You are on page 1of 96

‫وزارة التعليم العالي و‬

‫البحث العلمي‬
‫جامعة عبد الحميد‬
‫ابن باديس‬
‫كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم التسيير‬
‫قسم العلوم المالية المحاسبية‬
‫تخصص التدقيق و مراقبة التسيير‬
‫مذكرة تخرج مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر أكاديمي‬

‫التخصص ‪ :‬التدقيق و مراقبة‬ ‫الشعبة ‪ :‬المالية و المحاسبة‬


‫التسيير‬
‫مساهمة التدقيق الداخلي في التقليل من المخاطر لدى المؤسسة‬
‫االقتصادية‬
‫دراسة حالة مؤسسة بيع و توزيع مواد البناء‪- EDIMCO -‬‬

‫تحت إشراف‬ ‫مقدمة من طرف الطالبة ‪:‬‬


‫االستاذة‪:‬‬
‫عبدلي صالح‬
‫براهيمي عمر‬

‫أعضاء اللجنة المناقشة ‪:‬‬

‫عن الجامعة‬ ‫الرتبة‬ ‫االسم و اللقب‬ ‫الصفة‬


‫جامعة مستغانم‬ ‫أستاذة محاضرة''ب''‬ ‫براهيمي عمر‬ ‫رئيسا‬
‫جامعة مستغانم‬ ‫أستاذة محاضرة''ب''‬ ‫مقررا‬
‫جامعة مستغانم‬ ‫أستاذة محاضرة''ب''‬ ‫مناقشا‬

‫السنة الجامعية ‪2019/2018 :‬‬


‫الحمد هلل الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ونصلي ونسلم على أشرف خلق‬
‫هللا وبعد‪:‬‬
‫اهدي هذا العمل المتواضع إلى‪:‬‬
‫إلىأغلى ما أملكه في هذه الدنيا ينبوع المحبة والحنان قرة عيني‬
‫"أمي الغالية"‪.‬‬
‫إلى الذي جاهد من أجل نجاحي‪ ،‬والذي ساعدني ماديا ومعنويا فكان‬
‫من أحق الناس بالمدح" أبي الغالي" حفظه هللا و أرعاه‪.‬‬
‫إلى أخواتي وأتمنى لهن النجاح في المشوار الدراسي‪.‬‬
‫إلى كل األهل و األقارب‪.‬‬
‫إلى األصدقاء‪.‬‬
‫إلى كل من ساهم في انجاز هذه المذكرة سواء من بعيد أو من القريب‪.‬‬
‫أحمد هللا وأشكره شكرا جزيال على نعمته بأن انعم علي بالعلم ووفقني‬

‫في دراستي وإتمام مذكرتي‪.‬‬

‫فيا ربي لك الحمد كما ينبغي لجالل وجهك وعظيم سلطانك ‪.‬‬

‫"من لم يشكر الناس لم يشكر هللا"‬

‫أتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من ساعدني في إعداد هذه المذكرة‪ ،‬ومنحني من‬

‫وقته ما يساعدني في انجازها من قريب وبعيد‪.‬‬


‫اإلهداء‬
‫التشكرات‬
‫الفهرس ‪ .................................................... ..................................‬أ‪-‬ت‬
‫قائمة األشكال والجداول ‪................................................‬ث‬
‫المقدمة العامة‪4-1............................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‪.‬‬
‫مقدمة الفصل ‪05.............................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية التدقيق الداخلي‪06 ......................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬لمحة تاريخية عن التدقيق الداخلي ومفهومه‪06................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف التدقيق الداخلي وأهميته‪09.................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أساليب التدقيق الداخلي وأنواعه‪10................................‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬معايير التدقيق الداخلي‪12.....................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أدلة وقرائن اإلثبات في التدقيق الداخلي‪14...................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف أدلة الثبات وأنواعه‪14..................................................‬‬
‫‪.‬المطلب الثاني‪ :‬المحددات األساسية لتوفير االقتناع في أدلة اإلثبات‪17............‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬وسائل الحصول على أدلة اإلثبات‪18..........................................‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬العوامل المؤثرة في كمية أدلة اإلثبات وحجية تجمعها‪20..............‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬خصوصيات المدقق الداخلي‪24....................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف المدقق الداخلي وصفاته‪24.............................................‬‬
‫‪.‬المطلب الثاني‪ :‬حقوق وواجبات المدقق الداخلي وطريقة أداء عمله‪26.................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الصعوبات التي تواجه المدقق الداخلي‪28..............................‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬أوراق وملفات العمل‪29.......................................................‬‬

‫أ‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‪.‬‬
‫مقدمة الفصل الثاني‪33....................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم أساسية حول إدارة المخاطر‪34.......................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نشأة إدارة المخاطر ومفهومها‪34....................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬هيكل وموقع قسم إدارة المخاطر وتنظيمها‪36....................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف إدارة المخاطر ومصادر ومخاطر األعمال‪42........................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬خطوات وإجراءات إدارة المخاطر‪46.......................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬خطوات عملية إدارة المخاطر‪46...................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات تقويم المخاطر‪48...........................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التدقيق الداخلي في إدارة المخاطر‪49..............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬منهجية التدقيق القائم على مخاطر األعمال‪50...............................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دور التدقيق الداخلي في إدارة مخاطر المؤسسة‪51.......................‬‬
‫خالصة الفصل‪54...........................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬دراسة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد البناء ‪EDIMCO‬‬
‫مقدمة الفصل الثالث‪56...............................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نظرة عامة عن مؤسسة انتاج و توزيع مواد البناء ‪57.......EDIMCO‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تقديم مؤسسة اإلنتاج والتوزيع مواد البناء‪57..............EDIMCO‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مهام وأهداف مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد البناء‪58..........‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الهيكل التنظيمي لمؤسسة إنتاج و توزيع مواد البناء "‪59............. EDIMCO‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬واقع وظيفة التدقيق الداخلي وإدارة المخاطر لمؤسسة إنتاج و توزيع مواد‬
‫البناء‪62.......................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬خطوات عمل المدقق لمؤسسة إنتاج و توزيع مواد البناء‪63.................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إدارة المخاطر لمؤسسة إنتاج و توزيع مواد البناء‪68..................‬‬

‫ب‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مهام المدقق الداخلي في إدارة المخاطر لمؤسسة إنتاج و توزيع مواد البناء‪71.....‬‬
‫خالصة الفصل‪72....................................................‬‬
‫الخاتمة العامة‪75-74...............................................‬‬
‫قائمة المراجع‪79-77...................................................‬‬
‫قائمة المالحق‪88-81.....................................................‬‬

‫ت‬
‫قائمة األشكال و الجداول‬

‫(‪ :)1-1‬الهياكل المحتملة لقسم إدارة المخاطر‪37........................................‬‬

‫(‪ :)2-1‬الفصل بين وظيفة التامين عن وظيفة السالمة‪38.......................‬‬


‫(‪ :)3-1‬أهداف إدارة المخاطر‪44......................................................‬‬
‫(‪ :)4-1‬خطوات عملية إدارة المخاطر‪48.................................................‬‬
‫(‪ :)5-1‬منهجية التدقيق القائم على مخاطر األعمال‪51...........................‬‬

‫(‪ :)1-2‬يمثل الهيكل التنظيمي لمؤسسة إنتاج و توزيع مواد البناء "‪60................."EDIMCO‬‬
‫( ‪ : ) 2-2‬برنامج التدقيق الداخلي في الشركة‪66.................................‬‬

‫ث‬
‫المقدمة العامة‪:‬‬

‫المقدمة العامة ‪:‬‬


‫بعد الفضائح واالنهيارات المالية للوحدات العالمية أصبح التدقيق الداخلي من الضروريات‬
‫التي تشغل الهيئات العلمية في الوقت الحالي‪ ،‬إذ أوصت التقارير العلمية في جميع دول العالم على‬
‫ضرورة االهتمام بالدور الذي يلعبه التدقيق الداخلي في توجيه العمليات نحو النجاح من خالل فحص‬
‫وتقويم النشاطات المالية واإلدارية والتشغيلية‪ ،‬وتوفير المعلومات بكل مستويات لمساعدة في تنفيذ‬
‫استراتيجيات بشكل صحيح‪.‬‬
‫وتتزايد أهمية التدقيق الداخلي في المؤسسات االقتصادية لما لها من اثر على سير العمل‬
‫داخلها وصوال الى تحقيق أهدافها المتمثلة في تعظيم الربح وضمان استمرارية العمل فيه والحفاظ‬
‫على القوة السوقية‪.‬‬
‫يعتبر معيار دراسة وتقييم نظام الرقابة الداخلية من أهم المعايير المهنية الخاصة بالتدقيق‬
‫الداخلي وقد تزايد االهتمام مؤخرا بنظام الرقابة الداخلية والتوسيع في مفهومه‪ ،‬مما زاد في ضرورة‬
‫دراسته وتقييمه بشكل جيد‪ ،‬ولعل من أهم األسباب التي أدت إلى االهتمام بنظام الرقابة الداخلية ظهور‬
‫األصناف العديدة للمؤسسات وتعدد العمليات واألحداث داخل المؤسسة واستمرار الحاجة للمعلومات‬
‫وكذا ضرورة حماية أصول المؤسسة‪.‬‬
‫هدف المدقق من وراء دراسة وتقييم نظام الرقابة الداخلية للمؤسسة واختيار حجم العينة‬
‫واستخدام أدلة اإلثبات معينة‪ ،‬وغيرها من إجراءات عملية التدقيق هو التأكد من صحة المعلومات‬
‫وإصدار رأي فني محايد حول القوائم المالية للمؤسسة‪.‬‬
‫أهم اإلجراءات التي تتخذها المؤسسة في مواجهة المخاطر والحد منها‪ ،‬هو وضع نظام رقابة‬
‫داخلي يمتاز بكفاءة وفعالية‪ ،‬ويتم تطبيقه من قبل أفراد المؤسسة اإلدارية‪ ،‬يشمل حماية لها من‬
‫المخاطر التي تواجهها‪ ،‬ويقلل منها‪.‬‬
‫إن الهدف من إدارة المخاطر هو التأكد من أن أنشطة المؤسسة وعملياتها ال تتعرض لخسائر‬
‫غير مقبولة ومراقبة األخطار ومتابعنها‪ ،‬بهدف الكشف المبكر عن أية انحرافات وتجاوز األخطار‬
‫المحددة من قبل اإلدارة العليا وتخفيض األخطار التي تتعرض لها المؤسسة إلى أدنى مستوى ممكن‪.‬‬
‫لذلك فان الفهم الصحيح إلدارة المخاطر المؤسسة وتقييمها يساعد المدقق الداخلي بشكل فعال‬
‫في تجنب وتقليل اثر هذه المخاطر وهذا ما تسعى المؤسسات االقتصادية في تحقيقه لنجاحها‬
‫واستمرارها‪.‬‬
‫إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن صياغة اإلشكالية البحث في السؤال التالي‪:‬‬
‫كيف يمكن للتدقيق الداخلي التقليل من مخاطر المؤسسة االقتصادية في ظل التوجه الى معايير‬
‫التدقيق الدولية؟‬
‫التساؤالت الفرعية‪:‬‬
‫هذت التساؤل تتفرع عنه تساؤالت ال تقل أهمية وتتمثل فيمايلي‪:‬‬
‫‪ ‬ما المقصود بالتدقيق الداخلي؟ وما مفهوم إدارة المخاطر؟‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة العامة‪:‬‬

‫‪ ‬هل يحظى التدقيق الداخلي باألهمية الالزمة في المؤسسات االقتصادية؟‬


‫‪ ‬هل يقوم المدقق الداخلي بدوره في التقليل من مخاطر المؤسسة االقتصادية؟‬
‫فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫لإلحاطة باإلشكالية محل الدراسة يتطلب منا الجانب المنهجي تبني فرضيات ومنها‪:‬‬
‫‪ ‬يساعد التدقيق الداخلي المؤسسة على بلوغ أهدافها عن طريق أسلوب تقييم منظمي منهجي‬
‫لسير واردتها اإلدارية المتعلقة بالمخاطر‪ ،‬كذلك يساعد التعرف على المخاطر بواسطة التدقيق‬
‫والتحليل في التحكم فيها بواسطة تدابير الوقاية؛‬
‫‪ ‬يحظى التدقيق الداخلي باألهمية الالزمة في المؤسسات االقتصادية؛‬
‫‪ ‬يقوم المدقق الداخلي بدوره في التقليل من مخاطر المؤسسة االقتصادية‪.‬‬

‫أسباب اختيار الدراسة‪:‬‬


‫ضرورة إجراء التدقيق بالمؤسسات االقتصادية الجزائرية‪ ،‬من خالل تزايد أهمية المعلومات‬ ‫‪‬‬
‫المحاسبية الذي يشهدها المحيط االقتصادي؛‬
‫معرفة مدى تطور مهنة التدقيق الداخلي في المؤسسات االقتصادية الجزائرية؛‬ ‫‪‬‬
‫الموضوع قيد الدراسة من مواضيع الساعة؛‬ ‫‪‬‬
‫يتماشى واختصاصي في الجامعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تتجلى أهمية البحث‪ ،‬على العموم فيمايلي‪:‬‬
‫‪ ‬تتمثل أهمية هذه الدراسة في أهمية التدقيق الداخلي في المؤسسات االقتصادية التي أصبحت‬
‫تساهم بشكل كبير في القضاء على نقاط الضعف ألنظمة إدارة المخاطر والمساهمة في تحقيق‬
‫أهداف اإلستراتيجية للمؤسسات‪.‬‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫من خالل اإلشكالية يمكن تحديد أهداف الدراسة في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف على أهمية التدقيق الداخلي في المؤسسات وإجراءاته؛‬
‫‪ ‬التعرف على المخاطر وعالقة التدقيق الداخلي بإدارة المخاطر؛‬
‫‪ ‬دور المدقق الداخلي في التقليل من هذه المخاطر‪.‬‬

‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫بهدف معالجة موضوع الدراسة‪ ،‬استخدمنا المنهج الوصفي –التحليلي واتبع في الجانب‬
‫الوصفي في مجمله بالتحليل ألرقام وبعض المفاهيم‪ ،‬وتوجهت الدراسة بفصل تطبيقي من خالل‬
‫أسلوب دراسة حالة شملت استخدام استبيان تم اعتماد أسئلته بناء على ما جاء في الجزء النظري‬
‫للدراسة وقد تم اعتماد في التحليل على بعض الطرق اإلحصائية مثل أدوات اإلحصاء الوصفي‪،‬‬
‫وبرمجية ‪( spss‬النسخة ‪.)20‬‬

‫‪2‬‬
‫المقدمة العامة‪:‬‬

‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫هناك دراسات تطرقت إلى دور وأهمية التدقيق الداخلي في التقليل من المخاطر ومن ضمنها‬
‫ما له صلة مباشرة بدراستها‪:‬‬
‫‪-1‬دراسة مونة هجيرة بعنوان " واقع المراجعة الداخلية في المؤسسة االقتصادية من منظور إدارة‬
‫المخاطر" مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص تدقيق ومراقبة التسيير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪.2014 ،‬‬
‫هدفت الدراسة إلى إبراز واقع المراجعة الداخلية ومدى مساهمتها كلية رقابية لتطبيق إدارة المخاطر‪،‬‬
‫ومن النتائج المتوصل إليها‪:‬‬
‫‪ ‬وجود وعي وإدراك لدى المؤسسة بأهمية إدارة المخاطر؛‬
‫‪ ‬إن تبني ثقافة الخطر داخل المؤسسة يساعد على عملية اتخاذ القرار عموما ويسهل عملية‬
‫إدارة المخاطر بشكل خاص؛‬
‫‪ ‬توصلت الدراسة إلى أن ليس من مهام المراجع الداخلي تحديد المخاطر وإدارتها‪ ،‬وإنما يتمثل‬
‫دوره في توفير تأكيد موضوعي بان مخاطر األعمال تدار بشكل مالئم وصحيح؛‬
‫كم خلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬ضرورة استحداث قسم خاص بإدارة المخاطر المؤسسة يعمل بشكل فعال‪ ،‬وكذلك االهتمام‬
‫بوظيفة المراجعة الداخلية مما يساعد على تطويرها وتوفير اإلمكانيات والموارد الالزمة‬
‫لتدعيم في المؤسسة؛‬
‫‪ ‬ضرورة التنسيق بين قسمي إدارة المخاطر والمراجعة الداخلية لمساعدة المؤسسة في مواجهة‬
‫األزمات والمحافظة على بقائها‪.‬‬
‫‪-2‬دراسة محمد باسو بعنوان " دور التدقيق الداخلي في تفعيل إدارة المخاطر االئتمان المصرفي"‬
‫مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص دراسات محاسبية وجباية المعمقة‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪.2013 ،‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على دور المدقق الداخلي في تفعيل إدارة المخاطر في المصارف في‬
‫الجزائر عامة وبنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة ورقلة‪ ،‬مع استعراض لمفهوم التدقيق الداخلي في‬
‫المصرف‪ ،‬وبيان أهميته وأهدافه‪ ،‬ومن ثم التطرق إلى دور المدقق الداخلي في إدارة المخاطر في‬
‫المصرف‪ ،‬ومن النتائج المتوصل إليها مايلي‪:‬‬
‫‪ ‬وجود وعي لدى المدقق الداخلي بأهمية دوره في تفعيل إدارة المخاطر في المصرف‪ ،‬كما‬
‫يدرك أهمية وجود نظام محكم ألعمال التدقيق الداخلي‪ ،‬وأهمية قيامه بمراقبة وتقييم نظام إدارة‬
‫المخاطر القائم في المصرف؛‬
‫‪ ‬كما توصلت الدراسة إلى انه ليس من مهام إلى انه ليس من مهام التدقيق الداخلي تحديد‬
‫المخاطر وإدارتها وإنما دوره يتمثل في تقديم االستثمارات والتوصيات بشان إدارة المخاطر‪،‬‬
‫البد من وجود تنسيق بين المدقق الداخلي وإدارة المخاطر لضمان سير العمل بكفاءة في‬
‫المصرف‪.‬‬
‫وقد خلصت الدراسة إلى من التوصيات أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬زيادة التنسيق بين المدقق الداخلي وإدارة المخاطر في المصارف‪ ،‬والعمل على زيادة االهتمام‬
‫بتنمية قدرات المدققين الداخليين؛‬

‫‪3‬‬
‫المقدمة العامة‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة العمل على تعزيز المهارة والمعرفة لدى المدققين الداخليين لتمكنهم من أداء أعمالهم‬
‫بصورة فعالة في مجال إدارة المخاطر‪.‬‬

‫خطة الدراسة ‪:‬‬


‫تماشيا مع طبيعة الموضوع والمبتغى منه قسمنا هده األخيرة إلى قسمين حيث جاء‬
‫السم األول في فصلين بمثابة توطئة نظرية للموضوع بينما خصص الفصل الثالث واألخير‬
‫للجانب التطبيقي بهدف الربط بين النظري وما يجري في واقعنا ‪.‬‬
‫الفصل األول ''اإلطار النظري للتدقيق الداخلي '' وهذا األخير قسم إلى ثالث مباحث‬
‫حيث تناولنا في المبحث األول '' ماهية التدقيق الداخلي '' وفي المبحث الثاني '' أدلة اإلثبات في‬
‫التدقيق الداخلي '' أما المبحث الثالث '' خصوصيات المدقق الداخلي ''‬
‫بينما تناولنا في الفصل الثاني واألخير من القسم النظري '' التدقيق الداخلي كأداة لتقليل من‬
‫المخاطر المؤسسة '' باعتبار هاذ األخير هو محور الدراسة في تحقيق الجانب النظري الذي‬
‫تناوله في الفصل األول وهذا الفصل بدوره قسمناه إلى ثالث مباحث حيث تناولنا في المبحث‬
‫األول '' مفاهيم أساسية حول إدارة المخاطر '' وفي المبحث الثاني '' خطوات وإجراءات إدارة‬
‫المخاطر'' أما المبحث الثالث '' التدقيق الداخلي في إدارة المخاطر'' ‪.‬‬

‫أما الفصل الثالث واألخير والذي يغطي الجانب التطبيقي للدراسة فقد تناولنا ''‬ ‫‪‬‬
‫دراسة ميدانية للمؤسسة االقتصادية لبيع و توزيع مواد البناء لوالية مستغانم '' وهذا األخير‬
‫بدوره قسمناه إلى مبحثين حيث تناولنا في المبحث األول '' نظرة عامة عن مؤسسة إنتاج‬
‫و توزيع مواد البناء " ‪ '' EDIMCO‬أما في المبحث الثاني '' واقع وظيفة التدقيق‬
‫الداخلي وإدارة المخاطر لمؤسسة إنتاج و توزيع مواد البناء '' ‪.‬‬

‫‪4‬‬
...........
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫مقدمة الفصل‪:‬‬
‫يعد التدقيق الداخلي من أهم أساليب الرقابة الداخلية‪ ،‬حيث أن وجود التدقيق الداخلي يعني تحقيق‬
‫فعالية الرقابة الداخلية‪ ،‬كما يتوقف مدى اعتماد المدقق الخارجي على عمل المدقق الداخلي وعلى نتائج‬
‫تقييمه لفعالية نشاط التدقيق الداخلي يعد من أهم العوامل التي تساعد المؤسسات سواء كانت ربحية أو‬
‫غير ربحية على زيادة أدائها‪ ،‬فالمدقق الداخلي يعطي مجلس للتأكد على السياسات التي تم اعتمادها‬
‫وكذلك على حسن غدارة المؤسسة‪ ،‬حيث يعد المحافظ على أموال المؤسسة وتحقيق كفاءة استخدامها عن‬
‫طريق التدقيق الداخلي‪ ،‬ومن األمور الهامة التي يعتمد عليها استمرار أي منشاة ونموها‪ ،‬ظهرت الحاجة‬
‫للتدقيق الداخلي بهدف اكتشاف األخطاء والغش والتالعب واقتصر مفهوم التدقيق الداخلي في البداية شأنه‬
‫شان المراجعة بشكل عام على المراجعة المالية والمحاسبية الهادفة التي تصيد األخطاء‪ ،‬وبدأت وظيفة‬
‫التدقيق الداخلي تنمو نموا سريعا بسبب ظهور الشركات المتعددة الجنسيات وتعقيد عملياتها وظهور‬
‫االندماج والتنوع في األنشطة التي تقوم بها المؤسسات االقتصادية‪.‬‬
‫ومن اجل توضيح أكثر حول اإلطار النظري للتدقيق الداخلي يتم التوسع في هذا المجال من خالل مناقشة‬
‫خمسة أفكار رئيسية على شكل مباحث‪ ،‬والتي ستتناول كل من‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول‪ :‬ماهية التدقيق الداخلي‪.‬‬


‫‪ ‬المبحث الثاني‪ :‬أدلة اإلثبات في التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫‪ ‬المبحث الثالث‪ :‬خصوصيات المدقق الداخلي‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬المبحث األول‪ :‬ماهية التدقيق الداخلي‪.‬‬

‫تعود بداية االهتمام بالتدقيق الداخلي منذ ‪ ،1941‬واقتصر التدقيق الداخلي في بادئ األمر على‬
‫التدقيق الداخلي واكتشاف األخطاء والغش‪ ،‬ولكن مع تطور المؤسسات االقتصادية وزيادة التعقيد في‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عملياتها أصبح من الضروري تطوير التدقيق الداخلي وتوسيع نطاق عمله لذا أصخت وظيفة التدقيق‬
‫الداخلي اليوم الدعم األساسي لإلدارة العليا‪ ،‬وأداة تحسين وتقييم مدى فاعلية الرقابة الداخلية وإدارة‬
‫المخاطر‪ ،‬وبناء على هذا سوف نتطرق في هذا المبحث إلى‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬لمحة تاريخية عن التدقيق الداخلي ومفهومه‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف التدقيق الداخلي وأهميته‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أساليب التدقيق الداخلي وأنواعه‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬معايير التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬لمحة تاريخية عن التدقيق الداخلي ومفهومه‪:‬‬
‫نقوم من خالل هذا المطلب بتقديم لمحة تاريخية عن التدقيق الداخلي‪ ،‬ومن ثم أهم التعاريف التي‬
‫جاءت فيه‪:‬‬
‫‪ -1-1‬لمحة تاريخية عن التدقيق الداخلي ‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫المتتبع لتاريخ تطور التدقيق يالحظ تعدد وتنوع أشكال ومجال التدقيق فقد انحصرت أهدافه في‬
‫المراحل األولية في اكتشاف األخطاء والغش والتالعب وضاق نطاقه في العمليات المالية ليصيح اعم‬
‫وأوسع إلجراء وسائل إيصال النتائج‪.‬‬
‫تشير السجالت التاريخية انه تم االستعانة بالمدققين الداخليين قبيل القرن الخامس عشر‪ ،‬حيث كان‬
‫الملوك أو التجار يعينون المدققون‪ ،‬ويكلفون باكتشاف أو منع للغش واالختالس ومسائل مماثلة أخرى‬
‫ويعتقد بأنه تقنيات الضبط‪ ،‬مثل فصل الوجبات والتحقق المستقل والمساءلة الكتشاف ومنع االنحرافات قد‬
‫بدأت في تلك الفترة‪ ،‬مع انه قد يكون ذلك حصل قبل ذلك‪.‬‬
‫يرجع بداية التدقيق الداخلي األكيدة والموثقة إلى عهد سيدنا يوسف عندما طلب التدقيق في رحل‬
‫إخوانه ليتأكد من وجود صاع الملك‪ ،‬وأتم به اإلمبراطورية الكلدانيون و اإلمبراطورية البابلية وكانوا من‬
‫بين أول من تقدم اقتصاديا وسياسيا ونظموا أنفسهم واهتموا بالتدقيق‪.‬‬
‫ففي عام ‪ 1581‬ظهرت أول منظمة مهيمنة في ميدان التدقيق في فينسيا بايطاليا‪ ،‬وقامت الدول‬
‫األخرى إلى تنظيم هذه المهنة وكان لبريطانيا فضل السبق في إنشاء أول جمعية للمحاسبين القانونيين عام‬
‫‪ 1854‬ومن ثم في فرنسا عام ‪ 1881‬والواليات المتحدة األمريكية عام ‪ 1882‬وألمانيا عام ‪. 1896‬‬
‫وفي الواليات المتحدة األمريكية ظهر التدقيق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية واهتم به كمهنة مع‬
‫التطور المطرد للمهنة‪ ،‬انتزع المدققون الداخليون اعتراف اكبر لوظيفتهم‪ ،‬وفي ‪ 17‬نوفمبر ‪ 1941‬تم‬
‫إنشاء مؤسسة معهد المدققين الداخليين وهذه الخطوة يمكن اعتبارها الخطوة األساسية في مجال التجسيد‬
‫المهني للتدقيق الداخلي‪.‬‬
‫وفي عام ‪ ،1944‬صرح آرثر إهالد‪ ،‬أحد مؤسسي معهد المدققين الداخليين‪ ،‬بالبيان التالي ( خلقت‬
‫الضرورة التدقيق الداخلي وتجعله اآلن جزاءا متكامال من قطاع األعمال الحديث‪ ،‬ال يستطيع أي عمل‬
‫واسع اإلفالت منه‪ ،‬وسيكون عليهم امتالكه عاجال أم أجال‪ ،‬وإذا استمرت األحداث بالتطور على ما هي‬
‫عليه اآلن‪ ،‬سيكون عليهم امتالكه عاجال)‪.‬‬
‫هذه الكلمات أصبحت حقيقة‪ ،‬فيما صار التدقيق الداخلي إحدى المهن األسرع نموا في النصف‬
‫الثاني من القرن العشرين‪.‬‬
‫‪ 1‬خلف عبد هللا الواردات‪ ،‬دليل التدقيق الداخلي وفق المعايير الدولية الصادرة عن ‪ ،IIA‬الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬االردن‪ ،2014،‬ص ص‬
‫‪. 33-26‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫وفي عام ‪ 1945‬عرفته جمعية التدقيق الداخلي بأنه‪ " :‬عبارة عن نشاط تقويم مستقل يعمل بصفة‬
‫أساسية في مجال الموضوعات المحاسبية والمالية ولكن من الجائز أن يتعامل في بعض المسائل ذات‬
‫الطبيعة المستقبلية"‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1947‬إصدار أول قائمة تتضمن مسؤوليات التدقيق الداخلي الصادرة عن معهد‬
‫المدققين الداخليين ‪.IIA‬‬
‫وفي عام ‪ 1957‬تم إصدار أول قائمة معدلة لمسؤوليات التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1964‬تم اعتماد دليل تعريف التدقيق الداخلي‪ :‬على انه مراجعة لألعمال والسجالت‪،‬؟‬
‫تتم داخل المنشاة بصفة مستمرة أحيانا وبواسطة موظفين متخصصين لهذا الفرض ويختلف نطاق‬
‫وأهداف التدقيق الداخلي كثيرا في المنشاءات المختلفة وقد تميز وخاصة في المنشاة الكبيرة إلى أمور‬
‫متعددة ال تتعلق مباشرة بالنواحي المالية‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1971‬عرفته بأنه ( نشاط تقويم مستقل في المنشأة لمراجعة كل العمليات لخدمة اإلدارة‬
‫)‪ .‬من أجل ضمان أن المدققين الداخليين يواكبون التغييرات في بيئاتهم‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1972‬طور معهد المدققين الداخليين خالل العام هيئة مشتركة للمعرفة‪ ،‬والتي تم‬
‫تحديثها يشكل منتظم‪.‬‬
‫تم تشكيل لجان عام ‪ 1974‬لدراسة واقتراح إطار متكامل لمعايير األداء المهني في التدقيق‬
‫الداخلي‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1977‬انتهاء اللجان من أعمالها وقدمت تقريرا نتائج دراستها‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1978‬عرف بأنه وظيفة تقويم مستقلة أنشئت داخل المشروع لغرض خدمته عن طريق‬
‫فحص ومراجعة أنشطته المختلفة‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1996‬تم إصدار دليل األخالقيات مهنة التدقيق صادر عن ‪. IIA‬‬
‫ومن خالل عام ‪ 1997‬طور مركز البحوث التابع لمعهد المدققين الداخليين إطار الكفاءة للمدققين‬
‫الداخليين‪.1‬‬
‫وفي عام ‪ 2001‬تم صياغة دليل جديد لممارسة مهنة التدقيق الداخلي وتم تعريف التدقيق الداخلي‬
‫على انه نشاط استشاري توكيدي مستقل وموضوعي مصمم إلضافة قيمة للمنشاة لتحسين عملياتها‪ ،‬وهو‬
‫يساعد المنشاة على تحقيق أهدافها بإيجاد منهج منظم ودقيق لتقييم وتحسين فاعلية عمليات إدارة الخطر‬
‫الرقابة والتوجيه (التحكم)‪.‬‬
‫ففي ‪ 2012‬اوجد معهد المدققين الداخليين مشروع مقترح لتعديل المعايير ويتضمن المقترح‬
‫معايير التغييرات التي وافقت عليها الوكالة الدولية الداخلية مجلس معايير التدقيق‪ ،‬كذلك قام المعهد‬
‫األمريكي للمدققين الداخليين بترويج لمهنة المدقق الداخلي المعتمد وجعلها مهنية ومتطورة واوجد أنظمة‬
‫وقواعد وتعليمات ووضع معايير دولية‪.‬‬
‫‪ -1-2‬مفهوم التدقيق الداخلي‪:‬‬
‫تعددت التعريفات التي تناولت مفهوم التدقيق الداخلي‪ ،‬سنذكر بعض منها‪:‬‬
‫التعريف األول‪ :‬تقديم أول تعريف للتدقيق الداخلي عام ‪ ،1947‬في أول نشرة أصدرها بعنوان ‪statemet‬‬
‫‪ ،of respousilities of the internal auditor‬والتي جاء فيما يلي‪" :‬التدقيق الداخلي هو نشاط‬

