Professional Documents
Culture Documents
المبحث الثالث
المبحث الثالث
تمر الميزانية العامة بعدة مراحل سنتطرق إلى كل مرحلة منها ابتداء من مرحلة التحضير واالعداد
إلى مرحلة التنفيذ ثم تليها الرقابة على تنفيذها .حيث قسمنا هذا المبحث الى ثالث مطالب ،نتطرق في
المطلب األول الى مرحلة تحضير واعداد واعتماد الميزانية العامة ،وفي المطلب الثاني سنتناول مرحلة
تنفيذ الميزانية واالعوان المكلفين بتنفيذها ،وأخيرا في المطلب الثالث نعرض الرقابة المالية على تنفيذ
الميزانية العامة.
االعتبار الثاني :أن السلطة التنفيذية تتولى إدارة وحدات القطاع العام ،ومن ثم فهي وحدها التي تعمم
األجهزة اإلحصائية المختلفة التي تشرف عليها والتي توفر لها البيانات والتقديرات الضرورية في
هذا الصدد.
االعتبار الرابع :ان السلطة التنفيذية تعتبر أفضل من السلطة التشريعية فيما يتعلق بتحديد الحاجات
العامة و األولويات االجتماعية لعدم خضوعها لالعتبارات المحلية واإلقليمية التي تؤثر على أعضاء
المجالس الممثلة للشعب.
تتولى السلطة التنفيذية مهام تحضير الميزانية بينما السلطة التشريعية تختص باعتماد الميزانية،
فالسلطة التنفيذية أقدر من السلطة التشريعية في تقدير أوجه النفقات و اإليرادات العامة و يتم تكليفها
بإعداد و تحضير الميزانية وفقا للظروف االقتصادية المالئمة ،فالميزانية تمثل النشاط المالي للدولة لذلك
وجب أن يسودها االنسجام و التوافق وال يتحقق هذا إذا ترك األمر للسلطة التشريعية فالبرلمان يقوم
بإعداد ميزانية وفقا للمنتخبين في تخدم مصالحهم ال المصالح العامة ،ثم إن السلطة التشريعية تطالب
السلطة التنفيذية باحترام الخطة االقتصادية للدولة فهي بذلك تقوم بالتوجيهات العامة و ال تتدخل في
تفاصيل إعداد و تحضير الميزانية .يتولى تقدير النفقات كل وزير ثم تقدم إلى وزير المالية فيتم التشاور
فيها إن كان هناك ضرورة إلدخال تعديالت معينة و إذا لم يوافق هؤالء يتخذ القرار بمفرده.
-2اإلجراءات الفنية المتبعة بصدد تحضير الميزانية:
لقد جرى العمل على أن وزير المالية باعتباره ممثال للسلطة التنفيذية يقوم بمطالبة كافة الوزارات
والمصالح بارسال تقديراتهم اليراداتها ونفقاتها عن السنة المالية المقبلة في موعد يحدده لكي يتسنى له
الوقت الالزم إلعداد مشروع ميزانية الدولة في الوقت المناسب بعد أن تصل كافة تقديرات الوزارات
المختلفة والهيئات التابعة للدولة الى وزارة المالية تقوم هذه األخيرة بإضافة تقديرات نفقاتها أي نفقات
وزارة المالية وبتقدير إيرادات الدولة التي تحصلها المصالح التابعة لها ،وتتولى إدارة الميزانية بالوزارة
جمع جمع كافة التقديرات المشار اليها وتنسيقها بعد أن تتصل بالوزارات المختلفة اذا اقتضى االمر
ويكون مشروع الميزانية الذي يرسل الى اللجنة المالية بالوزارة مرفقا به مذكرة تفسيرية ،وتعد لجنة
المالية في الوزارة مشروع الميزانية ويتم عرضه على مجلس الوزراء الذي يتولى عرضه بعد ذلك
على السلطة التشريعية في الموعد المنصوص عليه في الد ستور.
تتبع عدة طرق في تقدير النفقات واإليرادات العامة التي تتضمنها الميزانية العامة وهي كالتالي:
-1.3تقدير النفقات:
يتم تقدير النفقات دون إشكال حيث تحدد كل وزارة نفقاتها على أساس نفقاتها السابقة مضافا اليها ما
ستقوم به الوزارة من نفقات مستقبلية.
