You are on page 1of 15

1

‫المقدمة ‪:‬‬

‫تشير كل الدراسات وكل النظريات االقتصادية والشواهد التطبيقية الحديثة بأن العناص ر األساس ية‬
‫لتوفير وتهيئة مناخ استثماري مالئم هي البيئة السليمة لالقتصاد الكلي وذلك من خالل إصالحات اقتصادية‬
‫جوهرية التي يظهر تأثيرها في المناخ الذي أحرزته البلدان التي استندت على سياسات إصالحية قوية بدال‬
‫من تلك التي يسودها نوع من التردد‪ .‬وفي نفس الهدف يجب تخفيف الضغوط التي ش كلتها عوام ل ظرفي ة‬
‫كتقلبات أس عار الفائ دة‪ ،‬أس عار الب ترول‪ ،‬المديوني ة‪ ،‬زي ادة على ذل ك المش اكل الناتج ة عن عن عج ز في‬
‫ميزان المدفوعات كما يجب خلق إطار قانوني داعم يوفر حماية داخلية قوية للمس تثمرين‪ ،‬من أج ل تعظيم‬
‫أرباحهم وتحقيق أهدافهم‪ .‬لهذا تسعى كل المؤسس ات االقتص ادية الك برى إلى اس تغالل واس تثمار مزاياه ا‬
‫الخاصة النوعية من تكنولوجيا ورؤوس أموال ومهارات تسيير‪ .‬على مستوى عالمي‪ ،‬حيث تستهدف بذلك‬
‫كثيرا من األسواق األجنبية التي تتوفر على مزايا‪ :‬الموقع‪ ،‬النوعية‪ ،‬الم وارد الطبيعي ة‪ ،‬عمال ة‪ ،‬وظ روف‬
‫بيئية مهيأة وغيرها من عوامل الجذب واالستقطاب‪ .‬وبه ذه المزاي ا النوعي ة يمكن للمؤسس ات االقتص ادية‬
‫الكبرى أن تزيد من مردوديتها وتنمي عائداتها وتطور إيرادتها بما يعزز مركزها وي دعم موقعه ا في بيئ ة‬
‫عالمية محتدمة المنافسة والص راع‪ .‬وبه ذا ترف ع من ق دراتها التنافس ية من أج ل البق اء في الس وق المحلي‬
‫والعالمي‪ ،‬وهذا ما تسعى إليه المؤسسات االقتصادية الجزائرية ال تي تواج ه مخ اطر كب يرة ق د ت ؤدي إلى‬
‫اختفائه ا‪ ،‬له ذا تس عى الجزائ ر إلى االعتم اد على االس تثمارات محلي ة ك انت أو أجنبي ة من أج ل إنع اش‬
‫االقتص اد ول ذلك تح اول أن ت وفر المن اخ االس تثماري المالئم وال ذي يمكن أن يجلب األج انب ويس اعد‬
‫المؤسسات الجزائرية الموجودة في السوق‪ .‬وهذا ما سيتم دراسته من خالل هذه الورقة البحثية‪.‬‬

‫االستثمارات األجنبية المباشرة‪:‬‬

‫تحتل االستثمارات المباشرة مكانة كبيرة وهامة في التحليل االقتص ادي الح ديث وخاص ة التحلي ل‬
‫الرأسمالي وهذا بشأن الشركات المتعددة الجنسيات ‪،‬بحيث توص ل الم ؤتمر ال ذي ض م اقتص اديين وكب ار‬
‫رجال األعمال من الواليات المتحدة وكندا وأوربا في مارس ‪ 1921‬على أن االستثمارات الدولية المباشرة‬
‫أصبحت القناة الرئيسية للعالقات االقتصادية الدولية ‪،‬أما الشركات متعددة الجنسيات فهي المعبر األساس ي‬
‫عن هذه الظاهرة التي لم يسبق لها مثيل‪.‬‬
‫ويج ري تحلي ل العالق ة الموج ودة بين االس تثمارات المباش رة والش ركات متع ددة الجنس يات من قب ل‬
‫إقتصاديين من بينهم ج دانينغ‪،‬ج كيندلبرغر‪،‬وج‪.‬بيرمان‪.‬‬

‫السؤال الذي يطرح بشدة وإلحاح ماهو المقصود باالستثمارات األجنبية المباشرة؟‬
‫وقبل اإلجابة على هذا السؤال يجب معرف ة خص ائص ه ذه االس تثمارات األجنبي ة‪ ،‬فمنهم ا ما ه و خ اص‬
‫بتصدير رأس المال أو التكنولوجيا ومنها ما يسمى باالستثمارات في المحفظة(‪)portfolio investment‬‬
‫وال تي تقص د به ا ملكي ة األوراق المالي ة على اختالف أنواعه ا س ندات ‪،‬أس هم ‪،‬ض مانات الق روض ال تي‬
‫يحصل عليها المقرضون مقابل رأس الم ال المس تثمر‪ ،‬ويمكن أن يق ترن ه ذا الن وع من االس تثمارات في‬
‫بعض األحيان بتنقل الخبرات والتكنولوجي ا أم ا االس تثمارات المباش رة فهي ذات طبيع ة مختلف ة من حيث‬
‫المبدأ فهي ال تعني مجرد تصدير رأس المال الخالص في صورته المالية فحسب وإنم ا تع ني ع ادة ص فقة‬
‫متكاملة تتض من تنظيم إنش اء المش روعات وتوري د التكنولوجي ا‪ ،‬والخ برات التنظيمي ة واإلداري ة وتأهي ل‬
‫اإلطارات والعمال كما يؤكد دانينغ فإن الخاصية الفردية في حركة رأسمال الدولي الخاص ت تركز في ان ه‬
‫(‪)1‬‬
‫غالبا ما يكون مالكا للخبرات والقدرات التي ال يمكن أن تجتاز الحدود المحلية بطريقة أخرى‪.‬‬

‫(‪DUNNING J.H. Studies in international investment, London 1970 )1‬‬


‫‪2‬‬
‫أما االقتصادي " كليندلبرغر " يقول خصوص االستثمار األجنبي أنه عبارة عن انتقال رأس الم ال يرافق ه‬
‫إشراف مستمر من جانب المستثمر‪ ،‬ويثبت هذا قانونيا في بعض األحيان وذل ك تبع ا للحص ة ال تي يملكه ا‬
‫المستثمر األجنبي في أسهم الشركات أو الفروع الخارجية‪.‬‬
‫كما تتميز االستثمارات المباشرة بخصائص أنها تضمن تبعي ة الف رع في مج ال األبح اث والتص اميم ال تي‬
‫(‪)2‬‬
‫تتوالها الشركة‪ ،‬وخضوع عملية تنظيم اإلنتاج والتوريد‪ ،‬والتسويق والمبيعات إلى مصالح الشركة األم‪.‬‬
‫وتش ير التحالي ل االقتص ادية إلى وج ود أن واع وأش كال كث يرة من االس تثمارات المباش رة غ ير أن ه يمكن‬
‫توحيدها في ثالثة أنواع أساسية‪:‬‬
‫ـ النوع األول ‪:‬‬
‫يتميز هذا النمط من االستثمار بتبعية االقتصاد الكامل ة للش ركة األم وخض وعها لحاجاته ا ‪ ،‬نظ را‬
‫ألن كافة القرارات تتخذ من قبل هذه األخيرة وتتجلى في ملكية المستثمر األجن بي ل رأس م ال الش ركة في‬
‫البلد المضيف‪.‬‬
‫ـ النوع الثاني‪:‬‬
‫هذا النوع من االستثمارات المباشرة يتمثل في إقامة الطاق ات اإلنتاجي ة في بل د معين إلنت اج م واد‬
‫مخصصة للبيع في سوق مغلقة في إطار البلد المضيف ‪ ،‬وقد تكون للشركة عدة ف روع مختلف ة في الع الم‪،‬‬
‫وتتصف العالقات المتبادلة بين الش ركة الرأس مالية والف روع التابع ة له ا بغي اب التج ارة الدولي ة‪ .‬كم ا أن‬
‫قرارات المقر الرئيسي يتحدد أساسا على ضوء ظروف السوق في البلد الذي يقيم فيه الفرع‪.‬‬

