You are on page 1of 24

‫المبحث الثالث‪ :‬آليات إعداد وتنفيذ الميزانية العامة‬

‫تمر الميزانية العامة بعدة مراحل سنتطرق إلى كل مرحلة منها ابتداء من مرحلة التحضير واالعداد‬
‫إلى مرحلة التنفيذ ثم تليها الرقابة على تنفيذها‪ .‬حيث قسمنا هذا المبحث الى ثالث مطالب‪ ،‬نتطرق في‬
‫المطلب األول الى مرحلة تحضير واعداد واعتماد الميزانية العامة‪ ،‬وفي المطلب الثاني سنتناول مرحلة‬
‫تنفيذ الميزانية واالعوان المكلفين بتنفيذها‪ ،‬وأخيرا في المطلب الثالث نعرض الرقابة المالية على تنفيذ‬
‫الميزانية العامة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تحضير واعداد واعتماد الميزانية العامة‬


‫يتم إعداد الميزانية في مراحل وهي كاالتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تحضير واعداد الميزانية العامة‬
‫‪ -1‬السلطة المختصة بتحضير الميزانية‪:‬‬
‫تلعب السلطة التنفيذية الدور األساسي في هذه المرحلة‪ ،‬و يرجع ذلك إلى عدة إعتبارات‪:‬‬
‫االعتبار األول‪ :‬الموازنة تعبرعن البرنامج و الخطط الحكومية في المجاالت المختلفة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫االعتبار الثاني‪ :‬أن السلطة التنفيذية تتولى إدارة وحدات القطاع العام‪ ،‬ومن ثم فهي وحدها التي تعمم‬ ‫‪‬‬

‫ما تتطلبه هذه اإلدارة من نفقات‪.‬‬


‫االعتبار الثالث‪ :‬ان هذه السلطة تعد أكثر معرفة بالمقدرة المالية لالقتصاد القومي‪ ،‬و ذلك بفضل‬ ‫‪‬‬

‫األجهزة اإلحصائية المختلفة التي تشرف عليها والتي توفر لها البيانات والتقديرات الضرورية في‬
‫هذا الصدد‪.‬‬
‫االعتبار الرابع‪ :‬ان السلطة التنفيذية تعتبر أفضل من السلطة التشريعية فيما يتعلق بتحديد الحاجات‬ ‫‪‬‬
‫العامة و األولويات االجتماعية لعدم خضوعها لالعتبارات المحلية واإلقليمية التي تؤثر على أعضاء‬
‫المجالس الممثلة للشعب‪.‬‬

‫تتولى السلطة التنفيذية مهام تحضير الميزانية بينما السلطة التشريعية تختص باعتماد الميزانية‪،‬‬
‫فالسلطة التنفيذية أقدر من السلطة التشريعية في تقدير أوجه النفقات و اإليرادات العامة و يتم تكليفها‬
‫بإعداد و تحضير الميزانية وفقا للظروف االقتصادية المالئمة‪ ،‬فالميزانية تمثل النشاط المالي للدولة لذلك‬
‫وجب أن يسودها االنسجام و التوافق وال يتحقق هذا إذا ترك األمر للسلطة التشريعية فالبرلمان يقوم‬
‫بإعداد ميزانية وفقا للمنتخبين في تخدم مصالحهم ال المصالح العامة‪ ،‬ثم إن السلطة التشريعية تطالب‬
‫السلطة التنفيذية باحترام الخطة االقتصادية للدولة فهي بذلك تقوم بالتوجيهات العامة و ال تتدخل في‬
‫تفاصيل إعداد و تحضير الميزانية‪ .‬يتولى تقدير النفقات كل وزير ثم تقدم إلى وزير المالية فيتم التشاور‬
‫فيها إن كان هناك ضرورة إلدخال تعديالت معينة و إذا لم يوافق هؤالء يتخذ القرار بمفرده‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلجراءات الفنية المتبعة بصدد تحضير الميزانية‪:‬‬
‫لقد جرى العمل على أن وزير المالية باعتباره ممثال للسلطة التنفيذية يقوم بمطالبة كافة الوزارات‬
‫والمصالح بارسال تقديراتهم اليراداتها ونفقاتها عن السنة المالية المقبلة في موعد يحدده لكي يتسنى له‬
‫الوقت الالزم إلعداد مشروع ميزانية الدولة في الوقت المناسب بعد أن تصل كافة تقديرات الوزارات‬
‫المختلفة والهيئات التابعة للدولة الى وزارة المالية تقوم هذه األخيرة بإضافة تقديرات نفقاتها أي نفقات‬
‫وزارة المالية وبتقدير إيرادات الدولة التي تحصلها المصالح التابعة لها‪ ،‬وتتولى إدارة الميزانية بالوزارة‬
‫جمع جمع كافة التقديرات المشار اليها وتنسيقها بعد أن تتصل بالوزارات المختلفة اذا اقتضى االمر‬
‫ويكون مشروع الميزانية الذي يرسل الى اللجنة المالية بالوزارة مرفقا به مذكرة تفسيرية‪ ،‬وتعد لجنة‬
‫المالية في الوزارة مشروع الميزانية ويتم عرضه على مجلس الوزراء الذي يتولى عرضه بعد ذلك‬
‫على السلطة التشريعية في الموعد المنصوص عليه في الد ستور‪.‬‬

‫‪ -3‬تقنيات تقدير نفقات وايرادات الميزانية العامة‬

‫تتبع عدة طرق في تقدير النفقات واإليرادات العامة التي تتضمنها الميزانية العامة وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1.3‬تقدير النفقات‪:‬‬

‫يتم تقدير النفقات دون إشكال حيث تحدد كل وزارة نفقاتها على أساس نفقاتها السابقة مضافا اليها ما‬
‫ستقوم به الوزارة من نفقات مستقبلية‪.‬‬

‫هنا نميز حالتين‪ ،‬تقدير نفقات التسییر‪ ،‬و تقدیر نفقات التجهيز‪:‬‬

‫‪ -1.1.3‬تقدیر نفقات التسییر‪ :‬تقدر نفقات التسییر في الجزائر على أساس التقدير المباشر في شكل‬
‫إعتمادات‪ ،‬و قد تكون هذه االعتمادات من السهل نقل أرقامها من الموازنة الجاري العمل بها‬
‫إلى مشروع الموازنة الجدید‪ ،‬و من النفقات ما ال یمكن تحدید أرقامها إال على نحو تقریبي إذ تحدد‬
‫النفقات العامة في الجزائر من خالل ثالثة أنواع من االعتمادات هي االعتمادات الحصریة و االعتمادات‬
‫التقییمیة و االعتمادات الوقتیة‪.‬‬

‫‪ -2.1.3‬تقدیر نفقات التجهیز‪ :‬یرتبط تقدیر نفقات التجهیز بتنفیذ إجراءات المخطط اإلنمائي السنوي‪،‬‬
‫حیث یمثل مبلغ إعتمادات التجهیز الذي یفتح سنویا بموجب قانون المالیة‪ :‬القسط السنوي المرقم لرخص‬
‫البرنامج المالي المتعدد السنوات‪.‬‬
‫‪ -2.3‬تقدیر اإليرادات‪:‬‬
‫ان تقدير اإليرادات العامة هي أكثر صعوبة من تقدير النفقات وذلك نظرا للعوامل المثقلة التي‬
‫تؤثر في التقدير الن هناك تغير في األوضاع والظروف ‪ ،‬لذلك فتقديرااليرادات في حقيقتها مقسمة الى‬
‫نوعين كمايلي‪:‬‬

‫‪ -1.2.3‬اإليرادات الثابتة الحصرية‪ :‬وهي التي يمكن تقديرها مسبقا بوجه دقيق او قريب من الدقة‬
‫باعتبارها مستقرة وال تخضع كثيرا للتقلبات مثل ريع أمالك الدولة وفوائد ديونها‪ ،‬رسوم الشركات‪.‬‬

‫‪ -2.2.3‬اإليرادات المتغيرة التقييمية‪ :‬وهي اإليرادات التي تتغير و تتبدل من سنة إلى أخرى و ال‬
‫یمكن التنبؤ بما ستكون علیه في المستقبل‪ ،‬أي ال یمكن تقديرها إال بصورة تقریبیة مثل الضرائب و‬
‫الرسوم بصفة عامة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اعتماد الميزانية العامة‬

‫‪ -1‬السلطة المختصة باعتماد الميزانية‪:‬‬

‫تنفرد السلطة التشريعية بحق اعتماد و إقرار الميزانية باعتبار أنها جهة االختصاص التي تتولى‬
‫مراجعة الحكومة في جميع أعمالها‪ ،‬سواء تكونت السلطة التشريعية من مجلس واحد أم أكثر حسب‬
‫النظام السياسي واإلداري المتبع‪ ،‬ويالحظ أن السلطة التنفيذية ال يمكنها البدء بتنفيذ الميزانية العامة إال‬
‫بعد مناقشة السلطة التشريعية لمشروع الميزانية العامة‪ ،‬وإقراره‪ ،‬وهو ما يعني تطبيقا للقاعدة المالية‬
‫التي تقول "أسبقية االعتماد على التنفيذ"‪ ،‬وهذا ما يقوي موقف السلطة التشريعية في الرقابة على‬
‫الحكومة‪ ،‬وحتى ال توضع السلطة التشريعية أمام األمر الواقع‪.‬‬

‫ويمر اعتماد الميزانية داخل المجلس التشريعي بثالث مراحل وهي‪:‬‬

‫المناقشة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المناقشة العامة‪ :‬يعرض مشروع الميزانية العامة للمناقشة في البرلمان تنصب على كليات الميزانية‬ ‫‪‬‬
‫العامة وارتباطها باالهداف القومية كما يراها أعضاء المجلس‪.‬‬
‫المناقشة التفصيلية المتخصصة‪ :‬وهي لجنة الشؤون االقتصادية والمالية‪ .‬تستعين بما تراه من خبراء‬ ‫‪‬‬
‫استثماريين‪ ،‬تناقش مشروع الميزانية من كل جوانبها وترفع بعد ذلك تقريرها الى المجلس‪.‬‬
‫المناقشة النهائية‪ :‬يناقش المجلس تقارير اللجنة ويقوم بالتصويت وفقا للدستور والقوانين المعمول‬ ‫‪‬‬
‫بها‪.‬‬
‫التعديل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫یمكن للنواب و الحكومة و أعضاء اللجنة التقدم باقتراح تعديالت مكتوبة أمام اللجنة المختصة و‬
‫مناقشتها مع الوزير المعني‪ ،‬شریطة التقیید بأحكام المادة ‪ 139‬من الدستور التي تنص على‪" :‬ال یقبل‬
‫اقتراح أي قانون‪ ،‬مضمونه أو نتیجة تخفیض الموارد العمومیة أو زیادة النفقات العمومیة إال إذا كان‬
‫مرفوقا بتدابیر تستهدف الزیادة في إیرادات الدولة أو توفیر مبالغ مالیة في فصل آخر من النفقات‬
‫العمومیة تساوي على األقل المبالغ المقترح إنفاقها"‪.‬‬

