You are on page 1of 103

‫الجمهوريـة الجزائريـة الديمقراطيـة الشعبيـة‬

‫وزارة التعليـم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة عبد الحميد بن باديس‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم تجاريـة‪ ،‬علوم التسيير‬

‫مذكـــرة تخـرج ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم المالية والمحاسبة‬
‫تخصص‪ :‬تدقيق محاسبي ومراقبة التسيير‬
‫بعنـوان‪:‬‬

‫دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية ‪( BADR‬وكالة سيدي لخضر)‬


‫تحت اشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬
‫أزمور رشيد‬ ‫فالح عثمان‬

‫أعضاء اللجنة المناقشة‪:‬‬


‫‪ -1‬األستاذ بن يمينة كمال‪ .................‬أستاذ مساعد ‪ ..............................................‬رئيسا‬

‫‪ -2‬األستاذ أزمور رشيد ‪ .................‬أستاذ مساعد ‪ ..............................................‬مقررا‬

‫‪ -3‬األستاذ مخالدي يحي ‪ ................‬أستاذ مساعد ‪ ..............................................‬مناقشا‬

‫السـنة الجـامعية‬
‫‪2016/2015‬‬
‫الجمهوريـة الجزائريـة الديمقراطيـة الشعبيـة‬
‫وزارة التعليـم العالي والبحث العلمي‬
‫جامعة عبد الحميد بن باديس‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم تجاريـة‪ ،‬علوم التسيير‬

‫مذكـــرة تخـرج ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم المالية والمحاسبة‬
‫تخصص‪ :‬تدقيق محاسبي ومراقبة التسيير‬
‫بعنـوان‪:‬‬

‫دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية ‪( BADR‬وكالة سيدي لخضر)‬


‫تحت اشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬
‫أزمور رشيد‬ ‫فالح عثمان‬

‫أعضاء اللجنة المناقشة‪:‬‬


‫‪ -1‬األستاذ بن يمينة كمال‪ .................‬أستاذ مساعد ‪ ..............................................‬رئيسا‬

‫‪ -2‬األستاذ أزمور رشيد ‪ .................‬أستاذ مساعد ‪ ..............................................‬مقررا‬

‫‪ -3‬األستاذ مخالدي يحي ‪ ................‬أستاذ مساعد ‪ ..............................................‬مناقشا‬

‫السـنة الجـامعية‬
‫‪2016/2015‬‬
‫يعرب مضمون املذكرة بأي حال عن رأي صاحبها‬
‫إهداء‬

‫أهدي هذا العمل املتواضع إىل‪:‬‬

‫‪-‬اليت جادت و مل تبخل إىل اليت عانت و مل تيأس إىل سر الوجدان‪ ،‬إىل منبع العطف و احلنا‬

‫إىل أغلى ما يف الوجود أمي الغالية‪.‬‬

‫‪-‬و إىل الذي أجهد نفسه من أجل تربييت و تعليمي أيب الكرمي " عبد القادر "بارك اهلل‬

‫يف عمره و إىل إخويت و أخوايت‪ ،‬زمالئي و زمياليت‪ ،‬وكل أساتذيت‪.‬‬

‫إىل كل من ساعدين من قريب و بعيد يف هذا العمل املتواضع‪.‬‬


‫الشكر‬

‫احلمد هلل الذي أعطى كل شئ خلقه مث هدى‪ ،‬حنمد اهلل محدا طيبا مبارك فيه على أن‬

‫وفقين على إمتام هذا العمل املتواضع‪.‬‬

‫أتقدم بالشكر اجلزيل و التقدير لألستاذ املشرف أزمور رشيد على ما أجاد وأفاد به من‬

‫نصائح وتوجهيات وعلى تواضعه وصربه وحرصه الدائم يف إمتام هذا العمل العلمي‪ ،‬فجززاه اهلل عزين كزل‬
‫خري‪.‬‬

‫مسزتاا خاصزة‬ ‫كما أتقدم خبالص شكري وإمتناين إىل كل أساتدة جامعة عبد احلميزد بزن بزادي‬
‫أساتذة علوم ا قتصادية تسيري و علوم جتارية على ما قدموه يل‪.‬‬

‫كما ال يفوتين أن أشكر جلنة املناقشة على قبوهلم مناقشة هذا البحث‪ ،‬وعلى ما سيقدموه‬

‫يل من توجيهات‪.‬‬

‫وأخريا أتوجه بالشكر و اإلمتنان إىل كل أصدقائي و من ساعدين من قريز أو مزن بعيزد يف إجنزا‬
‫وتقدمي هذا العمل املتواضع‪.‬‬
‫* الفهرس*‬

‫‪ -‬مقدمة العامة‪1...................................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬االطار النظري ملراقبة التسيري‬

‫*متهيد ‪5............................................................................................‬‬

‫*املبحث األول‪ :‬ماهية مراقبة التسيري‪6...............................................................‬‬

‫‪ -‬املطلب األول‪ :‬نشأة و التطور مراقبة التسيري‪6...................................................‬‬

‫‪ -‬املطلب الثاين‪ :‬مفهوم مراقبة التسيري‪7..........................................................‬‬

‫‪ -‬املطلب الثالث‪ :‬أمهية و أهداف مراقبة التسيري‪9..................................................‬‬

‫* املبحث الثاين‪ :‬أنواع ومكونات مراقبة التسيري و مهامها‪11.............................................‬‬

‫‪ -‬املطلب األول ‪ :‬أنواع مراقبة التسيري‪11.........................................................‬‬

‫‪ -‬املطلب الثاين‪ :‬مكونات نظام مراقبة التسيري‪14...................................................‬‬

‫‪ -‬املطلب الثالث ‪ :‬مهام مراقبة التسيري‪15..........................................................‬‬

‫* املبحث الثالث ‪ :‬مسار مراقبة التسيري و الياهتا ودور مراقب التسيري يف املؤسسة‪17........................‬‬

‫‪ -‬املطلب األول ‪:‬أمناط االرتباط اهلرمي ملصاحل مراقبة التسيري‪17.................................. .‬‬

‫‪ -‬املطلب الثاين ‪:‬مسار مراقبة التسيري‪20..........................................................‬‬

‫‪ -‬املطلب الثالث ‪ :‬دور مراقب التسيري يف املؤسسة‪24............................................‬‬

‫* خالصة الفصل ‪26.................................................................................‬‬


‫الفصل الثاين‪ :‬دور مراقبة التسيري يف حتسني أداء املؤسسة‬

‫* متهيد‪27...........................................................................................‬‬

‫* املبحث األول‪ :‬ماهية األداء‪28......................................................................‬‬

‫‪ -‬املطلب األول‪ :‬مفهوم األداء‪28.............................................................‬‬

‫‪ -‬املطلب الثاين ‪ :‬أبعاد األداء و العوامل املؤثرة فيه‪28..........................................‬‬

‫‪ -‬املطلب الثالث‪:‬أنواع األداء‪30.............................................................‬‬

‫* املبحث الثاين‪ :‬مراحل تصميم نظام مراقبة التسيري‪33..................................................‬‬

‫‪ -‬املطلب األول‪ :‬حتليل احمليط و قطاع نشاط املؤسسة‪33......................................‬‬

‫‪ -‬املطلب الثاين‪ :‬حتليل احمليط الداخلي للمؤسسة‪34...........................................‬‬

‫‪ -‬املطلب الثالث‪ :‬اقتراح نظام ملراقبة التسيري و متابعته‪35.......................................‬‬

‫* املبحث الثالث‪ :‬أدوات مراقبة التسيري ودورها يف حتسني األداء‪37......................................‬‬

‫‪ -‬املطلب األول‪ :‬األدوات التقليدية‪37........................................................‬‬

‫‪ -‬املطلب الثاين‪ :‬األدوات احلديثة‪42..........................................................‬‬

‫‪ -‬املطلب الثالث‪ :‬األدوات األخرى‪48........................................................‬‬

‫* خالصة الفصل‪55..................................................................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬اجلانب التطبيقي لدور مراقبة التسيري يف حتسني أداء املؤسسة‬
‫االقتصادية دراسة حالة بنك الفالحة و التنمية الريفية ‪BADR‬‬

‫* متهيد‪56...........................................................................................‬‬

‫*املبحث األول‪ :‬تقدمي بنك الفالحة والتنمية الريفية ‪57...................................... BADR‬‬

‫‪ -‬املطلب األول ‪ :‬حملة عن بنك الفالحة والتنمية الريفي‪57.......................................‬‬

‫‪ -‬املطلب الثاين‪ :‬مهام بنك الفالحة والتنمية الريفية‪57...........................................‬‬

‫‪ -‬املطلب الثالث‪ :‬التوجيهات الكربى للمستقبل و اهليكل التنظيمي لبنك الفالحة و التنمية الريفية‪58.‬‬

‫* املبحث الثاين‪ :‬واقع مراقبة التسيري يف بنك الفالحة و التنمية الريفية و أمهيتها يف حتسني أداء البنك‪65......‬‬

‫‪ -‬املطلب األول‪ :‬واقع مراقبة التسيري يف بنك الفالحة و التنمية الريفية ‪65.........................‬‬

‫‪ -‬املطلب الثاين‪ :‬أدوات مراقبة التسيري املطبقة يف البنك ‪66......................................‬‬

‫‪ -‬املطلب الثالث‪ :‬تقييم مراقبة التسيري يف بنك الفالحة و التنمية الريفية ‪77.......................‬‬

‫* خالصة الفصل ‪78...............................................................................‬‬

‫‪ -‬خامتة عامة ‪79 ................................................................................. ..‬‬

‫‪ -‬املراجع ‪82........................................................................................‬‬

‫‪ -‬املالحق ‪85.......................................................................................‬‬
‫‪ -‬قائمة األشكال و اجلداول‪:‬‬

‫‪ -1‬قائمة األشكال‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الشكل‬


‫‪17‬‬ ‫‪1-1‬‬
‫مراقبة التسيري مرتبطة مباشرة مع املديرية العامة‬
‫‪18‬‬ ‫‪2-1‬‬
‫مراقبة التسيري مرتبط مبديرية وظيفية‬
‫‪19‬‬ ‫‪3-1‬‬
‫مراقبة التسيري ترتبط مع املديرية العامة مباشرة عن طريق تقارير‪1‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪4-1‬‬
‫مراقبة التسيري ترتبط مع املديرية العامة مباشرة عن طريق تقارير‪2‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪5-1‬‬
‫مراحل وضع نظام مراقبة التسيري‬
‫‪23‬‬ ‫‪6-1‬‬
‫تداخل مراقبة التسيري يف مراحل قيادة املؤسسة‬
‫‪34‬‬ ‫‪1-2‬‬
‫العوامل املؤثرة على القدرة التنافسية حسب ‪Porter‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪1-3‬‬
‫اهليكل االداري لبنك الفالحة و التنمية الريفية‬
‫‪63‬‬ ‫‪2-3‬‬
‫اهليكل التنظيمي ملديرية احملاسبة العامة ‪DCG‬‬
‫‪ -2‬قائمة اجلداول‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫اجلدول‬


‫‪69‬‬ ‫‪1-3‬‬
‫لوحة قيادة املوارد و االستخدامات‬
‫‪71‬‬ ‫‪2-3‬‬
‫لوحة القيادة املساعدة لالستخدامات واملوارد حسب كل وكالة‬
‫‪72‬‬ ‫‪3-3‬‬
‫لوحة قيادة حسابات االستغالل‬
‫‪73‬‬ ‫‪4-3‬‬
‫لوحة القيادة االحصائية و النسب‬
‫‪74‬‬ ‫‪5-3‬‬
‫لوحة القيادة املساعدة للنتائج املتحصل عليها يف كل وكالة‬
‫‪76‬‬ ‫‪6-3‬‬
‫لوحة القيادة املساعدة النسب حسب كل وكالة‬
‫مقدمة عامة‬

‫مقدمة عامة‪:‬‬

‫لقد عرفت املؤسسة االقتصادية تعددا ألجوه شاااااها االقتصادية جو تسسعا ي جمهاا جو تعددا يهاالهاا‬
‫اإلدارية استمابة لتغريات مكسشات حماطاا جاث شادت تغريات هذرية بدءا من تطسر اإلاار االقتصادي‬
‫جو تسه اقتصاديات الدجول حنس اقتصاد السسق باإلضافة إىل احملاط التكنسلسهي جو ما عرف من ثسرة االتصاالت‬
‫جو التقناات احلديثة مما فرض عهى املؤسسات ضرجورة مسايرة التطسر التكنسلسهي جو االستفادة من ضف إىل‬
‫ذلك التغريات ي املعطاات السااساة االقتصادية جو املالاة اليت فرضاا احملاط جو لذا مراعاة القساشني جو النظم اليت‬
‫القاشسين‪.‬‬ ‫جو‬ ‫السااسي‬ ‫اإلاار‬ ‫تكسن‬
‫جوعها فان هده التغريات اليت عرفتاا عناصر حماط املؤسسات أثرت عهااا جو فرضت عهى املسريين‬
‫تقسام اإلدارة إىل مستسيات عديدة جوسطى جو عهاا‪........‬اخل جو الفصل بني اإلدارة جو لتنفاذ هذا السضع فرض‬
‫تسافر املعهسمات الالزمة لتساال ماهة اإلدارة ي ممارسة جوظائفاا املتهثهة ي التخطاط جورسم سااسات اختاذ‬
‫القرار جو الرقابة جو هذ ا ما ماد لظاسر جمهسعة من أدجوات الرقابة مناا الكهاة لاحملاسبة العامة جو احلديثة مثل‬
‫لسجة القاادة جو اليت تعهل عهى تسفري البااشات الالزمة إلدارة املؤسسة جىت تقسم بسظافة الرقابة عهى ألهل‬
‫جوه ‪.‬‬
‫إن مسضسع مراقبة التساري بالرغم من لسش ظار مع مطهع األلفاة الثاشاة إال اش ال يزال حيظى بالكثري من‬
‫االهتهام من قبل العديد من الباجثني جو املاتهني باؤجون التساري ‪.‬ان التساري اجلديد الاسم لههؤسسات يتسقف‬
‫بالدرهة األجوىل عهى التحكم ي املسارد بسبب شدراها جو هدا لتحقاق األهداف املسطرة جو تكهن تهك القدرة ي‬
‫لفاءة املسري ي استخدام األدجوات الالزمة لقااس الفعالاة جو التألد من سالمة العهل بالتمناد الدائم جو الفعال‬
‫التكالاف‪.‬‬ ‫بأقل‬ ‫األهداف‬ ‫حتقاق‬ ‫أهل‬ ‫من‬ ‫املتاجة‬ ‫لههسارد‬
‫لقد ازداد اهتهام مؤسستنا االقتصادية العهسماة جو اخلاصة مبراقبة التساري عهى اإلصالجات االقتصادية‬
‫اليت عرفتاا اجلزائر مند التخهي عن االقتصاد املسه جو الارجوع ي اشتااج اقتصاد السسق‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫جاث أصبحت املؤسسات عهى إثرها تتهتع باالستقاللاة ي إجناز القرارات املتعهقة بتساري شؤجوهنا جو‬
‫اعتربت مراقبة التساري جوظافة أساساة يتعني عهى املؤسسات العهسماة تنظام جوتدعام هاالل داخهاة خاصة‬
‫باملراقبة ي املؤسسة جو حتسني أمناط سريها جو تساريها بصفة مستهرة‬
‫لذلك شتناجول ي هذه املذلرة دجور مراقبة التساري ي حتسني أداء املؤسسة االقتصادية جو سنحاجول دراسة‬
‫جو حتهال هذا املسضسع اشطالقا من ارح اإلشكالاة التالاة‪:‬‬
‫* اإلشكالاة ‪ :‬ما مدى تأثري مراقبة التساري عهى أداء املؤسسة االقتصادية؟‬
‫جولإلهابة عهى هذه اإلشكالاة ميكن ارح أسئهة فرعاة التالاة ‪:‬‬
‫‪ -‬ما املقصسد مبراقبة التساري ؟‬
‫‪ -‬ما هي العسامل اليت استدعت االعتهاد عهى مراقبة التساري لرفع أداء املؤسسة؟‬
‫‪ -‬لاف يساهم شظام مراقبة التساري ي حتسني أداء املؤسسة ؟‬
‫‪ -‬ما هي األدجوات اليت يعتهد عهااا شظام مراقبة التساري ؟‬
‫* الفرضاات ‪:‬‬
‫جولإلهابة عهى هذه التساؤالت ميكن جوضع الفرضاات التالاة ‪:‬‬
‫‪ -‬مراقبة التساري ضرجورة جتهاة البد من تسفرها من أهل اختاذ القرارات الفعالة‪.‬‬
‫‪ -‬هنالك عالقة قسية بني مراقبة التساري جو أداء املؤسسة االقتصادية‪.‬‬
‫* أسباب اختاار املسضسع‪:‬‬
‫ميكن تقدمي أسباب جوقسع االختاار عهى هذا املسضسع ي النقاط التالاة‪:‬‬
‫‪ -‬الرغبة ي التااف مراقبة التساري لنظام يضهن التحكم ي التساري‪.‬‬
‫‪ -‬تسضاح النظرة العههاة لنظام مراقبة التساري‪.‬‬
‫‪ -‬املسامهة ي تقدمي أهم ارق معاجلة ماالل التساري ي البنسك‪.‬‬
‫‪ -‬شقص الدراسات جوالبحسث جسل هذا املسضسع رغم أمهات ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫* أهداف البحث‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف عهى جواقع مراقبة التساري ي املؤسسات االقتصادية من خالل معرفة مدى تطباقاا جوإبراز الدجور الذي‬
‫تهعب ي حتسني مردجودية شااط املؤسسات‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة أدجوات مراقبة التساري الساهب تطباقاا من ارف املؤسسات املالاة جوهل يتم تطباق هذه األدجوات بطريقة‬
‫عههاة أم بطريقة عاسائاة‪.‬‬
‫‪ -‬حتساس املؤسسات البنكاة بضرجورة تطباق شظام مراقبة التساري ألهل التحكم ألثر ي القرارات التساريية ‪.‬‬
‫‪ -‬تسهاط الضسء عهى بعض املفاهام املتعهقة مبراقبة التساري‪.‬‬
‫* أمهاة البحث‪:‬‬
‫تكهن أمهاة البحث ي‪:‬‬
‫‪ -‬إبراز ضرجورة هذا النظام ي القطاع االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬لفت االشتباه إىل خطر املنافسة‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز العديد من األفكار اليت جيب عهى املسريين اجلزائريني االاالع عهااا‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز ضرجورة تطباق مراقبة التساري لضهان النماح جو االستهرارية لههؤسسات االقتصادية‪.‬‬
‫* الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ -‬مذلرة التخرج لنال شاادة املاستر ختصص تدقاق جو مراقبة التساري بعنسان دجور مراقبة التساري ي حتسني أداء‬
‫املؤسسة االقتصادية (دراسة جالة مؤسسة اشتاج احلهاب ساهالس ) لهطالب سادي يعقسب املنصسر هامعة عبد‬
‫احلهاد بن باديس مستغامن‪.2015/2014.‬‬
‫‪ -‬مذلرة التخرج لنال شاادة املاستر ختصص تدقاق حماسيب جو مراقبة التساري بعنسان دجور مراقبة التساري ي حتسني‬
‫أداء املؤسسة (دراسة جالة مؤسسة سسشهغاز مستغامن ) لهطالب بن حمهد لاهاا هامعة عبد احلهاد بن باديس‬
‫مستغامن‪.2012/2011‬‬
‫‪ -‬مذلرة التخرج لنال شاادة املاستر ختصص فحص جو مراقبة التساري بعنسان دجور شظام مراقبة التساري ي التأثري عهى‬
‫فعالاة قرارات املؤسسات االقتصادية ( دراسة جالة مؤسسة سسشهغاز جو الكارباء جضري جورقهة) لسثر محي‬
‫‪.2013-2012‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫* مناماة البحث‪:‬‬
‫أما املناج املتبع ي إعداد هذه الدراسة فاس املناج السصفي التحهاهي متاشاا مع األهداف املبتغاة من جوراء‬
‫هذا البحث جاث أن هذا املناج يسهح بتبساط املعهسمات جو األفكار اليت حيتسياا من هاة جويتعهق ي التحهال‬
‫بتحديد اجلساشب الدقاقة لههسضسع من أهل السقسف عهى جواقع مراقبة التساري ي املؤسسات االقتصادية رغم‬
‫صعسبة جوهسد مراقبة التساري باملفاسم احلقاقي مما جال دجون إمتام البحث عهى الاكل املرهس‪.‬‬
‫جو ملعاجلة هذا املسضسع فقد قسهنا هذا البحث إىل ثالثة فصسل جاث‪:‬‬
‫جاث ي الفصل األجول تناجولت اجلاشب النظري ملراقبة التساري جاث تطرقت اىل ماهاة مراقبة التساري جو‬
‫مسارها داخل املؤسسة ‪.‬‬
‫أما الفصل الثاين فتطرقت اىل دجور مراقبة التساري ي حتسني أداء املؤسسة االقتصادية جو ذلك من خالل‬
‫دراسيت لألداء بصفة عامة جو أدجوات مراقبة التساري اليت تساعد عهى حتسني األداء‪.‬‬
‫جو ي الفصل الثالث أهريت دراسة ماداشاة عهى مستسى بنك الفالجة جو التنهاة الريفاة لهسقسف عهى مدى‬
‫تأثري مراقبة التساري عهى األداء بصفة عامة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫متهيد‪:‬‬
‫حتتل مراقبة التسيري يف الوقت الراهن مكانة هامة داخل املؤسسات االقتصادي‪ ،‬نظراً ملا تضفيه املراقبة على‬
‫املؤسسات من خصائص و مميزات خاصة يف ظل الظروف الدولية اليت أصبحت تعيشها‪ ،‬وذلك من خالل قدرة‬
‫هذا النظام (مراقبة التسيري) على ترشيد و توجيه املؤسسة من خالل كشف االحنرافات ومعرفة أسباهبا واقتراح‬
‫احللول املمكنة لذلك‪ ،‬وهذا من خالل عدة أدوات وتقنيات رياضية وإحصائية وحماسبية وتكنولوجية…اخل ويف‬
‫هذا املبحث و من أجل توضيح معىن مراقبة التسيري سنحاول إبراز أهم العناصر املتعلقة هبذه العملية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫املبحث األول‪ :‬ماهية مراقبة التسيري‬


‫املطلب األول‪ :‬نشأة و التطور مراقبة التسيري‬
‫ظهرت مراقبة التسيري يف بداية القرن العشرين يف املؤسسات األمريكية هذه املؤسسات و مع تطور نشاطها‬
‫و تعقد عمليتها و ما سببته األزمة االقتصادية العاملية هلا أنا ذاك و بسبب عجز الطرق الرقابية الكالسيكية املستعملة‬
‫يف إخراج هذه املؤسسات من أزمتها‪ ،‬حاولت إجياد طرق وأساليب رقابية جديدة من طرق حماسبية مثل احملاسبية‬
‫التحليلية و طرق رياضية أخرى مثل حبوث العمليات ‪...‬اخل هذه الطرق اليت ابتكرهتا هذه املؤسسات كانت هي‬
‫بداية مي الد مراقبة التسيري احلديثة ومن أبرز املؤسسات اليت سامهة يف ذلك جند شركة " فورد" و "جنرال موتورز‬
‫و هذه الشركات اليت أدخلت طرق و أساليب جديدة على نظام مراقبة التسيري من أجل تدعيم وتنمية الفعالية‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادية ‪ .‬ولقد شهدت مسرية مراقبة التسيري أربعة مراحل‪:‬‬
‫‪ -‬املرحلة األوىل‪ :‬يف البداية و كمرحلة أوىل استعملت مراقبة التسيري احملاسبة العامة ‪ ،‬وإعالم املسريين باملعلومات‬
‫الالزمة املتنوعة املتعلقة بعالقة املردودية بالنشاط‪ ،‬و املنتجات احملققة و املباعة من طرف املؤسسة‪ .‬و هكذا وضعت‬
‫النقاط األوىل الستعمال أنظمة النسب ومؤشرات قياس األداء االقتصادي منذ بداية القرن املاضي و شاع نظام‬
‫و هذا‬ ‫‪1907‬‬ ‫" سنة‬ ‫‪DUPONT‬‬ ‫النسب و تطور داخل املؤسسات الكيميائية األمريكية خاصة مثل مؤسسة "‬
‫النظام و ضع ألول مرة يف عالقة مع حسابات امليزانية وحسابات النتائج من أجل إبراز خمتلف خطوات تكوين‬
‫املردودية يف كل اهلوامش التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬املرحلة الثانية‪ :‬تعترب هذه املرحلة مرحلة بداية الالمركزية يف املؤسسة حيث مت وضع ميكانيزمات التنظيم‬
‫وتقسيم هيكل املؤسسة إىل عدة وظائف داخل املقر املركزي مثل اخلزينة املالية‪ ،‬البحث و التطوير‪ ،‬باإلضافة إىل‬
‫فرض نظام استقاللية األقسام يف التسيري و إجراء مقارنة داخلية مع األقسام األخرى من أجل حتديد املوارد‬
‫الضرورية لالستثمارات اجلديدة وتطويرها ‪.‬‬
‫‪ -‬املرحلة الثالثة‪ :‬املرحلة اليت تأسس فيها نظام مراقبة التسيري واليت جاءت بعد احلرب العاملية الثانية يف عصر الطرق‬
‫التقنية للتسيري والتنبؤ التقديري واليت طبقت يف املؤسسات اخلاصة‪ ،‬هذه األخرية خصت إستراتيجية ختطيط‬

‫هواري معراج ‪ .‬مدخل اىل مراقبة التسيري‪ .‬ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر ‪ .2011 .‬ص‪5‬‬
‫‪1‬‬

‫‪6‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫العمليات واملوازنة عن طريق األقسام اليت تعترب ذات أمهية يف املستقبل بالنسبة للمسريين‪ ،‬ولكن ذلك يف ختطيط‬
‫عملياهتم وتسيري امليزانية الداخلية من أجل مطابقة املوارد مع االهتمامات اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -‬املرحلة الرابعة‪ :‬هذه املرحلة اليت تعترب من أهم املراحل التطور مراقبة التسيري ظهرت يف الستينات مع انتشار‬
‫أسس اإلدارة باألهداف اليت أنشأت منط التنظيم التسلسلي الذي يعتمد على معاجلة األهداف ومقارنتها بالنتائج‬
‫املوازية‪ ،‬و الذي استدعى عن طريق مراقبة التسيري تصميم مراكز املسؤولية وبذلك رمست مراقبة التسيري أوىل‬
‫‪1‬‬
‫مستويات املسؤوليات التسلسلية‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مفهوم مراقبة التسيري‬
‫لقد تعددت التعاريف اليت قدمت لنظام مراقبة التسيري و اليت نذكر منها ‪:‬‬
‫" أهنا تلك العملية اليت تسمح للمسريين بتقييم أداءهم ومبقارنة نتائجهم مع‬ ‫‪P.BERGERON‬‬ ‫‪ -1‬يعرفه "‬
‫‪.‬‬
‫املخططات و األهداف املسطرة و باختاذ اإلجراءات التصحيحية ملعاجلة الوضعيات غري املالئمة‬
‫‪ -2‬مراقبة التسيري هي الطريقة اليت من خالهلا نستطيع توجيه موارد املؤسسة وضماهنا حنو االستخدام األمثل‬
‫‪2.‬‬
‫لتحقيق أهداف التنظيم"‬
‫‪" -3‬مراقبة التسيري هي مجلة من النشاطات و الوسائل والعمليات اليت تزود املؤسسة بأهداف طويلة األجل‬
‫‪.‬‬
‫وكذلك ضمان حتقيقها بصفة مستمرة"‬
‫‪ -4‬مراقبة التسيري هو عملية تعتين بتقومي إجنازات املؤسسة باستعمال معايري حمددة سلفا وباختاذ القرارات‬
‫التصحيحية بناءا على نتيجة ال تقومي و هو شديدة االرتباط بالتخطيط و هتيئ التغذية العكسية الالزمة لتعديل اخلطط‬
‫من غري تأخري على ضوء النتائج احملققة‪..‬‬
‫‪ -5‬و يقول "‪ " C - ALAZARD.‬أن رقابة التسيري تبحث عن إدراك و وضع وسائل معلوماتية موجهة لتمكني‬
‫املسئولني من التصرف و حتقيق التنسيق االقتصادي العام بني األهداف و الوسائل و ما هو حمقق‪ ،‬لذا جيب اعتباره‬
‫نظاماً معلومايت لقيادة و تسيري املؤسسة كونه يراقب فعالية و جناعة األداء لبلوغ األهداف‪. .‬‬

