Professional Documents
Culture Documents
يُع د اإلمجاع األص َل الث الث يف اس تخالص األحك ام الش رعيَّة؛ إذ الق رآن الك رمي ه و األص ل األول واملص در
والس نة هي املص در الث اين؛ ألن ه كم ا يق ول حبق اإلم ام الش افعي (املت وىَّف
األساس ي للش ريعة اإلس الميَّةُّ ،
افرتض طاعة رسوله".1 "من قَبِل عن رسول اهلل ،فعن اهلل قَبِل؛ َّ
ألن اهلل َ 204هـ)َ :
ويَليهم ا اإلمجاع؛ لتوقُّف موجبيَّته عليهما ،ولكن الثالث ة -م ع تف ُاوت درجاهتا ُ -ح ٌ
جج موجب ة لألحك ام
ٍ
قطعا ،وال تتوقَّف يف إثبات األحكام على شيء َ
آخر.2 ً
واحلُكم ال ذي يُب ىن على دلي ٍل قطعي ،يُع د من النظ ام الع ام ،وال جيوز لألف راد واجلماع ات أن يتَّفق وا على
اجتهاد فيها.3
َ خالفه ،وإذا ات ُِّفق على خالفه كان باطالً؛ ألن القطعيَّات ال
4
وقد فشا على لسان الفقهاء َّ
أن خارق اإلمجاع يكفر ،وهي مقالة حَت دو بنا إىل دراسة هذا األصل؛ وصوالً
كبريا يف قواعده وأصوله ،يف إمكانه وعدم ِ
األصل اختالفً ا ً وج ه احلق فيها؛ َّ
ألن الفقهاء اختلَفوا يف هذا إىل ْ
ومس تنده ،ونَ ْس خه وع دم النَّس خ،
إمكان ه ،ويف أه ل اإلمجاع ،وش روطه ،ويف ُحجيَّت ه بني أنواع ه املختلف ةُ ،
ومدى إمكانيَّة االستفادة باإلمجاع يف العصر احلديث يف الوقائع املستجدة ،وما تتطلَّبه من أحكام شرعيَّة.
ُ
.)19
3الشيخ عبدالوهاب خالَّف؛ تفسري النصوص القانونية وتأويلها ،حبث منشور يف العدد التاسع والعاشر من جملة احملاماة الشرعيَّة،
س ( ،)21ص (.)451
4أبو املعايل اجلويين (478هـ)؛ الربهان يف أُصول الفقه؛ حتقيق الدكتور عبدالعظيم الديب ،ج ( ،)1ص (.)725
www.alukah.net
خطة البحث:
المبحث األول :المعنى االصطالحي لإلجماع في المذاهب المختلفة ،والرأي المختار منها.
المبحث األول:
أدل على ذلك إالَّ االستعمال القرآين له ،فاهلل تعاىل والعزم ،5وال َّ واإلمجاع يف اللغة :لفظ ُمشرتك بني االتفاق ْ
{و َم ا يقول يف شأن يوسفَ { :فلَ َّما ذَهبوا بِِه وأَمْج عوا أَ ْن جَي علُوه يِف َغي اب ِ
ب} [يوسف ،]15 :ويقولَ : ت اجْلُ ِّ َْ ُ َ َ َُ َ َُ
ت لَ َديْ ِه ْم إِ ْذ أَمْج َعُ وا أ َْم َر ُه ْم َو ُه ْم مَيْ ُك ُرو َن} [يوس ف]102 :؛ أي :اتَّفق وا كلُّهم على إلقائ ه يف أس فل
ُكْن َ
اجلُب ،6وقوله تعاىل يف سورة يونس{ :فَأَمْجِ عُوا أ َْمَر ُك ْم َو ُشَر َكاءَ ُك ْم} [يونس]71 :؛ أيْ :اع ِزموا أمركم.7
وقال رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم (( :-ال صيام لِ َمن مَل جُي ِم ع الصيام من الليل))8؛ أي :مَل يَعزم عليه
من الليل.
الص حاح ،ولكن صُِّرح به يف القاموس 5مَل يرد يف لسان العرب "مجع على كذا" مبعىن اتَّفقوا ،وكذلك يف أساس البالغة وخمتار ِّ
احمليط واملصباح املنري ،واملفردات يف غريب القرآن؛ للراغب األصفهاين ،راجع مادة" :مجع" من الكتب اللغويَّة املشار إليها.
6تفسري ابن كثري ،ج ( ،)2ص (.)493 - 471
7تفسري أيب السعود ،ج ( ،)4ص (.)164
الس نن وابن ُخزميةأورده الشوكاين يف إرشاد الفحول ص ( ،)70ومَل أقف عليه بلفظه يف الكتب الس تَّة ،وروى أصحاب ُّ هكذا َ
8
والتع اريف ال يت يتناوهلا علم اء املذاهب األربع ة( :احلنفي -واملالكي -والش افعي -واحلنبلي) ،وم ذهب
اإلباضيَّة ،إمنا هي لإلمجاع باملعىن املعروف املطلق.
ُ
غريا عن ه ذه
َّأما غ ري ه ذه املذاهب اخلمس ة ،فلهم اص طالحات يف اإلمجاع خَت تل ف اختالفً ا كب ًريا أو ص ً
املذاهب.
