You are on page 1of 27

‫وزارة التعليــم العالـ ــي والبحث العلمـ ــي‬

‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ -‬الوادي‬


‫كليــة العلــوم االقتصادية والتجــارية وعلــوم التسييـر‬

‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫المقياس‪ :‬إقتصاد المؤسسة‬


‫القسم‪ :‬علوم التسيير والعلوم التجارية‬
‫المستوى‪ :‬الثانية علوم التسيير والعلوم التجارية‬

‫إعداد الدكتور‪:‬‬
‫تي أحمد‬

‫السنـة الجامعي ــة‪0202/0202 :‬‬


‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫الفهرس‬
‫األول‪ :‬مفهوم المؤسسة اإلقتصادية‬
‫المحور َّ‬
‫المحور الثاني‪ :‬المؤسسة االقتصادية والمحيط‬
‫المحور الثالث‪ :‬وظائف المؤسسة االقتصادية‬
‫المحور الرابع‪ :‬موارد المؤسسة االقتصادية‬
‫المحور الخامس‪ :‬أنماط نمو المؤسسة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعترب املؤسسة االقتصادية متثل األداة يف إحداث تنمية وتقدم أي اقتصاد كان‪ ،‬فهي قبل كل شيء خلية إنتاج يتم فيها‬
‫جتميع وتوليف بعض العناصر االقتصادية‪ ،‬إضافة إىل ذلك تعترب موجود وضيفي للتعبري عن القدرات الفكرية والتصورية‬
‫واإلبداعية يف ميدان انتاج السلع وتقدمي اخلدمات‪ ،‬وانطالقا مما سبق ميكن تشبيه املؤسسة االقتصادية بالكائن احلي‪ ،‬كوهنا متثل‬
‫إطارا منضما اللتقاء وتفاعل جمموعة من الوظائف املتأتية من جمموعة من الوسائل املادية واجلهود البشرية يف سبيل تلبية الطلب‪،‬‬
‫وهي ختضع يف دوراهنا إىل منطق التأثري والتأثر‪ ،‬أي على نظام عالقات التكيف واالندماج مع حميطها فيما خيص حتديد‬
‫األهداف وختصيص املوارد تنفيذها‪...‬اخل‪ ،‬واهلدف األساسي من الوجود الوظيفي للمؤسسة االقتصادية هو البقاء عن طريق‬
‫الربح والنمو‪ ،‬ولتجسيد كل ذلك البد من إجياد قالب تنظيمي يضمن التوزيع املتناسق بني األدوار والوظائف داخل املؤسسة‬
‫بصفة تكاملية وتآزرية‪ ،‬وكذا جيب تبين منط تسيري اسرتاتيجي يتصف بالفعالية والكفاءة والرشاد‪.‬‬

‫األول‪ :‬مفهوم المؤسسة اإلقتصادية‬


‫المحور َّ‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫تعترب املؤسسات االقتصادية مبثابة النواة األساسية يف النشاط االقتصادي للمجتمع‪ ،‬كما أهنا تعرب عن عالقات اجتماعية‪،‬‬
‫ألن العملية اإلنتاجية تتضمن جمموعة من العناصر البشرية متعاملة فيما بينها من جهة والعناصر املادية وعناصر أخرى معنوية‬
‫من جهة ثانية‪ ،‬كما يشمل تعاملها مع احمليط‪ ،‬ولقد اختذت املؤسسات االقتصادية عرب التاريخ أشكاال خمتلفة‪ ،‬وباألخص يف‬
‫القرن العشرين‪ ،‬حيث تطورت بصفة كبرية‪.‬‬
‫‪ .2‬مفـاهيـم أسـاسـيـة حـول المـؤسسـة االقـتـصاديـة‪.‬‬
‫إن عملية إعطاء تعريف موحد للمؤسسة االقتصادية يعترب أمر بالغ الصعوبة‪ ،‬فقد تعددت وتباينت أراء االقتصاديني حول‬
‫مفهوم املؤسسة االقتصادية‪ ،‬وهناك مجلة من األسباب اليت أدت إىل عدم الوقوف على تعريف موحد أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬التطور املستمر الذي شهدته املؤسسة يف طرق تنظيمها‪ ،‬ويف أشكاهلا القانونية منذ ظهورها‪ ،‬وخاصة يف هذا القرن‪.‬‬
‫‪ -‬تشعب واتساع نشاط املؤسسة االقتصادية‪ ،‬سواء اخلدماتية منها أو الصناعية‪ ،‬وقد ظهرت عدة مؤسسات تقوم بعدة أنواع‬
‫من النشاطات يف نفس الوقت‪ ،‬ويف أمكنة خمتلفة مثل املؤسسات املتعددة اجلنسيات واالحتكارات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫‪ -‬اختالف االجتاهات االقتصادية واإليديولوجية‪ ،‬حيث أدى ذلك إىل اختالف نظرة االقتصاديني يف النظام االشرتاكي إىل‬
‫املؤسسة عن نظرة الرأمساليني‪ ،‬وعليه إعطاء مفاهيم خمتلفة للمؤسسة‪.‬‬
‫ومن هنا جاءت عدة مفاهيم شاملة تشمل خمتلف أنواع املؤسسات‪ ،‬سواء من ناحية األنظمة االقتصادية أو نوعية النشاط‬
‫واألهداف‪ .‬وفيما يلي ندرج بعض املفاهيم الشاملة اخلاصة هبا‪:‬‬
‫التعريف األول‪ :‬املؤسسة االقتصادية هي الوحدة اليت تتجمع فيها وتنسق العناصر البشرية واملادية واملالية للنشاط اإلقتصادي‪.‬‬
‫التعريف الثاني‪ :‬املؤسسة االقتصادية هي وحدة اقتصادية مستقلة نوعا ما‪ ،‬تقوم مبزج عناصر اإلنتاج‪ -‬من يد عاملة ورأس املال‬
‫ومواد أولية وتنظيم واستخدام التكنولوجيا‪ ،-‬هبدف اإلنتاج السلعي واخلدمي لغرض حتقيق األرباح‪.‬‬
‫التعريف الثالث‪ :‬املؤسسة االقتصادية هي منظمة اقتصادية واجتماعية مستقلة نوعا ما‪ ،‬تؤخذ فيها القرارات حول تركيب الوسائل‬
‫‪.‬‬
‫البشرية واملالية واملادية واإلعالمية‪ ،‬بغية خلق قيمة مضافة حسب األهداف يف نطاق زماين ومكاين‬
‫من خالل التعريفات السالفة الذكر ميكن استنتاج مفهوم شامل إىل حدا ما للمؤسسة االقتصادية كما يلي‪:‬‬
‫المؤسسة االقتصادية هي كل تنظيم اقتصادي مستقل ماليا في إطار قانوني واجتماعي معين‪ ،‬هدفه دمج عوامل اإلنتاج من‬
‫أجل اإلنتاج أو تبادل سلع أو خدمات مع أعوان اقتصاديين آخرين بغرض تحقيق نتيجة مالئمة‪ ،‬وهذا ضمن شروط‬
‫اقتصادية تختلف باختالف الحيز المكاني والزماني الذي يوجد فيه‪ ،‬وتبعا لحجم ونوع نشاطه‪.‬‬
‫نستنتج يف هناية تعريفنا للمؤسسة بأنه ليس هناك تعريف موحد ومتفق عليه‪ ،‬وبغية تبسيط وتوضيح مفهوم املؤسسة‪ ،‬سوف‬
‫نعتمد على ثالثة محاور للمقاربة‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬المؤسسة بصفتها عون اقتصادي‪ :‬حسب هذه املقاربة ميكن تعريف املؤسسة على أهنا‪ " :‬املؤسسة تنسق بني عوامل اإلنتاج‬
‫(رأس املال‪-‬العمل‪ -‬املوارد الطبيعة) بغية إنتاج سلع أو خدمات موجهة للسوق ومنه الوصول إىل تلبية االحتياجات (الطلب)‪.‬‬
‫احملور الرئيسي هلذه النظرة يتمثل يف احلصول على إنتاج مع تواجد مركز للقرار يف املؤسسة‪ ،‬متمثال يف سلطة اإلدارة وقدراهتا‬
‫التسيريية‪ ،‬من حيث تنظيم عملية اإلنتاج حبسب إمكانيات املؤسسة واملتغريات البيئية اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسة كنظام‪ :‬تركز هذه املقاربة على أن املؤسسة ما هي إال جمموعة من جمموعة من األنظمة الفرعية املرتابطة فيمت بينها‬
‫بالعديد من العالقات التبادلية (نظام املوارد البشرية‪ ،‬نظام اإلنتاج‪ ،‬نظام التسويق‪ ،‬النظام املايل‪ ،‬نظام املعلومات‪ ،)...‬مع بقاء‬
‫الكل منظم ومتساندا بغية حتقيق اهلدف املوحد‪ ،‬فضال عن ضرورة اإلملام جبزء مهم من النظام الكلي للمؤسسة وهو البيئة‬
‫اخلارجية للمؤسسة اليت تعترب عنصرا مهما من عناصر النظام‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)02‬املؤسسة كنظام‬
‫البيئة الخارجية (اقتصادية اجتماعية‪ ،‬سياسية‪)....،‬‬
‫البيئة الداخلية للمؤسسة‬

‫المخرجات‪:‬‬ ‫العمليات‪:‬‬ ‫المدخالت‪:‬‬


‫مادية‪ ،‬سلع وخدمات‪،‬‬ ‫عمليات فنية‪ ،‬عمليات إدارية‪،‬‬ ‫مادية‪ ،‬مالية‬
‫معنوية‪ ،‬بشرية‪ ،‬افكار‬ ‫(تخطيط‪ ،‬تنظيم‪ ،‬توجيه‪،‬‬ ‫بشرية‪ ،‬افكار‬
‫رقابة‪)..،‬‬

‫التغذية العكسية‬

‫‪3‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫‪ -‬المؤسسة منظمة اجتماعية‪ :‬حسب هذه املقاربة ميكن تعريف املؤسسة على أهنا‪ " :‬جمموعة من األفراد يشرتكون وينسقون‬
‫مجاعيا يف منظمة مهيكلة (داخل تنظيم مهيكل) إلنتاج السلع أو اخلدمات"‪ .‬حمور التعريف يركز على منظمة مهيكلة‪،‬‬
‫فاملؤسسة مل تعد ينظر إليها من زاوية ميكانيكية لعملية اإلنتاج ولكن كمنظمة اجتماعية‪ ،‬وعليه يتم دراستها من خالل تنظيم‬
‫السلطات‪ ،‬توزيع املهام‪ ،‬اختاذ القرار‪ ،‬مواقف تصرفات األفراد‪...‬‬
‫‪ .2‬خصائص المؤسسة االقتصادية‪:‬‬
‫يوجد العديد من اخلصائص اليت تتميز هبا املؤسسة االقتصادية‪ ،‬سنقتصر على بعضها أو أمهها كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المؤسسة االقتصادية كمركز للتحويل‪ :‬إن املؤسسة هي ذلك املكان الذي يتم فيه حتويل املوارد كمدخالت (املواد األولية‪،‬‬
‫األفراد ‪ ،‬املعلومات ‪ ،‬رأس املال ‪ ،‬التكنولوجيا ‪ ،‬التنظيم ‪ )......‬إىل خمرجات (سلع وخدمات)‪ .‬والشكل التايل يوضح ذلك‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)22‬املؤسسة االقتصادية كمركز للتحويل‪.‬‬

‫‪ -3-2‬المؤسسة االقتصادية كمركز للحياة االجتماعية‪ :‬تعترب املؤسسة مكان يتم فيه العمل مجاعيا من أجل الوصول إىل‬
‫حتقيق أهداف املؤسسة وذلك بالتعاون والتنسيق يف إطار احرتام القواعد وقيم املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -4-2‬المؤسسة االقتصادية كمركز التخاذ القرار‪ :‬تقوم املؤسسة باستمرار باختاذ القرارات يف خمتلف األنشطة‪ ،....‬وتتمثل‬
‫هذه القرارات يف االختيارات يف استعمال الوسائل احملددة للوصول بأكثر فعالية لألهداف املسطرة‪.‬‬
‫‪ -5-2‬المؤسسة االقتصادية كمركز للمخاطرة‪ :‬إن املؤسسة معرضة للخطر باستمرار‪ ،‬وترتبط هذه املخاطرة بصعوبات‬
‫التسيري وضغط املنافسني ومتطلبات الزبائن‪...... ،‬‬
‫‪ -‬وجود شخصية قانونية مستقلة من حيث احلقوق والواجبات وكذا من حيث الصالحيات املسؤوليات‪.‬‬
‫‪ -‬القدرة على اإلنتاج أو أداء الوظيفة اليت وجدت من أجلها‪.‬‬
‫‪ -‬التكيف مع البيئة اليت تعيش فيها املؤسسة واالستجابة ملتطلبات هذه البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬أمهية املؤسسة يف اجملتمع من الناحية االجتماعية لكوهنا مصدر رزق الكثري من األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬يشمل مصطلح مؤسسة بالضرورة فكرة زوال املؤسسة‪.‬‬
‫‪ .3‬أهداف المؤسسة االقتصادية‪.‬‬
‫ختتلف وتتعدد أهداف املؤسسات االقتصادية باختالف أصحاب املؤسسات وشكل القانوين وطبيعة ملكية ونشاط‬
‫االقتصادي وأيضا حسب حجمها وتصنيفاهتا‪.‬‬
‫‪ -‬أهداف إجتماعية‪ :‬وتتمثل هذه األهداف يف‪:‬‬
‫‪ -‬حتسني مستوى معيشة العمال ومجيع األفراد يف اجملتمع‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيق عالقات إجتماعية داخلية مرتابطة بني األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬امتصاص البطالة‪.‬‬
‫‪ -‬أهداف ثقافية‪ :‬وتتمثل هذه األهداف يف‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫‪ -‬العمل على رفع املستوى التكويين واملهين للعمال‪.‬‬