‫‪1‬‬
‫أحمد صالح العمرات‪ ،‬المراجعة الداخلية‪ ،‬اإلطار النظري والمحتوى السلوكي‪ ،‬دار النشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1990 ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تقييمي مستقل يوجد في منظمة األعمال لمراقبة العمليات المحاسبية والمالية والعمليات األخرى من اجل‬
‫تقديم خدمات وقائية وعالجية لإلدارة‪ ،‬وهو نوع من الرقابة هدفه فحص وتقييم فعالية وسائل الرقابة‬
‫األخرى وهذا النوع من التدقيق يتعامل أساسا مع األمور المحاسبية والمالية‪ ،‬ولكنه قد يتعامل بشكل ما مع‬
‫بعض األمور ذات الطبيعة التشغيلية"‪.1‬‬
‫التعريف الثاني‪ :‬أعاد معهد المدققين الداخليين شهر جوان ‪ ،1999‬تعريف التدقيق الداخلي وفق مفهوم‬
‫جديد حيث جاء فيه ما يلي‪" :‬التدقيق الداخلي هو نشاط تأميني استشاري مستقل وموضوعي مصمم‬
‫إلضافة قيمة للمنظمة لتحسين عملياتها وهو يساعد على تحقيق أهدافها بإيجاد منهج منظم وصارم لتقييم‬
‫وتحسين كفاءة عمليات إدارة المخاطر‪ ،‬الرقابة والحوكمة"‪.2‬‬
‫التعريف الثالث‪ :‬وفي نفس اإلطار عرف المعهد الفرنسي للتدقيق والرقابة الداخلين )‪ (IFACI‬التدقيق‬
‫الداخلي على انه‪" :‬نشاط مستقل وهادف‪ ،‬يوفر للمؤسسة ضمانا بخصوص درجة التحكم في عملياتها‪،‬‬
‫ويقدم نصائح لتحسينها‪ ،‬كما يساهم في خلق القيمة ويساعدها على تحقيق أهدافها من خالل عمل منهجي‬
‫لتقييم عمليات إدارة المخاطر‪ ،‬الرقابة والحوكمة وتقديم اقتراحات لتدعيم فعالية اإلجراءات المتخذة"‪.3‬‬
‫وهذا التعريف في حقيقة ما هو إال ترجمة لتعريف معهد المدققين الداخليين واعتماده من قبل‬
‫مجلس إدارة المعهد الفرنسي للتدقيق والرقابة الداخليين منذ عام ‪ :2002‬لذلك كان يشير لنفس المعنى‬
‫الذي أشار إليه المعهد األمريكي للمدققين الداخليين‪.‬‬
‫مما سبق يمكن أن نعرف بقولنا‪ ":‬أن التدقيق الداخلي هو مجموعة أنشطة تقوم بها هيئة داخلية‬
‫مستقلة‪ ،‬مرتبطة باإلدارة‪ ،‬إذ يساعد هذه األخيرة – في ظل األهمية التي يتمتع بها – على تحمل‬
‫مسؤولياتها من خالل سعيه إلى تحقيق جملة من األهداف"‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهداف التدقيق الداخلي وأهميته‪.‬‬
‫تكمن أهداف التدقيق الداخلي و أهميته في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1-1‬أهداف التدقيق الداخلي‪:4‬‬
‫تتمثل األهداف األساسية للتدقيق الداخلي بما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬مراجعة نظام الرقابة الداخلي ثم تكليف التدقيق الداخلي بمراجعة نظام الرقابة الداخلي ومراقبة‬
‫عمليات النظام‪ ،‬التوصية بإجراء تحسينات على النظام‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار المعلومات المالية والتشغيلية وهذا يتضمن مراجعة الوسائل المستعملة لقياس التقارير عن‬
‫تلك المعلومات وتصنيفها وإعدادها‪ ،‬واالستفسار الخاص ببنود منفرد بما في ذلك االختيارات‬
‫التفصيلية للمعامالت‪ ،‬واألرصدة‪ ،‬واإلجراءات‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة الجدوى االقتصادية للعمليات‪ ،‬وكفاءاتها‪ ،‬وفاعليتها‪ ،‬ومن ضمنها الضوابط غير المالية‬
‫للمنشاة‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة االلتزام بالقوانين‪ ،‬واألنظمة‪ ،‬والمتطلبات الخارجية األخرى‪ ،‬وكذلك االلتزام بالسياسات‬
‫واألوامر اإلدارية‪ ،‬والمتطلبات الداخلية األخرى‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أحمد صالح العمرات‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫بونور جهاد‪ ،‬التوجيه اإلسالمي للتدقيق الداخلي كأداة لدعم مصداقية التقارير المالية‪ ،‬ملتقى الوطني الرابع حول تأهيل مهنة التدقيق لمواجهة األزمات‬
‫‪2‬‬
‫المالية والمشاكل المحاسبية المحاصرة للمؤسسات‪ ،‬مخبر العلوم االقتصادية وعلوم التجارية‪ ،‬جامعة عمار ثلجي‪ ،‬االغواط‪ 21/20 ،‬نوفمبر ‪ ،2013‬ص ‪.3‬‬
‫‪ 3‬بديسي فهيمة‪ ،‬التدقيق الداخلي ودوره في إنجاح مسار تطبيق الحوكمة‪ ،‬الملتقى الوطني الثامن حول مهنة التدقيق الداخلي في الجزائر‪ :‬الواقع واألفاق في‬
‫ضوء المستجدات العالمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ‪ 20‬أوت ‪ – 1955‬سكيكدة ‪ ،‬ص ‪.03‬‬
‫‪ 4‬احمد يوسف أبو جبريل‪ ،‬اثر التدقيق الداخلي على إدارة األرباح في الشركات الصناعية المدرجة في بورصة عمان‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الدراسات‬
‫العليا‪ ،‬جامعة الزرقاء‪ ،‬األردن‪ ،2015 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬إدارة المخاطر حيث أن وظيفة التدقيق الداخلي تساعد الشركة من خالل التعريف إلى المخاطر‬
‫وتقييم تعرض الشركة لمخاطر كبيرة‪ ،‬وكذلك المساهمة في تحسين إدارة المخاطر ونظم الرقابة‪.‬‬
‫‪ ‬الحوكمة حيث تساعد وظيفة التدقيق الداخلي عملية الحوكمة في الشركة‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫مساعدتها لتحقيق أهدافها بناءا على األخالق والقيم‪.‬‬
‫‪ -1-2‬أهمية التدقيق الداخلي‪:1‬‬
‫اكتسبت مهنة التدقيق الداخلي أهمية كبيرة حيث أصبح لها دورا هاما في المؤسسات المالية‬
‫والمصرفية وذلك لما أثبتته من ضبط للمخالفات واالنحرافات عن األهداف التي تسعى اإلدارة لتحقيقها‬
‫ويمكن القول أن هذه الوظيفة تعتبر كصمام األمان في اإلدارة ويمكن وضعها بعيون وأذان اإلدارة‪.‬‬
‫ومن العوامل التي ساهمت في تطوير االهتمام بالتدقيق الداخلي هي‪:‬‬
‫‪ ‬تطور حجم المؤسسات وانتشارها جغرافيا على نطاق واسع مما أدى تباعد المسافة بين اإلدارة‬
‫العليا وكافة العاملين‪.‬‬
‫‪ ‬ظهور شركات المساهمة وحاجة الجمعية العمومية إلى معلومات لسالمة استثمار أموالها وصحة‬
‫وعدالة اإلفصاح عن البيانات والقوائم والحسابات الختامية المنشورة‪.‬‬
‫‪ ‬االستقالل التنظيمي لإلدارات ضمن الهيكل التنظيمي وتعدد المستويات اإلدارية في المؤسسة مما‬
‫دفع باإلدارة إلى تفويض السلطات والمسؤوليات ومن ثم حاجة اإلدارة للتأكد من سالمة استعمال‬
‫وتحمل المسؤوليات وفقا للسياسات والنظم واإلجراءات المعمول بها‪.‬‬
‫‪ ‬حاجة المجتمع إلى البيانات والمعلومات المثبتة في التقارير وألجل التأكد من ذلك البد من سالمة‬
‫نظام التدقيق الداخلي والرقابة الذي من شانه التامين على األموال وحمايتها‪.‬‬
‫‪ ‬انتهاج أسلوب الالمركزية في اإلدارة وقد لجأت اإلدارة في المؤسسات الكبيرة والمنتشرة جغرافيا‬
‫إلى تفويض السلطات إال انه مازال يترتب على تلك اإلدارات االلتزام بالسياسات واإلجراءات‬
‫وتحقيق الفعالية المطلوبة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أساليب التدقيق الداخلي وأنواعه‪.‬‬
‫هناك عدة أساليب ينبغي على المدقق القيام بها‪ ،‬مع إمكانية تقييم أنواع التدقيق الداخلي كالتالي‪:‬‬
‫أساليب التدقيق الداخلي‪:2‬‬ ‫‪-1-1‬‬
‫لكي يتحقق التدقيق الداخلي وأهدافه يتعين على المدقق الداخلي القيام بما يلي‪:‬‬
‫فحص ودراسة وتحليل أنظمة الرقابة والضبط الداخلي وتقييم مدى كفايتها وفعاليتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التحقق من وجود أصول المنشاة وصحة قيدها بالدفاتر وكفاية وسائل حمايتها من الخسائر بكافة‬ ‫‪‬‬
‫أنواعها‪.‬‬
‫مراجعة الدفاتر والسجالت وفحص المستندات الكتشاف األخطاء والتالعب ومنع تكرار حدوث‬ ‫‪‬‬
‫مستقبال ويراعي عند انتقاء القيود لمراجعتها أن تكون القيود المختارة ممثلة لجميع أنواع القيود‬
‫في الدفاتر‪ ،‬وان تكون ممثلة لعمل كل موظف وان تكون في فترات مختلفة على مدار السنة‪.‬‬

‫‪1‬الخطيب خالد راغب‪ ،‬مفاهيم حديثة في الرقابة المالية والداخلية في القطاع العام والخاص‪ ،‬مكتبة العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪،2010 ،‬‬
‫ص ‪.120‬‬
‫‪ 2‬إبراهيم رياح إبراهيم المدهون‪ ،‬دور المدقق الداخلي في تفعيل إدارة المخاطر في المصارف‪ ،‬دراسة تطبيقية‪ ،‬مذكرة ماجستر‪ ،‬كلية التجارة الجامعية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،2011 ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬التحقق من صحة البيانات الحسابية الظاهرة بالقوائم المالية أو التقارير التي تعدها اإلدارات‬
‫المختلفة واإلدارة العليا‪.‬‬
‫‪ ‬تقييم نوعية األداء في تنفيذ السياسات المقررة‪.‬‬
‫‪ ‬إبداء التوصيات لتحسين أساليب العمل‪.‬‬
‫‪ ‬التحقق من مدى مراعاة السياسات الموضوعة للخطط المرسومة وااللتزام بها‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيق اكبر كفاية إدارية وإنتاجية ممكنة بتقديم الخدمات ألعضاء اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -1-2‬أنواع التدقيق الداخلي‪:‬‬
‫يمكن تقييم أنواع التدقيق الداخلي إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬التدقيق الداخلي المالي‪:1‬‬
‫وهو عبارة عن "الفحص المنظم للعمليات المالية والقوائم والسجالت المحاسبية المتعلقة بها‬
‫لتحديد مدى االلتزام بالمبادئ المحاسبية المتعارف عليها والسياسات اإلدارية وأي متطلبات أخرى"‪.‬‬
‫وبالتالي التدقيق المالي هو المجال التقليدي للتدقيق الداخلي‪ ،‬والهدف منه هو إظهار البيانات‬
‫المالية بصورة موضوعية كي تعكس الوضع الحقيقي للمنشاة‪ ،‬وينقسم هذا النوع من التدقيق إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1-1‬التدقيق الداخلي المالي قبل الصرف‪:‬‬
‫وهذا النوع يتطلب مراجعة األعمال قبل وأثناء تنفيذها عن طريق تكليف موظف معين لتدقيق‬
‫عمل موظف أخر للتحقق من سالمة اإلجراءات واكتمال المستندات وموافقة السلطة المخصصة على‬
‫التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -1-2‬التدقيق الداخلي المالي قبل الصرف‪:‬‬
‫ينفذ وقف خطة مرسومة ونسبية اختيارية (أي عينات) وفحصها وذلك ليؤكد المراجع الداخلي‬
‫لإلدارة العليا أن العمليات تسير وفق القوانين واللوائح الموضوعة والمقررة وبما يضمن تحقيق األهداف‪.‬‬
‫‪ -1-3‬التدقيق الداخلي التشغيلي‪:2‬‬
‫يعتبر التدقيق الداخلي التشغيلي هو المجال الغير التقليدي للتدقيق الداخلي‪ ،‬ونشأ هذا النوع كوليد‬
‫للتطورات التي حدثت في مجال التدقيق الداخلي ويطلق عليه البعض أسماء أخرى مثل المراجعة اإلدارية‬
‫أو مراجعة األداء‪ ،‬ويسعى هذا النوع من التدقيق الداخلي إلى فحص وتقييم أعمال الشركة ككل لتحقيق‬
‫الكفاية والفعالية في استخدام الموارد المتاحة وذلك وفق خطة معدة مقدما ومتفق عليها مع الجهات العليا‬
‫في الشركة‪.‬‬
‫فالتدقيق التشغيلي عبارة عن الفحص الشامل للوحدة أو المنظمة لتقييم أنظمتها المختلفة ورقابتها‬
‫اإلدارية وأدائها التشغيلي‪ ،‬وفقا لطريقة القياس المحددة ضمن األهداف وذلك للتحقق من كفاءة وفعالية‬
‫واقتصادية العمليات التشغيلية‪ ،‬ويالحظ من التعريف السابق إن هذا النوع من التدقيق يسعى إلى فحص‬
‫وتقييم كل أعمال المنشاة وذلك لتحقيق الكفاية والفعالية في استخدام الموارد المتاحة وفق الخطة المعدة‬
‫مقدما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الخطيب خالد راغب‪ ،‬التامين من الناحية المحاسبية والتدقيقية‪ ،‬دار كنوز المعرفة العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ‪.163‬‬
‫‪ 2‬كمال محمد سعيد كمال النونو‪ ،‬مدى تطبيق معايير التدقيق الداخلي المتعارف عليها في البنوك اإلسالمية العاملة في قطاع غزة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫التجارة‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،2009 ،‬ص ‪.23‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويهدف التدقيق الداخلي التشغيلي إلى تقديم تقارير نافعة ومفيدة للمديرين في مختلف المستويات‬
‫اإلدارية‪ ،‬ويقدم المدققين الداخليين لإلدارة العليا التقارير التي تمكن هذه اإلدارة من تحقيق المستوى‬
‫المطلوب من االطمئنان ولتلبية االحتياجات األخرى لإلدارة والتي من ضمنها‪:‬‬
‫‪ ‬تقييم أداء كل وحدة تشغيلية وفقا ألهداف اإلدارة‪.‬‬
‫‪ ‬االطمئنان على أن خطط اإلدارة شاملة ومتجانسة ومفهومة من قبل المستويات التنفيذية‪.‬‬
‫‪ ‬الحصول على معلومات موضوعية حول كيفية تنفيذ خطط وسياسات اإلدارة في كل الميادين‬
‫التشغيلية وحول فرص تطوير الفعالية والكفاءة االقتصادية في تنفيذ الخطط واستغالل الفرص‬
‫المتاحة‪.‬‬
‫‪ ‬الحصول على المعلومات المناسبة حول جوانب الضعف والقصور في الرقابة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ ‬إعادة التأكيد على أن كل التقارير التشغيلية يمكن االعتماد عليها كأساس للعمل‪.‬‬
‫‪ -1-4‬تدقيق المهام الخاصة‪:‬‬
‫هذا النوع من التدقيق يتعلق بالمهام التي يقوم بها المدقق الداخلي حسب ما يستجد من موضوعات‬
‫تكلفة اإلدارة العليا للقيام بها ويتفق من حيث األسلوب أو النطاق مع النوعين السابقين ولكنه يختلف من‬
‫ناحية التوقيت إذا انه غالبا ما يكون فجائيا وغير مدرج ضمن خطة التدقيق الداخلي‪.i‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬معايير التدقيق الداخلي‪:1‬‬
‫تتم أنشطة التدقيق الداخلي في بيئات ثقافية وقانونية واقتصادية متباينة ويتم تنفيذها داخل شركات‬
‫تتباين أهدافها وأحجامها وهياكلها التنظيمية‪ ،‬ومن خالل أشخاص مختلفين‪ ،‬وكل تلك الفروق واالختالفات‬
‫قد تؤثر على ممارسة أنشطة التدقيق الداخلي في البيئات المختلفة‪ ،‬لذا فمن الضروري إخضاع معايير‬
‫التدقيق الداخلي إلى عملية تقويم وتطوير مستمرة لتسهيل وضبط عمل المدققين الداخليين في ظل هذه‬
‫المعايير‪.‬‬
‫وكجزء من استجابة األزمات المالية العالمية والمستجدات التي حصلت في االقتصاد العالمي‬
‫وكعالج لها في تطوير دور التدقيق الداخلي والوظائف التي يؤديها‪ ،‬ويتم تسهيل تحقيق هذا األمر من‬
‫خالل تطوير معايير التدقيق الداخلي‪ ،‬وتنفيذا لهذا األمر اصدر معهد المدققين الداخليين معايير حديثة‬
‫لمواكبة المستجدات االقتصادية إذا أصدرت معايير التدقيق الحديثة في مجموعتين وكما يأتي‪:‬‬
‫‪ -1‬معايير الصفات‪:‬‬
‫وهي عبارة عن مجموعة مكونة من أربعة معايير رئيسية صادرة من معهد المدققين الداخليين‬
‫والتي تتناول سمات وخصائص الشركات واألفراد الذين يؤدون أنشطة التدقيق الداخلي فيها وهي كما‬
‫يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬معيار رقم ‪ :1000‬الغرض من المسؤوليات الملقاة على عائق القائمين بأنشطة التدقيق الداخلي‬
‫والغرض من السلطات الممنوحة لهم ووجوب تدوينها رسميا في الئحة التدقيق الداخلي التي يتم‬
‫اعتمادها من أعلى سلطة في الشركة‪.‬‬
‫‪ ‬معيار رقم ‪ :1100‬االستقاللية بالنسبة لألنشطة التدقيق الداخلي والموضوعية في أداء هذه‬
‫األنشطة والموضوعية في إبداء الرأي النهائي للمدققين الداخليين‪.‬‬

‫‪ 1‬إيهاب ديب مصطفى رضوان‪ ،‬اثر التدقيق الداخلي على إدارة المخاطر في ضوء معايير التدقيق الداخلي‪ ،‬مذكرة ماجستر‪ ،‬كلية التجارة الجامعة‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬غزة‪ ، 2012 ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬معيار رقم ‪ :1200‬الكفاءة في أداء المدقق الداخلي ألنشطة التدقيق الداخلي بذل العناية المهنية‬
‫الالزمة في تأديتها‪.‬‬
‫‪ ‬معيار رقم ‪ :1300‬جودة التدقيق الداخلي وخضوعه لعمليات التقويم‪.‬‬
‫‪ -2‬معايير األداء‪:‬‬
‫وهي عبارة عن سبعة معايير رئيسية صادرة من معهد المدققين الداخليين والتي تصف أنشطة‬
‫التدقيق الداخلي‪ ،‬والمعايير التي يتم من خاللها قياس أداء تلك األنشطة وهي‪:1‬‬
‫‪ ‬معيار رقم ‪ :2000‬إدارة نشاط التدقيق الداخلي والتي تقع مسؤولية مراقبتها على مدير قسم‬
‫التدقيق في الشركة وينبغي أن تتميز هذه اإلدارة بالكفاءة والفعالية لتمكين التدقيق الداخلي من خلق‬
‫قيمة إضافية لشركة‪.‬‬
‫‪ ‬معيار رقم ‪ :2100‬طبيعة عمل التدقيق الداخلي‪ ،‬إذ يجب على نشاط التدقيق الداخلي أن يقوم‬
‫بالتقويم وبالمساهمة في تحسين إدارة المخاطر والرقابة والسيطرة وحوكمة الشركات؛‬
‫‪ ‬معيار رقم ‪ :2200‬تخطيط مهمة العمل‪.‬‬
‫‪ ‬معيار رقم ‪ :2300‬أداء مهمة العمل‪ ،‬إذ ينبغي على المدققين الداخليين أن يقوموا بتحديد وتحليل‬
‫وتقويم وتسجيل معلومات كافية لتحقيق أهداف المهمة التي يتولون القيام بها‪.‬‬
‫‪ ‬معيار رقم ‪ :2400‬توصيل النتائج إذ ينبغي على المدققين الداخليين انب قوموا باتصال نتائج‬
‫العمل التدقيقي بالوقت والطريقة المناسبين‪.‬‬
‫‪ ‬معيار رقم ‪ :2500‬متابعة التقدم وهذه المهمة تقع على مدير قسم التدقيق الداخلي الذي ينبغي أن‬
‫يكون حريصا على أن يؤسس نظام للعمل ويتولى مسؤولية الحفاظ عليه ومراقبته وإيصال النتائج‬
‫لإلدارة‪.‬‬
‫‪ ‬معيار رقم ‪ :2600‬قبول اإلدارة للمخاطر؛ بما أن تقويم وتحسين إدارة المخاطر أصبحت ضمن‬
‫نشاط عمل التدقيق الداخلي بموجب المعيار ‪ 2120‬ينبغي على مدير قسم التدقيق في الشركة‬
‫التأكد من المستوى الذي تتقبله اإلدارة من المخاطر وإذا أحس انه أعلى من المستوى الذي يمكن‬
‫للشركة أن تتحمله عليه أن يناقش الموضوع من اإلدارة للتوصل إلى حل المناسب‪.‬‬
‫‪ ‬المعيار رقم ‪ 2130‬المتفرع من المعيار ‪ :2100‬من المجموعة الثانية يختص بحوكمة الشركات‬
‫ويشير إلى انه ينبغي إن يساهم نشاط التدقيق الداخلي في عمليات حوكمة الشركات بواسطة‬
‫إسهامه في تقويم وتحسين عملية الحوكمة من خالل ما يأتي‪:‬‬
‫‪ ‬التحقق من وضع القيم واألهداف وتحقيقها بحيث تكون اإلدارات مهيئة وقادرة على اإلفصاح عن‬
‫نشاطاتها وأفعالها وقراراتها مطابقة لألهداف المحددة والمثقف عليها‪.‬‬
‫‪ ‬مراقبة عملية انجاز األهداف من خالل‪:2‬‬
‫‪ ‬تقويم نوعية األداء المنفذ على مستوى المسؤوليات التي كلف العاملون القيام به‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم التوصيات المناسبة لتحسين عمليات الشركة وتطويرها‪.‬‬
‫‪ ‬رفع الكفاية اإلنتاجية عن طريق التدريب باقتراح الالزم منها‪.‬‬
‫‪ ‬التحقق من المساءلة إذ يكون األفعال والقرارات واتخاذها قابلة للفحص عن طريق التدقيق‬
‫الداخلي‪.‬‬
‫إيهاب ديب مصطفى رضوان‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬ ‫‪1‬‬

‫إيهاب ديب مصطفى رضوان‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ ‬التحقق من الحفاظ على قيم الشركة عن طريق تحديد المناطق أو العمليات والبرامج التي يجب‬
‫مراجعتها وتقويمها أثناء التدقيق‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أدلة اإلثبات في التدقيق الداخلي‪:‬‬
‫إن إثبات في التدقيق يعني كل ما يمكن أن يحصل عليه المدقق من أدلة محاسبية وغيرها مما‬
‫يستطيع هان يدعم رأيه الفني المحايد حول صحة وعدالة القوائم المالية ككل‪ ،‬ويعتبر دليل اإلثبات بينة‬
‫قاطعة إما القرنية فتستعمل لالستعاضة بها عن الدليل حيث يلجا المدقق إلى جمع اكبر عدد ممكن من‬
‫القرائن في الحاالت المستعصية ليستعيض بها عن دليل اإلثبات القاطع‪.‬‬
‫وتعرفنا أن احد أهداف عملية التدقيق هو التأكد من صحة وسالمة البيانات المالية والسجالت‬
‫المحاسبية وإبداء الرأي الفني المحايد حول عدالة تمثيل القوائم والسجالت عن نتيجة أعمال مؤسسة‬
‫ومركزها المالي خالل الفترة المحاسبية‪.‬‬
‫وحتى بقوم المدقق بإبداء رأيه المحايد البد من حصوله على أدلة إثبات كافية ومالئمة تمكنه من‬
‫الحكم على العنصر محل الفحص والتعبير عن راية‪.‬‬
‫وعليه سنتطرق من خالل هذا المبحث إلى‪:‬‬
‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬تعريف أدلة الثبات وأنواعها؛‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬المحددات األساسية لتوفير االقتناع في أدلة اإلثبات؛‬
‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬وسائل الحصول على أدلة اإلثبات؛‬
‫‪ ‬المطلب الرابع‪ :‬العوامل المؤثرة في كمية أدلة اإلثبات وحجية تجمعها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف أدلة الثبات وأنواعها‪:‬‬


‫حتى يقوم المدقق الداخلي بإبداء رأيه المحايد البد من حصوله على أدلة إثبات كافية ومالئمة تمكنه‬
‫من الحكم على العنصر محل الفحص والتعبير عن رأيه‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف أدلة اإلثبات‪:‬‬
‫جاءت مجموعة من التعاريف التي توضح مفهوم أدلة اإلثبات‪ ،‬سنذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫التعريف األول ‪ :‬وتعرف أدلة اإلثبات في التدقيق بأنها كل ما يمكن أن يؤثر على حكم وتقدير المدقق فيما‬
‫يتعلق بمطابقة ما عرض من معلومات مالية للحقيقة االقتصادية‪.1‬‬
‫التعريف الثاني‪ :‬وقد عرفت المعايير الدولية لممارسة أعمال التدقيق والتأكيد وقواعد أخالقيات المهنة‬
‫أدلة اإلثبات بأنها "المعلومات التي يحصل عليها المدقق للتوصل إلى استنتاجات يبنى على أساسها‬
‫رأيه"‪.2‬‬

‫مما سبق يمكننا أن نعرف بقولنا‪" :،‬الدليل على أنها المعلومات والحقائق التي يستند إليها الفرد لتكوين‬
‫رأي حول موضوع أو نقطة معينة"‪.‬‬
‫‪ -2‬أنواع أدلة اإلثبات‪:1‬‬
‫‪ 1‬غسان فالح المطارنة‪ ،‬تدقيق الحسابات المعاصرة‪ ،‬الناحية النظرية‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪ 2006 ،‬ص ‪.177‬‬
‫‪2‬‬
‫غسان فالح المطارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫هناك أنواع متعددة ألدلة اإلثبات التي يسعى المدقق للحصول عليها بهدف تدعيم وجهة نظره‬
‫واستخالص رأيه الفني‪ ،‬ونتناول فيما يلي أهم أدلة اإلثبات التي يعتمد عليها المدقق عند فحصه للدفاتر‬
‫والسجالت‪.‬‬

‫‪ -1-2‬الوجود الفعلي‪:‬‬
‫تعتبر الوجود الفعلي من أهم أدلة اإلثبات التي يعتمد عليها المدقق في التأكد من صحة رصيد‬
‫الحساب الذي يقوم بفحصه وتدقيقه‪ ،‬فإذا طابق رصيد الصندوق بدفتر األستاذ العام لما هو موجود فعال‬
‫في خزينة المشروع يعتبر ذلك دليال على صحة رصيد النقدية في المشروع‪.‬‬