‫التصويت والمصادقة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫تخول الفقرة ‪ 12‬من المادة ‪ 122‬من الدستور للمجلس الشعبي الوطني حق " التصويت على ميزانية‬
‫الدولة"‪ .‬كما يقوم مجلس األمة – الحقا‪ -‬بمناقشة و المصادقة على قانون ميزانية الدولة حسب المادة‬
‫‪ 120‬من الدستور‪ .‬خالفا لبعض األنظمة التي تخول للبرلمان التصويت على الميزانية بابا بابا‪ ،‬فإن‬
‫المادة ‪ 70‬من القانون ‪ 17-84‬المتعلق بقوانين المالية تشير إلى التصويت على الميزانية العامة بصورة‬
‫إجمالية‪ ،‬خالفا لميزانيات اإلدارات المحلية التي يصوت عليها بابا بابا وفصال فصال ومادة مادة‪.‬‬
‫والقاعدة أن يصوت ويصادق البرلمان على ميزانية الدولة قبل بداية السنة المدنية الجديدة احتراما لمبدأ‬
‫السنوية‪ ،‬كما ن الدستور قد قيد البرلمان من حيث االختصاص الزمني في المصادقة على قانون المالية‬
‫حينما نص في الفقرتين السابعة و الثامنة من المادة ‪ 120‬من الدستور على ما يلي ‪ ":‬يصادق البرلمان‬
‫على قانون المالية في مدة أقصاها ‪75‬يوما من تاريخ إيداعه‪.‬‬

‫‪ -2‬أداة اعتماد الميزانية العامة‪:‬‬

‫إذا وافق البرلمان على مشروع الميزانية العامة يصدرها وفق قانون يطبق عليه قانون المالية حيث‬
‫يحدد المبلغ اإلجمالي لكل من النفقات و اإليرادات‪ ،‬لقد ثار الخالف حول قانون المالية العامة إذا ما كان‬
‫قانون دقيق أم ال‪ ،‬حيث أنه يقرر فحسب اعتماد البرلمان لمبالغ اإليرادات و النفقات الواردة في‬
‫الميزانية‪ .‬يعد قانون الميزانية قانونا بالمعنى العضوي كونه صادرا عن السلطة المختصة بالتشريع وإن‬
‫اعتماد البرلمان لإليرادات يختلف عن اعتماده للنفقات‪ ،‬فاإليرادات تقوم الحكومة بتحصيلها لكنها ال تلتزم‬
‫برقم اإليرادات المطلوبة بل قد تتعداه دون إذن مسبق بذلك من البرلمان‪ .‬ويختلف األمر في اعتماد‬
‫البرلمان للنفقات فال يجوز أن تكون النفقات أكبر من اإليرادات و ال يحق للدولة اعتماد نفقات باب معين‬
‫لباب أخر إال بموافقة البرلمان‪.‬‬

‫‪ -3‬تقنيات تقدير النفقات وااليرادات العامة‪:‬‬


‫تختلف الطرق و األساليب المتبعة لتقدير كل من النفقات و اإليرادات العامة في الميزانية‪ ،‬حيث‬
‫تسعى السلطة التنفيذية المختصة بإعداد و تحضير الميزانية وهي أن تكون تقديراتها مطابقة للواقع بحيث‬
‫ال تحدث اضطرابات متعلقة بزيادة النفقات و نقص اإليرادات عما هو متوقع‪.‬‬

‫‪ -1.3‬تقدير النفقات‪:‬‬

‫يتم تقدير النفقات أو ما يعرف باالعتمادات باستخدام عدة طرق أهمها‪:‬‬

‫‪ -1.1.3‬االعتمادات المحددة و االعتمادات التقديرية‪:‬‬

‫يقصد باالعتمادات المحددة تلك التي تمثل األرقام الواردة بها الحد األقصى لما تستطيع الحكومة‬
‫انفاقه دون الرجوع إلى السلطة التشريعية و تعد هذه الطريقة هي األساس في اعتمادات النفقات‪ ،‬وتطبق‬
‫بالنسبة للمرافق القائمة بالفعل والتي يكون لها خبرة في تقدير نفقاتها المستقبلية‪ ،‬مما يعني عدم تجاوزها‬
‫لالعتمادات المخصصة لتغطية هذه النفقات‪.‬‬

‫أما االعتمادات التقديرية فيقصد بها النفقات التي يتم تحديدها على وجه التقريب وهي تطبق عادة على‬
‫المرافق الجديدة التي لم يعرف نفقاتها على وجه التحديد‪ ،‬ويجوز للحكومة أن تتجاوز مبلغ االعتماد‬
‫التقديري دون الرجوع إلى السلطة التشريعية‪ ،‬على أن يتم عرض األمر عليها فيما بعد للحصول على‬
‫موافقتها وهذه الموافقة تكون شكلية‪.‬‬

‫‪ -2.1.3‬اعتمادات البرامج‪:‬‬
‫هذه الطريقة تتعلق بالمشاريع التي يتطلب تنفيذها فترة طويلة (على عدة سنوات) ويتم تنفيذها‬
‫بطريقتين‪:‬‬
‫‪ ‬إما أن يتم تحديد مبلغ النفقات بصورة تقديرية‪ ،‬ويتم إدراجه في ميزانية السنة األولى على أن يتم‬
‫إدراج الجزء الذي ينتظر دفعه فعال من النفقات في ميزانية كل سنة من السنوات الالحقة‪.‬‬
‫‪ ‬وإما يتم إعداد قانون خاص مستقل عن الميزانية يسمى بقانون البرنامج توافق عليه السلطة التشريعية‪،‬‬
‫وبموجب هذا القانون يتم وضع برنامج مالي على أن يتم تنفيذه على عدة سنوات ويقرر لكل سنة جزء‬
‫من االعتمادات الخاصة بها‪.‬‬

‫‪ -2.3‬تقدير اإليرادات‪:‬‬

‫يتم تقدير اإليرادات العامة باستخدام عدة طرق ‪:‬‬


‫‪ -1.2.3‬التقدير االلي‪:‬‬
‫تتمثل هذه الطريقة في تقدير اإليرادات المقبلة على أساس آلي ال يترك للقائمين بتحضير الميزانية أي‬
‫سلطة تقديرية بتقدير اإليرادات المتوقع الحصول عليها‪ ،‬و تستند هذه الطريقة أساسا على قاعدة السنة‬
‫قبل األخيرة إذ يتم تقدير اإليرادات على أساس االسترشاد بنتائج آخر ميزانية نفذت أثناء تحضير‬
‫الميزانية الجديدة‪ .‬و هناك قاعدة أخرى هي قاعدة الزيادات أي إضافة نسبة مئوية على آخر ميزانية‬
‫نفذت وتتم على أساس متوسط الزيادة التي حدثت في اإليرادات العامة‪ ،‬و تتميز هذه الطريقة على أنها‬
‫تحدد حجم اإليرادات و النفقات بطريقة تحفظية‪ .‬ما يعاب عليها أن الحياة االقتصادية ال تسير في اتجاه‬
‫ثابت فغالبا ما تتأرجح بين الكساد و االنتعاش من فترة ألخرى ‪.‬‬

‫‪ -2.2.3‬التقدير المباشر‪:‬‬

‫تستند هذه الطريقة أساسا على التوقع أو التنبؤ باتجاهات كل مصدر من مصادر اإليرادات العامة‬
‫على حدة و تقدير حصيلته المتوقعة بناءا على هذه الدراسة مباشرة‪ ،‬بحيث كل الوزارات أو الهيئات‬
‫الحكومية تقدر ما تتوقع الحصول عليه من إيرادات في شكل رسوم أو ضرائب عن نفس السنة المالية‬
‫موضوع الميزانية الحديثة‪ .‬وهذه التوقعات ترتبط بحجم النشاط االقتصادي ففي حالة الرخاء و االنتعاش‬
‫تزداد الدخول و الثروات و المبيعات و األرباح و االستهالك و الواردات و الصادرات‪...‬الخ و التي‬
‫يترتب عليها زيادة اإليرادات بصورة غير متوقعة‪ ،‬أما في فترات الكساد تصاب األنشطة االقتصادية‬
‫بالخمول مما يؤدي إلى قمة اإليرادات و زيادة النفقات وهذا ما يستدعي دراسة فورية للتقلبات‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تنفيذ الميزانية العامة واالعوان المكلفين بتنفيذها‬

‫بعد المصادقة على ميزانية الدولة من طرف السلطة لتشريعية يقوم رئيس الجمهورية بإصدار‬
‫القانون المتعلق بالميزانية و نشره في الجريدة الرسمية ‪ ،‬بعدها يمكن للجهات و الهيئات المختصة بتنفيذ‬
‫الميزانية في الميدان ‪ ،‬أي االنتقال من التقدير و التوقع للسنة المقبلة إلى الواقع الملموس في الوقت‬
‫الحاضر‪ ،‬أي الشروع في تحصيل اإليرادات المقررة و صرف النفقات المعتمدة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االعوان المكلفين بتنفيذ الميزانية العامة‬

‫يشرف على تنفيذ الميزانية العامة عونان او جهازان أساسيان مستقالن عن بعضهما البعض ويتعلق‬
‫األمر باآلمر بالصرف والمحاسب العمومي اللذان يراقبان بعضهما البعض‪.‬‬

‫‪ -1‬اآلمرون بالصرف‪:‬‬

‫‪ -1.1‬تعريفه‪:‬‬
‫اآلمر بالصرف هو‪" :‬كل شخص يؤهل قانونا لتنفيذ عمليات تتعلق بأموال الدولة ومؤسساتها‬
‫وجماعتها العمومية سواء كانت هذه العمليات تتمثل في اإليرادات او النفقات‪ ،‬وقد يكون اآلمر بالصرف‬
‫معينا مثل الوالي والمدير في إدارة عمومية كما يكون منتخبا كرئيس المجلس الشعبي البلدي"‪.‬‬

