You are on page 1of 24

‫الفصل الربع‬

‫عرض البيانات وحتليلها ومناقشتها‬

‫إن التحليل الداخلى هو احد املناهج الرتكيبيه ىف دراسة األدب وهذا املنهج يرتبط باجلمال‬
‫األدىب او بالفن‪ .‬الىت جيعل إنتاجا أدب ‪.‬وهي اليت وجدها القراء فعليا يف مطالعتهم على النصوص‬
‫األدبية كمثل يف املناقب‪.‬‬
‫قبل أن يدخل الباحث يف صلب البحث يف هذاالفصل واملراد يف هذا الفصل هو البحث‬
‫اخلاص يف العناصر الداحليه يف مناقب جواهر املعاين‪ .‬ويف هذا الفصل يشمل على ستة مباحث‪ ,‬وهي‬
‫البحث األول يبحث موضوع ىف مناقب جواهر املعاين والبحث الثاين يبحث شخصيات ىف مناقب‬
‫جواهر املعاين والبحث الثالث يبحث موضع ىف مناقب جواهر املعاين والبحث الرابع يبحث حبكة ىف‬
‫مناقب جواهر املعاين واحبث اخلامس يبحث أسلوب ىف مناقب جواهر املعاين والبحث السادس يبحث‬
‫فكرة ىف مناقب جواهر املعاين‪.‬أما تفصيلها فكم يلي ‪:‬‬
‫املبحث األول‬
‫املوضوع ىف مناقب جواهر املعاين‬

‫كان املراد باملوضوع ألحد النصوص األدبية هو الفكرة املتضمنة فيها العبارة املخربة فيها‪.‬‬
‫القصة املبنية عن األساس الرئيسى نظم الرتكيب‪ ,‬وقال ايضاان املوضوع هو املرادف بااألفكر الرئسية‬
‫واملقاصد الرئيسية‪ .1‬وقال حرطق و رمحنطا إن املوضوع هو األفكار العامة الىت ترتكب تركبا جيد‬
‫‪2‬‬
‫النصوص األدبية أو النصوص الىت الرتاكب املتظمنة عن النشويات واإلختالفات‪.‬‬
‫املوضوع ىف هذا البحث يتعلق ىف طلب العلم وكرمة الشيخ عبد القدر اجليالىن منها ‪:‬‬

‫ىف طلب العلم ‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫‪Burhan Nurgianto, Teori Pengkajian fiksi, (Yogyakarta, Gajah mada Universit press 1993) hal 70‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Burhan Nurgianto, Teori Pengkajian fiksi, (Yogyakarta, Gajah mada Universit press 1993) hal 68‬‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫وملا ترعرع وسر اىل طلب العلوم وقصد كل مفضال عليم ومد يده اىل الفضائل فكان أسرع من‬
‫خطو الظليم‪ ،‬وتفقه بأىب الوفا على ابن عقيل واىب اخلطاب الكلوذاىن حمفوظ بن امحد اجلليل واىب‬
‫احلسني حممد ابن القاضى أىب يعلى وغريهة ممن تنص لديه عرائس العلوم وجتلى وقرأ االدب على اىب‬
‫زكريا حيي ابن على التربيزى واقتبس منه أى اقتباس وأخذ علم الطريقة عن العارف باهللا الشيخ اىب اخلري‬
‫محاد بن مسلم الدباسى‪ .‬ولبس من يدالقاضى اىب سعيد املبارك اخلرقة الشريفة الصوفية وتأدب بادابه‬
‫الوفية‬

‫"وملا ترعرع ومشرعن ساعد اجلد واالجتهاد ىف حتصيل مجيع العلوم"‬

‫‪ ‬كرمة الشيخ عبد القدر اجليالىن‪:‬‬

‫"وظهرت على يديه رضى هللا عنه كرامة كثرية ويسغاث به سرا وجهرا ىف حياته وبعد وفاته وراثة‬
‫له من جده صلى هللا عليه وسلم"‬

‫"ومن كرامة انه جلس مرة يتوضأ فقدر عليه عصفور فرفع رأسه فخر العصفور ميتا‪ .‬فغسل‬
‫الثوب مث تصدق به عن العصفور وقال ‪ :‬إن كان علينا امث فهو كفارته‪.‬‬

