You are on page 1of 152

‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬
‫ﺑﻘﻠم ‪/‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٢‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول‬
‫زﻓرت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗوﺗر و ھﻲ ﺗﻐﺎدر ﺻﺎﻟﺔ اﻟوﺻول ﻓﻲ‬
‫ﻣطﺎر اﻟﻘﺎھرة ؛ ﻛﺎﻧت اﻟرﺣﻠﺔ ﻣن روﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺎھرة‬
‫طوﯾﻠﺔ ﻛﻣﺎ أن إﺟراءات اﻟدﺧول ﻛﺎﻧت ﻣﻣﻠﺔ و ﻣﻧﮭﻛﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﻓرض إﺟراءات اﻟﺣﺟر اﻟﺻﺣﻲ داﺧل‬ ‫ً‬
‫ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣطﺎرات اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻋﻘب اﻧﺗﺷﺎر ﻓﯾروس‬
‫ﻛوروﻧﺎ اﺑﺗداءاً ﻣن اﻟﺻﯾن و وﺻوﻻً إﻟﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن‬
‫اﻟدول ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻗﺎرات اﻟﻌﺎﻟم ‪.‬‬

‫وﻗف ﺑﺎﺳل ﻣﺳﺗﻧداً إﻟﻰ ﺳﯾﺎرﺗﮫ و ھو ﯾﺗﺣدث ﻓﻲ ھﺎﺗﻔﮫ‬


‫اﻟﺟوال أﻣﺎم ﻣطﺎر اﻟﻘﺎھرة اﻟدوﻟﻲ ؛ ﻛﺎن ﻣﺷﻐوﻻً‬
‫ﺑﺈﻋطﺎء ﺑﻌض اﻷواﻣر ﻟﻣﺳﺎﻋده و ھو ﯾﺗﻣﻠﻣل ﻓﻲ‬
‫اﻧﺗظﺎر داﻟﯾﺎ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻐرﻗت وﻗﺗﺎ ً أطول ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺗوﻗﻊ‬
‫ﻓﻲ اﺟراءات اﻟدﺧول ‪..‬‬

‫ﻛﺎن ﯾﻛره إﺿﺎﻋﺔ ﻟﺣظﺔ واﺣدة ﻣن وﻗﺗﮫ ﺑﻌﯾداً ﻋن‬


‫ﻣﻛﺗﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻘر اﻹداري ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻛﺎﺷف اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻔرد ﺑرﺋﺎﺳﺔ ﻣﺟﻠس إدارﺗﮭﺎ ﻣﻧذ ﺑﺿﻌﺔ أﺷﮭر ﺑﻌد‬
‫أن ﺗﻘﻠد ﻋﻣﮫ ﻣﻧﺻب اﻟوزارة و ﺗﻔرغ ﻟﮫ ﺗﺎرﻛﺎ ً أﻋﻣﺎل‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٣‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﮭﺎ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ أﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﯾد‬


‫ﺑﺎﺳل ‪.‬‬

‫ﺗوﻗف ﺑﺎﺳل ﻋن اﻟﺣدﯾث ﺑﻐﺗﺔ و ﺗﻌﻠﻘت ﻋﯾوﻧﮫ ﺑﺎﻟﻔﺗﺎة‬


‫ﻣﻣﺷوﻗﺔ اﻟﻘوام اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗرب ﻣﻧﮫ ﻓﻲ ﺧطﺎ واﺛﻘﺔ وھﻲ‬
‫ﺗﺳﺣب ﺧﻠﻔﮭﺎ ﺣﻘﯾﺑﺔ ﻣﺗوﺳطﺔ اﻟﺣﺟم و ﺑﮭت وﺟﮭﮫ ‪..‬‬
‫ﻓﯾﻧوس اﻟﺗﻲ ﯾراھﺎ أﻣﺎﻣﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ھﻲ ﻧﻔس‬
‫اﻟﻔﺗﺎة اﻟﺷﺎﺣﺑﺔ ذات ﻣﻘوم اﻷﺳﻧﺎن و اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺗﯾﻣﺔ ﺑﮫ‬
‫و ﺗﺗﺑﻌﮫ ﻛظﻠﮫ ﺣﺗﻰ وﺟﮫ ﻟﮭﺎ اﻟﺻﻔﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠﺗﮭﺎ ﺗﺗﻌﻠم‬
‫درﺳﮭﺎ ﺑﺻﻌوﺑﺔ و ھﻲ ﺗدرك أﻧﮫ ﻻ ﻣﻛﺎن ﻟﻣراھﻘﺔ‬
‫ﻏﺑﯾﺔ ﻣﻧدﻓﻌﺔ اﻟﻌواطف ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ‪.‬‬

‫اﺑﺗﺳﻣت داﻟﯾﺎ وﺗﺄﻟﻘت ﻓﻲ ﻋﯾوﻧﮭﺎ ﻧظرة اﻧﺗﺻﺎر و ھﻲ‬


‫ﺗرى اﻟﻧظرة اﻟذاھﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﯾﻧﯾﮫ واﻟﺗﻲ أﺧﻔﺎھﺎ ﺑﺳرﻋﺔ‬
‫و ھو ﯾﻠﺗﻘط اﻟﺣﻘﯾﺑﺔ ﻣن ﯾدھﺎ ﺑﺧﻔﺔ و ﯾﻠﻘﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﯾﺎرﺗﮫ‬
‫دون ﺣﺗﻰ أن ﯾﻠﻘﻲ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺗﺣﯾﺔ ﺛم ﺟﻠس ﺧﻠف ﻋﺟﻠﺔ‬
‫اﻟﻘﯾﺎدة و ھو ﯾﻧﺗظر ﻣﻧﮭﺎ أن ﺗﺟﻠس ﺑﺟواره ‪ ..‬ﻋﻘدت‬
‫داﻟﯾﺎ ذراﻋﯾﮭﺎ أﻣﺎم ﺻدرھﺎ و ھﻲ ﺗﻧظر إﻟﯾﮫ ﻓﻲ‬
‫اﺳﺗﮭﺟﺎن ﻓﮭﺗف ﺑﺎﺳل ‪:‬‬

‫‪ -‬ھل ﺗﻧﺗظرﯾن دﻋوة رﺳﻣﯾﺔ ؟ ‪ ..‬ارﻛﺑﻲ ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٤‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺑرود ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻧﺗظر أن ﺗﻛون رﺟﻼً ﻣﮭذﺑﺎ ً و ﺗﻔﺗﺢ ﺑﺎب‬
‫اﻟﺳﯾﺎرة و ﺗرﺣب ﺑﻲ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﻼﺋق ‪ ..‬ﻣن‬
‫اﻟواﺿﺢ أﻧك ﻻ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻧﺳﺎء راﻗﯾﺎت أﯾﮭﺎ‬
‫اﻟﻘروي اﻟﺳﺎذج ‪.‬‬

‫ف‬
‫ﻧطﻘﺗﮭﺎ ﺑﺎﻻﯾطﺎﻟﯾﺔ ﻟﻛن ﺑﺎﺳل ﻓﮭم ﻛل ﺣر ٍ‬
‫ﻧطﻘت ﺑﮫ و رﻓﻊ ﺣﺎﺟﺑﮫ و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗرويّ و ﺳﺎذج ؟! ‪ ..‬رﺣم ﷲ ﺟدﺗك اﻟﺣﺎﺟﺔ‬
‫آﻣﻧﺔ ﻓﮭﻲ ﻟم ﺗﻌﻠﻣك ﻛﯾف ﺗﺗﻛﻠم اﻣرأة ﻣﮭذﺑﺔ ﻣﻊ‬
‫اﻟرﺟﺎل ‪ ..‬ﻣن اﻟواﺿﺢ أن ﻧﺻﻔك اﻻﯾطﺎﻟﻲ ﻗد‬
‫طﻐﻰ ﺑﺷدة و ﺳﻧﺣﺗﺎج ﻟﺑﻌض اﻟوﻗت ﺣﺗﻰ ﻧﻌﯾد‬
‫ﺗرﺑﯾﺗك و ﻧردك إﻟﻰ اﻷﺻول و اﻟﺗﻘﺎﻟﯾد اﻟﺗﻲ‬
‫ﻟن ﺗﻔﮭﻣﮭﺎ ﺧواﺟﺎﯾﺔ ﻣﺛﻠك إﻻ ﺑﺻﻌوﺑﺔ ‪..‬‬
‫ارﻛﺑﻲ ﯾﺎ آﻧﺳﺔ ﻗﺑل أن أﺗﺣرك ﺑﺎﻟﺳﯾﺎرة‬
‫و أﺗرﻛك ﺗﺎﺋﮭﺔ ھﻧﺎ ‪.‬‬

‫ظﻠت داﻟﯾﺎ واﻗﻔﺔ و ھﻲ ﺗﻧظر إﻟﯾﮫ ﻓﻲ ﺗﺣ ٍد‬


‫ﻓزﻓر ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺣرارة و ھﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ھل ﺗرﯾدﯾن طرﯾﻘﺔ ﻻﺋﻘﺔ ؟ ‪ ..‬ﻓﻠﯾﻛن ‪..‬‬
‫ﺳﺄﻋﺎﻣﻠك ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﯾق ﺑكِ ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٥‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻏﺎدر ﺑﺎﺳل اﻟﺳﯾﺎرة و دار ﺣوﻟﮭﺎ و ﺣﻣل داﻟﯾﺎ‬


‫ﺑﯾن ذراﻋﯾﮫ ﺑﺧﻔﺔ و أﻟﻘﺎھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﻌد اﻟﻣﺟﺎور‬
‫ﻟﻣﻘﻌد اﻟﻘﯾﺎدة ﻗﺑل أن ﯾرﻛب اﻟﺳﯾﺎرة‬
‫و ﯾﻧطﻠق ﺑﮭﺎ و داﻟﯾﺎ ﺗﺳﺑﮫ ﻓﻲ ﻋﺻﺑﯾﺔ وھو‬
‫ﯾﺗﺟﺎھﻠﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﻟو أﻧﮫ ﻻ ﯾﺳﻣﻌﮭﺎ ‪..‬‬

‫زﻣت داﻟﯾﺎ ﺷﻔﺗﯾﮭﺎ و ھﻲ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ أن ﺑﺎﺳل ﻻ‬


‫زال ﯾﺣب أن ﯾﻠﻌب دور اﻟذﻛر اﻟﻣﺳﯾطر ﻋﻠﻰ‬
‫ﻛل اﻷﻣور رﻏم ﻣرور ﺳﻧوات ﻛﺛﯾرة ﻏﯾرت‬
‫اﻟﻛﺛﯾر ﺑﮭﺎ ﻟﻛن ﻣن اﻟﻣؤﺳف أﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻐﯾر ﺷﯾﺋﺎ ً‬
‫ﺑﮫ ‪ ..‬ﻟﻛن آن اﻷوان ﻟﺗﻌﯾد داﻟﯾﺎ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﺗﻔﻛﯾره‬
‫و ﺗﺟﻌﻠﮫ ﯾﻌﺗرف ﺑﻘدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮫ‬
‫و ﻋﻘﻠﮫ و ﺗﻔﻛﯾره ‪ ..‬و ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻛﻠﮭﺎ ‪.‬‬

‫اﻋﺗدﻟت داﻟﯾﺎ ﺟﺎﻟﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﻌدھﺎ و ﺳوت‬


‫ھﻧداﻣﮭﺎ ﺑﺳرﻋﺔ و ھﻲ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ أﻧﮫ ﻻ زال‬
‫ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮭﺎ ﺑﻧﻔس اﻟﺧﺷوﻧﺔ ﻛﻣﺎ اﻋﺗﺎد أن‬
‫ﯾﻔﻌل ‪..‬‬

‫ﻻ ﺗﻧﻛر أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﻐرﻣﺔ ﺑﮭﺎﻟﺔ اﻟرﺟوﻟﺔ‬


‫و اﻟﻛﺑرﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻊ ﻣﻧﮫ و ﻛﺎﻧت ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﮫ‬
‫اﻟﺧﺷﻧﺔ ﻟﮭﺎ ﺗﺛﯾر ﻓﻲ ﻗﻠﺑﮭﺎ اﻟﻣراھق ﻣﺷﺎﻋراً ﻟم‬
‫ﺗﻛن ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻣﻘﺎوﻣﺗﮭﺎ ‪ ..‬ﻟﻛن ھذا ﻛﻠﮫ ﻗد‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٦‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫أﺻﺑﺢ ﻣن اﻟﻣﺎﺿﻲ اﻵن و ﺳﺗرﯾﮫ ﻛم ﻛﺎن‬


‫ﻣﺧطﺋﺎ ً ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺧر ﻣن ﻋواطﻔﮭﺎ و رﻓﻊ ﻓﻲ‬
‫وﺟﮭﮭﺎ ﻛﻠﻣﺔ ﻻ ‪.‬‬

‫أﺧرﺟت داﻟﯾﺎ ﺳﯾﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘﯾﺑﺔ ﯾدھﺎ اﻷﻧﯾﻘﺔ‬


‫و وﺿﻌﺗﮭﺎ ﺑﯾن ﺷﻔﺗﯾﮭﺎ ﻓﺎﻧﺗﻔض ﺑﺎﺳل و أﺳرع‬
‫ﯾﺧﺗطﻔﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل أن ﺗﺷﻌﻠﮭﺎ و أﻟﻘﺎھﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﻓذة‬
‫و ھو ﯾﮭﺗف ﻓﻲ ﺣزم ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗدﺧﯾن ﻣﻣﻧوع ﯾﺎ آﻧﺳﺔ ‪ ..‬اﻋﺗﺑرﯾﮫ ﻣن اﻷﻣور‬
‫اﻟﻣﺣرﻣﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﻧﺗﮭﻲ رﺣﻠﺗك و ﺗﻌودي ﻣن‬
‫ت‪.‬‬
‫ﺣﯾث أﺗﯾ ِ‬

‫اﻟﺗﻔﺗت ﻧﺣوه داﻟﯾﺎ و رﻣﻘﺗﮫ ﺑﻌﯾوﻧﮭﺎ اﻟﺧﺿراء‬


‫اﻟﺗﻲ ﺗﻸﻷت ﻓﯾﮭﻣﺎ ﺷرارات ﺻﻐﯾرة ﻗﺑل أن‬
‫ﺗﮭﺗف ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬أوﻻً ‪ /‬ﻟﯾس ﻣن ﺣﻘك أن ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ‬
‫أو أن ﺗﺣدد ﻟﻲ ﻣﺎ ھو اﻟﻣﺳﻣوح أو اﻟﻣﻣﻧوع ‪..‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ً ‪ /‬ھذه ﻟﯾﺳت رﺣﻠﺔ و ﻻ ﺗﺗﺧﯾل أﻧﻧﻲ‬
‫ﺳﺄﻣﺿﻲ ﺑﺿﻌﺔ أﯾﺎم أو أﺳﺎﺑﯾﻊ ھﻧﺎ ﺛم أﻋود‬
‫إﻟﻰ روﻣﺎ ‪ ..‬ھﯾﮭﺎت ‪ ..‬أﻧﺎ ھﻧﺎ وﺳﺄﺑﻘﻰ‬
‫و ﺳﺄﺿﻊ ﯾدي ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ھو ﻣن ﺣﻘﻲ و‬
‫إﯾﺎك أن ﺗﻘف ﻓﻲ وﺟﮭﻲ ‪ ..‬ﺛﺎﻟﺛﺎ ً ‪ /‬إﯾﺎك أن‬
‫ﺗﻌﺎﻣﻠﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﻧت ﺗﻠك اﻟﺑﻠﮭﺎء اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﮭﺎ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٧‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ ‪ ..‬ﻣرت ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ ً ﻛﺎﻣﻠﺔ‬


‫ﯾﺎ ﺑﺎﺳل و ﻻ ﺗﺗﺧﯾل أﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻔﻌل ﺷﯾﺋﺎ ً ﻷﻧﮭﺎ‬
‫ﻏﯾرت اﻟﻛﺛﯾر ‪ ..‬ﺑﻲ و ﺑك ‪ ..‬و أﻧﺎ واﺛﻘﺔ ﻣن‬
‫أﻧك ﺳﺗﻛﺗﺷف ھذا ﻋﻣﺎ ﻗرﯾب ‪ ..‬و رﺑﻣﺎ ﺑﺄﻗرب‬
‫ﻣﻣﺎ ﺗﺗﺧﯾل ‪.‬‬

‫ﺗﺄﻣﻠﮭﺎ ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺑرود ‪ ..‬ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺣدث ﻓﻲ‬


‫ﺑﺣزم ﻟم ﯾﺄﻟﻔﮫ ﻣن‬
‫ٍ‬ ‫ھدوء اﻟواﺛق ﻣن ﻧﻔﺳﮫ و‬
‫اﻟﻔﺗﺎة اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﮭﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ ﻟﻛﻧﮫ ﻛﺎن واﺛﻘﺎ ً‬
‫ﻣن أﻧﮭﺎ أﺻﺎﺑت ﻛﺑد اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ادﻋت أن‬
‫اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﻲ ﻣرت ﻏﯾرﺗﮭﺎ ﻓﮭو ﺑﺎﻟﻛﺎد ﻛﺎن‬
‫ﯾﻌرﻓﮭﺎ ‪ ..‬ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺑرود ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻟﮭﺟﺗك ھذه ﻻ ﺗﺗﺣدﺛﻲ ﺑﮭﺎ ﻣرة أﺧرى ‪ ..‬أﻧﺎ ﻻ‬
‫ً‬
‫ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻛﺎن اﻣرأة‬ ‫أﺗﻠﻘﻰ اﻷواﻣر ﻣن أﺣد ‪..‬‬
‫‪ ..‬و ﻻ ﺗﺗﺧﯾﻠﻲ أﻧﻧﻲ ﺳﺄﺳﻣﺢ ﻟكِ ﺑﺄن ﺗﻌﺎﻣﻠﯾﻧﻲ‬
‫ﺑﺗﻌﺎﻟﻲ ﯾﺎ ﺑﻧت ﻋﻣﻲ ﻷﻧﻧﻲ ﻗد أﺣطم رأﺳك‬
‫اﻟﺟﻣﯾل ھذا إذا ﺣدﺛﺗﯾﻧﻲ ﺑﮭذه اﻟﻠﮭﺟﺔ ﻣرة‬
‫أﺧرى ‪.‬‬

‫اﺑﺗﺳﻣت داﻟﯾﺎ ‪ ..‬ﻛﺎن ﯾراھﺎ ﺟﻣﯾﻠﺔ و ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ‬


‫ﺗر ﻧظرة إﻋﺟﺎب‬ ‫أن ﯾﺧﻔﻲ ھذا ﻣﻊ أﻧﮭﺎ ﻟم َ‬
‫واﺣدة ﻓﻲ ﻋﯾﻧﯾﮫ ﻟﻛن اﻋﺗراﻓﮫ اﻟذي اﻧزﻟق ﻣن‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٨‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻟﺳﺎﻧﮫ ﺑﻐﯾر ﻗﺻ ٍد ﻛﺎن ﯾرﺿﯾﮭﺎ ‪ ..‬أﺧرﺟت‬


‫ﺳﯾﺟﺎرة ﺟدﯾدة ﻣن ﺣﻘﯾﺑﺗﮭﺎ و ھﺗﻔت ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻧﻘطﺔ و ﻣن أول اﻟﺳطر ‪ ..‬دع ﺗﻛﺑرك‬
‫اﻟذﻛوري اﻷﻋﻣﻰ ﯾﺎ اﺑن اﻟﻌم و ﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ‬
‫اﻟواﻗﻊ اﻟﺟدﯾد ‪ ..‬أﻧت ﻟم ﺗﻌد ﺷﺎﺑﺎ ً ﻓﻲ ﻋﻧﻔواﻧﮫ‬
‫و أﻧﺎ ﻟم أﻋد ﺗﻠك اﻟﻣراھﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗذﻛرھﺎ ‪..‬‬
‫أﻧت ﻣﺟرد رﺟل ﻣﺳن ﻓﺎﺗﮫ أوان ﺗﺣﻘﯾق‬
‫أﺣﻼﻣﮫ و أﻧﺎ ﺳﯾدة اﻟﻣوﻗف اﻵن ‪ ..‬ﻛن واﻗﻌﯾﺎ ً‬
‫و اﻧظر ﺣوﻟك و ﺳﺗرى اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻟن‬
‫ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﻧﻛرھﺎ ‪.‬‬

‫ﻟوى ﺑﺎﺳل ﺷﻔﺗﯾﮫ و ھﺗف ﻓﻲ ﺑرود ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻣﺳن و ﺳﯾدة اﻟﻣوﻗف ؟! ‪ ..‬ھل ﺣرارﺗك‬
‫ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻟﮭذا اﻟﺣد ﯾﺎ ﺻﻐﯾرﺗﻲ ؟ ‪ ..‬ﻛﯾف‬
‫ﺳﻣﺣوا ﻟكِ ﺑﺗﺟﺎوز إﺟراءات اﻟﺣﺟر اﻟﺻﺣﻲ‬
‫ت ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ؟ ‪ ..‬ﻟﻛﻧﻧﺎ ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن‬‫و أﻧ ِ‬
‫ﻧﺗدارك ھذا اﻟﺧطﺄ ‪.‬‬

‫ﻧظرت إﻟﯾﮫ داﻟﯾﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻐراب و ﻟم ﺗﻔﮭم ﻣﺎ‬


‫اﻟذي ﯾرﻣﻲ إﻟﯾﮫ ﺑﺎﻟﺿﺑط و ﻻ ھو أﺟﺎﺑﮭﺎ ﻋﻧدﻣﺎ‬
‫ﺳﺄﻟﺗﮫ ‪ ..‬ﺗﺟﺎھﻠﮭﺎ ﺗﻣﺎﻣﺎ ً ﺣﺗﻰ أوﻗف ﺳﯾﺎرﺗﮫ‬
‫داﺧل ﻣرآب ﺑﻧﺎﯾﺔ ﺷﺎھﻘﺔ اﻻرﺗﻔﺎع ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺿﻔﺎف اﻟﻧﯾل ﺛم ﻧزل ﻣﻧﮭﺎ و أﺧرج ﺣﻘﯾﺑﺔ داﻟﯾﺎ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٩‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﺗﻲ ظﻠت ﺟﺎﻟﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ﺣﺗﻰ أﻧﮫ ھﺗف ﻓﻲ‬


‫ﻓراغ ﺻﺑر ‪:‬‬
‫‪ -‬ھل ﺳﺗﻐﺎدرﯾن اﻟﺳﯾﺎرة ﺑﻣﻔردك أم ﺗﺣﺗﺎﺟﯾن‬
‫إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻋدة ؟ ‪ ..‬ﻟن ﯾروق ﻟﻲ أن أﺣﻣﻠك‬
‫ت ﻛﺳﯾﺣﺔ ‪.‬‬
‫ﻣرﺗﯾن ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ واﺣدة ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﻧ ِ‬

‫ﻏﺎدرت داﻟﯾﺎ اﻟﺳﯾﺎرة و ﺳﺎرت ﺑﺟواره إﻟﻰ‬


‫اﻟﻣﺻﻌد و ھﻲ ﺗﮭﺗف ﻓﻲ ﺳﺧط ‪:‬‬
‫‪ -‬أﯾن ﻧﺣن ﺑﺎﻟﺿﺑط ؟ ‪ ..‬ھذا ﻟﯾس ﻗﺻر أﺑﻲ ‪.‬‬

‫دﺧل ﺑﺎﺳل إﻟﻰ اﻟﻣﺻﻌد و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬اطﻣﺋﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺻر اﻷﺳرة ﻓﻼ زال ﻛﻣﺎ ھو ‪..‬‬
‫و اﻷﺳرة ﻛﻠﮭﺎ ﻻ ﺗزال ﺗﻌﯾش ﺑﮫ ﻋداكِ ‪..‬‬
‫أﻟﯾس ﻣن اﻟﻐرﯾب أﻧكِ ﺗﺳﺄﻟﯾن ﻋن اﻟﻘﺻر‬
‫و ﻟم ﺗﺳﺄﻟﻲ ﻋن أﺑﯾكِ ؟ ‪ ..‬أﻟم ﯾﻛن ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ‬
‫أن ﯾﺳﺗﻘﺑﻠك ھو ﻓﻲ اﻟﻣطﺎر ﻻ أﻧﺎ ؟‬

‫دﺧﻠت داﻟﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﻣﺻﻌد اﻟذي ﺗﺣرك ﺑﮭﻣﺎ إﻟﻰ‬


‫اﻟطﺎﺑق اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷر و ھﻲ ﺗﮭﺗف ﻓﻲ‬
‫اﺳﺗﺧﻔﺎف ‪:‬‬
‫‪ -‬و ﻟﻣﺎذا أﺳﺄل ؟ ‪ ..‬اﺗﺻل ﺑﻲ أﺑﻲ و أﻧﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣطﺎر و أﺧﺑرﻧﻲ ﺑﺄﻧك ﺗﻧﺗظرﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج‬
‫‪ ..‬ﻋﻠﯾﮫ ﺣﺿور اﺟﺗﻣﺎع ﻣﺟﻠس وزراء ﻋﺎﺟل‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٠‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣوﻗف ﻋﻘب اﻧﺗﺷﺎر ﻓﯾروس ﻛوروﻧﺎ‬


‫و اﻧﺗﻘﺎﻟﮫ ﻣن اﻟﺻﯾن إﻟﻰ ﺑﺿﻌﺔ دول ‪ ..‬ﺛم إن‬
‫ﻛﻼﻧﺎ ﯾﻌرف أن أﺑﻲ ﻻ ﯾﺷﺗﺎق ﻛﺛﯾراً ﻟرؤﯾﺗﻲ ‪..‬‬
‫ھو ﯾﺳﺎﻓر إﻟﻰ روﻣﺎ ﻛﺛﯾراً و ﻧﻠﺗﻘﻲ ﻛل ﺑﺿﻌﺔ‬
‫أﺷﮭر ﻛﻣﺎ أن ﻗراري ﺑﺎﻻﺳﺗﻘرار ھﻧﺎ اﻵن ﻟن‬
‫ﯾﻐﯾر ﺷﯾﺋﺎ ً ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﻧﺎ ﻓﺄﻧﺎ ﻓﻲ ذﯾل ﻗﺎﺋﻣﺔ‬
‫اھﺗﻣﺎﻣﺎﺗﮫ ﺑﻌد ﻣﺎﻟﮫ و ﻧﻔوذه ‪.‬‬

‫ﻧطﻘﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣرارة ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ أن ﺗﺧﻔﯾﮭﺎ ؛‬


‫و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﺑﺎﺳل ﻛﺎن ﯾﺷﻔق ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻔﺗﺎة اﻟﺗﻲ ﺗرﺑت ﺑﯾن واﻟدﯾن ﻣﻧﻔﺻﻠﯾن و ﻻ‬
‫أﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻟدﯾﮫ اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﯾرﻋﺎھﺎ ﻟﻛﻧﮫ‬
‫ﺗﺟﺎھل ھذا اﻟﺷﻌور ﺗﻣﺎﻣﺎ ً و ھو ﯾﻔﺗﺢ ﺑﺎب‬
‫إﺣدى اﻟﺷﻘق و ﯾدﻋوھﺎ ﻟﻠدﺧول ‪.‬‬

‫ﺗﺄﻣﻠت داﻟﯾﺎ اﻟﻣﻛﺎن ﺣوﻟﮭﺎ ﺛم ﻗطﺑت ﺟﺑﯾﻧﮭﺎ‬


‫ﺑﺷدة و ھﻲ ﺗرى ﺻورة ﺿوﺋﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣﻌﻠﻘﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺋط ‪ ..‬ﺻورة زﻓﺎف ﺑﺎﺳل ‪ ..‬ﺗرﻗرﻗت‬
‫اﻟدﻣوع ﻓﻲ ﻋﯾوﻧﮭﺎ ﻟﻠﺣظﺔ ﻗﺑل أن ﺗﻛﺑﺣﮭﺎ داﻟﯾﺎ‬
‫ﺑﻘوة ﺛم اﻟﺗﻔﺗت إﻟﯾﮫ ھﺎﺗﻔﺔ ﻓﻲ ﺣدة ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎذ أﻓﻌل ﻓﻲ ﺷﻘﺗك ﺑﺎﻟﺿﺑط ؟ ‪ ..‬و أﯾن‬
‫زوﺟﺗك ؟‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١١‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫أﺧرج ﺑﺎﺳل ﺳﯾﺟﺎرة و أﺷﻌﻠﮭﺎ و ﻧﻔث دﺧﺎﻧﮭﺎ‬


‫ﻓﻲ ھدوء ﺟﻌل أﻋﺻﺎﺑﮭﺎ ﺗﻛﺎد أن ﺗﻧﻔﺟر ﻗﺑل‬
‫أن ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬زوﺟﺗﻲ ﺗوﻗﻔت ﻋن اﻟﻌﯾش ھﻧﺎ ﻣﻧذ ﺑﺿﻊ‬
‫ﺳﻧوات ‪ ..‬اﻧﺗﻘﻠﻧﺎ إﻟﻰ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺻر ﺑﻌد أن‬
‫أﻧﺟﺑت اﻟﺗوأم ﺷﮭﺎب و ﺷﮭدي ‪.‬‬

‫اﺣﺗﻘن وﺟﮫ داﻟﯾﺎ ﺑﺷدة ‪ ..‬طوال اﻟﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر‬


‫ﻋﺎﻣﺎ ً اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺟﺎھل اﻟﺳؤال ﻋﻧﮫ ﺣﺗﻰ‬
‫ﻻ ﺗﻌرف أﺧﺑﺎره ؛ ﺗﻌرف أن رﺟﻼً ﺻﻌﯾدي‬
‫اﻟﺟذور و رﺟﻌﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻣﺛﻠﮫ ﻻﺑد ﻣن أن‬
‫ﯾﻛون ﻟدﯾﮫ دزﯾﻧﺔ ﻣن اﻷوﻻد ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻟم ﺗرﻏب‬
‫ﻓﻲ أن ﺗﺳﻣﻊ ھذا ﻣﻧﮫ ‪ ..‬أﺷﺎح ﺑﺎﺳل ﺑوﺟﮭﮫ‬
‫ﻋﻧﮭﺎ و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺑﻣﺎ أﻧكِ ﺗﮭذﯾن ﺑﺄﻣور ﻏرﯾﺑﺔ و ﻻ ﺷك ﻟديّ ﻓﻲ‬
‫أﻧكِ ﻗد ﺗﻛوﻧﻲ ﻣﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻔﯾروس اﻟذي ظﮭر‬
‫ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ اﯾطﺎﻟﯾﺎ ﻓﺄﻧﺎ ﻟﺳت ﻣﺳﺗﻌداً ﻟﺗﻌرﯾض‬
‫أوﻻدي أو أيٍ ﻣن أﻓراد أﺳرﺗﻧﺎ ﻟﻠﺧطر ‪ ..‬ﻟذا‬
‫ﺳﺄﻓرض ﻋﻠﯾكِ اﻟﻌزل اﻟﻣﻧزﻟﻲّ ھﻧﺎ ‪ ..‬أظن أن‬
‫أرﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ ً ﻣن اﻟﻌزﻟﺔ ﺳﺗﻛون ﻛﺎﻓﯾﺔ‬
‫ﻟﺗرد ﻟكِ ﺻواﺑك و ﺗﻌﯾد ﺗرﺗﯾب ﻋﻘﻠك ﯾﺎ ﺑﻧت‬
‫ﻋﻣﻲ و ﺗﺟﻌﻠك ﺗﻛﻔﯾن ﻋن ھذا اﻟﮭذﯾﺎن ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٢‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫وﺿﻌت داﻟﯾﺎ ﯾدﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺻرھﺎ و وﻗﻔت ﺗطرق‬
‫اﻷرض ﺑﺣذاﺋﮭﺎ و ھﻲ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ ﺳﺧط ﻛﯾف ﺳﻣﺢ ﺑﺎﺳل‬
‫ﻟﻧﻔﺳﮫ ﺑﺄن ﯾﻌﺎﻣﻠﮭﺎ ﺑﻛل ھذا اﻟﺗﻌﺎﻟﻲ و ﻛﯾف ﺗرﻛﺗﮫ ﯾﻐﺎدر‬
‫اﻟﺷﻘﺔ ھﻛذا ﺑﺑﺳﺎطﺔ دون أن ﺗﻣزق اﻻﺑﺗﺳﺎﻣﺔ اﻟﺳﺎﺧرة‬
‫اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺗﯾﮫ ﺑﺄظﺎﻓرھﺎ و ﺗﻣزق وﺟﮭﮫ ﻣﻌﮭﺎ ‪..‬‬

‫اﻟﺗﻔﺗت ﺗﺗﺄﻣل اﻟﺻورة اﻟﺿوﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺋط و ھﻲ‬


‫ﺗﺗﺳﺎءل ﻓﻲ أﻟم ﻛﯾف ھﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻣﻊ ﺗﻠك اﻟزوﺟﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﻓﺿﻠﮭﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ ؛ ﻗﺑل أن ﺗﺿم ﻗﺑﺿﺗﮭﺎ و ھﻲ ﺗﺳب‬
‫ﺑﺎﻻﯾطﺎﻟﯾﺔ ﺛم ھﺗﻔت ‪:‬‬

‫‪ -‬ذﻟك اﻟوﻏد ‪ ..‬ﻣن ﯾظن ﻧﻔﺳﮫ ؟ ‪ ..‬ﯾﺣﺎول أن‬


‫ﯾﺿﻌﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﻔص ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﻧت ﺣﯾواﻧﮫ اﻷﻟﯾف‬
‫ﻟﻛﻧﻧﻲ ﺳﺄﺟﻌﻠﮫ ﯾﻛﺗﺷف ﻣن ﻣﻧﺎ ﻟﮫ اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‬
‫اﻵن ‪ ..‬ھو اﻟذي ﺑدأ ﺑﺈﻋﻼن اﻟﺣرب ﻋﻠ ّﻲ‬
‫و اﻟﺑﺎدي أظﻠم ‪.‬‬

‫أﺧرﺟت داﻟﯾﺎ اﻟﮭﺎﺗف اﻟﺟوال ﻣن ﺣﻘﯾﺑﺔ ﯾدھﺎ‬


‫و اﺗﺻﻠت ﻋﻠﻰ واﻟدھﺎ ﻟﻛن ھﺎﺗﻔﮫ ﻛﺎن ﻣﻐﻠﻘﺎ ً ؛‬
‫ﻗدرت داﻟﯾﺎ أن اﺟﺗﻣﺎﻋﮫ ﻟم ﯾﻧﺗ ِﮫ ﺑﻌد ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻟم‬
‫ﯾﻛن ﻟدﯾﮭﺎ ﺻﺑر ﻻﻧﺗظﺎر أن ﯾﺟد وﻗﺗﺎ ً ﻟﮭﺎ ‪..‬‬
‫ﻛﺎﻧت ﺗرﻏب ﻓﻲ أن ﺗرد اﻟﺻﻔﻌﺔ ﺑﺳرﻋﺔ إﻟﻰ‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٣‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺑﺎﺳل اﻟذي ﻛﺎﻧت ﻛل ذرة ﻓﻲ ﺟﺳدھﺎ ﺗﺷﺗﻌل‬


‫ﻏﺿﺑﺎ ً ﻣﻧﮫ و ﻛﺎﻧت ﻧﺎر ﻏﺿﺑﮭﺎ ﺗﺗﺄﺟﺞ ﻛﻠﻣﺎ‬
‫رﻣﺷت ﺑﻌﯾوﻧﮭﺎ و ﻟﻣﺣت اﻻﺑﺗﺳﺎﻣﺔ اﻟﺳﺧﯾﻔﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﻋﻠت وﺟﮭﮫ ﻓﻲ ﺻورة زﻓﺎﻓﮫ ‪ ..‬ﻟم ﺗﻛن‬
‫ﺗطﯾق أن ﺗراه ﻣﻊ اﻣرأ ٍة أﺧرى ‪ ..‬اﻣرأة‬
‫ﺷﺎرﻛﺗﮫ ﺣﯾﺎﺗﮫ طوال ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ ً ﻛﺎﻣﻠﺔ‬
‫و أﻧﺟب ﻣﻧﮭﺎ ﻛل أوﻻده ‪.‬‬

‫اﺗﺻﻠت داﻟﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺟدھﺎ اﻟذي ﻣﺎ إن ﺳﻣﻌت‬


‫ﺻوﺗﮫ و ھو ﯾﺣﯾﯾﮭﺎ ﺑﺎﻻﯾطﺎﻟﯾﺔ ﺣﺗﻰ ھﺗﻔت ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗل ﻟﻲ ﯾﺎ ﺟدي ‪ ..‬أﻟﯾس ﻟك رﺟﺎل ﻓﻲ ﻛل ﺑﻘﺎع‬
‫اﻷرض و ﻗﻠت أن رﺟﺎﻟك ھﻧﺎ ﺳﯾﻛوﻧون ﺗﺣت‬
‫أﻣري ؟ ‪ ..‬ﻟﻣﺎذا ﻟم أرً أﺣداً ﻣﻧﮭم ﺑﻌد ؟ ‪..‬‬
‫أﺣﺗﺎج إﻟﻰ أن ﯾﺗﺻل ﺑﻲ أﺣدھم ﻓوراً و أن‬
‫ﯾظل ﺗﺣت أﻣري ﺗﺣت أﺳوي ﻛل اﻷﻣور‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻲ ھﻧﺎ ‪.‬‬

‫ﺑﺎﻟﻛﺎد أﻧﮭت اﻻﺗﺻﺎل ﺣﺗﻰ رن ھﺎﺗﻔﮭﺎ ﺑرﻗم‬


‫ﻏرﯾب ‪ ..‬ﺗﻠﻘت داﻟﯾﺎ اﻟﻣﻛﺎﻟﻣﺔ و ھﻲ واﺛﻘﺔ ﻣن‬
‫أن اﻟﻣﺗﺻل أﺣد رﺟﺎل ﺟدھﺎ و ﻛﺎﻧت ﻣﺣﻘﺔ ‪..‬‬
‫ﻛﺎن اﻟرﺟل ﯾﮭﺗف ﻓﻲ ﻟﮭﻔﺔ ﺑﺎﻻﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣت أﻣرك ﯾﺎ ﺳﻧﯾورﯾﻧﺎ ‪ ..‬أﻧﺎ و رﺟﺎﻟﻲ رھن‬
‫إﺷﺎرة ﻣﻧكِ ‪.‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٤‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﺑﺗﺳﻣت داﻟﯾﺎ و ﺗﺄﻟﻘت ﻓﻲ ﻋﯾوﻧﮭﺎ ﻧظرة ظﺎﻓرة‬


‫و ھﻲ ﺗﮭﺗف ﺑﺎﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬أﻧﺎ ﻣﺣﺗﺟزة ﺿد إرادﺗﻲ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﯾل‬
‫ﺳﺄرﺳل ﻟك ﻣوﻗﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﮭﺎﺗف ‪ ..‬أرﯾد‬
‫اﻟﺧروج ﻣﻧﮭﺎ ﺣﺎﻻً دون اﻹﺿرار ﺑﺄﺣد ﻣن‬
‫ﺳﻛﺎن اﻟﺑﻧﺎﯾﺔ أو اﻟﺣرس اﻟﻣوﺟودﯾن ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺑواﺑﺔ ‪ ..‬ﺣﺗﻰ أﻧﻧﻲ ﻻ أرﯾد أن ﯾﻧﺗﺑﮫ أﺣد إﻟﻰ‬
‫ﺧروﺟﻲ ﻣن اﻟﺷﻘﺔ ﻣن اﻷﺳﺎس ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﻧﺑﮫ‬
‫ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﻟﺧروﺟﻲ ﻗﺑل ان أﻓﺎﺟﺋﮫ ﺑﮭذا ﺑﻧﻔﺳﻲ‬
‫‪ ..‬ھل ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﻔﻌل ھذا ؟‬

‫أﻧﮭت داﻟﯾﺎ اﻻﺗﺻﺎل و أرﺳﻠت اﻟﻣوﻗﻊ إﻟﻰ رﻗم‬


‫ﻣﺣدﺛﮭﺎ ﺛم ﺟﻠﺳت ﻋﻠﻰ اﻷرﯾﻛﺔ و ھﻲ ﺗوﻟﻲ‬
‫ظﮭرھﺎ إﻟﻰ اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻧﺎرھﺎ ﺗﺗﺄﺟﺞ‬
‫؛ أﺧرﺟت ﺳﯾﺟﺎرة ﻣن ﺣﻘﯾﺑﺗﮭﺎ ﺛم أﺧذت ﺗﻧﻔث‬
‫دﺧﺎﻧﮭﺎ ﺑﮭدوء ﻗﺑل أن ﯾﻧﻔﺗﺢ ﺑﺎب اﻟﺷﻘﺔ و ﯾدﺧل‬
‫إﻟﯾﮭﺎ رﺟل ﻗﺻﯾر اﻟﻘﺎﻣﺔ ﺷدﯾد اﻷﻧﺎﻗﺔ ﯾﺿﻊ‬
‫ﻓوق ﻋﯾﻧﯾﮫ ﻧظﺎرات طﺑﯾﺔ و ﺧﻠﻔﮫ رﺟﻼن‬
‫ﺑﺷﻛل ﻣﻠﻔت ﻟﻠﻧظر ‪ ..‬ﻗﺑل‬‫ٍ‬ ‫ﻣﻔﺗوﻻ اﻟﻌﺿﻼت‬
‫اﻟرﺟل ﻛﻔﮭﺎ و ھو ﯾﻧﺣﻧﻲ اﺣﺗراﻣﺎ ً و ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺳﻌﯾد ﺑﺗﺷرﯾﻔك اﻟﻘﺎھرة ﯾﺎ آﻧﺳﺔ داﻟﯾﺎ ‪..‬‬
‫و ﺳﯾﻛون رﺟﻼي ھذان ﺗﺣت أﻣرك طوال‬
‫إﻗﺎﻣﺗك ھﻧﺎ ‪ ..‬دون أﻧﺗوﻧﯾو ﺻﺎﺣب أﻓﺿﺎل‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٥‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻛﺛﯾرة ﻋﻠﻲّ و ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎرﺗﻲ و ﺳﯾﺳﻌدﻧﻲ ﺗﻘدﯾم‬


‫أﯾﺔ ﺧدﻣﺔ ﻹرﺿﺎءه ‪.‬‬

‫ﻧﮭﺿت داﻟﯾﺎ و ھﺗﻔت ﻓﻲ ھدوء ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺳﯾﻛون ﺟدي ﺷﺎﻛراً ﻟك إذا رﺿﯾت ﻋن‬
‫رﺟﺎﻟك ﯾﺎ ﻋﺎﺻم ﺑك ‪ ..‬و أﻧﺎ واﺛﻘﺔ ﻣن أن ھذا‬
‫ﺳﯾﻛون ﻟﮫ ﺗﺄﺛﯾر ﻛﺑﯾر ﺟداً ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗك ھﻧﺎ‬
‫و ھﻧﺎك ‪.‬‬

‫أﻟﻘت داﻟﯾﺎ ﻧظرة ﺧﺎطﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻورة اﻟﺿوﺋﯾﺔ‬


‫ﻗﺑل أن ﺗﻐﺎدر اﻟﺷﻘﺔ ﻣﻌﮭﻣﺎ و ھﻲ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ أﻧﮭﺎ‬
‫ﺷﺎﻛرة ﻟﮫ و ﻟرﺟﺎﻟﮫ أﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺿطر ﻟﻘﺿﺎء‬
‫ﻓراش ﺗﺷﺎطره ﺑﺎﺳل ﻣن ﻗﺑل ﻣﻊ‬ ‫ٍ‬ ‫اﻟﻠﯾﻠﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻣرأ ٍة أﺧرى ‪ ..‬ﺑﺎﺳل اﻟذي ﻣﺎ إن ﺗرﻛﮭﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺷﻘﺔ و أوﺻدھﺎ ﺧﻠﻔﮫ ﺣﺗﻰ ﺣﺎول أن ﯾﻧﺗزع‬
‫اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﯾﮭﺎ ﻣن رأﺳﮫ ﺗﻣﺎﻣﺎ ً و ھو ﯾﺗﺟﮫ إﻟﻰ‬
‫ﻣﻛﺗﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻘر اﻹداري ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻛﺎﺷف‬
‫اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ‪ ..‬دﻋﺎ ﻣﺟﻠس إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻣﻌﮫ ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﮫ و ﺟﻠس ﻣﻌﮭم و ھو‬
‫ﯾﻔﻛر ﻓﻲ أن ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﻌود إﻟﻰ داﻟﯾﺎ ﻣرة‬
‫أﺧرى ‪ ..‬ﺗرﻛﮭﺎ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻟﯾس ﺑﮭﺎ ﻟﻘﻣﺔ‬
‫واﺣدة و ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﺳﺗﺣﺗﺎج ﻷن ﯾﺄﺧذ ﻟﮭﺎ ﺑﻌض‬
‫اﻟطﻌﺎم ‪ ..‬ﻟم ﯾﻛن ﯾﻧوي اﻹﻓراج ﻋﻧﮭﺎ ﺑﮭذه‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٦‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﺳرﻋﺔ ﻟﻛﻧﮫ ﻛﺎن ﯾرﯾد أن ﯾﺟﻌل إﻗﺎﻣﺗﮭﺎ ﻓﻲ‬


‫ﺷﻘﺗﮫ ﻣرﯾﺣﺔ ﺑﻘدر اﻹﻣﻛﺎن ‪ ..‬ﻣﻊ أﻧﮫ ﻓﻲ ﻗرارة‬
‫ﻧﻔﺳﮫ ﻛﺎن ﯾدرك أﻧﮫ ﻗد اﺧﺗﺎر ﻟﮭﺎ آﺧر ﻣﻛﺎن‬
‫ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗطﯾب ﻟﮭﺎ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑﮫ ‪.‬‬

‫ﺑﮭت وﺟﮫ ﺑﺎﺳل ﻋﻧدﻣﺎ ﻓﺗﺣت داﻟﯾﺎ ﺑﺎب ﻏرﻓﺔ‬


‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت و دﺧﻠت إﻟﯾﮭﺎ و ﺧﻠﻔﮭﺎ ﺳﻛرﺗﯾرﺗﮫ‬
‫و ھﻲ ﺗﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗوﻗﻔﻲ ﯾﺎ آﻧﺳﺔ ‪ ..‬ﻟﯾس ﻣن ﺣﻘك اﻟدﺧول‬
‫ھﻧﺎ ‪....‬‬

‫وﻗف ﺟﻣﯾﻊ اﻟرﺟﺎل اﻟﻣوﺟودﯾن ﺣول ﻣﺎﺋدة‬


‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت و أوﻟﮭم ﺑﺎﺳل اﻟذي ھﺗف ﻓﻲ‬
‫ﺿﯾق ‪:‬‬
‫‪ -‬اﺗرﻛﯾﮭﺎ ﯾﺎ ھﺎﻟﺔ ‪ ..‬اﻵﻧﺳﺔ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮭﺎ اﻻﻧﺿﻣﺎم‬
‫إﻟﻰ اﺟﺗﻣﺎﻋﻧﺎ ھذا ﺑدون دﻋوة ‪ ..‬ھﻲ ﻟم ﺗﻌرﻓك‬
‫ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺑﻌد ‪ ..‬اﻵﻧﺳﺔ داﻟﯾﺎ اﻟﻛﺎﺷف ‪ ..‬ﺑﻧت‬
‫ﻋﻣﻲ ﻣﻌﺎﻟﻲ اﻟوزﯾر ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٧‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻋﻘدت داﻟﯾﺎ ﺳﺎﻋدﯾﮭﺎ أﻣﺎم ﺻدرھﺎ و ھﻲ ﺗﮭﺗف‬


‫ﻓﻲ ھدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬و رﺋﯾس ﻣﺟﻠس إدارة ھذه اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻋﺗﺑﺎراً‬
‫ﻣن ھذه اﻟﻠﺣظﺔ ‪ ..‬أﻣﺎﻣك ﻧﺻف ﺳﺎﻋﺔ ﻟﺗﺧﻠﻲ‬
‫اﻟﻣﻛﺗب ﯾﺎ ﺑﺎﺷﻣﮭﻧدس و ﺗﺳﻠﻣﻧﻲ ﻣﻔﺎﺗﯾﺣﮫ ‪.‬‬

‫ﻋﻘد ﺑﺎﺳل ﺣﺎﺟﺑﯾﮫ ﺑﺷدة و ھﺗف ﻓﻲ ﺣدة ‪:‬‬


‫‪ -‬ھل ﺗﮭذﯾن ؟‬

‫أﺳرع أﺣد اﻟرﺟﺎل اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾن ﺣول اﻟﻣﺎﺋدة‬


‫ﻧﺣو داﻟﯾﺎ و ﻣد ﯾده ﻟﯾﺻﺎﻓﺣﮭﺎ و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬أھﻼً أھﻼً ﯾﺎ داﻟﯾﺎ ‪ ..‬أﻟن ﺗﻌطﯾﻧﺎ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻧﮭﻧﺋك‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ اﻟوﺻول أوﻻً ؟ ‪ ..‬ﺳﯾﺄﺗﻲ أوان‬
‫اﻟﻌﻣل ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ‪.‬‬

‫ﺻﺎﻓﺣت داﻟﯾﺎ اﻟﺷﺎب اﻷﻧﯾق ﺷدﯾد اﻟوﺳﺎﻣﺔ‬


‫اﻟذي ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ و اﻟﺛﻼﺛﯾن ﻣن ﻋﻣره‬
‫ﺑﻌد و ھﺗﻔت ‪:‬‬
‫‪ -‬أھﻼً ﯾﺎ ﻓؤاد ‪ ..‬ﻏرﯾب أﻧﻧﻲ ﻟم أرك ﻗﺑل اﻵن‬
‫‪ ..‬ﻛﻧت أﺗوﻗﻊ ﻣﻧك أن ﺗﻘﺎﺑﻠﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎر ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٨‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﺑﺳرﻋﺔ ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻛﻧت أود ھذا و ﻟﻛﻧﮭﺎ أواﻣر ﺑﺎﺳل و ﻋﻣﻲ ‪..‬‬
‫ﻛﻠﻔﻧﻲ ﺑﺎﺳل ﺑﻣﺄﻣورﯾﺔ ﻟم أﻧﮭﯾﮭﺎ ﻗﺑل اﻵن‬
‫و ھذا ﻣﺎ ﻋطﻠﻧﻲ ﻋن اﻟذھﺎب ﻟﻠﻣطﺎر ﻟﻛن ھذا‬
‫ﻟن ﯾﻣﻧﻌﻧﻲ ﻋن اﻟﺗرﺣﯾب ﺑكِ ﺑطرﯾﻘﺗﻲ ‪ ..‬ﻣﺎ‬
‫رأﯾك ﻓﻲ أن ﻧﺗﻧﺎول اﻟﻌﺷﺎء ﻣﻌﺎ ً اﻟﻠﯾﻠﺔ ؟ ‪..‬‬
‫ﺳﺄﺧﺗﺎر ﻣطﻌﻣﺎ ً ﺳﯾﻌﺟﺑك ﺑﺷدة ‪.‬‬

‫ﻛﺎﻧت داﻟﯾﺎ ﺗﺗﺄﻣل وﺟﮫ ﺑﺎﺳل اﻟﻣﺣﺗﻘن ﺑطرف‬


‫ﻋﯾﻧﮭﺎ و ھﻲ ﺗﮭﺗف ﻣﺑﺗﺳﻣﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟدﻋوة ﻣﻘﺑوﻟﺔ ﻟﻛن دﻋﻧﺎ ﻧرﺟﺋﮭﺎ ﻟﻠﻐد ‪ ..‬اﻟﻣﮭم‬
‫اﻵن ھو أن ﻧرﻛز ﻋﻠﻰ أﻣور اﻟﻌﻣل و ﺑﻣﺎ أﻧك‬
‫اﻟﻣدﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﺳﺄﺣﺗﺎج ﻻﺟﺗﻣﺎع‬
‫طوﯾل ﻣﻌك ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺑﻌض ﺧطوات اﻧﺗﻘﺎل‬
‫اﻟﺳﻠطﺔ ﻣن ﯾد أﺧﯾك إﻟﻰ ﯾدي ‪.‬‬

‫طرق ﺑﺎﺳل ﺳطﺢ ﻣﺎﺋدة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت و ھﺗف‬


‫ﻓﻲ ﺣدة ‪:‬‬
‫‪ -‬و ﻣن ﺳﯾﺳﻣﺢ ﺑﮭذا اﻟﮭراء ؟‬

‫اﻟﺗﻔﺗت ﻧﺣوه داﻟﯾﺎ و ھﺗﻔت ﻣﺑﺗﺳﻣﺔ ‪:‬‬


‫‪ -‬و ﻣن ﯾطﻠب اﻹذن ﻣﻧك ؟ ‪ ..‬أﻧﺎ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﻧﺳﺑﺔ‬
‫اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ رأس ﻣﺎل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ و أرﯾد إدارة‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٩‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻧﻧس ﺟﮭودك‬
‫َ‬ ‫اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻲ ﺑﻧﻔﺳﻲ ‪ ..‬ﻟﻛﻧﻧﺎ ﻟن‬
‫ھﻧﺎ طوال اﻟﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ ً اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ﻟذا ﻻ‬
‫ﻣﺎﻧﻊ ﻟديّ ﻣن أن ﺗﺗوﻟﻰ ﻣﻧﺻب ﻣﺳﺗﺷﺎر‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﻣﻛﺎﻓﺄة ﺳﻧوﯾﺔ ﻣﺟزﯾﺔ ﺳﻧﻧﺎﻗﺷﮭﺎ ﻣﻌﺎ ً‬
‫ﻗﺑل أن ﺗوﻗﻊ ﻋﻘدك ﻣﻌﻲ ‪.‬‬

‫اﻧدﻓﻊ ﺑﺎﺳل ﻧﺣوھﺎ و ﺟذﺑﮭﺎ ﻣن ﺳﺎﻋدھﺎ ﺑﻘوة‬


‫و ھو ﯾﺻرخ ﺑﮭﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻛﯾف ﺗﺟرﺋﯾن ؟ ‪ ..‬ﺳﺄﺣطم رأﺳك اﻟﻌﻧﯾد ھذا‬
‫إن ﻟم ﺗﺗوﻗﻔﻲ ﻋﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﯾﻧﮫ ‪.‬‬

‫أﺳرع ﻓؤاد ﯾﻣﺳك ﺑﻛف أﺧﯾﮫ و ھو ﯾﺣﺎول‬


‫اﻧﺗزاع ﺳﺎﻋد داﻟﯾﺎ ﻣن ﺑﯾن أﺻﺎﺑﻌﮫ اﻟﻘوﯾﺔ‬
‫و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬اھدأ ﯾﺎ ﺑﺎﺳل ‪ ..‬ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻧﺎﻗش أﻣورﻧﺎ ﺑﮭذا‬
‫اﻟﻌﻧف ‪.‬‬

‫اﻧدﻓﻊ رﺟﻼ ﻋﺎﺻم إﻟﻰ اﻟﻐرﻓﺔ و أﺷﮭرا‬


‫ﻣﺳدﺳﯾﮭﻣﺎ ﻓﻲ وﺟﮫ ﺑﺎﺳل ﺑﯾﻧﻣﺎ ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ‬
‫ﺑﺳرﻋﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗوﻗﻔﺎ ‪ ..‬ﻧﺣن ﻧﻧﺎﻗش أﻣور اﻟﻌﻣل ھﻧﺎ و ﻻ‬
‫داﻋﻲ ﻟﺗدﺧﻠﻛﻣﺎ ‪ ..‬ﺧذا ھذه اﻟﺳﻛرﺗﯾرة‬
‫و اﻧﺗظرا ﻣﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﮭﺎ ‪.‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٢٠‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫أطﺎﻋﺎھﺎ ﻓوراً ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺧﻔت ﯾد ﺑﺎﺳم ﻋﻠﻰ ﺳﺎﻋدھﺎ‬