‫ويعتبر هذا النوع دليل إثبات قوي على وجود ‪ existence‬إما الملكية والتقييم ‪Ownership and‬‬
‫‪ évaluation‬فيجب االستعانة بقرائن وأدلة أخرى عليها الن وجود األصل لدى المشروع ال يعني ملكية‬
‫المشروع له وال لصحة تقويمه‪.‬‬
‫‪ -2-2‬المستندات‪:‬‬
‫والمستند من أكثر أنواع األدلة والقرائن التي يعتمد عليها المدقق في عمله وهي على ثالث أنواع‪:‬‬
‫مستندات معدة خارج المشروع ومستعملة داخله فواتير الشراء مثال؛‬ ‫‪‬‬
‫مستندات معدة خارج المشروع ومستعملة خارجه كفواتير البيع وإيصاالت القبض ‪....‬إلخ؛‬ ‫‪‬‬
‫مستندات معدة ومستعملة داخل المشروع كالدفاتر الحسابية على اختالف أنواعها؛‬ ‫‪‬‬
‫وتدرج المستندات في درجة االعتماد عليها تنازليا حسب الترتيب السابق أي أن المستندات اآلتية‬ ‫‪‬‬
‫من خارج المشروع أقوى من تلك المعدة من قبل المشروع حيث تزداد إمكانية الغش والتواطؤ‬
‫في الحالة األخيرة‪ ،‬ويرتكز عمل المدقق في تدقيق المستندات على فحصها من النواحي الشكلية‬
‫والقانونية والموضوعية‪ ،‬ويجب أن يظل بقينا الن باستطاعة أي شخص تزوير المستندات‬
‫والتواقيع‪.‬‬
‫اإلقرارات المكتوبة من أشخاص خارج المشروع‪:‬‬ ‫‪-1-3‬‬
‫وتسمى بشهادات الطرف الثالث‪ ،‬ويضم تلك اإلقرارات التي يحصل عليها المدقق من العمالء‬
‫بشان مصادقات الحسابات وكشوفاتها‪ ،‬مما ال يستطيع المدقق الحصول عليه من إدارة المشروع‪.‬‬
‫‪ -1-4‬اإلقرارات المكتوبة من إدارة المشروع‪:‬‬
‫ويستعمل هدا الدليل إذا ما صادف المدقق أمورا وسائل ال يستطيع الحكم عليها بنفسه بل يحتاج‬
‫إلى إقرار من اإلدارة حول ذلك لتأكد ما هو وارد بالسجالت من بيانات‪ ،‬ومن األمثلة عليها شهادة‬
‫األصول الثابتة وشهادة جرد بعض الموجودات وشهادة بالمسؤوليات العرضية التي قد يلتزم بها‬
‫المشروع مستقبال كالكافالت مثال‪.2‬‬

‫‪ 1‬مصطفى يوسف كافي‪ ،‬تدقيق الحسابات‪ :‬في ظل البيئة االلكترونية واقتصاد المعرفة‪ ،‬مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ص ‪.128‬‬
‫‪ 2‬مصطفى يوسف كافي‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.130-129‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -1-5‬وجود نظام سليم للرقابة الداخلية‪:‬‬


‫يعتبر وجود نظام سليم ومحكم للرقابة الداخلية في المشروع قرنية على انتظام الدفاتر والسجالت‬
‫والمستندات المحاسبية وخلوها من األخطاء أو الغش أو التالعب‪.‬‬
‫‪ -1-6‬نتائج تتبع األحداث الالحقة‪:‬‬
‫من المعروف أن عمل المدقق إنما يتم بعد إثبات العمليات‪ ،‬وقد تقع خالل الفترة الالحقة لعملية‬
‫التدقيق هذه إحداث قد تكون قرنية أو دليال على صحة بعض العناصر أو العمليات‪ ،‬فمثال قد يتأكد من‬
‫صحة التزام ظاهرة الميزانية إذا ما الحظ أن ذلك االلتزام قد سدد في الفترة الالحقة وتأكد من جديد ذلك‬
‫السداد وسالمته‪.‬‬

‫‪ -1-7‬صحة األرصدة من الناحية الحسابية‪:‬‬


‫هناك احتماالت كثيرة للوقوع في الخطأ الحسابي عند القيام بالعمليات الحسابية األربع‪ ،‬وبخاصة‬
‫الدورة المحاسبية الطويلة المتعددة المراحل التي تمر بها البيانات‪ ،‬ولهذا يقوم المدقق بالتأكيد من هذه‬
‫العمليات بنفسه ويتحقق من نتيجتها لتكون قرينة قوية‪ ،‬ومن هذا نجد أن استعمال اآلالت المحاسبية يعتبر‬
‫دليال بحد ذاته على انتظام الدفاتر والسجالت من هذه الناحية تماما كاعتبار وجود نظام سليم للرقابة‬
‫الداخلية دليل من أدلة اإلثبات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المحددات األساسية لتوفير االقتناع في أدلة اإلثبات‪.1‬‬


‫هناك عناصر رئيسية يجب توفرها في أدلة اإلثبات بغرض الحصول على قدر كاف من االقتناع‬
‫بهذه األدلة وزيادة التأكد الستعمالها أكثر‪.‬‬
‫فاإلضافة إلى خاصتي الكفاءة والمالئمة‪ ،‬هناك محددات أخرى يجب توفرها في أدلة اإلثبات من‬
‫اجل أن يقتنع المدقق أن رأيه صحيح بمستوى مرتفع من التأكد وهذه الخصائص هي‪:‬‬
‫‪ -1‬الصالحية‪ :‬تعتمد بشكل أساسي على أن الدليل يجب أن يكون فعال أي مالئم للبند المراد تدقيقه‬
‫والفعالية هنا تفيد تلك النوعية الجيدة من األدلة التي يمكن االعتماد عليها في استنتاج رأي منطقي والتي‬
‫تتكون من العناصر الطبيعية القابلة للمالحظة والتي يراها ويلمسها المدقق مثل مشاهدة المدقق للمخزون‬
‫السلعي وحضور الجرد الفعلي له‪.‬‬

‫‪ 1‬بوبكر عميروش‪ ،‬دور المدقق الخارجي في تقييم المخاطر وتحسين نظام الرقابة الداخلية لعمليات المخزون داخل المؤسسة‪ ،‬دراسة ميدانية‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،2011 ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ولتحقيق صالحية األدلة فإنها يجب أن تكون مالئمة‪ ،‬بمعنى أنها يجب أن تكون مرتبطة بأهداف‬
‫التدقيق‪ ،‬فمثال التحقق من حسابات المدينين تستخدم بمصادقات مع العمالء‪ ،‬ألنها توفر دليال أكثر مالئمة‬
‫وأكثر إقناعا‪.‬‬

‫أيضا احد أهم خصائص صالحية الدليل هي الموضوعية أو عدم التحيز‪ ،‬وتشير هذه الخاصية‬
‫إلى إمكانية وقدرة طرفين أو أكثر محايدين على فحص الدليل والوصول إلى نفس النتيجة وعلى ضوء‬
‫ذلك فان موضوعية الدليل العالية تخفض احتمال حدوث التحيز الشخصي وهذا بدوره من عدم التأكد‬
‫المحيطة بما توصل إليه المدقق من رأي‪.‬‬
‫‪ -2‬المناسبة‪ :‬يجب أن تتعلق األدلة أو تتناسب مع هدف التدقيق الذي يقوم المدقق باختياره حتى يمكن أن‬
‫يتحقق االقتناع منها‪.‬‬
‫ويجب تحديد المناسبة فقط في ضوء أهداف التدقيق المحددة‪ ،‬حيث يمكن أن تتناسب األدلة مع أهداف‬
‫التدقيق وال تتناسب مع هدف أخر لها‪ ،‬حيث تتناسب معظم األدلة مع أكثر من هدف من أهداف التدقيق‬
‫ولكن ليس مع كافة أهداف التدقيق المعروفة مثل الوجود واالكتمال‪.‬‬

‫‪ -3‬التوقيت‪ :‬يمكن أن يعبر التوقيت عن الفترة التي تم فيها جمع األدلة‪ ،‬أو في الفترة التي يغطيها التدقيق‪،‬‬
‫وتكون األدلة أكثر إقناعا لحسابات الميزانية عندما يتم التوصيل إليه في تاريخ قريب من إعداد الميزانية‬
‫بقدر اإلمكان‪ ،‬فمثال سيكون سحب عينة عشوائية من العمليات المالية للمبيعات عن السنة كلها أكثر إقناعا‬
‫من سحب عينة ليست أشهر فقط‪.‬‬
‫‪ -4‬األثر المشترك‪ :‬يمكن أن يتم تقييم مدى إقناع األدلة فقط بعد دمج اثر كل من محددات المناسبة‬
‫والصالحية والكفاية والتوقيت معا‪ ،‬ولكن تكون العينة ذات الحجم الكبير والصالحية العالية مقنعة ما لم‬
‫تكن مناسبة لهدف التدقيق الذي يتم اختياره‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬وسائل الحصول على أدلة اإلثبات‪.2‬‬


‫من مهام مدقق الحسابات جمع المعلومات والبيانات بطريقة محايدة ودون تحيز وإلبداء رأيه الفني‬
‫في عدالة القوائم المالية ال بد وان تكون على قناعة تامة قبل أن يبدي رأيه فيما يخص تلك القوائم لذلك‬
‫يقوم المدقق بجمع األدلة والقرائن الالزمة ليبني عليها رأيه الفني المحايد‪ ،‬فما يعني انه يقوم المدقق بإتباع‬
‫وسائل معينة لجمع تلك األدلة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬الجرد الفعلي‪:‬‬
‫تستخدم هذه الطريقة للتحقق من الوجود المادي لألصل عن طريق قيام المدقق بمعاينة ذلك‬
‫األصل ورؤيته للتحقق من ذلك‪ ،‬ويتم الجرد عن طريق العد أو الوزن أو القياس حب طبيعة العنصر محل‬
‫الفحص‪ ،‬وهذه الطريقة تصلح لبعض األصول الملموسة مثل النقدية‪ ،‬المخزون‪ ،‬األوراق المالية ولكنها ال‬
‫تصلح لألصول غير الملموسة كالمدينين والشهرة والدائنين‪.‬‬

‫‪ 1‬بوبكر عميروش‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص‬


‫‪2‬‬
‫غسان فالح المطارنة‪ ،‬مرجع السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.182‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -2‬المراجعة المستندية‪:‬‬
‫المستندات هي السجالت واألوراق التي تنشا نتيجة عمليات المنشاة مع الغير وداخل المنشاة حيث‬
‫أن كل عملية ينتج عنها مستند مؤيد لها وتعتبر المستندات من األدلة القوية حيث أنها مكتوبة وفقا‬
‫لألصول الشرعية‪.‬‬
‫تعتبر المراجعة المستندية جوهر عملية التدقيق حيث أنها تقوم عملية التحقق من وجود مستند‬
‫يؤدي كل العمليات التي تمت في المنشاة‪ ،‬كذلك التحقق من سالمة وقانونية المستندات لذلك يجب على‬
‫المنشاة االحتفاظ بالمستندات وصورها ومن أمثلة كل المستندات فواتير البيع والشراء الشيكات‪ ،‬يواصل‬
‫التامين طلبات الشراء‪ ،‬أوامر الشراء‪ ،‬تقارير استالم البضاعة وغيرها من المستندات المرتبطة بعمليات‬
‫المنشاة‪.‬‬

‫‪ -3‬نظام المصادقات‪:‬‬
‫تعتبر المصادقات احد الوسائل التي يحصل من خاللها المدقق على دليل أو قرينة وهي عبارة عن‬
‫بيان أو قرار مكتوب من جهة أو شخص خارج المنشاة بصحة أو عدم صحة بيانات أو رصيد معين‬
‫وتعتبر المصادقات أكثر أدلة اإلثبات صالحية وإقناعا للمدقق ويلجا المدقق إلى المصادقات للتحقق من‬
‫أرصدة العمالء‪ ،‬مثال كذلك الحصول على شهادات من البنوك بأرصدة المنشاة لديها‪.‬‬
‫‪ -4‬التحليل المالي‪:‬‬
‫يعد التحليل المالي احد األساليب التي يمكن من خاللها الحصول على دليل إثبات وذلك من خالل‬
‫القيام باستخدام النسب المالية والعالقات والمقارنات‪ ،‬مثل استخدام نسب السيولة‪ ،‬نسبة مجمل الربح‬
‫للمبيعات‪ ،‬معدل دوران المخزون وغيرها من النسب المالية التي توفر دليل لمدقق الحسابات حول‬
‫العنصر محل الفحص‪.‬‬
‫‪ -5‬نظام االستفسار‪:‬‬
‫نظام االستفسار هو مجموعة من األسئلة توجه إلى جهة معينة أو شخص معين للحصول على‬
‫المعلومات وإجابات مرضية عن هذه األسئلة‪ ،‬ومن الممكن أن تكون هذه االستفسارات في شكل رسائل‬
‫مكتوبة موجهة إلى الغير أو تكون في شكل أسئلة شفوية من قبل المدقق إلى الشخص أو الجهة المقصودة‪.‬‬
‫ومع ذلك فان األدلة الشفوية تكون اقل صالحية من أدلة اإلثبات التي تنتج عن الفحص والمالحظة‬
‫والمصادقة إال أنها تعطي المدقق إجابات عن تساؤالت قد ال يتمكن من الحصول عليها بالوسائل األخرى‪.‬‬
‫وربما تؤكد معلومات موجودة لديه‪.‬‬

‫‪ -6‬المراجعة الحسابية‪:‬‬
‫يتم استخدام العمليات الحسابية للحصول على دليل للتحقق من أرصدة الحسابات الموجودة في‬
‫الدفاتر وقد يقوم المدقق بعمليات التجميع والتضريب حتى يصل إلى االقتناع بصحة هذه الحسابات‬
‫والنتيجة التي وصل إليها وتتضمن إجراءات المراجعة الحسابية مراجعة العمليات المتعلقة بحساب‬
‫اإلهالك في الديون المشكوك في تحصيلها‪ ،‬فواتير البيع‪ ،‬المخزون‪ ،‬القيام بجميع الحسابات في دفاتر‬
‫األستاذ وغيرها‪.1‬‬
‫‪1‬‬
‫غسان فالح المطارنة‪ ،‬مرجع السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.183‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪ -7‬المراجعة االنتقادية‪:‬‬
‫تعتبر المراجعة االنتقادية طريقة مباشرة للحصول على أدلة اإلثبات وهي أن يستخدم المدقق‬
‫حواسه والتمعن ودقة المالحظة عند قيامه بالتصفح السريع للدفاتر ومالحظة الحاالت الشاذة والتي تلفت‬
‫نظره مثال وجود بعض أرصدة العمالء دون تحرك أو سداد لفترة طويلة‪ ،‬كذلك يلفت نظر المدقق‬
‫الشيكات والكمبياالت المرفوضة التي ترد من عميل معين مما يمكن المدقق من إمكانية تحديد قيمة الديون‬
‫المشكوك فيها‪ ،‬كذلك عند قيام المدقق بفحص االستهالك الخاص باألصول الثابتة‪.‬‬

‫‪-8‬الربط والمقارنة بين المعلومات‪:‬‬


‫يستخدم مدقق الحسابات الربط والمقارنة بين المعلومات حتى يصل إلى دليل إثبات يؤيد رأيه‬
‫حول نقطة معينة كان يقارن المدقق بين رصيد النقدية بدفتر كما هو وارد في كشف الحسابات الوارد من‬
‫البنك مع رصيد حساب النقدية بدفتر األستاذ أو عالقة الزيادة أو لنقص في عنصر الديون المشكوك في‬
‫تحصيلها ومخصص الديون المشكوك في تحصيلها‪ .‬كذلك أن يقوم المدقق بمقارنة المنشاة محل الفحص‬
‫مع المنشاة المشابهة خالل سنوات مالية مختلفة حتى يصل المدقق إلى مؤشرات تدل على أي أمر غير‬
‫عادي‪.‬‬
‫‪-9‬فحص نظام الرقابة الداخلية‪:‬‬
‫يلجأ مدقق الحسابات في بداية القيام بعملية التدقيق إلى فحص وتقييم نظام الرقابة الداخلية في‬
‫المنشاة محل الفحص لتحديد مدى إمكانية تحديد قوة أو ضعف هذا النظام ودرجة االعتماد عليه‪ ،‬وال يكفي‬
‫أن يكون نظام الرقابة الداخلية المكتوب قوي وفعال وإنما يجب أن يكون تطبيق النظام فعال‪ ،‬حيث أن‬
‫فحص المدقق لنظام الرقابة يمده بدليل إثبات على احتمال وجود أخطاء وتالعب أو ال‪ ،‬كذلك فان‬
‫اختبارات المدقق وكميتها تعتمد على قوة وضعف نظام الرقابة الداخلية‪.1‬‬
‫‪-10‬نظام الشهادات‪:‬‬
‫يلجأ المدقق إلى الحصة على شهادات أو إقرار من إدارة المنشاة كدليل إثبات حول عنصر معين‬
‫مثل طلب المدقق شهادة من اإلدارة حول اإلضافات لألصول الثابتة أو التحسينات التي تمت خالل الفترة‬
‫كذلك شهادة حول إعدام ديون عمالء بسبب اإلفالس‪ ،‬شهادة بصحة جرد المخزون وجرد النقدية وغيرها‬
‫ويجب على اإلدارة أن تتعامل مع هذه الشهادات بنوع من الحذر والدقة كونهما تم إعدادها من قبل إدارة‬
‫المنشاة محل الفحص‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬العوامل المؤثرة في كمية أدلة اإلثبات وحجية تجميعها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫غسان فالح المطارنة‪ ،‬مرجع السابق نفسه‪.184 ،‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫هناك عدة عوامل مؤثرة في كمية أدلة اإلثبات يتطلب على المدقق ضرورة جمع هذه األدلة‬
‫ويتفاوت الدليل عن األخر بقوة حجيته‪:‬‬
‫‪ -1‬العوامل المؤثرة في كمية أدلة اإلثبات‪:1‬‬
‫يتوقف تحديد كمية أدلة اإلثبات التي يجب على المدقق القيام بتجميعها على العوامل التالية‪:‬‬

‫‪-1-1‬درجة كفاية نظام الرقابة الداخلية‪:‬‬


‫يتحكم نظام الرقابة الداخلية المطبق في المشروع‪ ،‬في كمية أدلة وقرائن اإلثبات التي يجب على‬
‫المدقق الحصول عليها لتأييد األرقام والبيانات الواردة بالمستندات والدفاتر والقوائم المالية‪.‬‬
‫لذا فقد نصت مستويات األداء التي وضعها المجمع األمريكي للمحاسبين على ضرورة قيام‬
‫المدقق بفحص وتقييم نظام الرقابة الداخلية في المشروع وإجراء اختبارات كافية على النظام القائم‪،‬‬
‫لتحديد ما إذا كانت وسائل الرقابة المتعارف عليها موجودة فعال ومطبقة‪ ،‬وفي حالة ضعف هذا النظام‬
‫فانه من واجب المدقق توسيع نطاق اختيارية والحصول على مزيد من األدلة والقرائن التي توفر له قناعة‬
‫كافية قبل إبداء رأيه في التقرير‪.‬‬
‫فكلما كان نظام الرقابة سليما ودقيقا كلما انخفضت كمية األدلة والقرائن التي يحتاجها المدقق‬
‫وكلما كان نظام ضعيفا أدى ذلك إلى ضرورة تجميع اكبر قدر ممكن من األدلة والقرائن‪.‬‬

‫‪-2-1‬مدى شمول القرينة أو كفايتها لتحقيق األهداف التي يسعى إليها المدقق من عملية الفحص التي‬
‫يقوم بها‪:‬‬
‫فقد يكون دليل واحد كافيا لتحقيق كافة أهداف عملية فحص معينة‪ ،‬وهذا يكتفي به المدقق أما إذا لم‬
‫يكن كافيا فعليه أن يسعى للحصول على قرينة أخرى لتعزيز ناحية أخرى من نواحي فحصه‪ .‬فالوجد‬
‫أو الذاتي غير كاف في حد ذاته إال لتدعيم التحقق من الوجود فقط‪ .‬ولذلك على المدقق‬ ‫الفعلي‬
‫تجميع قرائن أخرى للتأكد من الملكية ونوعها والتقويم وصحته‪.‬‬
‫‪ -1-3‬مدى مالئمة القرنية أو الدليل لطبيعة العنصر محل الفحص أو التدقيق‪:‬‬
‫تختلف األدلة والقرائن باختالف العناصر التي يقوم المدقق بفحصها‪ .‬فالوجود الفعلي يصلح‬
‫للتحقيق من األصول الملموسة‪ ،‬أما اإلقرارات الخارجية فتصلح للتأكيد من بعض األرصدة للغير وعليهم‬
‫كالعمالء والموردين وما شابه‪ .‬لهذا فان على المدقق جمع تلك األدلة التي تتناسب وظروف الحل ومع‬
‫طبيعة العنصر موضوع التدقيق‪.‬‬

‫‪-4-1‬األهمية النسبية للعنصر الذي يقوم المدقق بفحصه‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى يوسف كافي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.146 – 144‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫تتوقف كمية أدلة وقرائن اإلثبات الخاصة بكل عنصر أو بيان من البيانات على األهمية النسبية‬
‫له‪ ،‬فكلما زادت األهمية النسبية للعنصر كلما الحاجة ماسة لتوفير األدلة الكافية للتأكد من صحته وكلما‬
‫انخفضت هذه األهمية النسبية كلما انخفضت بالتالي كمية األدلة التي تتعلق به‪.‬‬

‫إن كمية األدلة والقرائن تتناسب طرديا مع األهمية النسبية للعنصر موضوع التدقيق‪ ،‬فكلما زادت‬
‫األهمية النسبية لبند معين‪ ،‬يقوم المدقق بجمع اكبر قدر ممكن من القرائن لتدعيم رأيه حول صحة ذلك‬
‫البند أو العنصر‪ .‬والمقصود بأهمية العنصر النسبية قيمة ذلك العنصر بالمقارنة مع قيمة العناصر‬
‫األخرى المحتواة في القوائم‪ ،‬وليس اكبر أو اصغر قيمة العنصر بصورة مطلقة‪.‬‬
‫‪-5-1‬درجة الخطر التي يتعرض لها العنصر موضوع الفحص‪:‬‬
‫فكلما ازدادت احتماالت تعرض العنصر موضوع التدقيق االختالسات والتالعب كلما كان على‬
‫المدقق أن يجمع اكبر كمية من األدلة والقرائن‪.‬‬
‫ومن هنا نجد أن التدقيق يكون كامال للنقدية‪ ،‬وان عينات الذمم اكبر من غيرها نسبيا الن هذه‬
‫العناصر بطبيعتها أكثر عرضة للتالعب من غيرها‪.‬‬
‫‪-6-1‬كلفة الحصول على الدليل أو القرنية ‪:‬‬
‫والتناسب هنا عكسي الن على المدقق أن يوازن دوما بين المنفعة المتوخاة من جهة وعامل التكلفة‬
‫جهدا وماال من جهة أخرى‪ ،‬فإذا فاقت التكلفة المنفعة أو الفائدة الموجودة من الحصول على الدليل أو‬
‫القرنية‪ ،‬عليه أن يعتمد على الحصول على بدائل اقل تكلفة‪ .‬وهكذا نجد أن موضوع التكلفة يؤخذ في‬
‫االعتبارات عند المقارنة بين عدد من األدلة تتفاوت في كلفة الحصول عليها وتتفق في األغراض التي‬
‫تحققها‪.‬‬
‫‪ -2‬حجية تجميع أدلة اإلثبات‪:1‬‬
‫تتفاوت قوة حجية أدلة اإلثبات من دليل إلى أخر وتعود عملية تقدير قوة حجية الدليل إلى مدقق‬
‫الحسابات كونه الشخص المسؤول عن تجميع تلك األدلة بخصوص عنصر معين إلبداء رأيه ومدى‬
‫قناعته بعدالة قيمة ذلك العنصر الظاهرة في القوائم‪ ،‬لذلك هناك عدد من العوامل التي تؤثر على حجية‬
‫الدليل منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬مصدر الدليل‪:‬‬
‫يمكن الحصول على األدلة من مصدرين إما داخلية أو خارجية‪ ،‬فاألدلة الخارجية التي يحصل عليها‬
‫المدقق من خارج المنشاة تعتبر أقوى في حجيتها من الدليل الداخلي الذي يحصل عليه المدقق من داخل‬
‫المنشاة والتي تقوم اإلدارة بإعدادها‪.‬‬
‫ب‪ -‬كيفية الحصول على الدليل‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫غسان فالح المطارنة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.193‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫األدلة التي يحصل عليها المدقق بنفسه أقوى في حجيتها من األدلة التي يحصل عليها من الغير‬
‫كان يقوم بعملية الجرد بنفسه أو تحت إشرافه يعتبر ذلك دليل أقوى من القيام بعملية الجرد من قبل‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫ج‪ -‬من حيث طبيعة األدلة‪:‬‬


‫تقسم األدلة إلى ايجابية وأدلة ذاتية فاألدلة االيجابية أقوى في حجيتها واالعتماد عليها من األدلة‬
‫الذاتية التي تعتمد على التفسير الشخصي أو الفحص والتحليل‪ .‬ومن األمثلة على األدلة االيجابية‬
‫اإلقرارات التي يحصل عليها من الغير‪ ،‬الوجود الفعلي‪ ،‬الفواتير والمستندات األخرى‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقت الحصول على الدليل‪:‬‬
‫يؤثر وقت الحصول على حجية ذلك الدليل ومدى تناسب ذلك الوقت مع وقت الفحص فكلما كان‬
‫وقت الحصول على الدليل مقارب لوقت الفحص كلما كان الدليل ذو حجية اكبر‪.‬‬

‫د‪ -‬ارتباط الدليل بالعنصر محل الفحص‪:‬‬


‫يؤثر ارتباط الدليل بالعنصر محل الفحص بقوة حجية‪ ،‬حيث أن الدليل المرتبط مباشرة بالعنصر‬
‫محل الفحص يعتبر أقوى من الدليل الذي يرتبط بطريقة غير مباشرة‪.‬‬

‫حيث انه من الخطر أن يقبل المدقق دليل ليس له ارتباط بالعنصر محل الفحص‪ ،‬فمثال القيام‬
‫بعملية الجرد الفعلي تعتبر دليل على الوجود ولكن ليس دليل على ملكية المنشاة لذلك العنصر‪.‬‬
‫ث‪-‬درجة إقناع الدليل‪:‬‬
‫ليس من السهل أن يكون هناك دليل حاسم يؤدي إلى إقناع المدقق بدرجة تامة بدون وجود أي شك‬
‫لذلك يؤدي هذا الشيء إلى عدم وجود اإلقناع التام لدى المدقق بدقة القوائم المالية‪ ،‬لذلك يجب على المدقق‬
‫أن يبحث عن األدلة التي توفر له درجة إقناع اكبر فيما يخص العنصر محل الفحص‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫غسان فالح المطارنة‪ ،‬مرجع السابق نفسه‪ ،‬ص ‪.194‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬خصوصيات المدقق الداخلي‪.‬‬


‫الوظيفة التي يتناولها التدقيق الداخلي هو المجال التقييمي في المؤسسة وكذلك المجال الوقائي‬
‫ألصول المشروع ثم النواحي االستثنائية بتقديم االقتراحات التحسينية ألنظمة المشروع‪ ،‬فان مجالها يتسع‬
‫ويجعلها أداة رقابية للمستويات العليا للمؤسسة‪ ،‬ونجاح التدقيق الداخلي أو أفشله في تحقيق األهداف‬
‫يتوقف على مقدار الدعم الذي يتلقاه من اإلدارة العليا‪ ،‬ولكي يقوم المدقق الداخلي بمهامه ومسؤولياته‬
‫بكفاءة‪ ،‬فمن الضروري أن يتاح له المجال والصالحيات الكافية للقيام بدوره‪ ،‬وان يمنح االستقاللية‬
‫الالزمة والمواد الكافية حتى يتم تحقيق المتطلبات الواجب توافرها لتمكينه من القيام بمسؤولياته‪ ،‬وعليه‬
‫سنتطرق من خالل هذا المبحث إلى‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف المدقق الداخلي وصفاته؛‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حقوق وواجبات المدقق الداخلي وطريقة أداء عمله؛‬ ‫‪‬‬
‫المطلي الثالث‪ :‬الصعوبات التي تواجه المدقق الداخلي؛‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬أوراق وملفات العمل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المدقق الداخلي وصفاته‪:‬‬


‫يتم من خالل هذا المطلب التعرف على الموظف الذي بقوم بالتدقيق وصافته‪:‬‬
‫‪ -1‬تعريف التدقيق الداخلي‪:‬‬
‫تعددت التعاريف التي تناولت مفهوم للمدقق الداخلي والتي سنذكر منها‪:‬‬
‫التعريف األول‪ :‬هو ذلك الشخص الموظف في المؤسسة الذي يقوم بتدقيقها‪ ،‬إذ أن جميع المؤسسات تقوم‬
‫‪22‬ايجا داما برغبتها أو بواسطة القوانين والتعليمات‪ ،‬أن يكون لها قسم للرقابة الداخلية والذي يشمل‬
‫فحص أنشطة المؤسسة وتقديم تقرير حولها لإلدارة العليا ا والى لجنة التدقيق ألجل مساعدة هذه اإلدارة‬
‫للوصول إلى أغراضها ويشمل عمل المدقق الداخليي تدقيق النشاط وتدقيق الرقابة وإعطاء االستشارات‬
‫الضرورية للمستويات اإلدارية المختلفة‪.1‬‬
‫التعريف الثاني‪ :‬المدقق الداخلي هو الشخص الذي يعمل ضمن قسم المراجعة الداخلية في المؤسسات‬
‫االقتصادية ويقوم بعمليات المراجع الداخلية‪ ،‬وذلك بمراجعة كافة النشاطات داخل المؤسسة سواء المالية‬
‫منها أو غير المالية لتحديد مواطن الضعف في األداء‪ ،‬والعمل على معالجتها وإزالتها وتحديد مواطن‬
‫القوة لتدعيمها ويتحمل المراجع الداخلي كافة المسؤوليات الملقاة على عاتقه‪.2‬‬

‫التعريف الثالث‪ :‬يعتبر المراجع الداخلي جزء من آلية التغذية العكسية لخلية المراجعة الداخلية حيث تبدأ‬
‫مهمته بعد إرسالها اإلدارة العامة للمؤسسة األمر بذلك وهذا بتحديد المدة ومجال التدخل والمنهجية‬

