصرية وبني احلركات الطويلة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تأدية أنواع النرب والتنغيم بطريقة مقبولة من متحدثي العربية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫نطق األصوات املتجاورة نطقا صحيحا‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫التعبري عن األفكار واستخدام الصيغ النحوية املناسبة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫استخدام التعبريات املناسبة املواقف املختلفة‪.‬‬ ‫‪-7‬‬

‫استخدام عبارات اجملاملة والتحية استخداما سليما يف ضوء فهمه للثقافة العربية‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫استخدام النظم الصحيح لرتاكيب الكلمة العربية عند الكالم‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫التعبري واحلديث عند توافر ثروة لغوية متكنه من االختيار الدقيق للكلمة‪.‬‬ ‫‪-10‬‬

‫‪10‬أمحد فؤاد حممود عليان‪ ،‬املهارات اللغوية وامهيتها و طرائق تدريسها (الرياض‪ :‬دار املسلم للنشر و الوزيع‪1341 ،‬‬
‫هـ)‪.88-87،‬‬
‫‪ 11‬عمر الصديق عبد اهلل‪ ،‬تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‪ ،‬الطبعة األوىل ( اجليزة‪ ،‬الدار العاملية للنشر والتوظيع‪،)3008 ،‬‬
‫‪.71‬‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪14‬‬

‫ترتيب األفكار ترتيبا منطقيا يلمسه املستمع‪.‬‬ ‫‪-11‬‬

‫ترتيب األفكار بالقدرة املناسب من اللغة فال هو بالطويل اململ وال هو بالقصري‬ ‫‪-13‬‬

‫اململ‪.‬‬
‫التحدث بشكل مرتابط لفرتات زمنية مقبولة مما ينىبء عن ثقته بالنفس وقدرته على‬ ‫‪-14‬‬
‫مواجهة اآلخرين‪.‬‬
‫نطق الكلمة املنونة نطقا صحيحا مييز التنوين عن غريه من الظواهر‪.‬‬ ‫‪-13‬‬
‫استخدام االشارات واالمياءات واحلركات غري اللفظية استخداما معربا عما يريد‬ ‫‪-11‬‬
‫توصيله من أفكار‪.‬‬
‫التوقف يف فرتات مناسبة عند الكالم‪ ،‬عندما يريد إعادة ترتيب أفكاره أو توضيح‬ ‫‪-11‬‬

‫شىء منها‪ ،‬أو مراجعة صياعة بعض ألفاظه‪.‬‬

‫االستجابة ملا يدور أمامه من حديث استجابة تلقائية ينوع فيها أشكال التعبري‬ ‫‪-17‬‬
‫وأمناط الرتاكيب مما ينىبء عن حترر من القوالب التقليدية يف الكالم‪.‬‬
‫الرتكيز عند الكالم على املعىن وليس على الشكل اللغوي الذي يصوغ فيه هذا‬ ‫‪-18‬‬

‫املعين‪.‬‬
‫تغيري جمرى احلديث والكفاءة عندما يتطلب املوقف ذلك‪.‬‬ ‫‪-18‬‬
‫حكاية اخلربات الشخصية بطريقة جذابة ومناسبة‪.‬‬ ‫‪-30‬‬

‫إلقاء خطبة قصرية متكاملة العناصر‪.‬‬ ‫‪-31‬‬

‫إدارة املناقشة يف موضوع معني‪ ،‬وحتديد أدوار األعضاء املشرتكني فيها واستخالص‬ ‫‪-33‬‬
‫النتائج من بني اآلراء اليت يطرحها األعضاء‪.‬‬
‫إدارة حوار هاتفي مع أحد الناطقني تالعربية‪.12‬‬ ‫‪-34‬‬

‫توجيهات عامة لتعليم مهارة الكالم للناطقين بغير اللغة العربية‬

‫‪12‬رشدي أمحد طعيمة‪ ،‬دليل عمل يف اعداد املواد التعليمية لربامج تعليم العربية ( املكة املكرمة‪ ،‬جامعة أم القرى ‪،‬‬
‫‪.170،)1881‬‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪15‬‬