‫و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣن ھذان ﺑﺎﻟﺿﺑط ؟ ‪ ..‬ﺑﻠطﺟﯾﺔ ﯾﺎ آﻧﺳﺔ داﻟﯾﺎ ؟!‬
‫ت اﺣﺗﻼل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﺣت ﺗﮭدﯾد‬ ‫‪ ..‬ھل ﻗرر ِ‬
‫اﻟﺳﻼح ؟‬

‫اﻧﺗزﻋت داﻟﯾﺎ ﺳﺎﻋدھﺎ ﻣن ﺑﯾن أﺻﺎﺑﻌﮫ‬


‫و ھﺗﻔت ﻓﻲ ﺑرود ‪:‬‬
‫‪ -‬ھﻣﺎ ﺣرﺳﻲ اﻟﺧﺎص و ﺳﯾﻔﻌﻼن أي ﺷﻲء‬
‫ﺑﺈﺷﺎرة ﻣن ﯾدي ‪ ..‬ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻻ أﺣﺗﺎج إﻟﯾﮭﻣﺎ‬
‫ﻟﯾداﻓﻌﺎ ﻋﻧﻲ أﻣﺎﻣك و إذا ﺗﺟرأت و رﻓﻌت ﯾدك‬
‫ﻋﻠﻲّ ﻣرة أﺧرى ﻓﻛن ﻣﺳﺗﻌداً ﻷن ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺎﻗﻲ‬
‫ﻋﻣرك ﺑﯾد واﺣدة ‪ ..‬أﻣﺎ اﻟﺳﺧﺎﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻣﻠﺗﻧﻲ‬
‫ﺑﮭﺎ ﻣﻧذ وﺻوﻟﻲ ﻟﻠﻣطﺎر ﺣﺗﻰ اﻵن ﻓﺳﺄﺗﻐﺎﺿﻰ‬
‫ﻋﻧﮭﺎ إﻛراﻣﺎ ً ﻟﻠدم اﻟذي ﺑﯾﻧﻧﺎ ‪ ..‬ﻟﻛﻧﮭﺎ آﺧر ﻣرة‬
‫أﺳﻣﺢ ﻟك ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺈھﺎﻧﺗﻲ ﯾﺎ اﺑن ﻋﻣﻲ ‪ ..‬و اﻵن‬
‫‪ ..‬اﺑدأ ﻓﻲ ﺗﻧظﯾف اﻟﻣﻛﺗب ﻣن ﻣﺗﻌﻠﻘﺎﺗك‬
‫و ﺳﻠﻣﻧﻲ اﻟﻣﻔﺎﺗﯾﺢ و ﻻ ﺗﺿطرﻧﻲ ﻷن ءأﻣر‬
‫رﺟﺎﻟﻲ ﺑﺈﺧراﺟك ﻣن ھﻧﺎ ﺑطرﯾﻘﺗﮭم ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٢١‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث‬
‫اﻧدﻓﻊ ﺗﯾﺎر ﻣن اﻟﻐﺿب ﯾﺟﺗﺎح ﺷراﯾﯾن ﺑﺎﺳل و ھو‬
‫ﯾﺣدق ﻓﻲ وﺟﮫ داﻟﯾﺎ ؛ ﺻوﺗﮭﺎ اﻟﮭﺎدئ اﻟرﺻﯾن و اﻟﺛﻘﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣدث ﺑﮭﺎ و اﻟﮭدوء ﻓﻲ ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ ﯾﺳﺗﻔز ﻛل ذرة ﻓﻲ‬
‫ﺟﺳده وﺗﺟﻌﻠﮫ ﯾرﻏب ﻓﻲ ﺧﻧﻘﮭﺎ ﻟﻛﻧﮫ ﻟم ﯾﻔﻌل ‪ ..‬ﻟﯾس‬
‫ﻷن ﺗﮭدﯾدھﺎ ﻗد أﺛر ﺑﮫ و ﻟﻛن ﻷﻧﮫ ﻟم ﯾرد أن ﯾﻌطﯾﮭﺎ‬
‫اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﺗﺗﺑﺟﺢ أﻣﺎﻣﮫ ﺑﺄﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻓﻌﻠت ‪.‬‬

‫اﻧﺳﺣب أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻹدارة ﻣن اﻟﻐرﻓﺔ ﻓﻲ ﺻﻣت‬


‫ﻓﻘد ﺑﺎت ﻣن اﻟواﺿﺢ أن اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻗد اﻧﺗﮭﻰ و ﻣﺳﺄﻟﺔ‬
‫اﻟﺳﻠطﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺣﺳﻣﮭﺎ إﻻ ﺑﯾن داﻟﯾﺎ و ﺑﺎﺳل ﻓﺣﺳب‬
‫داع ﻟوﺟودھم ‪ ..‬ﻋدا ﻓؤاد اﻟذي‬
‫و ﻟم ﯾﻌد ھﻧﺎك ﻣن ٍ‬
‫ھﺗف ﻣﺑﺗﺳﻣﺎ ً ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣﺎ اﻷﻣر ﯾﺎ ﺟﻣﺎﻋﺔ ؟ ‪ ..‬ﻧﺗﺣدث ھﻧﺎ ﻋن‬


‫ﻣؤﺳﺳﺔ اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﯾﻛﺎد رأس ﻣﺎﻟﮭﺎ أن ﯾﺑﻠﻎ‬
‫اﻟﻣﻠﯾﺎر ﻻ ﻋن ﻟﻌﺑﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺷﺎﺟرا ﻋﻠﯾﮭﺎ ‪..‬‬
‫اﺟﻠﺳﺎ و ﻧﺎﻗﺷﺎ اﻷﻣر ﺑﻣﻌﻘوﻟﯾﺔ و ﻻ ﺗﻧﺳﯾﺎ أن‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻛﻠﮫ ﻣﻌرض ﻟﮭزة ﻛﺑﯾرة إذا‬
‫ﻟم ﯾﺗم اﺣﺗواء ﺗﻔﺷﻲ وﺑﺎء ﻛوروﻧﺎ ﺑﺳرﻋﺔ‬
‫و ﺑﺄﻗل ﺧﺳﺎﺋر ﺑﺷرﯾﺔ ﻣﻣﻛﻧﺔ ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٢٢‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺟﻠﺳت داﻟﯾﺎ ﺧﻠف اﻟﻣﻛﺗب اﻷﻧﯾق اﻟذي ﯾﺣﺗﻠﮫ‬


‫ﺑﺎﺳل ﻣﻧذ ﺑﺿﻌﺔ أﺷﮭر و وﺿﻌت ﺳﺎﻗﺎ ً ﻓوق‬
‫أﺧرى و ھﺗﻔت ﻓﻲ ھدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻓﻠﯾﻛن ‪ ..‬ﺣﻘﻲ واﺿﺢ و ﻻ ﺟدال ﺑﮫ و ﻻ أﺣد‬
‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻘﻧﻌﻧﻲ ﺑﺎﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋﻧﮫ أو اﻟﺗﻔرﯾط‬
‫ﻓﯾﮫ ‪.‬‬

‫ﺟﻠس ﻓؤاد أﻣﺎم اﻟﻣﻛﺗب و ھﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬و ﻟﻛن ﯾﺎ داﻟﯾﺎ ‪ ..‬ﺑﺎﺳل ﯾدﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ‬
‫ﻋن واﻟدك ‪ ..‬ﻋﻣﻲ ھو اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾﺳﺗطﯾﻊ‬
‫ﺷﺧص آﺧر ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫أن ﯾﻌﻔﯾﮫ ﻣن ﻣﻧﺻﺑﮫ ﻻ أي‬

‫أﺷﻌﻠت داﻟﯾﺎ ﺳﯾﺟﺎرة و ﻧﻔﺛت دﺧﺎﻧﮭﺎ ﻓﻲ ھدوء‬


‫و ھﺗﻔت ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗك ﯾﺎ ﻓؤاد ‪ ..‬ﻋﻣك ھو أول ﺷﺧص ﻟن‬
‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻲ ﻓﻲ ھذا اﻟﻘرار أو إﺛﻧﺎﺋﻲ ﻋﻧﮫ‬
‫‪ ..‬و ﺑﻣﺎ أﻧك اﻟﻣدﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﺄﻧت‬
‫أﻛﺛر ﺷﺧص ﯾﻌرف أن ﺣﺻﺗﻲ ﻓﻲ رأس‬
‫اﻟﻣﺎل ﺗﺗﺟﺎوز ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أي أﻧﻧﻲ‬
‫اﻟﺷرﯾك اﻟذي ﯾﻣﻠك ﺣق إﺻدار اﻟﻘرارات ھﻧﺎ‬
‫ﺷﺧص آﺧر ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ھذا أﺑﻲ ‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫ﻻ أي‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٢٣‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﺗﻔت ﻓؤاد إﻟﻰ ﺑﺎﺳل و ھﺗف و اﺑﺗﺳﺎﻣﺔ ﺷﺎﻣﺗﺔ‬


‫ﻻ ﺗﺧطﺋﮭﺎ اﻟﻌﯾن ﺗﻘﻔز إﻟﻰ ﺷﻔﺗﯾﮫ دون أن ﯾﻧﺟﺢ‬
‫ﻓﻲ إﺧﻔﺎؤھﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣن ھذه اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟذات داﻟﯾﺎ ﻣﺣﻘﺔ ﯾﺎ ﺑﺎﺳل ‪..‬‬
‫ﻣن ﺣﻘﮭﺎ ھﻲ ﻓﺣﺳب إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو اﺧﺗﯾﺎر‬
‫ﻣن ﺗﻧﯾﺑﮫ ﻓﻲ إدارﺗﮭﺎ ‪ ..‬ھذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﺗﻌﻔﯾك‬
‫ﻣن اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﺑﮭذه اﻟﺳرﻋﺔ ‪ ..‬أﻗﺻد ‪..‬‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺳﺗﻣر ﺑظروف ﺣرﺟﺔ ﻓﻲ اﻷﯾﺎم‬
‫اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺑﺳﺑب ﺗﻔﺷﻲ ذﻟك اﻟوﺑﺎء و أﻧت أﺟدر‬
‫ﺷﺧص ﻋﻠﻰ ﻗﯾﺎدة اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ و إﻧﻘﺎذھﺎ ﻣن اﻟﻐرق‬
‫‪ ..‬طﺑﻌﺎ ً ‪ ..‬إذا ﻟم ﺗﻛن داﻟﯾﺎ ﻟدﯾﮭﺎ رأيٌ آﺧر ‪.‬‬

‫ظل ﺑﺎﺳل ﺻﺎﻣﺗﺎ ً ﺑﯾﻧﻣﺎ ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺣزم ‪:‬‬


‫‪ -‬رأﯾﻲ أﻋﻠﻧﺗﮫ ﯾﺎ ﻓؤاد و ﻟن أﻗﺑل ﺑﻣﻧﺎﻗﺷﺗﮫ ‪..‬‬
‫ﺳﺄدﯾر أﻣواﻟﻲ ﺑﻧﻔﺳﻲ و أﻧﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أن‬
‫أﺗﺟﺎوز اﻷزﻣﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺑدون ﺧﺳﺎﺋر ﻓﺎدﺣﺔ‬
‫و ﺳﺄﺻل ﺑﺳﻔﯾﻧﺗﻲ إﻟﻰ ﺑر اﻷﻣﺎن ‪..‬‬
‫اﻟﺑﺎﺷﻣﮭﻧدس ﯾﻣﻛﻧﮫ أن ﯾﺳﺎھم ﻣﻌﻧﺎ ﻓﻲ اﻹدارة‬
‫ﻛﻣﺳﺗﺷﺎر ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ اﻷﺧذ ﺑرأﯾﮫ إن اﻗﺗﻧﻌت‬
‫ﺑﺻواﺑﮫ ﻟﻛن اﻟﻘرارات ﺳﺗﺻدر ﻋﻧﻲ أﻧﺎ ﻻ‬
‫ﺷﺧص آﺧر ‪ ..‬وھذا ﻗرار ﻧﮭﺎﺋﻲ و ﻻ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻋن أي‬
‫رﺟﻌﺔ ﻓﯾﮫ ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٢٤‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺣدة ‪:‬‬


‫‪ -‬و ﻓﺗﺎة ﺑﻧﺻف ﻋﻘل ﻛﯾف ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ إدارة ﻣؤﺳﺳﺔ‬
‫ﻛﮭذه ﻓﻲ رأﯾك ؟ ‪ ..‬ﺳﺗﻐرﻗﯾن اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ‬
‫و ﺗﺿﯾﻌﯾن اﺳم و ﺛروة و ﻧﻔوذ ﺑﻧﺗﮭم ﻋﺎﺋﻠﺔ‬
‫اﻟﻛﺎﺷف ﻓﻲ ﻋﻘود طوﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﻏﻣﺿﺔ ﻋﯾن ‪.‬‬

‫ھﺑت داﻟﯾﺎ واﻗﻔﺔ و ھﺗﻔت ﻓﻲ ﺛورة ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻣن اﻟذي ﺑﻧﺻف ﻋﻘل ؟ ‪ ..‬ﻗد ﯾﻛون ھذا أﻧت‬
‫‪ ..‬ﻷﻧك أﻋﻣﻰ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗزن اﻷﻣور و ﻻ‬
‫ﺗﻌرف ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻧﺎس و ﻻ ﺗﺟﯾد اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﮭم ‪..‬‬
‫ﻗﻠت ذات ﯾوم أﻧﻧﻲ ﻧﺻف ﻛل ﺷﻲء ﻟﻛﻧﻧﻲ أﻗل‬
‫أﻧس ﻟك ھذا ﻣﺎ ﺣﯾﯾت‬ ‫ﻣن ﻧﺻف اﻣرأة و ﻟن َ‬
‫‪ ..‬ﺳﺄﺟﻌﻠك ﺗﺗﻌﻠم ﻣن ھﻲ داﻟﯾﺎ اﻟﻛﺎﺷف و ﻣﺎ‬
‫اﻟذي ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻔﻌﻠﮫ ؛ و ﺻدﻗﻧﻲ ‪ ..‬ﻧﺻف‬
‫ﻣﺎ أﻧت ﻋﻠﯾﮫ ﻣﻠﻛﻲ و ﯾﻌود ﻟﻲ و أﺳﺗطﯾﻊ أن‬
‫أﻧﺗزﻋﮫ ﺑﻣﻧﺗﮭﻰ اﻟﺑﺳﺎطﺔ و أوﻟﮫ ھذا اﻟﻣﻘﻌد‬
‫و اﻟﻣﻧﺻب اﻟذي ﻟم ﯾﻌد ﻣن أﺟﻠك و ھذا أول‬
‫اﻟﻣطﺎف ﯾﺎ ﺑﺎﺳل و ﻟﯾس آﺧره و اﻷﯾﺎم ﺑﯾﻧﻧﺎ ‪.‬‬

‫اﺣﺗﻘن وﺟﮫ ﺑﺎﺳل ﺑﺷدة و ھﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬ھل ﺗﻧﺗﻘﻣﯾن ﻣﻧﻲ ﻷﻧﻧﻲ رﻓﺿﺗك ﻓﻲ ﯾوم ﻣن‬
‫ت ﺣﻣﻘﺎء ﻟﮭذا اﻟﺣد ؟ ‪ ..‬أﻧﺎ‬
‫اﻷﯾﺎم ؟ ‪ ..‬ھل أﻧ ِ‬
‫ﻟن ‪...‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٢٥‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻗﺎطﻌﺗﮫ داﻟﯾﺎ ھﺎﺗﻔﺔ ﻓﻲ ﺳﺧط ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻧﺎ ﻻ أﻧﺗﻘم ﻣﻧك و أﻧت ﻟم ﺗرﻓﺿﻧﻲ ‪ ..‬أﻧت‬
‫أﺣﻣق ﻟم ﯾﻌرف ﻗﯾﻣﺗﻲ و ﻟم ﯾﻘدرﻧﻲ و آن‬
‫اﻷوان ﻛﻲ أﺟﻌﻠﮫ ﯾرى ﺑﻌﯾﻧﯾﮫ ﻛم ﻛﺎن ﻣﺧطﺋﺎ ً‬
‫ﻓﻲ ﺣﻘﻲ ‪ ..‬اﺧرج ﻣن ھذا اﻟﻣﻛﺗب ﯾﺎ ﺑﺎﺳل‬
‫ي‬
‫و اﻋﺗﺑر أﻧﻧﻲ ﻗد ﺳﺣﺑت ﻋرﺿﻲ ﺑﻌﻣﻠك ﻟد ّ‬
‫ﻷﻧﮫ ﻣن اﻵن ﻓﺻﺎﻋداً ﻟم ﯾﻌد ﻟك ﻣﻛﺎن ﻓﻲ ھذه‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ و ﻟن أﺳﻣﺢ ﻟك ﺑدﺧوﻟﮭﺎ ﻣرة أﺧرى‬
‫‪ ..‬و اﻵن ‪ ..‬ﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﻣﺎء وﺟﮭك و أﺧرج‬
‫ﺑﻛراﻣﺗك ﻷﻧﻧﻲ ﻓﻲ ھذه اﻟﻠﺣظﺔ ﺑﺎﻟذات ﯾروق‬
‫ﻟﻲ أن ءأﻣر أﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﺈﻟﻘﺎءك ﻓﻲ‬
‫اﻟﺷﺎرع ‪.‬‬

‫ﻛﺎد ﺑﺎﺳل أن ﯾﮭﺟم ﻋﻠﯾﮭﺎ ؛ ﻛﺎن اﻟﻐﺿب ﯾﻐﺷﻲ‬


‫ﻋﯾﻧﯾﮫ و ﯾﻌطل ﺗﻔﻛﯾره ﻟﻛن ﻓؤاد ﺗﺻدى ﻟﮫ‬
‫و أﻗﻧﻌﮫ ﺑﺎﻟﻌودة ﻣﻌﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺻرو إرﺟﺎء‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻟﻣﺎ ﺑﻌد ‪..‬‬

‫ﻏﺎدر ﻓؤاد اﻟﻣﻛﺗب و ﺑﺎﺳل ﻣﻌﮫ ﻗﺑل أن ﺗﺄﻣر‬


‫داﻟﯾﺎ اﻟﺳﻛرﺗﯾرة ﺑﺈﻏﻼق اﻟﻣﻛﺗب و ﺗﻐﺎدر ﻣﻊ‬
‫اﻟﺣﺎرﺳﯾن اﻟذﯾن أﺧذاھﺎ إﻟﻰ ﻗﺻر اﻟﻛﺎﺷف‬
‫ﺣﯾث دﺧﻠت إﻟﻰ اﻟﻘﺻر ﺑﯾﻧﻣﺎ وﻗﻔﺎ ﺑﺎﻟﺧﺎرج ﻓﻲ‬
‫اﻧﺗظﺎر أواﻣرھﺎ ‪.‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٢٦‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻟم ﺗﻘﺎﺑل داﻟﯾﺎ أﺣداً ﻣن ﺳﻛﺎن اﻟﻘﺻر ﺳوى‬


‫اﻟﺧﺎدﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺧذﺗﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺗﻲ أﻣر‬
‫واﻟدھﺎ ﺑﺗﺟﮭﯾزھﺎ ﻣن أﺟﻠﮭﺎ ‪ ..‬ﻛﺎﻧت داﻟﯾﺎ‬
‫ﺗﻌرف ھذه اﻟﻐرﻓﺔ ﺟﯾداً ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻏرﻓﺔ أﻣﮭﺎ‬
‫ﺻوﻓﯾﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻘﯾم ﻓﻲ اﻟﻘﺎھرة و ذﻟك‬
‫ﻗﺑل أن ﺗﻘرر اﻻﻧﻔﺻﺎل ﻋن ﺷﮭدي و اﻟﺳﻔر‬
‫إﻟﻰ اﯾطﺎﻟﯾﺎ ‪.‬‬

‫دﺧﻠت داﻟﯾﺎ إﻟﻰ دورة اﻟﻣﯾﺎه و اﻏﺗﺳﻠت ﻗﺑل أن‬


‫ﺗرﺗدي ﺛوﺑﺎ ً ﻓﺿﻔﺎﺿﺎ ً و ﺗﺳﺗﻠﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻔراش ؛‬
‫أﺣداث اﻟﯾوم ﻛﺎﻧت ﻛﺛﯾرة و اﺳﺗﻧزﻓﺗﮭﺎ ﺗﻣﺎﻣﺎ ً‬
‫ت‬
‫ﺣﺗﻰ أﻧﮭﺎ أﻏﻣﺿت ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ و ﻏﺎﺑت ﻓﻲ ﺛﺑﺎ ٍ‬
‫ﻋﻣﯾق ﻟﺑﺿﻊ دﻗﺎﺋق ﻗﺑل أن ﯾدﺧل واﻟدھﺎ إﻟﻰ‬
‫اﻟﻐرﻓﺔ و ﯾﮭزھﺎ ﺑرﻓق ‪.‬‬

‫ﻓﺗﺣت داﻟﯾﺎ ﻋﯾوﻧﮭﺎ ﺛم اﻋﺗدﻟت ﺟﺎﻟﺳﺔ ﻓﻲ‬


‫اﻟﻔراش و ھﻲ ﺗﺑﺗﺳم ھﺎﺗﻔﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬أھﻼً ﯾﺎ أﺑﻲ ‪ ..‬وﺣﺷﺗﻧﻲ ‪ ..‬ﻟم أرك ﻣﻧذ ﺑﺿﻌﺔ‬
‫أﺷﮭر ‪.‬‬

‫ھﺗف ﺷﮭدي ﻓﻲ ﺿﯾق ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻣﺎ ھذا اﻟذي ﻓﻌﻠﺗﯾﮫ ﻣﻊ ﺑﺎﺳل ؟ ‪ ..‬ﻣن ﻗﺎل أﻧﻧﻲ‬
‫ﺳﺄﺳﻣﺢ ﺑﺄن ﺗﻧﺗﻘل إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟكِ ؟ ‪..‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٢٧‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺑﺎﺳل ھو ﻋﻣﯾد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣن ﺑﻌدي و ھو اﻟوﺣﯾد‬


‫اﻟذي ﯾﺣق ﻟﮫ ‪...‬‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ھدوء ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻻ أﺣد ﯾﺣق ﻟﮫ أن ﯾﺑﺳط ﻧﻔوذه ﻋﻠﻰ أﻣﻼﻛﻲ‬
‫ﺿد إرادﺗﻲ ‪ ..‬اﺑن أﺧﯾك ﯾﺟب أن ﯾﻔﮭم أﻧﮫ ﻟن‬
‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺟﻠوس ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌد داﺧل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‬
‫ﺑدون إذﻧﻲ و أﻧﺎ ﻣن ﺳﯾﺣدد ﻟﮫ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﮫ‬
‫و راﺗﺑﮫ و ﻟن ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺿﻊ ﺗوﻗﯾﻌﮫ ﻋﻠﻰ‬
‫ورﻗﺔ ﻗﺑل أن أﺳﻣﺢ ﻟﮫ أﻧﺎ ﺑﺄن ﯾﻣﺳك اﻟﻘﻠم ‪..‬‬
‫ھل ھذا ﻣﻔﮭوم ؟‬

‫ﺣدق ﺷﮭدي ﻓﻲ وﺟﮭﮭﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻧﻛﺎر ﻗﺑل أن‬


‫ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬أﻣﻼﻛك ؟! ‪ ..‬ﻣﻧذ ﻣﺗﻰ و ھﻲ أﻣﻼﻛك ؟ ‪ ..‬أﻧﺎ‬
‫ﻟم أﻣت ﺑﻌد و ﻟﯾس ﻣن ‪...‬‬

‫ﻏﺎدرت داﻟﯾﺎ اﻟﻔراش و ھﺗﻔت ﻓﻲ ھدوء ‪:‬‬


‫‪ -‬ھل أﺻﺑﺣت ﺿﻌﯾف اﻟذاﻛرة ﯾﺎ أﺑﻲ ؟ ‪ ..‬ﻣن‬
‫اﻟﻣؤﺳف أن ﯾﻌﺎﻧﻲ رﺟل ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻧﺻﺑك‬
‫ﺑﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ اﻟذاﻛرة ‪ ..‬ﻋﻣوﻣﺎ ً ‪ ..‬دﻋﻧﻲ أﻋﯾد‬
‫ﺗذﻛﯾرك ﺑﺣﻘﺎﺋق ﺑﺳﯾطﺔ ﻣن اﻟواﺿﺢ أﻧﮭﺎ ﻗد‬
‫ﻓﺎﺗﺗك ھﻧﺎ ‪ ..‬ﺣﺗﻰ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٢٨‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻛﺎﻧت أﺳرة اﻟﻛﺎﺷف أﺳرة ﺛرﯾﺔ‬


‫ﺑﺎﻟﻔﻌل و ﻟﻛن ﺛراءھﺎ ﻛﺎن ﻣﺣدوداً ‪ ..‬ﻛﺎﻧت‬
‫ﻟدﯾﻛم ﺑﻌض اﻷراﺿﻲ اﻟزراﻋﯾﺔ و ﻣﺻﻧﻌﺎ ً‬
‫ﻟﺗﻌﻠﯾب اﻟﺧﺿروات و ﻣﺻﻧﻌﺎ ً ﻟﻠﺣوم و ھذا‬
‫اﻟﻘﺻر ‪ ..‬ﺛم ﺗﻌرف ﺟدي ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺟدي‬
‫آل أﺛﻧﺎء اﻟرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺿﺎھﺎ ﻓﻲ اﯾطﺎﻟﯾﺎ و اﺗﻔﻘﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺷراﻛﺔ ‪ ..‬ﺑدأت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﻣﺎرس ﻋﻣﻠﮭﺎ‬
‫ﺑﻣﺎل ﺟدي آل ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗم ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ‬
‫‪ % ٥١‬ﻟﺟدي ﻣﺻطﻔﻰ و ‪ % ٤٩‬ﻟﺟدي آل‬
‫و ذﻟك ﺑﺎﺳم اﺑﻧﺗﮫ اﻟوﺣﯾدة ﺻوﻓﯾﺎ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗزوﺟﺗﮭﺎ أﻧت ﺑﻌد ھذا ﺑﺄﻋوام ﻗﻠﯾﻠﺔ ‪ ..‬ﺑوﻓﺎة‬
‫ﺟدي ﻣﺻطﻔﻰ آﻟت ﻟك ﻧﺻف ﺣﺻﺗﮫ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺣﺻل أﺧﯾك ﺷﮭﺎب ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻧﺻف اﻟﺑﺎﻗﻲ و اﻟذي اﻧﺗﻘل ﺑوﻓﺎﺗﮫ إﻟﻰ وﻟدﯾﮫ‬
‫ﺑﺎﺳل و ﻓؤاد ‪ ..‬ﺣﺎﻟﯾﺎ ً اﻧﺗﻘﻠت ﻟﻲ ﺣﺻﺔ أﻣﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﻋﻧدﻣﺎ ﻗررﺗﻣﺎ اﻻﻧﻔﺻﺎل ﻣﻧذ ﺧﻣﺳﺔ‬
‫ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ ً و ﻟم ﺗﺳﻣﺢ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﺻطﺣﺎﺑﻲ ﻣﻌﮭﺎ‬
‫إﻻ ﺑﻌد أن ﺗﻧﺎزﻟت ﻟﻲ طوﻋﺎ ً ﻋن ﺣﺻﺗﮭﺎ‬
‫ﻟﺗﺻﺑﺢ ﺗﺣت ﯾدك ﺑﺣﻛم وﻻﯾﺗك ﻋﻠﻲّ ﻛﻣﺎ ﺑﻌت‬
‫ﻟﻲ أﻧت ﻛل ﺣﺻﺗك ﻣﻧذ ﺑﺿﻌﺔ أﺷﮭر ﻋﻧدﻣﺎ‬
‫ﻗررت اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌد اﻟوزارة ‪ ..‬ھذا‬
‫ﯾﺟﻌل اﻟﺟزء اﻷﻛﺑر ﻣن ھذه اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻠﻛﻲ‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٢٩‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫و ﯾﺣق ﻟﻲ أن أﺗﺻرف ﻓﯾﮫ ﻛﻣﺎ أﺷﺎء ‪ ..‬ھل‬


‫ھذا واﺿﺢ ﯾﺎ أﺑﻲ ؟‬

‫ﺑﮭت وﺟﮫ ﺷﮭدي ﺑﺷدة و ھﺗف ﻓﻲ ارﺗﺑﺎك ‪:‬‬


‫‪ -‬ھل ﺗﻌرﻓﯾن ﻣﺎ ھو ﺣﺟم اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻵن ؟ ‪..‬‬
‫ﻓﺗﺎة ﻣﺛﻠك ﻛﯾف ﺳﺗدﯾر ھذا ﻛﻠﮫ ؟ ‪.‬‬

‫ﺗﻧﮭدت داﻟﯾﺎ و ﻟوت ﺷﻔﺗﯾﮭﺎ و ھﻲ ﺗﮭﺗف ﻓﻲ‬


‫ﺿﯾق ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻛﺄﻧﻧﻲ أﺳﻣﻊ ﺑﺎﺳل ﻣرة أﺧرى ‪ ..‬ﻣﺎ ﻣﻌﻧﻰ ﻓﺗﺎة‬
‫ﻣﺛﻠﻲ ؟ ‪ ..‬ﻣﺎ اﻟذي ﯾﺟﻌﻠك ﺗﺳﺗﮭﯾن ﺑﻲ و ﺗﺛق‬
‫ﻓﻲ ﻗدرات اﺑن أﺧﯾك ؟ ‪ ..‬أﻟﻣﺟرد أﻧﮫ ذﻛر‬
‫و أﻧﺎ أﻧﺛﻰ ؟ ‪ ..‬ﻗد ﯾدھﺷك ھذا ﯾﺎ أﺑﻲ ﻟﻛﻧﻧﻲ‬
‫أﻋرف ﻛﯾف ﺳﺄدﯾر ھذه اﻟﻣؤﺳﺳﺔ رﺑﻣﺎ أﻓﺿل‬
‫ﻣﻧك و ﻣن اﺑن أﺧﯾك ‪ ..‬و ﺳوف ﺗرى ھذا‬
‫ﺑﻌﯾﻧﯾك ‪ ..‬ﻟن أطﻠب ﻣﻧك ﻓرﺻﺔ ﻷﺛﺑت ﻛﻔﺎءﺗﻲ‬
‫ﻷﻧﻧﻲ ﻟﺳت ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺳﻣﺎﺣك أو ﺳﻣﺎﺣﮫ‬
‫ﻷﻓﻌل ﻣﺎ أراه ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ً ﻟﻲ و ﻷﻣﻼﻛﻲ ‪.‬‬

‫ھﺗف ﺷﮭدي ﻓﻲ ذھول ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻻ أﺻدق أﻧﻧﻲ أﺳﻣﻊ ھذا اﻟﻛﻼم ﻣن اﺑﻧﺗﻲ ‪..‬‬
‫أﯾن ھﻲ دوﻟﻠﻲ اﻟﺗﻲ أﻋرﻓﮭﺎ ؟ ‪ ..‬ﻣن اﻟواﺿﺢ‬
‫أﻧﻧﻲ ﻗد أﺧطﺄت ﻛﺛﯾراً ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﻣﺣت أن‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٣٠‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺗﺳﺎﻓري ﻣﻊ ﺻوﻓﯾﺎ ‪ ..‬ﻛﺎن ﯾﺟب أن أﺻر‬


‫ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎءك ھﻧﺎ ‪.‬‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﺧﻔﺎف ‪:‬‬


‫‪ -‬و ﺗﺿﯾﻊ ﻓرﺻﺔ ﺑﺳط ﻧﻔوذك ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ‪..‬‬
‫ﻻ أظن ‪ ..‬ﺛم إن ﻛﻼﻧﺎ ﯾﻌرف ﺟﯾداً أن ﺳﻔري‬
‫ﻣﻊ أﻣﻲ ﻛﺎن رﻏﺑﺔ ﺟدي آل و أﻧت ﻟم ﺗﻛن‬
‫ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻘول ﻟﮫ ﻻ ‪ ..‬و أﻛﺑر دﻟﯾل ﻋﻠﻰ‬
‫ھذا ھو أﻧﻧﻲ ﻗد ﻓﻘدت أﻣﻲ ﺑﻌد طﻼﻗﻛﻣﺎ‬
‫ﺑﺷﮭور ﻗﻠﯾﻠﺔ و ﻣﻊ ھذا ﻟم ﺗﺟرؤ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدﺗﻲ‬
‫إﻟﻰ اﻟﻘﺎھرة ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٣١‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ‬
‫اﻧﺳﺣب ﺷﮭدي ﻣن ﻏرﻓﺔ داﻟﯾﺎ ﺑﻌد أن ﻋﺟز ﻋن‬
‫إﻗﻧﺎﻋﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗﻘﮭﻘر أﻣﺎم ﺑﺎﺳل و ﺗرك اﻟﺳﺎﺣﺔ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻟﮫ ؛‬
‫ﺗﻧﮭدت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺣرارة ﻗﺑل أن ﺗﺗﻧﺎول اﻟﻌﺷﺎء ﻓﻲ‬
‫ﻏرﻓﺗﮭﺎ ﺛم ﺧﻠدت إﻟﻰ اﻟﻧوم ‪..‬‬

‫ﻻ ﺗزال ﺗرى ﻓﻲ أﺣﻼﻣﮭﺎ ﻓﺗﺎة ﻣﻔطورة اﻟﻘﻠب ﻻ ﺗﻛف‬


‫ﻋن اﻟﺑﻛﺎء ﺗﻌرف أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗزال ﻣوﺟودة ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻗﮭﺎ‬
‫ﻣﮭﻣﺎ ﺗوارت ﻋن اﻷﻧظﺎر و ﻧﺟﺣت ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺑﺎء ﺣﺗﻰ‬
‫ﻋن داﻟﯾﺎ ﻧﻔﺳﮭﺎ ‪.‬‬

‫اﺳﺗﯾﻘظت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎ ً و ھﻲ ﺗﺷﻌر ﺑﺎﺧﺗﻧﺎق‬


‫ﺣﺗﻰ أﻧﮭﺎ ارﺗدت ﺛﯾﺎﺑﮭﺎ و ﻧزﻟت إﻟﻰ اﻟﺣدﯾﻘﺔ ‪ ..‬ﻻ ﺗزال‬
‫ﺗﺗذﻛر اﻟﺧﻣﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻘرب ﺣﻣﺎم اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻟﮭﺎ‬
‫ھﻧﺎك ذﻛرﯾﺎت ﺑﻐﯾﺿﺔ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻧﺳﺎھﺎ ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻣﻊ‬
‫ھذا ﺳﺎرت ﻧﺣوھﺎ ﺛم ﺟﻠﺳت ﻋﻧد اﻷرﺟوﺣﺔ و وﺿﻌت‬
‫ﺳﺎﻗﺎ ً ﻓوق أﺧرى ﻛﺎﻟﻌﺎدة و ﺳﺣﺑت ﻧﻔﺳﺎ ً ﻋﻣﯾﻘﺎ ً ﻗﺑل أن‬
‫ﺗﺗﻧﮭد ﻓﻲ ﺣرارة ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٣٢‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫أﻏﻣﺿت ﻋﯾوﻧﮭﺎ ﻟﻠﺣظﺎت ﻓطﺎف ﻓﻲ ذھﻧﮭﺎ ﺻورة‬


‫اﻟﺷﺎب اﻟذي ﯾﻛﺑرھﺎ ﺑﺛﻼﺛﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ ً ﻛﺎﻣﻠﺔ و اﻟذي‬
‫اﻟﺗﺻﻘت ﺑﮫ ﻛظﻠﮫ ﻋﻧدﻣﺎ أﺗت ﻟزﯾﺎرة اﻟﻘﺎھرة ﻣﻊ أﻣﮭﺎ ‪..‬‬
‫ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﺷر ﻣن ﻋﻣرھﺎ و ﻛﺎن ھو ﻓﻲ‬
‫اﻟﺳﺎدﺳﺔ و اﻟﻌﺷرﯾن ‪ ..‬ﺣﺎﺻل ﻋﻠﻰ ﺑﻛﺎﻟورﯾوس‬
‫اﻟﮭﻧدﺳﺔ ﻟﺗوه و ﯾﮭم ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ‪..‬‬
‫ﯾﻌﻣل ﻓﻲ إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺗﺣت ﯾد واﻟدھﺎ و ﯾﻘﯾم ﻣﻌﮫ‬
‫ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻘﺻر ‪ ..‬و ﻗد اﻧﺑﮭرت ﺑﮫ ﻣﻧذ اﻟﻠﺣظﺔ اﻷوﻟﻰ‬
‫‪ ..‬ﻛﺎن ذﻛﯾﺎ ً ‪ ..‬ﻻﻣﻌﺎ ً ‪ ..‬ﺷدﯾد اﻟﺛﻘﺔ ﺑﻧﻔﺳﮫ ‪ ..‬ﻗوي‬
‫اﻟﺷﻛﯾﻣﺔ ‪ ..‬ﻟﮫ ﻧظرة ﺛﺎﻗﺑﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻌرھﺎ دوﻣﺎ ً‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺷﻌرﯾرة ‪ ..‬ﻛﺎن ﻓﺎرع اﻟطول و ﻗد ﺑدت دوﻣﺎ ً ﻛﻘزﻣﺔ‬
‫ﺑﺟواره ‪ ..‬و اﻟﻐرﯾب أﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ﻟطﯾﻔﺎ ً ﻣﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻌﻛس ﻣن ﺷﻘﯾﻘﮫ اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺻﻐره ﺑﺧﻣﺳﺔ أﻋوام‬
‫ﻛﺎﻣﻠﺔ ‪.‬‬

‫ﻟم ﺗﻛن داﻟﯾﺎ ﺗﻌرف ﺑﺎﺳل أو ﻓؤاد ﻣن ﻗﺑل ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ھذه‬
‫ھﻲ زﯾﺎرﺗﮭﺎ اﻷوﻟﻰ ﻟﻠﻘﺎھرة ؛ ﻛﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﺗﻌرف أن‬
‫إﺻرار واﻟدﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ھذه اﻟرﺣﻠﺔ ﻟم ﯾﻛن ﻣن أﺟل‬
‫اﻻﺳﺗﻘرار ﻣﻊ زوﺟﮭﺎ ﺑﻌد أن ظﻠت ﻟﻌدة ﺳﻧوات ﺗﻘﯾم‬
‫ﻓﻲ ﻗﺎرة و ھو ﻓﻲ ﻗﺎرة أﺧرى ﺗﻣﺎﻣﺎ ً ﺑل ﻛﺎﻧت ﻣن أﺟل‬
‫اﻟﺗﻔﺎوض ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق ‪..‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٣٣‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫و ﻋﻧدﻣﺎ أدرﻛت ھذه اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﺟﺄت إﻟﻰ اﻟﺷﺧص‬


‫اﻟوﺣﯾد اﻟذي ظﻧت أﻧﮫ ﻗد ﯾرﻏب ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺋﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎھرة‬
‫‪ ..‬ﺑﺎﺳل ‪ ..‬ﻟﻛﻧﮭﺎ اﻛﺗﺷﻔت ﺑﻣﻧﺗﮭﻰ اﻟﺻﻌوﺑﺔ أﻧﮫ آﺧر‬
‫ﺷﺧص ﯾرﻏب ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺑﻘﺎء ‪.‬‬

‫ﻓﺗﺣت داﻟﯾﺎ ﻋﯾوﻧﮭﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺷﻌرت ﺑﺣرﻛﺔ ﺧﻔﯾﻔﺔ ﻋﻠﻰ‬


‫اﻟﻌﺷب و اﻟﺗﻔﺗت إﻟﻰ اﻟرﺟل اﻟذي اﻗﺗرب ﻣﻧﮭﺎ و ھو‬
‫ﯾﻛﺎد أن ﯾﻛون ﻋﺎرﯾﺎ ً إﻻ ﻣن ﺛوب ﺳﺑﺎﺣﺔ و ﻣﻧﺷﻔﺔ‬
‫ﯾﻠﻘﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺗﻔﮫ ‪ ..‬ﻓوﺟﺊ ﻋﻧدﻣﺎ رآھﺎ و ﻋﻘد ﺣﺎﺟﺑﯾﮫ‬
‫و ھﺗف ﻓﻲ ﺿﯾق ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻠﯾن ھﻧﺎ ﻓﻲ ھذه اﻟﺳﺎﻋﺔ ؟‬

‫ﺣﺎوﻟت داﻟﯾﺎ أن ﺗﺗﺟﺎھل دﻗﺎت ﻗﻠﺑﮭﺎ اﻟﻣﺟﻧوﻧﺔ‬


‫ﻋﻠﻰ أﺑواب ﺻدرھﺎ و ھﻲ ﺗﺷﯾﺢ ﺑﻌﯾوﻧﮭﺎ ﻋﻧﮫ‬
‫و ﺗﺗظﺎھر ﺑﺎﻟﻼﻣﺑﺎﻻة و ھﻲ ﺗﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬أﺳﺗﻧﺷق ﺑﻌض اﻟﮭواء اﻟﻣﻧﻌش ‪ ..‬اﻟﺳؤال ھو ‪:‬‬
‫ﻣﺎ اﻟذي ﯾﻔﻌﻠﮫ رﺟ ٌل ﻋﺎرﯾﺎ ً ﻓﻲ أواﺋل ﺷﮭر‬
‫ﻣﺎرس ﻋﻧد ﺣﻣﺎم اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ ﻗرب اﻟﻔﺟر ؟ ‪..‬‬
‫أﻟﯾس ھذا ﻏرﯾﺑﺎ ً ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ؟‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٣٤‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھﺗف ﺑﺎﺳل و ھو ﯾﻠﻘﻲ اﻟﻣﻧﺷﻔﺔ ﺑﺟوارھﺎ ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻻ ﯾزال ھذا ﻗﺻر ﺟدي و ﻧﺣن ورﺛﺗﮫ و ﯾﺣق‬
‫ﻟﻲ أن أﺗﺟول ﺑﮫ ﻛﯾف أﺷﺎء ‪ ..‬ﺛم إن اﻟﺟو ﻟﯾس‬
‫ﺷدﯾد اﻟﺑرودة و أﺣب أن أﻣﺎرس اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ داﺋﻣﺎ ً‬
‫ﻗﺑل اﻟﻔﺟر ‪ ..‬ﺗﺳﺎﻋدﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺎء ذھﻧﻲ‬
‫و اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑروﯾﺔ ‪.‬‬

‫أﻟﻘﻰ ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎء و ﻗطﻊ ﺣوض اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ‬


‫ً‬
‫ﺟﯾﺋﺔ و ذھﺎﺑﺎ ً ﺧﻼل ﻟﺣظﺎت ﻗﺑل أن ﯾﺧﺗﻔﻲ‬
‫ﺗﺣت ﺳطﺢ اﻟﻣﺎء ﻟﻠﺣظﺎت ﺛم ﻋﺎد ﻟﻠظﮭور ﻣرة‬
‫أﺧرى ‪..‬‬

‫ﻟم ﺗﻣﻧﻊ داﻟﯾﺎ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻣن أن ﺗﺗذﻛر ﻟﯾﻠﺔ ﻛﮭذه ‪..‬‬


‫ﻟﯾﺎل طوﯾﻠﺔ ﺑﻌدھﺎ ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ‬
‫ﻣرت ﻋﻠﯾﮭﺎ ٍ‬
‫ﻗط أن ﺗﻧﺳﺎھﺎ ‪ ..‬ﻛﺎن ﺑﺎﺳل ﯾﺳﺑﺢ ﻓﻲ ﻧﺷﺎط‬
‫ﻋﻧدﻣﺎ ﻧزﻟت ﻣن ﻏرﻓﺗﮭﺎ و وﻗﻔت ﻗرب ﺣﻣﺎم‬
‫اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ و ھﻲ ﺗﻧﺗظر أن ﯾﻠﺗﻔت ﻟﮭﺎ و ﻋﻧدﻣﺎ‬
‫ﻓﻌل ھﺗف ﻓﻲ ﺣﯾرة ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻠﯾن ھﻧﺎ ﻓﻲ ھذه اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﻣﺑﻛرة ؟ ‪..‬‬
‫طﻔﻠﺔ ﻣﺛﻠك ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﺗﻛون ﻓﻲ ﻓراﺷﮭﺎ اﻵن ‪.‬‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﻋﻧﺎد طﻔوﻟﻲ ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻧﺎ ﻟﺳت طﻔﻠﺔ ‪ ..‬و أرﯾد أن أﻧﺿم إﻟﯾك ‪.‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٣٥‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻟم ﺗﻛن ﺗﺟﯾد اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻧزﻟت إﻟﻰ اﻟﺣوض‬


‫وظﻠت ﻣﺳﺗﻧدة إﻟﻰ اﻟﺟدار ﻓﺎﻗﺗرب ﺑﺎﺳل ﻣﻧﮭﺎ‬
‫و ھﺗف ﻓﻲ ﺣﯾرة ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎ اﻟذي ﺗرﯾدﯾﻧﮫ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻛﮭذه ﯾﺎ دوﻟﻠﻲ ؟‬

‫ھﺗﻔت ﻓﻲ ﻣرارة ‪:‬‬


‫‪ -‬اﺗﻔق أﺑﻲ و أﻣﻲ ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق ‪ ..‬ﻗد ﯾﻧﻔذان ھذا‬
‫ﻏداً و ﺳﺗﻌﯾدﻧﻲ أﻣﻲ ﻣﻌﮭﺎ إﻟﻰ روﻣﺎ ‪.‬‬

‫ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺣدث ﺑﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻛﺎد ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻔﮭﻣﮭﺎ‬


‫ﻟﻛﻧﮫ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻛﺎن ﯾرى ﻧظرة اﻟﺿﯾﺎع ﻓﻲ‬
‫ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ و ﯾﻌﻠم ﻣﺎ اﻟذي ﺗﻌﺎﻧﯾﮫ ‪ ..‬ھﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ھذا ﻣؤﺳف و ﻟﻛن ‪ ..‬ﻛوﻧﻲ واﻗﻌﯾﺔ ﯾﺎ داﻟﯾﺎ ‪..‬‬
‫ﻛﺎن ھذا ﺳﯾﺣدث آﺟﻼً أم ﻋﺎﺟﻼً ‪ ..‬ھﻣﺎ‬
‫ﻣﻧﻔﺻﻼن ﻣﻧذ ﺳﻧﯾن و اﻟﺣﯾﺎة ﻻ ﯾﻣﻛن أن‬
‫ﺗﺳﺗﻘﯾم ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻟﻸﺑد ﻋﻠﻰ ھذا اﻟﺣﺎل ‪ ..‬ﻣﻊ ھذا‬
‫ﻻ أواﻓق ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة ﺳﻔرك ﻣﻌﮭﺎ ‪ ..‬ﻋﻣﻲ ﺗرك‬
‫ﻣﻛﺎﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻣرأﺗﮫ ﺷﺎﻏراً ﻟﻔﺗرة طوﯾﻠﺔ‬
‫و أﻧﺎ واﺛق ﻣن أﻧﮭﺎ ﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق اﻵن‬
‫ﻷﻧﮭﺎ وﺟدت ﻣن ﯾﻣﻸه ؛ ﻟذا ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ أن‬
‫ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺄن ﺗظﻠﻲ ھﻧﺎ ﻟﺗﺗرﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺎداﺗﻧﺎ‬
‫و ﺗﻘﺎﻟﯾدﻧﺎ و ﺗﻛوﻧﻲ ﺗﺣت رﻋﺎﯾﺗﮫ ‪ ..‬ﻗﻠت ﻟﮫ‬
‫رأﯾﻲ ھذا ﺑﺻراﺣﺔ ﻟﻛﻧﮫ ﻟم ﯾﺗوﻗف ﻟﯾﻔﻛر ﻓﯾﮫ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٣٦‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫‪ ..‬ﻣن اﻟواﺿﺢ أن ﻟﮫ أوﻟوﯾﺎت أﺧرى اﻵن‬


‫ﺗﺷوش ﺗﻔﻛﯾره ‪.‬‬

‫ﻟﻣﻌت اﻟدﻣوع ﻓﻲ ﻋﯾون داﻟﯾﺎ و ھﻣﺳت ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻻ أرﯾد اﻟﺳﻔر ﻣﻌﮭﺎ ‪ ..‬أرﯾد اﻟﺑﻘﺎء ھﻧﺎ ‪..‬‬
‫ﻣﻌك ‪.‬‬

‫ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ اﺳﺗﻧﻛﺎر ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻣﻌﻲ ؟! ‪ ..‬ﻣﺎ ﻣﻌﻧﻰ ﻣﻌﻲ ؟‬

‫ﺗرﻛت داﻟﯾﺎ اﻟﺟدار و وﺿﻌت ﻛﻔﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺗﻔﯾﮫ‬


‫و ھﻲ ﺗﮭﻣس ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﻌﻧﺎھﺎ أﻧﻧﻲ ﻻ أرﯾد اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋﻧك ‪ ..‬أﺣﺑك‬
‫ﯾﺎ ﺑﺎﺳل و أرﯾد أن أﺗزوﺟك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣﯾن‬
‫اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ‪.‬‬

‫ﺣدق ﺑﺎﺳل ﻓﻲ وﺟﮭﮭﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻧﻛﺎر ﺣﺗﻰ‬


‫ازدادت ﺗﻌﻠﻘﺎ ً ﺑﮫ و ﻟﺛﻣت ﺷﻔﺗﯾﮫ ‪ ..‬دﻓﻌﮭﺎ ﺑﺎﺳل‬
‫ﺑﻌﯾداً ﻋﻧﮫ و ﺻﻔﻌﮭﺎ ﺑﻘوة ﻗﺑل أن ﯾﺟذﺑﮭﺎ ﻣن‬
‫ﺷﻌرھﺎ ﻓﻲ ﺧﺷوﻧﺔ و ﯾﺧرﺟﮭﺎ ﻣن ﺣوض‬
‫اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ و ھو ﯾﮭﺗف ﻓﻲ ﺳﺧط ‪:‬‬
‫‪ -‬طﻔﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﻧك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻛﻠم ﻋن اﻟﺣب‬
‫و اﻟزواج أوﻟﻰ ﺑﺄﺑﯾﮭﺎ أن ﯾدﻓﻧﮭﺎ ﻗﺑل أن ﺗﺟﻠب‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٣٧‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌﺎر و اﻟﻔﺿﯾﺣﺔ ‪ ..‬وھذا ھو اﻟﻣﻧﺗظر‬


‫ﻣن ﺑﻧت ﺗرﺑت ﻣﻐﺗرﺑﺔ ﻋن أﺑﯾﮭﺎ و ﺟذورھﺎ ‪..‬‬
‫أر‬
‫ﻋودي إﻟﻰ ﻏرﻓﺗك ﯾﺎ داﻟﯾﺎ و ﻻ أرﯾد أن َ‬
‫وﺟﮭك ﺣﺗﻰ ﺗﺧرﺟﻲ ﻣن ھذا اﻟﻘﺻر و ﻻ‬
‫ﺗﻌودي إﻟﯾﮫ ﻣرة أﺧرى أﺑداً ‪.‬‬

‫اﻧﻔﺟرت داﻟﯾﺎ ﺑﺎﻛﯾﺔ و ھﻲ ﺗﮭﺗف ﻓﻲ ﻟوﻋﺔ ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟﻣﺎذا أﻧت ﻏﺎﺿب ﻣﻧﻲ ﻟﮭذا اﻟﺣد ؟ ‪ ..‬ﻟﯾﺳت‬
‫ﺟرﯾﻣﺔ أﻧﻧﻲ أﺣﺑك ‪ ..‬و أﻧت ؟! ‪..‬‬
‫أﻻ ﺗﺣﺑﻧﻲ ؟‬

‫ﺻﻣت ﺑﺎﺳل ﻟﻠﺣظﺔ ﻗﺑل أن ﯾﮭﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺳﺄﻋﻠن ﺧطﺑﺗﻲ اﻷﺳﺑوع اﻟﻘﺎدم ‪ ..‬ﻣن اﻟﻣؤﺳف‬
‫أﻧكِ ﻟن ﺗﻛوﻧﻲ ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﺣﻔل اﻟزﻓﺎف ﺣﺗﻰ‬
‫ﺗري ﺑﻌﯾﻧﯾك اﻟﻔرق ﺑﯾﻧك و ﺑﯾن اﻟﻔﺗﺎة اﻟﺗﻲ‬
‫ﺳﺄﺗزوﺟﮭﺎ ‪ ..‬ھﻲ ﻟﯾﺳت ﻧﺻف ﻣﺳﯾﺣﯾﺔ وﻻ‬
‫ﻧﺻف أوروﺑﯾﺔ و ﻟﯾﺳت ﺑﻧﺻف ﻋﻘل ‪ ..‬و ﻗﺑل‬
‫ھذا ﻛﻠﮫ ھﻲ اﻣرأة ﺑﺎﻟﻔﻌل و ﻟﯾﺳت ﻣراھﻘﺔ‬
‫ﺣﻣﻘﺎء ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗدرك أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗزال أﻗل‬
‫ﻣن ﻧﺻف اﻣرأة ﺑﻛﺛﯾر ‪.‬‬

‫اﻧﺗﻔﺿت داﻟﯾﺎ و ھﻲ ﺗﻔﯾق ﻣن ذﻛرﯾﺎﺗﮭﺎ‬


‫اﻟﻣرﯾرة ؛ ﻛﺑﺣت ﺟﻣﺎح اﻟدﻣوع اﻟﺗﻲ ﺗزاﺣﻣت‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٣٨‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺑﯾن أھداﺑﮭﺎ و اﻗﺗرﺑت ﻣن ﺣوض اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ‬


‫و ﺟﻠﺳت ﻋﻧد ﺣﺎﻓﺗﮫ و ھﻲ ﺗﺗﺄﻣل ﺑﺎﺳل اﻟذي‬
‫أﺷﺎح ﺑﻌﯾوﻧﮫ ﻋﻧﮭﺎ و ﺗظﺎھر ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت‬
‫ﻣوﺟودة و ھو ﻣﺳﺗﻣر ﻓﻲ رﯾﺎﺿﺗﮫ اﻟﺻﺑﺎﺣﯾﺔ‬
‫ﺣﺗﻰ ھﺗﻔت ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻛﯾف ﺗﺳﻣﺢ ﻟك زوﺟﺗك ﺑﺄن ﺗﮭﺟر ﻓراﺷﮭﺎ ﻛل‬
‫ﻟﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻛﮭذه ؟ ‪ ..‬أي ﻧوع ﻣن اﻟزوﺟﺎت‬
‫ھﻲ ؟‬

‫ﺗوﻗف ﺑﺎﺳل ﻋن اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ و اﻟﺗﻔت ﻧﺣوھﺎ‬


‫ھﺎﺗﻔﺎ ً ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣن اﻟﻧوع اﻟذي ﯾﻼﺋﻣﻧﻲ ‪ ..‬ﺗﻌرف ﺣدودھﺎ‬
‫ﺟﯾداً و ﻻ ﺗﺗدﺧل ﻓﯾﻣﺎ ﻟﯾس ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ ‪ ..‬ﺗطﯾﻊ‬
‫اﻷواﻣر و ﻻ ﺗﻧﺎطﺣﻧﻲ اﻟرأي ‪ ..‬ﺗرﻋﻰ أوﻻدي‬
‫و ﺗﻧﺷﺋﮭم ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ أرى أﻧﺎ أﻧﮭﺎ ﺻﺎﺋﺑﺔ ‪..‬‬
‫وﻟن ﺗﻧطق ﺑﺣرف ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن واﺛﻘﺔ ﻣن أﻧﻧﻲ‬
‫أﺳﻣﺢ ﻟﮭﺎ ﺑﺄن ﺗﺗﻔوه ﺑﮫ ‪.‬‬