‫ـ النوع الثالث‪:‬‬
‫يتجلى ه>ذا الن وع من االس تثمارات ال تي تخ دم الس وق العالمي ة من خالل توري د المنتج ات ال تي‬
‫تنتجها الفروع‪ .‬وتق ام ه ذه الف روع في مختل ف البل دان حس ب مب دأ أدنى م ا يمكن من التك اليف اإلنتاجي ة‬
‫وتتوحد الفروع ضمن مخطط هيكلي واحد يضم الشركة األم‪.‬‬
‫يقول االقتصادي" دنينغ " بأن االستثمارات األجنبية المباشرة تمثل توسعا إقليميا لفعاليات النشاط الخاص‪،‬‬
‫وبعد الدراسات توصل إلى نتيجة مفادها أن القسم األك بر من تنقالت رأس الم ال الخ اص ه و من نص يب‬
‫االستثمارات الخاص ة للش ركات متع ددة الجنس يات ال تي تق وم في معظم األحي ان بالص فقات المألوف ة في‬
‫السوق المفتوحة وغير مرتبطة بتنقل ق وة العم ل‪ .‬وتكمن الس مة الخاص ة باالس تثمارات المباش رة حس ب‬
‫دنينغ في أن الشركة المستثمرة " تشتري السلطة" ال تي تض من له ا اإلش راف على الق رارات المتخ ذة في‬
‫الفرع الخارجي‪ ،‬كما يرى أن االستثمار األجنبي المباشر يساعد على تطور االقتص اد الع المي بق در أك بر‬
‫من االستثمارات في المحفظة لما تقدمه هذه االستثمارات من رأس المال وتكنولوجيا عالمي ة وخ برات من‬
‫(‪)1‬‬
‫أجل المنافسة‪.‬‬
‫يتبنى كندلبرغر نفس وجهة نظ ر دنين غ من حيث األس اس فإن ه ي رى الجم ع بين االس تثمارات المباش رة‬
‫واألسواق مع مراعاة الوضع في األسواق يقود إلى بلورة نظ رة منس جمة لمجم ل العملي ات‪ ،‬فهك ذا تك ون‬
‫النظرة واضحة‪.‬‬
‫إن االس تثمارات المباش رة ترتب ط باألس واق ف إذا توس عت الب د أن تنم و الش ركة ‪ ،‬ويتن اول كن دلبرغر‬
‫االستثمارات الخارجية المباشرة على ضوء الموض وعات ال تي تتض منها نظري ة تط ور الش ركات‪ .‬وه و‬
‫يقول في ا الصدد إن اقتصاديين عديدين ي رون في األرب اح الغ ير المدفوع ة رأس مال أرخص رأس الم ال‬
‫الذي يتم الحصول عليه من خالل القروض أو بيع أسهم جدي دة ‪ .‬ويؤك د كن دلبرغر خصوص ا على أهمي ة‬
‫الميزة " المنافسة االحتكارية " التي يجب أن تتمتع بها الشركة حتى تتحول إلى ش ركة متع ددة الجنس يات‪،‬‬
‫وهو يشير في هذا الجانب أن الشركة المستثمرة يجب أن ال تكسب في الخارج أكثر مما تكسبه في ال داخل‪.‬‬
‫كما يزيد كندلبرغر في تحليله بالقول أن الشركات متعددة الجنسيات تتطور عندما تكون منافسة‪ .‬وهو يرى‬
‫أن الشركات متعددة الجنس يات ال يمكن أن تش عر في ظ ل المنافس ة الدولي ة ب الوالء ألي بل د من البل دان ‪.‬‬
‫وتعمل الشركات متعددة الجنسيات على المساواة بين الربح على رأس المال المستثمر على النطاق العالمي‬

‫(‪Economie internationale P. LINDERT. KINELBERGER , Economica 1988 )2‬‬


‫( (‪.DNING J.H. Studies in international investment, London 1970 )1‬‬
‫‪3‬‬
‫آخذة بعين االعتبار مخاطر االستثمار ولهذا السبب يعتقد كندلبرغر أن الشركات متعددة الجنسيات مس تعدة‬
‫(‪)2‬‬
‫للمضاربة حتى ضد عمال البلد الذي يقع فيه مقرها الرئيسي‪.‬‬
‫أما فرنون فيربط بين االستثمارات الخارجية المباشرة وما يدعى بدورة المنتوج بم ا يمكن االس تثمارات‬
‫األجنبية المباشرة أن تؤديه في الصناعات التحويلية لتكون وسيلة تضمن وضعا متفوقا لهذه الس لع الجدي دة‬
‫من أجل التجارة الدولية ‪ .‬وهو يرى في اتجاه تدفق االس تثمارات الخارجي ة المباش رة ناتج ا لتط ور الطلب‬
‫على المنتجات التي تنتج على أساس التكنولوجيا األك ثر تق دما ‪ .‬ويزي د فرن ون ويق ول أن ال دافع المح رك‬
‫للشركات هو ارتف اع مع دل ال ربح س واء على رأس الم ال المص در ( المس تثمر في الخ ارج) أو على أو‬
‫(‪)3‬‬
‫رأس المال المتلقي‪.‬‬
‫ويمكن إيجاد تعريف آخر لالستثمارات األجنبية المباشرة وهو أنه الطريقة العملية لتحقيق سياسة‬
‫استراتيجية للشركات الكبرى المكرسة لضمان التكام ل العم ودي وتوس يع نط اق االس تغالل على مس توى‬
‫االقتصاد الرأسمالي العالمي بهدف رفع درجة االحتكار حفاظا على معدل الربح وزيادة كميته‪.‬‬
‫ويمكن لنا إيجاد تعريف آخر والذي يقترحه بعض االقتصاديين وخاصة المحاسبين المكلفين بإعداد‬
‫ميزان المدفوعات وهو أن هذا االستثمار المباشر كل تحرك لألموال إلى مؤسس ة أجنبي ة وأن ه ك ل امتالك‬
‫جديد لجزء أو حصة ملكية لمؤسسة أجنبية بشرط أن يكون المقيم داخل البلد له حصة أكبر لهذه المؤسسة‪.‬‬
‫ومما يجب اإلشارة إليه أن االستثمار األجنبي المباشر يتضمن كل أنواع االستثمارات س واء ك انت امتالك‬
‫حصص جديدة وهذا ما يسمى باالستثمار المباشر أو مجرد تحرك رؤوس أموال وهذا ما يسمى باالستثمار‬
‫الغير مباشر‪ ،‬ويمكن التفريق بين االستثمار المباشر والغير مباشر في تباين أش غال وسياس ات وخص ائص‬
‫كل منها‪ ،‬ولهذا هناك تنوع في الشكل واالختيارات الدولة المضيفة‪.‬‬

‫تعريف المنظمات الدولية لالستثمار األجنبي‪:‬‬


‫تتبنى منظمة التعاون والتنمية االقتصادية تعريفين لالستثمارات األجنبية ‪ ،‬أما التعريف األول فإن ه تحري ر‬
‫حركات رؤوس األموال الدولية ويمكن لهذا التحري ر أن يك ون في مج ال عملي ات معين ة ‪.‬وه ذا التعري ف‬
‫يعتبر أن االستثمارات المباشرة هي كل االستثمارات المخصصة إلقامة روابط اقتصادية دائمة مع مؤسسة‬
‫ما وخاصة االستثمارات التي تعطي إمكانية تطبيق فعلي على تسيير المؤسسة بواسطة‪:‬‬
‫ـ إنشاء أو توسيع مؤسسة‪ ،‬فرع أو شركة تابعة‪.‬ـ مساهمة في إنشاء مؤسسة أو مشروع جديد‪.‬‬
‫ونشير إلى أن هذا التعريف ال يتحدث إال لالستثمار المحقق من قب ل غ ير المقيمين‪ .‬ويعطي ه ذا التعري ف‬
‫أيض ا الق روض المالي ة ذات الم دى الطوي ل ( أك ثر من خمس س نوات) المقدم ة من ط رف الش ركة األم‬
‫إلحدى فروعها في الخارج طبيعة االستثمارات المباشرة‪.‬‬
‫أما التعريف الثاني تأخذ به منظمة التعاون والتنمية االقتصادية (‪ )OCDE‬من أجل أهداف إحص ائية‪ ،‬ألن‬
‫عملية قياس حركة االس تثمارات المباش رة ال يمكن أن يك ون انطالق ا من توحي د التع اريف المس تعملة من‬
‫طرف الدولة األصلية لالستثمار والدولة المضيفة‪.‬‬
‫ولهذا فإن المنظمة قامت بعدة إجراءات للوصول إلى وضع تعريف واح د م رجعي لل دول األعض اء فيه ا‪.‬‬
‫عند القيام بجمع المعلومات حول االستثمارات المباشرة ويتخلل التعريف الثاني في أنه كل ش خص ط بيعي‬
‫أو كل مؤسسة عمومية أو خاصة‪ ،‬كل مجموعة أشخاص طبيعيين مرتبطين مع بعض هم‪ ،‬أو ك ل مجموع ة‬
‫مؤسسات يملكون مؤسسة أو ال يملكون شخصية معنوية يعد مستثمرا أجنبيا مباشرا‪ ،‬إذ كان يملك مؤسس ة‬
‫استثمارية بمعنى فرع أو شركة تابعة تقوم بعمليات استثمارية في بلد غير بلد إقامة المستثمر األجنبي‪.‬‬
‫من جهة أخرى نجد أن صندوق النقد الدولي في أح د تق اريره يعطي ه و أيض ا تعريف ا خاص ا لالس تثمار‬
‫المباشر بأنه تلك االستثمارات المخصصة لهدف اكتس اب فائ دة دائم ة في مؤسس ة تم ارس نش اطها داخ ل‬
‫تراب دولة أخرى غير دولة المستثمر ويكون هدف ه ذا األخ ير ه و امتالك س لطة ق رار فعلي ة في تس يير‬
‫المؤسس ة‪ ،‬ف إن الوح دات المش اركة وغ ير المقيم ة وال تي تخص ص اس تثمارات فهي مس ماة اس تثمارات‬
‫مباشرة‪.‬‬
‫ماهية القدرة التنافسية ‪:‬‬
‫(‪99-98‬ص األطروحات اخلاصة بتطور الشركات متعددة اجلنسيات ‪:‬أمريونوف‪.‬أ‬
‫(‪)2‬‬