وج َّهاهلا، عرف اإلمام الشافعي اإلمجاع بأنه :اتِّفاق األُمة ،10واألُمة لف ٌ
ظ من ألفاظ العموم ،يشمل علماءَها ُ يُ ِّ
نستخلص مما ذكره
َ أبرارها وفُ َّجارها ،وكبريها وصغريها ،ومنذ بعث الرسول إىل يوم القيامة ،ومُي كن لنا أن
َ
اإلمام الشافعي يف باب اإلمجاع يف رسالته:
اتباع ا هلم،
عامة الناس يف مجاعة املسلمني؛ إذ يقول" :كنَّا نقول مبا قالوا به ً
ويبدو لنا من أقواله أنه يُدخل َّ
ب عن بعض هم ،ونعلم َّ
أن ع َّامتهم ال ب عن ع َّامتهم ،وق د تَع ُز ُ
انت ُس نن الرس ول ال تَع ُز ُ
ونعلم أهنم إذا ك ْ
لسنة الرسول ،وال على خطأ -إن شاء اهلل".12 ٍ
جَت تمع على خالف ُ
ونَعتقد َّ
أن موقف اإلمام الشافعي هذا بالنسبة لإلمجاع على األمور املعلومة بالدين بالضرورةَّ ،أما ما عداها
النظر وترجيح أحد اآلراء ،فيَقصره على علماء املسلمني.13 َّ
مما يتطلب َ
عرف اإلمجاع بأنه" : أثر اإلمام الشافعي يف أتباعه من األصوليني؛ فاإلمام املاوردي (املتوىف 450هـ) يُ ِّ
ويبدو ُ
قول يف ُحك ٍم مَل خَي تلف فيهأن يستفيض اتفاق أهل العلم من جهة دالئل األحكام ،وطُرق االستنباط على ٍ
أهل عصرهم ،وتكون استفاضته عند أمثاهلم من أهل العلم بعد عصرهم".14
عرف اإلمام أبو املعايل اجلويين (478هـ) اإلمجاع بقوله" :هو اتِّفاق مجيع علماء العصر على ُحكم حادثة
ويُ ِّ
شرعيَّة".15
ويقول اإلمام الغزايل (505هـ) أن اإلمجاع" :إمَّن ا نَعين به اتِّفاق أ َُّمة حممد -صلى اهلل عليه وسلم -على أم ٍر
من األمور الدينيَّة".16
قامت بإمجاعهم ُح َّجة؟"؛ نقالً عن الشيخ حممد أبو زهرة؛ أصول الفقه ،ص (.)191
َ
14أدب القاضي؛ حتقيق حميي هالل السرحان ،ج ( ،)1ص (.)450
وشرحها هبامش إرشاد الفحول؛ للشوكاين ،ص (.)165 الورقات ْ
15
استقر لدى علماء األصول من املذهب الش افعي من بع ده ،وال َّ
أدل على ويكاد يكون تعريف اآلمدي قد َّ
ذلك من تعريف اإلمجاع عند البيضاوي (685هـ) ،19واإلسنوي (772هـ).20
تعريف اإلمجاع لدى علماء األصول من املذهب احلنفي واملالكي ،عما ذهب إليه اآلمدي.
ُ كثريا
وال يَبعد ً
شرحه للمنار بقوله:
عرف النَّسفي (710هـ) اإلمجاع يف ْ
فقد َّ
عرف ه عب دالعزيز البخ اري (730هـ) بأن ه" :اتِّف اق اجملته دين من ه ذه األُم ة يف عص ر على أم ٍر من
كم ا َّ
األمور".22
17اإلحكام ،ج ( ،)1ص ( ،)281وتابَعه عبدالعزيز البخاري من املذهب احلنفي؛ كشف األسرار ،ج ( ،)3ص (.)227
18اإلحكام ،ج ( ،)1ص (.)282
عرف اإلمجاع" :هو اتِّفاق أهل احلل والع ْق د
19منهاج الوصول إىل علم األصول؛ حتقيق حممد حميي الدين عبداحلميد ،ص ( ،)81يُ ِّ
من أُمة حممد -صلى اهلل عليه وسلم -على أم ٍر من األمور".
20التمهيد؛ حتقيق الدكتور حممد حسن هيتو ،ص ( ،)440يقول :اإلمجاع" :هو اتِّفاق اجملتهدين من أُمة النيب -صلى اهلل عليه
وسلم -على ُحك ٍم".