‫أﺷﻌﻠت داﻟﯾﺎ ﺳﯾﺟﺎرة و ھﻲ ﺗﮭﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻓﮭﻣت ‪ ..‬ﻣن اﻟﻧوع اﻟﺧﺎﻧﻊ اﻟذي ﻻ ﻋﻘل ﻟﮫ‬
‫و ﻻ إرادة ‪ ..‬ﻗل ﻟﻲ ﯾﺎ ﺑﺎﺷﻣﮭﻧدس ‪ ..‬ﻣﺎ‬
‫اﻟﻧﻘص اﻟﻔظﯾﻊ اﻟذي ﯾﻌﺗري ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟرﺟل‬
‫و ﯾﺟﻌﻠﮫ ﯾرﻏب ﻓﻲ ﺗﺎﺑﻊ ﻻ اﻣرأة ﺗﺷﺎرﻛﮫ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٣٩‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺣﯾﺎﺗﮫ ؟ ‪ ..‬ﻷﻧﻧﻲ ﻻ أﻓﮭم ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻔﻛﯾر‬


‫اﻟرﺟﺎل ﻣن أﻣﺛﺎﻟك ‪ ..‬ﺗدﻋون دوﻣﺎ ً ﺑﺄن ﻋﻘول‬
‫اﻟﻧﺳﺎء ﻧﺎﻗﺻﺔ و ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ اﻟزواج ﺗﺧﺗﺎر‬
‫اﻣرأة ﻻ ﻋﻘل ﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ‪.‬‬

‫ﻗﻔز ﺑﺎﺳل ﻣن اﻟﺣوض و ﺟﻠس ﺑﺟوارھﺎ ؛ ﻣد‬


‫ﯾده و اﻧﺗزع اﻟﺳﯾﺟﺎرة ﻣن ﺑﯾن ﺷﻔﺗﯾﮭﺎ و ھو‬
‫ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬أﻧﺎ أﯾﺿﺎ ً ﯾﺎ ﺑﻧت ﻋﻣﻲ ﻻ أﻓﮭم ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻧﺳﺎء‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗزاﺣم اﻟرﺟﺎل ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻣﮭم و ﺗﺻر ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺟﺎراﺗﮭم ﺣﺗﻰ ﻓﻲ رذاﺋﻠﮭم ‪ ..‬ﻓﺗﺎة ﻣﺛﻠك ﻟﻣﺎ‬
‫ت ﺣﺳﺑﻣﺎ أذﻛر ﻣرﯾﺿﺔ ﺑﺎﻟرﺑو‬ ‫ﺗدﺧن ؟ ‪ ..‬و أﻧ ِ‬
‫ت و أﻣور اﻹدارة ؟‬ ‫اﻟﺷﻌﺑﻲ ‪ ..‬ﺛم ‪ ..‬ﻣﺎ ﻟكِ أﻧ ِ‬
‫‪ ..‬ﻓﺗﺎة ﻣﺛﻠك ﻣﺎذا ﺗﻔﻌل ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﻣﺎل‬
‫و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ؟ ‪.‬‬

‫ﻛﺎن ﯾﺗﻛﻠم ﺑﮭدوء و ﺑﻠﮭﺟﺔ ﻧﺎﻋﻣﺔ ﺑدت ﻏرﯾﺑﺔ‬


‫ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ‪ ..‬ﺗﻧﮭدت داﻟﯾﺎ و ھﻲ ﺗﻔﻛر‬
‫ﻓﻲ أﻧﮫ ﻣن اﻷﺳﮭل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮭﺎ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ‬
‫اﻟرﺟل اﻟﺧﺷن اﻟذي ﯾﺷﻌرھﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗﻘف أﻣﺎﻣﮫ‬
‫ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻣﻌرﻛﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﻟطﯾﻔﺎ ً ﻣﻌﮭﺎ ‪..‬‬
‫ﺗﻌرف أن ھذا اﻟﻠطف ﻣﺟرد ﻗﻧﺎع ﻟﺧداع‬
‫ﻋواطﻔﮭﺎ و اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻣﻊ ھذا‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٤٠‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺳﻣﻌت ﺻوﺗﺎ ً ﺧﺎﻓﺗﺎ ً ﻓﻲ ﻋﻘﻠﮭﺎ ﯾطﺎﻟﺑﮭﺎ‬


‫ﺑﺎﻻﺳﺗﺳﻼم ﻟﮫ ‪.‬‬

‫اﺳﺗﻌﺎدت داﻟﯾﺎ اﻟﺳﯾﺟﺎرة ﻣن ﺑﯾن أﺻﺎﺑﻌﮫ‬


‫و ھﺗﻔت و ھﻲ ﻣﺗظﺎھرة ﺑﺎﻟﮭدوء ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻓﺗﺎة ﻣﺛﻠﻲ ﺣﺎﺻﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺟﯾﺳﺗﯾر ﻓﻲ إدارة‬
‫اﻷﻋﻣﺎل ﯾﺎ ﺑﺎﺷﻣﮭﻧدس ﻣن ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋرﯾﻘﺔ ﻛﻣﺎ‬
‫أﻧﻧﻲ ﻛﻧت ﺳﺎﻋد ﺟدي اﻟﯾﻣﯾن ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ‬
‫اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﮫ ﺧﻼل اﻟﺧﻣﺳﺔ أﻋوام اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ‬
‫وأﻧت ﺗﻌﻠم ﻣن ھو ﺟدي وﻣﺎ ھو ﺣﺟم‬
‫اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﮫ ﺑﺎﻟﺿﺑط ‪ ..‬ﺛم ‪ ..‬أﻧﺎ ﻟم أﻋد ﻣرﯾﺿﺔ‬
‫ﺑﺎﻟرﺑو اﻟﺷﻌﺑﻲ ‪ ..‬ﻟن ﺗﺟد ﺑﺧﺎﺧﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﯾﺑﺔ‬
‫ﯾدي و أﺧرى أﺳﻔل وﺳﺎدﺗﻲ ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ‬
‫اﻷﻣر ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ..‬ﻗﻠت ﻟك أن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن‬
‫اﻷﻣور ﻗد ﺗﻐﯾرت ﯾﺎ ﺑﺎﺷﻣﮭﻧدس ﻟﻛﻧك أﻋﻣﻰ‬
‫و ﻻ ﺗراھﺎ ‪ ..‬و ﺳﺄﻛون ﺳﻌﯾدة ﺟداً ﻋﻧدﻣﺎ‬
‫ﺗﻛﺗﺷف ﺣﺟم ﻗدراﺗﻲ و ﺗﻛف ﻋن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﻧﻲ ﻣﺟرد ﻓﺗﺎة ﻻ ﺣول ﻟﮭﺎ و ﻻ ﻗوة‬
‫ﻷﻧﻧﻲ ﻟﺳت ﻛذﻟك ‪ ..‬ﻟﺳت ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ‬
‫اﻹطﻼق ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٤١‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس‬
‫ذھﺑت داﻟﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح اﻟﺑﺎﻛر ؛ دﺧﻠت‬
‫إﻟﻰ ﻣﻛﺗب رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻹدارة و ﺟﻠﺳت ﺑﮫ و طﻠﺑت‬
‫ﻣن اﻟﺳﻛرﺗرة ﻗدﺣﺎ ً ﻣن اﻟﻘﮭوة ودﻋوة اﻷﻋﺿﺎء إﻟﻰ‬
‫اﺟﺗﻣﺎع ﻋﺎﺟل ﺑﻌد ﺳﺎﻋﺗﯾن ‪ ..‬ﻛﺎﻧت ﻻ ﺗزال ﺗﺷرب‬
‫اﻟﻘﮭوة ﻋﻧدﻣﺎ طرق ﻓؤاد ﺑﺎب اﻟﻣﻛﺗب و دﺧل إﻟﯾﮫ و ھو‬
‫ﯾﮭﺗف ﻣﺑﺗﺳﻣﺎ ً ‪:‬‬

‫‪ -‬أﺑﻠﻐﺗﻧﻲ اﻟﺳﻛرﺗﯾرة ﺑوﺟود اﺟﺗﻣﺎع ﻋﺎﺟل اﻟﯾوم‬


‫‪ ..‬ھل ﻣﻌﻧﻰ ھذا أﻧﻧﻲ ﻟم ﯾﺗم إﻋﻔﺎﺋﻲ ﻣن‬
‫ﻣﻧﺻﺑﻲ ﺑﻌد ؟‬

‫أﺷﺎرت إﻟﯾﮫ داﻟﯾﺎ ﺑﺎﻟﺟﻠوس أﻣﺎم ﻣﻛﺗﺑﮭﺎ و ھﻲ‬


‫ﺗﮭﺗف ﻓﻲ ﺣﺳم ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻻ إﻋﻔﺎءات ﻟﻣن ﻟﯾس ﻟدﯾﮫ اﻋﺗراض ﻋﻠﻰ‬
‫وﺟودي ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﻘﻌد ‪ ..‬أﻋرف أن وﻻء‬
‫اﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﯾﻛون ﻟﻠﻣﻧﺻب ﻻ ﻟﻣن ﯾﺷﻐﻠﮫ‬
‫ﻟذا ﻟن ﺗﻛون ھﻧﺎك ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺟﻣﯾﻊ‬
‫ﺑﺎﻗﻲ طﺎﻗم اﻟﻌﻣل ‪ ..‬أم أﻧﻧﻲ ﻣﺧطﺋﺔ ؟‬

‫ﺟﻠس ﻓؤاد و ھﺗف ﻓﻲ ھدوء ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻋرف ﻣﺎ ﺗﻠﻣﺣﯾن إﻟﯾﮫ ﯾﺎ داﻟﯾﺎ و ﻟﻛﻧﻧﻲ أؤﻛد‬
‫ﻟكِ ﻋﻠﻰ أن ﻛون ﺑﺎﺳل ﺷﻘﯾﻘﻲ ﻻ ﺗﺄﺛﯾر ﻟﮫ ﻋﻠﻰ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٤٢‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻹطﻼق ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺳﻠطﺔ ﻣﻧﮫ إﻟﯾكِ ‪..‬‬


‫ت ﺻﺎﺣﺑﺔ ﺣق‬ ‫ﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ﯾﺎ ﻋزﯾزﺗﻲ أﻧ ِ‬
‫و ﻻ أﺣد ﯾﺣق ﻟﮫ أن ﯾﻠوﻣك ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﺎدﺗك‬
‫ﻟﺣﻘك ‪.‬‬

‫ﺗﺄﻣﻠت داﻟﯾﺎ وﺟﮫ ﻓؤاد ﻟﻠﺣظﺎت و ھﻲ ﻣﺳﺗﻐرﻗﺔ‬


‫ﺗﻔﻛﯾر ﻋﻣﯾق ﻗﺑل أن ﺗﮭﺗف ‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫ﻓﻲ‬
‫‪ -‬ﺑﺻراﺣﺔ ﯾﺎ ﻓؤاد ‪ ..‬ﯾﺳﺎورﻧﻲ ﺷﻌور ﺑﺄن طرد‬
‫ﺑﺎﺳل ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﯾروق ﻟك و أرﯾد أن أﻓﮭم‬
‫‪ ..‬ﻟﻣﺎ ھذا ؟ ‪ ..‬أﻧت ﺷﻘﯾﻘﮫ اﻟوﺣﯾد و ﻛﺎن ﻣن‬
‫اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗﺳﺗﺎء ﻟﻣﺎ ﺗﻌرض ﻟﮫ ‪.‬‬

‫أطرق ﻓؤاد ﺑرأﺳﮫ ﻟﻠﺣظﺎت و ﺑدا و ﻛﺄﻧﮫ ﯾﻔﻛر‬


‫ﻓﻲ ﻛﻼﻣﮭﺎ ﺑﺷدة ﻗﺑل أن ﯾﻧطق ﺑﺄي ﺣرف ﺛم‬
‫ھﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺑﺻراﺣﺔ ﯾﺎ ﺑﻧت ﻋﻣﻲ ‪ ..‬ﺑﺎﺳل ﯾﮭﯾﻣن ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ و اﻟﻘﺻر و اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻛﻠﮭﺎ ‪ ..‬ھو ﯾﺟﮭز‬
‫ت طوﯾل ﻷن ﯾﺣل ﻣﺣل واﻟدك‬ ‫ﻧﻔﺳﮫ ﻣﻧذ وﻗ ٍ‬
‫و ﯾﺻﺑﺢ ﺻﺎﺣب اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻛل ﺷﻲء ‪..‬‬
‫و ﻻ ﺑﺄس ﺑﮭذا ‪ ..‬ھو اﻷخ اﻟﻛﺑﯾر و ھذا ﺣﻘﮫ ‪..‬‬
‫و ﻟﻛن ‪ ..‬ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻐﯾر دﻓﺔ اﻷﻣور ﺿده ﻻ أﺟد‬
‫ﻟديّ رﻏﺑﺔ ﻓﻲ أن أﺗﻌﺎطف ﻣﻌﮫ ‪ ..‬ﻓﻲ ﻛل‬
‫اﻷﺣوال ﻻ أﺣد ﯾﺣب ﻣن ﯾﺗﻧﻣر ﻋﻠﯾﮫ ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٤٣‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻗرﯾﺑﺎ ً ﻣﻧﮫ و ﻻ أظن أﻧكِ ﺳﺗﺟدﯾن ﺷﺧﺻﺎ ً‬


‫واﺣداً ﯾﺗﻌﺎطف ﻣﻊ ﺑﺎﺳل ﺣﺗﻰ ﻟو ﺑﺣﺛ ِ‬
‫ت ﺑدﻗﺔ‬
‫‪ ..‬ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ھذا زوﺟﺗﮫ ﻧﻔﺳﮭﺎ ‪.‬‬

‫ﻛﺎن ﻓؤاد ﻣﺳﮭﺑﺎ ً ﻓﻲ اﻟﺷرح و ھو ﯾوﺿﺢ ﻟﮭﺎ‬


‫ﻛل أوﺿﺎع اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﺛق‬
‫ﻓﻲ أﻧﮫ ﻛفء ﻟﻠﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﺷﻐﻠﮫ رﻏم ﺻﻐر‬
‫ﺳﻧﮫ و ﻋﻧدﻣﺎ ﺗوﻗف ﻋن اﻟﺣدﯾث ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ‬
‫ﻣﺑﺗﺳﻣﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬أﻧت ﺗﺛﺑت ﻟﻲ أن ﺑﺎﺳل ﻣﺎھر ﻓﻲ اﻹدارة ﺑﺎﻟﻔﻌل‬
‫ﻓﮭو ﯾﺿﻊ اﻟرﺟل اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳب‬
‫و إذا ﻛﺎن ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ھﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس ﻛﻔﺎءﺗك‬
‫ﯾﺎ ﻓؤاد ﻓﺳﯾﻛون ھذا ﻣطﻣﺋﻧﺎ ً ﺟداً ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ ‪.‬‬

‫اﺳﺗرﺧﻰ ﻓؤاد ﻓﻲ ﻣﻘﻌده و ھﺗف ﻓﻲ ﺻدق ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺷﮭﺎدة ﺣق ﯾﺎ داﻟﯾﺎ ‪ ..‬ﺑﺎﺳل أﻛﺛر ﻣن ﻣﻣﺗﺎز ﻓﻲ‬
‫أﻣور اﻹدارة و ﻻ أﻗول ھذا ﻷﻧﮫ ﺷﻘﯾﻘﻲ ‪..‬‬
‫ﺑﺎﺳل ﻗدم ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ھﻧﺎ ﺧدﻣﺎت ﺟﻠﯾﻠﺔ و ﺣﺗﻰ‬
‫ﻓﻲ وﺟود ﻋﻣﻲ ﻛﺎن ھو اﻟرﺟل اﻟﺧﻔﻲ اﻟذي‬
‫ﯾﺣرك اﻷﻣور ﻣن ﺧﻠف اﻟﺳﺗﺎر ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٤٤‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺻﻣت ﻟﺣظﺔ ﺛم أردف ‪:‬‬


‫‪ -‬و أﻧﺎ ﻻ أﻗﻠل ﻣن ﻛﻔﺎءﺗك ﯾﺎ داﻟﯾﺎ و ﻟﻛن ‪..‬‬
‫ﺧروج ﺑﺎﺳل ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻵن ﺧﺳﺎرة ﻛﺑﯾرة‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻣر ﺑﮭﺎ‬‫ً‬
‫اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻛﻠﮫ ﻓﻲ اﻷﯾﺎم اﻟﻘﺎدﻣﺔ ‪.‬‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺛﻘﺔ ‪:‬‬


‫‪ -‬اطﻣﺋن ﯾﺎ ﻓؤاد ‪ ..‬اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺳﺗظل ﻗﺎﺋﻣﺔ‬
‫و ﺳﺗﻣر ﻣن ھذه اﻷزﻣﺔ ﻣﮭﻣﺎ ازدادت ﺣدﺗﮭﺎ‬
‫و ھﻲ ﻻ ﺗزال واﻗﻔﺔ ﻋﻠﻰ أﻗدام راﺳﺧﺔ ‪..‬‬
‫و أﻧﺎ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻟديّ ﻣن وﺟود ﺑﺎﺳل ﺑﯾﻧﻧﺎ وﻟﻛن‬
‫‪ ..‬ﻓﻲ اﻟﻧطﺎق اﻟذي أﺣدده ﻟﮫ و ﻓﻲ اﻟﺣدود‬
‫اﻟﺗﻲ ﻟن أﺳﻣﺢ ﻟﮫ ﺑﺄن ﯾﺗﺟﺎوزھﺎ ‪ ..‬و أﺧوك‬
‫ﻟﻸﺳف ﻟن ﯾﻘﺑل ﺑﮭذا و ﯾﺳﻠم ﺑﺎﻷﻣر اﻟواﻗﻊ ‪.‬‬

‫ﺧﻼل اﻻﺟﺗﻣﺎع أدرك ﻓؤاد أن ﺛﻘﺔ داﻟﯾﺎ ﺑﻘدرﺗﮭﺎ‬


‫ت ﻣن ﻓراغ ؛ ﻛﺎن ﻣن‬ ‫ﻋﻠﻰ إدارة اﻷزﻣﺔ ﻟم ﺗﺄ ِ‬
‫اﻟواﺿﺢ أﻧﮭﺎ ﺗﻌرف ﻛل ﺻﻐﯾرة و ﻛﺑﯾرة ﻋن‬
‫ﻧﺷﺎط اﻟﻣؤﺳﺳﺔ و وﺿﻌﮭﺎ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻛﻣﺎ أن ﻟدﯾﮭﺎ‬
‫ﺻورة واﺿﺣﺔ ﻋن اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﻣن‬
‫اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺗﺧذھﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ‬
‫اﻟﻣوﻗف و ﺗداﻋﯾﺎﺗﮫ ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻟدﯾﮭﺎ ﻗﻧﺎﻋﺔ ﺗﺎﻣﺔ‬
‫ت ﺑﻌد و أن اﻟﮭزة اﻟﺗﻲ‬ ‫ﺑﺄن اﻷﺳوأ ﻟم ﯾﺄ ِ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٤٥‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺳﯾﺳﺑﺑﮭﺎ ﺗﻔﺷﻲ اﻟوﺑﺎء ﺑﺷﻛل ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺳﯾﻛون ﻟﮭﺎ‬


‫ﺗﺄﺛﯾرٌ ﻛﺑﯾ ٌر ﻓﻲ ﺗﻐﯾر ﺧرﯾطﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟم‬
‫ﺧﺎﺻﺔ اﻟدول اﻟﻛﺑرى ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ھذا‬‫ً‬ ‫ﺑﺄﺳره‬
‫اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻧﻔﺳﮭﺎ و اﻹﺗﺣﺎد اﻷوروﺑﻲ‬
‫و اﻟﻧﻣور اﻷﺳﯾوﯾﺔ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﻻ اﻟﺻﯾن ﻓﺣﺳب ‪.‬‬

‫ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء اﻻﺟﺗﻣﺎع طﻠﺑت داﻟﯾﺎ ﻣن ﻓؤاد أن‬


‫ﯾﺻﺣﺑﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺑﯾت ﻓﻲ ﺳﯾﺎرﺗﮫ ﻓواﻓق ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻔور ؛ و ﻋرض ﻋﻠﯾﮭﺎ أن ﯾذھب ﻣﻌﮭﺎ إﻟﻰ‬
‫أي ﻣﻌرض ﺳﯾﺎرات ﻟﺗﺧﺗﺎر اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗروق ﻟﮭﺎ ﻟﻛﻧﮭﺎ رﻓﺿت و ھﺗﻔت ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺳﯾﺎرﺗﻲ و ﻛل أﻏراﺿﻲ ﻓﻲ اﻟطرﯾق إﻟﻰ ھﻧﺎ‬
‫‪ ..‬ﺷﺣﻧﺗﮭم ﻋن طرﯾق اﻟﺑﺣر و ﺳﯾﺻﻠون إﻟﻰ‬
‫ﻣﯾﻧﺎء اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ﺧﻼل أﯾﺎم ‪ ..‬رﺟﻼ اﻷﻣن‬
‫ﻣﻌﮭﻣﺎ ﺳﯾﺎرة ﺳﺄﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ ﻣؤﻗﺗﺎ ً و ﻟﻛن ﻟﯾس‬
‫ھذه اﻟﻣرة ‪ ..‬ﻓﺄﻧﺎ أرﯾد أن أﺗﺣدث ﻣﻌك أﺛﻧﺎء‬
‫اﻟطرﯾق ‪ ..‬ﺣدﯾﺛﺎ ً ﻋﺎﺋﻠﯾﺎ ً ‪.‬‬

‫اﻧطﻠق ﻓؤاد ﺑﺎﻟﺳﯾﺎرة و داﻟﯾﺎ ﺑﺟواره ﯾﺗﺑﻌﮭﻣﺎ‬


‫رﺟﻼ اﻷﻣن ﻓﻲ ﺳﯾﺎرﺗﮭﻣﺎ ؛ اﺑﺗﺳم ﻓؤاد‬
‫و ھﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎ اﻟذي ﺗرﯾدﯾن ﻣﻌرﻓﺗﮫ ﯾﺎ ﺑﻧت اﻟﻌم ؟ ‪ ..‬أﺧﺑﺎر‬
‫ﺑﺎﺳل ﻓﻲ اﻟﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ ً اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ؟! ‪.‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٤٦‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻗطﺑت داﻟﯾﺎ ﺟﺑﯾﻧﮭﺎ و ھﺗﻔت ﻓﻲ ﺿﯾق ‪:‬‬


‫‪ -‬و ﻟﻣﺎ ﺑﺎﺳل ﺑﺎﻟذات ؟ ‪ ..‬ﻣﺎذا ﺗﻘﺻد ﺑﮭذا ؟‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ ارﺗﺑﺎك ‪:‬‬


‫‪ -‬آﺳف ‪ ..‬ﻟم أﻗﺻد ﻣﺿﺎﯾﻘﺗك و ﻟﻛن ‪ ..‬ﻛل ﻣﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻷﻣر ھو أن ﺑﺎﺳل ھو اﻟﺷﺧص اﻟوﺣﯾد‬
‫اﻟذي ﻻ ﺗﻌرﻓﯾن أﺧﺑﺎره ‪ ..‬ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات‬
‫اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ زرت اﯾطﺎﻟﯾﺎ أﻛﺛر ﻣن ﻣرة ﻛﻣﺎ أﻧﻧﺎ‬
‫ت ﻵﺧر‬ ‫ﻛﻧﺎ ﻧﺗﺣدث ھﺎﺗﻔﯾﺎ ً و ﻧﺗراﺳل ﻣن وﻗ ٍ‬
‫و ﻛذﻟك ﻋﻣﻲ ‪ ..‬ﺑﺎﺳل ھو اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﻟم‬
‫ﺗﻠﺗﻘﯾﮫ طوال ھذا اﻟوﻗت و أظن أﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن‬
‫ھﻧﺎك أي اﺗﺻﺎل ﺑﯾﻧﻛﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﺣﺗﻰ‬
‫ت ﺗﺗﺣﺎﺷﯾن اﻟﺣدﯾث ﻋﻧﮫ ﻣﻌﻲ ‪..‬‬ ‫أﻧكِ ﻛﻧ ِ‬
‫أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ‪ ..‬ھذا ﻣﺎ ﺗوھﻣﺗﮫ ‪.‬‬

‫أطرﻗت داﻟﯾﺎ ﺑرأﺳﮭﺎ و ھﻲ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ أن ﻓؤاد‬


‫ﻋﻠﻰ ﺻواب ؛ ﺗﻌرف ﺑﺎﺳل اﻟذي ﺳﻘط ﻗﻠﺑﮭﺎ‬
‫اﻟﻣراھق ﻓﻲ ﺣﺑﮫ ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻌرف اﻟرﺟل اﻟذي‬
‫ﺗﻌﺑث ﺑﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮫ اﻵن ‪ ..‬ﻟﮫ زوﺟﺔ ﻟم ﺗﻘﺎﺑﻠﮭﺎ ﺑﻌد‬
‫؛ و أوﻻد ﻻ ﺗﻌرف ﻛم ﻋددھم ؛ و ﺣﯾﺎة ﻟﯾس‬
‫ﻟﮭﺎ ﻣﻛﺎن ﻓﯾﮭﺎ و ﻟن ﯾﻛون ‪ ..‬وﻣﻊ ھذا ﻻ زال‬
‫ﯾﻣﻸ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻛل ﺗﻔﻛﯾرھﺎ و ﻻ ﺗدري ﻣﺗﻰ‬
‫ﺳﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺗﺣرر ﻣن ﻟﻌﻧﺗﮫ و ﺗرﺿﻰ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٤٧‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺑﺎﻟواﻗﻊ اﻟذي ﯾﻘول ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻻ ﺗزال ﺷﺎﺑﺔ و ﻣن‬


‫ﺣﻘﮭﺎ أن ﺗﺧﺗﺎر اﻟرﺟل اﻟذي ﯾﺷﺎرﻛﮭﺎ ﺣﺎﺿرھﺎ‬
‫و ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﮭﺎ ‪ ..‬وﻟﻸﺳف ‪ ..‬ﻟن ﯾﻛون ﺑﺎﺳل ﻋﻠﻰ‬
‫اﻹطﻼق ‪.‬‬

‫اﻟﺗﻔﺗت داﻟﯾﺎ إﻟﻰ ﻓؤاد و ھﺗﻔت ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻻ زاﻟت دﻋوة اﻟﻌﺷﺎء ﻗﺎﺋﻣﺔ ؟‬

‫ﻓوﺟﺊ ﻓؤاد ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻗد ﻏﯾرت ﻣﺟرى اﻟﺣدﯾث‬


‫ﻟﻛﻧﮫ ﻟم ﯾﻌﻘب ﺑل ھﺗف ﻓﻲ ﻣرح ‪:‬‬
‫‪ -‬و ﺳﺄﺧﺗﺎر أﻧﺎ ﻣﻛﺎﻧﺎ ً أﻋرف ﺟﯾداً أﻧﮫ ﺳﯾروق‬
‫ﻟكِ ‪ ..‬ﻣﺗﻰ ﺳﺗﻛوﻧﯾن ﻣﺳﺗﻌدة ؟‬

‫ﻣﺎ إن وﺿﻌت داﻟﯾﺎ ﻗدﻣﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺻر ﺣﺗﻰ‬


‫ذھﺑت إﻟﻰ ﻏرﻓﺗﮭﺎ ﻣﺑﺎﺷر ًة ؛ اﻏﺗﺳﻠت ﺑﺳرﻋﺔ‬
‫و ارﺗدت ﺛوﺑﺎ ً ﻻﺋﻘﺎ ً ﺑﺎﻟﺳﮭرة اﻟﺗﻲ وﻋدھﺎ ﻓؤاد‬
‫ﺑﮭﺎ ؛ ووﺿﻌت ﻣﺳﺎﺣﯾق اﻟﺗﺟﻣﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﺑرز‬
‫ﺟﻣﺎﻟﮭﺎ ﺑدون ﻣﺑﺎﻟﻐﺔ ﻗﺑل أن ﺗﻧزل إﻟﻰ ردھﺔ‬
‫اﻟﻘﺻر ﺣﯾث ﻟﻣﺣت ﻓؤاد واﻗﻔﺎ ً ﻓﻲ اﻟﺷرﻓﺔ‬
‫اﻟﻣطﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣدﯾﻘﺔ وھو ﯾﺗﮭﺎﻣس ﻣﻊ اﻣرأة ﻟم‬
‫ﺗرھﺎ داﻟﯾﺎ ﻣن ﻗﺑل ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٤٨‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻓﻛرت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ أن ﻓؤاد ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ وﺛﯾﻘﺔ ﺑﺗﻠك‬


‫اﻟﻣرأة ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ھﻣﺳﮭﻣﺎ ﻟم ﯾﺻل‬
‫إﻟﻰ أذﻧﯾﮭﺎ إﻻ أﻧﮭﺎ ﻟﻣﺣت ﻓﻲ ﻋﯾون اﻟﻣرأة‬
‫ﻧظرة أﻟم و ﺑرﯾق دﻣوع ﻧﺟﺣت ﻓﻲ إﺧﻔﺎؤھﻣﺎ‬
‫ﺑﺳرﻋﺔ و ھﻲ ﺗﻣد ﯾدھﺎ ﻟﺗﺻﺎﻓﺢ داﻟﯾﺎ و ھﻲ‬
‫ﺗﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬أھﻼً ﯾﺎ داﻟﯾﺎ ‪ ..‬ﻗﺎل ﻟﻲ ﻓؤاد أﻧكِ أﺟﻣل ﻓﺗﺎة ﻓﻲ‬
‫ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﻛﺎﺷف ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟم أﺗﺧﯾل أﻧكِ ﺟﻣﯾﻠﺔ ﻟﮭذا‬
‫اﻟﺣد ‪ ..‬أﻧﺎ ﻣروة ‪ ..‬زوﺟﺔ ﺑﺎﺳل ‪.‬‬

‫ﺷﻌور رھﯾب ﺑﺎﻟﻧﻔور ﻛﺎن ﯾﻌﺗري داﻟﯾﺎ و ھﻲ‬


‫ﺗﻐﺗﺻب اﺑﺗﺳﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮭﺎ و ﺗﻣد ﯾدھﺎ‬
‫ﻟﻣﺻﺎﻓﺣﺔ اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ اﻧﺗزﻋت ﻣﻧﮭﺎ اﻟرﺟل‬
‫اﻟوﺣﯾد اﻟذي أﺣﺑﺗﮫ طوال ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ‪ ..‬ﺗﺄﻣﻠﺗﮭﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺳﺧط و ھﻲ ﻻ ﺗدري ﻣﺎ اﻟذي أﻋﺟﺑﮫ ﻓﻲ ھذه‬
‫اﻟﻣرأة ﻟﯾﻔﺿﻠﮭﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ ‪ ..‬ﻛﺎﻧت ﺷﺎﺑﺔ ھﺎدﺋﺔ‬
‫ﺷﺎﺣﺑﺔ اﻟوﺟﮫ ﺣزﯾﻧﺔ اﻟﻧظرات و ﻓﻲ ﻧﻔس ﺳن‬
‫ﻓؤاد ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً ‪ ..‬ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت‬
‫ﺟﻣﯾﻠﺔ وﻟﻛن ھﻲ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﺑﺎھﺗﺔ ‪ ..‬و ﻛﺄﻧﮭﺎ‬
‫زھرة ﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ ﻻ روح ﻓﯾﮭﺎ و ﻻ ﺣﯾﺎة ‪..‬‬
‫و ھﻲ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﺧﺎﻧﻌﺔ ﻟﻛن ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل أن‬
‫ﺗﺗﺧﯾل داﻟﯾﺎ أن ھذه اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺎﻓﺣﮭﺎ ھﻲ‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٤٩‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫زوﺟﺔ ﺳﻌﯾدة ‪ ..‬ﻷن ھذا ﻛﺎن آﺧر ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن‬


‫ﺗﺻﻔﮭﺎ ﺑﮫ ‪.‬‬

‫ﻛﺎن ﻓؤاد ﯾﺗﺄﻣل داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺛوﺑﮭﺎ اﻟﻔﺿﻲ اﻟﻠون ‪..‬‬


‫ﻓﺗﺎة ﻣﻣﺷوﻗﺔ اﻟﻘوام ؛ ﻟﮭﺎ ﺷﻌر ﺣرﯾري ﺷدﯾد‬
‫اﻟﺳواد و اﻟﻧﻌوﻣﺔ ﺗﺗرﻛﮫ ﯾﻧﺳدل ﻛﺎﻟﺷﻼل ﻋﻠﻰ‬
‫ﻛﺗﻔﯾﮭﺎ اﻟﻌﺎرﯾﯾن ؛ ﻋﯾوﻧﮭﺎ اﻟﺧﺿراء ﺗﺗﻸﻷ ﻓﻲ‬
‫ﺻﻔﺣﺔ وﺟﮭﮭﺎ اﻟﺑﯾﺿﺎوي ﺧﻣريّ اﻟﺑﺷرة وﺗطل‬
‫ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺣﯾوﯾﺔ وﻏﻣوض ﯾﺟﻌﻼن ﺟﻣﺎﻟﮭﺎ ﯾزداد‬
‫ﺟﺎذﺑﯾﺔ ‪ ..‬و ﻓﻛر ﻓﻲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾﻧﮭﺎ‬
‫وﺑﯾن ﻣروة ‪ ..‬اﻟﻔﺗﺎة اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ؛ ھﺎدﺋﺔ اﻟطﺑﺎع ؛‬
‫ﻗﻠﯾﻠﺔ اﻟﺣﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺗل ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﺳل ﻋﻧﻔوان‬
‫اﻟﺷﺑﺎب و ﺣرارة اﻟﻌﺎطﻔﺔ ﺑﻘﺳوة ﻣﺗﻧﺎھﯾﺔ ‪..‬‬
‫و ﺗﺳﺎءل ﻟﻠﺣظﺔ ‪ :‬ھل ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾﻘﻊ‬
‫ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﻏرام ﻓﺗﺎة ﻣﺛل داﻟﯾﺎ ﻟو أﻧﮭﺎ ﻗد دﺧﻠت‬
‫إﻟﻰ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﻣﻧﺎﺳب ؟ ‪ ..‬ﻗﺑل أن‬
‫ﯾﻣﺣو اﻟﻔﻛرة ﻣن ذھﻧﮫ و ھو ﯾدﻋو داﻟﯾﺎ‬
‫ﻟﻠﺗﺣرك ﺑﺳرﻋﺔ ﻗﺑل أن ﯾﺿﯾﻊ اﻟوﻗت ﻣﻧﮭﻣﺎ ‪..‬‬
‫ﺛم ودﻋﺎ ﻣروة اﻟﺗﻲ ظﻠت ﺗﺗﺎﺑﻌﮭﻣﺎ ﺑﻧظرھﺎ‬
‫ﺣﺗﻰ رﻛﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎرة و اﻧطﻠق ﺑﮭﺎ ﻓؤاد‬
‫ﻣﻐﺎدراً اﻟﻘﺻر ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٥٠‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎدس‬
‫وﻗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓوق ﺳطﺢ اﻟﺑﺎﺧرة اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔﺎﺧرة اﻟﺗﻲ‬
‫دﻋﺎھﺎ ﻓؤاد ﻟﺗﻧﺎول اﻟﻌﺷﺎء ﺑﮭﺎ ﻗﺑل أن ﺗﺑﺗﺳم ھﺎﺗﻔﺔ ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻣﺷﮭد راﺋﻊ ﺑﺎﻟﻔﻌل ‪ ..‬ھل ھو اﻟﺳﺑب اﻟوﺣﯾد‬


‫اﻟذي دﻓﻌك ﻻﺧﺗﯾﺎر ھذا اﻟﻣﻛﺎن أم أﻧك أردت‬
‫أن ﻧﺟري زﯾﺎرة ﻣﯾداﻧﯾﺔ ﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‬
‫ﻟﻧطﻣﺋن ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎح اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻧﺎ ؟‬

‫اﺣﻣر وﺟﮫ ﻓؤاد و ھﺗف ﻓﻲ ﺣرج ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟم أﻋﺗﻘد أﻧكِ ﺳﺗﺗﻌرﻓﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺧرة ‪ ..‬ﻟدﯾﻧﺎ‬
‫أﻛﺛر ﻣن ﻋﺷر ﺑواﺧر ﻣن ھذا اﻟﻧوع و ﻟم‬
‫أظن ‪...‬‬

‫ﻗﺎطﻌﺗﮫ داﻟﯾﺎ ھﺎﺗﻔﺔ ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻋرف ﺟﻣﯾﻊ ﺑواﺧرﻧﺎ ﻋن ظﮭر ﻗﻠب ﯾﺎ ﻓؤاد ‪..‬‬
‫ﻟديّ ﻣﻠف ﻛﺎﻣل ﺑﮫ ﺻور ﻟﻛل ﺑﺎﺧرة و ﺑﯾﺎﻧﺎت‬
‫ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋن ﻋدد اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﺑﮭﺎ و أﺳﻣﺎءھم‬
‫و وظﺎﺋﻔﮭم و رواﺗﺑﮭم و ﻛل ﺷﻲء ‪ ..‬ﺣﺗﻰ أن‬
‫ﻟديّ ﺗﻘﺎرﯾراً ﻣﺳﺗﻔﯾﺿﺔ ﻋن ﻛل ﺑﺎﺧرة و ﻋواﺋد‬
‫ﺗﺷﻐﯾﻠﮭﺎ ‪ ..‬أﻧﺎ ﻟم أﺳﺗﯾﻘظ ﻣن اﻟﻧوم ﻓﺟﺄة و ﻗد‬
‫ﻗررت اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺻب أﺧﯾك ﺑل أﻧﺎ‬
‫أﺳﺗﻌد ﻟﮭذا ﻣﻧذ ﺳﻧﯾن ؛ و أﻋرف ﻛل اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٥١‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﻓﮭﺎ ﺑﺎﺳل ﻋن ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻧﺎ و رﺑﻣﺎ ﻣﺎ ﻻ‬


‫ﯾﻌرﻓﮭﺎ ھو أﯾﺿﺎ ً ‪ ..‬اطﻣﺋن ‪ ..‬اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ أﯾ ٍد‬
‫أﻣﯾﻧﺔ و ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎﯾﺗﮭﺎ ‪.‬‬

‫ﺿﺣك ﻓؤاد و ھﺗف ﻓﻲ اﺳﺗﻐراب ‪:‬‬


‫‪ -‬طوال اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗك ﺑﮭﺎ ﻟم أﻓﮭﻣك ﻗط‬
‫ت ﻛﻔﺗﺎ ٍة‬
‫‪ ..‬ﻓﻲ أول ﻣرة ﺗﻌرﻓﻧﺎ ﻋﻠﯾكِ ﺑﮭﺎ ﺑدو ِ‬
‫ﺳﺎذﺟﺔ ﻋدﯾﻣﺔ اﻟﺧﺑرة ﺣﺗﻰ أن ﺗﺻرﻓﺎﺗك ﻛﺎﻧت‬
‫ﺗﺟﻌﻠك ﺗﺑدﯾن أﻛﺛر طﻔوﻟﺔ ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾ ِﮫ ﺳﻧك‬
‫ﺑﺎﻟﻔﻌل أﻣﺎ اﻵن ‪ ..‬أﻧﺎ ﻻ زﻟت ﻻ أﻓﮭﻣك ﯾﺎ داﻟﯾﺎ‬
‫‪ ..‬ﺗﺑدﯾن ﻏﺎﻣﺿﺔ ﻛﺛﯾراً و ﻣﺣﯾرة و أﻧﺎ أﺗﺳﺎءل‬
‫ت ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﺿﺑط ‪.‬‬
‫ﻋﻣﺎ أﻧ ِ‬

‫ﺗﺟﺎھﻠت داﻟﯾﺎ ﺳؤاﻟﮫ و دﺧﻠت إﻟﻰ اﻟﻣطﻌم‬


‫و ﺟﻠﺳت إﻟﻰ طﺎوﻟﺔ ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن اﻟﻧﺎﻓذة‬
‫و ﺗظﺎھرت ﺑﺎﻻﻧﺷﻐﺎل ﺑﻘراءة ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟطﻌﺎم ‪.‬‬

‫ظل ﻓؤاد ﻣﺣﺗرﻣﺎ ً ﻟﺻﻣﺗﮭﺎ ﺣﺗﻰ أﺗﻰ اﻟﻧﺎدل‬


‫و أﺧذ ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﺎﻟطﻠﺑﺎت ﺛم اﻧﺻرف ‪ ..‬ﻗدم‬
‫ﻟﮭﺎ ﻓؤاد ﻛﺄﺳﺎ ً ﻣن اﻟﺷﺎﻣﺑﺎﻧﯾﺎ ﻓرﻓﺿت ﺑﮭدوء‬
‫و ھﺗﻔت ‪:‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٥٢‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫‪ -‬أﻧﺎ ﻻ أﺷرب ﯾﺎ ﻓؤاد ‪ ..‬اﻟﺧﻣر ﺣرام أم أﻧﮭم‬


‫ﻧﺳوا إﺧﺑﺎرك ﺑﮭذا و أﻧت ﻓﻲ اﻟﻣدرﺳﺔ‬
‫اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﺗﺟرع ﻓؤاد اﻟﻛﺄس ﺑﺑطء و ھو ﯾﺗﺄﻣﻠﮭﺎ ﻗﺑل أن‬


‫ﯾﺗﻣﺗم ‪:‬‬
‫‪ -‬رﻏم ﺿﺧﺎﻣﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ و اﺗﺳﺎع ﻧﺷﺎطﮭﺎ‬
‫و ﺣﺻﺗك اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل ﻻ أﺻدق‬
‫ت ﻛل ھذه اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﻣن روﻣﺎ إﻟﻰ‬ ‫أﻧكِ ﻗد ﻗطﻌ ِ‬
‫اﻟﻘﺎھرة ﻣن أﺟل إدارﺗﮭﺎ ‪ ..‬أﻋرف ﺟﯾداً ﻣن‬
‫ت ورﯾﺛﺗﮫ اﻟوﺣﯾدة‬‫ھو ﺳﻧﯾور آل أﻧﺗوﻧﯾو و أﻧ ِ‬
‫‪ ..‬ﺟدك ﯾﻣﻠك ﺷرﻛﺔ ﻧﻘل ﺑﺣري ﻋﻣﻼﻗﺔ ﻣﻘرھﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺑﻧﻣﺎ ‪ ..‬ﻣﺻﻧﻌﺎ ً ﻛﺑﯾراً ﻟﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺳﻼح ﻓﻲ‬
‫ﻓﻠورﯾدا ‪ ..‬ﻣﺻﻧﻌﺎ ً ﻟﻠﺳﯾﺎرات ﻓﻲ اﻟﺻﯾن ‪..‬‬
‫ﻣﺻرﻓﺎ ً دوﻟﯾﺎ ً ﻣﻘره اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻓﻲ روﻣﺎ ‪..‬‬
‫ﻣﻧﺟﻣﺎ ً ﻟﻠذھب ﻓﻲ ﺟﻧوب أﻓرﯾﻘﯾﺎ و ﻣﺎ ﺧﻔﻲ‬
‫ﻛﺎن أﻋظم ‪ ..‬ﻓﻠﻣﺎذا ﺗﺗرﻛﯾن ھذا ﻛﻠﮫ ﻣن أﺟل‬
‫ﻗطرة ﻓﻲ ﺑﺣر ؟‬

‫ظﻠت داﻟﯾﺎ ﺻﺎﻣﺗﺔ و أﺧرﺟت ﺳﯾﺟﺎرة وظﻠت‬


‫ﺗﻧﻔث دﺧﺎﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﺻﺑﯾﺔ ؛ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺟرع ﻓؤاد‬
‫ﻧﺻف زﺟﺎﺟﺔ اﻟﺷﺎﻣﺑﺎﻧﯾﺎ و ﺗﺟﺎھل ﻛﻼھﻣﺎ‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٥٣‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟطﻌﺎم اﻟذي أﺣﺿره اﻟﻧﺎدل ﺣﺗﻰ ﺑرد ‪ ..‬ﺛم‬


‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﺟﺄة ‪:‬‬
‫‪ -‬أﺣب ھذه اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ‪ ..‬ھل ﺗرﻗص ﻣﻌﻲ ؟‬

‫ذھب ﻣﻌﮭﺎ ﻓؤاد إﻟﻰ اﻟرﻗص ؛ ظﻼ ﯾرﻗﺻﺎن‬


‫ﻣﻌﺎ ً ﻟﺑﻌض اﻟوﻗت ﻗﺑل أن ﺗﮭﺗف داﻟﯾﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﺗزوج ﺣﺗﻰ اﻵن ؟‬

‫ﺗوﻗف ﻓؤاد ﻋن اﻟرﻗص و ﺑدا و ﻛﺄن اﻟﺳؤال‬


‫ﻗد ﺑﺎﻏﺗﮫ ؛ ﻋﺎدا إﻟﻰ طﺎوﻟﺗﮭﻣﺎ ﺣﯾث ﺣﻣل ﻓؤاد‬
‫ھﺎﺗﻔﮫ و ﺳدد ﺛﻣن اﻟﻌﺷﺎء و ﺧرج ﻣﻌﮭﺎ إﻟﻰ‬
‫ﺳطﺢ اﻟﺑﺎﺧرة ﺣﯾث وﻗﻔت داﻟﯾﺎ ﺗﺗﺄﻣل ﺻﻔﺣﺔ‬
‫اﻟﻧﯾل و اﻷﻧوار اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻸﻷ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺗﯾﮫ ﻗﺑل أن‬
‫ﺗﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬أﻻ ﺗرﻏب ﻓﻲ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺳؤاﻟﻲ أم أن‬
‫اﻟﺳؤال ﻟﯾﺳت ﻟﮫ إﺟﺎﺑﺔ ﻣن اﻷﺳﺎس ؟‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ أﺳﻰ ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻧﺻﯾب ‪ ..‬ﻗﺳﻣﺔ وﻧﺻﯾب ‪ ..‬أي ﺷﺧص ﻏﯾرك‬
‫ﻛﺎن ﯾﺳﺄل ھذا اﻟﺳؤال ﻛﻧت أﻋطﯾﮫ ھذه‬
‫اﻹﺟﺎﺑﺔ ‪ ..‬ﺑﺎﻗﺗﺿﺎب ‪ ..‬ﺑدون ﺷرح ‪ ..‬ﺑدون‬
‫ﺗﻔﺎﺻﯾل ‪ ..‬و ﻻ أدري ﻟﻣﺎ أﺷﻌر ﺑﺄﻧﻧﻲ أرﻏب‬
‫ت ﺑﺎﻟذات إﺟﺎﺑﺔ ﺻﺎدﻗﺔ ‪..‬‬‫ﻓﻲ أن أﻣﻧﺣكِ أﻧ ِ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٥٤‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت ‪ ..‬اﻟﺳﺑب اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ ﻋزوﺑﯾﺗﻲ‬


‫اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺳﺗﻣر ﺣﺗﻰ أﻣوت ھو ﺳوء اﻟﺗوﻗﯾت‬
‫‪ ..‬اﻟﻔﺗﺎة اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ أﺣﺑﺑﺗﮭﺎ طوال ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻟم‬
‫أﺗﻌرف ﻋﻠﯾﮭﺎ إﻻ ﺑﻌد أن أﺻﺑﺣت زوﺟﺔ رﺟ ٍل‬
‫ﻏﯾري ‪ ..‬ﻛﻧت ﻻ أزال طﺎﻟﺑﺎ ً ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫و ﻻ أﺳﺗطﯾﻊ أن أطﺎﻟب ﺑﮭﺎ ‪ ..‬اﻵن ھﻲ زوﺟﺔ‬
‫وأم و ﻻ ﻣﻛﺎن ﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ‪ ..‬زوﺟﺔ ﻟرﺟل‬
‫ﻻ ﯾﺣﺑﮭﺎ و ﻻ ﯾﻌرف ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ و ﺗﻌﯾش ﻣﻌﮫ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻧﺗﮭﻰ اﻟﺗﻌﺎﺳﺔ و أم ﻷوﻻد ﻣن ﻟﺣﻣﻲ و دﻣﻲ‬
‫و ﻻ أﺳﺗطﯾﻊ أن أؤذﯾﮭم ‪ ..‬و ﻋﻠﻲّ أن أراھﺎ‬
‫طوال اﻟوﻗت وھﻲ ﺗﺗﻌذب و أﻧﺎ ﻋﺎﺟز و ﻻ‬
‫أﺳﺗطﯾﻊ أن أرﻓﻊ أﺻﺑﻌﺎ ً واﺣداً ﻷداﻓﻊ ﻋﻧﮭﺎ ‪.‬‬

‫اﻧﺳﻛﺑت اﻟدﻣوع ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﻓؤاد ﻓﺟﺄة ﻗﺑل أن‬


‫ﯾﺿم داﻟﯾﺎ إﻟﻰ ﺻدره و ﯾدﻓن وﺟﮭﮫ ﻓﻲ‬
‫ﺷﻌرھﺎ و ھو ﯾﺟﮭش ﺑﺎﻟﺑﻛﺎء ‪ ..‬ﻛﺎن ﻣن‬
‫اﻟواﺿﺢ أن ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺧﻣر ﻗد ذھب ﺑرﺷده و ﻟم‬
‫ﯾﻌد ﯾﻌﻲ ﻣﺎ ﯾﻘول ؛ ﺣﺗﻰ أن داﻟﯾﺎ ﻟم ﺗﻛن‬
‫ﻟﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟدھﺷﺔ ﻟو أﻧﮫ ﻟم ﯾﺗذﻛر ﺣرﻓﺎ ً واﺣداً‬
‫ﻣﻣﺎ ﺑﺎح ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪.‬‬

‫ﻗﺎدت داﻟﯾﺎ ﺳﯾﺎرة ﻓؤاد إﻟﻰ اﻟﻘﺻر ؛ ﻛﺎن ﻗد‬


‫أﺳرف ﻓﻲ اﻟﺷرب ﺣﺗﻰ ﻓﻘد وﻋﯾﮫ و وﺿﻌﮫ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٥٥‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺣﺎرﺳﺎھﺎ ﻓﻲ ﺳﯾﺎرﺗﮫ ﻗﺑل أن ﯾﺗﺑﻌﺎھﻣﺎ‬


‫ﺑﺳﯾﺎرﺗﮭﻣﺎ ‪ ..‬ﻛﺎن ﺑﺎﺳل ﻓﻲ اﻟﺣدﯾﻘﺔ و ﻗطب‬
‫ﺟﺑﯾﻧﮫ ﻓﻲ ﺣدة ﻋﻧدﻣﺎ رأى أﺧﺎه و ھو ﻋﻠﻰ ھذه‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺣﺗﻰ أﻧﮫ ھﺗف ﻓﻲ ﺗوﺗر ‪:‬‬
‫ت ﺑﮫ ؟ ‪ ..‬ﻟم أره ﻣﺧﻣوراً ﻟﮭذا اﻟﺣد‬ ‫‪ -‬ﻣﺎذا ﻓﻌﻠ ِ‬
‫ﻣن ﻗﺑل ‪ ..‬أﯾن ﻛﻧﺗﻣﺎ ؟‬

‫طﻠﺑت داﻟﯾﺎ ﻣن ﺑﺎﺳل أن ﯾرﺷد اﻟﺣﺎرﺳﺎن إﻟﻰ‬


‫ﻏرﻓﺔ ﻓؤاد و ﯾرﺟﺊ ﻣﻌرﻛﺗﮫ ﻣﻌﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻐد ﺛم‬
‫ذھﺑت إﻟﻰ ﻏرﻓﺗﮭﺎ ؛ ﺣﺎوﻟت أن ﺗﻧﺎم ﻟﻛﻧﮭﺎ‬
‫ظﻠت ﻣﺳﮭدة و ھﻲ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ اﻟرﺟل اﻟذي ﻧﺑذ‬
‫ﺣﺑﮭﺎ ﻣن أﺟل اﻣرأة ﻻ ﯾﺣﺑﮭﺎ ورﺑﻣﺎ ھﻲ أﯾﺿﺎ ً‬
‫ﻻ ﺗﺣﺑﮫ و اﻷﺳوأ ھو أﻧﮭﺎ ﻗد ﺗﻛون ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ‬
‫ﻣﻊ أﻗرب اﻟﻧﺎس إﻟﯾﮫ ‪.‬‬

‫ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح ﻗررت داﻟﯾﺎ ﺗﻧﺎول ﻓطورھﺎ ﻓﻲ‬


‫اﻟﻘﺻر و أرﺟﺄت اﻟذھﺎب إﻟﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ؛‬
‫ﻛﺎﻧت ﺗرﻏب ﻓﻲ أن ﺗر اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻘﺻر ‪..‬‬
‫واﻟدھﺎ اﻟذي ﻟم ﯾﻛن ﻟدﯾﮫ وﻗت ﻟﮭﺎ ‪ ..‬اﺑﻧﻲ‬
‫ﺑﺎﺳل اﻟﻠذﯾن ﺗﻧﺎوﻻ اﻟﻔطور ھﻣﺎ وأﻣﮭﻣﺎ ﻣﻌﮭﺎ‬
‫ت اﻟﺣﺎﻓﻠﺔ اﻟﻣدرﺳﯾﺔ ﻟﺗﻘﻠﮭﻣﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﻗﺑل أن ﺗﺄ ِ‬
‫اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﺻﺑﺎﺣﺎ ً ‪ ..‬ﻣروة اﻟﺗﻲ ﺟﻠﺳت ﻣﻊ داﻟﯾﺎ‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٥٦‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻓﻲ اﻟﺣدﯾﻘﺔ و ھﻣﺎ ﺗﺣﺗﺳﯾﺎن اﻟﺷﺎي ‪ ..‬ﻛﺎﻧت‬


‫ﻣروة ﺗﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻓؤاد ﻟم ﯾﺳﺗﯾﻘظ ﺑﻌد ‪ ..‬ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ھذه ﻟﯾﺳت‬
‫ﻋﺎدﺗﮫ ﻓﮭو ﯾذھب إﻟﻰ ﻣﻛﺗﺑﮫ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺑﻛرة‬
‫داﺋﻣﺎ ً ‪.‬‬

‫ﻧظرت داﻟﯾﺎ ﺑطرف ﻋﯾﻧﮭﺎ إﻟﻰ ﻣروة ‪ ..‬ھل‬


‫ﻛﺎﻧت ﺗرى ﻧظرة ﻏﯾرة ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﻣروة أن‬
‫ﺗﺧﻔﯾﮭﺎ ؟ ‪ ..‬ھل ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎﻧﮭﺎ ﺳؤال ﯾﻛﺎد أن‬
‫ﯾﻘﻔز ﻣﻧﮫ و ھﻲ ﺗﻛﺑﺣﮫ ﻓﻲ ﺻﻌوﺑﺔ ؟ ‪ ..‬ﺳؤال‬
‫أﻟﻘﺎه ﺑﺎﺳل ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻣﻌﮭﺎ ﻣرة ﺛم أﺗﻰ اﻵن‬
‫ﻟﯾﻘﺎطﻊ ﺟﻠﺳﺗﮭﺎ ﻣﻊ زوﺟﺗﮫ و ھو ﯾﺳﺄﻟﮫ ﻟﮭﺎ ﻣن‬
‫ﺟدﯾد ‪.‬‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺑرود ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻧت ﻟم ﺗﻘل ﺻﺑﺎح اﻟﺧﯾر ‪ ..‬ﻣﺎ ﺑﺎل زوﺟك‬
‫ﯾﺎ ﻣروة ؟ ‪ ..‬ھل ھو ﻋدﯾم اﻟذوق ﻣﻊ اﻟﺟﻣﯾﻊ‬
‫أم أن ھذا اﺳﺗﺛﻧﺎء ؟‬