هنا نميز حالتين ،تقدير نفقات التسییر ،و تقدیر نفقات التجهيز:
-1.1.3تقدیر نفقات التسییر :تقدر نفقات التسییر في الجزائر على أساس التقدير المباشر في شكل
إعتمادات ،و قد تكون هذه االعتمادات من السهل نقل أرقامها من الموازنة الجاري العمل بها
إلى مشروع الموازنة الجدید ،و من النفقات ما ال یمكن تحدید أرقامها إال على نحو تقریبي إذ تحدد
النفقات العامة في الجزائر من خالل ثالثة أنواع من االعتمادات هي االعتمادات الحصریة و االعتمادات
التقییمیة و االعتمادات الوقتیة.
-2.1.3تقدیر نفقات التجهیز :یرتبط تقدیر نفقات التجهیز بتنفیذ إجراءات المخطط اإلنمائي السنوي،
حیث یمثل مبلغ إعتمادات التجهیز الذي یفتح سنویا بموجب قانون المالیة :القسط السنوي المرقم لرخص
البرنامج المالي المتعدد السنوات.
-2.3تقدیر اإليرادات:
ان تقدير اإليرادات العامة هي أكثر صعوبة من تقدير النفقات وذلك نظرا للعوامل المثقلة التي
تؤثر في التقدير الن هناك تغير في األوضاع والظروف ،لذلك فتقديرااليرادات في حقيقتها مقسمة الى
نوعين كمايلي:
-1.2.3اإليرادات الثابتة الحصرية :وهي التي يمكن تقديرها مسبقا بوجه دقيق او قريب من الدقة
باعتبارها مستقرة وال تخضع كثيرا للتقلبات مثل ريع أمالك الدولة وفوائد ديونها ،رسوم الشركات.
-2.2.3اإليرادات المتغيرة التقييمية :وهي اإليرادات التي تتغير و تتبدل من سنة إلى أخرى و ال
یمكن التنبؤ بما ستكون علیه في المستقبل ،أي ال یمكن تقديرها إال بصورة تقریبیة مثل الضرائب و
الرسوم بصفة عامة.
تنفرد السلطة التشريعية بحق اعتماد و إقرار الميزانية باعتبار أنها جهة االختصاص التي تتولى
مراجعة الحكومة في جميع أعمالها ،سواء تكونت السلطة التشريعية من مجلس واحد أم أكثر حسب
النظام السياسي واإلداري المتبع ،ويالحظ أن السلطة التنفيذية ال يمكنها البدء بتنفيذ الميزانية العامة إال
بعد مناقشة السلطة التشريعية لمشروع الميزانية العامة ،وإقراره ،وهو ما يعني تطبيقا للقاعدة المالية
التي تقول "أسبقية االعتماد على التنفيذ" ،وهذا ما يقوي موقف السلطة التشريعية في الرقابة على
الحكومة ،وحتى ال توضع السلطة التشريعية أمام األمر الواقع.
المناقشة:
المناقشة العامة :يعرض مشروع الميزانية العامة للمناقشة في البرلمان تنصب على كليات الميزانية
العامة وارتباطها باالهداف القومية كما يراها أعضاء المجلس.
المناقشة التفصيلية المتخصصة :وهي لجنة الشؤون االقتصادية والمالية .تستعين بما تراه من خبراء
استثماريين ،تناقش مشروع الميزانية من كل جوانبها وترفع بعد ذلك تقريرها الى المجلس.
المناقشة النهائية :يناقش المجلس تقارير اللجنة ويقوم بالتصويت وفقا للدستور والقوانين المعمول
بها.
التعديل:
یمكن للنواب و الحكومة و أعضاء اللجنة التقدم باقتراح تعديالت مكتوبة أمام اللجنة المختصة و
مناقشتها مع الوزير المعني ،شریطة التقیید بأحكام المادة 139من الدستور التي تنص على" :ال یقبل
اقتراح أي قانون ،مضمونه أو نتیجة تخفیض الموارد العمومیة أو زیادة النفقات العمومیة إال إذا كان
مرفوقا بتدابیر تستهدف الزیادة في إیرادات الدولة أو توفیر مبالغ مالیة في فصل آخر من النفقات
العمومیة تساوي على األقل المبالغ المقترح إنفاقها".