‫ومن كراماته ايضا ان امرأة أتته بولدها لتشوقه اىل صحبة الشيخ عبد القدر وتسلكه فامره‬
‫باجملاهدة وسلوك طريق السلف‪ .‬فرأه يوما حنيال ورأته يأكل خبز شعري ودخلت على الشيخ ووجد بني‬
‫يديه عظم دجاجة ملعوقة‪ ،‬فسأله عن املعىن ىف ذلك‪ ،‬فوضع الشيخ يده على الظام‪ .‬وقال هلا‪ :‬قومى‬
‫باذن هللا تعاىل الذى حيي العظام وهى رميم فقامت الدجاجة سوية وصاحت ‪ :‬الاله اال هللا حممد رسل‬
‫هللا‪ .‬الشيخ عبد القادر وىل هللا رضى هللا عنه‪ .‬فقال هلا ‪ :‬اذصارابنك هكذا فليأكل ماشاء‪.‬‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫ومن كراماته ايضا انه مر مبجلسه حدأة ىف يوم شديد الريح فشوشت بصياحها على احلاضرين‪.‬‬
‫فقال ‪:‬ياريح خذي رأسها فوقعت لوقتها مقطوعة الرس‪ .‬فنزل عن الكرسى واخذها ىف يده وأمراالخر‬
‫عليها وقال ‪ :‬بسم هللا الرمحن الرحيم‪.‬فحيت وطارت سوية بإذن هللا تعاىل والناس يشاهدون ذلك‪.‬‬

‫ومن كراماته ‪ :‬ان ابا عمر عثمان الصري ىف وابا حممد عب احلق احلرميى رمحهما هللا تعاىل قاال‬
‫‪:‬كنا بني يدى الشيخ مبدرسة يوم األحد ثالث صفر سنة مخس ومخسني ومخسمائة‪ ،‬فتو ضأ الشيخ على‬
‫قبقابه وصلى ركعتني‪ .‬فلما سلم صرخ صرخة عظيمة ورمى بفردة قبقابه ىف اهلواء فغابت عن ابصارنا‪ ،‬مث‬
‫فعل ثانية كذلك باالخرى‪ .‬مث جلس فلم يتجاسر احد على سؤاله‪ ،‬مث قدمت قافلة من بالد العجم بعد‬
‫ثالث وعشرين يوما‪ :‬فقالوا ان معنا للشيخ فاستأذناه فقال ‪:‬خذاه منهم فأعطونا شيئا من ذهب وثيابا‬
‫من حرير وخز والقبقاب بعينه‪ ،‬فسألنا هن عن املعىن ىف ذلك‪ .‬فقالوا ‪ :‬بينما حنن سائرون يوم األحد‬
‫ثالث صفر اذخرجت علينا عرب هلم مقدمان‪ .‬فانتهبوا اموالنا ونزلنا على شفري الوادى‪ .‬فقلنا لوذكرنا‬
‫الشيخ عبد القادر فنذرناله شيأ من اموالناسلمنافما هو االذكرناه‪ .‬فجعلنا له شيئا فسمعنا صرختني‬
‫عظيمتني مألتا الوادى ورأيناهم مذعورين‪ .‬فظننا ان قدجاء هم مثلهم يأخذهم‪.‬فجاءنا بعضهم وقال‬
‫‪:‬تعالوا الينا وخذوا اموالكم وانظروا ما قد دمهنا‪.‬فأتوا بنا اىل مقدميهمفوجدمها ميتني‪ ،‬وعند كل منهما‬
‫فردة قبقاب مبتلة مباء فرتوا علينا مااخذوا وقالوا لنا ان هذا األمر نبأ عظيما‪.‬‬

‫وكان العهد الذي قدم فيه اللشح اجليالين إىل بغداد تسوده الفوضى اليت عمت كافة أحناء الدولة‬
‫العباسية‪ ،‬حيث كان الصليبيون يهامجون ثغور الشام‪ ،‬وقد متكنوا من االستيالء على أنطاكية وبيت‬
‫املقدس وقتلوا فيهما خلقا كثريا من املسلمني وهنبوا أمواالً كثرية‪ .‬وكان السلطان الرتكي" بركياروق "قد‬
‫زحف جبيش كبري يقصد بغداد لريغم اخلليفة على عزل وزيره "ابن جهري" فاستنجد اخلليفة بالسلطان‬
‫السلجوقي" حممد بن ملكشاه "ودارت بني السلطانني الرتكي والسلجوقي معارك عديدة كانت احلرب‬
‫فيها سجاال‪ ،‬وكلما انتصر احدمها على اآلخر كانت خطبة يوم اجلمعة تعقد بامسه بعد اسم اخلليفة‪.‬‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫وكانت فرقة الباطنية قد نشطت يف مؤامراهتا السرية واستطاعت أن تقضي على عدد كبري من‬
‫أمراء املسلمني وقادهتم فجهز السلطان السلجوقي جيشاً كبرياً سار به إىل إيران فحاصر قلعة" أصفهان "‬
‫اليت كانت مقراً لفرقة الباطنية وبعد حصار شديد استسلم أهل القلعة فاستوىل عليها السلطان وقتل من‬
‫فيها من املتمردين‪ ،‬وكان "صدقة بن مزيد" من أمراء بين مزيد من قبيلة بين أسد قد خرج جبيش من‬
‫العرب واألكراد يريد االستيالء على بغداد فتصدى له السلطان السلجوقي جبيش كبري من السالجقة‬
‫فتغلب عليه‪ .‬وكان اجملرمون وغريهم من العاطلني واألشقياء ينتهزون فرصة انشغال السالطني بالقتال‬
‫فيعبثون باألمن يف املدن يقتلون الناس ويسلبون أمواهلم فإذا عاد السالطني من القتال انشغلوا بتأديب‬
‫اجملرمني‪.‬‬