‫‪ -‬العمل على خلق طبقة عمالية ذات مستوى واعي‪.‬‬
‫‪ -‬األهداف االقتصادية للمؤسسة‪ :‬وتتمثل هذه األهداف يف‪:‬‬
‫‪ -‬االستمرارية يف السوق والنمو فيه ‪ -‬زيادة اإلنتاج كما وكيفا إلشباع حاجات اجملتمع‪.‬‬ ‫‪ -‬حتقيق األرباح‪.‬‬
‫بينما صنف االقتصادي جرينلي )‪ (G.E.Greenley‬أهداف املؤسسة إىل أربع جمموعات رئيسية‪:‬‬
‫أ‪ -‬األهداف التوجيهية‪ :‬تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫التقدم التقين‪.‬‬ ‫‪ -‬قيادة السوق‪ ،‬وتقاس بـ ‪ :‬الوضع التنافسي‪ ،‬درجة اإلبداع‪،‬‬
‫‪ -‬االنتشار السوقي‪ ،‬ويقاس بـ ‪ :‬عدد األسواق‪ ،‬عدد اجلماعات االستهالكية‪ ،‬عدد الصناعات‪ ،‬عدد البلدان‪.‬‬
‫جودة املنتوج؛ موثوقية املنتوج‪.‬‬ ‫‪ -‬خدمة المنتفعين‪ ،‬وتقاس بـ ‪ :‬فائدة (قيمة) املنتوج؛‬
‫ب‪ -‬أهداف أدائية‪ :‬وتتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫هامش الربح‪.‬‬ ‫حجم اإلنتاج؛‬ ‫‪ -‬النمو ( التوسع )‪ ،‬ويقاس بـ ‪ :‬عائدات املبيعات؛‬
‫هامش الربح على عائد البيع؛‬ ‫‪ -‬الربحية‪ :‬وتقاس بـ ‪ :‬العائد على رأس املال؛ العائد على املوجودات؛‬
‫العائد على أموال املسامهني‪.‬‬
‫ج‪ -‬األهداف الداخلية‪ :‬تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬الكفاءة‪ ،‬وتقاس بـ ‪ :‬املبيعات على جمموع املوجودات؛ دوران املخزون؛ فرتة االئتمان؛ السيولة‪.‬‬
‫النمو الشخصي؛ معدل راتب العامل‪.‬‬ ‫‪ -‬شؤون العاملين‪ ،‬وتقاس بـ ‪ :‬عالقات العاملني ومعنوياهتم؛‬
‫عائدات البيع لكل عامل‪.‬‬
‫د‪ -‬أهداف خارجية‪ :‬متثل يف العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬المسؤولية االجتماعية‪ ،‬وتقاس بـ ‪ :‬صورة املؤسسة؛ العالقة بني السعر – الربح؛‬
‫استخدام املوارد؛ النشاط العام؛ رفاه اجملتمع احمللي‪.‬‬
‫بناء على ما سبق يتحتم على املؤسسة وضع سلم لألهداف أو أولويات حسب إمكانيات املؤسسة الداخلية والعوامل البيئية‬
‫املؤثرة عليها والعمل على حتقيقها تدرجييا‪.‬‬
‫‪ .4‬أنواع (تصنيفات) المؤسسات االقتصادية‪:‬‬
‫هناك عدة أشكال ميكن أن تأخذها املؤسسات االقتصادية‪ ،‬وميكن التمييز بينها مبجموعة من املعايري‪ ،‬حىت يتضح لنا تنوع‬
‫املؤسسات من جهة‪ ،‬وإظهار متطلبات التسيري املختلفة حسب أمناط املؤسسات‪ ،‬ومن املعايري األكثر استعماال يف تصنيف‬
‫املؤسسات االقتصادية نذكر مايلي‪:‬‬
‫‪ -2‬التصنيف األول‪ :‬حسب المعيار القانوني‪.‬‬
‫ثش يتم تصنيف املؤسسات طبقا هلذا املعيار إىل صنفني رئيسيني مها‪:‬‬
‫‪ -2-2‬المؤسسات الخاصة‪ :‬هي مؤسسات اليت تعود ملكيتها للفرد أو جمموعة من األفراد سواء لشركات األموال أو‬
‫األشخاص‪ ،‬وتتخذ بدورها أشكاال متعددة وهي املؤسسات الفردية والشركات‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫أ‪ -‬المؤسسات الفردية‪ :‬وهي الشكل األبسط للمؤسسة حيث تكون ملكا لصاحبها الذي يتمتع باحلرية الكاملة للتصرف يف‬
‫أمالكها ومداخليها وتسيريها‪ ،....،‬مثل املؤسسات احلرفية‪ ،‬جتارة التجزئة‪..... ،‬‬
‫ب‪ -‬مؤسسات الشركات‪ :‬وهي اليت تكون حتت حيازة عدة حاملني لرؤوس األموال‪ ،‬حبوزهتم شخصية معنوية وذمة خاصة‪،‬‬
‫حيث يتوزع التنظيم والتسيري ورأس املال على أكثر من شخص يف املؤسسة‪ ،‬ويعترب مؤسسوا الشركة مسؤولني يف حدود‬
‫مسامهتهم يف رأس املال الشركة ونشاطها‪ ،‬وملؤسسات الشركات عدة أنواع وهي‪:‬‬
‫*‪ -‬الشركة ذات المسؤولية المحدودة‪ :‬تتميز بأن رأمساهلا حمدود‪ ،‬حيث تؤسس بني الشركاء ال يتحملون اخلسائر إال يف‬
‫ح دود ما قدموه من حصص فهي تتميز مبحدودية مسؤولية الشريك بقدر احلصص اليت يقدمها واليت تكون متساوية وغري قابلة‬
‫للتداول‪ ،‬وعدد الشركاء فيها حمدود‪ ،‬وال تتم عملية االكتتاب بشكلها العام‪.‬‬
‫*‪ -‬شركات المساهمة (شركة األموال)‪ :‬هي شركة تتكون من جمموعة أشخاص يقدمون حصصا يف رأمساهلا على شكل‬
‫أسهم‪ ،‬وتكون قيمة األسهم متساوية وقابلة للتداول‪ ،‬ويشرتيها املساهم عند التأسيس أو بواسطة االكتتاب العام‪ ،‬واملساهم أو‬
‫الشريك ال يتحمل اخلسارة إال مبقدار قيمة األسهم اليت يشارك فيها‪ ،‬يف حني أن الشركاء يتقاضون مقابالت أسهمهم على‬
‫شكل أرباح موزعة (إن حققت)‪.‬‬
‫*‪ -‬شركات التضامن‪ :‬هي شركة اليت تتكون من شريكني أو أكثر‪ ،‬يُسأل فيها الشريك عن ديون الشركة مسوؤلية شخصية‬
‫تضامنية‪ ،‬وتسمى الشركة بأمساء الشركاء‪ ،‬ويكتسب الشريك صفة التاجر وتعترب حصة الشريك غري قابلة لالنتقال للغري‪ ،‬وال‬
‫تنتقل هذه احلصة لورثة الشريك‪.‬‬
‫*‪ -‬شركات المحاصة‪ :‬هي شركة ال تتمتع بشخصية اعتبارية وال برأمسال وال عنوان‪ ،‬فهي عقد يلتزم مبقتضاه شخصان أو أكثر‬
‫بأن يساهم كل منهم يف مشروع اقتصادي بتقدمي حصة مالية أو عمل هبدف اقتسام األرباح أو اخلسائر‪ ،‬دون أن تشهر أو‬
‫تكون معلومة لدى الغري ‪.‬‬
‫*‪ -‬شركات التوصية‪ :‬شركة التوصية هي شركة تتكون من طرفني شركاء متضامنني وشركاء موصني تتحدد مسؤوليتهم بقدر‬
‫حصصهم‪ ،‬لكن الشركاء املوصني يتحصلون على امتيازات عن الشركاء املتضامنني مثال‪ :‬يف ضمان املوصي لألرباح بنسبة ثابتة‬
‫تقدمها املؤسسة له حىت وإن مل حتقق أرباحا حقيقية وأيضا ال يتحملون ديون الشركة ‪ ....‬وغريها‪ ،‬لكن ويف هذه الشركة ال‬
‫ميكن للشريك املوصي أن يقوم بإدارة الشركة‪ ،‬كما أنه ال يظهر إمسه يف إسم الشركة‪.‬‬
‫‪ -0-2‬المؤسسات العمومية‪ :‬هي مؤسسات اليت تعود ملكيتها للدولة‪ ،‬يف هذا النوع من املؤسسات يكون رأس املال مملوكا‬
‫جملموعة عمومية ممثلة يف الدولة أو اجلماعات احمللية‪،‬كما أن سلطة القرار ترجع إليها‪ ،‬فهي مؤسسات تابعة للقطاع العام‬
‫(الدولة) فال حيق للمسؤولني عنها التصرف هبا كما يشؤون‪ ،‬وال حيق هلم بيعها أو إغالقها‪ ،‬إال إذا وافقت الدولة على ذلك‪،‬‬
‫وختضع هذه املؤسسات إىل تشريعات وقوانني الدولة‪ ،‬وتسعى هذه املؤسسات عن غريها من املؤسسات األخرى إىل تقدمي‬
‫مصلحة اجملتمع عن مصلحة حتقيق األرباح‪.‬‬
‫‪ -3-1‬المؤسسات المختلطة‪ :‬هي مؤسسات اليت تعود ملكيتها بصورة مشرتكة بني القطاع العام والقطاع اخلاص‪.‬‬
‫‪ -2‬التصنيف الثاني‪ :‬تصنيف المؤسسة االقتصادية حسب معيار الحجم‪:‬‬
‫ميكن تصنيف املؤسسة االقتصادية حسب هذا املعيار إىل ثالثة أصناف وهي‪ :‬حسب حجم األرض أو احملل املادي‪،‬‬
‫وحسب عدد العمال وحسب حجم رأس املال‪ ،‬إال أن أهم معيار يعتمد عليه يف هذا التصنيف هو معيار عدد العمال‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫وختتلف تقسيمات املختصني للمؤسسات حسب هذا املعيار‪ ،‬حيث جند من مييز بني ‪ 50‬أنواع من املؤسسات والبعض مييز‬
‫بني ‪ 50‬واآلخر بني ثالثة فقط‪.‬‬
‫‪ -1-2‬المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬لقد عرفت هذه املؤسسات بعدد العمال املستخدمني فيها‪ ،‬ولقد أعطي هلا أكثر‬
‫من حتديد‪ ،‬فنجد هذا النوع يستعمل أقل من ‪ 055‬عامل كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬من ‪ 50‬إىل ‪ 50‬عمال‪ :‬مؤسسات مصغرة‪.‬‬
‫‪ -‬من ‪ 05‬إىل ‪ 00‬عامل‪ :‬مؤسسات صغرية‪.‬‬
‫‪ -‬من ‪ 05‬إىل ‪ 000‬عامل‪ :‬مؤسسات متوسطة‪.‬‬
‫هذا التصنيف حسب القانون اجلزائري وهو املعتمد‪.‬‬
‫وهناك من يقسمها إىل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬من ‪ 50‬إىل ‪ 50‬عمال‪ :‬مؤسسات مصغرة‪.‬‬
‫‪ -‬من ‪ 05‬إىل ‪ 000‬عامل‪ :‬مؤسسات صغرية‪.‬‬
‫‪ -‬من ‪ 055‬إىل ‪ 000‬عامل‪ :‬مؤسسات متوسطة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬المؤسسات الكبيرة‪ :‬وهي اليت تشغل أكثر من ‪ 055‬عامل‪.‬‬
‫‪ -3-2‬المؤسسات الكبيرة جدا (المؤسسات العمالقة)‪ :‬وهي اليت تشغل أكثر من ‪ 0555‬عامل‪.‬‬
‫‪ -3‬التصنيف الثالث‪ :‬حسب المعيار االقتصادي‪:‬‬
‫ميكن تصنيف املؤسسات تبعا للنشاط االقتصادي الذي متارسه إىل األنواع التالية‪:‬‬
‫‪ -2-3‬القطاع الفالحي‪ :‬جيمع هذا القطاع املؤسسات املتخصصة يف الفالحة مبختلف أنواعها ومنتوجاهتا‪ ،‬وأنشطة الصيد‬
‫البحري‪...،‬‬
‫‪ -2-3‬القطاع الصناعي‪ :‬جيمع هذا القطاع املؤسسات الصناعية‪ ،‬وهي خمتلف املؤسسات اليت ختتص يف جمال الصناعات‬
‫الثقيلة أو اإلستخراجية واليت تقوم بتحويل وتكرر املواد الطبيعية إىل منتوجات قابلة لالستعمال أو االستهالك النهائي مثال‬
‫ذلك‪ :‬احلديد الصلب‪ ،‬البرتول‪ ..... ،‬وغريها‪ .‬وكذلك املؤسسات الصناعات التحويلية أو اخلفيفة واليت تقوم بتحويل املواد‬
‫الزراعية إىل منتوجات غذائية وصناعية خمتلفة‪..... ،‬‬
‫‪ -3-3‬قطاع الخدمات‪ :‬ويتمثل يف املؤسسات اخلدمية‪ ،‬أي املؤسسات املنتجة للخدمات‪ ،‬مثل مؤسسات التوزيع‪،‬‬
‫املؤسسات املالية (البنوك)‪ ،‬مؤسسات التأمني‪ ،‬املؤسسات السياحية‪..... ،‬‬
‫جتدر اإلشارة إىل أن قطاع اخلدمات يعرف تطورا يف العقدين األخريين‪ ،‬وعليه هناك من يضيف قطاعا رابعا الذي يتمثل يف‬
‫تلك املؤسسات اليت متنح اخلدمات ملؤسسات أخرى مثل‪ :‬اإلعالم اآليل‪ ،‬األمن‪ ،‬االستشارة‪ ،‬املعلوماتية‪..... ،‬‬

‫‪7‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫المحور الثاني‪ :‬المؤسسة االقتصادية والمحيط‬


‫تمهيد‪:‬‬
‫تقوم املؤسسة االقتصادية بنشاطها وسط حميط ختتلف ميزاته من جمتمع إىل آخر‪ ،‬ومن زمن إىل آخر‪ ،‬وإذا أخذنا اجملتمع يف‬
‫شكله املتمثل يف األعوان االقتصاديني وهم‪ :‬األسر‪ ،‬املؤسسات والدولة‪ ،‬باإلضافة إىل العامل اخلارجي‪ ،‬وهذا يف إطار جغرايف‬
‫وطبيعي معني‪ .‬نستطيع أن نطلق على هذا الكل مبحيط املؤسسة‪ ،‬ونظرا لوجود هذه األخرية يف هذا احمليط فإهنا تتعامل معه‬
‫وتتفاعل مع عناصره املختلفة بشكل تباديل معقد تتأثر به وتؤثر فيه بعالقات متعدية‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريف محيط المؤسسة‪:‬‬
‫لقد قدمت عدة تعاريف حمليط املؤسسة‪ ،‬واليت من بينها‪:‬‬
‫*‪ -‬هو كافة امل تغريات اليت هلا عالقة بأهداف املؤسسة وتؤثر بالتايل على مستوى كفاءهتا وفعاليتها‪ ،‬هذه املتغريات منها ما‬
‫خيضع إىل حد كبري لسيطرة املؤسسة مثل‪ :‬مستوى أداء العاملني وكفاءة تشغيل عناصر اإلنتاج‪ ،....،‬ومنها ما ال خيضع لسيطرة‬
‫اإلدارة مثل القرارات السياسية واالقتصادية للدولة وعادات وتقاليد ومعتقدات أفراد اجملتمع‪.‬‬
‫*‪ -‬تعريف " وران و فواش" ‪ Wren‬و ‪ : Voich‬متثل البيئة يف تلك األحداث واملنظمات والقوى األخرى ذات الطبيعة‬
‫االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬والتكنولوجية والسياسية‪ ،‬والواقعة خارج نطاق السيطرة املباشرة للمؤسسة‪.‬‬
‫مما سبق نستنتج أن احمليط‪ :‬يتمثل يف تلك القوى واملتغريات والعوامل الفاعلة واملؤثرة داخليا وخارجيا يف أعمال املؤسسة‬
‫ونشاطها‪ ،‬وما يصدر عنها من قرارات وتصرفات وسياسات واسرتاتيجيات مؤثرة على قدرة املؤسسة على حتقيق أهدافها‬
‫(منافسون‪ ،‬موردون‪ ،‬بنوك‪ ،‬مسامهون‪.)......،‬‬
‫‪ .2‬أهمية دراسة المحيط من طرف المؤسسة‪:‬‬
‫إن من األسباب اليت جتعل املؤسسة هتتم مبحيطها وتراقبه باستمرار األسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ارتباط املؤسسة بشكل تباديل معقد‪ ،‬ووجوب التأقلم مع هذا احمليط والتعامل معه‪.‬‬
‫‪ -‬املؤسسة ال تنشط يف فراغ بل هي مرتبطة مبختلف املتعاملني واألسواق (منافسون‪ ،‬موردون‪ ،‬مسامهون‪.)......،‬‬
‫‪ -‬خمتلف األفراد واهليئات واملؤسسات تؤثر يف املؤسسة وتفرض عليها قيودا وحدودا خمتلفة ثقافية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬اقتصادية‪....‬‬
‫‪ -‬املؤسسة يف الواقع متكونة من شبكة من األفراد و اجلماعات (عمال‪ ،‬مديرين) وكل له أهداف واجتاهات قد ختتلف وقد‬
‫تتالقى نسبيا وهم أطراف يف حميطها يؤثرون وتتأثر هبم املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم املؤسسة باستعمال املوارد املختلفة من احمليط كمدخالت فيهمها دراسة جلب هذه املوارد (من حيث املكان‪ ،‬السعر‪،‬‬
‫النوعية‪ ،)... ،‬وهي تقدم كذلك خمرجاهتا كمتطلبات لتلبية احتياجات احمليط فيهمها دراسة هذه املتطلبات من حيث الوقت‪،‬‬
‫الكمية‪ ،‬النوعية‪ ،....،‬وكذا دراسة منافسة املؤسسات يف نفس السوق‪.‬‬
‫‪ -‬املؤسسة تقبل يف كثري من األحيان على عدة اختيارات أو قرارات إسرتاتيجية مما يستلزم دراسة احمليط بشكل معمق‪.‬‬
‫‪ -‬إن السوق تشهد تطورا كبريا يتطلب على املؤسسة التأقلم ومواكبة هذه التطورات مثل تغري األذواق‪ ،‬التغري املستمر‪،‬‬
‫التكنولوجيا‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫‪ .3‬مكونات (عناصر) محيط المؤسسة‪:‬‬


