Professional Documents
Culture Documents
المقدمة :
تشير كل الدراسات وكل النظريات االقتصادية والشواهد التطبيقية الحديثة بأن العناص ر األساس ية
لتوفير وتهيئة مناخ استثماري مالئم هي البيئة السليمة لالقتصاد الكلي وذلك من خالل إصالحات اقتصادية
جوهرية التي يظهر تأثيرها في المناخ الذي أحرزته البلدان التي استندت على سياسات إصالحية قوية بدال
من تلك التي يسودها نوع من التردد .وفي نفس الهدف يجب تخفيف الضغوط التي ش كلتها عوام ل ظرفي ة
كتقلبات أس عار الفائ دة ،أس عار الب ترول ،المديوني ة ،زي ادة على ذل ك المش اكل الناتج ة عن عن عج ز في
ميزان المدفوعات كما يجب خلق إطار قانوني داعم يوفر حماية داخلية قوية للمس تثمرين ،من أج ل تعظيم
أرباحهم وتحقيق أهدافهم .لهذا تسعى كل المؤسس ات االقتص ادية الك برى إلى اس تغالل واس تثمار مزاياه ا
الخاصة النوعية من تكنولوجيا ورؤوس أموال ومهارات تسيير .على مستوى عالمي ،حيث تستهدف بذلك
كثيرا من األسواق األجنبية التي تتوفر على مزايا :الموقع ،النوعية ،الم وارد الطبيعي ة ،عمال ة ،وظ روف
بيئية مهيأة وغيرها من عوامل الجذب واالستقطاب .وبه ذه المزاي ا النوعي ة يمكن للمؤسس ات االقتص ادية
الكبرى أن تزيد من مردوديتها وتنمي عائداتها وتطور إيرادتها بما يعزز مركزها وي دعم موقعه ا في بيئ ة
عالمية محتدمة المنافسة والص راع .وبه ذا ترف ع من ق دراتها التنافس ية من أج ل البق اء في الس وق المحلي
والعالمي ،وهذا ما تسعى إليه المؤسسات االقتصادية الجزائرية ال تي تواج ه مخ اطر كب يرة ق د ت ؤدي إلى
اختفائه ا ،له ذا تس عى الجزائ ر إلى االعتم اد على االس تثمارات محلي ة ك انت أو أجنبي ة من أج ل إنع اش
االقتص اد ول ذلك تح اول أن ت وفر المن اخ االس تثماري المالئم وال ذي يمكن أن يجلب األج انب ويس اعد
المؤسسات الجزائرية الموجودة في السوق .وهذا ما سيتم دراسته من خالل هذه الورقة البحثية.
تحتل االستثمارات المباشرة مكانة كبيرة وهامة في التحليل االقتص ادي الح ديث وخاص ة التحلي ل
الرأسمالي وهذا بشأن الشركات المتعددة الجنسيات ،بحيث توص ل الم ؤتمر ال ذي ض م اقتص اديين وكب ار
رجال األعمال من الواليات المتحدة وكندا وأوربا في مارس 1921على أن االستثمارات الدولية المباشرة
أصبحت القناة الرئيسية للعالقات االقتصادية الدولية ،أما الشركات متعددة الجنسيات فهي المعبر األساس ي
عن هذه الظاهرة التي لم يسبق لها مثيل.
ويج ري تحلي ل العالق ة الموج ودة بين االس تثمارات المباش رة والش ركات متع ددة الجنس يات من قب ل
إقتصاديين من بينهم ج دانينغ،ج كيندلبرغر،وج.بيرمان.
السؤال الذي يطرح بشدة وإلحاح ماهو المقصود باالستثمارات األجنبية المباشرة؟
وقبل اإلجابة على هذا السؤال يجب معرف ة خص ائص ه ذه االس تثمارات األجنبي ة ،فمنهم ا ما ه و خ اص
بتصدير رأس المال أو التكنولوجيا ومنها ما يسمى باالستثمارات في المحفظة()portfolio investment
وال تي تقص د به ا ملكي ة األوراق المالي ة على اختالف أنواعه ا س ندات ،أس هم ،ض مانات الق روض ال تي
يحصل عليها المقرضون مقابل رأس الم ال المس تثمر ،ويمكن أن يق ترن ه ذا الن وع من االس تثمارات في
بعض األحيان بتنقل الخبرات والتكنولوجي ا أم ا االس تثمارات المباش رة فهي ذات طبيع ة مختلف ة من حيث
المبدأ فهي ال تعني مجرد تصدير رأس المال الخالص في صورته المالية فحسب وإنم ا تع ني ع ادة ص فقة
متكاملة تتض من تنظيم إنش اء المش روعات وتوري د التكنولوجي ا ،والخ برات التنظيمي ة واإلداري ة وتأهي ل
اإلطارات والعمال كما يؤكد دانينغ فإن الخاصية الفردية في حركة رأسمال الدولي الخاص ت تركز في ان ه
()1
غالبا ما يكون مالكا للخبرات والقدرات التي ال يمكن أن تجتاز الحدود المحلية بطريقة أخرى.