‫‪1‬‬
‫ناصر دادي عدون و معزوي ليندة و هلواسي هجرية ‪ .‬مراقبة التسيري يف املؤسسة االقتصادية‪ .‬اجلزائر دار احملمدية العامة ‪ .2004 .‬ص ‪6‬‬

‫‪ 2‬حممد خليل و عبد احلميد أمحد و مىن عبد السالم مراقبة التسيري يف املؤسسة ‪ ..‬شبكة األحباث و الدراسات االقتصادية ‪ .2012 .‬ص‪4‬‬

‫‪7‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -6‬حسب "‪" :" M.GERVAIS‬مراقبة التسيري هي العملية اليت من خالهلا يتأكد املسريون من أن املوارد موجودة‬
‫مستعملة بصفة فعالة و بنجاعة و مالئمة مبا يتماشى مع حتقيق أهداف املنظمة ‪،‬وأن املساعي والتوجهات احلالية‬
‫‪1‬‬
‫تسري جيدا وفق االستراتيجية احملددة "‪.‬‬
‫‪ -8‬مت تعريف مراقبة التسيري يف املعيار األمريكي على النحو التايل‪:‬‬
‫"مراقبة التسيري هي عملية ينفذها جملس اإلدارة وإدارة املنشأة واملوظفون اآلخرون ‪ ،‬مت تصميمها إلعطاء تأكيد‬
‫معقول بتحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الثقة يف التقارير املالية‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزام بالقوانني واللوائح املالئمة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬فعالية وكفاءة العمليات‪.‬‬
‫‪ -9‬أما املعيار الربيطاين و املعيار الدويل فقد استخدم كالمها التعريف التايل ‪:‬‬
‫مراقبة التسيري تتكون من بيئة الرقابة وإجراءات الرقابة ‪ ،‬و تتضمن كل السياسات و اإلجراءات املعتمدة من جملس‬
‫اإلدارة و إدارة الشركة للمساعدة يف حتقيق هدفهم يف التحقق بقدر املستطاع من انتظام وكفاءة إجناز األعمال‪،‬‬
‫متضمنا االلتزام باللوائح يف التحقق ‪ ،‬محاية األصول ‪ ،‬منع واكتشاف التالعبات املالية واألخطاء‪ .‬و نستخلص من‬
‫هذه التعاريف ‪:‬‬
‫أن مراقبة التسيري هي عملية ميارسها العامل البشري على كافة املستويات داخل املنشأة‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫التوجه الرئيسي ملراقبة التسيري هو املساعدة الفاعلة يف حتقيق األهداف املتداخلة واملتعلقة بااللتزام بالقوانني‬ ‫ب‪-‬‬
‫و اللوائح و كفاءة و فعالية العمليات‪.‬‬
‫إذن مراقبة التسيري هي جمموع العمليات و اإلجراءات اليت تسمح للمسريين بتقييم أدائهم ونتائجهم احملققة‬
‫باملقارنة مع ما كان خمطط و حتديد االحنرافات و تصحيحها ‪ ،‬أي مراقبة مدى جناعة وفعالية األداء داخل املؤسسة‬
‫من أجل بلوغ أهدافها املسطرة ‪.‬‬

‫‪ 1‬هواري معراج ‪ .‬مدخل اىل مراقبة التسيري‪ .‬اجلزائر ‪ .‬مرجع سبق ذكره ‪ .‬ص‪7‬‬

‫‪2‬‬
‫ناصر دادي عدون ‪ .‬مراقبة التسيري يف املؤسسة االقتصادية‪ .‬مرجع سبق ذكره ‪ .‬ص‪9‬‬

‫‪8‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫ومن خالل التعريف ميكن استخالص أن مراقبة التسيري يرتكز على ثالثة مفاهيم أساسية وهي معايري يعتمد‬
‫‪1‬‬
‫عليها مراقب التسيري يف تقييم األداء وهي الكفاءة‪ ،‬الفعالية و املالئمة ‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬أمهية و أهداف مراقبة التسيري‬
‫‪ -1‬أمهية مراقبة التسيري‬
‫لقيت مراقبة التسيري اهتماما كبريا من إدارات املنشآت االقتصادية منذ أمد طويل و ذلك لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬تعقد وتشعب نطاق األعمال جعل اإلدارة تعتمد على التقارير والتحليالت إلحكام الرقابة على العمليات‪.‬‬
‫‪-2‬الضبط الداخلي والفحص املتأصل يف مراقبة التسيري يقلل من خماطر الضغط البشري واحتمال األخطاء و الغش‪.‬‬
‫‪ -3‬من املستحيل أن يقوم املراقب داخل املنشأة بطريقة اقتصادية بدون االعتماد على مراقبة التسيري‪.‬‬
‫‪ -4‬التقليل خماطر التسيري ألقل حد ممكن لتنفيذ عملية التسيري بالكفاءة املطلوبة ‪ ،‬حيث أن مراقب التسيري يعتمد‬
‫كثريا على حكمه املهين و ذلك لكي يتأكد من فعالية برنامج الرقابة الذي ميكنه من إبداء الرأي املهين السليم عن‬
‫وضعية املؤسسة ‪ ،‬وهذا يعين أن على املراقب أن يهتم خبصائص اجلودة ألدوات اليت يعتمد عليها من خالل تقوميه‬
‫للتسيري لتحديد خماطر الرقابة و من مث تصميم االختبارات التفصيلية اليت متكنه من احلصول على أدلة وقرائن‬
‫إضافية متكنه من إبداء الرأي املهين السليم عن أداء املؤسسة و مدى و صوهلا ألهدافها‪.‬‬
‫‪ -5‬حيث إن املوارد املتاحة بأي مؤسسة هي حمدودة بطبيعتها ويقع على عاتق املدراء ومسؤولية توزيع هذه املوارد‬
‫النادرة واستعماهلا يف املؤسسة بأقصى كفاءة و فعالية ممكنة‪ ،‬ويتطلب ذلك تعاون األنشطة املختلفة و تنظيمها و‬
‫توجيهها حبيث تؤدي إىل أفضل استعمال هلا‪ ،‬وتتعلق مهام التنظيم والتوجيه وتوزيع املوارد بعملية تنفيذ اخلطط‬
‫املوزعة للوصول إىل أهداف املؤسسة املرسومة و أن القرارات املتعلقة باملهام املذكورة تتطلب معلومات مراقبة‬
‫التسيري األكثر دقة للوصول إىل اختاذ القرارات السليمة‪.‬‬
‫‪ -6‬ترغب إدارة املؤسسة مبعرفة كيفية تنفيذ اخلطط املرسومة ومدى مالءهتا‪ ،‬وتتسلم اإلدارة عدة معلومات عن‬
‫االجناز الفعلي ال ذي مت مقارنته مع اخلطط املرسومة وتقييم االحنرافات بني االجناز الفعلي و التوقعات حسب اخلطط‬
‫املوضوعة ويتم البحث عن أسباب االحنرافات واملتسببني فيها وتصحيحها‪ ،‬وهبذه الطريقة تتم الرقابة على االجناز‬
‫وتقييمه‪.‬‬

‫حممد الصغري قريشي ‪،‬واقع مراقبة التسيري يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر‪ ،‬جملة الباحث‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيري‪ ،‬جامعة ورقلة ‪،‬عدد‪ .09/2011‬ص‪10‬‬
‫‪1‬‬

‫‪9‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-7‬تعمل مراقبة التسيري على توحيد اجلهود من أجل حتقيق املشاركة يف عملية الرقابة و بالتايل حتقيق أهداف‬
‫املؤسسة حيث تقوم مراقبة التسيري يف العمل على بعث احليوية يف خمتلف مستويات السلطة يف املؤسسة و تنشيطها‬
‫عن طريق مكافأة اجملد و معاقبة املتهاون و كذا حتفيز األفراد و حثهم على بذل أقصى جمهودات ممكنة‪.‬‬
‫‪ -8‬توفري املعلومات املناسبة يف الوقت املناسب من أجل اختاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -9‬مراقبة التسيري يسمح بتنظيم وتعظيم األثر الرجعي للمعلومات أو حلقات التغذية العكسية اليت تُزود املؤسسة‬
‫باملعلومات الضرورية حول تطور ووظائفها و تقلبات حميطها مما يسمح هلا بتعديل أهدافها ووسائلها مقارنة‬
‫باإلجنازات‪ ,‬و التأقلم مع حميطها وفق وترية منسجمة‪ ،‬وبذلك ميكن اقتراح أربع حلقات يف إجراءات املقيدة بالنسبة‬
‫‪1‬‬
‫للمؤسسة هي‪ :‬التخطيط‪ ،‬القياس‪ ،‬الرقابة‪ ،‬التوجيه و التنظيم ‪.‬‬
‫‪ -2‬أهداف مراقبة التسيري‬
‫من خالل سعي مراقبة التسيري إىل ضمان جناعة و فعالية القرارات التسيريية للمسؤولني العمليني جند إن‬
‫مراقبة التسيري تسعى إىل حتقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التوفيق بني استراتيجية مراقبة التسيري و عمليات مراقبة التسيري‪.‬‬
‫‪ -‬تصحيح التأثريات و االحنرافات املوجودة يف أساليب قياس االداء‪.‬‬
‫‪ -‬تصميم و وضع نظام املعلومات و االستغالل اجليد له‪.‬‬
‫‪ -‬التمكن من حتقيق الالمركزية‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة املسؤولني العمليني على التعلم و التدرب و حتسني األداء‪.‬‬
‫‪ -‬تصحيح األخطاء املرتكبة يف النشاطات السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬اكتشاف االحنرافات و حتديد أسباهبا و املتسببني فيها و أخد إجراءات التحسني‪.‬‬
‫‪ -‬تنسيق النشاطات احلالية للمؤسسة أي مسايرة األحداث الراهنة‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة املدراء على اختاد القرارات ‪.‬‬
‫* ولتحقيق هذه األهداف جيب توفر عدة شروط نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬تقسيم املهام املطبقة بشكل عام‪.‬‬

‫‪ 1‬هباج عبد احلمان ‪ .‬أثر مراقبة التسيري على رفع األداء املايل دراسة حالة املؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية ‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستري يف علوم التسيري ختصص تدقيق و‬
‫مراقبة التسيري ‪ .‬ورقلة ‪.2012‬ص‪31‬‬

‫‪10‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬وضع النماذج يف مكاهنا‪.‬‬


‫‪ -‬حتديد نوع املديرية اليت تسمح باملشاركة يف التحضريات‪.‬‬
‫* وتقف عدة عقبات يف وجه حتقيق هذه األهداف منها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬هناك تقريبا يومياً انشقاق بني مراقبة التسيري االستراتيجية ومراقبة التسيري العملية‪.‬‬
‫‪ -‬هناك تفكك بني العمل املطلوب من مراقبة التسيري وتقدمي املعلومات النوعية وهنا هذه الوسيلة تدخل يف قياس‬
‫أداء األشخاص‪.‬‬
‫‪ -‬هناك عجز يف بعض احلاالت مراقبة التسيري عن تنفيذ العمل املطلوب منها نظريا واليت تسمح باختاذ القرارات‬
‫وتقدير الفوائد‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬احلساسية من طرف األفراد اجتاه مراقبة التسيري(اعتبارها تفتيش)‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬أنواع ومكونات مراقبة التسيري و مهامها‬
‫املطلب األول ‪ :‬أنواع مراقبة التسيري‬
‫ميكن تصنيف مراقبة التسيري حسب معايري خمتلفة منها الزمن‪ ،‬التنظيم‪ ،‬املصدر‪ ،‬الشمولية‪.‬‬
‫‪ -1‬من حيث الزمن ‪:‬إن وظيفة الرقابة تتطلب قياس األداء الفعلي سواء قبل التنفيذ أو أثناء أو بعد التنفيذ‪ ،‬وجند‪:‬‬
‫أ ‪-‬الرقابة القبلية ‪ :‬هذا النوع من الرقابة يتعلق باملستقبل‪ ،‬و يعتمد هذا النوع من الرقابة على التأكد من توفر‬
‫متطلبات إجناز العمل قبل البدء يف التنفيذ‪ ،‬أي هي مراقبة وقائية ‪.‬حيث تقلل من شدة االحنرافات بني النتائج‬
‫املتوقعة التقديرية و النتائج الفعلية كما تساعد يف مواجهة املشاكل املستقبلية اليت تعرقل العمل و تعترب مراقبة تنبؤية‬
‫ألهنا ترتكز على التنبؤ باملشاكل املتوقعة اليت حتدث مستقبالً من أجل حتديد اإلجراءات و االستعدادات ملواجهة‬
‫هذه املشاكل‪.‬‬
‫ب ‪-‬الرقابة اآلنية ‪ :‬أثناء اإلجناز و هذا النوع من املراقبة يعترب مراقبة عالجية أي يتم تصحيح األخطاء أو‬
‫االحنرافات إذ حدثت أثناء تنفيذ العمل و التأكد من أنه سيتم اجنازه باملواصفات املطلوبة و هذا النوع من الرقابة له‬
‫كذلك تأثري يف تفادي وقوع االحنرافات‪.‬‬

‫ناصر دادي عدون ‪ .‬مراقبة التسيري يف املؤسسة االقتصادية‪ .‬مرجع سبق ذكره ‪ .‬ص‪15‬‬
‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫ج ‪-‬الرقابة الالحقة ‪:‬البعدية تتم هذه املراقبة على شكل دورات عادة ما تكون أسبوعية‪ ،‬شهرية أو أيام حمددة ‪.‬‬
‫لذلك توضع برامج دورية للمراقبة و يتم تنفيذها مسبقاً و اهلدف منها وقائي أكثر منه عالجي من االحنرافات و‬
‫‪1‬‬
‫سلبيتها‪ ،‬و يتم هذا النوع من املراقبة بعد إجناز النشاط‪.‬‬
‫‪ -2‬من حيث التنظيم ‪:‬هناك ثالثة أنواع حسب هذا املعيار‪:‬‬
‫أ – املراقبة املفاجئة ‪ :‬وهي اليت تتم بشكل مفاجئ و بدون إنذار مسبق لغرض اكتشاف األخطاء و االحنرافات و‬
‫التمكن من تقييم األفراد ‪.‬و ذلك بالقيام جبوالت تفتيشية ملعرفة مدى انضباطهم و سري أعماهلم وفق اخلطة‬
‫املسطرة‪.‬‬
‫ب ‪-‬املراقبة الدورية ‪ :‬و تكون على شكل دورات أسبوعية‪ ،‬شهرية و تكون هذه الرقابة وقائية أكثر منها‬
‫عالجية‪.‬‬
‫ج ‪-‬املراقبة املستمرة ‪ :‬تكون طوال أيام السنة‪ ،‬دائمة ملتابعة عمليات التنفيذ باستمرار و القيام بعملية التقييم الدائم‬
‫لألداء‪.‬‬
‫‪ -3‬من حيث املصدر ‪ :‬و هناك نوعان من مراقبة التسيري‪:‬‬
‫تتم داخل املؤسسة على مجيع األنشطة و املهام ‪.‬و‬ ‫‪Autocontrôle‬‬ ‫أ ‪-‬املراقبة الداخلية ‪ :‬و هي املراقبة الذاتية أي‬
‫الغرض منها هو ضبط األعمال اجلارية يف املؤسسة للوصول إىل األهداف املرسومة‪.‬‬
‫تقوم هنا وحدة إدارية خمتصة يف مراقبة التسيري و يهدف هذا النوع أساساً إىل‪:‬‬
‫‪ -‬مراجعة خمطط املؤسسة الداخلي ‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة سياسة القيادة و استراتيجياهتا املتبعة يف النشاط‪.‬‬
‫‪ -‬تقييم حميط املؤسسة من اجلانب االجتماعي و االقتصادي‪.‬‬
‫‪-‬تقدير حصة املؤسسة يف السوق‪.‬‬
‫‪ -‬تقدير احتياجات الزبائن و تصنيفهم‪.‬‬

‫حممد خليل و عبد احلميد أمحد و مىن عبد السالم ‪ .‬مراقبة التسيري يف املؤسسة ‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪13‬‬
‫‪1‬‬

‫‪12‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫ب ‪-‬املراقبة اخلارجية ‪ :‬هذه املراقبة تقوم هبا جهات متخصصة و مستقلة عن املؤسسة تكون تبعيتها غالباً جلهاز‬
‫الدولة كمراقبة جملس احملاسبة للعمليات املالية على الدوائر احلكومية و مراقبة مدققي احلسابات مليزانيات‬
‫‪1‬‬
‫املؤسسات‪.‬‬
‫‪ -4‬من حيث مشوليتها ‪:‬تنقسم مراقبة التسيري حسب هذا املعيار إىل ثالثة أنواع‪:‬‬
‫أ ‪-‬على مستوى األفراد ‪ :‬تقوم هذه املراقبة بالتركيز على أداء األفراد ألعماهلم و التعرف على سلوك األفراد أثناء‬
‫عملهم و هذا باستخدام عدة مؤشرات ‪ :‬الكفاءة‪ ،‬اإلنتاجية‪ ،‬معدل الغياب و التأخر‪...‬‬
‫ب ‪-‬املراقبة على األنشطة الوظيفية ‪ :‬و تشمل كل وظائف و أنشطة املؤسسة مثل ‪:‬التسويق‪ ،‬التمويل‪ ،‬اإلنتاج و‬
‫إدارة املوارد البشرية ‪ ،‬و تقوم بقياس أداء كل منها مبؤشرات‪.‬‬
‫ج ‪-‬املراقبة على أداء املؤسسة الكلي ‪ :‬و من خالهلا ميكن تقييم األداء الكلي للمؤسسة خالل فترة زمنية معينة و‬
‫هذا عن طريق معايري و مؤشرات تستخدم يف هذا اخلصوص منها ‪:‬معدل الرحبية‪ ،‬احلصة السوقية للمؤسسة‪ ،‬معدل‬
‫اإلنتاجية و إىل غري ذلك من املؤشرات و هذا من أجل معرفة مدى كفاءهتا يف حتقيق األهداف املسطرة‪.‬‬
‫* كما ميكن اعتماد معيار آخر يرتبط بالبنية اهليكلية للمؤسسة‪:‬‬
‫‪-5‬حسب مستويات الرقابة‪:‬‬
‫أ ‪-‬الرقابة االستراتيجية ‪ :‬و هي جمموع اإلجراءات اليت حتدد ها األهداف طويلة املدى للمنظمة‪ ،‬و يتم وضع‬
‫اإلستراتيجية العامة الكلية و اختيار اهباالت اليت ميكن للمؤسسة أن توظف مواردها‪ ،‬و اخليارات االستراتيجية مث‬
‫حتديد االستراتيجيات الوظيفية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬مراقبة التسيري ‪ :‬و اليت هبا يتمكن املسري من التأثري على األفراد اآلخرين لوضع اإلستراتيجية موضع و قيد‬
‫التنفيذ ‪.‬و تكون مهمة مراقبة التسيري تلخيص اإلستراتيجية إىل برامج قصرية املدى و تكون عادة سنة ‪.‬تكون‬
‫قرارات مراقبة التسيري يف إطار التخطيط االستراتيجي و يتضمن سري مراقبة التسيري عدد من اإلجراءات املتسلسلة ‪:‬‬
‫برجمة‪ ،‬حتضري امليزانيات‪ ،‬تنفيذها ‪.‬و تقيم األداءات‪ ،‬و اهلدف األساسي ملراقبة التسيري لتسهيل التنسيق‪:‬‬

‫ناصر دادي عدون ‪ .‬مراقبة التسيري يف املؤسسة االقتصادية‪ .‬مرجع سبق ذكره ‪ .‬ص ‪20‬‬
‫‪1‬‬

‫‪13‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬بني األفراد ذوي األهداف الشخصية املتباعدة و أهداف املنظمة فتقوم مراقبة التسيري بتقليل و تقليص الفوارق‬
‫الفجوة‪.‬‬
‫‪ -‬بني األفراد الذين ال ميلكون املعرفة الكافية لالستراتيجيات املنظمة‪.‬‬
‫فإن مراقبة التسيري أمام ثالث مهمات أساسية‪:‬‬ ‫‪bouquin‬‬ ‫* وحسب‬
‫‪ -‬ضمان التوافق بني اإلستراتيجية والعمليات اليومية‪.‬‬
‫‪-‬حبث األفراد على تطبيق إستراتيجية املؤسسة‪.‬‬
‫‪-‬تنميط منذجة العالقات املوجودة بني النتائج احملققة واملوارد املستهلكة لتحقيقها‪.‬‬
‫ج‪ -‬املراقبة الوظيفية ‪ :‬مراقبة املهمات هي اليت تضمن أن املهمات اخلاصة قد مت تنفيذها بكل كفاءة وفعالية يف‬
‫أجل قصري املدى‪.‬‬
‫‪-‬الكفاءة ‪:‬يعرب عنها باملقارنة باألهداف املوضوعة‪.‬‬
‫‪-‬الفعالية ‪:‬مقاسة حبجم املخرجات املنتجة من وحدة واحدة للمدخالت‪.‬‬
‫توجد أنظمة إعالم للعديد من املهام كالتموين‪ ،‬مراقبة املخزونات‪ ،‬مراقبة النوعية‪ ،‬احملاسبة التحليلية واألجور‪ ،‬تسيري‬
‫اخلزينة‪ .‬و تكون هذه األنواع الثالث من املراقبة يف املنظمات حسب الدورات واليت تكون من املدى الطويل إىل‬
‫املدى القصري‪ .‬ويف إطار هذا التقسيم‪ ،‬تتموضع مراقبة التسيري كحلقة وصل بني املراقبة اإلستراتيجية واملراقبة‬
‫التنفيذية‪ ،‬فهي تسمح بالتعديل واملتابعة على املدى املتوسط من أجل ضمان توافق العمليات اليومية مع اخلطط‬
‫‪1‬‬
‫اإلستراتيجة‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مكونات نظام مراقبة التسيري‬
‫‪ -1‬بيئة الرقابة‪ :‬متثل األساس ملراقبة التسيري يف املنشأة‪ .‬وهناك عدة عوامل لبيئة الرقابة‪:‬‬
‫‪ -‬األمانة والقيم األخالقية‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزام بالكفاءة‪.‬‬
‫‪ -‬اشتراك جملس اإلدارة و جلنة املراجعة يف املسئولية‪.‬‬
‫‪ -‬فلسفة اإلدارة و طريقة قيامها بعملها‪.‬‬

‫الطاهر أبوطالب ‪ ،‬مراقبة التسيري يف قطاع البنوك ‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬املدرسة العليا للتجارة ‪ ،‬اجلزائر‪ .2002 ،‬ص‪27‬‬
‫‪1‬‬

‫‪14‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬اهليكل التنظيمي‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع السلطة و املسئولية‪.‬‬
‫‪ -‬السياسات واملمارسات اخلاصة باملوارد البشرية‪.‬‬
‫وهناك من يرى أن بيئة الرقابة تتمثل يف م وقف و وعي و تصرفات جملس اإلدارة و إدارة املنشأة حنو أمهية مراقبة‬
‫التسيري و تتضمن منط اإلدارة‪ ،‬وثقافة املنشأة‪ ،‬والقيم املشتركة بني منسوبيها وهي متثل األساس لكل مكونات‬
‫مراقبة التسيري‪.‬‬
‫‪ - 2‬املعلومات واالتصال‪ :‬إن نظام املعلومات املالئم يهدف إىل إضفاء الثقة يف مراقبة التسيري ‪ ،‬والذي يتضمن‬
‫النظام األساسي‪ ،‬ويتكون من طرق وسجالت لتحديد وجتميع وحتليل و تصنيف وتسجيل وإشهار معامالت‬
‫املنشأة مع احملافظة على األصول وااللتزامات ذات العالقة‪ ،‬واالتصال يضمن التزويد بفهم واضح عن األدوار‬
‫واملسئوليات الفردية املتعلقة بالرقابة على النشاط‪.‬‬
‫‪ -3‬األنشطة الرقابية‪ :‬إن أنشطة الرقابة تتضمن السياسات و اإلجراءات اليت تساعد يف التأكيدات بأن توجيهات‬
‫اإلدارة قد مت تنفيذها وأهنا تساعد يف التأكيد بأنه مت اختاذ اإلجراءات الضرورية املتعلقة مبخاطر حتقيق أهداف‬
‫‪1‬‬
‫املنشأة‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬مهام مراقبة التسيري‬
‫إن مراقبة التسيري تعترب أداة أساسية لدفع االقتصاد الوطين و من مثة تنفيذ إستراتيجية املؤسسة ‪ ،‬فبعدما كان‬
‫مراقب التسيري يف املاضي ال يوىل له اهتمام كبري و ال حيضى بالعناية الكافية يف املؤسسة‪ ،‬أصبح يف الوقت احلايل‬
‫حيتل مكانة معترب ة داخل املؤسسة لكونه يساعد على اختاذ القرارات‪ ،‬و ميكن إبراز ذلك بالتطرق إىل العناصر التالية‬
‫‪:‬‬
‫‪ -1‬مراقبة األداء الوظيفي ‪:‬‬
‫إن مراقبة األداء الوظيفي يف املنظمات تعترب من أهم الوظائف اإلدارية اليت ال ميكن التخلي عنها ‪،‬باعتبارها‬
‫الدعامة األساسية و الوسيلة الرئيسية جلمع املعلومات لتقييم األداء‪ ،‬حيث يعمل القائم هبذه املهمة على اإلصغاء‬
‫للمشاكل و العراقيل اليت يعاين منها األفراد‪ ،‬إذ أنه يسعى إىل مجع املعلومات ذات صيغة موضوعية تساعد‬

‫هباج عبد احلمان ‪ .‬أثر مراقبة التسيري على رفع األداء املايل دراسة حالة املؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية ‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪36‬‬
‫‪1‬‬

‫‪15‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫املسؤولني على اختاذ القرار و اليت تتعلق مبستقبلهم الوظيفي من حيث الترقية (زيادة األجر‪ ،‬مكافآت‪ ،‬عقوبات‪)..‬‬
‫مما يؤدي إىل زيادة الثقة يف املؤسسة و اليت تتحقق عن طريق مجلة من اخلصائص ‪:‬‬
‫‪ -‬املشاركة يف حتديد األهداف ‪ :‬تعترب مشاركة العمال يف حتديد األهداف اليت تسعى إليها املؤسسة دافعا معنويا‬
‫من أجل حتقيقها مع ضرورة إحداث نوع من التوازن بني أهداف الفرد و أهداف املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬عدالة التوزيع ‪ :‬و تعترب من أهم العوامل اليت تؤدي إىل تقوية الثقة بني اإلدارة و العمال و ذلك من خالل‬
‫توزيع األجور كل حسب طبيعة عمله‪ ،‬إضافة إىل التوزيع العادل لألرباح حسب اهليكل اهلرمي للمؤسسة‬
‫‪ -‬عدالة التعامالت ‪ :‬إن عدالة التعامالت تكون باالتصال الدائم ملمثلي العمال مبختلف املسؤولني من أجل طرح‬
‫مشاكلهم على اإلدارة الختاذ القرارات املنصفة أو العادلة املتعلقة بالعمل ومستقبل العمال املهين‪.‬‬
‫‪ -2‬مراقبة اجلودة ‪:‬‬
‫تعترب إدارة اجلودة ذات جودة تتالءم و رغبات املستهلكني من حيث املظهر اخلارجي للسلع و املواد املستعملة‬
‫إنتاجها و منه فإن موضوع إدارة اجلودة هلا اهتمام كبري من طرف الباحثني الذين حاولوا تقدمي شروط و عوامل‬
‫‪ ،‬و بالتايل فعلى مراقب التسيري أن يتابع باستمرار هذه العملية‬ ‫‪ISO‬‬ ‫حتسني اجلودة حسب مرجعية التنظيم الدويل‬
‫للمحافظة على اجلودة العالية و بالتايل تلبية رغبات و متطلبات املستهلكني و من ورائها ضمان استمرارية‬
‫املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -3‬إدارة الوقت ‪:‬‬
‫يكتسب عنصر الزمن أمهية كربى ال سيما أنه غري قابل للشراء و البيع كما ال ميكن ختزينه لذا وجب‬
‫التفكري يف استغالله حيث يعترب كرأمسال للمؤسسة‬
‫لذا من الواجب مراقبة تسيري الوقت و إدارته عن طريق ‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد كيفية استخدام الوقت حسب اخلطة املسطرة‬
‫‪ -‬حتديد األوليات فيما خيص األهداف‬
‫‪ -‬وضع خطة لتحقيق األهداف‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬العمل على تطوير بعض الكفاءات و القدرات الشخصية للتغلب على إلشكاليات الطارئة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هواري معراج مدخل الى مراقبة التسيير ‪ .‬مرجع سبق ذكره ‪ .‬ص ‪33‬‬