‫يتكون حميط املؤسسة من احمليط الداخلي واحمليط اخلارجي‪ ،‬واحمليط اخلارجي يتكون من احمليط املباشر‪ ،‬واحمليط الغري املباشر‬
‫كما يوضحه الشكل التايل‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)23‬مكونات (عناصر) حميط املؤسسة‪.‬‬
‫النظام الثقايف‬ ‫المحيط الغير المباشر‬ ‫النظام االقتصادي‬

‫املصاحل احلكومية‬ ‫المحيط المباشر‬ ‫سوق السلع واخلدمات‬


‫النظام اجلغرايف‬ ‫السوق‬
‫والطبيعي‬
‫املنافسون‬ ‫المؤسسة‬ ‫سوق العمل‬
‫الدولية‬

‫النقابات املهنية‬ ‫الزبائن‬ ‫املوردون‬ ‫السوق املايل‬


‫النظام االجتماعي‬ ‫النظام السياسي‬ ‫النظام الدميغرايف‬ ‫السوق الدولية‬
‫ال‬
‫أما المحيط الداخلي للمؤسسة فيتكون من‪ :‬القدرات واإلمكانيات الداخلية للمؤسسة يف خمتلف وظائفها (وظيفة اإلنتاج‪،‬‬
‫املوارد البشرية‪ ،‬املالية‪ ،)....،‬وأيضا بيئة العمل‪ ،‬اجلهاز البشري‪ ،‬نظم االتصاالت‪ ،‬النظام اإلداري‪... ،‬‬
‫مالحظة‪ :‬هناك من يقسم عناصر احمليط إىل‪ :‬حسب هودج و أنتوين )‪ (Anthony et Hodgo‬إىل ثالث مستويات هي‬
‫البيئة اجلزئية (احمليط الداخلي) والبيئة الوسطية أو الصناعية (احمليط املباشر) والبيئة الكلية (احمليط الغري املباشر)‪ .‬ومن يقسمها إىل‬
‫البيئة البعيدة (احمليط الغري املباشر) والبيئة القريبة (احمليط املباشر)‪ .‬فكل هذه التقسيمات هي نفس التقسيمات لكن ختتلف يف‬
‫التسمية‪.‬‬
‫‪ .2.3‬مكونات المحيط الخارجي‪:‬‬
‫‪ -2‬المحيط المباشر‪ :‬يشمل األطراف واملتغريات اليت تتعامل بشكل مباشر مع املؤسسة‪ ،‬وهي جمموعة من األنظمة (أو‬
‫النظم) الفرعية حتت النظام األوسع وهو حميط املؤسسة ‪ ،‬وتتكون عناصر احمليط املباشر من‪:‬‬
‫أ‪ -‬سوق السلع والخدمات‪ :‬وهو نقطة االلتقاء بني املؤسسات وجمموع املستهلكني واألطراف املختلفة يف النظام االقتصادي‪.‬‬
‫ب‪ -‬سوق العمل‪ :‬وهو نقطة االلتقاء بني املؤسسة كطالب للعمل واألفراد القادرين على العمل‪ ،‬فيجب على املؤسسة دراسة‬
‫أهم التغريات اليت حتدث يف هذا السوق‪.‬‬
‫ج‪ -‬السوق المالي‪ :‬تلجأ املؤسسة إىل السوق املايل كمصدر للتمويل من خالل اقرتاضها من البنوك أو من خالل طرح أسهم‬
‫وسندات يف البورصة‪ ،..... ،‬فيجب على املؤسسة دراسة أهم التغريات اليت حتدث يف هذا السوق‪.‬‬
‫د‪ -‬الموردون‪ :‬يعترب املوردون مصدر جللب املواد األولية فيمكن اعتبارهم من احملددات الرئيسية لنجاح أو فشل املؤسسات‪ ،‬إنه‬
‫من مصلحة املؤسسة بناء عالقات متميزة مع مورديها وتنويع املوردين من أجل احلصول على املزايا الكثرية (السعر‪ ،‬اجلودة‪،‬‬
‫مواعيد التسليم‪ ،‬شروط الدفع‪ .)....،‬ويعترب سوق التموين نظام فرعي تابع للنظام االقتصادي الكلي‪.‬‬
‫و‪ -‬الزبائن‪ :‬إن الزبائن هم ركيزة تواجد املؤسسة‪ ،‬وعليه فالبد من إشباع حاجياهتم ورغباهتم بطريقة أفضل عن املنافسني‪ ،‬ومن‬
‫أجل الوصول إىل ذلك البد من معرفة توجهاهتم وأذواقهم وأمناط استهالكهم وخمتلف اخلصائص اليت يتميزون هبا (الدخل‪،‬‬
‫احلساسية للسعر‪ ،‬الوالء للعالمات التجارية‪ ،‬احلساسية للجودة…)‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫ن‪ -‬السلع البديلة‪ :‬تتمثل يف تلك السلع اليت ميكن أن يلجأ إليها الزبون يف حالة وجود مشاكل يف منتجات املؤسسة‪ ،‬فهي‬
‫السلع واخلدمات البديلة للسلع اليت تقدمها مؤسسة ما‪ ،‬علما أن وجود سلع بديلة حيد من قدرة املؤسسة على رفع األسعار‬
‫خوفا من حتول الزبائن إىل اقتناء السلع البديلة‪ ،‬وهو ما ميثل هتديدا للمؤسسة‪ ،‬ويفرض على املؤسسة ختفيض األسعار ورفع‬
‫اجلودة…‪ ،‬بينما يف حالة غياب السلع البديلة فإنه ميكن اعتبارها فرصة للمؤسسة قد تستغلها‪.‬‬
‫م‪ -‬المنافسون‪ :‬تتمثل يف املؤسسات اليت تعرض أو تبيع املنتجات نفسها املنافسة ملنتجات مؤسسة ما للزبائن أنفسهم‪،‬‬
‫وتشكل املنافسة اليت تواجهها املؤسسة يف السوق هتديدا كبريا يف حالة تفوق املنافسني وقوهتم مقارنة باملؤسسة املعنية‪ ،‬بينما‬
‫ضعف املنافسني يسمح بظهور فرص أمام املؤسسة ميكن أن تقتنصها يف حالة معرفة استغالهلا‪ .‬وتزداد حدة املنافسة كلما زاد‬
‫عدد املؤسسات اليت تنشط يف نفس القطاع وتساوت القوة النسبية بينهم‪.‬‬
‫مع اإلشارة إىل أن املؤسسات اليقظة ال تكتفي بالتعرف على خصائص املنافسون احلاليون‪ ،‬بل تعمل من أجل اكتشاف‬
‫املنافسون احملتملون والذين ينتظرون الفرصة الساحمة للدخول إىل السوق وهتديد املؤسسة‪.‬‬
‫ويرى االقتصادي " بورتر" أنه هناك مخس قوى تنافسية حتدد مدى قوة التنافس يف ذلك اجملال‪ ،‬وميكن توضيحها يف‬
‫الشكل التايل‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)20‬القوى اخلمس اليت حتدد تنافسية القطاع‪.‬‬

‫ه‪ -‬نظام العالقات مع اإلدارة‪ :‬وتتمثل يف العالقات مع املصاحل احلكومية‪ ،‬يعمل على حتديد عالقة املؤسسة باإلدارة‪ ،‬وما‬
‫يفرضه وجودها من حقوق وواجبات‪.‬‬
‫أخريا فإن احمليط املباشر هو جمموعة العوامل أو املتغريات اليت تقع يف حدود تعامالت املؤسسة‪ ،‬وخيتلف تأثريها من مؤسسة‬
‫إىل أخرى‪ ،‬وميكن للمؤسسة الرقابة عليها نسبيا‪ ،‬والتأثري فيها‪ .‬وهذه العوامل أو املتغريات تؤثر بشكل خاص على مؤسسات‬
‫معينة نظرا الرتباطها املباشر بتلك املؤسسة‪ ،‬ومن أمثلة تلك العوامل‪ :‬العمالء‪ ،‬املوردين‪ ،‬املنافسني‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ -0‬المحيط الغير المباشر‪ :‬يعرف احمليط الغري املباشر على أنه تلك العوامل اليت تؤثر على كافة املؤسسات وال ختضع لسيطرة‬
‫إدارة املؤسسة‪ ،‬وتشمل كافة العوامل السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والقانونية‪ ،‬والتكنولوجية ‪ ،....‬فهذه العوامل‬
‫واملتغريات تتعامل بشكل غري مباشر مع املؤسسة‪ ،‬وهي جمموعة من األنظمة ذات النظام األوسع حمليط املؤسسة‪.‬‬
‫أ‪ -‬المحيط االقتصادي‪ :‬يتمثل يف الوضع االقتصادي العام السائد ومؤشراته املختلفة اليت قد تتأثر هبا املؤسسات على‬
‫املستويني احمللي العاملي‪ ،‬ومن بني أهم هذه املؤشرات‪ :‬معدل الفائدة‪ ،‬امليل لإلنفاق‪ ،‬امليل لالدخار‪ ،‬معدل التضخم‪ ،‬الضرائب‬
‫والرسوم‪ ،‬متوسط الدخل الفردي‪ ،‬ميزان املدفوعات‪ ،‬السياسات االقتصادية واملالية‪ ،‬قيمة العمالت األجنبية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫إن املؤسسة من الواجب عليها تقييم هذه العناصر وغريها من أجل أخذ فكرة عن الفرص املتاحة والتهديدات املوجودة يف‬
‫السوق أو يف البلد اليت ترغب العمل فيه‪.‬‬
‫ب‪ -‬المحيط االجتماعي والثقافي‪ :‬يتعلق بالقيم االجتماعية السائدة والعادات والتقاليد والتصرفات اليت حتكم سلوك األفراد‬
‫واجملموعات‪ ،‬واليت قد ختلق فرصا أمام املؤسسة أو تضع أمامها هتديدات البد من تفاديها بذكاء وإال فمصري املؤسسة هو‬
‫االنسحاب من السوق‪ ،‬ومن أهم العناصر املكونة للبيئة االجتماعية ما يلي‪ :‬مستوى الثقافة والتعليم‪ ،‬أمهية الصحة والنظافة‪،‬‬
‫القيم الدينية السائدة‪ ،‬عادات الشراء والتسوق‪ ،‬أمهية االهتمام باجلودة‪ ،‬االهتمام مبفهوم املسؤولية االجتماعية‪...... ،‬‬
‫ج‪ -‬المحيط السياسي والقانوني‪ :‬وهي تتمثل يف القوانني والتشريعات احلكومية اليت حتدد عالقات املؤسسات بالدولة إضافة‬
‫إىل الفلسفة السائدة واألهداف اليت تؤمن هبا األحزاب والقوى السياسية املشاركة يف احلكم‪ ،‬واليت قد تكون مصدرا للفرص أو‬
‫مصدرا للتهديدات بالنسبة للمؤسسة‪ ،‬ومن أهم العناصر املشكلة للبيئة السياسية والقانونية‪ ،‬ما يلي‪ :‬اإلعفاءات اجلمركية‪،‬‬
‫القرارات السياسية‪ ،‬االستقرار السياسي‪ ،‬حتديد األسعار‪ ،‬قوانني محاية البيئة‪ ،‬قوانني محاية املستهلك‪....... ،‬‬
‫د‪ -‬المحيط التكنولوجي‪ :‬تعترب التغريات التكنولوجية بدورها مبثابة مصدر من مصادر الفرص والتهديدات بالنسبة‬
‫للمؤسسات‪ ،‬وبالتايل فما على املؤسسات إال العمل على التعرف على التطورات التكنولوجية اجلديدة والعمل هبا‪ ،‬خاصة‬
‫التكنولوجيا املستخدمة من قبل املنافسون‪ ،‬التكنولوجيا احلديثة يف التدريب‪ ،‬التكنولوجيا احلديثة يف اإلنتاج‪....‬‬
‫و‪ -‬المحيط الدولي‪ :‬من دون شك فإن للمحيط الدويل تأثريا كبريا على رسالة وأهداف وقرارات املؤسسة‪ ،‬وحتتوي البيئة‬
‫الدولية على كل من ميزان املدفوعات‪ ،‬القيود على حركة التجارة الدولية‪ ،‬التجمعات االقتصادية العاملية‪ ،‬العالقات على مستوى‬
‫الدول‪ ،‬االختالفات احلضارية بني الدول‪.‬‬
‫‪ .0.3‬المحيط الداخلي‪:‬‬
‫تتمثل البيئة الداخلية للمؤسسة مبجموعة العوامل واملكونات واملتغريات املادية واملعرفية والتنظيمية ذات الصلة الوثيقة حبدود‬
‫املؤسسة الداخلية واليت ختص وظائفها الكربى‪ .‬ومتثل املستوى البيئي التنظيمي الداخلي املرتبط بشكل حمدود ودقيق بالتطبيقات‬
‫اإلدارية التنظيمية للمؤسسات االقتصادية‪ .‬ويتكون احمليط الداخلي للمؤسسة من وظائف املؤسسة‪.‬‬
‫‪ .0‬نتائج تقييم المحيط‪.‬‬
‫سنتطرق إىل اعطاء حتليل لألبعاد البيئية‪ ،‬مت نتطرق إىل بيان أهم نتائج تقييم البيئة اخلارجية و الداخلية‪.‬‬
‫‪ .2.0‬تحليل األبعاد البيئية‪.‬‬
‫ناقش العديد من املفكرين حتليل األبعاد واخلصائص البيئية وآثارها على املؤسسة‪ ،‬وذلك من حيث عدم التأكد وتعقد البيئة‬
‫ومدى استقرارها‪ ،‬ومن بني أهم الدراسات تلك اليت قام هبا الكاتب ‪ Duncan‬الذي اقرتح بعدي أساسيني حيددان درجة عدم‬
‫التأكد ومها‪ :‬التعقد‪ ،‬واالستقرار‪.‬‬
‫أ‪ -‬التعقد‪ :‬يشري إىل مدى تعدد العناصر واملكونات البيئية اليت تتعامل معها املؤسسة ومدى جتانسها‪ ،‬فاملؤسسة اليت تتعامل مع‬
‫عدد كبري من املكونات والعناصر البيئية غري املتجانسة يف احتياجاهتا وخصائصها‪ ،‬تعمل يف بيئة معقدة‪ ،‬أما املؤسسات اليت‬
‫تتعامل مع عدد حمدود من العناصر البيئية ذات االحتياجات املتشاهبة‪ ،‬فهي تعمل يف بيئة بسيطة‪.‬‬
‫ب‪ -‬االستقرار‪ :‬فيشري إىل مدى االستقرار وعدم التغري يف املكونات والعناصر البيئية‪.‬‬
‫ميكن التمييز بني (‪ )40‬درجات خمتلفة من التأكد البيئي اعتمادا على بعدي التعقد وعدم االستقرار‪،‬كما يبينه اجلدول‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫الجدول رقم (‪ :)2-0‬درجات عدم التأكد البيئي انطالقا من بعدي التعقد وعدم االستقرار‪.‬‬