تخول الفقرة 12من المادة 122من الدستور للمجلس الشعبي الوطني حق " التصويت على ميزانية
الدولة" .كما يقوم مجلس األمة – الحقا -بمناقشة و المصادقة على قانون ميزانية الدولة حسب المادة
120من الدستور .خالفا لبعض األنظمة التي تخول للبرلمان التصويت على الميزانية بابا بابا ،فإن
المادة 70من القانون 17-84المتعلق بقوانين المالية تشير إلى التصويت على الميزانية العامة بصورة
إجمالية ،خالفا لميزانيات اإلدارات المحلية التي يصوت عليها بابا بابا وفصال فصال ومادة مادة.
والقاعدة أن يصوت ويصادق البرلمان على ميزانية الدولة قبل بداية السنة المدنية الجديدة احتراما لمبدأ
السنوية ،كما ن الدستور قد قيد البرلمان من حيث االختصاص الزمني في المصادقة على قانون المالية
حينما نص في الفقرتين السابعة و الثامنة من المادة 120من الدستور على ما يلي ":يصادق البرلمان
على قانون المالية في مدة أقصاها 75يوما من تاريخ إيداعه.
إذا وافق البرلمان على مشروع الميزانية العامة يصدرها وفق قانون يطبق عليه قانون المالية حيث
يحدد المبلغ اإلجمالي لكل من النفقات و اإليرادات ،لقد ثار الخالف حول قانون المالية العامة إذا ما كان
قانون دقيق أم ال ،حيث أنه يقرر فحسب اعتماد البرلمان لمبالغ اإليرادات و النفقات الواردة في
الميزانية .يعد قانون الميزانية قانونا بالمعنى العضوي كونه صادرا عن السلطة المختصة بالتشريع وإن
اعتماد البرلمان لإليرادات يختلف عن اعتماده للنفقات ،فاإليرادات تقوم الحكومة بتحصيلها لكنها ال تلتزم
برقم اإليرادات المطلوبة بل قد تتعداه دون إذن مسبق بذلك من البرلمان .ويختلف األمر في اعتماد
البرلمان للنفقات فال يجوز أن تكون النفقات أكبر من اإليرادات و ال يحق للدولة اعتماد نفقات باب معين
لباب أخر إال بموافقة البرلمان.
-1.3تقدير النفقات:
يقصد باالعتمادات المحددة تلك التي تمثل األرقام الواردة بها الحد األقصى لما تستطيع الحكومة
انفاقه دون الرجوع إلى السلطة التشريعية و تعد هذه الطريقة هي األساس في اعتمادات النفقات ،وتطبق
بالنسبة للمرافق القائمة بالفعل والتي يكون لها خبرة في تقدير نفقاتها المستقبلية ،مما يعني عدم تجاوزها
لالعتمادات المخصصة لتغطية هذه النفقات.
أما االعتمادات التقديرية فيقصد بها النفقات التي يتم تحديدها على وجه التقريب وهي تطبق عادة على
المرافق الجديدة التي لم يعرف نفقاتها على وجه التحديد ،ويجوز للحكومة أن تتجاوز مبلغ االعتماد
التقديري دون الرجوع إلى السلطة التشريعية ،على أن يتم عرض األمر عليها فيما بعد للحصول على
موافقتها وهذه الموافقة تكون شكلية.
-2.1.3اعتمادات البرامج:
هذه الطريقة تتعلق بالمشاريع التي يتطلب تنفيذها فترة طويلة (على عدة سنوات) ويتم تنفيذها
بطريقتين:
إما أن يتم تحديد مبلغ النفقات بصورة تقديرية ،ويتم إدراجه في ميزانية السنة األولى على أن يتم
إدراج الجزء الذي ينتظر دفعه فعال من النفقات في ميزانية كل سنة من السنوات الالحقة.
وإما يتم إعداد قانون خاص مستقل عن الميزانية يسمى بقانون البرنامج توافق عليه السلطة التشريعية،
وبموجب هذا القانون يتم وضع برنامج مالي على أن يتم تنفيذه على عدة سنوات ويقرر لكل سنة جزء
من االعتمادات الخاصة بها.