‫‪1‬‬
‫هادي التميمي‪ ،‬مدخل إلى التدقيق الداخلي من الناحية النظرية والعملية‪ ،‬دار النشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬األردن‪ ،2006 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪ 2‬زهرة حسن عليوي‪ ،‬فاطمة صالح مهدي‪ ،‬تكامل دور التدقيق الداخلي والخارجي إلنجاح أسلوب التقدير الذاتي في الهيئة العامة للضرائب‪ ،‬مجلة بغداد‬
‫للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،17‬العدد ‪ ،62‬العراق‪ ،2011 ،‬ص ‪.300‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الواجب إتباعها ويقوم المراجع الداخلي غالبا بفحص جميع مستويات وسائل الرقابة‪ ،‬كما انه يقوم بتحديد‬
‫ما إذا كانت طرق التقييم مناسبة أم ال‪ ،‬ويجب أن يكون للمراجع الداخلي معرفة حول ما يجب مراجعته‬
‫والغرض من ذلك‪.1‬‬

‫ومما سبق يمكن أن تعرف بقولنا‪ ":‬على انه ذلك الشخص الموظف ضمن قسم التدقيق الداخلي‬
‫للقيام بعمليات الالزمة من فحص وتقييم وإبداء رأيه الفني المحايد مت خالل التقارير‪ ،‬كما يتحمل كافة‬
‫المسؤوليات الموجه إليه"‪.‬‬
‫‪ -2‬صفات المدقق الداخلي‪:‬‬
‫يجب توافر صفات شخصية أو أخالقية معينة في مدقق الحسابات تؤهله للقيام بواجباته المهنية‬
‫على أفضل وجه ممكن واهم هذه الصفات هي‪:‬‬

‫‪-1-2‬األمانة والنزاهة‪ :‬على المدقق أن يكون أمينا ونزيها في عمله وان يعطي هذا العمل حقه الوافي‬
‫وان يقوم بالعمل بوحي من ضميره ويبذل أقصى طاقاته العلمية والتنفيذي ما يكلف به من عمل وان‬
‫يعرض النتائج التي يتوصل إليها بدقة وأمانة دون تحريف أو تمويه وإال يضمن تقريره سوى البيانات‬
‫التي يثق بها والحقائق التي يعتقد في سالمتها وصحتها وإال يجامل أحدا فيما يبديه من أراء وان يكون‬
‫دائما لعمالئه ناصحا وأمينا‪.‬‬
‫‪-2-2‬المحافظة على أسرار المهنة‪ :‬حيث أن المدقق الحسابات موضع ثقة عمالئه ويطلع بحكم عمله على‬
‫دقائق أسرارهم تقضي التقاليد المهنية في جميع المهن المحاسبية والتدقيق فقط بان يحافظ الرجل المهني‬
‫على هذه األسرار وإال يقوم بإفشائها آو استخدامها ضد عمالئه وان يكون دائما كتوما وموضع ثقة‪.‬‬
‫‪-3-2‬الصبر واللباقة والقدرة على التصرف‪ :‬تعتبر عملية التدقيق شاقة تحتاج إلى الصبر وتأني في‬
‫دراسة وتحقيق وتحليل عمليات المشروع والبحث عن الحقيقة وتستدعي اللباقة في التعامل مع العمالء‬
‫وموظفي المشروع حتى يكسب ثقتهم ويحصل على تعاونهم‪.‬‬

‫واألصل إال يبدأ المدقق عمله مفترضا الغش وسوء النية والخطأ فيمن عمله بل يجب أن يبدأ عمله‬
‫بروح طيبة مفترضا صحة العمل حتى يثبت له العكس فالهدف من عملية التدقيق تصحيح األخطاء وليس‬
‫تصيدها‪.2‬‬
‫‪-4-2‬الثقافة المعرفة‪ :‬على المدقق أن يكون متمكنا من علم المحاسبة والتدقيق وان يكون على معرفة‬
‫بكثير من العلوم االجتماعية واإلنسانية الوثيقة الصلة بالمحاسبة والتدقيق مثل‪ :‬محاسبة تكاليف والتحليل‬
‫المالي وأدواته‪ ،‬وكذلك ما تصدره الدولة من قوانين ضريبية أو القانون التجاري أو قانون الشركات وان‬
‫يكون ملما بالصول العلمية للتنظيم واإلدارة بمبادئ االقتصاد وذلك ليتمكن من تدقيق عمليات المشروع‬
‫على اختالفها وتنوعها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حقوق وواجبات المدقق الداخلي وطريقة أداء عمله‪.‬‬

‫‪ 1‬ثناء على القباني‪ ،‬المراجعة الداخلية في ظل التشغيل االلكتروني‪ ،‬دار الجامعية للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪2‬‬
‫نواف محمد عباس الرماحي‪ ،‬مراجعة المعامالت المالية‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ‪.67‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫الدور الذي يلعبه المدقق الداخلي في تحقيق الشفافية يجعله يتمتع بحقوقه‪ ،‬وتقابله واجبات عليه‬
‫القيام بها‪ ،‬كما يعتمد المدقق على طريقة تسهل له أداء عمله في ظروف جيدة‪ ،‬وهذا ما سيتم توضيحه‪:‬‬
‫‪ -1‬حقوق وواجبات المدقق الداخلي‪ :1‬وتشمل النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -1-1‬حقوق المدقق الداخلي‪ :‬ويمكن تلخيص حقوق فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬حق االطالع في أي وقت على الدفاتر المنشاة وسجالتها ومستنداتها وكطلك محاضر جلسات‬
‫مجلس اإلدارة؛‬
‫‪ ‬حق طلب البيانات واإليضاحات التي يرى المدقق ضرورتها للمساعدة على القيام بعمله؛‬
‫‪ ‬حق تحديد وقت جرد ممتلكات المنشاة والتزامها من اجل التأكد من عدالة تصوير البيانات المالية‬
‫لواقعها؛‬
‫‪ ‬حق دعوة الهيئة العامة لالنعقاد وذلك في حاالت الضرورية القصوى؛‬
‫‪ ‬حق الحصول على صورة أو نسخة من االستفسارات أو البيانات التي يوجهها مجلس اإلدارة‬
‫للمساهمين؛‬
‫‪ ‬حق حضور اجتماع الهيئة العامة للمساهمين‪.‬‬
‫‪-2-1‬واجبات المدقق الداخلي‪ :2‬ويمكن تلخيص واجبات المدقق الداخلي فيما يلي‪:‬‬
‫دراسة وتقويم نظام الرقابة الداخلية؛‬ ‫‪‬‬
‫المساعدة في تصميم وتطبيق نظام الرقابة الداخلية لتحقيق األهداف الموجودة منها؛‬ ‫‪‬‬
‫تقديم االقتراحات والتوصيات الالزمة لتحسين إجراءات نظام الرقابة الداخلية؛‬ ‫‪‬‬
‫القيام بدراسات أو مهام محددة تطلبها اإلدارة؛‬ ‫‪‬‬
‫القيام بأعباء المراجعة الشاملة لتلبية احتياجات اإلدارة ويشمل على مراجعة االلتزام المالي‬ ‫‪‬‬
‫والكفاءة والفعالية في المشروع‪.‬‬
‫‪-3-1‬طريقة أداء عمل المدقق الداخلي‪ :3‬تختلف طريقة أداء المدقق الداخلي تبعا الختالف طبيعة نشاط‬
‫المؤسسة ونوعية المشكالت التي تؤثر على أداء عملياتها والنظام اإلداري التي تسير إدارتها‪ ،‬ومع ذلك‬
‫فان ذلك فان هناك عناصر قد تكون مشتركة في أداء التدقيق الداخلي لعل من أهمها‪:‬‬
‫‪-1-3-1‬التحقيق‪ :‬ويهدف إلى التأكد من مدى صحة العمليات المحاسبية من حيث الدقة الحسابية‬
‫والمستندات وسالمة التوجيه المحاسبي‪ ،‬وسيلتزم التحقيق التفرقة بين الحقائق واآلراء‪ ،‬حيث أن قوة أي‬
‫استنتاج تتوقف على مدى اعتماده على الحقائق‪ ،‬وطبقا لذلك فإن التحقق يختص أساسا بالعمليات‬
‫والحسابات ويعتبر عامال مشتركا بين التدقيق الداخلي والخارجي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خالد أمين عبد هللا‪ ،‬علم تدقيق الحسابات‪ ،‬الناحية النظرية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ ،2000 ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪ 2‬يوسف محمود جربوع‪ ،‬مجاالت مساهمة المراجع الداخلي والمراجع الخارجي في تحسين القرارات المالية لمجلس اإلدارة وفقا لقواعد حوكمة الشركات‬
‫والمؤسسات العاملة في قطاع غزة‪ ،‬مجلة الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،‬المجلد ‪ ،5‬العدد ‪ ،23‬غزة‪ ،2006 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 3‬صالح ميلود خالط‪ ،‬بشير مح مد عاشور‪ ،‬مصطفى ساسي فتوحة‪ ،‬بحوث مؤتمر الرقابة الداخلية‪ ،‬الواقع واألفاق‪ ،‬المنشورات الدار االكادمية للطباعة‬
‫والتأليف والترجمة والنشر‪ ،‬طرابلس‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2007 ،‬ص ‪.385‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-2-3-1‬التحليل‪ :‬ويقصد به الفحص اإلنتقادي للسياسات اإلدارية‪ ،‬وإجراءات الرقابة الداخلية والحسابات‬
‫والمستندات والسجالت والدفاتر التي تقع داخل نطاق الفحص‪ ،‬ويتطلب التحليل من المدقق إجراء‬
‫المقارنات والربط بين المعلومات وذلك بهدف اكتشاف العمليات الشاذة ودراستها‪.‬‬

‫‪-3-3-1‬االلتزام‪ :‬يهتم بمدى االلتزام بالسياسات اإلدارية الموضوعة وأداء العمليات وفق للطرق والنظم‬
‫والقرارات اإلدارية بهدف تحقيق االنضباط بالمؤسسة‪ ،‬فقط يتم التوصل إلى نتائج مرضية ومع ذلك يهم‬
‫اإلدارة معرفة ما إذا كانت هذه النتائج قد تحققت خالل الممارسة المصرح بها وبما يتماشى مع القوانين‬
‫واللوائح المعمول بها وتبعا لذلك قد ترى اإلدارة تزويد هيئة التدقيق الداخلي بأفراد ذوي خبرة في‬
‫مجاالت معرفة أخرى بخالف المحاسبة والتدقيق‪.‬‬
‫‪-4-3-1‬التقييم‪ :‬وهي عملية تعتمد على التقدير الشخصي عن مدى كفاية وفاعلية اقتصادية السياسات‬
‫واإلجراءات التي تسير عليها المؤسسة وما لديها من تسهيالت أفراد‪ ،‬يقصد بترشيد األداء وتطويره‬
‫ويقتضي التقييم تجميع البيانات والمعلومات وتقضي الحقائق واالستعانة بآراء المسؤولين واقتراحاتهم مع‬
‫تقييم هذه اآلراء واالقتراحات‪.‬‬
‫‪-5-3-1‬التقرير‪ :‬عند اصدرا التقرير لمزج العناصر السابقة مع بعضها ويبرز التقرير الذي يقدمه المدقق‬
‫الداخلي المشكلة وأهميتها وطريقة معالجتها وما نتوصل إليه من نتائج وتوصيات‪ ،‬ويفضل عرض‬
‫الصورة األولية للتقرير على المسؤول عن النشاط محل الفحص لتجنب أي تشويه للحقائق أو سوء‬
‫التقرير عن بعض األمور وتتبلور قيمة المدقق الداخلي في قدرته على العرض الواعي لنتائج ما قام به‬
‫من فحص وتدقيق‪.1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الصعوبات التي تواجه المدقق الداخلي‪.2‬‬


‫يواجه المدققون الداخليون بعض الصعوبات أثناء تأديتهم لعمليتهم لعملهم ويمكن إجمال هذه‬
‫الصعوبات على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ ‬عدم فهم بعض الموظفين دور المدقق الداخلي في تطوير وتحسين أساليب العمل وان دوره ال‬
‫يقتصر على إبراز المالحظات وبيان مقدار االنحرافات‪ ،‬بل يمتد إلى إيجاد الحلول وتقديم‬
‫التوصيات واالقتراحات بما يعود بالفائدة على المنشاة وعلى العاملين فيها؛‬
‫‪ ‬محاولة بعض الموظفين تبرير األخطاء واالنحرافات السلبية بصورة خاطئة مما يؤدي إلى‬
‫تضليل المدقق الداخلي حول تفسير االنحرافات؛‬
‫‪ ‬ضغط العمل في الفروع يؤدي في بعض األحيان إلى اكتشاف بعض األخطاء بصورة متأخرة مما‬
‫يصعب من معالجتها؛‬

‫‪ 1‬صالح ميلود خالط‪ ،‬بشير محمد عاشور‪ ،‬مصطفى ساسي فتوحة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.386‬‬
‫‪2‬‬
‫الخطيب خالد راغب‪ ،‬مفاهيم حديثة في الرقابة المالية والداخلية في القطاع العام والخاص‪ ،‬مرجع السابق نفسه‪ ،‬ص ص ‪.152-151‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫عدم اطالع بعض الموظفين على التعليمات الداخلية بالقسم الذي يعمل به‪ ،‬مما يؤدي إلى وجود‬ ‫‪‬‬
‫بعض األخطاء التي تؤثر على أداء العمل؛‬
‫اختيار صيغة المخاطبة والعبارات المتعلقة بالمالحظات‪ ،‬كون المدقق الداخلي يتعامل مع فئات‬ ‫‪‬‬
‫ومستويات إدارية مختلفة؛‬
‫استمرار ارتكاب األخطاء التي وردت في التقارير السابقة على الرغم من التأكيد بالرد على‬ ‫‪‬‬
‫تالفي تلك األخطاء مستقبال؛‬
‫إجابة بعض الموظفين على مالحظات التدقيق الداخلي الواردة في التقارير بصورة مبهمة وأحيانا‬ ‫‪‬‬
‫ال تمت إلى المالحظة بصلة؛‬
‫ومن المشاكل التي تواجه المدقق الداخلي قضية االستقاللية‪ ،‬في ظل غموض مؤشرات‪ ،‬حيث‬ ‫‪‬‬
‫يقف المدقق عاجزا عن التصرف باستقاللية‪ ،‬ويعد غياب االستقاللية للمدقق الداخلي دالة على‬
‫ضعف وعجزه عن ممارسة الحريات في اختيار األنشطة التي يرى أنها جديرة بالفحص السيما‬
‫إذا تدخلت أية جهة أخرى داخل المنشاة في اختيار تلك األنشطة؛‬
‫وقد تنعكس هذه الصعوبات على جودة عمل المدقق الداخلي‪ ،‬فعدم فهم الموظفين لدور المدقق‬ ‫‪‬‬
‫الداخلي وعدم اطالعهم على التعليمات الداخلية واختيار صيغة خطاب غير مالئم يؤدي إلى عدم‬
‫تعاون الموظفين مع المدقق الداخلي وبالتالي انعكاس ذلك على نتائج أعماله‪ ،‬إما تحديد بعض‬
‫أعضاء اإلدارة العليا لعمل المدقق الداخلي يؤدي إلى غياب استقاللية المدقق وهي شروط قبول‬
‫تقاريره وتقييمه‪ ،‬واكتشاف األخطاء في وقت متأخر بسبب ضغط العمل‪ ،‬أو االستمرار في‬
‫األخطاء التي وردت في تقارير التدقيق السابقة هذا يدل على جدوى عملية التدقيق الداخلي لعدم‬
‫وجود متابعة مستمرة لتلك التقارير‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أوراق وملفات العمل‪.‬‬


‫إن ألوراق العمل عالقة كبيرة بالعمل الميداني الذي يقوم به المراجع‪ ،‬حيث أن هذا األخير‬
‫يخصص جزءا كبيرا من وقته إلعداد ومراجعة هذه األوراق‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف أوراق العمل‪ :‬تعرف أوراق العمل بأنها‪ " :‬تشمل على األدلة والقرائن التي يتم تجميعها‬
‫بواسطة المراجع إلظهار ما قام به من عمل‪ ،‬والطرق واإلجراءات التي اتبعها والنتائج التي توصل إليها‬
‫وبواسطتها يكون لدى المراجع األسس التي يستند إليها في إعداد التقرير والقرائن لدى الفحص الذي قام‬
‫به‪ ،‬والدليل على إتباع العناية المهنية أثناء عمليات الفحص"‪.1‬‬
‫من هذا التعريف‪ ،‬يتضح لنا أن أوراق العمل تمثل دليل ملموس على العمل الذي قام به المراجع‬
‫وتتضمن األسس للوصول إلى النتائج وإجراءات المراجعة المستخدمة من طرف المراجع‪ ،‬كما تشمل‬
‫األدلة والقرائن التي يستند إليها في إعداد تقريره النهائي وإبداء راية الفني المحايد‪.‬‬

‫‪-1-1‬ملفات العمل‪ :‬حسب االتحاد الدولي للمحاسبين‪ ،‬فانه يمكن تنظيم أوراق العمل في ملفين‪ :‬ملف دائم‬
‫وملف جاري حيث تساعد المراجع على تخطيط وتنفيذ عملية المراجعة‪ ،‬كما تمثل دليال على األعمال‬
‫المنجزة والتي تستند عليها رأي المراجع‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫محمد سمير الصبان‪ ،‬محمد الفيومي‪ ،‬المراجعة بين التنظير والتطبيق‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،1990 ،‬ص ‪.259‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪-2-1-1‬الملف الدائم‪ :‬يوضح هذا الملف من طرف المراجع عند قبوله مهمة مراجعة شركة معينة ألول‬
‫مرة‪ ،‬ويتضمن الملف الدائم بيانات تاريخية عن المنشأة‪ ،‬وينشأ هذا الملف للمؤسسة عند أول مهمة‬
‫مراجعة لها‪ ،‬وفي السنوات القادمة يتم إضافة أو حذف أو تعديل بعض عناصره‪ ،‬ويشمل على العموم‬
‫مايلي‪:1‬‬
‫أ‪-‬معلومات عامة‪ :‬وتتمثل في األتي‪:‬‬
‫الهيكل التنظيمي للمؤسسة؛‬ ‫‪‬‬
‫قائمة بأسماء المسؤولين في المؤسسة مع صالحياتهم وتوقيعاتهم؛‬ ‫‪‬‬
‫الجانب التاريخي للمؤسسة؛‬ ‫‪‬‬
‫األنظمة الخاصة بالمؤسسة مثل عقد تأسيس الشركة واللوائح الداخلية والنظام الداخلي؛‬ ‫‪‬‬
‫قائمة الوحدات‪ ،‬الوكاالت والفروع بالمؤسسة؛‬ ‫‪‬‬
‫قائمة األنشطة التي تقوم بها المؤسسة؛‬ ‫‪‬‬
‫نسخ من محاضر اجتماعات مجلس اإلدارة‪ ،‬والتي تستخدم كدليل إثبات دائم على أن عمليات‬ ‫‪‬‬
‫الشركة قد تمت الموافقة عليها من قبل مجلس اإلدارة؛‬
‫نسخ من التقارير المتعلقة بجميع عمليات الرقابة التي تمت بالمؤسسة؛‬ ‫‪‬‬
‫الترتيبات أو الشروط المالية الدائمة للشركة كشروط القروض وترتيبات إصدار السهم؛‬ ‫‪‬‬
‫العقود مع مسؤولي الشركة‪ ،‬باإلضافة إلى االتفاقات والعقود األخرى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ب‪-‬معلومات ذات طابع محاسبي‪ :‬وتشمل األتي‪:‬‬
‫النظام المحاسبي المعتمد؛‬ ‫‪‬‬
‫دليل اإلجراءات؛‬ ‫‪‬‬
‫خرائط تدفق المستندات داخل المؤسسة؛‬ ‫‪‬‬
‫االستبيان المستخدم لتقييم الرقابة الداخلية؛‬ ‫‪‬‬
‫اللوائح المتعلقة بعمل النظام المحاسبي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-2-1‬الملف اإلجباري‪ :‬يسعى كذلك بالملف السنوي‪ ،‬حيث يقوم المراجع بوضع ملف خاص بكل دورة‬
‫مالية طيلة وكالته التي قد تمتد إلى عدة سنوات‪ ،‬ويشمل هذا الملف ما يلي‪:‬‬

‫أهداف عملية الرقابة؛‬ ‫‪‬‬


‫البرنامج الخاص بكل عضو من فريق المهمة؛‬ ‫‪‬‬
‫القوائم المالية السنوية؛‬ ‫‪‬‬
‫مستندات التحليل مثل أرصدة الحسابات لسنة الحالية‪ ،‬إضافة إلى تعديالت وتسويات المراجعة‬ ‫‪‬‬
‫لهذه الحسابات؛‬
‫الرأي الفني حوا القوائم المالية السنوية بالدورة محل المراجعة؛‬ ‫‪‬‬
‫نسخ من التقارير المرسلة للمخول لهم قانونا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫محمد سمير الصبان‪ ،‬محمد الفيومي‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.260‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫ويساعد الملف الجاري على االحتفاظ بأدلة اإلثبات مكتوبة في مستندات يمكن الرجوع إليها عند‬
‫الضرورة‪ ،‬كما تتضمن أوراق العمل بصفة عامة معلومات عن العميل وعنوان الورقة والتاريخ والفترة‬
‫الزمنية التي تتعلق بها المعلومات التي تمت مراجعتها‪ ،‬وكذلك أسماء وتوقيعات معدي أوراق المراجعة‪.‬‬

‫ويتضح مما سبق‪ ،‬انه يتطلب من المراجع إعداد مجموعة من أوراق العمل التي تعتبر ضرورية‬
‫لتنفيذ عملية المراجعة وإعداد تقريره النهائي المتضمن رأيه الفني المحايد‪ ،‬وما يزيد من أهمية أوراق‬
‫المراجعة انه يمكننا اعتبارها أدلة مكتوبة وملموسة يحتفظ بها المراجع ويرجع إليها عند الضرورة‪.‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫تعتبر وظيفة التدقيق الداخلي من الوظائف المهمة في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬حيث تعمل‬
‫على حماية أصولها وأموالها‪ ،‬وكذا المساهمة بشكل كبير في تصميم وتطوير نظام الرقابة الداخلية وقياس‬
‫كفاءة استخدام الموارد المتاحة وإضافة قيمة للمؤسسة‪ .‬باإلضافة إلى أن التدقيق الداخلي يقوم بتصحيح‬
‫اإلجراءات الرقابية الموضوعة من طرف اإلدارة من خالل قيام المدقق الداخلي بفحص وتقييم نظام‬
‫الرقابة الداخلية باالستعانة بمجموعة من الوسائل وفق عدة مراحل وصوال إلى التقييم النهائي لها بإعطاء‬
‫نصائح للمؤسسة وتعاليق حول العمليات المالية‪.‬‬
‫يمكن استنتاج أن التدقيق الداخلي هو امتداد لتطوير الرقابة الداخلية من خالل التكليف الذي يقوم‬
‫به التدقيق الداخلي وهو التأكد من وجود نظام الرقابة الداخلية جيد وفعال للوصول إلى أهداف المؤسسة‬
‫عن طريق تحديد المخاطر وتقييمها والتقليل منها‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار النظري للتدقيق الداخلي‬ ‫الفصل األول‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مقدمة الفصل‪:‬‬
‫تنشط المؤسسة االقتصادية في بيئة متقلبة وهذا ما يهدد استقرارها ويجعلها عرضة لمختلف‬
‫المخاطر التي تهدد انجاز أهدافها‪ ،‬وقد تؤثر سلبا على استمرارية المؤسسة الهادفة إلى تحقيق رسالتها‬
‫ومع مرور الزمن ازدادت حدة المنافسة وتشابكت بشدة ارتباطها المؤسسة مع محيطها القريب والبعيد‬
‫كما زادت التقلبات والمفاجأة مما سمح بتعاظم األخطار وتعددها وتنوعها واستمرارها وتجددها‪،‬‬
‫إضافة إلى ذلك فتن عدم استقرار المحيط واحترام المنافسة في محيط يتسم بحالة عدم التأكد جعل من‬
‫الصعب إجراءات تقديرات دقيقة أو التحكم في تسييرها‪ .‬وهنا يبرز الدور المهم للتدقيق الداخلي في‬
‫تزويد المؤسسة بالمعلومات والتقارير‪ ،‬التي تأكد أن األخطار التي تتعرض لها هذه األخيرة قد تم‬
‫فهمها وإدارتها بطريقة مالئمة‪ ،‬حيث أصبح التدقيق الداخلي مصدرا استشاريا وتوجيهيا في تحمل‬
‫مسؤوليات إدارة المخاطر‪ ،‬وتقليل المخاطر إلى حدود مقبولة‪.‬‬
‫رغبة منا في اإللمام بنقاط هذا الفصل قمنا بتقسيمه إلى أربعة مباحث‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬مفاهيم أساسية حول إدارة المخاطر؛‬
‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬خطوات وإجراءات إدارة المخاطر؛‬
‫‪ ‬المبحث الثالث ‪ :‬التدقيق الداخلي في إدارة المخاطر؛‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم أساسية حول إدارة المخاطر‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تعد إدارة المخاطر ذات أهمية خاصة في الوقت الحاضر‪ ،‬وتشكل توجها جديدا للمؤسسات‬
‫االقتصادية إذ شهدت تسارعا وتغيرات كبيرة في السنوات األخيرة‪ ،‬ومن العوامل الرئيسية في نجاح‬
‫المؤسسات وازدهارها واستمرار نشاطها وتحقيق أهدافها‪ ،‬البد من معرفة هذه المخاطر وتقويمها‬
‫وتقليل منها‪ ،‬وهذا ما سيتم التطرق إليه في المبحث من خالل ‪:‬‬
‫‪ ‬المطلب األول‪ :‬نشأة إدارة المخاطر ومفهومها؛‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪ :‬هيكل وموقع قسم إدارة المخاطر؛‬
‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬أهداف إدارة المخاطر ومصادر مخاطر األعمال‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة إدارة المخاطر ومفهومها؛‬


‫‪-1‬نشأة إدارة المخاطر‪:1‬‬

‫نشأت إدارة المخاطر من اندماج تطبيقات الهندسة العسكرية والقضائية والنظرية المالية‬
‫والتامين في القطاع المالي وكان من االعتماد على إدارة التامين إلى فكرة إدارة المخاطر المعتمد على‬
‫علم اإلدارة في التحليل التكلفة والعائد والقيمة المتوقعة والمنهج العلمي التخاذ القرار في ظل ظروف‬
‫عدم التأكد‪ .‬حيث كان ظهور لمصطلح إدارة المخاطر في مجلة هارفرد بييسترريفو عام ‪ 1956‬حيث‬
‫طرح المؤلف آنذاك فكرة مختلفة تماما وهي أن شخص ما بداخل المنظمة ينبغي أن يكون مسؤوال عن‬
‫إدارة المخاطر المنظمة البحتة‪ .‬ومن بين أولى المؤسسات التي قامت بإدارة مخاطرها وممارسة إدارة‬
‫المخاطر هي البنوك‪ ،‬التي ركزت على إدارة األصول والخصوم وتبين أن هناك طرقا أنجع للتعامل‬
‫مع المخاطرة بمنع حدوث الخسارة والحد من نتائجها عند استحالة تفاديها‪.‬‬
‫وتوسع استخدام تقنيات إدارة المخاطر في مختلف المؤسسات خصوصا المؤسسات المالية‬
‫كشركات التامين وصناديق االستثمار‪ ،‬ورغم أن إدارة المخاطر تستمد جذورها من شراء التامين إال‬
‫أن القول بأن إدارة المخاطر نشأت بشكل طبيعي من شراء التامين المؤسسي يجافي الحقيقة‪ ،‬في الواقع‬
‫أن ظهور إدارة المخاطر كان إيذانا بحدوث تحول درامي وثوري في الفلسفة وواكب ذلك حدوث‬
‫تغيير في االتجاهات نحو التامين‪ .‬بالنسبة لمدير التامين كان التامين هو دائما المدخل المعياري مع‬
‫المخاطر ورغم أن إدارة التامين شملت تقنيات بخالف التامين (مثل عدم التامين أو االحتفاظ ومنع‬
‫الخسائر)‪ ،‬إال أن هذه التقنيات كانت تعتبر باألساس بدائل التامين وكان مدير التامين ينظر للتامين على‬
‫انه قاعدة مقبولة أو منهج قياسي للتعامل مع المخاطر أما االحتفاظ فقد كان ينظر له على انه االستثناء‬
‫لهذه القاعدة‪.‬‬

‫وقد حدث االنتقال من إدارة التامين إلى إدارة المخاطر عبر فترة من الوقت حيث تواكبت‬
‫حركة إدارة المخاطر في مجتمع األعمال مع حدوث إعادة تقويم لمناهج كليات األعمال في أنحاء‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫‪ 1‬عبدلي لطيفة‪ ،‬دور ومكانة إدارة المخاطر في المؤسسات االقتصادية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبي‬
‫بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ص ‪.26-25‬‬

‫‪34‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لقد بدأت فلسفة إدارة المخاطر منطقية ومعقولة وانتشرت من مؤسسة إلى أخرى‪ ،‬وعندما‬
‫قررت رابطة مشتري التامين تغيير اسمها إلى جمعية إدارة المخاطر والتامين في ‪ 1975‬كان التغيير‬
‫إشارة إلى أن تحول ما يجري حيث بدأت جمعية إدارة المخاطر والتامين بنشر مجلة اسمها "إدارة‬
‫المخاطر" كما كان يقوم قسم التامين في رابطة اإلدارة األمريكية بنشر مجموعة عريضة من التقارير‬
‫والدراسات لمساعدة مديري المخاطر‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك قام معهد التامين األمريكي بوضع برنامج‬
‫تعليمي في إدارة المخاطر يتضمن سلسلة من االمتحانات يحصل فيها الناجحون على دبلوم في إدارة‬
‫المخاطر‪ ،‬وقد تم تعديل المنهج الدراسي لهذا البرنامج في ‪ 1973‬وأصبح االسم المهني للمتخرجين من‬
‫البرنامج "زميل المخاطر"‪ .‬ألنه في الواقع كثيرا من المفاهيم التي نشأت في قاعات الدراسة األكاديمية‬
‫تم نقلها إلى عالم األعمال وتطبيقها فيه‪.‬‬