‫ويف غمرة هذه الفوضى كان اللشح عبد القادر يطلب العلم يف بغداد‪ ،‬وتفقه على جمموعة من‬
‫شيوخ احلنابلة ومن بينهم اللشح أبوسعيد امل َخ ِرمي‪ ،‬فربع يف املذهب واخلالف واألصول وقرأ األدب ومسع‬
‫ُ‬
‫احلديث على كبار احملدثني‪ .‬وقد أمضى ثالثني عاما يدرس فيها علوم الشريعة أصوهلا وفروعها‪.‬‬

‫وللشيخ عبدالقادر ‪ ،‬سفرة ثانية يف حياته وهي من بغداد اىل مدينة بعقوبة ‪،‬بقصد الكسب وقد‬
‫وصفها بقوله ‪" ،‬كان مجاعة من اهل بغداد يشتغلون بالفقه فاذا كان ايام الغلة خيرجون اىل الريف‬
‫يطلبون شيئا من الغلة فقالوا يل يوما اخرج معنا اىل بعقوبة حنصل منها شيئا‪ .‬فخرجت معهم وكان يف‬
‫بعقوبة رجل صاحل يقال له الشريف البعقويب فمضيت ألزوره فقال يل ‪ :‬مريدو احلق والصاحلون ‪ ،‬ال‬
‫يسئلون الناس شيئا ‪ ،‬وهناين ان اسئل الناس فما خرجت اىل موضع قط بعد ذلك ‪ ،‬وكان هلذه السفرة‬
‫نافعا ‪،‬ويظهر من‬
‫درسا بليغًا ً‬
‫اثرا عمي ًقا وعلمته ً‬
‫وقع بليغ يف نفس اللشح عبدالقادر ‪ ،‬حيث تركت فيه ً‬
‫امتناع اجليلي عن السؤال قوة االرادة الصادقة يف االمتثال لقبول النصيحة كما يظهر استعداده للطاعة‬
‫عند صدور االمر الصاحل‪.‬‬

‫عقد اللشح أبو سعيد امل َخ ِرمي لتلميذه عبد القادر جمالس الوعظ يف مدرسته بباب األزج يف‬
‫ُ‬
‫بداية ‪521‬هـ‪ ،‬فصار يعظ فيها ثالثة أيام من كل أسبوع‪ ،‬بكرة األحد وبكرة اجلمعة وعشية‬
‫غواص الفكر يغوص يف حبر القلب على درر املعارف‪ ،‬فيستخرجها اىل‬
‫الثالثاء‪،‬وكان اول كالمه ‪ّ " ،‬‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫ساحل الصدر‪ ،‬فينادي عليها مسسار ترمجان اللسان‪ ،‬فتشرتى بنفائس أمثان حسن الطاعة‪ ،‬يف بيوت أذن‬
‫هللا أن ترفع "‪ ،‬واستطاع اللشح عبد القادر باملوعظة احلسنة أن يرد كثرياً من احلكام الظاملني عن ظلمهم‬
‫وأن يرد كثرياً من الضالني عن ضاللتهم‪ ،‬حيث كان الوزراء واألمراء واألعيان حيضرون جمالسه‪ ،‬وكانت‬
‫عامة الناس أشد تأثراً بوعظه‪ ،‬فقد تاب على يديه أكثر من مائة ألف من قطاع الطرق وأهل الشقاوة‪،‬‬
‫وأسلم على يديه ما يزيد على مخسة اآلف من اليهود واملسيحيني ‪.‬وحبسب بعض املؤرخني‪ ،‬فإن اجليالين‬
‫ألتقى و تأثر ب الغزايل حىت أنه ألف كتابه "الغنية" على منط كتاب" إحياء علوم الدين ‪".‬وكان اللشح‬
‫عبد القادر يسيطر على قلوب املستمعني إىل وعظه حىت أنه استغرق مرة يف كالمه وهو على كرسي‬
‫الوعظ فاحنلت طية من عمامته وهو ال يدري فألقى احلاضرون عمائهم وطواقيهم تقليداً له وهم‬
‫اليشعرون‬