‫(‪.106‬ص األطروحات اخلاصة بتطور الشركات متعددة اجلنسيات ‪:‬أمريونوف‪.‬أ‬


‫(‪)3‬‬

‫‪4‬‬
‫رغم شيوع استخدام مصطلح التنافس ية في الس نوات األخ يرة إال أن ه لم يح دث اتف اق كام ل ح ول‬
‫تعريف هذا المصطلح ومن تم طرق قياس التنافسية والوسائل المؤدية لها‪.‬ولعل أكثر التعريف ات قب وال ه و‬
‫ما يدور حول المفهوم الذي طرحه جيفري ساكس وال ذي يع رف تنافس ية الدول ة بق درتها على إنت اج س لع‬
‫وخدمات يمكن تسويقها دوليا على أن يؤدي هذا اإلنتاج إلى تزايد الدخل الحقيقي لمواطنيها‪.‬‬
‫ومفهوم التنافسية على هذا النحو يتجاوز المعايير التقليدية في قياس المزايا النسبية من توفير موارد طبيعية‬
‫بذاتها أو أيدي عاملة رخيصة كما يفرض في الوقت ذاته توفير السلع للتص دير بتكلف ة متدني ة على حس ب‬
‫رفاهية المنتجين أو المستهلكين في الداخل‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى فغن عصر الديناميكية المتضمن في المفهوم يجع ل من العس ير تص ور دول ة م ا تحظى‬
‫بأعلى القدرات التنافسية في إنتاج كل السلع والخدمات أو أن يس تمر رواج منتجاته ا ذات الق درة التنافس ية‬
‫العالمية الثابتة في المدى الطويل‪.‬‬
‫وطبقا لهذا المفهوم فإن عناصر تنافسية للدولة ومؤشراتها تبدأ بالمؤشرات الكلية لالقتصاد الق ومي م رورا‬
‫بموقف العالقات االقتصادية مع العالم الخارجي‪ ،‬وموصفات عناصر إنتاج من موارد طبيعية و رأس م ال‬
‫وقوة عمل والبني ة األساسية بمفهومه ا المش كل للقاع دة العلمي ة التكنولوجي ة‪ ،‬والكف اءات اإلداري ة وتنتهي‬
‫بدور الحكومة وكفاءاتها في القيام وظائفها المتنوعة وجودة السياسات التي تتبعها لتحقيق أهدافها‪.‬‬
‫ومن هنا الحديث عن الخطط والسياسات الالزمة لدعم القدرات التنافسية لدولة ما أو لصناعة بعينها يع ني‬
‫في حقيقته التعرض لكل السياسات أو اإلجراءات التي بشأنها أن توسع من قاعدة الموارد المتاحة للدول أو‬
‫للص ناعة من رأس م ال بش ري وترف ع من درج ات اس تغاللها وتوف ير له ا المن اخ التش ريعي واإلج رائي‬
‫واإلداري الذي يسمح لها بتحقيق أعلى درجات اإلنتاجية للعناصر مجتمعة‪ ،‬ويربطها في ال وقت ذات ه بك ل‬
‫مستجدات السوق العالمي سواء من ناحية الطلب أو العرض‪.‬‬
‫أداء االقتصاد الجزائري‪:‬‬

‫مضى على عملية اإلصالح المالي واالقتصادي في الجزائر نحو عق د من ال زمن‪ ،‬إذ حق ق الكث ير‬
‫في هذا المضمار علما أن المطلوب إنجازه هائ ل ب النظر إلى اإلمكان ات الهائل ة ال تي تت وفر في الجزائ ر‪.‬‬
‫وبعد أن كان االقتصاد موجها في مدى ‪ 30‬عاما على األقل‪ ،‬منذ االستقالل تقيدت الجزائر بمنهج التخطي ط‬
‫المركزي‪ ،‬وسيطرت الدولة على كل األنشطة االقتصادية‪ ،‬حتى وصل إلى بؤرة االختالل عام ‪ 1986‬إثر‬
‫الهبوط الحاد ألسعار البترول الذي خفض قدرة البالد الشرائية الخارجية‪ ،1‬نسبة ‪ %50‬فالمشكالت المالية‬
‫التي ترتبت عن ذلك أظهرت استنفاذ إمكانات النظام القديم ومدى هشاشته اقتصاديا‪ ،‬ذلك الخلل ك ان دائم ا‬
‫مغطى بالعائ دات البترولي ة وم ع تف اقم عج ز الموازن ة وارتف اع ال دين الخ ارجي إلى أك ثر من ‪ 25‬ملي ار‬
‫دوالر‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %86‬من مجمل قيمة حصيلة صادراتها وتراجع النشاط االقتصادي‪ .‬لذا ف إن أزم ة‬
‫‪ 1986‬المالية دفعت بالبالد إلى تب ني خي ارات جدي دة تمخض ت عنه ا إطالق ورش ة إص الح واس عة من ذ‬
‫‪ 1988‬لتحقي ق االس تقرار‪ 2‬من خالل مجموع ة سياس ات وإج راءات محكم ة‪ .‬ولع ل ه دفها االنتق الي من‬
‫اقتصاد مخطط مركزي مسير إداريا إلى اقتصاد حر مب ني على المنافس ة‪ ،‬من تج ارة مقي دة باالحتك ارات‬
‫إلى تجارة محررة من العراقيل اإلدارية البيروقراطية‪.‬‬
‫والتعريفات الجمركية نحوها إلى مجال واسع أمام المب ادرات الح رة الفردي ة والجماعي ة وتس هيل‬
‫حركة تنقل رؤوس األموال والممتلكات واألشخاص بين أقاليم مختلفة الشعوب والدول قصد االستثمار فيها‬
‫بكل حرية‪ ،‬ومنذ الثمانينات نرى أن محاولة االعتماد واالس تعانة ب رؤوس األم وال األجنبي ة أص بحت من‬
‫االهتمامات المشتركة للسياسات االقتصادية واستراتيجية التنمية في ك ل ال دول المغاربي ة‪ ،‬في ع ام ‪1994‬‬
‫اتفقت الجزائر مع صندوق النقد الدولي (‪ )FMI‬على تنفيذ برنامج اإلصالح االقتصادي ال ذي س يمر ح تى‬
‫مارس ‪ 1995‬وتم بموجبه تخفيض سعر صرف الدينار بنسبة ‪ %40‬على أن يصبح س عره ح را وخاض عا‬
‫للع رض والطلب في الس وق ابت داءا من س بتمبر ‪ 1994‬وإزال ة جمي ع القي ود على ال واردات واألس عار‬
‫كتخفيض الدعم في االقتصاد المحلي ورفع أسعار الفائ دة والب دء ببرن امج لتخص يص المؤسس ات العام ة‪،‬‬
‫حيث وقعت الجزائر عن خدمات دينها الخارجي ‪ 1994‬بع د أن ارتفعت كلفت ه إلى ‪ 9.3‬ملي ا ر دوالر في‬
‫‪ - 1‬ضمان االستثمار‪ ،‬رقم ‪ 129‬ديسمرب ‪ 1998‬ص ‪.04‬‬
‫‪ - 2‬االقتصاد واألعمال عدد خاص أفريل ‪ ،2002‬ص ‪.9 ،8‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ 1993‬أي ما يوازي ‪ %83‬من قيمة الصادرات‪ ،‬ووافقت الجزائر على ذلك على إعادة جدولة ‪ 5.6‬مليار‬
‫دوالر من الديون كانت مس تحقة في ف ترة ‪ .1995-1994‬أي على ‪ 15‬س نة م ع فتح س ماح لم دة ‪ 5‬أع وام‬
‫وذلك مع مجموعة نادي باريس‪ ،‬تم االتف اق في ع ام ‪ 1995‬على إع ادة جدول ة ‪ 4.5‬ملي ار دوالر إض افية‬
‫من الديون كم ا ق دم ‪ FMI‬تس هيالت بقيم ة ‪ 1.1‬ملي ار دوالر لثالث س نوات ‪ 1998-1995‬الس تعماله في‬
‫إعادة اإلنعاش‪ .‬إن النتائج التي تحققت حتى تاريخه أقل مما يتيح االقتصاد الجزائ ري بفرص ه الهائل ة‪ ،‬ل ذا‬
‫تقرر في ضوء اإلستخالصات التي تكونت من التجرب ة الماض ية بث روح جدي دة في جس م اإلص الحات‪،1‬‬
‫وفي هذا اإلطار يندرج مخطط دعم النمو الذي يطلب استثمارات ضخمة وقدرات إدارية متخصص ة علم ا‬
‫أن القدرات المالية للدولة ليست كافية لمواجهة كل خطوات التنفيذ المرجوة في التحديث‪.‬‬