‫يعترب الكالم الفن الثاين من فنون اللغة األربعة بعد االستماع‪ ،‬وهو مهارة انتاجية‬
‫تتطلب من املتعلم القدرة على استخدام األصوات بدقة‪ ،‬والتمكن من الصيغ النحوية ونظام‬
‫ترتيب الكلمات اليت تساعده على التعبري عما يريد أن يقوله يف مواقف احلديث‪ .‬أو يقول‬
‫الشنطى الكالم هو مهارة نقل املعتقدات واألحاسيس واالجتاهات واملعاين األفكار واألحداث‬
‫من املتحدث إىل اآلخرين يف طالقة وانسياب مع صحة يف التعبري وسالمة يف األداء‪.13‬‬
‫يف تعليم مهارة من املهارات اللغوية لتوجد التوجيهات للتعليم‪ .‬ويذكر طعيمة جمموعة‬
‫من التوجيهات العامة اليت قد تسهم يف تطوير تعليم مهارة الكالم يف العربية كلغة ثانية‪: 14‬‬
‫‪ -1‬تدريس الكالم يعين ممارسة الكالم ‪ :‬يقصد بذلك أن يتعرض الطالب بالفعل إىل‬
‫مواقف يتكلم فيها بنفسه ال أن يتكلم غريه عنه‪ ..‬إن الكالم مهارة ال يتعلمها الطالب‬
‫إن تكلم املعلم وظل هو مستمعا‪ ..‬من هنا تقاس كفاءة املعلم يف حصة الكالم مبقدار‬
‫صمتة وقدرته على توجيه احلديث وليس بكثرة كالمه واستئثاره باحلديث‪.‬‬
‫أن يعرب الطالب عن خربة ‪ :‬يقصد يذلك أال يكلف الطالب بالكالم عن شيئ ليس‬ ‫‪-2‬‬
‫لديه عل م به ‪ ..‬ينبغي أن يتعلم الطالب أن لديه شيئ يتحدث عنه‪ .‬ومن العبث أن‬
‫يكلف الطالب بالكالم يف موضوع غري مألوف إذ أن هذا يعطل فهمه‪ .‬وقد ال جيد يف‬
‫رصيده اللغوي ما يسعفه‪.‬‬
‫التدريب على توجيه االنتباه ‪ :‬ليس الكالم نشاطا آليا يردد فيه الطالب عبارات معينة‬ ‫‪-3‬‬

‫وقتما يراد منه الكالم‪ ..‬إن الكالم نشاط عقلي مركب‪ ..‬إنه يستلزم القدرة على متييز‬
‫األصوات عند مساعها وعند نطقها‪ .‬والقدرة على تعرف الرتاكيب وكيف أن ختالفها‬
‫يؤدي إىل اختالف املعىن ‪ ...‬إن الكالم باختصار نشاط ذهين يتطلب من الفرد أن‬

‫‪13‬حممد صاحل الشنطى‪ ،‬املهارات اللغوية‪ :‬مدخل إىل خصائص اللغة العربية وفنوهنا (اململكة السعودية العربية‪ :‬األندلوس‪،‬‬
‫‪.511 ،)5112‬‬
‫‪14‬رشدي أمحد طعيمة‪،‬تعليم العربية لغري الناطقني هبا‪ :‬مناهجه و أساليبه (مصر‪ :‬منشورات املنظمة اإلسالمية للرتبية و العلوم‬
‫والثقافة‪ ,‬ايسيسكو‪.56-560،)5181 ،‬‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪16‬‬

‫يكون واعيا ملا صدر عنه حىت ال يصدر منه ما ال يالم عليه‪ ..‬وقدميا قيل إن عثرات‬
‫اللسان أفتك من عثرات السنان‪.‬‬
‫عدم املقاطعة و كثرة التصحيح ‪ :‬من أكثر األشياء حرجا للمتحدث وإحباطا له أن‬ ‫‪-4‬‬
‫يقاطعه اآلخرون‪ .‬وإذا كان هذا يصدق على املتحدثني يف لغاهتم األوىل فهو أكثر‬
‫صدقا بالنسبة للمتحدثني يف لغات ثانية‪ ..‬إن لديهم من العجز يف اللغة ما يعوقهم عن‬
‫االسرتسال يف احلديث أو إخراجه بشكل متكامل ‪ ،‬ولعل مما يزيد يف إحساسه هبذا‬
‫العجز أن يقاطعه املعلم‪ ..‬ويرتبط هبذا أيضا أال يُلِح املعلم يف تصحيح أخطاء الطالب‪.‬‬
‫مستوى التوقعات ‪ :‬من املعلمني من تزيد توقعاته كما سبق القول عن اإلمكانات‬ ‫‪-5‬‬
‫احلقيقة للطالب‪ ،‬فيظل يراجع الطالب‪ ،‬ويستحثه على استيفاء القول مث يلومه إن مل‬
‫يكن عند مستوى التوقعات‪ .‬إن احلقيقة اليت ينبغي أن يعرفها معلم العربية كلغة ثانية أن‬
‫األجنيب‪ ،‬خاصة إن تعلم العربية وهو كبري‪ ،‬يندر أن يصل إىل مستوى العرب عند‬
‫ممارسته مهارة الكالم‪ ..‬وهذه ظاهرة ال ختتص بتعلم العربية وحدها‪ ،‬وإمنا تشمل كافة‬
‫الدارسني للغات الثانية‪.‬‬
‫وعلى املعلم إذن أن يق ّدر ذلك‪،‬وأن يكون واقعيا‪ .‬وأن مييز بني مستوى الكالم‬
‫الذي يصدر عن الناطقني بالعربية وذلك الذي يصدر عن الناطقني بلغات أخرى‪.‬‬
‫التدرج ‪ :‬ينطبق مبدأ التدرج هنا أيضا‪ ..‬إن الكالم‪ ،‬كما قلنا‪ ،‬مهارة مركبة ونشاط‬ ‫‪-6‬‬