‫املبحث الثاىن‬
‫الشحصيات يف مناقب جواهر املعاين‬
‫ويوجد للنصوص األدبية الشرية إستمرار اإلستعمال على دور الشخصيات وطبيعتها‪ .‬ومن‬
‫حيث يقسيمها تكون من حيث الناحية الدورية‪.‬‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫الشخصيات يف اإلنتاج األديب كاالرواية أو القصة ينقسو من ناحية دورها إىل قسمني‪ :‬الشخصية‬
‫األساسيةأوالرواية (‪ )Central Character‬والشخصية الثناوية (‪)Character Pripherial‬‬
‫‪ ‬الشخصية األساسية هو شخصية منذوي اخلربة أن أحداثا كثرية ىف القصة‪.‬‬
‫‪ ‬الشخصية الثناوية هو الذي يذكر ىف القصة أحيانا أو مرات ىف مراحل القصة القصرية‪.‬‬
‫‪ .1‬أماالشحصيات األساسية يف مناقب جواهر املعاين هو الشيخ عبد القادر اجليالين ألنه ىف هدا‬
‫املناقب األول اىل األحره يسرح روية اللشح عبد القادر اجليالين منها ‪:‬‬
‫" فيقول املفقر اىل فضل الكرمي املنجى جعفر بن حسن عبد الكرمي الربزجنى ‪ :‬هذه نبذة من احول‬
‫القطب الرباىن والغوث الصمداىن سلطان االولياء العارفني وامام العلماء السالكني الناهلني من حبر‬
‫احلقيقة والغارفني السيد الشريف والسند الغطريف احلسيب النسيب ذى املقام االعلى والنادى الرحيب‬
‫سيد الشيخ عبد القدر اجليالىن‪ ،‬بلغه هللا تعاىل بنفسه القوي واحلفى جنة القرب اواالماىن وعقد نظمته‬
‫من فرئد عمله وقوله لتتشنف بدرره امساع احلاضرين عند عمل مهمه وحوله انتخبته من كالم بعض‬
‫ارباب الطريقة ومن له ىف حضرة الشيخ عبد الوهاب الشعراىن الذى الح له الفالح وغبة ىف نشر احوال‬
‫‪3‬‬
‫الكمل وبث مناقب االخيار‪.‬‬
‫وكان رضى هللا عنه اليعظم األغنياء واليقوم ألحد من األمر وال اركان الدولة وكان كثريا يري اخلليفة‬
‫قاصدا له وهو فيدخل خلوة‪.‬‬

‫‪ .2‬أما الشحصيات الثناوية يف مناقب جواهر اكثر منها كمايلى ‪:‬‬


‫ا‪ .‬األساتيذ الشيخ عبد القادر اجليالين‬
‫"وتفقه بأىب الوفا على ابن عقيل واىب اخلطاب الكلوذاىن حمفوظ بن امحد اجلليل واىب احلسني حممد ابن‬
‫القاضى أىب يعلى وغريهة ممن تنص لديه عرائس العلوم وجتلى وقرأ االدب على اىب زكريا حيي ابن على‬
‫التربيزى واقتبس منه أى اقتباس وأخذ علم الطريقة عن العارف باهللا الشيخ اىب اخلري محاد بن مسلم‬
‫الدباسى‪ .‬ولبس من يدالقاضى اىب سعيد املبارك اخلرقة الشريفة الصوفية وتأدب بادابه الوفية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪، (lamongan, gemah suara pesantren,2005)hal 474‬حيضان العطشان‪ ،‬عبد هللا زينى دخالن‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫فهو االمام حميي الدين ابو صاحل سيدي عبد القادر موسى بن ايب عبد هللا بن حيىي الزاهد‬
‫بن احلسن املثىن ابن موالنا موالنا االمام احلسن سبط الرسول ‪.‬واما والدته فهي السيدة فاطمة‬
‫بنت السيد عبد هللا الصومعي احلسيين الزاهد الذي يتنتهي نسبه اىل موالنا االمام احلسني وعنا به‬
‫يف الدارين ‪.‬‬