ـ النوع الثالث:
يتجلى ه>ذا الن وع من االس تثمارات ال تي تخ دم الس وق العالمي ة من خالل توري د المنتج ات ال تي
تنتجها الفروع .وتق ام ه ذه الف روع في مختل ف البل دان حس ب مب دأ أدنى م ا يمكن من التك اليف اإلنتاجي ة
وتتوحد الفروع ضمن مخطط هيكلي واحد يضم الشركة األم.
يقول االقتصادي" دنينغ " بأن االستثمارات األجنبية المباشرة تمثل توسعا إقليميا لفعاليات النشاط الخاص،
وبعد الدراسات توصل إلى نتيجة مفادها أن القسم األك بر من تنقالت رأس الم ال الخ اص ه و من نص يب
االستثمارات الخاص ة للش ركات متع ددة الجنس يات ال تي تق وم في معظم األحي ان بالص فقات المألوف ة في
السوق المفتوحة وغير مرتبطة بتنقل ق وة العم ل .وتكمن الس مة الخاص ة باالس تثمارات المباش رة حس ب
دنينغ في أن الشركة المستثمرة " تشتري السلطة" ال تي تض من له ا اإلش راف على الق رارات المتخ ذة في
الفرع الخارجي ،كما يرى أن االستثمار األجنبي المباشر يساعد على تطور االقتص اد الع المي بق در أك بر
من االستثمارات في المحفظة لما تقدمه هذه االستثمارات من رأس المال وتكنولوجيا عالمي ة وخ برات من
()1
أجل المنافسة.
يتبنى كندلبرغر نفس وجهة نظ ر دنين غ من حيث األس اس فإن ه ي رى الجم ع بين االس تثمارات المباش رة
واألسواق مع مراعاة الوضع في األسواق يقود إلى بلورة نظ رة منس جمة لمجم ل العملي ات ،فهك ذا تك ون
النظرة واضحة.
إن االس تثمارات المباش رة ترتب ط باألس واق ف إذا توس عت الب د أن تنم و الش ركة ،ويتن اول كن دلبرغر
االستثمارات الخارجية المباشرة على ضوء الموض وعات ال تي تتض منها نظري ة تط ور الش ركات .وه و
يقول في ا الصدد إن اقتصاديين عديدين ي رون في األرب اح الغ ير المدفوع ة رأس مال أرخص رأس الم ال
الذي يتم الحصول عليه من خالل القروض أو بيع أسهم جدي دة .ويؤك د كن دلبرغر خصوص ا على أهمي ة
الميزة " المنافسة االحتكارية " التي يجب أن تتمتع بها الشركة حتى تتحول إلى ش ركة متع ددة الجنس يات،
وهو يشير في هذا الجانب أن الشركة المستثمرة يجب أن ال تكسب في الخارج أكثر مما تكسبه في ال داخل.
كما يزيد كندلبرغر في تحليله بالقول أن الشركات متعددة الجنسيات تتطور عندما تكون منافسة .وهو يرى
أن الشركات متعددة الجنس يات ال يمكن أن تش عر في ظ ل المنافس ة الدولي ة ب الوالء ألي بل د من البل دان .
وتعمل الشركات متعددة الجنسيات على المساواة بين الربح على رأس المال المستثمر على النطاق العالمي
4
رغم شيوع استخدام مصطلح التنافس ية في الس نوات األخ يرة إال أن ه لم يح دث اتف اق كام ل ح ول
تعريف هذا المصطلح ومن تم طرق قياس التنافسية والوسائل المؤدية لها.ولعل أكثر التعريف ات قب وال ه و
ما يدور حول المفهوم الذي طرحه جيفري ساكس وال ذي يع رف تنافس ية الدول ة بق درتها على إنت اج س لع
وخدمات يمكن تسويقها دوليا على أن يؤدي هذا اإلنتاج إلى تزايد الدخل الحقيقي لمواطنيها.