‫عقلي متكامل‪ ..‬وتعلُّم هذه املهارة ال حيدث بني يوم وليلة‪ ،‬وال بني عيشة وضحاها‪.‬‬
‫إهنا عملية تستغرق وقتا وتطلب من الصرب واجلهد واحلكمة ما ينبغي أن ميلكه املعلم‪.‬‬
‫وعليه أن يهيئ من مواقف الكالم ما يناسب مع كل مستويات الدارسني كالتايل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬بالنسبة للمستوى االبتدائي ‪ :‬ميكن أن تدور مواقف الكالم حول أسئلة يطرحها‬
‫املعلم وجيب عليها الطالب‪ .‬ومن خالل هذه اإلجابة يتعلم الطالب كيفية اننتقاء‬
‫الكلمات وبناء اجلمل وعرض األفكار‪ .‬ويفضل أن يرتب املعلم هذه األسئلة‬
‫بالشكل الذي ينتهي بالطالب إىل بناء موضوع متكامل‪ .‬ومن املواقف أيضا‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪17‬‬

‫تكليف الطالب باإلجابة عن التدريبات الشفهية ‪ ،‬وحفظ بعض احلوارات‬

‫واإلجابة الشفهية عن أسئلة مرتبطة بنص قرأوه‪.‬‬
‫ب‪ -‬املستوى املتوسط ‪ :‬يرتفع مستوى املواقف اليت يتعلم الطالب من خالهلا مهارة‬
‫الكالم‪ .‬من هذه املواقف لعب الدور وإدارة االجتماعات‪ ،‬واملناقشة الثنائية‪،‬‬
‫ووصف األحداث اليت وقعت للطالب‪ ،‬وإعادة رواية األخبار اليت مسعوها يف‬
‫التلفاز واإلذاعة واألخبار عن حمادثة هاتفية جرت أو إلقاء تقرير مبسط وغريها‪.‬‬
‫ج‪ -‬املستوى املتقدم ‪ :‬وهنا قد حيكي الطالب قصة أعجبتهم‪ ،‬أو يصفون مظهرا من‬
‫مظاهر الطبيعة‪ ،‬أو يلقون خطبة أو يديرون املناظرة أو يتكلمون يف موضوع‬
‫مقرتح‪ ،‬أو يلقون حوارا يف متثيله‪ ،‬أوغري ذلك من مواقف‪ .‬املهم يف هذا كله أن‬
‫يراعي املعلم الرصيد اللغوي عند الدارسني وكذلك اهتمامهم ومدى مالديهم من‬
‫خربة عن موضوع احلديث‪.‬‬
‫قيمة ا ملوضوع ‪ :‬تزداد دافعية الطالب للتعلم كلما كان ما يتعلمونه ذا معىن عندهم‪ ،‬وذا‬ ‫‪-7‬‬

‫قيمة يف حياهتم‪ .‬وينبغي أن حيسن املعلم اختيار املوضوعات اليت يتحدث الطالب فيها‬
‫خاصة يف املستوى املتقدم‪ ،‬حيث أن الفرصة متاحة للتعبري احلر‪ .‬فينبغي أن يكون‬
‫املوضوع ذا قيمة‪ ،‬وأن يكون واضحا وحمددا‪ .‬ويفضل أن يطرح على كل طالب يف كل‬
‫مرة موضوعا أو أكثر حىت تكون حرية االختيار متاحة هلم‪ ،‬فيتكلمون عما يعرفون‪.‬‬