21شرح النَّسفي على املنار ،ج ( ،)2ص (.)103
22كشف األسرار ،ج ( ،)3ص (.)226
www.alukah.net
أخذ القرايف -وهو من علماء املالكية ،وجيري رأي إمامهم على َّ
أن إمجاع أهل املدينة ُح َّجة -بتعريف وقد َ
اآلمدي.23
عرف ابن قدامة -وهو من املذهب احلنبلي -اإلمجاع بأنه :اتِّفاق علماء العصر من أ َُّمة حممد -صلى اهلل
ويُ ِّ
عليه وسلم -على أم ٍر من األمور الدينية.24
عرف شيخ اإلسالم ابن تيميَّة (728هـ) اإلمجاع بـ" :إنه اجتماع علماء املسلمني على ُحك ٍم".25
ويُ ِّ
ويقول الشيخ أبو حممد عبداهلل بن محيد الساملي (من املذهب اإلباضي):
وعامة املسلمني :هو اتفاق علماء األُمة على ُحك ٍم يف عصر ،وقيل:
اإلمجاع يف عُ رف األصوليني والفقهاء َّ
خالف ُمس تمر،
ٌ اتِّف اق أ َُّمة حمم د -ص لى اهلل علي ه وس لم -يف عص ٍر على أم ٍر ،وزاد بعض هم :ومَل يَس بقه
عوام األُمة ،ممن ال ع ْل َم له ،فال يَقدح خالفُهم يف انعقاد اإلمجاع ،ويدخلون يف
األول ُّ
فيخرج على التعريف َّ
التعريف الثاين ،فيُعترب ِوفاقهم يف انعقاد اإلمجاع".26
عرفوه،
أن مجيع أصحاب رسول اهلل -صلى اهلل عليه وسلم َ - قال اإلمام ابن حزم" :واإلمجاع هو ما تيقن َّ
وق الوا ب ه ،ومَل خَي تل ف منهم أح ٌد ،كتيقُّنِن ا أهنم كلهم َ -ر ِض ي اهلل عنهم -ص لَّوا مع ه -علي ه الس الم -
الص لوات اخلمس ،كم ا هي يف ع دد ركوعه ا وس جودها ،أو َعلِم وا أن ه ص الَّها م ع الن اس ك ذلك ،وأهنم
شرح طلعة الشمس على ألفيَّة األصول ،ج ( ،)2ص (.)65 26
www.alukah.net
كلهم صاموا معه ،أو َعلِموا أنه صام مع الناس رمضان يف احلضر ،وكذلك سائر الشرائع اليت تيقنت مثل
ه ذا اليقني ،وال يت َمن مَل يُِق َّر هبا ،مَل يكن من املؤم نني ،وه ذا م ا ال خَي تل ف أح ٌد يف أن ه إمجاع ،وهم ك انوا
أن غري هذا هو إمجاعُ ،كلِّف الربهان على ما ومن َّادعى َّ ٍ
حينئذ مجيع املؤمنني ،ال مؤمن يف األرض غريهمَ ،
يدَّعي ،وال سبيل إليه".27
اإلمجاع بأن ه ك ُّل اتِّف اق يستكش ف من ه ق ول املعص وم؛ س واءً ك ان اتِّف اق اجلمي ع ،أو
َ حُي دِّد الش يعة اإلماميَّة
حصل من اثنني ،كان قوهلما ُح َّجة.
البعض ،فلو خال املائة من الفقهاء من قول املعصوم ،ما كان ُح َّجة ،ولو َ
ويقول ونَّ :
"إن ق ول املعص وم كاش ف عن احلقيق ة ،واحلج ة للمنكش ف ال للكش اف" ،وي رون أن اإلمجاع
قرر بعضهم أنه إمَّن ا يُعد من
الس نة ،وال يكون دليالً مستقالًّ يف مقابلها ومقابل الكتاب؛ ولذلك يُ ِّ
يدخل يف ُّ
تكثريا هلا.28
بني األدلة ً
-10تعريف اإلمجاع عند الزيدية:
خيتلف الزيدية عن اإلمامية يف تعريف اإلمجاع؛ إذ يرون أن اتِّفاق اجملتهدين على أحد وجهني:
الوجه األول :اتفاق اجملتهدين من أُمة حممد -صلى اهلل عليه وسلم -يف عص ٍر على أم ٍر،
وهذا شامل للعِرتة وغريهم ،ويكاد يتَّفق مع رأي الغالب من أهل املذاهب ُّ
السنيَّة.