‫ظﮭر اﻟﺿﯾق ﻓﻲ ﻋﯾون ﻣروة ﺑﯾﻧﻣﺎ اﺣﺗﻘن وﺟﮫ‬


‫ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺷدة و ھﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻓﻛرة ﻗطﻊ ﻟﺳﺎﻧك ﺗﻐرﯾﻧﻲ ﺑﺷدة ﯾﺎ آﻧﺳﺔ ﻓﺣﺎوﻟﻲ‬
‫أن ﺗﻛﺑﺣﯾﮫ ﻗﺑل أن أﻓﻘد اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻲ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٥٧‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫و أﺣرﻣك ﻣﻧﮫ ‪ ..‬اﻧطﻘﻲ ‪ ..‬ﻣﺎذا ﺗرﯾدﯾن ﻣن‬


‫ﻓؤاد ؟‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ و ھﻲ ﺗﺑﺗﺳم ﻓﻲ ﺑرود ‪:‬‬


‫‪ -‬و ﻟﻣﺎ ﻻ ﺗﺳﺄﻟﮫ ھو ﻋﻣﺎ ﯾرﯾده ﻣﻧﻲ ؟ ‪ ..‬دﻋوة‬
‫اﻟﻌﺷﺎء ﻛﺎﻧت ﻓﻛرﺗﮫ ﻣن اﻷﺳﺎس ﺛم ‪ ..‬ﻣﺎ ھﻲ‬
‫ﻣﺷﻛﻠﺗك ﺑﺎﻟﺿﺑط ؟ ‪ ..‬ﻓؤاد اﺑن ﻋﻣﻲ ‪..‬‬
‫و ھو ﺷﺎب ﻣﻣﺗﺎز ‪ ..‬وﺳﯾم ‪ ..‬أﻋزب ‪ ..‬وﺣر‬
‫‪ ..‬ﻣﺛﻠﻲ ﺗﻣﺎﻣﺎ ً ‪ ..‬و أﯾﺎ ً ﻣﺎ ﻛﻧﺎ ﻧﺧطط ﻟﮫ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻓﮭو ﻻ ﯾﺧﺻك ‪.‬‬

‫ﻧظرت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﻋﯾون ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺗﺣ ٍد ‪ ..‬ﻛﺎن‬


‫ﯾﺷﺗﻌل ﻏﺿﺑﺎ ً رﺑﻣﺎ ﻣن ﻓﻛرة أن ﯾﻛون ﻓؤاد‬
‫ﻣرﺷﺣﺎ ً ﻷن ﯾﺣﺗل ﻣﻛﺎﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻻ ﻣﻛﺎﻧﮫ‬
‫ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ورﻏم أن داﻟﯾﺎ ﻛﺎﻧت ﺗدرك ھذا‬
‫ﻛﺎﻧت ﻓﻛرة أﻧﮭﺎ ﺗﻧﻐص ﻋﻠﯾﮫ ﻋﯾﺷﮫ و ﺗؤرﻗﮫ‬
‫ﻣرﯾﺣﺔ ﻛﺛﯾراً ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮭﺎ ‪.‬‬

‫ﺗرﻛﮭﻣﺎ ﺑﺎﺳل و اﺧﺗﻔﻰ داﺧل اﻟﻘﺻر ﻓﺎﻟﺗﻔﺗت‬


‫داﻟﯾﺎ إﻟﻰ ﻣروة اﻟﺗﻲ ﺑدا وﺟﮭﮭﺎ ﺷﺎﺣﺑﺎ ً و ﻗد‬
‫ارﺗﻌﺷت ﺷﻔﺗﮭﺎ اﻟﺳﻔﻠﻰ و ﻟﻣﻌت ﻋﯾوﻧﮭﺎ‬
‫و ﻛﺄﻧﮭﺎ ﺗﮭم ﺑﺎﻟﺑﻛﺎء ‪..‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٥٨‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻟم ﺗﻛن داﻟﯾﺎ واﺛﻘﺔ ﻣﻣﺎ ﺟرح ﻣروة ﺑﮭذه اﻟﺷدة‬


‫‪ ..‬اﻟﻐﯾرة اﻟﺗﻲ اﺷﺗﻌﻠت ﻓﻲ ﻋﯾون ﺑﺎﺳل و ھو‬
‫ﯾﺗﺣدث ﻣﻌﮭﺎ ﻋن أﺧﯾﮫ أم ﺟوھر اﻟﺣدﯾث ﻧﻔﺳﮫ‬
‫و اﻟﺗﻠﻣﯾﺢ اﻟذي ورد ﻓﻲ ﺛﻧﺎﯾﺎ ﻛﻼﻣﮭﺎ ﻋن‬
‫ارﺗﺑﺎط وﺷﯾك ﻗد ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﮭﺎ و ﺑﯾن ﻓؤاد ؟ ‪..‬‬
‫وﻋﻧدﻣﺎ ﻧﮭﺿت ﻣروة و ﻗد اﻧﺣدرت دﻣﻌﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮭﺎ و اﺧﺗﻔت داﺧل اﻟﻘﺻر ﺑﺎﺗت داﻟﯾﺎ‬
‫واﺛﻘﺔ ﻣن أﻧﮭﺎ ﺗﻌرف اﻹﺟﺎﺑﺔ ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٥٩‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺳﺎﺑﻊ‬
‫ﻓﻲ ردھﺔ اﻟﻘﺻر ﺟﻠﺳت ﻣروة ﺧﻠف اﻟﺑﯾﺎﻧو و ھﻲ‬
‫ﺗﻌزف ﻟﺣﻧﺎ ً ﺣزﯾﻧﺎ ً و ﻋﯾوﻧﮭﺎ ﺷﺎردة ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺟﻠس ﺑﺎﺳل‬
‫ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗب و ھو ﯾدﺧن ﺳﯾﺟﺎراً ﻓﻲ ﻋﺻﺑﯾﺔ ‪..‬‬
‫ﻛﺎﻧت اﻟﻧﻐﻣﺎت اﻟﺣزﯾﻧﺔ ﺗﺗﺳﻠل ﺣﺗﻰ ﻏرﻓﺔ ﻓؤاد اﻟذي‬
‫اﺳﺗﯾﻘظ ﻣن ﻧوﻣﮫ و ھو ﯾﺷﻌر ﺑﺻداع ﻓظﯾﻊ ﺟﻌﻠﮫ‬
‫ﯾطﻠب ﻣن اﻟﺧﺎدﻣﺔ ﻗدﺣﺎ ً ﻣن اﻟﻘﮭوة و ﻓوﺟﺊ ﺑﺷدة‬
‫ﻋﻧدﻣﺎ أﺗت داﻟﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﺧﺎدﻣﺔ وھﻲ ﺗﮭﺗف ﻓﻲ ﻣرح ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻘﮭوة ‪ ..‬و اﻟﻔطور ‪ ..‬و ﻗرﺻﺎن ﻣن‬


‫اﻻﺳﺑرﯾن ‪ ..‬ھل ھﻧﺎك طﻠﺑﺎت أﺧرى ﯾﺎ أﺳﺗﺎذ‬
‫ﻓؤاد ؟ ‪ ..‬وﻋدﺗﻧﻲ ﺑﺄن ﺗﻘﻠﻧﻲ ﯾوﻣﯾﺎ ً إﻟﻰ‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ و ﻟم أﺗﺧﯾل أن ھذا ﺳﯾﺟﺑرﻧﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻧس أﻧﻧﻲ‬
‫َ‬ ‫اﻟﺗﺄﺧر ﻋن ﻋﻣﻠﻲ ﻟﮭذا اﻟﺣد ‪ ..‬ﻻ‬
‫ﻧﺻف أورورﺑﯾﺔ و اﻟﻣواﻋﯾد ﻟدﯾﻧﺎ ﻣﻘدﺳﺔ‬
‫ً‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻌﻣل ‪.‬‬

‫اﻋﺗدل ﻓؤاد ﺟﺎﻟﺳﺎ ً ﻋﻠﻰ طرف اﻟﻔراش‬


‫و ھﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬أﻧﺎ آﺳف ﯾﺎ داﻟﯾﺎ ‪ ..‬ﻻ أدري ﻣﺎذا ﺣدث ‪ ..‬ﻟﯾس‬
‫ﻣن ﻋﺎدﺗﻲ أن أﺗﺄﺧر ﻋن اﻟﻌﻣل و ﻟﻛن ‪...‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٦٠‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻗﺎطﻌﺗﮫ داﻟﯾﺎ ھﺎﺗﻔﺔ ﻓﻲ ﻣرح ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻻ أﺗﺣدث ﻣﻌك ﻛرب ﻋﻣل ﯾﺎ ﻓؤاد ﻟﺗﻠﺗﻣس‬
‫اﻷﻋذار ‪ ..‬ﻛل ﻣﺎ ھﻧﺎك ھو أﻧﻧﻲ ﺷﻌرت ﺑﺎﻟﻘﻠق‬
‫ﻋﻠﯾك و ﻟم أرﻏب ﻓﻲ ﻣﻐﺎدرة اﻟﻘﺻر ﻗﺑل أن‬
‫أطﻣﺋن و إذا ﻛﻧت ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ إﺟﺎزة اﻟﯾوم ﻓﻼ‬
‫ﺑﺄس ‪ ..‬ﺳﯾﺗﻛﻔل رﺟﻼ اﻷﻣن ﺑﺗوﺻﯾﻠﻲ ‪.‬‬

‫ﻧﮭض ﻓؤاد و ھو ﯾﮭﺗف ﺑﺳرﻋﺔ ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺑل ﺳﺄﻗﻠك أﻧﺎ ﺑﺎﻟطﺑﻊ ‪ ..‬اﻣﻧﺣﯾﻧﻲ ﻧﺻف ﺳﺎﻋﺔ‬
‫ﻓﺣﺳب ﺣﺗﻰ أﺳﺗﻌد ‪.‬‬

‫ﻧزﻟت داﻟﯾﺎ إﻟﻰ ردھﺔ اﻟﻘﺻر ﻣرة أﺧرى ؛‬


‫اﻗﺗرﺑت ﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧو و ھﺗﻔت ‪:‬‬
‫ت ﻣوھوﺑﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻋزﻓك راﺋﻊ ﯾﺎ ﻣروة ‪ ..‬أﻧ ِ‬

‫ف واﺣد ﻛﺎن ﺑﺎﺳل‬ ‫ﻗﺑل أن ﺗﻧطق ﻣروة ﺑﺣر ٍ‬


‫ﯾﻘف ﻋﻧد ﺑﺎب اﻟﻣﻛﺗب و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣروة ﻋﺎزﻓﺔ ﻣﺎھرة رﻏم أن ھذا ﻟﯾس ﻣﺟﺎل‬
‫دراﺳﺗﮭﺎ ‪ ..‬ﻛﺎﻧت ﺗدرس ﻓﻲ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ﻗﺑل‬
‫أن أﺗزوﺟﮭﺎ و ﺗﺗرك اﻟدراﺳﺔ و ﺗﺗﻔرغ ﻟرﻋﺎﯾﺔ‬
‫أوﻻدھﺎ ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٦١‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺿﯾق ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺗﻘﺻد ﻗﺑل أن ﺗﺗﺧ َل ﻋن طﻣوﺣﮭﺎ و ﺗﺳﻣﺢ ﻟك‬
‫ﺑﺄن ﺗﺳﺗﻌﺑدھﺎ ‪..‬‬

‫ﺛم اﻟﺗﻔﺗت إﻟﻰ ﻣروة و أردﻓت ‪:‬‬


‫‪ -‬آﺳﻔﺔ ‪ ..‬ﻟم أﻗﺻد أن أﺟرﺣك ‪ ..‬ﻟﻛن ﻟو ﻛﻧت‬
‫ﻣﻛﺎﻧك ﻟم أﻛن ﻷﺳﻣﺢ ﻟﮭذا اﻟطﺎﻏﯾﺔ ﺑﺄن ﯾدﻓن‬
‫ﻣوھﺑﺗﻲ و ﯾﺗﻔﺎﻧﻰ ﻓﻲ اﺳﺗﻐﻼﻟﻲ ‪.‬‬

‫ھذه اﻟﻣرة أﯾﺿﺎ ً ﻟم ﺗﻘل ﻣروة ﺣرﻓﺎ ً واﺣداً ﻓﻘد‬


‫ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺑرود ‪:‬‬
‫ت ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ﯾﺎ آﻧﺳﺔ داﻟﯾﺎ و ﻟن ﺗﻛوﻧﻲ ‪..‬‬ ‫‪ -‬ﻟﺳ ِ‬
‫روﺣك اﻟﻘﺗﺎﻟﯾﺔ ﻗد ﺗﺟﻌﻠك ﺳﯾدة أﻋﻣﺎل ﻣﻣﺗﺎزة‬
‫و ﺗﻧﺟﺣﯾن ﻓﻲ إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ‬
‫ﺳﺗﺗرﻛك ﻣﺟرد ﻋﺎﻧس ﺗﺟﻠس ﻓوق ﺗﻠﺔ ﻣن‬
‫اﻟﻣﺎل و ھﻲ ﺗﻌﯾﺳﺔ و ﻣﺣروﻣﺔ ‪.‬‬

‫اﻧدﻓﻌت داﻟﯾﺎ ﺗﻐﺎدر اﻟﻘﺻر و ﻋﻧدﻣﺎ ﻧزل ﻓؤاد‬


‫إﻟﻰ اﻟردھﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻣوﺟودة ؛ و ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺄل‬
‫ﻋﻧﮭﺎ ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺣدة ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻟم ﺗﺣب ﺳﻣﺎع اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ و ذھﺑت ﻟﺗﻠﻌق ﺟراﺣﮭﺎ‬
‫ﻣﻛﺎن آﺧر ‪ ..‬ھل ﻟدﯾك ﻣﺎﻧﻊ ؟‬
‫ٍ‬ ‫ﻓﻲ‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٦٢‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫دﺧل ﺑﺎﺳل إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺗب و أﻏﻠق اﻟﺑﺎب ﺧﻠﻔﮫ ﻓﻲ‬


‫ﻋﻧف ﻓﺎﻟﺗﻔت ﻓؤاد إﻟﻰ ﻣروة وھﺗف ﻓﻲ ﺣﯾرة ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎذا ﺣدث ؟ ‪ ..‬ھل ﺗﺷﺎﺟرا ﻣرة أﺧرى ؟‬

‫أﺷﺎﺣت ﻣروة ﺑﻌﯾوﻧﮭﺎ ﻋﻧﮫ و ھﻣﺳت ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻻ أدري ‪ ..‬ﻟﺳت واﺛﻘﺔ ﻣن أن ﻣﺎ ﺣدث ﯾﻣﻛن‬
‫أن ﯾﻛون ﻣﺷﺎﺟرة ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﺣرﻓﻲ ‪ ..‬ﺑﺎﺳل‬
‫ﯾﺷك ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﻣور اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻌﺟﺑﮫ و ھذا‬
‫ب ﻣﻔﺗرس و أﻧﺻﺣك ﺑﺄﻻ‬ ‫ﯾﺟﻌﻠﮫ ھﺎﺋﺟﺎ ً ﻛذﺋ ٍ‬
‫ﺗﻘﺗرب ﻣﻧﮫ و ھو ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ‪.‬‬

‫ﺷﺣب وﺟﮫ ﻓؤاد ﺑﺷدة و اﺑﺗﻠﻊ رﯾﻘﮫ ﺑﺻﻌوﺑﺔ‬


‫و ھو ﯾﮭﻣس ‪:‬‬
‫‪ -‬ﯾﺷك ؟! ‪ ..‬ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺷك ﺑﺎﻟﺿﺑط ؟‬

‫ﻧﮭﺿت ﻣروة ﻣن ﺧﻠف اﻟﺑﯾﺎﻧو و ھﺗﻔت ﻓﻲ‬


‫ﻋﺻﺑﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻓﻲ أن ھﻧﺎك أﻣراً ﺧﻔﯾﺎ ً ﺑﯾﻧك و ﺑﯾن داﻟﯾﺎ ‪..‬‬
‫ﻣﺷروع ﺧطوﺑﺔ ﻣﺛﻼً ‪.‬‬

‫اﻧﻔرﺟت أﺳﺎرﯾر ﻓؤاد و ﺗﻧﮭد ﻓﻲ ارﺗﯾﺎح ﻗﺑل‬


‫أن ﯾﺗﻣﺗم ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻋﺟﺑﺎ ً ‪ ..‬ﻣن أوﺣﻰ ﻟﮫ ﺑﮭذه اﻟﻔﻛرة اﻟﻐرﯾﺑﺔ ؟‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٦٣‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھﺗﻔت ﻣروة ﻓﻲ ﻋﺻﺑﯾﺔ ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟﯾﺳت ﻏرﯾﺑﺔ ‪ ..‬ھﻲ ﻓﺗﺎة ﺟﻣﯾﻠﺔ و ﺛرﯾﺔ‬
‫و ﻣرﻏوﺑﺔ و أﻧت ﺷﺎب ﻣﻧﺎﺳب و اﺑن ﻋﻣﮭﺎ‬
‫و ‪ ..‬ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗﺗزوج ‪ ..‬أﻧت ﻟن ﺗظل‬
‫أﻋزﺑﺎ ً ﻵﺧر ﻋﻣرك ‪.‬‬

‫راﺋﺣﺔ اﻟﻐﯾرة ﻛﺎﻧت ﺗﻔوح ﻣن ﺛﻧﺎﯾﺎ ﻛﻼﻣﮭﺎ ‪..‬‬


‫ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺗﻌل ﺑﺎﻟﻐﯾرة ﻣن ﻣﺟرد اﻟﻔﻛرة و ﻟم‬
‫ﯾﻛن ھﻧﺎك ﺳوى ﻣﻌﻧﻰ واﺣد ﻟﮭذا ‪ ..‬ﻣﻌﻧﻰ ﻛﺎن‬
‫ﻓؤاد ﯾﻌرﻓﮫ و ﯾﺗﺟﺎھﻠﮫ ﻣﻧذ ﺳﻧﯾن ‪ ..‬ﻛﺎﻧت‬
‫اﻟﻔﻛرة ﺗﺿﯾف إﻟﻰ ﻋذاﺑﮭﺎ ﻋذاﺑﺎ ً ﺟدﯾداً وﻟم ﯾﻛن‬
‫ﯾﺗﺣﻣل أن ﯾﻔﻌل ھذا ﺑﮭﺎ ‪ ..‬ﻻ ﯾرﯾدھﺎ أن ﺗﺗﺄﻟم‬
‫ﻣﻧﮫ أو ﺑﺳﺑﺑﮫ ؛ ھﻲ ﺗﺗﺣﻣل ﻓوق طﺎﻗﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌل‬
‫ﺑﺳﺑب ﺑﺎﺳل و ﻻ ﯾرﯾد أن ﯾﻛون ﺳﺑﺑﺎ ً ﻟﻠﻣزﯾد ‪..‬‬
‫ﺻﻣت ﻓؤاد طوﯾﻼً ﻗﺑل أن ﯾﮭﻣس ﻓﻲ ﺗردد ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻻ أﺣﺑﮭﺎ ﯾﺎ ﻣروة ‪ ..‬ﻟو ﻟم ﯾﻛن ﻣﻘدراً أن‬
‫أﺗزوج ﻣن اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺷﻘﮭﺎ ﻗﻠﺑﻲ ﻓﻣن‬
‫اﻟﻣؤﻛد أﻧﻧﻲ ﻟن أﺗزوج ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ‪ ..‬ﻛﻣﺎ‬
‫أن داﻟﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻟﯾﺳت ﻣﻐرﻣﺔ ﺑﻲ و ﻓﻛرة‬
‫اﻟزواج ھذه ﻟم ﺗﺧطر ﻋﻠﻰ ذھﻧﮭﺎ ﻣن‬
‫اﻷﺳﺎس ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٦٤‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻟﻣﻌت اﻟدﻣوع ﻓﻲ ﻋﯾون ﻣروة و ھﻲ ﺗﮭﺗف‬


‫ﻓﻲ اﻧﻔﻌﺎل ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻟﻛن ھذه ﺣﻣﺎﻗﺔ ‪ ..‬أﻧت ﻣن ﺣﻘك أن ﺗﺗزوج ‪..‬‬
‫ﻣن ﺣﻘك أن ﺗﻌﯾش و ﺗﺳﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﯾﺎﺗك وﯾﺻﺑﺢ‬
‫ﻟدﯾك أطﻔﺎل ﻣﺛل ﻛل اﻟﻧﺎس ‪ ..‬وداﻟﯾﺎ ﻓرﺻﺔ ‪..‬‬
‫ﻓرﺻﺔ ﯾﺣﻠم ﺑﮭﺎ ﻣﻠﯾون ﺷﺎب ﻋﻠﻰ اﻷﻗل و إذا‬
‫‪ ..‬ﻛﺎﻧت ھﻧﺎك ﻓرﺻﺔ ﻻرﺗﺑﺎطﻛﻣﺎ ﻓﺳﺗﻛون‬
‫أﺣﻣﻘﺎ ً إذا أھدرﺗﮭﺎ و أھدرت ﺣﯾﺎﺗك ﻓﻲ ﺣب‬
‫اﻣرأة ﻻ ﺗﻠﯾق ﺑك و ﻟن ﺗﻛون ﻟك ‪.‬‬

‫ﺻﻣﺗت ﻟﻠﺣظﺔ ﻗﺑل أن ﺗردف ‪:‬‬


‫‪ -‬و ﻻ ﺗﺣﺑك ‪.‬‬

‫أﺳرﻋت ﻣروة ﺗرﺗﻘﻲ اﻟدرج إﻟﻰ اﻟطﺎﺑق‬


‫اﻷﻋﻠﻰ ﺣﯾث دﺧﻠت إﻟﻰ ﻏرﻓﺗﮭﺎ ﺛم اﻧﻔﺟرت‬
‫ﺑﺎﻛﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺧرج ﻓؤاد إﻟﻰ اﻟﺣدﯾﻘﺔ ﺣﯾث اﺳﺗﻘل‬
‫ﺳﯾﺎرﺗﮫ واﻧطﻠق ﺑﮭﺎ ﻧﺣو اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ‪ ..‬دﺧل إﻟﻰ‬
‫ﻣﻛﺗﺑﮫ و ﺟﻠس ﺑﮫ ﻟﻠﺣظﺎت ﻗﺑل أن ﺗﺗﺻل ﻋﻠﯾﮫ‬
‫داﻟﯾﺎ و ﺗطﻠﺑﮫ ﻓﻲ ﻣﻛﺗﺑﮭﺎ ‪.‬‬

‫ﻛﺎﻧت داﻟﯾﺎ ﺗرﻏب ﻓﻲ أن ﺗﺗﺣدث ﻣﻌﮫ ﻋن‬


‫ﺧططﮭﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣوﻗف ؛ ﻛﺎﻧت‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٦٥‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺗﻌﺑث ﻓﻲ أزرار اﻟﺣﺎﺳوب اﻟذي أﻣﺎﻣﮭﺎ و ھﻲ‬


‫ﺗﮭﺗف ﻓﻲ ﻋﺻﺑﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ ﻋﻣل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ و ھﻲ ﻣﺧﺗﺻﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ‪ ..‬ﻛل ﻣﻣﺗﻠﻛﺎﺗﻧﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن‬
‫ﻓﻧﺎدق و ﻣﻧﺗﺟﻌﺎت و ﻣطﺎﻋم ﻓﺧﻣﺔ وﺑواﺧر‬
‫ﺳﯾﺎﺣﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺗﺎﺟر ﻋﻣﻼﻗﺔ ‪..‬‬
‫و أﻏﻠب اﻟظن ھو أن اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺳﺗﺑدأ ﻓﻲ‬
‫ﺗطﺑﯾق ﺑﺿﻊ اﺟراءات اﺣﺗرازﯾﺔ ﻗد ﺗﺗﺿﻣن‬
‫إﻏﻼق اﻟﻣطﺎﻋم وإﯾﻘﺎف ﺣرﻛﺔ اﻟطﯾران‬
‫و ﺗﻘﻠﯾص ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﻣل و ﻟﯾس ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺑﻌد‬
‫أن ﻧﺿطر إﻟﻰ إﯾﻘﺎف اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻔﻧﺎدق‬
‫و اﻟﺑواﺧر ﻷن ﻧﺳﺑﺔ إﺷﻐﺎﻟﮭﺎ ﻗد ﺗﺗدﻧﻰ إﻟﻰ‬
‫اﻟﺻﻔر ‪ ..‬ھذا اﻟوﺿﻊ ﻣؤﻗت ﻟﻛن ﻻ أﺣد‬
‫ﯾﺿﻣن ﻣﺗﻰ ﯾﻧﺗﮭﻲ ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﺳﯾؤدي إﻟﻰ‬
‫اﻧﺧﻔﺎض أﺳﮭﻣﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ و ﺳﯾﺟﻌﻠﻧﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣﺎﻓﺔ اﻹﻓﻼس ‪ ..‬ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻵن أن ﻧﺑﺣث أوﺿﺎع‬
‫اﻟﻌﻣﺎﻟﺔ ﻷﻧﻧﺎ ﺳﻧﺿطر إﻟﻰ ﺗﺳرﯾﺢ ﺑﻌض‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻟدﯾﻧﺎ ﻟﺗﺧﻔﯾض اﻟﻧﻔﻘﺎت أﻣﺎ اﻟﺑﻌض‬
‫اﻵﺧر و اﻟذي ﯾﺟب أن ﻧﺧﺗﺎره ﺑدﻗﺔ ﻷﻧﮫ ﻣن‬
‫ﺳﯾﻘوم ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻣﺎد اﻟﻌﻣل ﺑﻌدﻣﺎ ﺗﻧﺗﮭﻲ ھذه‬
‫اﻷزﻣﺔ ﻓﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻣﻧﺣﮫ إﺟﺎزة ﻣدﻓوﻋﺔ اﻷﺟر‬
‫‪ ..‬أرﯾدك أن ﺗﺣﺳب ﻟﻲ اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺗﺣﻣﻠﮭﺎ‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟو أن اﻟوﺿﻊ ﻗد‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٦٦‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻧﺗﮭﻰ ﺑﻌد ﺷﮭر واﺣد و ﻧﻔس اﻟﺗﻛﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬


‫اﺳﺗﻣراره ﻟﺛﻼﺛﺔ أو ﺳﺗﺔ أﺷﮭر ﺗﺎﻟﯾﺔ ‪.‬‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ ﺣﯾرة ‪:‬‬


‫‪ -‬و ﻣﺎذا ﻋن اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ ؟ ‪ ..‬ﻟدﯾﻧﺎ ﻣﺻﻧﻌﺎن‬
‫ﯾﺎ داﻟﯾﺎ و ‪...‬‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺣدة ‪:‬‬


‫‪ -‬اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ ﻣن ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﻛﺎﺷف و ﻟﯾﺳت‬
‫ﺟزءاً ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺗﻲ أدﯾرھﺎ أم أﻧك ﻟم ﺗﻌﻠم‬
‫ﺑﻌد ﺑﺄن اﻟﺑﺎﺷﻣﮭﻧدس وﺿﻊ ﯾده ﻋﻠﯾﮭﺎ‬
‫و أرﺳل ﻟﻲ إﻧذاراً رﺳﻣﯾﺎ ً ﻋﻠﻰ ﯾد ﻣﺣﺿر‬
‫ﯾﻌﻠﻣﻧﻲ ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﮫ ﺑﺈدارﺗﮭﻣﺎ ﻋن إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺔ‬
‫‪ ..‬أﺻﺑﺣﺎ ﻣﺷﻛﻠﺗﮫ ھو اﻵن و ﯾﻣﻛﻧﮫ ﺣﻠﮭﺎ‬
‫ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾراھﺎ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٦٧‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻣن‬
‫ﻋﻧدﻣﺎ رﻛﺑت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺳﯾﺎرة ﻓؤاد و اﻧطﻠق ﺑﮭﺎ ھﻣﺳت‬
‫ﻓﻲ ﺗردد ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻻ أرﯾد اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻘﺻر ‪.‬‬

‫ﺗﻧﮭد ﻓؤاد ﻓﻲ ﺣرارة و ھﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬و ﻻ أﻧﺎ ‪ ..‬ﻣﺎ رأﯾك ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎھرة ؟ ‪..‬‬
‫ھﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﺗم اﺳﺗﺣداﺛﮭﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺳﻧوات اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ و ﻟم ﺗﺷﺎھدﯾﮭﺎ ‪.‬‬

‫اﻟﺗﻔﺗت ﻧﺣوه داﻟﯾﺎ و ھﺗﻔت ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻣﺎ رأﯾك ﻓﻲ ﺟوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎرة ؟ ‪ ..‬ﻧﺷﺗري ﺑﻌض‬
‫اﻟﺷطﺎﺋر و اﻟﻌﺻﺎﺋر و ﻧﺗﺟول ﻋﻠﻰ اﻟﻧﯾل و ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﯾﺎدﯾن و ﻓوق ﻛوﺑري ﻗﺻر اﻟﻧﯾل ‪ ..‬ﺳﯾﻛون‬
‫ھذا ﻣدھﺷﺎ ً ‪.‬‬

‫أطﺎﻋﮭﺎ ﻓؤاد ﺑﻼ ﺗردد ‪ ..‬ﻛﺎن ﯾرﯾد اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن‬


‫اﻟﻘﺻر ﺑﻘدر اﻹﻣﻛﺎن ﻓﮭو ﻟم ﯾﻛن ﻣﺳﺗﻌداً‬
‫ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ أن ﯾﻘول ﻟﮭﺎ‬
‫طوال ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻛﻠﻣﺔ ﺣب واﺣدة ﻣﻊ أﻧﮫ ﻟم ﯾﺗوﻗف‬
‫ﻋن ﺣﺑﮭﺎ و ﻻ ﻟﻠﺣظﺔ واﺣدة ‪ ..‬ﺗﻘول أﻧﮭﺎ ﻻ‬
‫ﺗﺣﺑﮫ و ﯾﻌرف ﻛم ھﻲ ﻛﺎذﺑﺔ ‪ ..‬ﯾﻌرف أن ﻗﻠﺑﮭﺎ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٦٨‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻷﺣﻣق أوﻗﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﻏرام آﺧر ﺷﺧص ﻣن‬


‫اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗرﺗﺑط ﺑﮫ و ارﺗﺿﻰ ﻟﮭﺎ اﻟﻌذاب ﻓﻲ‬
‫زواج ﺑﻼ ﺣب و ﺣب ﺑﻼ زواج و ﺣﯾﺎة ﺑﻼ‬
‫أﻣل و ﻣﺳﺗﻘﺑل ﺑﻼ ﺣﯾﺎة ‪.‬‬

‫ﻏرﻗت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ أﻓﻛﺎرھﺎ و ﻛﻼم ﺑﺎﺳل ﻻ ﯾزال‬


‫ﯾﺗردد ﻓﻲ أذﻧﯾﮭﺎ ‪ ..‬ﻟم ﯾﺟرﺣﮭﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾزال‬
‫ﯾﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ و ﯾرى أﻧﮭﺎ أﻗل ﻣن أن ﺗﻛون‬
‫ت طوﯾﻠﺔ‬ ‫زوﺟﺗﮫ رﻏم أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻓﺣت ﻟﺳﻧوا ٍ‬
‫ﻟﺗﺻﺑﺢ اﻣرأة ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أن ﺗﺑﮭره و ﺗﺟﻌﻠﮫ‬
‫ﯾﻧدم ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻗد ﺟرح ﻛراﻣﺗﮭﺎ و أھﺎن أﻧوﺛﺗﮭﺎ‬
‫ﯾوم ﻣن اﻷﯾﺎم ﺑﻘدر ﻣﺎ ﺟرﺣﮭﺎ أﻧﮫ ﯾراھﺎ‬ ‫ﻓﻲ ٍ‬
‫ﻣﺟرد ﻓﺎﺷﻠﺔ ﻋﺎﺟزة ﻋن أن ﯾﻛون ﻟﮭﺎ ﺣﯾﺎة‬
‫و ﺑﯾت و زوج ‪ ..‬ﻻ ﺗﻔﮭم ﻟﻣﺎ ﯾﻌﺎﻣﻠﮭﺎ ﺑﻛل ﺗﻠك‬
‫اﻟﻘﺳوة و ﻻ ﻟﻣﺎ ﯾﻛون ﺣﻛﻣﮫ ﻋﻠﯾﮭﺎ دوﻣﺎ ً ﺑﻛل‬
‫ھذا اﻟﺟور ‪ ..‬ھﻲ ﻟم ﺗذﻧب ﻓﻲ ﺣﻘﮫ و ﻻ ﻓﻲ‬
‫ﺣق أﺣد إﻻ إذا ﻛﺎن ﻛل ذﻧﺑﮭﺎ ھو أﻧﮭﺎ ﻗد أﺣﺑﺗﮫ‬
‫ﯾوم ﻣن اﻷﯾﺎم و ﻻ زاﻟت ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن‬ ‫ﻓﻲ ٍ‬
‫ﺗﺑرأ ﻣن ھذا اﻟﺣب ‪.‬‬

‫ﻛﺎن ﻓؤاد ﻗد أوﻗف اﻟﺳﯾﺎرة ﻓوق ھﺿﺑﺔ اﻟﻣﻘطم‬


‫وﻛﺎﻧت اﻟﻘﺎھرة ﺗﺑدو ﻣﺗﻸﻟﺋﺔ ﺑﺎﻷﻧوار ﺗﺣت‬
‫أﻗداﻣﮭﻣﺎ ‪ ..‬ﻛﺎن اﻟﻣﻧظر ﺳﺎﺣراً ﻟﻛن ذھﻧﮭﻣﺎ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٦٩‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ظل ﺷﺎرداً ﻋن ﺟﻣﺎﻟﮫ أو ﻋن اﻟﺗرﻛﯾز ﻓﻲ‬


‫اﻟﺷطﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﺑدآ ﻓﻲ أﻛﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﻣت ‪..‬‬
‫اﻟﺗﻔﺗت داﻟﯾﺎ ﻧﺣو ﻓؤاد ﻓﺟﺄة و ھﺗﻔت ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎ رأﯾك ﺑﻲ ؟‬

‫ﺗوﻗف ﻓؤاد ﻋن ﻗطم اﻟﺷطﯾرة اﻟﺗﻲ ﻓﻲ ﯾده‬


‫و اﻟﺗﻔت ﻧﺣوھﺎ ھﺎﻣﺳﺎ ً ﻓﻲ ﺗردد ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣن أﯾﺔ ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺿﺑط ؟‬

‫ھﻣﺳت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗوﺗر ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻛﻔﺗﺎة ‪ ..‬ھل أﺑدو ﻟك ﻣﻧﻔرة ﻣﺛﻼً ؟ ‪ ..‬أو رﺑﻣﺎ‬
‫دﻣﯾﻣﺔ ؟ ‪ ..‬ﻗل اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﯾﺎ ﻓؤاد ﺑﺎ ﻋﻠﯾك ‪..‬‬
‫أﻧت ﺷﺎب ﻓﻛﯾف ﺗرى ﻓﺗﺎة ﻣﺛﻠﻲ ؟ ‪..‬‬
‫أﻗﺻد ‪....‬‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ ﺿﯾق ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻣﺎ اﻟذي ﻗﺎﻟﮫ ﺑﺎﺳل ﻟكِ ھذا اﻟﺻﺑﺎح ؟ ‪ ..‬أﻋرف‬
‫أﻧﮫ ﯾﺻﺑﺢ وﻏداً ﻟﺋﯾﻣﺎ ً ﻋﻧدﻣﺎ ﯾرﻏب و ﻟﻛن ﻣن‬
‫اﻟواﺿﺢ أﻧﮫ ھذه اﻟﻣرة ﻛﺎن أﺳوأ ﻣن ھذا‬
‫ﺑﻛﺛﯾر ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٧٠‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻟﻣﻌت اﻟدﻣوع ﻓﻲ ﻋﯾون داﻟﯾﺎ و ھﻣﺳت ‪:‬‬


‫‪ -‬ھذه ﻟﯾﺳت إﺟﺎﺑﺔ ﯾﺎ ﻓؤاد ‪ ..‬أرﯾد أن أﺳﻣﻊ‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟو ﺳﻣﺣت و أﻧﺎ ﻟن أﻟوﻣك ﻋﻠﯾﮭﺎ ‪ ..‬ﻛل‬
‫ﻣﺎ أرﯾده ھو أن ﺗﻛون أﻣﯾﻧﺎ ً ﻣﻌﻲ وﺗﻘول رأﯾك‬
‫ﺑﺻراﺣﺔ ‪.‬‬

‫وﺿﻊ ﻓؤاد اﻟﺷطﯾرة ﻣن ﯾده و ھﺗف ﻓﻲ‬


‫ﺻدق ‪:‬‬
‫ت ﺟذاﺑﺔ ﻻﺑد ﻣن أن‬‫‪ -‬اﻟرﺟل اﻟذي ﻻ ﯾرى ﻛم أﻧ ِ‬
‫ﯾﻛون أﻋﻣﻰ ﯾﺎ دوﻟﻠﻲ ‪ ..‬و اﻟذي ﻻ ﯾدرك ﻛم‬
‫ت ﻗوﯾﺔ و ﺣﯾوﯾﺔ و ﻣﻧطﻠﻘﺔ ﻻﺑد ﻣن أن ﯾﻛون‬ ‫أﻧ ِ‬
‫أﺣﻣﻘﺎ ً ‪ ..‬أﺟﻣل ﻣﺎ ﻓﯾكِ ﯾﺎ ﻋزﯾزﺗﻲ ھو روﺣك‬
‫اﻟﻘﺗﺎﻟﯾﺔ و ﻋﻧﺎدك و إﺻرارك ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫رأﺳك ﻓﮭو ﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﺷﺧﺻﯾﺗك ﻣﺛﯾرة‬
‫و ﻣﺗﻔردة ‪.‬‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﻣرارة ‪:‬‬


‫‪ -‬روﺣﻲ اﻟﻘﺗﺎﻟﯾﺔ و إﺻراري ﻗد ﯾﺟﻌﻼن ﻣﻧﻲ‬
‫ﺳﯾدة أﻋﻣﺎل ﻧﺎﺟﺣﺔ ﯾﺎ ﻓؤاد ﻟﻛﻧﮭﻣﺎ ﻟن ﯾﺟﻌﻼ‬
‫ﻣﻧﻲ اﻣرأة ﺳﻌﯾدة و ﻣﺳﺗﻘرة ‪ ..‬أﻧت ﻣﺛﻼً ‪ ..‬ھل‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗزوج ﺑﻔﺗﺎة ﻷن ﺷﺧﺻﯾﺗﮭﺎ ﺟذاﺑﺔ‬
‫أو ﻷﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟذﻛﺎء ؟ ‪ ..‬أو ‪ ..‬ﺑﺎﻷﺣرى ‪..‬‬
‫ھل ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗزوﺟﻧﻲ أﻧﺎ ﺑﺎﻟذات ؟‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٧١‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺑﮭت وﺟﮫ ﻓؤاد ﻟﻠﺣظﺔ ﻗﺑل أن ﯾﺗظﺎھر ﺑﺎﻟﻣرح‬


‫و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ ﺷطﺎﺋر اﻟﻔول ‪ ..‬ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻲّ أن‬
‫أطﺎوﻋك و أﺷﺗرﯾﮭﺎ ‪ ..‬ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟم أﻋرف ﻣن‬
‫ﻗﺑل أن أوﻟﻰ ﻋوارض اﻟﺗﺳﻣم ھو اﻟﮭذﯾﺎن ‪.‬‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﻣرارة ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻓﮭﻣت ‪ ..‬اﻹﺟﺎﺑﺔ ھﻲ ﻻ ﻟﻸﺳف ‪.‬‬

‫ﻧزﻟت داﻟﯾﺎ ﻣن اﻟﺳﯾﺎرة ووﻗﻔت ﺗﺗﺄﻣل اﻟﻣﻧظر‬


‫ﺗﺣت ﻗدﻣﯾﮭﺎ و ﻗد ﻋﻘدت ذراﻋﯾﮭﺎ ﺣول‬
‫ﺻدرھﺎ و ھﻲ ﺗﺷﻌر ﺑﺄن ﺟﺳدھﺎ ﯾرﺗﺟف ‪..‬‬

‫ﻛﺎﻧت اﻟدﻣوع ﺗﻧﺳﺎب ﻣن ﻋﯾوﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﻣت‬


‫و ھﻲ ﺗﻌﺟز ﻋن أن ﺗﻛﺑﺣﮭﺎ و ﻻ ﺗﺣﺎول أن‬
‫ﺗﻔﻌل ‪..‬‬

‫ﻧزل ﻓؤاد ﻣن اﻟﺳﯾﺎرة و ﺧﻠﻊ ﺳﺗرﺗﮫ و وﺿﻌﮭﺎ‬


‫ﻋﻠﻰ ﻛﺗﻔﻲ داﻟﯾﺎ ﻗﺑل أن ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟزواج ﻣن ﻓﺗﺎة ﻣﺛﻠك ﻓرﺻﺔ ﯾﺗﻣﻧﺎھﺎ ﻣﻠﯾون‬
‫ﺷﺎب ﻋﻠﻰ اﻷﻗل و ﻟﻛن أﻧﺎ اﻷﺣﻣق اﻟوﺣﯾد ﻓﻲ‬
‫ھذا اﻟﻌﺎﻟم اﻟذي ﻟن ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾطﺑق ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﮫ‬
‫ﻋﻠﯾﮭﺎ ‪ ..‬ﻓﺄﻧﺎ ‪ ..‬أﻧﺎ ﻟﺳت ﺣراً ﯾﺎ داﻟﯾﺎ ‪ ..‬أﻧﺎ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٧٢‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫أﺣب اﻣرأة و ﻟديّ أﺳﺑﺎب ﺗﻣﻧﻊ ارﺗﺑﺎطﻲ ﺑﮭﺎ‬


‫و ﻣﻊ ھذا ‪ ..‬ﻻ أﺳﺗطﯾﻊ أن أﺗزوج و أﻧﺎ أﻋﻠم‬
‫أﻧﻧﻲ ﺳﺄﻣﻧﺢ زوﺟﺗﻲ ﺟﺳداً ﺑﻼ ﻗﻠب ﻷن ھذا‬
‫ظﻠم ﻻ أرﺿﺎه ﻟكِ و ﻻ ﻷﯾﺔ اﻣرأة ‪.‬‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﻟوﻋﺔ ‪:‬‬


‫‪ -‬و أﻧﺎ ﻻ أﺣﺑك ﯾﺎ ﻓؤاد و ﻻ أرﻏب ﻓﻲ اﻟزواج‬
‫ﺑدون ﺣب ‪ ..‬و ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻻ أرﯾد أن أﺻﺑﺢ ﻋﺎﻧﺳﺎ ً‬
‫ﺗﻌﯾﺳﺔ ﺗرﻗد ﻓوق ﺗﻠﺔ ﻣن اﻟﻣﺎل ‪ ..‬اﻟرﺟل‬
‫اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾﺗﻣﺳك ﻗﻠﺑﻲ اﻷﺑﻠﮫ ﺑﺣﺑﮫ ﯾﺻر‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﻧﻲ ﻟﺳت ﻛﻔؤاً ﻟﮫ ‪ ..‬ﻻ أﻋرف إﻟﻰ ﻣﺗﻰ‬
‫ﺳﯾظل ﯾراﻧﻲ أﻗل ﻣن ﻧﺻف اﻣرأة و ﻻ أﻓﮭم‬
‫ﻟﻣﺎ ﯾﻔﻌل ھذا ﺑﻲ ‪ ..‬إذا ﻛﺎﻧت أﻣﻲ اﯾطﺎﻟﯾﺔ‬
‫أو ﻛﺎﺛوﻟﯾﻛﯾﺔ ﻓﮭذا ﻟﯾس ذﻧﺑﻲ ‪ ..‬ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻟﯾس‬
‫ﻋﯾﺑﺎ ً ﻟﯾﻌﺎﯾرﻧﻲ ﺑﮫ ‪..‬‬

‫ﻣﺳﺢ ﻓؤاد اﻟدﻣوع ﻋن وﺟﮭﮭﺎ و ھﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺑﺎﺳل ﻟﯾس ﺷﺎﺑﺎ ً ﻣﻧدﻓﻌﺎ ً ﺑل ھو رﺟل ﻓﻲ‬
‫اﻷرﺑﻌﯾن و ﻟدﯾﮫ زوﺟﺔ و أوﻻد و أوﻟوﯾﺎت ﻟن‬
‫ﺗﻛون ﻋواطﻔﮫ ﻧﺣوك ﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ‬
‫‪ ..‬ﻣن اﻟواﺿﺢ أن ﻗﺻﺔ ﺣﺑك ﻓﺎﺷﻠﺔ ﻣﺛل‬
‫ﻗﺻﺗﻲ ﺗﻣﺎﻣﺎ ً ﯾﺎ ﺑﻧت ﻋﻣﻲ و ﻟﻧﻔس اﻟﺳﺑب ‪..‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٧٣‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ت ﻣﺗﺄﺧرة و ﻟم ﯾﻌد ﻟكِ‬


‫ﺳوء اﻟﺗوﻗﯾت ‪ ..‬أﺗﯾ ِ‬
‫ﻣﻛﺎن ﻓﻲ ﺣﯾﺎة ﺑﺎﺳل ﻟﻸﺳف ‪.‬‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﻣرارة ‪:‬‬


‫‪ -‬ھذا ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮫ ﺑزواﺟﮫ أو أوﻻده ﺑل ھو‬
‫ﯾرﻓﺿﻧﻲ ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ ‪ ..‬ﺣﺗﻰ ﻣن ﻗﺑل أن‬
‫ﯾﺧطب ﻣروة ﻟم ﯾﻛن ﯾرﻏب ﻓﻲ ﺣﺑﻲ ‪..‬‬
‫اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑﻲ أﻧﺎ ﯾﺎ ﻓؤاد ‪ ..‬ﺷﻲء ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﮫ ﯾﻧﻔر‬
‫ﻣﻧﻲ و ﯾﺳﺗﮭﯾن ﺑﻌواطﻔﻲ و ﻻ ﯾرﻏﺑﮭﺎ ‪.‬‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ ارﺗﺑﺎك ‪:‬‬


‫‪ -‬أﺗﻘﺻدﯾن أن ﻋواطﻔك ھذه ﻗدﯾﻣﺔ و أﻧكِ‬
‫ت ﺑﺎﺳل ﺑﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل ؟ ‪ ..‬ﻣﺗﻰ ﻛﺎن‬ ‫ﺻﺎرﺣ ِ‬
‫ھذا ؟ ‪ ..‬ﻗﺑل ﺳﻔرك إﻟﻰ اﯾطﺎﻟﯾﺎ ؛ أﻟﯾس‬
‫ت ﺣﻣﻘﺎء‬ ‫ﻛذﻟك ؟ ‪ ..‬ﯾﺎ إﻟﮭﻲ !! ‪ ..‬ھل أﻧ ِ‬
‫ت ﻣﺟرد طﻔﻠﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﮫ ‪..‬‬‫ﯾﺎ دوﻟﻠﻲ ؟ ‪ ..‬ﻛﻧ ِ‬
‫ﻛم ﻛﺎن ﻋﻣرك وﻗﺗﮭﺎ ؟ ‪ ..‬ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ ً أو‬
‫أرﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً ؛ أﻟﯾس ﻛذﻟك ؟‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗوﺗر ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻻ دﺧل ﻟﻠﺳن ﺑﺎﻟﻌواطف ﯾﺎ ﻓؤاد ‪ ..‬ﻛﻧت‬
‫ﺻﻐﯾرة ﻓﻲ اﻟﺳن ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻛﻧت أﺣﺑﮫ ‪..‬‬
‫و ﻟﻸﺳف ﻻ زﻟت أﺣﺑﮫ ‪ ..‬ﻻ اﻟﺳﻧﯾن ﻏﯾرت‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٧٤‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻋواطﻔﻲ ﻧﺣوه و ﻻ اﻟﺧﺑرة و ﻻ ﺣﺗﻰ اﻟﺗﺟﺎرب‬


‫‪ ..‬أﺗظن أﻧﻧﻲ ﻟم أﺣﺎول أن أﻧﺳﺎه و أﻋﯾش‬
‫ﺣﯾﺎﺗﻲ ؟ ‪ ..‬أﺗظن أﻧﻧﻲ ﻟم ﯾﻛن أﻣﺎﻣﻲ أﻟف‬
‫ﺑرﺟل ﻏﯾره ؟ ‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫ﻓرﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻷرﺗﺑط‬
‫ﻟﻛﻧﻧﻲ أرﯾده ھو ‪ ..‬ھو ﻓﺣﺳب ‪ ..‬ﻗﻠﺑﻲ اﻷﺣﻣق‬
‫ﻻ ﯾرﺿﻰ ﻋﻧﮫ ﺑدﯾﻼً ‪.‬‬

‫وﺿﻊ ﻓؤاد ﯾدﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﻛﺗﻔﯾﮭﺎ و ھﺗف ﻓﻲ رﻓق ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻣﺎ أﻗﺻده ﯾﺎ ﻋزﯾزﺗﻲ ھو أﻧﮫ أﯾﺎ ً ﻣﺎ ﻛﺎن ﻗد‬
‫ﻗﺎﻟﮫ ﺑﺎﺳل أو ﻓﻌﻠﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﺻﺎرﺣﺗﯾﮫ ﺑﻌواطﻔك‬
‫ﻓﻠﯾس ﻣن ﺣﻘك أن ﺗﻠوﻣﯾﮫ ﻋﻠﯾﮫ ‪ ..‬أي ﺷﺎب ﻓﻲ‬
‫اﻟﺳﺎدﺳﺔ و اﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ﻋﻣره ﻟن ﺗﺗﺣرك‬
‫ﻋواطﻔﮫ ﻧﺣو طﻔﻠﺔ ﻓﻲ ﺳﻧك وﻗﺗﮭﺎ إﻻ إذا ﻛﺎن‬
‫ﻣرﯾﺿﺎ ً ﻧﻔﺳﯾﺎ ً أو ﻣﺧﺗل اﻟﻌﻘل و أﻧﺎ واﺛق ﻣن‬
‫أن اﻋﺗراﻓك اﻟﺻرﯾﺢ ﺑﻌواطﻔك ﻗد ﺻدﻣﮫ‬
‫و أرﺑﻛﮫ ‪ ..‬أﻧﺎ واﺛق ﻣن أﻧﮫ ﻗد ﻋﺎﻣﻠك ﺑﻘﺳوة‬
‫رﺑﻣﺎ ﻻ زاﻟت ﺗﺟرﺣك ﺣﺗﻰ اﻵن ﻟﻛﻧﮫ ﻣﻌذور‬
‫ﻗﺎس ﺑطﺑﯾﻌﺗﮫ و ﻻ ﯾﺟﯾد ﻓﮭم اﻟﻌواطف‬ ‫‪ ..‬ﺑﺎﺳل ٍ‬
‫و ﺣﺗﻰ إﻟﻰ اﻵن ‪ ..‬اﻧظري إﻟﻰ ﻣروة‬
‫و ﺳﺗﻌرﻓﯾن ﻣﺎ أﻗﺻده ‪..‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٧٥‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺑدأت ﻗطرات اﻟﻣطر ﻓﻲ اﻟﺗﺳﺎﻗط ﻓوق رأﺳﯾﮭﻣﺎ‬


‫ﻓﻌﺎدا إﻟﻰ اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﺗﻲ اﻧطﻠق ﺑﮭﺎ ﻓؤاد و ھو‬
‫ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬أظن أن اﻟﻣطر ﺳﯾزداد ﺷدة ﻓﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن‬
‫ﺗﻣر اﻟﺑﻼد ﺑﻣوﺟﺔ ﻣن اﻟطﻘس اﻟﺳﻲء ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ‬
‫ھذا اﻷﺳﺑوع ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٧٦‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺗﺎﺳﻊ‬
‫اﺳﺗﯾﻘظت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺻﺑﺎح اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﺻوت‬
‫ﺿﺟﺔ و ﺣرﻛﺔ ﻏﯾر ﻣﺳﺑوﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺻر ﻗﺑل أن ﯾطرق‬
‫ﻓؤاد ﺑﺎب ﻏرﻓﺗﮭﺎ و ﯾدﺧل إﻟﯾﮭﺎ و ھو ﯾﺑدو ﻣﺿطرﺑﺎ ً ‪..‬‬
‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻐرب ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣﺎذا ھﻧﺎك ﯾﺎ ﻓؤاد ؟‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ ﺗوﺗر ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻣﺻﯾﺑﺔ ﯾﺎ داﻟﯾﺎ ‪ ..‬ﯾﺑدو أن أﺣد ﻣوظﻔﻲ ﻣﺻﻧﻊ‬
‫اﻟﻠﺣوم أﺻﯾب ﺑﻔﯾروس ﻛوروﻧﺎ و اﻧﺗﻘﻠت ﻣﻧﮫ‬
‫اﻟﻌدوى إﻟﻰ ﺑﺎﺳل ﻋﻠﻰ أﻏﻠب اﻟظن ‪.‬‬

‫اﻧﺗﻔﺿت داﻟﯾﺎ ﺑﺷدة و ھﺗﻔت ﻓﻲ ذﻋر ‪:‬‬


‫‪ -‬و أﯾن ھو ﺑﺎﺳل اﻵن ؟‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ ذﻋر ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻻ أدري ‪ ..‬اﺗﺻل ﺑﻲ و أﯾﻘظﻧﻲ ﻣن اﻟﻧوم‬
‫و أﺧﺑرﻧﻲ ﺑﺄﻧﮫ ﺳﯾﻌزل ﻧﻔﺳﮫ ﻣﻧزﻟﯾﺎ ً ﺣﺗﻰ‬
‫ﺗﻧﺗﮭﻲ ﻣدة إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻌدوى و ﻟﻛن ﺧﺎرج‬
‫اﻟﻘﺻر و ﻟم ﯾﻘل أﯾن ‪ ..‬اﻟﻣﮭم ھو أﻧﮫ أرﺳل‬
‫إﻟﯾﻧﺎ رﺟﺎﻻً ﺳﯾﻘوﻣون ﺑﺗﻌﻘﯾم اﻟﻘﺻر ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل‬
‫ﻛﻣﺎ أن ھﻧﺎك طﺑﯾﺑﺎ ً ﺳﯾﻔﺣص اﻟﺟﻣﯾﻊ و ﯾﺟري‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٧٧‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻟﻧﺎ اﻟﺗﺣﻠﯾﻼت اﻟﻼزﻣﺔ ﻷﻧﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ً ﻣن اﻟﻣﻣﻛن‬


‫أن ﺗﻛون اﻟﻌدوى ﻗد اﻧﺗﻘﻠت إﻟﯾﻧﺎ و ﻟﻛن‬
‫اﻷﻋراض ﻟم ﺗظﮭر ﻋﻠﻰ أي ٍ ﻣﻧﺎ ﺑﻌد ‪.‬‬

‫ﻟم ﺗﻌﺑﺄ داﻟﯾﺎ ﺑﺎﻟﻌﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم أﺧذھﺎ ﻣﻧﮭﺎ و ﻻ‬