‫طرق وأساليب تعليم مهارة الكالم للناطقين بغير اللغة العربية‬

‫هناك طرق عديدة وأساليب متنوعة يف تعليم مهارة الكالم للناطقني بغري اللغة العربية‪،‬‬
‫أهم الطرق واألساليب املستخدمة فيما يلي‪:‬‬
‫ومن املمكن أن نوجز ّ‬
‫طرق تعليم مهارة الكالم‬ ‫أ‪-‬‬

‫الطريقة املباشرة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫مسيت هذه الطريقة بالطريقة املباشرة ألن التعلم فيها يتم بالربط املباشر بني‬
‫الكلمات األجنبية والعبارات واألشياء‪ ،‬واألحاديث الىت تدل عليها بدون استخدام اللغة‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪18‬‬

‫القومية من جانت املدرس أو من جانت الطلبة‪ .15‬وإن هذه الطريقة تفرتض وجود‬
‫عالقة مباشرة بني الكلمة والشيء أو بني العبارة والفكرة‪ ،‬من غري حاجة إىل وساطة‬
‫اللغة األم أو تدخلها‪ .‬ومن إحدى أهدافها إهتمامها كثريا باجلوانب الشفهية من اللغة‪،‬‬
‫وتأخري اجلوانب املكتوبة منها‪.16‬‬
‫واحلديث يف هذه الطريقة يسبق القراءة‪ ،‬وحىت يف القراءة يشجع الطلبة على أن‬
‫يربزوا الصلة املباشرة بني الكلمة املكتوبة وفهمهم هلا بدون املرور مبرحلة متوسطة مثل‬
‫الرتمجة إىل اللغة القومية‪ ،‬واهلدف النائي من ذلك تنمية القدرة على التفكري يف اللغة‬
‫األجنبية سواء أخذت شكل حمادثة أو قراءة أو كتابة‪.‬‬
‫وباستخدام هذه الطريقة كان التالميذ قادرين على تنمية النطق الصحيح بدون‬
‫تأثر بأوجه التشابه يف الكتابة بني اللغة األجنية واللغة القومية ويتعودون يف التحدث‬
‫العريب املباشر‪.‬‬
‫الطريقة السمعية الشفهية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫إ ّن هذه الطريقة تنظر إىل اللغة على أهنا جمموعة من الرموز الصوتية‪ ،‬واألنظمة‬
‫الصرفية والنحوية‪ ،‬اليت تربطها عالقات بنيوية شكلية‪ ،‬يتعارف عليها الناطقون باللغة‪،‬‬
‫لتحقيق اإلتصال فيما بينهم‪ .‬كما تنظر هذه الطريقة إىل اللغة على أهنا مظهر منطوق‪،‬‬
‫وأن الكتابة مظهر ثانوي طارئ‪ ،‬وتؤكد أن اللغات ختتلف فيما بينها ‪ ،‬وأن لكل لغة‬
‫مساهتا وخصوصيتها اليت متيزها من غريها من اللغات‪ ،‬وأنه ال توجدلغات بدائية وأخرى‬
‫متحضرة‪.‬‬
‫وتنظر هذه الطريقة إىل تعلم اللغة على أنه اكتساب لعادات سلوكية‪ ،‬يتم من‬
‫خالل التقليدواحملاكاة‪ ،‬ويعتمدعلى املثري واالستجابة والتعزيز‪ .‬فاكتساب اللغة وتعلمها‪-‬‬

‫‪15‬فتح علي يونس وحممد عبد الرؤوف‪ ،‬املرجع يف تعليم اللغة العربية لألجانب ‪-‬من النظرية إىل التطبيق‪( -‬قاهرة ‪ :‬مكتبة‬
‫وهبة‪.73،)3004 ،‬‬
‫‪16‬عبد العزيز بن إبراهيم العصيلي‪ ،‬طرائق تدريس اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى (جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪:‬‬
‫‪ 3003‬م)‪.13 ،‬‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪19‬‬