ومفهوم التنافسية على هذا النحو يتجاوز المعايير التقليدية في قياس المزايا النسبية من توفير موارد طبيعية
بذاتها أو أيدي عاملة رخيصة كما يفرض في الوقت ذاته توفير السلع للتص دير بتكلف ة متدني ة على حس ب
رفاهية المنتجين أو المستهلكين في الداخل.
ومن ناحية أخرى فغن عصر الديناميكية المتضمن في المفهوم يجع ل من العس ير تص ور دول ة م ا تحظى
بأعلى القدرات التنافسية في إنتاج كل السلع والخدمات أو أن يس تمر رواج منتجاته ا ذات الق درة التنافس ية
العالمية الثابتة في المدى الطويل.
وطبقا لهذا المفهوم فإن عناصر تنافسية للدولة ومؤشراتها تبدأ بالمؤشرات الكلية لالقتصاد الق ومي م رورا
بموقف العالقات االقتصادية مع العالم الخارجي ،وموصفات عناصر إنتاج من موارد طبيعية و رأس م ال
وقوة عمل والبني ة األساسية بمفهومه ا المش كل للقاع دة العلمي ة التكنولوجي ة ،والكف اءات اإلداري ة وتنتهي
بدور الحكومة وكفاءاتها في القيام وظائفها المتنوعة وجودة السياسات التي تتبعها لتحقيق أهدافها.
ومن هنا الحديث عن الخطط والسياسات الالزمة لدعم القدرات التنافسية لدولة ما أو لصناعة بعينها يع ني
في حقيقته التعرض لكل السياسات أو اإلجراءات التي بشأنها أن توسع من قاعدة الموارد المتاحة للدول أو
للص ناعة من رأس م ال بش ري وترف ع من درج ات اس تغاللها وتوف ير له ا المن اخ التش ريعي واإلج رائي
واإلداري الذي يسمح لها بتحقيق أعلى درجات اإلنتاجية للعناصر مجتمعة ،ويربطها في ال وقت ذات ه بك ل
مستجدات السوق العالمي سواء من ناحية الطلب أو العرض.
أداء االقتصاد الجزائري:
مضى على عملية اإلصالح المالي واالقتصادي في الجزائر نحو عق د من ال زمن ،إذ حق ق الكث ير
في هذا المضمار علما أن المطلوب إنجازه هائ ل ب النظر إلى اإلمكان ات الهائل ة ال تي تت وفر في الجزائ ر.
وبعد أن كان االقتصاد موجها في مدى 30عاما على األقل ،منذ االستقالل تقيدت الجزائر بمنهج التخطي ط
المركزي ،وسيطرت الدولة على كل األنشطة االقتصادية ،حتى وصل إلى بؤرة االختالل عام 1986إثر
الهبوط الحاد ألسعار البترول الذي خفض قدرة البالد الشرائية الخارجية ،1نسبة %50فالمشكالت المالية
التي ترتبت عن ذلك أظهرت استنفاذ إمكانات النظام القديم ومدى هشاشته اقتصاديا ،ذلك الخلل ك ان دائم ا
مغطى بالعائ دات البترولي ة وم ع تف اقم عج ز الموازن ة وارتف اع ال دين الخ ارجي إلى أك ثر من 25ملي ار
دوالر ،أي ما يعادل %86من مجمل قيمة حصيلة صادراتها وتراجع النشاط االقتصادي .لذا ف إن أزم ة
1986المالية دفعت بالبالد إلى تب ني خي ارات جدي دة تمخض ت عنه ا إطالق ورش ة إص الح واس عة من ذ
1988لتحقي ق االس تقرار 2من خالل مجموع ة سياس ات وإج راءات محكم ة .ولع ل ه دفها االنتق الي من
اقتصاد مخطط مركزي مسير إداريا إلى اقتصاد حر مب ني على المنافس ة ،من تج ارة مقي دة باالحتك ارات
إلى تجارة محررة من العراقيل اإلدارية البيروقراطية.