الوجه الثاين :اتِّفاق اجملتهدين من ِع رتة الرسول -صلى اهلل عليه وسلم -بعده يف عصر على ْأم ٍر ،واملراد
بع رتة الرس ول :علي وفاطم ة ،واحلس نان يف عص رهم ،ومن ك ان منتس بًا إىل احلس نني يف ك ِّل عص ٍر من قِبَ ل
ِ
ناقض ا لإلمجاع ،وحتدي دهم من اآلب اء ،فل و ق ام إمجاع الع رتة على أم ٍر ،وخ الَفهم غ ريهم ،فال يُعت رب خالفهم ً
ُ
الرياض الناضرة يف أحكام الفرتة الطاهرة ،ص ( )35وما بعدها ،وفرائد األصول؛ للمرتضى الشيعي اإلمامي ،ص (.)35 28
www.alukah.net
(قِبَل اآلباء) خيرج به َمن كان من قِبَ ل اإلناث؛ كأوالد سكينة بنت احلسني بن علي ،فإهنا َّ
تزوجت مبصعب
بن الزبري ،فمن كان من جهتها ،فال يدخل.29
واحدا.30
قامت ُحجته ،وإن كان قوالً ً عرف النظَّام (221هـ) اإلمجاع بأنه :عبارة عن ِّ ٍ
كل قول َ يُ ِّ
برد اإلمجاع النظَّام ،مث تابَعه طوائف من الروافض، احلرمني اجلويين (478هـ)َّ :
"إن َّأول َمن باح ِّ ويقول إمام َ
احلجة عنده يف قول اإلمام القائم صاحب
وقد يُطلق بعضهم كون اإلمجاع ُح َّجة ،وهو ُملبس يف ذلك؛ فإن َّ
تقر اإلمجاع ،ك ان قول ه من مجل ة اآلراء ،فه و احلج ة وب ه
الزم ان ،وه و ُمنغمس يف غم ار الن اس ،ف إن اس َّ
التمسك".31
ُّ
-12التعريف املختار:
احلسني بن قاسم؛ هداية العقول إىل غاية السول ،ج ( )1ص (.)490 29
اإلحكام ،ج ( ،)1ص ( ،)281ويف نفس املعىن روضة الناظر؛ البن قدامة ،ج ( ،)1ص (.)335 32
www.alukah.net
الس نيَّة ،والذي ميكن أن جُي َم ل
أُوىل هذه التعاريف باالعتبار -حىت اآلن -هو تعريف مجهور أهل املذاهب ُّ
بأن ه :اتِّف اق مجي ع اجملته دين من أُم ة حمم د -ص لى اهلل علي ه وس لم -يف عص ٍر من العص ور بع د وفات ه على
ُحك ٍم شرعي عملي.33
ويب دو لن ا أن ه ذا التعري ف حُي دِّد لن ا العناص َر والش روط ال يت جيب أن تت وافَر يف اإلمجاع ،وال يت س نتناوهلا يف
املبحث الثاين.
-1أهل اإلمجاع.
-2انقراض العصر.
-3مستند اإلمجاع.
ٍ
خالف داخ ل املذهب حمل
إمجاع بني األص وليني؛ ب ل هي ُّ
حمل ٍ ت َّ
وج دير بالتنوي ه أن ه ذه الش رو َط ليس ْ
الواحد.
33الشيخ حممد أبو زهرة؛ أصول الفقه ،ص ( ،)189والدكتور زكريا الربي؛ أصول الفقه ،ص ( ،)53والشيخ علي عبدالرازق؛
اإلمجاع يف الشريعة اإلسالمية ،ص (.)7
www.alukah.net
-14يُطل ق بعض األص وليني على أه ل اإلمجاع :اجملته دين ،وأه ل احلل والعق د ،وهم ال ذين ملَك وا أدوات
وتيس ر عليه َد ْر ُك األحكام ،فال ثقة بنظره
افرتض أنه بلَ غ ُرتبة االجتهادَّ ،
َ االجتهاد من البالغني ،فالصيب إن
وطلبه ،فالبالغ هو الذي يُعتمد قوله.34
املتصرفني يف
ِّ فإن العوام ومن شدا طرفً ا قريب ا من العلم ،مَل ي ِ
ص ر بسبب ما حتلَّى به من وعلى هذا األساسَّ ،
َ ً َ
الشريعة -ليسوا من أهل اإلمجاع؛ فال يُعترب خالفهم ،وال يؤثِّر ِوفاقهم.
ختصصاهتم ،مما
عول عليهم يف ُّ
وكبار العلماء يف الطب والصيدلة واهلندسة ،والرياضة والفنون األخرى -قد يُ َّ
ق د يرتب ط بالتش ريع اإلس المي؛ َبْي َد أهَّن م ال يُ َع دُّون من أرب اب النظ ر واالس تدالل يف جمم وع التش ريع
اإلسالمي.36
-15اجملتهد الفاسق:
34أبو املعايل اجلويين؛ الربهان يف أصول الفقه ،ج ( ،)2ص ( ،)1330وكشف األسرار عن أصول فخر اإلسالم البزدوي ،ج (
،)3ص (.)237
35إمام احلرمني؛ غياث األُمم ،ص ( ،)290والربهان ،ج ( ،)2ص (.)1332 - 1330
36أصول الرضي ،ج ( ،)1ص ( ،)312وروضة الن اظر؛ البن قدامة ،ج ( ،)1ص ( ،)351 - 350والربهان؛ للجويين ،ج (
،)1ص ( ،)687 - 684والش يخ حمم د مص طفى املراغي؛ حبوث يف التش ريع اإلس المي ،ص (( ،)2إب داء ال رأي من الوجه ة
يدع هلم الكلمة فيه).
