You are on page 1of 70

‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬

‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫الغيبة عند الشيعة "االثنا عشرية"‬


‫وأسبابها ‪ -‬دراسة حتليلية نقدية‬

‫إعداد الدكتور‪:‬‬
‫طارق بن سعيد بن عبد الله القحطاني‬

‫ﭑﭒﭓ‬
‫ادلدقمة‪:‬‬
‫اغبمد هلل‪ ،‬كبمده‪ ،‬ونستعينو‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل من شرور أنفسنا‪ ،‬وسيئات‬
‫إن َ‬ ‫َّ‬
‫أعمالنا‪ ،‬من يهده هللا فال مضل لو‪ ،‬ومن يضلل فال ىادي لو‪ .‬وأشهد أن ال إلو إال‬
‫ؿبمدا عبده ورسولو؛ سيد األولُت واآلخرين‪،‬‬
‫هللا وحده ال شريك لو‪ ،‬وأشهد أن ً‬
‫واؼببعوث رضبة للعاؼبُت‪ ،‬خاًب األنبياء واؼبرسلُت‪.‬‬
‫قال‪ -‬تعاذل‪ -‬ﭽ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭼ[ آل‬
‫تعاذل‪ :-‬ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ‬ ‫عمران‪ .] ٕٔٓ :‬وقال‪-‬‬
‫ﭭﭮﭯﭼ [‬ ‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭩ ﭪ ﭫ ﭬ‬

‫ﭽﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ‬ ‫النساء‪ .]ٔ:‬كما قال –تعاذل‪:-‬‬


‫ﮰﮱ ﮲ ﮳﮴ ﮵ ﮶ ﮷﮸ ﮹ ﮺ ﮻﮼ ﭼ [ األحزاب‪.] ٚٔ – ٚٓ :‬‬
‫أةا بعم‬

‫‪-961-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫تتشوق ؼبعرفة اغبق مع قرهبا منو‪ ،‬وقد أضاء هللا لنا الطريق‬
‫فال َخ َفاءَ ُب أن القلوب ّ‬
‫قال‪-‬تعاذل‪ :-‬ﭽﭻﭼﭽﭾ‬ ‫بأن جعل اغبق صراطا مستقيا‪ ،‬خاليا من اؼبتناقضات‪،‬‬
‫ﭿﮀﮁﮂﮃﮄﮅﮆﮇﮈﭼ {النساء‪.}ٕٛ:‬‬
‫وقال‪-‬تعاذل‪:-‬ﭽﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﭼ‬
‫{فصلت‪ .}ٕٗ:‬وأمر عباده أن يدعو هللا ُب كل صالة اؽبداية إذل الصراط اؼبستقيم‪،‬‬
‫وىذا حال اؼبؤمنُت‪.‬‬
‫ولكن شأن الشيعة ُب عقائدىم خالف ذلك؛ إذ ال زبلو عقيدة من عقائدىم من‬
‫تناقضات كثَتة‪ ،‬وىذا ما لفت أنظار الباحثُت ُب كتب الشيعة وأقواؽبم‪ ،‬فكل‬
‫عليهم السقف من‬
‫ُ‬ ‫وخر‬
‫عقائدىم تدور ُب فلك اإلمامة‪ ،‬فإن ُىدمت اهنار دينهم ّ‬
‫فوقهم‪ .‬والغيبة جزء متفرع ال ينفصل عن اإلمامة عندىم‪ ،‬فنقدىا‪ ،‬نقد لإلمامة‪ ،‬ونقد‬
‫اإلمامة نقد للغيبة‪.‬‬
‫وال أقول إن األمر دائر بُت اإلمامة والغيبة فقط‪ ،‬بل ينال عقائدىم األخرى‬
‫ويبطلها‪ :‬كالرجعة‪ ،‬والعصمة‪ ،‬والتقية‪.‬‬
‫وىذا شأهنم‪ ،‬فإذا كذبوا ُب مسألة باغتهم خصومهم بلوازم كذهبم‪ ،‬فيكذبون‬
‫وىلُ َّم َجّراً إذل أن يتسلسل الكذب إذل صبيع عقائدىم‪.‬‬
‫فرارا منها‪َ ،‬‬
‫وال أطيل ُب وصف حاؽبم؛ ألنو سيأٌب ُب مطالب ىذا البحث ما يوضح ذلك‪،‬‬
‫ولكن من متطلبات البحث العلمي إبراز أنبية البحث؛ ولذلك أطرح سؤاال ُب ذلك‬
‫فأقول‪ :‬ةا أمهي‪ :‬ىذا البحث؟ وةا أسباب اختياره؟‬
‫اعبواب‪ :‬يكون عرب النقاط اآلتية‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬دل يُبحث ىذا اؼبوضوع‪ -‬فيما أعلم‪ ،-‬ودل ُهبمع شتاتو هبذا اؼبنهج الذي سرت‬
‫عليو‪.‬‬
‫ٕ‪-‬رأيت أن موضوع نقد الغيبة يهدم أصول الشيعة "االثنا عشرية"‪ ،‬منها‪ :‬اإلمامة‪.‬‬
‫‪-971-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫ٖ‪-‬ىذا البحث يوضح عالقة الغيبة بالعقائد الفاسدة‪ ،‬ويربز التناقض بينها‪.‬‬
‫إسهاما ُب صد ىذه العقائد‬ ‫ِ‬
‫وألجل ذلك كلو اجتهدت أن أُنشيء ُب ىذا اؼبوضوع ً‬
‫يتحقق ذلك؛ كان من‬ ‫دبنهج علم ٍي م ٍ‬
‫نضبط‪ ،‬وحىت‬ ‫اػبرافية‪ ،‬وؿباوالً أن يكون ذلك ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫اؼبوضوع من جو ِ‬
‫انبو اآلتية‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫الضرور ِي ُ‬
‫تصور‬
‫ٔ‪-‬التعريف بالغيبة؟‬
‫ٕ‪-‬عالقتها بالعقائد اؼبنحرفة األخرى‪.‬‬
‫ٖ‪-‬ذكر األسباب الونبية التربيرية عند "االثنا عشرية" ونقدىا‪.‬‬
‫ٗ‪-‬ذكر األسباب اغبقيقية للقول بالغيبة‪.‬‬
‫٘‪-‬إبطال الغيبة عموما‪.‬‬
‫المراسات السابدق‪:‬‬
‫ىذا البحث بعنوانو ومواضيعو ومنهجو دل أر أنو طُرق‪ ،‬إال أنو من الواجب أن أشَت‬
‫تطرقت ؽبذا اؼبوضوع ضمن موضوع عام يتكلم عن الشيعة‪ ،‬أما‬ ‫إذل أن ىناك أحباثا سابقة ّ‬
‫زبصيص حبث هبذا العنوان فلم أقف إال على حبث بعنوان‪( :‬عقيدة الغيبة عند اإلمامية‬
‫االثٍت عشرية وبيان بطالهنا‪-‬دراسة ونقد‪ )-‬وىو رسالة ماجستَت باعبامعة اإلسالمية‪ ،‬قد‬
‫تشرفت بأن أكون عضوا مناقشا لباحثها وىو األخ‪ :‬عبد اػبالق السعدون‪.‬‬
‫ّ‬
‫وبعد اطالعي على الرسالة السابقة رأيت أن أضيف اعبديد إليها‪ ،‬وىذا يتضح عرب‬
‫اؼبقارنة اآلتية‪:‬‬
‫عدقيمة الغيب‪ :‬عنم اإلةاةي‪ :‬االثٍت عشري‪:‬‬ ‫الغيب‪ :‬عنم الشيع‪" :‬االثنا عشري‪ ":‬وأسباهبا‬
‫وبيان بطالهنا‬
‫ٔ‪-‬ذكر طبسة أسباب(ٔ)‪.‬‬ ‫ٔ‪-‬ذكر أحد عشر سببا‪.‬‬

‫(ٔ) ينظر‪( :‬ص‪.)ٔٚٗ-ٔٚٔ:‬‬


‫‪-979-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫ٕ‪-‬ذكر عالقة أىم عقائد الشيعة "االثنا ٕ‪-‬ذكر عقائد نشأت بسبب الغيبة(ٔ)‪.‬‬
‫عشرية" بالغيبة‪ ،‬وقد أضاف اعبديد‪:‬‬
‫كأسرار اغبروف وحساب اعبُ ّمل وغَتنبا‪.‬‬
‫ٖ‪-‬ذكر مسالك الشيعة "االثنا عشرية" ُب ٖ‪-‬دل يذكرىا‪.‬‬
‫توجيو إشكالية غياب اإلمام‪.‬‬
‫ٗ‪-‬دل يقسمها‪ ،‬وقد يشَت لشيء من ذلك‬ ‫ٗ‪-‬قسم األسباب إذل حقيقية وونبي‪.‬‬
‫ُب ردوده‪.‬‬
‫خط‪ :‬البحث‬
‫يتكون ىذا البحث من مقدمة‪ ،‬وسبهيد‪ ،‬وأربعة مباحث‪ ،‬وخاسبة‪ٍ ،‬ب فهرس اؼبصادر‬
‫واؼبراجع‪.‬‬
‫التمهيم التعريف بالشيع‪" :‬االثنا عشري‪ ،":‬والغيب‪ ،:‬وفيو مطلبان‪:‬‬
‫اؼبطلب األول‪ :‬التعريف بالشيعة االثٍت عشرية‪.‬‬
‫اؼبطلب الثاين‪ :‬التعريف بالغيبة‪.‬‬
‫ادلبحث األول عالق‪ :‬أىم عدقائم الشيع‪" :‬االثنا عشري‪ ":‬بالغيب‪.:‬‬
‫اؼبطلب األول‪ :‬عالقة الرجعة بالغيبة‪.‬‬
‫اؼبطلب الثاين‪ :‬عالقة التقية بالغيبة‪.‬‬
‫اؼبطلب الثالث‪ :‬عالقة البداء بالغيبة‪.‬‬
‫اؼبطلب الرابع‪ :‬عالقة علم األسرار وحساب اعبُ ّمل بعقيدة الغيبة‪.‬‬
‫ادلبحث الثاين أقسام الغيب‪.:‬‬
‫اؼبطلب األول‪ :‬الغيبة الصغرى‪.‬‬

‫(ٔ ) وما ذكرىا ىبتلف عن العقائد اليت ذكرهتا‪ ،‬عددا عقيددة الرجعدة والتقيدة‪ ،‬فقدد ذكرهتمدا دببحدث عالقدة الغيبدة‬
‫أىم عقائد الشيعة "االثنا عشرية"‪ .‬ينظر‪( :‬ص‪.)ٕٚٛ-ٔٚٙ:‬‬
‫‪-971-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫اؼبطلب الثاين‪ :‬الغيبة الكربى‪.‬‬


‫ادلبحث الثالث أسباب غيب‪ :‬اإلةام‪.‬‬
‫اؼبطلب األول‪ :‬مسالك الشيعة "االثنا عشرية" ُب توجيو إشكالية غياب اإلمام‪.‬‬
‫اؼبطلب الثاين‪ :‬أسباب غَت حقيقية قال هبا "االثنا عشرية"‪.‬‬
‫اؼبطلب الثالث‪ :‬أسباب حقيقية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أسباب مرتبطة بعقيدة اإلمامة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أسباب متعلقة دبكاسب مادية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أسباب مرتبطة بالسياسة‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أسباب خارجية ؽبا جذور بأديان وكبل سابقة‪.‬‬
‫ادلبحث الرابع إبطال عدقيمة الغيب‪.:‬‬
‫عمل الباحث‬
‫راعيت أن أسَت ُب ىذا البحث وفق اآلٌب‪:‬‬
‫أوال‪ُ :‬ب تقسيم البحث قسمتو إذل أربعة ؿباور‪:‬‬ ‫ً‬
‫استفتاح ضروري للبحث عرب تعريف الشيعة "االثنا عشرية"‬ ‫ٌ‬ ‫احملور األول‪ :‬سبهي ٌد و‬
‫والغيبة‪.‬‬
‫احملور الثاين‪ :‬ربر ُير عالقة أىم عقائد الشيعة "االثنا عشرية" بالغيبة‪.‬‬
‫تصور عام ؼبسالك الشيعة "االثنا عشرية" ُب توجيو إشكالية غياب‬ ‫احملور الثالث‪ٌ :‬‬
‫اإلمام‪.‬‬
‫صبع أقوال الشيعة ألسباب الغيبة وربليلها ونقدىا‪.‬‬
‫احملور الرابع‪ُ :‬‬
‫احملور اػبامس‪ :‬استنتاج األسباب اغبقيقية وقد جعلتها آخر البحث قبل مبحث‬
‫إبطال الغيبة؛ مراعاة لربط األفكار‪ ،‬وتسلسلها‪.‬‬

‫‪-971-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫احملور السادس‪ :‬أعزو اآليات ُب نفس النص‪ ،‬وأضعها بُت معقوفُت‪[:‬اسم السورة‪:‬‬
‫الرقم]‪ ،‬وأضع اآليات بُت قوسُت ﭽﭼ‪.‬‬
‫ثانيًا ادلنهج العام للبحث‪.‬‬
‫ٔ‪-‬سرت ُب ىذا البحث مستخدماً بعض اؼبناىج العلمية؛ منها‪:‬‬
‫‪-‬اؼبنهج التحليلي ُب ربليل اآلراء واألفكار اليت تتعلق دبوضوع حبثي لبيان صحيحها‬
‫من فاسدىا‪.‬‬
‫‪-‬اؼبنهج النقدي ُب عرض اآلراء واألقوال‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬ال أقوم بًتصبة أظباء األعالم‪.‬‬
‫ٖ‪-‬أقوم بتعريف بعض اؼبصطلحات اليت ربتاج إذل ذلك‪.‬‬
‫ىذا وأسأل هللا أن هبعل ىذا العمل خالصا لوجهو الكرًن‪ ،‬وأن ينفع بو اؼبسلمُت‪.‬‬
‫وصلى هللا وسلم عليو نبيو وآلو وصحبو أصبعُت‪.‬‬
‫كتبو‬
‫د‪ .‬طارق بن سعيم بن عبم هللا آل دبيس الدقحطاين‬

‫‪-971-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫التنهيد‬
‫التعريف بالشيعة "االثيا عشرية"‪ ،‬والغيبة‬

‫ادلطلب األول التعريف بالشيع‪" :‬االثنا عشري‪.":‬‬


‫"االثنا عشرية" ىي إحدى فرق الرافضة‪ ،‬وؽبم أظباء أخرى؛ منها‪( :‬اعبعفرية‪،‬‬
‫اإلمامية‪ ،‬اػباصة‪-‬أطلقوىا على أنفسهم‪ ،-‬القطعية‪ ،‬أصحاب االنتظار) ويعتقدون أن‬
‫عليًا‪-‬رضي هللا عنو‪ -‬ىو األحق ُب وراثة اػبالفة دون الشيخُت وعثمان ‪-‬رضي هللا‬
‫عنهم أصبعُت‪ ،-‬وقد أطلق عليهم اإلمامية؛ ألهنم جعلوا اإلمامة أصل األصول‬
‫عندىم‪ ،‬وكفروا عليها كل من دل يوافقهم عليها‪ ،‬فهي األصل ُب قبول األعمال‪ ،‬بل‬
‫إؽبي مقابل ؼبفهوم النبوة(ٔ)بل إن غالهتم هبعلوهنا فوق مقام‬
‫اإلمامة عندىم منصب ّ‬
‫(ٕ)‬
‫مقاما ال‬
‫ً‬ ‫ألئمتنا‬ ‫أن‬ ‫مذىبنا‬ ‫يات‬
‫ر‬ ‫ضرو‬ ‫من‬ ‫(وإن‬ ‫اػبميٍت‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫اؼبالئكة‪.‬‬ ‫ومقام‬ ‫النبوة‬
‫يبلغو ملك مقرب‪ ،‬وال نيب مرسل)(ٖ)‪ .‬فهم إذن يعتقدون بعصمتهم صبيعا‪ ،‬وقوؽبم مثل‬
‫قول النيب‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ ،-‬بل أعظم‪.‬‬
‫وظبُّوا بد "االثنا عشرية"؛ ألهنم يعتقدون بإمامة اثنا عشر رجالً من آل البيت‪،‬‬‫ُ‬
‫ثبتت إمامتهم ‪-‬حسب زعمهم‪-‬بنص من النيب‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ ،-‬وكل واحد‬
‫منهم يوصي هبا ؼبن يليو‪ .‬وىم على النحو اآلٌب‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬علي بن أيب طالب ‪-‬رضي هللا عنو‪-‬يلقبونو باؼبرتضى (ٓٗىد)‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬اغبسن بن علي ‪-‬رضي هللا عنو‪-‬ويلقبونو باجملبىت (ٓ٘ىد)‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬اغبسُت بن علي ‪-‬رضي هللا عنو‪-‬يلقبونو بالشهيد (ٔ‪ٙ‬ىد)‪.‬‬

‫(ٔ) ينظر‪ :‬أصل الشيعة وأصوؽبا حملمد اغبسُت آل كاشف الغطاء (ص‪.)ٔٗ٘ :‬‬
‫(ٕ) ينظر ؼبا عقده الكليٍت ُب الكاُب من أبواب ُب كتاب اغبجة‪( :‬ص‪ )ٕ٘ٓ-ٚٙ‬وىو يبثل ثلثي األصول من‬
‫الكتاب تقريبًا‪.‬‬
‫(ٖ) اغبكومة اإلسالمية (ص‪ )ٕ٘:‬وينظر‪ :‬تفضيل األئمة على األنبياء‪ ،‬علي اؼبيالين (ص‪.)ٕٜ :‬‬
‫‪-971-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫بالس َّجاد‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬علي بن اغبسُت (٘‪ ٜ‬ىد)‪ ،‬ويلقبونو َّ‬
‫٘‪ .‬ؿبمد بن علي بن اغبسُت الباقر (ٗٔٔىد)‪.‬‬
‫‪ .ٙ‬جعفر بن ؿبمد بن اغبسُت‪ ،‬أبو عبد هللا‪-‬الصادق‪ٔٗٛ(-‬ىد)‪.‬‬
‫‪ .ٚ‬موسى بن جعفر الكاظم(ٖ‪ٔٛ‬ىد)‪.‬‬
‫‪ .ٛ‬علي بن موسى ‪-‬الرضي‪ٕٖٓ(-‬ىد)‪.‬‬
‫‪ .ٜ‬ؿبمد بن علي ‪-‬اعبواد‪ٕٕٓ(-‬ىد) ويلقبونو بالتقي‪.‬‬
‫ٓٔ‪ .‬علي‪-‬اؽبادي‪-‬بن ؿبمد اعبواد(ٕٗ٘ىد)‪.‬‬
‫ٔٔ‪ .‬اغبسن بن علي العسكري (ٓ‪ٕٙ‬ىد) ويلقبونو بالزكي‪.‬‬
‫ٕٔ‪ .‬ؿبمد بن اغبسن العسكري الغائب (‪ )ٔ( )...-ٕ٘ٙ‬يلقبونو باغبجة القائم‬
‫اؼبنتظر(ٕ)‪.‬‬

‫(ٔ) ينظر لالستزادة يف توضيح ةذىب الرافض‪ :‬والرد عليهم‪ :‬اإلمامة والرد على الرافضة لألصبهاين (ص‪:‬‬
‫‪ ،ٕٓٙ‬وما بعدىا) منهاج السنة النبوية (ٔ‪ ٗ /‬وما بعدىا) القضاب اؼبشتهر على رقاب ابن اؼبطهر (ص‪:‬‬
‫ٖٗ وما بعدىا) اػبطوط العريضة‪ ،‬ؿبب الدين اػبطيب(ص‪ )ٜٗ-٘:‬اؼبوسوعة اؼبيسرة ُب األديان‬
‫واؼبذاىب واألحزاب اؼبعاصرة (ٔ‪ )٘ٔ /‬الشيعة والتشيع (ص‪ ٖٔ :‬وما بعدىا) فرق معاصرة تنتسب إذل‬
‫اإلسالم وبيان موقف اإلسالم منها (ٔ‪ )ٖ٘ٓ-ٖٜٗ/‬أصول مذىب الشيعة اإلمامية االثنا عشرية‬
‫(عرض‪...‬ونقد) للدكتور‪/‬ناصر القفاري (ٔ‪ ٖ٘/‬وما بعدىا)‪.‬‬
‫(ٕ) وةن ألدقابو عندىم أيضا‪( :‬أمَت األمرة‪ ،‬خاًب األوصياء‪ ،‬خاسبة األئمة‪ ،‬بقية هللا‪ ،‬خليفة هللا‪ ،‬الثائر‪،‬‬
‫اعبابر‪ ،‬اعبَْنب‪ ،‬اعبوار الكنس‪ ،‬غاية الطالبُت‪ ،‬الغرًن‪ ،‬الغالم‪ ،‬الغوث‪ ،‬الفتح‪ ،‬الفقيو‪ ،‬قائم الزمان‪ ،‬كاشف‬
‫الغطاء‪ ،‬اؼبأمول‪ ،‬احملسن‪ ،‬اؼبديل‪ ،‬اؼبضطر‪ ،‬اؼبفرد من أىلو‪ ،‬اؼبلك‪ ،‬اؼبلهوف‪ ،‬اؼبنصور‪ ،‬النصر‪ ،‬اؼبنتقم‪،‬‬
‫اغبق‪ ،‬اػبازن‪ ،‬اػبلف الصاحل‪ ،‬الداعي ) ينظر‪:‬‬
‫اؼبوتور بأبيو‪ ،‬الوارث‪ ،‬الوتر‪ ،‬اغبامد‪ ،‬اغبمد‪ ،‬اغبجاب‪ّ ،‬‬
‫موجز دائرة معارف الغيبة (ص‪،ٜٔ٘-ٔٗٛ،ٔ٘ٗ،ٔ٘ٛ ،ٕٔ٘،ٖٖٔ ،ٗٓ،ٗٔ،ٖٙ،ٖٗ،ٕ٘،ٜٔ :‬‬
‫ٕ‪.)ٙٔ ،٘ٛ ،٘٘ ،٘ٔ ،ٗٗ ،ٔٛٓ ،ٔٚٓ، ٔٙٗ ،ٔٙ‬‬
‫‪-976-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫وةن ةظاىر الغلو‪ -‬أيضا‪ -‬عنمىم ةا يلي‬


‫‪-‬أهنم جيعلون اإلةاة‪ :‬جزءا ةن أركان اإلسالم‪ ،‬ففي الكاُب للكليٍت وضع كتابا‬
‫(لإليبان والكفر)‪ ،‬باب (دعائم اإلسالم) وجعل اإلمامة من األركان اػبمسة حيث‬
‫ينقل رواية عن أيب جعفر أنو قال فيها‪(( :‬بٍت االسالم على طبس‪ :‬على الصالة‪،‬‬
‫والزكاة‪ ،‬والصوم‪ ،‬واغبج‪ ،‬والوالية‪ ،‬ودل يناد بشيء كما نودي بالوالية)) (ٔ)‪.‬‬
‫‪-‬األئم‪ :‬دون غَتىم ىم الذين مجعوا الدقرآن كلو(‪.)2‬‬
‫وىذا يلزم منو القول بتحريف القرآن؛ ألن الصحابة ىم الذين صبعوا القرآن‪ ،‬ويلزم منو‬
‫أن يكون القرآن غَت متواتر‪ .‬وسيأٌب الكالم عن قوؽبم بالتحريف‪.‬‬
‫‪-‬يزعمون أهنم أول اخللق ولوال األئم‪ :‬ةا خلق هللا السماوات واألرض‪ ،‬وال‬
‫آدم وال حواء‪ ،‬وال جن‪ :‬وال نار‪.‬‬
‫ُب رواية مزعومة عن علي بن أيب طالب‪-‬رضي هللا عنو‪ -‬أنو قال‪( :‬قال رسول هللا‬
‫‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ :-‬ما خلق هللا خلقا أفضل مٍت وال أكرم عليو مٍت‪ ،‬قال‪:‬‬
‫علي‪-‬عليو السالم‪ :-‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا فأنت أفضل أم جربئيل؟ فقال ‪-‬صلى هللا‬
‫عليو وسلم‪ :-‬يا علي! إن هللا ‪-‬تبارك وتعاذل‪ -‬فضل أنبياءه اؼبرسلُت على مالئكتو‬
‫اؼبقربُت‪ ،‬وفضلٍت على صبيع النبيُت واؼبرسلُت‪ ،‬والفضل بعدي لك يا علي ولألئمة من‬
‫بعدك‪ ،‬فإن اؼبالئكة ػبدامنا وخدام ؿببينا‪ ،‬يا علي‪ ،‬الذين وبملون العرش ومن حولو‬
‫يسبحون حبمد رهبم ويستغفرون للذين آمنوا بواليتنا‪ ،‬يا علي‪ ،‬لوال كبن ما خلق هللا‬
‫آدم وال حوا‪ ،‬وال اعبنة وال النار‪ ،‬وال السماء وال األرض‪ ،‬وكيف ال يكون أفضل من‬

‫(ٔ) الكاُب (ٔ‪.)ٕٙٗ-ٕٖٙ/‬‬


‫(ٕ) ينظر لالستزادة‪ :‬الروايات اؼبذكورة ُب الكاُب‪ ،‬كتاب اغبجة‪ ،‬باب أنو دل هبمع القرآن كلو إال األئمة وأهنم‬
‫يعلمون علمو كلّو (ٔ‪.)ٔٓ٘-ٔٓٗ/‬‬
‫‪-977-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫اؼبالئكة وقد سبقناىم إذل التوحيد ومعرفة ربنا ‪ -‬عز وجل‪ -‬وتسبيحو‪ ،‬وتقديسو‪،‬‬
‫وهتليلو؛ ألن أول ما خلق هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وسبجيده‪.)ٔ( )...‬‬
‫‪-‬أهنم جيعلون نصوص التوحيم يف والي‪ :‬اإلةام‪ .‬وذلك باعتقاد أن اإلمام ىو‬
‫الواسطة بينهم وبُت هللا‪ ،‬بل ةعرف‪ :‬اإلةام عنمىم ةرتبط‪ :‬دبعرف‪ :‬هللا‪ .‬فجاء ُب رواية‬
‫عندىم عن أيب جعفر أنو قال‪(( :‬إمبا يعرف هللا –تعاذل‪-‬ويعبده من عرف هللا وعرف‬
‫إمامو منا أىل البيت‪ ،‬ومن ال يعرف هللا‪-‬عز وجل‪-‬وال يعرف اإلمام منا أىل البيت‬
‫فإمبا يعرف ويعبد غَت هللا ىكذا وهللا ضالال)) (ٕ)‪.‬‬
‫‪-‬الدقول بتحريف الدقرآن الكرمي عنم أغلبهم‪.‬‬
‫فهم يقولون بتحريف القرآن اللفظي تقريرا واعتقادا وأنو وقع حقيقة‪ ،‬فيذكر الكليٍت‬
‫ُب كتابو الكاُب روايات تؤكد قوؽبم بالتحريف(ٖ)‪ ،‬وكثَت من أئمة الشيعة يقولون‬
‫بتحريف القرآن(ٗ)‪ ،‬وقد صبع الشيخ (إحسان إؽبي ظهَت) أكثر من أربعُت حديثاً من‬
‫وغَت‪ ،‬زيد فيو ونقص منو‬
‫حرف ّ‬ ‫أمهات كتب القوم‪ ،‬كلها تنص على أن القرآن ّ‬
‫كثَت(٘)‪.‬‬

‫(ٔ) كمال الدين (ص‪.)ٕ٘٘ :‬‬


‫(ٕ) الكاُب‪ ،‬كتاب اغبجة‪ ،‬باب معرفة اإلمام والرد إليو(ٕ‪.)ٕٛ/ٔ( )ٗٚ‬‬
‫(ٖ) الكاُب‪ ،‬باب فيو ذكر الصحيفة واعبفر واعبامعة ومصحف فاطمة عليها السالم(‪-ٔٓٛ/ ٔ( )ٖٙٛ‬‬
‫‪.)ٜٔٓ‬‬
‫ربميلو من‬
‫(ٗ) ينظر‪ :‬كتاب(ـبطوط) فصل اػبطاب ُب ربريف كتاب رب األرباب للنوري الطربسي [ًب ّ‬
‫صنف إلثبات وقوع التحريف‪ ،‬وتفسَت الصاُب (ٔ‪ ،)ٜٗ/‬واألنوار‬ ‫موقع‪ ]www.aansar.com‬وقد ُ‬
‫النعمانية لنعمة هللا اعبزائري (ٕ‪ ،)ٕ٘ٓ-ٕٗ٘/‬ولالستزادة ُب حبث ىذه اؼبسألة واثبات أن الشيعة يقولون‬
‫بالتحريف ينظر‪ :‬الفصل ُب اؼبلل البن حزم (ٗ ‪ ،)ٖٜٔ/‬الشيعة والقرآن إلحسان إؽبي ظهَت(ص‪-ٕٚ‬‬
‫ٖٗٗ) وفصل اػبطاب ُب إثبات ربريف كتاب رب األرباب عرض ونقد‪ ،‬حملمد حبيب (ص‪.)ٕٕٗ-ٕٚ‬‬
‫(٘) ينظر لكتابو‪ :‬الشيعة والقرآن (‪ ٔٙٙ‬وما بعدىا)‪.‬‬
‫‪-971-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫وعلوما خاصة مستمدة من مصادر زبتلف عن مصادر‬ ‫ً‬ ‫أحكاما‬