والتعريفات الجمركية نحوها إلى مجال واسع أمام المب ادرات الح رة الفردي ة والجماعي ة وتس هيل
حركة تنقل رؤوس األموال والممتلكات واألشخاص بين أقاليم مختلفة الشعوب والدول قصد االستثمار فيها
بكل حرية ،ومنذ الثمانينات نرى أن محاولة االعتماد واالس تعانة ب رؤوس األم وال األجنبي ة أص بحت من
االهتمامات المشتركة للسياسات االقتصادية واستراتيجية التنمية في ك ل ال دول المغاربي ة ،في ع ام 1994
اتفقت الجزائر مع صندوق النقد الدولي ( )FMIعلى تنفيذ برنامج اإلصالح االقتصادي ال ذي س يمر ح تى
مارس 1995وتم بموجبه تخفيض سعر صرف الدينار بنسبة %40على أن يصبح س عره ح را وخاض عا
للع رض والطلب في الس وق ابت داءا من س بتمبر 1994وإزال ة جمي ع القي ود على ال واردات واألس عار
كتخفيض الدعم في االقتصاد المحلي ورفع أسعار الفائ دة والب دء ببرن امج لتخص يص المؤسس ات العام ة،
حيث وقعت الجزائر عن خدمات دينها الخارجي 1994بع د أن ارتفعت كلفت ه إلى 9.3ملي ا ر دوالر في
- 1ضمان االستثمار ،رقم 129ديسمرب 1998ص .04
- 2االقتصاد واألعمال عدد خاص أفريل ،2002ص .9 ،8
5
1993أي ما يوازي %83من قيمة الصادرات ،ووافقت الجزائر على ذلك على إعادة جدولة 5.6مليار
دوالر من الديون كانت مس تحقة في ف ترة .1995-1994أي على 15س نة م ع فتح س ماح لم دة 5أع وام
وذلك مع مجموعة نادي باريس ،تم االتف اق في ع ام 1995على إع ادة جدول ة 4.5ملي ار دوالر إض افية
من الديون كم ا ق دم FMIتس هيالت بقيم ة 1.1ملي ار دوالر لثالث س نوات 1998-1995الس تعماله في
إعادة اإلنعاش .إن النتائج التي تحققت حتى تاريخه أقل مما يتيح االقتصاد الجزائ ري بفرص ه الهائل ة ،ل ذا
تقرر في ضوء اإلستخالصات التي تكونت من التجرب ة الماض ية بث روح جدي دة في جس م اإلص الحات،1
وفي هذا اإلطار يندرج مخطط دعم النمو الذي يطلب استثمارات ضخمة وقدرات إدارية متخصص ة علم ا
أن القدرات المالية للدولة ليست كافية لمواجهة كل خطوات التنفيذ المرجوة في التحديث.
وتماشيا مع هذه التوجهات أصدرت الجزائر وع دلت خالل الس نوات األخ يرة ق وانين ع دة أهمه ا
قانون النقد والقرض وقانون التجارة والمرسوم المتضمن إنشاء البورصة والق انون المتعل ق بس ير رؤوس
الم وال وق انون المنافس ة وك ذا األم رين المتعلقين بتط وير االس تثمار وخوصص ة وتنظيم المؤسس ات
العمومية .وقد حاول قانون المالية لسنة 2002ترسيخ هذه اإلج راءات وه ذه المراس يم على أرض الواق ع
ففي مجال تشجيع االستثمار نص هذا األخير على إنشاء صندوق لدعم االستثمار وقد خصص له مبلغ 1.3
ملي ار دين ار 17 5ملي ون دوالر) كغالف م الي موج ه إلنج از األش غال والهياك ل الض رورية للقي ام
باالستثمارات .كما اعتمد قانون المالية لسنة 2002على إجراءات جبائية جديدة من شأنها عصرنة اإلدارة
الجبائي ة وتبس يط إجراءاته ا ،ومراجع ة نس ب بعض الرس وم وك ذلك تخفيض بعض األت اوات لص الح
المؤسسات االقتصادية .تعتبر كل هذه اإلجراءات وسيلة لتحضير المؤسسات الجزائري ة ت دريجيا للمنافس ة
األجنبية.
1-2المؤهالت الذاتية:
تتمتع الجزائ ر بكث ير من الم ؤهالت الخاص ة والعناص ر التنافس ية ،فل ديها موق ع جغ رافي مم يز
تتوسط بلدان المغرب العربي ،وهي على مقربة من بلدان أوربا الغربية وتمثل مدخال إفريقي ،وتملك ثروة
من الموارد البشرية ،فشعبها متفتح على التعلم ولديه الكفاءات العالية.
كما تملك قاعدة صناعية كبرى ،لهذا تحتاج إلى استثمارات في ه ذا المج ال لزي ادة اإلنت اج ح تى
تصل إلى كفاية السوق المحلي والتصدير ،من جهة أخرى باشرت الجزائ ر عملي ة االنض مام إلى منظم ة
التجارة العالمية ،وبدأت اتصاالتها بالدخول في اتفاقية التب ادل الح ر م ع المجموع ة األوربي ة ،حيث تمل ك
الجزائر موارد طبيعية أهمها :احتياطي من البترول والغاز ،ومعادن متنوعة ،مع إنتاج فالحي يض اف إلى
- 1املؤسسة العربية لضمان االستثمار ،تقرير سنوي.1998 ،
- 2االقتصاد واألعمال -عدد خاص.2002 -
7
ثروتها من المواد األولية ،وهناك مؤهالت أخرى منها :حجم السوق ،البنية التحتية التي تتمثل في الط رق،
السكك الحديدية ،الموانئ ،المطارات ،والمحيط التقني.