أمر خَي تص بعلماء الشريعة ،ومن الواجب على غريهم أن َ
الفقهيَّةٌ ،
www.alukah.net
يق ول؛ وافَ ق ،أو خالَف ،37وإن كان الغزايل يرى َّ
أن خالف اجملته د الفاس ق ُمعترب ،38ويرى اإلمام اجلويين
رس خ يف العل وم املعت ربة ،فاجته اده وأحزاب ه َّ
"أن ال َورع ليس ش رطًا يف حص ول منص ب االجته اد ،ف إن من َ
ولكن الغري ال يَثق بقوله؛ لفسقه".39
خيصه من األحكام موجب النظرَّ ،
يقتضي فيما ُّ
َ يَلزمه يف نفسه أن
-16اجملتهد الكافر:
والك افر -كم ا يق ول اإلم ام اجلوي ين " :-وإ ْن ح وى من عل وم الش ريعة أرك ان االجته اد ،فال ُمعت رب بقول ه
أصالً؛ وافَق ،أو خالَف ،فإنه ليس من أهل اإلسالم ،واحلجة يف إمجاع املسلمني".40
-17اجملتهد املبتدع:
إن الضابط يف اجملتهد املبتدع هو التكفري من عدمه ،فإن كفَّرناه ،مَل نَعترب خالفه و ِوفاقه ،وإن مَل نُكفره ،فهو
ُ
تجمع ش رائط اجملته دين ،وق د قَبِ ل الش افعي ش هادة أه ل األه واء ،ومَل يُ نزهلم منزل ة
من املُعت ربين إذا اس َ
ال َف َسقة.41
"أما ِ
الف ْس ق ،فيُ ورث 37أص ول الرض ي ،ج ( ،)1ص ( ،)311وأص ول فخ ر اإلس الم ال بزدوي ،ج ( ،)3ص ( )237يق ولَّ :
التُّهمة ،ويُسقط العدالة ،وبأهليَّة أداء الشهادة وصفة األمر باملعروف ،يَثبت ُحكم اإلمجاع".
38املستصفى ،ج ( ،)1ص (.)183
39اجلويين؛ الربهان ،ج ( ،)2ص ( ،)1333وغياث األُمم ،ص (.)291
40اجلويين؛ الربهان ،ج ( ،)1ص ( ،)689ويف نفس املعىن كشف األسرار ،ج ( ،)3ص (.)237
41أبو املعايل اجلويين؛ الربهان ،ج ( ،)1ص ( ،)690والشوكاين؛ إرشاد الفحول ،ص (.)80
42كشف األسرار؛ لعبدالعزيز البخاري ،ج ( ،)3ص ( ،)238وروضة الناظر ،ج ( ،)1ص (.)353
www.alukah.net
الث يف اجملته د املبت دع ال ذي مَل يُكفَّر ببدعت ه ،وه و َّ
أن اإلمجاع ال ينعق د يف حقِّه إذا خ الَف، وهن اك رأي ث ٌ
حق غريه؛ أي :إنه جيوز له خمالفة إمجاع َمن عداه ،وال جيوز ذلك لغريه ،فال يكون االتِّفاق مع
ويَنعقد يف ِّ
حجةً على َمن سواه.43
حجةً عليه ،ويكون َّ
خمالفته َّ
أئمتهم.
معا ،وذ َكروا أنه مروي عن مجهور َّ
أحدمها :عدم اعتبار كافر التأويل وفاسقه ً
أئمتهم.44
أيضا عن بعض َّ
والثاين :االعتبار هبما ،فال يَنعقد من دوهنما إمجاعٌ ،وهو مروي ً
"كشف األسرار"؛ لعبدالعزيز البخارى ( ،)238 :3و"روضة الناظر" (.)353 :1 45
www.alukah.net
أئمتهم.47
أيضا عن بعض َّ والثاين :االعتِبار هبما ،فال ي ِ
نعقد ِمن ُدوهنما إمجاع ،وهو َم ٌّ
روي ً َ
عول عليه احلق ِ
الواضح -ال يُ َّ أن َمن يُشتَهر عنه اهلوى واالبتِداع؛ حبيث حيمالنه على اخلُروج على ِّ
ويَبدو لنا َّ
يف الوفاق أو اخلِالف.
سوي بني الناس يف العطايا ،وكانوا ال خُي الِفونه يف واحتجوا على قوهِل م َّ
بأن أبا بكْر -رضي اهلل عنه -كان يُ ِّ ُّ
ظن به خُم الَفة اجلماعة ،فلو كان اإلمجاع قد انع َق د،
ذلك ،مثَّ فضَّل ُعمر -رضي اهلل عنه -يف العطايا ،وال يُ ُّ
العصر شرطًا لثُبوت ُحكم اإلمجاع. ِ
ملا جاز لعُمر خُم الَفته ،فاقتَضى ذلك عدَّهم /كو َن انقراض ْ