‫ً‬ ‫وىذا يؤكد أن ؽبم‬
‫أىل السنة واعبماعة‪.‬‬
‫وبرفون معاين القرآن دبا يوافق معتقدىم‬
‫كذلك ىم من حيث الواقع والتقرير ّ‬
‫وخاصة ُب اإلمامة‪.‬‬
‫ﭽﭳﭴﭵ‬ ‫ومن ىذه التفسَتات الباطنية ما جاء ُب تفسَت قولو –تعاذل‪:-‬‬
‫ﭶﭷﭼ [األعراف من اآليةٓ‪ ]ٔٛ‬عن أيب عبدهللا أنو قال‪(( :‬كبن وهللا األظباء اغبسٌت‬
‫اليت ال يقبل هللا من العباد عمال إال دبعرفتنا)) (ٔ)‪.‬‬
‫(ٕ)‬
‫فمثال‪ :‬يذكر‬
‫وكتاب الكاُب مليء دبظاىر الغلو وخاصة ُب كتاب اغبجة ‪ً ،‬‬
‫ﭽﯘﯙﯚﭼ‬ ‫الكاُب رواية عن أيب جعفر –رضبو هللا‪ُ-‬ب تفسَت قولو –تعاذل‪:-‬‬
‫[القمر‪( ]ٕٗ:‬أن اؼبراد باآليات ىم األوصياء كلهم)(ٖ)‪ .‬وال شك أن ىذا يناقض‬
‫ﭽ ﮱ ﯓ ﯔﯕﯖﭼ‬ ‫سياق اآلية نفسها؛ ألهنا ُب بيان قصة فرعون قال –تعاذل‪:-‬‬
‫قائما على قطع الصلة‬
‫[القمر‪ .]ٗٔ:‬وىذا يبُت مدى خطورة األمر‪ .‬فصار منهجهم ً‬
‫بالقرآن والسنة النبوية عرب الطعن ُب الصحابة حفظة القرآن والسنة(ٗ)‪ ،‬وحصروا الدين‬

‫(ٔ) الكاُب‪ ،‬كتاب التوحيد‪ ،‬باب النوادر(ٖ٘٘) (ٔ‪.)ٙٙ/‬‬


‫(ٕ) الكاُب (ٔ‪.)ٖٔٔ-ٚٙ/‬‬
‫(ٖ) الكاُب‪ ،‬باب (أن اآليات اليت ذكرىا هللا عز وجل ُب كتابو ىم األئمة)‪.)ٜ٘/ٔ( )ٖ٘ٚ( ،‬‬
‫(ٗ) ينظر لالستزادة حول عقائد الشيعة ُب ىذا اؼبوضوع‪ :‬أصول مذىب الشيعة اإلمامية االثنا عشرية‬
‫(عرض‪...‬ونقد) للدكتور‪/‬ناصر القفاري (ٔ‪ ،)ٔٔ٘٘-ٜٚٔ/ٕ( )٘ٔٓ-ٖٔ٘/‬وؾبموعة رسائل بعنوان‪:‬‬
‫براءة آل البيت من روايات قطع الصلة‪ :‬باػبالق –عز وجل‪ ،-‬بالنيب‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪ ،-‬بالقرآن‬
‫صبيعا‪ ،‬ومن انتقاص األنبياء واؼبالئكة وانتقاص أمَت اؼبؤمنُت علي بن أيب طالب‬
‫الكرًن‪ ،‬بالصحابة والعرب ً‬
‫–رضي هللا عنو‪ ،-‬للدكتور‪ :‬أضبد بن سعد ضبدان الغامدي‪.‬‬
‫‪-971-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫ٍ‬
‫جانب ال أقول ضيق بل مفتعل ال حقيقة لو‪ ،‬حىت أوقعهم ُب إشكاالت كبَتة‬ ‫ُب‬
‫آثار خطَتة على األمة‪.‬‬
‫قبمت عنها ٌ‬
‫‪-‬الطعن يف الصحاب‪.:‬‬
‫قدح الشيعة "االثنا عشرية" ُب الصحابة وطعنهم فيهم أمر مستفيض وثابت‪ ،‬وال‬
‫وبتاج إذل مزيد بيان‪ ،‬فكتبهم طافحة بتكفَتىم(ٔ)‪ ،‬ومن ذلك ينقل الكليٍت رواية عن‬
‫السالم‪(( :-‬جعلت فداك‪ ،‬ما أقلنا لو‬
‫ضبران بن أعُت قال‪ :‬قلت أليب جعفر ‪-‬عليو ّ‬
‫اجتمعنا على شاة ما أفنيناىا؟ فقال‪ :‬أال أح ّدثك بأعجب من ذلك‪ ،‬اؼبهاجرون‬
‫واألنصار ذىبوا إال ‪-‬وأشار بيده – ثالثة)) (ٕ)‪.‬‬
‫قال األسفراييٍت‪ ،‬أبو اؼبظفر (ٔ‪ٗٚ‬ىد)‪( :‬واعلم أن صبيع من ذكرناىم من فرق‬
‫اإلمامية متفقون على تكفَت الصحابة‪ ،‬ويدعون أن القرآن قد غَت عما كان‪ ،‬ووقع فيو‬
‫الزيادة والنقصان من قبل الصحابة‪ ،‬ويزعمون أنو قد كان فيو النص على إمامة علي‬
‫فأسقطو الصحابة عنو) (ٖ)‪.‬‬
‫ادلطلب الثاين التعريف بالغيب‪.:‬‬
‫أوال تعريف الغيب‪ :‬لغ‪.:‬‬
‫الغَيب‪ ::‬بالفتح من الغيبوبة‪ ،‬أما الغِيبة فهي من االغتياب (ٗ)‪ .‬والغَيبة‪-‬بالفتح‪-‬ىي‬
‫من اعبذر الثالثي‪( :‬غاب) وىو كل مكان ال يدرى ما فيو فهو غيب‪ ،‬وكذلك اؼبوضع‬

‫(ٔ ) الناصيب عندىم ليس من يعادي أىل البيت‪ ،‬وإمبا من قدم غَت علي عليو‪ ،‬وخالفهم‪ ،‬وىو بذلك كافر‬
‫قبس‪ ،‬حالل الدم واؼبال باإلصباع عندىم‪ .‬ينظر على سبيل اؼبثال‪ :‬األنوار النعمانية(ٕ‪.)ٕٙٛ-ٕٙٚ/‬‬
‫(ٕ) الكاُب‪ ،‬كتاب اإليبان والكفر‪ ،‬باب ُب قلة عدد اؼبؤمنُت(ٕٖٕٓ) (ٔ‪.)ٖ٘ٚ/‬‬
‫(ٖ) التبصَت ُب الدين وسبييز الفرقة الناجية عن الفرق اؽبالكُت (ص‪.)ٗٔ :‬‬
‫(ٗ) ينظر‪ :‬العُت (ٕ٘‪.)ٚ‬‬
‫‪-911-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫الذي ال يدرى ما وراءه‪ ،‬وصبعو (غيوب)‪ ،‬والغيب أيضا ما غاب عن العيون وإن كان‬
‫ؿبصال ُب القلوب(ٔ)‪ .‬والغيب أيضا يأٌب دبعٌت الشك (ٕ)‪.‬‬
‫ثانيا تعريف الغيب‪ :‬عنم "االثنا عشري‪.":‬‬
‫(ىي حالة تواري واختفاء اضطر إليها اإلمام اؼبهدي حُت دانبتو ؿباوالت السلطة‬
‫العباسية؛ لغرض قتلو أو إلقاء القبض عليو) (ٖ)‪.‬‬
‫فالغيبة إذن‪ ،‬يعنون هبا غيبة اإلمام الثاين عشر بعد والدتو‪ ،‬ويعتقدون أنو الزال‬
‫حيا‪ ،‬يرى الناس لكنو ال يُرى‪ ،‬ومع ذلك ىو يتأثر ؼبا هبري ؽبم (ٗ)‪ ،‬ويعتقدون أنو‬
‫سَتجع(٘) ويقيم العدل‪ ،‬ويقوم بأعمال كثَتة‪ ،‬منها القتل واالنتقام من األعداء(‪ )ٙ‬وأنو‬
‫سيذبح العرب‪ ،‬وخاصة قريش‪ ،‬وأنو سيضرب أعناقهم صربا(‪ )ٚ‬وأنو سيحكم بشريعة‬
‫داود‪-‬عليو السالم‪-‬؟!(‪.)ٛ‬‬
‫والغيبة عندىم غيبتان صغرى وكربى‪ ،‬وسيأٌب التفصيل ُب بياهنا‪.‬‬

‫(ٔ) ينظر‪ :‬هتذيب اللغة (‪.)ٕٔٛ /ٛ‬‬


‫(ٕ) ينظر‪ :‬العُت (ٕ٘‪.)ٚ‬‬
‫(ٖ) موجز دائرة معارف الغيبة(ص‪.)ٕٔٙ:‬‬
‫(ٗ) ينظر‪ :‬هتذيب األحكام‪ ،‬الطوسي(ص‪.)ٖٛ:‬‬
‫(٘) ينظر‪ :‬اإلؽبيات‪ ،‬السيد حسن مكي العاملي(ٗ‪.)ٔٗٔ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬فمن ذلك ينقلون رواية عن أيب جعفر وفيها‪(( :‬إن رسول هللا‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪-‬سار ُب أمتو باؼبن‪،‬‬
‫كان يتألف الناس‪ ،‬والقائم يسَت بالقتل‪ ،‬بذاك أمر ُب الكتاب الذي معو أن يسَت بالقتل وال يستتيب‬
‫أحدا‪ ،‬ويل ؼبن ناواه))‪ .‬ينظر‪ :‬الغيبة (ٔ‪.)ٕٖ٘-ٕٖٗ/‬‬
‫(‪ )ٚ‬ينظر‪ :‬الغيبة للنعماين (ص‪ )ٕٕٔ :‬األمارل(ص‪ )ٗ٘:‬حبار األنوار(ٕ٘‪ )ٔٔٗ/‬األنوار النعمانية(ٕ‪.)ٙ٘/‬‬
‫(‪ )ٛ‬ينظر‪ :‬الغيبة‪ ،‬النعماين(ٔ‪.)ٖٕٚ/‬‬
‫‪-919-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫املبحث األول‬
‫عالقة أهه عقائد الشيعة "االثيا عشرية" بالغيبة‬

‫ادلطلب األول عالق‪ :‬الرجع‪ :‬بالغيب‪.:‬‬


‫بداية معٌت الرجعة عند الشيعة "االثنا عشرية" يراد هبا معنيُت‪:‬‬
‫ادلعٌت األول العودة بعد اؼبوت إذل الدنيا‪ ،‬وىي عندىم من األصول اؼبتفقة‪،‬‬
‫وينقلون ُب ذلك روايات عندىم(ٔ)‪.‬‬
‫ادلعٌت الثاين عودة اؼبهدي اغبي الذي دل يبت من غيبتو‪.‬‬
‫وادلفهوم العام للرجع‪ :‬عنم "االثنا عشري‪ ":‬يشمل ثالث‪ :‬أننا‪:‬‬
‫األول‪ :‬أئمتهم‪ ،‬حيث ىبرج اؼبهدي من ـببئو‪ ،‬ويرجع من غيبتو‪ ،‬وباقي األئمة‬
‫وبيون بعد موهتم ويرجعون ؽبذه الدنيا‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬مغتصبو اػبالفة‪ُ-‬ب نظرىم‪-‬وُب مقدمتهم أبو بكر وعمر وعثمان‪-‬رضي‬
‫هللا عنهم‪ ،-‬من قبورىم ويرجعون ؽبذه الدنيا لالقتصاص منهم‪ ،‬فتجري عليهم‬
‫عمليات التعذيب والقتل والصلب‪.‬‬
‫ؿبضا‪-‬الشيعة بزعمهم‪-‬ومن‬
‫الثالث‪ :‬عامة الناس‪ ،‬وىبص منهم‪ :‬من ؿبض اإليبان ً‬
‫ؿبض الكفر ؿبضا (ٕ)‪.‬‬
‫وشلا سبق يتضح أن عالق‪ :‬الرجع‪ :‬بالغيبة‪ ،:‬عالقة‪ :‬تةالزم بالنسةب‪ :‬ذلةم‪ .‬أي‪ :‬أندو‬
‫ال رجعة إال بعد الغيبة‪ ،‬لكن رجعة اؼبهدي عندىم زبتلف عن رجعة غدَته سدواء أكدانوا‬
‫من أئمتهم أم كانوا من أعدائهم؛ ألهنا رجعة بعد غيبة أما غَته فهي رجعة بعد موت‪.‬‬

‫(ٔ) ينظر‪ :‬الغيبة‪ ،‬الطوسي(ص‪ )ٗ٘ٙ:‬وينظر‪ :‬رسائل اؼبرتضى(ٔ‪ )ٕٔ٘/‬اإلؽبيات‪ ،‬السيد حسن‬
‫العاملي(ٗ‪.)ٕٜٚ-ٕٜٔ/‬‬
‫(ٕ) ينظر لالستزادة‪ :‬أصول مذىب الشيعة‪ ،‬د‪ .‬ناصر القفاري (ٕ‪.)ٕٔٔٓ-ٖٔٔٓ /‬‬
‫‪-911-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫فالرجعددة أعددم مددن الغيبددة؛ ألنددو يدددخل فيهددا غددَت اإلمددام اؼبهدددي‪ ،‬أمددا الغيبددة فهددي‬
‫ـبتصة بو‪.‬‬
‫ادلطلب الثاين عالق‪ :‬التدقي‪ :‬بالغيب‪.:‬‬
‫التقية معناىا‪( :‬أن يظهر الشخص خالف ما يبطن) (ٔ)‪.‬‬
‫فهي دبعٌت النفاق‪ ،‬والكذب‪ ،‬وخداع من كان سليم القلب‪ ،‬وىي هبذا زبتلف عن‬
‫معٌت التقية اليت أباحها هللا للمضطر اؼبكره (ٕ)‪.‬‬
‫ويذكرون ُب ذلك روايات منها‪ :‬عن أيب عبد هللا أنو قال‪(( :‬إن تسعة أعشار‬
‫الدين ُب التقية وال دين ؼبن ال تقية لو‪ ،‬والتقية ُب كل شيء إال ُب النبيذ‪ ،‬واؼبسح على‬
‫اػبفُت))(ٖ)‪ .‬وزعموا أن أبا جعفر قال‪(( :‬التقية من ديٍت ودين آبائي‪ ،‬وال إيبان ؼبن ال‬
‫تقية لو)) (ٗ)‪ .‬ونقلوا عن الصادق رواية أنو قال‪(( :‬ليس منا من دل يلزم التقية‪ ،‬ويصوننا‬
‫عن سفلة الرعية)) (٘)‪.‬‬
‫إذل من‬
‫ونقلوا عنو‪ -‬أيضا‪ -‬أنو قال‪(( :‬وهللا ما على األرض شيء أحب ّ‬
‫التقية)) ٍب يقول أيضا‪(( :‬إنو من كانت لو تقية رفعو هللا ‪...‬ومن دل تكن لو تقية وضعو‬
‫هللا))(‪.)ٙ‬‬

‫(ٔ) فرق معاصرة تنتسب إذل اإلسالم وبيان موقف اإلسالم منها (ٔ‪.)ٖٛٓ /‬‬
‫(ٕ) ينظر‪ :‬السيوف اؼبشرقة وـبتصر الصواعق احملرقة (ص‪ )ٕٖٕ :‬الشيعة والسنة (ص‪ )ٔٙٗ :‬ؾبموع مؤلفات‬
‫الشيخ ؿبمد مال هللا (٘‪.)ٕٓ-ٜٔ/‬‬
‫(ٖ) الكاُب‪ُ ،‬ب األصول‪ ،‬باب التقية (ٖٕٕ٘) وينظر‪ :‬وسائل الشيعة‪ ،‬اغبر العاملي(ٔٔ‪.)ٗٙٓ/‬‬
‫(ٗ) الكاُب‪ُ ،‬ب األصول‪ ،‬باب التقية (ٖٕٕٗ)‪.‬‬
‫(٘) األمارل‪ ،‬الطوسي(ٓ‪ٗٙ‬ىد) (ٖٗ٘) (ص‪ )ٕٛٔ:‬وينظر‪( )ٜ٘ٙ( :‬ص‪ )ٕٜٖ:‬وسائل الشيعة‪ ،‬اغبر‬
‫العاملي(ٔٔ‪.)ٗٙٙ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬الكاُب‪ُ ،‬ب األصول‪ ،‬باب التقية (ٕٕ٘ٗ)‪.‬‬
‫‪-911-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫ﭽ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶﭷ‬ ‫أيضا يفسرون بعض اآليات‪ ،‬منها قولو‪-‬تعاذل‪:-‬‬


‫[القصص‪ ]٘ٗ:‬اغبسنة التقية‪ ،‬والسيئة‬ ‫ﭸﭹﭺ ﭻﭼﭽ ﭾ ﭼ‬
‫اإلذاعة) (ٔ)‪.‬‬
‫فاخلالن‪ :‬أن التقية أساس الدين عندىم‪ ،‬من ال يقول هبا فال دين لو (ٕ)‪ ،‬بل‬
‫جعلوه ُب منزلة الوقوع ُب الشرك‪ ،‬وينقلون روايات ُب ذلك‪ ،‬منها‪ :‬عن علي بن‬
‫اغبسُت أنو قال‪( :‬يغفر هللا للمؤمن كل ذنب‪ ،‬ويطهره منو ُب الدنيا واآلخرة ما خال‬
‫ذنبُت‪ :‬ترك التقية‪ ،‬وتضييع حقوق االخوان) (ٖ)‪ .‬أيضا جعلوا ترك التقية مثل ترك‬
‫الصالة سباماً‪ ،‬قال الصدوق‪(( :‬اعتقادنا ُب التقية أهنا واجبة‪ ،‬من تركها كان دبنزلة من‬
‫ترك الصالة)) (ٗ)‪.‬‬
‫وال شك أن ىذا مناقض لنصوص القرآن والسنة‪ ،‬وقلب للحقائق‪ ،‬وذلك من‬
‫أوجو‪:‬‬
‫األول أن هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬طلب من الناس صبيعاً نشر العلم وبيانو‪ ،‬فقال‪-‬عز‬
‫وجل‪ :-‬ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ‬

‫ﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕ ﭼ [اؼبائدة‪.]ٙٚ:‬‬

‫(ٔ) اؼبصدر نفسو(ٕٕٕٗ)‪.‬‬


‫(ٕ ) بل وصل األمر عندىم إذل القول دبغالطات يدركها العادل واعباىل؛ وذلك حُت قالوا‪ :‬إن التقية عز للدين‪،‬‬
‫ونشره ذل لو‪ ،‬فقد نقل الصدوق ُب تفسَت قولو‪-‬تعاذل‪ :-‬ﱥ ﱱﱲﱳﱴﱵﱤ [اغبجرات من اآلية‪]ٖٔ:‬‬
‫عن أيب عبد هللا أنو قال‪(( :‬أعملكم بالتقية)) األمارل (ٕ‪( )ٖٔٚ‬ص‪.)ٙٙٔ:‬‬
‫(ٖ) وسائل الشيعة‪ ،‬اغبر العاملي (‪.)ٕٕٖ/ٔٙ‬‬
‫(ٗ) االعتقادات ُب دين اإلمامية‪ ،‬الصدوق (ص‪.)ٔٓٚ:‬‬
‫‪-911-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫الثاين‪ :‬أن الذنب الذي ال يغفره هللا ىو الشرك‪ ،‬وليس ترك التقية‪ ،‬بصريح القرآن‬
‫قولو‪-‬تعاذل‪ :-‬ﭽ ﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫﮬﮭﮮ ﮯﮰﮱ﮲﮳‬ ‫كما ُب‬
‫﮴﮵﮶﮷ ﭼ [النساء‪.]ٗٛ:‬‬
‫الثالث أن مساواة التقية بالصالة مقارنة فاسدة؛ فإن التقية رخصة جعلها هللا ُب‬
‫حالة الضرورة القصوى‪ ،‬بشرط أال يشرح بالكفر صدراً فكيف يعاقب من تركها‪.‬‬
‫(ٔ)‬
‫لعقيدهتم ُب الغيبة‪ ،‬لكن ادلهم يف ىذا ادلطلب‬ ‫ىذا عرض مع نقد ـبتصر‬
‫أن نعر‪ :‬ةا ىي العالق‪ :‬ةا بُت التدقي‪ :‬والغيب‪:‬؟‬
‫اجلواب يتضح عرب اآلٌب‪:‬‬
‫(ٕ)‬
‫ٔ‪-‬أهنم ربطوا التدقي‪ :‬خبروج اإلةام‪ ،‬وذلك ألهنم قرروا أن التدقي‪ :‬ةستمرة‬
‫إىل أن خيرج اإلةام‪ ،‬يقول الصدوق ُب االعتقادات‪( :‬التقية واجبة ال هبوز رفعها إذل‬
‫أن ىبرج القائم‪ ،‬فمن تركها قبل خروجو فقد خرج عن دين هللا –تعاذل‪-‬ودين اإلمامية‪،‬‬
‫وخالف هللا ورسولو واألئمة)) (ٖ)‪ .‬واغبقيقة أن من تركها ال ىبرج إال عن دين اإلمامية‬
‫فقط وعن خرافاهتم‪.‬‬

‫قولو‪-‬تعاذل‪ :-‬ﱥ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ‬ ‫(ٔ) وأضيف ىنا أهنم حاولوا أن يستدلوا بنصوص من القرآن‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱤ [آل عمران‪ ]ٕٛ:‬وال حجة ؽبم ُب ىذه‬
‫اآلية وال غَتىا من النصوص‪ ،‬بل ىي عليهم؛ ألنو ليس فيها ما يدل على أهنم اتبعوا دين الكفار وتظاىروا‬
‫بو‪ ،‬وليس معٌت (التقاة) أن أكذب؛ وخاصة إذا عرفنا أن ىذه اآلية مدنية باتفاق العلماء‪ ،‬ومعلوم أنو دل‬
‫يكن أحد يكتم إيبانو ُب اؼبدينة‪ ،‬وهبذا يبطل استدالؽبم‪ .‬ينظر لالستزادة حول ىذا اؼبوضوع‪ :‬منهاج‬
‫السنة النبوية (‪ )ٕٕٗ /ٙ‬ولالستزادة حول موضوع التقية ينظر‪ :‬رسالة علمية‪-‬ماجستَت‪-‬بعنوان‪ :‬التقية‬
‫واؼبداىنة واؼبداراة ُب القرآن الكرًن‪ ،‬أبو عائش عبد اؼبنعم إبراىيم(ٔ‪.)ٕٔٔ-ٔٛ‬‬
‫(ٕ ) عندىم ال هبوز ترك التقية إال ُب حالتُت‪ :‬اؼبسح على اػبفُت‪ ،‬واػبمر‪ .‬ينظر‪ :‬الكاُب‪ُ ،‬ب األصول‪ ،‬باب‬
‫التقية(ٖٕٕ٘) وينظر‪ :‬وسائل الشيعة‪ ،‬اغبر العاملي(ٔٔ‪.)ٗٙٓ/‬‬
‫(ٖ) االعتقادات ُب دين اإلمامية‪ ،‬الصدوق (ص‪.)ٔٓٛ:‬‬
‫‪-911-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫ٕ‪-‬أن ىذه العقيدة وعقيدة البداء‪-‬كما سيأٌب قريبا‪-‬استخدمها الرافضة من أجل‬


‫إخفاء كذهبم عن العامة‪ ،‬وخاصة ُب مسألة الغيبة‪ ،‬بل وجدوا أئمتهم من أىل البيت‬
‫ـبالفون ؽبم ُب صبيع أبواب العقيدة؛ فجنحوا للقول بالتقية‪ ،‬ووجدوا أن عليا‪-‬رضي‬
‫وزوج ابنتو أم كلثوم لعمر‪-‬رضي هللا عنو‪ -‬وكذلك اغبسن‬
‫هللا عنو‪-‬بايع اػبلفاء الثالثة‪ّ ،‬‬
‫تنازل ؼبعاوية‪ ،‬ووجدوا مصاىرات بُت أىل البيت والصحابة (ٔ)‪.‬‬

‫(ٔ) فمثال‪ ]ٔ[ :‬علي بن أيب طالب تزوج أمامة بنت أيب العاص بن الربيع‪ ]ٕ[ .‬واغبسن اؼبثٌت بن اغبسن بن‬
‫علي بن أيب طالب تزوج من رملة بنت سعيد بن زيد بن نفيل العدوي‪ ]ٖ[ .‬اغبسن بن علي بن أيب‬
‫طالب تزوج من أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد هللا التيمي‪ ]ٗ[ .‬اغبسُت بن علي بن أيب طالب تزوج‬
‫من أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد هللا التيمي [٘] علي بن اغبسن بن علي بن علي بن اغبسُت بن علي‬
‫بن أيب طالب تزوج من رقية بنت عمر العثمانية‪ ]ٙ[ .‬تزوج اغبسن األفطس بن علي بن علي زين‬
‫العابدين من بنت خالد بن أيب بكر بن عبد هللا بن عمر بن اػبطاب‪ ]ٚ[ .‬رةل‪ :‬بنت علي بن أيب طالب‬
‫تزوجها ةعاوي‪ :‬بن ةروان بن احلكم األةوي‪ .‬وزينب بنت احلسن ادلثٌت بن احلسن بن علي بن أيب‬
‫طالب تزوجها اخلليف‪ :‬الوليم بن عبم ادللك بن ةروان وتزوج أيضا ةن نفيس‪ :‬بنت احلسن بن علي بن‬
‫أيب طالب‪ ]8[= .‬أم أبيها بنت عبم هللا بن جعفر بن أيب طالب تزوجها اخلليف‪ :‬األةوي عبم ادللك‬
‫ةروان‪ ] 9[ .‬فاطم‪ :‬بنت احلسُت بن علي بن أيب طالب تزوجها عبم هللا بن عمرو بن عثمان بن‬
‫عفان‪ ] ٔٓ[ .‬زلمم الباقر تزوج ةن أم فروة بنت الدقاسم بن زلمم بن أيب بكر الصميق وأصلبت لو‬
‫جعفر الص ادق‪ ،‬ولذلك يدقول ولمين أبو بكر ةرتُت؛ ألن أةو أم فروة‪ ،‬وأةها أمساء بنت عبم الرمحن‬
‫بن أيب بكر‪ ]ٔٔ[ .‬اغبسن بن علي بن أيب طالب تزوج من حفصة بنت عبد الرضبن بن أيب بكر‬
‫الصديق‪ ]ٕٔ[ .‬رقية بنت اغبسن بن علي بن أيب طالب تزوجها عمرو بن الزبَت بن العوام[ٖٔ] مليكة‬
‫بنت اغبسن بن علي أيب طالب تزوجها جعفر بن مصعب بن الزبَت‪ ]ٖٔ[ .‬سكينة بنت اغبسُت بن علي‬
‫بن أيب طالب تزوجها مصعب بن الزبَت‪ .‬ىذا باختصار وإال فهناك الكثَت‪ .‬وىذه اؼبصاىرات ذُكرت ُب‬
‫مصادر الشيعة أيضا‪ ،‬منها‪ :‬عمدة الطالب ُب أنساب أيب طالب‪ ،‬البن عنبو (‪ٕٛٛ‬ىد)‪ .‬األصيلي ُب‬
‫أنساب الطالبيُت‪ ،‬ابن الطقطقي (‪ٜٚٓ‬ىد) سر السلسلة العلوية‪ ،‬أبو نصر البخاري‪ .‬اإلرشاد‬
‫للمفيد(ٖٔٗىد) منتهى اآلمال‪ ،‬عباس القمي‪ .‬تراجم أعالم النساء‪ ،‬اغبائري‪ .‬كشف الغمة‪ ،‬األربلي‪.‬‬
‫األنوار النعمانية‪ ،‬نعمة هللا اعبزائري (ٕٔٔٔىد)‪ .‬أعيان النساء‪ ،‬الشيخ اغبكيمي‪ .‬تاريخ اليعقويب‪ .‬ينظر‬
‫‪-916-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫فأصبحت التقية ىي اؼبخرج ؽبم؛ وىذا يفسر كثرة ما نقلوا من روايات مكذوبة‬
‫حول فضل التقية والتحذير من تركها‬
‫ادلطلب الثالث عالق‪ :‬البماء بالغيب‪.:‬‬
‫البداء‪ :‬يأٌب على معنيُت‪:‬‬
‫ﭽ ﯻ ﯼﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ‬ ‫األول معناه الظهور بعد اػبفاء‪ ،‬كما ُب قولو تعاذل‪:‬‬
‫ﰂ ﭼ [الزمر من اآلية‪ ]ٗٚ:‬أي ظهر‪ ،‬وبدا الشيء يبدو بدوا‪ :‬إذا ظهر‪.‬‬
‫ﭽﮨ‬ ‫ادلعٌت الثاين‪ :‬حدوث رأي جديد دل يكن من قبل‪ ،‬كما ُب قولو‪ -‬تعاذل‪:-‬‬
‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱ﮲ﭼ [يوسف‪.)ٔ( ]ٖ٘ :‬‬
‫وىذان اؼبعنيان يستلزمان سبق اعبهل وحدوث العلم تبعاً غبدوث اؼبستجدات‬
‫لقصور العقول عن إدراك اؼبغيبات‪ ،‬ىذا أمر ينزه عن هللا ‪-‬سبحانو‪.-‬‬
‫أدلتهم على البماء‬
‫يذكر الرافضة أدلة من كتبهم‪ ،‬منها‪ :‬عن زرارة بن أعُت عن أحدنبا عليهما السالم‬
‫قال‪(( :‬ما عبد هللا بشيء مثل البداء)) (ٕ)‪ ،‬وُب رواية عن أيب عبد هللا أنو قال‪(( :‬ما‬
‫عُظم هللا دبثل البداء)) (ٖ)‪.‬‬

‫لالستزادة حول ىذا اؼبوضوع‪ :‬األظباء واؼبصاىرات بُت أىل البيت والصحابة رضوان هللا عليهم‪ ،‬السيد‬
‫اإلظباعيلي (ص‪ ٔٙ‬وما بعدىا)‪.‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬هتذيب اللغة(ٔ‪ ) ٕٛٙ/‬فرق معاصرة تنتسب إذل اإلسالم وبيان موقف اإلسالم منها (ٔ‪)ٖٗٗ /‬‬
‫أصول مذىب الشيعة اإلمامية االثٍت عشرية (ٕ‪.)ٜٖٛ /‬‬
‫(ٕ) الكاُب‪ ،‬باب البداء (ٖ‪.)ٖٙ‬‬
‫(ٖ) اؼبصدر نفسو (ٗ‪.)ٖٙ‬‬
‫‪-917-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫عالق‪ :‬عدقيمة البماء بالغيب‪:‬‬