1-3االستثمار في ميدان المحروقات:
تعتبر شركة سوناطراك مولجة لقطاع النفط والغاز ،حيث تبلغ إيرادتها السنوية 13.7مليار دوالر
أمريكي ،وتعتزم سوناطراك وشركائها الدخول في مشاريع مش تركة م ع اك بر الش ركات الطاق ة العلمي ة،
تشمل هذه االستثمارات في كلفة التنقيب ،األبحاث ،االستغالل األمثل للحقول ،تط وير منش آت اإلس تخراج
الجديدة ،تعظيم التصدير وتنمي ة القط اع البتروكيميائي ة حيث تبل غ ح والي 20.8ملي ار دوالر خالل ف ترة
.2003-1999
تتكون سوناطراك من 05شركات قابضة ،لها مشاريع مشتركة م ع العدي د من الش ركات المحلي ة
والعالمية منها ،BP :أموكو ،فيلبس ،آركو ،يونيون ،تكساس ،موبيل ،توتال ،رسبول ،أجيب ،آناداكو.
كما انشأت سوناطراك خطي أنابيب غاز لتزوي د البل دان األوربي ة ،أوله ا يرب ط الجزائ ر بإيطالي ا
عبر تونس ويعمل بطاقة 24مليار متر معكب في الس نة والث اني يرب ط الجزائ ر بإس بانيا والبرتغ ال ع بر
المغ رب .أق رت الحكوم ة في س نة 1991قانون ا يس مح للش ركات األجنبي ة المش اركة في حق ول النف ط
الموجودة رغبة منها بجلب اإلستثمارات األجنبية حيث حاليا 40شركة أجنبي ة تعم ل في ه ذا الحق ل ،كم ا
وقعت إثنا عشر اتفاقية لإلنتاج والتنقيب ،وضعت مجتمعة نحو 300مليون دوالر.
وك انت الحص ة الك برى الش ركات األمريكي ة الثماني ة ال تي تعم ل في الجزائ ر ،حيث تم تس جيل
شركة آناداكو األمريكية التي اكتشفت بئرين للنفط في حاسي بركني ،حيث اإلنت اج الفعلي لألول 60أل ف
برميل في اليوم ومن المتوقع ارتفاعها إلى أك ثر من 300أل ف برمي ل يومي ا ،ويرتف ع إنت اج النف ط بمع دل
104ماليين برميل في اليوم .والواقع أن هذا القطاع تفتح على االس تثمار األجن بي من ذ أك ثر من عق د من
الزمن حيث تم التوقيع على نحو 40عقد لالستكشاف والتطوير مع شركات أجنبية في تلك الفترة وأثم رت
العقود على استكشاف احتياطات من النمط توازي كل ما تم استخراجه في األعوام األخيرة.
تعمل في قطاع النمط والغاز حالي ا نح و 25ش ركة أجنبي ة أهم العق ود ال تي تم توقيعه ا عق د م ع
شركة أموكوا وقع ع ام 2000إلنت اج الغ از ونقل ه ب أنبوب طول ه 600كلم وتم تس ويقه من خالل ش ركة
مشتركة مع سوناطراك يتطلب استثمار يص ل إلى 2.5ملي ار دوالر ،ومن المخط ط أن يب دأ إنت اج الغ از
عام 2003بمعدل 9مليارات م 3سنويا ،إن تصدير الغاز إلى أوربا يتم بواسطة أنب وبين األهم يم ر ع بر
تونس إلى إيطاليا وهو بطاقة 24ملي ار م .3يس عى إلى رفع ه إلى 30م 3ع ام ،2003واألخ ر إلى اس بانيا
والبرتغال يمر عبر المغرب.