www.alukah.net
"العِلم باتِّفاقهم عليه ،سواء اقرتن قوهلم بعمل أو مل يَق ِرت ْن ،واستدامة ما اتَّفقوا عليه ِمن اإلمجاع بأالَّ حُي ِدث
ِ ِ
األول َمن
بالعص ر َّ
لح ق ْ ؤمن ح دوث خالف بينهم ،وأال يَ َ أح دهم خالفً ا ،وأن يَنق ِرض ْ
عص ُرهم حىَّت يُ َ
ِ
يُنا ِزعهم من ْأهل ْ
العصر الثاين".49
لآلمدي ،)366 :1( :و"املنار" ( ،)107 :2و"الذخرية" ( ،)109 :1و"هداية العقول" (.)567 :1 عند اإلباضيَّة؛ "األحكام" ِ
" 51أصول السرخسي" (.)317 :1
52نفس املصدر والصفحة للسرخسي ،و"كشف األسرار" (.)243 :3
www.alukah.net
اإلس فراييين وطائف ة ِمن األص وليِّني :إن ك ان اإلمجاع قوليًّا مل يُش َرتط في ه
-20وق ال األس تاذ أب و إس حاق ْ
بس كوت مجاهري العُلماء على قول واحد منهم ِمن غري إبداء نَكري عليه ،فهذا ِ
االنق راض ،وإ ْن كان ُحصوله ُ
العصر خاليًا عن إظهار اإلنكار.53 ِ ِ
قراض ْشرتط يف انعقاده ،ووجوب احلُكم به ان ُ النَّوع يُ َ
الظن ،وإىل ُحكم ُمطلَ ق
وع ب ه وإن ك ان يف مظنَّة ِّ قس م اإلمجاع إىل َمقط ٍ واملرض ُّي عن د اإلم ام اجلَُوي ين أنَّه يُ ِّ
بزع ِمهم.الظن ْ
جمعون إىل ِّ أسنده امل ِ
ُ
االعتياد ،فتَقوم احلُ َّجة به على ال َف ور ِمن َغ ري انتِظا ٍر واستِئخار؛ ألنه ِ
"فأما ما قطَعوا به على ِخالف ُم وجب ْ َّ
ِ ِ
طرد العادة ،والعادة قدير ِخالف ذلك خُم ال ٌ
ف ُم وجب ْ أصل َمقطوع به عندهم ،وتَ ُ حَم مول على رجوعهم إىل ْ
يتم اإلمجاع وال ال تَنخ ِرق ال يف حلْظَ ة وال يف آم ٍاد ُمتَطا ِول ة ،وإن اتَّفق وا على ُحك ٍم وأس نَدوه إىل ِّ
الظن ،فال ُّ
يَنرَبِ م مع إسنادهم ما أفتوا به إىل أساليب الظُّنون ما مل يَتطاول َّ
الزمن.
ضاد
الرأي امل ِّ
جمعني وبني َّ -21وتبدو مثَرة اخلالف بني الرأي الذي تَطلَّب ِ
انق راض العص ر النعقاد إمجاع امل ِ
ُ ُ ْ
أمرين:
له يف َ
وعدم ُرجوعه بعد ذلك.
جمعني عن رأيه َ َّأوهلما :جواز رجوع أحد امل ِ
ُ َ
جمعني يف احلادثة مع وجود أ ٍ
َحد ِمن أهل ذلك اإلمجاع على قَيد احلَياة ثانيهما :يف جواز اجتهاد من بعد امل ِ
ُ َ
عدمه.55
أو َ
"الربهان" ( ،)693 :1واآلمدي" :األحكام" ( ،)366 :1وقد اختار هذا الرأي ،و"إرشاد الفحول" (ص.)79 : 53
www.alukah.net
المطلب الثالث ُ :مستَند اإلجماع
وملا اختَلفوا يف اخلَليفة بعد رسول اهلل -عليه السالم -قال عُمر :إن رسول اهلل اختار أبا بكر ألمر دينكم،
فيَكون أرضى به ألمر ُدنياكم.
"الربهان يف أصول الفقه" ( ،)718 ،717 :1و"إرشاد الفحول" (ص.)79 : 56
www.alukah.net
اخلم ر،
احلد على ش ارب ْ
الع نني ،وإمجاعهم على ِّ
(م دَّة) َ ومنه ا م ا يك ون عن رأ ٍي ،حنو إمجاعهم على َ
أج ِل ُ
علي" :إنه إذا َش ِرب ه َذى ،وإذا ه َذى
شاورهم يف ذلك قال ٌّ
أن عُمر -رضي اهلل عنه -ملا َ على ما ُروي َّ
ُقيم عليه حدًّا فيَموت، وحد املفرتي يف كتاب اهلل مثانون جلدةً" ،وكان علي" :يقول ما ِمن ٍ افرتىُّ ،
أح د أ ُ
َ ٌّ َ َ ُ
58
فأجد يف ن ْفسي شيئًا إال َّ
حد اخلمر؛ فإنه ثبَت بآرائنا" .