‫ثابتة‬ ‫‪ -0‬عدم تأكد منخفض باعتدال‬ ‫‪ -2‬عدم تأكد منخفض‬ ‫ثابتة‬


‫‪ -‬عدد قليل من عناصر احمليط‪ -‬عناصر احمليط متشاهبة‪ - -‬عدد كبري من عناصر احمليط‪ -‬عناصر احمليط غري‬
‫متشاهبة‪ -‬عناصر احمليط تبقى ثابتة‪.‬‬ ‫عناصر احمليط تبقى ثابتة‪.‬‬
‫‪ -0‬درجة عدم تأكد عالية‬ ‫‪ -3‬درجة عدم تأكد عالية نسبيا‬
‫‪ -‬عدد قليل من عناصر احمليط‪ -‬عناصر احمليط نوعا ما ‪ -‬عدد كبري من عناصر احمليط‪ -‬عناصر احمليط غري‬
‫متغرية‬ ‫متشاهبة‪ -‬عناصر احمليط تتغري باستمرار‪.‬‬ ‫متشاهبة‪ -‬عناصر احمليط تتغري باستمرار‪.‬‬ ‫متغرية‬
‫معقدة‬ ‫بسيطة‬
‫نستنتج من خالل اجلدول بأن هناك أربعة حاالت لعدم التأكد قد تواجهها املؤسسة وهي‪:‬‬
‫‪ -2‬البيئة البسيطة – الثابتة‪ :‬تتصف بعد تأكد منخفض بفعل وجود عناصر بيئية قليلة ومتشاهبة يف نفس الوقت‪ ،‬فضال على‬
‫أن هذه العناصر متيل إىل االستقرار خالل فرتة زمنية معينة‪.‬‬
‫‪ -0‬البيئة المعقدة – الثابتة‪ :‬تتميز بأهنا ذات درجة متوسطة من عدم التأكد (عدم تأكد منخفض باعتدال) وذلك لوجود‬
‫عدد كبري من العناصر البيئية غري املتشاهبة‪ ،‬وإن تغريت فإهنا تتغري بشكل تدرجيي ومتوقع‪.‬‬
‫‪ -3‬البيئة البسيطة – المتغيرة‪ :‬وهي ذات درجة عدم تأكد عالية نسبيا‪ ،‬ويرجع ذلك إىل وجود عناصر بيئية قليلة وهي نوعا‬
‫ما متشاهبة‪ ،‬وتتغري باستمرار‪ ،‬وال ميكن التنبؤ هبا‪.‬‬
‫‪ -0‬البيئة المعقدة – المتغيرة‪ :‬تتميز بأعلى درجة عدم التأكد ألهنا تشتمل على عدد كبري من العناصر البيئية غري املتجانسة‪،‬‬
‫وتتغري بشكل سريع وغري متوقع‪.‬‬
‫‪ .0.0‬نتائج تقييم البيئة الخارجية‪:‬‬
‫إن من أهم النتائج اليت تتوصل إليها املؤسسة من تعرفها على مكونات البيئة اخلارجية اليت تتميز بدرجة خمتلفة من التعقيد‬
‫واالستقرار‪ ،‬األمر الذي يسمح بوجود من جهة هتديدات أمام املؤسسة ومنه العمل على تفاديها والتخلص منها بطريقة ذكية‪،‬‬
‫ومن جهة أخرى فرص متاحة يف السوق البد من التفكري العقالين للمسريين من أجل استغالهلا‪ ،‬ويف كلتا احلالتني فإن األمر‬
‫يتطلب اليقظة املستمرة من طرف املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم الفرص‪ :‬هي التغريات املواتية يف البيئة اخلارجية للمؤسسة واليت تؤثر إجيابـيا عليها‪ ،‬فمثال أن الفرصة السوقية هي‬
‫جمال ميكن أن تتمتع فيه املؤسسة مبركز تنافسي يف السوق جيعلها متميزة عن منافسيها وتزيد من قوة جذهبا للزبائن وقدرهتا على‬
‫تقدمي ما حيتاجونه من منتجات‪ ،‬أو بعبارة أخرى القدرة على كشف ما يفتقده الزبائن وتقدمي منتوج جديد حيتاجونه وال يتواجد‬
‫يف السوق أو يتواجد ولكن مبستوى أقل مما يتوقعه الزبائن‪ .‬مع اإلشارة إىل أن الفرص تأخذ أشكاال خمتلفة‪ ،‬كأن خيرج منافس‬
‫قوي من السوق‪ ،‬أو وجود رغبة من مؤسسة أخرى إلبرام عقد شراكة‪...... ،‬‬
‫‪ -0‬مفهوم التهديدات‪ :‬التهديدات هي التغريات اليت حتدث يف البيئة اخلارجية قي غري صاحل املؤسسة وتــؤثــر عليها سلبا‪ ،‬أي‬
‫هو متغري خارجي مييل ألن يكون طويل األجل مع غياب أو تواضع قدرات أو حتركات فاعلة للتعامل معه‪ ،‬مثل ظهور منافس‬
‫قوي‪ ،‬صدور تشريع أو قرار سياسي معاكس‪ ،‬مما يؤدي إىل تضاؤل وتواضع املركز السوقي للمؤسسة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫‪ .3.0‬نتائج تقييم البيئة الداخلية للمؤسسة‪.‬‬


‫إن قيام املؤسس ات بالتعرف على بيئتها الداخلية أو بعبارة أخرى تقييم إمكانياهتا الداخلية‪ ،‬يهدف إىل استخالص نقاط‬
‫القوة ونقاط الضعف اليت تتميز هبا املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم نقاط القوة‪ :‬هي املزايا واإلمكانات اليت تتمتع هبا املؤسسة باملقارنة مبا يتمتع به املنافسون‪ ،‬أو أهنا عبارة عن موارد‬
‫وقدرات حمورية متثل جماالت للتمكن ومسات إجيابية متاحة ميكن للمؤسسة االعتماد عليها‪ ،‬فتبحث عن الفرص اليت ميكن‬
‫اقتناصها واإلفادة منها بتوظيف هذه القوة‪.‬‬
‫‪ -0‬مفهوم نقاط الضعف‪ :‬هي جماالت للقصور يف موارد املؤسسة و‪/‬أو مهارات مديريها‪ ،‬تؤثر سلبا على أدائها وتفوت عليها‬
‫اقتناص فرص ويتطلب األمر تصحيحها وتقوميها لتقليل آثارها السلبية‪.‬‬
‫جيب على املؤسسة مقارنة نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات‪ ،‬وهو ما يسمى باإلمكانيات الداخلية للمؤسسة‬
‫من منظور البيئة اخلارجية‪ .‬ومنه فإن اإلمكانيات الداخلية للمؤسسة من منظور البيئة اخلارجية تكون كالتايل‪:‬‬
‫‪ -1‬نقاط قوة ميكن استخدامها يف استغالل الفرص؛‬
‫‪ -2‬نقاط قوة ميكن استخدامها يف مواجهة التهديدات؛‬
‫‪ -3‬نقاط ضعف حتول دون االستفادة من الفرص ؛‬
‫‪ -0‬نقاط ضعف تسبب وتزيد من التهديدات‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬وظائف المؤسسة االقتصادية‬


‫تمهيد‪:‬‬
‫لقد ظهر مفهوم الوظيفة بداية يف أعمال االقتصادي فايول‪ ،‬الذي حدد عددا من الوظائف يف املؤسسة االقتصادية (الوظيفة‬
‫التجارية‪ ،‬املالية‪ ،‬احملاسبية‪ ،‬اإلنتاجية‪ ،‬التقنية‪.)...... ،‬‬
‫إن الوظائف الرئيسية للمؤسسة تساهم بدرجة كبرية يف حتسني أداء املؤسسة يف حالة حسن تنظيمها وهيكلتها وكفاءة‬
‫املوظفني العاملني فيها وتطور التكنولوجيا املعمول هبا‪ ،‬ومنه إرضاء الزبائن من جهة‪ ،‬وحتقيق األهداف املسطرة من جهة أخرى‪،‬‬
‫وهذا لن يتأتى إال بالتنسيق والتكامل بني الوظائف‪.‬‬
‫‪ .2‬وظيفة اإلنتاج‪:‬‬
‫تعترب وظيفة اإلنتاج من أهم وظائف املؤسسة‪ ،‬وتشكل الوظيفة املركزية يف املؤسسة ألهنا تعىن مباشرة بتحقيق أهداف‬
‫املؤسسة‪ .‬وهي الوظيفة الفنية األساسية يف املؤسسة اليت هتتم بتوليف عناصر اإلنتاج املتواجدة خللق السلع واخلدمات املتنوعة‬
‫بكل ما يعنيه ذلك من تنظيم‪ ،‬وحل للمشاكل‪ ،‬واختاذ قرارات‪ ،‬ووضع سياسات توصال إىل األهداف املرسومة بأقل تكلفة‬
‫وبأقصى ربح ممكن‪.‬‬
‫‪ .2.2‬تعريف وظيفة اإلنتاج‪:‬‬
‫هي تلك الوظيفة اليت تقوم بإدارة خمتلف العمليات واملهام واألنشطة اليت ختتص بتحويل عناصر اإلنتاج ( خمتلف املدخالت)‬
‫من خالل العمليات اإلنتاجية املعقدة إىل خمرجات سلع وخدمات‪ .‬واليت تتطلب وسائل مادية وبشرية ومالية ومعلوماتية‬

‫‪13‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫وتكنولوجية جيب تنظيمها من اجل حتقيق أهداف املؤسسة‪ ،‬وذلك بإجياد السلع واخلدمات اليت يرغب فيها املستهلك‬
‫وباملواصفات واملواعيد املناسبة له‪.‬‬
‫‪ .0.2‬أهداف وظيفة اإلنتاج‪:‬‬
‫ميكن إجياز وظيفة اإلنتاج كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إنتاج السلع واخلدمات مبواصفات حمددة حتوز على رضا املستهلك؛‬
‫‪ -‬اإلسهام يف خلق وتعزيز القدرة التنافسية من خالل ختفيض التكاليف وحتسني اجلودة وحتقيق التميز؛‬
‫‪ -‬حتقيق مستوى مناسب للجودة من خالل مطابقة املنتجات للمواصفات احملددة؛‬
‫‪ -‬حتقيق الكفاءة اإلنتاجية من خالل األداء الفعال وختفيض التكاليف؛‬
‫‪ -‬ختفيض التكاليف وذلك من خالل الكفاءة يف استخدام أصول املؤسسة؛‬
‫‪ -‬حتقيق مرونة العمليات اإلنتاجية من خالل التكيف مع املتغريات الداخلية واخلارجية للمؤسسة؛‬
‫‪ -‬القدرة على توفري املنتجات وبشكل منوع‪.‬‬
‫‪ .3.2‬مسؤوليات واختصاصات وظيفة اإلنتاج‪:‬‬
‫تتمثل مسؤوليات واختصاصات وظيفة اإلنتاج فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ختطيط وتنظيم العمليات اإلنتاجية‪ ،‬ووضع جداول تفصيلية مبا سيتم إنتاجه والفرتات احملددة لإلنتاج؛‬
‫‪ -‬تصميم السلعة أو اخلدمة وحتديد املواصفات والشروط الفنية للمنتوج؛‬
‫‪ -‬حتقيق التوازن بني املراحل للعمليات اإلنتاجية؛‬
‫‪ -‬دراسة العالقة بني اإلنتاج والتسويق والتمويل؛‬
‫‪ -‬التنبؤ السليم باملبيعات واإلنتاج؛‬
‫‪ -‬تأمني املعدات واآلالت ومواد اإلنتاج الالزمة إلجناح العملية اإلنتاجية؛‬
‫‪ -‬توفري مجيع احتياجات العملية اإلنتاجية بالكميات والنوعية والسرعة املطلوبة؛‬
‫‪ -‬الرقابة على العمليات املختلفة للعملية اإلنتاجية؛ ‪ -‬ختطيط وتنظيم وجدولة صيانة اآلالت؛‬
‫‪ -‬العمل على توفري ظروف وشروط األمان والسالمة املهنية داخل املصنع؛‬
‫‪ -‬االهتمام بالبحث والتطوير لتحسني املنتوجات وتطويرها؛‬
‫‪ -‬االهتمام بالقوى العاملة وتوفري احلوافز والظروف املالئمة وترشيد استخدامها‪.‬‬
‫‪ .0‬وظيفة إدارة الموارد البشرية‪.‬‬
‫تعترب هذه الوظيفة من الوظائف املساندة يف املؤسسة‪ ،‬فهي هتتم بإعداد اخلطط وكل ما يتعلق بتسيري املوارد البشرية يف‬
‫املؤسسة‪ ،‬وتقوم يف نفس الوقت بتنفيذ جزء من الربامج واخلطط اليت تساهم يف إعدادها وتصادق عليها إدارة املؤسسة ‪.‬وهذا يف‬
‫جماالت التكوين‪ ،‬التشغيل وغريها من األعمال املتعلقة باألفراد وعملهم يف املؤسسة‪.‬‬
‫‪ .2.0‬تعريف وظيفة إدارة الموارد البشرية‪:‬‬
‫تعرف وظيفة املوارد البشرية على أهنا جمموعة النشاطات املتعلقة حبصول املؤسسة على احتياجاهتا من املوارد البشرية‪،‬‬
‫وتطويرها وحتفيزها واحلفاظ عليها‪ ،‬مبا ميكن من حتقيق األهداف بأعلى مستويات الكفاءة والفعالية ‪.7‬‬

