Professional Documents
Culture Documents
التجارة الخارجية
التجارة الخارجية
إن توسع العالقات االقتصادية الدولية بين مختلف الدول و التكتالت االقتصادية و خاصة
في ميدان التجارة الخارجية التي تكمن فيما هو معروف من قضايا التصدير و اإلستراد و
األسواق الدولية بصورها المختلفة ،و قد أصبحت الشغل الشاغل لكثير من المفكرين و
.الباحثين و صانعي القرار
و نظرا لدورها المهم في تنمية اقتصاديات المعاصرة تعمل مجموعة من المؤسسات المالية
و المصرفية بمختلف فروعها على تمويل التجارة الخارجية من خالل مجموعة من
.الميكانيزمات و اإلجراءات و الحوافز
و التعمق في دراسة هذا الجانب له أهمية بالغة لتعزيز و تقوية المبادالت الخارجية و
تشجيع قطاعات معينة في النشاط االقتصادي كتشجيع االستثمار و جلب رؤوس
األموال...الخ و قد اعتبر مشكل التمويل من أعقد المشاكل التي تواجه التنمية االقتصادية في
كل دول العالم مما استجوب تدخل بعض الجهات كالبنوك و المؤسسات المالية للتقليل من هذه
المخاطر و المشاكل ،وذلك عن طريق تطوير تقنياتها التمويلية ووسائل الدفع لتسهيل حركة
.التبادالت الدولية
:و لقد اتخذنا من التساؤل اآلتي كإشكالية لموضوع بحثنا
لإلجابة على اإلشكالية تم تقسيم البحث إلى فصلين تسبقهم مقدمة عامة و تليهم خاتمة
تتضمن ملخصا للبحث ،و قد اشتمل الفصل األول على مفهوم التجارة الخارجية و أهميتها
إلى جانب ذكر بعض المفاهيم الخاصة بالتمويل خاصة في مجال التجارة الخارجية و
المخاطر المترتبة عنه ،أما في الفصل الثاني فقد بيّنا الوسائل أو الطرق المعتمدة في تمويل
التجارة الخارجية خاصة عن طريق القروض المتوسطة و طويلة األجل ،إلى جانب تحديد
.تكلفة هذه القروض
1
■ :الفصل األولـ :التجارة الخارجية و التمويلـ
▪ :المبحث األول :أساسيات حول التجارة الخارجية
:المطلب :1مفهوم التجارة الخارجية •
تعددت الصيغ المختلفة لتعريف التجارة الخارجية نبأ على هدف دراستها فقد عرفت
تاريخيا بأنها تمثل أهم صور العالقات االقتصادية التي يجري بمقتضاها تبادل السلع و
2
،حسام عي داود ،أيمن أبو خضير،أحمد الهزايمية ،عبد هللا صوفان (2002) -1-
.اقتصاديات التجارة الخارجية ،معهد الدراسات المصرية،ص14
.األجنبية
.تبادل عناصر اإلنتاج المختلفة كانتقال األيدي العاملة من بلد إلى آخر ♣
.محليا
3
♣ .زيادة الدخل القومي اعتمادا على التخصص في اإلنتاج و تقسيم العمل الدولي
.المشاكل التي تطرأ عليها ،أو من أجل التنمية بشكل عام لدولة ما
إذ ال قيام الستثمار يعود بالفوائد و األرباح بدون وجود رأس المال الالزم لذلك و استثماره
1-
-يكون العائد أو الربح الذي هو الهدف من كل نشاط اقتصادي
.الصناعي
4
يعتمد التمويل على مجموعة من الحوافز التي تحمل عن طريقها الوحدات االقتصادية
ذات
:الفائض و هذا األمر يمضي الحركية و العناصر التي تبين أهمية التمويل هي
تمويل المشروعات،القاهرة ،دار الفكر العربي ،ص -1- )1972( 6محمد توفيق ماضي ،
حسن المفوندي( ،)1980المؤسسات االقتصادية ،لبنان ،دار النهضة ،ص -2- 98
♣ توفير البالغ النقدية الالزمة للوحدات االقتصادية ذات العجز في األوقات حاجتها لذلك
.تحقيق النمو االقتصادي و االجتماعي للبالد مما يساهم في تحقيق التنمية الشاملة ♣
:أهداف التمويل
:للتمويل عدة أهداف و تتجلى من خاللها أهمية و دور التمويل وتتمثل فيما يلي
♣ توفير السيولة الضرورية† للمشروع االستثماري و إمداده بالتجهيزات الالزمة
تسهيل مختلف التدفقات النقدية و المالية بين مختلف األعوان االقتصاديين بضمان ♣
توظيف الموارد خاصة فيما بين الهيئات المالية و األعوان االقتصاديين اآلخرين
♣ تغطية جزء من التكاليف الخاصة بالمشروع االستثماري
♣ تستلزم الصناعة للتمويل التجاري وجد أطراف تنظم المخاطر
و ضبطها وكالء التأمين ضد العجز عند السداد وضمان الحسابات(.المصارف المركزية)
يتعاون هؤالء األطراف مع القطاع المصرفي التجاري و المؤسسات المالية األخرى