‫‪-2‬مفهوم إدارة المخاطر‪:1‬‬


‫قبل الدخول في مفهوم إدارة المخاطر سنوضح أوال مفهوم المخاطر‪ ،‬فهي تعرف بأنها حدث‬
‫أو تأثير يهدد النجاح في انجاز أعمال المؤسسة من حيث الوقت أو الجودة‪ .‬كذلك هي االنحراف السلبي‬
‫غير المرغوب به في النتائج التي يمكن أن تحدث خالل مدة محددة‪ ،‬أو االنحراف االيجابي الذي ال‬
‫يمثل خطرا‪.‬‬
‫وتعرف المخاطر بأنها‪ :‬أحداث محتملة وغير متوقعة ترتبط بال تأكد‪ ،‬وال يمكن التنبؤ الدقيق‬
‫بنتائجها وتتطلب اتخاذ القرار من خالل المعلومات القليلة المتوفرة لتقدير احتماالت حصولها‪.‬‬
‫أما إدارة المخاطر فقد تعددت المقوالت التي وردت في مفهومها‪ ،‬وهذا ما يجعلنا نتعرض‬
‫لمجموعة من التعاريف حول إدارة المخاطر‪.‬‬
‫التعريف األول‪ :‬حسب معهد المدققين الداخليين األمريكي إلدارة المخاطر‪ ،‬عرف على أنها‪" :‬عملية‬
‫تحديد‪ ،‬تقييم إدارة مراقبة األحداث أو الظروف المحتملة‪ ،‬وذلك بهدف تزويد المنشاة بتأكيد معقول فيما‬
‫يتعلق بانجاز وتحقيق أهداف المنشاة المخطط له"‪.2‬‬
‫التعريف الثاني‪ :‬وعرفت لجنة (‪ )coso‬إدارة المخاطر على أنها‪" :‬تحديد وتحويل والسيطرة‬
‫االقتصادية على هذه المخاطر التي تهدد األصول أو القدرة اإلرادية للمشروع"‪.3‬‬
‫التعريف الثالث‪ :‬إدارة المخاطر عبارة عن منهج أو مدخل علمي للتعامل مع المخاطر البحتة عن‬
‫طريق توقع الخسائر العارضة المحتملة وتصميم وتنفيذ إجراءات من شانها أن تقلل إمكانية حدوث‬
‫الخسارة أو األثر المالي للخسائر التي تقع إلى الحد األدنى"‪.4‬‬

‫‪ 1‬سعد علي حمود العنزي‪ ،‬عداك عبود عمير‪ ،‬تعظيم االستراتيجيات التنافسية العا مة في إطار عوامل النجاح الحاسمة وعملية إدارة المخاطر‪ :‬بحث‬
‫تطبيقي في عينة من المصاريف العراقية الخاصة‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬العدد‪ ،83‬العراق‪ ،2015 ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪2‬‬
‫بوطرة فضيلة‪ ،‬بة الشريف‪ ،‬مرجع سبق ذكره؛ ص ‪.08‬‬
‫بوطرة فضيلة‪ ،‬بة الشريف‪ ،‬مرجع سبق ذكره؛ ص ‪083‬‬
‫‪4‬‬
‫طارق عبد العال حماد‪ ،‬إدارة المخاطر (أفراد‪-‬إدارات‪-‬شركات‪-‬بنوك)‪ ،‬دار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪35‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مما سبق‪ ،‬يمكننا أن نعرف بقولنا‪ :‬هي عبارة عن عملية يقوم من خاللها القائمين بوضع‬
‫السياسات واإلجراءات الالزمة لتحديد المخاطر المحيطة بأعمال أنشطتها المختلفة‪ ،‬ومن ثم قياسها‬
‫وتقييم أثارها المالية‪ ،‬واالستجابة لها من خالل التقليل من أثارها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬هيكل وموقع قسم إدارة المخاطر وتنظيمها‪:‬‬


‫إن واجبات مدير المخاطر وقسم إدارة المخاطر قد تنجز من قبل شخص كفؤ واحد في عدة‬
‫منظمات وسننظر اآلن إلى قسم إدارة المخاطر ضمن هيكل المؤسسة بصورة عامة‪ .‬فهذا القسم كغيره‬
‫من األقسام األخرى له هيكل خاص به ومركزه ضمن هيكل المؤسسة‪ ،‬وسنبحث اآلن الهيكل الذي قد‬
‫يتخذه قسم إدارة المخاطر ومركزه ضمن التنظيم‪.‬‬
‫‪-1‬هيكل إدارة المخاطر‪ :‬ال يوجد نموذج معين لهيكل قسم إدارة المخاطر حيث كهيكل معين يعتمد‬
‫بصورة كلية على التنظيم ذاته‪ .‬فأقسام إدارة المخاطر تختلف فيما بينها من حيث الحجم فقد تتكون من‬
‫شخص واحد ولغاية (‪ )60‬شخصا في المؤسسة أخرى أو أكثر‪ .‬ولهذا فليس المعتاد القول أن نموذج‬
‫هيكل واحد فقط يمكن تكوينه‪.‬‬
‫ولكن من المفيد إلقاء الضوء على عدد من الهياكل ربما تستخدم واعتماد األقسام وهناك اثنان‬
‫من الهياكل المحتملة وتظهر في الشكل (‪ .)2-1‬فالهيكل في الجزء (‪ )a‬يمثل القسم وشخص واحد‬
‫مسؤول عنه‪ .‬وهذا الشخص يقوم بالتوفيق بين وظيفة إدارة الخطر والسكرتارية للمساعدة‪.‬‬
‫أما في الجزء (‪ )b‬فيظهر هناك شخصان وبعض المساعدين اإلداريين‪ .‬وفي هيكل كهذا ليس‬
‫من الضروري أن نفكر بمؤسسة صغيرة‪ .‬فهناك بعض المؤسسات الكبيرة التي تفضل تنظيم خدماتها‬
‫المركزية مثل‪ :‬إدارة الخطر وبهذا األسلوب‪.1‬‬
‫فلديها قسم صغير وهو حل لكثير من األعمال‪ ،‬حيث يتم القيام بهذه األعمال من قبل مجموعة‬
‫من األشخاص في داخل المنشاة‪ ،‬فمثال عمل التامين قد يتم من قبل احد السماسرة‪ ،‬أما عمل السالمة‬
‫فعن طريق االستشارة‪ ،‬والسيطرة على الخسائر فقد تتم عن طريق شراء خدمة‪ ،‬ولهذا األسلوب فوائده‬
‫وأضراره ولكن فلسفة كهذه ينتج عتها أن وظيفة إدارة الخطر من داخل المؤسسة التي تحتاجها المنشاة‬
‫ستكون صغيرة جدا‪.‬‬
‫الشكل (‪ :)1-1‬الهياكل المحتملة لقسم إدارة المخاطر‬

‫خالد وهيب الراوي‪ ،‬إدارة المخاطر المالية‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ص ‪33-30‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪36‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مدير المخاطر‬
‫)‪(a‬‬

‫السكرتير‬

‫مدير المخاطر‬
‫)‪(b‬‬

‫السكرتير‬
‫مساعد مدير المخاطر‬

‫الكاتب‬

‫المصدر‪:‬خالد وهيب الراوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫أما الهيكل في الشكل (‪ )2-2‬فيختلف بعض الشيء‪ .‬حيث يظهر الفصل بين وظيفة التأمين‬
‫عن وظيفة السالمة‪ ،‬وهذا مجرد مثال‪ .‬ويمكننا كذلك على قدم المساواة الفصل بين وظيفة السيطرة‬
‫على الخسارة عن وظيفة السالمة تداو وظيفة اآلمن لتصبح وظيفة مستقلة بذاتها‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)1-2‬الفصل بين وظيفة التامين عن وظيفة السالمة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مدير المخاطر‬

‫)‪(a‬‬

‫التامين‬ ‫السالمة‬

‫وظيفة‬ ‫وظيفة‬ ‫وظيفة‬ ‫وظيفة‬


‫كتابية‬ ‫كتابية‬ ‫كتابية‬ ‫كتابية‬

‫مدير المخاطر‬
‫)‪(b‬‬

‫الوحدة ‪1‬‬ ‫الوحدة ‪2‬‬ ‫الوحدة ‪3‬‬

‫وظائف كتابية وإدارية‬

‫المصدر‪ :‬خالد وهيب الراوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.33-32‬‬

‫والنقطة الرئيسية التي يراد توضيحها هو إمكانية تحديد تصورات محددة رئيسية عن إدارة‬
‫المخاطر تكون بمثابة وحدات ضمن القسم بصورة عامة‪ .‬وفائدة القيام بذلك هو احتمال إمكانية بيان‬
‫مستوى المسؤولية إذا كانت الوحدات واضحة خالل الهيكل كامال‪ .‬يتمكن مدير المخاطر من وضع‬
‫أهداف لكل وحدة ومراقبة التقدم في حالة وبصورة أفضل ولو قليال مقارنة بأخذ كافة الوظائف‬
‫لمجموعة مرة واحدة أما الضرر الرئيسي فهو الحاجة ألوراق عمل أكثر وتتطلب إدارة فاعلة‪.‬‬
‫وفي توضحينا فقد تم الفصل بين التامين والسالمة‪ ،‬ويبدو انه فصل عادل وواضح ويعنيان أفراد‬
‫مختلفين في المنشاة قادرين على القيام بواجباتها الخاصة‪ .‬وكل وحدة لها كادرها الكتابي المساعد‬
‫والمسؤول عن رفع التقارير من خالل مدير المخاطر‪.‬‬
‫في الشكل (‪ )b‬يظهر هيكل تم تجزئته إلى عدد من الوحدات هذه الوحدات قد تكون أي قسم‬
‫مناسب داخل المؤسسة‪ ،‬وقد تكون تلك المؤسسة مجزاة إلى وحدات جغرافية ألسباب إدارية‪ ،‬وإذا‬
‫كانت الحالة كهذه فيكون منطقيا أن يتبنى قسم إدارة المخاطر نفس النوع من التجزئة‪ ،‬ونتذكر أن هناك‬
‫تدفقا من المعلومات إلى قسم إدارة المخاطر من مختلف وحدات التشغيل العاملة للمؤسسة عليه فإن‬
‫إدارة الخطر يجب أن تكون قادرة على تدفق هذه المعلومات بسهولة وكلما أمكن ذلك‪ .‬وعلى األقل‬

‫‪38‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫فعلى مدير الخطر أن يتفادى خلق عوائق إدارية أو موانع يضطر مدير التشغيل مثال تخطيها لتبليغ‬
‫رسالته‪ .‬وإذا تجزأت المؤسسة استنادا إلى المناطق في البلد الواحد أو حسب بلدان العالم أو حسب‬
‫المنتجات فمن األفضل والمناسب أن يجزأ مدير المخاطر قسمه بنفس الطريقة‪ .‬وتظهر الحاجة إلى‬
‫وقت للتأكد من أي هيكل هو األفضل ولكن يجب أن يحقق المنافع أخرى األمد ولكن هذه الحالة ليست‬
‫دائما كذلك‪.‬‬
‫فهناك مؤسسات حيث إدراك القرار بعدم االحتفاظ بقسم مستقل‪ ،‬فاحد السبل التي تتبعها هذه‬
‫المؤسسات هو تشكيل مؤسسة سمسار‪ .‬وهذا السمسار والملوك تماما من قبل األصل أو المؤسسة األم‬
‫يقوم بالتامين للمؤسسة األم ومن الدخول التي يحققها عند القيام بذلك‪ ،‬فيكون باستطاعته عندئذ القيام‬
‫بعدد من واجبات إدارة المخاطر‪ ،‬واحد فوائد هذا النوع من العمليات في المرتبة األولى هو أن تصبح‬
‫وظيفة التامين وإدارة الخطر مركز ربحي ضمن حقوقها المملوكة‪ .‬وهذا يعطي الوظيفة جزءا من‬
‫االستقالل المالي وهو أمر ثمين‪.1‬‬

‫‪-2‬موقع إدارة المخاطر‪ :2‬أفضل قائمة إلدارة المخاطر وفلسفة مالئمة لن تكون فعالة حالة عدم‬
‫تطبيقها‪ ،‬فإذا قام قسم إدارة المخاطر وكان ضمن المستويات العليا في المنظمة من قبل مدير القسم‬
‫بإعداد تقريره بمستوى عال فان الوظيفة كاملة ستعتبر قوة حقيقية وهذا يساعد في تطبيق السياسة‪،‬‬
‫ويتطلب ذلك السلطة التي تساعد مدير المخاطر من وقت ألخر‪ ،‬وفي إحدى الدراسات التي أعدت في‬
‫بريطانيا في عام ‪ 1989‬قامت بها (‪ )AIRMIC‬بخصوص الجهة التي يرفعون إليها تقاربهم تبين أن‬
‫بعضهم يتخطى حدوده ولكن إجابتهم كالتالي‪:‬‬

‫‪ %52‬يرفعون تقاريرهم إلى مستويات مجلس اإلدارة؛‬ ‫‪‬‬


‫‪ % 29‬يرفعون تقاريرهم من خالل السكرتارية؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ %51‬يرفعون تقاريرهم من خالل المدير المالي ‪ /‬المدير المباشر؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ %11‬يرفعون تقاريرهم إلى المشرفين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وهذه اإلجابات تميل لتؤيد حالة قيام معظم األقسام بالتبليغ عند المستويات العليا في المنظمة‬
‫وفي نسبة كبيرة منها فان التقارير تقدم عنها عن طريق المنفذ المالي بدال من المشرفين على اإلنتاج‪.‬‬
‫وكل من يعمل في المنظمات يقدر أهمية ودور الوظيفة المالية واألشخاص الذين يديرونها‪ .‬في النهاية‬
‫فإن إدارة المخاطر تمثل أداة وحدة فقط لمساعدة المنظمة في تحقيق هدفها الربحي وبالتالي فان المنفعة‬
‫والتكاليف في شكل مالي مهمة‪.‬‬
‫نستنتج من أعاله أن مدير المخاطر كسائر األقسام األخرى وهو عرضة لكافة المعايير حيث يقيم‬
‫على أساسها المدراء‪ .‬لن نظام إدارة المخاطر له مظاهر تقنية‪ ،‬بمعنى أخر مثل بقية نظم اإلدارة‬
‫األخرى له تقنيته وأساليبه المختلفة ولكن األمر المهم أن يقوم مدير المخاطر باإلدارة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫خالد وهيب الراوي‪ ،‬إدارة المخاطر المالية‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ص ‪.35-34‬‬
‫‪2‬‬
‫خالد وهيب الراوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.34-33‬‬

‫‪39‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-3‬تنظيم إدارة المخاطر‪:1‬‬


‫‪-1-3‬سياسة إدارة المخاطر‪ :‬يجب على سياسة إدارة المخاطر بالمؤسسة أن تضع منهجها وميولها‬
‫تجاه المخاطر‪ ،‬وكذبك منهجها في إدارة المخاطر‪ .‬كما يجب على سياسة المخاطر تحديد المسؤوليات‬
‫تجاه إدارة المخاطر داخل المؤسسة كلها‪.‬‬
‫باإلضافة لما سبق‪ ،‬يجب أن تشير المؤسسة إلى أي متطلبات قانونية فيما يخص بيان سياسة‬
‫المؤسسة مثل الصحة والسالمة‪.‬‬
‫ترتبط بعمليات إدارة المخاطر مجموعة مندمجة من األدوات والتقنيات يتم استخدامها في‬
‫المراحل المختلفة للنشاط‪ .‬وللعمل بشكل فعال‪ ،‬تتطلب عملية إدارة المخاطر‪:‬‬
‫‪ ‬التزام الرئيس التنفيذي ومدراء المؤسسة؛‬
‫‪ ‬توزيع المسؤوليات داخل المؤسسة؛‬
‫‪ ‬تخصيص الموارد المالئمة لتدريب وتطوير الوعي بالمخاطر من قبل أصحاب المصلحة‪.‬‬
‫‪-2-3‬دور مجلس اإلدارة‪ :2‬يقع على عاتق مجلس اإلدارة مسؤولية اإلدارة مسؤولية تحديد االتجاه‬
‫االستراتيجي للمؤسسة‪ ،‬وخلق بيئة وهياكل إدارة المخاطر لتعمل بصورة فعالة‪.‬‬

‫ويمكن أن يتم ما سبق من خالل مجموعة من المدراء‪ ،‬أو لجنة غير تنفيذية‪ ،‬أو لجنة التدقيق أو‬
‫أي وظيفة تتالئم مع أسلوب المؤسسة في العمل وتكون قادرة على العمل كراعي إلدارة المخاطر‪.‬‬
‫يجب كحد أدنى‪ ،‬أن يأخذ مجلس اإلدارة في الحسبان عند تقييم نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬ما يلي‪:‬‬
‫طبيعة ومدى حجم األخطار المقبولة التي تستطيع الشركة تحملها ضمن نشاطها الخاص؛‬ ‫‪‬‬
‫احتمالية تحقق تلك األخطار؛‬ ‫‪‬‬
‫كيفية إدارة المخاطر غير المقبولة؛‬ ‫‪‬‬
‫قدرة الشركة على تخفيض احتمال تحقق المخاطر وتأثيره على النشاط؛‬ ‫‪‬‬
‫تكاليف وعوائد المخاطر وأنشطة التحكم في المخاطر المطبقة؛‬ ‫‪‬‬
‫فاعلية عمليات إدارة المخاطر؛‬ ‫‪‬‬
‫الثار الضمنية لقرارات مجلس اإلدارة على المخاطر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -3-3‬دور وحدات العمل‪:3‬‬
‫‪ ‬تتحمل وحدات العمل المسؤولية األولى في إدارة المخاطر على أساس يومي؛‬
‫‪ ‬تعتبر وحدات العمل مسؤولة عن نشر الوعي بالمخاطر داخل نشاطاتهم‪ ،‬كما يجب تحقيق‬
‫أهداف الشركة من خالل نشاطاتهم؛‬

‫‪1‬خلف عبد هللا الواردات‪ ،‬دليل التدقيق الداخلي وفق المعايير الدولية الصادرة عن ‪ ،IIA‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.744-741‬‬
‫‪ 2‬خلف عبد هللا الواردات‪ ،‬دليل التدقيق الداخلي وفق المعايير الدولية الصادرة عن ‪ ،IIA‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.745‬‬

‫خلف عبد هللا الواردات‪ ،‬دليل التدقيق الداخلي وفق المعايير الدولية الصادرة عن ‪ ،IIA‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.746-745‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪40‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬يجب أن تصبح إدارة المخاطر موضوع لالجتماعات الدورية لإلدارة وذلك لألخذ في الحسبان‬
‫مجاالت التعرض للخطر ووضع أولويات العمل في ضوء تحليل للخطر فعال؛‬
‫‪ ‬يجب أن تتأكد وحدة العمل من شمول إدارة المخاطر ضمن المرحلة الذهبية للمشروعات‬
‫وحتى انتهاء المشروع‪.‬‬
‫‪ -4-3‬دور وظيفة إدارة المخطر‪ :‬اعتمادا على حجم المؤسسة‪ ،‬قد يتحمل إدارة المخاطر من مدير‬
‫للخطر يعمل جزء من الوقت إلى قسم إلدارة المخاطر يعمل طول الوقت‪ .‬ويجب أن تتضمن وظيفة‬
‫إدارة المخاطر ما يلي‪:‬‬
‫وضع سياسة وإستراتيجية إدارة المخاطر؛‬ ‫‪‬‬
‫التعاون على المستوى االستراتيجي والتشغيلي فيما يخص إدارة المخاطر؛‬ ‫‪‬‬
‫بناء الوعي الثقافي للخطر داخل المؤسسة ويشمل التعليم المالئم؛‬ ‫‪‬‬
‫إعداد سياسة وهيكل للخطر داخليا لوحدات العمل؛‬ ‫‪‬‬
‫تصميم ومراجعة عمليات إدارة المخاطر؛‬ ‫‪‬‬
‫التنسيق بين أنشطة مختلف الوظائف التي تقدم النصيحة فيما يخص إدارة المخاطر داخل‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسة؛‬
‫تطوير عمليات مواجهة المخاطر والتي تتضمن برامج الطوارئ واستمرارية النشاط؛‬ ‫‪‬‬
‫إعداد التقارير عن المخاطر وتقديمها لمجلس اإلدارة وأصحاب المصلحة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -5-3‬دور المدقق الداخلي‪ :‬قد يختلف المدقق الداخلي من مؤسسة ألخرى‪ ،‬وعمليا قد يتضمن دور‬
‫المدقق الداخلي كل أو بعض ما يلي‪:‬‬
‫تركيز عمل المدقق الداخلي على األخطار الهامة‪ ،‬التي تم تحديدها بواسطة اإلدارة ومراجعة‬ ‫‪‬‬
‫عمليات إدارة المخاطر داخل المؤسسة؛‬
‫منح الثقة في إدارة المخاطر؛‬ ‫‪‬‬
‫تقديم الدعم الفعال والمشاركة في عمليات إدارة المخاطر؛‬ ‫‪‬‬
‫تسهيل أنشطة تحديد وفحص األخطار وتعليم العاملين بإدارة المخاطر والمدقق الداخلي؛‬ ‫‪‬‬
‫تنسيق عملية تقرير المخاطر المقدم لمجلس اإلدارة ولجنة التدقيق‪...‬الخ؛‬ ‫‪‬‬
‫بغرض تحديد الدور األكثر مالئمة‪ ،‬يجب على المدقق الداخلي التأكد من عدم اإلخالل‬ ‫‪‬‬
‫بالمتطلبات المهنية الخاصة بتحقيق االستقاللية والموضوعية‪.‬‬

‫‪ -6-3‬الموارد والتطبيق‪ :‬يجب توفير الموارد الضرورية لتطبيق سياسة إدارة المخاطر بالمؤسسة‪،‬‬
‫وذلك على كل مستوى إداري داخل كل وحدة عمل‪ ،‬باإلضافة إلى وظائف التشغيل األخرى‬
‫بالمؤسسة‪ ،‬يجب تعريف بوضوح ادوار المشاركين في إستراتيجية ‪ /‬تنسيق إدارة المخاطر‪.‬‬
‫وهذا التعريف الواضح مطلوب أيضا للمشاركين في مراجعة ومتابعة إجراءات التحكم وتسهيل‬
‫عمليات إدارة المخاطر‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬يجب أن يتم دمج أنشطة إدارة المخاطر داخل المؤسسة عن طريق العمليات اإلستراتيجية‬
‫والموازنة؛‬
‫‪ ‬يجب إلقاء الضوء عليها التدريب والتطوير‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف إدارة المخاطر ومصادر مخاطر األعمال‪.‬‬


‫‪-1‬أهداف إدارة المخاطر ومصادر مخاطر األعمال‪:‬‬
‫‪-1-1‬أهداف إدارة المخاطر‪ :1‬ال يكفي الحديث عن هدف واحد إلدارة المخاطر مثلما ال يكفي أيضا‬
‫الحديث عن هدف واحد المؤسسة‪ ،‬ويكون لمعظم المؤسسات بالطبع أهداف متعددة ويكون لمعظم‬
‫الوظائف داخل المؤسسة الواحدة أهداف متعددة أيضا كذلك إدارة المخاطر ال تختلف عن ذلك ولها‬
‫أهداف متعددة‪ ،‬وعندما يكون للمنظمة أهداف متعددة أحيانا تتناقض وتتعارض األهداف فيما بينها وفي‬
‫ظل هذه الظروف يجب اتخاذ القرار لتحديد من تكون له األولوية واألسبقية‪.‬‬
‫‪-1‬البقاء واالستمرارية‪ :2‬لقد أوصى مجمع المحاسبين القانونيين في ايرلندا بضرورية اإلفصاح عن‬
‫المخاطر الداخلية التي من شانها تهدد قدرة المؤسسة على االستمرار‪ ،‬فالهدف األول إلدارة المخاطر‬
‫هو البقاء وضمان االستمرارية وجودة المؤسسة‪ ،‬وبهذا المعنى تكون الوظيفة الرئيسية إلدارة‬
‫المخاطر هي القيام بدور مساند في هرم أهداف المؤسسة‪ ،‬أن الهدف الرئيسي لتسيير المخاطر ليس‬
‫المساهمة يشكل مباشر في أهداف المؤسسة األخرى بل ضمان أن بلوغ هذه األهداف األخرى لن تمنع‬
‫الخسائر التي قد تنشا بسبب المخاطر البحتة‪.‬‬
‫‪-2‬زيادة األرباح‪ :‬تساهم إدارة المخاطر في األداء اإلجمالي للمؤسسة بخفض التباينات في الدخل التي‬
‫تنتج من الخسائر المرتبطة بالمخاطر البحتة إلى اقل مستوى وهو هدف مرغوب في حد ذاته‪،‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فان خفض التباين في الدخل يمكن أيضا أن يساعد في تقليل الضرائب على األرباح‪،‬‬
‫مما يجعل العبء الضريبي الطويل المدى للمؤسسة سوف يكون اقل عندما تكون األرباح مستقرة‬
‫بمرور الوقت‪.‬‬
‫‪-3‬تقليل القلق‪ :‬إن عدم التأكد والقلق الذهني يمكن لهما أن يصرفا انتباه اإلدارة عن االعتبارات‬
‫األخرى‪ ،‬في حاالت يمكن أن يكون للقلق الذي ينشا من عدم التأكد بخصوص بقاء المنظمة تأثير ضار‬
‫على صحة ورفاهية إدارة المنظمة‪ ،‬فللقلق يستنزف طاقة هائلة وهذه الطاقة التي تهدر يكون من‬
‫األجدر واألحسن أن توظف بشكل أكثر إنتاجية وجدوى في أمور أخرى‪ ،‬فاألمان الذي تمنحه‬
‫إستراتيجية إدارة المخاطر جيدة التصميم والتنفيذ يسمح للمديرين بتوجه طاقتهم نحو النمو والربحية‪.‬‬
‫‪-4‬تعظيم القيمة‪ :‬إن تعظيم القيمة هي التي تعكس القيمة السوقية لألسهم العادية للمؤسسة‪ ،‬ووفقا لهذا‬
‫ينبغي تقييم قرارات إدارة المخاطر ووفقا لمعيار ما إذا كانت تساهم في تعظيم القيمة أوال‪ .‬فتعظيم‬
‫القيمة هو الهدف النهائي ألي مؤسسة وهو معيار لتقييم قرارات المؤسسة إال أنها يعاب عليه في الوقت‬

‫‪ 1‬عمراوي سعيدة‪ ،‬دور التدقيق الداخلي في إدارة المخاطر في المؤسسات االقتصادية‪ ،‬دارسة ميدانية‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ص ‪.50-48‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ 2‬عمراوي سعيدة‪ ،‬دور التدقيق الداخلي في إدارة المخاطر في المؤسسات االقتصادية‪ ،‬دارسة ميدانية‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.50-48‬‬

‫‪42‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫نفسه أن هذا الهدف (تعظيم القيمة) وثيق الصلة أساسا بالمؤسسات ذات الملكية العامة ذات االسهم‬
‫ذات التداول العام‪.‬‬

‫‪-5‬مصدر للمعلومات‪ :‬توفر إدارة المخاطر معلومات عن معظم المخاطر الهامة لمجلس اإلدارة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى أي مدى تدار المخاطر بشكل جيد‪ ،‬بما في ذلك مقاييس األداء المعدلة وفقا‬
‫للمخاطر‪ ،‬لذا فان مجلس اإلدارة مسؤول عن اإلشراف على تصميم وتشغيل اإلدارة مخاطر‬
‫المؤسسة‪ ،‬وكل األفراد العاملين في المؤسسة لديهم بعض المسؤولية عن التنفيذ الناجح إلدارة‬
‫مخاطر المؤسسة‪.‬‬
‫‪-6‬المسؤولية االجتماعية‪ :‬بأنها هدف سابق للخسارة وهدف الحق للخسارة ويربط الجانب‬
‫السابق للخسارة من المسؤولية االجتماعية التي تواجه المؤسسة بسبب عالقاتها بموظفيهم‬
‫وبالمؤسسات األخرى وبالمجتمعات عموما‪.‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)1-3‬أهداف إدارة المخاطر‪.‬‬
‫أهداف ما قبل الخسارة‬ ‫أهداف ما بعد الخسارة‬
‫االقتصاد (التوفير)‬ ‫البقاء‬
‫تقليل التوتر‬ ‫مواصلة النشاط‬
‫أداء االلتزامات المفروضة خارجيا‬ ‫استقراري األرباح (أو المكاسب)‬
‫المسؤولية االجتماعية‬ ‫استمرارية النمو‬
‫المسؤولية االجتماعية‬