‫‪16‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬مسار مراقبة التسيري و الياهتا ودور مراقب التسيري يف املؤسسة‬
‫املطلب األول ‪:‬أمناط االرتباط اهلرمي ملصاحل مراقبة التسيري‪.‬‬
‫مراقبة التسيري هو عملية جتميع املعلومات‪ ،‬حيث يستقبل‪ ،‬يعاجل‪ ،‬حيلل وحيول النتائج اليت حتصل عليها إىل‬
‫آخرين لالستفادة منها‪ ،‬إذ مكانته يف فضاء املؤسسة حقيقة مؤكدة وضرورية‪ ،‬لكن مكانته داخل التقسيم الوظيفي‬
‫للمؤسسة يعترب مشكلة منذ القدم وما جيب فهمه عموماً هو أن مكان مراقبة التسيري له عالقة وطيدة مبا يلي‪:‬‬
‫‪ -‬طريقة تسيري املؤسسة تسيري مركزي أو ال مركزي‬
‫‪ -‬حجم املؤسسة؛·‬
‫‪ -‬األهداف املسطرة من طرف اإلدارة العامة؛·‬
‫‪ -‬درجة املنافسة املوجودة يف حميط املؤسسة؛·‬
‫‪ -‬املسؤوليات احملددة ملراقبة التسيري و الوسائل املتاحة· ‪.‬‬
‫* وقد أجريت جمموعة من الدراسات على حاالت مراقبة التسيري يف اهليكل التنظيمي وقد مت حتديد ثالث‬
‫وضعيات خمتلفة يف اهليكل التنظيمي ‪.‬‬
‫‪-1‬مراقبة التسيري ترتبط مباشرة مع املديرية العامة‪:‬‬
‫الشكل‪: 1-1‬مراقبة التسيري مرتبطة مباشرة مع املديرية العامة‪.‬‬

‫‪ -‬املصدر‪ :‬حممد خليل و عبد احلميد أمحد و مىن عبد السالم مراقبة التسيري يف املؤسسة ‪ ..‬شبكة األحباث و الدراسات االقتصادية‬
‫‪ .2012 .‬ص‪9‬‬

‫‪17‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫من خالل هذا الشكل جند أن مراقبة التسيري مرتبطة مباشرة باملديرية العامة و هذا ما يسمح ملراقب التسيري‬
‫باحلصول على املعل ومات املثلى حول األهداف املسطرة و التمتع باالستقاللية و احلرية يف العمل من أجل اعداد‬
‫تقارير مراقبة التسيري‪.‬‬
‫يف هذه احلالة فإن مراقبة التسيري تتميز ب‪:‬‬
‫‪ -‬حتضي بأمهية كبرية‪.‬‬
‫‪ -‬حتصل على املعلومات املثلى حول التوجيهات اإلستراتيجية‪.‬‬
‫‪ -‬متتاز باإلستقاللية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬حتتل املوقع األمثل لتحضري وإعداد مراقبة التسيري‪.‬‬

‫‪-2‬مراقبة التسيري مرتبط مبديرية وظيفية‪.‬‬


‫الشكل‪ :2-1‬مراقبة التسيري مرتبط مبديرية وظيفية‪.‬‬

‫‪ -‬املصدر‪ :‬هباج عبد الرمحان ‪ .‬أثر مرتقبة التسيري على رفع من مستوى األداء املايل ‪ .‬مذكرة ماستر ختصص تدقيق و مراقبة‬
‫التسيري ‪.2012‬‬
‫يف هذا الشكل نالحظ أن مراقبة التسيري مرتبطة بإحدى وظائف املؤسسة و ليس باملديرية العامة و هذا ما‬
‫يسبب انعزاهلا عن املديرية العامة مما يؤدي اىل حمدودية املعلومات ومنه عدم االستغالل األمثل للموارد و عدم القيام‬
‫بالعمل على أكمل وجه‪ .‬و لكن هنالك إجيابيات حيث يسمح هذا االرتباط باتصال أفضل مع مديريات العمليات‬
‫و توفري املعلومات املالية و حماسبية أكثر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪, Yves de Rongé . Nicolas Berland . Contrôle de gestion . Pearson .2013. p41‬‬

‫‪18‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫أما هذه احلالة فتتميز ب‪:‬‬


‫‪ -‬انعزال احملاسبة العامة ومراقبة التسيري‪.‬‬
‫‪ -‬تسمح باتصال أفضل مع مديريات العمليات‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االرتباط املباشر باملديرية العامة‪.‬‬
‫‪ -‬حمدودية االشتراك يف املناقشات حول التوجيهات اإلستراتيجية للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -3‬مراقبة التسيري ترتبط مع املديرية العامة مباشرة عن طريق تقارير‬
‫الشكل‪ : 3-1‬مراقبة التسيري ترتبط مع املديرية العامة مباشرة عن طريق تقارير‪.‬‬

‫‪ -‬املصدر‪ :‬حممد خليل و عبد احلميد أمحد و مىن عبد السالم مراقبة التسيري يف املؤسسة ‪ ..‬شبكة األحباث و الدراسات االقتصادية‬
‫‪ .2012 .‬ص‪11‬‬

‫الشكل ‪ :4-1‬مراقبة التسيري ترتبط مع املديرية العامة مباشرة عن طريق تقارير‪.‬‬ ‫أو‬

‫‪ -‬املصدر‪ :‬حممد خليل و عبد احلميد أمحد و مىن عبد السالم مراقبة التسيري يف املؤسسة ‪ ..‬شبكة األحباث و الدراسات االقتصادية‬
‫‪ .2012 .‬ص‪11‬‬

‫‪19‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫من خالل الشكلني السابقني نالحظ أن على مراقب التسيري أن يكون خارج السلم التنظيمي وأن يرتبط‬
‫مباشرة باملدير العام للمؤسسة‪ ،‬مما يعطيه سلطة تدخل أكثر ‪.‬حىت يقوم مبهامه على أكمل وجه ‪،‬فهو يستغل كل‬
‫الوسائل املالية والبشرية‪ ،‬أيضا يقوم بتكيف طريقة عمله مع احمليط الذي ينشط من خالله‪ ،‬أي يكيف تنظيم‬
‫املؤسسة بتعديالت وتغريات يقترحها ‪،‬إذا كان يراها ضرورية‪ ،‬وأخريا جيب أن يدمج ماضي املؤسسة‪ ،‬تارخيها‬
‫‪1‬‬
‫‪،‬ثقافتها ونوعها وباختصار كل ما جيسد طابعها األصلي‪.‬‬
‫يف هذه احلالة مراقبة التسيري تتميز ب‪:‬‬
‫‪ -‬إمكانية إرسال و حتليل فعال و سريع للمعلومات احملاسبية‪.‬‬
‫‪ -‬يوفر بناء نظام معلومات متجانس‪.‬‬
‫‪ -‬وجود فجوة بني احملاسبة العامة ومراقبة التسيري‪.‬‬
‫املطلب الثاين ‪:‬مسار مراقبة التسيري‬
‫يشمل نظام مراقبة التسيري مجلة من األنشطة املتتابعة واليت ميكن جتميعها يف أربعة مراحل أساسية تستلزم هذه‬
‫املراحل تدخل عدة مستويات تنظيمية وبالتايل مسؤوليات خمتلفة إضافة إىل استخدام وسائل عديدة ختتلف حسب‬
‫طبيعة املرحلة والنتيجة املنتظرة من هذا املسار‪ ،‬حتقيق قيادة جيدة للعمليات التسيريية اخلاصة‪ ،‬مما يسمح بتحقيق‬
‫األهداف‪.‬وتتمثل هذه املراحل يف ‪:‬‬
‫‪-1‬التخطيط‪ :‬نقطة االنطالق هلذا املسار و يتم من خالهلا حتديد اإلستراتيجيات واألهداف الطويلة األجل ‪ ،‬يقوم‬
‫مراقب التسيري يف هذه املرحلة بتزويد إدارة املؤسسة باملعلومات الكمية الالزمة للتفكري اإلستراتيجي‪ ،‬ويساعد‬
‫بعدها املدراء على الترمجة العملية للسياسات املختارة‪ ،‬أي إكساهبا الصيغة االقتصادية‪.‬‬
‫سنوات‪ ،‬وهذا دائماً مبساعدة مراقبة التسيري مع‬ ‫‪5-3‬‬ ‫ويتم بعدها تقسيم اخلطة اإلستراتيجية إىل املدى املتوسط‬
‫برجمة الوسائل الالزمة لتحقيق تلك األهداف و تبدأ بعدها مرحلة إعداد امليزانيات واليت توافق املدى القصري أقل‬
‫من سنة‪ ،‬تسمح هذه األخرية بتحقيق األهداف القصري األجل‪ ،‬من الضروري‪ ،‬أن تكون ميزانيات متناسقة و‬
‫مرتبطة مبختلف مصاحل املؤسسة‪.‬‬

‫حممد الصغري قريشي ‪،‬واقع مراقبة التسيري يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ .‬ص‪29‬‬
‫‪1‬‬

‫‪20‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-2‬التنفيذ‪ :‬بعدما مت التخطيط ملا يشرع يف تنفيذه‪ ،‬وهذا انطالقا من االختيارات اإلستراتيجية‪ ،‬تأيت مرحلة التنفيذ‪،‬‬
‫أي القيام خبطط العمل اليت مت إعدادها بتحقيقها يف امليدان‪ ،‬وعلى أرض الواقع‪ ،‬جتسد هذه املرحلة عملية حتقيق‬
‫األهداف وتعترب بذلك غاية العمل التسيريي‪.‬‬
‫‪ -3‬املتابعة والتحليل‪ :‬يتم أثناء سري العمليات الوقوف دورياً على التنفيذ‪ ،‬بقياس النتائج اجلزئية احملققة‪ ،‬حبيث ال‬
‫ميكن التأثري على املاضي بل يكون التركيز هنا على فهم أسباب تلك النتائج والتوصل إىل ما ميكن فعله لتصحيح‬
‫السري أو التعديل‪.‬‬
‫‪-4‬اإلجراءات التصحيحية‪ :‬تؤدي املرحلة السابقة منطقياً إىل صياغة جمموعة من احللول ملواجهة قصور األداء واليت‬
‫يتم اختيار أحسنها‪ ،‬قد تعود التصحيحات على عمليات القياس اليت قد تكون غري صحيحة‪ ،‬أو بالتنفيذ غري السليم‬
‫للعمليات‪ ،‬قد ترجع ملرحلة إعداد املوازنات واألهداف السنوية اليت قد تكون غري مطابقة لإلستراتيجية املختارة‪،‬‬
‫كما قد ترجع التصحيحات على اخلطط متوسطة األجل وحىت اإلستراتيجية نفسها لعدم واقعيتها أو عدم مالءمتها‬
‫لوضعية املؤسسة‪ ،‬وأخرياً قد يكون مصدر اخللل األهداف العامة وغايات املؤسسة‪ ،‬اليت تستدعي إعادة النظر فيها‪.‬‬
‫وهنا نذكر أن دور مراقب التسيري يف هذه املرحلة يقتصر فقط على اقتراح تعديالت وتقدمي توصيات‪ ،‬و ال ميكن‬
‫له بأي حال من األحوال اختاذ قرارات هبذا الشأن‪ ،‬ألن هذه األخرية من صالحيات املسؤولني العمليني املرتبطني‬
‫هبا‪ ،‬وهذا يؤكد على أن مسار مراقبة التسيري يهدف إىل حتسني جودة األداء التسيريي يف التركيز على التدريب‬
‫أو التعلم الناتج عن حتليل أسباب األخطاء السابقة‪.‬‬
‫من الواجب احترام كل هذه املراحل عند وضع واستغالل نظام مراقبة التسيري فأي حذف أو إمهال ألحدى هذه‬
‫املراحل‪ ،‬جيعل هذا النظام غري صاحل بالتايل لن يضمن التحكم التسيريي املنشود ‪.‬فأحياناً جتد املؤسسات الصغرية‬
‫أثناء فترة منوها ترتكز على املرحلة األوىل والثانية على حساب املرحلة الثالثة والرابعة وهي هبذا تعيد باستمرار نفس‬
‫األخطاء ألن أمهيتها منصبة أكثر على التخطيط و التحليل دون متابعة األداء و التقييم‪ .‬والشكل التايل يبني هذه‬
‫املراحل‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ :‬مراحل وضع نظام مراقبة التسيري‬ ‫‪5- 1‬‬ ‫الشكل‬

‫املصدر ‪ :‬هباج عبد الرمحان ‪ .‬أثر مرتقبة التسيري على رفع من مستوى األداء املايل ‪ .‬مذكرة ماستر ختصص تدقيق و مراقبة التسيري‬
‫‪.2012‬ص‪42‬‬

‫‪22‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫من خالل مسار مراقبة التسيري جند أنه ال ميكن احلديث عن اإلدارة أو التسيري وبالتايل مراقبة التسيري إال‬
‫ضمن الربط بني املدى الزمين احلايل أو القصري األجل املرتبط باملوازنات الذي بدوره يصدر من الربنامج السنوي‬
‫املتوسط و املخطط االستراتيجي ألجل هذا جند أن مراقبة التسيري تتواجد قبل وأثناء وبعد األداء وميكن تقدمي‬
‫تداخل مراقبة التسيري يف مراحل قيادة املؤسسة يف الشكل التايل‪:‬‬
‫الشكل ‪ :6-1‬تداخل مراقبة التسيري يف مراحل قيادة املؤسسة‬

‫‪ -‬املصدر ‪ :‬هباج عبد الرمحان ‪ .‬أثر مرتقبة التسيري على رفع من مستوى األداء املايل ‪ .‬مذكرة ماستر ختصص تدقيق و مراقبة‬
‫التسيري ‪.2012‬ص‪43‬‬

‫‪23‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫من خالل مراحل حياة املؤسسة بدءاً من إعداد املخطط االستراتيجي إيل التقييم نالحظ أنه على مراقب‬
‫التسيري كشخص أو كمنصب أن يتدخل يف مجيع املستويات ألن مراقبة أو متابعة تنفيذ املوازنات يستدعي معرفة‬
‫اإلطار االستراتيجي ألنشطة املؤسسة وسياستها وهي عناصر تناقش عند إعداد املخطط االستراتيجي الذي يلعب‬
‫فيه مراقب التسيري دوراً فيما يتعلق باالقتراحات واحلوار لتجميع وحصول اتفاق بني األطراف املعنية يف املؤسسة‪.‬‬
‫ففي املرحلة األوىل ينصب العمل يف إعداد املعلومات باألرقام الضرورية لرد الفعل االستراتيجي ملديرية املؤسسة‬
‫كتطور أهم املؤشرات املفسرة لنشاط املؤسسة‪ ،‬مث يتم االجتماع مع املسؤولني من أجل الترمجة االقتصادية لكل‬
‫السياسات املتبناة من أجل حتضري خمطط يوافق خيارات املؤسسة‪ ،‬ويف األخري إيضاح كل الصعوبات املالية‬
‫للمؤسسة ‪،‬وبتنفيذ خمططات العمل من أجل الوصول لألهداف املسطرة‪.‬‬
‫ويف املرحلة الثانية أين يتم تقسيم املخطط االستراتيجي لألجل املتوسط والقصري‪ ،‬فاجلزء اخلاص باألجل‬
‫مرتبط باملوازنة العملية‪ .‬ويف املرحلة الرابعة هبدف إىل ضمان متابعة دقيقة لإلجنازات من خالل حتليلها وهذا ما‬
‫يسمح بفهم النتائج املتحصل عليها ‪،‬واقتراح اإلجراءات التصحيحية الالزمة للوصول إىل أقصى درجة ممكنة‬
‫‪1‬‬
‫لتجسيد األهداف‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬دور مراقب التسيري يف املؤسسة‬
‫يقوم بتنفيذ وظيفة مراقبة التسيري شخص مؤهل هلا يدعى مراقب التسيري و لكن توكل إليه هذه املهمة البد‬
‫التالية‪:‬‬ ‫باخلصائص‬ ‫يتميز‬ ‫أن‬ ‫من‬
‫‪ -‬الكفاءة الذهنية ‪ :‬و يقصد هبا أن يكون مراقب التسيري القدرة على القيام بالتحاليل املناسبة و كذا التحلي‬
‫بالنزاهة املهنية من أجل ضمان السري احلسن للعملية ال بد من أن تكون هنالك عالقة جيدة بينه و بني باقي‬
‫والتنقل املستمر و املتكرر‪.‬‬ ‫موظفي املنظمة و هذا كله ميكنه من العمل بفعالية‬
‫‪ -‬التكوين التقين ‪ :‬أي أن يكون ملراقب التسيري شهادة دراسات عليا و أن يكزن مسري و له دراية و علم بتقنيات‬
‫التنظيم‪.‬‬ ‫و‬ ‫اإلدارة‬
‫‪ -‬اخلربة ‪ :‬أي أن يكون مراقب التسيري على علم جبوانب املنظمة و هذا ميكنه من الدراسة الشاملة و الدقيقة‬
‫ملختلف الوظائف فيها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Laurent Cappelletti, Philippe Baron, Gérard Desmaison, François-Xavier Ribiollet . Contrôle de gestion . Dunod‬‬
‫‪.2014. p16‬‬

‫‪24‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬مهام املراقب التسيري‪:‬‬


‫‪ -1‬تطوير نظام املعلومات و تعترب من أهم املسؤوليات إذ تسمح بإعداد و مراقبة اخلطط و كذلك اإلمداد‬
‫باملعطيات االقتصادية الالزمة الختاذ القرار‪.‬‬
‫‪ -2‬املسامهة يف التطوير اهليكلي و ذلك باقتراح تقسيمات إىل األجهزة أين يعرب عن األهداف يف شكل دوران‬
‫رؤوس األموال داخليا‪.‬‬
‫‪ -3‬استغالل نظام املعلومات حيث يقوم بتوضيح ملستعملي هذا النظام كيفية تصوره و كذلك إعداد املخطط على‬
‫املدين القصري و املتوسط و كذلك مراقبة اإلجنازات مقارنة مع أهداف نظام الرقابة الداخلي يف املؤسسة بني احلني‬
‫و األخر و تقدمي املالحظات و االقتراحات املناسبة‪.‬‬
‫‪ -4‬املشاركة يف وضع املوازنات التقديرية ألنشطة املؤسسة املختلفة مما يساعد يف ترشيد قرارات اإلدارية العليا ‪.‬‬
‫ويف إجياد التنسيق الكايف بني منفذ القرارات و النشاطات املختلفة‪.‬‬
‫‪ -5‬حتديد طرق التكاليف حيث يشارك مراقب التسيري يف وضع معايري التكاليف للمنتجات مما يساعد على‬
‫مراقبتها و تقييم أداء مراكز املسؤولية‪.‬‬
‫‪ -6‬الدراسة االقتصادية وذلك بطالب من اإلدارات و األقسام حيث ميكن إختيار السياسة احملاسبية املناسبة مثل‬
‫‪1‬‬
‫الساسة التجارية ‪.‬‬

‫هواري معراج ‪ .‬مدخل اىل مراقبة التسيري‪ .‬مرجع سبق ذكره ‪ .‬ص ‪11‬‬
‫‪1‬‬

‫‪25‬‬
‫االطار النظري لمراقبة التسيير‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫من خالل ما سبق ميكن استخالص أن مراقبة التسيري هي عمليات و إجراءات القصد منها التحكم يف‬
‫التسيري‪ ،‬والتأثري على سلوك األفراد من أجل حتقيق األهداف املستخلصة من إستراتيجية املؤسسة وذلك بإجياد‬
‫الصيغة املثلى للتوفيق بني موارد املؤسسة املالية والبشرية و األهداف املسطرة وذلك لضمان املالئمة وكذا التمكن‬
‫من بلوغ األهداف املسطرة لتحقيق الفعالية واستخدام موارد أقل مما حدد لتحقيق الكفاءة‪.‬‬
‫و هلذا يعمل مراقب التسيري على إجياد عالقة دائمة بني ثالثة عناصر لألداء هي‪ :‬األهداف املنتظرة‪ ،‬املوارد‬
‫املتاحة و النتائج احملققة ومن مث حتقيق املعايري الثالثة اليت ترتكز عليها مراقبة التسيري‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫متهيد‪:‬‬
‫إن االهتمام البالغ بالرقابة التسيريية أدى إىل ظهور نظام متطور هدفه األساسي هو فرض الرقابة الكاملة‬
‫والشاملة يتمثل هذا النظام يف مراقبة التسيري ويعترب من أهم األنظمة اليت تساعد على رفع أداء املؤسسة ‪.‬‬
‫ولكي يؤدي وظيفته بشكل جيد و يقوم بدوره األساسي الذي وجد من أجله جيب أن يصمم بطريقة‬
‫تناسب املؤسسة وتعتمد مراقبة التسيري على جمموعة من األدوات اليت تؤدي إىل تثبيت ركائزها داخل املؤسسة ‪.‬‬
‫تناولنا يف هذا الفصل ثالثة مباحث حيث سنتطرق يف املبحث األول إىل ماهية األداء بصفة عامة أما املبحث‬
‫الثاين فخصصناه ملراحل وضع نظام مراقبة التسيري داخل املؤسسة ويف األخري تطرقنا إىل أهم عنصر يف هذا الفصل‬
‫و هو أدوات مراقبة التسيري ودورها يف حتسني األداء‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املبحث األول‪ :‬ماهية األداء‬


‫املطلب األول‪ :‬مفهوم األداء‬
‫على الرغم من كثرة البحوث والدراسات املتناولة لألداء إال أنه مل يتم التوصل إىل إمجاع أو اتفاق حول‬
‫مفهوم حمدد لألداء‪.‬‬
‫‪ -‬لغويا مصطلح األداء مستمد من اللغة اإلجنليزية ‪ to perform‬والذي يعين تنفيذ مهمة أو تأدية عمل ‪.‬‬
‫فاألداء يعرب عن" إمكانية املنظمة يف حتقيق ما تصبو إليه من أهداف بعيدة األمد‪.‬‬ ‫‪Robin Welsma‬‬ ‫‪ -‬حسب‬
‫حسب‪. Wheelen et Hunger‬‬ ‫‪ -‬و هناك من عرفه بأنه" النتائج النهائية ألنشطة وفعالية املنظمة "‬
‫‪ -‬يف حني عرف ‪ Wright et Al‬على أنه" النتائج اليت ترغب املنظمة فيها و السعي إىل حتقيقها هذا و يضاف‬
‫على أن األداء هو نتيجة بني اجلهد واإلمكانات وأداء الدور املطلوب متثيله‪.‬‬
‫‪ -‬و من وجهة نظر أخرى يعرف األداء أنه نتائج املخرجات اليت يتم احلصول عليها عن العمليات واملنتجات ‪.‬فهو‬
‫يعرب عن املخرجات أو األهداف اليت يسعى النظام لتحقيقها‪.‬و هو مفهوم يعكس كال من األهداف و الوسائل‬
‫‪1‬‬
‫الالزمة لتحقيقها ‪،‬أي أنه يربط بني أوجه النشاط و األهداف اليت تسعى املنظمة إىل حتقيقها ‪.‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬أبعاد األداء و العوامل املؤثرة فيه‬
‫‪ -1‬أبعاد األداء‬
‫هناك أربعة أبعاد لألداء متثل األداء الشامل هي ‪:‬البعد االقتصادي‪ ،‬التنظيمي‪ ،‬االجتماعي و البيئي‪:‬‬
‫‪-1-1‬البعد االقتصادي ‪ :‬والذي بواسطته تشبع املؤسسة رغبات املسامهني والزبائن واملوردين وتكتسب ثقتهم ‪.‬‬
‫ويقاس هذا األداء باالستعانة بالقوائم املالية‪.‬‬
‫‪-2-1‬البعد التنظيمي لألداء ‪:‬يقصد باألداء التنظيمي الطرق والكيفيات اليت تعتمدها املؤسس ة ف ي اجملال‬
‫التنظيمي بغية حتقيق أهدافها‪ ،‬ومن مث يكون لدى مسريي املؤسسة معايري يتم على أساسه ا قياس فعالية اإلجراءات‬
‫التنظيمية املعتمدة وأثرها على األداء؛ مع اإلشارة إىل أن هذا القياس يتعلق مباشر ة باهليكلة التنظيمية وليس بالنتائج‬
‫املتوقعة ذات الطبيعة االجتماعية االقتصادية‪ ،‬وهذا يعين أنه بإمكان املؤسسة أن تصل إىل مستوى فعالية آخر ناتج‬
‫عن املعايري االجتماعية واالقتصادية خيتلف عن ذاك املتعلق بالفعالية التنظيمية ‪ .‬إذا نستنتج مما سبق‪ ،‬أن هذه املعايري‬

‫‪ 1‬عبد املليك مزهودة ‪ "،‬األداء بني الكفاءة و الفعالية " ‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد األول ‪،‬جامعة بسكرة‪ ،‬اجلزائر‪ .2001 ،‬ص‪4‬‬

‫‪28‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املعتمدة يف قياس الفعالية التنظيمية تلعب دورا هاما يف تقومي األداء‪ ،‬حيث تتيح للمؤسسة إدراك الصعوبات‬
‫التنظيمية يف الوقت املالئم من خالل مظاهرها األوىل‪ ،‬قبل أن يتم إدراكها من خالل تأثرياهتا االقتصادية‪.‬‬
‫‪-3-1‬البعد االجتماعي لألداء ‪ :‬يشري البعد االجتماعي لألداء إىل مدى حتقيق الرضا عند أفراد املؤسسة على‬
‫اختالف مستوياهتم‪ ،‬ألن مستوى رضا العاملني يعترب مؤشرا على وفاء األفراد ملؤسستهم ‪ .‬وتتجلى أمهية هذا‬
‫اجلانب‪ ،‬يف كون أن األداء الكلي للمؤسسة قد يتأثر سلبا على املدى البعيد إذا اقتصرت املؤسسة على حتقيق‬
‫اجلانب االقتصادي‪ ،‬وأمهلت اجلانب االجتماعي ملواردها البشرية‪ ،‬فكما هو معروف يف أدبيات التسيري أن جودة‬
‫التسيري يف املؤسسة ترتبط مبدى تالزم الفعالية االقتصادية مع الفعالية االجتماعية؛ لذا ينصح بإعطاء أمهية معتربة‬
‫للمناخ االجتماعي السائد داخل املؤسسة‪ ،‬أي لكل ما له صلة بطبيعة العالقات االجتماعية داخل املؤسسة‬
‫صراعات‪ ،‬أزمات‪....،‬‬
‫‪-4-1‬البعد البيئي ‪ :‬والذي يرتكز على املسامهة الفاعلة للمؤسسة يف تنمية وتطوير بيئتها‪.1‬‬
‫‪ -2‬العوامل املؤثرة يف األداء‪:‬‬
‫جيب أن يأخذ املسؤولون يف اعتبارهم عند تقييم األداء ملنظمة ما تشغيل عدة عوامل قد تؤثر يف األداء و من‬
‫بينها ما يلي‪:‬‬
‫االختالف املوجود وامللحوظ يف حجم العمل قد يؤثر على األداء‪ .‬فاملنظمة اليت تعاجل حجمـا كبريا من‬ ‫‪-1-2‬‬

‫العمل قد حتتاج إىل موارد لكل وحدة عمل أقل مما حتتاج إليه أخرى لديها حجم أقل من نفس العمل‪.‬‬
‫‪ -2-2‬وجود أو عدم وجود األعمال املتأخرة قد يؤثر يف معدل اإلنتاج إذ أن القدر الضئيل من األعمال غري املنجزة‬
‫يعترب بصفة عامة أمرا عاديا بل ومتطلبا لتأمني تدفق العمل املستمر للعاملني يف املنظمة‪ ،‬وخيتلف احلجم املرغوب‬
‫من املتأخرات إذ يتوقف عليه ثبات انسياب العمل وكمية ودرجة التقلبات فيه‪ ،‬ويسبب النقص يف العمل املتاح‬
‫وقت االنتظار لدى العـــاملني اخنفاضا يف معدل اإلنتاج‪ ،‬وعلى النقيض‪ ،‬فإن كثرة العمل املتـــأخر عن‬
‫املعتاد ميكن أن تسبب تـعجال ومعدال أعلى لإلنتاج‪ ،‬مثل هذا املعدل املتعجل قد ال ميكن حتقيقـه دائمـا‪،‬‬
‫ويتولد عنه اخنفاض يف نوعية املنتج النهائي ‪.‬‬
‫‪ -3-2‬التحسينات التنظيمية و اإلجرا ئية ذات أثر مباشر على األداء‪ :‬يتوقف معدل اإلنتاج على عوامل عدة منهـا‬
‫مالءمة الترتيبات التنظيمية واإلجرائية فالتعديل التنظيمي مثال‪ :‬الذي يغري من تدفق وتتابع العمل عادة ما يترتب‬