‫تقدم أن من أصوؽبم أن األئمة يعلمون الغيب‪ ،‬وقد كذبوا عليهم دبا نسبوا ؽبم من‬
‫أخبار الغيب‪ ،‬فإذا دل تقع‪ ،‬قالوا‪ :‬ىذا من باب البداء(ٔ)‪.‬‬
‫وىذا ما وقع منهم ُب عقيدة الغيبة‪ ،‬ويتضح ذلك أهنم نقلوا روايات تفيد أن‬
‫اإلمام سيظهر ُب فًتة قصَتة‪ ،‬ومن تلك الروايات ما نقلو الكليٍت ُب كافيو عن األصبغ‬
‫متفكرا ينكت ُب‬
‫ً‬ ‫ابن نباتة قال‪(( :‬أتيت أمَت اؼبؤمنُت ‪-‬عليو السالم‪ -‬فوجدتو‬
‫األرض‪ ،‬فقلت‪ :‬يا أمَت اؼبؤمنُت مارل أراك متفكرا تنكت ُب األرض‪ ،‬أرغبة منك فيها؟‬
‫فقال‪ :‬ال وهللا ما رغبت فيها وال ُب الدنيا يوما قط ولكٍت فكرت ُب مولود يكون من‬
‫ظهري‪ ،‬اغبادي عشر من ولدي‪ ،‬ىو اؼبهدي الذي يبأل األرض عدال وقسطا كما‬
‫ملئت جورا وظلما‪ ،‬تكون لو غيبة وحَتة‪ ،‬يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬يا أمَت اؼبؤمنُت! وكم تكون اغبَتة والغيبة؟ قال‪ :‬ست‪ :‬أيام أو ست‪ :‬أشهر أو‬
‫ست سنُت‪ ،‬فقلت‪ :‬وإن ىذا لكائن؟ فقال‪ :‬نعم كما أنو ـبلوق وأىن لك هبذا االمر يا‬
‫أصبغ أولئك خيار ىذه األمة مع خيار أبرار ىذه العًتة‪ ،‬فقلت‪ٍ :‬ب ما يكون بعد ذلك‬
‫فقال‪ٍ :‬ب يفعل هللا ما يشاء فإن لو بداءات وإرادات وغايات وهنايات)) (ٕ)‪.‬‬
‫وكان ةسلكهم أةام ىذا الكذب‪ ،‬ىو الدقول بالبماء‪ ،‬وقم ساروا يف اذباىُت‬
‫شراح ىذه الرواية‪ ،‬ومنهم اؼبازندراين‪،‬‬
‫األول‪ :‬التصريح بالبداء كما ىو سبيل بعض ّ‬
‫حيث يقول‪( :‬ووبتمل أن يكون اؼبراد أن الغيبة واغبَتة ُب ذلك القدر من الزمان أمر‬
‫ؿبتوم وهبري هلل فيهما البداء بعد ذلك) (ٖ)‪.‬‬

‫(ٔ) ينظر‪ :‬أصول مذىب الشيعة اإلمامية االثٍت عشرية (ٕ‪.)ٜٗٓ /‬‬
‫(ٕ) الكاُب‪ ،‬كتاب اغبجة‪ ،‬باب الغيبة (‪( )ٚ‬ص‪ )ٖٖٛ:‬كمال الدين(ص‪. )ٕٜٛ:‬‬
‫(ٖ) شرح أصول الكاُب‪ ،‬اؼبازندراين (‪.)ٕ٘ٛ/ٙ‬‬
‫‪-911-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫االذباه الثاين‪ :‬وضع روايات كاذبة أخرى (ٔ) تفيد أن هللا أخر قيام اؼبهدي‪،‬‬
‫ومنها ما جاء ُب الكاُب عن أيب ضبزة الثمارل قال‪ :‬ظبعت أبا جعفر‪-‬عليو السالم‪-‬‬

‫(ٔ) كتب الشيعة اغبديثية األربعة (الكايف‪ ،‬ةن ال حيضره الفدقيو‪ ،‬هتذيب األحكام‪ ،‬واالستبصار) دل زبلو من‬
‫الدس والزيادة‪ ،‬وفبا يؤكد ذلك أن هتذيب األحكام للطوسي بلغت أحاديثو (ٓ٘‪ )ٖٜٔ‬حسب ما ذكر‬
‫بعض أعالمهم‪ُ ،‬ب حُت أن الشيخ الطوسي نفسو صرح ُب كتابو (عدة األصول) بأن أحاديث التهذيب‬
‫وأخباره تزيد على (ٓٓٓ٘)‪ .‬وأيضا اختلفوا يف كتاب الروضة ‪-‬وىو أحد كتب الكاُب اليت تضم ؾبموعة‬
‫من األبواب‪ ،‬وكل باب يتضمن عدداً كبَتاً من األحاديث ‪-‬ىل ىو من تأليف الكليٍت أم زيد فيما بعد‬
‫على كتابو الكاُب‪ .‬بل األةر أخطر من ذلك فإن شيخهم الثقة عندىم (حسُت بن حيدر الكركي‬
‫العاملي) (ت‪ٔٓٚٙ‬ىد) قال‪ :‬إن كتاب الكاُب طبسون كتاباً باألسانيد اليت فيو لكل حديث متصل‬
‫باألئمة‪ ،‬بينما شيخهم الطوسي (تٓ‪ٖٙ‬ىد) يقول‪" :‬كتاب الكاُب مشتمل على ثالثُت كتاباً فقط‪ .‬فهذا‬
‫يشَت إذل أنو زيد على (الكاُب) فيما بُت القرن اػبامس‪ ،‬واغبادي عشر‪ ،‬عشرون كتاباً‪ ،‬مع أن كل كتاب‬
‫يضم عشرات األبواب‪ ،‬وكل باب يشمل ؾبموعة من األحاديث؟! فال عجب ُب ذلك‪ ،‬فمن كذب على‬
‫رسول هللا‪ -‬صلى هللا عليو وسلم‪ ،-‬والصحابة والقرابة فمن باب أوذل أن يكذب على شيوخو‪ .‬أةا ةتون‬
‫ىذه الكتب ونصوصها فهي ظاىرة االختالف والتضاد‪ ،‬ولقد أدرك ذلك كثَت من شيوخهم‪ ،‬وغالبا ما‬
‫يلجؤون إذل القول بالتقية أو البداء‪ .‬أةا الكتب األربع‪ :‬ادلتأخرة أو اجملاةيع األربع‪ :‬كتبت ُب القرن‬
‫اغبادي عشر وما بعده (الوايف‪ ،‬للفيض الكاشاين (ت‪1991‬ىة)‪ ،‬وحبار األنوار اجلاةع‪ :‬لمرر أخبار‬
‫األئم‪ :‬األطهار‪ ،‬حملمم باقر اجمللسي (ت‪1111‬ىة)‪ ،‬ووسائل الشيع‪ :‬إىل ربصيل ةسائل الشريع‪ :‬للحر‬
‫العاةلي (ت‪1194‬ىة)‪ ،‬وةستمرك الوسائل حلسُت النوري الطربسي (ت ‪1329‬ىة) فهي إما صبع‬
‫للكتب األربعة السابقة فقط أو زيادات دل تذكر ُب الكتب األربعة اؼبتقدمة‪ ،‬كما فعل النوري الطربسي‪،‬‬
‫حيث مجع ثالث‪ :‬وعشرين ألف حميثا مل تعر‪ :‬ةن قبل؟! فأين كانت طيل‪ :‬أحم عشر أو ثالث‪ :‬عشر‬
‫قرنا؟! ودلاذا مل ذبمع ةن قبل؟!‪ .‬ينظر لالستزادة حول ىذا ادلوضوع‪ :‬أصول مذىب الشيعة اإلمامية‪،‬‬
‫د‪ .‬ناصر القفاري (ٔ‪ )ٗ٘ٓ-ٕٗٛ /‬علوم اغبديث بُت أىل السنة واعبماعة والشيعة اإلمامية‪ ،‬د‪ .‬سردارد‬
‫مَتك(ص‪ ) ٜٖ-ٛٔ:‬السنة النبوية بُت أىل السنة والشيعة اإلمامية (مدخل ومقارنة) د‪ .‬عدنان ؿبمد‬
‫زرزور(ص‪ ) ٔٛٗ-ٔٙٛ:‬اعبرح والتعديل عند الشيعة اإلمامية عرض ونقد (دراسة تطبيقية على ابن طاىر‬
‫اغبلي وأيب القاسم اػبوئي) معد بن راشد الشفا (ص‪ ٔٔ:‬وما بعدىا) توثيق السنة بُت الشيعة اإلمامية‬
‫وأىل السنة ُب أحكام اإلمامة ونكاح اؼبتعة‪ ،‬أضبد حارس سحيمي(ص‪ ٖٔٗ:‬وما بعدىا)‪.‬‬
‫‪-911-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫يقول‪( :‬يا ثابت إن هللا ‪-‬تبارك وتعاذل‪-‬قد كان وقت ىذا االمر ُب السبعُت‪ ،‬فلما أن‬
‫قتل اغبسُت ‪-‬صلوات هللا عليو‪ -‬اشتد غضب هللا –تعاذل‪ -‬على أىل األرض‪ ،‬فأخره‬
‫إذل أربعُت ومائة‪ ،‬فحدثناكم فأذعتم اغبديث فكشفتم قناع السًت‪ ،‬ودل هبعل هللا لو بعد‬
‫ذلك وقتا عندنا‪ ،‬ويبحو هللا ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) (ٔ)‪.‬‬
‫وهبذا تتضح العالقة بُت عقيدة البداء والغيبة‪ ،‬فهي من أجل إخفاء كذهبم عن‬
‫العامة‪ ،‬ولذلك اكتشف بعض الشيعة ىذا األمر‪ ،‬منهم سليمان بن جرير صاحب فرقة‬
‫السليمانية من الزيدية‪ ،‬حيث قال‪( :‬إن أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتُت‪ ،‬ال‬
‫أبدا ونبا القول بالبداء وإجازة التقية)(ٕ)‪.‬‬
‫يظهرون معهما من أئمتهم على كذب ً‬
‫فهذه العقيدة والقول هبا تنسب إذل هللا‪-‬تعاذل‪-‬أعظم النقائص‪ ،‬وىذا يدركو‬
‫أصحاب الفطر السليمة؛ ألن ادعاء البداء على هللا معناه نسبة اعبهل لو‪-‬سبحانو‪،-‬‬
‫وىذا كفر صريح (ٖ)‪ .‬وىذه العقيدة ىي ُب أصلها يهودية(ٗ)‪.‬‬
‫ادلطلب الرابع عالق‪ :‬علم األسرار وحساب اجلمل بعدقيمة الغيب‪.:‬‬
‫اعبمل؟‬
‫بداية ماذا يعٍت أسرار اغبروف؟ وحساب ّ‬
‫فأقول‪ :‬إن أسرار اغبروف(٘) بعد التحقيق يبكن أن يُقسم إذل ثالثة مفاىيم‪:‬‬

‫(ٔ) الكاُب‪ ،‬كتاب اغبجة‪ ،‬باب كراىية(ٔ) (‪.)ٖٙٛ‬‬


‫(ٕ) فرق الشيعة للنوخبيت (ص‪.)ٚٗ:‬‬
‫(ٖ) ينظر‪ :‬منهاج السنة النبوية (ٕ‪ )ٖٜ٘ /‬فرق معاصرة تنتسب إذل اإلسالم وبيان موقف اإلسالم منها (ٔ‪/‬‬
‫ٔ٘ٗ)‬
‫(ٗ) ينظر لالستزادة‪ :‬بذل اجملهود ُب إثبات مشاهبة الرافضة لليهود(ٔ‪.)ٖٜٙ-ٖٖ٘/‬‬
‫(٘ ) قد يسمى دبسميات أخرى مرادفة لو‪( :‬علم خواص اغبروف‪ ،‬علم اػبواص الروحانية من األوفاق‪ ،‬علم‬
‫التصريف باغبروف واألظباء‪ ،‬علم اغبروف النورانية والظلمانية‪ ،‬علم التصريف باالسم األعظم‪ ،‬علم‬
‫الكسر والبسط)‪ .‬ينظر أسرار اغبروف وحساب اعبمل‪-‬دراسة عقدية‪-‬استخدامات خاطئة‪-‬د‪ .‬طارق بن‬
‫سعيد القحطاين(ص‪.)ٖٕ-ٕٜ:‬‬
‫‪-911-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫ادلفهوم األول أن ىذه اغبروف ؽبا تأثَت ويبكن أن تكشف عن معٌت مستًت؟!‬
‫وؽبم فيها ضوابط‪ ،‬وقواعد يسَتون عليها‪ ،‬وىذه القواعد ىبلطوهنا بقواعد علمية‬
‫حسابية‪ ،‬وغالبا يربطوهنا بعلم التنجيم والفلك‪.‬‬
‫ادلفهوم الثاين‪( :‬أن ىذه اغبروف ؽبا تأثَت‪ ،‬ولكن بنحو اقتضائي سواء ُب‬
‫الكشف‪ ،‬أم ُب ترتب األثر)‪ .‬واؼبقصود من ىذا اؼبفهوم ‪-‬بزعمهم‪-‬أن ىذا التأثَت ؽبذا‬
‫ٍ‬
‫توفيقية بضوابط علمية سواء بُت أعداد‪ ،‬أو مع علوم أخرى‪:‬‬ ‫اغبرف ال وبصل بطر ٍ‬
‫يقة‬
‫كالتنجيم والفلك كما ُب اؼبفهوم السابق‪ ،‬وإمبا تأٌب من ذات اغبرف؟!‪.‬‬
‫ادلفهوم الثالث وىو ُب استخدام اغبروف ُب تأييد معتقدىم‪ ،‬وليس ُب معرفة‬
‫الغيب(ٔ)‪.‬‬
‫أةا حساب اجلمل‪ :‬فلو استخدامان‪:‬‬
‫األول‪ :‬استخدام جائز‪ ،‬وىو حساب األعداد دبا يقابل مقطعات اغبروف إما‬
‫مفردة‪ ،‬فيكون كل حرف يقابلو عدد‪ ،‬وىذا يسمى حساب اعبمل الصغَت‪ ،‬وإما‬
‫وبسبون اغبرف منطوقًا فمثال حرف (م) من كلمة ؿبمد ربسب ىكذا‪(:‬ميم) من‬
‫اؼبؤرخون‬
‫اعبمل يستخدمو ّ‬‫ثالثة حروف وىذا يسمى حساب اعبمل الكبَت‪ .‬وحساب ّ‬
‫عموما‪ .‬االستخمام الثاين ّ‬
‫ؿبرم‪ ،‬وىو عبارة عن طريقة ُب معرفة‬ ‫ُب اؼبواليد‪ ،‬والتاريخ ً‬
‫اؼبستقبل من خالل اغبروف‪ ،‬هبعل قدر من العدد ُب مقابل كل حرف‪ ،‬وإجراء‬
‫األظباء‪ ،‬واألزمنة‪ ،‬واألمكنة على ذلك‪ ،‬ومن اعبمع والطرح وكبو ذلك)(ٕ)‪.‬‬

‫(ٔ) ينظر اؼبصدر السابق(ص‪ )ٖٕ-ٕٜ:‬كشف الظنون (ٔ ‪ )ٔٚ /‬موقف اإلسالم من السحر‪ ،‬حياة‬
‫باأخضر (ٔ‪.)ٕٚٚ- ٕٖٚ /‬‬
‫(ٕ) ينظر‪ :‬حبث بعنوان حساب اعبُ ّمل د غَت منشدور د د د‪.‬عبدد الدرضبن اللووبدق (صٔ) أسدرار اغبدروف وحسداب‬
‫اعبمل‪-‬دراسة عقدية‪-‬استخدامات خاطئة‪-‬د‪ .‬طارق بن سعيد القحطاين (ص‪.)ٖٕ :‬‬
‫‪-919-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫وأسرار احلرو‪ :‬وحساب اجلمل‬


‫ؽبما عالقة بعلم اعبفر(ٔ)‪ ،‬وعلم الرمل(ٕ)‪ ،‬وعلم األوفاق(ٖ)‪ ،‬والسحر والشعوذة‬

‫وزورا‪ ،‬يُستخدم فيو أسرار اغبروف ومعرفة أحداث اؼبسدتقبل‪.‬‬ ‫(ٔ) اعبفر كتاب يُنسب إذل جعفر الصادق كذبًا ً‬
‫ينظددر‪ :‬ؾبمددوع فتدداوى شدديخ اإلسددالم ابددن تيميددة (ٕ ‪ ،)ٕٔٚ /‬ومنهدداج السددنة النبويددة (ٗ‪،)ٗٙٗ/ٕ( )٘ٗ/‬‬
‫وبغية اؼبرتاد (ٔ‪ ،)ٖٕٛ /‬وينظر‪ :‬التنجيم واؼبنجمون وحكمهم ُب اإلسالم لعبد اجمليد بن سادل بن عبد هللا‬
‫اؼبشعيب (‪ ٕٛٛ‬د ‪.)ٕٜٛ‬‬
‫(ٕ) ىذا العلم يُلحق بعلم التنجيم‪ ...‬وىو‪ :‬رجم بالغيب‪ .‬وطريقتهم فيو أهنم جعلوا مدن الدنقط واػبطدوط سدتة‬
‫عشددر شددكالً‪ ،‬ميددزوا كددال منهددا باسددم وشددكل ىبتلددف عددن غَتىددا‪ ،‬وقسددموىا إذل سددعود وكبددوس كشددأهنم ُب‬
‫الكواكب‪ ،‬بأن جعلوا ؽبا ستة عشر بيتا طبيعية بزعمهم وكأهنا الربوج االثنا عشر اليت للفلك‪ ،‬وال شك أن‬
‫حكمددو حدرام باإلصبدداع‪ .‬ينظددر‪ :‬مقدمددة ابدن خلدددون ص (ٖٔٔ‪ ،)ٖٖٓ ،ٕٔٔ،‬وتدداج العددروس (‪)ٕ٘/ٜٔ‬‬
‫والفتدداوى الكددربى الفقهيددة (ٔ‪ ،)ٕٚ/‬والفتدداوى اغبديثيددة البددن حجددر اؽبيتمددي (ٔ‪ .)ٕٛٚ/‬وينظددر‪ :‬التنجدديم‬
‫واؼبنجمون وحكمهم ُب اإلسالم لعبد اجمليد اؼبشعيب (ٗ‪ ٕٜ‬د ٕٖٓ)‪.‬‬
‫(ٖ) علم يتوصل بو إذل توفيق األعداد‪ ،‬واغبروف‪ ،‬واستوائها ُب األقطار واألضالع‪ ،‬وعدم التكرار غالبًا‪ .‬وقيل‬
‫مقسوما بيوتًا‬
‫ً‬ ‫ىي ترجع إذل مناسبات األعداد وجعلها على شكل ـبصوص مربع ويكون ذلك اؼبربع‬
‫فيوضع ُب كل بيت عدد‪ ...‬وأن ؽبا آثاراً ـبصوصة‪ ،‬وؽبم فيها طرق ـبتلفة منها‪ :‬طريقة اؼبزج‪ ،‬وطريقة‬
‫الروح‪ ،‬وكالنبا تؤخذ اظبي الطالب واؼبطلوب‪ ،‬وربسب حبساب اعبُ ّمل‪ ،‬وطريقة الروح يُعظموهنا ويرسم ؽبا‬
‫بعضا من األظباء اغبسٌت‪-‬بزعمهم‪ ،-‬وأن منها‪ :‬خاص‬ ‫الوفق متساوي األضالع واألوضاع‪ ،‬مع تضمن ً‬
‫ش كاويان) ُب معركة القادسية‪ ،‬كان‬ ‫(زْرَك َ‬
‫مثال‪ :‬راية كسرى اؼبسماه َ‬ ‫باغبروب ونصر من يكون ُب لوائو‪ً ،‬‬
‫فيها ‪-‬كما يزعمون‪-‬الوفق اؼبئيٍت العددي اؼبنسوج من الذىب ُب أوضاع فلكية ُرصدت‪ ،‬من ضبلها ال‬
‫يُغلب؟!‪ ،‬ولكن ربطمت بسيوف اؼبسلمُت وبطل عملهم‪ .‬ينظر‪ :‬مقدمة ابن خلدون(صٓٗ٘‪)٘ٗٔ-‬‬
‫ومنها‪ :‬خاص بتيسَت العسَت وإخراج اؼبسجون‪ .‬ومنها‪ :‬خاص باعبنُت من اغبامل وتيسَت الوضع وكل ما‬
‫ىو من ىذا اؼبعٌت‪ .‬اعبواىر اللّماعة ُب استحضار ملوك اعبن ُب الوقت والساعة لعلي أبو حي هللا‬
‫اؼبرزوقي (ص٘ٔ‪ .)ٔٚ-‬وينظر لالستزادة‪ :‬موقف اإلسالم من السحر حياة باأخضر (ٔ‪ )ٕٚٗ /‬الفروق‬
‫(أنوار الربوق ُب أنوار الفروق)‪ ،‬للقراُب (ٗ‪ ،)ٕٜٕٔ /‬واؼبنقذ من الضالل أليب حامد الغزارل‪ ،‬ص (ٖ‪ ٛ‬د‬
‫ٗ‪ ،)ٛ‬وإدرار الشروق على أنواء الربوق د ىامش الفروق أو أنوار الربوق ُب أنواء الفروق البن الشاط (ٗ‬
‫‪ .)ٕٜٚ/‬دراسات ُب اإلعجاز العددي ؼبصطفى الكندي (صٖٗ)‪.‬‬
‫‪-911-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫(علم السيميا)(ٔ)‪ ،‬وكل ىذه اؼبسميات تأخذ ِغطاءً شرعيًا باسم الكرامات أو الوالية‪،‬‬
‫أو اإلمامة كما ىو عند الصوفية والرافضة وغَتنبا‪.‬‬
‫وبعد ىذه التوطئة أنْدتَ ِق ُل إذل ربط العالقة دبا يعتقد "االثنا عشرية"‪ ،‬فأقول‪" :‬االثنا‬
‫عشرية" يعتقدون ُب أئمتهم دبعتقدات متناقضة ومضطربة‪ ،‬فتارة يقولون إهنم أظباء هللا‬
‫اغبسٌت‪ ،‬كما جاء ُب تفسَت قولو –تعاذل‪ :-‬ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭼ [األعراف‬
‫من اآليةٓ‪ ]ٔٛ‬عن أيب عبدهللا أنو قال‪(( :‬كبن وهللا األظباء اغبسٌت اليت ال يقبل هللا‬
‫من العباد عمال إال دبعرفتنا)) (ٕ)‪.‬‬
‫وتارة أخرى يقولون إن األئمة يعلمون االسم األعظم وحروفو؟!‬
‫فكيف يكون ذلك؟!‬

‫(ٔ) لفظ سيمياء عرباين معرب أصلو سيم يو ومعناه‪ :‬اسم هللا‪ ،‬ولدو إطالقان األول يطلدق علدى مدا ىدو غدَت‬
‫اغبقيقددي مددن السددحر وىددو اؼبشددهور وحاصددلة إحددداث مثدداالت خياليددة ُب اعبددو ال وجددود ؽبددا ُب اغبددس وقددد‬
‫يطلق على إهباد تلك اؼبثاالت بصورىا ُب اغبس فحينئذ يظهر بعض الصور ُب جوىر اؽبواء فتمول سدريعة‬
‫لسرعة تغَت جوىر اؽبواء وال ؾبدال غبفدم مدا يقبدل مدن الصدورة ُب زمدان طويدل لرطوبتدو فيكدون سدريع القبدول‬
‫وسدريع الددزوال‪ .‬وأمددا كيفيددة إحددداث تلددك الصددور وعللهددا فددأمر خفددي ال اطددالع عليددو إال ألىلددو ولدديس اؼبدراد‬
‫وصفو وربقيقو ىنا‪ ،‬بل اؼبقصود ىنا الكشف وإزالة االلتباس عن أمثالو وحاصلو وؾبملو أن يركدب السداحر‬
‫أشدياء مددن اػبدواص واألدىددان أو اؼبانعدات أو كلمددات خاصدة توجددب بعدض زبدديالت خاصدة كدددارك اغبدواس‬
‫بعددض اؼب ددأكول واؼبش ددروع وأمثال ددو وال حقيق ددة ل ددو‪ .‬ينظ ددر‪ :‬أبددد العل ددوم للش دديخ ص ددديق ب ددن حس ددن القن ددوجي‬
‫(ص‪ .)ٕٕٗ- ٕٗٔ:‬وىذا التعريف ىو اؼبقصود من كالم ابن خلدون‪.‬‬
‫أةا اإلطالق الثاين‪ :‬فيطلق على (العلم الذي يعدٌت بدراسدة كدل مدا يبكدن اعتبداره إشدارة وتشدمل‪ :‬العالمدة‪،‬‬
‫واؼبدددلول‪ ،‬واالسددتعارة‪ ،‬والرمددز‪ ،‬والسددنن) ويسددتخدمو الفالسددفة الغربيددون اؼبعاصددرون‪ ،‬فهددو إذن ىبتلددف عددن‬
‫األول وإن التقددا ُب جوانددب تتعلددق بددالرموز اإلشددارات‪ .‬ينظددر‪ :‬أسددس السدديميائية دانيددال تشدداندلِر‪ ،‬ترصبددة د‪.‬‬
‫طالل وىبو‪( .‬ص‪ ،)ٕٛ-ٕٚ‬والسيميائية وفلسفة اللغة أمربتو إيكو‪ ،‬ترصبة د‪ .‬أضبد الصمعي (ص‪.)ٖٔ:‬‬
‫(ٕ) الكاُب‪ ،‬كتاب التوحيد‪ ،‬باب النوادر(ٖ٘٘) (ٔ‪.)ٙٙ/‬‬
‫‪-911-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫وىذا القول الفاسد صدر منهم؛ ألهنم يقولون بأن األظباء ـبلوقة‪ ،‬أي أهنا غَت‬
‫هللا(ٔ)‪ ،‬وتبعا ؽبذا فهم أيضا يقولون إن اسم هللا األعظم مبٍت على حروف‪ ،‬وىذه‬
‫قسموا اسم هللا األعظم إذل ثالثة وسبعُت‬ ‫اغبروف ىي وأسرارىا عند األئمة‪ ،‬فقد ّ‬
‫حرفا‪ ،‬اثنان وسبعون منها عندىم‪ ،‬وحرف واحد فقط عند هللا‪ ،‬فقد بوب الكليٍت‪ :‬بابا‬
‫فيما أُعطى األئمة ‪-‬عليهم السالم‪ -‬من اسم هللا األعظم(ٕ)‪.‬‬
‫وأمام ىذه الروايات سلك علماؤىم وشراح الكاُب مسلك النصارى ُب جعل‬
‫اؼبسائل اليت زبالف العقل والفطر‪-‬مسائل غامضة أو أسرار ال يعلمها إال كهنتهم‬
‫وقساوستهم‪ ،‬وىؤالء جعلوىا إذل األئمة‪ ،‬وسيأٌب التوضيح ُب الكالم عن أسباب‬
‫الغيبة‪.‬‬
‫أما العالقة بُت أسرار اغبروف وحساب اعبمل وعقيدة الغيبة فيمكن أن تتضح‬
‫عرب تطبيقاهتم‪ ،‬ومن ذلك أن (نعمة هللا اعبزائري) زعم أن اؼبهدي سيخرج ُب زمن‬
‫الدولة الصفوية‪ ،‬حيث يقول معلقا على بعض الروايات‪( :‬وقولو ٍب يقوم القائم اؼبأمول‬
‫إشارة إذل اتصال الدولة الصفوية بالدولة اؼبهدوية على صاحبها السالم) (ٖ)‪ .‬ونقل قبلو‬
‫العياشي ُب تفسَته رواية عن أيب جعفر يتنبأ فيها خبروج القائم باستخدام اغبروف‬

‫(ٔ) حيث ينقل ال ُكليٍت ُب الكاُب‪ ،‬كتاب اغبجة‪ ،‬باب حديث األظباء رواية(‪ )ٖٓٚ‬عن أيب عبد هللا‪ ،‬جاء‬
‫فيها‪( :‬اسم هللا غَته‪ )....‬إذل أن قال‪( :‬وهللا يسمى بأظبائو‪ ،‬وىو غَت أظبائو‪ ،‬واألظباء غَته) (ٔ‪.)٘ٗ/‬‬
‫(ٕ) وروى فيو ثالث روايات أختار منها‪ :‬ما روي عن أيب جعفر ‪-‬عليو السالم‪-‬قال‪( :‬إن اسم هللا األعظم‬
‫على ثالثة وسبعُت حرفاً وإمبا كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم بو فخسف بو األرض ما بينو وبُت‬
‫سرير بلقيس حىت تناول السرير بيده ٍب عادت األرض كما كانت أسرع من طرفة عُت وضلن عنمنا ةن‬
‫االسم األعظم اثنان وسبعون حرفا وحر‪ :‬واحم عنم هللا ‪-‬تعاىل‪ -‬استأثر بو يف علم الغيب عنمه وال‬
‫حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم) الكاُب‪ ،‬كتاب اغبجة‪ ،‬باب ما أعطي األئمة ‪-‬عليهم السالم‪-‬من‬
‫اسم هللا األعظم(‪.)ٔٓ٘/ٔ( )ٙٔٚ‬‬
‫(ٖ) األنوار النعمانية(ٕ‪.)ٚٓ/‬‬
‫‪-911-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫اؼبقطعة ُب القرآن حبساب اعبُ ّمل من قولو‪( :‬الر)(ٔ)‪ ،‬وىذا التاريخ اجتهد ُب حسابو‬
‫وربديده (نعمة هللا اعبزائري) حيث يزعم أنو سيكون ُب سنة(٘٘ٔٔىد) وإن كان دل‬
‫هبزم بو(ٕ)‪.‬‬
‫وكذلك (الفاضل األمُت األسًتآبادي) نقل عنو (اؼبازندراين) ُب شرحو ألصول‬
‫الكاُب وتأويلو إحدى الروايات اليت حددت مدة خروج اؼبهدي أهنا‪(:‬ست‪ :‬أيام أو ست‪:‬‬
‫أشهر أو ست سنُت) (ٖ) أن ظهوره سيكون ُب (السابع ليوافق األحاديث الدالة على‬
‫أن ظهوره ُب فرد من السنُت‪ ،‬وؼبا ذباوز مدة اآلحاد ومدة اآلحاد مع العشرات‪ ،‬بقيت‬
‫ّ‬
‫مدة اآلحاد مع اؼبئات‪ ،‬ومدة اآلحاد مع األلوف‪ ،‬فيمكن أن يكون زمان الغيبة‬
‫شبامبائة وستة أيام‪ ،‬أو شبان مائة وستة أشهر‪ ،‬أو شبامبائة وست سنُت‪ ،‬أو الفاً وستة‬
‫أيام‪ ،‬أو الفاً وستة أشهر‪ ،‬أو ألفاً وست سنُت) (ٗ)‪ .‬وقد انقضت كل تلك‬
‫االحتماالت ودل يظهر؟!‬
‫فهنا يظهر االرتباط بينهما وأن العقائد الفاسدة تسَت ُب طريق مظلم‪ ،‬هبر بعضها‬
‫بعضا‪.‬‬