‫أ‪ .‬علماء بغداد‬


‫وحكى انه اجتمع له مائة فقيه من علماء بغداد ومجع كل وحد منهم عدة مسائل وجاؤا اليه‬
‫ليمتحنوه‪ ،‬فلما استقروا اطرق الشخ فظهرت من صدره بارقة من نور فمرت على صدور مائة‬
‫فقيه فمحت ما ىف قلوهبم وهبتوا وضطربوا وصاحوا صيحة واحدة ومزقوا ثياهبم وكشفوا رؤسهم‬
‫مث صعد الشيخ على الكرسى واجاب عن مجيع مسائلهم فاعرتفوا بفضله وخضعوله من ذلك‬
‫الوقت‬

‫املبحث الثالث‬
‫موضع ىف مناقب جواهر املعاين‬

‫املوضع قصة اللشح عبد القادر اجليالين يف جواهر املعاين ىف هذا الكتب جواهر املعاىن يسرح‬
‫موضع املكان و موضع الزمن منها‪:‬‬

‫‪ .1‬موضع املكان‬

‫أ‪ .‬ىف البغداد‬

‫ولد رضى هللا عنه جبيالن وهى بالد متفرقة من وراء طرب ستان ىف سنة احدى وسبعني واربع‬
‫‪4‬‬
‫مائة‪ ،‬وكان ىف طفوليته ميتنع من الرضاعة ىف هنار رضان عناية من هللا تعاىل به‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الحكين مصدح أبى لطفبن عبد الرحمن المراقى‪ ،‬انورالبرهانى (الجزئ الثانى) م‪21‬‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫وكان العهد الذي قدم فيه اللشح اجليالين إىل بغداد تسوده الفوضى اليت عمت كافة أحناء الدولة‬
‫العباسية‪ ،‬حيث كان الصليبيون يهامجون ثغور الشام‪ ،‬وقد متكنوا من االستيالء على أنطاكية وبيت‬
‫املقدس وقتلوا فيهما خلقا كثريا من املسلمني وهنبوا أمواالً كثرية‪ .‬وكان السلطان الرتكي" بركياروق "قد‬
‫زحف جبيش كبري يقصد بغداد لريغم اخلليفة على عزل وزيره "ابن جهري" فاستنجد اخلليفة بالسلطان‬
‫السلجوقي" حممد بن ملكشاه "ودارت بني السلطانني الرتكي والسلجوقي معارك عديدة كانت احلرب‬
‫فيها سجاال‪ ،‬وكلما انتصر احدمها على اآلخر كانت خطبة يوم اجلمعة تعقد بامسه بعد اسم اخلليفة‪.‬‬

‫وكانت فرقة الباطنية قد نشطت يف مؤامراهتا السرية واستطاعت أن تقضي على عدد كبري من‬
‫أمراء املسلمني وقادهتم فجهز السلطان السلجوقي جيشاً كبرياً سار به إىل إيران فحاصر قلعة" أصفهان "‬
‫اليت كانت مقراً لفرقة الباطنية وبعد حصار شديد استسلم أهل القلعة فاستوىل عليها السلطان وقتل من‬
‫فيها من املتمردين‪ ،‬وكان "صدقة بن مزيد" من أمراء بين مزيد من قبيلة بين أسد قد خرج جبيش من‬
‫العرب واألكراد يريد االستيالء على بغداد فتصدى له السلطان السلجوقي جبيش كبري من السالجقة‬
‫فتغلب عليه‪ .‬وكان اجملرمون وغريهم من العاطلني واألشقياء ينتهزون فرصة انشغال السالطني بالقتال‬
‫فيعبثون باألمن يف املدن يقتلون الناس ويسلبون أمواهلم فإذا عاد السالطني من القتال انشغلوا بتأديب‬
‫اجملرمني‪.‬‬

‫ويف غمرة هذه الفوضى كان اللشح عبد القادر يطلب العلم يف بغداد‪ ،‬وتفقه على جمموعة من‬
‫شيوخ احلنابلة ومن بينهم اللشح أبوسعيد امل َخ ِرمي‪ ،‬فربع يف املذهب واخلالف واألصول وقرأ األدب ومسع‬
‫ُ‬
‫احلديث على كبار احملدثني‪ .‬وقد أمضى ثالثني عاما يدرس فيها علوم الشريعة أصوهلا وفروعها‪.‬‬