‫المصدر‪ :‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.147‬‬

‫‪-2‬مصادر مخاطر األعمال‪:1‬‬


‫تعددت األطراف التي يمكن أن تكون مصدرا للمخاطر التي تتعرض لها المؤسسة‪ ،‬وفيما يلي‬
‫عرض لهذه األطر‪.‬‬
‫‪-1-2‬البيئة الخارجية للمؤسسة‪ :2‬وتشمل الكوارث الطبيعية واألزمات االقتصادية والثروات‬
‫االجتماعية‪ ،‬إضافة إلى التغيرات التي تحدث في بيئة األعمال‪ ،‬أن مجمل هذه التغيرات تتطلب المتابعة‬
‫والمراقبة من قبل المدقق (الداخلي والخارجي) بهدف دراسة تأثيرها على النتائج النهائية لعمليات‬
‫المؤسسة‪ ،‬فيما إذا كانت ستمتنع من تحقيق أهدافها مثل‪:‬‬
‫التغييرات التي تحدث في رغبات وأذواق الزبائن المتعلقة بمنتجات المؤسسة؛‬ ‫‪‬‬
‫وجود ساع جديدة بديلة للسلعة التي تنتجها وتسوقها المؤسسة؛‬ ‫‪‬‬
‫التغييرات التي تحدثها التطورات التقنية المتالحمة؛‬ ‫‪‬‬
‫شدة المنافسة؛‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫شقيري نوري موسى‪ ،‬واآلخرون‪ ،‬إدارة المخاطر‪ ،‬دار المسيرة للنشر والطباعة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪ ،2012 ،‬ص ص ‪.28—27‬‬
‫‪ 2‬شقيري نوري موسى‪ ،‬واآلخرون‪ ،‬إدارة المخاطر‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪43‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التغييرات التي تحدث في سوق العمل‪ ،‬وأسواق الموارد الخام ورأس المال‪ ،‬والتكاليف؛‬ ‫‪‬‬
‫التغييرات التي تحدث في المناخ السياسي والثقافي؛‬ ‫‪‬‬
‫التغييرات التي تحدث في التشريعات التي تنظم العمل في قطاع األعمال؛‬ ‫‪‬‬
‫التغييرات التقنية واالتصالية (التكنولوجية)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪-2-2‬العمليات التشغيلية‪ :‬وتشمل الضعف الذي قد يصيب عمليات اإلنتاج والتسويق وغيرها داخل‬
‫المؤسسة مثل‪:‬‬
‫ضعف وعدم فاعلية النشاطات داخل المؤسسة؛‬ ‫‪‬‬
‫فقدان أو تراجع موجودات المؤسسة الناجمة عن االختالس والسرقة‪ ،‬وتأكلها وتقدما وهذه‬ ‫‪‬‬
‫المخاطر ال تشمل الموجودات الملموسة فحسب بل تشمل أيضا غير الملموسة‪ ،‬مثل السمعة‬
‫والبراءة االختراع والكفاءات والمهارات التي تخسرها المؤسسة‪ ،‬وعند ترك احد العاملين‬
‫األكفاء العمل فيها أو غيابه‪ ،‬إضافة إلى أنها تشمل انخفاض معنويات العاملين لديها؛‬
‫فقدان أو تراجع قاعدة السوق المتمثلة في الزبائن‪ ،‬ودرجة رضاهم ووالئهم لمنتجات وخدمات‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسة وجودة المنتج الخدمة؛‬
‫عدم مالئمة الحوافز التي تدفع للعاملين والشركاء والتجاريين؛‬ ‫‪‬‬
‫فقدان السمعة الناجمة عن سلوكيات غير أخالقية وغير قانونية وممارسات غير مقبولة من قبل‬ ‫‪‬‬
‫العاملين أو اإلدارة‪ ،‬أو الشركاء التجاريين‪.‬‬
‫إن مجمل المتغيرات السابقة الذكر شانها أن تؤثر على أعمال المؤسسة‪ ،‬وبالتالي بات مطلوب‬
‫من المدقق الداخلي االلتفات إليها‪ ،‬ومراقبتها والعمل على تقديم تصورات تتعلق بدرجة تأثيرها على‬
‫النتائج النهائية للمؤسسة‪ ،‬التي ستنعكس بالضرورة على العمليات المحاسبية‪.‬‬
‫‪-3-2‬المعلومات‪ :1‬وتشمل العديد من الجوانب ذات العالقة بإدارة وامن واختراق المعلومات المتعلقة‬
‫بالمؤسسة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫اختراق قواعد البيانات والمعلومات ذات العالقة بعمليات المؤسسة‪ ،‬أو الدخول أو االطالع‬ ‫‪‬‬
‫عليها من قبل أشخاص غير مصرح لهم ذلك؛‬
‫عدم مالئمة السجالت المستخدمة في العمليات المحاسبية واإلدارية؛‬ ‫‪‬‬
‫عدم مصداقية وثبات وتكامل المعلومات ذات العالقة بعمليات المؤسسة الداخلية؛‬ ‫‪‬‬
‫مصداقية التقارير المالية‪ ،‬والتي تشمل عدم اكتمال ومصداقية المعلومات المالية المستخدمة في‬ ‫‪‬‬
‫عمليات اتخاذ القرارات؛‬
‫القراءة الخاطئة للقوانين واألنظمة الناظمة للمعلومات المالية‪ ،‬والرقابة الداخلية والسالمة‬ ‫‪‬‬
‫العامة وتنظم العالقة مع العاملين والبيئة‪ ،‬وشروط العقود واالتفاقيات‪ ،‬سواء كانت هذه القراءة‬
‫قصدية بهدف االلتفاف عليها أو غير قصدية والناجمة عن عدم المعرفة والجهل؛‬

‫شقيري نوري موسى‪ ،‬واآلخرون‪ ،‬إدارة المخاطر‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪44‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪ ‬عدم كيفية ومالئمة المعلومات المتعلقة بفشل إخفاقات اإلدارة والعاملين والشركاء التجاريين‬
‫والمخالفة للقوانين واألنظمة المطبقة‪.‬‬
‫إن هذه العوامل تؤثر أيضا بشكل ملموس على تحقيق أهدافها‪ ،‬وبالتالي تشكل احد مصدر‬
‫المخاطر التي يمكن أن تؤكد على سير عمل المؤسسة‪ ،‬ومن شان مراقبتها ووضع الخطط لتجاوزها إذ‬
‫تساعد المؤسسة على تحقيق أهدافها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬خطوات وإجراءات إدارة المخاطر‪:1‬‬


‫من خالل هذا المبحث سيتم عرض ألهم الخطوات عملية إدارة المخاطر في المطلب األول‪،‬‬
‫أما المطلب الثاني سنتطرق إلى إجراءات تقويم المخاطر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬خطوات عملية إدارة المخاطر‪:‬‬


‫إدارة المخاطر عبارة عن عملية منطقية ومنهجية من خالل الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪-1‬إنشاء نطاق إدارة المخاطر‪ :‬ويتضمن التخطيط للعملية ورسم خريطة نطاق العمل واألساس الذي‬
‫سيعتمد في تقييم المخاطر وكذلك تعريف إطار للعملية وأجندة التحليل (تحليل المخاطر)‪.‬‬
‫‪-2‬فحص المخاطر‪ :‬وتتضمن هذه المرحلة النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ ‬التعريف على المخاطر؛‬
‫على المؤسسة التعرف على مصادر المخاطر ومناطقة واآلثار المرتبطة عليها‪ ،‬فالهدف من‬
‫هذه الخطوة هو توليد قائمة شاملة للمخاطر التي قد تؤدي إلى أحداث خسائر‪.‬‬
‫ومن األدوات المستخدمة لذلك خرائط تدفق العمليات‪ ،‬تحليل القوائم المالية‪ ،‬عمليات معاينة‬
‫المؤسسة المقابالت الشخصية‪...‬‬
‫‪ ‬تحليل المخاطر‪:‬‬
‫بعد أن يتم التعرف على المخاطر‪ ،‬يجب أن يتم قياس الحجم المحتمل للخسارة واحتمال حدوث تلك‬
‫الخسارة ثم ترتيب األولويات إلى مخاطر حرجة‪ ،‬هامة وغير هامة‪.‬‬

‫‪ ‬تقييم المخاطر‪:‬‬
‫عندما يتم االنتهاء من تحليل المخاطر‪ ،‬فانه من الضروري إجراء مقارنة بين تقدير المخاطر‬
‫ومقاييس المخاطر التي تم إعدادها من طرف المؤسسة‪ ،‬مقاييس المخاطر تتضمن العوائد والتكاليف‬
‫ذات العالقة والمتطلبات القانونية والعوامل االجتماعية واالقتصادية والبيئة‪ ،‬واهتمامات أصحاب‬
‫المصالح‪....‬‬

‫‪1‬عرابة الحاج‪ ،‬تمجغدين نور الدين‪ ،‬المراجعة الداخلية كأداة إلدارة المخاطر في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬ملتقى الدولي الثالث حول استراتيجيات إدارة‬
‫المخاطر في المؤسسات األفاق والتحديات‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ 26-25 ،‬نوفمبر ‪ ،2008‬ص ‪.08‬‬

‫‪45‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫‪-3‬معالجة المخاطر‪ :‬بعد التعرف على المخاطر وتقييمها يتم وضع معايير مناسبة لضبط هذه‬
‫المخاطر‪ ،‬وتتمثل هذه الخطوة في دراسة التقنيات التي ينبغي استخدامها للتعامل مع كل مخاطرة‪ ،‬فهي‬
‫المرحلة التي يحدد فيها اتخاذ قرار بشان المخاطر‪ ،‬من بين هذه التقنيات نجد التحاشي‪ ،‬الخفض‪،‬‬
‫االحتفاظ والتحويل وعند تقرير التقنية الواجب استخدامها للتعامل مع الخطر معين تدرس حجم‬
‫الخسارة المحتملة ومدى احتمال حدوثها والموارد المتاحة لتعويض الخسارة حال حدوثها‪.‬‬
‫‪ -4‬المتابعة والمراجعة‪ :1‬وتضم عملية المتابعة والمراجعة نوعين من العمليات أولهما‪ :‬التدقيق الذي‬
‫يقوم به طرق خارجي على عمليات إدارة المخاطر وهو أما أن يكون مدقق داخلي مستقل أو من خالل‬
‫مدقق خارجي‪ ،‬والثاني المراجعة التي تقوم بها إدارة المخاطر على عملياتها‪.‬‬
‫ويعود إدراج عملية المتابعة والمراجعة في برنامج إدارة المخاطر لسببين هما‪:‬‬
‫‪ ‬إن عملية إدارة المخاطر مستمرة ومتغيرة‪ ،‬فالعمليات التي يقوم بها قد تتغير من وقت ألخر‬
‫وفقا للتغير في المخاطر التي تتعرض لها المؤسسة‪ ،‬كما تتغير التقنيات التي يتم إتباعها أيضا‬
‫واالنتباه المتواصل مطلوب؛‬
‫‪ ‬هناك بعض األخطاء غير متكررة‪ ،‬لذا وجب متابعة ومراجعة مستمرة بهدف تحسين األداء‪.‬‬
‫فعلى إدارة المخاطر القيام بالمراجعة والمتابعة للتأكد من التعرف المخاطر وفحصها وان‬
‫إجراءات التحكم في المخاطر مالئمة‪ ،‬كما يجب إجراء مراجعة دورية للسياسات ومستويات‬
‫التوافق مع القوانين ومراجعة معايير األداء لتحديد فرص التطور‪.‬‬

‫‪-5‬االتصال والتشاور‪ :‬يتم االتصال والتشاور مع أصحاب المصالح الداخلية والخارجية‪ ،‬في جميع‬
‫مراحل إدارة المخاطر وذلك لوضع خطة تتضمن اإلبالغ عن العمليات واإلجراءات المتعلقة بها من‬
‫اجل إبالغ أصحاب المصلحة باألس التي تم اعتمادها في هذا المجال‪ ،‬باإلضافة إلى قيام المدقق‬
‫الداخلي والخارجي بإعداد تقرير مبنيا على النزاهة والوضوح وان يكون مدعما باألدلة الالزمة‪ ،‬ليتم‬
‫إرساله إلى مجلس اإلدارة واإلدارة العليا وكل من له مصلحة في ذلك‪.‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)1-4‬خطوات عملية إدارة المخاطر‪.‬‬

‫عرابة الحاج‪ ،‬تمجغدين نور الدين‪ ،‬المراجعة الداخلية كأداة إلدارة المخاطر في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.09-08‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪46‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫االتصال‬ ‫المتابعة‬
‫والتشاور‬ ‫والمراجعة‬

‫إنشاء نطاق إدارة المخاطر‬

‫فحص المخاطر‬

‫التعرف على المخاطر‬

‫تحليل المخاطر‬

‫تقييم المخاطر‬

‫معالجة المخاطر‬

‫المصدر‪ :‬سعد علي حمود العنزي‪ ،‬عراك عبود عمير الدليمي‪ ،‬تأثير إدارة المخاطر وفوائده في المنظمات‪ :‬مدخل‬
‫نظري تحليلي‪ ،‬مجلة جامعة األنباء للعلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،7‬العدد ‪ ،2015 ،13‬ص ‪.575‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات تقويم المخطر‪.1‬‬


‫تخطر تقويمات المخاطر اتخاذ القرار باإلجراءات الفعالة إلدارة المخاطر أي تجنب المخاطر‬
‫وإزالتها‪ ،‬وتقليها‪ ،‬وتحسينها‪ ،‬ومراقبتها بصفة عامة‪ ،‬ويمكن تقويمها المخاطر على مستويات تنظيمية‬
‫مختلفة‪ ،‬تتراوح من اإلستراتيجية العريضة على مستوى المنشاة (عمل نمط المخاطر) إلى أنشطة‬
‫التشغيل التفصيلية‪ ،‬ويمكن أن توجد حاجة إلى تقويم مخاطر ابتدائي تقريبي بغرض تحديد أولويات‬
‫المخاطر حتى يمكن أن يستمر التطوير والتخطيط االستراتيجي على أساس رشيد‪ .‬ويمكن أن تتبع‬
‫تقويمات مخاطر تفصيلية أكثر كجزء من عملية اتخاذ قرار الوسع تشمل اختيار االستجابات العلمية‬
‫وتنفيذية‪.‬‬
‫ويمكن أن يسعى تقويم المخاطر إلى اإلجابة على أسئلة من ضمن األسئلة التالية‪:‬‬
‫اآلن وارنج‪ ،‬ايان جليندون‪ ،‬تعريب‪ :‬سرور علي إبراهيم‪ ،‬إدارة المخاطر‪ ،‬األمور الحرجة للنجاح والبقاء على قيد الحياة في القرن الحادي والعشرون‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫دار المريخ‪ ،‬المملكة السعودية‪ ،2007 ،‬ص ص ‪.71-70‬‬

‫‪47‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ما طبيعة المجازفات‪ ،‬وقسوة وترجيح التوابع غير المرغوب فيها ؟‬ ‫‪‬‬
‫هل جهود مراقبتنا لمخاطر الحالية فعالة؟‬ ‫‪‬‬
‫ما درجة المخاطر أي‪ ،‬كم يبلغ حجمها؟‬ ‫‪‬‬
‫هل المخاطر مقبولة؟‬ ‫‪‬‬
‫ما الذي يجب عمله‪ ،‬إذ وجد‪ ،‬بالنسبة إلى ذلك؟‬ ‫‪‬‬
‫ما الذي يمكن عمله بالنسبة إلى ذلك؟ وما خيارات المراقبة؟‬ ‫‪‬‬
‫ولإلجابة على هذه األسئلة‪ ،‬واألسئلة المرتبطة بها‪ ،‬بأخذ تقويم المخاطر الشكل التالي بصفة عامة‪:‬‬
‫تعرف حدود ما يتم تقويمه؛‬ ‫‪‬‬
‫تعريف المجازفات‪ ،‬والتهديدات‪ ،‬ووصفها؛‬ ‫‪‬‬
‫تحليل المجازفة‪ ،‬وتوابعها‪ ،‬وتقدير ترجيحات الحدوث‪ ،‬والنواتج غير المرغوب فيها‪-‬أي‪ ،‬ما‬ ‫‪‬‬
‫إمكانية الخطر؟‬
‫تقدير قيم المخاطر؛‬ ‫‪‬‬
‫تقويم قيم المخاطر عم طريق تخصيصها – أي‪ ،‬هل االحتمال الشامل للضرر مرتفع أو‬ ‫‪‬‬
‫أو منخفض؟‬ ‫متوسط‬
‫تحديد إذا كانت المخاطر مقبولة‪ ،‬أو غير مقبولة عن طريق مقارنة قيم المخاطر مع المعايير‬ ‫‪‬‬
‫القبول؛‬
‫تحديد إذا كان إجراء المراقبة مطلوب‪ ،‬وإذا كان هذا الحال‪ ،‬ما هو اإلجراء‪ ،‬وكيف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التدقيق الداخلي في إدارة المخاطر‪:‬‬


‫هناك دور مهم للتدقيق الداخلي في إدارة المخاطر في المؤسسات االقتصادية وزاد االهتمام‬
‫بهذا الدور بعد األزمة المالية لسنة ‪ ،2008‬فقد لجبرت الضغوط التنظيمية واالقتصادية إلى زيادة‬
‫االهتمام بالمخاطر التي تتعرض لها ومتابعتها للتخفيف منها إتباع نهج أكثر شمولية إلدارتها‪ ،‬وللتدقيق‬
‫الداخلي دور فعال في المؤسسات لضمان الكفاءة والفاعلية وتقييم المخاطر التي تؤثر على األهداف‪،‬‬
‫وعليه سنتطرق من خالل هذا المبحث إلى منهجية التدقيق القائم على مخاطر األعمال في المطلب‬
‫األول‪ ،‬وفي المطلب الثاني دور التدقيق الداخلي في إدارة مخاطر المؤسسة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬منهجية التدقيق القائم على مخاطر األعمال‪.1‬‬


‫على رغم من اختالف طبيعة أعمال المؤسسات وتفاوتها‪ ،‬فان مخاطر األعمال تتحدد في هذه‬
‫المؤسسة بشكل متشابه إلى حد ما‪ ،‬باعتبار أن األسباب التي تعمل منع المؤسسات من تحقيق أهدافها‬
‫متشابهة‪ ،‬وهذه المخاطر تكمن في بيئة األعمال والعمليات التشغيلية والمراقبة‪ ،‬األمر الذي يتطلب من‬
‫المدقق أن يقوم بعمليات تحليل وتقييم لطبيعة العمليات التشغيلية للمؤسسة للوصول إلى استنتاجات‬

‫‪ 1‬إيهاب نظمي‪ ،‬طارق مبيضين‪ ،‬قياس مدى تطبيق الداخلي القائم على المخاطر األعمال في المصارف دولة اإلمارات العربية المتحدة والعوامل‬
‫المؤثرة في ذلك‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،14‬ص ص ‪.24-23‬‬

‫‪48‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وإستخالصات تتعلق بفاعلية واستمرارية هذه العمليات التشغيلية وذلك من خالل استخدام العديد من‬
‫األساليب والتقنيات‪.‬‬
‫إن منهجية التدقيق القائم على مخاطر األعمال‪ ،‬تعتمد على القناعة التي تشير إلى أن فعالية‬
‫التدقيق تزداد من خالل الفهم المتاني ألهداف المؤسسة قيد التطبيق‪ ،‬الن المخاطر يمكن أن تحول دون‬
‫أن يتم تحقيق هذه األهداف يتبع ذلك األخذ بعين االعتبار نخاطر األعمال‪ ،‬حيث أن مناهج التدقيق تقوم‬
‫بعملية تصفية لهذه المخاطر التي من الممكن أن تؤثر على القوائم المالية قيد التدقيق لتقليل أخطاء‬
‫إعداد القوائم المالية‪.‬‬
‫لقد تم اقتراح طريقة للتدقيق قائمة على مخاطر األعمال تدعى (من أعلى إلى أسفل)‪ ،‬تبدأ من‬
‫عمليات المؤسسة وتنتهي في القوائم المالية‪ ،‬وتشمل فعالية التدقيق‪ ،‬وخدمات الزبائن والتحكم بشكل‬
‫أفضل في عمليات المؤسسة ومالئمتها مع المتطلبات على مستوى الدولي‪ .‬ويركز هذا المنهج على‬
‫توجيه الجهود التدقيقية على النقاط ( المناطق) التي تتواجد فيها المخاطر الهامة غير المسيطرة عليها‪.‬‬
‫أما األخطار الهامة غير المكتشفة والمتبقية فيتم تحديدها من خالل الرؤية الشمولية للمؤسسة قيد‬
‫التدقيق والتي تشمل بناء نموذج ذهني لعمليات المؤسسة يغطي مختلف عناصرها‪ ،‬واالستراتيجيات‬
‫التي يتم تطبيقها لتحقيق أهدافها‪.‬‬
‫هناك نقطتان هامتان ذوات عالقة بعملية فحص المؤسسة وفق التدقيق القائم على مخاطر‬
‫األعمال تتمثل األولى في أن على المدققين أن يحددوا ويتفهموا أساليب الرقابة اإلستراتيجية اإلدارية‬
‫مختلف األهداف والخطط األساسية المستقبلية للمنشاة قيد التدقيق والعمليات التشغيلية والتحالفات مع‬
‫المؤسسة أخرى يتم استخدامها إلدارة المخاطر اإلستراتيجية الهامة والحرجة‪ -‬أما النقطة الثانية‬
‫فتتمثل في أن على المدققين الداخليين ومن خالل اختيارهم لعمليات الرقابة على المخاطر ضمن‬
‫العمليات التشغيلية الهامة والحرجة‪ ،‬عليهم إن يقدروا نوع وحجم مخاطر األعمال المتبقية ( التي لم يتم‬
‫اكتشافها) والتي يمكن أن تؤثر على دقة وعدالة القوائم المالية‪.‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)1-5‬منهجية التدقيق القائم على مخاطر األعمال‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫نماذج األعمال‬ ‫التحليل االستراتيجي‬ ‫تحليل المخاطر‬


‫مخاطر األعمال اإلستراتيجية‬ ‫الخارجية‬
‫التنظيمية‬
‫تقييم المخاطر‬

‫تحليل المخاطر تحليل العمليات التشغيلية خرائط‬


‫العمليات‬

‫مخاطر األعمال التشغيلية‬ ‫الداخلية‬


‫تقييم المخاطر‬

‫مخاطر الخطأ‬

‫مخاطر التدقيق وتطبيقاتها‬

‫التدقيق والتأكد من الظروف‬


‫القائمة‬

‫المصدر‪ :‬إيهاب نظمي‪ ،‬طارق مبيضين‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪25‬‬

‫المطلب الثاني دور التدقيق الداخلي في إدارة مخاطر المؤسسة‪.1‬‬


‫ال شك أن التدقيق الداخلي يلعب دورا محوريا في التعامل مع المخاطر حيث أشار معهد‬
‫المدققين الداخليين إلى أن تقييم إدارة المخاطر تعتبر ضمن واجبات واختصاصات المدقق الداخلي‬
‫حيث نص المعيار رقم ‪ 2110‬إلى‪:‬‬
‫أن المدير التنفيذي لدائرة التدقيق الداخلي عليه القيام بوضع خطط للتدقيق تعتمد على درجة المخاطر‬
‫المتوقعة في تحدد أولويات أنشطة دائرة التدقيق الداخلي وبالتالي اتساقها مع األهداف العامة للمنظمة‬
‫من تحقيق أهدافها وان يقوم بعد ذلك بإعداد خطة تحتوي كيفية مواجهة والتخفيف من أثار هذه‬
‫المخاطر إن لم يكن باإلمكان تالقيها نهائيا‪.‬‬
‫المفهوم الجديد للتدقيق الداخلي يشير بوضوح إلى دور المدقق الداخلي في إدارة المخاطر‬
‫وتركيز األدبيات الحديثة في مجال التدقيق الداخلي على المخاطر على أنها تدخل في نطاق التدقيق‬
‫الداخلي حيث يشارك المدقق الداخلي في هذه العملية إدارة المخاطر إال انه قد يختلف دور المدقق‬
‫الداخلي من مؤسسة ألخرى‪.‬‬

‫‪ 1‬يوسف سعيد يوسف المدلل‪ ،‬دور وظيفة التدقيق الداخلي في ضبط األداء المالي واإلداري‪-‬دراسة تطبيقية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬الجامعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،2007 ،‬ص ص ‪.125-121‬س‬

‫‪50‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لخص إطار كفاءة التدقيق الداخلي الصادر عن معهد المدققين الداخليين بان دور المدقق‬
‫الداخلي يتمحور في ثالث مناطق رئيسية‪ ،‬وهي مساعدة المدراء في تقييم المخاطر ومساعدتهم في‬
‫كيفية االستجابة والتعامل مع هذه المخاطر‪ ،‬ومن ثم تزويد لجنة التدقيق بتامين موضوعي عن مدى‬
‫نجتح المنظمة في التعامل مع المخاطر‪.‬‬
‫كما انه يجب على المدقق الداخلي القيام بمساعدة اإلدارة وذلك بتزويدها بالبيانات‬
‫والمعلومات عن مختلف أنشطة المنظمة والتي من المتوقع حدوث مخاطر فيها مع تقديم النصح‬
‫لإلدارة بصورة تقارير دورية ومتابعة هذه التقارير وما ورد فيها‪ .‬إلى أن المدقق الداخلي كذلك عليه‬
‫القيام بتقييم كفاءة وفعالية اإلدارة العليا في إدارة المخاطر وعليه أن يقدم لها الدعم الفعال من خالل‬
‫المشاركة في تحديد جوانب الخطر الهامة والوسائل المناسبة للرقابة عليها ومتابعة أداء اإلدارة‬
‫والتقرير عن ذلك أما لمجلس اإلدارة أو لجنة التدقيق‪.‬‬
‫وعمليا قد يتضمن دور المدقق الداخلي كل أو بعض مايلي‪:‬‬
‫تركيز عمل المدقق الداخلي على األخطار الهامة‪ ،‬التي تم تحديدها بواسطة اإلدارة‪ ،‬ومراجعة‬ ‫‪‬‬
‫عمليات إدارة المخاطر داخل المؤسسة؛‬
‫منح الثقة في إدارة المخاطر؛‬ ‫‪‬‬
‫تقديم الدعم الفعال والمشاركة في عمليات إدارة المخاطر؛‬ ‫‪‬‬
‫تسهيل أنشطة تحديد وفحص األخطار وتعليم العاملين بإدارة المخاطر والتدقيق الداخلي؛‬ ‫‪‬‬
‫تنسيق عملية إعداد تقرير المخاطر المقدم لمجلس اإلدارة ولجنة المتابعة الداخلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن عملية إدارة المخاطر تبدأ بعملية تحديد وتقييم المخاطر المحيطة بالمؤسسة وترتيبها‬
‫حسب درجة الخطورة‪ ،‬ومن ثم تحديد التهديدات والفرص المحتملة‪ .‬وأمام المدققين الداخليين تحدي‬
‫كبير حول إدارة المخاطر‪ ،‬ويتمثل في مساعدة اإلدارة على تحديد األخطار المحيطة باألعمال‬
‫ومساعدتها على االستجابة لهذه المخاطر حسب التحديد وفي نهاية تقديم تأكيد للجنة التدقيق على أن‬
‫المنظمة قامت بمواجهة هذه األخطار بالكفاءة المطلوبة من عدمه‪.‬‬
‫وأهم المخاطر التي يتولى المدقق الداخلي تقييمها والمشاركة في تحليلها وإدارتها‪:‬‬
‫عدم دقة المعلومات المالية والتشغيلية؛‬ ‫‪‬‬
‫الفشل في إتباع السياسات والخطط واإلجراءات والقوانين؛‬ ‫‪‬‬
‫ضياع األصول؛‬ ‫‪‬‬
‫االستخدام غير االقتصادي وغير الكفء للموارد؛‬ ‫‪‬‬
‫الفشل في تحقيق األهداف الموضوعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مما سبق نستخلص أن التدقيق الداخلي يحتاج لدراسة وتحديد وتقييم المخاطر ليتم العمل بعد‬
‫ذلك على محورين أساسين هما األول هو دعم اإلدارة المباشرة عبر التقارير األولية للجهات ذات‬

‫‪51‬‬
‫التدقيق الداخلي كأداة للتقليل من مخاطر المؤسسة‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العالقة والثاني اخذ عوامل المخاطر في االعتبار عند وضع خطة التدقيق وتركيز وتكثيف اإلجراءات‬
‫في المناطق التي تتميز بارتفاع المخاطر حولها‪.1‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫تعد إدارة المخاطر ذات أهمية بالغة في الوقت الحاضر‪ ،‬ولها دور في نجاح واستمرارية‬
‫المؤسسة في نشاطها‪ ،‬من خالل تقييمها والتعامل معها‪ ،‬إذ تعتبر عنصرا حيوي وهام‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫حالة عدم التأكد بخصوص األحداث والنتائج التي يمكن أن تحدث تأثيرا جوهريا على تحقيق أهدافها‬
‫واستراتيجيات المؤسسة‪.‬‬
‫فالتدقيق الداخلي له دور فعال في إدارة المخاطر والتقليل منها‪ ،‬من خالل التنسيق بين قسم‬
‫التدقيق الداخلي وقسم إدارة المخاطر‪ ،‬فهما يكمالن بعضهما البعض مع الحفاظ على استقاللية كل‬
‫منهما‪.‬‬

‫يوسف سعيد يوسف المدلل‪ ،‬دور وظيفة التدقيق الداخلي في ضبط األداء المالي واإلداري‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪52‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫مقدمة الفصل‪:‬‬
‫بعد عرض الجانب النظري و الذي ضم فصلين‪ ،‬سنحاول في الفصل الثالث إسقاط‬
‫الضوء على ما تم عرضه على المؤسسة ذات األسهم و هي المؤسسة الوطنية إلنتاج و‬
‫توزيع مواد البناء ‪ ، EDIMCO‬بوالية مستغانم ليكون حقل بحثنا و دراستنا التطبيقية‪،‬‬
‫نظرا لكونها المؤسسة اقتصادية تنشط في السوق الوطني و هي متعامل مهم تساهم في خلق‬
‫القيمة المضافة إضافة على ذلك فهي تشغل األيدي العاملة و منه تساهم من التقليل من البطالة‬
‫و سبب ذلك كون المؤسسة تشهد التقدم و التغير من سنة الى أخرى و التي هي محل دراستنا‬
‫التطبيقية‪.‬‬
‫ولهذا قسمنا هذا الفصل إلى‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬نظرة عامة عن مؤسسة إنتاج و توزيع مواد البناء "‬
‫‪." EDIMCO‬‬
‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬واقع وظيفة التدقيق الداخلي وإدارة المخاطر لمؤسسة إنتاج و‬
‫توزيع مواد البناء‬