5
ينصب التمويل المتوسط و طويل األجل التجارة الخارجية على تمويل تلك العمليات التي
تفوق في العادة ثمانية عشر شهرا ،و هناك العديد من التقنيات التي تستعمل في هذا المجال و
الهدف منها جميعا هو توفير وساءل التمويل الضرورية التي تسمح بتسهيل و تطور التجارة
الخارجية ،و تحاول األنظمة البنكية المختلفة أن تنوع من وسائل تدخلها حسب الظروف
السائدة و طبيعة العمليات التي يراد تمويلها ،و كذلك الدول التي تحاول أن تربط معها
عالقات اقتصادية حيث تحاول أن تنشط هذه العالقات و تدعمها و عل العموم ،يمكننا أن
،نصنف مختلف وسائل التدخل البنكي في هذا المجال في أربعة أدوات هي :قرض المشتري
1-
- .قرض المورد و التمويل الجزافي و القرض اإليجاري الدولي
و قبل التطرق إلى هذه األدوات سنعرف القروض طويلة األجل و القروض المتوسطة
:باختصار
فالقروض المتوسطة األجل جاءت لتوسيط القروض الطويلة األجل و قصيرة األجل و ♣ هذا
.النوع تتراوح مدته ما بين 5-2سنوات و توجه لشراء المعدات و التجهيزات الخفيفة
أما بالنسبة للقرض متوسطة األجل فمدتها تتراوح ما بين 25-7سنة و هي موجهة ♣ لتمويل
.االستثمارات و المشاريع الكبرى و غرضها تمويل رأس المال الثابت و المنتجات الصناعية
• المطلب :1قرض المشتريـ :Crédits Acheteur
هو عبارة عن آلية يقوم بمقتضاها بنك معين أو مجموعة من البنوك للبلد
المصدر من منح قرض للمستورد و ذلك من أجل دفع مبلغ الصفقة نقدا للمصدر ،و يمنح هذا
القرض لفترة زمنية تتراوح من 18شهرا ،و هنا يقوم المصدر بالوساطة بين البنك و
المستورد و من المالحظ أن كل من الطرفين المصدر و المستورد يستفيدان من هذا القرض
حيث أن المصدر يستفيد من تدخل البنوك وذلك بحصوله على التسديد الفوري لمبلغ الصفقة
و يستفيد المستورد من تسهيالت مالية طويلة نسبيا مع استالمه اآلني للبضاعة و هذا القرض
يستعمل عقدين مستقلين ،عقد تجاري ما بين المصدر و المشتري حيث يتم االتفاق في هذا
العقد على نوعية السلع و مبلغ الصفقة و شروطها ،أما العقد الثاني فهو عقد مالي يتم بين
6
المستورد و بين البنك ببلد المصدر ،حيث يتم االتفاق في هذا العقد على شروط إتمامه و
-2-
الضمانات و إنجازه مثل فترة القرض و طريقة تسديده و معدالت الفائدة المطبقة
الكفاالت البنكية حيث أننا ال نستطيع إبرام عقد مالي بدون النظر للعقد التجاري ألن العقد
.المالي مرتبط بالصفقة التجارية فبدون هذه الصفقة البنك ال يمنح القرض
و يمنح قرض المشتري عادة لتمويل الصفقات الهامة من حيث المبلغ خاصة ،حيث يخص
إدارة البنوك مدخل كيفي واستراتيجي† معاصر ،الطبعة األولى ص -1-)2000( 99فالح حسن الحسيني،
تقنيات البنوك ،ديوان المطبوعات الجامعية،الطبعة الثانية ص -2- )2003(113الطاهر لطرش،
هذا القرض األجهزة الثقيلة و التركيبات الصناعية و أيضا األشغال الكبرى و لهذا يتميز
المرحلة :1عند توريد بضائع بشروط دفع فورية بين المصدر و المستورد
المرحلة :2عقد قرض بين بنك المستورد و البنك الممول يسدد عن طريق إداتية مسحوبة
.المرحلة :3تعهد المصدر بسداد أقساط الضمان الذي تقوم به مؤسسات الضمان
المرحلة :4ضمان تقدمه مؤسسة الضمان للبنك الممول و ذلك ضمانا للقرض الممنوح
للمستورد
المرحلة :5تمويل فوري من البنك الممول المصدر مقابل صور عن سندات الشحن
7
:إيجابيات و سلبيات قرض المشتري
♣:اإليجابيات بالنسبةـ للمستورد
8
تحمل ديون على زبائن بمبالغ هامة على فترات طويلة مما يؤدي إلى ظهور تضخم في *
.ميزانيتهم
• المطلب :2قرض المورد :Crédits fournisseur
برز هذا القرض حاليا في ظروف المنافسة الدولية بين المتعاملين االقتصاديين الذين
يريدون كسب أسواق جديدة و الحفاظ على أسواقهم السابقة بتقديم خدمات معينة متمثلة في
تسهيالت لسداد قيمة الصفقة التجارية من أجل تحقيق ربحية أكبر و كسب عدد أكبر من
1-
-المتعاملين و هنا يمكن القول أنه ليس قرضا مباشرا .