‫وللشيخ عبدالقادر ‪ ،‬سفرة ثانية يف حياته وهي من بغداد اىل مدينة بعقوبة ‪،‬بقصد الكسب وقد‬
‫وصفها بقوله ‪" ،‬كان مجاعة من اهل بغداد يشتغلون بالفقه فاذا كان ايام الغلة خيرجون اىل الريف‬
‫يطلبون شيئا من الغلة فقالوا يل يوما اخرج معنا اىل بعقوبة حنصل منها شيئا ‪ ....‬فخرجت معهم وكان‬
‫يف بعقوبة رجل صاحل يقال له الشريف البعقويب فمضيت ألزوره فقال يل ‪ :‬مريدو احلق والصاحلون ‪ ،‬ال‬
‫يسئلون الناس شيئا ‪ ،‬وهناين ان اسئل الناس فما خرجت اىل موضع قط بعد ذلك ‪ ،‬وكان هلذه السفرة‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫نافعا ‪،‬ويظهر من‬
‫درسا بليغًا ً‬
‫اثرا عمي ًقا وعلمته ً‬
‫وقع بليغ يف نفس اللشح عبدالقادر ‪ ،‬حيث تركت فيه ً‬
‫امتناع اجليلي عن السؤال قوة االرادة الصادقة يف االمتثال لقبول النصيحة كما يظهر استعداده للطاعة‬
‫عند صدور االمر الصاحل‬

‫ب‪ .‬ىف العرق‬

‫"ومل يزل ملحوظا بالعناية الربانية‪ ،‬عارجا ىف معارج الكماالت هبمته األبية‪ ،‬اخذ نفسه باجلد‬
‫مشمرا عن ساعد اإلجتهاد‪ .‬نابذا ملألوف اإلسعاف واإلسعاد‪ ،‬حىت انه مكث مخسا وعشرين‬
‫سنة سائرا ىف صحراء العراق وخرباته ال يعرف الناس واليعرفونه‪ ،‬فيعذلونه عن أمره ويصرفونه‬
‫وقاسى ىف بداية أمره األخطار فماترك هو ال اال ركبه وقفر منه القفار‪".‬‬

‫"ورافقه اخلضر على نبينا وعليه افضل الصالة والسالم اول دخوله العراق ومل يكن الشيخ يعرفه‬
‫وشرط عليه اخلضران الخيالفة سبب الفراق‪ ،‬فقال له اخضر‪ :‬اقعد ههنا‪ ،‬فقعد ىف املكان الذى‬
‫اشار اليه بالقعود فيه ثالث سنني يأتيه ىف كل سنة مرة‬

‫" وكان ت وفاته دمت علينا بركاته ىف ليلة اجلمعة حادى عثر من شهر ربع الثاىن سنة احدى‬
‫وتسعني سنة ودفن ببغداد"‬

‫‪ .2‬موضع زمن‬

‫أ‪ .‬سنة احدى وسبعني واربع مائة‬

‫"ولد رضى هللا جبيالن وهى بالد مفرقة من وراء طربستان ىف سنة احدى وسبعني‬
‫واربع مائة"‬

‫ب‪ .‬سنة احدى وعشرين ومخسمائة‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫"ان ابا املظف حسن بن متم الغدادى التاجري جاء اىل الشيخ محد مسلم الدباسى رمحه هللا تعاىل‬
‫ىف سنة احدى وعشرين ومخسمائة"‬

‫ب‪.‬سنة مخس ومخسني ومخسمائة‬

‫"ان ابا عمر عثمان الصريىف وابا حممد عبد احلق احلرميى رمحهما هللا تعاىل قاال ‪ :‬كنا بني يدي‬
‫الشيخ مبدرسة يوم االحد ثالث صفر سنة مخس ومخسني ومخسمائة فتوضأ الشيخ على قبقابه‬
‫وصلى ركعتني"‬

‫ت‪.‬سنة إحدى وستني ومحسمائة‬

‫"وكانت وفاه دمت علينا بركاته ىف ليلة اجلمعة حادى عثر من شهر ربع الثاىن سنة إحدى‬
‫وستني ومحسمائة وعمره إحدي وتسعني سنة"‬