هناك مشروع لخط آخر مع نفس الشركة مباشرة م ع أورب ا في ه ذا ال وقت ومش ركة س وناطراك
بتنفيذ مشروع يتطلب استثمار يقدر بنحو 19.2مليار دوالر يشمل عملية التطوير واإلنتاج بعد االكتشافات
األخيرة كما تهدف شركة سوناطراك إلى زيادة عدد اتفاقيات االستكشاف والتطوير والمشاركة في اإلنت اج
مع الشركات األجنبية إلى 50عقد في .2005بالتالي رفع طاقة إنتاج النف ط الخ ام نح و 800أل ف برمي ل
حاليا ونحو 1.5مليون برميل عام .2005
إن االعتماد على االستثمار األجنبي في قط اع الطاق ة س يخفف من عبء العملي ات المطلوب ة على
الخزينة ويوفر أمواال الستثمارها في مج االت أخ رى كم ا تتمح ور اس تراتيجيات قط اع النف ط اآلن ح ول
القانون الجديد لهذا القطاع لم يزل قيد التنفيذ ،يفص ل بين الج وانب التنظيمي ة والتجاري ة ويح رر نش اطات
اإلنتاج والتصنيع ونقل المواد الهيدروكربونية ويجعلها متاحة لالستثمار الخاص المحلي واألجنبي.
1-4االستثمار في القطاع المصرفي :يلعب القطاع المصرفي الجزائري في مجال االستثمار دورا كب يرا،
فهو يشكل منذ مطلع التسعينات أكبر مجال لالس تثمار المباش ر إلى ج انب عملي ة الخصخص ة وأث ر ذل ك
واضح من خالل عدد البنوك الخاصة الوطنية واألجنبية التي دخلت السوق منذ أوائ ل العق د الماض ي وال
ي زال ه ذا المنح نى متواص ل وآخ ر ال داخلين ه و البن ك الع ربي بمكن للمس تثمر في القط اع المص رفي
االستفادة من جمي ع اإلمتي ازات الض ريبية وغيره ا من الح وافز ال تي يمنحه ا الق انون الموح د لالس تثمار
تضمن القوانين في الجزائر حرية تحويل أرباح المشروع بما في ذلك راس المال عند التصفية مع اإلشارة
إلى أن الجزائر ص ادقت من ذ مطل ع 1995على اإلتفاقي ة الدولي ة لض مان االس تثمار ( )MIGAواتفاقي ة
معالجة النزاعات بين الدول حول االستثمار ( )CIRDIووقعت اتفاقيات ثنائية مع عدد من ال دول الش قيقة
في مجال تشجيع وحماية االستثمار.
8
ولعل النتائج المسجلة في السنوات األخيرة لهي الدليل الواضح على جاذبية القطاع المص رفي ،1إذ
تم ترخيص ل 16مؤسسة مصرفية ومالية جدي دة باش رت 10منه ا مزاول ة نش اطها بم ا يبل غ رأس الم ال
المصرح لهذه المؤسسات نحو 150مليون دوالر علما أن هناك عدد من الطلبات محلية وعربية دولية هي
قيد الدراسة حاليا لدى بنك الجزائر ،كما شهد القطاع المصرفي الجزائري عملية إعادة هيكلة عضوية من ذ
مطلع الثمانينيات ،فبعد أن كان الجهاز المصرفي مكون من ثالث مص ارف ض خمة إض افة إلى ص ندوق
التوفير وبنك التنمية أنشأ مصرفان جديدان وص در ق انون مص رفي تض من في العناص ر االولى تحري ر
النظام المصرفي ،كما أكد ق انون النق د والق رض توج ه القط اع إلى اقتص اد الس وق ،وت ابع ه ذا الق انون
صدور مجموعة من القوانين تتعلق بالشؤون المالية واالستثمارية:
تطوير االستثمار الخارجي. ㄱ-
بورصة القيم المنقولة. ㄴ-
قانون شركة التأمين. ㄷ-
خصخصة الشركات العمومية. ㄹ-
هيئة التوظيف الجماعي للقيم المنقولة. ㅁ-
القرض التأجيلي. ㅂ-
وتزداد الحاجة إلى نشوء بنوك خاصة أجنبية أو /ومختلطة وذل ك لمواكب ة االس تثمار األجن بي في
القطاعات األخرى والشبكة المصرفية الدولية التي ستنتج بها استثمار في القطاع المصرفي س تكون ق ادرة
على تلبية حاجات جميع المتعاملين األج انب م ع الجزائ ر .ومن الط بيعي في الظ روف الراهن ة أن تك ون
ربحية المشروع االستثماري المصرفي عالية ومردودية االستثمار أعلى مما هي عليه في الخارج ،من هنا
نؤكد أن سوق الخدمات المصرفية الراقية والكاملة مفتوحة للمس تثمرين وأول ال داخلين يحص ل على اك بر
حصة منها وقد أثمرت سياسة فتح القطاع المصرفي أمام رأس المال األجنبي عن النتائج إيجابية بع د ف ترة
فتور طالت نسبيا بسبب االوضاع التي كانت سائدة باستفحال المديونية وحالة ع دم الثق ة وق د تغ ير س لوك
الح ذر وال ترقب بع د أن تم ت رخيص لمص رف واح د وثالث ة مؤسس ات مالي ة خالل النص ف األول من
التسعينيات والترخيص لتسعة مصارف وثالثة مؤسسات مالية برأس مال إجمالي يفوق 150مليون دوالر
– كما سبق ال ذكر -منه ا نح و 90ملي ون اس تثمارات أجنبي ة بنس بة % 65عربي ة %26أوربي ة %9
أمريكية.