-2.3تقدير اإليرادات:
-2.2.3التقدير المباشر:
تستند هذه الطريقة أساسا على التوقع أو التنبؤ باتجاهات كل مصدر من مصادر اإليرادات العامة
على حدة و تقدير حصيلته المتوقعة بناءا على هذه الدراسة مباشرة ،بحيث كل الوزارات أو الهيئات
الحكومية تقدر ما تتوقع الحصول عليه من إيرادات في شكل رسوم أو ضرائب عن نفس السنة المالية
موضوع الميزانية الحديثة .وهذه التوقعات ترتبط بحجم النشاط االقتصادي ففي حالة الرخاء و االنتعاش
تزداد الدخول و الثروات و المبيعات و األرباح و االستهالك و الواردات و الصادرات...الخ و التي
يترتب عليها زيادة اإليرادات بصورة غير متوقعة ،أما في فترات الكساد تصاب األنشطة االقتصادية
بالخمول مما يؤدي إلى قمة اإليرادات و زيادة النفقات وهذا ما يستدعي دراسة فورية للتقلبات
االقتصادية.
بعد المصادقة على ميزانية الدولة من طرف السلطة لتشريعية يقوم رئيس الجمهورية بإصدار
القانون المتعلق بالميزانية و نشره في الجريدة الرسمية ،بعدها يمكن للجهات و الهيئات المختصة بتنفيذ
الميزانية في الميدان ،أي االنتقال من التقدير و التوقع للسنة المقبلة إلى الواقع الملموس في الوقت
الحاضر ،أي الشروع في تحصيل اإليرادات المقررة و صرف النفقات المعتمدة.
يشرف على تنفيذ الميزانية العامة عونان او جهازان أساسيان مستقالن عن بعضهما البعض ويتعلق
األمر باآلمر بالصرف والمحاسب العمومي اللذان يراقبان بعضهما البعض.
-1اآلمرون بالصرف:
-1.1تعريفه:
اآلمر بالصرف هو" :كل شخص يؤهل قانونا لتنفيذ عمليات تتعلق بأموال الدولة ومؤسساتها
وجماعتها العمومية سواء كانت هذه العمليات تتمثل في اإليرادات او النفقات ،وقد يكون اآلمر بالصرف
معينا مثل الوالي والمدير في إدارة عمومية كما يكون منتخبا كرئيس المجلس الشعبي البلدي".
-2.1أصنافه:
حسب نص المادة 38من قانون 90/21فان المحاسبين العموميين مسؤولون شخصيا وماليا عن
العمليات الموكلة اليهم ،وال تقوم هذه المسؤولية اال بقرار من وزير المالية او مجلس المحاسبة وهي كما
يلي:
المسؤولية المالية:
المادة 42من القانون 90/21صريحة في تطبيق المسؤولية النقدية ،حيث ان المحاسب
مسؤول على تعويض األموال والقيم الضائعة او الناقصة من الخزينة وتغطية العجز الذي سببه
وليس بامكانه ان يصلح اإلجراءات فبمجرد وجود خلل في الحسابات يجب عليه التعويض مباشرة
أي ال يأخذ بالنية في األخطاء .غالبا ما يكون اثبات حالة العجز من طرف المحاسب العمومي نفسه.
المسؤولية الشخصية:
المادة 43من القانون 90/21تنص على أن " :المحاسب مسؤول شخصيا عن كل مخالفة في تنفيذ
العمليات المالية وال يمكنه ارجاع هذه المسؤولية على الموظف او عون ينتمي اليه".
-3مبدأ الفصل بين سلطات اآلمر بالصرف والمحاسب العمومي:
يعتبر هذا المبدأ مبدأ أساسي في المحاسبة العمومية ويقوم على الفصل التام بين مهام و مسؤوليات
كل من المحاسب العمومي و اآلمر بالصرف و منه فإن العمليات المالية للهيئات العمومية تتم عن طريق
مرحلتين:
-المرحلة األولى :التي يظهر فيها اآلمر بالصرف الذي يتولى تنفيذ الميزانية من خالل االلتزام بالنفقات
وتصفيتيه و األمر بدفعها من جهة ،واثبات اإليرادات وتصفيتها واألمر بتحصيلها من جهة أخرى،
وتعرف بالمرحلة اإلدارية.
-المرحلة الثانية :حيث يبرز دور المحاسب العمومي الملزم بالتنفيذ الفعلي للميزانية من خالل دفع
النفقات وتحصيل اإليرادات وتعرف بالمرحلة المحاسبية.
-1.3مبررات المبدأ:
يقوم هذا المبدأ على عدة تبريرات وهي:
التبرير الفني لتقسيم العمل:
فالمبدأ يسمح باقتسام وتوزيع المهام بين مرحلتين هامتين ،األولى إدارية تتمثل في االلتزام بالنفقة
والتصفية واألمر بالصرف ،أما الثانية فتخص تحريكا لألرصدة المالية بقبض اإليرادات أو دفع
النفقات ،ومن هذا المنطلق كان التقسيم الوظيفي للمهام.