‫املبحث الرابع‬
‫احلبكة ىف مناقب جواهر املعاين‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫فلكل حادثة يربط‬
‫لكل قصة أو رواية حبكة ألهنا جيمع وتربط احلادثات يف القصة ّ‬ ‫احلبكة البد ّ‬
‫ويتعلق بعضها ببعض ‪.‬وهذا العالقة البد ألن يكون معقولة وطبيعية يف مجيع القصة من بدايتها إىل‬
‫هنايتها ‪.‬وبذلك يكون القصةكامالة وشاملة‪.‬‬
‫احلبكة ىف مناقب جواهر املعاين بدأ ولد مث طلب العلم مث وفات الشيح عبد القدر اجليالين منها‬
‫‪:‬‬
‫"ولد رضى هللا عنه جبيالن وهى بالد متفرقة من وارء طرب ستان ىف الليلة االوىل من رمضان"‬
‫" وتفقه بأىب الوفا على ابن عقيل واىب اخلطاب الكلوذاىن حمفوظ بن امحد اجلليل واىب احلسني‬
‫حممد ابن القاضى أىب يعلى وغريهة ممن تنص لديه عرائس العلوم وجتلى وقرأ االدب على اىب زكريا حيي‬
‫ابن على التربيزى واقتبس منه أى اقتباس وأخذ علم الطريقة عن العارف باهللا الشيخ اىب اخلري محاد بن‬
‫مسلم الدباسى‪ .‬ولبس من يدالقاضى اىب سعيد املبارك اخلرقة الشريفة الصوفية وتأدب بادابه الوفية‪".‬‬
‫"ومن كراماته ‪ :‬ان ابا عمر عثمان الصري ىف وابا حممد عب احلق احلرميى رمحهما هللا تعاىل قاال‬
‫‪:‬كنا بني يدى الشيخ مبدرسة يوم األحد ثالث صفر سنة مخس ومخسني ومخسمائة‪ ،‬فتو ضأ الشيخ على‬
‫قبقابه وصلى ركعتني‪ .‬فلما سلم صرخ صرخة عظيمة ورمى بفردة قبقابه ىف اهلواء فغابت عن ابصارنا‪ ،‬مث‬
‫فعل ثانية كذلك باالخرى‪ .‬مث جلس فلم يتجاسر احد على سؤاله‪ ،‬مث قدمت قافلة من بالد العجم بعد‬
‫ثالث وعشرين يوما‪ :‬فقالوا ان معنا للشيخ فاستأذناه فقال ‪:‬خذاه منهم فأعطونا شيئا من ذهب وثيابا‬
‫من حرير وخز والقبقاب بعينه‪ ،‬فسألنا هن عن املعىن ىف ذلك‪ .‬فقالوا ‪ :‬بينما حنن سائرون يوم األحد‬
‫ثالث صفر اذخرجت علينا عرب هلم مقدمان‪ .‬فانتهبوا اموالنا ونزلنا على شفري الوادى‪ .‬فقلنا لوذكرنا‬
‫الشيخ عبد القادر فنذرناله شيأ من اموالناسلمنافما هو االذكرناه‪ .‬فجعلنا له شيئا فسمعنا صرختني‬
‫عظيمتني مألتا الوادى ورأيناهم مذعورين‪ .‬فظننا ان قدجاء هم مثلهم يأخذهم‪.‬فجاءنا بعضهم وقال‬
‫‪:‬تعالوا الينا وخذوا اموالكم وانظروا ما قد دمهنا‪.‬فأتوا بنا اىل مقدميهمفوجدمها ميتني‪ ،‬وعند كل منهما‬
‫فردة قبقاب مبتلة مباء فرتوا علينا مااخذوا وقالوا لنا ان هذا األمر نبأ عظيما"‬
‫"وكان ت وفاته دمت علينا بركاته ىف ليلة اجلمعة حادى عثر من شهر ربع الثاىن سنة احدى وتسعني‬
‫سنة ودفن ببغداد وقربه ظاهر يزار ويقصد من سائر األقطار رضى هللا عنه ونفعنابه امجعني‪".‬‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫ال يصلح اجملالسة احلق تعاىل اال املطهرون من رجز الزالت والبنبغى لفقري ان يتصدى ويتصدر االرشاد‬
‫الناس اال ان اعطاه هللا علم العلماء وسياسة امللوك وحكمة احلكماء واياكم ان تبوا احدا اوتكرهوه‬
‫االبعد عرض افعاله على الكتاب والسنة كى ال حتبوه باهلوي وتبغضوه باهلوى"‬