‫وفقا هلذه النظرة‪ -‬سلسلة من املثريات اليت تعقبها استجابات صحيحة‪ ،‬وينطفئ أو‬
‫ينسى ما عدا ذلك من االستجابات اخلاطئة‪.17‬‬
‫تركز هذه الطريقة على ممارسة االستماع والكالم كثريا‪ ،‬يتعود الطالب يف‬
‫تدريب الكالم من الناطق األصلى حىت يتقنهم على متييز األصوات أو بالنطق واملخرج‬
‫ومبا يسمى التنغيم صحيحا‪.‬‬
‫طريقة اإلستجابة اجلسدية الكاملة‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫هي تربط النشاط البدين مباشرة باستيعاب اللغة وفهمها‪ .‬وتقوم هذه الطريقة‬
‫على اتباع وإرشادات املدرس‪ ،‬وذلك باالستجاب اجلسدي املشاهد‪ .‬ومن مبادئ هذه‬
‫الطريقة‪:‬‬
‫‪ )1‬تأجيل تعليم احملادثة املباشرة‪ ،‬حىت يتمكن الطالب من فهم اللغة املتحدث هبا‪.‬‬
‫‪ )3‬يتحقق فهم اللغة هبا عن طريق مجل يقوهلا املدرس بصيغة األمر‪.‬ميكن التوقع بأن‬
‫الطالب سيبدون استعدادهم للتحدث بعد أن حيسوا بفهمهم للغة‪.18‬‬
‫هبذه الطريقة كان الطالب فامهني احملتوى قبل ممارسة الكالم‪ ،‬والطالب قادرين‬
‫على التعبري املناسب يف املوقف املختلفة‪.‬‬
‫أساليب تعليم مهارة الكالم‬ ‫ب‪-‬‬

‫األسئلة واألجوبة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يعترب طرح األسئلة‪ ،‬واستدعاء اإلجابات‪ ،‬من صور احلوار الىت تشيع يف مواقف‬
‫احلياة اليومية رمسية وغري رمسية‪ ،‬وهي وسيلة فعالة للتواصل اإلنساين فالسؤال أداة إجيابية‬
‫خالقة وفعالة يف قطف مثار املعرفة واحلصول على املعلومات‪ ،‬وال ميكن تصور علم أو‬
‫عمل أو جناح يف أي نشاط من أنشطة احلياة خيلو من استخدام األسئلة‪.19‬‬

‫‪ 17‬عبد العزيز بن إبراهيم العصيلي‪ ،‬طرائق تدريس اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى (جامعة اإلمام حممد بن سعود‪3003 :‬‬
‫م)‪.103 ،‬‬
‫‪ 18‬حممد خضر عرييف و أنور نقشبندي‪ ،‬مقدمة يف علم اللغة التطبيقي (جدة‪ :‬دار خضر‪1883 ،‬م)‪.18 ،‬‬
‫‪19‬مىن إبراهيم اللبودى‪ ,‬احلوار‪ -‬فنياته و اسرتاتيجياته وأساليب تعليميه‪( -‬القاهرة‪ :‬مكتبة وهبة‪.34،)3004 ,‬‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪20‬‬

‫وامتالك الفرد فنيات السؤال يفتح أمامه قنوات فعالة مؤثرة للتواصل الناجح مع‬
‫اآلخرين‪ ،‬واحلصول على أثصى قدر متاح من املعلومات‪ ،‬وميكن القول بأنه ال تفاهم‬
‫بال تواصل‪ ،‬والتواصل بال حوار‪ ،‬وال حوار بال أسئلة‪ .‬وتأتى أمهية السؤال من كونه يثري‬
‫الذهن‪ ،‬ويتيح لألشخاص فرصة استخدام عقوهلم بطريقة بناءة‪.20‬‬
‫يتضح من هذا البيان أن هبذا األسلوب يستوعب الطالب على الكفاءة أو‬
‫القدرة يف تقدمي السؤال واجلواب بالعربية جيدة‪ ،‬ألن فيه تدريبات للممارسة على تقدمي‬
‫السؤال واجلواب‪.‬‬
‫احملادثة‬ ‫‪-3‬‬
‫قا ل مصطفى احملادثة من أهم ألوان النشاط اللغوي لدى الصغار والكبار على‬
‫حد سواء‪ ،‬وبالرغم من أمهية هذا اجملال‪ ،‬فإن نظرة واحدة إىل ما جيرى يف املدارس جند‬
‫أن احملادثة واملناقشة التلقيان ما تستحقانه من عناية‪ .‬فاحملادثة تدريسها قاصر على‬
‫املدرسة االبتدائية‪ ،‬وحىت يف هذه املدرسة جند األمر ال يتعدى املسائل الشكلية اخلاصة‬
‫بتكوين اجلمل‪.21‬‬
‫والخيتلف قول مىن أن احملادثة هي أسلوب للتدريب الشفوي املضبوط‪،‬‬
‫يستخدم يف تعليم اللغة‪ .‬ويتم فيها اقرتاح التعبري أو الكالم الذي يقوله كل طالب‬
‫مشارك يف احملادثة‪ .‬ومتتاز هذا األسلوب بأنه جتعل الطالب يدركون أمهية السياق املادي‬
‫واالجتماعي والنفسي الذي حييط بأطراف التواصل وحيدد طبيعة اللغة املستخدمة ونربة‬
‫الصوت ويضفى على بعض الكالمات دالالت خاصة تنبع من املوقف‪.22‬‬
‫املناقشة‬ ‫‪-4‬‬
‫هي طريقة تقوم يف جوهرها على احلوار‪ .‬وفيها يعتمد املعلم على معارف‬
‫التالميذ وخرباهتم السابقة‪ ،‬فيوجه نشاطهم بغية فهم القضية اجلديدة مستخدما األسئلة‬