‫‪ .1‬رشيد مازن فارس رشيد ‪ .‬تقييم األداء ‪ .‬األسس النظرية و التطبيقات العملية ‪ .‬مكتبة العيبكان ‪ .‬الرياض‪ .2001.‬ص‪8‬‬

‫‪29‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عليه تـغيريا يف معدل اإلجناز‪ ،‬ومكينة العملية اليدوية – (حل اآللة حمل األعمال اليدوية)‪ -‬ترتب ارتفاعا واضحا‬
‫يف معدل اإلنتاج‪ ،‬وباملثل فإن اختصار خـطوات العمل يف عملية ما يقلل من املوارد املطلوبة إلهناء وحدة العمل‪.‬‬
‫األداء يف العمليات املتماثلة قد يتباين حبسب املوقع اجلغرايف للوحدات من جراء الظروف احمللية‪ ،‬فقد تتباين‬ ‫‪-4-2‬‬

‫معدالت اإلنتاج بس بب الظروف احمللية حىت ولو أدّي نفس النشاط يف مواطن خمتلفة بنفس درجة الكفاءة من ذلك‬
‫مثال‪ :‬يف عمليـة ما يستوجب حصر وتسجيل األفراد الداخلني واملغادرين لدولة ما حيث هؤالء األفراد قابلون‬
‫للعد‪ ،‬قد يتباين معدل احلصر والتسجيل حبسب ما اذا كان احلصر يتم يف املوانئ البحرية أو اجلوية أو فقط العبور‬
‫على احلدود الربية‪ ،‬فدرجة التفتيش املطلوبة عند كل موقع من هذه املواقع وانتظام ترفق حركة الدخول واملغادرة‬
‫واختالف اللغات املستخدمة عند كل موقع‪....‬اخل كلها متغريات تؤثر على معدل اإلنتاج ‪.‬‬
‫نوعية وحدة العمل التام ‪ ،‬قد تقضي إىل معدالت خمتلفة لإلنتاج ‪ :‬فمعدالت األداء كمية بطبيعتها ‪ ،‬وقد‬ ‫‪-5-2‬‬

‫حتتوي على متغريات عن نوعية العمل املنجز ‪ ،‬وقد تظهر عملية ما مثال معدال جيدا لإلنتاج لكنها من الناحية‬
‫النوعية قد تتمثل يف أداء رديء‪.‬‬
‫هذا ويرى بعض الباحثني أن هناك أربعة عوامل تؤثر يف األداء ميكن إجنازها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬دقة املعلومات اليت على أساسها تتخذ العديد من قرارات النقل و الترقية‪.‬‬
‫‪ -‬سلوك املرؤوسني بإعادة النظر يف تصرفاهتم لكوهنم يعدون احلجر األساس للمنظمة واجلزء الفاعل يف تقييم‬
‫األداء‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل العملية التنظيمية اليت من خالهلا ميكن مراجعة خطط ونظم العمل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬حتسني وتطوير مستويات األداء باملنظمة اليت على أساسها واعتمادا على نتائجها يقيم األداء الكلي للمنظمة‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬أنواع األداء‬
‫بعدما مت التعرض إىل مفهوم األداء ‪،‬ننتقل إىل عرض أنواع األداء يف املؤسسة ‪،‬وحتديد أنواع يفرض اختيار‬
‫معايري التقسيم‪ ،‬هذه األخرية ميكن حتديدها يف أربعة أشكال هي ‪:‬معيار املصدر‪ ،‬الشمولية‪ ،‬املعيار الوظيفي‪،‬‬
‫الطبيعة‪.‬‬
‫‪ -‬حسب معيار املصدر‪ :‬وفقا هلذا املعيار‪ ،‬ميكن تقسيم أداء املؤسسة إىل نوعني ‪:‬األداء الذايت أو الداخلي واألداء‬
‫اخلارجي‪.‬‬

‫‪.1‬عبد املليك مزهودة ‪ "،‬األداء بني الكفاءة و الفعالية " مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪16‬‬

‫‪30‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪ -‬األداء الداخلي‪ :‬كذلك يطلق عليه اسم أداء الوحدة ‪.‬ينتج مما متلكه املؤسسة من املوارد فهو ينتج أساسا من‬
‫التوليفة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬األداء البشري ‪ :‬و هو أداء أفراد املنظمة الذين ميكن اعتبارهم مورد إستراتيجي قادر على صنع القيمة وحتقيق‬
‫األفضلية التنافسية من خالل تسيري مهاراهتم‪.‬‬
‫‪ -‬األداء التقين ‪ :‬و يتمثل يف قدرة املؤسسة على استعمال استثماراهتا بشكل فعال‪.‬‬
‫‪-‬األداء املايل ‪ :‬ويكمن يف فعالية تعبئة واستخدام الوسائل املالية املتاحة‪.‬‬
‫*فاألداء الداخلي هو أداء متأيت من مواردها الضرورية لسري نشاطات من موارد بشرية‪ ،‬موارد مالية و موارد مادية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬األداء اخلارجي ‪ :‬هو" األداء الناتج عن التغريات اليت حتدث يف احمليط اخلارجي للمؤسسة "فاملؤسسة ال‬
‫تتسبب يف إحداثه ولكن احمليط اخلارجي هو الذي يولده‪ ،‬ويظهر يف النتائج اجليدة اليت تتحصل عليها املؤسسة‬
‫كارتفاع رقم األعمال‪ ،‬القيمة املضافة و هذا النوع من األداء يفرض على املؤسسة حتليل نتائجها‪.‬‬
‫‪-‬حسب معيار الشمولية‪ :‬حسب هذا املعيار يقسم األداء داخل املنظمة إىل أداء كلي و أداء جزئي‬
‫يتمثل األداء الكلي للمؤسسة يف النتائج اليت سامهت مجيع عناصر املؤسسة أو األنظمة التحتية‬ ‫أ‪ -‬األداء الكلي‪:‬‬
‫يف تكوينها دون انفراد‪ ،‬فالتعرض لألداء الكلي للمؤسسة يعين احلديث عن قدرة املؤسسة على حتقيق أهدافها‬
‫الرئيسة بأدىن التكاليف املمكنة‪ ،‬مثل الرحبية اليت ال ميكن لقسم أو وظيفة لوحدها حتقيق ذلك‪ .‬بل يتطلب تضافر‬
‫جهود مجيع املصاحل أو الوظائف‪.‬‬
‫ب‪ -‬األداء اجلزئي ‪ :‬على خالف األداء الكلي فإن األداء اجلزئي هو قدرة النظام التحيت على حتقيق أهدافه بأدىن‬
‫التكاليف املمكنة ‪.‬فالنظام التحيت يسعى إىل حتقيق أهدافه اخلاصة به ‪.‬ال أهداف األنظمة األخرى وبتحقيق جمموع‬
‫أداءات األنظمة التحتية يتحقق األداء الكلي للمنظمة ‪.‬و كما سبق اإلشارة إليه‪ ،‬أهداف املنظمة جيب أن تكون‬
‫‪1‬‬
‫متكاملة و متسلسلة تشكل فيما بينها شبك‪.‬‬
‫‪ -‬حسب املعيار الوظيفي‪ :‬يرتبط هذا املعيار بشدة التنظيم ألن هذا األخري هو الذي حيدد الوظائف و النشاطات‬
‫اليت متارسها املؤسسة‪ .‬ينقسم األداء حسب الوظائف املسندة و للمؤسسة ميكن حصرها يف الوظائف اخلمسة ‪:‬‬
‫املالية‪ ،‬اإلنتاج األفراد‪ ،‬التسويق و التموين‪.‬‬

‫‪.1‬أبو لبدة ‪ .‬قياس األداء ‪.‬مطبوعات جامعة االمارات العربية املتحدة ‪ .‬الطبعة األوىل ‪ .‬االمارات ‪ .2003.‬ص‪22‬‬

‫‪31‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪ -‬أداء الوظيفة املالية ‪ :‬يتمثل يف قدرة املؤسسة على بلوغ أهدافها املالية بأقل التكاليف املمكنة فاألداء املايل‬
‫يتجسد يف قدرهتا على حتقيق التوازن املايل وتوفري السيولة الالزمة لتسديد ما عليها وحتقيق معدل مردودية جيدة‬
‫وتكاليف منخفضة‪.‬‬
‫ب‪ -‬أداء وظيفة األفراد ‪ :‬تكمن أمهية املوارد البشرية داخل املؤسسة يف قدرهتا على حتريك املوارد األخرى و‬
‫توجيهها حنو حتقيق أهدف املؤسسة ‪.‬فضمان استخدام موارد املؤسسة بفعالية ال يتم إال عن طريق األفراد ‪.‬و‬
‫كذلك وجود املؤسسة واستمراريتها أو زواهلا مرتبط بنوعية وسلوك األفراد وهو ما يوجب توظيف األكفاء‪،‬‬
‫وذوي املهارات العالية وتسيريهم تسيريا فعاال ‪.‬وحتقيق فعالية املوارد البشرية ال تكون إال بتوظيف الشخص‬
‫املناسب يف املكان املناسب و يف الوقت املناسب إلجناز عمله‪.‬‬
‫ج‪ -‬األداء اإلنتاجي ‪ :‬يتحقق األداء اإلنتاجي للمؤسسة عندما تتمكن من حتقيق معدالت مرتفعة لإلنتاجية مقارنة‬
‫مبثيالهتا أو بالنسبة للقطاع الذي تنتمي إليه‪ ،‬جبودة عالية وتكاليف منخفضة تسمح مبزامحة املنافسني‪.‬‬
‫د‪ -‬أداء وظيفة التموين ‪ :‬يتمثل أداؤها يف حتقيق درجة عالية من االستقاللية عن املوردين ‪.‬و احلصول على املواد‬
‫جبودة عالية ويف اآلجال احملددة وبشروط دفع مرضية واحلصول على آجال تسديد املمنوحة للعمالء وحتقيق‬
‫استغالل جيد ألماكن التخزين‪.‬‬
‫و‪ -‬أداء وظيفة التسويق ‪ :‬يتمثل يف القدرة على بلوغ أهدافها بأقل التكاليف املمكنة‪ ،‬هذا األداء ميكن معرفته من‬
‫خالل جمموعة من املؤشرات املتعلقة بوظيفة التسويق‪ ،‬كاحلصة الس وقية‪ ،‬إرضاء العمالء‪ ،‬السمعة‪.‬‬
‫‪ -‬حسب معيار الطبيعة‪ :‬متارس املنظمة عادة نشاطها يف جماالت أداء خمتلفة ‪.‬تقسم املؤسسة أهدافها إىل أهداف‬
‫اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬إدارية‪:‬‬
‫أ‪ -‬األداء االقتصادي ‪ :‬يعترب املهمة األساسية اليت تسعى املؤسسة االقتصادية بلوغها ويتمثل يف الفوائض االقتصادية‬
‫اليت جتنيها املؤسسة من وراء تعظيم نواجتها ويتم قياسه باستخدام مقاييس الرحبية‪.‬‬
‫ب‪ -‬األداء االجتماعي ‪ :‬يعد األساس لتحقيق املسؤولية االجتماعية‪ ،‬حيث يتميز هذا النوع بنقص املقاييس‬
‫الكمية املتاحة لتحديد مدى مسامهة املنظمة يف ابتهاالت االجتماعية اليت تربط بينها وبني اجلهات اليت تتأثر هبا‪ ،‬مما‬
‫يزيد من صعوبة إجراء التقييم االجتماعي لألداء‪.‬‬
‫يتمثل اجلانب الثالث من جوانب األداء يف املنظمات األعمال يف األداء اإلداري للخطط‬ ‫ج‪ -‬األداء اإلداري ‪:‬‬
‫والسياسات والتشغيل بطريقة ذات كفاية وفعالية‪ ،‬ويتم حتقيق ذلك حبسن اختيار أفضل البدائل اليت حتقق أعلى‬

‫‪32‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املخرجات املمكنة ‪.‬ولتقييم األداء اإلداري ميكن استخدام األساليب املختلفة لبحوث العمليات و كذلك الربجمة‬
‫‪1‬‬
‫اخلطية‪...‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬مراحل تصميم نظام مراقبة التسيري‬
‫املطلب األول‪ :‬حتليل احمليط و قطاع نشاط املؤسسة‬
‫حيث يتجه التحليل من احمليط االقتصادي و االجتماعي و التقين للمؤسسة ليصل اىل قطاع نشاط املؤسسة‬
‫وهذا الستخالص أثر الظواهر اخلارجية على املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -1‬حتليل احمليط العام‪:‬‬
‫يعتمد مراقب التسيري للقيام هبذه الدراسة على املعلومات و الدراسات السابقة املتوفرة يف مصاحل التوثيق‬
‫الداخلية للمؤسسة لدى املسؤولني التجاريني و لدى ادارة املوظفني كما يستشري اجلهات املختصة و الغرف‬
‫التجارية‪...‬اخل‪.‬‬
‫كما يعتمد كذلك يف دراسته على املعلومات اليت جيمعها أثناء املقابالت مع املسؤولني الرئيسيني للمؤسسة‬
‫وبصورة خاصة أولئك الذين هم يف اتصال دائم مع السوق و املنتجات‪.‬‬
‫ويف هناية هذه الدراسة بإمكان مراقب التسيري حتديد العوامل املؤثرة يف مستقبل املؤسسة و ميكن تلخيص هذه‬
‫العوامل يف ‪:‬‬
‫‪ -‬العوامل االقتصادية و االجتماعية ‪ :‬كمؤشرات األسعار و مؤشرات التضخم و وضعية التشغيل ‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل التجارية ‪ :‬وتتضمن املعطيات املتعلقة باألسواق وتطورها وهذا حىت حتافظ املؤسسة على مكانتها يف‬
‫السوق‪.‬‬
‫‪ -‬العوامل اخلاصة بالنشاط ‪ :‬كمستوى التأهيل ملهمة املؤسسة كاإلعالم االيل مثال و سهولة التوظيف و األجور‬
‫املطبقة‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬العوامل التنظيمية ‪ :‬وتتعلق بالتشريعات بصفة خاصة هبذا املنتوج أو ذلك و باألسواق و قطاعات النشاط‪.‬‬
‫‪ -2‬حتليل قطاع نشاط املؤسسة‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد املليك مزهودة ‪ "،‬األداء بني الكفاءة و الفعالية " ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ .‬ص‪26‬‬
‫عقون سعاد‪ ،‬حماولة تصميم نظام مراقبة التسيري يف املؤسسة االقتصادية ‪ ،‬مذكرة ماجستري غري منشورة ‪،‬فرع‪ .‬التسيري‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيري‪ ،‬جامعة اجلزائر‪.2002 .،‬ص‪49‬‬
‫‪2‬‬

‫‪33‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويف هذه املرحلة يتعمق مراقب التسيري يف دراسته اىل أكثر عن طريق التعرف على قطاع النشاط الذي تعمل‬
‫فيه املؤسسة وهذا ملعرفة درجة الضغط التنافسي الذي تواجهه املؤسسة داخل القطاع الذي تنشط فيه‪ .‬و يف هذا‬
‫االطار حدد ‪ Porter‬العوامل املؤثرة على القدرة التنافسية يف ‪ 5‬قوى كما هي موضحة يف الشكل‪:‬‬

‫‪Porter‬‬ ‫الشكل ‪ :1-2‬العوامل املؤثرة على القدرة التنافسية حسب‬

‫‪ -‬املصدر ‪ :‬قويدر الواحد عبد اهلل‪ .‬دور مراقبة التسيري يف حتسني أداء املؤسسة العمومية االقتصادية ‪ .‬رسالة ماجستري يف العلوم‬
‫التسيري‪.2007.‬ص‪34‬‬

‫من خالل هذا الشكل و حسب ‪ Porter‬فانه جيب على املؤسسة من أجل حتقيق املنافسة دراسة القوى‬
‫التنافسية األساسية اخلمس واليت حتدد مدى قوة التنافس يف ذلك اجملال و تتمثل هذه القوى يف هتديد املنافسني‬
‫اجلدد ‪ ،‬مدى قدرة املشترين على املساومة ‪ ،‬مدى قدرة املوردين على املساومة ‪ ،‬هتديد املنتجات أو اخلدمات‬
‫البديلة و املنافسني املباشرين يف القطاع‪.‬‬
‫حيث تسمح نتائج هذه الدراسة للمؤسسة بتحديد نقاط قوهتا و ضعفها و تساعدها على اعداد استراتيجياهتا‬
‫كما تسمح هلا بتحديد الفرص و التهديدات املوجودة يف حميطها و بالتايل تساعدها على حتسني موقعها يف السوق‬
‫‪1‬‬
‫و يف قطاع النشاط‪.‬‬

‫‪ 1‬هباج عبد احلمان ‪ .‬أثر مراقبة التسيري على رفع األداء املايل دراسة حالة املؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية ‪ .‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪44‬‬

‫‪34‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫املطلب الثاين‪ :‬حتليل احمليط الداخلي للمؤسسة‬


‫بعدما تعرف مراقب التسيري على الفرص و التهديدات املوجودة يف حميط املؤسسة ويف قطاع نشاطها يقوم‬
‫بدراسة املؤسسة يف حد ذاهتا الستخراج نقاط قوهتا و ضعفها وهتدف هذه الدراسة اىل حتديد مالمح املؤسسة و‬
‫توجيه التدخالت املستقبلية‪.‬‬
‫‪ -1‬الدراسة االقتصادية‪ :‬يركز مر اقب التسيري من أجل رصد صورة للمؤسسة على ماضيها و حاضرها و مستقبلها‬
‫و حياول يف بداية األمر استخالص و معرفة استراتيجية املؤسسة و أهدافها من خالل مقابالته مع االدارة العامة و‬
‫أهم املسريين وهذا من شأنه أن يساعده كثريا على تصميم نظام متالئم معها‪.‬‬
‫بعد التعرف على األهداف و االستراتيجية املوضوعة يقوم املراقب بإجراء دراسة تفصيلية ملختلف نشاطات‬
‫املؤسسة من خالل دراسة خمتلف املؤشرات االقتصادية كرقم أعماهلا و حصتها يف السوق‪...‬اخل و املالية كالسيولة‬
‫و اخلزينة ‪....‬اخل‪.‬‬
‫ان مقارنة النتائج السابقة مع ال نتائج احلالية احملققة و كذلك مع النتائج احملققة من طرف املؤسسات املنافسة‬
‫تسمح ملراقب التسيري بتحديد نقاط القوة و نقاط الضعف اليت ينبغي حتسينها وهذا برجوع مراقب التسيري اىل‬
‫امليزانيات و حسابات النتائج و االحصائيات ‪ .‬كما تسمح له باحلصول على النظرة اقتصادية شاملة عن املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -2‬تشخيص تنظيم املؤسسة ‪ :‬وفيها يقوم مراقب التسيري باالطالع على اهليكل التنظيمي و على مراكز املسؤولية‬
‫املختلفة لدراسة مدى حتكم هذه املراكز يف املتغريات االساسية ويف حالة وجود متغرية أو أكثر غري متحكم فيها‬
‫البد من اعادة النظر يف اهليكل التن ظيمي ز اعادة حتديد املسؤوليات ‪ .‬مث يقوم مراقب التسيري بدراسة نظام التقييم و‬
‫الترقية املطبق فهو يفضل أن تكون الترقية على أساس النتائج و ليس على أساس األقدمية أو احملسوبية باعتبار هذه‬
‫‪1‬‬
‫األخرية ليست حكما على أدائهم‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬اقتراح نظام ملراقبة التسيري و متابعته‬
‫‪ -1‬اقتراح النظام‪ :‬عندما يتعرف مراقب التسيري على االجابات السابقة يصبح بإمكانه اقتراح نظام ملراقبة التسيري‬
‫حبيث يكون متالئم مع وضعية املؤسسة يف بداية األمر يعتمد النظام املقترح من طرف مراقب التسيري على نظام‬
‫امل علومات املوجود و املتعلق باحملاسبة التحليلية و االحصائيات‪ .‬بعد ذلك تكيف هذه اجملموعة من النظم مع‬

‫‪.1‬ناصر دادي عدون ‪.‬مراقبة التسيري يف املؤسسة االقتصادية‪ .‬مرجع سبق ذكره ‪ .‬ص‪44‬‬

‫‪35‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫االحتياجات النامجة عن األهداف املنتظرة و خالل مرحلة البحث عن املعلومات يكون مراقب التسيري قد متكن من‬
‫تقييم مستوى نظام املعلومات املوجود و مدى أمهيته أي اذا كان ذا مصداقية ‪.‬و اذا ما كان اجال االجناز حمترمة و‬
‫الوسائل املستعملة مالئمة و كاملة‪.‬‬
‫يقوم مراقب التسيري يف هذه املرحلة باختيار وسائل املراقبة الضرورية حلالة املؤسسة وذلك حسب حالة‬
‫املؤسسة و اليت قد ميون قد شخصها يف املرحلة السابقة‪.‬‬
‫‪ -2‬متابعة النظام املقترح‪ :‬ال يكتفي مراقب التسيري باقتراح النظام فقط بل يقوم بعدها مبتابعته من خالل النقاط‬
‫الثالث التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تكيف النظام مع احتياجات املؤسسة ‪ :‬وتتمثل التساؤالت املطروحة يف هذا الصدد فيما يلي‪:‬‬
‫* هل الوسائل املقترحة تسمح بتحسني النتائج?‬
‫* هل تستجيب هذه الوسائل للتوقعات العملية كما مت التعبري عنها أثناء الدراسات األولية ?‬
‫* وهل هي مركزة على املتغريات األساسية اليت ينبغي متابعتها يف كل مراكز املسؤولية?‬
‫ان استجابة نظام مراقبة التسيري الحتياجات املؤسسة يعين كذلك تلبية طلبات االدارة ونظام املراقبة الداخلية‬
‫هلذا ينبغي التساؤل على مدى مالئمة الوسائل املستعملة مع املشاكل اليت ميكن أن تواجه املؤسسة مع املتغريات‬
‫األساسية اليت ينبغي متابعتها قبل كل شيء‪.‬‬
‫وعادة يتم احلكم على مدى فعالية النظام املقترح باالعتماد على عدة مقاييس نوعية نذكر منها ‪:‬‬
‫* اجال تنصيب النظام ووترية تقدمي الوثائق و النتائج املطلوبة‪.‬‬
‫* سهولة استعماله ‪.‬‬
‫* مصداقية املعلومات املقدمة ‪.‬‬
‫* امكانية اجراء مناقشات داخلية‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة عمله‪ :‬ان احلكم على طريقة عمل نظام مراقبة التسيري تعين مراقبة مدى تطابق مسار هذا النظام مع ما هو‬
‫خمطط مع احترام االجراءات و اآلجال احملددة‪ .‬يقوم مراقب التسيري بدراسة و مقارنة النظام و األهداف الداخلية‬
‫للمؤسسة وعلى أساس هذه املقارنة يتم أدخال التصحيحات الالزمة على النظام املقترح وتكون الوثائق مصحوبة‬
‫بإجراءات أو تعليمات خمتصرة للتذكري بطريقة العمل‪ .‬تسمح الرزنامة بالتأكد من مالئمة توقعات النظام وبالتحديد‬

‫‪36‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التواريخ الداخلية اليت ينبغي احترامها ‪ .‬وأي تأخر يدل على وجود مشكل يرجع اما لكثافة و ثقل العمل أو لعدم‬
‫توفر املعلومات يف اآلجال املطلوبة‪.‬‬
‫‪ -‬التكلفة‪ :‬من املهم جدا التأكد نت ندى توافق التكلفة االمجالية للنظام مع امكانية املؤسسة ‪ .‬اضافة اىل ذلك فانه‬
‫‪1‬‬
‫ينبغي أن تكون العالقة بني حتسني النتائج و التكلفة حمل دراسة حتليلية دقيقة هبدف دراسة كيفية حتسينها‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬أدوات مراقبة التسيري ودورها يف حتسني األداء‬


‫املطلب األول‪ :‬األدوات التقليدية‬
‫‪ -1‬نظم املعلومات‬
‫أ‪ -‬مفهوم نظم املعلومات ‪:‬‬
‫ميكن تعريفه من الناحية الفنية على أساس أنه جمموعة من اإلجراءات اليت تقوم جبمع و استرجاع و تشغيل و‬
‫ختزين و توزيع املعلومات لتدعيم اختاذ القرارات و الرقابة يف التنظيم‪ ،‬باإلضافة إىل تدعيم اختاذ القرارات و التنسيق‬
‫و الرقابة‪ ،‬و ميكن لنظم املعلومات أن تساعد املديرين و العاملني يف حتليل املشاكل و تطوير املنتجات املقدمة و‬
‫خلق املنتجات اجلديدة‪.‬‬
‫مل يكن املد يرون يهتمون بكيفية مجع و تنظيم و تشغيل و بث املعلومات يف املنظمة و مل‬ ‫‪1980‬‬ ‫و حىت عام‬
‫يكونوا يعلمون الكثري عن تكنولوجيا املعلومات‪ ،‬و بالرغم من ظهور احلاسبات اآللية و استخدامها يف جمال نظم‬
‫املعلومات سواء يف عملية التخزين و التشغيل ‪ ،‬و ظهور الربامج املتطورة اليت تساعد يف فعالية العملية اإلدارية و‬
‫اختاذ القرارات ‪.‬‬
‫و كانت املعلومات نفسها ال ينظر إليها كأصل هام يف املنظمة‪ ،‬و لكن يف اآلونة األخرية و حاليا ال ميكن‬
‫للمديرين أن يتجاهلوا كيفية إدارة املعلومات يف املنظمة‪ ،‬و النظر للمعلومات كمورد استراتيجي له تأثري على قدرة‬
‫املنظمة يف املنافسة و البقاء يف جمال األعمال‪.2‬‬

‫‪ 1‬عقون سعاد‪ ،‬حماولة تصميم نظام مراقبة التسيري يف املؤسسة االقتصادية ‪ .‬مرجع سبق ذكره ص ‪،56‬‬
‫قورين حاج قويدر ‪ .‬دور نظام املعلومات احملاسيب يف مراقبة التسيري ‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستري يف علوم التسيري ختصص ادارة األعمال ‪ .‬جامعة الشلف كلية العلوم‬
‫‪2‬االقتصادية و علوم التسيري ‪ .2007 .‬ص‪3‬‬

‫‪37‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب ‪ -‬خصائص املعلومات‪:‬‬
‫كما ذكرنا فان املعلومات تضيف اىل املعرفة املرتبطة و ختفض من عدم التأكد‪ ،‬و تؤيد عملية اختاذ القرارات‬
‫يف املنشأة ‪،‬مع دلك فهناك أنواع خمتلفة من املعلومات و طرق خمتلفة لوصف املنشأة أو اهلدف أو املوقوف و‬
‫سنوضح خصائص املعلومات فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬الدقة ‪ :‬قد تكون املعلومة صحيحة أو غري صحيحة‪ ،‬دقيقة أو غري دقيقة‪ ،‬فاملعلومات الدقيقة هي نتيجة أخطاء‬
‫تكون خالل عملية اجلمع‪ ،‬أ و التجهيز ‪ ،‬أو إعداد التقارير و قد يعتقد مستخدمها أن معلومات غري دقيقة بأهنا‬
‫دقيقة ‪،‬و يف هده احلالة طاملا أن مستلمها يعتقد أهنا دقيقة و يستخدمها لبعض األغراض‪ ،‬فإهنا تعترب معلومات هلدا‬
‫الشخص‪.‬‬
‫‪ -‬الشكل ‪ :‬قد تكون املعلومات كمية أو وصفية‪ ،‬رقمية أو بيانية‪ ،‬مطبوعة على الورق أو معروضة على الشاشة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ملخصة أو مفصلة‪ ،‬و عادة ما حتتاج إىل عدة أشكال من البدائل املتاحة وفقا لكل موقف ‪.‬‬
‫‪ -‬التكرار‪ :‬يقيس التكرار مدى تكرار احلاجة إىل معلومات و جتميعها و إنتاجها ‪.‬‬
‫‪-‬املدى‪ :‬مشول املعلومات مداها فقد تكون بعض املعلومات عامة تغطي مدى كبري بينما قد يكون البعض األخر‬
‫ضيق املدى‪ ،‬حمدد يف االستخدام املطلوب ‪.‬‬
‫‪-‬االرتباط‪ :‬قد تكون املعلومات مرتبطة إذا ما ظهرت احلاجة إليها يف موقف معني من املعلومات اليت ظهرت إليها‬
‫احلاجة يف وقت ما قد ال تكون مرتبطة يف وقت أخر لدلك فان املعلومات اليت حنصل عليها ‪.‬‬
‫‪-‬الكمال‪ :‬توفر املعلومات الكاملة للمستخدم كل املطلوب معرفته عن موقف معني ‪.‬‬
‫‪-‬التوقيت‪ :‬املعلومات املوقوتة هي اليت جندها حني احلاجة إليها أي ال تكون متقادمة حني وصوهلا‪.‬‬
‫‪-‬النشأة‪ :‬قد تنشأ املعلومات من مصادر داخلية للمنشأة أو من خارجها ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬الفترة الزمنية‪ :‬قد تكون املعلومات مستمدة من املاضي‪ ،‬أو من القدرة اجلارية أو من أنشطة مقبلة‪.‬‬
‫‪-2‬احملاسبة العامة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم احملاسبة العامة ‪:‬‬