‫(ٔ) ينظر‪ :‬تفسَت العياشي(ٕ‪.)ٖ/‬‬


‫(ٕ) ينظر‪ :‬األنوار النعمانية(ٕ‪.)ٕٚ/‬‬
‫(ٖ) تقدم ذكرىا قريبا‪ ،‬وىي ُب الكاُب‪ ،‬كتاب اغبجة‪ ،‬باب الغيبة(‪( )ٚ‬ص‪ )ٖٖٛ:‬كمال الدين(ص‪. )ٕٜٛ:‬‬
‫(ٗ) شرح أصول الكاُب‪ ،‬اؼبازندراين (‪.)ٕ٘ٛ/ٙ‬‬
‫‪-911-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫املبحث الثاىي‬
‫أقساو الغيبة‬

‫يزعم الشيعة أن اؼبهدي لو غيبتان‪ ،‬يقدول النعمداين ُب الغيبدة‪( :‬ىدذه األحاديدث الديت‬
‫يددذكر فيهددا أن للقددائم ‪-‬عليددو السددالم‪-‬غيبتددُت أحاديددث قددد صددحت عندددنا حبمددد هللا‪،‬‬
‫وأوضح هللا قدول األئمدة ‪-‬علديهم السدالم‪ -‬وأظهدر برىدان صددقهم فيهدا) (ٔ)‪ .‬وىدي غيبدة‬
‫صغرى وغيبة كربى‪ ،‬وتوضيح ذلك على النحو اآلٌب‪:‬‬
‫ادلطلب األول الغيب‪ :‬الصغرى‪.‬‬
‫وتسددمى الغيبددة األوذل(ٕ)‪ ،‬وىددي الفددًتة الدديت غدداب فيهددا اإلمددام اؼبهدددي عددن الندداس‪،‬‬
‫وكددان اتصددالو بقواعددده ومواليددو أو بشددؤون األمددة عددن طريددق سددفرائو األربعددة (ٖ)‪ ،‬ولددذلك‬
‫تسمى فًتة (النواب األربعة) أو فًتة (السفراء األربعة) وىم‪:‬‬
‫‪- 1‬عثم ددان ب ددن س ددعيد العم ددري‪ ،‬ك ددان وك دديال لإلم ددام اؽب ددادي واإلم ددام العس ددكري ٍب‬
‫اؼبهدي‪-‬بزعمهم‪.-‬‬
‫ٕ ‪-‬ابنو أبو جعفر ؿبمد بن عثمان العمري‪ ،‬وقد بقي حوارل طبسُت سدنة ُب ىدذا‬
‫اؼبنصب إذل أن توُب عام (ٖٗٓ) أو (ٖ٘ٓ ى)‪.‬‬
‫ٖ ‪-‬أبو القاسم اغبسُت بن روح النوخبيت‪ ،‬فقام باألمر بعد أيب جعفر العمري حدىت‬
‫توُب (‪ ٖٕٙ‬ى)‪.‬‬
‫ٗ‪-‬أبو اغبسن علي بن ؿبمد السمري‪ ،‬حيث قام باألمر بعد النوخبيت إذل أن توُب‬

‫(ٔ) الغيبة‪ ،‬النعماين (ص‪.)ٔٚٛ:‬‬


‫(ٕ) ينظر اؼبصدر نفسو (ص‪.)ٔٚٛ:‬‬
‫(ٖ) ينظر‪ :‬آداب عصر الغيب‪( :‬ص ‪ )22‬ةوجز دائرة ةعار‪ :‬الغيب‪( :‬ص ‪.)121‬‬
‫‪-916-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫(ٔ)‬
‫عددام (‪ ٖٕٜ‬ى دد) ويزعمددون أنددو قددد صدددر التوقيددع مددن قبددل اإلمددام اؼبهدددي علددى يددده‬
‫إعالمددا بانتهدداء دور النيابددة اػباصددة والغيبددة الصددغرى‪ ،‬وبعددد ذلددك بدددأت الغيبددة الكددربى‬
‫وصار األمر إذل الفقهاء الذين يعرب عنهم النواب العامة " لإلمام(ٕ)‪.‬‬
‫يقول النعماين‪( :‬فأما الغيبة األوذل فهي الغيبة اليت كانت السفراء فيها بُت اإلمام‬
‫‪-‬عليو السالم‪-‬وبُت اػبلق قياما منصوبُت ظاىرين موجودي األشخاص واألعيان‪،‬‬
‫ىبرج على أيديهم غوامض العلم‪ ،‬وعويص اغبكم‪ ،‬واألجوبة عن كل ما كان يسأل عنو‬
‫من اؼبعضالت واؼبشكالت‪ ،‬وىي الغيبة القصَتة اليت انقضت أيامها وتصرمت‬
‫مدهتا)(ٖ)‪.‬‬
‫وأمددا ربديددد م دددهتا‪ ،‬فقددد وق ددع عندددىم خددالف؛ وذل ددك راجددع إذل اخ ددتالفهم ُب‬
‫وقت غيبتو(ٗ)‪ ،‬وأقواؽبم على النحو اآلٌب‪:‬‬

‫(ٔ) ونص ىدذا الكتداب حبسدب مدا نقلدوه ىدو‪( :‬بسدم هللا الدرضبن الدرحيم‪ :‬يدا علدي بدن ؿبمدد السدمري أعظدم هللا‬
‫أجر إخوانك فيك‪ ،‬فإنك ميت ما بينك وبُت ستة أيام‪ ،‬فاصبع أمرك وال توص إذل أحد فيقوم مقامك بعد‬
‫وفاتددك‪ ،‬فقددد وقعددت الغيبددة التامددة‪ ،‬فددال ظهددور إال بعددد إذن هللا –تعدداذل ذكددره‪ ،-‬وذلددك بعددد طددول األمددد‪،‬‬
‫وقسوة القلوب‪ ،‬وامتالء األرض جورا‪ .‬وسيأٌب شيعيت من يدعي اؼبشاىدة‪( ،‬أال فمن ادعى اؼبشاىدة) قبدل‬
‫خروج السفياين والصيحة فهو كذاب مفًت‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظديم "‪ .‬قدال‪ :‬فنسدخنا ىدذا‬
‫التوقيع وخرجنا من عنده‪ ،‬فلما كان اليوم السادس عددنا إليدو وىدو هبدود بنفسدو‪ ،‬فقيدل لدو‪ :‬مدن وصديك مدن‬
‫بعددك؟ فقدال‪ :‬هلل أمددر ىدو بالغددو وقضدى‪ .‬فهددذا آخدر كدالم ظبددع مندو رضددي هللا عندو وأرضدداه‪ .‬ينظةر الغيبددة‪،‬‬
‫الطوسي(٘‪ )ٖٜ‬االحتجاج‪ ،‬الطربسي(ٕ‪ )ٕٜٚ/‬حبار األنوار(ٔ٘‪.)ٖٙٔ/‬‬
‫(ٕ) ينظر الغيبة‪ ،‬الطوسي (٘‪ )ٖٚ‬الغيبة‪ ،‬النعماين (ص‪.)ٔٚٛ:‬‬
‫(ٖ) الغيبة‪ ،‬النعماين(ص‪.)ٔٚٛ:‬‬
‫(ٗ) ينظر‪ :‬لالستزادة ُب صبدع األقدوال والروايدات حدول ىدذه اؼبسدألة‪ :‬ةةوجز دائةرة ةعةار‪ :‬الغيبة‪(:‬ص ‪-121‬‬
‫‪ )128‬عقيدة الغيبة عند اإلمامية االثٍت عشرية‪ ،‬علي عبد اػبالق السعدون(ص‪.)ٔٓٛ-ٜٛ:‬‬
‫‪-917-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫الدقول األول‪ :‬إهنا (أربعة وسبعون سنة) أي‪ :‬منذ والدتو (ٕ٘٘ىدد) إذل (‪ٖٕٜ‬ىدد)‪،‬‬
‫(ٔ)‬
‫أو بعدىا بثالثة أيام أو سبعة أيام‪ ،‬أو بعد أربعُت يوما‪ .‬وىو قدول اؼبفيدد (ٖٔٗىدد)‬
‫اإلربلي(ٖ‪ٜٙ‬ىد) (ٕ) وىاشم البحراين(‪ٔٔٓٚ‬ىد) (ٖ) وغَتىم كثَت(ٗ)‪.‬‬
‫الدقول الثاين (أقل من سبعُت سنة) وىو قول اجمللسي (ٔٔٔٔىد)(٘)‪.‬‬
‫ىذا كدان ؽبدؤالء السدفراء األربعدة مهدام(‪ ،)ٙ‬منهدا قدبض صبيدع اػبمدس مدن الشديعة‪،‬‬
‫والتصرف فيو(‪.)ٚ‬‬
‫ادلطلب الثاين الغيب‪ :‬الكربى‪.‬‬
‫والغيبة(الكربى) وتسمى (الغيبة الثانية)‪ :‬وىي (اليت بدأت من تاريخ وفاة علي بدن‬
‫ؿبمددد السددمري(‪ٖٕٜ‬ى دد) وارتفددع فيهددا أمددر السددفراء والوسددائط بددُت اإلمددام والشدديعة (‪،)ٛ‬‬
‫وىددو هبددذا يك دون قددد انقطعددت الصددلة بددو‪ ،‬ولدديس لددو سددفراء وال ن دواب‪ ،‬لكددن مددع ذلددك‬
‫بقي ددت وال زال ددت اػبراف ددات والقص ددص تنق ددل ع ددنهم أن بعض ددهم رآه والتق ددى ب ددو وقض ددى‬
‫حاجتو(‪.)ٜ‬‬

‫(ٔ) اإلرشاد(ٕ‪.)ٕٗٓ/‬‬
‫(ٕ) كشف الغمة(ٖ‪.)ٖٖٚ/‬‬
‫(ٖ) مدينة اؼبعاجز(‪.)ٙ/ٛ‬‬
‫(ٗ) ينظر‪ :‬اغبدائق الناضرة‪ ،‬احملقق البحراين(ٕٔ‪.)ٗٙٛ/‬‬
‫(٘) حبار األنوار(ٔ٘‪.)ٖٙٙ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬ينظد ددر‪ :‬لالسد ددتزادة حد ددول ىد ددذه اؼبسد ددألة‪ :‬عقيد دددة الغيبد ددة عند ددد اإلماميد ددة االثد ددٍت عش د درية‪ ،‬علد ددي عبد ددد اػبد ددالق‬
‫السعدون(ص‪.)ٔ٘٘-ٖٔ٘:‬‬
‫(‪ )ٚ‬ينظر‪ :‬اغبدائق الناضرة‪ ،‬احملقق البحراين(ٕٔ‪.)ٗٙٛ/‬‬
‫(‪ )ٛ‬الغيبة‪ ،‬النعماين(ص‪.)ٔٚٛ:‬‬
‫(‪ ) ٜ‬ينظ ددر ل ددبعض ى ددذه القص ددص ؾبموع ددة ُب ‪ :‬عقي دددة الغيب ددة عن ددد اإلمامي ددة االث ددٍت عش درية‪ ،‬عل ددي عب ددد اػب ددالق‬
‫السعدون(ص‪.)ٔٙ٘-ٕٔٙ:‬‬
‫‪-911-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫وبعددد ىددذه الغيبددة وقددع الشدديعة ُب إشددكاالت كبددَتة جدددا‪ ،‬وسدديأٌب بياهنددا ُب اؼببحددث‬
‫األخَت ُب إبطال الغيبة‪.‬‬
‫املبحث الثالث‬
‫أسباب غيبة اإلماو‬

‫ادلطلةةب األول ةس ةةالك الش ةةيع‪" :‬االثن ةةا عشةةري‪ ":‬يف توجي ةةو إش ةةكالي‪ :‬غي ةةاب‬
‫اإلةام‪.‬‬
‫اتضددح رل بعددد صبددع األسددباب واغبكددم الدديت ذكرىددا الشدديعة "االثنددا عشدرية" ُب كتددبهم‬
‫إما ُب الروايات أو من كالم علمائهم ال زبرج عن اؼبسالك اآلتية‪:‬‬
‫ادلسلك األول يهرب من اإلشكاالت والتساؤالت عن سبب الغيبة؛ هبعل الغيبة‬
‫من األمور الغيبية اليت ال يعلمها إال هللا‪ ،‬وال تنكشف إال بعد ظهور اإلمام (ٔ)‪.‬‬
‫ادلسلك الثاين يكابر ويتكلف ُب إهباد األسباب‪-‬كما سيأٌب‪.-‬‬
‫ادلسلك الثالث‪ :‬متناقض يدعي وجود اإلمام وجودا حقيقيا مع إقراره بغيبتو(ٕ)‪.‬‬
‫بل بعضهم يزعم أن اؼبهدي ُب عصر الغيبة شخص عادي ُب اجملتمع‪ ،‬يلتقي بالناس‪،‬‬
‫ويصلح شؤوهنم‪ ،‬ويساعدىم وىم ال يشعرون‪ ،‬ويدير األمة ُب صراعها ضد قوى‬
‫الشر(ٖ)‪.‬‬

‫(ٔ) ينظر‪ :‬الغيبة‪ ،‬الطوسي(ص‪ )ٔٙ:‬كمال الدين(‪ )ٕٛٚ/ٚ‬أئمتنا‪ ،‬علي دخيل(ص‪.)ٖ٘ٚ:‬‬


‫(ٕ) ويذكرون رواية عن أيب عبد هللا ‪-‬عليو السالم‪-‬أنو قال‪( :‬إن هللا احكدم وأكدرم وأجدل واعلدم مدن أن يكدون‬
‫احددتج علددى عبدداده حبجددة ٍب يغيددب عددنهم شدديئا مددن أمددرىم) بصددائر الدددرجات‪ ،‬الصددفار(ص‪ )ٕٔٗ:‬حبددار‬
‫األنوار(‪ )ٖٔٚ/ٕٙ‬وينظر‪ :‬نظرة مشولية ُب مهدي األمم‪ ،‬حسن حبيب سرور(ص‪.)ٖٛ:‬‬
‫(ٖ) وصد دداحب ىد ددذا الكد ددالم ىد ددو مد دداىر آل شد ددرب ينظد ددر لكالمد ددو بد ددالنص ُب كتابد ددو‪ :‬مشد ددس خلد ددف السد ددحاب‬
‫(ص‪. )ٜٔٔ:‬‬
‫‪-911-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫ادلطلب الثاين أسباب غَت حدقيدقي‪ :‬قال هبا "االثنا عشري‪.":‬‬


‫تق دددم ذك ددر مس ددالك الش دديعة ُب اإلجاب ددة عل ددى إش ددكالية غي دداب اإلم ددام وى ددي إجاب ددة‬
‫عامة‪ ،‬وىنا ستكون أكثر تفصيال‪ ،‬وأعٍت باألسباب ىنا ما ىدو مقدرر عنددىم سدواء مدن‬
‫اؼبتقدمُت أم من اؼبتأخرين اؼبعاصرين‪ ،‬ويبكن أن أذكرىا على النحو اآلٌب‪:‬‬
‫السبب األول اخلو‪ :‬على نفسو ةن الدقتل‪ ،‬كما جاء ُب رواية عندىم عن‬
‫موسى بن جعفر أنو قال‪(( :‬لو َغْيبة يطول أمدىا خوفاً على نفسو‪ ،‬يرت ّد فيها أقوام‬
‫ويثبت فيها آخرون))(ٔ)‪ ،‬وعن علي بن رئاب عن زرارة قال‪( :‬إن للقائم غيبة قبل‬
‫ظهوره‪ ،‬قلت‪ :‬ودلَ؟ قال‪ :‬ىباف القتل) (ٕ)‪.‬‬
‫وحدداول مؤلفددو (مددوجز دائددرة معددارف الغيبددة) اؼبعاصددرة تربيددر ىددذا اػبددوف واؽبددروب‪،‬‬
‫وشدبهوه باؼبعددارض السياسدي حددُت يدانبدو اػبطددر‪ ،‬وتالحقددو أجهدزة الدولددة‪ ،‬فدال يبقددى لددو‬
‫إال أن ىبتفي فيجمع أنصاره وينظم ىيكلة حركتو ومساراهتا باالذباه الذي يضمن قباح‬
‫مهمتو السياسية(ٖ)‪.‬‬
‫السبب الثاين االةتحان والتمحيص للشيع‪.:‬‬
‫وبذلك زعم النعماين ُب الغيبة‪ ،‬حيث جعل السبب‪( :‬لوقوع التمحيص واالمتحان‬
‫وجل‪:-‬ﱥ ﮩﮪ‬ ‫والبلبلة والغربلة والتصفية على من يدعي ىذا األمر‪ ،‬كما قال هللا ‪-‬عز‬
‫ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳ ﮴ ﮵ ﮶ ﮷ ﮸ ﮹ ﮺ ﮻ ﮼ ﮽ ﱤ {آل‬
‫عمران‪.)ٗ( )}ٜٔٚ:‬‬

‫(ٔ) كمال الدين (ص‪ )ٖٙٔ:‬كفاية األثر‪ ،‬اػبزاز القمي(ص‪ )ٕٜٙ:‬حبار األنوار(ٔ٘‪.)ٔ٘ٔ/‬‬
‫(ٕ) الغيب د د د ددة للطوس د د د ددي (ٗ‪( )ٕٚ‬ص‪ )ٖ٘ٗ:‬كم د د د ددال ال د د د دددين(ص‪ )ٗٛٔ:‬عل د د د ددل الشد د د د درائع(ص‪ )ٕٗٙ:‬حب د د د ددار‬
‫األنوار(ٕ٘‪.)ٜٔ/‬‬
‫(ٖ) ينظر‪ :‬موجز دائرة معارف الغيبة(ص‪.)ٕٔٙ:‬‬
‫(ٗ) الغيبة‪ ،‬النعماين(ص‪.)ٔٚٛ:‬‬
‫‪-111-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫كما أهنم ينقلون روايات تددل علدى ىدذا السدبب‪ ،‬منهدا روايدة عدن أيب اغبسدن الرضدا‬
‫سبحصدوا وسبيّددزوا‪ ،‬وحددىت ال يبقددى‬
‫أنددو قددال‪(( :‬وهللا ال يكددون مددا تعدددون إليددو أعيددنكم حددىت ّ‬
‫منكم إال األندر فاألندر)) (ٔ)‪.‬‬
‫الشاىد أن ىذا من األسباب اليت يدذكروهنا‪ ،‬فهدم هبعلدون الغيبدة مدن مسدائل اإليبدان‬
‫بالغيددب‪ ،‬أي يدددخلوهنا ُب نصددوص اإليبددان بالغيددب (ٕ)‪ ،‬ويدددخلوهنا مددن صبلددة النصددوص‬
‫ﭽﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ‬ ‫الدواردة ُب امتحددان اؼبددؤمنُت‪ ،‬كمددا ُب قولددو‪-‬تعدداذل‪:-‬‬
‫ﮪ ﮫﮬﮭ ﭼ {العنكبوت‪ }ٕ:‬وغَتىا(ٖ) ‪.‬‬
‫بددل ىبلطددون مددا بينهددا وبددُت احملددن واالبددتالءات األخددرى‪ :‬كدداغبرب‪ ،‬واؽبجددرة‪ ،‬وغَتىددا‪،‬‬
‫أي هبعلوهنا مثلها تلبيسا على عوامهم (ٗ)‪.‬‬
‫السبب الثالث أن ذبري فيو سنن األنبياء‪-‬عليهم السالم‪.-‬‬
‫يقددول الصدددوق(ٔ‪ٖٛ‬ىد د)‪( :‬وكمددا جدداز أن يكددون موسددى‪-‬عليددو السددالم‪ُ-‬ب حجددر‬
‫فرعون يربيو‪ ،‬وىو ال يعرفدو ويقتدل أوالد بدٍت إسدرائيل ُب طلبدو‪ ،‬فكدذلك جدائز أن يكدون‬
‫صداحب زماننددا موجددودا بشخصدو بددُت الندداس‪ ،‬يدددخل ؾبالسدهم‪ ،‬ويطددأ بسددطهم‪ ،‬ويبشددي‬
‫ُب أسواقهم‪ ،‬وىم ال يعرفونو إذل أن يبلغ الكتاب أجلو) (٘)‪.‬‬
‫ٍب ينقل رواية عن الصادق جعفر بن ؿبمدد ‪-‬عليهمدا السدالم‪-‬أندو قدال‪ُ(( :‬ب القدائم‬
‫سنة من موسى‪ ،‬وسنة من يوسف‪ ،‬وسنة من عيسى‪ ،‬وسنة من ؿبمدد ‪-‬صدلى هللا عليدو‬

‫(ٔ) الغَيبة‪ ،‬النعماين (ص‪.)ٕٔٙ :‬‬


‫(ٕ) ينظر‪ :‬تساؤالت عقائدية‪ ،‬علي شقَت(ص‪ )ٔٛٛ:‬مشس خلف السحاب ماىر آل شرب(ص‪.)ٚٓ:‬‬
‫(ٖ) ينظر ألقوال بعض اؼبعاصرين ُب كتاب‪ :‬مشس خلف السحاب ماىر آل شرب(ص‪ )ٕٚ:‬وُب كتاب‪ :‬أئمتنا‬
‫علي دخيل (ص‪.)ٖ٘ٛ:‬‬
‫(ٗ) ينظر‪ :‬أئمتنا‪-‬سَتة األئمة االثٍت عشر‪ ،-‬علي دخيل(ٕ‪.)ٖٜ٘/‬‬
‫(٘) كمال الدين (ص‪.)ٕٛ:‬‬
‫‪-119-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫وسلم‪ :-‬فأما سنة موسدى فخدائف يًتقدب‪ ،‬وأمدا سدنة يوسدف فدان إخوتدو كدانوا يبايعوندو‬
‫وىباطبونددو وال يعرفونددو‪ ،‬وأمددا سددنة عيسددى فالسددياحة‪ ،‬وأمددا سددنة ؿبمددد‪-‬صددلى هللا عليددو‬
‫وسلم‪-‬فالسيف)) (ٔ)‪.‬‬
‫وىناك روايات أخدرى عنددىم‪ ،‬فعدن الصدادق –عليدو السدالم‪-‬فيمدا يدروون عندو أندو‬
‫قددال‪(( :‬إن للقددائم منددا َغْيبددة يطددول أمدددىا‪ ،‬فقلددت لددو‪ :‬يددابن رسددول هللا‪ ،‬ودل ذلددك؟ قددال‪:‬‬
‫ألن هللا ‪-‬عز وجدل‪ -‬أىب إال أن ذبدري فيدو سدنن األنبيداء ‪-‬علديهم السدالم‪ُ -‬ب غيبداهتم‪،‬‬
‫وإنو البد لو ‪ ...‬من استيقاء مدد غيباهتم)) (ٕ)‪.‬‬
‫وال ش ددك أن ى ددذه مقارن ددة فاس دددة واىي ددة ال م ددن حي ددث اؼب دددة‪-‬عل ددى ف ددرض ص ددحة‬
‫االطالق عليها أنو غيبة‪-‬وال من حيث الواقدع فندوح مكدث ُب قومدو ألدف سدنة ودل يكدن‬
‫غائبا‪ ،‬وموسى‪-‬عليو السالم‪-‬ظهدر ودل ىبدف وحكدم بدٍت إسدرائيل وبلدغ رسدالتو‪ ،‬وكدذلك‬
‫عيسى‪-‬عليو السالم‪-‬وكذلك ؿبمد‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪.-‬‬
‫ومدن مقارنداهتم الفاسددة مقارندة اؼبهددي بغيبدة اػبضدر‪-‬عليدو السدالم‪ .)ٖ(-‬واعبدواب‪-‬‬
‫على فرض أن اػبضر حي‪-‬فهو ليس دبكلف هبداية ىذه األمة وقيادهتا خبالف اؼبهدي‬
‫عندىم فهو مكلف بكل أمر متعلق هبذه األمة(ٗ)‪.‬‬
‫السبب الرابع أنو انتظر حىت خيرج ةن أنةالب الكةافرين ادلنةنةون؛ ولدذلك دل‬
‫ىبرج ويقتلهم‪ ،‬ودل يقتلهم علي بن أيب طالب‪-‬رضي هللا عنو‪.-‬‬

‫(ٔ) اؼبصدر نفسو(ص‪ )ٕٛ:‬حبار األنوار(ٔ٘‪.)ٕٔٙ/‬‬


‫(ٕ) كم د د د ددال ال د د د دددين (ص ٓ‪ )ٗٛٔ-ٗٛ‬عل د د د ددل الشد د د د درائع‪ ،‬الش د د د دديخ الص د د د دددوق(ص‪ )ٕٗ٘:‬الد د د د دواُب‪ ،‬الف د د د دديض‬
‫الكيشاين(ٕ‪. )ٕٗٗ/‬‬
‫(ٖ) ينظر‪ :‬ؿباضرات االعتقادات‪ ،‬علي اؼبيالين(ص‪ )ٗٔٓ:‬أئمتنا‪ ،‬علي دخيل(ص‪.)ٖ٘ٛ:‬‬
‫(ٗ ) ينظر‪ :‬أصول مذىب الشيعة‪ ،‬د‪ .‬ناصر القفاري(ٕ‪.)ٔٓ٘٘/‬‬
‫‪-111-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫وىددذا لكددي ال تضدديع ودائددع هللا‪-‬عددز وجددل‪-‬ونقلدوا روايددة عددن أيب عبددد هللا أنددو سددئل‪:‬‬
‫((مددا بددال أمددَت اؼبددؤمنُت‪-‬عليددو السددالم‪-‬دل يقاتددل ـبالفيددو ُب األول؟ قددال‪ :‬آليددة ُب كتدداب‬
‫هللا‪-‬تع د دداذل‪ :-‬ﭽ ﮉﮊ ﮋﮌﮍﮎﮏﮐ ﭼ {الف د ددتح‪ :‬م د ددن اآلي د ددة ٕ٘}‬
‫قال‪ :‬قلدت ‪ :‬ومدا يعدٍت بتدزايلهم؟ قدال‪ :‬ودائدع مؤمندون ُب أصدالب قدوم كدافرين‪ ،‬وكدذلك‬
‫القائم‪-‬عليو السدالم‪-‬دل يظهدر أبددا حدىت زبدرج ودائدع هللا‪-‬عدز وجدل‪-‬فدإذا خرجدت ظهدر‬
‫على من ظهر من أعداء هللا‪-‬عز وجل‪-‬فقتلهم)) (ٔ)‪.‬‬
‫وىذا مبٍت على أن األئمة يعلمون الغيب‪ ،‬وىو كدالم ُب غايدة الدبطالن‪ ،‬ويددل علدى‬
‫ىوسهم وجنوهنم ُب تكفَت اؼبسلمُت‪ ،‬فهل يعقل أن اإلمام اؼبهدي ومنذ أكثر من ألف‬
‫ومئتُت عام تقريبا دل ىبرج ينتظر اؼباليُت من الكفار‪-‬أي اؼبسدلمُت اؼبخدالفُت ؽبدم‪-‬لكدي‬
‫ىبرج من أصالهبم من ىو مؤمن‪ ،‬ال شدك أن ىدذا مدن اػبرافدات الباطلدة‪ ،‬وال حدول وال‬
‫قوة إال باهلل‪.‬‬
‫السبب اخلاةس أنو غةاب واةتنةع ةةن الظهةور عدقوبة‪ :‬للشةيع‪:‬؛ لقبدائح أعمداؽبم‪،‬‬
‫وفضائح أفعاؽبم‪.‬‬
‫اه لطاعتدو‪ -‬علدى‬ ‫ويذكرون رواية عن اؼبهددي اندو قدال‪(( :‬ولدو أن أشدياعنا ‪-‬وفقهدم َّ‬
‫اجتماع من القلوب ُب الوفداء بالعهدد علديهم؛ ؼبدا تدأخر عدنهم الديُمن بلقائندا‪ ،‬ولتعجلدت‬
‫ؽبم السعادة دبشاىدنا‪ ،‬علدى حدق اؼبعرفدة‪ ،‬وصددقها مدنهم بندا‪ ،‬فمدا وبسدبنا عدنهم إال مدا‬
‫يتصل بنا فبا نكرىو‪ ،‬وال نؤثره منهم)) (ٕ)‪.‬‬