‫‪14‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫‪ .0.0‬أهمية إدارة الموارد البشرية‪:‬‬


‫تكمن أمهية إدارة املوارد البشرية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ال توجد مؤسسة دون إدارة موارد بشرية‪.‬‬ ‫‪ -‬هتتم باملوارد الرئيسية يف املنظمة و هم األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬تصنع اخلطط املناسبة للتدريب‪.‬‬ ‫‪ -‬تقوم بتطوير مهارات األفراد العاملني باملؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬ختتار األفراد املناسبني لشغل الوظائف‪.‬‬ ‫‪ -‬تقوم بدراسة مشاكل األفراد ومعاجلتها‪.‬‬
‫‪ .3.0‬أهداف إدارة الموارد البشرية‪:‬‬
‫هناك نوعان من األهداف مها املشاركة والفعالية‪:‬‬
‫‪ -2‬المشاركة‪ :‬وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫* ‪ -‬استقطاب واختيار املوارد البشرية القادرة على حتقيق أهداف املؤسسة‪.‬‬
‫* ‪ -‬التعريف باملؤسسة بشكل سليم حبيث يرغب طاليب العمل يف االنضمام إىل املنظمة‪.‬‬
‫* ‪ -‬استقرار اليد العاملة يف املنظمة‪.‬‬ ‫* ‪ -‬االحتفاظ باألفراد الناجحني يف عمليات االختيار‪.‬‬
‫‪ -0‬الفعالية‪ :‬وهي جعل القوى العاملة تنجز ما يطلب منها بنجاح ومثابرة وهي مرتبطة بعدة عوامل منها‪:‬‬
‫* ‪ -‬تطوير قدراهتم ومهاراهتم‪.‬‬ ‫* ‪ -‬حتفيز األفراد‪.‬‬
‫* ‪ -‬مدهم مبهارات جديدة واملواد الكفيلة لتحقيق ذلك‪.‬‬
‫* ‪ -‬مساعدهتم على التواصل إىل األداء املرغوب فيه‪.‬‬
‫‪ .3.0‬مهام ومسؤوليات وظيفة إدارة الموارد البشرية‪ .‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حتليل الوظائف واألعمال‪ ،‬وتشمل حتديد مسؤوليات ومهام الوظائف ومتطلبات شغلها من مؤهالت علمية وتدريب‬
‫وخربات؛‬
‫‪ -‬ختطيط القوى البشرية‪ ،‬وتشمل حتديد احتياجات املؤسسة من الكفاءات والقدرات واملهارات والتخصصات املختلفة؛‬
‫‪ -‬البحث عن مصادر القوى البشرية والعمل على جذهبا واختيارها حسب املؤهالت املطلوبة؛‬
‫‪ -‬تطوير وتنمية قدرات العاملني ومهاراهتم واجتاهاهتم؛‬
‫‪ -‬اقرتاح سياسات ونظم الرواتب والعالوات واحلوافز؛‬
‫‪ -‬تقييم أداء العاملني مبا يف ذلك وضع املعايري واإلجراءات واألساليب املالئمة لعمليات تقييم األداء‪.‬‬
‫‪ .3‬الوظيفة المالية‪:‬‬
‫تعترب الوظيفة املالية واحدة من أهم الوظائف يف نشاط املؤسسة فال ميكن ألي مؤسسة أن تقوم بنشاطها من إنتاج أو تسويق‬
‫أو غريها من الوظائف األخرى دون توافر األموال الالزمة لتمويل أوجه النشاط املتنوعة‪.‬‬
‫‪ .2.3‬مفهوم الوظيفة المالية‪:‬‬
‫هي جمموعة املهام والعمليات اليت تسعى يف جمموعها إىل البحث عن األموال من مصادرها املمكنة بالنسبة للمؤسسة‪ ،‬ويف‬
‫إطار حميطها املايل بعد حتديد احلاجات اليت تريدها من األموال من خالل براجمها وخططها االستثمارية‪ ،‬وكذا برامج متويلها‬
‫وحاجاهتا اليومية‪ ،‬وهذا باختيار أحسن اإلمكانيات اليت تسمح هلا بتحقيق نشاطها بشكل عادي والوصول إىل أهدافها يف‬
‫جوانب اإلنتاج والتوزيع‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫وتقوم الوظيفة املالية بالسهر على اختيار املزيج املايل املالئم من أموال خاصة أو متويل ذايت أو ديون مبختلف استحقاقها‬
‫والذي حيقق هلا أحسن مردود وبأقل تكاليف ممكنة‪.‬‬
‫‪ .0.3‬أهداف الوظيفة المالية‪:‬‬
‫ختتلف أهداف الوظيفة املالية باختالف رسالة وأهداف املؤسسة وطبيعة نشاطها‪:‬‬
‫‪ -‬حتقيق أعلى رحبية ممكنة لالستثمارات؛‬
‫‪ -‬تأمني االحتياجات املالية للمؤسسة على املدى القصري والبعيد وبشروط تتناسب مع إمكانيات املؤسسة وظروفها؛‬
‫‪ -‬ختطيط وتنظيم وضبط حركة تدفق األموال من وإىل املؤسسة؛‬
‫‪ -‬التخفيف من حدة املخاطر يف جمال استخدام األموال ومراقبة استخدامها‪.‬‬
‫‪ .3.3‬مسؤوليات ومهام الوظيفة المالية‪.‬‬
‫تتمثل فيمايلي‪ - :‬حتديد االحتياجات املالية للمؤسسة؛‬
‫‪ -‬البحث عن مصادر التمويل املناسبة بأحسن الشروط؛‬
‫‪ -‬ختصيص وتوزيع األموال على خمتلف املخططات واألنشطة؛‬
‫‪ -‬إدارة األصول النقدية للمؤسسة؛‬
‫‪ -‬متابعة ومراقبة تنفيذ الربامج املالية حسب اخلطط املوضوعة؛‬
‫‪ -‬وضع اخلطط االستثمارية بشأن حتديد أفضل املشاريع االستثمارية األعلى عائد؛‬
‫‪ -‬القيام مبختلف أنواع التحليل املايل ملعرفة املركز املايل للمؤسسة ومدى سالمة أوضاعها املالية؛‬
‫‪ -‬وضع املوازنات املختلفة مثل املوازنات التقديرية‪ ،‬والتدفقات النقدية وامليزانيات العامة؛‬
‫‪ -‬التنبؤ باملشكالت املالية املتوقعة؛‬
‫‪ -‬وضع نظام مايل وحماسيب للمؤسسة؛‬
‫‪ -‬وضع نظام رقابة مالية يتضمن مراجعة السياسات والقرارات والعمليات املالية؛‬
‫‪ -‬تأمني قدرة املؤسسة على تأمني السيولة الكافية والالزمة؛ ‪ -‬التنبؤ مبستويات األرباح املتوقعة يف ظل املتغريات املختلفة؛‬
‫‪ -‬املشاركة مع إدارة التسويق وغريها يف تسعري املنتجات‪.‬‬
‫‪ .0‬وظيفة التموين‪:‬‬
‫تعترب وظيفة التموين من الوظائف املهمة يف املؤسسة نظرا ألمهيتها بالنسبة ملختلف النشاطات خاصة التموين واإلنتاج‬
‫والتسويق‪ ،‬فهي متثل اخلطوة األوىل من هذه األنشطة‪ ،‬وهي تعين العمل على توفري خمتلف عناصر املخزون احملصل عليها من‬
‫خارج املؤسسة أساسا بكميات وتكاليف ونوعيات مناسبة وهذا لتنفيذ الربامج اخلاصة بنشاط املؤسسة سواء كانت إنتاجية أو‬
‫بيعية هبدف حتقيق أحسن النتائج وهذا بأقل تكلفة‪.‬‬
‫‪ .2.0‬تعريف وظيفة التموين‪:‬‬
‫وهي إدارة مجيع النشاطات والعمليات واملهام اليت هتدف إىل تأمني احتياجات املؤسسة من املواد املختلفة باجلودة والسرعة‬
‫املطلوبة‪ ،‬وبأقل التكاليف‪ ،‬واالحتفاظ مبشرتيات املؤسسة وبعض منتجاهتا‪ ،‬وتأمني تزويد الوحدات التنظيمية منها حسب‬
‫احلاجة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫ب ‪ -‬وظيفة التخزين‪.‬‬ ‫أ‪ -‬وظيفة الشراء‪.‬‬ ‫وتنقسم وظيفة التموين إىل قسمني ومها‪:‬‬
‫‪ .0.0‬أهداف وظيفة التموين‪:‬‬
‫تتمثل أهداف وظيفة التموين فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تأمني استمرارية العملية اإلنتاجية من خالل ضمان توفري املواد املختلفة؛‬
‫‪ -‬ضمان استمرارية نشاطات مجيع الوحدات التنظيمية األخرى؛‬
‫‪ -‬توفري املواد املختلفة اليت حتتاجها املؤسسة وفق مستويات اجلودة املطلوبة وبأقل األسعار ويف األوقات املناسبة؛‬
‫‪ -‬حفظ املواد وختزينها وتوفريها حسب احلاجة‪.‬‬
‫‪ .3.0‬مهام ومسؤوليات وظيفة التموين‪.‬‬
‫تتمثل مهام ومسؤوليات وظيفة التموين فيمايلي‪:‬‬
‫‪ -‬ختطيط احتياجات املؤسسة من املواد املختلفة الالزمة من حيث الكمية املطلوبة وبأقل األسعار ويف األوقات املناسبة؛‬
‫‪ -‬حتديد واختيار مصادر التوريد والشراء اليت توفر أفضل الشروط؛‬
‫‪ -‬القيام بعمليات وإجراءات الشراء‪ ،‬وكذا وضع سياسات وأنظمة وتعليمات وإجراءات الشراء؛‬
‫‪ -‬تسلم املواد املشرتاة وتدقيقها وفحصها للتأكد من استيفاء مجيع الشروط واملواصفات املتفق عليها؛‬
‫‪ -‬االحتفاظ بالقيود والسجالت واملستندات املتعلقة بعمليات التموين؛‬
‫‪ -‬تأمني أماكن ختزين مناسبة تضمن سالمة املواد؛‬
‫‪ -‬وضع نظام فهرسة وتصنيف املواد املخزنة لتحديد مواقعها وسهولة استخدامها؛‬
‫‪ -‬مراقبة دوران املواد املخزنة وإعادة التزويد؛‬
‫‪ -‬القيام بعمليات جرد املخزون دوريا وعند الضرورة؛‬
‫‪ -‬اإلشراف على تسلم وصرف املواد املخزنة قف اإلجراءات املعتمدة‪.‬‬
‫‪ .5‬وظيفة التسويق‪:‬‬
‫تعترب وظيفة التسويق من الوظائف التنفيذية الرئيسية اليت تسهم مباشرة يف حتقيق أهداف املؤسسة‪ ،‬وتعترب ثاين أهم وظيفة‬
‫بعد وظيفة اإلنتاج‪ ،‬وهي تسهم بدور حيوي يف جناح املؤسسة‪ ،‬وبدوهنا ال ميكن التعرف على رغبات وحاجات السوق وتوصيل‬
‫السلع واخلدمات للمستهلكني‪ ،‬فهي الوظيفة اليت هي على اتصال مباشر ودائم باحمليط اخلارجي‪ ،‬حىت حتقق املؤسسة أهدافها‪.‬‬
‫‪ .2.5‬تعريف وظيفة التسويق‪:‬‬
‫هي عملية إدارة مجيع النشاطات والعمليات اليت تقوم هبا املؤسسة للتعرف على حاجات ورغبات الزبائن احلاليني واملرتقبني‪،‬‬
‫وذلك بإجياد سلع وخدمات بأسعار مناسبة تليب حاجات ورغبات الزبائن وحتوز على رضاهم ومبا حيقق عائدا مناسبا للمؤسسة‪.‬‬
‫كما تعرف على أهنا عملية ختطيط وتنفيذ مفاهيم تسعري وترويج وتوزيع السلع واخلدمات‪.‬‬
‫‪ .0.5‬أهداف وظيفة التسويق‪:‬‬
‫ختتلف أهداف وظيفة التسويق باختالف رسالة وأهداف املؤسسة وطبيعة نشاطها‪:‬‬
‫‪ -‬الوصول إىل أكرب حصة سوقية للمؤسسة؛‬
‫‪ -‬حتقيق رقم معني من األرباح؛ ‪ -‬حتقيق مستوى عال من رضا املستهلكني أو الزبائن؛‬

‫‪17‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫‪ -‬احملافظة على املركز التنافسي للمؤسسة وتعزيزه؛‬


‫‪ -‬التنبؤ برغبات وحاجات الزبائن والقيام بالنشاطات الالزمة لتحقيق ذلك‪.‬‬
‫تتمثل فيمايلي‪:‬‬ ‫‪ .3.5‬مهام ومسؤوليات وظيفة التسويق‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد اخلطط الطويلة والقصرية اخلاصة بالسياسات التسويقية للمؤسسة؛‬
‫‪ -‬حتديد السياسات والربامج التسويقية ملختلف الوحدات التنظيمية؛‬
‫‪ -‬حتديد األهداف العامة والفرعية ملختلف األقسام ضمن إدارة التسوق؛‬
‫‪ -‬إجراء اختبارات السوق للسلع اجلديدة؛‬
‫‪ -‬تصميم وتنفيذ مجيع الدراسات املتعلقة باملستهلكني أو املنافسني؛‬
‫‪ -‬حتليل وتفسري البيانات اليت يتم مجعها ملعاجلة املشاكل التسويقية؛‬
‫‪ -‬وضع مجيع الدراسات املرتبطة بتحديد العالمات التجارية ومجيع الضمانات واخلدمات الواجب تقدميها مع السلعة أو اخلدمة؛‬
‫‪ -‬حتليل أسعار املنافسني‪ ،‬وتطوير السياسات املناسبة للتسعري؛‬
‫‪ -‬حتديد خمتلف أنواع منافذ التوزيع واختيار األنسب؛‬
‫‪ -‬حتديد أهداف الرتويج وأدواته املمكن استخدامها وقياس مدى فعاليتها؛‬
‫‪ -‬حتديد أنواع وحمتوى خمتلف وسائل تنشيط املبيعات‪.‬‬
‫‪ .6‬وظيفة البحث والتطوير‪:‬‬
‫يعد نشاط البحث والتطوير املغذي الرئيسي لإلبداعات التكنولوجية وخاصة يف املؤسسات الكبرية اليت تتوفر على خمابر‬
‫وإمكانيات مادية وبشرية معتربة‪ .‬ويف ظل هذه الظروف والتغريات والتطورات اجلديدة‪ ،‬و يف فرتة تشهد تطور تكنولوجي متسارع‬
‫ومنافسة حادة‪ ،‬ينبغي على الدول بصفة عامة‪ ،‬واملؤسسات االقتصادية بصفة خاصة أن هتتم مبجال البحث والتطوير واإلبداع‬
‫التكنولوجي‪.‬‬
‫‪ .2.6‬مفهوم وظيفة البحث والتطوير‪:‬‬
‫يقصد بالبحث والتطوير (‪ " :)Research and Devlopmen‬كل اجملهودات املتضمنة حتويل املعارف املصادق عليها إىل‬
‫حلول فنية يف صور أساليب أو طرق إنتاج ومنتجات مادية استهالكية أو استثمارية "‪.‬‬
‫من خالل التعريف السابق ميكن القول بأن البحث والتطوير هو ذلك النشاط املرتبط بتوليد املعارف اإلبداعية وحتويلها إىل‬
‫تطبيقات عملية يف شكل سلع وخدمات‪ ،‬مع التطلع الدؤوب للتوصل إىل حتقيق أعلى مستويات األداء‪.‬‬
‫‪ .0.6‬أهمية وظيفة البحث والتطوير‪:‬‬
‫ميكن تلخيص اجلوانب اليت تربز أمهية البحث والتطوير كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬حل مشاكل اإلنتاج وزيادة حجمه هبدف ختفيض التكاليف؛‬
‫‪ -‬حتسني نوعية املنتجات باكتساب املزايا التنافسية؛ ‪ -‬مواكبة التطورات احلاصلة يف البيئة اخلارجية و الدولية؛‬
‫‪ -‬اختيار البدائل الفعالة لعملية تطوير التكنولوجيا الستخدامها يف نشاطات املؤسسة املختلفة؛‬
‫‪ -‬تطوير أساليب إبداعية جديدة الستخدام التكنولوجيا يف تطوير العمليات اإلنتاجية على خمتلف املراحل اإلنتاجية؛‬
‫‪ -‬تطوير وتنمية اإلمكانات الذاتية من أجل تنفيذ اخليارات التكنولوجية بنجاح؛‬