‫‪ 1‬معايل فهمي حيدر ‪ ،‬نظم املعلومات‪ :‬مدخل لتحقيق امليزة التنافسية ‪ .‬الدار اجلامعية ‪ ،‬اإلسكندرية‪ .2002 ،‬ص‪9‬‬
‫‪ 2‬صونيا حممد الكربى‪ .‬نظم املعلومات االدارية ‪ .‬الدار اجلامعية للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬االسكندرية ‪ 1997 ،‬ص‪.8‬‬

‫‪38‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هي عبارة عن فن للتسيري احملكم و املضبوط املتمثل يف متابعة و معاينة كل احلركات املخصصة لالستثمار‬
‫داخليا و خارجيا‪ ،‬و اليت متكننا من معرفة احلالة املالية للمؤسسة يف مدة معينة‪ ،‬مع جتديد النتيجة من حيث الربح أو‬
‫اخلسارة‬
‫ب‪ -‬أهداف احملاسبة العامة‬
‫‪ -‬معرفة نتائج النشاط ‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة مدى تطور الذمة‪.‬‬
‫‪ -‬تزويد احملاسبة التحليلية و احملاسبة التقديرية بالبيانات الالزمة‪.‬‬
‫‪ -‬متثل احملاسبة العامة قاعدة لكل حتليل مايل ‪.‬‬
‫هذه األهداف خاصة باملؤسسة أما بالنسبة للغري فهي‪:‬‬
‫‪ -‬تعرف احملاسبة العامة على أهنا نظام إعالمي و باإلضافة إىل تزويد مسئويل املؤسسة بالبيانات الالزمة‪ ،‬فإهنا تزود‬
‫كل من يتعامل مع املؤسسة )الزبائن‪،‬املوردون‪ ،‬املسامهون ‪،‬اخلواص‪ ،‬البنوك‪ ،‬و كل اهليئات األخرى (‪.‬‬
‫‪ -‬تزود احملاسبة الوطنية على مستوى األمة مبا حتتاجه من أجل التخطيط) الدخل ميزان املدفوعات (‬
‫‪ -‬تزود مصلحة الضرائب بالبيانات‪ ،‬مما يسمح باملراقبة و فرض الضرائب املختلفة على النشاط و األرباح ‪.‬‬
‫نستخلص من هدا أنه جيب أن حتضر القوائم املالية ) امليزانية ‪،‬جدول حسابات النتائج‪ ،‬و امللحقات (‪.‬بكل‬
‫عناية أن وضوحها و دقتها و صدقها و موضوعيتها مرهون بتطبيق املبادئ احملاسبية األساسية‪ ،‬و قواعد التقييم و‬
‫مع ايري إظهار النتائج و التسجيل اليت جاء هبا املخطط احملاسيب الوطين و إال سوف تكون تلك القوائم املختلفة من‬
‫‪1‬‬
‫مؤسسة إىل أخرى شكال و مضمونا غري قابلة لالستعمال‪ ،‬و إن استعملت فستكون هلا آثار وخيمة على اجلميع‪.‬‬
‫ج‪ -‬املبادئ احملاسبية‪:‬‬
‫تتصف هده املبادئ بالقوة القانونية أن احملاسبني حياولون دائما تقدمي صورة صادقة لوضعية املؤسسة متمثلة يف‬
‫القوائم املالية ‪ .‬من املبادئ األساسية احملاسبية املتعارف عليها عموما ‪:‬‬
‫‪ -‬مبدأ استمرارية النشاط ‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ استقاللية الدورات و النتائج الدورية ‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ استقراريه الوحدة النقدية ‪.‬‬

‫‪ . 1‬عمر بوخزار‪ .‬مبادئ التسيري و احملاسبة التحليلية ‪.‬مرجع سبق ذكره ‪.‬ص ‪12‬‬

‫‪39‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬مبدأ ثبات أو استمرارية الطرق احملاسبية ‪.‬‬


‫‪ -‬مبدأ احليطة و احلذر ‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ القيد املزدوج ‪.‬‬
‫‪ -‬مبدأ أحسن البيانات أو املوضوعية ‪.‬‬
‫د‪ -‬العمل احملاسيب بالدرجة األوىل‪:‬‬
‫تسجيل و معاملة البيانات احملاسبية إعداد خمتلف الوثائق احملاسبية الشاملة ‪.‬‬
‫‪ -‬مهمة مراجعة و مراقبة احلسابات الداخلية و اخلارجية ‪.‬‬
‫‪ -‬مهمة تدقيق احملاسبة من طرف مصلحة الضرائب ‪.‬‬
‫‪ -‬مهمة مجع البيانات االقتصادية اخلاصة باملؤسسات من أجل الدراسات اإلحصائية و التخطيط ‪.‬‬
‫‪ -‬عملية التحليل املايل لألوضاع و نتائج املؤسسات ‪.‬‬
‫‪ -‬مهمة تعليم احملاسبة يف قطاع التعليم ‪.‬‬
‫ه‪ -‬استعمال احملاسبة العامة يف مراقبة التسيري ‪:‬‬
‫كما أشرفنا فان مراقبة التسيري هي جمموعة من التقنيات الكمية اليت ميكن استخدامها لتسهيل و ا ختاد القرار‬
‫و اليت منها احملاسبة العامة فمراقبة التسيري تستعمل معلومات و أنباء كثيفة جدا حيث أن جزء هام منها مأخوذ من‬
‫احملاسبة العامة حيث تأخذ املعلومات املقاسة بصفة إمجالية مثال رقم األعمال‪ ،‬حجم اإلنتاج‪ ،‬حجم املشتريات‬
‫‪،‬املخزونات ‪،‬حيث أن مراقبة التسيري تعتمد عليها كثريا ألهنا كما أشرنا مصدر املعلومات و هي تقوم بتحديد‬
‫‪1‬‬
‫النتائج العامة للسنة املالية بصفة إمجالية و حتدد امليزانية العامة آلخر السنة‪.‬‬
‫‪ - 3‬احملاسبة التحليلية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم احملاسبة التحليلية‪:‬‬
‫احملاسبة التحليلية هي تقنية معاجلة املعلومات املتحصل عليها من احملاسبة العامة‪ ،‬باإلضافة إىل مصادر أخرى‬
‫و حتليلها من أجل الوصول اىل نتائج يتخذ على ضوئها مسريوا املؤسسات القرارات املتعلقة بنشاطها و تسمح‬
‫بدراسة و مراقبة املر دودية‪ ،‬و حتديد فعالية تنظيم املؤسسة ‪،‬كما أهنا تسمح مبراقبة املسؤوليات سواء على مستوى‬
‫‪.‬‬
‫التنفيذ أو مستوى اإلدارة‬

‫‪ 1‬هباج عبد احلمان ‪ .‬أثر مراقبة التسيري على رفع األداء املايل دراسة حالة املؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية ‪ .‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪46‬‬

‫‪40‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ب‪ -‬أهداف احملاسبة التحليلية ‪:‬‬


‫‪ -‬حتديد تكلفة اإلنتاج‪ :‬و يعترب اهلدف األساسي للمحاسبة التحليلية‪ ،‬إذ تقوم باستخراج سعر تكلفة اإلنتاج التام‪،‬‬
‫و جممل التكاليف يف خمتلف مراحل اإلنتاج‪ ،‬باإلضافة إىل استخدام هده التكلفة لتحديد سعر البيع ‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط رقابة التكاليف ‪ :‬احملاسبة التحليلية هتدف إىل ختفيض تكلفة اإلنتاج مع احلفاظ على املواصفات اخلاصة‬
‫باملنتج‪ ،‬و حتقيق اجلودة املطلوبة لنجاح تسويقه لدلك يعترب ضبط و رقابة استخدام هده العناصر املهمة أساسا‬
‫لتحقيق هدف خفض التكلفة و حتقق هده املهمة من خالل تصميم اإلجراءات و النظم و الدورات املستندية‬
‫اخلاصة لكل عنصر من عناصر التكاليف ‪.‬‬
‫‪-‬إمكانية تقييم املخزونات‪ :‬أي الكميات املنتجة اليت مل يتم استهالكها يف هناية الفترة احلسابية اخلاصة بالنسبة‬
‫‪.36 ،35 ،34 ،33‬‬ ‫حلسابات‪:‬‬
‫‪ -‬مقارنة النتائج الفعلية بالتقديرية و حتليل االحنرافات‪ :‬و تتمثل يف إمكانية حتليل كل من البيانات املعربة عن‬
‫اخلطط املعيارية ‪ ،‬و البيانات املمثلة للتنفيذ الفعلي احلقيقي‪ ،‬و املقارنة بينهما و حتليل االحنرافات الختاذ اإلجراءات‬
‫التصحيحية املناسبة ‪.‬‬
‫‪-‬اختيار أفضل بديل‪ :‬هتتم حماسبة التكاليف بتوفري بيانات لكل بديل‪ ،‬و يتحقق دلك من خالل حتليل بيانات‬
‫التكاليف وفق مفاهيم و طرق معينة‪ ،‬حبيث ميكن هلا إعداد تقارير مالئمة تتضمن بيانات مقارنة عن تكلفة‬
‫القرارات البديلة و العائدات املترتبة عن كل بديل منها ‪.‬‬
‫‪ -‬قياس النتائج التحليلية‪ :‬ملعرفة التكاليف و سعر التكلفة نستطيع قياس مردودية املنتوجات املختلفة أو املبيعات‬
‫كل منها على حدى اد يتحدد سعر البيع على أساس سعر التكلفة و حتديد املردودية على أساس الربح الدي حتققه‬
‫املؤسسة ‪.‬‬
‫‪-‬إكمال احملاسبة العامة‪ :‬عن طريق تزويدها بكل املعلومات املتعلقة بتطورات بعض عناصر األصول كمخزونات‬
‫‪1‬‬
‫السلع‪ ،‬املنتوجات‪ ،‬و االستثمارات اليت متوهلا‪ ،‬و األعباء غري املعتربة‪ ،‬و كدلك العناصر اإلضافية ‪.‬‬
‫ج‪ -‬عالقة احملاسبة التحليلية مبراقبة التسيري ‪:‬‬

‫مرابط نوال ‪ .‬أمهية نظام احملاسبة التحليلية كأداة يف مراقبة التسيري ‪ -‬دراسة حالة مؤسسة نفطال ‪ ، -‬رسالة ماجستري غري منشورة‪ ،‬كلية العلوم اقتصادية والعلوم تسيري‪ /‬قسم العلوم‬
‫‪.1‬اقتصادية‪ ،‬اجلزائر‪.2006 ،‬ص ‪62‬‬

‫‪41‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تعترب احملاسبة التحليلية جزء من التسيري و التنظيم داخل املؤسسة ‪ ،‬إن ألغلب املؤسسات الكبرية حماسبة‬
‫التكاليف اليت تعتمد بشكل طبيعي على تنبؤات تسمح مبراقبة التسيري‪ ،‬و نظر لألمهية البالغة اليت تكتسبها احملاسبة‬
‫التحليلية حيث هي الوحيدة اليت تسمح ب‪:‬‬
‫‪ -‬املراقبة الفعالة للمصاريف) النفقات(‪.‬‬
‫‪ -‬توجه اجلهود للعمل على أساس ختفيض التكاليف و التكلفة النهائية ‪.‬‬
‫‪ -‬قياس مردودية التصنيع ‪.‬‬
‫‪ -‬التزويد العام بكل املعلومات الضرورية لتسيري املؤسسة ‪.‬‬
‫‪ -‬التقديرات) التنبؤات( بتبين سياسة معينة ‪.‬‬
‫أن كل مؤسسة ناجحة جيب تقسيمها إىل أقسام بغية حتديد املسؤولية يف كل قسم‪ ،‬و أن احملاسبة التحليلية‬
‫هي اليت حتدد عالقات األقسام ببعضها‪ ،‬كما و أن كل قسم يوزع إىل أجزاء أو وحدات صغرية حتمل كل منها‬
‫مسؤولية خاصة ‪ .‬و على دلك فانه ميكن تقسيم املؤسسة إىل األقسام التالية‪:‬‬
‫‪ -‬األقسام املختلفة اخلاصة باإلنتاج و تسمى مبراكز اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪ -‬األقسام املختلفة اخلاصة باخلدمات و تسمى مبراكز اخلدمات ‪.‬‬
‫‪ -‬أقسام احملاسبة العامة و يتفرع عنها قسم احملاسبة التحليلية‪ ،‬و يالحظ بأن قسم التكاليف هو من أهم أقسام‬
‫املصنع الرئيسية اهلامة‪ ،‬فهو جيمع كافة املعلومات و اإلحصاءات املالية العائدة ألوجه نشاط األقسام األخرى اليت‬
‫تكون أساسا إلعداد الكشوف و التقارير‪ ،‬و يقوم بإجراء املراقبة الكاملة على كافة األقسام‪ ،‬بينما يف األقسام‬
‫‪1‬‬
‫األخرى نرى كل قسم مسؤول عن مراقبة قسمه فقط ‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬األدوات احلديثة‬
‫‪-1‬التحليل املايل ‪:‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم التحليل املايل ‪:‬‬
‫يعين التحليل املايل إجياد النسب املالية للبنود املتناسقة يف القوائم املالية اخلتامية و غريها الستخالص املعلومات‬
‫اليت تعطي صورة واضحة عن تقدم املشروع و منوه‪ ،‬اد أن الرقم املايل يف أي قائمة ال تظهر أمهيته و ال تتضح‬
‫داللته ادا نظرنا إليه بشكله املطلق‪ ،‬و جيب أ ن ننظر إليه يف عالقته مع غريه من األرقام املرتبطة به‪ ،‬ليعطي صورة هلا‬

‫‪ .1‬ناصر دادي عدون‪ .‬احملاسبة التحليلية و تقنيات مراقبة التسيري اجلزء الثاين‪ ،‬قسنطينة ‪.1988،‬ص ‪27‬‬

‫‪42‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مدلوهلا اخلاص و مفهومها الواضح‪ ،‬بل أن داللة األرقام املطلقة مشكوك يف صحتها و االعتماد عليها غالبا يؤدي‬
‫إىل نتائج ال ميكن االعتماد عليها و من املمكن تلخيص املعلومات املنتقاة من التحليل املايل بصفة عامة يف اآليت ‪:‬‬
‫‪ ‬معلومات عن مستقبل املشروع و بيانات ميكن االستفادة منها يف فحص أعماله عن طريق التحليل املايل‬
‫للقوائم اخلتامية و تربز هده املعلومات املعاين التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬مدى متثيل هده القوائم لرقم الربح أو اخلسارة يف قائمة الدخل و مدى متثيل املركز املايل السليم يف‬
‫قائمة املركز املايل ‪.‬‬
‫‪ -‬مدى التطبيق السليم للمبادئ احملاسبية املقبولة بصدق ‪.‬‬
‫‪ ‬إيضاحات خاصة بالبنود احملاسبية يف القوائم املالية اخلتامية مع توضيح أسباب الزيادة أو النقص يف البنود املهمة‬
‫خالل الفترة أو الفترات املالية املتعاقبة ‪.‬‬
‫و يعاب على النسب املالية أهنا مقياس لألداء عن مدة ماضية‪ ،‬و ملا كانت مؤسسة األعمال تعمل داخل‬
‫اقتصاديات احلركة‪ ،‬فان النسب املالية تكون غري سليمة حينما تستخدم يف تقييم العمليات املالية اخلاصة مبستقبل‬
‫املشروع‪ ،‬و من املمكن وضع منط معني لنسبة الرحبية مثال حىت يتسىن حتديد درجة جناح املشروع و استخالص‬
‫االحنرافات و حتليلها و معرفة مسبباهتا‪.‬‬
‫ب‪ -‬أهداف التحليل املايل ‪:‬‬
‫تستخدم املؤسسة التحليل املايل من أجل حتقيق عدة أهداف أمهها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الرقابة‪:‬‬
‫معرفة درجة أداء املؤسسة من خالل التقارير املالية اليت تعدها يف السابق‪ ،‬و من مث إمكانية إعداد برنامج‬
‫للمستقبل خيص السياسات املالية اليت تتبعها يف عدة دورات من نشاطها‪ ،‬و كذلك القيام بالدراسات التفصيلية‬
‫للبيانات املالية اخلاصة هبا‪ ،‬و بالتايل اكتشاف اإلجيابيات و السلبيات يف السياسة املالية املطبقة خالل فترة معينة‪ ،‬و‬
‫على أثر دلك يتم االتفاق على االستمرار يف تطبيقها ادا كانت نتائجها جيدة أو تعديلها أو تغيريها ادا كانت‬
‫النتائج سلبية ‪.‬‬
‫‪ -‬اختاذ القرارات املالية‪:‬‬
‫تتمثل القرارات املالية يف قراري االستثمار و مصادر التمويل‪ ،‬فاألول يعين اختيار املشاريع املناسبة‬
‫لالستثمارات‪ ،‬بينما القرار الثاين فهو إجياد مصادر كافية لتمويل املشاريع ‪،‬و من أمهها رأس مال املؤسسة اخلاصة و‬

‫‪43‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كدلك القروض‪ ،‬و يصب احمللل اهتمامه حنو دراسة هيكل األصول و قدرة املؤسسة على االقتراض و التسديد ‪،‬و‬
‫تطور شروط التمويل سوءا ذاتيا أو عن طريق االقتراض يستطيع احمللل تسيري هيكل األصول يف فترة معينة‪ ،‬و منه‬
‫فان وضع أي برنامج متوازن منت طرف جملس اإلدارة يصعب حتقيقه ادا كانت وضعية االنطالق خمتلفة ‪.‬‬
‫‪ -‬إعالم الغري‪:‬‬
‫يؤدي دلك إىل حتاليل مالية تبعا لسياستها املالية اجتاه السوق املالية ‪،‬هده التحاليل يتضمنها تقارير جملس‬
‫اإلدارة و غالبا ما تتصف سياسة املؤسسة جتاه تعامليها باحلذر ‪ .‬بصورة عامة ميكن الكشف عن حقيقة املركز‬
‫املايل‪ ،‬و ذلك بتوفري بيانات حماسبية و مالية اليت تستخلص منها النتائج املعربة عن املركز املايل‪ ،‬و بالتايل التخطيط‬
‫‪1‬‬
‫للسياسات املالية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬امليزانية التقديرية‪:‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم امليزانية التقديرية‪:‬‬
‫هي خطة تتناول كل صور العمليات املستقبلية لفترة حمدودة‪ ،‬أو بعبارة أخرى هي للتعبري عن أهداف و‬
‫سياسات و خطط ونتائج‪ ،‬تعد مقدما بواسطة اإلدارة العليا لكل قسم من أقسام املشروع باعتباره وحدة واحدة ‪.‬‬
‫و تتكون امليزانية التقديرية املوحدة للمشروع من عدة ميزانيات فرعية لكل قسم‪ ،‬و تتكون هده األخرية‬
‫بدورها من عدة ميزانيات أصغر لكل فرع من هده األقسام‪ ،‬فامليزانية التقديرية مبثابة أداة تستخدم يف التعبري عن‬
‫هدف معني تسعى إىل حتقيقه إدارة املؤسسة‬
‫و قد حيدث العكس لدلك كان من الضروري متابعة تنفيذ إلجراء تعديالت معينة تكفل جناح اخلطة‬
‫املوضوعة‪ ،‬بل قد يتطلب األمر إدخال تعديل شامل على الربنامج املرسوم ‪ .‬و للميزانية التقديرية ثالث وظائف‬
‫إدارية‬
‫‪ -‬وظيفة التخطيط‪ :‬و هو وضع األهداف و إعداد التنظيمات الالزمة لتحقيقها‪ ،‬و توضع األهداف يف صورة‬
‫خطط طويلة األجل و خطط قصرية األجل‪ ،‬بالنسبة للمؤسسة و بالنسبة لكل قسم من أقسامها‪ ،‬و بعد أن يتم‬
‫التخطيط يصبح من الضروري تنظيم عوامل اإلنتاج تنظيما يؤدي إىل حتقيق األهداف املوضوعة‪..‬‬
‫‪-‬وظيفة التنسيق‪ :‬و هو العملية اليت مبوجبها يتم توحيد اجلهود بني األقسام املختلفة للمؤسسة حبيث يعمل كل‬
‫قسم منها حنو حتقيق اهلدف املوضوع‪ ،‬و هلدا فانه جيب أن ال يصدر أحد األقسام قرارات ختصه يكون هلا أثر على‬

‫‪ .1‬أبو الفتوح علي فضالة‪ .‬التحليل املايل و ادارة األموال ‪ .‬دار الكتب العلمية للنشر و التوزيع‪.1999 ،‬ص ‪.13-5‬‬

‫‪44‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫األقسام األخرى دون الرجوع إىل هده األقسام ‪.‬فمثال البد أن يكون هناك توافق تام بني إدارة املبيعات و اإلنتاج‬
‫حبيث ال ينبغي أن ترسم إدارة املبيعات سياسة بيعه لكميات تزيد عن الكميات اليت ميكن إنتاجها يف قسم اإلنتاج‪،‬‬
‫و ال ينبغي أن تقوم سياسة اإلنتاج على إنتاج كميات تزيد عن الكميات اليت ميكن تسويقها‪.‬‬
‫‪-‬وظيفة الرقابة‪ :‬الرقابة هي عملية متابعة تنفيذ اخلطط و األهداف املوضوعة و استخدام امليزانيات التقديرية للرقابة‬
‫حيتم ضرورة إبالغ اإلدارة مبدى مالءمة اخلطط و األهداف و السياسات املوضوعة مقدما‪ ،‬و مقارنة نتائج‬
‫العمليات الفعلية يف مجيع أقسام املشروع باخلطط و األهداف املوضوعة مقدما‪ ،‬و متابعة االحنرافات اليت حتدث‬
‫‪1‬‬
‫نتيجة للتنفيذ الفعلي‪.‬‬
‫ب‪ -‬املراحل اليت مير هبا إعداد مشروع امليزانية التقديرية ‪:‬‬
‫من الضروري وضع جدول زمين حيدد الترتيب الدي جيب مراعاته يف أعداد امليزانيات التقديرية و الوقت‬
‫الالزم لدلك ‪ .‬و ميكن تلخيص املراحل اليت مير هبا إعداد امليزانيات التقديرية مرتبة ترتيبا زمنيا على الوجه اآليت ‪:‬‬
‫‪ -‬إعالن السياسة العامة للمؤسسة ‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد التقديرات ‪.‬‬
‫‪ -‬مراجعة امليزانيات التقديرية املختلفة و التنسيق بينها ‪.‬‬
‫‪ -‬املصادقة النهائية على امليزانيات التقديرية ‪.‬‬
‫* وتعرض هلده اخلطوات تواريخ تقريبية جيب مراعاهتا ‪.‬‬
‫‪ -‬إعالن السياسة العامة للمؤسسة‪ :‬تقوم إدارة املؤسسة بإعالن اخلطوط الرئيسية للسياسة العامة للشركة للسنة‬
‫التالية‪ ،‬و يتم حتديد هده اخلطوط على أساس التنبؤ باملبيعات و على ضوء التغريات املنتظرة يف مستويات األسعار ‪.‬‬
‫و نظرا ألن هده اخلطوط الرئيسية تعترب ذات أمهية بالغة فانه ينبغي العمل على االحتفاظ بسريتها ‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد التقديرات ‪ :‬يقوم كل مشرف مسؤول يف مستويات اإلدارة التنفيذية بإعداد تقديرات عن املفردات اليت‬
‫يعترب مسؤوال عنها مسترشدا يف دلك اخل طوط الرئيسية للسياسة املوضوعة‪ ،‬و يتم مناقشة هده التقديرات و‬
‫التصديق عليها مبوقف الرئيس املباشر‪ ،‬مث جتمع التقديرات املماثلة اإلدارة العليا ‪.‬‬
‫و يالحظ أن قسم احلسابات هو الدي يقوم عادة بإعداد البيانات التارخيية الالزمة اليت يعتمد عليها املشرفون يف‬
‫اختاذ القرارات اخلاصة هبده التقديرات ‪.‬‬

‫‪ . 1‬عمر بوخزار ‪ .‬مبادئ التسيري و احملاسبة التحليلية ‪ .‬مرجع سبق ذكره ‪.‬ص ‪55‬‬

‫‪45‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و يف خالل هده الفترة يتم حتديد املواعيد النهائية إلعداد كشوف كل نوع من التقديرات حبيث ميكن إجناز‬
‫اجملموعة الكاملة للميزانيات التقديرية يف موعد حمدد‪.‬‬
‫‪ -‬املراجعة و التنسيق‪ :‬تسلم تقديرات امليزانيات التقديرية إىل السلطة التنفيذية حيث يتم التنسيق بني امليزانيات‬
‫التقديرية املختلفة‪ ،‬مث تراجع هده امليزانيات اإلمجالية لدراسة مدى إمكان تنفيذها عمليا‪ ،‬و قد تؤدي عملية املراجعة‬
‫إىل إظهار حاجة الشركة إىل إدخال تعديالت جديدة بعد استشارة املختصني‪.‬‬
‫فادا بقيت بعض املشاكل فانه ينبغي عرضها على جلنة امليزانية التقديرية لدراستها و اختاذ قرار بشأهنا ‪.‬‬
‫و يف خالل هده الفترة أيضا يتم إعداد املرفقات و القوائم اإلمجالية‪ ،‬و منها امليزانية العمومية التقديرية و‬
‫حساب األرباح و اخلسائر التقديرية‪.‬‬
‫‪ -‬املصادقة النهائية‪ :‬يقوم رئيس جملس اإلدارة أو جملس اإلدارة جمتمعا باملصادقة على مشروع امليزانية التقديرية‪ ،‬مث‬
‫تبلغ مستويات اإلدارة املختلفة بامليزانيات التقديرية املعتمدة و بداية إبالغ هده املستويات بأهداف الشركة و‬
‫‪1‬‬
‫باخلطط املوضوعة لتحقيق هده األهداف خالل السنة التالية ‪.‬‬
‫‪ -3‬لوحة القيادة‬
‫أ ‪ -‬مفهوم لوحة القيادة‪:‬‬
‫لقد ظهرت عبارة لوحة القيادة عام ‪ 1930‬على شك متابعة النسب و البيانات الضرورية اليت تسمح للمسري‬
‫أو القائد مبتابعة تسيري املؤسسة حنو األهداف املسطرة‪ ،‬و دلك عن طريق املقارنة بني النسب احملصل عليها و النسب‬
‫املعيارية‪ .‬ليتطور هدا املصطلح بالواليات املتحدة األمريكية عام ‪ 1948‬و كان معمول به من طرف املؤسسات اليت‬
‫تقوم على نظام التسيري التقديري و قد اختلفت تسمية هده األداة من"جدول التسيري"‪" ،‬جدول املراقبة"‪" ،‬لوحة‬
‫القيادة"‪ ،‬إال أن جل التعريفات املقدمة هلده األداة هلا معىن واحد ‪.‬‬
‫تعريف ‪ : Norbert Guedj‬لوحة القيادة هي جمموعة مهمة من املؤشرات اإلعالمية اليت تسمح باحلصول على‬
‫نظرة شاملة للمجموعة كلها‪ ،‬و اليت تكشف االختالفات احلاصلة‪ ،‬و اليت تسمح كدلك باختاذ القرارات التوجيهية‬
‫‪2‬‬
‫يف التسيري‪ ،‬و هدا لبلوغ األهداف املسطرة ضمن استراتيجية املؤسسة‪.‬‬

‫‪.1‬فركوس حممد ‪.‬املوازنات التقديرية أداة فعالة للتسيري‪ ، ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر ‪.2001 ،‬ص‪19‬‬
‫‪ 2‬هباج عبد الحمان ‪ .‬أثر مراقبة التسيير على رفع األداء المالي دراسة حالة المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية ‪ .‬مرجع سبق ذكره‬