فنجد أن لآلمر بالصرف رقابة مالئمة وللمحاسب العمومي رقابة مشروعية ،فيعد مشروعا كل ما
يتم تنفيذه طبقا للتشريع المعمول به ،ويعد مالئما كل ما هو متروك لتقدير واختيار الموظف المختص،
وبهذا نجد أن المالئمة تهم اآلمر بالصرف ألنه هو أول من يباشر عمليات تنفيذ النفقات ،ثم يأتي دور
المحاسب العمومي ليرى مدى تطابق ذلك كله مع المبادئ المالية والمحاسبية واإلجرائية المعمول بها.
التبرير الرقابي:
مادام أن اآلمرين بالصرف ملزمين بمسك حساباتهم اإلدارية الخاصة بااللتزام والتصفية واألمر
بالصرف وأن المحاسبين العموميين ملزمين بترتيب حسابات التسيير المتعلقة بدخول وخروج
األرصدة ،فإن العمل الرقابي يكون منطلقه هو المطابقة بين النوعين من الحسابات.
ثم إن مبرر الفصل بين عمل اآلمر بالصرف وعمل المحاسب العمومي هو الحيلولة دون وقوع
األخطاء المالية ودون وقوع حاالت التزوير واالختالس والتواطؤ فيما لو كان العون المكلف بااللتزام
والدفع واحدا ،وتأكيدا لهذا أكد القانون عدم جواز أن يكون اآلمرون بالصرف أزواجا للمحاسبين
العموميين المعينين لديهم.
وينجر عن هذا كله عدم جواز أن يكون المحاسب العمومي خاضعا لسلطة اآلمر بالصرف الوظيفية
وان كان الواقع أن يكون المحاسب تحت سلطة اآلمر بالصرف إداريا كالعالقة بين الوالي وأمين الخزينة
الوالئية وبين رئيس البلدية والقابض البلدي وكذا بين مدير الهيئة العمومية والمقتصد وغيرها ،وبهذا منع
القانون اآلمر بالصرف من تعيين محاسبه وجعل ذلك من اختصاص الوزير المكلف بالمالية.
-2.3االستثناءات الواردة عن المبدأ:
هناك استثناءات عديدة أهمها:
بالنسبة للنفقات:
ويتعلق بالحاالت اآلتية:
-الدفع بواسطة وكاالت التسبيقات.
-أصل رأس المال والفوائد المستحقة عمى قروض الدولة وكذا خسائر الصرف.
-النفقات ذات الطابع النهائي المنفذة في إطار عمليات التجهيز العمومي.
وهناك ثالث حاالت للدفع بدون اآلمر بالصرف وهي :
-معاشات المجاهدين ومعاشات التقاعد المحددة من ميزانية الدولة.
-رواتب أعضاء القيادة السياسية والحكومة.
-المصاريف واألموال الخصوصية.
بالنسبة لإليرادات:
تتعلق بتحصيل اإليرادات من قبل المحاسب العمومي دون تدخل اآلمر بالصرف وهي الجباية نقدا
وتتمثل في الضرائب غير مباشرة ،الحقوق الجمركية ،حقوق التسجيل.
و جزاء هذه التدقيقات يتلخص في منح تأشيرة المراقبة المالية و ذلك بوضعها على بطاقة االلتزام و
سندات اإلثبات عند اإلقتضاء إذا كان االلتزام مستوفيا للشروط المذكورة أعاله أو رفض تلك التأشيرة إذا
:كان االلتزام معيبا و هذا الرفض قد يكون مؤقت أو نهائي ،سنلخصها فيمايلي
الرفض المؤقت:
كما جاء في المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم 414-92فانه يبلغ الرفض المؤقت في الحاالت
:التالية
إقتراح التزام مشوب بمخالفات للتنظيم قابلة للتصحيح؛ -
انعدام او نقصان وثائق" االثبات المطلوبة؛ -
نسيان بيان هام في الوثائق المرفقة. -
الرفض النهائي:
تنص المادة 12من المرسوم التنفيذي رقم 414-92فانه يعلل الرفض النهائي بما يلي:
عدم مطابقة االلتزام بالنفقة مع القوانين والتنظيمات المعمول بها؛ -
عدم توفر االعتمادات او المناصب المالية ؛ -
عدم احترام االمر بالصرف للمالحظات المقدمة له من خالل الرفض المؤقت. -
التغاضي:
حسب نص المادة 18من المرسوم التنفيذي رقم 414-92فان الرفض النهائي لاللتزام بالنفقة
يفتح الباب امام االمر بالصرف لتجاوزه لكن على مسؤوليته ،وهذا بواسطة قرار معلل ،ويجب اعالم
وزير المالية بذلك .حيث يتم ارفاق االلتزام بقرار الرفض وارسالهما الى المراقب المالي الذي يضع
تاشيرة تضمن معلومات ورقم وتاريخ التجاوز ،ويتم ارسال نسخة من ذلك الى وزير المالية وكل
هيئات الرقابة المؤهلة .كما انه ال يجوز حصول التغاضي في حالة الرفض النهائي وفق مايلي:
-صفة االمر بالصرف .