‫‪ -2.1‬أصنافه‪:‬‬

‫يكون اآلمر بالصرف إما رئيسي او ابتدائي وإما ثانويا‪:‬‬


‫‪ ‬اآلمر بالصرف الرئيسي‪:‬‬
‫حسب المادة ‪ 26‬من القانون رقم ‪ 90/21‬المتعلق بالمحاسبة العمومية فان اآلمرين بالصرف‬
‫األساسيين هم ‪:‬‬
‫‪ -‬المسؤولون المكلفون بالتسيير المالي للمجلس الدستوري و المجلس الشعبي الوطني و مجلس‬
‫المحاسبة ‪.‬‬
‫‪ -‬الوزراء‬
‫‪ -‬الوالة عندما يتصرفون لحساب الوالية ‪.‬‬
‫‪ -‬رؤساء المجالس الشعبية البلدية الدين يتصرفون لحساب البلديات ‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولون المعينون قانونا على المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولون المعينون على مصالح الدولة المستفيدة من ميزانية ملحقة ‪.‬‬
‫‪ ‬اآلمر بالصرف الثانوي‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 27‬من القانون ‪ 90/21‬على أن‪" :‬اآلمرين بالصرف الثانويين مسؤولين بصفتهم‬
‫رؤساء المصالح غير الممركزة على الوظائف المحددة في المادة ‪."23‬‬
‫قد عرفوا أيضا بالمادة ‪ 08‬من المرسوم التنفيذي ‪ 91/313‬على أنهم‪" :‬يصدرون حواالت الدفع‬
‫لفائدة الدائنين في حدود االعتمادات المفوضة وأوامر اإليرادات ضد المدينين"‪.‬‬
‫حسب المادة ‪ 24‬من القانون رقم ‪ 90/21‬انه‪" :‬يشترط اعتماد اآلمرين بالصرف لدى المحاسبين‬
‫العموميين المكلفين باإليرادات و النفقات الذين يأمرون بتفنيدها تحدد كيفيات االعتماد عن طريق‬
‫التنظيم"‪.‬‬
‫كما يمكن أن يكون اآلمر بالصرف أحاديا أو مفوضا‪:‬‬
‫اآلمر بالصرف األحادي او الوحيد‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫صفة اآلمر بالصرف الوحيد ممنوحة الى الوالي لتنفيذ عمليات التجهيز العمومي الالمركزي وهذا‬
‫حسب المادة ‪ 27‬من القانون ‪ ،90/21‬حيث أن الوالي مكلف بتنفيذ البرامج القطاعية الالمركزية‬
‫المسجلة لصالح الوالية‪.‬‬
‫اآلمر بالصرف المفوض او المستخلف‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يمكن لآلمر بالصرف الرئيسي او الثانوي او الوحيد في حالة غيابه أو وجود مانع ان يستخلف احد‬
‫االعوان التابعين له بممارسة صالحيات اآلمر بالصرف في حدود تلك الصالحيات الممنوحة له‬
‫قانونا وهذا عن طريق التفويض باإلمضاء‪.‬‬
‫‪ -3.1‬دور اآلمر بالصرف ومهامه‪:‬‬
‫أما عن دور اآلمر بالصرف فهو يقوم بالمراحل اإلدارية لتنفيذ الميزانية من التزام بالنفقة وتصفية‬
‫وأمر بالدفع فيما يخص عمليات النفقات واثبات وتصفية فيما يتعلق بعمليات اإليرادات‪ ،‬وقد تم تسمية‬
‫اآلمر بالصرف استنادا للمهمة الثالثة المكلف بها في إطار تنفيذ النفقات العامة وهي األمر بالصرف‬
‫وهذا ما يدل على أهمية هذه المرحلة بالخصوص وأهمية العمليات المتعلقة بالنفقات مقارنة بالعمليات‬
‫التي تخص اإليرادات بوجه عام‪.‬‬
‫‪ -4.1‬مسؤولية اآلمر بالصرف‪:‬‬
‫إن المادة ‪32‬من القانون ‪ 90-21‬تحدد مسؤولية األمرين بالصرف و التي هي مزدوجة مدينة‬
‫و جزائية ‪ ،‬فضال عن المسؤولية التأديبية و السياسية بالنسبة للوزراء و الوالة و رؤساء المجالس‬
‫الشعبية البلدية و الوالئية ‪ .‬أما بالنسبة للمسؤولية التأديبية فتسري في حق األمرين بالصرف الثانويين‬
‫في مواجهة رؤسائهم ‪.‬‬
‫و تنص المادة ‪32‬من القانون ‪90-21‬على ما يلي‪" :‬اآلمرون بالصرف مسؤولون مدنيا و‬
‫جزئيا على صيانة و استعمال الممتلكات المكتسبة من األموال العمومية و بهذه الصفة فهم مسؤولون‬
‫شخصيا على مسك جرد للممتلكات المنقولة و العقارية المكتسبة أو المخصصة لهم"‬
‫أما المرسوم التنفيذي رقم ) (‪313/91‬المؤرخ في ‪1991/09/7‬الذي يحدد إجراءات المحاسبة حيث‬
‫نصت المادة ‪14‬منه على ما يلي ‪ ":‬يمسك اآلمرون بالصرف الرئيسيون و الثانويين‬
‫التابعون للدولة محاسبة إدارية لإليرادات و النفقات ‪.‬‬
‫‪ -2‬المحاسبون العموميون‪:‬‬
‫‪ -1.2‬تعريفه‪:‬‬
‫ورد في المادة ‪ 33‬من القانون ‪ 90/21‬على أنه‪" :‬يعد محاسبا عموميا في مفهوم هذه األحكام كل‬
‫شخص يعين قانونا للقيام فضال عن العمليات المشار إليها في المادتين ‪ 18‬و ‪ 22‬بالعمليات التالية ‪:‬‬
‫تحصيل اإليرادات و دفع النفقات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضمان حراسة األموال أو السندات أو القيم أو األشياء أو المواد المكلفة بها و حفظها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تداول األموال و السندات و القيم و الممتلكات و العائدات و المواد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حركة حسابات الموجودات"‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسب المادة ‪ 34‬من القانون ‪ 90/21‬فإنه "يتم تعيين المحاسبين العموميين من قبل الوزير المكلف‬
‫بالمالية و يخضعون أساسا لسلطته ‪ .‬يمكن اعتماد بعض المحاسبين العموميين من قبل الوزير المكلف‬
‫بالمالية ‪.‬تحدد كيفيات تعيين بعض المحاسبين العموميين أو اعتمادهم عن طريق التنظيم" ‪.‬‬
‫‪ -2.2‬أصنافه‪:‬‬
‫يمكن ترتيب المحاسبين العموميين ضمن صنفين المحاسبون ذو االختصاص العام وذو االختصاص‬
‫الخاص‪:‬‬
‫‪ ‬المحاسبون ذوو االختصاص العام‪:‬‬
‫يتمثلون في‪:‬‬
‫العون المحاسب المركزي للخزينة‬ ‫‪-‬‬
‫أمين الخزينة المركزي‬ ‫‪-‬‬
‫امين الخزينة الرئيسي‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬أمناء الخزينة في الوالية‬
‫‪ -‬العون المحاسب الجامع للميزانيات الملحقة‬
‫‪ -‬أمناء الخزينة في البلدية‪ ،‬ويعتبرون المحاسبون الرئيسيين لميزانية البلدية‬
‫‪ -‬أمناء القطاعات الصحية والمراكز االستشفائية الجامعية‬
‫‪ ‬المحاسبون العموميون ذوو االختصاص الخاص‪:‬‬
‫ويتمثلون في‪:‬‬
‫‪ -‬االعوان المحاسبون في المجلس الدستوري والمجلس الشعبي الوطني ومجلس االمة‬
‫‪ -‬قابضوا الضرائب‬
‫‪ -‬قابضو أمالك الدولة‬
‫‪ -‬قابضوا الجمارك‬
‫‪ -‬محافظوا الرهون‬
‫‪ -‬قابضو البريد والمواصالت‬
‫‪ -‬العون المحاسب لدى الهيئات الدبلوماسية أو القنصلية في الخارج‬
‫‪ -‬االعوان المحاسبون العاملون في المؤسسات التابعة للتربية والتكوين ( معتمدون من قبل امين‬
‫الخزينة المختص إقليميا بناءا على تفويض من الوزير المكلف بالمالية)‪.‬‬
‫‪ -3.2‬واجبات ومسؤولية المحاسب العمومي‪:‬‬
‫إن عملية الدفع او التحصيل موكلة للمحاسب العمومي دون سواه الذي ال يمكن له القيام بها اال‬
‫بعد اخضاعها للرقابات المنصوص عليها في المادة ‪ 36‬من القانون ‪ 90/21‬يتعلق بالمحاسبة‬
‫العمومية وهي كالتالي‪:‬‬
‫مطابقة العملية مع القوانين و األنظمة المعمول بها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صفة األمر بالصرف أو المفوض له‬ ‫‪-‬‬
‫شرعية عمليات تصفية النفقات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفر االعتمادات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن الديون لم تسقط أجالها أو أنها محل معارضة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تأشيرات عملية المراقبة التي نصت عليها القوانين و األنظمة المعمول بها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصحة القانونية للمكسب اﻹبرائي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حسب نص المادة ‪ 38‬من قانون ‪ 90/21‬فان المحاسبين العموميين مسؤولون شخصيا وماليا عن‬
‫العمليات الموكلة اليهم‪ ،‬وال تقوم هذه المسؤولية اال بقرار من وزير المالية او مجلس المحاسبة وهي كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪ ‬المسؤولية المالية‪:‬‬
‫المادة ‪ 42‬من القانون ‪ 90/21‬صريحة في تطبيق المسؤولية النقدية‪ ،‬حيث ان المحاسب‬
‫مسؤول على تعويض األموال والقيم الضائعة او الناقصة من الخزينة وتغطية العجز الذي سببه‬
‫وليس بامكانه ان يصلح اإلجراءات فبمجرد وجود خلل في الحسابات يجب عليه التعويض مباشرة‬
‫أي ال يأخذ بالنية في األخطاء‪ .‬غالبا ما يكون اثبات حالة العجز من طرف المحاسب العمومي نفسه‪.‬‬
‫‪ ‬المسؤولية الشخصية‪:‬‬
‫المادة ‪ 43‬من القانون ‪ 90/21‬تنص على أن ‪" :‬المحاسب مسؤول شخصيا عن كل مخالفة في تنفيذ‬
‫العمليات المالية وال يمكنه ارجاع هذه المسؤولية على الموظف او عون ينتمي اليه"‪.‬‬
‫‪ -3‬مبدأ الفصل بين سلطات اآلمر بالصرف والمحاسب العمومي‪:‬‬
‫يعتبر هذا المبدأ مبدأ أساسي في المحاسبة العمومية ويقوم على الفصل التام بين مهام و مسؤوليات‬
‫كل من المحاسب العمومي و اآلمر بالصرف و منه فإن العمليات المالية للهيئات العمومية تتم عن طريق‬
‫مرحلتين‪:‬‬
‫‪ -‬المرحلة األولى‪ :‬التي يظهر فيها اآلمر بالصرف الذي يتولى تنفيذ الميزانية من خالل االلتزام بالنفقات‬
‫وتصفيتيه و األمر بدفعها من جهة‪ ،‬واثبات اإليرادات وتصفيتها واألمر بتحصيلها من جهة أخرى‪،‬‬
‫وتعرف بالمرحلة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثانية‪ :‬حيث يبرز دور المحاسب العمومي الملزم بالتنفيذ الفعلي للميزانية من خالل دفع‬
‫النفقات وتحصيل اإليرادات وتعرف بالمرحلة المحاسبية‪.‬‬
‫‪ -1.3‬مبررات المبدأ‪:‬‬
‫يقوم هذا المبدأ على عدة تبريرات وهي‪:‬‬
‫التبرير الفني لتقسيم العمل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فالمبدأ يسمح باقتسام وتوزيع المهام بين مرحلتين هامتين‪ ،‬األولى إدارية تتمثل في االلتزام بالنفقة‬
‫والتصفية واألمر بالصرف‪ ،‬أما الثانية فتخص تحريكا لألرصدة المالية بقبض اإليرادات أو دفع‬
‫النفقات‪ ،‬ومن هذا المنطلق كان التقسيم الوظيفي للمهام‪.‬‬
‫فنجد أن لآلمر بالصرف رقابة مالئمة وللمحاسب العمومي رقابة مشروعية‪ ،‬فيعد مشروعا كل ما‬
‫يتم تنفيذه طبقا للتشريع المعمول به‪ ،‬ويعد مالئما كل ما هو متروك لتقدير واختيار الموظف المختص‪،‬‬
‫وبهذا نجد أن المالئمة تهم اآلمر بالصرف ألنه هو أول من يباشر عمليات تنفيذ النفقات‪ ،‬ثم يأتي دور‬
‫المحاسب العمومي ليرى مدى تطابق ذلك كله مع المبادئ المالية والمحاسبية واإلجرائية المعمول بها‪.‬‬
‫التبرير الرقابي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مادام أن اآلمرين بالصرف ملزمين بمسك حساباتهم اإلدارية الخاصة بااللتزام والتصفية واألمر‬
‫بالصرف وأن المحاسبين العموميين ملزمين بترتيب حسابات التسيير المتعلقة بدخول وخروج‬
‫األرصدة‪ ،‬فإن العمل الرقابي يكون منطلقه هو المطابقة بين النوعين من الحسابات‪.‬‬
‫ثم إن مبرر الفصل بين عمل اآلمر بالصرف وعمل المحاسب العمومي هو الحيلولة دون وقوع‬
‫األخطاء المالية ودون وقوع حاالت التزوير واالختالس والتواطؤ فيما لو كان العون المكلف بااللتزام‬
‫والدفع واحدا‪ ،‬وتأكيدا لهذا أكد القانون عدم جواز أن يكون اآلمرون بالصرف أزواجا للمحاسبين‬
‫العموميين المعينين لديهم‪.‬‬
‫وينجر عن هذا كله عدم جواز أن يكون المحاسب العمومي خاضعا لسلطة اآلمر بالصرف الوظيفية‬
‫وان كان الواقع أن يكون المحاسب تحت سلطة اآلمر بالصرف إداريا كالعالقة بين الوالي وأمين الخزينة‬
‫الوالئية وبين رئيس البلدية والقابض البلدي وكذا بين مدير الهيئة العمومية والمقتصد وغيرها‪ ،‬وبهذا منع‬
‫القانون اآلمر بالصرف من تعيين محاسبه وجعل ذلك من اختصاص الوزير المكلف بالمالية‪.‬‬
‫‪ -2.3‬االستثناءات الواردة عن المبدأ‪:‬‬
‫هناك استثناءات عديدة أهمها‪:‬‬
‫بالنسبة للنفقات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ويتعلق بالحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الدفع بواسطة وكاالت التسبيقات‪.‬‬
‫‪ -‬أصل رأس المال والفوائد المستحقة عمى قروض الدولة وكذا خسائر الصرف‪.‬‬
‫‪ -‬النفقات ذات الطابع النهائي المنفذة في إطار عمليات التجهيز العمومي‪.‬‬
‫وهناك ثالث حاالت للدفع بدون اآلمر بالصرف وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬معاشات المجاهدين ومعاشات التقاعد المحددة من ميزانية الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬رواتب أعضاء القيادة السياسية والحكومة‪.‬‬
‫‪ -‬المصاريف واألموال الخصوصية‪.‬‬
‫بالنسبة لإليرادات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تتعلق بتحصيل اإليرادات من قبل المحاسب العمومي دون تدخل اآلمر بالصرف وهي الجباية نقدا‬
‫وتتمثل في الضرائب غير مباشرة‪ ،‬الحقوق الجمركية‪ ،‬حقوق التسجيل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تنفيذ الميزانية العامة‬