‫‪46‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لوحة القيادة تطابق نظام معلومات يسمح يف أقرب وقت ممكن مبعرفة املعلومات‬ ‫‪: Michel Gervais‬‬ ‫تعريف‬
‫الضرورية ملراقبة مسرية املؤسسة يف مدة قصرية و تسهل هلده األخرية ممارسة املسؤوليات ‪.1‬‬
‫ب‪ -‬أنواع لوحة القيادة‪:‬‬
‫تتنوع لوحة القيادة حسب طبيعة املسؤوليات املتواجدة باملؤسسة و عموما جند األشكال التالية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬لوحة قيادة االستغالل )الوظيفية( ‪ :‬تساغ بشكل جيعل منها وسيلة مساعدة لتقييم أداء وظيفة ما‪ ،‬حيث توفر‬
‫املعلومات املباشرة و املفهومة يف الظرف الزمين املالئم و تتفرع إىل‪:‬‬
‫‪ -‬لوحة قيادة مالية‪ :‬متدنا جبميع املعلومات املتعلقة باحلالة املالية للمؤسسة من مداخيل تكاليف ) أجور‪ ،‬عالوات‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫تكاليف خارج االستغالل ‪....‬اخل(‬
‫‪ -‬لوحة قيادة اجتماعية‪ :‬هده اللوحة متدنا جبميع املعلومات باملستخدمني املهنية منها و االجتماعية ) عدد‬
‫املستخدمني‪ ،‬اإلطارات‪ ،‬التوظيف‪ ،‬التكوين‪ ،‬حوادث العمل ‪. ....‬اخل( ‪.‬‬
‫‪ -‬لوحة قيادة تقنية‪ :‬هده اللوحة متس اجلانب التقين ) عدد اآلالت ‪ ،‬حاالت العطب‪ ،‬الصيانة ‪.....‬اخل( ‪.‬‬
‫‪ -‬لوحة قيادة اخلزينة ‪ :‬متدنا جبميع حقوق املؤسسة ) أرصدة خمتلف احلسابات‪ ،‬الديون‪......‬اخل (‪.‬‬
‫‪ -2‬لوحة قيادة التسيري‪ :‬و هي تتعلق بكل جوانب نشاط املؤسسة أي أهنا حصيلة تفاعل خمتلف األنواع السابقة‬
‫حتتوي على املؤشرات و املعلومات األساسية ملتابعة النشاط حسب االجتاهات و السياسات املسطرة‪ ،‬و هدفها‬
‫‪2‬‬
‫متابعة النتائج و مراقبة التنفيذ احملقق بني مستويات املؤسسة توجه إىل املديرية العامة ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أهداف لوحة القيادة‪:‬‬
‫‪ -‬لوحة القيادة أداة رقابة و مقارنة ‪:‬‬
‫و دلك ألهنا تقوم مبقارنة األهداف املعيارية املسطرة سابقا مع النتائج احملصل عليها و إظهار االحنرافات على‬
‫شكل نسب أو قيم مطلقة و هي بالتايل تلفت االنتباه إىل النقاط األساسية يف التسيري‪ ،‬و تشخيص نقاط القوة و‬
‫الضعف يف املؤسسة ‪.‬‬
‫‪ -‬لوحة القيادة أداة حوار و تشاور‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Michel Gervais . Contrôle de gestion . Economica . 2009.p 6‬‬
‫‪.2‬حممد خليل و عبد احلميد أمحد و مىن عبد السالم ‪.‬مراقبة التسيري يف املؤسسة ‪ .‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص‪14‬‬

‫‪47‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن اهلدف الرئيسي للوحة القيادة هو تسيري عملية احلوار عرب كافة مراكز املسؤولية‪ ،‬و هدا انطالقا من‬
‫االجتماعات املختلفة اد ميكن لألفراد التابعني للمسري من التعليق عن النتائج املتوصل إليها يف إطار نشاطاهتم و على‬
‫املسؤول يف املنظمة أن ينسق بني اإلجراءات التصحيحية املتخذة خبلق تالؤم بني خمتلف إجراءات املقترحة من‬
‫طرف مجيع املستويات رغبة منه يف توحيد املعايري و خلق خطاب مشترك بني أفراد املنظمة ‪.‬‬
‫‪ -‬لوحة القيادة تسهل عملية االتصال و التحفيز‪:‬‬
‫هتدف لوحة القيادة إىل إعالم املسؤولني بالنتائج احملصلة على مستوى كافة مراكز املسؤوليات‪ ،‬و كدلك‬
‫تساعد على االتصال اجليد و تبادل املعلومات بني املسؤولني و ميكن أن تساهم أيضا يف حتفيز العمال و هدا‬
‫بإمدادهم مبعلومات أكثر موضوعية و أكثر وضوح إلمكانية التقييم ) زيادة يف األجر‪ ،‬عالوات ‪........‬اخل(‪.‬‬
‫‪ -‬لوحة القيادة أداة الختاذ القرار‪:‬‬
‫تقدم لوحة القيادة املعلومات الكافية عن النقاط األساسية اليت جيب االهتمام هبا يف املؤسسة و حتديد االحنرافات و‬
‫معرفة أسباهبا و إظهار نقاط القوة و الضعف اليت يعاين منها كل مركز مسؤولية و القيام باإلجراءات التصحيحية‬
‫‪1‬‬
‫يف الوقت املناسب‪ ،‬و ميكن اعتبارها وسيلة للتنبؤ كون أهنا متكن املؤسسة من تفادي االنزالقات مستقبال ‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬األدوات األخرى‬
‫‪ -1‬نظام التكاليف على أساس األنشطة ‪ABC‬‬
‫أ‪ -‬مفهوم نظام التكاليف على أساس األنشطة‪:‬‬
‫يرتكز نظام التكاليف على أساس األنشطة ‪ ABC‬املستخدمة على فكرة أساسية تعتمد على الربط بني املوارد‬
‫واألنشطة اليت تستخدم هذه املوارد ‪,‬مث الربط بني تكاليف األنشطة واملنتج النهائي فقد عرّف على انه‪:‬‬
‫‪ -‬طريقة تقود إىل حتسني األنظمة التقليدية للتكاليف عن طريق التركيز على األنشطة كأغراض أساسية للتكلفة إذ‬
‫يتم ختصيص التكاليف غري املباشرة أو ما يسمى بتكلفة املوارد على األنشطة اليت استفادت منها ومن مث يتم‬
‫ختصيص تكلفة هذه األنشطة على املنتجات‪.‬‬
‫‪ -‬أسلوب يتكون من مرحلتني لتوزيع التكلفة غري املباشرة إذ يتم جتميعها يف جممعات للتكلفة مث يتم ختصيصها على‬
‫املنتجات النهائية بناءا على موجهات التكلفة‪.‬‬

‫‪1‬حممد الصغري قريشي ‪،‬واقع مراقبة التسيري يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص ‪52‬‬

‫‪48‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬ذلك النظام الذي يقوم أوال بتخصيص املوارد على األنشطة اليت استفادت منها ‪,‬مث ختصيص تكلفة هذه‬
‫األنشطة وفقا ملعدل استفادهتا من هذه األنشطة ‪.‬‬
‫من التعاريف السابقة ميكن استخالص أن نظام التكاليف على أساس األنشطة‪ ABC‬هو نظام حماسيب‬
‫لتحسني األنظمة التقليدية للتكاليف ‪,‬يقوم على أساس جتميع التكاليف غري املباشرة للمؤسسة يف جممعات للتكلفة‬
‫ليتم ختصيصها على املنتجات النهائية بواسطة مسببات لتكلفة وذلك للوصول إىل الكلفة الفعلية للمنتج النهائي مما‬
‫‪1.‬‬
‫يساعد اإلدارة يف عملية إختاذ القرارات اإلدارية السليمة‬
‫ب‪ -‬مبادئ نظام التكاليف على أساس األنشطة‪:‬‬
‫من املهم قبل وأثناء استخدام نظام حماسبة التكاليف على أساس األنشطة األخذ بعني االعتبار املبادئ األساسية‬
‫يف هذا النظام‪.‬‬
‫ولنظام حماسبة التكاليف على أساس األنشطة مبدأين يعمل عليهما ومها كالتايل‪:‬‬
‫‪ -‬أن األنشطة تستهلك املوارد وأن اقتناء املوارد يسبب حدوث التكاليف‪.‬‬
‫‪ -‬أن املنتجات واخلدمات تستهلك األنشطة‪.‬‬
‫ج‪ -‬دور نظام التكاليف على أساس األنشطة‪:‬‬
‫يتمثل دور نظام التكاليف على أساس األنشطة)‪ (ABC‬يف ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬يف جمال حتسني أداء وظائف التسيري‪:‬‬
‫مع نظام)‪ (ABM‬ينعكس باإلجياب بالتكامل على‬ ‫األنشطة)‪(ABC‬‬ ‫إن فعالية نظام التكاليف على أساس‬
‫حتسني أداء وظائف املؤسسة تنظيم ‪,‬التوجيه ‪,‬الرقابة ‪,‬التخطيط وتدعيم الوضعية اإلستراتيجية هلا يف ظل بيئة‬
‫األعمال املعاصرة‪.‬‬
‫فقد وفر أيضا آلية إلدارة التكاليف خاصة يف جمال الرقابة ‪,‬وذلك من خالل مساعدته على حتديد مسببات‬
‫التكاليف اليت مل تكون معروفة سابقا ‪,‬وكذلك إمكانية فهم أفضل ملاهية نظام)‪ (ABC‬مما جيعل مديري اإلنتاج‬
‫يتعلمون كيفية إدارهتا فقد أعطى نظام األعمال اليت يؤديها العاملون يف الشركة ‪,‬والفهم األفضل للتكاليف احلقيقية‬
‫وكذلك الفرص املتاحة لتخفيض تلك التكاليف‪.‬‬

‫‪ 1‬امساعيل حجازي ‪ .‬معاليم سعاد ‪ .‬حماسبة التكاليف احلديثة من خالل األنشطة ‪ .‬الطبعة األوىل ‪.‬دار أسامة للمشر و التوزيع‪ .‬عمان ‪.2013‬ص‪7‬‬

‫‪49‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬يف جمال ختفيض التكاليف‪:‬‬


‫يأخذ بعدا واسعا من خالل حتليل األنشطة وتسريها ‪,‬إال أنه‬ ‫األنشطة)‪(ABC‬‬ ‫نظام التكاليف على أساس‬
‫يتجاوز سلبيات األنظمة التقليدية ألنه يوفر معلومات تفصيلية حول األنشطة والتكلفة ومسببا ا مما ميكن من الفهم‬
‫اجليد للتكاليف ومن مث السيطرة عليها؛‬
‫ويظهر ختفيض التكاليف يف‪:‬‬
‫‪ -‬تقليص اجلهد والوقت املطلوبني للقيام بالنشاط الفعالية‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء األنشطة غري الضرورية وهي النقطة األكثر أمهية يف هذا اجملال إذ أنه بواسطة حتليل األنشطة ميكن‬
‫‪1‬‬
‫الوصول إىل تلك األنشطة اليت ال تضيف قيمة إىل منتجاهتا وحذفها‪.‬‬
‫د‪ -‬أمهية نظام ‪ ABC‬يف مراقبة التسيري‪:‬‬
‫ترجع أمهية نظام التكاليف على أساس األنشطة)‪ (ABC‬يف مراقبة التسيري إىل ما يلي‬
‫‪ -‬توفري املؤشرات اليت تساعد على حتديد أمهية األنشطة يف شكل تكلفة ‪,‬وحتديد جماالت الوفرة واإلسراف يف‬
‫هذه التكلفة وميكّ ن ذلك اإلدارة من اختاذ القرارات املرتبطة بتخفيض املوارد طبقا ألهداف كل نشاط‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد عالقة التكاليف باألفراد وبالتايل تقييم مسؤولياهتم اجتاه أساليب استخدام املوارد املتاحة هلم‪ ,‬ويساعد‬
‫ذلك اإلدارة على توجيه أسلوب الرقابة لتحقيق هدف الكفاية يف األداء‪.‬‬
‫‪ -‬يعترب مدخل التكاليف على أساس األنشطة مدخال فعاال لتقييم األداء على أساس القيمة املضافة ‪,‬أو املسامهة‬
‫يف حتقيق األنشطة لإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد األنشطة األكثر ارتباط بالتكاليف ومن مث إلغاء األنشطة عدمية املنفعة مما يتيح لإلدارة فرصة إعادة توزيع‬
‫املوارد بصورة أفضل‪.‬‬
‫‪ -‬تعمل على قياس األداء بفعالية وبصورة أدق ‪,‬وحتديد مواطن اإلسراف ‪,‬وبذلك تعترب آلية للرقابة على‬
‫التكاليف وإدارهتا على املدى الطويل‪.‬‬
‫‪ -‬قياس الطلب على استخدام املوارد ‪,‬حيث أن هذا النظام حياول قياس ما استخدم من موارد على مستوى‬
‫‪1‬‬
‫املؤسسة ككل ‪,‬وجتزئة ذلك على مستوى كل نشاط فرعي ورئيسي داخل املؤسسة‪.‬‬

‫درويش حسناء ‪ .‬نظام التكاليف املبين على أساس األنشطة ‪ .‬وأمهيته يف مراقبة التسيري يف املستشفيات دراسة مقارنة القطاع العام و اخلاص ‪ .‬بتقرت ‪ .‬رسالة ماستر ‪.‬كلية العلوم‬
‫‪1‬االقتصادية و التجارية و العلوم التسيري‪ .‬ورقلة ‪.2011‬ص ‪87‬‬

‫‪50‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬ادارة اجلودة الشاملة‬


‫أ‪ -‬مفهوم ادارة اجلودة الشاملة‪:‬‬
‫* عرفها املعهد الفدرايل األمريكي للجودة على أهنا تأدية العمل الصحيح بشكل صحيح من أول مرة مع االعتماد‬
‫على التقييم العميل يف معرفة مدى حتسني األداء‪.‬‬
‫* أما دليل ادارة اجلودة الشاملة الصادر عن وزارة الدفاع األمريكية فقد عرف ادارة اجلودة الشاملة على أهنا‬
‫جمموعة من املبادئ االرشادية و الفلسفية اليت متثل التحسني املستمر ألداء املنظمة من خالل استخدام األساليب‬
‫االحصائية و املصادر البشرية لتحسني اخلدمات و املواد اليت يتم توفريها للمنظمة وكل العمليات اليت تتم يف التنظيم‬
‫و الدرجة اليت تتم فيها تلبية حاجات العميل يف الوقت احلاضر و املستقبل‪.‬‬
‫* تطوير وحتسني املهام إلجناز عملية ما ‪ ،‬إبتداء من املورد (املمول ) إىل املستهلك ( العميل ) حبيث ميكن إلغاء‬
‫‪.‬‬ ‫للعميل‬ ‫فائدة‬ ‫أي‬ ‫تضيف‬ ‫ال‬ ‫اليت‬ ‫املكررة‬ ‫أو‬ ‫ضرورية‬ ‫الغري‬ ‫املهام‬
‫* التركيز القوي والثابت على إحتياجات العميل ورضائه وذلك بالتطوير املستمر لنتائج العمليات النهائية لتقابل‬
‫‪2‬‬
‫متطلبات العميل‪.‬‬
‫ب‪ -‬أهداف اجلودة الشاملة وفوائدها‪:‬‬
‫‪.‬‬ ‫املستمر‬ ‫التطوير‬ ‫على‬ ‫وحتافظ‬ ‫تدعم‬ ‫بيئة‬ ‫خلق‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬إشراك مجيع العاملني يف التطوير ‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة وتطوير أدوات قياس أداء العمليات ‪.‬‬
‫‪ -‬تقليل املهام والنشاطات الالزمة لتحويل املدخالت ( املواد األولية ) إىل منتجات أو خدمات ذات قيمة للعمالء‪.‬‬
‫‪ -‬ا جياد ثقافة تركز بقوة على العمالء ‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني نوعية املخرجات ‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة الكفاءة بزيادة التعاون بني اإلدارات وتشجيع العمل اجلماعي ‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني الرحبية واإلنتاجية ‪.‬‬

‫‪ 1‬إمساعيل حجازي‪ ,‬معاليم سعاد حماسبة التكاليف احلديثة من خالل األنشطة ‪ .‬مرجع سبق ذكره‪ .‬ص‪25‬‬
‫مساليل حيضيه ‪ .‬امللتقى الوطين األول حول املؤسسة االقتصادية اجلزائرية و حتديات املناخ االقتصادي اجلديد ‪ 23/22‬أفريل ‪ 2003‬ادارة اجلودة الشاملة مدخل لتطوير امليزة‬
‫‪2‬للمؤسسة االقتصادية‪ .‬جامعة ورقلة‪ .‬ص‪175‬‬

‫‪51‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬تعليم اإلدارة والعاملني كيفية حتديد وترتيب وحتليل املشاكل وجتزئتها إىل أصغر حىت ميكن السيطرة عليها‪.‬‬
‫د‪ -‬مبادئ ادارة اجلودة الشاملة‪:‬‬
‫‪ -‬التخطيط االستراتيجي ‪ :‬أن وضع خطة شاملة تعتمد رؤيا ورسالة وأهداف واسعة سيمكن من صياغة‬
‫االستراتيجية ‪ ،‬ومن مث تسهل وضع السياسات والربامج يف ضوء حتليل معمق للبيئة الداخلية واخلارجية باعتماد‬
‫حتليل نقاط القوة والضعف يف البيئة الداخلية والفرص واملخاطر يف البيئة اخلارجية لغرض وضع اخلطط الشاملة‬
‫بالشكل الذي يوفر قابلية دعم للميزة التنافسية للمنظمة‪.‬‬
‫‪ -‬السناد والدعم ‪ :‬تذهب أمهية إسناد الدارة العليا إىل ابعد من جمرد ختصيص املوارد اللزمة ‪ ،‬إذ تضع كل منظمة‬
‫جمموعة أسبقيات ‪ ،‬فإذا كانت الدارة العليا للمنظمة غري قادرة على إظهار التزامها الطويل بدعم الربنامج فلن‬
‫تنجح يف تنفيذ إدارة اجلودة الشاملة‪.‬‬
‫‪ -‬التركيز على الزبون ‪ :‬الزبون هو املوجه يف إدارة اجلودة الشاملة ‪ ،‬وهنا لتقصري كلمة على الزبون اخلارجي الذي‬
‫حيدد جودة املنتوج ‪ ،‬بل متتد كلمة الزبون الداخلي الذي يساعد يف حتديد جودة الفراد والعمليات وبيئة العميل ‪،‬‬
‫لكوهنم الطراف الذين يقومون بإنتاج املنتوج ‪ ،‬ويشكل اهتمام الدارة العليا بالزبون الداخلي بوصفة الفرد الذي‬
‫يعت مد على خمرجات العامل ين اخلر ين يف األقسام األخرى يف املنظمة ضرورة مني ضروريات عميل اجلودة‬
‫الشاملة ‪ ،‬لن عدم االهتمام بالزبون وإغفال الدارة العليا له وعدم وصول التغذية العكسية له عني العمليات ونتائج‬
‫العمال اليت يقوم هبا سيشكل عوائق كبرية تقف أمام حتقيق رضاه‪.‬‬
‫‪ -‬التحسسني املستمر ‪ :‬يشمل التحسني املستمر كل مني التحسني اإلضايف والتحسني املعريف االبداعي اجلديد‬
‫بوصفها جزء مني العمليات اليومية وجلميع وحدات العميل يف املنظمة أن التحسني املستمر يف ظل إدارة اجلودة‬
‫الشاملة يتجلى يف قدرة التنظيم على تصميم وتطبيق نظام إبداعي حيقق باستمرار رضا تام للزبون ‪ ،‬من خالل‬
‫السعي املتواصل للوصول إىل األداء املثل من خالل حتقيق االيت‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز القيمة للزبون من خلل تقدمي منتجات جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تقليل اخلطاء ‪ ،‬الوحدات املعيبة ‪ ،‬الضياع‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني استجابة املنظمة وأداء وقت الدورة‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني اإلنتاجية والفاعلية يف استخدام مجيع املوارد‪.‬‬

‫الطاهر أبوطالب ‪ ،‬مراقبة التسيري يف قطاع البنوك ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ .‬ص‪11‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪52‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وهكذا ميكن أن يتحقق التحسني املستمر ليس فقط بواسطة تقدمي منتجات افضل ‪ ،‬بل أن تكون املنظمة اكثر‬
‫استجابة ‪.‬‬
‫‪ -‬التدريب والتطوير ‪ :‬ينظر إىل التدريب والتطوير املستمر على انه وسيلة لتنمية إمكانات الفراد كل ضمن‬
‫وظيفته مبا حيقق النجاز املثل ‪ ،‬والتدريب حيتل أمهية متميزة لنه سلسلة من النشطة املنظمة املصممة لتعزيز معرفة‬
‫الفراد‪.‬‬
‫‪ -‬املشاركة وتفويض الصالحية ‪ :‬يقصد باملشاركة وتفويض الصالحية للعاملني تفعيل دورهم بطريقة تشعرهم‬
‫باألمهية وحتقيق االستفادة الفعلية من إمكاناهتم واملشاركة املقصودة هنا هي املشاركة اجلوهرية ال الشكلية ‪ ،‬إذ‬
‫يفترض أن حتقق املشاركة أمرين ‪ :‬األول تزيد من إمكانية تصميم خطة افضل ‪ ،‬والثاين حتسن من كفاءة صنع‬
‫القرارات من خلل مشاركة العقول املفكرة اليت تعد العقول القريبة من مشاكل العمل وليس مجيع العاملني يف‬
‫املنظمة‪.‬‬
‫أما تفويض الصالحية ‪ ،‬فهي ال تعين فقط مشاركة الفراد بل جيب أن تكون مشاركتهم بطريقة متنحهم صوتا‬
‫حقيقيا عن طريق هياكل العمل والسماح للعاملني بصنع القرارات اليت هتتم بتحسني العمل داخل أقسامها اخلاصة ‪.‬‬
‫‪ -‬اختاذ القرارات على أساس احلقائق ‪ :‬ميثل مبدأ اختاذ القرارات على أساس احلقائق أحد املكونات اليت تركز عليها‬
‫إدارة اجلودة الشاملة ‪ ،‬ويتطلب تطبيقه االعتماد على تقنيات وموارد هتيئه القنوات اللزمة لتمكني الفراد وإيصال ما‬
‫ميتلكونه من معلومات تتحدث عن احلقائق إىل حيث جيب أن تصل هذه املعلومات لالستفادة منها يف حتقيق‬
‫اجلودة ‪.‬‬
‫تشكل املعلومات أساسا مهما يف فلسفة إدارة اجلودة الشاملة ‪ ،‬فتوافرها للدارات العليا خمتلف أنواعها‬
‫سيعكس مدى إمكانية هذه املنظمات من تطبيق إدارة اجلودة الشاملة ‪ ،‬أن أمهية املعلومات تتبلور يف توافر البيانات‬
‫املهمة‪ .‬للمنظمة ‪ ،‬كاملعلومات املالية اليت توضح للدارات العليا املوارد املالية اليت حتتاج إليها املنظمة فيما إذا طبقت‬
‫إدارة اجلودة الشاملة وما هي االستثمارات املطلوبة لتبين‬
‫هذه الفلسفة بالشكل الذي سيؤثر يف درجة االلتزام اليت ستبديها الدارات العليا حنو اختاذ قرار التطبيق هلذه‬
‫الفلسفة‪ .‬أن طبيعة العمل اجلديد تتطلب توافر املعلومات الضرورية ملختلف العاملني مبا يوسع آفاقهم وتطلعاهتم‬
‫على وفق املهام اجلديدة اليت ألغتها إدارة اجلودة الشاملة على عاتقهم ‪.‬فاملنهج العلمي الصحيح الذي تسري عليه‬
‫إدارة اجلودة الشاملة يف حل املشاكل يكون ذا فائدة كبرية هلا لنه ميثل إمكانية إجراء التحسينات الالحقة للعملية‬

‫‪53‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وللجودة بعد توافر املعلومات اللزمة لنجاز هذه التحسينات ومبشاركة العاملني كافة مبا جيعل نشاط املنظمة فعال‬
‫ومؤثرا‪.‬‬
‫ج‪ -‬أمهية ادارة اجلودة الشاملة‪:‬‬
‫‪ -‬ختفيض التكلفة وزيادة االنتاجية‪.‬‬
‫‪ -‬اجلودة تؤدي اىل حتقيق رضا املستهلك و تقدمي األفضل من السلع و اخلدمات‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيق ميزة تنافسية وعائد مرتفع‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية الشعور بوحدة اجملموعة وعمل الفريق و الثقة املتبادلة بني األفراد و الشعور باالنتماء يف بيئة العمل‪.‬‬
‫‪ -‬حتسني السمعة الطيبة للمنظمة يف نظر العمالء العاملني‪.‬‬
‫‪ -‬منهج شامل للتغيري بعيد عن النظام التقليدي املطبق على شكل اجراءات و قرارات‪.‬‬
‫‪ -‬تغيري سلوكيات أفراد املؤسسة جتاه مفهوم اجلودة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬متكن من القيام بعملية مراجعة و تقييم لألداء بشكل مستمر‪.‬‬

‫‪ 1‬مساليل حيضيه‪ .‬امللتقى الوطين األول حول املؤسسة االقتصادية اجلزائرية و حتديات املناخ االقتصادي اجلديد‪.‬مرجع سبق ذكره‪.‬ص ‪. 20-21‬‬

‫‪54‬‬
‫دور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة‪:‬‬
‫تتكفل وظيفة مراقبة التسيري بقياس األعمال اليت يقوم هبا املرؤوسني و كذلك مساعدة املسؤولني يف‬
‫املؤسسة على إختاذ القرارات‪ ,‬و هذا من خالل توجيههم و تصحيح االخطاء املرتكبة من طرف التسيري و حتسني‬
‫املردودية و توجيه املؤسسة إىل ما تسعى إليه يف املستقبل من أهداف و إستراتيجيات ‪.‬‬
‫و لتصميم نظام مراقبة التسيري و ادماجه باملؤسسة جيب تتبع جمموعة من املراحل اليت تبدأ من دراسة احمليط‬
‫العام و اخلاص للمؤسسة و تنتهي باقتراح نظام مراقبة التسيري و متابعته‪.‬‬
‫و لضمان فعالية هذا النظام يقوم مراقب التسيري أثناء أداء وظيفته بإتباع عدة طرق و أساليب حيت حيصل‬
‫علي ما حيتاجه من معلومات من بينها احملاسبة التحليلية ‪ ,‬املوازنات التقديرية لوحة القيادة و األدوات الكمية‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫متهيد‪:‬‬
‫بعد االنتهاء من الدراسة النظرية لوظيفة مراقبة التسيري و أساسيات األداء ‪،‬سوف حناول اسقاط ذلك على‬
‫واقع ״ بنك الفالحة و التنمية الريفية(‪(BADR‬״ بوكالة سيدي خلضر لتكون حقال لدراسة ميدانية من خالل‬
‫دراسة دور مراقبة التسيري يف حتسني أداء هذه املؤسسة‪.‬‬
‫حيث سنحاول أوال اعطاء بطاقة تعريفية حول بنك الفالحة و التنمية الريفية مث بعد ذلك سوف نتطرق اىل‬
‫واقع نظام مراقبة التسيري داخل بنك الفالحة و التنمية الريفية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪BADR‬‬ ‫املبحث األول ‪ :‬تقدمي بنك الفالحة والتنمية الريفية‬


‫املطلب األول ‪ :‬حملة عن بنك الفالحة والتنمية الريفية‬
‫يعترب من احدث البنوك نشأة‪ ،‬قد تأسس مبوجب املرسوم ‪ 106/82‬احملدد بتاريخ ‪ 1982/03/13‬فهو مؤسسة‬
‫تنتمي اىل القطاع العمومي واملتخصصة يف متويل القطاع ألفالحي واألنشطة املختلفة يف الريف ‪ ،‬وذلك قصد‬
‫تطوير الريف وتطوير اإلنتاج الغذائي الزراعي واحليواين على الصعيد الوطين كما يعترب بنك ودائع وقد توسعت‬
‫دائرة هذا االختصاص بدخول البالد نظام اقتصاد السوق وتضاعف نشاطه فبعدما كان يتكون من ‪ 140‬وكالة‬
‫متنازل عنها من طرف البنك الوطين اجلزائري اصبح حاليا يضم حوايل ‪ 285‬وكالة موزعة على القطر اجلزائري‬
‫عامل بني اطار وموظف ونظرا لكثافة شبكته وامهيته فانه قد مت‬ ‫‪7000‬‬ ‫وكالة جهوية وهو يشغل حوايل‬ ‫و‪31‬‬