‫المبحث األول‪ :‬نظرة عامة عن مؤسسة انتاج و توزيع مواد البناء ‪EDIMCO‬‬

‫‪56‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫سننننتطرق فننني بداينننة الدراسنننة علنننى مؤسسنننة الوطنينننة للنتننناج وتوزينننع منننواد البنننناء‬
‫بمستغانم والتعرف على الهيكل التنظيمي و أهداف المؤسسة و مهامها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تقديم مؤسسة اإلنتاج والتوزيع مواد البناء‪EDIMCO‬‬
‫مؤسسنننة الوطنينننة إلنتننناج و توزينننع منننواد البنننناء هننني مؤسسنننة أنشننن ت بتننناري ‪25‬‬
‫سنننننبتمبر ‪ ،1984‬كنننننان بمقتضنننننى قنننننرار وزاري رقنننننم ‪/5280‬م ع ‪/‬و و المتضنننننمن ذلنننننك‪،‬‬
‫مقرها الرئيسي بوالية مستغانم برأسمال يقدر ب ‪250000000‬دج ‪.‬‬
‫تمتلنننك المؤسسنننة ‪ 29‬خبنننرف فننني ملتلننن المجننناالت البنننناء ‪ ،‬وو ودهنننا ننننات عنننن‬
‫النجنننال النننذي حققتنننه بتحكمهنننا فننني معظنننم النشننناطات سنننواء كانننن إنتا ينننة أو تجارينننة و‬
‫قطننناع منننواد البنننناء و كنننذلك النتنننائ القياسنننية التننني حققتهنننا فننني انجننناز و المقاولنننة‪ ،‬و تعمنننل‬
‫المؤسسننننة علننننى تبننننني ععقننننات دائمننننة مننننع ال بننننائن‪ ،‬و تعمننننل علننننى إرضنننناء حننننا يتهم و‬
‫تطلعاتهم‪.‬‬
‫و لقننند تنننم تطنننوير زنننبكة التوزينننع للشنننركة بوالينننة مسنننتغانم و هنننذا خنننعل الفتنننرف منننا‬
‫بننننين ‪1958‬و ‪ 1990‬عننننن طريننننق فننننت منافننننذ تنننن ير فنننني عنننندف مننننناطق ‪ ،‬و تننننم تحويننننل‬
‫مؤسسنننة توزينننع منننواد البنننناء لت خنننذ زنننكل زنننركة ذات األسنننهم "‪ "EDE/ SPA‬بمقتضنننى‬
‫العقننند التنننوقيقي رقنننم ‪ 30/96‬والصنننادر فننني ‪ 1996/01/17‬و لقننند تنننم تعينننين السنننيد مننندير‬
‫لحسنننننن كنننننرئي مجلننننن إدا رف بمقتضننننننى محضنننننر المجلننننن اإلداري المنعقننننند بتنننننناري‬
‫‪ 2002/04/27‬و الذي نص قراره بذلك‪.‬‬
‫تتكون مؤسسة إنتاج و توزيع مواد البناء من وحدات تتمثل فيها يلي‪:‬‬
‫وحدف الحديد و الصلب؛‬ ‫‪‬‬
‫وحدف التعبئة و التغلي و التوزيع؛‬ ‫‪‬‬
‫وحدف الترقية العقارية؛‬ ‫‪‬‬
‫وحدف التجارف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مهام وأهداف مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد البناء‬
‫‪ -1‬مهام المؤسسة‪ :‬تتمثل مهام المؤسسة فيما يلي‪:‬‬

‫‪57‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫تتنننولى المؤسسنننة مهنننام تسنننويق منننواد البنننناء شاالسنننمن الصنننلب‪ ،‬اللشنننب‪ ،‬المنتجنننات‬
‫اللشنننبية‪ ،‬األدوات الصنننحية و النننبعط و منتجنننات التدفئنننة‪....‬ا وذلنننك فننني إطنننار الملطنننط‬
‫الوطني للتنمية االقتصادية و اال تماعية إضافة إلى‪:‬‬
‫‪ ‬اإلنتاج‪ ،‬البيع‪ ،‬التوزيع؛‬
‫‪ ‬مكلفة بإنتاج و توزيع مواد البناء في ظروف يدف و ب قل تكلفة؛‬
‫‪ ‬وضنننع سياسنننة لتطنننوير نظنننام اإلنتننناج والتوزينننع الكننن ء و القنننادر علنننى تلبينننة‬
‫احتيا ات السوق الوطني؛‬
‫‪ ‬إضافة اللمسة المحلية على المنتوج و ترقيته إلى مقام المنتوج العالمي؛‬
‫‪ ‬وضع القوانين و البرام و إزرافها على كل الوحدات التابعة لها قانونا‪.‬‬
‫‪ -2‬أهداف المؤسسة‪:‬‬
‫‪ ‬األهداف االقتصادية‪ :‬يمكن تلليصها فيما يلي‪:‬‬
‫العمنننل علنننى تحقينننق عائننند مناسنننب علنننى رأسنننمال المسنننتثمر عنننن طرينننق اسنننتغعل‬
‫كل الطاقات اإلنتا ية و المهارات الفنية للعمال؛‬
‫العمل على دخول في األسواق العالمية؛‬
‫العمننننل علننننى تلبيننننة ر بننننات ال بننننائن عننننن طريننننق انجنننناز طلبنننناتهم فنننني أقننننل فتننننرف‬
‫ممكنة؛‬
‫العمننل علننى زيننادف قنندراتها التنافسننية عننن طريننق اكتسنناب مي ن ف تنافسننية تتمثننل فنني‬
‫إرضاء العميل؛‬
‫محاربننننة االحتكننننار و المضنننناربة فنننني األسننننواق الوطنيننننة و الننننذي يعتبننننر الهنننندف‬
‫األساسي وراء ت سيسها‪.‬‬
‫‪ ‬األهداف االجتماعية‪ :‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫تلبينننة احتيا نننات السنننوق النننوطني و اسنننتغناء عنننن االسنننتراد منننن اللنننارج خا نننة إذا‬
‫علمنننا أنننه بالعملننة الصننعبة‪ ،‬و مننن قننم تصنندير الفننائ ‪ ،‬الننذي يكننون بنندوره مننورد‬
‫للعملة الصعبة؛‬
‫رفننع مننن مسننتوى المعيشنني للعمننال عننن طريننق فننت فننرم عمننل لهننم و تكنننوينهم‪،‬‬
‫و رفع مستواهم المهني؛‬
‫المسننناهمة فننني امتصنننام البطالنننة عنننن رينننق فنننت أبنننواب التوظيننن أمنننام الشنننباب و‬
‫أ حاب الحرف؛‬
‫المساهمة في تحقيق التنمية الشاملة؛‬
‫المساهمة في تمويل الل ينة العامةش الضرائبا‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫المطلبببببب الثالبببببث‪ :‬الهيكبببببل التنظيمبببببي لمؤسسبببببة إنتببببباج و توزيبببببع مبببببواد البنببببباء "‬
‫‪"EDIMCO‬‬
‫الهيكنننل التنظيمننني الحنننالي للمؤسسنننة تنننم تعديلنننه فننني السننننوات األخينننرف‪ ،‬و ذلنننك تمازنننيا منننع‬
‫التغيننننر الحا ننننل ف بيئننننة المؤسسننننة حيننننث تسننننير هننننذه األخيننننرف وفقننننا لهيكننننل التنظيمنننني‬
‫تنحننندر فينننه السنننلطة منننن المننندير لتصنننل لنننى األقسنننام التنفيذينننة مثلمنننا هنننو موضننن فننني‬
‫الشكل التالي‪:‬‬

‫الشبببببكل (‪ :)1-3‬يمثببببببل الهيكببببببل التنظيمببببببي لمؤسسببببببة إنتبببببباج و توزيببببببع مببببببواد البنبببببباء‬


‫"‪"EDIMCO‬‬

‫المدير‬

‫المدقق الداخلي‬ ‫األمانة العامة‬ ‫مدير اإلدارف‬


‫‪59‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫األمانة‬ ‫مدير‬ ‫قسم‬ ‫إدارف‬ ‫مدير‬


‫المحاسب‬ ‫الموارد‬
‫تقني‬ ‫التجاري‬
‫البشرية‬
‫ف‬
‫قسم‬ ‫قسم‬ ‫المحاس‬ ‫مكتب‬ ‫قسم‬
‫الن اعات‬ ‫البناء‬ ‫ب العام‬ ‫األ ور‬ ‫تجاري‬
‫إنتا ي‬

‫قسم البيع‬ ‫خ ينة‬ ‫مكتب‬ ‫قسم‬


‫المؤسسة‬ ‫األمن‬ ‫خام‬
‫شرح‬
‫والنظافة‬ ‫باأل ه ف‬

‫الهيكل التنظيمي‪:‬‬
‫‪ -1‬المدير‪ :‬يمثل المدير أعلى سلطة في الهرم التنظيمي ومن مهامه‪:‬‬
‫تسيير الشركة واإلزراف عليها؛‬
‫متابعة المصال و األقسام التي تقع تح سلطته؛‬
‫تحليننننل التقننننارير الننننواردف مننننن المصننننال و األقسننننام و اتلنننناذ القننننرارات الهامننننة و‬
‫المناسبة؛‬
‫تسيير و مراقبة رؤساء المصال التابعة إلدارف الوحدف؛‬
‫عقد ا تماعات و سياسات و اإل راءات اللا ة بكل مصلحة؛‬
‫‪ ‬األمانة‪ :‬تقوم هذه األخيرف بالمهام التالية‪:‬‬
‫مساعدف المدير في تدبير زؤونه و تنظيم أعماله؛‬
‫تحويل التقارير من المصال إلى المدير؛‬
‫ضبط االستقباالت اللا ة باألزلام المتعاملين مع المدير و إبع ه بذلك‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫‪ ‬المراجبببببع البببببداخلي‪ :‬يقنننننوم المرا نننننع النننننداخلي بفحنننننص و تقينننننيم نظنننننام الرقابنننننة‬
‫الداخلينننة للدمنننة اإلدارف عنننن طرينننق الت كننند منننن أن النظنننام المحاسنننبي كفنننؤ و يقننندم‬
‫بيانننات سننليمة و دقيقننة لنن دارف مننن خننعل منننع الغننل و االنحننراف عننن السياسننات‬
‫الموضوعية‪.‬‬
‫‪ -2‬مبببدير اإلدارة الماليبببة‪ :‬هنننو المسنننؤول عنننن المصنننلحة المالينننة ونعتبنننر هنننذه األخينننرف‬
‫مرك ية في المؤسسة توزيع مواد البناء حيث تتفرع هذه المصلحة إلى‪:‬‬
‫‪ ‬األمانة ‪ :‬تقوم بمساعدف مدير اإلدارف المالية‪.‬‬
‫‪ ‬قسبببم المنازعبببا ‪ :‬يهنننتم بالجاننننب القنننانوني للمؤسسنننة و يقنننوم أيضنننا بحنننل الن اعنننات‬
‫القانونية‪.‬‬
‫‪ ‬قسبببم المحاسببببة‪ :‬يقنننوم المحاسنننب بملتلننن التسنننجيعت المحاسنننبية للعملينننات التننني‬
‫تقنننوم بهنننا الشنننركة ش عملينننات الشنننراء‪ ،‬البينننع ‪ ،‬التننننازل‪ ،‬التحصنننيل‪ ،‬التسنننديد‪...‬ا و‬
‫كنننذلك يمسنننك يومينننات مسننناعدف حسنننب الحا نننة إليهنننا‪ ،‬و ينقسنننم هنننذا إلنننى فنننرعين‬
‫فنننننرع محاسنننننب العنننننام وفنننننرع الل يننننننة‪ ،‬حينننننث أن المحاسنننننب االول فننننني هنننننذه‬
‫المؤس سننة يقننوم بالعمننل الننذي يقننوم بننه المحاسننب العننام و العمننل الننذي يقننوم ب نه فننرع‬
‫الل ينة‪.‬‬
‫‪ ‬قسببببم إدارة المببببوارد‪ :‬تهننننتم بالجانننننب البشننننري حيننننث أنهننننا الجهننننة المسننننؤولة عننننن‬
‫العاملين بالمؤسسة و يتكون هذا القسم من ‪:‬‬
‫مكتبببببب اإلدارة و العالقبببببا االجتماعيبببببة‪ :‬تهنننننتم بالضنننننمان اال تمننننناعي للعامنننننل و‬
‫تننندر الوضنننعية الصنننحية و هننني المتعلقنننة بالعامننننل منننن ينننوم بدايتنننه للعمنننل إلننننى‬
‫اية نهاية تقاعده‪.‬‬
‫مكتبببب األجبببور‪ :‬يقنننوم بدراسنننة أينننام العمنننل و مجمنننوع العمنننال والغيابنننات و يحننندد‬
‫األ ر العزم الذي يدفعه كل عامل‪.‬‬
‫مكتببببب النظا ببببة و األمببببن‪ :‬يهننننتم هننننذا المكتننننب بنظافننننة المؤسسننننة و تقننننديم معبنننن‬
‫العمننننل للعنننناملين و المحافظننننة علننننى ممتلكننننات الوحنننندف و مراقبننننة حركننننة العمننننال‪،‬‬
‫المواد والبضائع‪.‬‬
‫‪ -3‬مدير التقني‪ :‬هو المسؤول عن الممتلكات الوحدف ‪ ،‬و يتفرع هذا القسم إلى‪:‬‬
‫قسببم البنبباء‪ :‬فنني هننذا القسننم يو نند مكتننب تقننني يهننتم بننالتلطيط للمشننروع أي كميننة‬
‫المواد العزمة للبناء و هناك مكتب أخر يقوم بتنفيذ ما قد خطط له‪.‬‬
‫قسببم البيببع‪ :‬يو نند بننه مكتننب مكل ن ببيننع مننا تننم بننناؤه و يقننوم بشننراء األراضنني مننن‬
‫أ ل البناء‪.‬‬
‫‪ -4‬المدير التجاري‪ :‬يو د به‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫القسبببم التجببباري‪ :‬يقنننوم بشنننراء و بينننع منننواد البنننناء داخنننل المؤسسنننة و ذلنننك ببيعهنننا‬
‫إلى المدير التقني و أيضا يقوم هذا القسم بالبيع خارج المؤسسة‪.‬‬
‫قسببم اإلنتبباج‪ :‬يقننوم هننذا القسننم بإنتنناج ملتل ن الوسننائل المسنناعدف فنني عملي نة البننناء‬
‫و أخرى مو هة لعستعمال المن لي‪.‬‬
‫قسبببببم الصبببببيانة‪ :‬يتكفنننننل بصنننننيانة ادالت و المعننننندات التننننني تسنننننتدم فننننني نشننننناط‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬واقع وظيفة التدقيق الداخلي وإدارة المخاطر لمؤسسة إنتاج و توزيع‬
‫مواد البناء‬
‫تعتبر المؤسسة االقتصادية لبيع وتوزيع مواد البناء من أحد المؤسسات الكبرى‬
‫‪ ،‬كما لديها فروع من بينها فرع مستغانم "سيدي العجال"و هو مكان إ راء الدراسة‬
‫التطبيقية‪ ،‬وهي من المؤسسات التي تساهم في تطوير االقتصاد الوطني‪ ،‬باعتبارها‬
‫مصدر الرئيسي لتمويل الل ينة‪ ،‬لذا يجب على مسيري المؤسسة مراقبة ملتل‬
‫العمليات التي تتم في المؤسسة لضمان السير الحسن‪.‬‬
‫يعمل المدقق الداخلي في المؤسسة على وضع وتنفيذ برنام التدقيق الداخلي وذلك‬
‫بناءا على خبرته المهنية والميدانية في مجال اختصا ه وإضافة إلى مجموعة من العوامل التي‬
‫تساعده في القيام ببرنامجه التدقيقي وذلك من أ ل الحد من الملاطر التي تقع في المؤسسة وتقليل‬
‫آقارها السلبية ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬خطوا عمل المدقق لمؤسسة إنتاج و توزيع مواد البناء‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬طريقة عمل المدقق الداخلي لمؤسسة إنتاج و توزيع مواد البناء‪.‬‬
‫للتعرف على طريقة عمل المدقق الداخلي‪ ،‬تم طرل بع األسئلة عليه من خعل المقابلة معه‬
‫خعل فترف التربص ‪ ،‬من بينها‪ :‬ما هي اللطوات التي تتبعها في أدائك لوظيفة التدقيق الداخلي ؟‬
‫وما هو األسلوب المعتمد في ذلك ؟‬
‫وحسب اإل ابات المقدمة فإنه يعتمد اللطوات التالية ألداء مهامه الملتلفة‪ .‬حيث يبدأ في ‪-1-1‬‬
‫‪،‬على أسا البرام المسطرف وبالتسلسل ‪ ،‬القيام بمهامه المتعلقة بتدقيق المديريات المدر ة في‬
‫البرام ‪ ،‬حيث يرسل المدير العام أمر إلى المديريات المعنية بإ راء التدقيق عليها لكي يقدموا كل‬
‫الوقائق التي يطلبها المدقق الداخلي للقيام بمهامه‪ ،‬كما أنه ال يقوم ب يارف المديريات بشكل فجائي بل‬
‫يقوم بإطععهم وإعطائهم الوق الكافي من أ ل أن يحضروا الوقائق المطلوبة منهم ‪ .‬أما بالنسبة‬
‫لألسلوب الذي ينتهجه في قيامه بالتدقيق هو أسلوب العينة ‪ ،‬والتي يقوم باختيارها بإتباع طرق‬
‫ملتلفة نذكر منها ‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫‪ ‬ي خذ المدقق الداخلي مثع مئة مل يلتار من بينها عشرف ملفات‪ .‬مثع ي خذ المل رقم ‪01‬‬
‫قم المل رقم ‪ 10‬قم المل رقم ‪ ...20‬إل ‪ ،‬حتى يكمل عشرف ملفات‪ ،‬أو مثع ي خذ المل‬
‫رقم ‪ 03‬قم المل رقم ‪ 10‬قم المل ‪... 12‬إل ‪ ،‬وهذا االختيار ير ع العتباره الشلصية‬
‫دون إطعع الجهات التي يعمل على تدقيق ملفاتها‪.‬‬
‫‪ ‬أو مثع في مصلحة الشراء يقوم المدقق الداخلي ب خذ العينة على أسا الموردين‪،‬خا ة إذ‬
‫كان هناك تعامعت مع بع الموردين تثير الشكوك‪ ،‬وذلك من خعل معلومات و ل‬
‫للمدقق الداخلي مسبقا حول هذا األمر‪ ،‬أو يقوم باختيار العينة على أسا الطلبيات مثع‬
‫تكون مبالغ طلبيات تثير الشكوك أو طلبيات متكررف مع نف المورد أكثر من المعقول‬
‫و يرها ‪.‬‬
‫‪ ‬أو مثع في مديرية الموارد البشرية عند تدقيقه في ملفات األ راء يقوم ب خذ أ حاب‬
‫األ ور المرتفعة بشكل ير معقول ‪ ،‬أو ي خذ ملفات العمعء الذين يغيبون بشكل كبير‪.‬‬

‫كما يمكن أن يقوم المدقق الداخلي ب خذ عينات عشوائية‪ ،‬و يرها من الطرق التي تلتل‬
‫باختعف عمل المديريات والمصال والمعلومات المتوفرف عنها‪.‬‬
‫بعد اختيار المدقق الداخلي للعينة من الملفات المطلوبة ي خذها إلى مكتبه ليقوم بعملية معالجة‬
‫ملتل البيانات وذلك من خعل مقارنة إ راءات العمل المطبقة في إعداد الملفات والوقائق التي يتم‬
‫تدقيقها مع ما هو مدون في المرا ع التي يعتمد عليها المدقق الداخلي في أداء مهامه‪ ،‬مثع القانون‬
‫الداخلي للمؤسسة و يره‪.‬‬
‫بعدها يقوم المدقق الداخلي باستلراج النقائص المو ودف في الملفات المدققة وكتابتها بشكل واض‬
‫في التقرير األولي‪ ،‬وبعد انتهائه من إعداد هذا التقرير يقوم بإرساله إلى كل الجهات التي تم فيها‬
‫عملية التدقيق‪ ،‬وبعد أن يتم الت كد من حة التقرير وأن فعع الجهات التي زملها تشوبها نقائص‪،‬‬
‫هنا يقوم المدقق بإعطائهم نصائ وتو يهات لتصحي الللل المو ودف‪ ،‬وفي نف الوق يقوم برفع‬
‫التقرير النهائي للنهائي للمدير العام وهذا األخير يقوم بإعادف إرساله إلى المديريات والمصال‬
‫المعنية ‪ .‬بعدها بمدف شمن قعث إلى أربع أزهرا يقوم المدقق الداخلي بمتابعة مدى تصحي‬
‫المديريات أو المصال المعنية لألخطاء وقيامها برفع النقائص المسجلة في التقرير‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المحددا التي يرتكز عليها المدقق الداخلي لوضع برنامج التدقيق الداخلي ‪.‬‬
‫هناك عدف محددات شعواملا على المدقق الداخلي أن ي خذها بعين االعتبار لقيامه ببرنام التدقيق‬
‫وتعديل برنام التدقيق السابق‪ ،‬وهذا من أ ل التقليل من در ة الملاطر المحتمل وقوعها والتي‬
‫كان مجملها يتمثل في ‪:‬‬
‫‪ ‬التعليمات اللا ة التي و ه للمدقق الداخلي من طرف اإلدارف العليا‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫المعحظات التي سبق تسجيلها من طرف المدقق الداخلي بلصوم أقسام المؤسسة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األقسام األكثر عرضة للملاطر مثل مصلحة المالية والمحاسبية ومصلحة التجارية‬ ‫‪‬‬
‫ومصل التموين‪.‬‬
‫التحفظات التي يقدمها محافظ الحسابات شالمدقق اللار يا حول أقسام ووظائ المؤسسة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقييم المدقق الداخلي لنظام الرقابة الداخلية من خعل تحديد نقاط القوف ونقاط الضع داخل‬ ‫‪‬‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫ولدراسة مدى ت قير هذه العوامل شالمحدداتا قمنا بتحليل عملية الطلب والشراء من‬
‫طرف ال بائن حيث تقوم المصلحة التجارية شقسم التسويقا بمحاولة لب ال بائن واستقبال‬
‫طلباتهم‪ ،‬قم تقوم بدراسة الطلبيات مع قسم اإلنتاج من أ ل تحديد التموين العزم بهدف تحديد‬
‫تكلفة ومدف اإلنجاز المستغرقة من أ ل إنتاج تلك الطلبيات‪ ،‬وتعمل األخيرف على توفير تلك‬
‫االحتيا ات من مواد أولية ومعدات عن طريق إعداد الئحة احتيا ات ‪ ،‬لتقوم بإرسالها إلى‬
‫المصلحة التجارية من أ ل توفير التمويل العزم ‪ ،‬وبهدف توفير هذا التمويل تقوم المصلحة‬
‫التجارية بإ دار أمر الصرف إلى الل ينة التي تقوم بتلصيص المبلغ المناسب لعملية‬
‫الشراء‪.‬‬
‫عند زراء االحتيا ات المطلوبة تمر هذه المشتريات على مصلحة مراقبة المشتريات بهدف‬
‫تقييم نوعية المواد المشترات والكمية المطلوبة ليتم تحويلها إلى مصلحة اإلنتاج‪ .‬ولهذا تعتبر‬
‫ميع المصال ذات أهمية بالنسبة لعملية التدقيق‪ ،‬ألن أي قصور في مصلحة معينة سوف‬
‫يؤقر بدوره على المصال األخرى ذات الععقة‪ ،‬وعلى أسا كل هذه العوامل تم إنشاء برنام‬
‫التدقيق الداخلي‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬برنامج التدقيق الداخلي لمؤسسة إنتاج و توزيع مواد البناء ‪.‬‬
‫هو عبارف عن ملطط عمل يتم من خعله توزيع المهام على أعضاء فريق المهمة‬
‫وهم مرا عون ذوي خبرف وكفاءف بناء على مؤهعت وقدرات كل واحد منهم وهو وقيقة داخلية‬
‫تلص فقط إدارف المرا عة الداخلية وبرنام التدقيق يعده المدقق الداخلي والمدير العام في‬
‫بداية السنة إلى آخر السنة‪ ،‬ويصادق عليه مجل اإلدارف‪ ،‬حيث يعتبر بمثابة عقد مؤق بين‬
‫الفريق المكل بالمهمة والمسئولين عن إدارف التدقيق الداخلي‪ ،‬ويعد في نف الوق مر عا لهم‬
‫في تقييم العمل المنج ‪.‬‬
‫ويعد المدقق الداخلي برنام التدقيق الداخلي انطعقا من البرام السابقة شتاريليةا‪،‬‬
‫والذي يلص نف موضوع المهمة‪ ،‬بحيث يساعد هذا البرنام رئي مهمة التدقيق على ‪:‬‬
‫‪ ‬الت كد من عمل كل مرا ع وانه قام بعمله استنادا بالمهام التي أسندت إليه‪.‬‬
‫‪ ‬الت كد من سير العادي لعمليات التدقيق من خعل الوق ‪.‬‬
‫برنامج عمل التدقيق الداخلي لسنة ‪ 2016‬لمؤسسة إنتاج و توزيع مواد البناء‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫سنحاول في هذا الفرع التعرف على برنام التدقيق الداخلي الذي يعده المدقق الداخلي‬
‫والمدير العام ويصادق عليه من طرف مجل اإلدارف وهو موض في الجدول ادتي ‪:‬‬

‫الجدول رقم ( ‪ : ) 3-2‬برنامج التدقيق الداخلي ي الشركة‬

‫هياكل التدقيق‬ ‫األهداف‬ ‫عنوان‬ ‫وج التدقيق‬


‫‪ -‬ضمان احترام عتبة هيكل‬ ‫عملية تدقيق‬ ‫رئي مهمة التدقيق‬ ‫‪01‬‬
‫اللدماتشالسوقا‬ ‫االختصام فيما‬ ‫ادارف العقود‬
‫هيكل القانوني‬ ‫يتعلق بااللت ام‬
‫بتوقيع العقود‬
‫‪-‬ضمان االمتثال‬
‫لجميع البنود‬
‫التعاقدية ‪.‬‬
‫‪-‬احترام القواعد‬
‫والمبادئ المحاسبية‬
‫المتعلقة بتر مة من‬
‫البيانات التقنية على‬
‫زراء السلع‪،‬االزغال‪.‬‬

‫هيكل التجاري‬ ‫الت كد من‪:‬‬ ‫تدقيق المصلحة‬ ‫مهمة التدقيق‬ ‫رئي‬ ‫‪02‬‬
‫‪-‬االمتثال إل راءات‬ ‫التجارية‬
‫التسويق والمبيعات‬ ‫شالمبيعات‬
‫لمواد البناء‪.‬‬ ‫والمبالغ‬
‫‪-‬أن تكون ميع‬ ‫المستلمةا‬
‫فواتير المبيعات قد‬
‫سجل في الوق‬
‫المناسب ‪.‬‬
‫‪ -‬ميع االعتمادات‬
‫التي تصدر يتم‬
‫تسجيلها في الوق‬
‫المناسب‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫‪-‬تقييم المبيعات التي‬


‫تباع بشكل حي ‪.‬‬
‫‪-‬المصادقة على قيمة‬
‫األ ول ‪.‬‬

‫اإلدارف العليا‬ ‫‪-‬عرض والنظر في‬ ‫تدقيق‬ ‫مهمة التدقيق‬ ‫رئي‬ ‫‪03‬‬
‫عملية الموازنة‬ ‫االستثمارات‬
‫الرأسمالية‪.‬‬ ‫شالمي انية‬
‫‪-‬ضمان اتساق خطط‬ ‫والتقاريرا‬
‫االستثمار مقارنة مع‬
‫السياسة العامة فيما‬
‫يتعلق باللطوط‬
‫العامة للسياسات‬
‫والمبادئ التو يهية‬
‫للشركة‪.‬‬
‫‪-‬تنفيذ المي انيات‬
‫االستثمارية في‬
‫الوق المحدد‪.‬‬
‫هيكل المالية‬ ‫الت كد من‪:‬‬ ‫تدقيق الدفاتر‬ ‫مهمة التدقيق‬ ‫رئي‬ ‫‪04‬‬
‫والمحاسبية‬ ‫‪-‬أن الرقابة الرقابة‬ ‫والسجعت‬
‫الداخلية فعالة‪.‬‬ ‫المحاسبية أو‬
‫‪-‬موقوقية المعلومات‬ ‫الوظيفة المالية‬
‫المسجلة أو التي‬ ‫والمحاسبية‬
‫ينتجها النظام‬
‫المحاسبي‪.‬‬
‫‪-‬أن مجموعة‬
‫المحاسبية نظم‬
‫بشكل حي ‪.‬‬
‫هيكل الموارد‬ ‫التحقق من‪:‬‬ ‫تدقيق وظيفة‬ ‫مهمة التدقيق‬ ‫رئي‬ ‫‪05‬‬
‫البشرية‬ ‫‪-‬تطبيق إ راءات‬ ‫وظيفة الموارد‬
‫إدارف الموارد‬ ‫البشرية‬
‫البشرية‪.‬‬
‫‪-‬و ود القوى العامة‬
‫ومكانتهم في‬
‫المنظمة‪.‬‬
‫‪-‬طريقة دفع‬
‫الرواتب‪.‬‬
‫‪-‬عقود العمل‪.‬‬
‫‪-‬الغيابات وحوادث‬

‫‪66‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫العمل ودفع‬
‫العطعت‪.‬‬
‫‪-‬توافق التطبيقات مع‬
‫اللوائ ‪.‬‬
‫هيكل التقني‬ ‫‪-‬ضمان و ود‬ ‫تدقيق االحتفاظ‬ ‫مهمة التدقيق‬ ‫رئي‬ ‫‪06‬‬
‫إ راءات إلدارف‬ ‫بالسجعت التقنية‬
‫السجعت التقنية‬ ‫والتاريلية‬
‫والمعدالت للشركة‪.‬‬ ‫للمعدات‬
‫هيكل التجاري و‬ ‫تقدير وتقييم‪:‬‬ ‫تدقيق قسم بيع‬ ‫مهمة التدقيق‬ ‫رئي‬ ‫‪07‬‬
‫الشحن‪.‬‬ ‫‪-‬إدارف الجسر بما‬ ‫المنتجات التامة‬
‫يتعلق بالتسويق‪.‬‬
‫‪-‬توفر كافة‬
‫اإل راءات‬
‫واللدمات في هذا‬
‫المجال‪.‬‬
‫‪-‬معرفة ودائع‬
‫المل ون‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إدارة المخاطر لمؤسسة إنتاج و توزيع مواد البناء‪.‬‬