‫وتماشيا مع هذه التوجهات أصدرت الجزائر وع دلت خالل الس نوات األخ يرة ق وانين ع دة أهمه ا‬
‫قانون النقد والقرض وقانون التجارة والمرسوم المتضمن إنشاء البورصة والق انون المتعل ق بس ير رؤوس‬
‫الم وال وق انون المنافس ة وك ذا األم رين المتعلقين بتط وير االس تثمار وخوصص ة وتنظيم المؤسس ات‬
‫العمومية‪ .‬وقد حاول قانون المالية لسنة ‪ 2002‬ترسيخ هذه اإلج راءات وه ذه المراس يم على أرض الواق ع‬
‫ففي مجال تشجيع االستثمار نص هذا األخير على إنشاء صندوق لدعم االستثمار وقد خصص له مبلغ ‪1.3‬‬
‫ملي ار دين ار ‪ 17 5‬ملي ون دوالر) كغالف م الي موج ه إلنج از األش غال والهياك ل الض رورية للقي ام‬
‫باالستثمارات‪ .‬كما اعتمد قانون المالية لسنة ‪ 2002‬على إجراءات جبائية جديدة من شأنها عصرنة اإلدارة‬
‫الجبائي ة وتبس يط إجراءاته ا‪ ،‬ومراجع ة نس ب بعض الرس وم وك ذلك تخفيض بعض األت اوات لص الح‬
‫المؤسسات االقتصادية‪ .‬تعتبر كل هذه اإلجراءات وسيلة لتحضير المؤسسات الجزائري ة ت دريجيا للمنافس ة‬
‫األجنبية‪.‬‬

‫ماهية مناخ االستثمار ‪:‬‬


‫إننا عندما نتح دث عن من اخ االس تثمار وكي ف يمكن ل ه أن يك ون ع امال أساس يا في تحس ين أداء‬
‫المؤسسات االقتصادية وبالتالي الرفع من القدرة التنافسية لهذه األخيرة ومن تم االقتصاد كك ل‪ .‬يجب علين ا‬
‫معرفة ماهي المقاييس والمعايير الموضوعية المس تعملة لمعرف ة درج ات التحس ن وال تراجع‪ .‬ومؤش رات‬
‫مناخ االستثمار تشمل األوضاع االقتصادية والسياسية واالجتماعي ة والص عوبة تكمن في قي اس األوض اع‬
‫السياسية وهذا القياس يأخذ بعين االعتبار نظام الحكم والعالقات الدولية وغيرها لهذا من الصعب تحديد إذا‬
‫كان هذا المن اخ مس تقر‪ .‬أم ا القي اس االقتص ادي فه و أس هل من األول ألنن ا نق وم بدراس ة البيئ ة المحف زة‬
‫لالستثمار ‪ ،‬والمعيار األول هو النمو إذ يجب أن تكون وتيرته عالية حتى يأتي المس تثمر وه ذا م ا حص ل‬
‫في جنوب شرق آسيا‪ .‬المعيار الثاني يس تند إلى أرق ام ومؤش رات الموازن ات العام ة ال تي يجب أال تك ون‬
‫عاجزة أو فيها عجز مقبول بالنسبة إلى الناتج اإلجمالي‪ ،‬المعيار الثالث ه و التض خم ال ذي يجب أن يك ون‬
‫منخفضا أو مقبول نس بيا إلى ذل ك هن اك س عر الص رف وغ ير ذل ك من المع ايير المالي ة والنقدي ة‪ ،‬وبه ذه‬
‫المعايير يمكن أن نعرف مناخ االستثمار أنه كل العناصر المحيط ة بالمؤسس ة وال تي تس اهم في الرف ع من‬
‫قدراتها ابتداء من التشريعات والقوانين‪ ،‬األوضاع المالية واالقتص ادية للدول ة وك ذا عالقاته ا م ع الخ ارج‬
‫والمؤسسات الدولية واالتفاقي ات المبرم ة‪ ،‬األوض اع االجتماعي ة‪ ،‬األوض اع اإلداري ة كم ا يمكن أن نقس م‬
‫المناخ االستثماري إلى مناخ اقتص ادي مرتك ز على مؤش رات ثقافي ة‪ .‬فه ل من اخ االس تثمار في الجزائ ر‬
‫مالئم لدعم المؤسسات الجزائرية وجلب مؤسسات واستثمارات أجنبية؟‬
‫‪ 1-1‬مناخ االستثمار في الجزائر‪:‬‬
‫في تقرير من اخ االس تثمار في ال دول العربي ة ع ام ‪ 1998‬لض مان اس تنثمار تح دث بإيجابي ة عن‬
‫تطور األوضاع في الجزائر‪.‬‬
‫فالمناخ االستثماري في الجزائر يتواصل تحسنه يوما بعد يوم‪ ،‬ويتأكد هذا االتجاه من جراء تحسن‬
‫الظروف األمنية والسياسية وخاصة بعد االنتخاب ات الرئاس ية س نة ‪ 1999‬ال تي على إثره ا أنج ز برن امج‬

‫‪ - 1‬اقتصاد وأعمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬


‫‪6‬‬
‫طم وح يعم ل على تحقي ق ت دريجيا ب دءا من البن د األس اس وه و الخ روج من األزم ة ال تي اغتص بت‬
‫الجزائر(‪.)1‬‬
‫وفي الجانب االقتصادي تناول البرنامج اإلصالحي تطوير اإلدارة والخدمات العاملة ومتابعة الم د‬
‫اإلصالحي الذي بدأ منذ مطلع التسعينيات تمهي د االنطالق ة االقتص ادية الجدي دة وتنمي ة الم وارد البش رية‬
‫باعتبارها في هذا المجال سجلت المنجزات عدة‪ ،‬وإن كان ق د ض اع وقت ليس باليس ير قب ل الوص ول إلى‬
‫برن امج النه وض‪ ،‬أو االنطالق االقتص ادي لمتابع ة تخلي الدول ة عن دوره ا في القطاع ات االنتاجي ة‬
‫والخدمية لمصلحة القطاع الخاص فيما يعرف بأوسع عملي ة الخصخص ة إذ تم بي ع اقتص اد بكامل ه ك ان‬
‫حتى أمسى تابعا للدولة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫كل هاد يعتبر مناخ استثماري الذي تأثر بنقط ة محوري ة عنوانه ا األمن واالس تقرار( )‪ ،‬ويتحس ن‬
‫الحوافز والفرص المجدية ال يعني أن الجزائ ر جدي دة عن االس تثمار فهي تتمت ع بمزاي ا جاذب ة م ا يؤهله ا‬
‫الستقطاب االستثمارات‪ ،‬فذكر أن التطورات كانت مهمة أبرزها انطالق بورصة الجزائ ر للقيم المنقول ة‪،‬‬
‫وإنشاء س وق لقيم الخزين ة العام ة‪ ،‬واس تكمال مش روع االص الحات الهيكلي ة لالقتص اد حس ب البرن امج‬
‫المتفق عليه مع ‪. FMI‬‬
‫كما شهدت الجزائر حركة استثمارية ناشطة منذ أن باشرت الدول ة برن امج االص الح االقتص ادي‬
‫في أواخ ر الثمانين ات‪ ،‬واعتم د اقتص اد الس وق وك ثر احتك ار الدول ة في جمي ع القطاع ات مطل ع العق د‬
‫الماضي‪ ،‬وللداللة على ذلك نستذكر تقرير المؤسسة العربية لضمان االستثمار في الجزائ ر‪ ،‬ذك ر أن حجم‬
‫االستثمارات في تلك الس نة بل غ أك ثر من ‪ 1.43‬ملي ار دوالر ك ان مص درها دول االتح اد األوربي بنس بة‬
‫‪ %42‬والبلدان العربية بنسبة ‪ ، % 25.6‬منها ‪ 1.8‬مليار في قطاع المحروقات و‪ 243.9‬ملي ون دوالر‬
‫في القطاع األخرى‪ ،‬أهمها قطاع الصناعات الكيميائية (‪ 160.6‬مليون دوالر) ي أتي بع ده القط اع الفالحي‬
‫والغذائي (‪ 43‬ملي ار دوالر) واألش غال الك برى (‪ 23‬ملي ون دوالر) قط اع الص لب (‪ 9.1‬ملي ون دوالر)‪،‬‬
‫السكن (‪ 7‬ماليين دوالر)‪،‬المنجم (‪ 1‬مليون دوالر) والخدمات (‪ 0.2‬مليون دوالر)‪.‬‬
‫يقابل ه ذه الحرك ة الخارجي ة حرك ة ناش طة في ال داخل‪ ،‬حيث ان دفع القط اع الخ اص الجزائ ري‬
‫للمساهمة في تحريك في تحريك عجلة االقتصاد وصوال إلى قيادة هذا االقتص اد في مرحل ة الحق ة‪ ،‬فف اق‬
‫عدد المشاريع الملخصة خالل ستة سنوات من العقد الماضي (‪ 23‬ألف مش روع) متفاوت ة األحج ام والقيم‬
‫باستثمارات إجمالية بنحو ‪ 36‬مليار حتى منتصف ‪.1999‬‬
‫إن المؤش رات الس ابقة ليس ت أك ثر من تأكي د على جاذبي ة الجزائ ر لإلس تثمار لكنه ا ال تعكس‬
‫اإلمكان ات المت وفرة في البالد والكم الكب ير من الف رص االس تثمارية المتاح ة‪ ،‬له ذا يجب اإلش ارة إلى أن‬
‫الجزائ ر تمل ك الكث ير من اإلمكان ات ال تي لم يس بق اس تغاللها‪ ،‬فالس وق الداخلي ة كب يرة نس بيا وامت دادها‬
‫الجغرافي مع البلدان اإلفريقية والمغاربية يزيد من حجم السوق‪ ،‬والي وم دخلت الجزائ ر م ع اتف اق ش راكة‬
‫مع االتحاد األوربي مما جعلها في تبادل حر مع أوربا والدول العربية التي س بق وأن وقعت م ع اتفاق ات‬
‫مع (المغرب‪ -‬تونس‪ -‬وأخرى عربية…)‪.‬‬
‫إن وجود األمن واالستقرار الذي يتس ع يوم ا بع د ي وم‪ ،‬وانفت اح االقتص اد على الخ ارج ك ل ذل ك‬
‫ينعكس بتحسن على المناخ االستثماري‪.‬‬