‫‪20‬مىن إبراهيم اللبودى‪،‬احلوار‪ -‬فنياته و اسرتاتيجياته وأساليب تعليميه‪(-‬القاهرة‪ :‬مكتبة وهبة‪.34 ،)3004 ,‬‬
‫‪ 21‬مصطفى رسالن‪ ،‬تعليم اللغة العربية (القاهرة‪ :‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.118 ،)3001 ،‬‬
‫‪22‬إبراهيم اللبودى‪.11,‬‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪21‬‬

‫املتنوعة وإجابات التالميذ لتحقيق أهداف درسه‪ .‬واملناقشة يف أحسن صورها اجتماع‬
‫عدد من العقول حول مشكلة من املشكالت‪ ،‬أو قضية من القضايا ودراستها دراسة‬
‫منظمة‪ ،‬بقصد الوصول إىل حل املشكالت أو االهتداء إىل رأي يف موضوع القضية‪.‬‬
‫وللمناقشة عادة رائد يعرض املوضوع‪ ،‬ويوجه اجلماعة إىل اخلط الفكرى الذي تسري فيه‬
‫املناقشة حىت تنتهي إىل احلل املطلوب‪.23‬‬
‫وقالت مىن املناقشة هي موقف خمطط يشرتك فيه جمموعة من األفراد حتت‬
‫إشراف وتوجيه قيادة معينة لبحث مشكلة أو موضوع حمدد بطريقة منظمة‪ ،‬ويعرف كل‬
‫فرد فيها دوره هبد الوصول إىل حل تلك املشكلة أو املوضوع وحتليلها وتفسريها وتقوميها‬
‫للتوصل إىل أفضل احللول‪ .‬وهي نوع من النشاط يتحدث املشاركون فيه معا بنظام‬
‫ويتبادلون املعلومات حول موضوع أو مشكلة‪ .‬ويبحثون عن إجابات أو حلول تستند‬
‫إىل األدلة املتاحة‪ .‬فضال عن كوهنا أحد األساليب الىت تستخدم يف التعليم‪.24‬‬
‫بأسلوب املناقشة ميتلك الطالب القدرة على التحدث العريب يف إدارة املناقشة‬
‫يف موضوع معني‪.‬‬
‫متثيل األدوار‬ ‫‪-3‬‬
‫وهي من أساليب العمل اجلماعي املوجه بإجراءات وتتكون اجملموعة من ‪-7‬‬
‫‪ 10‬طالب‪ .‬ويتطلب استخدامه تدريب الطالب على االلتزام باملوقف‪ ،‬واألداء‬
‫الدرامى‪ ،‬واحلوارات املسرتسلة‪ ،‬وحيذر اخلرباء من استخدام هذا األسلوب دون تدريب‬
‫مسبق على متطلباته ألنه قد يؤدى إىل نتائج معاكسة يف حالة فشل الطالب يف أداء‬
‫األدوار وتعرضهم للسخرية من قبل زمالئهم‪.25‬‬
‫ويف هذه الطريقة حيدد للطالب موقف أو مشكلة‪ ،‬عادة تكون بسيطة‬
‫ومألوفة‪ ،‬يتناقشون بشأهنا من خالل حوار درامى حر يستمر عادة من ‪ 10-7‬دقائق‬

‫‪ 23‬حسن شحاتة‪ ،‬تعليم اللغة العربية بني النظرية والتطبيق (اللبنان‪ :‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،‬دون السنة)‪.41،‬‬
‫‪24‬مىن إبراهيم اللبودى‪ ,‬احلوار‪-‬فنياته و اسرتاتيجياته وأساليب تعليميه‪( -‬القاهرة‪ :‬مكتبة وهبة‪.34،)3004 ,‬‬
‫‪25‬إبراهيم اللبودى‪ ،‬مرجع سابق‪.71،‬‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪22‬‬

‫للوصول إىل حلها يلى ذلك تلخيص ألهم املعلومات أو النتائج الىت مت التوصل إليها‪،‬‬
‫وقد تأكد فعالية هذه الطريقة من خالل نتائج دراسة أجريت على الطالب املعاقني‬
‫مسعيا وأكدت فعالية استخدام املواقف الدرامية داخل الفصل يف حتسني مهارات‬
‫التواصل يف املوقف االجتماعية لدى هؤالء الطالب‪.26‬‬