كما هو الشأن بالنسبة للقروض األخرى ،فهو قرض ينبثق عن عملية تأجيل السداد لقيمة
.بالصادرات
الوجيز† في البنوك التجارية،منشورات جامعة قسنطينة ,ص -1-)2000( 85عبد الحق بوعتروس ،
:ميكانيزم قرض المورد
1
المستورد المصدر
4
5 2
3
البنك الممول مؤسسة الضمان
.حوالة حق
9
المرحلة :4تمويل فوري مقابل صور من مستندات الشحن أو الكمبياالت المقبولة من طرف
المستورد سداد قيمة البضاعة المشحونة حسب اآلجال المتفق عليها بين المستورد
.و المصدر
المرحلة :5قيام المستورد بسداد الكمبياالت عند حلول آجالها
:إيجابيات و سلبيات قرض المورد
♣:اإليجابيات
هي العملية التي بموجبها يتم خصم أوراق تجارية بدون طعن" فحسب هذا التعريف "
فعملية التمويل الجزافي هي آلية تتضمن إمكانية تعبئة الديون الناشئة عن الصادرات لفترات
10
المشتري حل محل المصدر في تحمل األخطار المحتملة ف‘ن ذلك يقابله تطبيق معدل فائدة
2-
-مرتفع نسبيا يتماشى مع طبيعة هذه األخطار
و في الحقيقة فإن االستفادة من التمويل الجزافي ،يتيح للمصدر المتمتع بعدد كبير من
:المزايا ،يمكن أن نذكر أهمها فيما يلي
.إن المبيعات اآلجلة التي قام بها المصدر يستطيع أن يحصل على قيمتها نقدا -
.إن الحصول على هذه القيمة نقدا يسمح للمصدر بتغذية خزينة و تحسين وضعيته المالية -
تسمح للمصدر أيضا بإعادة هيكلة ميزانيته و ذلك بتقليص رصيد الزبائن مقابل زيادة -
.رصيد السيولة الجاهزة
11
التخلص من التسيير الشائك لملف الزبائن ،حيث يتعهد بهذا التسيير البنك الذي قام بشراء -
.الدين
.تجنب التعرض لألخطار المحتملة التجارية والمالية و المرتبطة بطبيعة العملية التجارية -
تجنب احتماالت التعرض إلى أخطار الصرف الناجمة عن تبدالت أسعار الصرف بين -
.تاريخ تنفيذ الصفقة التجارية و تاريخ التسوية المالية
:Crédits Dail International • المطلب :4القرض االيجاري الدولي
هو عبارة عن آلية تمويل متوسطة و طويلة األجل للتجارة الخارجية ،و يتمثل مضمونه
في قيام المصدر ببيع سلعة إلى المؤسسة المختصة األجنبية التي تقوم بالتفاوض مع
المستورد حول إجراءات إبرام عقد إيجاري و تنفيذه ،و بهذه الطريقة فإن المصدر سوف
يستفيد من التسوية المالية الفورية ،و بعملة وطنية .في حين المستورد يستفيد من المزايا التي
يقدمها عقد القرض االيجاري و خاصة " عدم التسديد الفوري " لمبلغ الصفقة و الذي يكون
-1-
كما عادة باهض الثمن،تتضمن الدفعات التي يقوم المستورد بدفعها إلى مؤسسة االيجاري
:يلي
الدفعات التي يقوم المستورد بدفعها= قسط االمتالك الخاص برأس المال األساسي +
.الفائدة +هامش خاص لتغطية أخطار المؤسسة
.و تسديدها يكون إما متزايد أو متناقص أو مكيف حسب شروط السوق
:الميكانيزم
4
مؤسسة مستأجرة المصــــــــــدر†
12
.المرحلة :1طلب قرض اإليجار
.المرحلة :2تحويل طلب قرض اإليجار
.المرحلة :3بيع األجهزة و دفع المبلغ
.المرحلة :4تسليم األجهزة
.المرحلة :5عقد اإليجار و الكراء
♣:إيجابيات و سلبيات قرض اإليجار الدولي
:اإليجابيات
:أ -بالنسبةـ للمؤسسة المستأجرة