‫(ٔ) كمال الدين (ص‪ )ٙٗٔ:‬حبار األنوار(ٕ٘‪.)ٜٚ/‬‬


‫(ٕ) هتذيب األحكام (ٔ‪ )ٗٓ/‬اؼبزار‪ ،‬اؼبفيد(ص‪ )ٔٔ:‬االحتجاج‪ ،‬الطربسي(ٕ‪ )ٖٕ٘/‬خاسبة اؼبستدرك‪ ،‬النوري‬
‫الطربسي (ٖ‪ )ٕٕٛ/‬الواُب‪ ،‬الفيض الكاشاين(‪ )ٕٛٙ/ٕٙ‬حبار األنوار(ٖ٘‪.)ٔٚٚ/‬‬
‫‪-111-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫وكما جاء أيضاً عنددىم عدن أمدَت اؼبدؤمنُت علدي ‪-‬عليدو السدالم‪-‬أندو قدال‪(( :‬واعلمدوا‬
‫أن األرض ال زبلو من حجة هلل ‪-‬عدز وجدل‪ -‬ولكدن هللا سديعمي خلقدو عنهدا‪ ،‬بظلمهدم‬
‫وجورىم‪ ،‬وإسرافهم على أنفسهم)) (ٔ)‪.‬‬
‫لكن‪-‬كما ىدو حدال أىدل البددع‪-‬أمدام ىدذه الروايدات قبدد ُب اؼبقابدل روايدات أخدرى‬
‫تناقضها‪ ،‬سأذكرىا ُب السبب اآلٌب‪.‬‬
‫السبب السادس أنةو غةاب؛ ألن أوليةاءه ‪-‬الشةيع‪ -:‬ال يرتةابون‪ ،‬ولدو علدم أهندم‬
‫يرتابون ؼبا غاب‪.‬‬
‫فيددذكرون روايددة عددن أيب عبددد هللا جدداء فيهددا‪(( :‬وقددد علددم أن أوليدداءه ال يرتددابون‪ ،‬ولددو‬
‫عل ددم أهن ددم يرت ددابون ؼب ددا غي ددب حجت ددو طرف ددة ع ددُت‪ ،‬وال يك ددون ذل ددك إال عل ددى رأس ش درار‬
‫الناس)) (ٕ)‪.‬‬
‫وال شك ىذه الرواية زبالف وتناقض الرواية السابقة اؼبذكورة ُب السبب اػبدامس‪،‬‬
‫وىذا يدل على بطالن عقيدة الغيبة‪ ،‬وأهنا ليست من دين هللا‪.‬‬
‫السبب السابع لئال يكون يف عندقو بيع‪ :‬لظامل‪.‬‬
‫رواية عندىم عن اإلمام الرضا أنو ُسئل عن علة غيبدة اإلمدام اؼبهددي فقدال‪(( :‬لدئال‬
‫يكون ُب عنقو الحد حجة إذا قام بالسيف)) (ٖ)‪.‬‬
‫ويبكن أن أقول ىذا إقرار منهم بأنو ليس حبجة ال عليهم وال على غدَتىم‪ ،‬إذ لديس‬
‫لو بيعو‪ ،‬ىذا على فرض أنو حي غائب‪.‬‬

‫(ٔ) الغَيبة‪ ،‬النعماين (ص‪ )ٔٗٗ:‬حبار األنوار(ٔ٘‪.)ٖٔٔ/‬‬


‫(ٕ) اإلمام د ددة والتبص د ددرة عل د ددي ب د ددن بابوي د ددو القم د ددي(ص‪ )ٕٖٔ:‬الك د دداُب‪ ،‬كت د دداب اغبج د ددة‪ ،‬ب د دداب ن د ددادر ُب ح د ددال‬
‫اإلمام(ص‪ )ٖٔ٘:‬ط مؤسسة إحياء الكتب اإلسالمية‪.‬‬
‫(ٖ) علل الشرائع(ص‪ )ٕٗ٘:‬عيون أخبار الرضا‪ ،‬الصدوق(ص‪ )ٕٗٚ:‬حبار األنوار(ٔ٘‪.)ٕٔ٘/‬‬
‫‪-111-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫السبب السابع الزعم بأن ىذا سر ةن أسرار هللا‪.‬‬


‫وقددد يسددمونو (اغبكمددة اإلؽبيددة) يقولددون إن سددبب الغيبددة راجددع غبكمددة هللا‪ ،‬وأهنددا ال‬
‫تنكش ددف بش ددكل كام د ٍدل إال بع ددد ظه ددوره‪ ،‬كم ددا أن وجه ددة اغبكم ددة ُب عم ددل ِ‬
‫اػبض ددر دل‬
‫ينكشف ؼبوسى‪ -‬عليو السالم‪ُ -‬ب خرقو للسفنية‪ ،‬وقتل الغالم‪ ،‬وإقامة اعبدار‪ ،‬وذكروا‬
‫رواية عن النيب ﷺ‪ (( :‬إن ىذا األمر من أمر هللا‪ ،‬وس ّدر مدن س ّدر هللا‪ ،‬مطدوي عدن عبداد‬
‫هللا ‪ ،‬فإياك والشك فيو فإن الشك ُب أمر هللا‪ -‬عز وجل‪ -‬كفر)) (ٔ) ‪.‬‬
‫يقول ؿبمد اغبسُت آل كاشف الغطاء‪-‬ؼبا أورد تساؤل معارضيو عن فائدة‬
‫وحكمة اإلمام الغائب‪( :-‬ىل يريد أولئك القوم أن يصلوا إذل صبيع اغبِكم الربانية‪،‬‬
‫واؼبصاحل اإلؽبية‪ ،‬وأسرار التكوين والتشريع)(ٕ)‪ .‬بل من اؼبفارقات أن يؤلف أحد‬
‫اؼبعاصرين كتابا جعل عنوانو (منطق اإلمامة الضرورة الواقعية والنص)‪ٍ ،‬ب هبيب عن‬
‫تساؤالت الغيبة وما الفائدة منها‪ ،‬فيجعلها ُب مصاف األمور الغيبية؟! حيث يقول‪:‬‬
‫(موضوع غيبة اإلمام اؼبعصوم‪-‬عليو السالم‪-‬ىو كغَته من القضايا الربانية اليت ال يبكن‬
‫مقاربتها على كبو كامل من زاوية التربير الواقعي‪ ،‬أو توقيف االعتقاد هبا كليا على فهم‬
‫اؼبغزى واؼبضمون‪ ،‬ال سيما حُت تكون ذات طابع غييب) (ٖ)‪.‬‬
‫قلت ىذا أمر عجيب! وىو كاؼبستجَت من الرمضاء بالنار‪ ،‬إذ كيف يكون‬
‫الواقع وشأن الناس ُب دينهم أمرا غيبيا‪ ،‬كيف تقام ىذه اغبجة هبذا اإلمام؟! ٍب كيف‬
‫يقارن مسائل غيبية دبسائل متعلقة دبصاحل الناس‪ ،‬ىذا من أفسد أنواع القياس واؼبقارنة‪،‬‬
‫وال حول وال قوة إال باهلل‪.‬‬

‫(ٔ) كمال الدين (ص‪ )ٕٛٛ:‬حبار األنوار (‪.)ٕٔٚ/ٖٛ‬‬


‫(ٕ) أصل الشيعة وأصوؽبا‪ ،‬ؿبمد اغبسي آل كاشف الغطاء (ص‪.)ٔ٘ٔ:‬‬
‫(ٖ) منطق اإلمامة الضرورة الواقعية والنص‪ ،‬الدكتور‪ /‬زىَت بيطار (ص‪.)ٕٕٙ:‬‬
‫‪-111-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫واغبقيقة أن جواهبم هبذا السبب‪ ،‬ىو حيدة عن اإللزام‪ ،‬كما وقع من النصارى‬
‫ُب عقيدة التثليث؛ حينما أُلزموا‪ ،‬قالوا‪ :‬إهنا (سر غامض) (ٔ)‪ ،‬ونشأ ما يسمى‬
‫باألسرار السبعة (ٕ)‪.‬‬
‫السبب الثاةن عمم توفر العمد ادلطلوب ةن األنصار‪ ،‬والعُمة‪.‬‬
‫ويسميو بعضهم التكامل الصناعي واعبيش الثوري العاؼبي (ٖ)‪.‬‬
‫لكن ىذا ىبالف الروايات عندىم من جهتُت‪:‬‬
‫األوىل أن بعض الروايات عندىم تذكر أن اؼبهدي سيخرج ومعو عدد أىل بدر‬
‫(ثالشبائة وثالثة عشر رجال)(ٗ) فكيف يكون االنتظار من أجل توفر العدد اؼبطلوب‪،‬‬
‫واؼبسألة ُب ىذه الروايات ؿبسومة؟!‬

‫الكالم (ص‪.)ٕٛٚ:‬‬
‫(ٔ) ينظر‪ :‬تاريخ وعقائد الكتاب اؼبقدس‪ ،‬د‪ .‬يوسف ّ‬
‫(ٕ) وىي‪ ]1[ :‬سر ادلعمودي‪-:‬مفتاح الدخول إذل النصرانية‪ ،-‬وسر اؼبَتون‪-‬زيت‪ ]ٕ[ ،-‬سر االعًتا‪:‬‬
‫والكفارة‪-‬يأٌب بعد األوليُت‪ ،‬فيعًتف أمام كاىن الكنيسة‪ ]3[ ،-‬سر التناول الدقربان (العشاء الرباين‪،‬‬
‫خبز وغبم من أكلو فقد أكل غبم اؼبسيح ودمو ىذا عند الكاثوليك‪ ،‬أما غَتىم ىو رمز ؼبا حل باؼبسيح‪،‬‬
‫وىو وبضر روحيا)‪ ]ٖ[ ،‬سر ةسح‪ :‬ادلرضى أو سر الزيت أو سر الزيت اؼبقدس‪ ]4[ ،‬سر الزواج‪-‬‬
‫بزعمو ال يصح إال عن طريق الكنيسة وال يتم الطالق إال هبا‪ ]٘[-‬سر الكهنوت‪-‬يعبم هللا بواسط‪:‬‬
‫الكاىن ولو حق ادلغفرة للخطايا‪.-‬‬
‫فاػبالصة أهنم زعموا أن العقيدة عموما ىي طقوس ىي حارسة للعقيدة الغامضة‪ ،‬أي ال بد أن تًتجم إذل‬
‫فبارسة عملية؛ لكي تنسى وال تنحرف‪-‬بزعمهم‪-‬ينظر‪ :‬الكنيسة وأسرارىا السبعة‪ ،‬صبال الدين شرقاوي‬
‫(ص‪ -ٜٖ:‬وما بعدىا) ‪.‬‬
‫(ٖ) ينظر‪ :‬اإلؽبيات (ٗ‪ )ٖٔ٘-ٕٔ٘/‬وينظر‪ :‬مشس خلف سحاب(ص‪.)ٛٓ-ٚٗ:‬‬
‫اه عز وجل من أقاصي البلدان على عدد أىل بدر‬ ‫(ٗ) جاء فيها بالنص‪( :‬ولو ‪...‬رجال مسومة هبمع َّ‬
‫ثالشبائة وثالثة عشر رجال معو صحيفة ـبتومة فيها عدد أصحابو بأظبائهم وأنساهبم وبلداهنم وصنائعهم‬
‫وحالىم وكناىم كرارون ؾبدون ُب طاعتو‪ )...‬كمال الدين (ص‪ )ٕٙٛ:‬الواُب‪ ،‬الفيض الكاشاين‬
‫(ٕ‪.)ٗٙٗ/‬‬
‫‪-116-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫الثاين أن بعض الروايات األخرى تذكر أنو إذا ظهر اؼبهدي ينادى باألموات من‬
‫وىبَتون ُب اتباعو‪ ،‬فعن اؼبفضل بن عمر قال‪ :‬ذكرنا القائم‪-‬عليو السالم‪-‬‬ ‫أصحابو ّ‬
‫ومن مات من أصحابنا ينتظره‪ ،‬فقال لنا أبو عبد هللا ‪-‬عليو السالم‪(( :-‬إذا قام أتى‬
‫اؼبؤمن ُب قربه فيقال لو‪ :‬يا ىذا! إنو قد ظهر صاحبك‪ ،‬فإن تشأ أن تلحق بو فاغبق‪،‬‬
‫وإن تشأ أن تقيم ُب كرامة ربك فأقم)) (ٔ) بل سيخرج أقوام من أمم سابقة ينصرون‬
‫اؼبهدي‪ ،‬ومنهم أصحاب الكهف(ٕ)‪.‬‬
‫وأمام ىذه الروايات من ىاتُت اعبهتُت‪ ،‬يكون ال معٌت لقوؽبم أن سبب غيبة‬
‫اؼبهدي ىو انتظار العدد اؼبطلوب من األنصار؛ ألن اؼبسألة ؿبسومة ُب كال األمرين‪،‬‬
‫ومقدرة‪ .‬فإذا كان العدد ؿبدد ‪-‬كما ىو ُب الروايات األوذل‪-‬أو ـبتار ىبرجون من‬
‫قبورىم‪-‬كما ىو ُب الروايات الثانية‪ ،‬فما الفائدة من االنتظار؟!‪.‬‬
‫السبب التاسةع اسةتيفاء مجيةع األةةم ةلكهةا‪ ،‬وأن دولة‪ – :‬ادلهةمي الغائةب –‬
‫ىي آخر األةم‪.‬‬
‫وذكروا رواية عن الباقر أنو قال‪(:‬إن دولتنا آخر الدول‪ ،‬ودل يبق أىل بيت ؽبم دولة إال‬
‫ملكوا قبلنا؛ لئال يقولوا إذا رأوا سَتتنا‪ :‬إذا ملكنا سرنا دبثل سَتة ىؤالء‪ ،‬وىو قول هللا‬
‫‪-‬تعاذل‪ :-‬ﱥﯙﯚﯛ ﱤ {األعراف‪.)ٖ(}ٕٔٛ:‬‬
‫ويدزعم أحدد اؼبعاصدرين مدنهم‪ ،‬وىددو (مداىر آل شددرب) أن اإلمدام غدداب؛ لكدي تنتهددي‬
‫تلددك الدددول الدديت أعطيددت مطلددق اغبريددة فيمددا تعتقددد‪ ،‬فهددي زبتددار الطريددق الددذي تريددد ُب‬

‫(ٔ) الغيبة للطوسي(ص‪.)ٜٗ٘:‬‬


‫(ٕ ) اونص الرواية‪(( :‬فيبعث هللا الفتية من كهفهم ‪ ،‬مع كلبهم ‪ ،‬منهم رجل يقال لو ‪ :‬مليخا‪ ،‬وآخر طبالىا ‪،‬‬
‫ونبا الشاىدان اؼبسلمان للقائم عليو السالم))‪ .‬حبار األنوار(ٕ‪.)ٕٚ٘/‬‬
‫(ٖ) الغيبة للطوسي (صٕ‪ )ٗٚ‬اإلرشاد للمفيد (ٕ‪ )ٖٛ٘/‬حبار األنوار (ٕ٘‪،)ٖٖٕ/‬‬
‫‪-117-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫سلوكها ُب اغبياة‪ ،‬وتتحمل أعباءه‪ ،‬وىذا يستمر إذل أن ىبدرج اؼبهددي‪ ،‬فدإذا خدرج لديس‬
‫خيار سوى اتباعو‪ ،‬شاءت أم أبت‪.‬‬
‫ﭽ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱﯲ ﯳﯴﯵ‬ ‫ٍب يفسر قولو ‪-‬تعاذل‪:-‬‬
‫بأن اؼبراد ىو اؼبهدي‪ .‬أي‪ :‬يسلمون لو ويرجعون‬ ‫ﯶﭼ [آل عمران من اآلية‪]ٖٛ:‬‬
‫إليو؟!(ٔ)‪.‬‬
‫واألصل ُب قولو رواية ـبتلقة عن الباقر‪ ،‬جاء فيها‪( :‬إذا قام القائم حكم بالعدل‪،‬‬
‫وارتفع ُب أيامو اعبور‪ ،‬وآمنت بو السبل‪ ،‬وأخرجت األرض بركاهتا‪ ،‬ورد كل حق إذل‬
‫أىلو‪ ،‬ودل يبق أىل دين حىت يظهروا االسالم ويعًتفوا باإليبان‪ ،‬أما ظبعت هللا ‪-‬عز‬
‫وحكم ُب الناس‬ ‫ﭽ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱﯲ ﯳﯴ ﭼ‬ ‫وجل‪ -‬يقول ‪:‬‬
‫حبكم داود وحكم ؿبمد صلى هللا عليو وسلم‪.)ٕ()...‬‬
‫وىذا التفسَت ـبالف لتفسَت صبيع اؼبسلمُت‪ ،‬وىو ـبالف لسياق اآلية نفسو‪،‬‬
‫ﭽ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ‬ ‫فالضمَت عائد على هللا‪ ،‬قال‪-‬تعاذل‪:-‬‬
‫{آل عمران‪ }ٖٛ:‬فاآلية ال ربتمل‬ ‫ﯲ ﯳﯴ ﯵﯶ ﯷ ﭼ‬
‫التأويل(ٖ)‪.‬‬
‫السبب العاشر االنتفاع ةن نوره واالستضاءة بو‪.‬‬
‫ويروون حديثا عن النديب ‪ -‬صدلى هللا عليدو وسدلم‪ -‬أندو سدئل وقيدل لدو‪ :‬يدا رسدول هللا‬
‫فهل يقع لشيعتو‪-‬اؼبهدي‪ -‬االنتفاع بو ُب غيبتدو؟ فقدال ‪ -‬صدلى هللا عليدو وسدلم‪ :-‬أي‬

‫(ٔ) وينظر لنص كالمو ُب كتابو‪ :‬مشس خلف السحاب(ص‪)ٙٛ:‬‬


‫(ٕ) اإلرشاد للمفيد(ٕ‪ )ٖٛٗ/‬روضة الواعظُت‪ ،‬الفتال النيسابوري(ص‪ )ٕٙ٘:‬حبار األنوار(ٕ٘‪.)ٖٖٛ/‬‬
‫(ٖ ) بل بعض تفاسَت الشيعة أنفسهم دل تقل بقوؽبم اؼبنحرف ىذا ومنهم الطربسي ُب ؾبمع البيان‪ ،‬فقد ذكر‬
‫طبسة أقوال ُب تفسَتىا ودل يذكر أن اؼبراد ىو اؼبهدي‪ .‬ينظر‪ :‬ؾبمع البيان(ٕ‪.)ٕٙٓ-ٕٜ٘/‬‬
‫‪-111-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫والددذي بعثددٍت بددالنبوة‪ ،‬إهنددم يستضدديئون بنددوره وينتفعددون بواليتددو ُب غيبتددو كانتفدداع الندداس‬
‫بالشمس وإن ذبللها سحاب)) (ٔ)‪.‬‬
‫وقد تأول أحد شراح اغبديث بأن اؼبراد باالنتفاع ىندا رواة اغبدديث عدن اؼبهددي(ٕ)‪،‬‬
‫وىددذا لدديس ب دواب؛ ألن اإلمددام عندددىم لددو العصددمة‪ ،‬وعلددم الغيددب‪ ،‬فهددل انتقلددت لددرواة‬
‫اغبديث؟!‬
‫فمددا الفائدددة مددن خصددائص اإلمددام إذن؟ فددإذن اؼبقصددود لدديس االنتفدداع بددو ُب وقددت‬
‫الغيبة‪.‬‬
‫ٍب مددن جهددة أخددرى ؼبدداذا دل يصددحح األحاديددث اؼبنقولددة عنددو‪ ،‬وخاص دة أن الكليددٍت‬
‫عاصر فًتة النواب األربعة؟!‬
‫إذن فما وجو االنتفاع اؼبذكور؟! أقول إن الشيعة أنفسدهم دل ينتفعدوا بددليل افدًتاقهم‬
‫اؼبستمر إذل ىذه اللحظة؟! فكيف بغَتىم؟!‪.‬‬
‫السةةبب احلةةادي عشةةر أن تكتمةةل النفةةوس وتتهةةذب ولتصةةل إىل قبةةول فكةةرة‬
‫ادلصلح‪-‬ادلهمي‪.-‬‬
‫وقالوا ىذا يكون بأمور؛ منها‪:‬‬
‫األول تكاةل العدقول‪ ،‬أي‪ :‬يكون عندد النداس رغبدة بقبدول اؼبهددي‪ ،‬حيدث يقدول‬
‫أح دددىم‪( :‬إن اغبكوم ددة العاؼبي ددة لإلم ددام اؼبه دددي‪-‬علي ددو الس ددالم‪-‬ال تتحق ددق ب دداغبروب‪،‬‬
‫والن دَتان‪ ،‬والت دددمَت الش ددامل لألع ددداء‪ ،‬وإمب ددا تتحق ددق برغب ددة الن دداس إليه ددا‪ ،‬وتأيي دددىم ؽب ددا؛‬
‫لتكامل عقوؽبم ومعرفتهم)(ٖ)‪ ،‬ويذكر رواية عن أيب جعفدر البداقر‪ ،‬وفيهدا قدال‪(( :‬إذا قدام‬

‫(ٔ) كمال الدين (ص‪ )ٕٖ٘:‬كفاية األثر‪ ،‬اػبزاز القمي (ص‪.)٘٘:‬‬


‫(ٕ) ينظر‪ :‬شرح العروة الوثقى‪ ،‬اػبوئي (ص‪.)ٜ‬‬
‫(ٖ) اإلؽبيات‪ ،‬حسن العاملي (ٗ‪.)ٕٔ٘/‬‬
‫‪-111-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫قائمنا وضع هللا يده على رؤوس العباد فجمع هبدا عقدوؽبم وكملدت بدو أحالمهدم)) (ٔ)‪،‬‬
‫يكون ذلك حينما تنتهي كل اآلراء واألطروحات‪ ،‬وزبضع للتجربة؛ حىت إذا مدا فشدلت‬
‫كله ددا‪ ،‬واتض ددح عج ددز صبي ددع اؼب دددارس األخ ددرى‪ ،‬وحص ددل الي ددأس‪ ،‬حينئ ددذ ال يبق ددى أم ددام‬
‫البشرية إال القبول باألطروحة اإلسالمية اليت سيأٌب هبا اؼبهدي(ٕ)‪.‬‬
‫فم ددن خ ددالل كالمه ددم يظه ددر أن البش د درية س دديقبلون باؼبه دددي بط ددوعهم بع ددد نض ددج‬
‫عقوؽبم وفشل األفكار السابقة‪ ،‬أي‪ :‬لن يكون بالعنف والقوة‪ ...‬وال شك ىذا ىبدالف‬
‫الروايات الكثَتة اليت سدبق ذكدر بعضدها مدن أن اؼبهددي جداء بالسديف واالنتقدام‪ ،‬وأيضدا‬
‫ىب ددالف ش دراح ى ددذه الرواي ددة وم ددنهم اؼبازن دددراين حي ددث ق ددال‪( :‬واؼب دراد بم ددع عق ددوؽبم رف ددع‬
‫االنتشددار واالخددتالف بيددنهم وصبعهددم علددى ديددن اغبددق‪ ،‬وبكمددال أحالمهددم كمددال عقددل‬
‫كد ِّدل واحددد واحددد‪ ،‬حبيددث ينقدداد لددو القد ّدوة الشددهويّة والغضددبيّة‪ ،‬ووبصددل فضدديلة العدددل ُب‬
‫جددوىر البدددن‪ ،‬واألمددر ان يتح ّققددان ُب عهددد صدداحبنا‪ -‬عليددو السددالم‪-‬؛ ألنّددو إذ خ ددرج‬
‫الروح ُب اإلسالم‪ ،‬ويدعو إذل هللا بالسيف‪ ،‬فمدن أيب قتلدو‪ ،‬ومدن ندازع قهدره‪ ،‬ح ّدىت‬ ‫ينفخ ُّ‬
‫رف ددع اؼب ددذاىب م ددن األرض ف ددال يبق ددى ُب وجهه ددا إالّ دي ددن اغب د ِّدق‪ ،‬فيمألى ددا ع دددال وأمند داً‬
‫وايباناً‪ ،‬كما ملئت ظلماً وجوراً وطغياناً) (ٖ)‪.‬‬
‫أةا األةر الثاين بانتشدار العلدوم واؼبعدارف اؼبختلفدة الديت ىدي ُب تكامدل يومدا بعدد‬
‫يوم(ٗ)‪.‬‬
‫فال أدري ما اؼبقصود بالعلوم؟!‬
‫ىل ىي الشرعية؟!‬

‫(ٔ) الكاُب‪ ،‬كتاب العقل واعبهل(ص‪ )ٕ٘:‬كمال الدين(ص‪.)ٙ٘ٚ:‬‬


‫(ٕ) ينظر‪ :‬مشس خلف سحاب(ص‪.)ٙٛ:‬‬
‫(ٖ) شرح أصول الكاُب(ص‪.)ٖٕٓ:‬‬
‫(ٗ) ينظر‪ :‬تساؤالت عقدية‪ ،‬علي شقَت‪-‬شيعي معاصر‪(-‬ص‪.)ٜٔٛ:‬‬
‫‪-191-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫أم العلوم الدنيوية؟!‬


‫قولددو‪-‬تعدداذل‪ :-‬ﭽ ﭻ‬ ‫فددإن كانددت الشددرعية فهددذا ـبددالف لصدريح القددرآن الكددرًن ُب‬
‫ﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂ ﮃﮄ ﮅ ﭼ [اؼبائدة‪]ٖ:‬‬
‫وإن كان القصد العلوم الدنيوية‪ ،‬وأُرجح أنو يقصدىا(ٔ)‪ -‬فال أدري مدا عالقدة ذلدك‬
‫باؼبهدي وغيبتو أو خروجو؟! بل مقتضى العقل اجملرد رفض ذلك‪.‬‬
‫ادلطلب الثالث أسباب حدقيدقي‪.:‬‬
‫أوال أسباب ةرتبط‪ :‬بعدقيمة اإلةاة‪.:‬‬
‫تقدددم الك دالم عددن شدديء مددن عقيدددهتم ُب اإلمامددة‪ ،‬وىنددا ُب ىددذا اؼبطلددب سدديكون‬
‫الكدالم عددن عالقددة اإلمامدة بالغيبددة‪ ،‬دبددا يوضدح التندداقض ُب ديددنهم‪ ،‬وىدذا يظهددر ُب كددون‬
‫أن اإلمددام مددن أىددم وظائفددو‪ :‬إقامددة العدددل‪ ،‬وىدايددة الندداس‪ ،‬والنظددر ُب شددؤوهنم‪ ،‬وىددذا‬
‫يتوقف على وجوده‪ ،‬ولكن ىذا دل يتحقق مع غيبتو‪.‬‬
‫ىذا إذا علمنا أهنم قرروا أةورا؛ ةنها‬
‫األول‪ :‬أنو ال هبوز أن زبلو األرض من إمام‪ ،‬وال تقوم اغبجة إال باإلمام‪ .‬حيث‬
‫ينقل الكليٍت رواية عن أيب عبد هللا أنو قال‪( :‬لو كان الناس رجلُت؛ لكان أحدنبا‬
‫وجل‪-‬أنو تركو‬
‫عز َّ‬
‫اإلمام‪ ،‬وقال‪ :‬إن آخر من يبوت اإلمام؛ لئال وبتج أحد على هللا ‪َّ -‬‬

‫(ٔ) ألن ىذا الظاىر من كالمو حيث يقول‪( :‬فردبا يكون الغرض من تأخر ظهوره ىو رجاء حصول ىذا الرقي‬
‫والكمال بربكة العلوم واؼبعارف ادلختلف‪ :‬اليت ىي ُب تكامل يوما بعد يوم) اؼبصدر نفسو‪ .‬ويؤكد ذلك أن‬
‫شيعي أن حسن العاملي قد صرح بأن اؼبقصود التكامل الصناعي‪ ،‬ينظر لذلك ُب كتابو‬
‫اإلؽبيات(ٗ‪.)ٖٔ٘/‬‬
‫‪-199-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫بغَت حجة هلل عليو)(ٔ)‪ .‬بل جعلوا األئمة ىم أركان األرض أن سبيد هبم‪ ،‬واغبجة على‬
‫من فوق األرض وربت الثرى(ٕ)‪.‬‬
‫الثةاين أن اإلمامددة ال بددد أن تكدون ُب معصددوم مددن آل البيدت؛ ألن اإلمامددة عندددىم‬
‫استمرار لوظائف الرسالة(ٖ)‪.‬‬
‫الثالث أنو ال يهلك عادل‪-‬اإلمام‪-‬إال خلفو من أىلو من َعلِ َم مثل ِع ْلمو(ٗ)‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬اإلمام إذا مات ال يغسلو إال اإلمام الذي يليو‪ ،‬وىو أكرب أوالده(٘)‪.‬‬
‫فكانت النتيجة ال بد من وجود إمام‪ ،‬فقالوا‪ :‬بعقيدة الغيبة وأن اإلمام الثاين عشدر‬
‫دل يبت‪.‬‬
‫ىذا باختصار وإال ىذه اؼبسألة قد تطول ُب ربليلها ونقاشها ونقدىا‪.‬‬
‫ثانيا أسباب ةتعلدق‪ :‬دبكاسب ةادي‪.:‬‬
‫لقددد ابتكددر الشدديعة فكددرة الغيبددة لإلمددام ألسددباب كثددَتة‪ ،‬مددن أنبهددا اغبصددول علددى مددا‬
‫يدددفع ويددؤدى لإلمددام مددن أطبدداس وزكدداة‪ ،‬وىددذا األمددر معلددوم‪ ،‬ومشدداىد؛ ألن النائددب عددن‬
‫اإلمدام لدو مدا لإلمدام‪ ،‬وىدذا عندددىم ُب روايداهتم‪ ،‬منهدا‪ :‬أن أبدا اغبسدن‪ ،‬قدال‪( :‬العمددري‪-‬‬
‫أحددد الن دواب األربعددة‪-‬ثقدديت فمددا أدى إليددك عددٍت فعددٍت يددؤدي‪ ،‬ومددا قددال لددك عددٍت فعددٍت‬
‫يق ددول‪ ،‬ف دداظبع ل ددو وأط ددع‪ ،‬فإن ددو الثق ددة اؼب ددأمون ‪ ...‬وأن أب ددا عل ددي س ددأل أب ددا ؿبم ددد ‪-‬علي ددو‬
‫السالم‪ -‬عن مثل ذلك‪ ،‬فقال لو‪ :‬العمري وابنو ثقتان فما أديدا إليدك عدٍت فعدٍت يؤديدان‬