‫‪18‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫‪ -‬يعد البحث والتطوير الركيزة األساسية لعمليات اإلبداع واالبتكار؛‬


‫‪ -‬حتقيق معدالت أفضل من العمل إىل رأس املال من أجل تقليص تكاليف اإلنتاج وبالتايل إبراز كفاءة األداء ورفع جودة‬
‫املنتجات وزيادة املعارف العلمية؛‬
‫‪ -‬تنويع خمرجات اإلنتاج و التوصل إليها بصورة أدق‪ ،‬أكفأ وأرخص‪.‬‬
‫‪ .3.6‬أهداف وظيفة البحث والتطوير‪:‬‬
‫تتمثل أهم األهداف اليت تتوخاها املؤسسة من خالل عملية البحث والتطوير فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اكتشاف وتعزيز املعرفة وتوليد األفكار واملفاهيم اجلديدة؛‬
‫‪ -‬تطوير وإبداع املنتجات اجلديدة وحتسني املنتجات احلالية املطلوبة يف السوق؛‬
‫‪ -‬حتسني و تطوير عمليات اإلنتاج أو البيع من خالل تقليل التلف أو الضياع و حتسني املركز التنافسي للمشروع؛‬
‫‪ -‬احملافظة على حجم املبيعات وزمن التقدمي يف السوق؛‬
‫‪ -‬التنويع يف املنتجات لتلبية رغبات أكرب قاعدة ممكنة من املستهلكني؛‬
‫‪ -‬توسيع املبيعات إىل مناطق جغرافية جديدة أو الدخول يف أسواق جديدة؛‬
‫‪ -‬االستفادة من السعة اإلنتاجية املعطلة وحتسني جودة املنتجات احلالية؛‬
‫‪ -‬إجراءات دفاعية أو هجومية ضد منافسني معينني إضافة إىل بعض األهداف األخرى كخفض العمالة‪ ،‬توافر الطاقة‪....‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬موارد المؤسسة االقتصادية‬


‫‪ .1‬تمهيد‪:‬‬
‫لقد شهدت فرتة الستينيات من القرن املاضي تركيزا كبريا للفكر اإلسرتاتيجي على العوامل اخلارجية‪ ،‬وإعتبار جناح املؤسسة‬
‫وتفوقها مرتبط مبدى قدرهتا على التكيف مع الضغوطات اخلارجية وتقلبات احمليط‪ ،‬حبيث ظهرت العديد من النماذج الىت تركز‬
‫على هذا اإلجتاه‪ .‬إال أنه مع هناية الثمانينيات بدأت األنظار تتجه إىل الرتكيز على التحليل الداخلي للمؤسسة‪ ،‬فلقد كان املرور‬
‫من هيكل الصناعة إىل موارد املؤسسة قطيعة نظرية مهمة‪ ،‬كان عاملها ذلك املنظور املؤسس على املوارد الذي ال يأخذ يف‬
‫االعتبار املؤسسة وأهدافها (إسرتاتيجيتها) من خالل نشاطاهتا (منتجات‪ ،‬أسواق) بل من خالل مواردها الداخلية املادية وغري‬
‫املادية‪.‬‬
‫‪ .0‬الجذور االقتصادية لمفهوم الموارد‪:‬‬
‫إن التفكري املركز على املؤسسة ومواردها ‪ -‬بدل االهتمام بالصناعة ‪ -‬يرى أن احملدد األقوى للرحبية ال يتمثل يف هيكل‬
‫الصناعة‪ ،‬بل إن األمر يتعلق بتجنيد وتفعيل موارد املؤسسة وكفاءاهتا احملورية‪ ،‬وعلى هذا األساس أصبحت النظرة اهليكلية‬
‫تقليدية وليست هلا القدرة على تفسري تنافسية املؤسسات‪ ،‬مما جعلها ترتك مكاهنا شيئا فشيئا ملقاربة نظرية جديدة أكثر مشولية‪،‬‬
‫عرفت باملقاربة املرتكزة على املوارد‪.‬‬
‫‪ .2.0‬المقاربة المرتكزة على الموارد‪ :‬تتمركز هذه املقاربة حول املوارد الداخلية للمؤسسة اليت تسمح هلا بالتفرد بامليزة‬
‫التنافسية‪ ،‬فلقد ارتكزت هذه املقاربة على الكثري من األعمال الفكرية اليت أكدت على دور وأمهية املوارد يف املؤسسة ويعد‬
‫(‪ )Werneflet‬أول من استعمل مصطلح املقاربة املبنية على املوارد‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫فهذه املقاربة ترى أن احملدد األقوى للرحبية يتعلق بتجنيد وتفعيل موارد املؤسسة وأن جذور امليزة التنافسية جيب البحث عنها‬
‫داخل املؤسسة إن منظروا هذه املقاربة غالبا ما كانوا يستشهدون باملؤسسات اليابانية عالية اخلربة‪ ،‬اليت تنشط يف قطاعات‬
‫تلعب فيها التكنولوجيا دورا أساسيا‪ ،‬إال أن مواردها الداخلية هي اليت مسحت هلا باحلصول على منتجات متميزة وذات جودة‬
‫عالية‪.‬‬
‫‪ .2.2‬فرضيات المقاربة المبنية على الموارد‪:‬‬
‫ترتكز النماذج الكالسيكية للتحليل االسترياتيجي على فرضيتني أساسيتني‪ ،‬فمن جهة تفرتض أن املؤسسات النشطة يف‬
‫صناعة ما تعترب متماثلة يف املوارد االسترياتيجية اليت تسيطر عليها وكذا االسرتاتيجيات املنتهجة‪ ،‬و من جهة أخرى تفرتض أن‬
‫املوارد املتاحة متحركة وغري ثابتة مبعىن أهنا قابلة للتنقل وهذا يعين عدم وجود تباين يف املوارد املستعملة من طرف تلك‬
‫املؤسسات ضمن اسرتاتيجياهتا‪.‬‬
‫خبالف ذلك جند أن املنظور املرتكز على املوارد كما هو مقدم من قبل ‪ Barnay‬سنة‪ 0000‬يقرتح فرضيتني بديلتني‬
‫لدراسة مصادر امليزة التنافسية مها‪:‬‬
‫‪ -1‬الفرضية األولى‪ :‬التباين النسبي للموارد‪ :‬يفرتض هذا النموذج أن املؤسسات التابعة لنفس الصناعة ميكن أن تكون هلا‬
‫موارد استرياتيجية متباينة‪ ،‬أي بعبارة أخرى ميكن للموارد أن تتميز نسبيا من مؤسسة ألخرى‪ ،‬وحىت أن كانت هذه املوارد تابعة‬
‫لنفس القطاع أو الصناعة‪ ،‬وعليه فإن املوارد املالية‪ ،‬املعارف التكنولوجية‪ ،‬شهرة املؤسسة ماهي إال متغريات قابلة للتميز والتباين‬
‫من مؤسسة إىل أخرى‪.‬‬
‫‪ -2‬الفرضية الثانية‪ :‬نسبية حركية الموارد‪ :‬وفقا هلده املقاربة يفرتض أن حركية املوارد ما بني املؤسسات أهنا ليست مطلقة‪،‬‬
‫وهذا يعين أن التباين يف املوارد قد يكون مستداما لوجود عوامل حتد من قدرهتا على احلركة بشكل كامل‪.‬‬
‫‪ .3‬المبادئ األساسية لنظرية الموارد‪:‬‬
‫تتمثل املبادئ األساسية لنظرية املوارد‪:‬‬
‫‪ -‬تصور املؤسسة على أهنا حمفظة من املوارد املالية‪ ،‬التقنية والبشرية؛‬
‫‪ -‬ضعف موارد املؤسسة ال مينعها من حتقيق التفوق يف السوق‪ ،‬كما أهنا ال تضمن هلا وفرة املوارد يف حتقيق النجاح األكيد؛‬
‫‪ -‬كل مؤسسة ختتلف يف كيفية مزج مواردها مما ينتج عنه فروقات حمسوسة بينها ختتلف يف كيفية اقتحامها لألسواق‬
‫ومتوقعها ويف النواتج اليت تستخلصها من املوارد املتاحة؛‬
‫‪ -‬االستعمال الذكي بدال من االستعمال العقالين للموارد بتجميعها واشراكها املتكامل وتوظيفهيا مركزة على اهلدف‬
‫االسرتاتيجي‪.‬‬
‫‪ .4‬تعريف الموارد الداخلية للمؤسسة‪:‬‬
‫حسب ‪ Barnay‬سنة‪ 0000‬تشتمل املوارد على جمموع األصول والقدرات‪ ،‬والطاقات‪ ،‬واإلجراءات التنظيمية‪،‬‬
‫واخلصائص‪ ،‬واملعلومات‪ ،‬واملعارف‪ ،‬واملهارات اليت تتحكم فيها املؤسسة وتسيطر عليها واليت متكنها من إعداد وتنفيذ‬
‫اسرتاتيجيات تنافسية من شأهنا أن تزيد من فعاليتها وجناعتها‪.‬‬
‫ويعرف "ونفلت" ) ‪ (B.Wernerfelt‬املوارد على أهنا‪ :‬كل ما ميكن أن يسهم يف نقاط القوة والضعف يف املؤسسة‪،‬‬
‫وبالنسبة هلذا الباحث فإن موارد املؤسسة تتكون من جمموعة األصول امللموسة أو غري امللموسة اليت ترتبط بصفة دائمة‬

‫‪22‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫بأنشطتها‪ ،‬حبيث تتضمن تلك األصول باإلضافة إىل اخلربة الفنية لألفراد واإلجراءات التنظيمية الفعالة كل من رأس املال‬
‫واملنتجات والتكنولوجيا والعالمة التجارية‪.‬‬
‫كما تعرف املوارد والكفاءات على أهنا‪ :‬أصوال حمسوسة أو غري حمسوسة مرتبطة باملؤسسة‪ ،‬واليت ميكن تصنيفها إىل ‪50‬‬
‫فئات‪ :‬مالية‪ ،‬وبشرية (األفراد‪ ،‬الكفاءات‪...،‬اخل)‪ ،‬ومادية (املوقع اإلنتاجي‪ ،‬اآلالت والتجهيزات‪ ،‬املخزون‪...‬اخل)‪ ،‬وتنظيمية‬
‫(نظام املعلومات‪ ،‬مراقبة اجلودة‪..‬اخل)‪ ،‬وتكنولوجية (مهارة‪ ،‬براءات‪..‬اخل)‪ .‬كما أضاف ‪ R.M.Grant‬إىل هذه القائمة قسما‬
‫سادسا متثل يف السمعة مع تركيزه على دور املوارد غري احملسوسة‪ ،‬وبالنسبة لـ ‪ H.Itami‬فإن هذا النوع من املوارد (األصول غري‬
‫املرئية) أصبحت مؤثرة وحمددة للميزة التنافسية للمؤسسة‪.‬‬
‫وميكن تقسيم املوارد أيضا إىل موارد مادية‪ ،‬مالية‪ ،‬وطبيعية‪ ،‬وبشرية‪ ،‬وتكنولوجية (كاألراضي واملباين‪ ،‬واملصانع‪،‬‬
‫والتجهيزات‪...‬اخل)‪ ،‬وموارد معنوية‪ :‬كالعالمة‪ ،‬والسمعة‪ ،‬وبراءة االخرتاع‪ ،‬واملهارات‪ ،‬والقدرات املتنوعة‪...‬اخل‪.‬‬
‫وفي المقاربة المبينة على الموارد نجد مجموعة من المصطلحات استعملها الباحثون‪:‬‬
‫‪ -‬المدخالت‪ :‬تتعلق بعوامل اإلنتاج املوجودة يف السوق واليت ال ختص مؤسسة معينة‪ ،‬كاملوارد األولية‪ ،‬اليد العاملة؛‬
‫‪ -‬الموارد‪ :‬خاصة باملؤسسة ميكن أن تكون ملموسة أو غري ملموسة‪ ،‬تنشأ انطالقا من املدخالت اليت حتول عن طريق‬
‫املؤسسة إىل موارد خاصة مثل‪ :‬املوارد املالية‪ ،‬املادية‪ ،‬البشرية‪ ،‬التكنولوجية؛‬
‫‪ -‬الكفاءات‪ :‬هي عموما مفهوم نظامي ينتج عن تفاعل مجاعي بني التكنولوجيا‪ ،‬التعلم اجلماعي والعمليات التنظيمية‪،‬‬
‫تسمح هذه األخرية بإنشاء موارد جديدة للمؤسسة فهي ال حتل حمل املوارد بل تسمح بتطويرها‪ .‬حبيث تشكل قدرة‬
‫املؤسسة على تعزيز استخدام وحتويل املوارد تبعا ألهداف حمددة مسبقا‪ ،‬من أجل دعم وحتسني مكانتها التنافسية‪ ،‬وبالتايل‬
‫فإن الكفاءات تنتج من الجمع بين عدة موارد‪.‬‬
‫فالكفاءات احملورية هي تلك املهارات الناجتة عن التداخل‪ ،‬والتساند‪ ،‬والتفاعل احلاصل بني جمموع أنشطة املؤسسة‪ ،‬األمر‬
‫الذي يتيح تطويرها وتراكمها‪ ،‬ومن مث ظهور موارد جديدة‪ ،‬ويرجع إطالق صفة احملورية على هذه الكفاءات ألن بقاء املؤسسة‬
‫واستمرارها‪ ،‬وتطورها أو انسحاهبا مرهون هبا‪.‬‬
‫وتتمثل الكفاءات احملورية أيضا يف خمتلف األصول امللموسة وغري امللموسة اليت تتسم بصفة اخلصوصية والتميز عن‬
‫املنافسني‪ ،‬حبيث يتم تكوينها وتنميتها عرب الزمن كنتيجة لعمليات التبادل بني موارد املؤسسة‪ ،‬وينظر كل من (‪)G.Hamel‬‬
‫و ( ‪ )C.K Prahald‬إىل الكفاءات احملورية على أهنا أساسية لتميزها ببعد اسرتاتيجي‪.‬‬
‫‪ .5‬خصائص الموارد‪:‬‬
‫للموارد جمموعة من خصائص عديدة ومتنوعة نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬القيمة‪ :‬جيب أن يكون للمورد أو الكفاءة قيمة‪ ،‬وذلك حىت يسمح بانتهاز الفرص وجتنب التهديدات‪،‬كما أنه يسهل على‬
‫املؤسسة الد خول إىل أسواق خمتلفة‪ ،‬ويسهم بطريقة معتربة يف تعظيم قيمة املنتج النهائي يف نظر الزبون؛‬
‫‪ -‬الندرة‪ :‬جيب أن يتميز املورد أو الكفاءة بالندرة‪ ،‬مبعىن ميكن لعدد حمدود جدا من املؤسسات احلصول على ذلك املورد أو‬
‫تلك الكفاءة حىت ال تتمكن املؤسسات املنافسة من نقلها؛‬
‫‪ -‬التقليد‪ :‬جيب أن يكون املورد صعب التقليد وهذا ملنع املنافسني من اكتسابه؛‬