‫وفقا للقانون ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 15/08/1990‬المتعلق بالمحاسبة العمومية الذي قسم مراحل‬
‫التنفيذ بين العونين العموميين المتمثلين في االمر بالصرف والمحاسب العمومي وفصل بين سلطتيهما‬
‫وجعل كل منهما رقيبا على اآلخر حفاظا على المال العام من التالعب والضياع‪ ،‬ويشمل تنفيذ الميزانية‬
‫العامة جانبين وهما تنفيذ النفقات وتنفيذ اإليرادات‪.‬‬
‫‪ -1‬تنفيذ اإليرادات‪:‬‬
‫تتم عملية تنفيذ االيرادات وفقا ألحكام قانون المحاسبة العمومية في ثالث مراحل أساسية وهي‪:‬‬
‫‪ -1.1‬االثبات‪:‬‬
‫یعد اإلثبات اإلجراء الذي یتم بموجبه تكریس حق الدائن العمومي ‪ ،‬ویتمثل الدائن العمومي في‬
‫الدولة و هذا اإلجراء له طابع مادي و طابع قانوني‪ ،‬فمن الناحیة المادیة‪ ،‬یتم التحقق من وجود الواقعة‬
‫المنشئة لحق الدائن العمومي كالفعل المنشئ للضریبة‪ ،‬أما من الناحیة القانونیة فیجب أن یكون تكریس‬
‫هذا الحق مطابقا ألحكام التشریعیة و التنظیمیة الساریة المفعول‪.‬‬
‫‪ -2.1‬التصفية‪:‬‬
‫‪ ‬تنص المادة ‪ 17‬من القانون ‪ 21-90‬على أن التصفية تسمح بتحديد المبلغ الصحيح للدين الواقع‬
‫على الغير لصالح الدائن العمومي (البلدية أو الوالية) واألمر بتحصيلها‪ ،‬فالتصفية إذا تشمل مرحلتين‬
‫وهما‪ :‬تحديد مبلغ الدين واألمر بتحصيله‪ .‬بعد تحديد وجود الدين يقوم اآلمر بالصرف بتحديد مبلغه‬
‫وتكون هذه العملية وفقا للنسب المحددة بواسطة القوانين والتنظيمات السارية المفعول واألحكام القضائية‬
‫واالتفاقيات والعقود‪ ،‬ويكون اآلمر بالصرف إما فاقدا للحرية في تصفية الدين العمومي وال يمتلك‬
‫المبادرة ويكون دوره مقتصرا على التطبيق اآللي لألسعار التي تنص عليها القوانين كما هو الحال في‬
‫اإليرادات الجبائية أو تلك المتأتية من األحكام القضائية أو يكون اآلمر بالصرف يملك المبادرة كما هو‬
‫الشأن في تصفية إيرادات ممتلكات البلدية‪.‬‬
‫‪ -3.1‬التحصيل‪:‬‬
‫وهو االجراء الذي يتم بموجبه ابرام ذمة االفراد اتجاه الخزينة العمومية‪ ،‬اذن هي مرحلة محاسبية‬
‫حيث يتكفل المحاسب بسند التحصيل بعد مراقبته شرعيا ويكمل تنفيذه بتقاضي المبلغ المحدد في السند‬
‫من المدينين طوعا او بعد متابعتهم قضائيا‪.‬‬
‫‪ -2‬تنفيذ النفقات العامة‬
‫يمر تنفيذ النفقات العامة بأربع مراحل متتالية هي االرتباط بالنفقة و التصفية و األمر بالصرف‪ ،‬ثم‬
‫الصرف‪ ،‬و تطبيقا لمبدأ الفصل بین اآلمرين بالصرف و المحاسبین العمومیین‪ ،‬فإن المراحل الثالث‬
‫األولى‪ ،‬تسمى بالمرحلة اإلداریة و التي هي من صالحیات اآلمر بالصرف أما المرحلة الرابعة التي‬
‫تسمى بالمرحلة المحاسبیة‪ ،‬فهي من اختصاص المحاسبین العمومیین‪.‬‬
‫‪ -1.2‬المرحلة اإلدارية‪:‬‬
‫تنفيذ هذه المرحلة االدارية من قبل اآلمر بالصرف وتحتوي على ثالثة أنواع من العمليات تشمل‬
‫ثالث مراحل وهي كاالتي‪:‬‬
‫‪ -1.1.2‬االلتزام بالنفقة‪:‬‬
‫حسب المادة ‪ 19‬من قانون ‪21-90‬المحاسبة العمومية‪" :‬يعد االلتزام اإلجراء الذي يتم بموجبه إثبات‬
‫نشوء الدين"‪.‬‬
‫اذ هو تصرف ينشئ نفقة على ذمة الحكومة وهناك من يعرفه بانه مشروع نفقة‪ ،‬وقد يكون بناء على‬
‫تصرف قانوني‪ ،‬كما يمكن ان يكون بناء على قانون‪ .‬حيث ان الفترة الزمنية التي يجب ان يتم اثناءها‬
‫االلتزام وغالبا ما يحددها قانون المالية ب ‪ 30‬نوفمبر من سنة الميزانية‪ ،‬اال اننا نالحظ هذه السنوات‬
‫االخيرة ان الحكومة غالبا ما تعدل عن هذه القيود وتمدد فيه الى غاية ‪ 30‬سبتمبر عن طريق برقيات‬
‫رسمية‪.‬‬
‫‪ -2.1.2‬التصفية‪:‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 20‬من قانون ‪ 90/21‬على انه‪" :‬تسمح التصفية بتحقيق على أساس الوثائق‬
‫المحاسبة بتحديد مبلغ الصحيح"‪ ،‬ويمكن تعريف عملية تعريف التصفية على أنها إجراء ثاني الموضوع‬
‫تحت مسؤولية اآلمر بالصرف بهدف إثبات وجود دين عمومي على عاتق الدولة لصالح دائن معين‪.‬‬
‫‪ -3.1.2‬االمر بالصرف‪:‬‬
‫جاء في نص المادة ‪ 21‬من القانون ‪ 21-90‬ما يلي‪" :‬يعد األمر بالدفع أو تحرير الحواالت اإلجراء الذي‬
‫يأمر بموجبه اآلمر بالصرف دفع النفقات العمومية"‪.‬‬
‫‪ -2.2‬المرحلة المحاسبية‪:‬‬
‫‪ -‬دفع النفقة‪:‬‬
‫تتمثل هذه المرحلة في دفع النقود من الخزينة العمومية للدائنين‪ .‬كما يعرف دفع النفقة بالتصرف‬
‫على انه التصرف الذي تتحرر بواسطته الهيئات العمومية من ديونها‪ ،‬وتنفذ هذه العملية سلطة مستقلة‬
‫عن السلطة التي تامر بصرف النفقة وهو المحاسب العمومي‪ .‬غير ان مهمة المحاسب ال تقتصر على‬
‫عملية الدفع المادية‪ ،‬بل تتعداها الى سلطة مراقبة النفقة بوجه عام والتاكد من صحتها‪ .‬ومن هنا يتضح‬
‫ان للمحاسب العمومي صفتين‪ :‬صفة المراقب‪ ،‬وصفة امين الصندوق‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الرقابة المالية على تنفيذ الميزانية العامة‬