.تقوم بالكراء فقط (أي أنها ال تدفع المبلغ الكلي للشراء) -
القرض االيجاري الدولي هو عملية ال تغير هيكلة استدانة المؤسسة لكن يلمس فقط مبلغ -
.التعهد
القرض االيجاري موجه أساسا لتمويل الضريبة على القيمة المضافة TVA -
.القرض االيجاري هو طريقة للحد من خطر فقدان التقنية لآللة -
تكلفة القرض االيجاري متعلقة باالستعمال المباشر لألمالك و في غالب األحيان مدة -
.االمتالك المدونة في الصفقة ضعيفة
:ب -بالنسبة لمؤسسة المصدرة
.الحصول على أموال فورية -
.بيع فوري -
.تفادي األخطار التجارية و السياسة المصرفية -
:السلبيات
:بالنسبةـ للمؤسسة المستأجرة
المعدالت المطبقة على القرض االيجاري تكون مرتفعة جدا مما يؤدي إلى عموالت -
.مرتفعة
.يؤدي إلى تكاليف عالية -
الختيار استعمال هذا القرض يجب مالحظة النتيجة في مدة طويلة أفضل -
13
:المبحث الثاني :تحديد تكلفة القروض (طويلة األجل)
المطلب :1تحديد تكلفة القروض بصفةـ عامة• :
تعادل هذه التكلفة معدل الخصم أو الرأسملة الذي يحقق التساوي بين التدفقات النقدية الداخلية
و الخارجية للقرض المعين †:أي أن صافي المتحصالت النقدية من القرض ،و التدفقات
:حيث
14
و نظرا ألن قوانين الضرائب تعتبر الفائدة على القروض من األعباء واجبة الخصم من
الوعاء الضريبي لذلك فإن التكلفة بالنسبة للشركة تعادل التكلفة الحقيقية و التي تعادل معدل
:حيث
ت :معدل الضريبة
وهو ما يتفق و الشركات الرابحة ،أما في حالة الشركات الخاسرة فإن التكلفة قبل و بعد
ن
ف
ع ض= ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ) xت (1-
صافي المفصالت من القرض
و نرى أنه على الرغم من ثبات نسبة االقتراض في الهيكل المالي فإن التكلفة تختلف بسبب
تباين شروط اإلصدار للقروض المستقبلة عن القروض المالية و لذلك ال تصلح القروض
القائمة لقياس التكلفة المرتقبة للقروض و هو ما أغفله VAN HORME
15
♣إذا كان التأمين شامل فمعدل الفائدة يبقى معدل متغير حسب السوق
إذا كان التأمين نسبيا فقط فيمكن أن يكون معدل الفائدة مدعم الستقراره و يسمى :معدل ♣
الفائدة المرجعي
.تكلفة قرض المشتري= معدل الفائدة +عموالت (االلتزام و التسيير) +تكلفة التأمين
:الخـاتمــة
تناولنا في هذا البحث إشكالية تتمحور حول أهم اآلليات و الوسائل التي تستعملها البنوك
التجارية الخارجية ،و لمعالجة هذه اإلشكالية اعتمدنا على فصلين و لهذا نتطرق في هذه
:الخاتمة إلى ملخصين حيث
تمحور الفصل األول :حول كون التجارة الخارجية من الدعائم األساسية للتنمية االقتصادية و
تكييف النظام التجاري مع المعطيات االقتصادية الدولية إلى جانب اعتبار الجهاز التمويلي
كوسيلة فعالة و استراتيجية لترقية الصادرات و تمويل الواردات
أما الفصل الثاني فقد تمحور :حول أهم الطرق في تمويل التجارة الخارجية وقد تخصصنا
في القروض المتوسطة وطويلة األجل إلى جانب وضع ميكانيزم لسير كل نوع تناولناه من
.القروض مع التطرق لبعض اإليجابيات و السلبيات الخاصة بكل نوع
و آخر شيء تم التطرق له هو تكلفة هذه القروض و كيفية تحديدها 0
16