‫تصنيف بنك الفالحة و التنمية الريفية يف املركز االول يف البنوك التجارية من طرف جملس "قاموس البنك" طبعة‬
‫‪ 2001‬كما انه حيتل ‪ 668‬من بني ‪ 4100‬يف ترتيب البنوك على املستوى العاملي ‪.‬‬
‫شارع عمريوش ‪ ،‬الذي هو عبارة عن شركة مسامهة براس مال قدره‬ ‫‪17‬‬ ‫موقعه الرئيسي باجلزائر العاصمة‬
‫‪00/11640‬ب‪.0‬‬ ‫ثالثة وثالثون مليار‪ )33000000000.00‬دج املسجلة بالسجل التجاري للجزائر العاصمة حتت رقم‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مهام بنك الفالحة والتنمية الريفية‬
‫ان لبنك الفالحة والتنمية الريفية ادوار متعددة يف النشاط االقتصادي وهذا ما جيعل منه البنك االول يف‬
‫ترتيب البنوك التجارية باإلضافة اىل دفع مرتبات العمال املعتمدين لديه ومنح األجل‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع القطاعات الفالحية وترقية العامل الريفي القروض مبختلف اشكاهلا‪.‬‬
‫‪ -‬يعمل البنك على حتقيق التوازن يف االقتصاد الوطين وجتنيبه يف كل مرة من ظاهرة التضخم‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع االستثمارات من خالل منح القروض مبختلف انواعها قصرية‪ ،‬متوسطة‪ ،‬وطويلة األجل‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع االستثمارات من خالل منح القروض مبختلف انواعها قصرية ومتوسطة وطويلة‪.‬‬
‫‪ -‬متيل بعض النشاطات التجارية ذات االمهية البارزة‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ الودائع للزبائن وصيانتها‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة املواطن والزبون يف أي عملية يقوم هبا‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬حماربة البطالة من خالل عملية منح القروض متعددة االشكال كما يساهم البنك يف عملية التنمية احمللية من‬
‫خالل قبوله لودائع الزبائن عرب دفاتر االدخار او غريه من عمليات االيداع‪.‬‬
‫أ‪ -‬بنك متخصص‪:‬‬
‫مهمته متويل القطاع الفالحي واالنشطة املختلفة يف الريف وذلك بقصد تطوير الريف عرب انشطته املختلفة‪.‬‬
‫ب‪ -‬بنك التنمية‪:‬‬
‫مينح قروض متوسطة األجل هتدف إىل تكوين او حتديد راس املال الثابت وهو يعطي امتياز للمهن الفالحية‬
‫والريفية‪ ،‬مينحها قروض بشروط اسهل (سعر فائدة اقل وضمانات أحق مما يفعله مع غريها)‪.‬‬
‫ج‪ -‬بنك فالحي‪:‬‬
‫يتميز بانه يف نفس الوقت بنك ودائع يقبل الودائع التجارية منم اي شخص معنوي او مادي ويقرض األموال‬
‫ألجال خمتلفة‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬التوجيهات الكربى للمستقبل و اهليكل التنظيمي لبنك الفالحة و التنمية الريفية‬
‫‪ -1‬التوجيهات الكربى للمستقبل‬
‫من اجل ضمان مكانة لبنك الفالحة والتنمية الريفية بصفة دائمة حددت مديرية البنك جمموعة معينة من‬
‫التوجيهات ويندرج ضمن هذه التوجيهات خيار اعادة التمركز السترجاعه اىل تطلعه االويل اال وهو متويل التنمية‬
‫الفالحية والريفية وتتضح هذه اخلطوط االولية فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬احملاور االستراتيجية الكربى للنشاطات‪:‬‬
‫اهلدف من اعادة متركز البنك هو التمويل‪ ,‬ومن اولويات تركيز اجلهود على تطبيق صيغ مناسبة للتميل‬
‫وتوجيهها حنو االنشطة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬قطاع الفالحة يف االعلى واالسفل ‪.‬‬
‫‪ -‬قطاع الصيد البحري واملوارد البحرية‪.‬‬
‫‪ -‬متويل الربامج الريفية‪.‬‬
‫‪ -‬يوجه بنك الفالحة والتنمية الريفية نشاطه كذلك يف جمال متويل التنمية حنو اجناز املشاريع اليت تدعمها السلطات‬
‫العمومية ومن بينها‪:‬‬
‫* القروض املوجهة حنو تشغيل الشباب يف القطاعات االستراتيجية للبنك‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫* القروض املوجهة للخواص اهلادفة خللق نشاطات يف املناطق الريفية‪.‬‬


‫* القروض املوجهة لبناء املساكن الريفية يف اطار طلب قابل للتسديد ومدعم من طرف اهليئة والصندوق الوطين‬
‫للسكن‪.‬‬
‫* القروض املوجهة للمهن احلرة (حمامون‪ ,‬أطباء ‪,‬صيادلة ‪....‬اخل)‪.‬‬
‫ب‪ -‬مرجعية النشاطات االستراتيجية‪:‬‬
‫لقد حددت حماور النشاطات االستراتيجية اليت يركز عليها البنك لتمويلها مستقبال جديدة سنكتفي بذكر‬
‫البعض منها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬الفالحة االساسية والنشاطات التابعة هلا‪.‬‬
‫‪ -‬الصيد وتربية املائيات االساسية والنشاطات امللحقة هبا‪.‬‬
‫‪ -‬صناعة العتاد الفالحي‪.‬‬
‫‪ -‬الصناعة الغذائية الفالحية االساسية‪.‬‬
‫وبصفة عامة كل النشاطات اليت تساهم يف تنمية العامل الريفي‪.‬‬
‫‪ -2‬اهليكل التنظيمي لبنك الفالحة و التنمية الريفية‬
‫يأخذ اهليكل التنظيمي شكال هرميا حيث يرتكز على شبكة واسعة من الوكاالت اليت تتوزع على كافة‬
‫وكالة يشرف على هذه الوكاالت الفروع اليت تتوىل مهمة‬ ‫‪285‬‬ ‫التراب الوطين للتقرب أكثر من زبائنه حيث‬
‫التنظيم و التسيري و اليت يبلغ عددها ‪ 18‬مديرية ‪.‬أنظر الشكل ‪ 8‬تتخصص كل واحدة يف مهمة معينة ‪.‬‬

‫الشكل ‪ :1-3‬اهليكل االداري لبنك الفالحة و التنمية الريفية‬

‫‪59‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املدير العام‬

‫املفتشية العامة‬ ‫أمانة املديرية‬

‫مديرية الشؤون الدولية‬ ‫اللجنات‬

‫اجملالس‬ ‫اجملالس‬

‫املديرية العامة املساعدة‬ ‫املديرية العامة املساعدة‬ ‫املديرية العامة املساعدة‬ ‫قسم الشؤون الدولية‬
‫للموارد و القروض و‬ ‫لإلعالم االيل و احملاسبة و‬ ‫لإلدارة و الوسائل‬
‫التحصيل‬ ‫اخلزينة‬

‫مديرية متويل املؤسسات‬ ‫مديرية املستخدمني‬ ‫مديرية العمليات التقنية مع‬


‫مديرية االعالم االيل‬
‫الكربى‬ ‫اخلارج‬
‫املركزي‬

‫مديرية متوبل املؤسسات‬ ‫مديرية اعادة تأهيل املوارد‬ ‫مديرية العالقات الدولية‬
‫مديرية االعالم االيل شبكة‬
‫املتوسطة و الصغرية‬ ‫االستغالل‬ ‫البشرية‬

‫مديرية متويل النشاطات‬ ‫مديرية االرسال عن بعد‬ ‫مديرية التنظيم الدراسات‬


‫مديرية املراقبة و‬
‫الفالحية‬ ‫وصيانة االعالم االيل‬ ‫القانونية و املنازعات‬
‫االحصائيات‬

‫مديرية التسويق‬ ‫مديرية احملاسبة العامة‬ ‫مديرية املسائل العامة‬


‫و التنمية‬
‫فروع‬

‫مديرية املتابعة‬ ‫مديرية اخلزينة‬ ‫مديرية تقدير املراقبة‬


‫و التحصيل‬ ‫وكاالت‬
‫املصدر‪ :‬بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة سيدي خلضر مستغامن‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من خالل هذا املخطط نالحظ أن بنك الفالحة و التنمية الريفية يتكون من املدير العام الذي يكون متصل‬
‫مباشرة باألمانة العامة و املفتشية العامة‪ ،‬اللجنات ‪ ،‬اجملالس‪ ،‬مديرية الشؤون الدولية‪ .‬و من مث تأيت املديريات‬
‫الرئيسية كاملديرية العامة املساعدة لإلدارة و الوسائل و املديرية العامة املساعدة لإلعالم االيل و احملاسبة و اخلزينة و‬
‫املديرية العامة املساعدة للموارد و القروض و التحصيل و اليت تتفرع اىل عدة مديريات أخرى ‪ .‬و يف األخري نصل‬
‫اىل أن بنك الفالحة و التنمية الريفية يتكون من مديريات و وكاالت ‪.‬‬
‫ومتثل كل من املديرية و الوكالة وحدات االستغالل يف البنك ويتمثل نشاط كل منها يف مايلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬املديرية‪:‬‬
‫تقوم مبهمة توجيه و تنسيق و مراقبة مجيع الوكاالت البنكية التابعة هلا و هلا مسؤولية أمام االدارة التنفيذية‬
‫للمهام املخولة هلا ومن هذه املهام ‪:‬‬
‫‪ -‬التنسيق بدقة نشاط الوكالة لتحقيق اهلدف‪.‬‬
‫‪ -‬ترخيص عمليات التمويل ومراقبة استعمال القروض‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي قروض مباشرة للزبائن‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي لإلدارة العامة دوريا تقارير عامة على نشا\ الوكاالت التابعة هلا‪.‬‬
‫ب‪ -‬الوكالة‪:‬‬
‫تعترب الوكالة خلية الرقابة القاعدية الستغالل البنك ‪ .‬وينحصر عملها يف تلبية حاجيات زبائنها و حتقيق‬
‫العمليات البنكية للزبائن احملليني يف أحسن الظروف و من املهام املخولة للوكالة‪:‬‬
‫‪ -‬جتسيد على الصعيد احمللي السياسة املوضوعة من طرف االدارة العليا وخاصة فيما خيص تقدمي‬
‫القروض‪.‬‬
‫‪ -‬معاجلة مجيع العمليات الكالسيكية للبنك مثل الصندوق و احملفظة‪.....‬اخل‬
‫‪ -‬تقدمي يف كل ثالثي تقرير حول العمليات اليت تقوم هبا املديرية ‪.‬‬
‫يشرف على بنك الفالحة و التنمية الريفية املدير العام ويساعده نائبان حيث يشكل الثالثة اهليئة العليا‬
‫للبنك‪ .‬كما حيتوي اهليكل التنظيمي لبنك الفالحة و التنمية الريفية على مديريات رئيسية و أخرى فرعية ‪ .‬حيث‬
‫تتمثل املديريات الرئيسية يف‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫* قسم الشؤون الدولية ‪ :‬يهتم مبختلف العمليات التقنية اليت تتم مع اخلارج باإلضافة اىل مراقبة خمتلف االحصائيات‬
‫اليت يقوم هبا البنك ‪.‬‬
‫* املديرية العامة املساعدة لإلدارة والوسائل‪ :‬هتتم هذه املديرية باملوارد البشرية باإلضافة اىل الوسائل العامة وكذا‬
‫األمور املتعلقة بالتنظيم و الدراسات القانونية و املنازعات‪.‬‬
‫* املديرية العامة املساعدة لإلعالم االيل و احملاسبة و اخلزينة‪ :‬ختتص هذه املديرية باإلعالم و االتصال باإلضافة اىل‬
‫اخلزينة و احملاسبة العامة و اليت سنتطرق اليها بالتفصيل فيما بعد‪.‬‬
‫* املديرية العامة املساعدة للموارد و القروض و التحصيل‪ :‬هتتم هذه املديرية مبختلف مصادر التمويل و كذا قنوات‬
‫توزيع هذه القروض‪.‬‬
‫ج‪ -‬مديرية احملاسبة العامة‪:‬‬
‫مديرية مالية حماسبية‬ ‫‪DCG‬‬ ‫يف اهليكل التنظيمي لبنك الفالحة و التنمية الريفية تعترب مديرية احملاسبة العامة‬
‫ختتص بالضبط احملاسيب لعمليات البنك و التسيري املايل كما أهنا تقوم بعدة مهام نذر منها‪:‬‬
‫‪ -‬مسك حماسبة البنك مبا يناسب قواعد املهنة ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على مراقبة سالمة العمليات املسجلة عن طريق الوثائق احملاسبية‪.‬‬
‫‪ -‬وضع نظام مراقبة التسيري ‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بأعمال اجلرد و االقفال احملاسيب يف هناية السنة ‪.‬‬
‫‪ -‬اعداد قوائم مالية سنوية و أخرى شهرية‪.‬‬
‫و فيما يلي سنعرض اهليكل التنظيمي ملديرية احملاسبة العامة ‪: DCG‬‬

‫‪62‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشكل ‪ : 2-3‬اهليكل التنظيمي ملديرية احملاسبة العامة ‪DCG‬‬

‫االدارة العامة‬

‫سكريتاريا‬ ‫املصلحة العامة‬

‫مديرية فرعية للمحاسبة‬ ‫مديرية فرعية للمراقبة‬


‫و احملاسبة‬

‫مصلحة العملة الصعبة‬ ‫مصلحة ارتباط الفروع‬

‫مصلحة الضرائب‬ ‫مصلحة املوجودات‬

‫مصلحة امليزانية‬ ‫مصلحة التعهدات‬

‫مصلحة الزبائن‬

‫املصدر‪ :‬بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة سيدي خلضر مستغامن‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من خالل هذا الشكل نالحظ أن املديرية العامة احملاسبية تنقسم اىل فرعني‪:‬‬
‫‪ -1‬مديرية فرعية للمحاسبة‪ :‬حتتوي هذه املديرية على أربعة مصاحل‪.‬‬
‫‪ -1-1‬مصلحة العملة الصعبة‪ :‬تعمل هذه املصلحة على تسيري حسابات الزبائن املمسوكة بالعملة األجنبية ويف‬
‫مهامها جند ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مراقبة احلسابات اليومية‪.‬‬
‫‪ -‬حسابات الفوائد و ترصيد احلسابات‪.‬‬
‫‪ -‬اعداد كشوفات الفوائد و تصفية احلسابات‪.‬‬
‫‪ -2-1‬مصلحة الضرائب‪ :‬تقوم هذه املصلحة بتحديد الوعاء الضرييب و التصريح به ومن أهم الضرائب‬
‫املسرية من طرف هذه املصلحة هي‪:‬‬
‫‪ -‬الرسم على النشاطات التجارية و الصناعية ‪.Tail‬‬
‫‪ -‬الرسم على القيمة املضافة ‪. TVA‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪IBS‬‬ ‫‪ -‬أرباح الشركات‬
‫‪ -3-1‬مصلحة امليزانية ‪ :‬تعمل هذه املصلحة على املتابعة احلسابات املركزية عند السنة املالية ويقوم بإعداد‬
‫وثيقة للحالة الشهرية يف شكل ميزانية موجهة لبنك اجلزائر تدعى منوذج ‪ 10‬و جند هبذه املصلحة قسمني مها قسم‬
‫للحالة الشهرية و قسم احلسابات الشهرية‪.‬‬
‫‪ -4-1‬مصلحة الزبائن‪ :‬هذه املصلحة هلا عالقة مباشرة مع مركز متابعة حسابات الزبائن وهكذا يتم ترتيب‬
‫فئة الزبائن حتت شكل حسابات‪.‬‬
‫‪ -2‬مديرية فرعية ملراقبة احملاسبة‪ :‬حتتوي هذه املديرية على ‪ 3‬مصاحل تتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -1-2‬مصلحة ارتباط الفروع‪ :‬تن حساب مصلحة ارتباط الفروع هو حساب مركزي مجاعي يظهر يف دفتر‬
‫األستاذ للمديرية العامة حبساب ‪.37‬‬
‫‪ -2-2‬مصلحة املوجودات‪ :‬هذه املصلحة مكلفة باتباع حسابات البنك و تتم معاجلة دفتر األستاذ املرسل من‬
‫طرف املديريات اجلهوية ملختلف الوكاالت التابعة لكل فرع كما تقوم حبساب و مراقبة الشيكات املرسلة من بنك‬
‫اجلزائر و تقصد باملوجودات املادية و املالية‪....‬اخل‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -3-2‬مصلحة التعهدات‪ :‬يتم يف هذه املصلحة معاجلة الدفتر املتعلق باحلسابات اجلارية للمؤسسات العمومية‬
‫و اخلاصة يف حالة وجود فوارق يتم تسجيل هذه الفوارق لكل وكالة و ترسل اىل الفرع لتسويتها و كذلك نفس‬
‫األمر للحسابات املتعلقة و اخلاصة بالسكن و احلسابات بدون فائدة و حسابات استرجاع البنك الوطين اجلزائري‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬واقع مراقبة التسيري يف بنك الفالحة و التنمية الريفية و أمهيتها يف حتسني أداء‬
‫البنك‬
‫املطلب األول‪ :‬واقع مراقبة التسيري يف بنك الفالحة و التنمية الريفية‬
‫تعترب وظيفة مراقبة التسيري حديثة النشأة يف املؤسسات املالية و البنكية اجلزائرية وباعتبارها وسيلة و أداة‬
‫فعالة تساعد املسريين أو املسؤولني على اختاذ القرارات املناسبة يف الوقت املناسب فقد بدأ بنك الفالحة و التنمية‬
‫الريفية يف استعماهلا وذلك من خالل أداة لوحة القيادة اليت تطبق يف قسم احلسابات املركزية ملصلحة امليزانية‬
‫املتواجدة يف املديرية الفرعية للمحاسبة العامة حيث يسمح تطبيق هذه األداة ب‪:‬‬
‫‪ -‬وضع لوحة قيادة موجهة لإلعالم الدائم للمديرية العامة لوضعية البنك ‪ .‬و هبذا تساعد على اختاذ القرارات يف‬
‫الوقت املناسب‪.‬‬
‫‪ -‬هيكلة ودائع الزبائن (ودائع حتت الطلب وودائع ألجل ) و التحويالت ( القرض الفالحي و السلفيات و قروض‬
‫أخرى) لألجل القصري و املتوسط أو الطويل مل تتبلور مراقبة التسيري حىت االن يف صيغتها النهائية حيث مازالت‬
‫تعتمد على أداة واحدة من أدواهتا التسيريية و املتمثلة يف لوحة القيادة وقد اعتمدت هذه األداة ( لوحة القيادة ) يف‬
‫البنك من أجل‪:‬‬
‫* مراقبة نشاط البنك وفق مراكز املسؤولية‪.‬‬
‫* مراقبة شبكة انتقال املعلومات من األسفل ( املديريات الفرعية ) اىل األعلى ( املديرية العامة)‪.‬‬
‫* حتقيق التقارب و االنسجام بني األهداف احملددة من طرف خمتلف مستويات السلطة أو التنظيم‪.‬‬
‫* حتليل االحنرافات بني األهداف السنوية و النتائج احملققة و املسامهة يف اجياد احللول سواء يف تصحيح اهلدف‬
‫أو اجياد بديل له‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫املطلب الثاين‪ :‬أدوات مراقبة التسيري املطبقة يف البنك‬


‫يف تطبيقه لنظام مراقبة التسيري على أداة واحدة باعتبارها‬ ‫‪BADR‬‬ ‫يعتمد بنك الفالحة و التنمية الريفية‬
‫شاملة ملختلف األدوات األخرى وكذا كوهنا أداة للتسيري القصري املدى و املتمثلة يف لوحة القيادة ‪.‬‬
‫‪ -1‬لوحة القيادة كأداة لتطبيق نظام مراقبة التسيري يف البنك‪:‬‬
‫توضع لوحة القيادة حتت تصرف رؤساء مراكز املسؤولية مهما كان موقعهم اهلرمي وهي تسمح ب‪:‬‬
‫* احلصول على املعلومات العامة‪ :‬املعلومات احملصل عليها ليست غاية يف حد ذاهتا ولكنها وسيلة لضمان‬
‫النج اح االقتصادي و االجتماعي للبنك و جيب أن تقدم يف وقت وجيز و تكون عبارة عن أرقام و تعاليق ( وعادة‬
‫مبنحنيات بيانية)‪ .‬وتبني اذا كان البنك يتحسن و مستقر أو ينحدر اىل األسوء‪.‬‬
‫* حتضري القرارات املستقبلية ومراقبة تنفيذ هذه القرارات ‪.‬‬
‫* قياس أداء املراكز بالنسبة لألهداف املسطرة‪.‬‬
‫* القيام باإلجراءات التصحيحية‪.‬‬
‫أ‪ -‬مبادئ و أساسيات لوحة القيادة‪:‬‬
‫‪ -‬بعد اعداد الربامج جيب على كل مسؤول مديرية فرعية ضمان حتقيق برناجمه يف اطار عمله فاذا الحظت املديرية‬
‫العامة أن الربنامج يتحقق بطريقة عادية و أن النتائج مطابقة للتقديرات فليست يف حاجة للتدخل وال ميكن أن حيدد‬
‫املسري مع مسؤوله اهلرمي القرارات التصحيحية الواجب القي ام هبا اال اذا أفاد حتليل النتائج عن وجود احنراف سببه‬
‫أخطاء تسيريية‪.‬‬
‫‪ -‬على مستوى املديرية املركزية حيدد يف النهاية ملخصا عن النشاط احملقق منذ بداية السنة ويف هناية كل شهر‬
‫وثائقا تقارن التقديرات بالواقع‪.‬‬
‫‪ -‬لوحة قيادة حسابات االستغالل تضم نتائج االستغالل املقدرة و احلقيقية كما تأخذ يف احلسبان االيرادات و‬
‫النفقات احلقيقية و املقدرة و من مث حتديد االحنرافات‪.‬‬
‫‪ -‬جيب أن تقترب النتيجة العامة الستغالل البنك املقدرة اىل النتائج احملاسبية اليت تقيم املخزونات و خمتلف النفقات‬
‫على أساس سعر التكلفة احلقيقي‪.‬‬
‫‪ -‬لوحة القيا دة جيب أن تضم خمتلف املعطيات االقتصادية و املالية و االجتماعية فهي تبني التنبؤات مث التحقيق و‬
‫بعدها الوضعية احلالية و تفسر أسباب االحنرافات اهلامة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬لوحة القيادة هي وسيلة التسيري يف املدى القصري للبنك ‪.‬‬


‫ب‪ -‬مؤشرات لوحة القيادة‪:‬‬
‫تتكون لوحة القيادة املطبقة يف بنك الفالحة و التنمية الريفية من عدد حمدود من املؤشرات وميكن هلذه‬
‫األخرية أن تأخذ شكل‪:‬‬
‫‪ -‬قيم مطلقة ( رقم أعمال شهري و ثالثي و سداسي) موضحة يف شكل جداول‪.‬‬
‫‪ -‬كما ميكن أن تكون على شكل نسب‪.‬‬
‫‪ -‬منحنيات بيانية تكون مفسرة للجداول وكذا النسب‪.‬‬
‫وميكن أن تكون هناك مؤشرات ال مركزية (على مستوى الوكاالت)كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مؤشرات املوارد‪:‬‬
‫* املوارد العادية‪ :‬تتضمن احلسابات اجلارية ‪ .‬حسابات الشيكات‪ .‬الدائنني املختلفني‪.....‬اخل‪.‬‬
‫* املوارد املكافئ عليها ‪ :‬وتتضمن حسابات الودائع البنكية بالدينار القبل للتحويل كما تتضمن أيضا‬
‫احلسابات الدفترية‪.‬‬
‫‪ -‬مؤشرات االستخدامات ‪:‬‬
‫* استخدامات مباشرة قصرية األجل‪ :‬و تشمل خمتلف أنواع طرق التمويل املستعملة من طرف بنك الفالحة و‬
‫التنمية الريفية ‪ BADR‬لألجل القصري باإلضافة اىل املدينني اخرين‪.‬‬
‫* استخدامات متوسطة و طويلة األجل‪ :‬وتضم ما يلي ‪:‬‬
‫‪ --‬خمتلف أنواع التحويالت املتوسطة و طويلة األجل‪.‬‬
‫‪ --‬مؤشرات التعهدات خارج امليزانية و اعتمادات بالقبول و اعتمادات بالضمان‪.‬‬
‫‪ --‬مؤشرات املنتوجات‪ :‬و تتمثل يف العمالت و مداخيل اخلزينة و مداخيل متويل الصندوق‪.‬‬
‫‪ --‬مؤشرات التكاليف‪ :‬مكافأة الودائع و تكاليف اخلزينة و اخلدمات واألجور و املؤونات و‬
‫االهتالكات‪.‬‬
‫ج‪ -‬مؤشرات تسيري احلسابات‪:‬‬
‫تتمثل يف عدد احلسابات املفتوحة و عدد احلسابات املغلقة و عدد احلسابات بدون حركة و عدد احلسابات‬
‫غري املنتجة و عدد أخطاء الصندوق باإلضافة اىل‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬مؤشرات التسيري احملاسيب‪ :‬وتتمثل يف ‪:‬‬


‫* اليوميات احملاسبية غري املرسلة‪.‬‬
‫* عدد الكتابات احملاسبية غري مراقبة بشكل كايف‪.‬‬
‫‪ -‬مؤشرات نوعية اخلدمات ‪ :‬وتتمثل يف‪:‬‬
‫* عدد احتياجات الزبائن‪.‬‬
‫* عدد ملفات التمويل رهن الدراسة‪.‬‬
‫* عدد زيارات الزبائن‪/‬الدعاية االشهارية‪.‬‬
‫‪ -‬مؤشرات أخرى ‪:‬‬
‫* عدد املستخدمني و عدد ساعات الغيابات و مصاريف املستخدمني‪/‬العمالت‪.‬‬
‫* معدالت االستغالل و انتاجية رؤوس األموال املتداولة ‪/‬عدد املستخدمني‪.‬‬
‫* الناتج الصايف املتوسط و الناتج الصايف للبنكي‪.‬‬
‫وميكن تبيان منوذج عن لوحات القيادة الالمركزية ( الوكاالت) يف اجلداول املوالية‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ :‬لوحة قيادة املوارد و االستخدامات‬ ‫‪1-3‬‬ ‫جدول‬


‫احنراف الشهر‬ ‫األهداف احملققة‬ ‫األهداف‬
‫النتائج‬ ‫النتائج‬
‫‪%‬‬ ‫املبلغ‬ ‫احملققة يف ‪%‬‬ ‫احملققة‬ ‫األهداف‬ ‫األهداف‬ ‫األهداف‬ ‫املؤشرات‬
‫الشهر‬ ‫يف السنة‬ ‫املتراكمة‬ ‫الشهرية‬ ‫السنوية‬

‫املوارد‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬موارد عادية‬
‫‪ -‬موارد مكافئ عليها‬

‫‪2‬‬
‫االستخدامات‬
‫‪ -‬استخدامات مباشرة‬
‫على املدى القصري‪.‬‬
‫‪ -‬استخدامات على‬
‫املدى املتوسط وطويل‬
‫األجل الغري مسدد‬
‫امجايل هامش التمويل‬ ‫‪3‬‬

‫تعهدات خارج‬ ‫‪4‬‬

‫امليزانية‬
‫‪5‬‬

‫الفائض ‪ /‬عجز اخلزينة‬

‫‪ -‬املصدر‪ :‬بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة سيدي خلضر‬

‫‪69‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫من خالل هذا اجلدول نالحظ أنه يتم دراسة و حساب املوارد و االستخدامات و امجايل هامش التمويل و‬
‫تعهدات خارج امليزانية و الفائض ‪ /‬عجز اخلزينة‪ .‬و مقارنة النتائج املتحصل عليها باألهداف املسطرة سابقا و من‬
‫مث استخراج احنراف الشهر الذي من خالله نتعرف على وضعية املؤسسة ان كانت تسري يف الطريق الصحيح أو ال‪.‬‬
‫‪ -2‬لوحات القيادة املساعدة‪:‬‬
‫ميكن اعتبارها لوحات قيادة مركزية خاصة باملديرية العامة كوهنا تعرب على الوضعية االمجالية للبنك وهذا‬
‫من خالل حوصلة النتائج و املعلومات املسجلة يف لوحات القيادة لكل وكالة يف لوحة قيادة واحدة و تنقسم‬
‫لوحات القيادة املساعدة اىل أربعة أنواع وهي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬لوحة القيادة املساعدة لالستخدامات واملوارد حسب كل وكالة‪:‬‬
‫هذا النوع يهتم فقط باالستخدامات و املوارد احملققة من طرف كل وكالة مقارنة باألهداف السنوية و‬
‫الشهرية املنتظر حتقيقها و تستعمل يف هذا النوع من لوحات القيادة املؤشرات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬املوارد ‪ :‬املوارد العادية و املوارد املكافئ عليها‪.‬‬
‫‪ -‬االستخدامات‪ :‬استخدامات مباشرة قصرية األجل و استخدامات مباشرة متوسطة و طويلة األجل‪.‬‬
‫‪ -‬التعهدات خارج امليزانية‪.‬‬ ‫‪ -‬الغري مسدد‬