-2اإلطار التشريعي:
2-1القانون االستثماري قي الجزائر (:)1995
إن عملية تشجيع االس تثمار في الجزائ ر ق د ب دأت ب التحفيز المخف ف من خالل الق وانين الص ادرة
مباشرة بعد االستقالل ،تم تعديل هذه القوانين استجابة للظروف االقتصادية الداخلية والمتطلبات الدولية ،ثم
إلى التحرير الكامل بعد صدور قانون النقد والقرض 10-90مادته .2183
ينص على إمكانية لغير المقيمين االستثمار في الجزائر في كل الفروع وغ ير المخصص ة للدول ة،
هذه االستثمارات تخضع للقوانين التي صادق عليها المجلس المذكور آخذا بعين االعتبار المعايير التالية:
ㄴ-توازن سوق الصرف ،تطوير التشغيل ،إتقان القوة العاملة المحلية ،جلب التكنولوجيا.
فالحصول على الم وارد اإلض افية من ه ذه االس تثمارات يتطلب ض مانات منص وص عليه ا في
االتفاقيات الدولية والمقبولة من قبل الجزائر ،هذه السياسة الجديدة تشكل في األس اس تغي ير حقيقي ب النظر
إلى انغالق نسبة مطلقة في الجزائر أمام رؤوس أموال في الجزائر .واك ثر من ه ذا فإن ه وبع د االس تقالل
وخاص ة الف ترة بع د 1966ألغت الجزائ ر نهائي ا مش اركة رأس الم ال األجن بي في االس تثمار المحلي
(استرجاع ،تأمين) ،مع ذلك فإن فعالية ترتيبات قانون 10-90تبقى خاضعة لـ - :طبيعة الق وانين المتخ ذة
من قبل بنك الجزائر وكيفية تنفيذها.
- 1اقتصاد وأعمال عدد خاص ،1999ص .09
- 2اجلريدة الرمسية اجلمهورية العدد 23- 16رمضان ،1416ص.541
9
ㄷ-تكييف النصوص القانونية (بخالف البنكية ال تي تخص ح ق الملكي ة ،الجباي ة) (الض رائب…إلخ)
والتي يهتم لها رأس المال األجنبي وكذا القطاع الخاص الوطني.
ㄹ-التسوية السريعة لنزاعات مع الشركات األجنبية التي كانت له ا أو م ازالت له ا نش اطات إنتاجي ة
في الجزائر.
ㅁ-إعادة ديناميكية النمو االقتصادي.
كم ا يح دد المرس وم التش ريعي النظ ام ال ذي يطل ق على االس تمارات الوطني ة الخاص ة وعلى
االستثمارات األجنبية والتي تنجز ضمن األنشطة الخاصة بإنشاء الس لع والخ دمات إلى غ ير المخصص ة
صراحة بموجب نص تشريعي ،كما يجب أن نتكون هذه االستثمارات وقبل إنجازها مشروع تصريح لدى
وكالة الترقية وتدعيم االستثمارات .APSI
وكالة دعم وترقي ة االس تثمارات في الجزائ ر( Agence de Promotion et suivie des ㄷ
)investissement
أ -تعريفها:
تأسست يوم 1993 -10-17حسب ما جاء في مرس وم تنفي ذي رقم 94يتض من ص الحيات -94
319م ؤرخ في 12 :جم ادى األولى ع الم 1415وهي تنظيم وس ير الوكال ة ال تي تع د امت داد لل ديوان
OSSIPوهي جهاز حكومي له طابع إداري أنشأ لخدم ة المس تثمرين والم روجين ،كم ا أص بح بع د س نة
مرج ع أساس ي لك ل م ا يتعل ق باالس تثمارات المحلي واألجن بي في الجزائ ر ال س يما بع د إنش اء الش باك
الموحد.1
ب -أهدافها:تتمتع الوكالة بالشخصية المعنوية واالس تقالل الم ادي ،وهي موض وعة تحت وص اية رئيس
الحكومة ،حيث يشرف على الوكالة رئيس اإلدارة يتولى شؤون عملها مدير عام يرأس جمي ع مص الحها،
يتصرف باسمها ،وهي:
-1تدعيم ومساعدة المستثمرين في إطار المشاريع االستثمارية.