‫يقصد بالرقابة المالية في المفهوم الحديث على أنها مجموعة العمليات الالزمة لمتابعة أعمال تنفيذ‬
‫الخطط والسياسات الموضوعة بقصد التعرف على االنحرافات ومعالجتها في الوقت المناسب‪ ،‬إضافة‬
‫إلى المحافظة على المال العام من عمليات االختالس أو الضياع أو سوء االستعمال‪ .‬كما أن أهمية الرقابة‬
‫المالية كونها رقابة قانونية ومالية تحكم التصرفات المالية والمحاسبية واإلدارية ذات الطابع المالي‬
‫والميزانيات بأنواعها وقوائم اإليرادات والنفقات والسجالت المحاسبية وذلك بهدف التأكد من مطابقتها‬
‫للقواعد والقيود والمعايير والصالحيات المالية‪.‬‬
‫حيث تعتبر مرحلة الرقابة على تنفيذ الميزانية العامة أهم مراحل دورة الميزانية العامة‪ ،‬وقد تعددت‬
‫صور وانواع الرقابة المالية الشيء الذي ادى الى تعدد االجهزة والهيئات الرقابية وتنوع اساليب الرقابة‬
‫على تنفيذ الميزانية العامة‪.‬‬
‫سنتناول في هذا المطلب مختلف األجهزة والهيئات المسؤولة عن الرقابة المالية على النفقات‬
‫العمومية من الرقابة القبلية‪ ،‬الرقابة المتزامنة والرقابة البعدية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الرقابة القبلية‬
‫الرقابة المالية القبلية هي الرقابة المانعة أو الوقائية بمعنى أنها تمنع األخطاء و التجاوزات قبل‬
‫وقوعها‪ ،‬والهـدف منها هو صرف االعتمادات المخصصة وفق ما حددته التشريعات والتنظيمات‬
‫المعمول بها‪ .‬وبمعنى آخر هي رقابة سابقة لتنفيذ النفقة العمومية‪ ،‬أي أنها تمنح فرصة لآلمر بالصرف‬
‫بتدارك األخطاء قبل وقوعها ‪.‬‬
‫يحكم هذه الرقابة المرسوم التنفيذي رقم ‪ 92/414‬المؤرخ في ‪ 14‬نوفمبر‪ 1992‬والمتعلق بالرقابة‬
‫السابقة على النفقات الملتزم بها‪ ،‬وحسب المادة ‪ 02‬فإنه‪" :‬تطبق رقابة النفقات التي يلتزم بها على‬
‫ميزانيات المؤسسات واالدارات التابعة للدولة والميزانيات الملحقة‪ ،‬وعلى الحسابات الخاصة للخزينة‬
‫وميزانيات الوالية و المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري"‪.‬‬
‫ولقد اوكل المشرع الجزائري مهمة هذه الرقابة لمجموعة من االجهزة والهيئات كالمراقب المالي‬
‫ولجنة الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -1‬المراقب المالي‬
‫‪ -1.1‬تعريف المراقب المالي‪:‬‬
‫المراقب المالي هو عون من األعوان المكلفين بالرقابة القبلیة على تنفیذ النفقات العمومیة ویعین‬
‫بقرار وزاري من طرف الوزیر المكلف بالمیزانیة‪ .‬إن وظیفة المراقب المالي محددة بموجب المرسوم‬
‫التنفیذي رقم ‪ 92 - 414‬والمرسوم التنفیذي رقم ‪ 09-374‬المعدل والمتمم له حیث یقوم المراقب‬
‫المالي بتأشیر القرارات‪ ،‬والوثائق التي تتضمن التزامات بنفقات عمومیة من طرف األمر بالصرف‪،‬‬
‫والمجاالت التي یحددها المرسومان السابقان الذكر‪.‬‬
‫‪ -2.1‬مهام المراقب المالي‪:‬‬
‫حسب المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 381-11‬فانه تتمثل مهمة المراقب المالي في الحرص‬
‫على تطبيق التشريع والتنظيم المتعلقين بالنفقات العمومية‪ ،‬ويكلف بهذه الصفة على الخصوص بما يأتي‪:‬‬
‫‪ -‬تنظيم مصلحة المراقبة المالية‬
‫‪ -‬تنفيذ االحكام القانونية والتنظيمية فيما يتعلق بمراقبة النفقات الملتزم بها؛‬
‫‪ -‬القيام بأي مهمة مترتبة عن عمليات الميزانية؛‬
‫‪ -‬تمثيل الوزير المكلف بالمالية لدى لجان الصفقات العمومية ولدى المجالس االدارية ومجالس توجيه‬
‫المؤسسات العمومية ذات الطابع االداري والمؤسسات االخرى؛‬
‫إعداد تقارير سنوية عن النشاطات وعروض االحوال الدورية الوافية التي توجه إلى الوزير المكلف ‪-‬‬
‫بالمالية؛‬
‫تنفيذ كل مهام الفحص والرقابة المتعلقة بجوانب تطبيق التشريع والتنظيم المتعلقين بالمالية العمومية ‪-‬‬
‫بناء على قرار من الوزير المكلف بالمالية؛‬
‫ممارسة السلطة السلمية على الموظفين الموضوعين تحت تصرفه وتأطيرهم؛ ‪-‬‬
‫‪ -‬المشاركة في تعميم التشريع والتنظيم المرتبط بالنفقات العمومية؛‬
‫‪ -‬المشاركة في دراسة وتحليل النصوص التشريعية والتنظيمية المبادر بها من المديرية العامة للميزانية‬
‫والتي لها أثر على ميزانية الدولة وعلى ميزانية الجماعات المحلية والهيئات العمومية؛‬
‫‪ -‬إعداد تقييم سنوي ودوري حول نشاط المراقبة المالية؛‬
‫‪ -‬مساعدة أية مهمة رقابية أو تقييم لمصالحه في إطار البرنامج المسطر من المديرية العامة للميزانية؛‬
‫‪ -‬تقديم نصائح لآلمرين بالصرف على المستوى المالي قصد ضمان نجاعة النفقات العمومية وفعاليتها؛‬
‫ضروري يسمح بتسيير ناجع وفعال للنفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -3.1‬صالحيات المراقب المالي‪:‬‬
‫الصالحية األساسية للمراقبين الماليين هي الرقابة القبلية على اإللتزام بالنفقات العمومية الخاضعة‬
‫تتمثل في مراقبة مشروعية عمليات تنفيذ النفقات العمومية و مطابقتها لألنظمة و القوانين المعمول بها‬
‫إضافة إلى اإلشراف على متابعة الوضعية المالية للمؤسسات المكلفة بمراقبتها‪.‬‬
‫وتطبيقا للمادة ‪ 09‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 92-414‬المؤرخ في ‪ 14/11/1992‬و المتعلق‬
‫بإجراءات اإللتزام يتحقق المراقب المالي من‪:‬‬
‫صفة اآلمر بالصرف‬ ‫‪‬‬
‫مشروعية النفقة العمومية و مطابقتها بالقوانين و األنظمة المعمول بها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توفر اإلعتمادات أو المناصب المالية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التخصيص القانوني للنفقة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مطابقة مبلغ اإللتزام للعناصر المبينة في الوثيقة المرفقة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وجود التأشيرات أو اآلراء المسبقة التي سلمتها السلطة اإلدارية المؤهلة لهذا الغرض عندما تكون‬ ‫‪‬‬
‫مثل هذه التأشيرة قد نص عليها التنظيم الجاري به العمل‪.‬‬
‫ويجب على المراقب المالي ان يدرس ويفحص ملفات االلتزام التي يقدمها االمر بالصرف في‬
‫اجل اقصاه ‪ 10‬ايام‪ .‬كما يحدد تاريخ اختتام االلتزام بالنفقات يوم ‪ 20‬ديسمبر من السنة التي يتم فيها‪،‬‬
‫ويمكن تمديد هذا التاريخ في حالة الضرورة القصوى‪ ،‬وهناك العديد من قرارات االلتزام بالنفقة‬
‫الخاضعة لتاشيرة المراقب المالي حسب المادة ‪ 05‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 374-09‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬مشاريع قرارات التعيين والترسيم والقرارات المتعلقة بالحياة المهنية والمرتبات للمستخدمين‪.‬‬
‫‪ -‬مشاريع الجداول االسمية التي تعد عند قفل كل سنة مالية ‪.‬‬
‫‪ -‬مشاريع الجداول االصلية االولية التي تعد عند فتح االعتمادات وكذا الجداول المعدلة‪.‬‬
‫‪ -‬مشاريع الصفقات العمومية والمالحق‪.‬‬
‫‪ -‬القرارات المتعلقة بتسديد المصاريف والتكاليف الملحقة الثابتة بموجب فواتير نهائية‪.‬‬
‫‪ -‬كل التزام مدعم بسندات الطلب والفاتورات الشكلية والكشوف او مشاريع العقود‪.‬‬
‫‪ -‬كل مشروع مقرر يتضمن مخصصات ميزانياتية وكذا تفويض وتعديل االعتمادات المالية‪.‬‬
‫‪.‬االلتزامات بنفقات التسيير والتجهيز او االستثمار ‪-‬‬

‫و جزاء هذه التدقيقات يتلخص في منح تأشيرة المراقبة المالية و ذلك بوضعها على بطاقة االلتزام و‬
‫سندات اإلثبات عند اإلقتضاء إذا كان االلتزام مستوفيا للشروط المذكورة أعاله أو رفض تلك التأشيرة إذا‬
‫‪:‬كان االلتزام معيبا و هذا الرفض قد يكون مؤقت أو نهائي‪ ،‬سنلخصها فيمايلي‬
‫‪ ‬الرفض المؤقت‪:‬‬
‫كما جاء في المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 414-92‬فانه يبلغ الرفض المؤقت في الحاالت‬
‫‪:‬التالية‬
‫إقتراح التزام مشوب بمخالفات للتنظيم قابلة للتصحيح؛‬ ‫‪-‬‬
‫انعدام او نقصان وثائق" االثبات المطلوبة؛‬ ‫‪-‬‬
‫نسيان بيان هام في الوثائق المرفقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرفض النهائي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تنص المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 414-92‬فانه يعلل الرفض النهائي بما يلي‪:‬‬
‫عدم مطابقة االلتزام بالنفقة مع القوانين والتنظيمات المعمول بها؛‬ ‫‪-‬‬
‫عدم توفر االعتمادات او المناصب المالية ؛‬ ‫‪-‬‬
‫عدم احترام االمر بالصرف للمالحظات المقدمة له من خالل الرفض المؤقت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التغاضي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫حسب نص المادة ‪ 18‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 414-92‬فان الرفض النهائي لاللتزام بالنفقة‬
‫يفتح الباب امام االمر بالصرف لتجاوزه لكن على مسؤوليته‪ ،‬وهذا بواسطة قرار معلل‪ ،‬ويجب اعالم‬
‫وزير المالية بذلك‪ .‬حيث يتم ارفاق االلتزام بقرار الرفض وارسالهما الى المراقب المالي الذي يضع‬
‫تاشيرة تضمن معلومات ورقم وتاريخ التجاوز‪ ،‬ويتم ارسال نسخة من ذلك الى وزير المالية وكل‬
‫هيئات الرقابة المؤهلة‪ .‬كما انه ال يجوز حصول التغاضي في حالة الرفض النهائي وفق مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬صفة االمر بالصرف ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توفر االعتمادات او انعدامها‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام التاشيرات او االراء المسبقة المنصوص عليها في التنظيم المعمول به‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام الوثائق الثبوتية التي تتعلق بااللتزام‪.‬‬
‫‪ -‬التخصيص الغير القانوني لاللتزام سواء بتجاوز االعتمادات او تغييرها‪.‬‬
‫يرسل االلتزام مرفقا بمقرر التغاضي إلى المراقب المالي قصد وضع تأشيرة األخذ بالحسبان مع‬
‫اإلشارة إلى رقم التغاضي وتاريخه‪.‬‬
‫يجب على المراقب المالي ‪٬‬بعد تأشيرة األخذ بالحسبان ‪٬‬إرسال نسخة من ملف االلتزام الذي كان‬
‫موضوع التغاضي ‪٬‬مرفقا بتقرير مفصل ‪٬‬إلى الوزير المكلف بالميزانية‪.‬‬
‫يرسل الوزير المكلف بالميزانية ‪٬‬نسخة من الملف الذي كان موضوع التغاضي ‪٬‬إلى المؤسسات‬
‫المتخصصة في رقابة النفقات العمومي‪.‬‬