‫ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل ؛ و ﻟم ﺗﻛﺗرث ﺑﺎﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ظﻠت ﺑﺎﻟﻘﺻر طوال اﻟﻧﮭﺎر و ﻻ ﺑﺎﻟﻘرارات‬
‫اﻟﺗﻲ اﺿطرت ﻹﺗﺧﺎذھﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺷﺂت اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ‬
‫ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ھﺎﺗﻔﯾﺎ ً ﻷﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ اﻟﺧروج ﻣن‬
‫اﻟﻘﺻر ﺣﺗﻰ ظﮭور ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺣﺎﻟﯾل ‪ ..‬ﻛل ﻣﺎ‬
‫ﻛﺎﻧت ﺗﻔﻛر ﻓﯾﮫ ھو ﺑﺎﺳل ‪ ..‬إﻟﻰ أﯾن ذھب ؟ ‪..‬‬
‫و ﻛﯾف ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﯾرﻋﻰ ﻧﻔﺳﮫ و ھو‬
‫ﻣرﯾض وﻻ أﺣد ﻣﻌﮫ ؟ ‪ ..‬و ھل ﺳﯾﻧﺟو ؟ ‪..‬‬
‫ﻻ ﺗﺗﺣﻣل ﻓﻛرة أن ﯾﻣوت أو أﻧﮭﺎ ﻗد ﺗﺧﺳره ‪..‬‬
‫ﺗﻌرف أﻧﮫ ﻻ ﯾرﯾدھﺎ و ﻻ ﻣﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ‬
‫رﻏم أﻧﮫ ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﻛﻠﮭﺎ و ﻻ ﺣﯾﺎة ﻟﮭﺎ ﺑدوﻧﮫ و ﻻ‬
‫ﻛﺎﻧت اﻟﺣﯾﺎة أﺻﻼً إن ﻟم ﯾﻛن ﻓﯾﮭﺎ ‪.‬‬

‫اﺗﺻﻠت داﻟﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺻم ﻓﻘد ﻛﺎﻧت واﺛﻘﺔ ﻣن‬


‫أﻧﮫ ھو اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾدﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﻗرر ﺑﺎﺳل أن ﯾﺧﺗﻔﻲ ﺑﮫ ﺣﺗﻰ‬
‫ﯾﺷﻔﻰ أو ﯾﻘﺿﻲ ﻧﺣﺑﮫ و ﻟم ﺗﺗردد ﻟﺣظﺔ واﺣدة‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٧٨‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻗﺑل أن ﺗﺣﻣل ﺣﻘﯾﺑﺗﮭﺎ و ﺗرﻛب ﻓﻲ ﺳﯾﺎرة‬


‫اﻟﺣرس و ﺗﺄﻣرھﻣﺎ ﺑﺄﺧذھﺎ إﻟﻰ اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﻛﺎن ﺑﺎﺳل ﯾﻘف ﻓﻲ ﻣطﺑﺦ اﻟﯾﺧت و ھو ﯾﺣﺎول‬


‫أن ﯾﺻﻧﻊ ﺑﻌض اﻟﺷطﺎﺋر ؛ ﻛﺎن ﯾﺷﻌر‬
‫ﺑﺎﻻرﺗﯾﺎح ﻓﻘد اﺗﺻل ﺑﮫ ﻓؤاد ﻟﺗوه و طﻣﺄﻧﮫ إﻟﻰ‬
‫أن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺣﺎﻟﯾل ﻗد ظﮭرت و أن ﻣروة‬
‫و اﻷوﻻد ﺑﺧﯾر و ﻟم ﺗﺻﯾﺑﮭم اﻟﻌدوى ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ‬
‫ﻟم ﺗﺻب أﺣداً ﻣن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻘﺻر ‪..‬‬
‫ﺗﻧﺎھﻰ إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻣﻌﮫ ﺻوت زورق ﯾدور ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﯾﺧت ﻗﺑل أن ﯾﺗوﻗف ﻓﺧرج إﻟﻰ اﻟﺳطﺢ ‪.‬‬

‫ﻋﻘد ﺑﺎﺳل ﺣﺎﺟﺑﯾﮫ ﺑﺷدة ﻋﻧدﻣﺎ رأى داﻟﯾﺎ ‪..‬‬


‫ﻛﺎﻧت ﺗﺿﻊ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮭﺎ ﻛﻣﺎﻣﺔ و ﺗرﺗدي‬
‫ﻗﻔﺎزات طﺑﯾﺔ ﻣﺛﻠﮫ ﺗﻣﺎﻣﺎ ً و ھﻲ ﺗﻘﺗرب ﻣﻧﮫ‬
‫ھﺎﺗﻔﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ظﻧﻧت أﻧﻧﻲ ﺳﺄﻋﺛر ﻋﻠﯾك ﻓﻲ ﺷﻘﺗك اﻟﻘدﯾﻣﺔ‬
‫ﻟﻛن ﯾﺧﺗك ھذا ھو آﺧر ﻣﻛﺎن ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن‬
‫أن ﯾﺧطر ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻲ ‪ ..‬اﺣﺗﺎج اﻷﻣر إﻟﻰ ﯾوﻣﯾن‬
‫ﻷﻛﺗﺷف أﯾن أﻧت ﺑﺎﻟﺿﺑط ‪ ..‬ﺛم ‪ ..‬أﻻ ﺗﺳﻣﻊ‬
‫ﻧﺷرة اﻷﺧﺑﺎر ؟ ‪ ..‬ﻣوﺟﺔ ﻣن اﻟطﻘس اﻟﺳﻲء‬
‫ﺳﺗﺟﺗﺎح اﻟدوﻟﺔ ﻛﻠﮭﺎ اﻟﻠﯾﻠﺔ و ھذا ھو أﺳوأ‬
‫ﻣﻛﺎن ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﺑﻘﺎء ﺑﮫ ‪.‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٧٩‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺣدة ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟم أذﻛر أﻧﻧﻲ ﻗد وﺟﮭت ﻟك اﻟدﻋوة ‪ ..‬ﻣﺎذا‬
‫ﺗﻔﻌﻠﯾن ھﻧﺎ ؟‬

‫اﺑﺗﺳﻣت داﻟﯾﺎ و ھﺗﻔت ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻋزل ﻧﻔﺳﻲ ﻣﻧزﻟﯾﺎ ً ﻣﻊ زﻣﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﺣﻧﺔ ‪ ..‬ﻻ‬
‫أﺣب اﻟﻌزل اﻻﻧﻔراﺿﻲ و أﻧﺎ ﻣرﯾﺿﺔ ‪.‬‬

‫ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺗوﺗر ‪:‬‬


‫ت ؟ ‪ ..‬و ﻟﻛن ﻓؤاد طﻣﺄﻧﻧﻲ إﻟﻰ أن‬‫‪ -‬ھل أﺻﯾﺑ ِ‬
‫اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﺧﯾر ‪.‬‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﺑﺳرﻋﺔ ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺟﻣﯾﻌﮭم ﺑﺧﯾر ﺑﺎﻟﻔﻌل ‪ ..‬أﻧﺎ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ أﺗت‬
‫ﺗﺣﺎﻟﯾﻠﮭﺎ إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ و ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن أﻛون ﻗد‬
‫اﻟﺗﻘطت اﻟﻌدوى ﻗﺑل ﺳﻔري ﻣن روﻣﺎ و ﻟﻛن‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗرى ‪ ..‬ﻟم ﺗظﮭر اﻷﻋراض ﺑﻌد ‪.‬‬

‫ازداد ﺗوﺗر ﺑﺎﺳل و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬و ﻟﻛﻧكِ ﻣرﯾﺿﺔ رﺑو ﺷﻌﺑﻲ ‪ ..‬أﺻﺣﺎب‬
‫اﻷﻣراض اﻟﻣزﻣﻧﺔ أﻗل ﻗدرة ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎوﻣﺔ‬
‫اﻟﻔﯾروس ﻟﻸﺳف ﻛﻣﺎ أﻧﮭم ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﯾﺣﺗﺎﺟون‬
‫إﻟﻰ رﻋﺎﯾﺔ طﺑﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ‪ ..‬ﻋزﻟك ھﻧﺎ ﻗد ﯾﺣﻣﻲ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٨٠‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻵﺧرﯾن ﻟﻛﻧﮫ ﺳﯾؤذﯾكِ ‪ ..‬ﯾﺟب أن ﺗذھﺑﻲ إﻟﻰ‬


‫ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ اﻟﻌزل ﺣﺎﻻً ‪.‬‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﯾرة ‪:‬‬


‫‪ -‬ھل ﺗﻘول ھذا ﻷﻧك ﻣﮭﺗم ﺑﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌل أم ﻷﻧك ﻻ‬
‫ﺗرﻏب ﻓﻲ وﺟودي ھﻧﺎ ؟‬

‫اﺑﺗﺳم ﺑﺎﺳل و ھﺗف ﻟﯾﻐﯾظﮭﺎ ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻗول ھذا ﻷﻧﮫ ﻋﯾن اﻟﻌﻘل ﯾﺎ دوﻟﻠﻲ ‪ ..‬وﻻ ﯾﻣﻧﻊ‬
‫ھذا ﻣن أﻧﻧﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻻ أرﻏب ﻓﻲ ﺑﻘﺎءك ھﻧﺎ ‪..‬‬
‫ت ﻣزﻋﺟﺔ ﻛﺛﯾراً ﯾﺎ آﻧﺳﺔ و ﻟﯾﺳت ھذه ھﻲ‬ ‫أﻧ ِ‬
‫اﻟﺻﺣﺑﺔ اﻟﺗﻲ أﻓﺿﻠﮭﺎ و أﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎرف اﻟﻌﺎﻟم‬
‫اﻵﺧر ‪.‬‬

‫وﺿﻌت داﻟﯾﺎ ﯾدﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺻرھﺎ و ھﻲ‬


‫ﺗﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣن ﻣﻧﺎ اﻟﻣزﻋﺞ اﻵن ؟ ‪ ..‬ﻋﻣوﻣﺎ ً ﯾﺎ اﺑن اﻟﻌم‬
‫‪ ..‬ﻻ أظن أن اﻟﻌﺎﻟم اﻵﺧر ﯾﻧﺗظر ﺗﺷرﯾﻔك ﺑﮭذه‬
‫اﻟﺳرﻋﺔ ‪ ..‬أﻧت ﻗويّ ﻛﺎﻟﺛور و ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن‬
‫ﻧﻌﺗﻧﻲ ﺑك ﺣﺗﻰ ﺗﻣر ھذه اﻷﯾﺎم ﻋﻠﻰ ﺧﯾر ‪..‬‬
‫و اﻵن ‪ ..‬ھل ﻟدﯾك طﻌﺎﻣﺎ ً ھﻧﺎ أم ﺳﺗﺗرﻛﻧﻲ‬
‫أﻣوت ﺟوﻋﺎ ً ﻗﺑل أن ﯾﻘﺗﻠﻧﻲ اﻟﻔﯾروس ؟‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٨١‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺗوﺗر ‪:‬‬


‫‪ -‬ھل ﺗﺻرﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻘﺎء ھﻧﺎ ؟‬

‫ﻟﻣﻌت ﻋﯾوﻧﮭﺎ ﺑﺎﺑﺗﺳﺎﻣﺔ و ھﻲ ﺗﮭﺗف ‪:‬‬


‫ﺗﻧس أﻧﻧﻲ ﺷرﯾﻛﺔ ﻓﻲ ھذا‬ ‫َ‬ ‫‪ -‬ﺑﺎﻟطﺑﻊ ‪ ..‬و ﻻ‬
‫اﻟﯾﺧت و ﻟن ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗطردﻧﻲ ‪ ..‬ﺛم إﻧﻧﻲ ﻟن‬
‫أﺿﯾﻊ ھذه اﻟﻔرﺻﺔ أﺑداً ‪ ..‬أرﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ ً‬
‫ﻣن اﻟﻌزﻟﺔ ﻣﻌك ‪ ..‬ھل ھﻧﺎك ﻓرﺻﺔ أﻓﺿل ﻣن‬
‫ھذه ﻷﻏﯾر ﻟك ﺗﻔﻛﯾرك و ﻷﺟﻌل ﻋﻘﻠك اﻟﻌﻧﯾد‬
‫ھذا ﯾﻛﺗﺷف أﻧﻧﻲ أﻛﺛر ﺑﻘﻠﯾل ﻣن ﻣﺟرد اﻣرأة‬
‫ﻻ ﺗدرك ﻗﯾﻣﺗﮭﺎ و ﺗﺳﺗﮭﯾن ﺑﮭﺎ ؟‬

‫ﺗرﻛﮭﺎ ﺑﺎﺳل و دﺧل إﻟﻰ ﻏرﻓﺗﮫ ؛ اﺳﺗﻠﻘﻰ ﻓﻲ‬


‫ﻓراﺷﮫ و ھو ﯾﻔﻛر ﻓﻲ أﻧﮫ ﻻ ﯾرﯾدھﺎ ﻗرﯾﺑﺔ ﻣﻧﮫ‬
‫إﻟﻰ ھذا اﻟﺣد ‪ ..‬ﺣﯾﺎﺗﮫ رﻛﺎم ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ رﻓﻊ‬
‫أﻧﻘﺎﺿﮫ و ھو ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺑﻧﯾﮭﺎ ﻣرة أﺧرى‬
‫‪ ..‬ﻻ ﻣﻊ ﻣروة و ﻻ ﻣﻊ داﻟﯾﺎ وﻻ ﻣﻊ أﯾﺔ اﻣرأة‬
‫أﺧرى ‪ ..‬أﺧرج ﺑﺎﺳل ﺣﺎﻓظﺔ ﻟﻠﺻور و أﺧذ‬
‫ﯾطﺎﻟﻊ اﻟﺻور اﻟﺿوﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﮭﺎ ‪ ..‬ﺻور‬
‫ﻛﺛﯾرة ﻟﮫ و ﻷوﻻده ‪ ..‬ﺻور ﻟﮫ ﻣﻊ ﻣروة ﻓﻲ‬
‫أﯾﺎم ﺧطﺑﺗﮭﻣﺎ و اﻟﺷﮭور اﻷوﻟﻰ ﺑﻌد زواﺟﮭﻣﺎ‬
‫‪ ..‬و ﺻورة ﻟﮫ ﻣﻊ ﻓؤاد و داﻟﯾﺎ ﻗﺑل ﺳﻔرھﺎ إﻟﻰ‬
‫اﯾطﺎﻟﯾﺎ ‪ ..‬اﺑﺗﺳم ﺑﺎﺳل و ھو ﯾﺗذﻛر اﻟﻣراھﻘﺔ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٨٢‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻠﺗﺻق ﺑﮫ ﻛظﻠﮫ ﻗﺑل أن‬


‫ﺗطرق داﻟﯾﺎ ﺑﺎب اﻟﻐرﻓﺔ و ﺗدﺧل و ھﻲ ﺗﺣﻣل‬
‫ﻛوﺑﯾن ﻣن اﻟﻠﺑن ‪.‬‬

‫ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺿﯾق ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻠﯾن ھﻧﺎ ؟‬

‫ﺟﻠﺳت داﻟﯾﺎ و ھﻲ ﺗﮭﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬أﺗﯾت إﻟﻰ ھﻧﺎ ﻣن أﺟل اﻟﺻﺣﺑﺔ ﻻ ﻷﺣﺑس‬
‫ﻧﻔﺳﻲ ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ و أﻧت ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ أﺧرى ‪..‬‬
‫ﺳﺗﻛون ﻣﺿطراً طوال اﻟوﻗت ﻷن ﺗﺗﺣدث‬
‫ﻣﻌﻲ ‪ ..‬ھل ھذا ﻣﻔﮭوم ؟ ‪ ..‬و اﺷرب ھذا ‪..‬‬
‫ﻟﺑن ﻣﺣﻠﻰ ﺑﻌﺳل اﻟﻧﺣل ‪ ..‬ﯾﻘوﻟون أن ﺷرب‬
‫اﻟﺳواﺋل اﻟﻛﺛﯾرة ﯾﺳﺎﻋد ﻓﻲ ارﺗﻔﺎع ﻧﺳب‬
‫اﻟﺷﻔﺎء ‪..‬‬

‫اﻟﺗﻘط ﺑﺎﺳل ﻛوب اﻟﻠﺑن ﻣن ﯾدھﺎ و وﺿﻊ‬


‫ﺣﺎﻓظﺔ اﻟﺻور ﺟﺎﻧﺑﺎ ً ﻓﺎﻟﺗﻘطﺗﮭﺎ داﻟﯾﺎ و أﺧذت‬
‫ﺗﺗﺄﻣل اﻟﺻور اﻟواﺣدة ﺑﻌد اﻷﺧرى ﻗﺑل أن‬
‫ﺗﮭﻣس ‪:‬‬
‫ً‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﺷﮭﺎب ‪ ..‬ﻟﻣﺎذا‬ ‫‪ -‬وﻟداك ﯾﺷﺑﮭﺎﻧك ﻛﺛﯾراً‬
‫ﻗررت ﻋزل ﻧﻔﺳك ﻋﻧﮭﻣﺎ ؟‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٨٣‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺣزم ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟﺻﺎﻟﺣﮭﻣﺎ ‪ ..‬ﻟﺳت ﻣﺳﺗﻌداً ﻟﺗﻌرﯾﺿﮭﻣﺎ ﻟﻠﺧطر‬
‫ت أﻧﻧﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن أﻋﺗﻛف ﻓﻲ‬ ‫أم ظﻧﻧ ِ‬
‫ﻏرﻓﺗﻲ ﻷرﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﯾوﻣﺎ ً ﻛﺎﻣﻠﺔ دون أن‬
‫ﯾﺧﺎطر أﺣدھﻣﺎ و ﯾدﺧل إﻟﻲّ ‪ ..‬و أﻧﺎ ﻟﺳت‬
‫ﻣﺳﺗﻌداً ﻟﻠﻣﺧﺎطرة ‪.‬‬

‫ھﻣﺳت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺿﯾق ‪:‬‬


‫‪ -‬و ﻣﺎذا ﻋن ﻣروة ؟ ‪ ..‬أﻟﯾس ﻣن ﺣﻘك أن ﺗﻛون‬
‫ﺑﺟﺎﻧﺑك اﻵن ؟‬

‫ﻛﺎن ﺑﺎﺳل ﯾدرك أن ھﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل‬


‫ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺗﮫ ﻣﻊ ﻣروة ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺷرﺣﮭﺎ ﻛﻣﺎ‬
‫أن داﻟﯾﺎ ﺑﺎﻟذات ھﻲ آﺧر ﺷﺧص ﯾﻣﻛن أن ﯾﻌﻠم‬
‫ﺑﮭﺎ ﻟذا ﻟم ﯾﻛن واﺛﻘﺎ ً ﻣﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﻘول ﻟذا‬
‫ﺻﻣت ﻟﻠﺣظﺔ ﻗﺑل أن ﯾﮭﺗف ﺑﺣزم ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷوﻻد ﻗﺑل ﻛل ﺷﻲء ‪ ..‬اﻟﻔﯾروس‬
‫ﻗﺎﺗل ﯾﺎ داﻟﯾﺎ و ﻻ أرﯾد أن ﯾﻔﻘد أوﻻدي أﺑﺎھﻣﺎ‬
‫و أﻣﮭﻣﺎ ﻣﻌﺎ ً ‪ ..‬و ﻣﺎذا ﻋﻧكِ ؟ ‪ ..‬أﻟم ﺗﻔﻛري ﻓﻲ‬
‫ت ﻓﻲ ھذه اﻟظروف ؟ ‪..‬‬ ‫اﻟﺳﻔر إﻟﻰ ﺟدك و أﻧ ِ‬
‫أظن أﻧﮫ أﻗرب ﺷﺧص ﻟكِ ‪ ..‬رﺑﻣﺎ ﺣﺗﻰ أﻗرب‬
‫ﻣن ﻋﻣﻲ ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٨٤‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﺧﻔﺎف ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻋﻣك ﻣن ؟ ‪ ..‬أﺗﻘﺻد أﺑﻲ ؟ ‪ ..‬إﻧﮫ ﻻ ﯾﺗذﻛرﻧﻲ‬
‫ﺣﺗﻰ و أﻧﺎ ھﻧﺎ ‪ ..‬أﻧﺎ واﺛﻘﺔ ﻣن أﻧﮫ ﻟم ﯾﻧﺗﺑﮫ‬
‫ﺣﺗﻰ اﻵن إﻟﻰ أﻧﻧﻲ ﻟم أﻋد ﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻘﺻر‬
‫‪ ..‬دﻋك ﻣﻧﮫ و ﻗل ﻟﻲ ‪ ..‬ﻟﻣﺎذا ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﮭذه‬
‫اﻟﺻورة ﺣﺗﻰ اﻵن ؟‬

‫ﻗﺎﻟﺗﮭﺎ و ھﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﺻورﺗﮭﻣﺎ ﻣﻊ ﻓؤاد‬


‫ﻓﺻﻣت ﺑﺎﺳل طوﯾﻼً إذ ﻟم ﯾﻛن ﻣﺳﺗﻌداً ﻷن‬
‫ﯾﻣﻧﺣﮭﺎ إﺟﺎﺑﺔ ‪ ..‬طﻠب ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﺳل ﺑرﻓق أن‬
‫ﺗﺗرﻛﮫ ﻟﯾرﺗﺎح ﻓﺄﻏﻠﻘت ﺣﺎﻓظﺔ اﻟﺻور‬
‫و وﺿﻌﺗﮭﺎ ﺟﺎﻧﺑﺎ ً ﺛم ﻏﺎدرت اﻟﻐرﻓﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺻﻣت ‪.‬‬

‫ﺗﻣﻠﻣل ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﻓراﺷﮫ و ھو ﯾﺣﺎول أن ﯾﻧﺎم‬


‫دون ﺟدوى ؛ ﻛﺎﻧت ﺣرارﺗﮫ ﻣرﺗﻔﻌﺔ رﻏم‬
‫ﺧﺎﻓض اﻟﺣرارة اﻟذي وﺻﻔﮫ ﻟﮫ اﻟطﺑﯾب‬
‫و ﻛﺎن ﯾﺷﻌر ﺑﺎﻷﻟم ﻓﻲ ﺣﻠﻘﮫ و رﺋﺗﯾﮫ و ھو‬
‫ﯾﺳﻌل ﺑﺷدة ﻟﻛن ھذا ﻟم ﯾﻛن ھو ﻣﺎ أﻋﺟزه ﻋن‬
‫اﻟﻧوم ﺑل ﺻوت اﻟﻣوج اﻟذي ﯾﮭدر و ھو‬
‫ﯾﺿرب اﻟﯾﺧت ﺑﻌﻧف و ﻛﺄﻧﮫ ﯾرﻏب ﻓﻲ‬
‫ﺗﻣزﯾﻘﮫ و اﻟﻣطر اﻟذي ﯾﻧﮭﻣر ﻣن اﻟﺳﻣﺎء ﺑدون‬
‫ﺗوﻗف ﻣﻧذ ﻋدة ﺳﺎﻋﺎت ‪.‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٨٥‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫طرﻗت داﻟﯾﺎ ﺑﺎب اﻟﻐرﻓﺔ ﻗﺑل أن ﺗدﺧل إﻟﻰ‬


‫اﻟﻐرﻓﺔ و ھﻲ ﺗﺣﻣل ﺑﻌض اﻟﺷطﺎﺋر و ﻛوﺑﯾن‬
‫ﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﯾن ﻣن اﻷﻋﺷﺎب و ھﺗﻔت ‪:‬‬
‫‪ -‬ھذه اﻷﻋﺷﺎب ﺗﻔﯾدﻧﻲ ﻛﺛﯾراً ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻧوﺑﺎت‬
‫اﻟرﺑو اﻟﺷﻌﺑﻲ ‪ ..‬أﻧﺎ ﻟﺳت واﺛﻘﺔ ﻣن أﻧﮭﺎ‬
‫ﺗﺳﺗطﯾﻊ ﺗﺧﻔﯾف أﻋراض اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻟدﯾك ﻟﻛﻧﮭﺎ‬
‫ً‬
‫ﺧﺎﺻﺔ أﻧﮭﺎ‬ ‫ﺑﺷﻛل أو آﺧر‬
‫ٍ‬ ‫ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻗد ﺗﻔﯾدك‬
‫ﻣﺣﻼة ﺑﻌﺳل اﻟﻧﺣل ‪ ..‬اﺷرﺑﮭﺎ و ھﻲ داﻓﺋﺔ‬
‫ﻟﺗﻛون أﻛﺛر ﻓﺎﺋدة ﻟك ‪.‬‬

‫اﻋﺗدل ﺑﺎﺳل ﺟﺎﻟﺳﺎ ً ﻓﻲ ﻓراﺷﮫ و اﺑﺗﺳم ھﺎﺗﻔﺎ ً ‪:‬‬


‫ت ﺗﺗﺣدﺛﯾن ﻣﺛل ﺟدﺗﻲ آﻣﻧﺔ – رﺣﻣﮭﺎ‬ ‫‪ -‬أﺻﺑﺣ ِ‬
‫أﺳﺑوع‬
‫ٍ‬ ‫ﷲ – و ﻟم ﯾﻣر ﻋﻠﯾكِ ﻓﻲ ﻣﺻر ﺳوى‬
‫واﺣد ‪ ..‬ﻟن أﺳﺗﻐرب ﻛﺛﯾراً ﻟو أﻣﺳﻛﺗك ﺑﻌد‬
‫ت ﺗرﺑﯾن اﻟﻛﺗﺎﻛﯾت ﻓﻲ‬ ‫ﺷﮭر ﻣن اﻵن و أﻧ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ﺣدﯾﻘﺔ اﻟﻘﺻر اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﻧزﻋت داﻟﯾﺎ اﻟﻛﻣﺎﻣﺔ ﻋن وﺟﮭﮭﺎ ﻟﺗﺷرب‬


‫اﻷﻋﺷﺎب و ھﺗﻔت ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺟذوري ﻣﺻرﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﻟو ﻟم أﻋش ﻓﻲ ﻣﺻر‬
‫ﺗﻧس أن أﻣﻲ ﻣن‬
‫َ‬ ‫ﺳوى ﻷﺳﺎﺑﯾﻊ ﻗﻠﯾﻠﺔ و ﻻ‬
‫ﻧﺎﺑوﻟﻲ ‪ ..‬و ﻟﯾﻛن ﻓﻲ ﻋﻠﻣك ‪ ..‬ﻧﺎﺑوﻟﻲ ﻻ‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٨٦‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺗﺧﺗﻠف ﻛﺛﯾراً ﻋن اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ..‬ھل زرﺗﮭﺎ‬


‫ﻣن ﻗﺑل ؟‬

‫ﺧﻠﻊ ﺑﺎﺳل اﻟﻛﻣﺎﻣﺔ ﺑدوره و اﻟﺗﻘط اﻟﻛوب و ھو‬


‫ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗطﻌﺎ ً ‪ ..‬زرت اﯾطﺎﻟﯾﺎ ﺑﺿﻊ ﻣرات ﻣن ﻗﺑل‬
‫ﺣﺗﻰ أﻧﻧﻲ ﻗﺿﯾت رﺣﻠﺔ ﺷﮭر اﻟﻌﺳل ھﻧﺎك ‪.‬‬

‫ﻏﺎﻣت ﻋﯾوﻧﮭﺎ و ھﻲ ﺗﮭﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟﻛﻧك ﻟم ﺗﺣﺎول زﯾﺎرﺗﻲ و ﻻ ﻟﻣرة واﺣدة ‪..‬‬
‫أﻟﮭذا اﻟﺣد ﺗﻛره رؤﯾﺗﻲ ؟‬

‫ﺗزاﺣﻣت اﻟدﻣوع ﻓﻲ ﻋﯾوﻧﮭﺎ ﻓزﻓر ﺑﺎﺳل ﻓﻲ‬


‫ﺣرارة ﻗﺑل أن ﯾﮭﻣس ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻻ و ﻟﻛن ‪ ..‬ظﻧﻧت أن ھذا ھو اﻷﻓﺿل‬
‫ﯾﺎ ﺻﻐﯾرﺗﻲ ‪ ..‬ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻣراھﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠﺗك‬
‫ﺗﺗﻌﻠﻘﯾن ﺑﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺣﺗﺎج ﻟﺑﻌض اﻟوﻗت ﺣﺗﻰ‬
‫ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﺗﺧﻠﺻﻲ ﻣﻧﮭﺎ ‪ ..‬ﻗررت أن أﺑﺗﻌد‬
‫ﻋﻧكِ ﺑﻘدر اﻹﻣﻛﺎن ﻟﻌل ھذا ﯾﺳﺎﻋدك ﻓﻲ أن‬
‫ﺗﺑرﺋﻲ ﻣﻧﮭﺎ ‪.‬‬

‫ﻣوﺟﺔ ﻋﺎﺗﯾﺔ ﺿرﺑت اﻟﯾﺧت ﺑﺷدة ﺣﺗﻰ ﺑدا‬


‫و ﻛﺄﻧﮫ ﺳﯾﻧﻘﻠب ‪ ..‬ﺳﻘطت داﻟﯾﺎ ﻣن ﻓوق‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٨٧‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻣﻘﻌدھﺎ و ارﺗﻣت أرﺿﺎ ً ﻓﮭب ﺑﺎﺳل ﻣن ﻓراﺷﮫ‬


‫و ﺳﺎﻋدھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﮭوض و ھو ﯾﮭﺗف ﻓﻲ‬
‫ﺟزع ‪:‬‬
‫ت ﺑﺧﯾر ؟‬
‫‪ -‬ھل أﻧ ِ‬

‫اﻟﺣرارة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻊ ﻣن ﻛﻔﮫ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﺳﺎﻋدھﺎ‬


‫ﺟﻌﻠﺗﮭﺎ ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟذﻋر ﺣﺗﻰ أﻧﮭﺎ ﻟﻣﺳت ﺟﺑﯾﻧﮫ‬
‫ﻗﺑل أن ﺗﮭﺗف ﻓﻲ ﺟزع ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺣرارﺗك ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﺑدرﺟﺔ ﺧطﯾرة ﺟداً ‪ ..‬أظن‬
‫أﻧك ﯾﺟب أن ﺗذھب إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺣﺎﻻً ‪.‬‬

‫ﻋﺎد ﺑﺎﺳل إﻟﻰ اﻟﻔراش و ھو ﯾﮭﺗف ﻣﺑﺗﺳﻣﺎ ً ﻓﻲ‬


‫ﺷﺣوب ‪:‬‬
‫‪ -‬أﺗﻣزﺣﯾن ؟ ‪ ..‬ھذه أﺳوأ ﻧوة ﺷﺎھدﺗﮭﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺣﯾﺎﺗﻲ و اﻟﺧروج ﻣن اﻟﯾﺧت اﻵن ﺿرب ﻣن‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ‪ ..‬ﺛم إﻧﻧﻲ ﻗد ﺗﻧﺎوﻟت ﺟرﻋﺔ‬
‫ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ ﻣن ﺧﺎﻓض اﻟﺣرارة اﻟذي وﺻﻔﮫ‬
‫اﻟطﺑﯾب ﻟﻲ و ﻗد ﺗﺗﺣﺳن اﻟﺣرارة ﺑﻌد ﻗﻠﯾل ‪..‬‬
‫ﻛﻣﺎ أﻧﻧﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌل أﺷﻌر ﺑدوار و ﻟن ﺗﺣﻣﻠﻧﻲ‬
‫ﻗدﻣﻲ ﻟﺧطوﺗﯾن ‪ ..‬أﻓﺿل ﻣﺎ أﻓﻌﻠﮫ اﻵن‬
‫ﯾﺎ دوﻟﻠﻲ ھو أن أﻟﺗزم ﺑﮭذا اﻟﻔراش ﺣﺗﻰ ﻻ‬
‫ﺗﺿطر ﻓراﺷﺔ ﻣﺛﻠك ﻷن ﺗﺣﻣﻠﻧﻲ ﻣن‬
‫اﻷرض ‪.‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٨٨‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫أﻋﺎدت داﻟﯾﺎ وﺿﻊ اﻟﻛﻣﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮭﺎ‬


‫و ﻣدت ﯾدھﺎ إﻟﯾﮫ و ھﺗﻔت ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺳﺎﻋدي ﻗوﯾﺔ و ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻲّ ‪ ..‬ﻛﻣﺎ‬
‫أن ﻟديّ ﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﺗﻣرﯾض و اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ‬
‫ﺣﺎﻻت اﻟطوارئ ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﮭﺎ اﻵن ‪.‬‬

‫وﻗف ﺑﺎﺳل و ھو ﯾﺗﺟﺎھل ﯾدھﺎ اﻟﻣﻣدودة إﻟﯾﮫ‬


‫ﻟﻛﻧﮫ ﺗرﻧﺢ و ﻛﺎد أن ﯾﺳﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻔراش ﻣرة‬
‫أﺧرى ﻟوﻻ أن أﺣﺎطت داﻟﯾﺎ ﺧﺻره ﺑذراﻋﯾﮭﺎ‬
‫و ھﻲ ﺗﮭﺗف ﻓﻲ ﻟوﻋﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﺳﺗﻧد إﻟﻲّ ﯾﺎ ﺑﺎﺳل و ﻻ ﺗﻛﺎﺑر ‪ ..‬ﺳﺗﻔﻘد اﻟوﻋﻲ‬
‫إذا ﻟم ﺗﻧﺧﻔض ھذه اﻟﺣرارة ﺑﺳرﻋﺔ ‪.‬‬

‫ﻛﺎﻧت ﺣرارﺗﮫ ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻟﻠﺣد اﻟذي ﺟﻌل ذھﻧﮫ‬


‫ﻣﺷوﺷﺎ ً و ﻗدرﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻹدراك ﺗﻛﺎد أن ﺗﻛون‬
‫ﻣﻌدوﻣﺔ ؛ أﺧذﺗﮫ داﻟﯾﺎ إﻟﻰ دورة اﻟﻣﯾﺎه‬
‫و ﻓﺗﺣت ﺻﻧﺑور اﻟﻣﺎء ﺷدﯾد اﻟﺑرودة وﺟﻌﻠﺗﮫ‬
‫ﯾﻘف ﺗﺣﺗﮫ ‪..‬‬

‫و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺑرد اﻟﻘﺎرص ﻟم ﯾﺳﺎﻋد‬


‫اﻟﻣﺎء ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻟوﻋﻲ إﻟﻰ ﺑﺎﺳل ﻟﻛن‬
‫اﻟﺣرارة ﺑدأت ﻓﻲ اﻻﻧﺧﻔﺎض ﺑﯾﻧﻣﺎ ظﻠت داﻟﯾﺎ‬
‫ﺗﺿم ﺑﺎﺳل إﻟﻰ ﺻدرھﺎ ﺣﺗﻰ ﯾظل واﻗﻔﺎ ً ﻋﻠﻰ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٨٩‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻗدﻣﯾﮫ ﺗﺣت اﻟﻣﺎء و ھﻲ ﺗرﺗﺟف ﻣن ﺷدة‬


‫ﺑرودة اﻟﻣﯾﺎه اﻟﺗﻲ ﺗﺗدﻓق ﻓوﻗﮭﺎ وﻣن ﺣرارة‬
‫اﻟﻌواطف اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻘت ﻓﻲ ﺷراﯾﯾﻧﮭﺎ ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٩٠‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﻌﺎﺷر‬
‫اﺳﺗﻌﺎد ﺑﺎﺳل وﻋﯾﮫ ﺑﻐﺗﺔ و ھو ﯾﺷﻌر ﺑذھﻧﮫ ﻻ ﯾزال‬
‫ﻣﺷوﺷﺎ ً ؛ ﻟم ﯾﻛن واﺛﻘﺎ ً ﻛم ﻣن اﻟوﻗت ﻗد ﻓﻘد اﻟوﻋﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻟﻛﻧﮫ ﻛﺎن واﺛﻘﺎ ً ﻣن أﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ﺑﺎﻟوﻗت اﻟﻘﻠﯾل‬
‫ﻓﻘد ﻛﺎﻧت اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻗد اﻧﺗﮭت ﺗﻣﺎﻣﺎ ً و ﻟم ﯾﻌد ﻟﮭﺎ آﺛﺎر‬
‫ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت أﺷﻌﺔ اﻟﺷﻣس ﺗﺗﺳﻠل ﻣن اﻟﻧﺎﻓذة إﻟﻰ ﻓراﺷﮫ ‪.‬‬

‫اﻋﺗدل ﺑﺎﺳل ﺟﺎﻟﺳﺎ ً ﻓﻲ ﻓراﺷﮫ ﺛم ﺷﻌر ﺑﺎﻟﺟزع ﻋﻧدﻣﺎ‬


‫رأى داﻟﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻛورت ﻓوق اﻟﻣﻘﻌد و ھﻲ ﺗﺣﯾط‬
‫ﺟﺳدھﺎ ﺑﺑطﺎﻧﯾﺔ ﺳﻣﯾﻛﺔ و ﻗد اﺳﺗﻐرﻗت ﻓﻲ اﻟﻧوم ‪..‬‬

‫ﻛﺎن ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺳﻣﺎع ﺻوت أﻧﻔﺎﺳﮭﺎ اﻟﻣﺗﺣﺷرﺟﺔ و ھو‬


‫ﯾﮭزھﺎ ﺑرﻓق ﻟﺗﺳﺗﯾﻘظ ‪ ..‬ﻓﺗﺣت ﻋﯾوﻧﮭﺎ و ﻧظرت إﻟﯾﮫ‬
‫و ھﻲ ﺗﮭﺗف ﻓﻲ ارﺗﯾﺎح ‪:‬‬

‫‪ ..‬ﺧﺷﯾت ﻟﻠﺣظﺔ‬ ‫‪ -‬أﺧﯾراً ﯾﺎ ﺑﺎﺳل ‪ ..‬اﻟﺣﻣد‬


‫أن أﻓﻘدك ‪.‬‬

‫ﺳﻌﻠت ﺑﺷدة و ﻛﺎن ﺻوﺗﮭﺎ ﺿﻌﯾﻔﺎ ً ﺣﺗﻰ أﻧﮫ‬


‫ھﺗف ﻓﻲ ﻗﻠق ‪:‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٩١‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫‪ -‬ﻻ ﺗﺑدﯾن ﺑﺧﯾر ﯾﺎ داﻟﯾﺎ ‪ ..‬ﻣن اﻟواﺿﺢ أن‬


‫أﻋراﺿك ﻗد ازدادت ﺳوءاً ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن‬
‫ﺣرارﺗك ﻟﯾﺳت ﻣرﺗﻔﻌﺔ ‪.‬‬

‫أﺷﺎرت داﻟﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﻛﺎﻧوﻻ اﻟﻣﻐروﺳﺔ ﻓﻲ ﻛﻔﮭﺎ‬


‫و ھﺗﻔت ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻻ ﻋﻠﯾك ‪ ..‬أﻗل ﻧزﻟﺔ ﺑرد ﺗﺟﻌل أﻋراض ﻛﮭذه‬
‫ﺗظﮭر ﻋﻠﻲّ ﺑﺳﮭوﻟﺔ ﻟﻛﻧﻧﻲ أﻋرف ﻛﯾف أﺗﻌﺎﻣل‬
‫ﻣﻌﮭﺎ ﺣﺗﻰ أﻧﻧﻲ أﺻﺑﺣت أﺗﻌﺎطﻰ أدوﯾﺗﻲ ﻓﻲ‬
‫ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺑدون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ طﺑﯾب ‪..‬‬

‫ﺳﻌﻠت ﻣرة أﺧرى ﺛم أردﻓت ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟديّ ﺷﮭﺎدة ﻓﻲ اﻟﺗﻣرﯾض ﻣن اﻟﺻﻠﯾب اﻷﺣﻣر‬
‫ﻷﻧﻧﻲ ﺷﺎرﻛت ﻓﻲ ﺑﻌﺛﺔ ﻷﻋﻣﺎل اﻹﻏﺎﺛﺔ ﻓﻲ‬
‫أﻓرﯾﻘﯾﺎ ‪ ..‬اﻟﻣﮭم ‪ ..‬ﻛﯾف أﻧت اﻵن ؟‬

‫ﺟﻠس ﺑﺎﺳل ﻋﻠﻰ طرف ﻓراﺷﮫ و ھﻣس ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺑﺧﯾر ﻛﻣﺎ أظن ‪ ..‬ﻛم ﻏﺑت ﻋن اﻟوﻋﻲ ؟‬

‫ﻧﮭﺿت داﻟﯾﺎ وھﻲ ﺗﮭﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺛﻼﺛﺔ أﯾﺎم ﻟذا ﻻﺑد و أﻧك ﺗﺗﺿور ﺟوﻋﺎ ً ‪..‬‬
‫اﻏﺗﺳل و ﺑدل ﺛﯾﺎﺑك ﺣﺗﻰ أﺟﮭز ﻟﻧﺎ ﺑﻌض‬
‫اﻟطﻌﺎم ‪.‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٩٢‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻋﻧدﻣﺎ اﻏﺗﺳل ﺑﺎﺳل ﺑﺎت ﯾﺷﻌر ﺑﺄﻧﮫ أﻓﺿل‬


‫ﺣﺎﻻً ﺑﻛﺛﯾر و ﻛﺄﻧﮫ ﻻ ﺧطب ﺑﮫ ﺣﺗﻰ أﻧﮫ ارﺗدى‬
‫ﺛﯾﺎﺑﮫ و اﻟﻛﻣﺎﻣﺔ و اﻟﻘﻔﺎزات و ذھب إﻟﻰ‬
‫اﻟﻣطﺑﺦ ﺣﯾث ﻛﺎﻧت داﻟﯾﺎ ﺗﺳﺗﺧدم ﺑﺧﺎﺧﺔ ﻓﻲ‬
‫ﯾدھﺎ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن وﺟﮭﮭﺎ ﻣﺣﺗﻘﻧﺎ ً ﺑﺷدة ؛ اﻗﺗرب‬
‫ﻣﻧﮭﺎ ﺑﺎﺳل و ھو ﯾﮭﺗف ﻓﻲ ﻗﻠق ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻻ ﺗﻛوﻧﻲ ﻋﻧﯾدة ‪ ..‬ﯾﺟب أن ﺗذھﺑﻲ إﻟﻰ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺣﺎﻻً ‪ ..‬ﻣﺎذا ﻟو أﺻﺎﺑﺗك أزﻣﺔ‬
‫ﺗﻧﻔﺳﯾﺔ أو إﻟﺗﮭﺎب رﺋوي ؟‬

‫أﻋﺎدت داﻟﯾﺎ وﺿﻊ اﻟﻛﻣﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮭﺎ‬


‫و ھﻣﺳت ‪:‬‬
‫‪ -‬أﻧﺎ ﺑﺧﯾر ﯾﺎ ﺑﺎﺳل ﺻدﻗﻧﻲ و ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻲ‬
‫ﻟﻠﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ‪ ..‬أﺻﺎب أﺣﯾﺎﻧﺎ ً ﺑﻧوﺑﺎت أﺳوأ ﻣن‬
‫ھذه ﺑﻛﺛﯾر ﻷﻗل ﻧزﻟﺔ ﺑرد أم أﻧك ﻗد ﺻدﻗت‬
‫ﺑﺎﻟﻔﻌل أﻧﻧﻲ ﻗد ﺷﻔﯾت ‪ ..‬ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة ‪ ..‬اﺗﺻل‬
‫ﻓؤاد ﻋﻠﻰ ھﺎﺗﻔك ﻛﺛﯾراً و أﻧﺎ واﺛﻘﺔ ﻣن أن اﻟﻘﻠق‬
‫ﯾﺳﺗﺑد ﺑﮫ ‪ ..‬اﺗﺻل ﺑﮫ ﻟﺗطﻣﺋﻧﮫ و ﻟﻛن ‪..‬‬

‫ﺻﻣﺗت داﻟﯾﺎ ﻟﻠﺣظﺔ ﻗﺑل أن ﺗردف ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻻ ﺗﺧﺑره أﻧﻧﺎ ﻣﻌﺎ ً ؛ ﻓﻼ أﺣد ﯾﻌﻠم ﺷﯾﺋﺎ ً ﻋن‬
‫وﺟودي ھﻧﺎ ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٩٣‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺣﯾرة ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺣﻘﺎ ً ‪ ..‬ﻛﯾف ؟ ‪ ..‬أﯾن ﯾظﻧون أﻧكِ ﻣوﺟودة‬
‫إذاً ؟‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺗردد ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻓﻲ اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌل و ﻟﻛن ﻟﯾس ﻣﻌك ‪..‬‬
‫أﺳﺎﺳﺎ ً أﻧت ﻟم ﺗﺧﺑر أﺣداً ﻋن وﺟودك ھﻧﺎ و أﻧﺎ‬
‫ﻋﻠﻣت ﻣﻛﺎﻧك ﺑﻣﻌرﻓﺗﻲ و ﻟم أﺧﺑرھم ‪ ..‬ﻓؤاد‬
‫ﯾﻌﺗﻘد أﻧﻧﻲ ھﻧﺎ ﻷﺳﺗﻠم ﺳﯾﺎرﺗﻲ وﻣﻘﺗﻧﯾﺎﺗﻲ اﻟﺗﻲ‬
‫أﺗت ﻣن اﯾطﺎﻟﯾﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﺑﺣر و أن ﺳوء‬
‫اﻷﺣوال اﻟﺟوﯾﺔ ھو ﺳﺑب ﺗﺄﺧﯾري ‪.‬‬

‫ﺣدق ﺑﺎﺳل ﻓﻲ وﺟﮭﮭﺎ ﻓﻲ اﺳﺗﻧﻛﺎر ‪:‬‬


‫‪ -‬و ﻛﯾف ﯾﺻدق ﻓؤاد ﺳﺑﺑﺎ ً ﺗﺎﻓﮭﺎ ً ﻛﮭذا ﺑﯾﻧﻣﺎ أﻧ ِ‬
‫ت‬
‫ﻣﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻔﯾروس ؟ ‪ ..‬أي ﻣوظف ﻟدﯾﻧﺎ ﻛﺎن‬
‫ﯾﻣﻛﻧﮫ أن ﯾؤدي ھذه اﻟﻣﮭﻣﺔ ‪ ..‬ﻗوﻟﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ‬
‫ﯾﺎ داﻟﯾﺎ ‪ ..‬ﻣﺎ اﻟذي ﺗﺧﻔﯾﻧﮫ ﻋﻧﻲ ؟‬

‫ظﮭر اﻟﺗوﺗر ﻓﻲ ﻋﯾوﻧﮭﺎ و ﻟم ﺗﺟد ﻣﺎ ﺗﻘوﻟﮫ ؛‬


‫اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ھﻲ آﺧر ﺷﻲء ﺗرﻏب ﻓﻲ أن ﺗﺧﺑره ﺑﮫ‬
‫ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺟد ﻛذﺑﺔ ﻣﺗﻘﻧﺔ ﺗﻛﻔﻲ ﻹﻗﻧﺎﻋﮫ ‪..‬‬
‫ﺣﺎوﻟت ﺗﻐﯾﯾر دﻓﺔ اﻟﺣدﯾث و ھﻲ ﺗﮭﺗف ‪:‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٩٤‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫‪ -‬ﺳﯾﻣر ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟطﺑﯾب ﺑﻌد ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً ‪ ..‬أظن‬


‫أﻧﮫ ﺳﯾﻌﯾد ﻟك اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﯾوم ﻓﻣن اﻟواﺿﺢ أﻧك‬
‫ت‬
‫ﻗد ﺗﻌﺎﻗﯾت ﻣن اﻟﻔﯾروس و آﻣل ﻓﻲ أن ﺗﺄ ِ‬
‫ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺣﻠﯾل ﺳﻠﺑﯾﺔ ‪ ..‬ﻟذا ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﺄﻛل‬
‫ﺑﺳرﻋﺔ ‪.‬‬

‫أﺷﺎﺣت ﺑوﺟﮭﮭﺎ ﻋﻧﮫ و ھﻲ ﺗﺟﮭز اﻟطﻌﺎم‬


‫ﺑﺳرﻋﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋﻘد ﺑﺎﺳل ﺣﺎﺟﺑﯾﮫ ﺑﺷدة و ھو‬
‫ﺗﻔﻛﯾر ﻋﻣﯾق ﻗﺑل أن‬
‫ٍ‬ ‫ﯾﺗﺄﻣﻠﮭﺎ و ﻗد ﻏرق ﻓﻲ‬
‫ﯾﮭﺗف ﻓﺟﺄة ‪:‬‬
‫‪ -‬و ﻟﻣﺎ ﺳﯾﻌﯾد اﻟﺗﺣﻠﯾل ﻟﻲ أﻧﺎ ﻓﺣﺳب ؟ ‪ ..‬ﻗد‬
‫ﺗﻛون اﻷﻋراض اﻟﻣوﺟودة ﻟدﯾكِ اﻵن ﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﺑﻣرﺿك اﻟﻘدﯾم و ﻻ ﺷﺄن ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﯾروس و رﺑﻣﺎ‬
‫ت أﯾﺿﺎ ً ﺳﻠﺑﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﺗﺄﺗﻲ ﺗﺣﻠﯾﻼﺗك أﻧ ِ‬

‫ﺻﻣت ﺑﺎﺳل ﻟﻠﺣظﺔ ﻗﺑل أن ﯾردف ﺑﺑطء ‪:‬‬


‫‪ -‬أم أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻣن اﻷﺳﺎس ‪.‬‬

‫ﺷﺣب وﺟﮫ داﻟﯾﺎ ﺑﺷدة و اﻟﻧظرة اﻟﺗﻲ ﻓﻲ‬


‫ﻋﯾوﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت أﺑﻠﻎ ﻣن أي ﻛﻼم ﺣﺗﻰ أن ﺑﺎﺳل‬
‫ﻗد ھﺗف ﻓﻲ ﺣدة ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻻ أﺻدق ‪ ..‬أﻋرف رﻋوﻧﺗك و ﺗﮭورك ﻟﻛن ﻣﺎ‬
‫ﻓﻌﻠﺗﯾﮫ ھذه اﻟﻣرة ﻟﯾس ﻣﺟرد ﺗﮭور ﺑل ھو‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٩٥‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ت ﻣﺟﻧوﻧﺔ ؟ ‪ ..‬ﻛﯾف‬ ‫ﻏﺑﺎ ٌء ﻣطﻠق ‪ ..‬ھل أﻧ ِ‬


‫ﺗﺄﺗﯾن إﻟﻰ ھﻧﺎ و ﺗﻌرﺿﯾن ﻧﻔﺳك إﻟﻰ ﺧطر‬
‫اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑوﺑﺎ ٍء ﻗﺎﺗل ؟ ‪ ..‬أﯾن ﻛﺎن ﻋﻘﻠك ؟ ‪ ..‬ﺛم‬
‫ﻟﻣﺎذا ؟! ‪ ..‬ﻣﺎ اﻟذي ﯾﺟﻌﻠك ﺗﺗﺻرﻓﯾن ﺑﮭذه‬
‫اﻟﺣﻣﺎﻗﺔ ؟‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺣدة ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻷﻧﻧﻲ أﺣﺑك ‪.‬‬

‫ﺑﮭت وﺟﮫ ﺑﺎﺳل ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻟﻣﻌت اﻟدﻣوع ﻓﻲ ﻋﯾون‬


‫داﻟﯾﺎ و ھﻲ ﺗردف ﻓﻲ ﻟوﻋﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗل أﻧﻧﻲ ﻣﺗﮭورة ‪ ..‬ﻗل أﻧﻧﻲ ﺣﻣﻘﺎء ‪ ..‬اﺗﮭﻣﻧﻲ‬
‫ﺑﺎﻟرﻋوﻧﺔ أو ﺑﺎﻟﺟﻧون ‪ ..‬ﻟﻛن ھذا ﻟن ﯾﻐﯾر‬
‫اﻟﺧﻘﯾﻘﺔ ﯾﺎ ﺑﺎﺳل ‪ ..‬أﻧﺎ أﺣﺑك ‪ ..‬ﻛﺎﻓﺣت ﻟﺳﻧوات‬
‫طوﯾﻠﺔ ﻷﻣﺣوك ﻣن ﻗﻠﺑﻲ و ﻣن ﺗﻔﻛﯾري و ﻟم‬
‫أﺳﺗطﻊ ‪ ..‬أﺗظن أﻧﻧﻲ ﻛﻧت ﺳﺄﺗﺣﻣل ﻓﻛرة‬
‫ﻣوﺗك ؟ ‪ ..‬أﺗظن أﻧﻧﻲ ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن أظل‬
‫آﻣﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺻر و أﺗرﻛك ھﻧﺎ وﺣدك ؟ ‪ ..‬أﻧت‬
‫ﺣرﻣﺗﻧﻲ ﻣن أن ﺗﻌﯾش ﻣﻌﻲ ﻟﻛن ﻟم ﯾﻛن ﻣن‬
‫ﺣﻘك أن ﺗﺣرﻣﻧﻲ ﻣن أن أﻛون ﻣﻌك ﻓﻲ اﻷﯾﺎم‬
‫اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﻛون آﺧر أﯾﺎم ﺣﯾﺎﺗك‬
‫‪ ..‬أﻧﺎ ﻟم أﻛن ﻣﺳﺗﻌدة ﻷن أﺗرﻛك ﺗﻣوت وﺣﯾداً‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٩٦‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن ﺛﻣن وﺟودي ﻣﻌك و أﻧت‬


‫ﺗﺣﺗﺿر ھو ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ ‪.‬‬

‫اﻧدﻓﻌت داﻟﯾﺎ ﺗﻐﺎدر اﻟﻣطﺑﺦ و ﺗﻌود إﻟﻰ ﻏرﻓﺗﮭﺎ‬


‫؛ اﻧﻔﺟرت ﺑﺎﻛﯾﺔ و ھﻲ ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻷﻟم اﻟذي‬
‫ﯾﻣزق ﺻدرھﺎ ‪ ..‬ﺑﺎﻟﻛﺎد ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن‬
‫ﺗﻠﺗﻘط اﻟﺑﺧﺎﺧﺔ وﺗدﻓﻊ اﻟرذاذ إﻟﻰ ﻓﻣﮭﺎ ﻗﺑل أن‬
‫ﺗﺷﻌر ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺗﺧﺗﻧق ‪ ..‬ﻛﺎﻧت داﻟﯾﺎ ﺗﺷﻌر ﺑﺄن‬
‫أﺣداً ﻗد أﺷﻌل ﺣرﯾﻘﺎ ً ﻓﻲ ﺻدرھﺎ و ﺗرﻛﮫ‬
‫ﯾﻣﺗﻠﺊ ﺑﺎﻟدﺧﺎن ﻋﻧدﻣﺎ ﺣﻣﻠﮭﺎ ﺑﺎﺳل ﺑﯾن ذراﻋﯾﮫ‬
‫و ذھب ﺑﮭﺎ إﻟﻰ أﻗرب ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ‪.‬‬