‫‪ 1-2‬المؤهالت الذاتية‪:‬‬
‫تتمتع الجزائ ر بكث ير من الم ؤهالت الخاص ة والعناص ر التنافس ية‪ ،‬فل ديها موق ع جغ رافي مم يز‬
‫تتوسط بلدان المغرب العربي‪ ،‬وهي على مقربة من بلدان أوربا الغربية وتمثل مدخال إفريقي‪ ،‬وتملك ثروة‬
‫من الموارد البشرية‪ ،‬فشعبها متفتح على التعلم ولديه الكفاءات العالية‪.‬‬
‫كما تملك قاعدة صناعية كبرى ‪ ،‬لهذا تحتاج إلى استثمارات في ه ذا المج ال لزي ادة اإلنت اج ح تى‬
‫تصل إلى كفاية السوق المحلي والتصدير‪ ،‬من جهة أخرى باشرت الجزائ ر عملي ة االنض مام إلى منظم ة‬
‫التجارة العالمية‪ ،‬وبدأت اتصاالتها بالدخول في اتفاقية التب ادل الح ر م ع المجموع ة األوربي ة‪ ،‬حيث تمل ك‬
‫الجزائر موارد طبيعية أهمها‪ :‬احتياطي من البترول والغاز‪ ،‬ومعادن متنوعة‪ ،‬مع إنتاج فالحي يض اف إلى‬
‫‪ - 1‬املؤسسة العربية لضمان االستثمار‪ ،‬تقرير سنوي‪.1998 ،‬‬
‫‪ - 2‬االقتصاد واألعمال ‪-‬عدد خاص‪.2002 -‬‬
‫‪7‬‬
‫ثروتها من المواد األولية‪ ،‬وهناك مؤهالت أخرى منها‪ :‬حجم السوق‪ ،‬البنية التحتية التي تتمثل في الط رق‪،‬‬
‫السكك الحديدية‪ ،‬الموانئ‪ ،‬المطارات‪ ،‬والمحيط التقني‪.‬‬
‫‪ 1-3‬االستثمار في ميدان المحروقات‪:‬‬
‫تعتبر شركة سوناطراك مولجة لقطاع النفط والغاز‪ ،‬حيث تبلغ إيرادتها السنوية ‪ 13.7‬مليار دوالر‬
‫أمريكي‪ ،‬وتعتزم سوناطراك وشركائها الدخول في مشاريع مش تركة م ع اك بر الش ركات الطاق ة العلمي ة‪،‬‬
‫تشمل هذه االستثمارات في كلفة التنقيب‪ ،‬األبحاث‪ ،‬االستغالل األمثل للحقول‪ ،‬تط وير منش آت اإلس تخراج‬
‫الجديدة‪ ،‬تعظيم التصدير وتنمي ة القط اع البتروكيميائي ة حيث تبل غ ح والي ‪ 20.8‬ملي ار دوالر خالل ف ترة‬
‫‪.2003-1999‬‬
‫تتكون سوناطراك من ‪ 05‬شركات قابضة‪ ،‬لها مشاريع مشتركة م ع العدي د من الش ركات المحلي ة‬
‫والعالمية منها‪ ،BP :‬أموكو‪ ،‬فيلبس‪ ،‬آركو‪ ،‬يونيون‪ ،‬تكساس‪ ،‬موبيل‪ ،‬توتال‪ ،‬رسبول‪ ،‬أجيب‪ ،‬آناداكو‪.‬‬
‫كما انشأت سوناطراك خطي أنابيب غاز لتزوي د البل دان األوربي ة‪ ،‬أوله ا يرب ط الجزائ ر بإيطالي ا‬
‫عبر تونس ويعمل بطاقة ‪ 24‬مليار متر معكب في الس نة والث اني يرب ط الجزائ ر بإس بانيا والبرتغ ال ع بر‬
‫المغ رب‪ .‬أق رت الحكوم ة في س نة ‪ 1991‬قانون ا يس مح للش ركات األجنبي ة المش اركة في حق ول النف ط‬
‫الموجودة رغبة منها بجلب اإلستثمارات األجنبية حيث حاليا ‪ 40‬شركة أجنبي ة تعم ل في ه ذا الحق ل‪ ،‬كم ا‬
‫وقعت إثنا عشر اتفاقية لإلنتاج والتنقيب‪ ،‬وضعت مجتمعة نحو ‪ 300‬مليون دوالر‪.‬‬
‫وك انت الحص ة الك برى الش ركات األمريكي ة الثماني ة ال تي تعم ل في الجزائ ر‪ ،‬حيث تم تس جيل‬
‫شركة آناداكو األمريكية التي اكتشفت بئرين للنفط في حاسي بركني‪ ،‬حيث اإلنت اج الفعلي لألول ‪ 60‬أل ف‬
‫برميل في اليوم ومن المتوقع ارتفاعها إلى أك ثر من‪ 300‬أل ف برمي ل يومي ا‪ ،‬ويرتف ع إنت اج النف ط بمع دل‬
‫‪ 104‬ماليين برميل في اليوم‪ .‬والواقع أن هذا القطاع تفتح على االس تثمار األجن بي من ذ أك ثر من عق د من‬
‫الزمن حيث تم التوقيع على نحو ‪ 40‬عقد لالستكشاف والتطوير مع شركات أجنبية في تلك الفترة وأثم رت‬
‫العقود على استكشاف احتياطات من النمط توازي كل ما تم استخراجه في األعوام األخيرة‪.‬‬
‫تعمل في قطاع النمط والغاز حالي ا نح و ‪ 25‬ش ركة أجنبي ة أهم العق ود ال تي تم توقيعه ا عق د م ع‬
‫شركة أموكوا وقع ع ام ‪ 2000‬إلنت اج الغ از ونقل ه ب أنبوب طول ه ‪ 600‬كلم وتم تس ويقه من خالل ش ركة‬
‫مشتركة مع سوناطراك يتطلب استثمار يص ل إلى ‪ 2.5‬ملي ار دوالر‪ ،‬ومن المخط ط أن يب دأ إنت اج الغ از‬
‫عام ‪ 2003‬بمعدل ‪ 9‬مليارات م‪ 3‬سنويا‪ ،‬إن تصدير الغاز إلى أوربا يتم بواسطة أنب وبين األهم يم ر ع بر‬
‫تونس إلى إيطاليا وهو بطاقة ‪ 24‬ملي ار م‪ .3‬يس عى إلى رفع ه إلى ‪ 30‬م‪ 3‬ع ام ‪ ،2003‬واألخ ر إلى اس بانيا‬
‫والبرتغال يمر عبر المغرب‪.‬‬
‫هناك مشروع لخط آخر مع نفس الشركة مباشرة م ع أورب ا في ه ذا ال وقت ومش ركة س وناطراك‬
‫بتنفيذ مشروع يتطلب استثمار يقدر بنحو ‪ 19.2‬مليار دوالر يشمل عملية التطوير واإلنتاج بعد االكتشافات‬
‫األخيرة كما تهدف شركة سوناطراك إلى زيادة عدد اتفاقيات االستكشاف والتطوير والمشاركة في اإلنت اج‬
‫مع الشركات األجنبية إلى ‪ 50‬عقد في ‪ .2005‬بالتالي رفع طاقة إنتاج النف ط الخ ام نح و ‪ 800‬أل ف برمي ل‬
‫حاليا ونحو ‪ 1.5‬مليون برميل عام ‪.2005‬‬
‫إن االعتماد على االستثمار األجنبي في قط اع الطاق ة س يخفف من عبء العملي ات المطلوب ة على‬
‫الخزينة ويوفر أمواال الستثمارها في مج االت أخ رى كم ا تتمح ور اس تراتيجيات قط اع النف ط اآلن ح ول‬
‫القانون الجديد لهذا القطاع لم يزل قيد التنفيذ‪ ،‬يفص ل بين الج وانب التنظيمي ة والتجاري ة ويح رر نش اطات‬
‫اإلنتاج والتصنيع ونقل المواد الهيدروكربونية ويجعلها متاحة لالستثمار الخاص المحلي واألجنبي‪.‬‬
‫‪ 1-4‬االستثمار في القطاع المصرفي‪ :‬يلعب القطاع المصرفي الجزائري في مجال االستثمار دورا كب يرا‪،‬‬
‫فهو يشكل منذ مطلع التسعينات أكبر مجال لالس تثمار المباش ر إلى ج انب عملي ة الخصخص ة وأث ر ذل ك‬
‫واضح من خالل عدد البنوك الخاصة الوطنية واألجنبية التي دخلت السوق منذ أوائ ل العق د الماض ي وال‬
‫ي زال ه ذا المنح نى متواص ل وآخ ر ال داخلين ه و البن ك الع ربي بمكن للمس تثمر في القط اع المص رفي‬