‫‪ -2‬رقابة لجنة الصفقات العمومية‪:‬‬


‫ألزم المشرع الجزائري من خالل تنظيم الصفقات العمومية المصلحة المتعاقدة بإنشاء هيئات لممارسة‬
‫الرقابة على الصفقات العمومية‪ ،‬وذلك بما يتماشى مع آليات الرقابة المقررة في هذا التنظيم تفاديا ألي‬
‫اصطدام قد يحدث عند ممارسة الرقابة بصورها المختلفة ‪ .‬تقوم المصلحة المتعاقدة بالرقابة الداخلية على‬
‫الصفقات العمومية بنفسها‪ ،‬حيث تنشأ لجنة لفتح االظرفة وتقييم العروض‪ .‬وقبل دخول الصفقة حيز‬
‫التنفيذ تخضع بدورها لرقابة خارجية قبلية تهدف إلى التحقق من التزام المصلحة المتعاقدة بعملها‬
‫ومطابقته مع تنظيم الصفقات العمومية‪ .‬تمارس الرقابة الخارجية القبلية على الصفقات العمومية أجهزة‬
‫متعددة‪ ،‬منها لجان صفقات المصالح المتعاقدة‪ ،‬واللجان القطاعية بالصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -1.2‬الرقابة الداخلية‪:‬‬
‫جاء في نص المادة ‪ 159‬من قانون الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام أنه‪" :‬تمارس‬
‫الرقابة الداخلية‪ ،‬في مفهوم هذا المرسوم‪ ،‬وفق النصوص التي تتضمن تنظيم مختلف المصالح المتعاقدة‬
‫وقوانينها األساسية‪ ،‬دون المساس باألحكام القانونية المطبقة على الرقابة الداخلية ‪ .‬ويجب أن تبين‬
‫الكيفيات العملية لهذه الممارسة على الخصوص‪ ،‬محتوى مهمة آل هيئة رقابة واإلجراءات الالزمة‬
‫لتناسق عمليات الرقابة وفعالياتها‪ .‬وعندما تكون المصلحة المتعاقدة خاضعة لسلطة وصية‪ ،‬فإن هذه‬
‫األخيرة تضبط تصميما نموذجيا يتضمن تنظيم رقابة الصفقات ومهمتها"‪.‬‬
‫‪ ‬فتح االظرفة‪:‬‬
‫تحدث المصلحة المتعاقدة في إطار الرقابة الداخلية لجنة دائمة واحدة أو أكثر مكلفة بفتح األظرفة‬
‫وتحليل العروض والبدائل واألسعار االختيارية‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬تدعى في صلب النص "لجنة فتح‬
‫األظرفة وتقييم العروض"‪ .‬وتتشكل هذه اللجنة من موظفين مؤهلين تابعين للمصلحة المتعاقدة‪ ،‬يختارون‬
‫لكفاءتهم‪ .‬يمكن المصلحة المتعاقدة‪ ،‬تحت مسؤوليتها‪ ،‬أن تنشئ لجنة تقنية تكلف بإعداد تقرير تحليل‬
‫العروض‪ ،‬لحاجات لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض‪.‬‬
‫تقوم لجنة فتح األظرفة وتقييم العروض بعمل إداري وتقني تعرضه على المصلحة المتقاعدة التي‬
‫تقوم بمنح الصفقة أو اإلعالن عن عدم جدوى اإلجراء أو إلغائه أو إلغاء المنح المؤقت للصفقة‪ .‬وتصدر‬
‫في هذا الشأن رأيا مبررا‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم العروض‪:‬‬
‫تقوم لجنة تقييم العروض بعملها بانتقاء العروض المطابقة لدفتر الشروط حيث تقوم بدورها على‬
‫مرحلتين األولى تتمثل في تقييم العروض التقنية‪ ،‬أما المرحلة الثانية فتتمثل في تقييم العروض المالية‪،‬‬
‫حيث تشتمل العروض على ملف الترشح وعرض تقني وعرض مالي ‪.‬‬
‫‪ -2.2‬الرقابة الخارجية‪:‬‬
‫حسب المادة ‪ 163‬من قانون الصفقات العمومية تتمثل غاية الرقابة الخارجية‪ ،‬في مفهوم هذا‬
‫المرسوم وفي إطار العمل الحكومي‪ ،‬في الـتـحـقـق مـن مـطـابـقـة الـصـفـقـات العمومية المعروضة على‬
‫الهيئات الخارجية المذكورة في القسم الثاني من هذا الفصل‪ ،‬للتشريع والتنظيم المعمول بهما‪ .‬وترمي‬
‫الرقابة الخارجية أيضا إلى التحقق من مطابقة التزام المصلحة المتعاقدة للعمل المبرمج بكيفية نظامية‪.‬‬
‫وتخضع الملفات التي تدخل في اختصاص لجان الصفقات للرقابة البعدية‪ ،‬طبقا لألحكام التشريعية‬
‫والتنظيمية المعمول بها‪.‬‬
‫حیث نمیز بین نوعین من الرقابة الخارجية هما‪:‬‬
‫‪ ‬الرقابة على دفتر الشروط‪:‬‬
‫حیث یتم التأكد مما یلي‪:‬‬
‫مدى مطابقة دفتر الشروط للنصوص القانونیة كقانون الصفقات العمومیة والتعليمات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مدي تناسق أحكامه وخاصة التناقضات المحتملة بین بنوده‪.‬‬
‫‪ -‬مدى الشفافية في اإلجراءات التي یوفرها‪ ،‬خاصة اآلجال و العدالة بین المتنافسین‪.‬‬
‫‪ -‬وتختم هذه الرقابة إما بالتحفظ على دفتر الشروط‪ ،‬وهو ما یتطلب إجراء التعدیالت الضرورية‬
‫علیه‪ ،‬و إما قبوله الذي یترجم بمنحه تأشیرة دفتر الشروط التي تعتبر شرطا ال بد منه إلتمام‬
‫المراحل الالحقة‪.‬‬
‫‪ ‬الرقابة على الصفقات العمومیة‪:‬‬
‫إن لجنة الصفقات العمومیة للمصلحة المتعاقدة تختص بالرقابة الخارجیة القبلیة للصفقات العمومیة‪،‬‬
‫حیث تتأكد مما یلي‬
‫‪ -‬مدى احترام قانون الصفقات ومدى التقید بدفتر الشروط‬
‫‪ -‬مدى اخذ التحفظات المحتملة حین المصادقة على دفتر الشروط بعین االعتبار‬
‫‪ -‬كیفیة إتمام إجراءات اإلعالن‪ ،‬كیفیة تحریره و أماكن نشره‪ ،‬و اآلجال المرتبطة به‬
‫‪ -‬كیفیة إجراء عملیة فتح األظرفة و تقییمها و مدى شفافیتها و صحة المحاضر‬
‫‪ -‬مدى وضوح بنود الصفقة و أماكن الخلل و اقتراح التصحيحات الضروریة‬
‫‪ -‬األحكام الخاصة بالتحیین و المراجعة‪ ،‬خاصة إذا تعلق األمر بصفقة تموین‬
‫‪ -‬األحكام الخاصة بالتسبیقات وآجال دفعها والضمانات المرتبطة بها‬
‫‪ -‬األحكام الخاصة بالتنفیذ واالستالم وضمانات ما بعد االستالم‬
‫و تتوج عملیة الرقابة الممارسة من طرف لجان الصفقات العمومیة إما بمنح التأشیرة أو رفض منحها‬
‫خالل أجل أقصاه عشرین(‪ )20‬یوما ابتداء من تاریخ إیداع الملف الكامل لدى كتابة و یجوز للمصلحة‬
‫المتعاقدة تجاوز الرفض بمقرر معلل واعالم السلطة الوصیة بذلك اللجنة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرقابة المتزامنة‪:‬‬


‫وفقا للتشريع الجزائري فان مهمة الرقابة المتزامنة علة النفقات العمومية يقوم بها المحاسب‬
‫العمومي‪ ،‬حيث انه قبل عملية صرف النفقات لفائدة االطراف المستفيدة يقوم بالتاكد من جميع االجراءات‬
‫التي قام بها االمر بالصرف والمراقب المالي‪.‬‬

‫‪ -1‬المحاسب العمومي‪:‬‬
‫كما تناولنا سابقا يعد المحاسب العمومي كل عون مكلف بتنفيذ الميزانية والعمليات المالية في شقها‬
‫المحاسبي ويختص بمرحلة الدفع في حالة تنفيذ النفقات‪ ،‬ويتم تعيينه من قبل الوزير المكلف بالمالية‬
‫‪.‬ويخضع لسلطته‬
‫يتولى المحاسب العمومي الرقابة المالية المحاسبية على كل العمليات المالية أثناء تنفيذها ‪٬‬باستثناء‬
‫تلك العمليات المالية التي يتم دفعها بدون أمر مسبق ‪٬‬والتي تكون موضوع تسوية بعد الدفع‪.‬‬

‫‪ -2‬إجراءات رقابة المحاسب العمومي‪:‬‬


‫يقوم االمر بالصرف باألمر بالدفع الى المحاسب العمومي الذي يتعين عليه وقبل تنفيذ الدفع‬
‫القيام بعمليات الرقابة التالية حسب المادة ‪ 36‬من القانون ‪ ،21-90‬يجب على المحاسب العمومي قبل‬
‫قبوله ألية نفقة أن يحقق مما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬مطابقة العملية مع القوانين و األنظمة المعمول بها ‪.‬‬
‫‪ -‬صفة األمر بالصرف أو المفوض له‬
‫‪ -‬شرعية عمليات تصفية النفقات ‪.‬‬
‫‪ -‬توفر االعتمادات ‪.‬‬
‫‪ -‬أن الديون لم تسقط أجالها أو أنها محل معارضة ‪.‬‬
‫‪ -‬تأشيرات عملية المراقبة التي نصت عليها القوانين و األنظمة المعمول بها ‪.‬‬
‫‪ -‬الصحة القانونية للمكسب اﻹبرائي ‪.‬‬