-عدم توفر االعتمادات او انعدامها.
-انعدام التاشيرات او االراء المسبقة المنصوص عليها في التنظيم المعمول به.
-انعدام الوثائق الثبوتية التي تتعلق بااللتزام.
-التخصيص الغير القانوني لاللتزام سواء بتجاوز االعتمادات او تغييرها.
يرسل االلتزام مرفقا بمقرر التغاضي إلى المراقب المالي قصد وضع تأشيرة األخذ بالحسبان مع
اإلشارة إلى رقم التغاضي وتاريخه.
يجب على المراقب المالي ٬بعد تأشيرة األخذ بالحسبان ٬إرسال نسخة من ملف االلتزام الذي كان
موضوع التغاضي ٬مرفقا بتقرير مفصل ٬إلى الوزير المكلف بالميزانية.
يرسل الوزير المكلف بالميزانية ٬نسخة من الملف الذي كان موضوع التغاضي ٬إلى المؤسسات
المتخصصة في رقابة النفقات العمومي.
-1المحاسب العمومي:
كما تناولنا سابقا يعد المحاسب العمومي كل عون مكلف بتنفيذ الميزانية والعمليات المالية في شقها
المحاسبي ويختص بمرحلة الدفع في حالة تنفيذ النفقات ،ويتم تعيينه من قبل الوزير المكلف بالمالية
.ويخضع لسلطته
يتولى المحاسب العمومي الرقابة المالية المحاسبية على كل العمليات المالية أثناء تنفيذها ٬باستثناء
تلك العمليات المالية التي يتم دفعها بدون أمر مسبق ٬والتي تكون موضوع تسوية بعد الدفع.
التسخير:
اذا رفض المحاسب العمومي القيام بالدفع يمكن اآلمر ان يطلب منه كتابيا وتحت مسؤوليته ان
يصرف النظر عن هذا الرفض .وبالتالي اذا امتثل المحاسب العمومي ألمر التسخير هذا فستبرأ ذمته
من اي مسؤولية ،ويمكن للمحاسب العمومي رفض التسخير واالمتثال لألمر بالصرف لألسباب التالية:
-عدم توفر االعتمادات المالية ما عدا بالنسبة للدولة.
-عدم توفر اموال الخزينة.
-انعدام اثبات اداء الخدمة.
-طابع النفقة ابرائي (اي الشخص المعني بالدفع هنا هو غير الدائن الحقيقي).
-انعدام تأشيرة مراقبة النفقات الموظفة وتأشيرة لجنة الصفقات المؤهلة اذا كان ذلك منصوصا
عليه في التنظيم المعمول به.
ثالثا :الرقابة البعدية
يقصد بالرقابة البعدية أي الالحقة للنفقات العمومية الرقابة التي تلي عملية التنفيذ وتبدا بعد انهاء
السنة المالية بهدف التأكد من صحة العملية وكشف االخطاء المرتكبة اثناء التنفيذ .ولقد اوكل المشرع
الجزائري مهمة هذه الرقابة لمجموعة من االجهزة كمجلس المحاسبة والمفتشية العامة للمالية.
-1المفتشية العامة للمالية
-1.1التعريف بالمفتشية العامة للمالية:
تعتبر المفتشية العامة للمالية هيئة رقابية مالية بعدية أنشأت ألول مرة بموجب المرسوم 50 80/
و في هذا اإلطار صدرت العديد من النصوص القانونية الخاصة بها حيث صدر المرسوم التنفيذي
،91/502الذي يحكم موظفي المفتشية العامة للمالية.