‫ﺟﻠس ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﻣﻛﺗب اﻟطﺑﯾب و ھو ﯾﺷﻌر‬


‫ﺑﺎﻟﺗوﺗر ؛ ﻛﺎن ﯾﺧﺷﻰ أن ﺗﻛون اﻟﻌدوى ﻗد‬
‫اﻧﺗﻘﻠت ﻣﻧﮫ إﻟﻰ داﻟﯾﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌل و ﻛﺎن ھذا ﯾﺧﯾﻔﮫ‬
‫‪ ..‬ﺗﻧﻔس اﻟﺻﻌداء ﻋﻧدﻣﺎ ھﺗف اﻟطﺑﯾب ‪:‬‬
‫‪ -‬اطﻣﺋن ﯾﺎ ﺑﺎﺷﻣﮭﻧدس ‪ ..‬أﻣﺎﻣﻲ ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻼت‬
‫و ھﻲ ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟك و ﻟﮭﺎ ‪ ..‬ﻣن اﻟواﺿﺢ أﻧك ﻗد‬
‫ﺗﻌﺎﻓﯾت ﻣن اﻟﻔﯾروس ﺑﺳرﻋﺔ ﻟﻛﻧﻧﻲ أرى أن‬
‫ﺗﻌود إﻟﻰ اﻟﻌزل اﻟﻣﻧزﻟﻲ ﻣن ﺑﺎب اﻻﺣﺗﯾﺎط‬
‫ﺣﺗﻰ ﺗﻧﺗﮭﻲ ﻣدة اﻷﺳﺑوﻋﯾن أﻣﺎ اﻵﻧﺳﺔ داﻟﯾﺎ‬
‫ﻓﺣﺎﻟﺗﮭﺎ ﻣﺳﺗﻘرة ‪ ..‬ﻣن اﻟواﺿﺢ أﻧﮭﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن‬
‫اﻟرﺑو اﻟﺷﻌﺑﻲ و ﻋرﺿت ﻧﻔﺳﮭﺎ إﻟﻰ ﻧوﺑﺔ ﺣﺎدة‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٩٧‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻣن اﻷﻧﻔﻠوﻧزا ‪ ..‬أﺳﻌﻔﻧﺎھﺎ ﻛﻣﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻛﻧﻧﻲ‬


‫ﺳﺄﺳﺗﺑﻘﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻟﯾوﻣﯾن ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻌﺎﻓﻰ‬
‫ﺗﻣﺎﻣﺎ ً و ﺳﺄﻣﻧﻊ ﻋﻧﮭﺎ اﻟزﯾﺎرة ‪ ..‬أﻗﺻد زﯾﺎرﺗك‬
‫أﻧت ﺑﺎﻟذات ‪.‬‬

‫ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺿﯾق ‪:‬‬


‫‪ -‬أﺗﻌﻧﻲ أﻧﻧﻲ ﻟن أﺳﺗطﯾﻊ أن أراھﺎ ؟‬

‫ھﺗف اﻟطﺑﯾب ﺑﺣزم ‪:‬‬


‫‪ -‬ھذا أﻓﺿل ﯾﺎ ﺑﺎﺷﻣﮭﻧدس ‪ ..‬ﻓﯾروس ﻛوﻓﯾد –‬
‫‪ ١٩‬ﻓﯾروس ﻣﺳﺗﺣدث و ﻟﯾﺳت ﻟدﯾﻧﺎ ﻣﻌﻠوﻣﺎت‬
‫ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻋﻧﮫ و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧك ﻗد ﺗﻌﺎﻓﯾت‬
‫ﻣﻧﮫ ﻟﻛن ﻻ أﺣد ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺟزم ﺑﺄﻧك ﻟم ﺗﻌد‬
‫ﻗﺎدراً ﻋﻠﻰ ﻧﻘل اﻟﻌدوى و اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣرﯾﺿﺔ ﺗﻧذر ﺑﺎﻟﺧطر ‪ ..‬إذا – ﻻ ﻗدر‬
‫ﷲ – أﺻﯾﺑت ﺑﺎﻟﻌدوى ﻻ أظن أﻧﮭﺎ ﺳﺗﻛون‬
‫ﺳﻌﯾدة اﻟﺣظ ﻣﺛﻠك و ﺗﺗﻌﺎﻓﻰ ﻣﻧﮭﺎ ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٩٨‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر‬


‫ﻏﺎدرت داﻟﯾﺎ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺑﻌد ﯾوﻣﯾن ﺑﺎﻟﻔﻌل ‪ ..‬ﻛﺎن‬
‫واﻟدھﺎ ﻗد ذھب إﻟﯾﮭﺎ ﺑﻣﺟرد أن اﺗﺻل ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﺳل‬
‫و أﺧﺑره ﺑﺣﺎﻟﺗﮭﺎ ﻟﻛن ﺑﺎﺳل ﻧﻔﺳﮫ ﻗد ﺗرك اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ‬
‫ﺑﻣﺟرد أن أﺟرى ھذا اﻻﺗﺻﺎل و ﻟم ﺗره داﻟﯾﺎ و ﻟم‬
‫ﯾﺗﺻل ﻋﻠﯾﮭﺎ و ﻛل ﻣﺎ اﺳﺗطﺎع واﻟدھﺎ إﺧﺑﺎرھﺎ ﺑﮫ ھو‬
‫أﻧﮫ ﻟم ﯾﻌد إﻟﻰ اﻟﻘﺻر ﺑﻌد ‪.‬‬

‫ﻋﺎدت داﻟﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺻر و ھﻲ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت‬


‫ﻣﺧطﺋﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗرﻛت روﻣﺎ و ﻋﺎدت إﻟﻰ اﻟﻘﺎھرة ؛ ﻟم‬
‫ﯾﻛن ﺑﺎﺳل ﯾرﯾدھﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻓﯾﻣﺎ ﻣﺿﻰ و ﻻ ھو ﯾﻘﺑل‬
‫ﺑوﺟودھﺎ اﻵن ‪ ..‬و إذا ﻛﺎﻧت ﺗﺗﺧﯾل أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن‬
‫ﯾﺻﺑﺢ ﻟﮭﺎ ﻣﻛﺎن ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ذات ﯾوم ﻓﮭﻲ واھﻣﺔ و ﺗﺣﻠم‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﺣﯾل ‪.‬‬

‫ﻋﺎد ﺑﺎﺳل إﻟﻰ اﻟﻘﺻر ﻓﻲ ﺻﺑﯾﺣﺔ ﯾوم ‪ ٢٥‬ﻣﺎرس‬


‫و ھو ﻓﻲ أﺗم ﺻﺣﺔ و ﻋﺎﻓﯾﺔ ‪ ..‬اﺳﺗﻘﺑﻠﮫ وﻟداه ﻓﻲ ﻟﮭﻔﺔ‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣروة ھﺎدﺋﺔ ﻛﺎﻟﻌﺎدة و ھﻲ ﺗﮭﻧﺋﮫ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎءه‬
‫‪ ..‬ﻻﻣﮫ ﻓؤاد ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻗد اﺑﺗﻌد ﻋﻧﮭم ﻟﻛل ھذه اﻟﻣدة ﻓﻲ‬
‫اﻟوﻗت اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺣﺗﺎج ﻓﯾﮫ إﻟﻰ دﻋﻣﮭم وﻣﺳﺎﻧدﺗﮭم ﻟﮫ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪٩٩‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻟﻛن ﺑﺎﺳل ﻟم ﯾﻛن ﻟدﯾﮫ اﻟﻛﺛﯾر ﻟﯾﻘوﻟﮫ ‪ ..‬ﻛﺎن ﯾﻌرف أﻧﮫ‬


‫ﻗد ﻓﻌل اﻟﺻواب ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ أوﻻده وﻟم ﯾﻛن ﯾرﻏب ﻓﻲ‬
‫أن ﯾﻧﺎﻗﺷﮫ أﺣد ﻓﻲ ﻗراراﺗﮫ ‪.‬‬

‫ﺗردد ﺑﺎﺳل ﻟﻠﺣظﺎت ﻗﺑل أن ﯾﺳﺄل ﻋن داﻟﯾﺎ ‪ ..‬ﺗﺑﺎدل‬


‫ﻓؤاد و ﻣروة اﻟﻧظرات ﻗﺑل أن ﺗﻧﺳﺣب ﻣروة إﻟﻰ‬
‫ﻏرﻓﺗﮭﺎ ﺑﯾﻧﻣﺎ ھﺗف ﻓؤاد ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻟم ﺗﻌد ﻣوﺟودة ھﻧﺎ ‪ ..‬ﺳﺎﻓرت إﻟﻰ روﻣﺎ ﻓﺟﺄة‬


‫و ﻻ أﺣد ﯾﻌﻠم اﻟﺳﺑب ‪ ..‬ﺣﺗﻰ أﻧﮭﺎ ﻗد ﺗرﻛت‬
‫ﻟﻌﻣﻲ ﺗوﻛﯾﻼً ﻋﺎﻣﺎ ً ﯾﺳﻣﺢ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺗﺻرف ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺷﺎء ﺳواء ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ أو اﻹدارة ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻟت ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺣرف اﻟواﺣد أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻧوي اﻟﻌودة‬
‫إﻟﻰ اﻟﻘﺎھرة ﻣرة أﺧرى ‪.‬‬

‫دﺧل ﺑﺎﺳل إﻟﻰ ﻏرﻓﺔ اﻟﻣﻛﺗب و أﻏﻠق اﻟﺑﺎب‬


‫ﺧﻠﻔﮫ ‪ ..‬ﺟﻠس ﺧﻠف اﻟﻣﻛﺗب و أﺧﻔﻰ وﺟﮭﮫ ﺑﯾن‬
‫ﻛﻔﯾﮫ و ھو ﯾﻔﻛر ﻓﻲ أﻟم ﻓﻲ أﻧﮭﺎ ﻗد ﺗرﻛت‬
‫اﻟﻘﺎھرة ﻟﻠﻣرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ و ھﻲ ﻣﺟروﺣﺔ ﺑﺳﺑﺑﮫ ‪..‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻟم ﯾﻛن ﯾدرك ﻛم ﺟرﺣﮭﺎ ﻟﻛﻧﮫ ھذه‬
‫اﻟﻣرة ﯾﻌرف أﻧﮫ ﻗد ﺟرﺣﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻣﯾم ‪..‬‬
‫ﺧﺎطرت ﺑﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﻟﻣﺟرد أن ﺗرﻋﺎه ﻓﻲ ﻣرﺿﮫ‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٠٠‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫و ﺗظل ﺑﺟواره ﻟﺑﺿﻌﺔ أﯾﺎم ﻗد ﺗﻛون ھﻲ‬


‫اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﺛم ﺗرﻛﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ‬
‫و ھﻲ ﻣرﯾﺿﺔ و ﺿﻌﯾﻔﺔ دون ﺣﺗﻰ أن ﯾﺣﺎول‬
‫اﻻطﻣﺋﻧﺎن ﻋﻠﯾﮭﺎ و ﻟو ﺑﻣﻛﺎﻟﻣﺔ ھﺎﺗﻔﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﻋﺎد ﺷﮭدي ﻣن اﻟﻣطﺎر ﺑﻌد أن ﺗرك اﺑﻧﺗﮫ ﻋﻠﻰ‬


‫أﺑواﺑﮫ ؛ أﺧﺑره ﻓؤاد ﺑﺄن ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ‬
‫اﻟﻣﻛﺗب ﻓدﺧل إﻟﯾﮭﺎ ﺑﺳرﻋﺔ و ھﺗف ﻓﻲ ﺣدة ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎ اﻟذي ﺑﯾﻧك وﺑﯾن داﻟﯾﺎ ؟ ‪ ..‬ﻣﺎ اﻟذي ﻓﻌﻠﺗﮫ‬
‫ﺑﺎﺑﻧﺗﻲ و ﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻌودة إﻟﻰ روﻣﺎ‬
‫رﻏم ﺗﻔﺷﻲ اﻟوﺑﺎء ھﻧﺎك ﺑدرﺟﺔ ﺧطﯾرة ؟ ‪..‬‬
‫ھﻲ ﺗﻌرف أﻧﮭﺎ ﻗد ﺗﻛون أﻛﺛر أﻣﻧﺎ ً ھﻧﺎ ﻷن‬
‫اﻧﺗﺷﺎر اﻟوﺑﺎء ﻻ زال ﻣﺣدوداً ﺟداً و ﻣﻊ ھذا‬
‫ﺧﺎطرت ﺑﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﻟﻣﺟرد أن ﺗﻐﺎدر اﻟﻘﺎھرة ﻗﺑل‬
‫ﻋودﺗك إﻟﻰ اﻟﻘﺻر ‪ ..‬ﻗل اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﯾﺎ ﺑﺎﺳل ‪..‬‬
‫ﻣﺎ ﻣﺷﻛﻠﺗك ﻣﻊ داﻟﯾﺎ ﺑﺎﻟﺿﺑط ؟‬

‫ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﻣرارة ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺳوء اﻟﺗوﻗﯾت ‪ ..‬ﻣﺷﻛﻠﺗﻲ ﻣﻊ اﺑﻧﺗك دوﻣﺎ ً ھﻲ‬
‫ﺳوء اﻟﺗوﻗﯾت ﯾﺎ ﻋﻣﻲ ‪ ..‬ﻻ أﻋرف ﻟﻣﺎ ﺗدﺧل‬
‫إﻟﻰ ﺣﯾﺎﺗﻲ دوﻣﺎ ً ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﻛون اﻟوﻗت ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ً‬
‫ﻷﻗول ﻟﮭﺎ ﻣﺎ أﺷﻌر ﺑﮫ ﺑﺎﻟﻔﻌل ‪ ..‬ﺣﺗﻰ اﻟﯾوم ‪..‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٠١‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫رﺑﻣﺎ ﻟو ﺑﻛرت ﻓﻲ اﻟﺣﺿور ﻟﺳﺎﻋﺔ واﺣدة‬


‫ﻷﺳﺗطﻌت ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺗودﯾﻌﮭﺎ ‪.‬‬

‫ﺟﻠس ﺷﮭدي أﻣﺎم اﻟﻣﻛﺗب و ھو ﯾﮭﺗف ﻓﻲ‬


‫أﺳﻰ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺑﻧت ﻣﺟروﺣﺔ ﺑﺷدة ‪ ..‬أﻧﺎ ﻻ أدري ﻣﺎ اﻟذي‬
‫ﻗﻠﺗﮫ أو ﻓﻌﻠﺗﮫ ﻣﻌﮭﺎ ﻟﻛﻧﻧﻲ أﻋﻠم أﻧك آذﯾﺗﮭﺎ ﺑﺷدة‬
‫‪ ..‬داﻟﯾﺎ ﻗوﯾﺔ و ﻟﻛن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑك‬
‫ﺗﺻﺑﺢ ھﺷﺔ وﻣن اﻟﺳﮭل ﻛﺳرھﺎ ‪ ..‬أﻧﺎ أﻋرف‬
‫أﻧﻧﻲ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﺟزء ﻛﺑﯾر ﻣن ﻣﺷﺎﻛﻠﮭﺎ ‪..‬‬
‫ﻓرﺿت ﻋﻠﯾﮭﺎ طﻔوﻟﺔ ﻣﺷﺗﺗﺔ ﺑﯾﻧﻲ و ﺑﯾن أﻣﮭﺎ‬
‫ﺛم ﺗرﻛﺗﮭﺎ ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟﯾﺗم ﺑﻌد وﻓﺎة ﺻوﻓﯾﺎ ﻟﻣﺟرد‬
‫أﻧﻧﻲ ﻟم أرﻏب ﻓﻲ أن أدﺧل ﻓﻲ ﺻدام ﻣﻊ‬
‫ﺟدھﺎ ‪ ..‬ﻟﻛن ﺑﻌد أن ﻗررت ﺑﻧﻔﺳﮭﺎ اﻟﻣﺟﺊ إﻟﻰ‬
‫ھﻧﺎ و اﻻﺳﺗﻘرار ﻣﻌﻧﺎ ﺗﺧﯾﻠت أﻧﻧﻲ أﺳﺗطﯾﻊ أن‬
‫أﺑدأ ﺻﻔﺣﺔ ﺟدﯾدة ﻣﻌﮭﺎ ﻟﻛن ﻣن اﻟواﺿﺢ أﻧﻧﻲ‬
‫ﻛﻧت ﻣﺧطﺋﺎ ً ‪ ..‬ﺗﺄﺧر اﻟوﻗت ‪ ..‬ﺗﺄﺧر ﻛﺛﯾراً‬
‫ﻟﻸﺳف ‪.‬‬

‫طرق ﻓؤاد ﺑﺎب اﻟﻐرﻓﺔ ﻗﺑل أن ﯾدﺧل ؛ ﺟﻠس‬


‫أﻣﺎم ﻋﻣﮫ و ھﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ھﻧﺎك ﺷﻲء ﯾﺟب أن ﺗﻌﻠﻣﮫ ﯾﺎ ﻋﻣﻲ ‪ ..‬أﻧﺎ‬
‫ﻗررت اﻟﺳﻔر إﻟﻰ روﻣﺎ ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء أزﻣﺔ ﺗﻔﺷﻲ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٠٢‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟوﺑﺎء ‪ ..‬آل أﻧﺗوﻧﯾو ﺳﯾﻣﻧﺣﻧﻲ وظﯾﻔﺔ ﺟﯾدة‬


‫ھﻧﺎك و ﺳﺄﺳﺗﻘر ﻓﻲ اﯾطﺎﻟﯾﺎ ‪ ..‬أظن أن ﻋﻠﯾك‬
‫ﻣن اﻵن اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣدﯾر ﻣﺎﻟﻲ ﺟدﯾد ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ‬
‫ﺣﺗﻰ أﻗوم ﺑﺗدرﯾﺑﮫ و اطﻼﻋﮫ ﻋﻠﻰ ﻛل‬
‫اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﻗﺑل أن أﺗرك اﻟﻌﻣل ‪.‬‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ اﺳﺗﻧﻛﺎر ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻣﺎ ﻣﻌﻧﻰ ﺗﺳﺗﻘر ﻓﻲ اﯾطﺎﻟﯾﺎ ؟ ‪ ..‬ھل ﺗﻘﺻد أﻧك‬
‫ﻧوﯾت اﻟﮭﺟرة إﻟﻰ ھﻧﺎك ﺑﺷﻛل ﻧﮭﺎﺋﻲ ؟‬

‫زم ﺑﺎﺳل ﺷﻔﺗﯾﮫ و ھﺗف ﻓﻲ ﺣﻧق ‪:‬‬


‫‪ -‬و ﻟﻣﺎ اﯾطﺎﻟﯾﺎ ﺑﺎﻟذات ؟ ‪ ..‬و ﻟﻣﺎذا اﻵن ؟‬

‫ﺻﻣت ﻓؤاد ﻗﻠﯾﻼً ﺛم ھﺗف ﻓﻲ ﺣزم ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻷﻧﻧﻲ ﺳﺄﺗزوج داﻟﯾﺎ و أﺳﺗﻘر ﻣﻌﮭﺎ ‪.‬‬

‫ﺷﺣب وﺟﮫ ﺑﺎﺳل ﺑﺷدة ﺑﯾﻧﻣﺎ ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ‬


‫اﺳﺗﻐراب ‪:‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٠٣‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫‪ -‬ﺗﺗزوج داﻟﯾﺎ ؟! ‪ ..‬ﻛﯾف ؟! ‪ ..‬أﻋﻧﻲ ‪ ..‬ھل‬


‫ﺗﻧﺎﻗﺷﺗﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع ؟ ‪ ..‬ھل ھﻲ ﻣواﻓﻘﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟزواج ﻣﻧك ؟!‬

‫ﺛم اﺣﺗﻘن وﺟﮭﮫ و ھو ﯾردف ﻓﻲ اﻧﻔﻌﺎل ‪:‬‬


‫‪ -‬و إذا ﻛﺎن اﻷﻣر ھﻛذا ﻓﻠﻣﺎ ﻟم ﺗﺧﺑرﻧﻲ ﺑﮭذا‬
‫ﺑﻧﻔﺳﮭﺎ ﻗﺑل ﺳﻔرھﺎ ؟ ‪ ..‬ﺑل ﻟﻣﺎذا ﺗﺳﺎﻓر ﻣن‬
‫اﻷﺳﺎس ؟ ‪ ..‬إذا ﻛﻧﺗﻣﺎ ﻗد اﺗﻔﻘﺗﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟزواج‬
‫ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻣن ﺑﺎب أوﻟﻰ أن ﺗرﻏب ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻘرار‬
‫ﻣﻌﻧﺎ ﻻ أن ﺗﻐوﯾك أﻧت أﯾﺿﺎ ً ﻋﻠﻰ أن ﺗﮭﺟرﻧﺎ ‪.‬‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ ھدوء ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻻ أﻧﺎ و ﻻ داﻟﯾﺎ ﻧرﻏب ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻘرار ھﻧﺎ ‪..‬‬
‫ﻓﻛرة اﻟﮭﺟرة ﻓﻛرﺗﻲ و ھﻲ ﻧﮭﺎﺋﯾﺔ و ﻟن‬
‫أﺗراﺟﻊ ﻓﯾﮭﺎ ‪ ..‬أﻣﺎ ﻓﻛرة زواﺟﻲ ﻣن داﻟﯾﺎ ﻓﮭﻲ‬
‫ﻻ ﺷﺄن ﻟﮭﺎ ﺑﻘراري ھذا ‪ ..‬داﻟﯾﺎ ﺑﻧت ﻋﻣﻲ‬
‫و أﻧﺎ أوﻟﻰ ﺑﮭﺎ ﻣن اﻟﻐرﯾب و ھﻲ ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻟدﯾﮭﺎ‬
‫‪ ..‬ﻛل ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر ھو أﻧﻧﺎ ﻗد اﺿطررﻧﺎ‬
‫ﻟﺗﺄﺟﯾل اﻟزواج ﺣﺗﻰ ﺗﺗﺣﺳن اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ‬
‫اﯾطﺎﻟﯾﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ اﻟﺳﻔر ‪ ..‬ﺣﺎوﻟت إﻗﻧﺎﻋﮭﺎ‬
‫ﺑﺈرﺟﺎء ﺳﻔرھﺎ ﺑدورھﺎ ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺳﻣﻊ ﻟﻲ ‪..‬‬
‫أﺣدھم ﺟﻌل ﺧروﺟﮭﺎ ﻣن ھذا اﻟﻘﺻر ﺿرورة‬
‫ﻣﻠﺣﺔ أھم ﻟدﯾﮭﺎ ﻣن ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﻧﻔﺳﮭﺎ ‪.‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٠٤‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھب ﻓؤاد واﻗﻔﺎ ً و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻣﺎ اﻟذي ﯾﺣدث ﺑﺎﻟﺿﺑط ؟ ‪ ..‬أﺣدﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن‬
‫ﯾﺷرح ﻟﻲ ﻣﺎ ھﻲ ﻣﺷﻛﻠﺔ اﺑﻧﺗﻲ ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻣﻌﻛﻣﺎ‬
‫‪ ..‬ﻛﻣﺎ أﻧﻧﻲ ﻟن أﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﮭراء اﻟذي اﺗﻔﻘت ﻋﻠﯾﮫ‬
‫ﻣﻌﮭﺎ ﯾﺎ أﺳﺗﺎذ ﻓؤاد ‪ ..‬اﺑﻧﺗﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗزوج‬
‫ﺳﺗﺗزوج ھﻧﺎ ‪ ..‬ﻓﻲ ﺑﯾﺗﻲ وﺗﺣت وﻻﯾﺗﻲ‬
‫و ﺳﺄﺣﺗﻔل ﺑزواﺟﮭﺎ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻼﺋﻘﺔ ‪ ..‬ھل‬
‫ﺗﻔﮭم ؟ ‪ ..‬داﻟﯾﺎ ﯾﺟب أن ﺗﻌود إﻟﻰ اﻟﻘﺎھرة ﺣﺎﻻً‬
‫ﺣﺗﻰ ﻟو اﺿطررت ﻟﻠﺳﻔر ﺧﻠﻔﮭﺎ و إﻋﺎدﺗﮭﺎ إﻟﻰ‬
‫ھﻧﺎ ﺑﺎﻟﻘوة ‪.‬‬

‫ﻧﮭض ﺑﺎﺳل و ھﺗف ﻓﻲ ﺣزم ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟﯾس أﻧت ﻣن ﺳﯾﺳﺎﻓر ﯾﺎ ﻋﻣﻲ ‪ ..‬أﻧﺎ اﻟﺳﺑب ﻓﻲ‬
‫ھذه اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ و أﻧﺎ اﻟﻣﺳﺋول ﻋن ﺣﻠﮭﺎ ‪ ..‬داﻟﯾﺎ‬
‫ﺟﻌﻠﺗﻧﻲ ﻣدﯾﻧﺎ ً ﻟﮭﺎ ﺑﺷﻛر و اﻋﺗذار و ﻣن ﺣﻘﮭﺎ‬
‫ﻋﻠﻲّ أن أذھب ﺧﻠﻔﮭﺎ و ﻟو إﻟﻰ آﺧر اﻟدﻧﯾﺎ‬
‫ﻟﺗﺳﻣﻊ اﻋﺗذاري و ﺷﻛري ‪ ..‬ﺛم إﻧﻧﻲ اﻟوﺣﯾد‬
‫ھﻧﺎ اﻟذي أﺻﯾب ﺑﺎﻟﻔﯾروس ﺑﺎﻟﻔﻌل و ﺗﻌﺎﻓﻰ‬
‫ﻣﻧﮫ و ھذا ﯾﺟﻌﻠﻧﻲ اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﺳﯾﻛون ﺳﻔره‬
‫ﻣﺄﻣوﻧﺎ ً ‪.‬‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ ﺿﯾق واﺿﺢ ‪:‬‬


‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٠٥‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫‪ -‬ﺻدر ﻗرار ﺑﺈﯾﻘﺎف ﺣرﻛﺔ اﻟطﯾران ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ً ﻓﻲ‬


‫ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻠﯾل ﯾوم اﻟﺧﻣﯾس اﻟﻘﺎدم ‪ ..‬ﻟﯾس‬
‫أﻣﺎﻣك وﻗت ﻟﻠﺳﻔر و اﻟﻌودة ﻗﺑل ھذا ‪.‬‬

‫اﻟﺗﻔت ﺑﺎﺳل إﻟﻰ ﺷﻘﯾﻘﮫ و ھﺗف ﻓﻲ ﺛﻘﺔ و أﻟم ﻻ‬


‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺧﻔﯾﮫ ‪:‬‬
‫‪ -‬اطﻣﺋن ﯾﺎ ﻓؤاد ‪ ..‬ﺳﺄﻋﯾد إﻟﯾك ﺧطﯾﺑﺗك‬
‫و ﺳﺄﺷﮭد ﻋﻠﻰ زواﺟﻛﻣﺎ ﺑﻧﻔﺳﻲ ‪ ..‬ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟن‬
‫أﺳﻣﺢ ﻟك أو ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻻﻧﺳﻼخ ﻋن اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ‬
‫و ھﺟرﻧﺎ ﺑﮭذه اﻟﺑﺳﺎطﺔ ‪ ..‬ھذا اﻟﻘﺻر ﺳﯾﺟﻣﻊ‬
‫أﺑﻧﺎء ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﻛﺎﺷف و أﺣﻔﺎدھم و ﻟن ﯾﺗﺧﻠف‬
‫أﺣد ‪ ..‬ھل ھذا ﻣﻔﮭوم ؟‬

‫رن ﺟرس ھﺎﺗف ﻓؤاد ﻓﻧظر إﻟﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ ﻓﻲ‬


‫اﺳﺗﻐراب ﻗﺑل أن ﯾﺗﻠﻘﻰ اﻟﻣﻛﺎﻟﻣﺔ و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣن أﯾن ﺗﺗﺣدﺛﯾن ﯾﺎ داﻟﯾﺎ ؟ ‪ ..‬اﻟﻣﻔروض ھو أن‬
‫ﺗﻛوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟطﺎﺋرة اﻵن ‪.‬‬

‫أﺗﺎه ﺻوت داﻟﯾﺎ ﺗﮭﺗف ﻓﻲ ﺿﯾق ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺗم إﻟﻐﺎء اﻟرﺣﻠﺔ و أﻧﺎ ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣطﺎر ﯾﺎ ﻓؤاد‬
‫ت ﻟﺗﻘﻠﻧﻲ ؟ ‪ ..‬ﺣﺎوﻟت اﻻﺗﺻﺎل‬ ‫‪ ..‬أﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﺄ ِ‬
‫ﻋﻠﻰ أﺑﻲ ﻟﻛن ھﺎﺗﻔﮫ ﻏﯾر ﻣﺗﺎح و ‪...‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٠٦‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻗﺎطﻌﮭﺎ ﻓؤاد ھﺎﺗﻔﺎ ً ﻓﻲ ﺣزم ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻋﻣﻲ ھﻧﺎ ﻟﻛﻧﻧﻲ أﻧﺎ ﻣن ﺳﯾذھب إﻟﯾك ‪..‬‬
‫اﻧﺗظرﯾﻧﻲ ‪.‬‬

‫أﻧﮭﻰ ﻓؤاد اﻻﺗﺻﺎل ﺛم اﻟﺗﻔت إﻟﻰ ﺷﻘﯾﻘﮫ ھﺎﺗﻔﺎ ً ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻻ ﺗﻘﻠق ﯾﺎ ﺑﺎﺳل ‪ ..‬ﺳﺗﻛون اﻟﻔرﺻﺔ ﺳﺎﻧﺣﺔ‬
‫أﻣﺎﻣك ﻟﺗﻌﺗذر ﻛﻣﺎ ﺗﺷﺎء و ﻟن ﺗﺿطر ﻟﻠﺳﻔر ‪..‬‬
‫داﻟﯾﺎ ﻻ ﺗزال ﻓﻲ اﻟﻣطﺎر و ﺳﺄذھب ﻷﺣﺿرھﺎ‬
‫ﺣﺎﻻً ‪.‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋﺷر‬


‫اﻧطﻠق ﻓؤاد ﺑﺳﯾﺎرﺗﮫ ﻓﻲ اﻟطرﯾق ﻣن ﻣطﺎر اﻟﻘﺎھرة إﻟﻰ‬
‫اﻟﻘﺻر و داﻟﯾﺎ ﺑﺟواره ؛ ﻛﺎﻧت ﻣﺳﺗﺎءة ﻷﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺗﻣﻛن‬
‫ﻣن اﻟﺳﻔر ﻛﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﺗرﻏب ﻓﻲ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﻘﺻر‬
‫ً‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد أن أﺧﺑرھﺎ ﻓؤاد ﺑﺄن ﺑﺎﺳل ﻗد ﻋﺎد إﻟﯾﮫ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٠٧‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺑﺎﻟﻔﻌل ‪ ..‬طﻠﺑت ﻣﻧﮫ أن ﯾﺄﺧذھﺎ ﻟﺗﻘﯾم ﻓﻲ أﺣد اﻟﻔﻧﺎدق‬


‫اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﮭﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻛﻧﮫ ھﺗف ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻟﯾس ھذا ﻣﻣﻛﻧﺎ ً ﯾﺎ داﻟﯾﺎ ‪ ..‬ﻋﻣﻲ ﻟن ﯾﻘﺑل ﺑﮫ‬


‫و ﻻ ﻧرﯾد اﺳﺗﻔزازه ﻓﮭو ﻣﺗوﺗر ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ‬
‫ﺑﺳﺑﺑﻲ ‪ ..‬أﺧﺑرﺗﮫ ﻟﻠﺗو ﺑﻣوﺿوع ھﺟرﺗﻲ إﻟﻰ‬
‫اﯾطﺎﻟﯾﺎ و ﺗرﻛﺗﮫ و ھو ﻻ ﯾزال ﺛﺎﺋراً ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻔﻛرة ﺛم ‪ ..‬ھﻧﺎك أﻣرٌ آﺧر ﯾﺟب أن أﺗﺣدث‬
‫ﺑﮫ ﻣﻌكِ أوﻻً ﻗﺑل ﻣﻘﺎﺑﻠﺗك ﻟﻌﻣﻲ ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻻ أدري‬
‫ﻛﯾف ﺳﯾﻛون ﺷﻌورك ﻧﺣوه ‪.‬‬

‫ﺻﻣت ﻓؤاد ﻟﻠﺣظﺔ ﺛم أردف ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻧﺎ آﺳف ﯾﺎ داﻟﯾﺎ ‪ ..‬أﻋﻠم أن ھذا ﻟﯾس ﻣن ﺣﻘﻲ‬
‫و ﻟﻛن ‪ ..‬أﻧﺎ أﺧﺑرت واﻟدك و ﺑﺎﺳل ﺑﺄﻧﻧﺎ اﺗﻔﻘﻧﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺑﺔ و ﺳﻧﺗزوج ‪ ..‬ﻻ أدري ﻟﻣﺎ ﻓﻌﻠت‬
‫ھذا و ﻟﻛن ‪ ..‬اﻋﺗﺑري ھذا ﻋرﺿﺎ ً ﯾﻣﻛﻧك‬
‫اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﯾﮫ ‪ ..‬ھل ﺗﻘﺑﻠﯾن اﻟزواج ﻣﻧﻲ ﯾﺎ داﻟﯾﺎ ؟‬
‫أطرﻗت داﻟﯾﺎ ﺑرأﺳﮭﺎ و ھﻲ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ أﻧﮭﺎ ﯾﺟب‬
‫أن ﺗﺗﺻرف و ﻟو ﻟﻣرة واﺣدة ﺑﺣﯾﺎﺗﮭﺎ وﻓﻘﺎ ً‬
‫ﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻌﻘل ﻻ ﺗﺑﻌﺎ ً ﻟﻣﺎ ﯾﮭواه اﻟﻘﻠب ‪ ..‬ﺑﺎﺳل‬
‫ﯾﻠوﻣﮭﺎ دوﻣﺎ ً ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﺻرﯾﺣﺔ و ﻻ ﺗﻌرف‬
‫ﻛﯾف ﺗﺧﻔﻲ ﻋواطﻔﮭﺎ و ﺗﺗﻧﻛر ﻟﮭﺎ ‪ ..‬ﯾﺳﻣﻲ‬
‫اﺳﺗﺳﻼﻣﮭﺎ ﻟﻌواطﻔﮭﺎ رﻋوﻧﺔ و ﺳﯾرھﺎ ﺧﻠف‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٠٨‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻗﻠﺑﮭﺎ ﺟﻧوﻧﺎ ً ورﺑﻣﺎ آن اﻷوان ﻟﻛﻲ ﺗﻔﺗﺢ ﻟﻧﻔﺳﮭﺎ‬


‫ﺑﺎب اﻟﻘﻔص و ﺗﺣﻠق ﺑﻌﯾداً ﻋن ﺳﺟن ﺑﺎﺳل‬
‫اﻟذي ﺣﺑﺳﮭﺎ ﻗﻠﺑﮭﺎ ﺑﮫ ﻟﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ ً ﻛﺎﻣﻠﺔ‬
‫و ھﻲ ﺗﺗﻌذب ﺑﺎﻟﺟوى و اﻟﺣرﻣﺎن ‪.‬‬

‫ﻋﻧدﻣﺎ طﺎل ﺻﻣﺗﮭﺎ و ﺑﺎت ﻣن اﻟواﺿﺢ أﻧﮭﺎ ﻗد‬


‫ﺗﻔﻛﯾر ﻋﻣﯾق ﻓﻛر ﻓؤاد ﻓﻲ أﻧﮭﺎ‬ ‫ٍ‬ ‫ﻏرﻗت ﻓﻲ‬
‫ﺳﺗرﻓض ﻋرﺿﮫ و ﻟم ﯾﻛن ﯾﻠوﻣﮭﺎ ﻟو ﻓﻌﻠت ‪..‬‬
‫ھو ﻧﻔﺳﮫ ﻟم ﯾﻛن ﯾﻌرف ﻟﻣﺎ ﻓﻛر ﻓﻲ اﻟزواج‬
‫ﻣﻧﮭﺎ اﻵن و ﻟم ﯾﻛن واﺛﻘﺎ ً ﻣن أﻧﮫ ﺳﯾﺳﺗطﯾﻊ أن‬
‫ﯾﻔﺗﺢ ﻟﻧﻔﺳﮫ ﺑﺎب اﻟﻘﻔص اﻟذي ﺣﺑﺳﮫ ﻓﯾﮫ ﺣب‬
‫ﻣروة ﻟﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ ً ﻛﺎﻣﻠﺔ و ھو ﯾﺗﻌذب‬
‫ﺑﺎﻟﻐﯾرة و اﻟﺣرﻣﺎن ‪.‬‬

‫اﻟﺗﻔﺗت داﻟﯾﺎ ﻧﺣو ﻓؤاد و ھﻣﺳت ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟو ﻛﺎن ﻋرﺿك ﺟﺎداً ﻓﮭو ﻻ ﯾﺣﺗﺎج ﻟﻠﻛﺛﯾر ﻣن‬
‫اﻟﺗﻔﻛﯾر ‪ ..‬أﻧت اﺑن ﻋﻣﻲ ﯾﺎ ﻓؤاد و رﺑﻣﺎ ﻛﻧت‬
‫أﻛﺛر ﺷﺧص ﻓﻲ ھذا اﻟﻛون ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن‬
‫ﯾﻔﮭﻣﻧﻲ و ﯾﺗﻘﺑﻠﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻧﺎ ﻋﻠﯾﮫ ‪ ..‬و اﻟزواج‬
‫ﻣﻧك ﻗد ﯾﻛون ھو أﻓﺿل ﻣﺎ أﻓﻌﻠﮫ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٠٩‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻋﺎدت داﻟﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺻر ﻣﻊ ﻓؤاد ﺑﻌد أن اﺗﻔﻘﺎ‬


‫ﻋﻠﻰ إﻋﻼن ﺧطﺑﺗﮭﻣﺎ ﺑﺷﻛل رﺳﻣﻲ ؛ ﺑدا‬
‫ﺷﮭدي ﺳﻌﯾداً ﺑﻌودة اﺑﻧﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺻر ﻣرة‬
‫أﺧرى و أﺧﺑرھﺎ ﺑﺣﺳم ﺑﺄﻧﮭﺎ ﯾﺟب أن ﺗﺣﺗﻔل‬
‫ﺑزواﺟﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﯾت أﺑﯾﮭﺎ و ﺟدودھﺎ ﻛﻣﺎ أﺧﺑرھﺎ‬
‫ﺑﺄﻧﮫ ﯾرﻓض ﺳﻔرھﺎ أو ﺳﻔر ﻓؤاد ﺑﻌد اﻟزواج‬
‫ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ً ﻓﮭﺗﻔت ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻻ ﯾﺎ أﺑﻲ ‪ ..‬أﻧﺎ ﻟن أﻋﺎرض ﻓﻲ ﺗﺄﺟﯾل ﺳﻔري‬
‫ﺣﺗﻰ ﯾﺗم ﻋﻘد اﻟﻘران ﻓﻲ وﺟودك و ﻓﻲ ھذا‬
‫اﻟﻘﺻر ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻻ أﻧوي اﻻﺳﺗﻘرار ھﻧﺎ ‪..‬‬
‫ﺳﺄﻋود إﻟﻰ روﻣﺎ ﻓﻲ أﻗرب ﻓرﺻﺔ و ﻓؤاد ﻻ‬
‫ﻣﺎﻧﻊ ﻟدﯾﮫ ﻣن أن ﻧﺳﺗﻘر ھﻧﺎك ﺑﺷﻛل ﻧﮭﺎﺋﻲ ‪..‬‬
‫ﺛم ‪ ..‬ھل ﻧﺳﯾت أﻧﻧﻲ اﻟورﯾﺛﺔ اﻟوﺣﯾدة ﻟﻛل‬
‫أﻣﻼك ﺟدي ؟ ‪ ..‬أظن ﻣن اﻷﻓﺿل أن أﻋود‬
‫إﻟﯾﮫ ﻷﺗوﻟﻰ إدارة ﻛل ﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋﻧﮫ ‪..‬‬
‫ﻛﺎﻧت ھذه رﻏﺑﺗﮫ ﻣﻧذ اﻟﺑداﯾﺔ و ﻗد ﻓﻛرت ﻓﻲ‬
‫اﻷﻣر و اﻛﺗﺷﻔت أﻧﮫ ﻛﺎن ﻣﺣﻘﺎ ً ‪ ..‬ﻋودﺗﻲ إﻟﻰ‬
‫ھﻧﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻛرة طﻔوﻟﯾﺔ و ﻏﺑﯾﺔ ﻟﻛﻧﮭﺎ آﺧر‬
‫ﺳطر ﻓﻲ ﺻﻔﺣﺔ طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻟرﻋوﻧﺔ‬
‫و اﻟﺗﮭور ﻗررت أن أﻣزﻗﮭﺎ ‪ ..‬ﻣن اﻵن‬
‫ﻓﺻﺎﻋداً ﺳﺄﺣﻛم ﻋﻘﻠﯾو أرى أﯾن ﺻﺎﻟﺣﻲ ﻗﺑل‬
‫أن أﺗﺧذ ﻗرارات ﺣﻣﻘﺎء ﻻ ﺗﻔﻌل ﺷﯾﺋﺎ ً ﺳوى‬
‫أﻧﮭﺎ ﺗﺟﻌﻠﻧﻲ ﺿﻌﯾﻔﺔ و ﻣﮭﺎﻧﺔ ‪.‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١١٠‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻛﺎن ﺑﺎﺳل ﯾﻌرف أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗوﺟﮫ ﻛﻼﻣﮭﺎ إﻟﻰ‬


‫ﺷﮭدي ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗوﺟﮫ ﻛﻼﻣﮭﺎ إﻟﯾﮫ ؛ ﻛﻣﺎ‬
‫ﻛﺎن ﻣوﻗﻧﺎ ً ﻣن أن ﻗرار زواﺟﮭﺎ ﻣن ﻓؤاد ﻟﯾس‬
‫ﺑﮫ ذرة ﻋﻘل واﺣدة ﻟﻛﻧﮫ ﺻوت ﻗﻠﺑﮭﺎ اﻟﻣﺟروح‬
‫وﻛراﻣﺗﮭﺎ اﻟﻣﮭﺎﻧﺔ اﻟذي ﯾﻌﻣﯾﮭﺎ و ﯾوﺟﮭﮭﺎ ﻛﯾف‬
‫ﯾﺷﺎء و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ھذا ﯾﺟﻌﻠﮫ ﻣوﻗﻧﺎ ً‬
‫ﻣن أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗزال ﺗﺗﺻرف ﺑﺗﮭور و رﻋوﻧﺔ‬
‫و طﯾش إﻻ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ﺣﺎﻧﻘﺎ ً ﻋﻠﯾﮭﺎ ھذه اﻟﻣرة‬
‫ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻛﺎن ﺣﺎﻧﻘﺎ ً ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ ‪ ..‬ﻓﮭو اﻟذي‬
‫أھﺎﻧﮭﺎ و ﺟرﺣﮭﺎ و ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻋواطﻔﮭﺎ‬
‫اﻟﺻﺎدﻗﺔ و ﻟم ﯾﺣﺎول ﻗط أن ﯾﻔﺗﺢ ﻟﮭﺎ ﻗﻠﺑﮫ‬
‫و ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗرى اﻟواﻗﻊ اﻟذي ﯾﻛﺑﻠﮫ ﺑﻌﻘﻠﮫ‬
‫و ﻋﯾﻧﯾﮫ ‪.‬‬

‫اﻗﺗرﺑت ﻣروة ﻣن داﻟﯾﺎ و ھﻧﺄﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺧطﺑﺔ‬


‫ﻗﺑل أن ﺗﮭﻧﺊ ﻓؤاد ﺛم ﺗﻧﺳﺣب ﺑﺳرﻋﺔ إﻟﻰ‬
‫ﻏرﻓﺗﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻠﻣﺢ أﺣد دﻣوﻋﮭﺎ ‪ ..‬ﺗﻌرف‬
‫أن ارﺗﺑﺎط ﻓؤاد ﺑﺄﯾﺔ ﻓﺗﺎة ﺧطوة ﺗﺄﺧرت‬
‫ﯾوم ﻻ‬
‫ت طوﯾﻠﺔ و ﻛﺎﻧت ﺳﺗﺣدث ذات ٍ‬ ‫ﻟﺳﻧوا ٍ‬
‫ﻣﺣﺎﻟﺔ ﺳواء ظﮭرت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ أم ﻻ ﻛﻣﺎ‬
‫ﻛﺎﻧت ﺗﻌرف أن ھذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺟب أن ﯾﻔﻌﻠﮫ ﻣﻧذ‬
‫ت طوﯾل ‪ ..‬ﻣن اﻟظﻠم أن ﯾﺿﯾﻊ ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻓﻲ‬ ‫وﻗ ٍ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١١١‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻋﺎطﻔﺔ ﻛﻼھﻣﺎ ﯾﻌرف أﻧﮫ ﻻ ﺣﺎﺿر ﻟﮭﺎ و ﻻ‬


‫ﻣﺳﺗﻘﺑل ﺣﺗﻰ أن أﺣدھﻣﺎ ﻻ ﯾﺟرؤ ﻋﻠﻰ أن‬
‫ﯾﻌﺗرف ﺑﮭﺎ أو ﯾﻌﻠﻧﮭﺎ وﻻ ﺣﺗﻰ أﻣﺎم اﻵﺧر وﻻ‬
‫ﯾﻣﻛن أن ﺗطﻠب ﻣﻧﮫ أن ﯾظل إﻟﻰ آﺧر ﻋﻣره‬
‫ﻣﺗرھﺑﻧﺎ ً ﻓﻲ ﻣﺣراب اﻟﮭوى ﻻﻣرأ ٍة ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ‬
‫أن ﺗﺷﺎرﻛﮫ ﺣﯾﺎﺗﮫ أو أن ﺗﻛون أﻣﺎ ً ﻷوﻻده ‪..‬‬
‫و ﻟن ﺗﺳﺗطﯾﻊ ‪.‬‬

‫ﻧﻛس ﻓؤاد رأﺳﮫ و ھو ﯾﻔﻛر ﻓﻲ أﻧﮫ ﻗد أﺧطﺄ‬


‫ﻛﺛﯾراً ﻋﻧدﻣﺎ ﻓﻛر ﻓﻲ اﻟزواج ﻣن داﻟﯾﺎ ؛ ﯾﺷﻌر‬
‫ﺑﺄن ھذا اﻟزواج ﻟن ﯾﺟﻠب ﺧﯾراً ﻋﻠﻰ أﺣد ﻓﮭو‬
‫ﻻ ﯾﺑﻧﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣودة و اﻟرﺣﻣﺔ و اﻟﺗﻔﺎھم ﺑﻘدر‬
‫ﻣﺎ ﯾﺷﯾده ﻋﻠﻰ اﻟظﻠم ‪ ..‬ظﻠﻣﮫ ﻟﻠﻣرأة اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺑﮭﺎ‬
‫و ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺗزوﺟﮭﺎ ؛ و ﻟﻠﻣرأة اﻟﺗﻲ‬
‫ﺳﯾﺗزوﺟﮭﺎ و ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺣﺑﮭﺎ ؛ و ﻟﻸخ‬
‫اﻷﻋﻣﻰ اﻟذي ﻓرط ﻓﻲ ﻓﺗﺎة ﻣﺟﻧوﻧﺔ ﺑﺣﺑﮫ‬
‫ﺳﺟن أﺑديّ ﻣﻊ اﻣرأة ﻟﯾﺳت‬‫ٍ‬ ‫ﻟﯾﺣﺑس ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ‬
‫ﺳﻌﯾدة ﻓﻲ ارﺗﺑﺎطﮭﺎ ﺑﮫ و ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺳﻌده‬
‫‪ ..‬و ﺣﺗﻰ ظﻠﻣﮫ ﻟﻧﻔﺳﮫ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺎول أن ﯾﻧﻘذھﺎ‬
‫ب ﺑﻼ أﻣل ﻓﺈذا ﺑﮫ ﯾﻠﻘﯾﮭﺎ ﻓﻲ‬
‫ﻣن اﻟﺿﯾﺎع ﻓﻲ ﺣ ٍ‬
‫زواج ﺑﻼ ﺣب ‪ ..‬و رﺑﻣﺎ ﺑﻼ ﻣﺳﺗﻘﺑل ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١١٢‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺷﮭدي ھو اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﺑدا ﺳﻌﯾداً ﺑﮭذا اﻟزواج‬


‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن إﺻرار داﻟﯾﺎ و ﻓؤاد ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺳﻔر ﺣﺗﻰ أﻧﮫ ﻗرر أن ﯾﺗم اﻟزواج ﺑﺳرﻋﺔ‬
‫و ﺑدون ﺗﺄﺧﯾر ‪ ..‬ﺣﺗﻰ اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻣر ﺑﮭﺎ ﻛل اﻟﺷﻌوب ﻣﻣﺎ دﻓﻌﮭﺎ ﻟﻧﺑذ‬
‫اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت وإﻏﻼق اﻟﻔﻧﺎدق و ﻗﺎﻋﺎت‬
‫اﻻﺣﺗﻔﺎﻻت ﻟم ﺗﻣﻧﻌﮫ ﻣن أن ﯾﺻر ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗم‬
‫اﻟزواج ﻓﻲ ﯾوم اﻟﺧﻣﯾس اﻟﻘﺎدم ‪ ..‬ﻓﻲ ھدوء ‪..‬‬
‫ﺑدون ﺣﻔل ‪ ..‬و ﺑدون ﺗﺟﻣﻊ ﻗد ﯾﺳﺑب ﻛوارث‬
‫ﺻﺣﯾﺔ ‪ ..‬و ﺑدون ﺿﺟﺔ ‪ ..‬و ﻷن داﻟﯾﺎ ﻟم ﺗﻛن‬
‫ﺗرﻏب ﻓﻲ أن ﯾﻛون ھﻧﺎك ﺣﻔﻼً ﻟﻠزﻓﺎف ﻣن‬
‫اﻷﺳﺎس و ﻟم ﺗﻛن ھذه اﻟﺷﻛﻠﯾﺎت ﺗﺷﻛل ﻓﺎرﻗﺎ ً‬
‫ﻟدﯾﮭﺎ واﻓﻘﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾرﻏب ﻗﺑل أن ﺗذھب إﻟﻰ‬
‫ﻏرﻓﺗﮭﺎ ‪.‬‬

‫دﺧﻠت داﻟﯾﺎ إﻟﻰ اﻟﻐرﻓﺔ و ارﺗﻣت ﻓﻲ ﻓراﺷﮭﺎ‬


‫و اﻧﻔﺟرت ﺑﺎﻛﯾﺔ ؛ ﻻ ﺗﻌرف ﻣﺎ اﻟذي ورطت‬
‫ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺑﮫ ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﻌرف أن ﺑﺎﺳل ﻟم ﯾﺗرك أﻣﺎﻣﮭﺎ‬
‫ﺧﯾﺎراً آﺧر ‪ ..‬ﺳﺗﺛﺑت ﻟﮫ أﻧﮭﺎ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺣرر‬
‫ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻣن أﺳر ﺣﺑﮫ و ﺗﻌﯾش ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﻛﺄﯾﺔ ﻓﺗﺎة‬
‫ﻓﻲ ﺳﻧﮭﺎ وﺳﺗﺗزوج و ﯾﺻﺑﺢ ﻟﮭﺎ ﺑﯾت و أوﻻد‬
‫ﺑﯾت ﻻ ﻣﻛﺎن ﻟﮫ ﻓﯾﮫ‬‫‪ ..‬زوج ﻟن ﯾﻛون ھو و ٌ‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١١٣‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫و أوﻻد ﻟن ﯾﺟﻣﻌوا دﻣﮫ ﺑﻠﺣﻣﮭﺎ و ﯾﺧﻠدوا ﺣﺑﮭﺎ‬


‫ﻷﺟﯾﺎل ﻗﺎدﻣﺔ ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ﻟﮫ‬

‫ﻓﺟﺄة ﺷﻌرت داﻟﯾﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻗد ﻓﻘدت اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ‬


‫ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﻛﻠﮭﺎ ؛ ﺑﺎﺗت ﺗﻌﯾش وﻛﺄﻧﮭﺎ ﺗؤدي دوراً‬
‫ﻓﻲ ﻣﺳرﺣﯾﺔ وھﻲ ﻻ ﺗدري ﻣﺗﻰ ﺳﺗﺣﯾن‬
‫اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ و ﯾﻧﺳدل اﻟﺳﺗﺎر ‪ ..‬طﻠب ﻣﻧﮭﺎ واﻟدھﺎ‬
‫أن ﺗذھب ﻟﺷراء ﺛوب اﻟزﻓﺎف و طﻠب ﻣن‬
‫ﻣروة أن ﺗذھب ﻣﻌﮭﺎ ‪ ..‬ﻟم ﺗﻛن اﻟﻔﺗﺎﺗﺎن‬
‫ﺗرﻏﺑﺎن ﻓﻲ اﻟﺧروج ﻣﻌﺎ ً ﻟﻛن إﺣداھﻣﺎ ﻟم ﺗﺟد‬
‫ﺣﺟﺔ ﺟﯾدة ﺗﺳﺗﻧد إﻟﯾﮭﺎ و ھﻲ ﺗﻘول ﻟﮫ ﻻ ﻟذا ﻟم‬
‫ت‬
‫ﯾﻛن أﻣﺎﻣﮭﻣﺎ ﺳوى اﻟطﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺻﻣ ٍ‬
‫و إذﻋﺎن ‪.‬‬

‫أﺧذت ﻣروة داﻟﯾﺎ إﻟﻰ دار اﻷزﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣل‬


‫ﻣﻌﮭﺎ ؛ ﻛﺎﻧت ﻛل اﻟﻣﻌروﺿﺎت أﻧﯾﻘﺔ و ﻣﻐرﯾﺔ‬
‫ﻟﻛن داﻟﯾﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻟدﯾﮭﺎ رﻏﺑﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ﺷراء‬
‫ﺛوب زﻓﺎف و ﻻ ﺗدري ﻟﻣﺎ أﺻر واﻟدھﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫ھذا أﻣﺎ ﻣروة ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻣﺗوﺗرة ‪ ..‬ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ‬
‫ﻟم ﺗﺗﺧﯾل أﻧﮭﺎ ﺳﺗﺿطر ذات ﯾوم ﻷن ﺗﺧﺗﺎر‬
‫ﺑﻧﻔﺳﮭﺎ ﺛوب زﻓﺎف اﻟﻔﺗﺎة اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺳﺗوﻟﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻓؤاد و ﯾﻛون ﻟﮭﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ رﻏﺑﮭﺎ اﻟﺣب‬
‫ﺑﮫ و ﺣرﻣﮭﺎ اﻟﻘدر ﻣﻧﮫ ‪.‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١١٤‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫طﺎل ﺑﮭﻣﺎ اﻟوﻗوف ﻓﻲ دار اﻷزﯾﺎء ﺑﻼ ﺟدوى‬


‫ﻓﮭﻣﺳت داﻟﯾﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻻ أﺟد ھﻧﺎ ﺷﯾﺋﺎ ً ﯾﻧﺎﺳﺑﻧﻲ ‪ ..‬ﻟوﻻ أن أﺑﻲ ﯾﺗﻌﺟل‬
‫اﻟزﻓﺎف ﻻﺧﺗرت ﺛوﺑﺎ ً ﻣن اﯾطﺎﻟﯾﺎ ﻟﻛن‬
‫اﻟظروف ﻟﯾﺳت ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ‪ ..‬أﺗﻌﻠﻣﯾن أن أﻣﻲ‬
‫– رﺣﻣﮭﺎ ﷲ – ﻛﺎﻧت ﻟدﯾﮭﺎ دار أزﯾﺎء ﻋرﯾﻘﺔ‬
‫ھﻧﺎك ‪ ..‬ﻻ زاﻟت اﻟدار ﻣوﺟودة و ﺟدي ﺗدﺑر‬
‫ﻣن ﯾدﯾرھﺎ ﺑدﻻً ﻣن أﻣﻲ و أﻧﺎ اﻋﺗدت ﻋﻠﻰ أن‬
‫أﻗﺗﻧﻲ ﻛل ﺛﯾﺎﺑﻲ ﻣن ھﻧﺎك ‪ ..‬ﻣﺎ رأﯾك ؟ ‪ ..‬ﻟو‬
‫ت ﺳﺗﺧﺗﺎرﯾن ؟ ‪.‬‬
‫ب ﻛﻧ ِ‬
‫ت ﻣﻛﺎﻧﻲ أي ﺛو ٍ‬ ‫ﻛﻧ ِ‬