‫اختبارات تعليم مهارة الكالم للناطقين بغير اللغة العربية‬

‫االختبار جزء أساسي يف عملية التعليم‪ ،‬حيث أنه يلعب دورا مهما‪ .‬واالختبار اللغوي‬
‫هو جمموعة من األسئلة اليت يطلب من الدارسني أن يستجيبوا هلا هبدف قياس مستواهم يف‬
‫مهارة لغوية معينة وبيان مدى تقدميه فيها ومقارنته بزمالئه‪ .27‬وهتدف اختبارات الكالم إىل‬
‫معرفة مدى جناح الطلبة يف التدريس أي بعبارة أخري إىل قياس قدرة الطلبة على مهارهتم‬
‫الكالم بعد عملية التدريس مبستوياهتا املختلفة‪.‬‬
‫الشك أن هناك صعوبة يف إجراء اختبارات الكالم ويف تقييم هذه املهارة‪ ،‬حيث إهنا‬
‫تتطلب يف العادة اختبارات فردية مما يستغرق وقتا طويال‪ .‬وأضاف اخلوىل قائال أن كثريا ما‬
‫يهمل املعلمون اختبارات االستماع ومهارات الكالم ألن مهاريت االستماع والكالم مهملتان‬
‫يف األنشطة الصفية اليومية‪.28‬‬
‫وأيضا من الصعوبات اليت تواجه من يريد احلكم على هذه املهارة أهنا تتكون من‬
‫عناصر أو عوامل عديدة جديرة باملراقبة‪ ،‬منها ‪ :‬النطق والتنغيم والنرب والوضوحوالصحة النحوية‬
‫و اختيار املفردات‪ .‬وال خيتلف قول إيفندي من بعض العناصر اللغوية يف مهارة الكالم هي‪:‬‬
‫(‪) 1‬ناحية لغوية حتتوى على‪ :‬النطق أو املخرج‪ ،‬والنرب‪ ،‬والتنغيم‪ ،‬اختيار املفردات أو الكلمة‪،‬‬

‫‪26‬إبراهيم اللبودى‪ ,‬مرجع سابق‪.73،‬‬

‫‪27‬رشدي أمحد طعيمة‪ ،‬تعليم العربية لغري الناطقني هبا‪ :‬مناهجه و أساليبه (مصر‪ :‬منشورات املنظمة اإلسالمية للرتبية و العلوم‬
‫والثقافة‪.337،)5181 ،‬‬
‫‪28‬حممد على اخلويل‪ ،‬االختبارات اللغوية (األردن‪ :‬دار الفالح للنشر والتوزيع‪.183 ،)3000 ،‬‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪23‬‬

‫واختيار اجلملة‪ ،‬الرتاكيب النحوية والصرفية‪ ،‬والتنويع‪)3( .‬ناحية خارجية حتتوي على‪ :‬طالقة‬
‫الكالم‪ ،‬وفهم املوضوع‪ ،‬واملهارة أو الكفاءة‪ ،‬الفكرية‪ ،‬والشجاعة‪ ،‬والنشاط‪ ،‬والتعاونية‪.29‬‬
‫نعطى النموذج لتقومي مهارة الكالم يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫عناصر مهارة الكالم‬ ‫الطالب‬ ‫الرقم‬

‫الطالق‬ ‫اختيار املفردات الرتاكيب النحوية‬ ‫التنغيم‬ ‫النطق‬

‫‪1‬‬

‫‪3‬‬

‫‪4‬‬

‫الخاتمة‬
‫إن تعليم مهارة الكالم للناطقني بغري اللغة العربية له دور هامومكان فائق يف تعليم‬
‫اللغة األجنبية‪ ،‬إذ أن اللغ ة أساسها الكالم‪ .‬ومهارة الكالم يف اللغة العربية من املهارات‬
‫األساسية اليت متثل غاية من غايات الدراسة اللغوية‪ .‬ومن املألوف أن تعليم مهارة الكالم‬
‫للناطقني بغري اللغة العربية خيتلف بتعليم اللغة العربية للناطقني هبا‪ ،‬ولذا ينبغ على معلمي اللغة‬
‫العربية للناطقني بغري اللغة العربية أن يعرفوا خصائص واختالف بينهما ليكون التعليم جيدا‬
‫وحتقق أهداف التعليم املرجوة‪.‬‬
‫وال يفوتنا يف هناية الكالم أن نسأل اهلل اهلداية والتوفيق إنه نعم املوىل ونعم النصري‪.‬‬
‫وصلى اهلل على سيدناحممد وعلى آله وأصحابه أمجعني‪ .‬وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب‬
‫العاملني‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪Ahmad FuadEffendy,MetodologiPengajaranBahasa Arab (Malang: Misykat, 2008), 154.‬‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪24‬‬