‫‪ -3‬نتائج رقابة المحاسب العمومي‪:‬‬


‫وتكون كاآلتي ‪:‬‬
‫‪ ‬قبول الدفع‪:‬‬
‫عندما تستوفي النفقة العمومية الشروط السابقة یقوم المحاسب العمومي بمنح تأشيرة الدفع على‬
‫مسؤوليته‪ ،‬ویتم إخراج النفقة من الحساب لفائدة الطرف المستفید منها‪.‬‬

‫رفض الدفع‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫إن النفقات التي ال تحقق الشروط السابقة بعضها أو كلها فإن مصیرها هو الرفض‪ ،‬أي أن‬
‫المحاسب یمتنع عن دفع مبلغ النفقة‪ ،‬ویقوم بإبالغ اآلمر بالصرف بهذا القرار مع تبیان األسباب‪،‬‬
‫وهذا األخیر علیه أن یقوم بالتصحیحات الضروریة و تقدیمها للمحاسب العمومي و إال أصبح‬
‫الرفض نهائي‪.‬‬

‫التسخير‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اذا رفض المحاسب العمومي القيام بالدفع يمكن اآلمر ان يطلب منه كتابيا وتحت مسؤوليته ان‬
‫يصرف النظر عن هذا الرفض‪ .‬وبالتالي اذا امتثل المحاسب العمومي ألمر التسخير هذا فستبرأ ذمته‬
‫من اي مسؤولية‪ ،‬ويمكن للمحاسب العمومي رفض التسخير واالمتثال لألمر بالصرف لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عدم توفر االعتمادات المالية ما عدا بالنسبة للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم توفر اموال الخزينة‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام اثبات اداء الخدمة‪.‬‬
‫‪ -‬طابع النفقة ابرائي (اي الشخص المعني بالدفع هنا هو غير الدائن الحقيقي)‪.‬‬
‫‪ -‬انعدام تأشيرة مراقبة النفقات الموظفة وتأشيرة لجنة الصفقات المؤهلة اذا كان ذلك منصوصا‬
‫عليه في التنظيم المعمول به‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬الرقابة البعدية‬

‫يقصد بالرقابة البعدية أي الالحقة للنفقات العمومية الرقابة التي تلي عملية التنفيذ وتبدا بعد انهاء‬
‫السنة المالية بهدف التأكد من صحة العملية وكشف االخطاء المرتكبة اثناء التنفيذ‪ .‬ولقد اوكل المشرع‬
‫الجزائري مهمة هذه الرقابة لمجموعة من االجهزة كمجلس المحاسبة والمفتشية العامة للمالية‪.‬‬
‫‪ -1‬المفتشية العامة للمالية‬
‫‪-1.1‬التعريف بالمفتشية العامة للمالية‪:‬‬
‫تعتبر المفتشية العامة للمالية هيئة رقابية مالية بعدية أنشأت ألول مرة بموجب المرسوم ‪50 80/‬‬
‫و في هذا اإلطار صدرت العديد من النصوص القانونية الخاصة بها حيث صدر المرسوم التنفيذي‬
‫‪ ،91/502‬الذي يحكم موظفي المفتشية العامة للمالية‪.‬‬
‫تعرف المفتشية العامة للمالية بأنها جهاز إداري يهتم بفحص و مراجعة التيسير المالي و المحاسبي‬
‫لمصالح الدولة والجماعات المحلية وكل المؤسسات الثقافية واالجتماعية المستفيدة من إعانات ‪ 4‬الدولة و‬
‫كذا مختلف األجهزة الخاضعة لقواعد المحاسبة العمومية‪.‬‬
‫‪ -2.1‬صالحيات المفتشية العامة للمالية‪:‬‬
‫جاء في المادة ‪02‬من المرسوم التنفيذي ‪08-272‬المتعلق بتحديد صالحيات المفتشية العامة للمالية‬
‫بأنه‪" :‬تمارس رقابة المفتشية العامة للمالية على التسيير المالي و المحاسبي لمصالح الدولة ‪،‬والجماعات‬
‫اإلقليمية ‪ ،‬وكذا الهيئات و األجهزة و المؤسسات الخاضعة لقواعد المحاسبة العمومية‪.‬‬
‫وتمارس الرقابة أيضا على ‪:‬‬
‫‪ -‬المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري ‪.‬‬
‫‪ -‬هيئات الضمان االجتماعي التابعة للنظام العام و اإلجباري وكذا كل الهيئات ذات الطابع‬
‫االجتماعي و الثقافي التي تستفيد من مساعدة الدولة أو الهيئات العمومية ‪.‬‬
‫‪ -‬كل مؤسسة عمومية أخرى مهما كان نظامها القانوني ‪.‬‬
‫وجاء في المادة ‪ 03‬من نفس المرسوم بأنه " تراقب المفتشية العامة للمالية استعمال الموارد التي‬
‫تجمعها الهيئات أو الجماعات مهما كانت أنظمتها القانونية‪ ،‬بمناسبة حمالت تنظيمية والتي تتطلب الهبة‬
‫العمومية خصوصا من أجل دعم القضايا اإلنسانية و االجتماعية والعلمية والتربوية والثقافية والرياضية‪،‬‬
‫ويمكن أن تمارس رقابتها على كل شخص معنوي أخر يستفيد من المساعدة المالية من الدولة أو جماعة‬
‫محلية أو هيئة عمومية بصفة تساهمية أو في شكل إعانة أو قرض أو تسبيق أو ضمان "‪.‬‬
‫‪ -3.1‬رقابة المفتشية العامة للمالية‪:‬‬
‫تتم رقابة المفتشية العامة للمالية على أساس الوثائق‪ ،‬من حسابات و مستندات اإلثبات‪ ،‬حیث ینتقل‬
‫المفتش أو بعثة المفتشین إلى عین المكان‪ ،‬أي إلى مقر الهیئة بصورة فجائیة‪ ،‬فتتولى البعثة فحص و‬
‫مراجعة مستندات اإلثبات و معاینتها في عین المكان‪ ،‬و التحقیق مع اآلمر بالصرف و المحاسبین‬
‫العمومیین و المسیرین‪ ،‬غیر أن المهام المتعلقة بالدراسات و الخبرات تكون بعد تبلیغ مسبق‪ ،‬حیث یتولى‬
‫المفتشون مراقبة تسییر الصنادیق و مراجعة األموال و القیم و السندات‪ ،‬و مختلف المواد التي تكون في‬
‫حیازة المسیرین و المحاسبین‪ ،‬و اإلطالع على كل وثیقة ثبوتیة تكون الزمة لمراجعتها لدى مناصب‬
‫المحاسبة ومرؤوسیهم أو مندوبیهم‪ ،‬أي المحاسبین الرئیسین و الثانویین‪ ،‬و كل شخص یتولى إدارة أموال‬
‫عامة‪ ،‬و كل عون مكلف بمسك محاسبة نوعیة‪ ،‬أو تسییر مخزون‪ ،‬و یجب على مسؤولي المصالح و‬
‫الهیئات المراقبة‪ ،‬تقدیم األموال والقیم التي يحوزونها للمفتشین و مدهم بكل السجالت واألوراق و‬
‫اإلثباتات‪ ،‬أو الوثائق الخاصة بذلك و اإلجابة على المطالب المقدمة في شأن المعلومات دون تأخیر‪.‬‬
‫‪ -2‬مجلس المحاسبة‬
‫‪ -1.2‬تعريف مجلس المحاسبة‪:‬‬
‫حسب المادة ‪ 02‬من األمر‪ 20-95‬المؤرخ في ‪ 17‬جويلية‪ 1995‬المتعلق بمجلس المحاسبة‪:‬‬
‫"يعتبر مجلس المحاسبة المؤسسة العليا للرقابة البعدية ألموال الدولة والجماعات االقليمية و المرافق‬
‫العمومية"‪ .‬وبهذه الصفة يدقق في شروط استعمال الهيئات الموارد والوسائل المادية واالموال العامة التي‬
‫تدخل في نطاق اختصاصه‪ ،‬كما هو محدد في هذا االمر‪ ،‬ويقيم تسييرها ويتأكد من مطابقة عمليات هذه‬
‫الهيئات المالية والمحاسبية للقوانين والتنظيمات المعمول بها‪.‬‬

‫‪ - 2.2‬رقابة مجلس المحاسبة‪:‬‬


‫وضع التشريع الجزائري الرقابة القضائية من أجل رقابة شرعية تنفيذ النفقات العمومية و الحد من‬
‫عمليات االختالس أو التقليل منها و ذلك بإقاع الجزاءات على مرتكبيها‪ ،‬والجهاز الذي يقوم بهذا النوع‬
‫من الرقابة هو مجلس المحاسبة‪.‬‬
‫ان لمجلس المحاسبة حسب المادة ‪ 55‬من االمر ‪ 20-95‬المؤرخ في ‪ 17‬جويلية‪ 1995‬المتعلق‬
‫بمجلس المحاسبة "حق االطالع وسلطة التحري" وهنا يمكن له ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬االطالع على كل الوثائق والمستندات والدفاتر الخاصة بالعمليات المالية والمحاسبية وكذا تقييم‬
‫مدى سالمة التسيير للهيئات والمصالح الموضوعة تحت رقابته‪.‬‬
‫‪ -‬له سلطة التحري واالستماع بغية االطالع على اعمال المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬له حق الدخول والمعاينة لكل محالت االدارات والمؤسسات الخاضعة لرقابة المجلس‪.‬‬
‫‪ -3.2‬اختصاصات مجلس المحاسبة‪:‬‬
‫كما يباشر مجلس المحاسبة اختصاصه كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تقديم الحسابات‪:‬‬
‫يتعين على كل محاسب عمومي إيداع حسابه للتسيير لدى كتابة الضبط لمجلس المحاسبة واالحتفاظ‬
‫بكل الوثائق الثبوتية التي قد يطلبها منه مجلس المحاسبة عند االقتضاء‪ .‬كما يتعين على اآلمرين‬
‫بالصرف التابعين للهيئات العمومية إيداع حساباتهم اإلدارية بنفس اآللية‪.‬‬
‫حيث نصت المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 96-56‬المؤرخ في ‪ 22‬جانفي ‪ 1996‬يحدد‬
‫انتقاليا األحكام المتعلقة بتقديم الحسابات إلى مجلس المحاسبة على أنه‪ " :‬يجب على اآلمرين بالصرف‬
‫الرئيسيين والثانويين وعلى المحاسبين العموميين التابعين لمصالح الدولة والجماعات اإلقليمية‪ ،‬ومختلف‬
‫المؤسسات والهيئات العمومية الخاضعة لقواعد المحاسبة العمومية أن يودعوا حساباتهم لدى كتابة ضبط‬
‫مجلس المحاسبة في أجل أقصاه ‪30‬يوليو من السنة الموالية للميزانية المقفلة‪.‬‬
‫وفي حالة التأخير في إيداع الحسابات أو عدم إرسال الوثائق الثبوتية يمكن لمجلس المحاسبة إصدار‬
‫غرامات في حق المحاسبين العموميين واآلمرين بالصرف المقصرين‪ ،‬وله أن يصدر في حقهم كذلك‬
‫أوامر بإيداع حساباتهم في اآلجال التي يحددها لهم‪.‬‬