‫اﺑﺗﻠﻌت ﻣروة اﻟﻐﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﮭﺎ ﻗﺑل أن‬


‫ﺗﻣد ﯾدھﺎ و ﺗﻧﺗزع ﺛوﺑﺎ ً ﻣن ﻣﻛﺎﻧﮫ و ھﻲ‬
‫ﺗﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ھذا ﻣﻧﺎﺳب ﺟداً ‪ ..‬ﻓؤاد ﻟن ﯾﺣﺑﮫ إذا ﻛﺎن‬
‫ﻋﺎرﯾﺎ ً ﺟداً ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﺻﻣﯾم اﻻﻧﺳﯾﺎﺑﻲ ﺳﯾﺑرز‬
‫ﺟﻣﺎل ﻗواﻣك اﻟﻣﺗﻧﺎﺳق ھذا ‪ ..‬ﻋﻣوﻣﺎ ً ‪ ..‬أﻧ ِ‬
‫ت‬
‫ب ﺳﺗﺧﺗﺎرﯾﻧﮫ ﺳﯾﻛون‬ ‫ﺟﻣﯾﻠﺔ و ﺟذاﺑﺔ وأي ﺛو ٍ‬
‫ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ً ‪.‬‬

‫ﻛﺎﻧت داﻟﯾﺎ ﺗﺗﺄﻣل ﻣروة و ھﻲ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ أﻧﮭﺎ ﻻ‬


‫ﺗﺟﺎﻣﻠﮭﺎ ﺑل ھﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﺻﺎدﻗﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺗﻘول ‪..‬‬
‫ﻓﻛرت ﻓﻲ أن ﻣروة ﺷﺎﺑﺔ ﻟطﯾﻔﺔ و ﻟو ﻟم ﺗﻛن‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١١٥‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻐﯾرة ﺗﺄﻛﻠﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ زوﺟﺔ ﺑﺎﺳل ﻓﻠرﺑﻣﺎ‬


‫أﺻﺑﺣت ﺻدﯾﻘﺗﮭﺎ ‪ ..‬اﺷﺗرت داﻟﯾﺎ اﻟﺛوب ﺛم‬
‫ھﺗﻔت ‪:‬‬
‫‪ -‬أﻟﯾس ھﻧﺎك أي ﻣﻛﺎن ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ ﻗﺿﺎء ﺑﻌض‬
‫اﻟوﻗت ﺑﮫ ؟ ‪ ..‬ﻣﻠﻠت ﻣن اﻟﻣﻛوث ﻓﻲ اﻟﺑﯾت‬
‫و أﺗﻣﻧﻰ ﻟو أﻧﻧﺎ ﻧﺟد ﻓرﺻﺔ ﻟﻧﺗﺣدث ﻣﻌﺎ ً ‪.‬‬

‫ھﺗﻔت ﻣروة ﻓﻲ ﺿﯾق ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟﻸﺳف ﻛل اﻷﻧدﯾﺔ و اﻟﻣطﺎﻋم و اﻟﻣﻘﺎھﻲ‬
‫ﻣﻐﻠﻘﺔ ؛ ﻛﻣﺎ أﻧﻧﺎ ﺳﻧﺿطر ﻟﻠﻌودة إﻟﻰ اﻟﻘﺻر‬
‫ﺑﺳرﻋﺔ ﻗﺑل ﺣظر اﻟﺗﺟوال ‪ ..‬و ﻟﻛن ‪ ..‬أﻧﺎ ﻻ‬
‫أﻧﺎم ﻣﺑﻛراً و اﻟﺟو داﻓﺊ اﻟﻠﯾﻠﺔ و ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻟديّ‬
‫ﻣن اﻟﺳﮭر ﻓﻲ ﺣدﯾﻘﺔ اﻟﻘﺻر ‪ ..‬إذا ﻛﺎن ھذا‬
‫ﯾﻧﺎﺳﺑك ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١١٦‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث ﻋﺷر‬


‫ﺟﻠﺳت داﻟﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرﺟوﺣﺔ و ھﻲ ﺗﺗﺄﻣل اﻷﺧوﯾن‬
‫ً‬
‫ﺟﯾﺋﺔ و ذھﺎﺑﺎ ً و ھﻲ‬ ‫اﻟذﯾن ﯾﻘطﻌﺎن ﺑرﻛﺔ اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ‬
‫ﺗﺷرب اﻟﻘﮭوة ؛ ﻛﺎن اﻟﺟو داﻓﺋﺎ ً ﻛﻣﺎ ﻗﺎﻟت ﻣروة ﺣﺗﻰ‬
‫أﻧﮭم ﻗد ﺗﻧﺎوﻟوا اﻟﻌﺷﺎء ﻓﻲ اﻟﺣدﯾﻘﺔ ﻗﺑل أن ﯾﻘرر ﺑﺎﺳل‬
‫و ﻓؤاد اﻻﺳﺗﻣﺗﺎع ﺑﺎﻟﺳﺑﺎﺣﺔ ﻟﺑﻌض اﻟوﻗت ‪ ..‬اﻟﺗﻔﺗت‬
‫داﻟﯾﺎ إﻟﻰ ﻣروة و ھﺗﻔت ﻓﺟﺄة ‪:‬‬

‫‪ -‬ھل ﺗﺣﺑﯾﻧﮫ ؟‬

‫أﺷﺎﺣت ﻣروة ﺑﻌﯾوﻧﮭﺎ ﻋن ﺣوض اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ‬


‫و اﻟﺗﻔﺗت إﻟﻰ داﻟﯾﺎ ‪ ..‬ﺗرددت ﻟﻠﺣظﺔ ﻗﺑل أن‬
‫ﺗﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ‪ ..‬أﻧﺎ و ﺑﺎﺳل ﻟم ﻧﺗزوج ﻋن ﺣب‬
‫‪ ..‬ﺟﻣﻌت ﺑﯾﻧﻧﺎ ظروف ﺟﻌﻠت زواﺟﻲ ﻣﻧﮫ‬
‫طوق ﻧﺟﺎة ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ إﻻ أن ﯾﻌرﺿﮫ ﻋﻠﻲّ و ﻟم‬
‫ﯾﻛن أﻣﺎﻣﻲ ﺳوى أن أﻗﺑل ﺑﮫ ‪ ..‬أﻓﻛر أﺣﯾﺎﻧﺎ ً ﻓﻲ‬
‫أﻧﮫ ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻗد ﻧدم ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻗد ﻓﻌل و ﻻ أﻧﻛر‬
‫أﻧﻧﻲ ﻗد ﻧدﻣت ﻟﺑﻌض اﻟوﻗت وﻟﻛن ‪....‬‬

‫ﺻﻣﺗت ﻣروة ﻓﺎﺣﺗرﻗت داﻟﯾﺎ ﻓﺿوﻻً إﻟﻰ أن‬


‫ﺗﺳﻣﻊ اﻟﻣزﯾد ؛ ﻛﺎﻧت طوال اﻟوﻗت ﺗﺗﺧﯾل أن‬
‫ﺑﺎﺳل ﻗد ﺗزوج ﻣروة ﻋن ﺣب و أﻧﮫ ﻟوﻻ ﺣﺑﮫ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١١٧‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻟﻔﺗﺎة ﻣﺛل ﻣروة ﻟرﺑﻣﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﺳرع ﻓﻲ اﻟزواج‬


‫و ﻷﻣﮭل ﻧﻔﺳﮫ ﺑﻌض اﻟوﻗت ﺣﺗﻰ ﺗﺻﺑﺢ ﻓﻲ‬
‫ﺳن ﯾﺳﻣﺢ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﻟزواج ﻣﻧﮭﺎ ‪ ..‬و إذا‬
‫ﻟم ﯾﻛن ﺑﺎﺳل ﻗد ﺗزوج ﻣروة ﻋن ﺣب ﻓﻠﻣﺎ‬
‫ﺗزوﺟﮭﺎ إذاً ؟ ‪ ..‬ﻗﻔز اﻟﺳؤال إﻟﻰ ﺷﻔﺎه داﻟﯾﺎ‬
‫ﻓزﻓرت ﻣروة ﻓﻲ ﺣرارة ﻗﺑل أن ﺗﺗﻣﺗم ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﺑﻠت ﺑﺎﺳل ﻷول ﻣرة ﻋﻧدﻣﺎ أﺗﻰ ﻟﯾﻌزﯾﻧﻲ ‪..‬‬
‫ﻛﺎن أﺑﻲ ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﻣﺻﻧﻊ اﻟﻠﺣوم اﻟذي ﻛﺎن‬
‫ﯾدﯾره ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﻋﻣك اﻟﻣﮭﻧدس ﺷﮭﺎب ؛‬
‫و اﻟذي ﻛﺎن ﻗد أﺻﯾب ﺑﺎﻟﻔﺷل اﻟﻛﻠوي و ﺣﺎﻟﺗﮫ‬
‫ﺳﯾﺋﺔ ﺟداً وﻛﺎن واﻟدك و ﺑﺎﺳل ﯾﺑﺣﺛﺎن ﻋن‬
‫ﻣﺗﺑرع ﻣﻧﺎﺳب ﻟﯾﻣﻧﺣﮫ إﺣدى ﻛﻠﯾﺗﯾﮫ ‪ ..‬و ﻛﺎن‬
‫ھذا اﻟﻣﺗﺑرع ھو أﺑﻲ ‪.‬‬

‫ﺗوﻗﻔت داﻟﯾﺎ ﻋن إرﺗﺷﺎف ﻗﮭوﺗﮭﺎ وھﻲ ﺗﮭﺗف‬


‫ﻓﻲ اھﺗﻣﺎم ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺳﻣﻌت أن ﻋﻣﻲ ﺷﮭﺎب ﻣﺎت ﺑﺳﺑب اﻟﻔﺷل‬
‫اﻟﻛﻠوي ﻗﺑل زﯾﺎرﺗﻲ ﻟﻠﻘﺎھرة ﻣﻊ أﻣﻲ ﺑﺄﺳﺎﺑﯾﻊ‬
‫ﻗﻠﯾﻠﺔ ؛ ﻟو أن واﻟدك ﻗد ﺗﺑرع ﻟﮫ ﺑﻛﻠﯾﺗﮫ ﻓﻠﻣﺎذا‬
‫ﻣﺎت ؟‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١١٨‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھﺗﻔت ﻣروة ﻓﻲ ﻣرارة ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟﻸﺳف ﻛﻼھﻣﺎ ﻣﺎت أﺛﻧﺎء اﻟﺟراﺣﺔ ‪ ..‬ﻛﺎن أﺑﻲ‬
‫ﻗد واﻓق ﻋﻠﻰ أن ﯾﻣﻧﺢ اﻟﺑﺎﺷﻣﮭﻧدس ﻛﻠﯾﺗﮫ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻘﺎﺑل أن ﯾﺗﻛﻔل اﻟﺑﺎﺷﻣﮭﻧدس ﺑﻣﺻﺎرﯾف‬
‫ﺟراﺣﺔ ﻗﻠب ﻣﻔﺗوح ﻛﺎﻧت أﻣﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﯾﮭﺎ‬
‫و ﻋﻧدﻣﺎ ﻣﺎت ﻛﻼھﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟراﺣﺔ زارﻧﺎ ﺑﺎﺳل‬
‫ﻟﯾﻌزﯾﻧﺎ و ﻟﯾﺧﺑرﻧﺎ ﺑﺄن وﻓﺎة أﺑﯾﮫ ﻟن ﺗﻐﯾر ﺷﯾﺋﺎ ً‬
‫ﻓﻲ إﺗﻔﺎﻗﮫ ﻣﻊ أﺑﻲ و أﻧﮫ ﻣﺳﺋول ﻋن ﻣﺻﺎرﯾف‬
‫اﻟﺟراﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﯾﮭﺎ أﻣﻲ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﺣﺗﻰ‬
‫أﻧﮫ ﻗد أدﺧﻠﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻛﺑﯾرة ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺟراﺣﺎت اﻟﻘﻠب ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﯾوم ‪..‬‬

‫ﺳﺎﻟت اﻟدﻣوع ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﻣروة و ھﻲ ﺗردف ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻟﺔ أﻣﻲ ﺳﯾﺋﺔ و ﺣزﻧﮭﺎ ﻟوﻓﺎة أﺑﻲ‬
‫ﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗزداد ﺳوءاً ؛ ﺣﺗﻰ أﻧﮭﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺧﺿﻌت‬
‫ﻟﻠﺟراﺣﺔ دﺧﻠت ﻓﻲ ﻏﯾﺑوﺑﺔ و ظﻠت ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ‬
‫اﻟﻣرﻛزة ﻟﻌدة أﯾﺎم ﻗﺑل أن ﺗﻣوت ‪ ..‬ﻓﻲ أﯾﺎم‬
‫ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻓﻘدت أﺑﻲ و أﻣﻲ ﻣﻌﺎ ً و وﺟدت ﻧﻔﺳﻲ‬
‫و أﻧﺎ ﻟم أﺑﻠﻎ اﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ﻋﻣري ﺑﻌد وﺣﯾدة‬
‫ﻓﻲ اﻟدﻧﯾﺎ ﺑﻼ ﺳﻧد و ﻓﻲ رﻗﺑﺗﻲ أرﺑﻊ أﺧوات‬
‫أﺻﻐرھن ﻟم ﺗﻛن ﻗد ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ اﻟﺷﮭﺎدة‬
‫اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺑﻌد ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١١٩‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫أطرﻗت داﻟﯾﺎ ﺑرأﺳﮭﺎ و ھﻲ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ أﺳﻰ ﻓﻲ‬


‫أﻧﮭﺎ ﺗﻌرف ﻣﻌﻧﻰ أن ﯾﻛون اﻟﻣرء ﯾﺗﯾﻣﺎ ً ﻓﻘد‬
‫ﻓﻘدت أﻣﮭﺎ و ھﻲ ﻻ ﺗزال ﺻﻐﯾرة ﻟﻛﻧﮭﺎ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻟم ﺗﻌرف ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻔﻘر و اﻟﻌوز ﻓﻘد‬
‫ﻛﺎﻧت دوﻣﺎ ً ﺗﻧﻌم ﺑﺣﯾﺎة رﻏدة و ﻣرﻓﮭﺔ ﻟﻛﻧﮭﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ھذا ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗدرك‬
‫ﻛم ﻛﺎﻧت اﻟظروف اﻟﺗﻲ ﻣرت ﺑﮭﺎ ﻣروة‬
‫ﺻﻌﺑﺔ ‪.‬‬

‫ﻣﺳﺣت ﻣروة دﻣوﻋﮭﺎ و ھﻲ ﺗﮭﻣس ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻛﺎن ﺑﺎﺳل ﺷﮭﻣﺎ ً ﻣﻌﻲ و ﻣﻊ أﺧوﺗﻲ رﻏم أﻧﮫ ﻗد‬
‫ﻧﻔذ اﻹﺗﻔﺎق اﻟذي ﻛﺎن ﺑﯾن واﻟده و أﺑﻲ و ﻟم‬
‫ﯾﻛن ﻣﺳﺋوﻻً ﻋﻧﺎ ﻟﻛﻧﮫ ظل واﻗﻔﺎ ً ﺑﺟﺎﻧﺑﻧﺎ ‪ ..‬ﺗﻛﻔل‬
‫ﺑﻣﺻﺎرﯾف دﻓن أﻣﻲ و ﺑﺳداد دﯾون ﻛﺎﻧت‬
‫ﻣﺗراﻛﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺑﻲ ﺑﺳﺑب ﻣﺻﺎرﯾف ﻋﻼج أﻣﻲ‬
‫اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻓوق طﺎﻗﺗﻧﺎ و ﻣﻧﺣﻧﻲ وظﯾﻔﺔ ﻟدﯾﮫ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻛﻣﺎ ﻣﻧﺢ أﺑﻲ ﻣﻌﺎﺷﺎ ً ﻣن ﻣﺎﻟﮫ‬
‫اﻟﺧﺎص ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎش اﻟذي ﻣﻧﺣﺗﮫ ﻟﻧﺎ‬
‫اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪ ..‬أﺻﺑﺣت أﻣورﻧﺎ‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘرة ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﺎﻟﺧوف ﻣن‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل و ﻣن اﻟﻧﺎس اﻟذﯾن ﻟن ﯾرﺣﻣوا ﻓﺗﯾﺎت‬
‫ﯾﻌﺷن ﺑﻣﻔردھن ﺣﺗﻰ أن اﻷﻟﺳﻧﺔ ﺑدأت ﺗﻧﮭش‬
‫ﺑﻲ ﻟﻣﺟرد أن ﺑﺎﺳل أﻋﺎدﻧﻲ ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ إﻟﻰ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٢٠‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺑﯾﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﺎرة ﻣرة أو ﻣرﺗﯾن ﻓﻲ ﺳﯾﺎرﺗﮫ ‪..‬‬


‫ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت طﻠﺑت ﻣن ﺑﺎﺳل أن ﯾﺧرج ﻣن‬
‫ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ و ﺷﻛرﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﻗدﻣﮫ ﻟﻧﺎ و ﺣﺎوﻟت‬
‫أن أﺷرح ﻟﮫ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻌد ﻣﺿطراً ﻷن ﯾﺗﺣﻣل‬
‫ﻣﺳﺋوﻟﯾﺗﻧﺎ ‪ ..‬ﻟﻛﻧﮫ ﺑدﻻً ﻣن أن ﯾﻧﺳﺣب ﻋرض‬
‫ﻋﻠﻲّ اﻟزواج و ﻟم ﯾﻛن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن أﻗول ﻟﮫ‬
‫ﻻ‪.‬‬

‫ﺗﻧﮭدت ﻣروة ﻓﻲ ﺣرارة و وﺿﻌت ﻗدح اﻟﻘﮭوة‬


‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺎﺋدة وھﻲ ﺗﮭﻣس ‪:‬‬
‫‪ -‬أﺗذﻛر ذﻟك اﻟﯾوم ﻛﺄﻧﮫ ﻗد ﻣر ﺑﺎﻷﻣس ‪ ..‬ﻛدت‬
‫أن أطﯾر ﻣن اﻟﺳﻌﺎدة ﻋﻧدﻣﺎ ﻋرض ﻋﻠﻲّ ﺑﺎﺳل‬
‫اﻟزواج ‪ ..‬ﻛﻧت أﺗﺧﯾل أن ھذا ﺳﯾﺿﻊ ﻧﮭﺎﯾﺔ‬
‫ً‬
‫ﺧﺎﺻﺔ أن ﺑﺎﺳل أدﺧل أﺧواﺗﻲ‬ ‫ﻟﻛل ﻣﺷﺎﻛﻠﻲ‬
‫ﻓﻲ ﻣدرﺳﺔ داﺧﻠﯾﺔ راﻗﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗوى ﺟداً و ﺣﻣل‬
‫ﻋن ﻋﺎﺗﻘﻲ ﻣﺳﺋوﻟﯾﺗﮭن ‪ ..‬ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻛﺎن‬
‫ﻛرﯾﻣﺎ ً ﺟداً ﻣﻌﻧﺎ و ﻟم ﯾﺗﺧل ﻋﻧﮭن ﺣﺗﻰ ﻛﺑرن‬
‫وﺗﺧرﺟن ﻣن اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ و ﺗزوﺟن ‪ ..‬أﻣﯾرة ھﻲ‬
‫اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺗزوج ﺑﻌد ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗﺧرﺟت ﻣن‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺣﺔ و اﻟﻔﻧﺎدق و ﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻔﻧدق‬
‫اﻟذي ﺗﻣﻠﻛﮫ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻓﻲ ﺷرم اﻟﺷﯾﺦ ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٢١‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺣدﻗت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﺳل و ﻓؤاد اﻟﻠذﯾن ﻻ زاﻻ ﻓﻲ‬


‫ﺑرﻛﺔ اﻟﺳﺑﺎﺣﺔ ﻟﻠﺣظﺎت ﻗﺑل أن ﺗﻠﺗﻔت إﻟﻰ‬
‫ﻣروة و ﺗﮭﺗف ﻓﻲ ﺑطء ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻟم أﻛن أﻋﻠم ﺷﯾﺋﺎ ً ﻋﻣﺎ ﺣﻛﯾﺗﯾﮫ اﻵن ‪ ..‬و ﻓﻲ‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟم أﻛن أﺳﺄﻟك ﻋن ﺑﺎﺳل ﻓﺄﻧﺎ واﺛﻘﺔ ﻣن‬
‫أﻧكِ ﻻ ﺗﺣﺑﯾﻧﮫ وﻻ أظن أﻧﮫ ھو أﯾﺿﺎ ً ﯾﺣﺑك ؛‬
‫ﻋﻼﻗﺗﻛﻣﺎ ﻗد ﺗﻛون ﻣﺳﺗﻘرة ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻓﺎﺗرة و ھذا‬
‫ﻻ ﯾﺧﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻋﯾن أﺣد و ﻛﻼﻛﻣﺎ ﺗﻌﯾس ﺟداً‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﺑﺎﺳل ﯾﻛﺎﺑر و ﻟن ﯾﻌﺗرف‬
‫ﺑﮭذا ‪ ..‬ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ‪ ..‬ﻛﻧت أﺳﺄل ﻋن ﻓؤاد ‪..‬‬
‫ھل ﺗﺣﺑﯾﻧﮫ ﻛﻣﺎ ﯾﺣﺑك ؟‬

‫ھﺑت ﻣروة واﻗﻔﺔ و ﻗد ﺷﺣب وﺟﮭﮭﺎ ﺑﺷدة ﻗﺑل‬


‫أن ﺗﻧﺳﺣب إﻟﻰ اﻟﻘﺻر و ﺗﺧﺗﻔﻲ داﺧل ﻏرﻓﺗﮭﺎ‬
‫ﺣﺗﻰ ﺻﺑﺎح اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ أﻣﺎ داﻟﯾﺎ ﻓﻘد ظﻠت‬
‫ﺟﺎﻟﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ و ھﻲ ﺗﺗﺄﻣل اﻟﺷﻘﯾﻘﯾن ﺣﺗﻰ‬
‫ﺧرج ﺑﺎﺳل ﻣن اﻟﺑرﻛﺔ و أﺧذ ﯾﺟﻔف ﺟﺳده‬
‫و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬أﯾن ذھﺑت ﻣروة ؟‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ھدوء ‪:‬‬


‫‪ -‬إﻟﻰ ﻏرﻓﺗﮭﺎ ﻏﺎﻟﺑﺎ ً ‪ ..‬ﻣن اﻟواﺿﺢ أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺣب‬
‫اﻟﺳﮭر أو أن ﺻﺣﺑﺗﻲ أﻧﺎ ﺑﺎﻟذات ﻻ ﺗﻌﺟﺑﮭﺎ ‪.‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٢٢‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫وﺿﻊ ﺑﺎﺳل اﻟﻣﻧﺷﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺗﻔﯾﮫ و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻣروة اﻧطواﺋﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء و ھﻲ ﺗﺣب‬
‫اﻟﻌزﻟﺔ و اﻻﻋﺗﻛﺎف ﻓﻲ ﻏرﻓﺗﮭﺎ ﻓﻲ أﻏﻠب‬
‫اﻟوﻗت ﻟذا ‪ ..‬ﻻ ﺗﺄﺧذي اﻷﻣر ﺑﻣﺣﻣل ﺷﺧﺻﻲ‬
‫‪ ..‬ﺳﺗﺻﺑﺣﯾن ﺳﻠﻔﺗﮭﺎ ﺑﻌد ﻋدة ﺳﺎﻋﺎت و أﻧﺎ‬
‫واﺛق ﻣن أﻧﮭﺎ ﺳﺗرﺣب ﺑﺻﺣﺑﺗك ‪.‬‬

‫ﻧﮭﺿت داﻟﯾﺎ و ھﻲ ﺗﮭﺗف ﻓﻲ ﺣدة ‪:‬‬


‫ي‬
‫‪ -‬ﻻ أظن ‪ ..‬إذا ﻛﺎﻧت ﺗدرك أﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ﻟد ّ‬
‫ﻣﺎﻧﻊ ﻓﻲ أن أﺻﺑﺢ ﺿرﺗﮭﺎ ﻓﻼ أظن أﻧﮭﺎ‬
‫ﺳﺗﺳﺗﺳﯾﻎ ﺻﺣﺑﺗﻲ ﺑﻌد اﻵن ‪.‬‬

‫اﻣﺗﻘﻊ وﺟﮫ ﺑﺎﺳل و ھﺗف ﻓﻲ ﺗوﺗر ‪:‬‬


‫‪ -‬ھذا اﻟﺣدﯾث ﻟم ﯾﻌد ﻟﮫ ﻣﻌﻧﻰ اﻵن ‪..‬‬
‫ﺳﺗﺗزوﺟﯾن ﺷﻘﯾﻘﻲ ﯾﺎ داﻟﯾﺎ و ﻟن أﺳﻣﺢ ﻟكِ‬
‫ﺑﺈﺷﻌﺎل اﻟﻔﺗﻧﺔ ﺑﯾﻧﻧﺎ و ﺧﯾ ٌر ﻟكِ أن ﺗﻧﺗزﻋﻲ‬
‫أوھﺎﻣك اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻣن رأﺳك ﻗﺑل أن ﺗﻔﻌﻠﻲ و إﻻ‬
‫ﺳﺗﺷﻌﻠﯾن ﻧﺎراً ﷲ وﺣده اﻟذي ﯾﻌرف ﻣﺗﻰ‬
‫ﺗﻧطﻔﺊ ‪.‬‬

‫ھﺗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺛورة ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻻ ﺗﺧف ﯾﺎ ﺑﺎﺷﻣﮭﻧدس ﻓﺄﻧﺎ ﻟﺳت ﻏﺑﯾﺔ‬
‫و أﻋرف ﻛﯾف ﺗﺟري اﻷﻣور ھﻧﺎ ‪ ..‬ﻛﻠﻛم‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٢٣‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻛﺎﻟﻧﻌﺎم ﺗﺧﻔون رؤوﺳﻛم ﻓﻲ اﻟرﻣﺎل ﺣﺗﻰ ﻻ‬


‫ﺗواﺟﮭون اﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻌﺟﺑﻛم ‪ ..‬ﻟﻛن اﻧﺗﺑﮫ‬
‫‪ ..‬ﻷﻧﮫ ﻗد ﻻ ﯾﻛون اﻟرﻣل ﻧﻘﯾﺎ ً ﻛﻣﺎ ﺗﺗﺧﯾﻠﮫ‬
‫و ﺳﺗﺟد ﻧﻔﺳك ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﺗﮭرب ﻣن اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ‬
‫ﺑﺄن ﺗدﻓن رأﺳك ﻓﻲ اﻟطﯾن ‪ ..‬و ﻧﺻﯾﺣﺗﻲ ﻟك‬
‫ﯾﺎ ﺑﺎﺷﻣﮭﻧدس ھﻲ أن ﺗواﺟﮫ اﻟواﻗﻊ و ﺗذﻋن‬
‫ﻟﻣﺷﯾﺋﺔ اﻟرب ﻗﺑل أن ﺗﺗﻠطﺦ و ﺗﻠطﺦ ﻛل ﻣن‬
‫ﺣوﻟك ﻓﻲ اﻟوﺣل ‪.‬‬

‫ﺗرﻛﺗﮫ و دﺧﻠت إﻟﻰ اﻟﻘﺻر ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺧرج ﻓؤاد‬


‫ﻣن اﻟﺑرﻛﺔ و ھو ﯾﮭﺗف ﻓﻲ اﺳﺗﻐراب ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎ ﺑﮭﺎ داﻟﯾﺎ ؟ ‪ ..‬ھل ﻛﻧﺗﻣﺎ ﺗﺗﺷﺎﺟران ؟‬

‫ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ اﻗﺗﺿﺎب ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺧطﯾﺑﺗك ﻣﺗﻘﻠﺑﺔ اﻟﻣزاج و ﻻ أﺣد ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن‬
‫ﯾﻔﮭم ﻣﺎ اﻟذي ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ طوال اﻟوﻗت ﺗﺷﺗﻌل‬
‫ﻛﻌو ٍد ﻣن اﻟﺛﻘﺎب ‪ ..‬ﻟﻛﻧﻧﻲ آﻣل ﻓﻲ أن ﺗﺷد‬
‫وﺛﺎﻗﮭﺎ و ﺗﻛﺑﺢ ﺟﻣﺎﺣﮭﺎ ﺑﺳرﻋﺔ ﻗﺑل أن ﯾﻔﻠت‬
‫ﻟﺟﺎﻣﮭﺎ ‪ ..‬و ﻻ أﺣد ﯾدري ﻣﺎ اﻟذي ﻗد ﯾدﻓﻌﮭﺎ‬
‫ﻋﻘﻠﮭﺎ اﻟﻣﺗﮭور ﻟﻔﻌﻠﮫ ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٢٤‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ ﺿﯾق ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻧت ﺗظﻠﻣﮭﺎ و ﺗﺳﻲء اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﮭﺎ ‪ ..‬داﻟﯾﺎ‬
‫ﻋﺎطﻔﯾﺔ و ﺷﻔﺎﻓﺔ ‪ ..‬ﻟﯾس ﻣن اﻟﻌﯾب أن ﯾﻛون‬
‫اﻟﻣرء ﺻﺎدﻗﺎ ً ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻋواطﻔﮫ ؛ اﻟﻌﯾب‬
‫ﻛل اﻟﻌﯾب ھو أن ﯾﻌﯾش ﺑوﺟﮭﯾن و ﯾﺗﺟﺎھل‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ و ﯾﺗظﺎھر ﺑﻐﯾر ﻣﺎ ﯾﺑطن ﻟﻣﺟرد أن‬
‫ﻋﻘﻠﮫ ﯾﻘﻧﻌﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﻣن اﻟﺻواب أن ﯾدﻓن رأﺳﮫ‬
‫ﺑﺎﻟرﻣل و ﯾﮭرب ﻣن ﺣﻘﯾﻘﺗﮫ و ﯾﺗﻧﻛر ﻟﻧﻔﺳﮫ ‪.‬‬

‫ﻟوى ﺑﺎﺳل ﺷﻔﺗﯾﮫ و ھﺗف ﻓﻲ ﺿﯾق ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟم ﺗﺗزوﺟﮭﺎ ﺑﻌد و أﺻﺑﺣت ﺗﺗﺣدث ﻣﺛﻠﮭﺎ ؛‬
‫ﻓﻣﺎذا ﺳﺗﻔﻌل ﺑك ﺑﻌد ﺷﮭرﯾن أو ﺛﻼﺛﺔ ؟ ‪..‬‬
‫اﺳﻣﻊ ﯾﺎ ﻓؤاد ‪ ..‬داﻟﯾﺎ ﻣن ﻟﺣﻣﻧﺎ و دﻣﻧﺎ‬
‫و ﺗﺣﻣل ﻧﻔس اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ و اﻟدﯾﺎﻧﺔ ﻟﻛن ھذا ﻓﻲ‬
‫وﺛﯾﻘﺔ ﺳﻔرھﺎ ﻓﺣﺳب ‪ ..‬ھل ﺗﻔﮭﻣﻧﻲ ؟ ‪ ..‬داﻟﯾﺎ‬
‫اﯾطﺎﻟﯾﺔ ﻛﺎﺛوﻟﯾﻛﯾﺔ ﺑﺣﻛم اﻟﻧﺷﺄة و اﻟﺗرﺑﯾﺔ ‪..‬‬
‫ﻋﻘﻠﮭﺎ و ﺷﺧﺻﯾﺗﮭﺎ و ﺗﻔﻛﯾرھﺎ ﺗﻣت ﺻﯾﺎﻏﺗﮭم‬
‫ھﻧﺎك ﻻ ھﻧﺎ ‪ ..‬ھﻲ ﻻ ﺗﻔﮭم ﻋﺎداﺗﻧﺎ أو ﺗﻘﺎﻟﯾدﻧﺎ‬
‫و ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻘﯾد ﻋواطﻔﮭﺎ ﺑﻠﺟﺎم اﻟﻌﻘل‬
‫أو اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ و ھذه ﻣﺷﻛﻠﺗﮭﺎ ﻣﻌﻧﺎ أو ﻣﺷﻛﻠﺗﻧﺎ‬
‫ﻧﺣن ﻣﻌﮭﺎ ‪ ..‬و ﺑﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﺳﺗﺻﺑﺢ زوﺟﺗك و أم‬
‫أوﻻدك ﻓﻧﺻﯾﺣﺗﻲ ﻟك ﻣن اﻵن ھﻲ أن ﺗﺑدأ ﻓﻲ‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٢٥‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﺳﺗﻌﺑﺎدھﺎ ﻗﺑل أن ﯾﻧﻔﻠت ﻟﺟﺎﻣﮭﺎ و ﺗﺳﺗﺑد ﺑك ‪..‬‬


‫ھل ھذا ﻣﻔﮭوم ؟‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٢٦‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟراﺑﻊ ﻋﺷر‬


‫وﻗﻔت داﻟﯾﺎ ﺗﺗﺄﻣل ﺻورﺗﮭﺎ اﻟﻣﻧﻌﻛﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ اﻟﻣرآة‬
‫ﺑﻌد أن ارﺗدت ﺛوب زﻓﺎﻓﮭﺎ اﻷﺑﯾض اﻟﻠون و ھﻲ‬
‫ﺗﺗﺳﺎءل ﻓﻲ أﻟم ‪:‬‬

‫ت ﺣﻣﻘﺎء ؟ ‪ ..‬ﻛﯾف ﺗورطﯾن ﻧﻔﺳك ﻓﻲ‬ ‫‪ -‬ھل أﻧ ِ‬


‫إﺗﻔﺎق ﺗﻌرﻓﯾن أﻧﮫ ﻟن ﯾﻣﻛﻧك اﻟوﻓﺎء ﺑﮫ ؟ ‪..‬‬ ‫ٍ‬
‫ت ﻣﺗﮭورة‬ ‫ً‬
‫رﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﺑﺎﺳل ﻣﺣﻘﺎ ﻣن اﻟﺑداﯾﺔ ﻓﺄﻧ ِ‬
‫و ﻻ ﺗﺣﺳﻧﯾن اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻷﻣور ‪ ..‬ﻗﻠﺑك‬
‫اﻷھوج ﯾﺳﺗﺑد ﺑكِ و ﯾﺟﻌﻠك ﺗﺣﯾدﯾن دوﻣﺎ ً ﻋن‬
‫اﻟﺻواب ‪ ..‬ﺗﻌرﻓﯾن أن ﻓؤاد ھو اﻟﺧﯾﺎر‬
‫اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ اﻟوﺣﯾد أﻣﺎﻣك ‪ ..‬ارﺗﺑﺎطك ﺑﮫ اﻵن ھو‬
‫اﻟﺻواب ﻟﻛن ﻗﻠﺑك ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻧﺳﺎق ﻟﺣﻛم‬
‫اﻟﻌﻘل ‪ ..‬ﻗﻠﺑك اﻟﻣﺟﻧون ﻻ زال أﺳﯾراً ﻟدى‬
‫ﺑﺎﺳل و ﻟن ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﻔﻌﻠﻲ إﻻ ﻣﺎ ﯾﻣﻠﯾﮫ ﻋﻠﯾكِ‬
‫ھﻣس اﻟﻘﻠب ‪ ..‬اﺣﺳﻣﻲ اﻷﻣر اﻵن ﺑﻌد أن‬
‫ﺗواﺟﮭﻲ ﻧﻔﺳك ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ‪ ..‬إذا ﻟم ﺗﻧﺗزﻋﻲ ﺑﺎﺳل‬
‫ﻣن ﻗﻠﺑك اﻵن ﻓﻣن اﻟﺟﻧون أن ﺗﺗزوﺟﻲ ﻓؤاد ‪..‬‬
‫ﻟن ﯾﻣﻛﻧك أن ﺗﻌﯾﺷﻲ ﻣﻣزﻗﺔ ﺑﯾن رﺟﻠﯾن‬
‫أﺣدھﻣﺎ ﯾﻣﻠك أﻣرك و اﻵﺧر ﯾﻣﻠك ﻗﻠﺑك ‪ ..‬ﻻ‬
‫ﺗﻠﻘﻲ ﻧﻔﺳك ﻓﻲ ھذا اﻟﻌذاب ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٢٧‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻛﺎﻧت ﻣروة ﺗﺗﺄﻣل داﻟﯾﺎ ﻓﻲ ﺛوب زﻓﺎﻓﮭﺎ‬


‫اﻷﺑﯾض و ھﻲ ﺗﺷﻌر ﺑﺄن ﺳﻛﯾﻧﺎ ً ﻗد اﻧﻐرس ﻓﻲ‬
‫ﻗﻠﺑﮭﺎ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻌرف ﻛﯾف ﺗﺣﻣل ﻓؤاد ﻛل ھذا‬
‫اﻷﻟم ﻟﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ ً ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻛﻧﮭﺎ واﺛﻘﺔ ﻣن‬
‫أﻧﮭﺎ ﻟن ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺗﺣﻣﻠﮫ و ﻻ ﻟﻠﯾﻠﺔ واﺣدة ‪..‬‬
‫ﻻ ﺗطﯾق أن ﺗراه و ھو ﯾﺗزوج ﻣن اﻣرأ ٍة‬
‫أﺧرى رﻏم أﻧﮭﺎ ﺗﻌﻠم أﻧﮫ ﯾﻔﻌل اﻟﺻواب ‪..‬‬
‫ﯾوم ﻣن‬‫ﺗﻌﻠم أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل أن ﺗﻛون ﻟﮫ ﻓﻲ ٍ‬
‫اﻷﯾﺎم ﺣﺗﻰ ﻟو ظل ﯾﻧﺗظرھﺎ إﻟﻰ اﻷﺑد ‪ ..‬وﻣن‬
‫اﻟظﻠم أن ﯾﻔﻌل ‪.‬‬

‫ﺗﺄﻣﻠت داﻟﯾﺎ ﻣروة اﻟﺗﻲ وﻗﻔت ﺑﺟوارھﺎ و ھﻲ‬


‫ﺗﻣﺳك ﺑﺎﻗﺔ اﻟورد ﻓﻲ ﯾدھﺎ ﻟﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ ﻟﮭﺎ ‪ ..‬ﻷول‬
‫ﺗر اﻟدﻣوع اﻟﺗﻲ ﺗﺗزاﺣم‬‫ﻣرة ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن َ‬
‫ﻓﻲ ﻋﯾون ﻣروة و ھﻲ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻛﺑﺣﮭﺎ‬
‫و ﻛﺎﻧت ﺗﻌرف ﻟﻣﺎ ھذه اﻟدﻣوع ﻷﻧﮭﺎ ﺗﻌرف‬
‫ﺟﯾداً ھذا اﻷﻟم ‪ ..‬ھذه اﻟﻣرة ﻟم ﺗﻛن ﺗرى ﻣروة‬
‫اﻟﺗﻲ ﺣرﻣﺗﮭﺎ ﻣن ﺑﺎﺳل و اﻧﺗزﻋﺗﮫ ﻣﻧﮭﺎ ﺑل‬
‫ﻛﺎﻧت ﺗرى اﻣرأة ﻣﺣطﻣﺔ رﻏم أﻧﮭﺎ ﺗﺗظﺎھر‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻣﺎﺳك و ﻟم ﺗﻛن داﻟﯾﺎ ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟﻐﯾرة ﻣﻧﮭﺎ‬
‫ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺷﻌر ﺑﺎﻟﺗﻌﺎطف ﺣﺗﻰ أﻧﮭﺎ‬
‫ھﻣﺳت ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺗﺣﺑﯾﻧﮫ ‪ ..‬أﻟﯾس ﻛذﻟك ؟‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٢٨‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھذه اﻟﻣرة ﻛﺎﻧت ﻣروة ﺗﻔﮭم ﻋﻣن ﺗﺳﺄل داﻟﯾﺎ‬


‫ﺑﺎﻟﺿﺑط و ﻷول ﻣرة ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ إﻻ أن ﺗﻌﺗرف‬
‫ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻠك زﻣﺎم اﻟﻘﻠب ‪ ..‬اﻧﮭﻣرت اﻟدﻣوع ﻋﻠﻰ‬
‫وﺟﮫ ﻣروة و ﻛﺎﻧت أﺻدق ﻣن أي ﻛﻼم ‪..‬‬
‫ھﻣﺳت داﻟﯾﺎ ﻓﻲ أﻟم ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺑﻣﺎذا ﺗﺷﻌر اﻣرأة ﻣﻣزﻗﺔ ﺑﯾن رﺟﻠﯾن ؟ ‪ ..‬أﻧﺎ‬
‫ﻻ أﻟوﻣك ﻓﺄﻧﺎ آﺧر ﺷﺧص ﯾﺣق ﻟﮫ أن ﯾرﻣﯾكِ‬
‫ﺑﺣﺟر وﻟﻛن أﻧﺎ ﻓﻘط ‪ ..‬اﻧﺎ أﺳﯾر ﻟﻧﻔس اﻟﻣﺻﯾر‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗدﻣﻲّ و أرﯾد أن أﻋرف ﻣﺎ ﯾﻧﺗظرﻧﻲ‬
‫ﻓﺣﺳب ‪ ..‬اﺻدﻗﯾﻧﻲ اﻟﻘول ﯾﺎ ﻣروة ‪ ..‬ﻛﯾف‬
‫ت أن ﺗﻌﯾﺷﻲ ﻣﻊ ﺑﺎﺳل و ﻓﻲ ﻗﻠﺑك رﺟ ٌل‬ ‫اﺳﺗطﻌ ِ‬
‫آﺧر طوال ھذه اﻟﺳﻧوات ؟‬

‫أﺟﮭﺷت ﻣروة ﺑﺎﻟﺑﻛﺎء و ھﻲ ﺗﮭﺗف ﻓﻲ ﻟوﻋﺔ ‪:‬‬


‫‪ -‬و ﻣن أدراكِ أﻧﻧﻲ اﺳﺗطﻌت أن أﻋﯾش ﻣﻊ‬
‫ﺑﺎﺳل ﻣن اﻷﺳﺎس ؟ ‪ ..‬ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻣﻊ ﺑﺎﺳل‬
‫ﺗﺣطﻣت ﻣﻧذ ﻋدﻧﺎ ﻣن ﺷﮭر اﻟﻌﺳل و ﻗﺎﺑﻠت‬
‫ﻓؤاد ‪ ..‬ﻟم أﻋد أﺳﺗطﯾﻊ أن أﻣﺿﻲ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ‬
‫وأﻧﺎ أﺷﻌر ﺑﺄﻧﻧﻲ ﺳﺎﻗطﺔ ﺗﺧدع زوﺟﮭﺎ ﺑﻌد أن‬
‫ﻓرطت ﻓﻲ أول ﺷﻲء ﯾﻣﻠﻛﮫ ﻓﯾﮭﺎ ‪ ..‬ﺷﻌورھﺎ‬
‫ﻧﺣوه ‪ ..‬أﻧﺎ ﺣﺎوﻟت ﻛﺛﯾراً أن أﺧرس ﺻوت‬
‫ﻗﻠﺑﻲ و أن أﺗذﻛر أﻧﻧﻲ زوﺟﺔ ﻟرﺟل ﻻ ﯾﺳﺗﺣق‬
‫ﻣﻧﻲ أن أﻏدر ﺑﮫ ‪ ..‬ﺣﺎوﻟت أن أﻓﻛر ﻓﻲ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٢٩‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﺟﻧﯾن اﻟذي ﯾﻧﻣو ﻓﻲ أﺣﺷﺎﺋﻲ و أﺗذﻛر أن ﻣن‬


‫ﺣﻘﮫ ﻋﻠﻲّ أن أﺣﺎﻓظ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻷب و اﻟﺑﯾت‬
‫و اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺳﺗﻘرة ‪ ..‬ﻓﻛرت ﻓﻲ ﻛل ﻛﻼم اﻟﻌﻘل‬
‫و اﻟﻣﻧطق و اﻟﺣﻛﻣﺔ و اﻟﻣﺳﺋوﻟﯾﺔ ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ اﻧﮭزﻣت أﻣﺎم ﻗﻠﺑﻲ ‪ ..‬ﻟم أﺳﺗطﻊ أن‬
‫ت ﻻ ﺗﻌرﻓﯾن ﺷﻌور‬ ‫أﺳﺗﻣر ﻣﻊ ﺑﺎﺳل ‪ ..‬أﻧ ِ‬
‫رﺟل آﺧر ﺣﺗﻰ‬ ‫ٍ‬ ‫اﻣرأة ﺗﻔﻛر طوال اﻟوﻗت ﻓﻲ‬
‫و ھﻲ ﻓﻲ ﺣﺿن زوﺟﮭﺎ ‪ ..‬ھذا ھو اﻟﺟﺣﯾم‬
‫ﺑﻌﯾﻧﮫ ﯾﺎ داﻟﯾﺎ و أﻧﺎ ﻟم أﺳﺗطﻊ أن أﺗﺣﻣﻠﮫ وﻻ‬
‫ت ﺳﺗﺳﺗطﯾﻌﯾن اﺣﺗﻣﺎﻟﮫ ﺻدﻗﯾﻧﻲ ‪ ..‬ﻗﻠﺑك‬ ‫أﻧ ِ‬
‫اﻷﺣﻣق ﺳﺗﻛون ﻟﮫ اﻟﻛﻠﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ‬
‫و ﻟن ﺗﺳﺗطﯾﻌﻲ أن ﺗﮭرﺑﻲ ﻣﻧﮫ إﻟﻰ اﻷﺑد ‪.‬‬

‫أﺧﻔت ﻣروة وﺟﮭﮭﺎ ﺑﯾن ﻛﻔﯾﮭﺎ و ھﻲ ﺗﺑﻛﻲ ﻓﻲ‬


‫ﺣرﻗﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ظﻠت داﻟﯾﺎ ﺗﺗﺄﻣﻠﮭﺎ ﺑﻌﯾون داﻣﻌﺔ ﻗﺑل‬
‫أن ﺗﮭﻣس ‪:‬‬
‫ت ﺷﻌور اﻣرأة ﺗﻔﻛر طوال‬ ‫‪ -‬و ھل ﺗﻌرﻓﯾن أﻧ ِ‬
‫اﻟوﻗت ﻓﻲ رﺟل و ھﻲ ﺗﻌرف أﻧﮫ ﻓﻲ أﺣﺿﺎن‬
‫اﻣرأ ٍة أﺧرى ؟ ‪ ..‬اﻣرأة ﻓﺿﻠﮭﺎ ﻋﻠﯾﮭﺎ و اﺧﺗﺎر‬
‫ﺑﻣلء إرادﺗﮫ أن ﯾﻧﺑذھﺎ ﻷﺟﻠﮭﺎ ‪ ..‬أﻧﺎ ظﻠﻠت‬
‫طوال ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ ً ﻛﺎﻣﻠﺔ أﺗﻌذب ﺑﺳﺑﺑك‬
‫ت ﻻ ﺗﻌرﻓﯾن ﻛم ﻛﻧت أﻛرھك و أﻧﺎ ﺣﺗﻰ‬ ‫‪ ..‬أﻧ ِ‬
‫ﻻ أﻋرﻓك ‪ ..‬ﻟﻛﻧﻧﻲ اﻵن ﻻ أﺳﺗطﯾﻊ أن أﻛرھك‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٣٠‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﯾﺎ ﻣروة ‪ ..‬أﺗﻌرﻓﯾن ﻟﻣﺎ ؟ ‪ ..‬ﻷﻧكِ ﺳﺗﺟرﺑﯾن‬


‫ﻧﻔس ھذا اﻟﻌذاب ﺑﻌد دﻗﺎﺋق ﻋﻧدﻣﺎ أﺗزوج ﻓؤاد‬
‫‪ ..‬و ﺻدﻗﯾﻧﻲ ‪ ..‬ﻛل ﻣﺎ ﻗﺎﺳﯾﺗﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻗد‬
‫ﯾﻛون ﻻ ﺷﻲء ﺑﺟوار ﻣﺎ ﺳﺗﻘﺎﺳﯾﻧﮫ ﺑﻌد ﻗﻠﯾل ‪.‬‬

‫ﺟﻠس ﻓؤاد ﻓﻲ ردھﺔ اﻟﻘﺻر ﻣﻊ ﻋﻣﮫ و أﺧﯾﮫ‬


‫و اﻟﻣﺄذون و ﻗﻠﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس دﻋﺎھم ﺷﮭدي‬
‫ﻟﺣﺿور ﻋﻘد اﻟﻘران ؛ ﻛﺎن ﯾﺷﻌر ﺑﺄﻧﮫ ﯾرﺗﻛب‬
‫أﻛﺑر ﺣﻣﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ ‪ ..‬داﻟﯾﺎ ﻋروس ﻗد‬
‫ﯾﺣﺳده ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻛل اﻟﻧﺎس ﻟﻛﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﯾﺗﻧﻛر‬
‫ﻟﻘﻠﺑﮫ و ﻋواطﻔﮫ و ﯾورطﮭﺎ ﻣﻌﮫ ﻓﻲ ﺣﯾﺎة ﻗد‬
‫ﺗﻛون ھﻲ اﻟﺗﻌﺎﺳﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ ‪ ..‬ﻟﻠﺣظﺔ ﺷﻌر ﺑﺎﻟﻧدم‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻗد ﻓﻛر ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟزواج ھذه‬
‫و أﻗﻧﻌﮭﺎ ﺑﮭﺎ ‪ ..‬ﻻ ھﻲ ﺗرﻏب ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ أن‬
‫ﺗﻛون زوﺟﺔ ﻟﮫ و ﻻ ھو واﺛق ﻓﻌﻼً ﻣن أﻧﮫ ﻗد‬
‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻛون زوﺟﺎ ً ﺟدﯾراً ﺑﮭﺎ ‪.‬‬

‫اﻗﺗرب ﺑﺎﺳل ﻣن ﻓؤاد و ھﺗف ﻓﻲ ﺗوﺗر ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻣﺎ ﺑك ؟ ‪ ..‬ﺗﺑدو و ﻛﺄن اﻟﻌﺎﻟم ﺳﯾﻧﻘﻠب ﻓوق‬
‫رأﺳك ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺑﯾﮫ ‪ ..‬اذھب إﻟﻰ ﻏرﻓﺔ داﻟﯾﺎ‬
‫ت إﻻ و ھﻲ ﻣﻌك ‪ ..‬اﻟﻣﺄذون‬ ‫و ﻻ ﺗﺄ ِ‬
‫و اﻟﺿﯾوف ﻟن ﯾﻣﻛﻧﮭم اﻟﺑﻘﺎء أﻛﺛر ﻣن ھذا‬
‫ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻔوﺗﮭم ﻣوﻋد ﺣظر اﻟﺗﺟوال ‪.‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٣١‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫رﻓﻊ ﻓؤاد ﻋﯾﻧﯾﮫ إﻟﻰ ﺑﺎﺳل و ھو ﯾﻔﻛر ﻓﻲ‬


‫ﺣﯾرة ‪:‬‬
‫‪ -‬إﻟﻰ ﻣﺗﻰ ﯾﺎ ﺑﺎﺳل ﺳﺗظل ﺗﺗﺟﺎھل ﻛل اﻟﺣب‬
‫اﻟذي ﺗﻛﻧﮫ داﻟﯾﺎ ﻟك و ﺗﺗﻛﺑر ﻋﻠﯾﮫ ؟ ‪ ..‬ھل أﻧت‬
‫أﺣﻣق ﻟﻠﺣد اﻟذي ﯾﺟﻌﻠك ﺗﺗﻌﺎﻣﻰ ﻋن ﻣﺷﺎﻋرھﺎ‬
‫ُ‬
‫أﻟﺳت‬ ‫اﻟﺻﺎدﻗﺔ ﻧﺣوك إﻟﻰ اﻷﺑد ؟ ‪ ..‬و أﻧﺎ ؟ ‪..‬‬
‫أﺣﻣﻘﺎ ً ﻋﻧدﻣﺎ أﺧﺗﺎر اﻟزواج ﻣن اﻟﻔﺗﺎة اﻟﺗﻲ‬
‫أﻋرف ﺟﯾداً أن ﻗﻠﺑﮭﺎ ﻣﻠﻛﺎ ً ﻟك ﻟﻣﺟرد أﻧﻧﻲ ﻻ‬
‫أﺳﺗطﯾﻊ اﻟزواج ﻣﻣن ﯾﮭواھﺎ ﻗﻠﺑﻲ ﻷﻧك أﻧت‬
‫أﯾﺿﺎ ً ﻣن ﯾﻘف ﺑﯾﻧﻲ و ﺑﯾﻧﮭﺎ ؟ ‪ ..‬و ﺳﯾظل ﯾﻘف‬
‫ﺑﯾﻧﻲ و ﺑﯾﻧﮭﺎ ‪ ..‬ﻻ ‪ ..‬ھذا ﺟﻧون و ﻣن‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل أن ﯾﺳﺗﻣر ‪ ..‬ﯾﺟب أن أﺿﻊ ﺣداً ﻟﮫ‬
‫ﻗﺑل ﻓوات اﻷوان ‪.‬‬

‫ﻧﮭض ﻓؤاد و ارﺗﻘﻰ اﻟﺳﻠم إﻟﻰ اﻟطﺎﺑق اﻟﻌﻠوي‬


‫؛ طرق ﺑﺎب ﻏرﻓﺔ داﻟﯾﺎ ﻗﺑل أن ﯾدﺧل ﺛم ﻧظر‬
‫إﻟﻰ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺧﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾرة ﻗﺑل أن ﯾﺷﻌر‬
‫ﺑﺎﻷﻧﺎﻣل اﻟرﻗﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻣﺳت ﻛﺗﻔﮫ ‪..‬‬

‫اﻟﺗﻔت إﻟﻰ ﻣروة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت اﻟدﻣوع ﻻ ﺗزال‬


‫ﺗﻠطﺦ وﺟﮭﮭﺎ ﺑﻛﺣل ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ و ھﻲ ﺗﮭﻣس ‪:‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٣٢‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫‪ -‬داﻟﯾﺎ ذھﺑت ‪ ..‬ﺗرﻛت ﻟك رﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ‬


‫اﻟواﺗس آب ﻟﺗﻌﺗذر ﻋن أﻧﮭﺎ ﻟن ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن‬
‫ﺗواﺻل ھذه اﻟﻛذﺑﺔ ﻟﻛن ﻣن اﻟواﺿﺢ أﻧك ﻟم‬
‫ﺗرھﺎ ‪ ..‬ﻻ ﺗﻠوﻣﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻗد ﺗراﺟﻌت ﻷﻧﮭﺎ‬
‫ﻓﻌﻠت اﻟﺻواب ‪ ..‬اﻟﻌﻘل و اﻟﺣﻛﻣﺔ ھﻣﺎ أن‬
‫ﯾﻌرف اﻟﻣرء ﻧﻔﺳﮫ و اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮫ ﻻ أن ﯾظل‬
‫ﯾﻛﺎﺑر و ﯾﻌﺎﻧد و ﯾﻧﺎطﺢ اﻟﻘدر ‪ ..‬ﻟﯾﺗﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ً‬
‫ﻛﺎﻧت ﻟﻧﺎ ﻧﻔس ﺷﺟﺎﻋﺗﮭﺎ و أوﻟﻧﺎ اﻷﺣﻣق اﻟذي‬
‫ﯾﺳﺗﻌد اﻵن ﻷن ﯾﺷﮭد ﻋﻠﻰ ﻋﻘد زواﺟﮭﺎ ﻣﻊ‬
‫أﻧﮫ ﯾﻌرف ﺟﯾداً أﯾن ﺗرﻛت ﻗﻠﺑﮭﺎ ﺑﺎﻟﺿﺑط ‪.‬‬