‫‪21‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫‪ -‬عدم اإلحالل‪ :‬مبعىن جيب أال تكون هناك موارد أو كفاءات بديلة سهلة املنال‪ ،‬حىت حتافظ املوارد أو الكفاءات على‬
‫قيمتها وال يتسىن للمنافس نقلها؛‬
‫‪ -‬الحيازة‪ :‬حسب (‪ )Barney‬على املؤسسة تنظيم إجراءاهتا وهيكلتها للحصول على القيمة الكامنة ملواردها عند حتقيق امليزة‬
‫التنافسية‪ ،‬مبعىن أن يكون للمؤسسة القدرة التنظيمية واإلدارية على استغالل فعال للموارد والكفاءات؛‬
‫‪ -‬طول األجل‪ :‬واملقصود بذلك هل بإمكان املورد أو الكفاءة أن يساهم يف استمرار امليزة التنافسية لفرتة طويلة نسبيا‪ .‬وتعترب‬
‫الكفاءات أكثر قدرة على االستدامة مقارنة باملوارد‪.‬‬
‫‪ .6‬تقسيات الموارد‪:‬‬
‫لقد ميز (‪ )Barney‬بني ثالثة فئات للموارد هي‪:‬‬
‫‪ -‬الرأس المال المادي‪ :‬حيتوي على اإلنشاءات‪ ،‬والتجهيزات ‪ ،‬والتكنولوجيا‪...‬اخل؛‬
‫‪ -‬رأس المال البشري‪ :‬يضم التكوين‪ ،‬واخلربة‪ ،‬والذكاء‪ ،‬واملعرفة‪ ،‬والتعليم‪...‬اخل؛‬
‫‪ -‬رأس المال التنظيمي‪ :‬يشتمل اهليكل التنظيمي‪ ،‬والعالقات التنظيمية‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ -2-6‬الموارد الملموسة‪ :‬تشمل املوارد امللموسة كل من املواد األولية‪ ،‬معدات اإلنتاج‪ ،‬املوارد املالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬المواد األولية‪ :‬تعد املواد األولية مهمة‪ ،‬لكوهنا تؤثر بشكل معترب على جودة املنتجات‪ ،‬ومن مثة‪ ،‬فإن اختيار مورديها‬
‫والتفاوض معهم بشان جودهتا وأسعارها ومواعيد تسلمها‪ ،‬يصبح أمرا ضروريا‪.‬‬
‫ب‪ -‬معدات اإلنتاج‪ :‬تعتمد املؤسسة يف حصوهلا على القيمة املضافة من خالل حتويل املواد األولية ضمن عملية اإلنتاج إىل‬
‫منتجات‪ ،‬حيث تستند هذه العملية إىل معدات اإلنتاج اليت تعد أصال هاما من أصول املؤسسة‪.‬‬
‫ج‪ -‬الموارد المالية‪ :‬تعترب املوارد املالية مهمة جدا بالنسبة للمؤسسات‪ ،‬حيث متكنها من تعميق أنشطتها (كإنتاج منتجات‬
‫جديدة) أو توسيعها يف نطاق أكرب (كفتح قنوات توزيع جديدة )‪ ،‬ويتم ذلك كله بوساطة استثمارات فعالة اليت مبقدورها‬
‫حتقيق األهداف املالية والتنافسية‪.‬‬
‫‪ -0-6‬الموارد غير الملموسة‪ :‬يصعب حتديد املوارد غري امللموسة‪ ،‬باعتبار أنه ال توجد قاعدة متفق عليها لذلك‪ .‬غري أنه‬
‫ميكن أن تشمل املوارد غري امللموسة كل من‪ :‬اجلودة‪ ،‬املعلومات‪ ،‬التكنولوجيا‪ ،‬معرفة كيفية العمل‪ ،‬املعرفة‪ .‬ومت اعتماد هذه‬
‫‪ -‬أنها حرجة بالنسبة للمؤسسة‪.‬‬ ‫املوارد لسببني‪ - :‬فهي من متطلبات المنافسة الحديثة ؛‬
‫أ‪ -‬الجودة‪ :‬تسعى املؤسسات يف بيئة تنافسية إىل التسابق حنو االستحواذ على حصص السوق‪ ،‬وذلك باالعتماد على اجلودة‬
‫اليت تشري إىل‪ " :‬قدرة املنتج أو اخلدمة على الوفاء بتوقُّعات املستهلك أو حىت تزيد من توقعات املستهلك "‪.‬‬
‫ُ‬
‫ب‪ -‬التكنولوجيا‪ :‬لقد تزايد االهتمام بالعامل التكنولوجي‪ ،‬ألنه يعد موردا داخليا قادرا على إنشاء ميزة تنافسية معتربة‪ ،‬وتقدمي‬
‫القيمة للزبون‪ .‬غري أن التكنولوجيا ال قيمة هلا حبد ذاهتا فهي تستمد أمهيتها من اآلثار اليت ختلفها على امليزة التنافسية‪.‬‬
‫ج‪ -‬المعلومات‪ :‬تلعب املعلومات دورا هاما؛ فهي متثل بالنسبة للمؤسسة اكتشاف منتج جديد‪ ،‬إمكانية الوصول إىل السوق‬
‫قبل املنافس‪ ،‬وسيلة لتطوير وسائل اإلنتاج بشكل أسرع‪ ،‬الطريقة اليت يعبأ هبا املستخدمني للوصول إىل األهداف املشرتكة‪.‬‬
‫د‪ -‬المعرفة‪ :‬تتضمن تلك املعلومات التقنية والعلمية اليت هتم املؤسسة‪ ،‬وتستمد هذه األخرية معارفها من اجلامعات‪ ،‬املدارس‬
‫العليا‪ ،‬مراكز البحث‪ ،‬وكذا االشرتاك يف اجملالت العلمية والتقنية املختصة؛ قصد اإلملام باملعارف اجلديدة يف ميدان نشاطها‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫وميكن أن تكون املؤسسة ذاهتا منتجة للمعرفة من خالل حل مشاكلها التنظيمية‪ ،‬أو تلك املتعلقة باملنتجات وطرائق اإلنتاج‪.‬‬
‫وتساهم املعرفة يف تغذية القدرات اإلبداعية وإثراءها قاعدة معرفية وتنميتها بشكل دائم ذلك إىل نشوء مزايا تنافسية معربة‪.‬‬
‫و‪ -‬معرفة كيفية العمل‪ :‬تعرب معرفة كيفية العمل عن تلك الدرجة الراقية من اإلتقان مقارنة مع املنافسني‪ ،‬سواء كان ذلك يف‬
‫امليدان اإلنتاجي أو التنظيمي أو التسويقي‪ .‬ومن مثة الوصول إىل اكتساب ميزة أو مزايا تنافسية فريدة‪.‬‬
‫ي‪ -‬الموارد البشرية‪ :‬تتضمن مجيع الناس الذين يعملون يف املؤسسة رؤساء ومرؤوسني‪ ،‬والذين جرى توظيفهم فيها‪ ،‬ألداء‬
‫كافة وظائفها و أعماهلا‪.‬‬
‫المحور الخامس‪ :‬أنماط نمو المؤسسة االقتصادية‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫يعترب منو املؤسسة ظاهرة اقتصادية متعددة األبعاد‪ ،‬وقد اهتمت العديد من النظريات بتفسري هذه الظاهرة حيث تعكس‬
‫هذه األخرية مدى جناح املؤسسة يف إمناء طاقاهتا الكلية هبدف االستمرار والبقاء‪ ،‬وحيث يعرف النمو بأنه حتسني يف قدرات‬
‫النظام استجابة للمتغريات الداخلية واخلارجية لتحقيق أهداف حمددة‪ ،‬فإنه يعترب امتدادا لعالقة املؤسسة مع حميطها اخلارجي‬
‫وبأنه نتيجة لقراراهتا اإلسرتاتيجية‪ ،‬لذلك يظهر النمو بأنه ظاهرة ذات طبيعة إسرتاتيجية‪.‬‬
‫‪ .2‬تعريف نمو المؤسسة‪:‬‬
‫تعددت تعاريف النمو بتطور الزمن‪ ،‬الظروف االقتصادية وحبسب رأي املفكرين‪ ،‬ونقدم فيما يلي بعض التعاريف‪.‬‬
‫عرف ‪ Bienaymé‬النمو على أنه ظاهرة متعددة األبعاد تؤثر يف حجم املؤسسة ويرتتب عنها تعدد معايري قياس احلجم‪،‬‬
‫فيمكن تعريف النمو على انه ارتفاع يف حجم املؤسسة خالل فرتة زمنية معينة‪ ،‬هذه الفرتة ميكن أن تكون طويلة إذا كان النمو‬
‫مرتكز على اإلنتاج‪ ،‬أو قصرية مثرة توسع وقيت متعلق بتسارع دوران رأس املال على االرتفاع يف منو قدرة اإلنتاج‪ ،‬كما أن النمو‬
‫ظاهرة نسبية تقاس مبعدل ارتفاع احلجم خالل فرتة معينة ومقارنة هذا املعدل مع املؤسسات املنافسة‪.‬‬
‫بالنسبة لـ ‪ )1191( Penrose‬منو املؤسسة يدل على نشاط التوسع وما يتبعه من انعكاسات‪ ،‬فهو يعين االرتفاع يف العوامل‬
‫الكمية للمؤسسة (مثل‪ :‬اإلنتاج‪ ،‬رقم األعمال‪ ،‬اليد العاملة‪ ،‬املنشات واملعدات‪...‬اخل) مرفوقة بتغيريات داخلية يف خصائص‬
‫املؤسسة (مثل‪ :‬هيكل املؤسسة‪ ،‬النظام التسيريي‪ ،‬ثقافة املؤسسة‪ ،‬التكنولوجيا املستخدمة‪ ...‬اخل)‪ ،‬وهو عملية تطورية تقوم‬
‫وتؤسس على منو تراكمي للمعارف واخلربات اجلماعية‪.‬‬
‫إذا فالنمو يعني الزيادة‪ ،‬ووفقا لذلك فنمو املنظمة يعين‪:‬‬
‫‪ -‬الزيادة يف حجمها‪ :‬أي الزيادة يف عدد العاملي؛‬
‫‪ -‬التوسع يف اهليكل التنظيمي‪ :‬أي زيادة وتوسع عدد وحجم التشكيالت اإلدارية؛‬
‫‪ -‬التوسع يف استخدام املدخالت يف املنظمة؛ ‪ -‬تطور وزيادة اإلمكانيات املالية واملادية للمنظمة‪.‬‬
‫ومن الطبيعي أن للنمو دوافع وحوافز منها‪:‬‬
‫*‪ -‬حتقيق األمان للمنظمة يف حركتها ضمن اجملتمع احمللي؛ *‪ -‬حتقيق السمعة اجليدة للمنظمة وبناء صورهتا االجتماعية؛‬
‫*‪ -‬حتقيق القوة للمنظمة يف مواجهة قوى الضغط واجملتمع؛‬
‫*‪ -‬احلصول على حصة أكرب من السوق لتوسيع نشاطها وفعالياهتا؛‬
‫*‪ -‬زيادة أرباحها من خالل توسيع براجمها بغرض التحكم يف السوق؛‬

‫‪23‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫*‪ -‬مواجهة متطلبات التغيري اليت تفرضها البيئة على املنظمة‪.‬‬