‫‪ ‬مراجعة حسابات المحاسبين العموميين‪:‬‬


‫حدد األمر رقم ‪ 20 95/‬المتعلق بمجلس المحاسبة عمليات التدقيق التي يمارسها المجلس في إطار‬
‫الرقابة إلى إجراءات إلزامية ‪ ،‬ويترتب عليها إما إبراء ذمة المحاسب العمومي أو إقامة مسؤوليته المالية‬
‫الشخصية‪ .‬تخضع عملية مراجعة حسابات المحاسبين العموميين إلجراءات أساسية حددها األمر ‪95/‬‬
‫‪ 20‬السالف الذكر‪ ،‬وقد تم توزيع هذه االجراءات على ثالث مراحل وهي‪:‬‬
‫‪-‬معاينة الحسابات‪:‬‬
‫قبل البدء في عمليات التدقيق ينبغي على المحاسب المعني أن يضع تحت تصرف قضاة مجلس‬
‫المحاسبة الوثائق والمستندات المطلوبة إلجراء عمليات الرقابة‪ ،‬منها ما يتعلق بوضعية المحاسب نفسه‪،‬‬
‫ومنها ما يتعلق بالعمليات المالية المنجزة كالوثائق الثبوتية للنفقات‪ ،‬إلى جانب تقديم نسخة من الميزانية‬
‫األولية واإلضافية للسنة المالية موضوع الرقابة‪.‬‬
‫‪-‬الحكم على الحسابات‪:‬‬
‫في حالة عدم تسجيل خطأ أو امخ لفة على مسؤولية المحاسب العمومي‪ ،‬يصدر قرار اإلبراء من‬
‫طرف تشكيله المداولة‪ ،‬أما في حالة وجود أخطاء أو مخالفات في حساباته فهي تصدر قرارا مؤقتا‬
‫يتضمن أوامر توجه إلى المحاسب المعني لتقديم التبريرات الناقصة أو تقديم أية توضيحات أخرى لتبرئة‬
‫ذمته في أجل شهرين‪.‬‬
‫‪-‬إصدار القرار النهائي‪:‬‬
‫بانقضاء األجل المحدد للمحاسب العمومي لإلجابة ‪ ،‬يعين رئيس الغرفة مقررا مراجعا يكلفه بدراسة‬
‫الملف على ضوء اإلجابات المستلمة وتقديم إقتراحاته وبعده ا يرسل الملف كامال إلى الناظر العام لتقديم‬
‫إستنتاجاته‪ ،‬ويعرضه بعد ذلك على تشكيلة المداولة إلصدار القرار النهائي‪.‬‬

‫‪ ‬رقابة االنضباط في مجال تسيير الميزانية والمالية‪:‬‬


‫يمارس مجلس المحاسبة رقابة االنضباط في مجال تسيير الميزانية والمالية بصفة آلية‪ ،‬من خالل‬
‫الرقابة التي يمارسها على الحسابات اإلدارية التي يقدمها له اآلمرون بالصرف بصفة دورية‪ ،‬ففي حالة‬
‫اكتشافه أثناء هذه الرقابة ألخطاء و مخالفات تدخل ضمن الحاالت المنصوص عليها في المادتين ‪ 88‬و‬
‫‪ 91‬من األمر ‪ ،20-95‬يتم إخطار غرفة االنضباط في مجال الميزانية و المالية لمباشرة التحقيقات‬
‫والتدقيقات التي يقتضيها هذا النوع من الرقابة‪.‬‬

‫‪ ‬تقييم المشاريع والبرامج االستثمارية العمومية‪:‬‬


‫يشارك مجلس المحاسبة على الصعيد االقتصادي والمالي في تقييم فعالية النشاطات والمخططات‬
‫والبرامج واالجراءات المتخذة من طرف السلطات العمومية بغرض تحقيق اهداف ذات منفعة وطنية‪.‬‬

‫‪ - 4.2‬نتائج رقابة مجلس المحاسبة‪:‬‬


‫إذا اثبت مجلس المحاسبة وجود مخالفات أو تجاوزات يمكن أن تلحق ضررا بمصالح الخزينة‬
‫العمومية أو بأموال الهبات الخاصة بالرقابة‪ ،‬فإنه يطلع فورا مسؤولي المصالح المعنية و سلطاتها‬
‫السلمية والوصية أو أي سلطة أخرى مؤهلة من أجل اتخاذ اإلجراءات الضرورية لضمان حسن تسيير‬
‫األموال العمومية‪.‬‬
‫‪ -3‬الرقابة التشريعية او البرلمانية‪:‬‬
‫تشیر المادة ‪ 99‬من دستور‪ 1996‬إلى أن البرلمان یراقب عمل الحكومة وفقا للشروط المحددة في‬
‫الدستور‪ ،‬و رقابة البرلمان على تنفیذ الموازنة العامة للدولة‪ ،‬یمكن أن تكون أثناء تنفیذها رقابة آنیة أو‬
‫معاصرة‪ ،‬أو بعد نهایة السنة المالیة رقابة بعدیة‪.‬‬
‫‪ -1.3‬الرقابة البرلمانیة أثناء تنفیذ الموازنة العامة‪:‬‬
‫یمكن للبرلمان أن یراقب النشاط و األداء الحكومي في مختلف المجاالت‪ ،‬و منها المجال المالي‬
‫بواسطة اآللیات األساسیة التالیة‪:‬‬
‫‪ ‬االستماع و االستجواب‪ :‬طبقا للمادة ‪ 133‬من الدستور یمكن للجان البرلمان بغرفتيه أو مجلسيه أن‬
‫تستمع إلى أي وزير أعضاء الحكومة كما يمكن ألعضاء أي مجلس استجواب الحكومة برمجتها‪.‬‬
‫‪ ‬السؤال‪ :‬یمكن ألعضاء البرلمان وفقا للمادة ‪ 134‬من الدستور أن يسألوا شفويا أو كتابيا أي وزير‬
‫اوعضو في الحكومة عن أي موضوع او قضية‪ ،‬ومنها القضايا المتعلقة بتنفيذ الميزانية طبقا الحكام‬
‫النظام الداخلي لكل من مجلسي البرلمان‪.‬‬
‫‪ ‬مناقشة بیان السیاسة العامة‪ :‬طبقا للمادة ‪84‬من الدستور‪ ،‬تلتزم الحكومة بأن تقدم كل سنة بیانا عن‬
‫السیاسة العامة‪ ،‬تعقبه مناقشة لعمل و أداء الحكومة لمعرفة مدى تنفیذ برنامج الحكومة‪ ،‬الذي كان‬
‫البرلمان قد وافق علیه‪ ،‬عند تقدیمه من طرف الحكومة بعد تعيينها‪.‬‬
‫‪ ‬لجنة التحقیق‪ :‬بموجب المادة ‪ 121‬یمكن لكل غرفة من البرلمان في إطار اختصاصاتها‪ ،‬أن تنشئ في‬
‫أي وقت لجان تحقیق في قضایا ذات مصلحة عامة‪ .‬كما تتجلى رقابة البرلمان في مرحلة تنفيذ الميزانية‬
‫بصورة واضحة لدى مناقشة قانون المالية التكميلي الذي تقدمه الحكومة للبرلمان أثناء السنة المالية‬
‫بغرض تكملة أو تعديل بعض األوضاع المستجدة‪.‬‬
‫‪ -2.3‬الرقابة البرلمانیة الالحقة لتنفیذ الموازنة العامة‬
‫يجري المجلس الشعبي الوطني الرقابة الالحقة على مدى شرعية تنفيذ الميزانية التي صادق عليها‬
‫البرلمان في السنة السابقة بعد تنفيذ الميزانية ‪٬‬ويرى تطبيق توجيهاته وذلك بقيامه من جديد بمراقبة هذا‬
‫التنفيذ‪ .‬وفي هذا الصدد قد نصت المادة ‪ 160‬من الدستور على أن تقدم الحكومة لكل غرفة من البرلمان‬
‫عرضا عن استعمال االعتمادات المالية التي أقرتها لكل سنة مالية ‪٬‬وتختتم السنة المالية فيما يخص‬
‫البرلمان ‪٬‬بالتصويت على قانون يتضمن تسوية ميزانية السنة المالية المعنية من قبل كل غرفة من‬
‫البرلمان‪.‬‬
‫‪ -4‬رقابة المجالس الشعبية المحلية‪:‬‬
‫يحق للمجالس الشعبية الوالئية والبلدية مراقبة تنفيذ الجاري للميزانية من قبل اآلمرين بالصرف‬
‫(رؤساء البلديات والوالة‪ )،‬وذلك في إطار القوانين واألنظمة المتعلقة بالجماعات المحلية‪ ،‬أما رقابة‬
‫المجالس الشعبية المحلية الالحقة فإنها تتمثل أساسا في مناقشة الحسابات اإلدارية المقدمة لها من طرف‬
‫اآلمرين بالصرف بعد اختتام كل سنة مالية‪ ،‬حيث تقوم بالتحقق من توافق العمليات المتخذة في إطار‬
‫الميزانية ونتائجها مع تلك المتخذة من قبل المحاسبين العموميين المعنيين ومن مطابقتها لترخيصات‬
‫الميزانية واجراء التسويات الالزمة عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ -5‬رقابة السلطة الوصية‪:‬‬
‫بالرغم من االستقالل القانوني لبعض الهيئات اإلدارية داخل السلطة التنفيذية بموجب اكتسابها‬
‫للشخصية المعنوية‪ ،‬إال ان ذلك االستقالل ليس مطلقا وال تاما حيث تبقى تلك األجهزة خاضعة لقدر معين‬
‫من الرقابة واالشراف من طرف السلطة الوصية مثل وصاية الوالي على اعمال البلدية‪ ،‬اذ تنص المادة‬
‫‪ 171‬من قانون البلدية على ما يلي‪" :‬يصدر رئيس المجلس الشعبي البلدي حواالت الصرف ويمكن‬
‫تفويض هذا االختصاص اذا رفض رئيس المجلس الشعبي البلدي هذا االختصاص‪ ،‬ورفض اصدار نفقة‬
‫الزمة يتخذ الوالي قرار يقوم مقام حوالة الرئيس طبقا للتشريعات السارية المفعول"‪.‬‬

You might also like