‫أﻣﺳك ﻓؤاد ھﺎﺗﻔﮫ و ﺑﺣث ﻋن اﻟرﺳﺎﻟﺔ و ﻗرأ‬


‫ﻓﯾﮭﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬آﺳﻔﺔ ﯾﺎ ﻓؤاد ‪ ..‬ﻋﻘﻠﻲ ﯾﺧﺑرﻧﻲ ﺑﺄﻧك أﻓﺿل‬
‫رﺟل ﻋرﻓﺗﮫ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ و أن ارﺗﺑﺎطﻧﺎ ھو‬
‫ﻋﯾن اﻟﺻواب ﻟﻛن ﻗﻠﺑﻲ ﻟﮫ رأيٌ آﺧر و أﻧﺎ‬
‫ﻟﻸﺳف ﻻ أﺳﺗطﯾﻊ أن أﺗﺟﺎھل ﺻوت ﻗﻠﺑﻲ ‪..‬‬
‫ﺳﺎﻣﺣﻧﻲ ‪.‬‬

‫أﻋﺎد ﻓؤاد اﻟﮭﺎﺗف إﻟﻰ ﺳﺗرﺗﮫ و ھﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬و أﯾن ھﻲ داﻟﯾﺎ اﻵن ؟‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٣٣‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ھﻣﺳت ﻣروة ﻓﻲ أﺳﻰ ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺗرﻛت اﻟﻘﺻر ‪ ..‬ﺗﻘول أﻧﮫ ﻟم ﯾﻌد ﻣن اﻟﻣﻼﺋم‬
‫أن ﺗظل ھﻧﺎ ﺑﻌد أن ورطﺗك و ورطت أﺑﯾﮭﺎ‬
‫ﻓﻲ ھذا اﻟﻣوﻗف اﻟﻣﺧﺟل و ﺳﺗﺗﺻل ﻋﻠﻰ ﺟدھﺎ‬
‫ﻟﯾﺳﺎﻋدھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌودة إﻟﻰ روﻣﺎ ﻓﻲ أﺳرع‬
‫وﻗت ‪ ..‬أظن أﻧﻧﺎ ﺳﻧﺟد ﻓرﺻﺔ ﻟﻧﺗﺻل ﺑﮭﺎ‬
‫و ﻧطﻣﺋن ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗﺑل اﻟﺳﻔر ‪ ..‬و أﻧت ؟ ‪ ..‬أﻻ‬
‫زﻟت ﺗﻔﻛر ﻓﻲ اﻟﮭﺟرة ؟‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ أﻟم ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺗﻌرﻓﯾن أن ھذا ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺟب أن أﻓﻌﻠﮫ ﻣﻧذ‬
‫ت طوﯾل ﯾﺎ ﻣروة ‪ ..‬ﺑﻘﺎﺋﻲ ھﻧﺎ ﻋذاب ﻟم أﻋد‬ ‫وﻗ ٍ‬
‫أطﯾﻘﮫ و ﻟﺳت ﻣﺿطراً ﻻﺣﺗﻣﺎﻟﮫ أﻛﺛر ﻣن ھذا‬
‫‪ ..‬أﻧﺎ أﯾﺿﺎ ً ﺳﺄﻏﺎدر اﻟﻘﺻر اﻵن و ﺳﺄﺳﺎﻓر ﻣﻊ‬
‫داﻟﯾﺎ ‪ ..‬ﺳﺄﻋﻣل ﻓﻲ اﻟﻣﺻرف اﻟذي ﯾﻣﻠﻛﮫ‬
‫ﺟدھﺎ ھﻧﺎك و ھو ﺳﯾﺳﺎﻋدﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول‬
‫ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ ھﻧﺎك ‪ ..‬وﻻ أظن أﻧﻧﻲ ﺳﺄﻋود إﻟﻰ‬
‫اﻟﻘﺎھرة ﻣرة أﺧرى ‪.‬‬

‫ھﺗﻔت ﻣروة ﻓﻲ ﻟوﻋﺔ ‪:‬‬


‫‪ -‬أﺗﻌﻧﻲ أﻧﻧﻲ ﻟن أراك أﺑداً ﻣرة أﺧرى ؟‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٣٤‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻟﻣﻌت اﻟدﻣوع ﻓﻲ ﻋﯾون ﻓؤاد و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺑل أﻋﻧﻲ أﻧﻧﻲ ﻟن أﻋذﺑك ﻣﻌﻲ ﺑﻌد اﻵن ‪ ..‬ﻣن‬
‫ت‬
‫اﻟﺣﻣﺎﻗﺔ أن ﺗﺗرﻛﻲ اﻟﻧﺎر ﺑﺟوار اﻟﺑﻧزﯾن و أﻧ ِ‬
‫ت ﻣﺳﺗﻌدة ﻟﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺣرﯾق و أﻧﺎ ﻟم أﻋد‬ ‫ﻟﺳ ِ‬
‫ﻣﺳﺗﻌداً ﻟﻠﻣﺧﺎطرة ﺑﻌد اﻵن ﻷﻧﻧﻲ ﻟم أﻋد واﺛﻘﺎ ً‬
‫ﻣن أﻧﻧﻲ أﺳﺗطﯾﻊ أن أﻛﺑﺢ ﻋواطﻔﻲ و أﺗﻧﻛر‬
‫ﻟﮭﺎ ﺑﺄﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻓﻌﻠت ‪.‬‬

‫أﺟﮭﺷت ﻣروة ﺑﺎﻟﺑﻛﺎء ﻓﮭﻣس ﻓؤاد ﻓﻲ أﻟم ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻧﺎ آﺳف ﯾﺎ ﻣروة ‪ ..‬وﺟودي ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗك ﻟم‬
‫ﯾﺳﺑب ﻟكِ ﺳوى اﻟﺗﻌﺎﺳﺔ و اﻟﺷﻘﺎء و ﻻ ﯾﻣﻛن‬
‫ت‬
‫أن أﺳﻣﺢ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ھذا ﺑﻌد اﻵن ‪ ..‬أﻧﺎ و أﻧ ِ‬
‫ت ﻣﺳﺗﻌدة ﻟﺧﺳﺎرة أوﻻدك‬ ‫ﻧﻌرف ﺟﯾداً أﻧكِ ﻟﺳ ِ‬
‫و أﻧﺎ ﻟﺳت ﻣﺳﺗﻌداً ﻟﺧﺳﺎرة أﺧﻲ اﻟوﺣﯾد ‪ ..‬ﻟذا‬
‫ﯾﺟب أن أﺧرج ﻣن ھذا اﻟﻘﺻر ﻗﺑل ﻓوات‬
‫اﻷوان ‪.‬‬

‫ﺗﮭﺎوت ﻣروة ﺟﺎﻟﺳﺔ ﻋﻧد أﻗرب ﻣﻘﻌد إﻟﯾﮭﺎ‬


‫و أﺧﻔت وﺟﮭﮭﺎ ﺑﯾن ﻛﻔﯾﮭﺎ و ھﻲ ﺗﻧﻔﺟر ﺑﺎﻛﯾﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺣرﻗﺔ ‪.‬‬

‫ﻛﺎد ﻓؤاد أن ﯾرﺑت ﻋﻠﻰ ﻛﺗﻔﮭﺎ ﻟﻛﻧﮫ ﻣﻧﻊ ﯾده‬


‫ﻗﺑل أن ﺗﻠﻣﺳﮭﺎ و اﺑﺗﻠﻊ دﻣوﻋﮫ ﻣﻊ اﻟﻐﺻﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٣٥‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻓﻲ ﺣﻠﻘﮫ و ھم ﺑﺄن ﯾﻐﺎدر اﻟﻐرﻓﺔ ‪ ..‬ﻋﻧدﻣﺎ رأى‬


‫ﺑﺎﺳل اﻟواﻗف ﻋﻧد ﺑﺎب اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻣﻔﺗوح و ھو‬
‫ﯾﺗﺄﻣﻠﮭﻣﺎ ﻓﻲ ذھول ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٣٦‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷر‬


‫ﺑﮭت وﺟﮫ ﻓؤاد ﻓﻲ ﺷدة و ھو ﯾﺣدق ﻓﻲ وﺟﮫ ﺑﺎﺳل ؛‬
‫ﻛﺎﻧت ﺗﻛﻔﻲ ﻧظرة واﺣدة إﻟﻰ اﻟﺻدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﻲ ﻋﯾون‬
‫ﺑﺎﺳل ﻟﯾدرك ﻓؤاد أن ﺟزءاً ﻛﺑﯾراً ﻣن ﺣدﯾﺛﮭﻣﺎ ﻗد وﺻل‬
‫إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻣﻌﮫ و ﷲ وﺣده ھو اﻟذي ﯾﻌﻠم ﻣﺎ اﻟذي ﻗد ﻓﮭﻣﮫ‬
‫ﻣﻧﮫ ﺑﺎﻟﺿﺑط ‪ ..‬اﻧﺗﻔﺿت ﻣروة ﻋﻧدﻣﺎ ھﺗف ﻓؤاد ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺑﺎﺳل ‪ ..‬أرﺟوك ﻻ ﺗﺗﮭور ‪ ..‬دﻋﻧﻲ أﺷرح‬


‫ﻟك ‪.‬‬

‫ھﺑت ﻣروة واﻗﻔﺔ و اﻟﺗﻔﺗت ﻧﺣو ﺑﺎﺳل و ھﻲ‬


‫ﺗرﺗﺟف ؛ ﺑﯾﻧﻣﺎ ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ذھول ‪:‬‬
‫‪ -‬أﻧت و ﻣروة ؟! ‪ ..‬ﻣﺳﺗﺣﯾل ‪.‬‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ ﻟوﻋﺔ ‪:‬‬


‫‪ -‬اﺳﻣﻌﻧﻲ ﯾﺎ ﺑﺎﺳل أرﺟوك ‪ ..‬أﻧﺎ و ﻣروة ﻟم‬
‫ﻧذﻧب ﻓﻲ ﺣﻘك ‪ ..‬أﻧﺎ ﻻ أﻧﻛر ﻋواطﻔﻲ ﻧﺣوھﺎ‬
‫ﻟﻛن ھذا ﻟﯾس ﺑﯾدھﺎ و ﻻ ﺑﯾدي ‪ ..‬أﻧﺎ و ھﻲ‬
‫ﺣﻔظﻧﺎك ﻓﯾﻣﺎ ﻧﻣﻠك ﻓﻼ ﺗﺣﺎﺳﺑﻧﺎ أﻧت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻻ‬
‫أﻧس و ﻻ ﻟﻠﺣظﺔ‬
‫ﻧﻣﻠك ‪ ..‬ﺑﺎﺳل ‪ ..‬أﻧﺎ ‪ ..‬أﻧﺎ ﻟم َ‬
‫واﺣدة أن ﻣروة زوﺟﺗك و أم أوﻻدك و ﻻ ھﻲ‬
‫ﻧﺳت ھذا ﺻدﻗﻧﻲ ‪ ..‬ﻛﻼﻧﺎ ﻗﺎوم ﺑﺎﺳﺗﻣﺎﺗﺔ‬
‫و ﻟﻛن ‪..‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٣٧‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻗﺎطﻌﮫ ﺑﺎﺳل ھﺎﺗﻔﺎ ً ﻓﻲ ﺣدة ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻣروة أم أوﻻدي ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت زوﺟﺗﻲ ‪.‬‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ اﻧﻔﻌﺎل ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻻ ﯾﺎ ﺑﺎﺳل أرﺟوك ‪ ..‬اﺳﻣﻌﻧﻲ ﻟو ﺳﻣﺣت ‪..‬‬
‫أﻧﺎ اﻟذي ﯾﺟب أن ﯾﻧﺳﺣب اﻵن و ھذا ﻣﺎ‬
‫ﺳﺄﻓﻌﻠﮫ ‪ ..‬ﺳﺄﺳﺎﻓر ﻣﻊ داﻟﯾﺎ إﻟﻰ روﻣﺎ و أﻋدك‬
‫ﺑﺄﻧك ﻟن ﺗراﻧﻲ ﻣرة أﺧرى ‪ ..‬ﻣروة ﺗﺣﻣﻠت‬
‫اﻟﻛﺛﯾر ﻟﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺗﮭﺎ و اﺳﺗﻘرار أوﻻدھﺎ‬
‫و أﻧت أﯾﺿﺎ ً ﯾﺟب أن ﺗﻔﻛر ﻓﻲ أوﻻدك ﻗﺑل‬
‫أن ‪....‬‬

‫ﻗﺎطﻌﮫ ﺑﺎﺳل ھﺎﺗﻔﺎ ً ﻓﻲ ﺣدة ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻧﺎ ﻻ أﻓﻛر ﺳوى ﻓﻲ أوﻻدي ‪ ..‬ھل ﺗﻔﮭم ؟ ‪..‬‬
‫و ﻟوﻻ أوﻻدي ﻟﻣﺎ واﻓﻘت ﻋﻠﻰ أن أﺗظﺎھر‬
‫طوال أرﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎ ً ﻛﺎﻣﻠﺔ و أﻛﺛر ﺑﺄن ھذه‬
‫اﻟﻣرأة ﻻ ﺗزال ﻓﻲ ﻋﺻﻣﺗﻲ ‪ ..‬أﻟﯾس ﻛذﻟك‬
‫ﯾﺎ ﻣروة ھﺎﻧم ؟‬

‫ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ ﺣﯾرة ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻻ أﻓﮭم ‪ ..‬ﻣﺎ ﻣﻌﻧﻰ ھذا ؟‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٣٨‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻧﮭﻣرت اﻟدﻣوع ﻋﻠﻰ وﺟﮫ ﻣروة و ﻧظرت‬


‫إﻟﻰ ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺗوﺳل و ھﻲ ﺗﮭﻣس ‪:‬‬
‫‪ -‬دﻋﻧﻲ أﻧﺎ أﺷرح ﻟﮫ ‪ ..‬أرﺟوك ‪.‬‬

‫ﺛم اﻟﺗﻔﺗت إﻟﻰ ﻓؤاد و ھﻲ ﺗردف ﻓﻲ ﻟوﻋﺔ ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻧﺎ و ﺑﺎﺳل اﻧﻔﺻﻠﻧﺎ ﺑﻌد زواﺟﻧﺎ ﺑﺄرﺑﻌﺔ ﺷﮭور‬
‫و اﻧﺗﮭت ﻋدﺗﻲ ﺑوﻻدة ﺷﮭدي و ﺷﮭﺎب ‪..‬‬
‫اﻧﺗﻘﻠﻧﺎ ﻟﻺﻗﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﺻر ﻋﻘب وﻻدﺗﻲ ﻷن ﻋدﺗﻲ‬
‫اﻧﺗﮭت و ﻟم ﻧرﻏب ﻓﻲ أن ﯾﺗرﺑﻰ اﻟﺗوأم ﺑﻌﯾداً‬
‫ﻋن ﺣﺿﻧﻲ أو ﺣﺿن أﺑﯾﮭم ‪ ..‬ھﻧﺎ ﻛﺎن ﻣن‬
‫اﻟﻣﻣﻛن أن ﻧﻘﯾم ﻓﻲ ﻏرﻓﺗﯾن ﻣﻧﻔﺻﻠﺗﯾن و ﯾﻛﺑر‬
‫اﻷوﻻد ﺑﯾﻧﻧﺎ دون أن ﯾﻼﺣظ أﺣد أن ﻋﻼﻗﺗﻧﺎ‬
‫ﻛزوﺟﯾن ﻗد اﻧﺗﮭت ‪.‬‬

‫ﺷﺣب وﺟﮫ ﻓؤاد ﺑﺷدة ﻗﺑل أن ﯾﮭﻣس ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻧﺎ ﻻ أﺻدق ‪ ..‬ﻛﯾف أﺧﻔﯾﺗﻣﺎ اﻷﻣر ﻟﻛل ھذا‬
‫اﻟوﻗت ؟ ‪ ..‬و ﻟﻣﺎ ؟‬

‫ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ھدوء ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟم ﻧﺧطط ﻟﻼﺳﺗﻣرار ﻓﻲ إﺧﻔﺎء طﻼﻗﻧﺎ ﻟﻛل ھذه‬
‫اﻟﻣدة ‪ ..‬ﻛل ﻣﺎ طﻠﺑﺗﮫ ﻣروة ھو ﻣﮭﻠﺔ ﻟﯾﻛﺑر‬
‫اﻟﺗوأم ﻗﻠﯾﻼً و ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﺗدﺑر أﻣورھﺎ ﻟﻛﻧﻧﻲ‬
‫ﻛﻧت ﻣﺳﺋوﻻً ﻋﻧﮭﺎ و ﻋن أﺧواﺗﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﻛﻧت‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٣٩‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻣﺳﺋوﻻً ﻋن أوﻻدي ‪ ..‬دﯾنٌ ﻓﻲ رﻗﺑﺗﻲ و وﻋ ٌد‬


‫ﻗطﻌﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻲ أﻣﺎم أﺑﯾﮭﺎ – رﺣﻣﮫ ﷲ ‪-‬‬
‫ﻗﺑل أن ﯾﻣوت و أﻧت ﺗﻌرف أﻧﻧﻲ أﻓﻲ ﺑﻌﮭودي‬
‫‪ ..‬ﻋﻧدﻣﺎ ﻟم ﺗطﻠب ﻣروة إﻋﻼن اﻟطﻼق ﻗررت‬
‫أن ﯾﺳﺗﻣر اﻟوﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھو ﻋﻠﯾﮫ ﺣﻔﺎظﺎ ً‬
‫ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻷوﻻد ‪ ..‬ﻟم أﻛن ﻣﺳﺗﻌداً ﻷن‬
‫ﯾﺧرج اﻷوﻻد ﻣن ﻗﺻر ﺟدودھم وﻻ أن‬
‫ﯾﺑﺗﻌدوا ﻋن ﺣﺿﻧﻲ ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟم أﺗﺧﯾل أﺑداً ﻣﺎ‬
‫ﻧﺟﺣﺗﻣﺎ ﻓﻲ إﺧﻔﺎءه ﺣﺗﻰ اﻵن ‪.‬‬

‫ﻧطر ﻓؤاد إﻟﻰ ﻣروة و ھﺗف ﻓﻲ اﺳﺗﻧﻛﺎر ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﺧﺑرﯾﻧﻲ ؟ ‪ ..‬ﻛﯾف ﺗرﻛﺗﯾﻧﻲ أﺗﻌذب‬
‫ﺑﺎﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب ﻛل ھذا اﻟوﻗت ؟‬

‫ھﺗﻔت ﻣروة ﻓﻲ ﻟوﻋﺔ ‪:‬‬


‫‪ -‬أي ذﻧب ؟! ‪ ..‬أﻧت ﻟم ﺗﻘل ﻟﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﺣب واﺣدة‬
‫طوال ﺣﯾﺎﺗك ‪ ..‬ﻛﻧت ﺗﺗﺟﻧﺑﻧﻲ ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﻧت ﻛﻠﺑﺎ ً‬
‫أﺟرب ‪ ..‬ﻛﻣﺎ أن ﻛوﻧﻲ زوﺟﺔ أﺧﯾك‬
‫أو ﻣطﻠﻘﺗﮫ ﻟم و ﻟن ﯾﻐﯾر أي ﺷﻲء ‪ ..‬ﻻ زﻟت‬
‫أم أوﻻده و ﻻ زﻟت ﻟن ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗﻌﻠن ﺣﺑك‬
‫ﻟﻲ ‪ ..‬اﻟﺣب اﻟذي ظﻠﻠت ﺗﺧﻔﯾﮫ ﻓﻲ ﻋﯾﻧﯾك‬
‫و ﺑﯾن ﺿﻠوﻋك ﺳﺗظل ﻣﻠزﻣﺎ ً ﺑﺄن ﺗدﻓﻧﮫ إﻟﻰ‬
‫اﻷﺑد و ﺳﯾظل ﻛﻼﻧﺎ ﯾﺗﻌذب ﺑﺎﻟوﺣدة‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٤٠‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫و اﻟﺣرﻣﺎن ﺣﺗﻰ ﯾﻣوت ‪ ..‬اﻟﺣب ﻟﻌﻧﺔ ﻻ‬


‫ﻧﺳﺗطﯾﻊ أن ﻧﺷﻔﻰ ﻣﻧﮭﺎ و ﻟن ﻧﺳﺗطﯾﻊ ‪.‬‬

‫أﺧﻔت ﻣروة وﺟﮭﮭﺎ ﺑﯾن ﯾدﯾﮭﺎ و أﺟﮭﺷت‬


‫ﺑﺎﻟﺑﻛﺎء ؛ ﻛﺎن ﻓؤاد ﯾﻧظر ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻟوﻋﺔ و ھو‬
‫ﯾﺗﻣﻧﻰ أن ﯾﺄﺧذھﺎ ﺑﯾن ذراﻋﯾﮫ ﻟﻛﻧﮫ ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ‬
‫أن ﯾﻔﻌل ‪ ..‬ﺗﻧﮭد ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺣرارة ﻗﺑل أن ﯾﮭﺗف‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬أﺗﻌرف ؟! ‪ ..‬ﻟو ﻛﻧت ﻣﻛﺎﻧك ﻟﻣﺎ ﺗرددت ‪.‬‬

‫ﻧظر ﻓؤاد إﻟﻰ ﺷﻘﯾﻘﮫ ﻓﻲ ﺣﯾرة ﻓﺄردف ﺑﺎﺳل‬


‫ﻓﻲ ﻻﻣﺑﺎﻻة ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣروة أم أوﻻدي ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻣطﻠﻘﺗﻲ ﻣﻧذ ﺳﻧﯾن ‪..‬‬
‫ﻛﺎن ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن أﺗوﻗﻊ أﻧﮭﺎ ذات ﯾوم‬
‫ﺳﺗﻔﻛر ﻓﻲ اﻟزواج و ﺳﺗرﻏب ﻓﻲ إﻋﻼن‬
‫طﻼﻗﻧﺎ ‪ ..‬ﻻ أﻧﻛر أﻧﮫ ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل أن‬
‫ﯾﺧطر ﻋﻠﻰ ذھﻧﻲ أن ﯾﻛون ذﻟك اﻟزوج ھو‬
‫أﻧت و ﻟﻛن ‪ ..‬ﻻ ﺑﺄس ‪ ..‬ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﺳﯾﺗﻛﻔل‬
‫ھذا ﺑﺄن ﯾظل اﻷوﻻد ھﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺻر و أﻧﺎ‬
‫ﻣطﻣﺋن ﻋﻠﻰ أﻧﮭﻣﺎ ﺗﺣت رﻋﺎﯾﺔ ﻋﻣﮭﻣﺎ ﻻ ﻓﻲ‬
‫رﺟل ﻏرﯾب ‪ ..‬ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﺳﻧﺣﺗﺎج ﻟﺑﺿﻌﺔ‬
‫ٍ‬ ‫ﺣﺟر‬
‫أﺷﮭر ﺣﺗﻰ ﯾﺗﺄﻗﻠم اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة طﻼﻗﻲ ﻣن‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٤١‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻣروة و زواﺟﮭﺎ ﻣﻧك ﻟذا ﻟن أﺿﯾﻊ وﻗﺗﺎ ً‬


‫و ﺳﺄﺗرك اﻟﻘﺻر اﻟﻠﯾﻠﺔ ﺑﻌد أن ﻧﻌﻠن اﻟطﻼق ‪.‬‬

‫رﻓﻌت ﻣروة رأﺳﮭﺎ و ﻧظرت إﻟﻰ ﺑﺎﺳل ﻓﻲ‬


‫ذھول و ھﻲ ﺗﮭﻣس ‪:‬‬
‫‪ -‬أﺗﻌﻧﻲ أﻧك ﺳﺗﻘﺑل ﺑﻔﻛرة زواﺟﻲ ﻣن أﺧﯾك ؟ ‪..‬‬
‫أﻟﺳت ﻏﺎﺿﺑﺎ ً ؟ ‪ ..‬أﻟن ﺗﺣﺎول أن ﺗﻧﺗزع ﻣﻧﻲ‬
‫اﻷوﻻد ؟‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ھﺗف ﻓؤاد ﻓﻲ ﺗوﺗر ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺑﺎﺳل أﻧت ﺷﻘﯾﻘﻲ اﻟوﺣﯾد و أﻧﺎ ﻟﺳت ﻣﺳﺗﻌداً‬
‫ﻟﺧﺳﺎرﺗك ﺑﺄي ﺛﻣن ‪ ..‬أﻧﺎ ‪...‬‬

‫وﺿﻊ ﺑﺎﺳل ﯾده ﻋﻠﻰ ﻛﺗف ﻓؤاد و ھﺗف ﻓﻲ‬


‫ﺣﺳم ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻟن ﺗﺧﺳرﻧﻲ ‪ ..‬ﻻ ﺷﻲء ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺎﻟم ﯾﻣﻛن‬
‫أن ﯾﻔرق ﺑﯾﻧﻲ و ﺑﯾﻧك و ﻟو أن ﺗﻠك اﻟﺣﻣﻘﺎء ﻗد‬
‫ﺻﺎرﺣﺗﻧﻲ ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻧدﻣﺎ طﻠﺑت اﻟطﻼق ﻟرﺑﻣﺎ‬
‫وﻓرت ﻋﻠﯾﻛﻣﺎ ﻋذاﺑﺎ ً طوﯾﻼً ﻻ ﯾطﺎق ‪ ..‬ﻋﻣوﻣﺎ ً‬
‫ﯾﺎ ﻓؤاد ‪ ..‬اﻟﻣوﻟﻰ – ﻋز و ﺟل – ﻟم ﯾﺣرم‬
‫ﻋﻠﯾك اﻟزواج ﻣن أرﻣﻠﺗﻲ أو ﻣطﻠﻘﺗﻲ ؛ ﻓﻠﻣﺎذا‬
‫أﺣرم أﻧﺎ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺣرﻣﮫ ﷲ ؟ ‪ ..‬و ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة ‪..‬‬
‫ھﻧﺎك ﻣﺄذون ﻻ زال ﯾﻧﺗظر ﻓﻲ اﻟردھﺔ و ﻻ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٤٢‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫زﻟت ﻣﺳﺗﻌداً ﻷن أﺷﮭد ﻋﻠﻰ ﻋﻘد زواﺟك اﻟﻠﯾﻠﺔ‬


‫‪ ..‬و دع اﻷوﻻد ﻟﻲ ‪ ..‬أﻧﺎ ﺳﺄﻋرف ﻛﯾف‬
‫أﻗﻧﻌﮭم ﺑﺄن طﻼﻗﻲ ﻣن أﻣﮭم أو زواﺟﮭﺎ ﻣﻧك‬
‫ﻟن ﯾﻐﯾر ﺷﯾﺋﺎ ً ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﮭم ‪ ..‬ﺣﺗﻰ أﻧﻧﻲ‬
‫ﺳﺄﺧﺑرھم ﺑﺄﻧﻧﻲ أﻧﺎ أﯾﺿﺎ ً ﺳﺄﺗزوج ﻓﻲ أﻗرب‬
‫ﻓرﺻﺔ ‪ ..‬اﻟﻣﮭم ھو أن أﻋﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻣﻘﺎء اﻟﺗﻲ‬
‫ﻋﻠﻣﺗﻧﻲ أن اﻟﻌﻘل ﻗد ﯾﻌﻣﻰ ﻋﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن‬
‫ﯾﺑﺻره اﻟﻘﻠب ‪.‬‬

‫ﻣﺳﺣت ﻣروة اﻟدﻣوع ﻋن وﺟﮭﮭﺎ و ھﻲ ﺗﮭﺗف‬


‫ﻓﻲ ﺳرﻋﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻟن ﯾﻛون اﻟﻌﺛور ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺻﻌﺑﺎ ً ﻓﺄﻧﺎ أﻋرف أﯾن‬
‫ذھﺑت ﺑﺎﻟﺿﺑط ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٤٣‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ‬
‫وﻗﻔت داﻟﯾﺎ ﻓوق ﺳطﺢ اﻟﯾﺧت وھﻲ ﺗﺗﺄﻣل اﻟﺑﺣر ﺑزرﻗﺔ‬
‫ﻣﯾﺎھﮫ و اﻟﺳﻣﺎء اﻟﺻﺎﻓﯾﺔ ﻓوﻗﮫ ؛ ﻻ ﺗﻌرف ﻛﯾف ﺗﻘﺑل‬
‫ﻓؤاد ﺗراﺟﻌﮭﺎ ﻋن اﻟزواج ھﻛذا ﻓﻲ آﺧر ﻟﺣظﺔ و ﻻ‬
‫ﻛﯾف ﯾﺗﻌﺎﻣل واﻟدھﺎ ﻣﻊ اﻟﻣوﻗف ‪ ..‬أﻏﻠﻘت ھﺎﺗﻔﮭﺎ و ھﻲ‬
‫ﺗﻐﺎدر اﻟﻘﺻر ﻷﻧﮭﺎ ﻻ ﺗرﻏب ﻓﻲ أن ﯾﺗﺣدث ﻣﻌﮭﺎ أﺣد‬
‫و ﻛل ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﮭﻣﮭﺎ ھو اﻻﺑﺗﻌﺎد ﺑﺳرﻋﺔ ﻗﺑل أن ﺗزداد‬
‫اﻷﻣور ﺗﻌﻘﯾداً ﺣﺗﻰ أﻧﮭﺎ ذھﺑت رأﺳﺎ ً إﻟﻰ اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ‬
‫دون أن ﺗﮭﺗم ﺑﺣظر اﻟﺗﺟوال ‪.‬‬

‫ﺗﺣﺳﺳت ﺛوب زﻓﺎﻓﮭﺎ اﻷﺑﯾض اﻟذي ﻟم ﺗﻧزﻋﮫ ﺑﻌد‬


‫و ﺳﺎﻟت دﻣﻌﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮭﺎ و ھﻲ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ ﺑﺎﺳل ‪..‬‬
‫ﯾر ﻛم ﺗﺣﺑﮫ و ﺗذﻛرت‬
‫ﺣﺑﯾﺑﮭﺎ اﻟﻌﻧﯾد اﻟذي ﻻ ﯾرﯾد أن َ‬
‫ﺣدﯾﺛﮭﺎ ﻣﻊ ﻣروة ﻗﺑل أن ﺗﻐﺎدر اﻟﻘﺻر ‪ ..‬ﻛﺎﻧت ﺗﮭﺗف‬
‫ﻓﻲ أﻟم ‪:‬‬

‫ت ﻻ ﺗﻌرﻓﯾن ﻛم ﻛﻧت أﻛرھك و أﻧﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ‬ ‫‪ -‬أﻧ ِ‬


‫أﻋرﻓك ‪ ..‬ﻟﻛﻧﻧﻲ اﻵن ﻻ أﺳﺗطﯾﻊ أن أﻛرھك‬
‫ﯾﺎ ﻣروة ‪ ..‬أﺗﻌرﻓﯾن ﻟﻣﺎ ؟ ‪ ..‬ﻷﻧكِ ﺳﺗﺟرﺑﯾن‬
‫ﻧﻔس ھذا اﻟﻌذاب ﺑﻌد دﻗﺎﺋق ﻋﻧدﻣﺎ أﺗزوج ﻓؤاد‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٤٤‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫‪ ..‬و ﺻدﻗﯾﻧﻲ ‪ ..‬ﻛل ﻣﺎ ﻗﺎﺳﯾﺗﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻗد‬


‫ﯾﻛون ﻻ ﺷﻲء ﺑﺟوار ﻣﺎ ﺳﺗﻘﺎﺳﯾﻧﮫ ﺑﻌد ﻗﻠﯾل ‪.‬‬

‫ﺛم أردﻓت ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟن أﺳﺗطﯾﻊ أن أﻓﻌل ھذا ﺑكِ‬
‫و ﻻ ﺑﻧﻔﺳﻲ ‪ ..‬ﺣﺗﻰ ﻓؤاد ‪ ..‬ﻗد ﯾﺗﺧﯾل أﻧﮫ‬
‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺻم أذﻧﯾﮫ ﻋن ﺻوت ﻗﻠﺑﮫ‬
‫و ﯾﺷﺎرﻛﻧﻲ ﻛل ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺗﻣﻧﻰ أن ﺗﺗﺷﺎرﻛﺎه ﻣﻌﺎ ً‬
‫ﻟﻛﻧﮫ ﻟن ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﻔﻌل ‪ ..‬رﺑﻣﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺟب‬
‫أن أﻋود ﻣن روﻣﺎ و أﻧﻛﺄ ﺟراح اﻟﺟﻣﯾﻊ ‪..‬‬
‫رﺑﻣﺎ ﺧدﻋﻧﻲ ﻗﻠﺑﻲ و ﺟﻌﻠﻧﻲ آﻣل ﻓﻲ أن أﺟد‬
‫ﻟﻲ ﻣﻛﺎﻧﺎ ً ﻓﻲ ﺣﯾﺎة ﺑﺎﺳل ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻛﻧت ﻣوھوﻣﺔ‬
‫‪ ..‬ﻋﻠﻲّ أن أﻋﺗرف ﺑﺎﻟواﻗﻊ اﻟذي ﯾﺗﻣﺳك ﺑﮫ‬
‫ﺑﺎﺳل و ﻻ ﯾرﻏب ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾره ‪ ..‬ھو ﻻ ﯾرﯾد‬
‫ﺳواكِ و أﻧﺎ ﻟم أﻋد ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أن أﺗﺣﻣل ھذا‬
‫اﻟوﺿﻊ أﻛﺛر ﻣن ھذا ‪.‬‬

‫ھﺗﻔت ﻣروة ﻓﻲ أﺳﻰ ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻟم أﻓﮭم ﺑﺎﺳل أو أﻋرف ﻛﯾف ﯾﻔﻛر‬
‫ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟم أﺣﺗﺎر ﻓﻲ أﻣره ﻛﻣﺎ اﺣﺗرت ﻓﻲ ﺟﻔﺎءه‬
‫ﻣﻌكِ ‪ ..‬ھو ﺷﺧص ﻋﻘﻼﻧﻲ و ﻣﺗزن ﻛﻣﺎ أﻧﮫ‬
‫ﻋطوف و ﻛرﯾم ﻟﻛن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑكِ‬
‫ﯾﺗﺻرف ﺑﻘﺳوة ﻟم أﻋﮭدھﺎ ﺑﮫ و ﻛﺄن ‪ ..‬و ﻛﺄن‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٤٥‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺷﯾﺋﺎ ً ﻣﺎ ﯾﺿﻐط ﻋﻠﻰ أﻋﺻﺎﺑﮫ ﺑﺷدة و ﻻ ﯾرﯾد‬


‫أن ﯾﺑوح ﺑﮫ و ﻻ ﺣﺗﻰ أﻣﺎم ﻧﻔﺳﮫ ‪ ..‬أﻻ ﺗﻌﻠﻣﯾن‬
‫ﻟﻣﺎ ﯾﺗﺻرف ﻣﻌكِ ﺑﮭذه اﻟﻐراﺑﺔ ؟‬

‫ﻧزﻋت داﻟﯾﺎ اﻟطرﺣﺔ ﻋن رأﺳﮭﺎ و أﻟﻘﺗﮭﺎ ﻓوق‬


‫اﻟﻔراش و ھﻣﺳت ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻻ ‪ ..‬ﻟﻛﻧﻧﻲ أﻋرف أﻧﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﯾﮫ ﻣﺟرد ﻓﺗﺎة‬
‫طﺎﺋﺷﺔ و ﻻ ﺗﻠﯾق ﺑﮫ ‪ ..‬ﻻ ﺷﻲء ﺑﻲ ﯾﻐرﯾﮫ ﻷن‬
‫ﯾﺗﺷﺎطر ﺟزءاً ﻣن ﺣﯾﺎﺗﮫ ﻣﻌﻲ ﺣﺗﻰ ﺛروﺗﻲ‬
‫اﻟﻌرﯾﺿﺔ ‪ ..‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻓﺿل زواﺟﮫ ﻣﻧكِ‬
‫ﻋﻠﻰ أن ﯾﺧطﺑﻧﻲ و اﻵن ﻓﺿل اﺳﺗﻘرار‬
‫زواﺟﻛﻣﺎ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻘﺑﻠﻧﻲ ﻛزوﺟﺔ ‪ ..‬ﻣﻊ أﻧﻧﻲ ﻟم‬
‫أﻣﺎﻧﻊ ﻓﻲ أن ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﻧﺎ ‪.‬‬

‫أطرﻗت ﻣروة ﺑرأﺳﮭﺎ ﻟﻠﺣظﺔ ﻗﺑل أن ﺗﮭﻣس‬


‫ﻓﻲ ﺗردد ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗﺑل أن ﺗذھﺑﻲ ﯾﺎ داﻟﯾﺎ أرﯾد أن أﺷﺎرﻛك ﺳراً ﻻ‬
‫ﯾﻌﻠﻣﮫ أﺣد ﻓﻲ ھذا اﻟﻘﺻر ﺳوى أﻧﺎ و ﺑﺎﺳل ‪..‬‬
‫أﻋرف أﻧﮫ ﺳﯾؤﻟﻣك و ﻟﻛن ‪ ..‬رﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن‬
‫اﻷﻓﺿل أن ﺗواﺟﮭﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﺑدﻻً ﻣن أن‬
‫ﺗﺗﺄﻟﻣﻲ ﻓﻲ ﺣب رﺟل ﻻ ﯾﺷﺎرﻛك ﻋواطﻔك‬
‫و ﻻ ﯾرﻏﺑﮭﺎ ‪ ..‬أﻧﺎ و ﺑﺎﺳل ﻣﻧﻔﺻﻼن ‪ ..‬أﻋﻧﻲ‬
‫‪ ..‬ھو ﻟم ﯾرﻓض أن ﯾﺟﻣﻊ ﺑﯾﻧﻧﺎ ﻷﻧﮫ ﻓﻲ‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٤٦‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣطﻠق و ﯾﻌﻠم ﺟﯾداً أﻧﮫ ﻟو ﻛﺎن ﯾرﻏب‬


‫ﻓﻲ اﻟزواج ﻣﻧكِ أو ﻣن أﯾﺔ اﻣرأة أﺧرى ﻓﻠن‬
‫ﯾﻛون ﻟديّ اﻋﺗراض ‪ ..‬اﺳﺗﻘراره ﻓﻲ زواﺟﮫ‬
‫ھو آﺧر ﺳﺑب ﯾﻣﻛن أن ﯾﺟﻌل ﺑﺎﺳل ﯾﺗردد ﻓﻲ‬
‫اﻟزواج ﻣﻧكِ ﻷﻧﮫ ﻻ وﺟود ﻟزواﺟﮫ ھذا ﻣن‬
‫اﻷﺳﺎس ‪.‬‬

‫أﻓﺎﻗت داﻟﯾﺎ ﻣن ذﻛرﯾﺎﺗﮭﺎ و ھﻲ ﺗﺟﮭش ﻓﻲ‬


‫اﻟﺑﻛﺎء و ﺗﮭﺗف ﻓﻲ ﻟوﻋﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻟﻣﺎذا ﯾﺎ ﺣﺑﯾﺑﻲ ؟ ‪ ..‬ﻟﻣﺎذا ﻟم ﺗﻌرف ﻗط ﻗﯾﻣﺔ‬
‫ﺣﺑﻲ وﺗﻘدره ؟ ‪ ..‬ﻟﻣﺎذا ﺗﺗﻛﺑر ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺑﻲ‬
‫و ﺗﺗﺟﺑر ﻋﻠﯾﮫ ؟ ‪ ..‬ﻣﺎذا ﻓﻌﻠت ﻟك ﻟﺗﻔﻌل ھذا‬
‫ﺑﻲ ؟‬

‫أﺗﺎھﺎ ﺻوت ﺑﺎﺳل ﯾﮭﺗف ﻓﻲ أﺳﻰ ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻻ ﺷﻲء ﯾﺎ ﺣﺑﯾﺑﺗﻲ ‪ ..‬اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻗط ﺑكِ‬
‫ﺑل ﺑﻲ ‪ ..‬أﻧﺎ اﻷﻋﻣﻰ اﻟذي ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن‬
‫ﯾﺑﺻر ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺑﮫ و ﯾﺳﺗﺳﻠم ﻟﮫ ‪.‬‬

‫اﻟﺗﻔﺗت داﻟﯾﺎ إﻟﻰ ﺑﺎﺳل ‪ ..‬ﻟم ﺗﻛن واﺛﻘﺔ ﻣﻣﺎ إذا‬


‫ً‬
‫ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻛﺎﻧت ﺗراه ﺑﺎﻟﻔﻌل و أﻧﮫ ﻣوﺟود‬
‫ﺳطﺢ اﻟﯾﺧت أم أﻧﮭﺎ ﺗﺗﺧﯾل ﻟﻛﻧﮫ ﻣد أﻧﺎﻣﻠﮫ‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٤٧‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫و ﻣﺳﺢ اﻟدﻣوع ﻋن وﺟﮭﮭﺎ و ھو ﯾﮭﻣس ﻓﻲ‬


‫ﺣﻧﺎن ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗزﻋﺟﻧﻲ دوﻣﺎ ً ﺑكِ‬
‫ﯾﺎ ﺣﺑﯾﺑﺗﻲ ھﻲ أﻧكِ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻣﺗﮭورة ‪ ..‬أﻟم ﺗﺟدي‬
‫ﻣﻛﺎﻧﺎ ً أﻓﺿل ﻣن ھﻧﺎ ﻟﺗذھﺑﻲ إﻟﯾﮫ ؟ ‪ ..‬ﻣرﯾض‬
‫ت؟‬ ‫ﻛوروﻧﺎ ﻛﺎن ﯾﻌزل ﻧﻔﺳﮫ ھﻧﺎ أم أﻧكِ ﻗد ﻧﺳﯾ ِ‬
‫‪ ..‬ﯾﺧﯾل ﻟﻲ أﻧكِ ﻣﺻرة ﻋﻠﻰ أن ﺗﺻﺎﺑﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﻌدوى ‪.‬‬

‫ﻟﻣﺳت داﻟﯾﺎ ﻛﻔﮫ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزال ﺗﻠﻣس ﺧدھﺎ ﺑرﻗﺔ‬


‫وھﻣﺳت ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻟم أﺧﺎطر ﺑﺷﻲء ‪ ..‬أﻋرف ﻛم أﻧت ﺣرﯾص‬
‫و واﺛﻘﺔ ﻣن أﻧك ﻋﻘﻣت اﻟﯾﺧت ﺟﯾداً ﺑﻌد أن‬
‫ﺗﻌﺎﻓﯾت ‪ ..‬ﻟﻛﻧﻧﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻻ ﻣﺎﻧﻊ ﻟديّ ﻣن أن‬
‫أﺻﺎب ﺑﺎﻟﻌدوى و ﻻ ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟديّ ﻓﻲ أن أﻣوت‬
‫‪ ..‬أﻧت ﻟم ﺗﺗرك ﻟﻲ أﻣﻼً واﺣداً أﺣﯾﺎ ﻷﺟﻠﮫ ‪..‬‬
‫ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻛﻠﮭﺎ ﻣﺟرد ھﺑﺎء ﻻ ﻣﻌﻧﻰ ﻟﮫ ﻷﻧﻧﻲ ﻻ‬
‫بﻻ‬ ‫أرﯾد أن أظل ﺗﻌﯾﺳﺔ ﻟﻸﺑد و ﺳﺟﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﺣ ٍ‬
‫ﺗﻘدره و ﻻ ﺗرﯾده ‪.‬‬

‫ﺧﯾل إﻟﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌل أﻧﮭﺎ ﺗﺣﻠم ‪ ..‬ﺑﺎﺗت واﺛﻘﺔ ﻣن‬


‫أﻧﮭﺎ رﺑﻣﺎ أﺻﯾﺑت ﺑﺎﻟﻌدوى ﻷﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﮭذي‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٤٨‬‬


‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﺑﺷدة و ﺗﺗﺧﯾل أﻣراً ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ‬


‫ﻗط ﻓﻘد ﻣﺎل ﺑﺎﺳل ﻧﺣوھﺎ و ﻗﺑﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺣرارة ‪.‬‬

‫ﺗوﻗف ﺑﺎﺳل ﻋن ﺗﻘﺑﯾﻠﮭﺎ ﻟﻠﺣظﺔ و ھﻣس ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻻ أرﯾدك أن ﺗﻣوﺗﻲ و ﻻ ﺣﺗﻰ ﻷﺟﻠﻲ ‪ ..‬أرﯾدك‬
‫أن ﺗﻌﯾﺷﻲ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﻌﺎدة اﻟﺗﻲ أﺣﻠم ﺑﮭﺎ‬
‫و أﺗﻣﻧﺎھﺎ ‪.‬‬

‫ﻋﺎود ﺗﻘﺑﯾﻠﮭﺎ ﻣرة ﺑﻌد ﻣرة ؛ ﻟم ﯾﻌد ﯾﮭﻣﮭﺎ ﻣﺎ‬


‫إذا ﻛﺎن ھذا ﺣﻠﻣﺎ ً أم ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻓﻛل ﻣﺎ ﺗرﯾده ھو‬
‫أن ﺗظل ﺑﯾن ﯾدﯾﮫ ﻟﻸﺑد ‪ ..‬اﻧﺗﻔﺿت ﻋﻧدﻣﺎ‬
‫ﺳﻣﻌت ﻓؤاد ﯾﻔﺗﻌل اﻟﺳﻌﺎل ﻗﺑل أن ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬اﺣم‪ ..‬اﺣم ‪ ..‬ﻧﺣن ھﻧﺎ ‪.‬‬

‫ﺗوﻗف ﺑﺎﺳل ﻋن ﺗﻘﺑﯾﻠﮭﺎ ﻟﻛﻧﮫ أﺣﺎط ﻛﺗﻔﮭﺎ‬


‫ﺑﺳﺎﻋده و اﻟﺗﻔت ﻧﺣو ﻓؤاد و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎذا ﺗﻔﻌل ھﻧﺎ ؟ ‪ ..‬اﺗﻔﻘﻧﺎ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻧﺗظر أﻧت‬
‫و زوﺟﺗك ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎرة ‪ ..‬ھذه اﻟﻠﺣظﺔ ﻟﻧﺎ ﻧﺣن‬
‫ﻓﺣﺳب ‪.‬‬

‫ﺿﺣك ﻓؤاد و ھو ﯾﮭﺗف ﻓﻲ ﻣرح ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺧﺷﯾت أن ﻧﻧﺗظر طوﯾﻼً ﻓﺄﺗﯾت ﻷذﻛرك ﺑﺄن‬
‫ﻋﻣﻲ و اﻟﻣﺄذون ﯾﻧﺗظران ﻓﻲ اﻟﻔﻧدق ﻋﻠﻰ ﺟﻣر‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٤٩‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫اﻟﻧﺎر و ﻻ ﯾﺻﺢ أن ﻧﺗﺄﺧر ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ‪ ..‬ﻗوﻟﻲ ﻟﮭذا‬


‫اﻟرﺟل ﺷﯾﺋﺎ ً ﯾﺎ داﻟﯾﺎ و ﺑدﻟﻲ ھذا اﻟﺛوب‬
‫ﯾﺎ ﻋزﯾزﺗﻲ ﻷﻧﻧﺎ ﻻ زﻟﻧﺎ ﻓﻲ أول اﻟﻧﮭﺎر و ﻟن‬
‫ﯾﻛون ارﺗداؤه ﻣﻼﺋﻣﺎ ً ‪.‬‬

‫ﺗﻧﮭدت داﻟﯾﺎ و ھﺗﻔت ﻓﻲ اﺳﺗﯾﺎء ‪:‬‬


‫‪ -‬أﻧﺎ أھذي ﺑﺎﻟﻔﻌل ‪ ..‬ﺳﻣﻌت أن اﻧﻘطﺎع‬
‫اﻷﻛﺳﺟﯾن ﻋن اﻟﻣﺦ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﯾﺋﺔ ﻣن‬
‫اﻟﮭذﯾﺎن و ﻟﻛﻧﻧﻲ ﻟم أﺗﺧﯾﻠﮭﺎ ھﻛذا ‪ ..‬ھل ھذا‬
‫ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﻛرات اﻟﻣوت ؟ ‪ ..‬أﻻ زال‬
‫ٌ‬
‫وﻗت ﻛﻲ أﻧطق ﺑﺎﻟﺷﮭﺎدة ؟‬ ‫ﻟديّ‬

‫اﻧﻔﺟر ﻓؤاد ﺿﺎﺣﻛﺎ ً ﺑﯾﻧﻣﺎ اﺑﺗﺳم ﺑﺎﺳل و ﻣﺳﺢ‬


‫ﺑﯾده ﻋﻠﻰ ﺷﻌرھﺎ و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫ت ﻣرﯾﺿﺔ‬ ‫ت ﻻ ﺗﮭذﯾن ﻛﻣﺎ أﻧكِ ﻟﺳ ِ‬
‫‪ -‬ﺣﺑﯾﺑﺗﻲ ‪ ..‬أﻧ ِ‬
‫‪ ..‬ﻛل ﻣﺎ ھﻧﺎك ھو أﻧﻧﻲ ﻗد أدرﻛت ﻓﺟﺄة أﻧكِ‬
‫ﻣﺣﻘﺔ و أﻧﻧﻲ ﯾﺟب أﻻ أدﻓن رأﺳﻲ ﻓﻲ اﻟرﻣﺎل‬
‫و أﺗﺟﺎھل اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ‪ ..‬ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺛل أﻧكِ ﺑﻧت ﻋﻣﻲ‬
‫ﻣﺛﻼً وأﻧﻧﻲ أوﻟﻰ ﺑكِ ‪ ..‬أو ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺛل أﻧﮫ ﻣن‬
‫اﻟﺣﻣﺎﻗﺔ أن أﺣرم ﻧﻔﺳﻲ ﻣن ﻣﺗﻌﺔ ﻣﺷﺎرﻛﺔ‬
‫ﺣﯾﺎﺗﻲ ﻣﻊ اﻣرأة ﺗﺣﺑﻧﻲ ﻟﻠﺣد اﻟذي ﺟﻌﻠﮭﺎ‬
‫ﻣﺳﺗﻌدة ﻷن ﺗﻣوت ﻷﺟﻠﻲ ﻣﺛﻼً ‪ ..‬أو ﺣﻘﯾﻘﺔ‬
‫ﻣﺛل أﻧﻧﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻟﺳت ﻣﺳﺗﻌداً ﻷن أﺧﺳرك‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٥٠‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﯾﺎ داﻟﯾﺎ و ﺳواء ﻗررت اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ روﻣﺎ‬


‫أو اﻟﻘﺎھرة ﻓﺳﻧﻛون ﻣﻌﺎ ً ‪ ..‬ﻻ أﻗول أﻧﻧﻲ‬
‫ﻣﺟﻧون ﺑﺣﺑك ﻷن ﻣﺛﻠﻲ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺣب أن‬
‫ﯾﺳﻠﺑﮫ ﻟﺑﮫ و ﻟﻛن أﻗول أﻧﻧﻲ أدرﻛت أﺧﯾراً‬
‫اﻟﮭﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣﮭﺎ اﻟﻘدر ﻟﻲ ﻋﻧدﻣﺎ أﺣﺑﺑﺗﯾﻧﻲ‬
‫و ﻻ أرﯾد أن أھدرھﺎ ﻟذا ﻟديّ ﺳؤال واﺣد‬
‫و أرﻏب ﻓﻲ إﺟﺎﺑﺔ واﺿﺣﺔ و ﻗﺎطﻌﺔ اﻵن‬
‫و ﻓوراً ‪ ..‬ھل أﻧ ِ‬
‫ت ﻣﺳﺗﻌدة ﻟﻠزواج ﻣﻧﻲ ؟‬

‫ﻗرﺻت داﻟﯾﺎ ذراﻋﮭﺎ ﻟﺗﺗﺄﻛد ﻣن أﻧﮭﺎ ﻣﺳﺗﯾﻘظﺔ‬


‫ﺑﺎﻟﻔﻌل ؛ و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أﻧﮭﺎ ﺷﻌرت ﺑﺎﻷﻟم‬
‫إﻻ أﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻛن واﺛﻘﺔ ﻣن أﻧﮭﺎ ﺗرى ﺑﺎﺳل‬
‫و ﺗﺳﻣﻌﮫ ﺑﺎﻟﻔﻌل ‪ ..‬ﺗﻠﻔﺗت ﺣوﻟﮭﺎ و ﻛﺄﻧﮭﺎ ﺗﺑﺣث‬
‫ﻋن ﺷﻲ ٍء ﻣﺎ ﻗﺑل أن ﺗﺑﺗﻌد ﻋن ﺑﺎﺳل ﻓﺟﺄة‬
‫و ﺗﻘﻔز ﻓﻲ اﻟﺑﺣر ‪.‬‬

‫ھﺗف ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺳﺧط ‪:‬‬


‫‪ -‬ھل ﺻدﻗﺗﻧﻲ ؟ ‪ ..‬ﻗﻠت ﻣن ﻗﺑل أﻧﮭﺎ ﻣﺗﮭورة‬
‫و ﻣﺟﻧوﻧﺔ و ﻗد ﺗﻔﻌل أي ﺷﻲء ‪.‬‬

‫ﺛم اﺑﺗﺳم ﻣردﻓﺎ ً ‪:‬‬


‫‪ -‬و ﻻ أدري ﻣﺎ اﻟذي ﺟﻌﻠﻧﻲ ﻓﺟﺄة أﻋﺷق‬
‫ﺗﮭورھﺎ و ﺟﻧوﻧﮭﺎ ‪.‬‬
‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٥١‬‬
‫رواﯾــــــــــــــــــــــــــﺔ‬ ‫ﺳوء ﺗوﻗﯾت‬

‫ﻗﻔز ﺑﺎﺳل ﺧﻠﻔﮭﺎ ؛ ﻛﺎﻧت ﺗﻐﻣر رأﺳﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎء‬


‫ﺛم ﺗرﻓﻌﮫ ﻗﺑل أن ﺗﺗﺷﺑث ﺑﻛﺗﻔﯾﮫ و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎ اﻟذي ﺗﻔﻌﻠﯾﻧﮫ اﻵن ؟‬

‫أﺣﺎطت ﻋﻧﻘﮫ ﺑذراﻋﯾﮭﺎ و ھﺗﻔت ﻓﻲ ﺳﻌﺎدة ‪:‬‬


‫‪ -‬أﺗﺄﻛد ﻣن أﻧﻧﻲ ﻻ أﺣﻠم ﻗﺑل أن أﻗول ﻧﻌم ‪..‬‬
‫أﺣﺑك ﯾﺎ ﺑﺎﺳل و أﺗﻣﻧﻰ أن أﺗزوﺟك اﻵن و ﻗﺑل‬
‫أن ﺗﺗراﺟﻊ ‪.‬‬

‫ﻋﺎﻧﻘﮭﺎ ﺑﺎﺳل ﻓﻲ ﺣرارة و ھو ﯾﮭﺗف ‪:‬‬


‫‪ -‬ﻣن اﻟﻣﺟﻧون اﻟذي ﯾﺗراﺟﻊ و ﯾﮭدر ﻛل ھذا‬
‫اﻟﺣب ؟ ‪ ..‬أﻧﺎ ﻧﺎدم ﻋﻠﻰ ﻛل ﻟﺣظﺔ ﻗد أﺿﻌﺗﮭﺎ‬
‫ت ﺑﻌﯾدة ﻋﻧﻲ ‪ ..‬أﺣﺑك ﯾﺎ داﻟﯾﺎ‬
‫ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻲ و أﻧ ِ‬
‫و ﺳﺄﺷﺎرﻛك ﺣﯾﺎﺗﻲ ‪ ..‬ﻣن اﻵن ‪ ..‬و ﺣﺗﻰ آﺧر‬
‫اﻟﻌﻣر ‪.‬‬

‫إﯾﻣﺎن ﻋﺑد اﻟواﺣد‬ ‫‪١٥٢‬‬

You might also like