‫و سنبني هذه املؤشرات يف اجلدول التايل باختصار‪:‬‬

‫‪70‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اجلدول ‪ :2-3‬لوحة القيادة املساعدة لالستخدامات واملوارد حسب كل وكالة‬


‫استخداما استخداما‬ ‫الوكاالت‬
‫موارد‬ ‫التزامات‬ ‫ت مباشرة‬ ‫ت‬ ‫موارد‬
‫عادية‬ ‫خارج‬ ‫االستخداما‬ ‫الغري‬ ‫طويلة و‬ ‫مباشرة‬ ‫مكافئ‬ ‫املوارد‬ ‫اسم‬ ‫رقم‬
‫امليزانية‬ ‫ت‬ ‫مسدد‬ ‫قصرية‬ ‫قصرية‬ ‫عليها‬ ‫الوكالة‬ ‫الوكا‬
‫األجل‬ ‫األجل‬ ‫لة‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪253‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪256‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪290‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪294‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪426‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪457‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪513‬‬

‫امجايل‬
‫البنك‬
‫‪ -‬املصدر ‪ :‬بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة سيدي خلضر‬

‫‪71‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يتم التحقق من االستخدامات و املوارد احملققة من طرف كل وكالة ومقارنتها‬ ‫‪2-3‬‬ ‫من خالل اجلدول رقم‬
‫باألهداف السنوية و الشهرية املنتظر حتقيقها و تستعمل يف هذا النوع من لوحات القيادة مؤشرين مها املوارد‬
‫بنوعيها املوارد العادية و املوارد املكافئ عليها و االستخدامات (استخدامات مباشرة قصرية األجل و استخدامات‬
‫مباشرة متوسطة و طويلة األجل)‪.‬‬

‫اجلدول ‪ : 3-3‬لوحة قيادة حسابات االستغالل‬


‫احنراف الشهر‬ ‫األهداف احملققة‬ ‫األهداف‬ ‫املؤشرات‬
‫النتائج‬ ‫األهداف األهداف األهداف النتائج احملققة‬
‫‪%‬‬ ‫املبلغ‬ ‫‪%‬‬ ‫املتراكمة‬ ‫يف الشهر‬ ‫املتراكمة‬ ‫الشهرية‬ ‫السنوية‬
‫النواتج‬ ‫‪6‬‬

‫املصاريف‬ ‫‪7‬‬

‫النتيجة‬
‫االمجالية‬
‫لالستغالل‬
‫‪ -‬املصدر ‪ :‬بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة سيدي خلضر‬

‫يف هذا اجلدول يتم حساب حسابات االستغالل و مقارنة النتائج احملققة أي األهداف احملققة مع األهداف‬
‫املسطرة ومنه يتم حساب احنراف الشهر الذي نتعرف من خالله على مسار البنك وان كان يسري يف الطريق‬
‫الصحيح ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اجلدول ‪ :4-3‬لوحة القيادة االحصائية و النسب‬


‫‪2016‬‬ ‫الوسائل‬ ‫‪2015‬‬ ‫الوسائل‬ ‫الشهر اجلاري‬ ‫املؤشرات‬
‫تسيري احلسابات‬
‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫التسيري احملاسيب‬
‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫مؤشرات أخرى‬
‫‪-‬‬

‫‪ -‬املصدر ‪ :‬بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة سيدي خلضر‬


‫يبني هذا اجلدول لوحة القيادة االحصائية و النسب أي حساب نتائج الشهر احلايل ووضع احللول و‬
‫االقتراحات و اجياد الوسائل املمكنة للسنوات القادمة لتحقيق أكثر ربح و جتاوز األخطاء‪.‬‬
‫ب‪ -‬لوحة القيادة املساعدة للنتائج املتحصل عليها يف كل وكالة‪:‬‬
‫تأخذ هذه اللوحة شكل اللوحة األوىل ( االستخدامات و املوارد) غري أهنا ختتلف عنها يف املؤشرات املقاس‬
‫عليها حيث حتتوي على املؤشرات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مداخيل اخلزينة‪ :‬املداخيل املستحقة املقبوضة و املداخيل الغري مقبوضة و املداخيل املطلوبة غري مستحقة‪.‬‬
‫‪ -‬عموالت‪.‬‬ ‫‪ -‬امجايل النواتج‪.‬‬
‫‪ -‬الودائع املؤجرة‪.‬‬ ‫‪ -‬تكاليف اخلزينة‪.‬‬
‫‪ -‬النتيجة االمجالية لالستغالل‪.‬‬
‫و سنبني هذه املؤشرات يف اجلدول التايل‪:‬‬

‫‪73‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اجلدول ‪ : 5-3‬لوحة القيادة املساعدة للنتائج املتحصل عليها يف كل وكالة‬


‫مداخيل اخلزينة‬ ‫الوكاالت‬
‫النتيجة‬ ‫الودائع‬ ‫تكاليف‬ ‫امجايل‬ ‫املداخيل‬ ‫املداخيل‬ ‫املداخيل‬
‫االمجالية‬ ‫املؤجرة‬ ‫عموالت‬ ‫اخلزينة‬ ‫النواتج‬ ‫املطلوبة‬ ‫املستحقة‬ ‫املستحقة‬ ‫االسم‬ ‫الرقم‬
‫لالستغالل‬ ‫غري‬ ‫غري‬ ‫املقبوضة‬
‫املقبوضة‬ ‫املقبوضة‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪253‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪265‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪290‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪294‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪426‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪457‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪513‬‬

‫امجايل‬
‫البنك‬
‫‪ -‬املصدر ‪ :‬بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة سيدي خلضر‬

‫‪74‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ان هذا اجلدول ميثل لوحة القيادة املساعدة للنتائج املتحصل عليها يف كل وكالة أي حساب كافة التكاليف‬
‫اخلزينة و عموالت و الودائع املؤجرة ومقارنتها مع امجايل املداخيل و النواتج للحصول على النتيجة االمجالية‬
‫لالستغالل‪.‬‬

‫ج‪ -‬لوحة القيادة املساعدة النسب حسب كل وكالة‪:‬‬


‫و تأخذ نفس الشكل األول ( لوحة القيادة املساعدة استخدامات – موارد ) و االختالف بينهما يكمن يف‬
‫املؤشرات و كذا نسب التحقيق بني متوسط السنة ( ن‪ )1-‬ومتوسط (ن) باإلضافة اىل النسبة احملققة يف الشهر‬
‫اجلاري يف كل وكالة‪.‬‬
‫و املؤشرات املستعملة يف هذا النوع من لوحة القيادة هي‪:‬‬
‫* الغري املسددة ‪ /‬االستخدامات ‪ -‬عدد املستخدمني‪.‬‬
‫* ساعات التغييب – تكاليف املستخدمني ‪ /‬العمالت‪.‬‬
‫* معامالت االستغالل ‪ -‬االنتاجية‪.‬‬
‫* رؤوس األموال املتداولة ‪ /‬عدد املستخدمني‪ -‬متوسط الناتج الصايف‪.‬‬
‫* الناتج البنكي الصايف‪.‬‬

‫و سنبني هذه املؤشرات يف اجلدول االيت‪:‬‬

‫‪75‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اجلدول رقم ‪ : 6-3‬لوحة القيادة املساعدة النسب حسب كل وكالة‬


‫رؤوس األموال‬ ‫ساعات التغييب‬ ‫الوكاالت‬
‫الناتج‬ ‫املتداولة ‪ /‬عدد‬ ‫معامالت‬ ‫– تكاليف‬ ‫الغري املسددة ‪/‬‬
‫املستخدمني‪-‬‬
‫البنكي‬ ‫االستغالل‬ ‫االستخدامات ‪ -‬املستخدمني ‪/‬‬
‫متوسط الناتج‬
‫الصايف‬ ‫‪ -‬االنتاجية‬ ‫العمالت‬ ‫عدد املستخدمني‬ ‫االسم‬ ‫الرقم‬
‫الصايف‬
‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪253‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪265‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪290‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪294‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪426‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪457‬‬

‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪513‬‬

‫امجايل‬
‫البنك‬
‫‪ -‬املصدر ‪ :‬بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة سيدي خلضر‬

‫‪76‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫نالحظ من خالل هذا اجلدول أنه يتم حساب الناتج البنكي لكل وكالة و ذلك باالعتماد على جمموعة من‬
‫املؤشرات كما هو مبني يف اجلدول و هذه املؤشرات هي (الغري املسددة ‪ /‬االستخدامات ‪ -‬عدد املستخدمني)‬
‫( ساعات التغييب – تكاليف املستخدمني ‪ /‬العمالت)‪ ) ،‬معامالت االستغالل ‪ -‬االنتاجية) و أخريا( رؤوس‬
‫األموال املتداولة ‪ /‬عدد املستخدمني‪ -‬متوسط الناتج الصايف)‪.‬‬
‫د‪ -‬لوحة القيادة املساعدة حسب كل وكالة ‪:‬‬
‫شكله يشبه منوذج لوحة القيادة النسب اال أن االختالف بينهما يكمن يف املؤشرات املستعملة و املتمثلة يف‪:‬‬
‫‪ -‬احلسابات املفتوحة‪.‬‬
‫‪ -‬احلسابات املغلقة‪.‬‬
‫‪ -‬احلسابات الغري املنتجة‪.‬‬
‫‪ -‬أخطاء الصندوق‪.‬‬
‫‪ -‬زيادات الزبائن و الدعاية‪.‬‬
‫‪ -‬عدد ملفات التمويل رهن الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬العمليات احملاسبية املؤجلة‪.‬‬
‫‪ -‬اليوميات احملاسبية غري املرسلة‪.‬‬
‫‪ -‬عدد اليوميات احملاسبية غري مراقبة بشكل الكايف‪.‬‬
‫‪ -‬احتياطات الزبائن‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تقييم مراقبة التسيري يف بنك الفالحة و التنمية الريفية‬
‫يعترب بنك الفالحة و التنمية الريفية من أوىل البنوك اليت ظهرت يف اجلزائر لذا تأثر مبختلف االصالحات‬
‫احلاصلة على مستوى االقتصاد اجلزائري خاصة تلك املتعلقة بالتوجه حنو اقتصاد السوق يف الثمانينات‬
‫فكان لزما على البنك حتسني خمتلف اخلدمات و العمليات اليت يقوم هبا غري أن عملية تسيريه تتم بدون خطة‬
‫استراتيجية واضحة املعامل و ذلك لغياب األدوات التسيريية الفعالة اليت تساعد على التحكم يف عملية التسيري ووضع‬
‫خمططات و أهداف على املدى الطويل تفصل يف خمططات عمل سنوية و شهرية‪.‬‬
‫اال أن مراقبة التسيري رغم حمدوديتها فقط أحدثت نوعا من التحسن يف لتسيري رغم خمتلف العراقيل اليت‬
‫واجهتها ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الجانب التطبيقي لدور مراقبة التسيير في تحسين أداء المؤسسة االقتصادية دراسة حالة ‪BADR‬‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬


‫ان اعتماد بنك الفالحة و التنمية الريفية على أداة واحدة ملراقبة التسيري و املتمثلة يف لوحة القيادة أدى اىل‬
‫عدم التحكم يف التسيري ‪ ،‬و هذا راجع اىل النقص يف التقنيات احلديثة للتسيري ‪ ،‬و غياب الكفاءات املهنية و اخلربة‬
‫يف التسيري‪.‬‬
‫لذا جيب على البنك احداث تغيريات على مستوى وظائفه التسيريية و ذلك بربط مراقبة التسيري مباشرة‬
‫باملديرية العامة ‪ ،‬و تطبيق خمتلف أدواهتا من أجل حتقيق الكفاءة و اختاذ القرارات التصحيحية ‪ ،‬و كذا العمل على‬
‫نشر جو من التوافق و االنسجام بني خمتلف املستويات اهلرمية ‪ ،‬و هتيئة أذهان املستخدمني لتقبل فكرة و مبدأ‬
‫مراقبة التسيري ‪ ،‬و خاصة فكرة املراقبة الذاتية‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫اخلـاتـمة العامــة‬
‫إن التطور السريع الذي شهده نظام مراقبة التسيري على مستوى املؤسسات االقتصادية خول له تبوأ‬
‫مكانة هامة على املستوى اإلداري ‪ ،‬وذلك نظرا للحاجة إليه اليت قابلت توسع التغريات يف القرارات االقتصادية‬
‫وعوامل البيئة احمليطة هبا فكان ال بد من توحيد الضوابط كمكمل لتلك القرارات ‪ ،‬وكذلك بغية توحيد أهداف‬
‫املؤسسة اليت تسعى إىل حتقيقها ‪ ،‬مما يوجب استفادة األطراف الفاعلة من تلك القرارات أو املهام املخولة هلم‪،‬‬
‫فكان نظام مراقبة التسيري السبيل الوحيد للتأثري على فعالية تلك القرارات اليت توجه املؤسسة حنو التوافق الذي‬
‫يعطيها دفعة نسبية لتحقيق مساعيها التوسعية‪ ،‬باإلضافة إىل اختصار عاملي اجلهد والوقت على تلك املؤسسات‬
‫االقتصادية حيال تطبيقها ميكانيزمات نظام مراقبة التسيري‪.‬‬
‫كون أن املؤسسات االقتصادية حديثة العهد يف مسعى التوافق مع تطورات املؤسسات الرائدة يف مثل‬
‫هده اجملاالت‪ ،‬حيث جند أهنا تطالب بتهيئة أرضية خصبة متنح هلا أكثر استفادة من نظام مراقبة التسيري وخمتلف‬
‫امليكانيزمات اليت هلا الدور الكايف يف التأثري على قراراهتا وضمان مسايرهتا ‪ ،‬وهذا ما يلزمها إلعداد برامج تكوينية‬
‫ملوظفيها املسريين‪ ،‬ما قد يسمح باستغالل مواردها البشرية ‪،‬أو على مستوى اإلجراءات املهنية املعتمدة اليت قد‬
‫تعطي ارتياحا أكرب لألطراف ذات املصلحة إما يف نظام املراقبة والتسيري أو هلا سلطة اختاذ القرارات يف املؤسسة‪،‬‬
‫األمر الذي يوجب عليها تبين نظام مراقبة قوي‪.‬‬
‫ومن خالل دراستنا هلذا املوضوع و حماولة اإلجابة على اإلشكالية املطروحة و املتمثلة يف‪:‬‬
‫ما مدى تأثري مراقبة التسيري على أداء املؤسسة االقتصادية ؟ توصلنا للنتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬نتائج البحث‪:‬‬
‫‪ -‬على الرغم من اختالف الباحثني حول تعريف مراقبة التسيري اال أن تعريفاهتم تتدفق مجيعا يف أهنا املسار دائم‬
‫للتعديل يستهدف جتنيد الطاقات من أجل االستخدام األمثل للموارد وتصحيح األخطاء و االحنرافات وهو يسمح‬
‫للمسؤولني و العاملني بالتحكم يف أدائهم من خالل املعلومات اليت يوفرها هلم واليت تساعدهم على حتقيق األهداف‬
‫املسطرة بكفاءة و فعالية و بصورة مالئمة ومنسجمة مع االستراتيجية احملددة‪.‬‬
‫‪ -‬ترمي مراقبة التسيري اىل حتقيق هدف عام وهو تنمية معلومات املسريين وتطوير قدراهتم وتعديل اجتاههم وبالتايل‬
‫يصبح هذا اهلدف وسيلة هلدف اخر وهو رفع كفاءة األفراد و حتسني أداء املؤسسة ككل‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫‪ -‬ميكن النظر اىل مسار مراقبة التسيري على أنه مسار للتعلم ويتكون هذا املسار نت أربعة مراحل وهي التخطيط ‪.‬‬
‫التنفيذ ‪ .‬املتابعة و التحليل و أخريا تصحيح االحنرافات‪.‬‬
‫‪ -‬متيل التوجهات احلديثة اىل احلاق مراقب التسيري مباشرة باملدير العام ألن هذه الوضعية تدعم مراقب التسيري أكثر‬
‫ومتنحه االستقاللية والقدرة على التدخل بصورة أكرب‪.‬‬
‫‪ -‬يف حالة غياب نظام مراقبة التسيري باملؤسسة بعمل مراقب التسيري على تصميم هذا النظام وذلك بإجراء دراسة‬
‫عامة حمليط و قطاع نشاط املؤسسة‪ .‬مث بعد ذلك يقوم بتشخيص تنظيم املؤسسة وهذا باالطالع على اهليكل‬
‫التنظيمي للمؤسسة ومراكز املسؤولية ومدى مسامهة هذه املراكز يف التحكم يف املتغريات األساسية اخلاصة‬
‫باملؤسسة‪ .‬تعدها و يف املرحلة املوالية يقوم مراقب التسيري باقتراح نظام مراقبة التسيري و الذي يأيت يف شكل خطة‬
‫عمل يتم وضعها ومتابعتها للتعرف على االحنرافات و تصحيحها‪.‬‬
‫‪ -‬ان اختالف اراء الباحثني بشأن اعطاء مفهوم موحد ودقيق ألداء املؤسسة أدى اىل ظهور جوانب عديدة فيه‬
‫على غرار األداء االقتصادي و االجتماعي و التنظيمي وحىت البيئي ‪ .‬غري أنه مهما مغرية و تعددت وتنوعت‬
‫أشكال األداء اال أهنا تشكل جمتمعة نظرة كلية متس خمتلف جوانب املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬يعمل مراقب التسيري عند تصميمه لنظام مراقبة التسيري على اقتراح و اقامة جمموعة من األدوات حسب األولوية‬
‫ومنها‪:‬‬
‫* حماسبة التكاليف حيث تعمل على دراسة العالقة بني التكاليف و االيرادات اخلاصة بكل منتوج فهي تساعد يف‬
‫حتديد مستويات االنتاج‪.‬‬
‫* املوازنات التقديرية وتتعلق بتحضري ووضع املوازنات ومراقبتها بتحديد االحنرافات واختاذ االجراءات التصحيحية‬
‫اليت هتدف اىل تقريب النتائج احلقيقية للتوقعات املنتظرة‪.‬‬
‫* لوحات القيادة تسمح بتقدمي املعلومات األساسية ذات الطبيعة املالية و غري مالية بصورة ملخصة بشكل يسهل‬
‫عملية استعماهلا يف اختاذ القرارات املالئمة بسرعة ويف األوقات املناسبة كما تعمل على توضيح استراتيجية املؤسسة‬
‫و ترمجة أهدافها حيث تقوم بتعبئة كل الفاعلني يف النشاطات لبلوغها‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫خاتمة عامة‬

‫‪ -‬اقتراحات وتوصيات‪:‬‬
‫إن ما يوفره نظام مراقبة التسيري من ضمان استخدام أفضل للموارد املتاحة لتحقيق أهداف البنك املستخلصة‬
‫من االستراتيجية العامة بكفاءة و فعالية جتعل تطبيقه أكثر من ضرورة يف البنوك اجلزائرية ‪ ،‬وعلى أمل حتقيق ذلك‬
‫بناءاً على النتائج املتوصل إليها ميكن تقدمي التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تبين نظام مراقبة التسيري يف بنك الفالحة و التنمية الريفية عن قناعة و إعطائه املكانة املالئمة يف اهليكل التنظيمي‬
‫من أجل ضمان سلطات أكرب و إمكانية حترك أفضل‪.‬‬
‫‪ -‬من يتوىل منصب مراقب التسيري عليه أن يقوم بتصحيح املفاهيم حول مراقبة التسيري بأنه يساعد على حتقيق‬
‫األهداف ‪ ،‬وليس عملية تفتيش‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على خلق نظام اتصاالت فعال يسمح بسريان املعلومات يف خمتلف االجتاهات و املتابعة الدقيقة للمحيط‬
‫الداخلي و اخلارجي وكذا استغالل الفرص‪.‬‬
‫‪ -‬جتميع أدوات الرقابة وجعلها متكاملة من أجل الوفاء بالغرض املوضوعة من أجله ‪ ،‬وهذا لن يتأتى إال يف ظل‬
‫نظام مراقبة التسيري يضمن االستغالل األمثل لنتائجها ضمن مسار يربط بينها و بني األهداف املسطرة‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد املسؤوليات بدقة وتوزيع السلطة بشكل مطابق هلا ‪ ،‬وكذا حتفيز املسؤولني و حثهم على تأدية واجباهتم‬
‫على أكمل وجه وذلك بوضع نظام للحوافز من أجل حتسني أدائهم ومن مث حتقيق أهداف البنك‪.‬‬
‫‪ -‬تنظيم لوحات القيادة جلميع مراكز املسؤولية و التكاليف من أجل املتابعة الدقيقة جلميع نشاطات البنك و من‬
‫مث حتديد االحنرافات ودراستها و حتديد املسؤوليات‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫المراجع‬

‫املراجع‪:‬‬
‫‪ -‬الكتب العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬مدخل اىل مراقبة التسيري‪ .‬هواري معراج ‪ .‬ديوان املطبوعات اجلامعية اجلازارر ‪.2011 .‬‬
‫‪ -2‬احملاسبة التحليلية و تقنيات مراقبة التسيري ‪ .‬ناصر دادي عدون‪ .‬اجلازء الثاين‪ ،‬قسنطينة ‪.1988،‬‬
‫‪ -3‬مراقبة التسيري يف املؤسسة االقتصادية‪ .‬ناصر دادي عدون و معازوي ليندة و هلواسي هجرية ‪ .‬اجلازارر دار‬
‫احملمدية العامة ‪.2004 .‬‬
‫‪ -4‬مراقبة التسيري يف املؤسسة ‪ .‬حممد خليل و عبد احلميد أمحد و مىن عبد السالم ‪ .‬شبكة األحباث و الدراسات‬
‫االقتصادية ‪.2012 .‬‬
‫‪ -5‬مبادئ التسيري و احملاسبة التحليلية ‪ .‬عمر بوخازار ‪ .‬مطبعة أمازيان ‪ .‬اجلازارر ‪.1988‬‬
‫‪ -6‬املوازنات التقديرية أداة فعالة للتسيري‪ ،‬فركوس حممد ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلازارر ‪.2001 ،‬‬
‫‪ -7‬نظم املعلومات االدارية ‪ .‬صونيا حممد الكربى‪ .‬الدار اجلامعية للطباعة و النشر و التوزيع ‪ ،‬االسكندرية ‪،‬‬
‫‪.1997‬‬
‫‪ -8‬رشيد مازن فارس رشيد ‪ .‬تقييم األداء ‪ .‬األسس النظرية و التطبيقات العملية ‪ .‬مكتبة العيبكان ‪.‬‬
‫الرياض‪.2001.‬‬
‫‪ -9‬أبو لبدة ‪ .‬قياس األداء ‪.‬مطبوعات جامعة االمارات العربية املتحدة ‪ .‬الطبعة األوىل ‪ .‬االمارات ‪.2003.‬‬
‫‪ -10‬التحليل املايل و ادارة األموال ‪ .‬د أبو الفتوح علي فضالة ‪ .‬دار الكتب العلمية للنشر و التوزيع‪.1999 ،‬‬
‫‪ -11‬حماسبة التكاليف احلديثة من خالل األنشطة ‪ .‬إمساعيل حجازي ‪ ,‬معاليم سعاد ‪.‬الطبعة األوىل ‪ .‬دار أسامة‬
‫لنشر و التوزيع ‪,‬عمان‪. 2013‬‬
‫‪ -12‬نظم املعلومات‪ :‬مدخل لتحقيق امليازة التنافسية ‪ .‬معايل فهمي حيدر ‪ ،‬الدار اجلامعية ‪ ،‬اإلسكندرية‪.2002 ،‬‬
‫‪ -13‬عبد املليك مازهودة ‪" ،‬األداء بني الكفاءة و الفعالية " ‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد األول‪،‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫اجلازارر‪. 2001،‬‬

‫‪82‬‬
‫المراجع‬

‫‪ -‬جمالت و رسارل الدكتوراه و املاجستري‪:‬‬


‫‪ -14‬مرابط نوال ‪ .‬أمهية نظام احملاسبة التحليلية كأداة يف مراقبة التسيري ‪ -‬دراسة حالة مؤسسة نفطال ‪ ، -‬رسالة‬
‫ماجستري غري منشورة‪ ،‬كلية العلوم اقتصادية والعلوم تسيري ‪/‬قسم العلوم اقتصادية‪ ،‬اجلازارر‪. 2006،‬‬
‫وامهيته يف مراقبة التسيري يف املستشفيات‬ ‫‪ABC‬‬ ‫‪ -15‬درويش حسناء ‪ .‬نظام التكاليف املبين على اساس االنشطة‬
‫دراسة مقارنة للقطاع العام واخلاص" بتقرت ‪":‬رسالة ماستر ‪،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيري‬
‫"قسم علوم التسيري" ورقلة"‪.2011‬‬
‫‪ -16‬حممد الصغري قريشي ‪،‬واقع مراقبة التسيري يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلازارر‪ ،‬جملة الباحث‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتسيري‪ ،‬جامعة ورقلة ‪،‬عدد‪.09/2011‬‬
‫‪ -17‬عقون سعاد‪ ،‬حماولة تصميم نظام مراقبة التسيري يف املؤسسة االقتصادية ‪ ،‬مذكرة ماجستري غري منشورة ‪،‬فرع ‪.‬‬
‫التسيري‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيري‪ ،‬جامعة اجلازارر‪. 2002،‬‬
‫‪ -18‬قورين حاج قويدر ‪ .‬دور نظام املعلومات احملاسيب يف مراقبة التسيري ‪ .‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستري يف‬
‫علوم التسيري ختصص ادارة األعمال ‪ .‬جامعة الشلف كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيري ‪.2007 .‬‬
‫‪ -19‬مساليل حيضيه‪ .‬امللتقى الوطين األول حول "املؤسسة االقتصادية اجلازاررية و حتديات املناخ االقتصادي اجلديد"‬
‫‪ 23/22‬أفريل ‪ . 2003‬إدارة اجلودة الشاملة مدخل لتطوير امليازة التنافسية للمؤسسة االقتصادية‪ .‬جامعة ورقلة‪.‬‬
‫‪ -20‬الطاهر أبوطالب ‪ ،‬مراقبة التسيري يف قطاع البنوك ‪ ،‬رسالة ماجستري‪ ،‬املدرسة العليا للتجارة ‪ ،‬اجلازارر‪.2002 ،‬‬
‫‪ -21‬هباج عبد احلمان ‪ .‬أثر مراقبة التسيري على رفع األداء املايل دراسة حالة املؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية ‪.‬‬
‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستري يف علوم التسيري ختصص تدقيق و مراقبة التسيري ‪ .‬ورقلة ‪.2012‬‬

‫‪83‬‬
‫المراجع‬

:‫الكتب األجنبية‬

22-Norbert Guedj . le contrôle de gestion . ED d’organisation.1995

23- Michel Gervais . Contrôle de gestion . Economica . 2009.

24- Laurent Cappelletti, Philippe Baron, Gérard Desmaison, François-Xavier Ribiollet . Contrôle
de gestion . Dunod .2014.

25- Nicolas Berland, Yves de Rongé . Contrôle de gestion . Pearson .2013.

84
‫امللخص‪:‬‬
‫حتتل مراقبة التسيري يف الوقت الراهن مكانة هامة يف املؤسسات اإلقتصادية‪ ،‬و اليت يتوقف عليها‬
‫جناح عملية التسيري يف ظل البيئة احلالية اليت تتسم بالعوملة وتطور املستوى التكنولوجي واملنافسة‬
‫احلادة ‪.‬يف ظل هذه الظروف أصبح لزاما على مسريي املؤسسات مهما كانت طبيعتها وضع نظام‬
‫فعال للرقابة على تنفيذ اخلطط والربامج مبدى حتقيق الفعالية يف األداء ‪.‬كما أ ا مصدر كل التحسينات‬
‫يف املؤسسات لألداء اإلقتصادي واملايل‪.‬‬

‫نظرا ملا تضفيها للرقابة على املؤسسات من خصائص ومميزات وذلك من خالل قدرة نظام مراقبة‬
‫التسيري على ترشيد وتوجيه املؤسسة من خالل قياس وتقييم األداء و كشف اإلحنرافات ومعرفة أسبا ا‬
‫و واقتراح احللول املمكنة وبالتايل حتقيق األهداف بالكفاءة والفعالية ‪.‬واملؤسسات اجلزائرية هي حباجة‬
‫أكرب لذلك نظرا للتحوالت اليت تعرفها البيئة اإلقتصادية‪.‬‬

You might also like