-2تضمن ترقية االستثمارات وتنفيذ كل التدابير التنظيمية.
-3تضمن متابعة احترام المستثمرين بااللتزامات.
-4تضع تحت تصرف المستثمرين كل المعلومات المتعلقة بفرص االستثمار.
-5تساعد المستثمرين على االستفادة من كل اإلجراءات.
-6تجري تقييم مشاريع االستثمار وإحصائه.
-7نشر القرارات المتعلقة باالستثمارات التي استفادت من امتيازات.
-8تنسيق بين الوكالء في المناطق الحرة.
-10تنظيم ندوات ،ملتقيات وأيام دراسية يرتبط محتواها بهدفه.
-11تستغل كل الدراسات في مجال االستثمار.
2
ج -إمكانياتها :لتتمكن من تأدية مهامها على أكمل وجه تعتمد على خبرات وأجهزة أهمها الش باك الواحد ،
كما تعتمد على أجهزة تقنية مختصة في تقييم ودعم ومتابعة وإنجاز المشاريع إلى:
بنك معلومات حول إمكانات االستثمار في البالد. ㅂ-
قنوات لإلعالم الوطني والعالمي. ㅅ-
خبراء اختصاصيين محليين وأجانب. ㅇ-
- 1املادة 22الشباك الوحيد املنصوص عليه يف املادة ، 08الفقرة الثانية ،مرسوم تشريعي رقم 12-93املؤرخ يف ى05
أكتوبر .1993
- 2املادة ،23املرجع السابق.
- 3املادة ،24املرجع السابق.
- 4املادة ،25املرجع السابق.
- 5املادة ، 26املرجع السابق.
- 6االقتصاد واألعمال 1999 ،ص .64
12
تفشي الرشوة والبيروقراطية في المعامالت البنكية. ㅇ-
عدم وجود سوق مالية متطورة وارتفاع معدالت الفائدة على التسهيالت اإلئتمانية. ㅈ-
عدم توفر خرائط استثمارية. ㅊ-
-4الحوافـز:
خفض الرسوم الجمركية على التجهيزات المستوردة لزوم المشروع االستثماري. ㄷ
اإلعفاء من الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة للسلع والخدمات الداخلة في االستثمار. ㄹ
اإلعفاء من رسوم نقل الملكية. ㅁ
إفادة االستثمارات المنج زة في المن اطق األك ثر حاج ة للتنمي ة من امتي ازات خاص ة وه ذه ㅂ
يحددها مجلس المساهمات كما هناك امتيازات خاصة بالنسبة لنقل التكنولوجيا.
وجوب التعويض العادل جراء أي مصادرة إدارية. ㅅ
مبدأ التحكم لفرض المنازعات. ㅇ
تطبيق حق ثابت في مجال التسجيل بنسبة مخفضة قدرها %2بدال من . %5 ㅈ
تتكفل الدولة جزئيا أو كليا بالمص اريف المتعلق ة باألش غال،بالمنش آت األساس ية الض رورية ㅊ
إلنجاز المشروع بناءا على تقيم من وكالة االستثمار لقيمة هذه المنشأة.
ㅋاإلعفاء لمدة 10سنوات اعتبارا من تاريخ االنطالق الفعلي للنشاط من الض ريبة على أرب اح
الشركات والضريبة على الدخل اإلجمالي على األرباح الموزعة والرس م على النش اط المه ني وال دفع
الجزافي.
ㅌاإلعفاء لمدة 10سنوات من الرسم العقاري على الملكيات الداخلة في االستثمار.
ويمكن إضافة عوامل أخرى ساعدت على تحفيز االستثمار في الجزائر مثل:
مواصلة برنامج اإلصالح االقتصادي وتعميق هذا التوجه (هيكلة القطاع الصناعي ،متابعة برامج ㄹ
الخصخصة ،إصالح النظام المصرفي…).
توجهات الجزائر لالنضمام إلى منظمة التج ارة العالمي ة وإنش اء ص ندوق ض مان االس تثمارات ㅁ
وغيرها ،وهناك عامل إص الح سياس ي ال ذي تع زز م ؤخرا بع د االنتخاب ات الرئاس ية باإلض افة إلى
مرونة تشجيع قانون االستثمار.
13
خاتمة
14
قائمة المراجع
15