‫االستفادة من جمي ع اإلمتي ازات الض ريبية وغيره ا من الح وافز ال تي يمنحه ا الق انون الموح د لالس تثمار‬
‫تضمن القوانين في الجزائر حرية تحويل أرباح المشروع بما في ذلك راس المال عند التصفية مع اإلشارة‬
‫إلى أن الجزائر ص ادقت من ذ مطل ع ‪ 1995‬على اإلتفاقي ة الدولي ة لض مان االس تثمار (‪ )MIGA‬واتفاقي ة‬
‫معالجة النزاعات بين الدول حول االستثمار (‪ )CIRDI‬ووقعت اتفاقيات ثنائية مع عدد من ال دول الش قيقة‬
‫في مجال تشجيع وحماية االستثمار‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫ولعل النتائج المسجلة في السنوات األخيرة لهي الدليل الواضح على جاذبية القطاع المص رفي‪ ،1‬إذ‬
‫تم ترخيص ل‪ 16‬مؤسسة مصرفية ومالية جدي دة باش رت ‪ 10‬منه ا مزاول ة نش اطها بم ا يبل غ رأس الم ال‬
‫المصرح لهذه المؤسسات نحو ‪ 150‬مليون دوالر علما أن هناك عدد من الطلبات محلية وعربية دولية هي‬
‫قيد الدراسة حاليا لدى بنك الجزائر‪ ،‬كما شهد القطاع المصرفي الجزائري عملية إعادة هيكلة عضوية من ذ‬
‫مطلع الثمانينيات‪ ،‬فبعد أن كان الجهاز المصرفي مكون من ثالث مص ارف ض خمة إض افة إلى ص ندوق‬
‫التوفير وبنك التنمية أنشأ مصرفان جديدان وص در ق انون مص رفي تض من في العناص ر االولى تحري ر‬
‫النظام المصرفي‪ ،‬كما أكد ق انون النق د والق رض توج ه القط اع إلى اقتص اد الس وق‪ ،‬وت ابع ه ذا الق انون‬
‫صدور مجموعة من القوانين تتعلق بالشؤون المالية واالستثمارية‪:‬‬
‫تطوير االستثمار الخارجي‪.‬‬ ‫‪ㄱ-‬‬
‫بورصة القيم المنقولة‪.‬‬ ‫‪ㄴ-‬‬
‫قانون شركة التأمين‪.‬‬ ‫‪ㄷ-‬‬
‫خصخصة الشركات العمومية‪.‬‬ ‫‪ㄹ-‬‬
‫هيئة التوظيف الجماعي للقيم المنقولة‪.‬‬ ‫‪ㅁ-‬‬
‫القرض التأجيلي‪.‬‬ ‫‪ㅂ-‬‬
‫وتزداد الحاجة إلى نشوء بنوك خاصة أجنبية أو‪ /‬ومختلطة وذل ك لمواكب ة االس تثمار األجن بي في‬
‫القطاعات األخرى والشبكة المصرفية الدولية التي ستنتج بها استثمار في القطاع المصرفي س تكون ق ادرة‬
‫على تلبية حاجات جميع المتعاملين األج انب م ع الجزائ ر‪ .‬ومن الط بيعي في الظ روف الراهن ة أن تك ون‬
‫ربحية المشروع االستثماري المصرفي عالية ومردودية االستثمار أعلى مما هي عليه في الخارج‪ ،‬من هنا‬
‫نؤكد أن سوق الخدمات المصرفية الراقية والكاملة مفتوحة للمس تثمرين وأول ال داخلين يحص ل على اك بر‬
‫حصة منها وقد أثمرت سياسة فتح القطاع المصرفي أمام رأس المال األجنبي عن النتائج إيجابية بع د ف ترة‬
‫فتور طالت نسبيا بسبب االوضاع التي كانت سائدة باستفحال المديونية وحالة ع دم الثق ة وق د تغ ير س لوك‬
‫الح ذر وال ترقب بع د أن تم ت رخيص لمص رف واح د وثالث ة مؤسس ات مالي ة خالل النص ف األول من‬
‫التسعينيات والترخيص لتسعة مصارف وثالثة مؤسسات مالية برأس مال إجمالي يفوق ‪ 150‬مليون دوالر‬
‫– كما سبق ال ذكر‪ -‬منه ا نح و ‪ 90‬ملي ون اس تثمارات أجنبي ة بنس بة ‪ % 65‬عربي ة ‪ %26‬أوربي ة ‪%9‬‬
‫أمريكية‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلطار التشريعي‪:‬‬
‫‪ 2-1‬القانون االستثماري قي الجزائر (‪:)1995‬‬
‫إن عملية تشجيع االس تثمار في الجزائ ر ق د ب دأت ب التحفيز المخف ف من خالل الق وانين الص ادرة‬
‫مباشرة بعد االستقالل‪ ،‬تم تعديل هذه القوانين استجابة للظروف االقتصادية الداخلية والمتطلبات الدولية‪ ،‬ثم‬
‫إلى التحرير الكامل بعد صدور قانون النقد والقرض ‪ 10-90‬مادته ‪.2183‬‬
‫ينص على إمكانية لغير المقيمين االستثمار في الجزائر في كل الفروع وغ ير المخصص ة للدول ة‪،‬‬
‫هذه االستثمارات تخضع للقوانين التي صادق عليها المجلس المذكور آخذا بعين االعتبار المعايير التالية‪:‬‬
‫‪ ㄴ-‬توازن سوق الصرف‪ ،‬تطوير التشغيل‪ ،‬إتقان القوة العاملة المحلية‪ ،‬جلب التكنولوجيا‪.‬‬
‫فالحصول على الم وارد اإلض افية من ه ذه االس تثمارات يتطلب ض مانات منص وص عليه ا في‬
‫االتفاقيات الدولية والمقبولة من قبل الجزائر‪ ،‬هذه السياسة الجديدة تشكل في األس اس تغي ير حقيقي ب النظر‬
‫إلى انغالق نسبة مطلقة في الجزائر أمام رؤوس أموال في الجزائر‪ .‬واك ثر من ه ذا فإن ه وبع د االس تقالل‬
‫وخاص ة الف ترة بع د ‪ 1966‬ألغت الجزائ ر نهائي ا مش اركة رأس الم ال األجن بي في االس تثمار المحلي‬
‫(استرجاع‪ ،‬تأمين)‪ ،‬مع ذلك فإن فعالية ترتيبات قانون ‪ 10-90‬تبقى خاضعة لـ‪ - :‬طبيعة الق وانين المتخ ذة‬
‫من قبل بنك الجزائر وكيفية تنفيذها‪.‬‬
‫‪ - 1‬اقتصاد وأعمال عدد خاص ‪ ،1999‬ص ‪.09‬‬
‫‪ - 2‬اجلريدة الرمسية اجلمهورية العدد ‪ 23- 16‬رمضان ‪ ،1416‬ص‪.541‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ ㄷ-‬تكييف النصوص القانونية (بخالف البنكية ال تي تخص ح ق الملكي ة‪ ،‬الجباي ة) (الض رائب…إلخ)‬
‫والتي يهتم لها رأس المال األجنبي وكذا القطاع الخاص الوطني‪.‬‬
‫‪ ㄹ-‬التسوية السريعة لنزاعات مع الشركات األجنبية التي كانت له ا أو م ازالت له ا نش اطات إنتاجي ة‬
‫في الجزائر‪.‬‬
‫‪ ㅁ-‬إعادة ديناميكية النمو االقتصادي‪.‬‬
‫كم ا يح دد المرس وم التش ريعي النظ ام ال ذي يطل ق على االس تمارات الوطني ة الخاص ة وعلى‬
‫االستثمارات األجنبية والتي تنجز ضمن األنشطة الخاصة بإنشاء الس لع والخ دمات إلى غ ير المخصص ة‬
‫صراحة بموجب نص تشريعي‪ ،‬كما يجب أن نتكون هذه االستثمارات وقبل إنجازها مشروع تصريح لدى‬
‫وكالة الترقية وتدعيم االستثمارات ‪.APSI‬‬