الواح د وال عن -24كان ابن جري ر -رمحه اهلل -يق ول :اإلمجاع املوجب للعِل ِم قَطع ا ال يص ُدر عن خ رب ِ
ً َ
وجبً ا ل ذلك؟ َّ
وألن وجب العلم قطع ا ،فم ا يص ُدر عن ه كي ف يك ون م ِ الواح د والقي اس ال ي ِألن خ رب ِقي اس؛ َّ
ُ َ َ َ ً ُ
ردون فكيف يَص ُدر اإلمجاع عن ن ْفس اخلِالف؟ واألحن اف يَ ُّ َ النَّاس خَي تلِفون يف القياس هل هو ُح َّجة ْأم ال؟
شرعا باعتِبار َعينه ال باعتبار دليلِه ،ويَقولون :إن َمن جَي علاألمة ُح َّجة ً
على ابن َجرير بال َقول :إن إمجاع هذه َّ
ِ ِ ٍ ِ ِ
ومن لغوا؛ وإمَّن ا يَثبُت العلم ب ذلك ال دَّليل ،فه و َ
اإلمجاع ص اد ًرا عن دليل ُم وجب للعلم ،فإنَّه جَي عل اإلمجاع ً
نك ر َك ون اإلمجاع ُح َّجةً أص الً س واء ،وخ رب الواح د والقي اس ،وإن مل يكن موجبً ا للعلم بنفس ه ،ف إذا تأيَّد ي ِ
ُ
رض على رسول اهلل -صلَّى اهلل عليه وسلَّم - بالع ِ ٍِ
باإلمجاع ،فذلك يُضاهي ما لو تأيَّد بآية من كتاب اهلل أو َ
ِ ِ ِ
األول اتِّفاقهم على
الص در َّ
طع ا ،وقد كان يف َّ والتَّقرير منه على ذلك ،فيَصري ُموجبً ا للعلم من هذا الطَّريق قَ ً
استعمال القياس و َكونه ُح َّجةً.60
صحة اإلمجاع وثبوت ُح ِّجيَّته -وإذا نعق د اإلمجاع إال عن ُمستنَد ،قد اتَّفقوا على َّ -26والقائلون بأنَّه ال ي ِ
َ
جم ع ِ ِ 62
ك ان املُس تنَد دليالً -إال م ا ُروي عن بعض العلم اء من أنَّه إذا ك ان ال دليل ُمت واتًرا ُمفي ًدا للمع ىن املُ َ
عليهَّ ،
فإن احلُكم يكون ثابتًا به ،وال حَي تاج إىل إثباته باإلمجاع.63
وفص ل بعض هم بني أن يك ون القي اس جليًّا فيَص لُح ُمس تنَ ًدا ،أو خفيًّا فال يَص لُح ،ونُق ل ه ذا عن بعض
َّ
الشافعيَّة.69
والسنَّة ص في ِ
الكتاب ُّ المطلب الرابع : 0عدم ُمخالَفة اإلجماع لنَ ٍّ
"األحكام"؛ لآلمدي ( ،)35 :1و"إرشاد الفحول" (ص ،)79 :و"كشف األسرار" (.)263 :3 61
"إرشاد الفحول" (ص ،)72 :والشيخ حممد أبو زهرة" :أصول الفقه" (ص.)192 : 63
www.alukah.net
-27حُي اول بعض أعداء اإلسالم التدليس على أتْباعه ،فيَقولون :إن اإلسالم يَص لُح للتطور ،ويف مصادره -
وخاصةً اإلمجاع -حتقيق ذلك؛ باتِّفاق املجت ِه دين على حكم شرعي ولو كان خُم الًِف ا للنصوص ِمن ِ
الكتاب َّ
ٍّ ُ ُ
والسنَّة ،ويدَّعون َّ
أن ذلك حتقَّق يف ص ْدر اإلسالم.70 ُّ
واض ح يف إفادة هذا املعىن ،ويقول :إن اإلمجاع ال خَي لو ِمن أحد ثالثة أوجه ال وكالم "ابن حزم ِ
الظاهري" ِ
ْ
بضرورة العقل:
رابع هلا َ
وردا قبل موت رسول اهلل وإما أن يكون إمجاع الناس على ِخالف ِّ ِ ِ
نسخ أو ختصيص له َ
النص الوارد من غري ْ
-صلَّى اهلل عليه وسلَّم -فهذا ُكفر جُم َّرد.
www.alukah.net
ويقول به ،فبطُل بذلك أن جُي ِمعوا على ِ
باطل لقلنا :والباطل باطل وإن أمجع عليه؛ لكن ال سبيل إىل اإلمجاع َ
على باطل.72
وق وهلم :جيب على املُجت ِه د أن يَنظُ ر َّأول ش يء إىل اإلمجاع ،ف إ ْن وج َده مل حَي ْ
تج إىل النَّظ ر يف س واه ،ول و
أن ذل ك َمنس وخ أو ُمت َّأول؛ لك ون اإلمجاع دليالً قطعيًّا ال يَقبَ ل نس ًخا وال خالف ه كت اب أو س نَّةَ ،علِم َّ
تأويالً.74
األم حُت َجب عن الثلث إىل أن اإلمجاع حُم َّكم يف تفس ري املراد من ِّ
النص؛ كاإلمجاع على أن َّ َّإما أ ْن يُ راد ب ه َّ
س} [النساء.]11 : بأخوين مع قوله تعاىل{ :فَِإ ْن َكا َن لَهُ إِ ْخ َوةٌ فَأِل ُِّم ِه ُّ
الس ُد ُ السدس َ ُ
"املستصفى"؛ للغزايل ( ،)215 :1و"كشف األسرار"؛ للبخاري (.)265 ،251 :3 73
www.alukah.net
معصوما عن اخلطأ ،وهذا يفضي إىل إمجاعهم على اخلطأ ،فإن النص؛ لكونه اإلمجاع ال ي ِ
نعق د على ِخالف ِّ
ً َ
بنص كان خفيًّا هو أقوى من النص األول أو ناسخ له؟
قيل :فيَجوز أن يكونوا ظَفروا ٍّ
عي ال
والنص ،فيق ول الزيديَّة :إن القطْ َّ
ِّ وبعض العُلم اء يَرس م الطَّري ق للتخلُّص ِمن التع اُرض بني اإلمجاع
قطعي أو ظيِّنّ ،والكل مُم تنع ،واإللزام يف القطعيني أن يَثبُت ُمقتضامها ،ومها نقيضان، يعارض؛ َّ ِ
ألن خُم الفه إما ٌّ ُ َ
والظن يَنتفي حني نَقطع باليقني.