‫(ٔ) الكاُب‪ ،‬كتاب (اغبجة)‪ ،‬باب (أنو لو دل يبق ُب األرض إال رجالن لكان أحدنبا اغبجة) (ٔ‪.)ٛٔ/‬‬
‫(ٕ) اؼبصدر السابق‪ ،‬كتاب (اغبجة)‪ ،‬باب (أن األئمة ىم أركان األرض) (ٔ‪.)ٜٛ/‬‬
‫(ٖ) ينظر‪ :‬اإلؽبيات‪ ،‬العاملي(ٗ‪ )ٔٔٙ/‬حبث حول اإلمامة (حوار مع السيد كمال اغبيدري) جواد علي‬
‫كسار(ص‪.)ٕٔٙ-ٕٔ٘:‬‬
‫(ٗ) ينظر‪ :‬الكاُب‪ ،‬كتاب (اغبجة)‪ ،‬باب (أن األئمة ىم أركان األرض) (ٔ‪.)ٜٛ/‬‬
‫(٘) ينظر‪ :‬اؼبصدر السابق‪ ،‬كتاب اغبجة‪ ،‬باب أن اإلمام ال يغسلو إال إمام من األئمة(ٖٓٓٔ) (ٔ‪.)ٔٚٚ/‬‬
‫‪-191-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫ومددا قدداال لددك فع دٍت يقددوالن‪ ،‬فدداظبع ؽبمددا وأطعمهددا فإهنمددا الثقتددان اؼبأمونددان‪ ،‬فهددذا قددول‬
‫إمامُت قد مضيا فيك) (ٔ)‪.‬‬
‫فدداألموال تصددل إلدديهم ويسددتحوذون عليهددا باسددم اؼبهدددي‪ ،‬ويؤكددد ذلددك أن شخصددية‬
‫اؼبهدي ىذه ال وجود ؽبا ُب األصل بل مفتعلة‪-‬كما سيأٌب ُب إبطال الغيبدة قريبدا‪-‬ومدن‬
‫أسباب ذلك اغبصول على اؼبال‪.‬‬
‫دمري"(ٕ) بسدبب‬ ‫ٍب على الرغم من انتهاء فًتة الغيبة بإعالن السدفَت الرابدع وىدو "الس ّ‬
‫كثددرة الندزاع بيددنهم وكثددرة مددن ادعددى البابويددة‪ ،‬إال أن شدديوخ الشدديعة ‪-‬فيمددا بعددد‪-‬دل تقتنددع‬
‫بد دداإلعالن عد ددن االنقطد دداع التد ددام عد ددن اؼبنتظد ددر‪ ،‬وكثد ددرت الد دددعاوى عند دددىم ُب االتصد ددال‬
‫باؼبنتظر‪ ،‬ولقائو واألخذ عنو(ٖ)‪.‬‬
‫يقدول ؿبمدد اغبسددُت آل كاشدف الغطدداء (ٖ‪ٖٔٚ‬ىدد) ‪ُ-‬ب كالمدو عددن السدهام الدديت‬
‫هبددب دفعهددا إذل اإلمددام‪( :-‬وىددذه السددهام هبددب دفعهددا إذل اإلمددام إن كددان ظدداىرا‪ ،‬وإذل‬
‫نائبةو‪-‬وىةةو اجملتهةم العةةادل‪-‬إن كةان غائبةةا‪ ،‬يددفع إذل نائبدو ُب حفددم الشدريعة ِ‬
‫وسدددانة‬ ‫ً‬
‫(ٗ)‬
‫اؼبلة)‬
‫ويق ددول الش دديعي( آق ددا ب ددزر الطهد دراين)(‪ٖٜٔٛ‬ىد دد) ‪ُ-‬ب كالم ددو ع ددن ف ددًتة الغيب ددة‬
‫الكربى‪( :-‬ومن خصائص ىذا الدور انتدقال الزعاة‪ :‬ةن األئم‪ :‬إىل العلماء والفدقهةاء‬
‫بةةأةر ةةةن اإلةةةام ادلنتظةةر‪ -‬عةةج‪ -‬عنةةم بمايةة‪ :‬الغيبةة‪ :‬الكةةربى‪ ،‬كمددا يدددل علددى ذلددك‬

‫(ٔ) الكاُب‪ ،‬كتاب اغبجة‪ ،‬باب ُب تسمية من رآه (ص‪.)ٖٖٓ:‬‬


‫(ٕ) تقدم ذكر ىذا اػبطاب اؼبوجو إذل علي السمري ُب (صٕٗ) من ىذا البحث‪.‬‬
‫(ٖ ) ينظر‪ :‬أصول مذىب الشيعة‪ ،‬د‪ .‬ناصر القفاري (ٔ‪.)ٖٗٓ /‬‬
‫(ٗ) أصل الشيعة وأصوؽبا‪ ،‬ؿبمد اغبسُت آل كاشف الغطاء(صٓ‪.)ٔٛ‬‬
‫‪-191-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫التوقيع اؼبشهور ‪(( :‬وأما اغبدوادث الواقعدة فدارجعوا فيهدا إذل رواة حدديثنا ‪ ،‬فدإهنم حجديت‬
‫عليكم وأنا حجة هللا)) (ٔ)‪،‬‬
‫فكان العلماء ىم ادلرجع الوحيم حلل ادلشاكل اليت كانت)(ٕ)‪.‬‬
‫فبددا يؤكددد أن الدددافع مددن النيابددة ىددو أخددذ مددال اإلمددام أن الشدديعة الواقفددة(ٖ) جعل دوا‬
‫موسددى الكدداظم ىددو القددائم اؼبهدددي‪ ،‬وأنددو دل يبددت‪ ،‬وىددذا التصددرف جعددل منافسدديهم مددن‬
‫الشيعة اآلخرين يبيّنوا اغبقيقة والسبب وراء قوؽبم ىذا‪ ،‬فقط نقل الطوسي رواية (أنو ؼبدا‬
‫مات أبو إبراىيم‪-‬موسى الكاظم‪-‬كان نوابدو ووكدالؤه عنددىم اؼبدال الكثدَت؛ وكدان ذلدك‬
‫سبب وقفهم وجحدىم موتو‪ ،‬طمعا ُب األموال)(ٗ)‪.‬‬

‫(ٔ) الغيبة للطوسي(ٔ‪ )ٕٜ‬االحتجاج للطربسي(ٕ‪.)ٕٖٛ/‬‬


‫(ٕ) توضيح الرشاد ُب تاريخ حصر االجتهاد‪ ،‬آقا بزر الطهراين(ص‪.)ٕٗ:‬‬
‫(ٖ ) وىددم فددرق مددن الشدديعة أوقفددت اإلمددام علددى موسددى الكدداظم‪ ،‬ودل ذبعلهددا لولددده مددن بعددده‪ ،‬لكددن اختلف دوا ُب‬
‫أمره‪ ،‬فمنهم من قال بأنو دل يبت وأنو ىو اؼبهدي القائم الغائب وسيعود‪ .‬وطائف‪ :‬قالت بأنو مات ورجع‬
‫بعد موتو‪ ،‬وىو ـبتفي وأنو يأمر وينهى‪ ،‬وأصحابو يأتونو‪ ،‬وطائف‪ :‬قالت بأنو مات وأنو مثل عيسى بن مرًن‬
‫سددَتجع ُب وقددت قيامددو‪ ،‬وقةةال بعضةةهم‪ :‬إنددو رفددع إذل هللا وسددَتجع‪ .‬ينظددر‪ :‬فددرق الشدديعة للنددوخبيت(ص‪-ٛٚ:‬‬
‫‪.)ٛٛ‬‬
‫(ٗ) ومضمون ىذه الرواية أن يونس بن عبد الرضبن ‪-‬من أتبداع علدي بدن موسدى الرضدا‪-‬زعدم أن الواقفدة حداولوا‬
‫أن يرشوه باؼبدال ولكندو رفدض‪ٍ ،‬ب ذكدر أظبداءىم ومدا عنددىم مدن اؼبدال‪ ،‬وندص الروايدة‪( :‬عدن يدونس بدن عبدد‬
‫الرضبن‪ ،‬قال‪ :‬مات أبو إبراىيم عليو السالم وليس من قوامو أحد إال وعنده اؼبال الكثَت‪ ،‬وكان ذلك سبب‬
‫وقفهم وجحدىم موتو‪ ،‬طمعا ُب األموال‪ ،‬كان عند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار‪ ،‬وعند علي‬
‫بن أيب ضبدزة ثالثدون ألدف ديندار‪ .‬فلمدا رأيدت ذلدك وتبيندت اغبدق وعرفدت مدن أمدر أيب اغبسدن الرضدا ‪-‬عليدو‬
‫السالم‪ -‬ما علمت‪ ،‬تكلمت ودعوت الناس إليدو‪ ،‬فبعثدا إرل وقداال مدا يددعوك إذل ىدذا؟ إن كندت تريدد اؼبدال‬
‫ف ددنحن نغني ددك وض ددمنا رل عش ددرة آالف دين ددار‪ ،‬وق دداال [رل]‪:‬ك ددف فأبي ددت ‪ ،‬وقل ددت ؽبم ددا ‪ :‬إن ددا روين ددا ع ددن‬
‫الصادقُت‪ -‬عليهم السالم‪ -‬أهنم قالوا ‪ :‬إذا ظهرت البدع فعلى العادل أن يظهر علمو ‪ ،‬فإن دل يفعل سلب‬
‫ن ددور االيب ددان " وم ددا كن ددت ألدع اعبه دداد وأم ددر هللا عل ددى ك ددل ح ددال ‪ ،‬فناص ددباين وأض ددمرا رل الع ددداوة)‪ .‬الغيب ةة‪:‬‬
‫للطوسي(ص ‪.)44‬‬
‫‪-191-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫دَتا م ددا يُفتض ددح أم ددرىم عن ددد‬


‫وى ددذا كم ددا مع ددروف عن ددد العد دوام والن دداس أن الس د ّدراق كث د ً‬
‫اػبصومة‪ ،‬وىذا بعينو ما قع مع ىؤالء الدجاجلة‪.‬‬
‫ك ددذلك األش ددخاص ال ددذين ادع ددو البابوي ددة وأهن ددم عل ددى ص ددلة باإلم ددام اؼبه دددي ك ددان‬
‫قصدىم ربصيل اؼبال‪ ،‬كما كان من ؿبمد بن نصَت(مؤسس النصَتية) (ٔ) ‪.‬‬
‫الشاىد أن ىذا ال وبتاج إذل مزيد إثبدات‪ ،‬فاغبدال والواقدع الدذي نعيشدو عندد مراجدع‬
‫الشدديعة اؼبعاص درين خددَت دليددل وبرىددان‪ ،‬فدداألموال واػبمددس تدددفع إلدديهم‪ ،‬ولسددان حدداؽبم‬
‫يقددول ال عجددل هللا فد َدرج اؼبهدددي‪ ،‬ألنددو سدديقطع اؼبددال الددذي يددأتيهم‪ ،‬ولكددن ُب الوقددت‬
‫نفسددو ىددم وبتدداجون إليددو؛ ولددذلك ىددم يدددعون لدديال وهنددارا (اللهددم عجددل فرجددو) خددداعا‬
‫للس ّذج من عوام الشيعة اؼبساكُت‪.‬‬
‫ثالثا أسباب ةرتبط‪ :‬بالسياس‪.:‬‬
‫من األسباب اغبقيقية ُب دعوى غيبة اإلمام عند الشيعة اإلمامية تطلعاهتم‬
‫السياسية ورغبتهم ُب إنشاء دولة مستقلة عن اؼبسلمُت‪ ،‬وىذا السبب ال ينفصل عن‬
‫السبب السابق اؼبتعلق باؼبال‪ ،‬ولكن قديبا وُب بداياهتم ؼبا خابت آماؽبم‪ ،‬ودل يتحقق‬
‫ؽبم ذلك‪ ،‬انتقلوا إذل جانب نفسي يساعد ُب إخراجهم من خيبت األمل واليأس‬
‫الذي سبكن منهم بسبب عدم قيام دولة ؽبم‪ ،‬فكانت عقيدة غيبة اإلمام ورجعتو ىي‬
‫الرجاء والدواء ؽبم‪ ،‬يعدون أتباعهم ويبنّوهنم بأن األمر سيكون ُب النهاية ؽبم‪ ،‬وىذا ما‬
‫يالحم بعد وفاة كل إمام(ٕ)‪.‬‬

‫(ٔ) ينظر‪ :‬اػبطوط العريضة‪ ،‬ؿبب الدين اػبطيب (ص‪.)ٖٛ-ٖٚ:‬‬


‫(ٕ) ينظر‪ :‬أصول مذىب الشيعة‪ ،‬د‪ .‬ناصر القفاري (ٕ‪.)ٜٔٓٓ /‬‬
‫‪-191-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫رابعا أسباب خارجي‪ :‬ذلا جذور بأديان وضلل سابدق‪.:‬‬


‫كما ىو معلوم أن أصحاب النحل واألىواء واؼبذاىب اؼبتطرفة غالبا ما تتسًت دبا‬
‫ىو معظّم وؿببوب‪ ،‬وليس عند اؼبسلمُت أعظم شرفا ونسبا من آل البيت؛ وؽبذا كان‬
‫اعبسر لو فكرة التشيع‪ ،‬فمن ورائها وبققون أىدافهم‪ ،‬فانضم إذل ركب التشيع أصناف‬
‫من اؼبالحدة وأصحاب اؼبذاىب والنحل اؼبنحرفة‪ ،‬وبقية معهم عقائدىم اؼبوروثة‪.‬‬
‫فالباحث إذا نظر إذل عقيدة الشيعة اإلمامية ُب اؼبهدي والغيبة هبد أهنا ترجع إذل‬
‫الشيعة أكثرىم من الفرس‪ ،‬والفرس من أدياهنم اجملوسيّة‪،‬‬ ‫أصول ؾبوسية‪ ،‬وخاصة أن ّ‬
‫منتظرا حيِّا باقيًا مهديِّا‪ ،‬وىذا مطابق عبوىر اؼبذىب االثٍت‬
‫واجملوس ت ّدعي أ ّن ؽبم ً‬
‫عشري(ٔ)‪.‬‬

‫(ٔ) ينظر‪ :‬اؼبصدر السابق (ٕ‪.)ٔٓٔٔ /‬‬


‫‪-196-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫املبحث الرابع‬
‫إبطال عقيدة الغيبة‬

‫تقدم أثناء عرض أقوال الشيعة اإلمامية الرد على جزئيات كثَتة متعلقة بالغيبة‪،‬‬
‫وىنا ُب ىذا اؼببحث سيكون الرد اجململ دبا يبطل ىذه العقيدة اػبرافية‪ ،‬وقد رأيت أن‬
‫يكون الرد عرب النقاط اآلتية‪:‬‬
‫أوال عمم وجود ادلهمي الغائب يبطل عدقيمة الغيب‪.:‬‬
‫وىذا يثبت عرب دالئل كثَتة من كتب الشيعة أنفسهم‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ٔ‪-‬جاء ُب الكاُب وغَته رواية تثبت أن اغبسن العسكري ليس لو ولد‪ ،‬وجاء فيها‬
‫بعد أن وصل اػبرب إذل السلطان دبرض اغبسن العسكري أنو (أمر اؼبتطببُت‪-‬األطباء‪-‬‬
‫بلزوم داره‪ ،‬وبعث إذل قاضي القضاة فأحضره ؾبلسو‪ ،‬وأمره أن ىبتار من أصحابو‬
‫عشرة فبن يوثق بو ُب دينو وأمانتو وورعو‪ ،‬فأحضرىم فبعث هبم إذل دار اغبسن وأمرىم‬
‫بلزومو ليال وهنار‪ ،‬فلم يزالوا ىناك حىت توُب‪-‬عليو السالم‪ -‬فصارت (سر من رأى)‬
‫ضجة واحدة‪ ،‬وبعث السلطان إذل داره من فتشها‪ ،‬وفتش حجرىا‪ ،‬وختم على صبيع‬
‫ما فيها‪ ،‬وطلبوا أثر ولده‪ ،‬وجاؤوا بنساء يعرفن اغبمل‪ ،‬فدخلن إذل جواريو ينظرن‬
‫إليهن‪ ،‬فذكر بعضهن أن ىناك جارية هبا ضبل فجعلت ُب حجرة ووكل هبا (كبرير)‬
‫اػبادم وأصحابو ونسوة معهم‪ٍ ،‬ب أخذوا بعد ذلك ُب هتيئتو‪ ،‬وعطلت األسواق‪،‬‬
‫وركبت بنو ىاشم والقواد وأيب وسائر الناس إذل جنازتو‪ ،‬فكانت (سر من رأى) يومئذ‬
‫شبيها بالقيامة‪ ،‬فلما فرغوا من هتيئتو بعث السلطان إذل أيب عيسى بن اؼبتوكل فأمره‬
‫بالصالة عليو‪ ،‬فلما وضعت اعبنازة للصالة عليو دنا أبو عيسى منو‪ ،‬فكشف عن‬
‫وجهو فعرضو على بٍت ىاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتاب والقضاة واؼبعدلُت‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ىذا (اغبسن بن علي بن ؿبمد بن الرضا) مات حتف أنفو على فراشو‪ ،‬حضره‬

‫‪-197-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫من حضره من خدم أمَت اؼبؤمنُت‪ ،‬وثقاتو فالن وفالن‪ ،‬ومن القضاة فالن وفالن‪ ،‬ومن‬
‫اؼبتطببُت فالن وفالن‪ٍ ،‬ب غطى وجهو‪ ،‬وأمر حبملو‪ ،‬فحمل من وسط داره‪ ،‬ودفن ُب‬
‫البيت الذي دفن فيو أبوه‪ ،‬فلما دفن أخذ السلطان والناس ُب طلب ولده‪ ،‬وكثر‬
‫التفتيش ُب اؼبنازل والدور وتوقفوا عن قسمة مَتاثو‪ ،‬ودل يزل الذين وكلوا حبفم اعبارية‬
‫اليت توىم عليها اغبمل الزمُت حىت تبُت بطالن اغبمل‪ ،‬فلما بطل اغبمل عنهن‪ ،‬قسم‬
‫ةَتاثو بُت أةو وأخيو جعفر وادعت أةو ونيتو وثبت ذلك عنم الدقاضي‪.)ٔ( )...‬‬
‫فهذه الرواية تثبت كيف ًب التحقق من عدم وجود الولد للحسن العسكري‪،‬‬
‫ولذلك ذكر بعض علماء الفرق واؼبقاالت من الشيعة أنفسهم‪ :‬كالنوخبيت أن الشيعة‬
‫اختلفوا بعد وفاة اغبسن العسكري إذل أربع عشرة فرقة تقريبا‪ ،‬فمنهم من قال إن‬
‫اغبسن دل يبت‪ ،‬ومنهم من قال إنو مات ٍب عاش وىو القائم‪ ،‬ومنهم من قال إن‬
‫اؼبهدي أخوه جعفر إخل(ٕ)‪.‬‬
‫وُب ىذه الرواية وغَتىا تؤكد أن جعفرا أخو اغبسن العسكري يؤكد أنو مات ودل‬
‫يكن لو ولد(ٖ)‪.‬‬
‫ٕ‪-‬ثبت أيضا من كتب الشيعة ما يشَت إذل أن مَتاث اغبسن ًب تقسيمو‪ ،‬وانو‬
‫أوصى عبدة اؼبهدي(ٗ)‪.‬‬
‫وأمام ىذه الروايات يأٌب الطوسي بعد أن نقلها فيحاول ردىا حبجة أن جعفرا‬
‫ليس دبعصوم(٘)‪ ،‬وىذا تناقض؛ إذ كيف ال يقبل قولو ٍب يقبل دعوى عثمان بن سعيد‬

‫(ٔ) الكاُب للكليٍت(ص‪ )٘ٓٙ:‬مرآة العقول للمجلسي (‪.)ٖٔٗ/ٙ‬‬


‫(ٕ) ينظر‪ :‬فرق الشيعة للنوخبيت (ص‪)ٔٔٗ-ٔٓٔ:‬‬
‫(ٖ) ينظر ىذه الروايات ُب كتاب‪ :‬الغيبة للطوسي(ص‪.)ٔٓٚ-ٔٓٙ:‬‬
‫(ٗ) ينظر‪ :‬الغيبة للطوسي ( ص‪ )ٕٖٓ:‬كمال الدين للصدوق (ص‪.)٘ٓٔ:‬‬
‫(٘) ينظر‪ :‬الغيبة للطوسي (ص‪.)ٕٕٕ:‬‬
‫‪-191-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫ُب إثبات الولد وأنو ىو الباب‪ ،‬وىو غَت معصوم؟!‬


‫كيف يكذب أخو اإلمام اغبسن وىو من آل البيت‪ ،‬وكبَتىم‪ ،‬ويصدق رجل‬
‫غريب أجنيب متهم ليس من أىل البيت؟!‪.‬‬
‫فاألصل مع جعفر أسرتو وأبناء عم اغبسن واعبمع الذين شهدوا حال اغبسن‬
‫واستوثقوا منو‪ ،‬وأما من جاء خبالف ىذا اغبال اؼبعروف واؼبشاىد‪ ،‬فإنو صاحب‬
‫دعوى وبتاج إذل بيّنو ىذا أوال‪ ،‬وثانيا ىو مع ذلك متهم ُب دعواه ألنو سعى من أجل‬
‫قبض اؼبال‪ ،‬وأخذ اعباه باسم البابية(ٔ)‪.‬‬
‫ٖ‪-‬الدقص‪ :‬اليت ذكروىا يف محل أم ادلهمي تمل على أن ىذا اؼبهدي ال وجود‬
‫لو؛ إذ تقول رواياهتم أنو دل يظهر على أمو أثر اغبمل‪ ،‬بل حىت ليلة والدهتا دل تعلم‬
‫بأمر ضبلها(ٕ)‪ .‬وىذه القصة اؼبنسوجة ُب نفي ظهور أثر اغبمل عليها ىي حيلة أو‬
‫ؿباولة للتخلص فبا ثبت حىت لدى الشيعة من قيام جعفر (أخي اغبسن العسكري)‬
‫حببس نساء اغبسن وإمائو ‪-‬بعد وفاة اغبسن ‪-‬الستربائهن حىت ثبت للقاضي‬
‫والسلطان براءة أرحامهن من اغبمل‪ ،‬وًب بعد ذلك قسمة مَتاث اغبسن‪.‬‬
‫ثانيا كثرة االختالفات والتناقضات وادلغالطات يف كتب الشيع‪ :‬حول ادلهمي‪.‬‬
‫نلحم أن عقيدة اؼبهدي ُب كتب الشيعة ىي من نسخ اػبيال واػبرافة‪ ،‬أ ّكد ذلك‬
‫كثرة التناقضات فيها واالختالفات‪ ،‬ويبكن إصبال ذلك على النحو اآلٌب‪:‬‬
‫ٔ‪ُ -‬ب تاريخ والدتو‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬كيفية والدتو‪.‬‬

‫(ٔ) ينظر‪ :‬أصول مذىب الشيعة‪ ،‬د‪ .‬ناصر القفاري (ٕ‪.)ٜٔٓٚ-ٜٔٓٔ/‬‬


‫(ٕ) ينظر‪ :‬كمال الدين (ص‪.)ٖٜٛ-ٖٜٛ :‬‬
‫‪-191-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫ٖ‪ -‬بعض الروايات تذكر أن والدتو كانت بشكل سري ُب حُت ىناك روايات‬
‫تذكر أهنم أعلنوا ذلك‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬ربديد تاريخ والدتو‪.‬‬
‫٘‪ُ -‬ب ربديد عمره‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬االختالف ُب ربديد اسم أمو‪( :‬جارية نرجس) أو (سوسن) أو(صقيل) أو‬
‫(طبط) أو (روبانة) أو (مليكة) أو حرة ليست أمو اظبو‪(:‬مرًن بنت زيد العلوية)‪.‬‬
‫‪ُ -ٚ‬ب طريقة مبوه ىل ىي خارقة للعادة أم ال(ٔ)‪.‬‬
‫‪ُ -ٛ‬ب طريقة خروجو(ٕ)‪.‬‬
‫‪ -ٜ‬قصة اقًتان اغبسن العسكري والد اؼبهدي‪-‬بزعمهم‪-‬كان عن دراية بالغيب‬
‫اؼبستور‪ ،‬وبكل شيء يتعلق باعبارية اليت اقًتن هبا واتضح أهنا –بزعمهم‪-‬أهنا(مليكة‬
‫بنت يوشع بن قيصر ملك الروم) ٍب إهنا وقعت ُب أسر اؼبسلمُت‪ ،‬واختارت اسم‬
‫(نرجس) إخفاءً غبقيقتها‪ٍ ،‬ب طلبها من مالكها أال يبعها إال ؼبن ترضاه وىو الذي‬
‫وبمل اؼبواصفات اليت أوحي إليو هبا ُب اؼبنام‪ٍ ،‬ب تلتقي بعد ذلك باغبسن وال ذبد‬
‫غرابة ُب لقائو؛ ألهنا تعرفو وتتصل بو قبل ذلك من خالل الرؤى واألحالم‪ ،‬فيزف ؽبا‬
‫البشرى بولد يبلك الدنيا شرقًا وغربًا ويبأل األرض قسطًا وعدالً(ٖ) ‪.‬‬
‫ٓٔ‪ -‬االختالف ُب مكان وجود اؼبهدي‪ ،‬وأقواؽبم على النحو اآلٌب‪:‬‬

‫(ٔ) ينظر‪ :‬مسائل االعتقاد عند الشيعة االثٍت عشرية ُب ضوء مصادرىم اغبديثية‪ ،‬د‪ .‬ؿبمد زكريا‬
‫النَّداف(ٕ‪.)ٕٚ٘/‬‬
‫(ٕ ) ينظر‪ :‬مقطع ُب اليوتيوب بعنوان‪( :‬السيد كمال اغبيدري‪:‬ال أعتقد دبا يقولو الشيعة ُب ظهور اؼبهدي) ًب‬
‫نشره ُب تاريخ ٕٓ‪ٕٓٔٗ/ٕ/‬م‪ .‬ضمن درس بعنوان تعارض األدلة(‪ )ٔٛٚ‬تاريخ الزيارة وفتح اؼبقطع‬
‫واالطالع‪ٖٜٔٗ/ٕ/ٕٜ( :‬ىد)‪.‬‬
‫(ٖ ) ينظر لتفاصيل ىذه القصة اػبرافية‪ :‬كمال الدين وسبام النعمة (ص‪ )ٖٜٛ-ٖٛٗ:‬وينظر‪ :‬أصول مذىب‬
‫الشيعة اإلمامية االثٍت عشرية‪ ،‬د‪ .‬ناصر القفاري(ٕ‪)ٕٔٓٓ /‬‬
‫‪-111-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫‪-‬أنو ُب سامراء‪ُ ،‬ب سرداب دار أبيو ـبتف وىذا األشهر من أقواؽبم(ٔ)‪.‬‬
‫‪-‬أنو ـبتف ُب اؼبدينة اؼبنورة(ٕ)‪.‬‬
‫‪-‬أنو ـبتف دبكة اؼبكرمة(ٖ)‪.‬‬
‫‪-‬أنو بذي طوى(ٗ) وىو مكان قريب من مكة‪ ،‬ففي بعض الروايات أنو (ينزل منها‬
‫ُب عدة أىل بدر‪-‬ثالشبائة وثالثة عشر رجال‪-‬حىت يسند ظهره إذل اغبجر األسود ويهز‬
‫الراية الغالبة)(٘)‪.‬‬
‫‪-‬وبعضهم قال‪ :‬إنو ُب اليمن بواد يسمى مشروخ(‪.)ٙ‬‬
‫‪-‬إنو بالطائف(‪.)ٚ‬‬
‫ٔٔ‪-‬ىناك االختالف دباذا سيحكم‪ ،‬فبعض الروايات تقول إن سيحكم بكتاب‬
‫هللا ودبا دعا بو النيب‪-‬صلى هللا عليو وسلم‪-‬وبعضها بقضاء داود‪ ،‬وبعضها أنو لو حق‬
‫التشريع والتحرًن والتحليل‪ ،‬وبعضها أنو سيحكم بُت أىل الكتاب بكتاهبم(‪.)ٛ‬‬