‫وكالة دعم وترقي ة االس تثمارات في الجزائ ر( ‪Agence de Promotion et suivie des‬‬ ‫‪ㄷ‬‬
‫‪)investissement‬‬
‫أ‪ -‬تعريفها‪:‬‬
‫تأسست يوم ‪ 1993 -10-17‬حسب ما جاء في مرس وم تنفي ذي رقم ‪ 94‬يتض من ص الحيات ‪-94‬‬
‫‪ 319‬م ؤرخ في‪ 12 :‬جم ادى األولى ع الم ‪ 1415‬وهي تنظيم وس ير الوكال ة ال تي تع د امت داد لل ديوان‬
‫‪ OSSIP‬وهي جهاز حكومي له طابع إداري أنشأ لخدم ة المس تثمرين والم روجين‪ ،‬كم ا أص بح بع د س نة‬
‫مرج ع أساس ي لك ل م ا يتعل ق باالس تثمارات المحلي واألجن بي في الجزائ ر ال س يما بع د إنش اء الش باك‬
‫الموحد‪.1‬‬

‫ب‪ -‬أهدافها‪:‬تتمتع الوكالة بالشخصية المعنوية واالس تقالل الم ادي‪ ،‬وهي موض وعة تحت وص اية رئيس‬
‫الحكومة‪ ،‬حيث يشرف على الوكالة رئيس اإلدارة يتولى شؤون عملها مدير عام يرأس جمي ع مص الحها‪،‬‬
‫يتصرف باسمها‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬تدعيم ومساعدة المستثمرين في إطار المشاريع االستثمارية‪.‬‬
‫‪ -2‬تضمن ترقية االستثمارات وتنفيذ كل التدابير التنظيمية‪.‬‬
‫‪ -3‬تضمن متابعة احترام المستثمرين بااللتزامات‪.‬‬
‫‪ -4‬تضع تحت تصرف المستثمرين كل المعلومات المتعلقة بفرص االستثمار‪.‬‬
‫‪ -5‬تساعد المستثمرين على االستفادة من كل اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ -6‬تجري تقييم مشاريع االستثمار وإحصائه‪.‬‬
‫‪ -7‬نشر القرارات المتعلقة باالستثمارات التي استفادت من امتيازات‪.‬‬
‫‪ -8‬تنسيق بين الوكالء في المناطق الحرة‪.‬‬
‫‪ -10‬تنظيم ندوات‪ ،‬ملتقيات وأيام دراسية يرتبط محتواها بهدفه‪.‬‬
‫‪ -11‬تستغل كل الدراسات في مجال االستثمار‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ج‪ -‬إمكانياتها‪ :‬لتتمكن من تأدية مهامها على أكمل وجه تعتمد على خبرات وأجهزة أهمها الش باك الواحد ‪،‬‬
‫كما تعتمد على أجهزة تقنية مختصة في تقييم ودعم ومتابعة وإنجاز المشاريع إلى‪:‬‬
‫بنك معلومات حول إمكانات االستثمار في البالد‪.‬‬ ‫‪ㅂ-‬‬
‫قنوات لإلعالم الوطني والعالمي‪.‬‬ ‫‪ㅅ-‬‬
‫خبراء اختصاصيين محليين وأجانب‪.‬‬ ‫‪ㅇ-‬‬

‫‪ - 1‬يأيت تفصيله الحقا‪.‬‬


‫‪ - 2‬اإلقتصاد واألعمال ‪-‬عدد خاص‪.1999 -‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ 2-2‬قانون اإلستثمار الجديد‪:‬‬
‫تعدلت بعض التشريعات االقتصادية في الجزائر قبل بض عة أش هر واب رز تل ك التع ديالت ق انون‬
‫استثمار وص در أم ر رقم ‪ 03-01‬في أوت ‪ 2001‬متعل ق بتط وير االس تثمار مناخ ه وآلي ة عمل ه ويش مل‬
‫مفهوم االستثمار في إطار األم ر الم ذكور اقتن اع أص ول في مج ال اس تحداث نش اطات جدي دة أو توس يع‬
‫قدرات إنتاجية أو إعادة هيكلة وتأهيل رأس مال المؤسس ات العام ة والمس اهمة في ه‪ ،‬وكم ا ش مل المفه وم‬
‫الجديد عمليات الخصخصة الكلية والجزئية واالستثمارات المدرجة في إط ار منح إمتي ازات أو الرخص ة‪،‬‬
‫والجديد في هذا التشريع اآلتي‪:‬‬
‫السماوات بين المستثمرين المحليين واألجانب‪.‬‬ ‫‪ㅈ-‬‬
‫إلغاء التمييز بين االستثمار العام والخاص‪.‬‬ ‫‪ㅊ-‬‬
‫إنشاء شباك موحد (ال مركزي على ش كل وكال ة وطني ة لتط وير االس تثمار‪ ،1)AMDI‬تض م ك ل‬ ‫‪ㅋ-‬‬
‫الهيئ ات ذات العالق ة باالس تثمار وإص دار ت راخيص وه ذه الوكال ة هام ة تمل ك شخص ية معنوي ة‬
‫واستقاللية مالية‪ ،‬تنوي فتح فروع ومكاتب تمثيل في الخارج‪.‬‬
‫‪ ㅌ-‬تقدم ‪ AMDI‬كل الخدمات اإلدارية المعلومات المتعلقة باالستثمار‪ ،‬المهتمين‪ ،‬المقيمين أو الغ ير‬
‫مقيمين وتبلغهم بقرار قبول أو رفض منح المزايا أو الحوافز المطلوبة في مدة أقصاها ‪ 30‬يوم اعتبارا‬
‫من تاريخ إيداع الطلب‪.‬‬
‫‪ ㅍ-‬التأكد من احترام المستثمرين لاللتزامات التي تعهدوا بها خالل فترة اإلعفاء من بعض الض رائب‬
‫والرسوم‪.‬‬
‫‪ ㅎ-‬تع ني المؤسس ة بض م ك ل المؤسس ات المكلف ة بمنح المس احات العقاري ة الالزم ة لالس تثمار‬
‫الصناعي‪ ،‬السياحي والخدماتي‪.‬‬
‫يعد هذا األمر في غاية األهمية ألن منح العقارات كان يتم على نحو غر منسق وواضح في السابق‪.‬‬
‫‪ ㄱ-‬نشأ صندوق لدعم االستثمارات تتكفل بإدارته ‪ AMDI‬يمول االمتيازات الخاصة أو االستثنائي‪.‬‬
‫يسمح التشريع الجديد بإمكانية التنازل أو نقل الملكية لالستثمار‪.‬‬