ُّ
الس نة ،ف اجلمع ِ
واجب بني ال دليلَني إ ْن أم َكن؛ الكت اب أو ُّ نص ظيِّن ِمن ِ
عارض ه ٌّ وأما اإلمجاع الظيِّنُّ ،ف إذا َ
َّ
النص ،أو بالتَّخصيص ؤول القابل له ِمن اإلمجاع أو ِّوذلك بالتأويل حيث كان أحدمها قابِالً له بوجه ما ،فيُ َّ
حيث كان أحدمها قابالً له ،مث إن مل مُي كن اجلمع بأحد األمرين ،وجب الرَّت جيح وف ًقا ِ
لقواعد الرَّت جيح. َ َ ْ
"روضة الناظر" (.)230 ،229 :1 76
www.alukah.net
ألن العمل هبما غري مُم ِكن ،والعمل بأحدمها دون
وجب إمهاهلما؛ َّ
اآلخرَ ،
ِ
فإذا مل مُي كن الرَّت جيح ألحدمها على َ
رجح ،78ومثل هذا يف "املنهاج" للبيضاوي 79وشرحه لإلسنوي.80
اآلخر ترجيح بال ُم ِّ
َ
لي
عم ٍّ
شرعي َ
ٍّ المطلب الخامس : 0أن يكون اإلجماع في ُح ٍ
كم
خص -30اختل َفت التع اريف يف التعب ري عن ه ذا الش رط ،وس بَق أ ْن أش ْرنا َّ
أن اإلم ام الغ زايل يف تعريف ه َّ
وأيضا قول اإلمام اجلُويين أن يكون اإلمجاع على ُحكم حادثة؛
اإلمجاع بأن يكون يف أمر من األمور الدينيةً ،
يَعين به حادثة شرعيَّة ،وغريها ِمن التَّعريفات.81
الص حيح
ووض عها الوض ع َّ
الش ريعةْ ، -31يب دو لن ا َّ
أن املنهج الت ارخيي يُعينن ا على تأص يل فك رة اإلمجاع يف َّ
الذي ميكننا ِمن االستفادة هبذا املبدأ يف العصر احلديث.
موجودا أثناء هذه البَيعة وخالل هذا احلوا ِر رجالن هلما وزهُن ما بني
ً يكن
وجدير باالعتبار واإلشارة أنَّه مل ْ
أيضا بالعِلم والف ْق ه ،أعين أهنما :اإلمام علي بن أيب طالب -رضي اهلل عنه أصحاب الرسول ،ومشهود هلما ً
عظيم ا؛ إذ طلب من علي بن أيب طالب أن ِ
فقيه ا لواق ع املسلمني ،وسياس يًّا ً
وعمه العبَّاس ،الذي نراه كان ً ُّ -
علي عن ذلك ،مث سأله على أثر الوفاة أن يَرفع وأحجم ٌّ
َ يسأل الرسول يف مرض موتِ ه َمن خيلفه ِمن بعده،
عم رس ول اهلل؛ فال
عم رس ول اهلل ق د ب ايع ابن ِّ رتدد على لس ان الن اس َّ
أن َّ ي ده بطلَب البيع ة وأن ه ي ِ
ناص ره ،فيَ َُّ
األمر،
غس له وتَكفينه) ،ولن يَفوتنا ُ
خيتلف فيك اثنانَ ،بْي َد أنه قال له :إن لنا يف رسول اهلل ُش غالً (أي :يف ْ
ورئيسا هلم.
ً وقد فاهَت ما األمر ومل تؤثِّر غيبتهما على إمجاع املسلمني العلماء يف اختيار أيب بكر خليفةً
ص ل ِمن ذل ك َّ
أن تطلُّب اتف اق مجي ع املجت ِه دين على ُحكم أو أم ر ليس مطلوبً ا ،وإمَّن ا يَكفي أن تك ون ونَ ِ
ُ
ِ
هودا هلا بالفق ه والعلم والتَّق وى ،وأن تك ون املس ألة من املس ائل غ ري
األكثريَّة ،وأن تك ون ه ذه األكثريَّة مش ً
احلق يف املسألة املعروضة.قطعي ،وأن يَكون جماهلا ب ْذ َل الطاقة واجلهد للوصول إىل وجه ِّ
بنص ٍّ
احملكومة ٍّ
www.alukah.net
خـ ـ ـ ـ ــاتمة :
أن التعريف ال ذي نَرتضيه هو اتِّفاق الغ الب ِمن علماء املس لمني بع د وفاة الرسول -
وننتهي من ذل ك إىل َّ
قطعي الثُّبوت والدَّاللة.
شرعي يف مسألة غري حمكومة بنص ِّ
ٍّ صلَّى اهلل عليه وسلَّم -على ُحك ٍم
85الش يخ حمم ود ش لتوت " :اإلس الم عقي دة وش ريعة" (ص ،)565 :والش يخ عب دالوهاب خاَّل ف" :أص ول الفق ه"( :ص،53 :
،)54والشيخ أمحد إبراهيم (ص ،)86 :والدكتور زكريا الربي (ص.)73 ،72 :
www.alukah.net
المصادر و المراجع
www.alukah.net