‫(ٔ) ينظر‪ :‬الغيبة(ص‪.)ٕ٘ٚ:‬‬


‫(ٕ) ينظر‪ :‬اؼبصدر نفسو (ص‪.)ٕ٘٘( )ٕ٘ٚ:‬‬
‫(ٖ) ينظر‪ :‬اؼبصدر نفسو (ص‪.)ٕ٘٘( )ٕ٘ٚ:‬‬
‫(ٗ) ينظر‪ :‬تفسَت العياشي(ٕ‪ )٘ٙ/‬الغيبة‪ ،‬النعماين (ٔ‪ )ٔٛ٘/‬دالئل اإلمامة‪ ،‬ؿبمد بن جرير الطربي‬
‫‪-‬الشيعي‪ )ٖٖٜ(-‬مؤسسة البعثة ‪-‬قم‪ ،‬ط األوذل‪ٖٔٗٔ :‬ىد‪ .‬إلزام الناصب ُب إثبات اغبجة القائم‪،‬‬
‫اغبائري(ٔ‪ )ٕٜ٘/‬كشف األستار عن وجو الغائب عن األبصار‪ ،‬اؼبَتزا حسُت النوري الطربسي‬
‫(ص‪ )ٕٔ٘:‬مكتبة نينوى اغبديثة‪ ،‬طهران‪ ،‬ط الثانية‪ٔٗٓٓ :‬ىد‪.‬‬
‫(٘) الغيبة‪ ،‬النعماين(ٔ‪.)ٖٕٚ/‬‬
‫(‪ )ٙ‬ينظر‪ :‬فرق معاصرة تنتسب إذل اإلسالم وبيان موقف اإلسالم منها (ٔ‪.)ٗٓ٘ /‬‬
‫(‪ )ٚ‬ينظر‪ :‬كشف األستار عن وجو الغائب عن األبصار‪ ،‬اؼبَتزا حسُت النوري الطربسي(ص‪ )ٕٔٗ:‬الغيبة‬
‫للمحقق السيد أسد هللا بن ؿبمد باقر اؼبوسوي الشفيت(ٔ‪ )ٗٗٔ/‬مؤسسة العروة الوثقى‪ ،‬ط األوذل‪:‬‬
‫‪ٕٔٗٛ‬ىد‪.‬‬
‫(‪ )ٛ‬ينظر‪ :‬الروايات العقدية ُب اؼبهدي‪ ،‬وليد بن صاحل باصمد(ص‪.)٘ٔٚ-٘ٓٚ( )ٕ٘٘:‬‬
‫‪-119-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫ٕٔ‪ُ-‬ب بعض رواياهتم مغالطات للقرآن صروبة جدا‪ ،‬منها‪ :‬زعمهم أن اؼبهدي‬
‫سيكون ُب النجف ومعو أربعة آالف من اؼبالئكة بقدر عدد اؼبالئكة الذين نزلوا ُب‬
‫ﭽ ﭑﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬ ‫بدر ؟! وىذا ـبالف لقولو‪-‬تعاذل‪:-‬‬
‫ﭙ ﭚﭛﭼ [األنفال‪ .)ٔ( ]ٜ:‬وكل ىذه اػبالفات دليل على بطالن تلك‬
‫الدعوى(ٕ)‪.‬‬
‫ثالثا عدقيمة الغيب‪ :‬تبطل عدقيمة اإلةاة‪:‬‬
‫وىي ُب اغبقيقة تناقض عقيدة اإلمامة؛ ألهنم قالوا بضرورة عدم خلو األرض من‬
‫اغبجة واإلمام؟!‬
‫لكن ُب الواقع ال وجود ؽبا؟!‬
‫فعندىم إشكاالت كبَتة جددا اسدتمرت إذل ىدذه األيدام‪ ،‬يبكدن طرحهدا عدرب األسدئلة‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬كيف يغيب اإلمام رغم حاجة األمة لو؟‬
‫‪-‬ؼباذا دل يقم بإنابة غَته؟‬
‫‪-‬ما الفائدة من غيابو؟‬
‫‪-‬ماذا استفادة األمة من غيبتو؟‬
‫‪-‬إذا كان سبب الغياب اػبوف من القتل من حكام غَت إماميدة فهنداك دول شديعية‬
‫ظهرت فلماذا دل يظهر؟‬
‫ى ددذا وق ددد وقع دوا ُب ح ددَتة كب ددَتة واض ددطراب خ ددالل م دددة الغيب ددة الك ددربى‪ ،‬يبك ددن أن‬
‫مروا هبا‪ ،‬وىي على النحو اآلٌب‪:‬‬ ‫تتضح إصباال عرب ذكر اؼبراحل اليت ّ‬

‫(ٔ) ينظر لالستزادة حول نقد رواياهتم ُب اؼبهدي‪ :‬رسالة دكتوراه بعنوان‪( :‬الروايات العقدية ُب اؼبهدي‪ ،‬وليد‬
‫بن صاحل باصمد(ص‪ )ٕ٘٘:‬جامعة أم القرى‪-‬قسم العقيدة‪ -‬وينظر لكامل الرسالة نفسها‪.‬‬
‫(ٕ) ينظر‪ :‬فرق معاصرة تنتسب إذل اإلسالم وبيان موقف اإلسالم منها (ٔ‪.)ٗٓ٘ /‬‬
‫‪-111-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫ادلرحل‪ :‬األوىل‪ :‬تُسمى التقية واالنتظار‪ ،‬من القرن الرابع إذل القرن العاشر اؽبجدري‪،‬‬
‫عمومددا أي اىتمددام سددوى الفقددو الفددردي‬
‫خددالل ىددذه اؼبرحلددة دل يكددن للفقددو السياسددي ً‬
‫اػباص‪.‬‬
‫ادلرحل‪ :‬الثاني‪ :‬تسمى مرحلة النيابة اؼبلكية‪ ،‬وىي مق ِّدمة لظهور نظرية والية‬
‫الفقيو‪ ،‬وبداية ذلك من ظهور الدولة الصفوية ُب إيران‪ .‬وتبع ظهور ىذه النظرية‬
‫حدوث انقسام داخل صفوف الشيعة ُب مسألة اإلمامة(ٔ)‪.‬‬
‫(ٕ)‬
‫ادلرحل‪ :‬الرابع‪ :‬نظري‪ :‬والي‪ :‬الفدقيو ‪ :‬وظهر ً‬
‫أيضا فيها نزاع منذ بدايتها إذل حُت‬
‫تطبيق اػبميٍت ؽبا حيث ضمنها ُب دستور دولة إيران‪ ،‬وهبذا يكون قد أغلق باب‬
‫االجتهاد ُب ىذه النظرية بقوة السلطان‪ ،‬لكن ال زال اػبالف قائما إذل ىذه الساعة‪.‬‬
‫وىذه النظرية ستبقى ِّ‬
‫ؿبال لالجتهاد‪ ،‬وؿباولة لاللتفاف على أصل الغيبة واالنتظار‪،‬‬

‫ةنخرا‬
‫(ٔ) حيث حمث اندقسام بينهم إىل إخباري‪ :‬وأنولي‪ ،:‬بل االندقسام حصل بُت األنوليُت أنفسهم ً‬
‫منذ أن فرض اػبميٍت فكرة والية الفقيو‪ ،‬وىو مستمر‪ ،‬وظهر ُب االنتخابات ‪ٕٜٓٓ‬م ُب إيران واستمر وال‬
‫زال حىت كتاب ىذا البحث ُب عام ‪ٖٜٔٗ‬ىد‪ .‬ينظر‪ :‬تطور الفكر السياسي الشيعي‪ ،‬صٖ٘‪ ،‬حدائق‬
‫األحزان صٗ‪ ،ٔٛٔ-ٔٚ‬مقابلة جرت مع اغبسن بٍت الصدر (أول رئيس بعد الثورة) ُب جريدة الشرق‬
‫األوسط بتاريخ (‪/ٔٛ‬صفر‪ٖٔٗٓ/‬ىد اؼبوافق ٗٔ‪/‬فرباير‪ٕٜٓٓ/‬م) العدد (‪ ،)ٖٔٔٓٙ‬مقتطفات من‬
‫مذكرات منتظري (ٕ) إعداد‪ :‬عدنان أبو زيد من موقع إيالف ‪ ،www.elaph.com‬جريدة‬
‫األخبار عدد ٕٔ‪/‬كانون األول‪ٕٜٓٓ /‬م‪ ،‬مقال بعنوان (منتظري يفضح إيران حيًا وميتًا‪ ،‬لعصام زيدان‬
‫من مفكرة اإلسالم (ٗ‪/‬ؿبرم‪ٖٔٗٔ /‬ىد) من موقع البينة ‪ ،WWW.albainah.net‬مقال‬
‫بعنوان‪(:‬خامنئي يقتل منتظري ويسَت ُب جنازتو) جريدة السياسة اإللكًتونية ُب تاريخ ٖ‪ٖٔٗٔ/ٔ/‬ىد‪،‬‬
‫ٕٔ‪ٕٜٓٓ/ٕٔ/‬م‪.‬‬
‫(ٕ) والية الفقيو تعٍت (قيام الفقيو اعبامع لشروط الفتوى والقضاء مقام اغباكم الشرعي واإلمام اؼبنتظر ُب زمن‬
‫غيبتو ُب صبيع واجباتو‪ ،‬ولو مالو عدا األمر باعبهاد االبتدائي مع اػبالف ُب صالحيات والية الفقيو‬
‫عندىم) ينظر‪ :‬عوائد األيام‪ ،‬احملقق النراقي (ص‪ )ٖ٘ٙ:‬اغبكومة اإلسالمية‪ ،‬اػبميٍت (صٔ٘) والية الفقيو‬
‫عند الشيعة االثٍت عشرية وموقف اإلسالم منها‪ ،‬الدكتور‪ :‬أضبد سيد أضبد علي (ص‪. )ٖٙ‬‬
‫‪-111-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫فكيف يزعمون بأهنا أصل األصول(ٔ)‪ .‬وقد أدرك ىذا االختالف والتناقض بعض‬
‫مفكري الشيعة أنفسهم(ٕ) بل بعضهم أنكر فكر اؼبهدي برمتها(ٖ)‪ ،‬وبعضهم نقد تلك‬
‫األحاديث ؿباوال تصحيح اؼبذىب(ٗ) وال زبلو فكرة اؼبهدي وغيبتو ىذه من نقد عند‬
‫كل من سعى للتصحيح(٘)‪.‬‬
‫كل ىذا يدل داللة واضحة على أثر ىذه العقيدة الفاسدة‪ ،‬ومن جهة يؤكد كذهبا‬
‫وعدم صحتها؛ ألهنم قد جعلوا مسألة اإلمامة أعظم األصول‪ ،‬ومع ذلك ُب الواقع‬

‫(ٔ) ينظر‪ :‬الغيبدة‪ ،‬الطوسدي(ٔ‪ ) ٖٚ٘/‬الرسدائل العشدر بعندوان‪( :‬الديبقراطيدة‪ ،‬للكاتدب‪ :‬طدراد ضبدادة‪ُ ،‬ب جريددة‬
‫األخبددار عدددد اعبمعددة (ٖٔ) حزيدران للطوسددي(ص‪ )ٔٙ:‬وتطددور الفكددر السياسددي الشدديعي مددن الشددورى إذل‬
‫واليددة الفقيددو‪ ،‬أضبددد الكاتددب(ص‪ )ٕٓ٘:‬أصددول مددذىب الشدديعة‪ ،‬د‪ .‬ناصددر القفدداري (ٖ‪ ،)ٔٗٓٙ/‬وواليددة‬
‫الفقيو عند الشيعة‪ ،‬د‪ .‬أضبد علي (ص‪ ،)ٔٗٓ-ٖٔٗ:‬وتطدور الفكدر السياسدي الشديعي (ص‪.)ٖٕ-ٕٛ:‬‬
‫الدسدتور اإليدراين ُب ميدزان اإلسدالم‪ ،‬د‪ .‬حدافم موسدى عدامر(ٕ‪ )ٖٔٓٛ-ٕٜٔٓ/‬الصدراع بدُت األخبداريُت‬
‫واألصددوليُت‪ ،‬أضبددد قوشدديت عبددد الددرحيم (ص‪ ٖ٘:‬ومددا بعدددىا)‪ .‬وحبددث بعندوان‪ :‬النظددام السياسددي اإليدراين‬
‫اػبماسددي األضددالع‪ :‬مراكددز الثقددل ونقدداط الضددعف للدددكتور‪ /‬مدددحت أضبددد ضبدداد (ص‪ .)ٜٔ-ٚٚ:‬ضددمن‬
‫ؾبموعة أحباث ربت عنوان‪ :‬إيران صبهورية إسالمية أم سلطنة طبينية؟ [مقال ‪ٕٓٓٛ‬م من موقع اعبريدة ُب‬
‫الشبكة العنكبوتية‪.www.al-akhbar.com] :‬‬
‫(ٕ ) ينظر على سبيل اؼبثال‪ :‬تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إذل والية الفقيو‪ ،‬أضبد الكاتب‬
‫(ٖ‪ٜٔ‬وما بعدىا)‪.‬‬
‫(ٖ) كأمثال أضبد الكسروي‪ ،‬ينظر لكتابو التشيع والشيعة(ص‪.)ٕٖٔ:‬‬
‫(ٗ) كأمثال أية هللا الربقعي أبو الفضل ينظر‪ :‬كتابو (كسر الصنم) ‪-‬نقض كتاب أصول الكاُب‪(-‬ص‪-ٕٕ٘:‬‬
‫ٕ‪ )ٕٛ‬وأضبد القباقبي ُب كتابو هتذيب أحاديث الشيعة‪.‬‬
‫(٘ ) ينظر لالستزادة حول مسألة التصحيح عند اإلمامية‪ :‬أعالم التصحيح واالعتدال‪-‬مناىجهم وآراؤىم‪،-‬‬
‫خالد بن ؿبمد البديوي (ٖ‪ ٙ‬وما بعدىا) االذباه اإلصالحي ُب الفكر الشيعي ُب العصر اغبديث‪ ،‬د‪.‬‬
‫عبد التواب ؿبمد عثمان (ص‪ ٜٔٔ:‬وما بعدىا) ظاىرة التصحيح ُب مذىب اإلمامية االثٍت عشرية‪ ،‬د‪.‬‬
‫خالد القرين (ص‪ ٔٔ :‬وما بعدىا)‪.‬‬
‫‪-111-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫ليس لو وجود‪ ،‬وإن وجد فليس لو صبغة الثبات واالستقرار‪ ،‬وليس خاليًا من‬
‫التناقضات‪-‬كما اتضح معنا‪ ،-‬بل ليس صاغبا للتطبيق ُب ؿبلو‪.‬‬
‫كذلك إبطال عدقيمة اإلةاة‪ :‬إبطال للغيب‪.:‬‬
‫ويتضح ذلك بذكر بعض اؼبواقف ألئمة الشيعة اليت تبطل عقيدهتم ُب اإلمامة‬
‫والعصمة‪ ،‬منها‪ :‬عشرة مواقف لعلي‪-‬رضي هللا عنو‪-‬وىي على النحو اآلٌب‪:‬‬
‫ٔ‪-‬بايع أبا بكر‪-‬رضي هللا عنهما‪.-‬‬
‫ٕ‪-‬صلى خلف أيب بكر طوال حياتو‪.‬‬
‫ٖ‪-‬تزوج من سيب أيب بكر‪ ،‬وعندىم كل عمل يعملو أبو بكر باطل‪.‬‬
‫ٗ‪-‬اعًتف علي‪-‬رضي هللا عنو‪-‬بصحة بيعة اػبلفاء الثالثة (ٔ)‪.‬‬
‫٘‪-‬بايع عمر وصلى خلفو‪.‬‬
‫‪-ٙ‬كان وزيرا لو ومن أىل مشورتو‪ ،‬منها أنو أشار بعدم الذىاب مع اعبيش إذل‬
‫فارس‪-‬كما ُب هنج البالغة‪.-‬‬
‫‪-ٚ‬زوج بنتو لعمر‪.‬‬
‫‪-ٛ‬ظبى أوالده الثالثة بأظباء اػبلفاء الثالثة‪.‬‬
‫‪-ٜ‬قبل الدخول ُب أصحاب الشورى الذين اختارىم عمر‪.‬‬
‫ٓٔ‪-‬بايع عثمان وصلى خلفو‪.‬‬

‫(ٔ ) كما جاء ُب هنج البالغة‪ ،‬حيث قال‪( :‬إنو بايعٍت القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما‬
‫بايعوىم عليو‪ ،‬فلم يكن للشاىد أن ىبتار وال للغائب أن يرد‪ ،‬وإمبا الشورى للمهاجرين واألنصار‪ ،‬فإن‬
‫اجتمعوا على رجل ومسوه إةاةا كان ذلك هلل رضى‪ ،‬فإن خرج ةن أةرىم خارج بطعن أو بمع‪ :‬ردوه‬
‫إىل ةا خرج ةنو‪ )...‬هنج البالغة (ٖ‪.)ٚ/‬‬
‫‪-111-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫ىذه عشرة مواقف عملها علي‪-‬رضي هللا عنو‪ -‬فما اعبواب عليها؟ وأضيف إليها‬
‫موقف ابنو اغبسن‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬حينما تنازل ؼبعاوية ‪-‬رضي هللا عنو‪ -‬فإن قالوا‬
‫بأهنا تقية‪ ،‬فهذا باطل وقدح ُب اغبسن‪ ،‬إذ كيف تكون تقيّة وقد بايعو أكثر اؼبسلمُت‬
‫ومعو شجعان العرب‪ :‬كقيس بن سعد بن عبادة‪-‬رضي هللا عنهما‪-‬وجيش جرار يقوده‬
‫ويأسبر بأمره‪.‬‬
‫وأخَتا كيف يرضى اإلمام الثامن عندىم‪ ،‬وىو علي بن موسى الرضا بأن يكون‬
‫وليا للعهد بعد اؼبأمون اػبليفة العباسي؛ ألن اؼبأمون عندىم مغتصب للخالفة‪ ،‬وقبول‬
‫واليتو كفر عندىم(ٔ)‪ .‬وىناك الكثَت من التساؤالت‪ ،‬وىي تبطل عقيدة اإلمامة وإذا‬
‫اهندمت اهندم دينهم كلو‪.‬‬
‫رابعا وقوع الشك ةن الشيع‪ :‬أنفسهم يف ادلهمي وفًتة غيبتو يبطلها‬
‫وىذا الشك كان سببا ُب تأليف الصدوق (ٔ‪ٖٛ‬ىد) لكتابو كمال الدين‪ ،‬حيث‬
‫يقول واصفا حال الشيعة‪( :‬إن الذي دعاين إذل تأليف كتايب ىذا‪ :‬أىن ؼبا قضيت‬
‫وطري من زيارة علي بن موسى الرضا ‪-‬صلوات هللا عليو‪ -‬رجعت إذل نيسابور وأقمت‬
‫هبا‪ ،‬فوجدت أكثر اؼبختلفُت إرل من الشيعة قد حَتهتم الغيبة‪ ،‬ودخلت عليهم ُب أمر‬
‫القائم‪-‬عليو السالم الشبهة‪-‬وعدلوا عن طريق التسليم إذل اآلراء واؼبقائيس) (ٕ) ‪.‬‬
‫وقد تقدم كالم النوخبيت ُب وصف حال الشيعة بعد موت اغبسن العسكري‪،‬‬
‫وكيف نشأة طائفة الوقفية اليت انقسمت أيضا إذل أربع عشرة فرقة تقريبا‪ ،‬كلها ال‬
‫تثبت إمامة الثاين عشر (اؼبهدي) (ٖ)‪.‬‬

‫(ٔ) ينظة ةةر حد دوارات عقلي ددة م ددع الطائف ددة الش دديعية االث ددٌت عشد درية ُب األص ددول‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬أضب ددد ب ددن س ددعد ضب دددان الغام دددي‬
‫(ص‪.)ٜ٘-٘ٙ:‬‬
‫(ٕ) كمال الدين (ص‪.)ٕ:‬‬
‫(ٖ) ينظر‪ :‬فرق الشيعة للنوخبيت (ص‪.)ٔٔٗ-ٔٓٔ:‬‬
‫‪-116-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫وىذا دل ينقلو فقد النوخبيت بل نقلو غَته ومنهم الطوسي ُب كتابو الغيبة(ٔ) ‪.‬‬
‫وىذه اغبَتة‪ -‬أيضا‪ -‬ينقلها ابن بابويو القمي (‪ٖٕٜ‬ىد) حيث يقول‪( :‬ورأيت كثَتا‬
‫فبن صح عقده‪ ،‬وثبتت على دين هللا وطأتو‪ ،‬وظهرت ُب هللا خشيتو‪ ،‬قد أحادتو‬
‫الغيبة‪ ،‬وطال عليو األمد حىت دخلتو الوحشة‪ ،‬وأفكرتو األخبار اؼبختلفة‪ ،‬واآلثار‬
‫الواردة‪ ،‬فجمعت أخبارا تكشف اغبَتة وذبسم النعمة وتنبئ عن العدد‪ ،‬وتؤنس من‬
‫وحشة طول األمد) (ٕ)‪.‬‬
‫ويقول النعماين‪( :‬فإنا رأينا طوائف من العصابة اؼبنسوبة إذل التشيع‪ ،‬اؼبنتمية إذل‬
‫نبيها ؿبمد‪-‬صلى هللا عليو وسلم ‪-‬فبن يقول باإلمامة اليت جعلها هللا برضبتو دين‬
‫اغبق‪-....‬قد تفرقت كلمها‪ ،‬وتشعبت مذاىبها‪ ،‬واستهانت بفرائض هللا‪ -‬عز وجل‪،-‬‬
‫وخفت إذل ؿبارم هللا‪-‬تعال‪ -‬فطال بعضها علوا‪ ،‬والبفض بعضها تقصَتا‪ ،‬وشكوا‬
‫مجيعا إال الدقليل يف إةام زةاهنم‪ ،‬وويل أةرىم ‪ ،‬وحج‪ :‬رهبم اليت اختارىا بعلمو) (ٖ)‪.‬‬
‫وُب إثبات ىذه اغبَتة من كالمهم يطول بو اؼبقام‪ ،‬لكن القصد غثبات بطالن‬
‫الغيبة هبذا الشك‪ ،‬وال انسى أن أغلب من ألف ُب الغيبة وإثباهتا من علماء الشيعة‬
‫كان هبدف تثبيت الشيعة من ىذه اغبَتة‪ ،‬وىذا يؤكد أن روايات الغيبة ـبًتعة‬
‫ومكذوبة(ٗ)‪ ،‬وىذا يثبت بطالن الغيبة‪.‬‬

‫(ٔ) ينظر‪ :‬الغيبة للطوسي (ص‪.)ٕٕٛ-ٕٔٛ:‬‬


‫(ٕ) اإلمامة والتبصرة (ص‪.)ٜ:‬‬
‫(ٖ) الغيبة للنعماين (ص‪.)ٕٚ:‬‬
‫(ٗ) ينظر لالستزادة حول نقد نصوص وروايات الشيعة حول الغيبة‪ :‬رسدالة دكتدوراه بعندوان‪( :‬الروايدات العقديدة‬
‫ُب اؼبهدي‪ ،‬وليد بن صاحل باصمد‪ ،‬جامعة أم القرى‪-‬قسم العقيدة‪-‬وينظر لكامل الرسالة نفسها‪ ،‬وينظدر‪:‬‬
‫رس ددالة ماجس ددتَت بعن د دوان عقي دددة الغيب ددة عن ددد اإلمامي ددة االث ددٍت عش د درية وبي ددان بطالهن ددا‪ ،‬عل ددي عب ددد اػبد ددالق‬
‫السعدون(ص‪ )ٗ٘ٙ-ٗٔٗ:‬اعبامعة اإلسالمية باؼبدينة اؼبنورة‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪-117-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫اخلامت‪ :‬والنتائج‬
‫يسر هللا رل إسبام ىذا البحث‪ ،‬أضع ُب خاسبتو النتائج اآلتية‪:‬‬
‫وبعد أن ّ‬
‫ٔ‪-‬ال زبلو عقيدة من عقائدىم من تناقضات كثَتة‪ ،‬وىذا ما لفت نظري ُب ىذا‬
‫البحث‪.‬‬
‫ٕ‪-‬الغيبة يعنون هبا غيبة اإلمام الثاين عشر بعد والدتو‪ ،‬ويعتقدون أنو ما زال حيا‪،‬‬
‫يرى الناس لكنو ال يُرى‪ ،‬ومع ذلك ىو يتأثر ؼبا هبري ؽبم‪ ،‬ويعتقدون أنو سَتجع ويقيم‬
‫العدل‪.‬‬
‫ٖ‪-‬الغيبة عند الشيعة اإلمامية غيبتان صغرى وكربى‪.‬‬
‫ٗ‪-‬ىناك عالق‪ :‬ةا بُت التدقي‪ :‬والغيب‪:‬؛ ألهنم ربطوا التدقي‪ :‬خبروج اإلةام؛ وذلك‬
‫ألهنم قرروا أن التدقي‪ :‬ةستمرة إىل أن خيرج اإلةام‪ ،‬وألن ىذه العقيدة وعقيدة‬
‫البداءاستخدمها الرافضة من أجل إخفاء كذهبم‪.‬‬
‫٘‪-‬قوؽبم بعقيدة البداء ينفي عقيدة العصمة واإلمامة عند الشيعة‪.‬‬
‫‪-ٙ‬ىناك العالقة بُت أسرار اغبروف وحساب اعبمل وعقيدة الغيبة اتضحت عرب‬
‫اعبمل‪.‬‬
‫تطبيقاتوم وادعائهم تاريخ خروج اؼبهدي حبساب ّ‬
‫‪-ٚ‬ىناك مسالك ثالثة للشيعة ُب توجيو إشكالية غياب اإلمام‪ ،‬وىي‪:‬‬
‫مسلك‪ :‬هبعل الغيبة من األمور الغيبية اليت ال يعلمها إال هللا‪ ،‬وال تنكشف إال بعد‬
‫ظهور اإلمام‪.‬‬
‫مسلك‪ :‬يكابر ويتكلف ُب إهباد األسباب‪-‬كما سيأٌب‪.-‬‬
‫مسلك‪ :‬متناقض يدعي وجود اإلمام وجودا حقيقيا مع إقراره بغيبتو‪.‬‬
‫‪-ٛ‬ىناك أسباب ونبية يذكرىا الشيعة؛ ومنها‪ :‬أن اإلمام كان خائفا‪ ،‬أو من قبيل‬
‫االمتحان والتمحيص للشيعة‪ ،‬وقد صبعتها من كالمهم ووصلت إذل أحد عشر سببا‪.‬‬

‫‪-111-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫تبُت‬
‫‪-ٜ‬ىناك أسباب حقيقية جعلت الشيعة يقولون بالغيبة وُب نفس األمر ىي ّ‬
‫بطالن الغيبة‪ .‬وىي على النحو اآلٌب‪:‬‬
‫‪ -‬أسباب مرتبطة بعقيدة اإلمامة‪.‬‬
‫‪ -‬أسباب متعلقة دبكاسب مادية‪.‬‬
‫‪ -‬أسباب مرتبطة بالسياسة‪.‬‬
‫‪ -‬أسباب خارجية ؽبا جذور بأديان وكبل سابقة‪.‬‬
‫ٓٔ‪-‬اتضح خرافة غيبة اؼبهدي‪ ،‬وأنو ال وجود لو‪ ،‬بداللة الروايات عندىم اليت‬
‫تثبت أنو دل يولد‪ ،‬وأنو وقع عندىم شك ُب أمره‪.‬‬
‫ىذا باختصار‪ ،‬واغبمد هلل وصلى هللا وسلم على نبيو وآلو وصحبو‪.‬‬

‫‪-111-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫فهرس ادلصادر وادلراجع‬


‫ٔ‪ -‬أئمتنا سَتة االثٍت عشر‪ ،‬علي ؿبمد علي دخيل‪ ،‬دار اؼبرتضى‪ ،‬لبنان‪ ،‬بَتوت‪ ،‬ط‬
‫اػبامسة عشرة‪ٕٔٗ٘ :‬ىد‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬أجبم العلوم للشيخ ‪ /‬صديق بن حسن القنوجي دار ابن حزم د بَتوت‪ ،‬ط‪ :‬األوذل‪:‬‬
‫ٖٕٗٔىد د ٕٕٓٓم‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬آداب عصر الغيب‪ ،:‬الشيخ حسُت كوراين دار التعارف للمطبوعات ‪ -‬بَتوت –‬
‫لبنان‪ ،‬بدون تاريخ طبع‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬االذباه اإلنالحي يف الفكر الشيعي يف العصر احلميث‪ ،‬د‪ .‬عبدالتواب ؿبمد‬
‫عثمان‪ ،‬دار الصفوة‪ ،‬ط األوذل‪ٖٔٗ٘ :‬ىد‪ٕٓٔٗ-‬م‪.‬‬
‫٘‪ -‬اإلرشاد‪ ،‬الشيخ اؼبفيد(ٖٔٗىد) ربقيق‪ :‬مؤسسة آل البيت (ع) لتحقيق الًتاث‪،‬‬
‫دار اؼبفيد للطباعة والنشر والتوزيع‪-‬بَتوت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪- ٔٗٔٗ :‬‬
‫ٖ‪ٜٜٔ‬م‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬أسس السيميائي‪ ،:‬دانيال تشاندلِر‪ ،‬ترصبة‪ :‬د‪ .‬طالل وىبو مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية‪ ،‬بَتوت –لبنان‪ ،‬الطبعة األوذل‪ٕٓٓٛ :‬م‪.‬‬
‫‪ -ٚ‬أنل الشيع‪ :‬وأنوذلا‪-‬ةدقارن‪ :‬ةع ادلذاىب األربع‪-:‬اإلمام ؿبمد اغبسُت آل‬
‫كاشف الغطاء‪ ،‬ربقيق ومقارنة العالمة ؿبمد جعفر مشس الدين‪ ،‬ترصبة األستاذ‬
‫حسن إظباعيل‪ ،‬دار األضواء‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط الثالثة‪ٕٔٗٗ :‬ىد‪.‬‬
‫‪ -ٛ‬أنول ةذىب الشيع‪ :‬اإلةاةي‪ :‬اإلثٍت عشري‪- :‬عرض وندقم ‪ ،-‬د‪ .‬ناصر بن عبد‬
‫هللا بن علي القفاري‪ ،‬دار الرضا‪ ،‬اعبيزة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ٔٗٔٛ :‬ىد‪.‬‬
‫‪ -ٜ‬االحتجاج‪ ،‬الشيخ الطربسي(‪٘ٗٛ‬ىد) ربقيق‪ :‬تعليق ومالحظات‪ :‬السيد ؿبمد باقر‬
‫اػبرسان‪ ،‬دار النعمان للطباعة والنشر ‪-‬النجف‪ ،‬الطبعة‪ٖٔٛٙ :‬ىد‪ٜٔٙٙ-‬م‪.‬‬
‫ٓٔ‪ -‬االعتدقادات يف دين اإلةاةي‪ ،:‬الشيخ الصدوق(ٔ‪ٖٛ‬ىد) ربقيق‪ :‬عصام عبد السيد‪،‬‬
‫مدار اؼبفيد للطباعة والنشر والتوزيع‪-‬بَتوت–لبنان‪ ،‬ط الثانية‪ٔٗٔٗ:‬ىد‪ٜٜٖٔ-‬م‪.‬‬