‫وعليه فالنمو يعني تطور المنظمة من خالل سمات أهمها ‪:‬‬
‫‪ -1‬النمو يرتبط بالزيادات الكمية احلاصلة يف األفراد‪ ،‬املدخالت‪ ،‬املخرجات‪ ،‬اهليكل التنظيمي‪ ،‬األرباح‪ ،‬اإليرادات‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ -2‬النمو يؤدي إىل زيادة كفاءة وفاعلية املنظمة يف استخدام واستثمار املوارد املتاحة للمنظمة‪.‬‬
‫‪ -3‬النمو ال يرتبط ببعد زمين حمدد‪ ،‬ولكنه عملية طويلة األجل ومستمرة‪.‬‬
‫‪ -0‬النمو يعترب أحد مقاييس الكفاءة والفاعلية يف املنظمة‪.‬‬
‫من خالل ما سبق ميكننا القول أن منو املؤسسة هو تعبري ديناميكي لظاهرة اقتصادية تعكس مدى جناح املؤسسة يف إمناء‬
‫طاقاهتا الكلية هلدف االستمرار والبقاء‪ ،‬هذه الظاهرة تتضمن تغيريات يف نتائج املؤسسة ويف خصائصها التنظيمية‪.‬‬
‫‪ .0‬أنواع النمو في المؤسسة‪.‬‬
‫هناك ثالثة طرق تستطيع املؤسسة أتباعها لتحقيق اختيارها االسرتاتيجي للنمو وهي‪ :‬النمو الداخلي‪ ،‬اخلارجي‪ ،‬التعاقدي‪.‬‬
‫‪ .2.0‬النمو الداخلي )‪:(la croissance interne‬‬
‫عرف النمو الداخلي على أنه‪ " :‬حيازة أو إنشاء املؤسسة ألصول غري جاهزة لإلنتاج ألهنا حتتاج إىل اندماج مع باقي عوامل‬
‫اإلنتاج الضرورية لتحقيق املخرجات "‪.‬‬
‫وعليه فالنمو الداخلي يتعلق حبيازة األصول املنفصلة عن مكمالت العملية اإلنتاجية كاليد العاملة العالقات التنظيمية‬
‫املوجودة على مستوى املؤسسة‪ ،‬إذن فاحليازة هنا ختص وسائل اإلنتاج املنفصلة غري املدجمة وغري اُملنظَّمة‪ ،‬كما ميكن أن تكون‬
‫من صنع املؤسسة ذاهتا (إنتاج املؤسسة لذاهتا) أو قادمة من خارج املؤسسة يف شكل حيازة لوسائل جديدة أو مستعملة‬
‫(آالت‪ ،‬عقارات‪ ،‬منقوالت‪ ،‬استثمارات معنوية‪...‬إخل) متزج مع ما متلكه املؤسسة من إمكانيات لتحقيق النمو يف النشاط‪.‬‬
‫مما سبق نستطيع القول أن النمو الداخلي هو االرتفاع يف القدرة اإلنتاجية للمؤسسة الناجتة عن ضم وسائل إنتاج جديدة مت‬
‫إنشائها داخل املؤسسة أو مت حيازهتا من خارج املؤسسة‪.‬‬
‫‪ .0.0‬النمو الخارجي )‪:(la croissance externe‬‬
‫أعطى ‪ Paturel‬تعريفا بعد الدراسة النقدية للعديد من التعاريف اليت تناولت النمو اخلارجي معتمدا للنمو اخلارجي حيث‬
‫عرف‪ " :‬بأنه عمليات احليازة املباشرة اجلزئية أو الكلية ملؤسسة (عن طريق االبتالع مثال)‪ ،‬أو احليازة غري املباشرة عن طريق‬
‫السيطرة على مؤسسة أخرى بامتالكها حلصة هامة من رأمساهلا يكفي لتويل السيطرة عليها وإدارهتا‪ ،‬أو بواسطة مؤسسة أخرى‬
‫تقع حتت سيطرة وإدارة املؤسسة وذلك على جمموعة من عوامل اإلنتاج املرتبطة فيما بينها بعالقات تنظيمية داخلية وهلا القدرة‬
‫على اإلنتاج و‪/‬أو تقدمي اخلدمات وتستحوذ على حصة سوقية "‪.‬‬
‫إذن نستنتج مما سبق أن عامل التفرقة بني مفهومي النمو الداخلي والنمو اخلارجي يتمثل يف عامل االرتباط أو عدم‬
‫االرتباط يف املوارد‪ ،‬فيكون النمو خارجيًا إذا كانت املوارد اليت حازهتا املؤسسة مرتبطة فيما بينها‪ ،‬ويكون داخليًا إذا كانت‬
‫لتحقق اهلدف من العملية اإلنتاجية لنظام املؤسسة و املتمثل يف تكوين املخرجات‪.‬‬
‫املوارد حتتاج إىل ارتباط داخلي ّ‬
‫‪ .3.0‬النمو التعاقدي )‪:(la croissance contractuelle‬‬
‫هو عقد بني مؤسستني مستقلتني أو أكثر يهدف لدمج مواردها ملمارسة أنشطة إنتاجية‪ ،‬و‪/‬أو جتارية‪ ،‬و‪/‬أو خدمية مشرتكة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫ومنه نستطيع أن نفرق بني كل من النمو الداخلي و النمو اخلارجي والنمو التعاقدي وذلك بالنظر إىل طبيعة املوارد وكيفية‬
‫تشكيلها أثناء النمو‪:‬‬
‫‪ -‬النمو الداخلي هو تكوين أو حيازة استثمارات دون أن تكون هلا القدرة اآلنية على النشاط بسبب عدم اندماجها وتنظيمها‬
‫مع املوارد األخرى الضرورية؛‬
‫‪ -‬النمو اخلارجي هو حيازة استثمارات جاهزة للعملية اإلنتاجية‪ ،‬أي قد مت تنظيمها مع املوارد األخرى وسبق و أن مارست‬
‫(ومتارس) أنشطة إنتاجية؛‬
‫‪ -‬النمو التعاقدي هو عقد بني مؤسستني مستقلتني أو أكثر يهدف لدمج مواردمها (هم) ملمارسة أنشطة إنتاجية و‪/‬أو جتارية‬
‫و‪/‬أو خدمية مشرتكة‪.‬‬
‫لكننا إذا أخضعنا النمو التعاقدي ملعيار التفرقة بني النمو الداخلي والنمو اخلارجي فإن هذا النمو قد يكون منو داخليا وقد‬
‫يكون منو خارجيا وذلك على أساس أن كل أمناط النمو هي شكل من أشكال التعاقد بني املؤسسات وذلك كالتايل‪:‬‬
‫‪ -‬إبرام املؤسسة لعقد شراكة أو تعاون مع مؤسسة أخرى (أو عدة مؤسسات) يتضمن إنشاء فرع مشرتك بني املؤسستني الجناز‬
‫مشروع أو لتدويل النشاط‪ ...‬اخل‪ ،‬يعترب منوا داخليا ألن عملية اإلنشاء هذه متت باستخدام وسائل منفصلة ارتبطت فيما بينها‬
‫بفعل العقد املربم بني املؤسستني‪.‬‬
‫‪ -‬اشرتاك املؤسسة مع مؤسسة أخرى (أو عدة مؤسسات) يف حيازة مؤسسة مستقلة أو تويل السيطرة املشرتكة عليها بامتالك‬
‫حصص من رأمساهلا كافية لذلك يعترب منوا خارجيا ألن عملية احليازة هذه مشلت موارد مرتبطة فيما بينها‪.‬‬
‫‪ .3‬إستراتجيات نمو المؤسسة‪:‬‬
‫عترب النمو هدفاً اسرتاتيجياً يتح ّقق على املدى البعيد ويتطلّب تسخرياً معترباً للموارد واإلمكانيات‪ ،‬كما يتطلّب كذلك بذل‬
‫يُ ر‬
‫جمهودات تنظيمية كبرية واستمرارية يف حتقيق الفعالية‪ ،‬ويهدف ذلك كلّه إىل االستفادة من االمتيازات اليت يُتيحها النمو على كل‬
‫املستويات‪.‬‬
‫‪ .2.3‬اإلستراتيجيات العامة لنمو المؤسسة‪:‬‬
‫لكي تضمن املؤسسة دميومتها يف بيئتها التنافسية جيب أن حتقق ميزة تنافسية‪ ،‬ويضع املنظر االسرتاتيجي ‪ Porter‬املؤسسة‬
‫أمام حلني لتطوير امتيازا تنافسيا‪:‬‬
‫‪ -‬إما أن تتخذ املؤسسة امتيازا مؤسسا على تدنئة التكاليف باقرتاح عرض بسعر اقل مما يعرض به املنافسون؛‬
‫‪ -‬أو أن تكون املؤسسة قادرة على تقدمي عرض له خصائص مميزة حيس هبا الزبائن‪ ،‬ويستعدون لدفع أكثر مقابل ذلك‪.‬‬
‫وميكن أن متارس االسرتاتيجيات أعاله على جممل قطاع النشاط أو على فرع معني منه‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)22‬االسرتاتيجيات العامة للنمو‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫‪ -2‬إستراتيجية الهيمنة الشاملة بالتكاليف ‪:la domination globale par les couts‬‬
‫هتدف هذه اإلسرتاتيجية للسيطرة على السوق بتقدمي عرض منخفض التكلفة‪ ،‬لتحقيق هذه اإلسرتاتيجية على املؤسسة اللعب‬
‫على حجم اإلنتاج الجناز أرباح مرتبطة بأثر اخلربة لذلك فإن هلذه اإلسرتاتيجية القدرة على متكني املؤسسة من احلصول على‬
‫حصة سوقية مهمة‪ ،‬وبذلك تعترب من أهم اسرتاتيجيات النمو‪.‬‬
‫ومن أهم الطرق اليت تتبعها املؤسسة لتخفيض التكلفة‪:‬‬
‫‪ -‬تنمية قيم تنظيمية تركز أساسا على االهتمام الواعي للعاملني بشان التكلفة‪ ،‬إذ يهدف العاملون أساسا إىل ختفيض التكاليف‬
‫إىل أدىن حد ممكن؛‬
‫‪ -‬تقدمي منتج أساسي دون أي نوع من الكماليات اإلضافية اليت تؤدي إىل زيادة تكلفة إنتاجه؛‬
‫‪ -‬تعديل األنشطة والعمليات ذات التكلفة العالية‪ ،‬كاستبدال العمليات اليدوية بأخرى رخيصة؛‬
‫‪ -‬استخدام مواد أولية رخيصة دون املساس جبودة املنتج؛‬
‫‪ -‬ختفيض تكاليف البحوث والتطوير واإلعالن‪.‬‬
‫‪ -0‬إستراتيجية التميز ‪:La différenciation‬‬
‫ترتكز إسرتاتيجية التميز على تقدمي عرض للمستهلك حيتوي خصائص مميزة وفريدة تظهر للمستهلك ويدركها‪ ،‬وهذا التعريف‬
‫يشرتط جمموعة صفات يف هذا العرض‪:‬‬
‫‪ -‬عرض فريد‪ :‬جيب على املؤسسة مواجهة املنافسني بعرض حيتوي خصائص خمتلفة؛‬
‫‪ -‬عرض مقيم‪ :‬ال يكفي أن يكون العرض خمتلف مقارنة مع ما يعرضه املنافسني فيجب أن خيلق العرض قيمة إضافية للعمالء‪،‬‬
‫واليت ال يستطيع املنافسني خلقها أو تقليدها‪ ،‬وينتج عن هذه القيمة اإلضافية ارتفاع يف سعر العرض بالضرورة؛‬
‫‪ -‬القيمة مدركة ومعروفة‪ :‬هذه القيمة املضافة املنشأة من املؤسسة جيب أن يدركها العمالء وينجذبون هلا؛‬
‫‪ -‬العرض موجه لكل القطاع‪ :‬جيب أن يوجه العرض لكل العمالء احملتملني يف القطاع‪ ،‬فال يعقل أن خيلق عرض مميز بتكاليف‬
‫عالية جملموعة حمدودة جدا‪.‬‬
‫‪ -3‬إستراتيجية التركيز ‪:la concentration‬‬
‫هذه اإلسرتاتيجية التنافسية موجهة إىل قطاع حمدود من السوق املستهدف أو إىل جمموعة معينة من املشرتين دون غريهم‬
‫وتسعى املؤسسة اليت تتبع هذه اإلسرتاتيجية إىل االستفادة من ميزة تنافسية يف قطاع السوق املستهدف من خالل تقدمي‬
‫منتجات بأسعار أقل من املنافسني بالرتكيز على خفض التكلفة أو من خالل تقدمي منتجات متميزة من حيث اجلودة أو‬
‫املواصفات أو خدمة العمالء بالرتكيز على التميز‪.‬‬
‫تتميز هذه اإلسرتاتيجية بكوهنا جتعل املؤسسة قادرة على تلبية احتياجات جزء معني من السوق بفعالية أعلى من تلك‬
‫املؤسسات اليت ختدم كافة السوق‪ ،‬ومتيل املؤسسات الصغرية هلذه اإلسرتاتيجية كوهنا تناسب إمكانياهتا‪.‬‬
‫‪ .0.3‬اإلستراتيجيات الخاصة لنمو المؤسسة‪:‬‬
‫يف سنة ‪ 1199‬كان ‪ Ansoff‬أول من تعرض لالسرتاتيجيات اليت متكن املؤسسة من حتقيق النمو واليت حددها انطالقا من‬
‫االجتاهات املمكنة لنمو املؤسسة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫إعداد الدكتور‪ :‬تي أحمد‬ ‫‪0202/0202‬‬ ‫محاضرات في مقياس إقتصاد المؤسسة‬

‫الشكل رقم (‪ :)0‬مصفوفة اجتاهات النمو‪.‬‬

‫فكما هو موضح من الشكل أن نتيجة التقاء أبعاد املنتج والسوق تتحدد اجتاهات منو املؤسسة كاآليت‪:‬‬
‫‪ -‬توسيع عمالء املؤسسة مع احلفاظ على املنتجات احلالية؛‬ ‫‪ -‬التغلغل يف السوق احلايل للمؤسسة؛‬
‫‪ -‬تطوير منتجات جديدة والتوسيع يف عمالء املؤسسة‪.‬‬ ‫‪ -‬تطوير منتجات جديدة للعمالء احلاليني؛‬
‫إن اجتاهات النمو السابقة تضع املؤسسة أمام إسرتاتيجيتني للنمو مها إسرتاتيجية التخصص وإسرتاتيجية التنويع‪.‬‬
‫فتتبع املؤسسة إسرتاتيجية التخصص بالبقاء يف جمال نشاطها احلايل حيث تكون املؤسسة قادرة على ضمان استمرارية منوها‬
‫بالعمل على األزواج )منتوج‪/‬سوق( احلالية‪ ،‬وذلك إما بتغلغلها فيها‪ ،‬أو بتطوير منتجاهتا‪ ،‬أو بالدخول إىل أسواق جديدة‬
‫(توسع جغرايف)‪ ،‬وباملقابل فإن إسرتاتيجية التنويع تعين تغيري جمال نشاط املؤسسة احلايل أين تطمح املؤسسة النتهاز فرص منو‪.‬‬
‫‪ -2‬إستراتيجية التخصص‪:‬‬
‫تعتمد هذه اإلسرتاتيجية على كفاءة املؤسسة يف األسواق واملنتجات احلالية حيث تركز هبا كل إمكانياهتا وجهودها هبدف‬
‫حتسني أداءها وحتقيق ميزة تنافسية حامسة‪ ،‬وتأخذ هذه اإلسرتاتيجية ثالثة أشكال أساسية‪ :‬إسرتاتيجية التغلغل‪ ،‬إسرتاتيجية‬
‫التوسع األفقي (تطوير منتجات جديدة)‪ ،‬واسرتاتيجيه التوسع العمودي (توسيع السوق)‪.‬‬
‫‪ -0‬إستراتيجية التنويع ‪:stratégie de diversification‬‬
‫من أجل تفادي املخاطر املرتبطة بالتخصص فإن العديد من املؤسسات ختتار إسرتاجتية التنويع كخيار للنمو‪.‬‬
‫إسرتاتيجية التنويع تعين تلك التحركات اإلسرتاجتية اليت تتحقق عن طريق تغيري جمال النشاط االسرتاتيجي باألخذ بعني االعتبار‬
‫جمموعة جديدة من عوامل النجاح املفتاحية‪ ،‬هذه التحركات ترتجم إما بتوسيع مهنة املؤسسة أو باملزج بني عدة مهن‪.‬‬
‫تعتمد إسرتاتيجية التنويع على تقسيم نشاطات املؤسسة على عدة أزواج من (منتوج‪/‬سوق) فهي متثل تغيري جذري ملهنة‬
‫املؤسسة وهي بذلك اإلسرتاتيجية األكثر خطرا‪ ،‬هذه اإلسرتاتيجية تتبعها املؤسسات اليت تبحث دائما عن فرص تطور أعلى من‬
‫تلك املقدمة من طرف قطاعاهتا األصلية خاصة عندما يدخل هذا األخري يف مرحلة نضج‪.‬‬

‫‪27‬‬

You might also like