تعرف المفتشية العامة للمالية بأنها جهاز إداري يهتم بفحص و مراجعة التيسير المالي و المحاسبي
لمصالح الدولة والجماعات المحلية وكل المؤسسات الثقافية واالجتماعية المستفيدة من إعانات 4الدولة و
كذا مختلف األجهزة الخاضعة لقواعد المحاسبة العمومية.
-2.1صالحيات المفتشية العامة للمالية:
جاء في المادة 02من المرسوم التنفيذي 08-272المتعلق بتحديد صالحيات المفتشية العامة للمالية
بأنه" :تمارس رقابة المفتشية العامة للمالية على التسيير المالي و المحاسبي لمصالح الدولة ،والجماعات
اإلقليمية ،وكذا الهيئات و األجهزة و المؤسسات الخاضعة لقواعد المحاسبة العمومية.
وتمارس الرقابة أيضا على :
-المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري .
-هيئات الضمان االجتماعي التابعة للنظام العام و اإلجباري وكذا كل الهيئات ذات الطابع
االجتماعي و الثقافي التي تستفيد من مساعدة الدولة أو الهيئات العمومية .
-كل مؤسسة عمومية أخرى مهما كان نظامها القانوني .
وجاء في المادة 03من نفس المرسوم بأنه " تراقب المفتشية العامة للمالية استعمال الموارد التي
تجمعها الهيئات أو الجماعات مهما كانت أنظمتها القانونية ،بمناسبة حمالت تنظيمية والتي تتطلب الهبة
العمومية خصوصا من أجل دعم القضايا اإلنسانية و االجتماعية والعلمية والتربوية والثقافية والرياضية،
ويمكن أن تمارس رقابتها على كل شخص معنوي أخر يستفيد من المساعدة المالية من الدولة أو جماعة
محلية أو هيئة عمومية بصفة تساهمية أو في شكل إعانة أو قرض أو تسبيق أو ضمان ".
-3.1رقابة المفتشية العامة للمالية:
تتم رقابة المفتشية العامة للمالية على أساس الوثائق ،من حسابات و مستندات اإلثبات ،حیث ینتقل
المفتش أو بعثة المفتشین إلى عین المكان ،أي إلى مقر الهیئة بصورة فجائیة ،فتتولى البعثة فحص و
مراجعة مستندات اإلثبات و معاینتها في عین المكان ،و التحقیق مع اآلمر بالصرف و المحاسبین
العمومیین و المسیرین ،غیر أن المهام المتعلقة بالدراسات و الخبرات تكون بعد تبلیغ مسبق ،حیث یتولى
المفتشون مراقبة تسییر الصنادیق و مراجعة األموال و القیم و السندات ،و مختلف المواد التي تكون في
حیازة المسیرین و المحاسبین ،و اإلطالع على كل وثیقة ثبوتیة تكون الزمة لمراجعتها لدى مناصب
المحاسبة ومرؤوسیهم أو مندوبیهم ،أي المحاسبین الرئیسین و الثانویین ،و كل شخص یتولى إدارة أموال
عامة ،و كل عون مكلف بمسك محاسبة نوعیة ،أو تسییر مخزون ،و یجب على مسؤولي المصالح و
الهیئات المراقبة ،تقدیم األموال والقیم التي يحوزونها للمفتشین و مدهم بكل السجالت واألوراق و
اإلثباتات ،أو الوثائق الخاصة بذلك و اإلجابة على المطالب المقدمة في شأن المعلومات دون تأخیر.
-2مجلس المحاسبة
-1.2تعريف مجلس المحاسبة:
حسب المادة 02من األمر 20-95المؤرخ في 17جويلية 1995المتعلق بمجلس المحاسبة:
"يعتبر مجلس المحاسبة المؤسسة العليا للرقابة البعدية ألموال الدولة والجماعات االقليمية و المرافق
العمومية" .وبهذه الصفة يدقق في شروط استعمال الهيئات الموارد والوسائل المادية واالموال العامة التي
تدخل في نطاق اختصاصه ،كما هو محدد في هذا االمر ،ويقيم تسييرها ويتأكد من مطابقة عمليات هذه
الهيئات المالية والمحاسبية للقوانين والتنظيمات المعمول بها.