‫‪-111-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫ٔٔ‪ -‬أعالم التصحيح واالعتمال‪-‬ةناىجهم وآراؤىم‪ ،-‬خالد بن ؿبمد البديوي‪ ،‬ط‬


‫األوذل‪ٕٔٗٚ :‬ىد‪.‬‬
‫ٕٔ‪ -‬اإلةاة‪ :‬والرد على الرافض‪ ،:‬أبو نعيم أضبد بن عبد هللا بن أضبد بن إسحاق بن‬
‫موسى بن مهران األصبهاين (ٖٓٗىد) ربقيق‪ :‬د‪ .‬علي بن ؿبمد بن ناصر الفقيهي‪،‬‬
‫مكتبة العلوم واغبكم ‪-‬اؼبدينة اؼبنورة ‪ /‬السعودية‪ ،‬ط الثالثة‪ٔٗٔ٘ :‬ىد ‪ٜٜٔٗ-‬م‪.‬‬
‫ٖٔ‪ -‬اإلةاة‪ :‬والتبصرة‪ ،‬علي ابن بابويو القمي(‪ٖٕٜ‬ىد) ربقيق وطباعة‪ :‬مدرسة اإلمام‬
‫اؼبهدي (ع) ‪-‬قم‪ ،‬الطبعة األوذل‪ٔٗٓٗ :‬ىد‪ٖٖٔٙ-‬ش‪.‬‬
‫ٗٔ‪ -‬األةايل‪ ،‬الشيخ الطوسي(ٓ‪ٗٙ‬ىد) مؤسسة البعثة‪ ،‬دار الثقافة للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع – قم‪ ،‬إيران‪ ،‬ط األوذل‪ٔٗٔٗ:‬ىد‪.‬‬
‫٘ٔ‪ -‬اإلةام ادلهمي‪ ،‬السيد علي اغبسيٍت اؼبيالين‪ ،‬مركز األحباث العقائدية‪- ،‬قم‪-‬إيران‬
‫الطبعة األوذل‪ٕٔٗٓ :‬ىد‪.‬‬
‫‪ -ٔٙ‬األنوار النعماني‪ ،:‬نعمة هللا اعبزائري(ٕٔٔٔىد) قدم لو وعلق عليو‪ :‬ؿبمد علي‬
‫القاضي الطباطبائي‪ ،‬مؤسسة األعلمي‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط األوذل‪ٖٔٗٔ:‬ىد‪-‬‬
‫ٕٓٔٓم‪.‬‬
‫‪ -ٔٚ‬اإلذليات على ىمي الكتاب والسن‪ :‬والعدقل‪ ،‬السيد حسن مكي العاملي‪ ،‬األمَتة‬
‫للطباعة‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط السابعة‪ٕٔٗٚ :‬ىد‪.‬‬
‫‪ -ٔٛ‬حبار األنوار‪ ،‬العالمة اجمللسي(ٔٔٔٔىد) ربقيق‪ :‬ؿبمد الباقر البهبودي‪ ،‬مؤسسة‬
‫الوفاء ‪-‬بَتوت – لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية اؼبصححة‪ٖٔٗٓ ،‬ىد ‪ٜٖٔٛ-‬م‪.‬‬
‫‪ -ٜٔ‬بصائر المرجات‪ ،‬ؿبمد بن اغبسن بن فروخ (الصفار) (ٓ‪ٕٜ‬ىد) ربقيق‪ :‬تصحيح‬
‫وتعليق وتقدًن‪ :‬اغباج مَتزا حسن كوجو باغي‪ ،‬مطبعة األضبدي – طهران‪،‬‬
‫منشورات األعلمي‪-‬طهران‪ ،‬ط‪ٔٗٓٗ :‬ىد‪.‬‬

‫‪-119-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫ٕٓ‪ -‬حبث حول اإلةاة‪( :‬حوار ةع السيم كمال احليمري) جواد علي كسار‪ ،‬دار‬
‫فراقد‪ ،‬ط السابعة‪ٕٔٗٙ :‬ىد‪.‬‬
‫ٕٔ‪ -‬بذل اجملهود يف إثبات ةشاهب‪ :‬الرافض‪ :‬لليهود‪ ،‬عبد هللا اعبميلي‪ ،‬دار اإلمام أضبد‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬ط األوذل‪ٖٕٔٗ :‬ىد‪ٕٕٓٔ-‬م‪- .‬بغية اؼبرتاد ُب الرد على اؼبتفلسفة‬
‫والقرامطة والباطنية‪ ،‬أضبد بن عبد اغبليم بن تيمية اغبراين أبو العباس (‪ٕٚٛ‬ىد)‪،‬‬
‫ربقيق‪ :‬د‪ .‬موسى سليمان الدويش‪ ،‬مكتبة العلوم واغبكم د ط األوذل‪ٔٗٓٛ :‬ىد‪.‬‬
‫ٕٕ‪ -‬التبصَت يف المين ومتييز الفرق‪ :‬الناجي‪ :‬عن الفرق اذلالكُت‪ ،‬طاىر بن ؿبمد‬
‫األسفراييٍت‪ ،‬أبو اؼبظفر (اؼبتوَب‪ٗٚٔ :‬ىد) ربقيق‪ :‬كمال يوسف اغبوت‪ ،‬عادل‬
‫الكتب– لبنان‪ ،‬الطبعة األوذل‪ٖٔٗٓ :‬ىد ‪ٜٖٔٛ-‬م‪.‬‬
‫ٖٕ‪ -‬التشيع والشيع‪ :‬شلا ألفو أمحم الكسروي(‪1944‬م) راجعو وحقق نصوصو وعلق‬
‫عليو‪ :‬ناصر بن عبد هللا القفاري‪ ،‬سلمان بن فهد العودة‪ ،‬دار الرضا‪ ،‬ط الثانية‪:‬‬
‫ٖٔٗٔىد‪.‬‬
‫ٕٗ‪ -‬التنجيم وادلنجمون وحكمهم يف اإلسالم لعبد اجمليد بن سادل بن عبد هللا اؼبشعيب‪.‬‬
‫مكتبة الصديق د الطائف‪ ،‬ط‪ :‬األوذل ٗٔٗٔىد ٗ‪ٜٜٔ‬م‪.‬‬
‫ٕ٘‪ -‬هتذيب األحكام‪ ،‬الشيخ الطوسي(ٓ‪ٗٙ‬ىد) ربقيق‪ :‬ربقيق وتعليق‪ :‬السيد حسن‬
‫اؼبوسوي اػبرسان‪ ،‬مطبعة‪ :‬خورشيد‪ ،‬دار الكتب اإلسالمية – طهران‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ٖٔٙٗ:‬ش‪.‬‬
‫‪ -ٕٙ‬هتذيب أحاديث الشيع‪ ،:‬أضبد القباقبي‪ ،‬منشورات اعبمل‪ ،‬بَتوت‪-‬بغداد‪ ،‬ط‬
‫األوذل‪ٕٜٓٓ:‬م‪.‬‬
‫‪ -ٕٚ‬توثيق السن‪ :‬بُت الشيع‪ :‬اإلةاةي‪ :‬وأىل السن‪ :‬يف أحكام اإلةاة‪ :‬ونكاح ادلتع‪،:‬‬
‫أضبد حارس سحيمي‪ ،‬دار السالم‪ ،‬مصر‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط الثانية‪ٕٜٔٗ:‬ىد‪.‬‬
‫‪ -ٕٛ‬توضيح الرشاد يف تاريخ حصر االجتهاد‪ ،‬آقا بزر الطهراين(‪ٖٜٔٛ‬ىد) ربقيق‪:‬‬
‫ؿبمد علي األنصاري‪ ،‬مطبعة اػبيام – قم‪ ،‬إيران‪ ،‬الطبعة‪ٔٗٓٔ( :‬ىد)‪.‬‬

‫‪-111-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫‪ -ٕٜ‬اجلرح والتعميل عنم الشيع‪ :‬اإلةاةي‪ :‬عرض وندقم (دراسة تطبيقية على ابن طاىر‬
‫اغبلي وأيب القاسم اػبوئي) معد بن راشد الشفا‪ ،‬مكتبة اإلمام البخاري‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط‬
‫األوذل‪ٕٜٔٗ :‬ىد‪.‬‬
‫ٖٓ‪ -‬احلمائق الناضرة‪ ،‬احملقق البحراين(‪ٔٔٛٙ‬ىد) ربقيق‪ :‬ؿبمد تقي اإليرواين‪ ،‬مؤسسة‬
‫النشر اإلسالمي التابعة عبماعة اؼبدرسُت بقم‪ ،‬بدون تاريخ طبع‪.‬‬
‫ٖٔ‪ -‬خامت‪ :‬ادلستمرك‪ ،‬مَتزا حسُت النوري الطربسي (ٕٖٓٔىد) ربقيق‪ :‬مؤسسة آل‬
‫البيت (ع) إلحياء الًتاث‪ ،‬الطبعة األوذل‪ :‬ؿبرم ‪ٔٗٔٙ‬ىد‪ ،‬ستارة – قم مؤسسة آل‬
‫البيت (ع) إلحياء الًتاث ‪-‬قم –إيران‪.‬‬
‫ٕٖ‪ -‬اخلطوط العريض‪ :‬لألسس اليت قام عليها دين الشيع‪ :‬اإلةاةي‪ :‬االثٍت عشري‪،:‬‬
‫ؿبب الدين بن أيب الفتح بن عبد القادر بن صاحل بن عبد الرحيم بن ؿبمد اػبطيب‬
‫(‪ٖٜٔٛ‬ىد) تقدًن‪ :‬ؿبمد نصيف‪ ،‬دار طيبة‪ ،‬الرياض‪ ،‬بدون تاريخ طبع‪.‬‬
‫ٖٖ‪ -‬حق اليدقُت يف ةعرف‪ :‬أنول المين‪ ،‬السيد عبد هللا شرب‪ ،‬أنوار اؽبدى‪ ،‬إيران‪ ،‬قم‪،‬‬
‫ط‪ٕٔٗٙ :‬ىد‪ٕٓٓٙ-‬م‪.‬‬
‫ٖٗ‪ -‬الرد على الرافض‪ :‬أو الدقضاب ادلشتهر على رقاب ابن ادلطهر ‪-‬رسالة ُب الرد‬
‫على عالمة الشيعة ُب وقتو ابن مطهر اغبلي‪ ،‬ؾبد الدين أبو طاىر ؿبمد بن يعقوب‬
‫الفَتوزآبادى (‪ٛٔٚ‬ىد) ربقيق وتعليق‪ :‬عبد العزيز بن صاحل احملمود الشافعي‪ ،‬مكتبة‬
‫اإلمام البخاري للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،‬ط األوذل‪ ٕٔٗٛ :‬ىد ‪ٕٓٓٚ-‬م‪.‬‬
‫ٖ٘‪ -‬الرسائل العشر‪ ،‬الشيخ الطوسي(ٓ‪ٗٙ‬ىد) مؤسسة النشر اإلسالمي التابعة عبماعة‬
‫اؼبدرسُت بقم‪ ،‬إيران‪ ،‬بدون تاريخ طبع‪.‬‬
‫‪ -ٖٙ‬روض‪ :‬الواعظُت‪ ،‬الفتال النيسابوري(‪٘ٓٛ‬ىد) منشورات الشريف الرضي–قم‪ ،‬إيران‪،‬‬
‫بدون تاريخ طبع‪.‬‬

‫‪-111-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫‪ -ٖٚ‬السن‪ :‬النبوي‪ :‬بُت أىل السن‪ :‬والشيع‪ :‬اإلةاةي‪( :‬ةمخل وةدقارن‪):‬د‪ .‬عدنان ؿبمد‬
‫زرزور‪ ،‬دار األعالم‪ ،‬األردن‪-‬عمان‪ ،‬ط األوذل‪ٕٜٔٗ :‬ىد‪.‬‬
‫‪ -ٖٛ‬السيو‪ :‬ادلشرق‪ :‬وسلتصر الصواعق احملرق‪ ،:‬أبو اؼبعارل ؿبمود شكري بن عبد هللا‬
‫بن ؿبمد بن أيب الثناء األلوسي (اؼبتوَب‪ٖٕٔٗ :‬ىد) ربقيق‪ :‬الدكتور ؾبيد اػبليفة‪،‬‬
‫مكتبة اإلمام البخاري للنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،‬ط األوذل‪ ٕٜٔٗ :‬ىد ‪ٕٓٓٛ-‬م‪.‬‬
‫‪ -ٖٜ‬شرح أنول الكايف‪ ،‬ؼبوذل ؿبمد اؼبازنراين‪ ،‬ربقيق‪ :‬علي عاشور‪ ،‬دار احياء الًتاث‬
‫العريب ‪-‬بَتوت‪-‬لبنان الطبعة األوذل‪ٕٔٗٔ :‬ىد‪.‬‬
‫ٓٗ‪ -‬شرح العروة الوثدقى‪-‬التدقليم (موسوعة اإلمام اػبوئي)(تٖٔٗٔىد) الطبعة الثانية‪:‬‬
‫‪ٕٔٗٙ‬ىد‪ٕٓٓ٘-‬م مؤسسة إحياء آثار األمام اػبوئي‪.‬‬
‫ٔٗ‪ -‬مشس خلف السحاب(حبث ُب غيبة اإلمام اؼبهدي) ماىر آل شرب‪ ،‬ط األوذل‪:‬‬
‫ٕ٘ٗٔىد‪ٕٓٓٗ-‬م‪.‬‬
‫ٕٗ‪ -‬الشيع‪ :‬والسن‪ ،:‬إحسان إؽبي ظهَت الباكستاين (اؼبتوَب‪ٔٗٓٚ :‬ىد)‪ ،‬إدارة ترصبان‬
‫السنة‪ ،‬الىور –باكستان‪ ،‬ط الثالثة‪ ٖٜٔٙ :‬ىد ‪ٜٜٔٚ-‬م‪.‬‬
‫ٖٗ‪ -‬الشيع‪ :‬والتشيع ‪-‬فرق وتاريخ‪ ،‬إحسان إؽبي ظهَت الباكستاين (‪ٔٗٓٚ‬ىد)‪ ،‬إدارة‬
‫ترصبان السنة‪ ،‬الىور – باكستان‪ ،‬ط العاشرة‪ٔٗٔ٘:‬ىد ‪ٜٜٔ٘-‬م‪.‬‬
‫ٗٗ‪ -‬الصراع بُت األخباريُت واألنوليُت داخل ادلذىب الشيعي(أنولو وأبعاده)د‪.‬‬
‫أضبد قوشيت عبد الرحيم‪ ،‬تكوين للدراسات واألحباث‪ ،‬ط الثانية‪ٖٔٗٙ :‬ىد‪-‬‬
‫ٕ٘ٔٓم‪.‬‬
‫٘ٗ‪ -‬ظاىرة التصحيح يف ةذىب اإلةاةي‪ :‬االثٍت عشري‪ ،:‬د‪ .‬خالد القرين‪ ،‬اعبمعية‬
‫العلمية السعودية للدراسات الفكرية‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط األوذل‪ٖٔٗ٘ :‬ىد‪.‬‬
‫‪ -ٗٙ‬عدقيمة الغيب‪ :‬عنم اإلةاةي‪ :‬االثٍت عشري‪ :‬وبيان بطالهنا‪ ،‬علي عبد اػبالق‬
‫السعدون‪ ،‬رسالة ماجستَت باعبامعة اإلسالمية باؼبدينة اؼبنورة‪ ،‬عام ‪-ٖٔٗٚ‬‬
‫‪ٖٔٗٛ‬ىد‪.‬‬

‫‪-111-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫‪ -ٗٚ‬علوم احلميث بُت أىل السن‪ :‬واجلماع‪ :‬والشيع‪ :‬اإلةاةي‪ ،:‬د‪ .‬سرداردمَتل‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬بَتوت‪ ،‬اعبامعة اإلسالمية العاؼبية دباليزيا‪ ،‬ط األوذل‪ٖٔٗٗ :‬ىد‪.‬‬
‫‪ -ٗٛ‬علل الشرائع‪ ،‬الشيخ الصموق(‪381‬ىة) ربقيق‪ :‬السيد ؿبمد صادق حبر العلوم‬
‫الطبعة‪ٖٔٛ٘ :‬ىد‪ٜٔٙٙ-‬م‪ ،‬منشورات اؼبكتبة اغبيدرية ومطبعتها‪-‬النجف‬
‫األشرف‪.‬‬
‫‪ -ٜٗ‬عوائم األيام‪ ،‬أمحم النراقي(‪1244‬ىة) مركز األحباث والدراسات اإلسالمية‪ ،‬ط‬
‫األوذل‪ٔٗٔٚ :‬ىد‪ ،‬مكتب اإلعالم اإلسالمي‪.‬‬
‫ٓ٘‪ -‬عيون أخبار الرضا‪ ،‬الشيخ الصدوق(ٔ‪ٖٛ‬ىد) ربقيق‪ :‬تصحيح وتعليق وتقدًن‪:‬‬
‫الشيخ حسُت األعلمي‪ ،‬ط‪ٔٗٓٗ :‬ىد‪ٜٔٛٗ-‬م‪ ،‬مطابع مؤسسة األعلمي ‪-‬‬
‫بَتوت– لبنان‪.‬‬
‫ٔ٘‪ -‬الغيب‪ ،:‬ابن أيب زينب النعماين(‪389‬ىة) ربقيق‪ :‬فارس حسون كرًن‪ ،‬الطبعة األوذل‪:‬‬
‫ٕٕٗٔىد‪ ،‬دار‪ :‬مهر – قم‪ ،‬أنوار اؽبدى‪.‬‬
‫ٕ٘‪ -‬الغيب‪ ،:‬الطوسي(‪449‬ىة) ربقيق‪ :‬عباد هللا الطهراين‪ ،‬علي أضبد ناصح‪ ،‬مؤسسة‬
‫اؼبعارف اإلسالمية‪ ،‬ط الثالثة‪ٕٔٗ٘ :‬ىد‪.‬‬
‫ٖ٘‪ -‬الغيب‪ ،:‬الطوسي(‪449‬ىة)‪ ،‬مكتبة اآلداب الشرقية‪ ،‬العراق‪ ،‬النجف‪ ،‬العراق‪ ،‬ط‬
‫األوذل‪.‬‬
‫ٗ٘‪ -‬فرق الشيع‪ :‬للنوخبيت‪ ،‬ربقيق‪/‬السيد صادق آل حبر العلوم‪ ،‬اؼبكتبة األزىرية للًتاث‪،‬‬
‫اعبزيرة للنشر والتوزيع د‪ ٜ‬درب األتراك خلف اعبامع األزىر‬
‫٘٘‪ -‬فرق الشيع‪ ،:‬اغبسن بن موسى النوخبيت(ٖٓٔىد)‪ ،‬دار األضواء د بَتوت د ٗٓٗٔىد د‬
‫ٗ‪ٜٔٛ‬م‪.‬‬

‫‪-111-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫‪ -٘ٙ‬فرق ةعانرة تنتسب إىل اإلسالم وبيان ةوقف اإلسالم ةنها‪ ،‬د‪ .‬غالب بن علي‬
‫عواجي(‪ٖٔٗٛ‬ىد) اؼبكتبة العصرية الذىبية للطباعة والنشر والتسويق‪ ،‬جدة‪ ،‬ط‬
‫الرابعة‪ٕٕٔٗ :‬ىد ‪ٕٓٓٔ-‬م‪.‬‬
‫‪ -٘ٚ‬الكايف‪ ،‬ؿبمد بن يعقوب الكليٍت(‪ٖٕٜ‬ىد) ربقيق‪ :‬علي أكرب الغفاري‪ ،‬ط اػبامسة‪:‬‬
‫ٖ‪ ٖٔٙ‬ش‪ ،‬حيدري‪ ،‬دار الكتب اإلسالمية – طهران‪.‬‬
‫‪ -٘ٛ‬الكايف‪ ،‬ؿبمد بن يعقوب الكليٍت(‪ٖٕٜ‬ىد) مؤسسة إحياء الكتب اإلسالمية‪ ،‬إيران‪،‬‬
‫قم‪ ،‬ط‪ٕٔٗٛ :‬ىد‪.‬‬
‫‪ -ٜ٘‬كتاب الغيب‪ :‬يف اإلةام الثاين عشر الدقائم احلج‪ ،:‬السيد أسد هللا بن ؿبمد بن باقر‬
‫اؼبوسوي الشفيت(ٓ‪ٕٔٙ‬ىد) ربقيق‪ :‬السيد مهدي الشفيت‪ ،‬مؤسسة العروة الوثقى‪،‬‬
‫ط األوذل‪ٕٔٗٛ:‬ىد‪ٕٓٓٚ-‬م‪.‬‬
‫ٓ‪( -ٙ‬كسر الصنم) ‪-‬ندقض كتاب أنول الكايف‪ ،‬أية هللا الربقعي أبو الفضل‪ ،‬ترصبة‬
‫عبد الرحيم مال زاده البلوشي‪ ،‬ط دار البيارق‪ ،‬ط الثانية‪ٕٔٗٔ( :‬ىد)‪.‬‬
‫ٔ‪ -ٙ‬كشف األستار عن وجو الغائب عن األبصار‪ ،‬النوري الطربسي‪ ،‬تقدًن‪ :‬علي‬
‫اغبسيٍت اؼبيالين‪ ،‬مكتبة نينوى اغبديثة‪ ،‬طهران‪ ،‬ط الثانية‪ٔٗٓٓ( :‬ىد)‪.‬‬
‫ٕ‪ -ٙ‬كشف الغم‪ :‬يف ةعرف‪ :‬األئم‪ ،:‬علي بن أيب الفتح اإلربلي(ٖ‪ٜٙ‬ىد) دار األضواء‪،‬‬
‫بَتوت– لبنان‪ ،‬بدون تاريخ طبع‪.‬‬
‫ٖ‪ -ٙ‬كفاي‪ :‬األثر‪ ،‬اػبزاز القمي(تٓٓٗىد) ربقيق‪ :‬السيد عبد اللطيف اغبسيٍت‬
‫الكوىكمري اػبوئي‪ ،‬ط‪ٔٗٓٔ( :‬ىد) اؼبطبعة‪ :‬اػبيام – قم‪ ،‬انتشارات بيدار‪.‬‬
‫ٗ‪ -ٙ‬كمال المين ومتام النعم‪ ،:‬الشيخ الصدوق (ٔ‪ٖٛ‬ىد) ربقيق‪ :‬تصحيح وتعليق‪:‬‬
‫علي أكرب الغفاري‪ ،‬سنة الطبع‪ٔٗٓ٘ :‬ىد‪ .‬مؤسسة النشر اإلسالمي التابعة عبماعة‬
‫اؼبدرسُت بقم‪.‬‬

‫‪-116-‬‬
‫الغيبة عيد الشيعة "االثيا عشرية" وأسبابها‬
‫د‪ .‬طارق بً سعيد بً عبد اهلل القحطاىي‬ ‫دراسة حتليلية ىقدية‬ ‫أحباث‬

‫٘‪ -ٙ‬رلمع البيان يف تفسَت الدقرآن‪ ،‬أبو علي الفضل بن اغبسن الطربسي(القرن‬
‫السادس) زبريج وإخراج‪ :‬إبراىيم مشس الدين‪ ،‬منشورات بيضون‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط األوذل‪ٕٔٗٛ :‬ىد‪.‬‬
‫‪ -ٙٙ‬رلموع ةنلفات الشيخ زلمم ةال هللا يف الرد على الشيع‪ :‬اإلةاةي‪ ،:‬الشيخ ؿبمد‬
‫العماري‪ ،‬دار اؼبنتقى‪ ،‬ط‬
‫مال هللا اػبالدي(ٖٕٗٔىد) إشراف‪ :‬علي بن عبد هللا َّ‬
‫األوذل‪ٖٖٔٗ :‬ىد‪.‬‬
‫‪ -ٙٚ‬زلاضرات يف االعتدقادات‪ ،‬السيد علي اغبسيٍت اؼبيالين‪ ،‬مركز األحباث العقائدية‪-‬‬
‫قم‪-‬إيران‪ ،‬ط األوذل‪ٕٔٗ:‬ىد‪.‬‬
‫‪ -ٙٛ‬ةرآة العدقول يف شرح أخبار آل الرسول‪ ،‬العالمة اجمللسي(ٔٔٔٔىد) ق ّدم لو‪:‬‬
‫الرسورل‪ ،‬الطبعة‬
‫السيّد مرتضى العسكري‪-‬إخراج ومقابلة وتصحيح السيد ىاشم ّ‬
‫الثانية ٗٓٗٔىد ‪ ٖٖٔٙ -‬ش‪ ،‬خورشيد‪ ،‬دار الكتب اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -ٜٙ‬ةمين‪ :‬ادلعاجز‪ ،‬السيد ىاشم البحراين(‪ٔٔٓٚ‬ىد) ربقيق‪ :‬عبنة التحقيق برئاسة‬
‫الشيخ عباد هللا الطهراين اؼبياقبي‪ ،‬مؤسسة اؼبعارف اإلسالمية ‪-‬قم–إيران‪ ،‬الطبعة‬
‫األوذل‪ٔٗٔٙ :‬ىد‪.‬‬
‫ٓ‪ -ٚ‬ادلزار‪ ،‬الشيخ اؼبفيد(ٖٔٗىد) ربقيق‪ :‬السيد ؿبمد باقر األبطحي‪ ،‬دار اؼبفيد للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع ‪-‬بَتوت– لبنان‪ ،‬ط الثانيةٗٔٗٔىد‪ٜٜٖٔ-‬م‪.‬‬
‫ٔ‪ -ٚ‬ادلستجاد ةن اإلرشاد‪ ،‬العالمة اغبلي(‪ٕٚٙ‬ىد) طبعة‪ :‬مكتب آية هللا العظمى‬
‫اؼبرعشي النجفي – قم‪ٔٗٓٙ،‬ىد‪.‬‬
‫ٕ‪ -ٚ‬ةنطق اإلةاة‪ :‬الضرورة الواقعي‪ :‬والنص‪ ،‬د‪ .‬زىَت بيطار‪ ،‬دار اؽبادي‪ ،‬بَتوت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،‬ط األوذل‪ٕٔٗٙ :‬ىد‪.‬‬

‫‪-117-‬‬
‫العدد (ٗ‪)ٛ‬‬ ‫مجلة الدراسات اإلسالمية والبحوث األكاديمية‬

‫ٖ‪ -ٚ‬ادلوسوع‪ :‬ادليسرة يف األديان وادلذاىب واألحزاب ادلعانرة‪ ،‬الندوة العاؼبية‬


‫للشباب اإلسالمي‪ ،‬إشراف وزبطيط ومراجعة‪ :‬د‪ .‬مانع بن ضباد اعبهٍت‪ ،‬دار الندوة‬
‫العاؼبية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة اػبامسة‪ٕٔٗٗ :‬ىد‪.‬‬
‫ٗ‪ -ٚ‬نظرة مشولي‪ :‬يف ةهمي األةم‪ ،‬حسن حبيب سرور‪ ،‬األمَتة‪ ،‬بَتوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط‬
‫األوذل‪ٕٔٗٛ :‬ىد‪ٕٓٓٚ-‬م‪.‬‬
‫٘‪ -ٚ‬ةوجز دائرة ةعار‪ :‬الغيب‪ ،:‬إعداد وتأليف‪ :‬مركز الدراسات التخصصية ُب اإلمام‬
‫اؼبهدي‪ ،‬النجف‪ ،‬العراق‪ ،‬ط األوذل‪ٕٔٗٚ :‬ىد‪.‬‬
‫‪ -ٚٙ‬ةوقف االسالم ةن السحر‪ ،‬حياة باأخضر‪ ،‬دار اجملتمع‪-‬اؼبملكة العربية السعودية‬
‫ط األوذل‪ٔٗٔ٘ :‬ىد‪.‬‬
‫‪ -ٚٚ‬هنج البالغ‪ ،:‬منسوب لإلمام علي(ٓٗىد) ربقيق وشرح‪ :‬الشيخ ؿبمد عبده‬
‫الطبعة األوذل‪ٕٔٗٔ( :‬ىد ‪ ٖٔٚٓ-‬ش) النهضة –‪ ،‬دار الذخائر ‪-‬قم –إيران‪.‬‬
‫الوايف‪ ،‬الفيض الكاشاين(ٔ‪ٜٔٓ‬ىد) ربقيق‪ :‬عٍت بالتحقيق والتصحيح والتعليق عليو‬
‫واؼبقابلة مع األصل ضياء الدين اغبسيٍت «العالمة» األصفهاين‪ ،‬مكتبة االمام أمَت‬
‫اؼبؤمنُت علي العامة – أصفهان‪ ،‬الطبعةاألوذل‪ٔٗٓٙ:‬ى‪.‬‬
‫‪ -ٚٛ‬وسائل الشيع‪ ،:‬اغبر العاملي(ٗٓٔٔىد) ربقيق‪ :‬الشيخ ؿبمد الرازي‪ ،‬تعليق‪ :‬الشيخ‬
‫أيب اغبسن الشعراين‪ ،‬دار إحياء الًتاث العريب‪-‬بَتوت–لبنان‪ ،‬بدون تاريخ طباعة‪.‬‬
‫‪ -ٜٚ‬والي‪ :‬الفدقيو عنم الشيع‪ :‬االثٍت عشري‪ :‬وةوقف اإلسالم ةنها‪ ،‬د‪ .‬أضبد سيد أضبد‬
‫علي‪ ،‬إشراف األستاذ الدكتور‪ .‬ؿبمد إبراىيم اعبيوشي‪ ،‬مكتبة اإلمام البخاري‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬اإلظباعيلية‪ ،‬ط األوذل‪ٔٗٓٚ :‬ىد‪ٜٔٛٚ-‬م‪.‬‬

‫‪-111-‬‬

You might also like