‫قائمة المراجع‬
‫المراجع العربية‬
‫أمحد فؤاد حممود عليان‪ ،‬املهارات اللغوية وامهيتها و طرائق تدريسها‪ ،‬الرياض‪ :‬دار املسلم للنشر‬
‫و الوزيع‪.1341 ،‬‬
‫حسن شحاتة‪ ،‬تعليم اللغة العربية بني النظرية والتطبيق‪ ،‬اللبنان‪ :‬الدار املصرية اللبنانية‪ ،‬دون‬
‫السنة‪.‬‬
‫رشدي أمحد طعيمة‪ ،‬دليل عمل يف اعداد املواد التعليمية لربامج تعليم العربية‪،‬الطبعة‬
‫األوىل‪،‬املكة املكرمة‪:‬جامعة أم القرى ‪.1881 ،‬‬
‫رشدي أمحد طعيمة‪،‬تعليم العربية لغري الناطقني هبا‪ :‬مناهجه و أساليبه‪،‬مصر‪ :‬منشورات‬
‫املنظمة اإلسالمية للرتبية و العلوم والثقافة‪ ,‬ايسيسكو‪.1888 ،‬‬
‫عبد العزيز بن إبراهيم العصيلي‪ ،‬طرائق تدريس اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪ ،‬جامعة‬
‫اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية‪.3003 :‬‬
‫عبد الرمحن بن إبراهيم الفوزان‪ ،‬إضاءات ملعلي اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪ ،‬الرياض‪ :‬فهرسة‬
‫مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النشر‪.3011 ،‬‬
‫عمر الصديق عبد اهلل‪ ،‬تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‪ ،‬اجليزة‪ ،‬الدار العاملية للنشر‬
‫والتوظيع‪.3008 ،‬‬
‫فتحى علي يونس وحممد عبد الرووف‪ ،‬املرجع يف تعليم اللغة العربية لألجانب ‪-‬من النظرية إىل‬
‫التطبيق‪ ،-‬قاهرة ‪ :‬مكتبة وهبة‪.3004 ،‬‬
‫فتحى على يونس وأخرون‪ ،‬أساسيات تعليم اللغة العربية والرتبية الدينية‪ ،‬القاهرة ‪ :‬دار الثقافة‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬دون السنة‪.‬‬
‫حممد خضر عرييف و أنور نقشبندي‪ ،‬مقدمة يف علم اللغة التطبيقي‪ ،‬جدة‪ :‬دار خضر‪،‬‬
‫‪.1883‬‬
 ‫‪Jurnal Ummul Qura Vol III, No. 2, Agustus 2013‬‬ ‫‪25‬‬

‫مىن إبراهيم اللبودى‪ ,‬احلوار‪ -‬فنياته و اسرتاتيجياته وأساليب تعليميه‪،-‬القاهرة‪ :‬مكتبة وهبة‪,‬‬
‫‪.3004‬‬
‫مصطفى رسالن‪ ،‬تعليم اللغة العربية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪.3001 ،‬‬
‫حممد صاحل الشنطى‪ ،‬املهارات اللغوية‪ :‬مدخل إىل خصائص اللغة العربية وفنوهنا‪ ،‬اململكة‬
‫السعودية العربية‪ :‬دار األندلوس‪.1884 ،‬‬
‫حممود كامل الناقة و رشدي أمحد طعيمة‪ ،‬طرائق تدريس اللغة العربية لغري الناطقني هبا‪،‬‬
‫إيسيسكو‪ :‬منشورات املنظمة اإلسالمية للرتبية و العلوم و الثقافة‪.1333 ،‬‬
‫حممود كامل الناقة‪،‬تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪ ،‬مكة ‪ :‬جامعة أم القرى‪,‬‬
‫‪.1881‬‬
‫حممد على اخلويل‪ ،‬االختبارات اللغوية‪ ،‬األردن‪ :‬دار الفالح للنشر والتوزيع‪.3000 ،‬‬

‫المرجع اإلندونيسي‬

‫‪Effendy, Ahmad Fuad, Metodologi PengajaranBahasa Arab, Malang:‬‬

‫‪Misykat, 2008.‬‬