‫‪ - 1‬الشباك املوحد يف فصل الحق‪.‬‬


‫‪11‬‬
‫الشباك الموحد‪:‬‬ ‫‪ㄱ‬‬
‫من أج ل رف ع العوائ ق البيروقراطي ة وتس هيل اإلج راءات اإلداري ة أم ام المس تثمرين المحل يين‬
‫واألجانب تم إنشاء الشباك الواحد لتوفير أفضل التسهيالت لعمليات االستثمار‪.‬‬
‫يضم داخل الوكال ة مك اتب الوكال ة ذاته ا وك ذلك مك اتب إدارة الجم ارك وبن ك الجزائ ر‪ ،‬الس جل‬
‫التجاري‪ ،‬األمالك الوطنية‪ ،‬الضرائب‪ ،‬التهيئة العمرانية‪ ،‬البيئة‪ ،‬التشغيل‪ ،‬م أمور المجلس الش عبي البل دي‬
‫الذي يقع فيه مقر الوكالة‪.‬‬
‫ويخضع التم اس خ دمات الش باك الوحي د إلدارة المس تثمرين باس تثناء إي داع تص ريح االس تثمار‬
‫وطلب المزايا‪.1‬‬
‫يكون ممثلوا ال وزارات والهيئ ات في الش باك الوحي د م ؤهلين قانوني ا ومخ ولين لتق ديم الخ دمات‬
‫اإلدارية مباشرة في مستوى هذا السباك‪ ،‬كما توفر الوكالة في أجل أقص ى ‪ 60‬يوم ا‪ ،‬وبن اءا على تف ويض‬
‫من اإلدارات المعنية‪ ،‬الوثائق المطلوبة قانونا من أج ل إنج از االس تثمار وذل ك ابت داءا من ت اريخ اإلي داع‬
‫القانوني للتصريح االستثمار وطلب المزايا‪ ،2‬كما أن الوث ائق ال تي تس لمها الوكال ة قب ل االحتج اج به ا على‬
‫اإلدارات المعنية‪.3‬‬
‫تعيين السلطة الوصية على الوكالة‪ ،‬أعوان الشباك الوحيد ومستخلفيهم بق رار بن اء على اق تراح اإلدارة أو‬
‫الهيئة التي يمثلونها‪ ،‬كما يجب عليهم اح ترام النظ ام ال داخلي للوكال ة وقواع ده في االنض باط الع ام‪ ،‬حيث‬
‫يستفيد أعوان الشباك الوحيد من النظام التعويضي المعمول به في الوكال ة‪ ،‬عن دما يك ون ه ذا النظ ام أنف ع‬
‫لهما مما هو معمول به في اإلدارات والهيئات التي ينتمون إليها‪.4‬‬
‫يمكن الم دير الع ام للوكال ة من أج ل س ير الش باك الوحي د‪ ،‬أن يتخ ذ ك ل اإلج راءات ذات الط ابع العملي‬
‫والتنظيمي‪ ،‬السيما اإلجراءات التي تيسر للمستثمرين استيفاء إج راءات الحص ول على الوث ائق المطلوب ة‬
‫قانونا‪ ،‬في هذا المجال وضمن اآلجال القانونية‪.5‬‬
‫‪ -3‬عراقيل االستثمار في الجزائر‪:‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن تط ور االس تثمار الخ اص يص طدم في اس تمرار البيروقراطي ة فض ال على‬
‫عدم تطور التمويل والسياس ة الذهني ة غ ير االقتص ادية‪ ،‬م ا أك ده العدي د من مس ؤولي الش ركات األجنبي ة‬
‫خاصة بما يتعلق بالبيروقراطية والنقل اإلداري والتسيير الغير القادر على وضع مبكانيزم ات اس تثمارية‪،‬‬
‫إلى جانب النقاط التالية‪:‬‬
‫عدم االستقرار السياسي واألمني‪.‬‬ ‫‪ㄴ-‬‬
‫التصنيف الغير المؤكد والمعقد لقوانين االستثمار إلى جانب سوء تسيير على مستوى الموانئ‪.‬‬ ‫‪ㄷ-‬‬
‫القيود المفروضة على تحويل األرباح وأصل االستثمار إلى الخارج‪.‬‬ ‫‪ㄹ-‬‬
‫‪6‬‬
‫صعوبة التعامل مع األجهزة الرسمية المعنية باالستثمار‬ ‫‪ㅁ-‬‬
‫قلة البنى الهيكلية وعناصر اإلنتاج‪.‬‬ ‫‪ㅂ-‬‬
‫فقلة الدعم المادي والمعنوي من قبل الدولة اتجاه األجانب المستثمرين‪.‬‬ ‫‪ㅅ-‬‬

‫‪ - 1‬املادة ‪ 22‬الشباك الوحيد املنصوص عليه يف املادة ‪، 08‬الفقرة الثانية‪ ،‬مرسوم تشريعي رقم ‪ 12-93‬املؤرخ يف ى‪05‬‬
‫أكتوبر ‪.1993‬‬
‫‪ - 2‬املادة ‪ ،23‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ - 3‬املادة ‪ ،24‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ - 4‬املادة ‪ ،25‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ - 5‬املادة‪ ، 26‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ - 6‬االقتصاد واألعمال‪ 1999 ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪12‬‬
‫تفشي الرشوة والبيروقراطية في المعامالت البنكية‪.‬‬ ‫‪ㅇ-‬‬
‫عدم وجود سوق مالية متطورة وارتفاع معدالت الفائدة على التسهيالت اإلئتمانية‪.‬‬ ‫‪ㅈ-‬‬
‫عدم توفر خرائط استثمارية‪.‬‬ ‫‪ㅊ-‬‬
‫‪ -4‬الحوافـز‪:‬‬
‫خفض الرسوم الجمركية على التجهيزات المستوردة لزوم المشروع االستثماري‪.‬‬ ‫‪ㄷ‬‬
‫اإلعفاء من الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة للسلع والخدمات الداخلة في االستثمار‪.‬‬ ‫‪ㄹ‬‬
‫اإلعفاء من رسوم نقل الملكية‪.‬‬ ‫‪ㅁ‬‬
‫إفادة االستثمارات المنج زة في المن اطق األك ثر حاج ة للتنمي ة من امتي ازات خاص ة وه ذه‬ ‫‪ㅂ‬‬
‫يحددها مجلس المساهمات كما هناك امتيازات خاصة بالنسبة لنقل التكنولوجيا‪.‬‬
‫وجوب التعويض العادل جراء أي مصادرة إدارية‪.‬‬ ‫‪ㅅ‬‬
‫مبدأ التحكم لفرض المنازعات‪.‬‬ ‫‪ㅇ‬‬
‫تطبيق حق ثابت في مجال التسجيل بنسبة مخفضة قدرها ‪ %2‬بدال من ‪. %5‬‬ ‫‪ㅈ‬‬
‫تتكفل الدولة جزئيا أو كليا بالمص اريف المتعلق ة باألش غال‪،‬بالمنش آت األساس ية الض رورية‬ ‫‪ㅊ‬‬
‫إلنجاز المشروع بناءا على تقيم من وكالة االستثمار لقيمة هذه المنشأة‪.‬‬
‫‪ ㅋ‬اإلعفاء لمدة ‪ 10‬سنوات اعتبارا من تاريخ االنطالق الفعلي للنشاط من الض ريبة على أرب اح‬
‫الشركات والضريبة على الدخل اإلجمالي على األرباح الموزعة والرس م على النش اط المه ني وال دفع‬
‫الجزافي‪.‬‬
‫‪ ㅌ‬اإلعفاء لمدة ‪ 10‬سنوات من الرسم العقاري على الملكيات الداخلة في االستثمار‪.‬‬
‫ويمكن إضافة عوامل أخرى ساعدت على تحفيز االستثمار في الجزائر مثل‪:‬‬
‫مواصلة برنامج اإلصالح االقتصادي وتعميق هذا التوجه (هيكلة القطاع الصناعي‪ ،‬متابعة برامج‬ ‫‪ㄹ‬‬
‫الخصخصة‪ ،‬إصالح النظام المصرفي…)‪.‬‬
‫توجهات الجزائر لالنضمام إلى منظمة التج ارة العالمي ة وإنش اء ص ندوق ض مان االس تثمارات‬ ‫‪ㅁ‬‬
‫وغيرها‪ ،‬وهناك عامل إص الح سياس ي ال ذي تع زز م ؤخرا بع د االنتخاب ات الرئاس ية باإلض افة إلى‬
‫مرونة تشجيع قانون االستثمار‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫خاتمة‬

‫لقد حققت الجزائر نس بة نم و متوس طة ‪ % 3.2‬بين ‪ 1998‬و ‪ 2001‬وه ذه النس بة جي دة في ظ ل‬


‫االنكماش العالمي‪ ،‬وهناك انخفاض ملحوظ في عجز الميزانية العامة وتحسن في الميزان التج اري زي ادة‬
‫على تحسن في السياسة النقدية ألن أهم مؤش رات التض خم ق د س جلت انخفاض ا بين ‪ % 3.3‬و ‪ %5‬أم ا‬
‫ال ديون الخارجي ة فق د انخفض ت من ‪ 28‬إلى ‪ 25‬ملي ار دوالر وه ذا مؤش ر جي د‪ .‬كم ا أن هن اك اس تقرار‬
‫سياسي نسبي‪ .‬كل هذه المؤشرات اإليجابية انعكس ت على ارتف اع حجم االس تثمارات العربي ة في الجزائ ر‬
‫وانتقلت من ‪ 122‬ملي ون دوالر س نة ‪ 1998‬إلى ‪ 347‬ملي ون دوالر س نة ‪ 2000‬ولكن يبقى ه ذا االرتف اع‬
‫متواضعا ألن حجم االستثمارات العربية البينية متواضع عموما ألن المنطقة العربية غير جاذبة لالس تثمار‬
‫وال تستفيد من التدفقات االستثمارية الدولية إال بنسبة ‪ %1‬أو أقل وهي أدنى نسبة في العالم‪.‬‬
‫كما سبق ذكره فإن هناك مناخ استثماري اقتصادي والذي يعتبر في السنوات األخيرة جيد وإيجابي‬
‫ويساعد المؤسسات االقتصادية على تحس ين أدائه ا‪ ،‬ولكن يبقى المن اخ االس تثماري غ ير االقتص ادي ه و‬
‫العائق أمام قدوم المستثمرين األجانب وكذلك عقبة أمام المستثمرين المحليين وتتمثل مؤشرات ه ذا المن اخ‬
‫في العراقيل البيروقراطية ‪ ،‬تعدد مصادر القرار‪ ،‬نقص المعلومات عن السوق‪ ،‬الرشوة‪.... ،‬إلخ‪.‬‬
‫وكخالصة نستنتج أن مناخ االستثمار بنوعي ه ه و العام ل األساس ي للرف ع من الق درات التنافس ية‬
‫للمؤسس ات االقتص ادية‪ ،‬ولكن لم اذا تبقى المؤسس ات الجزائري ة ع اجزة عن تحس ين مردوديته ا ومه ددة‬
‫باالندثار في أي وقت؟ ولماذا يبقى االستثمار األجنبي يخشى القدوم إلى الجزائر؟‬

‫‪14‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪15‬‬

You might also like