‫الفرع األول ‪ :‬أبرز المخاطر التي تواجه مؤسسة إنتاج و توزيع مواد البناء‪.‬‬
‫حسب ما لحظناه فإنه ال يو د قسم أو وظيفة خا ة بإدارف الملاطر في الشركة‬
‫االقتصادية لتوزيع وبيع مواد البناء ولكن بالر م من ذلك تم كش عن مجموعة من الملاطر‬
‫التي توا هها المؤسسة حيث تتعدد هذه الملاطر بتعدد األنشطة التي تقوم بها فلصو ية كل‬
‫خطر يصدر من محتوى وسيرورف نشاطها‪ ،‬ومن خعل المقابعت والمعحظات التي أ ريناها‬
‫مع مسئولي الشركة استطعنا أن نذكر مجموعة من الملاطر من بينها‪:‬‬

‫‪ .1‬المخاطر المالية ‪:‬‬


‫‪ ‬تعاني الشركة من بع الملاطر المالية نظرا لسوء تسيير الوظيفة المالية مما ينعك سلبا‬
‫على مصداقية المعلومات التي يتم استلدامها للتنبؤ باالحتيا ات المستقبلية للتمويل‪.‬‬
‫‪ ‬تعاني الشركة أيضا من سوء تسيير خ ينتها‪ ،‬حيث نجد أحيانا إنها قد تحمل أعباء أو‬
‫تكالي إضافية كشرائها لمواد أولية بمبالغ كبيرف وذلك لعدم إلمامها بشروط السوق‪.‬‬
‫‪ ‬تعاني المؤسسة من خطر كش المعلومات للمنافسين‪.‬‬
‫‪ .2‬المخاطر البشرية ‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫‪ ‬من أهم الملاطر التي تهدد حياف العمال داخل المؤسسة هي تلك الملاطر المتعلقة‬
‫بالمواد األولية التي يتم استلدامها في تصنيع المنت التام‪ ،‬والتي تتسبب في بع‬
‫األمراض كالحساسية واألمراض الم منة كالربو وذلك نظرا للطورف المواد السامة‬
‫المعالجة المستعملة فاإلنتاج‬
‫‪ ‬و ود خطر يصيب العمال ومستلدمي ادالت نتيجة عدم االكتراث بقواعد االستلدام‬
‫األمثل وتطبيق إ راءات السعمة والصحة المهنية عدم الوعي بها نتيجة ياب برام‬
‫التوعية وتفعيل قوانين تجريم اإلهمال‪.‬‬
‫‪ ‬خطر الحرارف ال ائدف نتيجة الظروف المناخية وال نبعاقات الحرارية الناتجة عن‬
‫أنشطة التشغيل في اإلنتاج ‪.‬‬
‫‪ . 3‬المخاطر التجارية ‪:‬‬
‫‪ ‬و ود خطر العج في تلبية كل طلبات ال بائن في السوق شالطلب أكثر من‬
‫العرضا‪.‬‬
‫‪ .4‬المخاطر اإلنتاجية ‪:‬‬
‫‪ ‬قدم معدات تقنيات اإلنتاج مما يؤدي إلى حدوث انفجارات وحرائق بسبب كثرف‬
‫األعطاب والصعوبة في القيام بإ عحات المطلوبة وذلك لصعوبة قطاع الغيار‬
‫الغيار لآلالت‪.‬‬
‫‪ ‬باإلضافة إلى بع الملاطر التي توا ه المؤسسة أخطار كغيرها من المؤسسات‬
‫من األخطار الطبيعية شالكوارث الطبيعية مثل ال الزل والفيضانات‪...‬إل ا ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬إدارة المخاطر لمؤسسة إنتاج و توزيع مواد البناء‪.‬‬
‫من خعل ما لحظناه واستللصناه من المقابعت التي أ رينها أنه ال يو د قسم أو‬
‫مديرية في المؤسسة وظيفته إدارف الملاطر أي أنه ال و ود لهذه الوظيفة في الهيكل التنظيمي‬
‫للمؤسسة ولكن معالجة الملاطر والتحكم فيها موزعة على المديريات‪ ،‬أي حسب نوع‬
‫الملاطر التي توا هها فمثع الملاطر المالية يتم إدارتها والسيطرف عليها من طرف مديرية‬
‫المالية والمحاسبية وكذا بالنسبة للملاطر التجارية و يرها من المديريات ‪ ،‬أي أن كل مديرية‬
‫مسئولة عن إدارف الملاطر التي تلصها‪.‬‬
‫إن إدارف وتسيير اللطر في المؤسسة ال يقوم على أسا خطة واضحة أو طريقة‬
‫منظمة ومنهجية وفق مراحل متسلسلة معدف مسبقا كما درسناها في الجانب النظري ولكن‬
‫تتوق على ا تهادات كل مديرية أو كل قسم داخل المؤسسة والسبل التي يراها هي األنجع في‬
‫موا هة الملاطر وحسب المعلومات التي استطعنا الحصول عليها من المقابعت استللصنا أن‬
‫مراحل إدارف اللطر في المؤسسة تقتصر على قعث مراحل هي‪:‬‬

‫‪68‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫تحديد الخطر ‪ :‬هي المرحلة األولى في موا هة اللطر وتتمثل في مع ملتل المعطيات‬
‫والمعلومات فيما يلص التهديدات التي تحيط بالمؤسسة‪ ،‬حيث يتم على أساسها تحديد نوع‬
‫وطبيعة اللطر وذلك من خعل إتباع طرق وأساليب تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬يتم تحديد اللطر في الشركة بناءا على تجارب سابقة لملاطر مشابهة تعرض لها‬
‫الشركة‪.‬‬
‫‪ -‬يتم تحديد اللطر بناءا على االطعع على مستجدات البيئة التي تعمل فيها المؤسسة من‬
‫خعل التعرف الدائم والمستمر فيمي يلص المستجدات البيئية التي يمكن أن توفر معلومات‬
‫حول الملاطر التي يمكن أن تهدد الشركة‪.‬‬
‫تقييم الخطر‪ :‬تعتبر قاني مرحلة إدارف الملاطر في المؤسسة تقييم اللطر ومعرفة در ة‬
‫ت قيره على سيرورف األنشطة داخل المؤسسة‪ ،‬وكذا دراسته من عدف أو ه لكي تتمكن هذه‬
‫األخيرف من وضع استراتيجيات وأولويات المعالجة والتحكم في ملتل الملاطر‪ ،‬فإ راء‬
‫تقييم اللطر فيها يقوم على قعث طرق هي ‪:‬‬
‫‪ ‬الطريقة األولى ‪ :‬تقييم اللطر على أسا در ة خطورته وذلك من خعل ترتيب الملاطر‬
‫التي تم تحديد نوعها وطبيعتها من المرحلة األولى ‪ ،‬وفق ترتيب منظم قائم على أسا در ة‬
‫اللطورف الناتجة عن كل خطر‪.‬‬
‫‪ ‬الطريقة الثانية ‪ :‬يتم وفقها تحديد اللطر بناءا على احتمال وقوعه أي ترتيب األخطار التي‬
‫توا ه الشركة ترتيبا زمنيا قائم على احتمال الحدوث وهذا ما يسهل على الشركة تحديد‬
‫أولوياتها في المعالجة‪.‬‬
‫‪ ‬الطريقة الثالثة‪ :‬يتم فيها تقييم الملاطر على أسا العوائد والتكالي التي يمكن أن تتحملها‬
‫الش ركة من خعل تعرضها للملاطر الملتلفة ‪ ،‬حيث يتم تقييم ملة األخطار بتحديد التكلفة‬
‫الناتجة عن كل تعرض اللطر‪.‬‬
‫المعالجة ‪ :‬هي آخر مرحلة في إدارف اللطر‪ ،‬تتضمن زقين عع ي وادخر وقائي‪ ،‬حيث‬
‫يتضمن األول استعمال األساليب واإل راءات الملتلفة للتدخل والسيطرف على المواطن‬
‫والمصادر التي تشكل اللطر والقضاء عليها نهائيا ‪ ،‬أما الثاني فيتمثل في تبنيي أساليب وقائية‬
‫مانعة لحدوث وتكرار ملة الملاطر الملتلفة‪ .‬فمعالجة الملاطر التي ترى المؤسسة أنها‬
‫ستتعرض لها تكاد تقتصر على أسلوب الت مين من خعل إبرام عقود للت مين عليها وهذا بهدف‬
‫التقليل من حدف ت قيرها إلى أدنى مستوى‪.‬‬
‫وعليه فإن المدقق الداخلي يقوم بإحصاء ميع األخطار التي تتعرض لها المؤسسة وبعد‬
‫تحديده لألخطار يقوم بوضع ملطط يتضمن ملتل الحلول المقترحة‪.‬‬
‫لكن المعحظ أقناء فترف التربص ومن خعل الحوار مع المدقق الداخلي حول موضوع إدارف‬
‫الملاطر ‪ ،‬أن المدقق الداخلي يقوم بالداخلي يقوم بإدارف الملاطر القائمة فقط‪ ،‬دون االهتمام‬
‫بالملاطر المتوقعة ‪ ،‬كما أنه ال يعمل على تدقيق نظام إدارف الملاطر وتقديم االقتراحات‬

‫‪69‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫لمجل اإلدارف بش ن تحسينه ‪ ،‬وذلك من أ ل رفع الكفاءف في التحكم في الملاطر الواقعة‬


‫والمحتملة والتي توا ه مصال المؤسسة‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مهام المدقق الداخلي ي إدارة المخاطر لمؤسسة إنتاج و توزيع مواد‬
‫البناء‪.‬‬

‫بغية التعرف على مهام المدقق الداخلي للشركة محل الدراسة في إدارف الملاطر‬
‫ومدى مساهمة ذلك في تسيير أنشطتها ب مان‪ ،‬تم إ راء مقابلة مع المدقق الداخلي ومن خعل‬
‫اإل ابات المقدمة من طرف المدقق الداخلي نبرز أهم المهام التي يقوم بها في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬في الثعقي األخير من السنة ‪ n-1‬يقوم إعداد برنام التدقيق الداخلي للسنة ‪، n‬وذلك ب مر‬
‫من المدير العام‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬النقائص التي سجلها المدقق الداخلي في التقارير التي أعدها في السنوات السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬المشاكل المسجلة في السنة السابقة ‪،‬والتي لم تكن مبرمجة في تقارير المدقق الداخلي‪.‬‬
‫‪ -‬األمور المبرمجة في برنام السنة الماضية‪ ،‬والتي لم يتم القيام بها لسبب ما‪.‬‬
‫‪ -‬تو يهات الرئي المدير العام‪.‬‬
‫‪ -‬كما يجب أن يشمل برنام التدقيق الداخلي أكبر قدر ممكن من الوظائ التي يجب تدقيقها‬
‫لهذه السنة خا ة الوظائ األساسية شالشراء‪ ،‬الموارد البشرية‪ ،‬المل ون‪،‬و يرهاا‪.‬‬
‫المدير العام الذي يقوم بالمصادقة‬ ‫عندما يكمل المدقق الداخلي إعداد البرنام يقدمه للرئي‬
‫عليه‪.‬‬
‫في السنة ‪ n‬يقوم المدقق الداخلي بعمليات التدقيق في إطار البرنام المسطر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يعمل المدقق الداخلي على تقييم نظام الرقابة الداخلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يعمل المدقق الداخلي على ضمان احترام األحكام القانونية والتنظيمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يسعى المدقق الداخلي إلى ضمان فعالية إ راءات التدقيق وتوفير الموقوقية في المعلومات‬ ‫‪-‬‬
‫الناتجة عنه‪.‬‬
‫يعمل المدقق الداخلي على حماية أ ول المؤسسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يعمل المدقق الداخلي على ضمان االستغعل األمثل للموارد المادية والبشرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يقوم المدقق الداخلي باستمرار باالتصال المبازر في زكل ا تماعات زلصية مع المدير‬ ‫‪-‬‬
‫العام ‪ ،‬كما يحضر ا تماعات مديري الوظائ الرئيسية‪.‬‬
‫يتابع المدقق الداخلي تصحي النقائص التي سجلها في تقاريره السابقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يتابع المدقق الداخلي مدى تطبيق ملتل المصال للتو يهات والتعليمات التي توا ل إليها‬ ‫‪-‬‬
‫من خعل عملية التدقيق‪ ،‬وكذا التي قدمها الرئي المدير العام‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫دراسة حالة مؤسسة الوطنية إلنتاج و توزيع مواد‬ ‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫البناء ‪EDIMCO‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫من خعل الدراسة الميدانية التي قمنا بها في مؤسسة االقتصادية إنتاج وبيع مواد‬
‫البناء بمستغانم والحوار مع المدقق الداخلي تبين أن المؤسسة ال تعتمد نظام فعال إلدارف‬
‫الملاط ‪ ،‬و أن المدقق الداخلي ال يملك خبرف واسعة في مجال إدارف الملاطر بالشكل الذي‬
‫يمكنه من تفعيل أداء المؤسسة ‪ ،‬بحيث ال يو د فيها مصلحة ملتصة بإدارف الملاطر ‪ ،‬وأن‬
‫المدقق الداخلي يرك اهتمامه فقط على الملاطر القائمة وال يقوم بالبحث عن الملاطر‬
‫المحتمل وقوعها أيضا في المستقبل‪ ،‬حيث يقتصر عمله على تقييم وتحديد مدى كفاءف نظام‬
‫الرقابة الداخلية من خعل ت كيده ب ن ملاطر المو ودف بالمؤسسة تدار بفعالية وكفاءف‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬
‫حاولنا من خالل هذه الدراسة تسلط الضوء على الدور الذي يلعبه التدقيق الداخلي في التقليل‬
‫من المخاطر في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬حيث هذه األخيرة تنشط في بيئة متقلبة وتتميز بتغيرات‬
‫سريعة‪ ،‬مما جعلها تواجه أخطار متعددة ومتنوعة تؤثر عليها بالسلب من ناحية استمرارية نشاطها‬
‫وقوتها السوقية‪ ،‬مع أن المؤسسة مطالبة بدراسة مختلف الظواهر والتغيرات المحيطة بها واخذ كل‬
‫اإلجراءات الالزمة لمواجهة التحديات‪.‬‬
‫كذلك على المؤسسة إدارة وتسيير المخاطر وفق منهجية سليمة قائمة على أسس علمية‬
‫وواضحة يجعلها تحقق عامل النجاح‪ ،‬وتجنب التهديدات والحد من التعرض إلى الخسائر وتقويمها‬
‫وإدارتها هي من العوامل الرئيسية في ازدهار المؤسسة وتحقيق أهدافها‪ ،‬وعدم إدارتها بطريقة علمية‬
‫وصحيحة قد تؤدي بها إلى فقدان العوائد والفشل في تحقيق األهداف اإلستراتيجية للمؤسسة‪.‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫لقد تم الخروج من البحث بمجموعة من النتائج يمكن تلخيصها في النقاط التالية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إدراك العديد من ذوي االهتمام بالتدقيق الداخلي سواء الممارسين منهم واالكادميين للدور‬ ‫‪‬‬
‫الحديث الذي يلعبه التدقيق الداخلي في إدارة المخاطر؛‬
‫كفاءة وخبرة المدقق الداخلي تساعده في تحسين نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬الن الخبرة والمؤهالت‬ ‫‪‬‬
‫العلمية والتدريب في مجال العمل يساعده على تقييم وإدارة المخاطر والتقليل منها؛‬
‫هناك إدراك لدى إدارة التدقيق الداخلي بأهمية إدارة المخاطر بالمؤسسة االقتصادية وأهمية‬ ‫‪‬‬
‫وضع إجراءات التدقيق الداخلي في الحسبان المخاطر التي تتعرض لها المؤسسة؛‬
‫توصلت الدراسة على انه ليس من مهام وظيفة التدقيق الداخلي تحديد المخاطر وإدارتها وإنما‬ ‫‪‬‬
‫يتمثل دوره في تقديم االستشارات والتوصيات بشان إدارة المخاطر‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫على ضوء النتائج المتواصل إليها من خالل هذه الدراسة ارتأينا أن نتقدم بعض االقتراحات‬ ‫‪‬‬
‫التي نراها مناسبة‪:‬‬
‫ضرورة عقد دورات تدريبية‪ ،‬ندوات متخصصة وكذا مؤتمرا تعليمية‪-‬بصفة مستمرة‪ -‬وهذا‬ ‫‪‬‬
‫فيما يخص إدارة المخاطر ودور التدقيق الداخلي فيها؛‬
‫ضرورة بذل المزيد من االهتمام بوظيفة التدقيق الداخلي وتفعيل دورها لما لها من اثر ايجابي‬ ‫‪‬‬
‫في دعم إدارة المخاطر وتفعيل نظام الرقابة الداخلية؛‬
‫ينبغي بذل المزيد من االهتمام بوظيفة التدقيق الداخلي وتفعيل دورها لما لها من اثر ايجابي في‬ ‫‪‬‬
‫دعم إدارة المخاطر وتفعيل نظام الرقابة الداخلية؛‬
‫ينبغي على المؤسسات مواكبة المستجدات التسيير بما فيها تسيير المخاطر والتقليل منها والذي‬ ‫‪‬‬
‫يعتبر حديث النشأة خصوصا بالنسبة للمؤسسات الجزائرية؛‬
‫ضرورة التنسيق بين قسمين إدارة المخاطر والمدقق الداخلي في المؤسسة؛‬ ‫‪‬‬
‫العمل على استمرارية تدعيم مقومات استقاللية المدقق الداخلي لكي يتمكن من القيام بأداء‬ ‫‪‬‬
‫مهامه على أكمل وجه‪.‬‬
‫الصعوبات‪:‬‬
‫‪ ‬أثناء انجاز هذا البحث واجهتنا عدة صعوبات أهمها‪:‬‬

‫‪74‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫‪ ‬لم نجد المراجع المختصة في مجال إدارة المخاطر؛‬


‫‪ ‬قلة الدراسات السابقة المشابهة للموضوع‪.‬‬
‫أفاق البحث‪:‬‬
‫حاولنا من خالل هذه الدراسة معالجة هذا الموضوع في حدود اإلشكالية المطروحة وحسب‬
‫المعلومات والمعطيات المتوفرة والتي أمكن الحصول عليها‪ ،‬ومنه ال يمكن اعتبار هذه الدراسة قد‬
‫أحاطت بكل جوانب الموضوع وبكل أبعاده‪ ،‬ألنه تبقى بعض النقاط تستدعي فتح أبواب وأفاق علمية‬
‫جديدة ولهذا الصدد نقترح عددا من المواضيع التي يمكن أن تشكل مواضيع مستقبلية‪:‬‬
‫‪ ‬دور التدقيق الداخلي في تعزيز حوكمة الشركات؛‬
‫‪ ‬دور المدقق الداخلي في تقويم نظام الرقابة الداخلية في المؤسسة االقتصادية؛‬
‫‪ ‬مدى تطبيق معايير التدقيق الداخلي في المؤسسة االقتصادية؛‬

‫‪75‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪ )1‬الكتب ‪:‬‬
‫‪ ‬خلف عبد هللا الواردات‪ ،‬دليل التدقيق الداخلي وفق المعايير الدولية الصادرة عن ‪،IIA‬‬
‫الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬االردن‪ ،2014،‬ص ص ‪. 33-26‬‬
‫‪ ‬أحمد صالح العمرات‪ ،‬المراجعة الداخلية‪ ،‬اإلطار النظري والمحتوى السلوكي‪ ،‬دار النشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1990 ،‬ص ‪.33‬‬

‫الخطيب خالد راغب‪ ،‬التامين من الناحية المحاسبية والتدقيقية‪ ،‬دار كنوز المعرفة العلمية‬ ‫‪‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ‪.163‬‬
‫غسان فالح المطارنة‪ ،‬تدقيق الحسابات المعاصرة‪ ،‬الناحية النظرية‪ ،‬دار المسيرة للنشر‬ ‫‪‬‬
‫والتوزيع والطباعة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪ 2006 ،‬ص ‪.177‬‬
‫مصطفى يوسف كافي‪ ،‬تدقيق الحسابات‪ :‬في ظل البيئة االلكترونية واقتصاد المعرفة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪ ،2014 ،‬ص ص ‪.128‬‬
‫هادي التميمي‪ ،‬مدخل إلى التدقيق الداخلي من الناحية النظرية والعملية‪ ،‬دار النشر‬ ‫‪‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬األردن‪ ،2006 ،‬ص ‪.91‬‬
‫ثناء على القباني‪ ،‬المراجعة الداخلية في ظل التشغيل االلكتروني‪ ،‬دار الجامعية للنشر‬ ‫‪‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص ‪.91‬‬
‫نواف محمد عباس الرماحي‪ ،‬مراجعة المعامالت المالية‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬األردن‪،2009 ،‬‬ ‫‪‬‬
‫ص ‪.67‬‬
‫صالح ميلود خالط‪ ،‬بشير محمد عاشور‪ ،‬مصطفى ساسي فتوحة‪ ،‬بحوث مؤتمر الرقابة‬ ‫‪‬‬
‫الداخلية‪ ،‬الواقع واألفاق‪ ،‬المنشورات الدار االكادمية للطباعة والتأليف والترجمة والنشر‪،‬‬
‫طرابلس‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2007 ،‬ص ‪.385‬‬
‫خالد وهيب الراوي‪ ،‬إدارة المخاطر المالية‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ص ‪. 33-30‬‬
‫خالد وهيب الراوي‪ ،‬إدارة المخاطر المالية‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2009 ،‬ص ص ‪.35-34‬‬
‫شقيري نوري موسى‪ ،‬واآلخرون‪ ،‬إدارة المخاطر‪ ،‬دار المسيرة للنشر والطباعة‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪‬‬
‫األولى‪ ،‬األردن‪ ،2012 ،‬ص ص ‪.28—27‬‬
‫اآلن وارنج‪ ،‬ايان جليندون‪ ،‬تعريب‪ :‬سرور علي إبراهيم‪ ،‬إدارة المخاطر‪ ،‬األمور الحرجة‬ ‫‪‬‬
‫للنجاح والبقاء على قيد الحياة في القرن الحادي والعشرون‪ ،‬دار المريخ‪ ،‬المملكة‬
‫السعودية‪ ،2007 ،‬ص ص ‪.71-70‬‬
‫إيهاب نظمي‪ ،‬طارق مبيضين‪ ،‬قياس مدى تطبيق الداخلي القائم على المخاطر األعمال‬ ‫‪‬‬
‫في المصارف دولة اإلمارات العربية المتحدة والعوامل المؤثرة في ذلك‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬العدد ‪ ،2014 ،14‬ص ص ‪.24-23‬‬

‫‪ )2‬المذكرات واألطروحات الجامعية ‪:‬‬


‫‪ ‬بونور جهاد‪ ،‬التوجيه اإلسالمي للتدقيق الداخلي كأداة لدعم مصداقية التقارير المالية‪،‬‬
‫ملتقى الوطني الرابع حول تأهيل مهنة التدقيق لمواجهة األزمات المالية والمشاكل‬

‫‪77‬‬
‫المحاسبية المحاصرة للمؤسسات‪ ،‬مخبر العلوم االقتصادية وعلوم التجارية‪ ،‬جامعة عمار‬
‫ثلجي‪ ،‬االغواط‪ 21/20 ،‬نوفمبر ‪ ،2013‬ص ‪.3‬‬
‫‪ ‬بديسي فهيمة‪ ،‬التدقيق الداخلي ودوره في إنجاح مسار تطبيق الحوكمة‪ ،‬الملتقى الوطني‬
‫الثامن حول مهنة التدقيق الداخلي في الجزائر‪ :‬الواقع واألفاق في ضوء المستجدات‬
‫العالمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة ‪ 20‬أوت ‪ – 1955‬سكيكدة ‪ ،‬ص‬
‫‪.03‬‬
‫‪ ‬احمد يوسف أبو جبريل‪ ،‬اثر التدقيق الداخلي على إدارة األرباح في الشركات الصناعية‬
‫المدرجة في بورصة عمان‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة الزرقاء‪،‬‬
‫األردن‪ ،2015 ،‬ص ‪.11‬‬
‫إبراهيم رياح إبراهيم المدهون‪ ،‬دور المدقق الداخلي في تفعيل إدارة المخاطر في‬ ‫‪‬‬
‫المصارف‪ ،‬دراسة تطبيقية‪ ،‬مذكرة ماجستر‪ ،‬كلية التجارة الجامعية اإلسالمية‪ ،‬غزة‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.17‬‬
‫كمال محمد سعيد كمال النونو‪ ،‬مدى تطبيق معايير التدقيق الداخلي المتعارف عليها في‬ ‫‪‬‬
‫البنوك اإلسالمية العاملة في قطاع غزة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬الجامعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،2009 ،‬ص ‪.23‬‬
‫إيهاب ديب مصطفى رضوان‪ ،‬اثر التدقيق الداخلي على إدارة المخاطر في ضوء معايير‬ ‫‪‬‬
‫التدقيق الداخلي‪ ،‬مذكرة ماجستر‪ ،‬كلية التجارة الجامعة اإلسالمية ‪ ،‬غزة‪ ، 2012 ،‬ص‬
‫‪.17‬‬
‫بوبكر عميروش‪ ،‬دور المدقق الخارجي في تقييم المخاطر وتحسين نظام الرقابة الداخلية‬ ‫‪‬‬
‫لعمليات المخزون داخل المؤسسة‪ ،‬دراسة ميدانية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم‬
‫االقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،2011 ،‬ص‬
‫‪.39‬‬
‫محمد سمير الصبان‪ ،‬محمد الفيومي‪ ،‬المراجعة بين التنظير والتطبيق‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫بيروت‪ ،1990 ،‬ص ‪.259‬‬
‫عبدلي لطيفة‪ ،‬دور ومكانة إدارة المخاطر في المؤسسات االقتصادية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2012 ،‬ص ص ‪.26-25‬‬
‫طارق عبد العال حماد‪ ،‬إدارة المخاطر (أفراد‪-‬إدارات‪-‬شركات‪-‬بنوك)‪ ،‬دار الجامعية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.51‬‬
‫عمراوي سعيدة‪ ،‬دور التدقيق الداخلي في إدارة المخاطر في المؤسسات االقتصادية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫دارسة ميدانية‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ص ‪.50-48‬‬
‫عرابة الحاج‪ ،‬تمجغدين نور الدين‪ ،‬المراجعة الداخلية كأداة إلدارة المخاطر في المؤسسة‬ ‫‪‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬ملتقى الدولي الثالث حول استراتيجيات إدارة المخاطر في المؤسسات األفاق‬
‫والتحديات‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الشلف‪ 26-25 ،‬نوفمبر ‪ ،2008‬ص ‪.08‬‬

‫‪ )3‬المجالت والمقاالت ‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ ‬زهرة حسن عليوي‪ ،‬فاطمة صالح مهدي‪ ،‬تكامل دور التدقيق الداخلي والخارجي إلنجاح‬
‫أسلوب التقدير الذاتي في الهيئة العامة للضرائب‪ ،‬مجلة بغداد للعلوم االقتصادية‬
‫واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،17‬العدد ‪ ،62‬العراق‪ ،2011 ،‬ص ‪.300‬‬
‫‪ ‬سعد علي حمود العنزي‪ ،‬عداك عبود عمير‪ ،‬تعظيم االستراتيجيات التنافسية العامة في إطار‬
‫عوامل النجاح الحاسمة وعملية إدارة المخاطر‪ :‬بحث تطبيقي في عينة من المصاريف‬
‫العراقية الخاصة‪ ،‬مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬العدد‪ ،83‬العراق‪،‬‬
‫‪ ،2015‬ص ‪.04‬‬

‫‪79‬‬
‫قائمة المالحق‬
‫الملحق رقم ‪1‬‬

‫‪81‬‬
‫الملحق رقم ‪2‬‬

‫‪82‬‬
‫الملحق رقم ‪3‬‬

‫‪83‬‬
‫الملحق رقم ‪4‬‬

‫‪84‬‬
‫الملحق رقم ‪5‬‬

‫‪85‬‬
‫الملحق رقم ‪6‬‬

‫‪86‬‬
‫الملحق رقم ‪7‬‬

‫‪87‬‬
‫الملحق رقم ‪8‬‬

‫‪88‬‬
89
‫الملخص‬

: ‫الملخص‬
‫ لما لها من أثر في‬،‫ترتكز الدراسة حول توضيح مكانة و وظيفة التدقيق الداخلي في المؤسسات االقتصادية‬
‫ وكذلك المساهمة في تقييم‬، ‫تصميم و تطوير الرقابة الداخلية وقياس وتقييم كفاءة إستخدام الموارد المتاحة‬
‫ إذا بعتير أحد األدوات أحد األدوات التي تستعملها المؤسسات االقتصادية والتي‬،‫وإدارة المخاطر والتقليل منها‬
‫ وصوال إلى تحقيق‬،‫ من أجل تقييم أداء أنشطتها والكشف عن نقاط الضعف فيها‬،‫يقوم بمهامها المدقق الداخلي‬
.‫أهدافها وضمان استمراريتها‬

The summary :
The study around elucidation of standing and position of the investigation
concentrates two the internal in the economic organization for what for her from
ether in desing and development regime of the interior supervision and measuring
and evaluation efficiency of use of the available resource and likewise the
reduction from her, then one of the instruments considers which uses her the
economic organizations and which two the internal straighten in her tasks the
examiner, for the sake of performance evaluation activated her and the detection
about point of weakness in her, arrival to her investigation of goals and her
guarantee of continuation.

You might also like