‫احلمد هلل الذي ارسل سيدنا حممدا صلى هللا عليه وسلم رمحة للعاملني وفضل العلماء باقامة احلجج الدين‬
‫واكرم االولياء بظهور الكرامة اخلوارق اليت هي من معجزات سيد املرسلني وخص مان شاء من اتباع ملته‬
‫قي اىل درجة العارفني والصالة والسالم على سيد املرسلني سيدنا حممد وعلى اله واصحابه السالكني‬
‫بالر ّ‬
‫على منهجه القومي‪ .‬امابعد فهذه نبذة من مناقب الرباين والغوث الصمداين سلطان االولياء العارفني‬
‫املقربني وامام العلماء السالكني الراسخني السيد الشريف احلسيب النسيب سيدنا اللشح عبد القادر‬
‫اجليالين رضي هللا عنه بلغه هللا تعاىل بذاته العلي مقام االعلى وجواهر املعاين واالماين انتخبته من ما‬
‫شربته من اسرار انواره الباهرة ومن كالم العلماء الشهرية رغبة يف نشر مناقب االخيار وابتغاء لدوام النعمة‬
‫ومتام الرمحة ونزول الربكات العزار إذ بذكرهم تفتح ابواب السموات العلى العلية وتنزل الرمحات والربكات‬
‫وفيوضات اإلهلية ومسيته جواهر املعاين يف ذكر نبذة من مناقب القطب الرباين سيدنا اللشح عبد القادر‬
‫‪.‬‬ ‫اجليالين رضي هللا عنه‬
‫فاقول هو اللشح االمام االعظم وتاج االولياء املعظم وبرهان االصفياء املكرم شيخ الثقلني الواصل اىل‬
‫حضرة امللك العالم ذواملقام االعلى القطب الرباين والنور الساطع الربهاين واهليكل الصمداين والغوث‬
‫النوراين وهو ابو حممد حميي الدين عبد القادر اجليالين رضي هللا عنه احلسن احلسني الصديقي ابن ايب‬
‫صاحل جنكي دوست ابن االمام عبد هللا حيىي الزاهد ابن االمام حممد ابن االمام داود ابن االمام موسى‬
‫ابن االمام عبد هللا ابن االمام موسى اجلون ابن االمام عابد هللا احملض ابن االمام احلان املثىن ابن االمام‬
‫امري املؤمنني سيدنا احلسن السبط ابن االمام اهلمام اسدهللا الغالب فخر ابن غالب امري املؤمنني سيدنا‬
‫علي ابن ايب طالب كرم هللا وجهه وابن فاطمة الزهراء البتول بنت سيدنا حممد صلى هللا عليه وسلم‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫الرسول‬
‫واما امه رضي هللا عنه فهي شريفة فاطمت بنت عبد هللا ابن حممد ابن حممود ابن ظاهر ابن عبد هللا ابن‬
‫كمال الدين عيسى ابن حممد اجلواد ابن االمام علي الرضى ابن االمام موسى الكاظم ابن االمام جعفر‬
‫الصادق ابن االمام حممد الباقر ابن االمام زين العابدين ابن سيد الشهداء سيدنا احلسني ابن سيدنا علي‬
‫ابن ايب طالب كرم هللا وجهه وابن فاطمة الزهراء البتول بنت سيدنا حممد صلى هللا عليه وسلم الرسول‬
‫الفاحتة ‪ ...‬اللهم انشر نفحات الرضوان عليه وامدنا باالسرار اليت اودعتها لديه‬
‫ولد رضي هللا عنه جبيالن وهي بالد متفرقة من وراء طربستان يف الليلة االوىل من رمضان سنة سبعني‬
‫واربعمئة من هجرة سيد املرسلني صلى هللا عليه وسلم وعلى اله واصحابه امجعني وظهرت عليه اخلوارق‬
‫الع ادة يف طفوليته انه ميتنع من الرضاعة يف هنار رمضان عناية من هللا تعاىل به وملا ترعرع ومسر عن ساعد‬
‫اجلد واالجتهاد يف حتصيل مجيع العلوم تفقه بايب الوفاء علي ابن عقيل وايب احلطاب الكلوذاين حمفوظ‬
‫امحد اجلليل وايب احلسني حممد القاضي ايب يعلى وقرأ االدب على ايب زكريا ابن علي التربزي واخذ علم‬
‫الطريقة عن العارف باهلل اللشح ايب اخلري محاد ابن مسلم الدباس ولبس من يد القاضي ايب سعيد املبارك‬
‫اخلرقة الشريفة الصوفية وتأدب بادابه الوفية ومل يزل ملحوظا بالعناية الربانية متمسكا بالكتاب والسنة‬
‫وكان رضي هللا عنه يقول اليصلح جملالسة احلق تعاىل اال املطهرون من رجزالزالت وال ينبغي لفقري ان‬
‫يتصدى ويتصدر االرشاد الناس اال ان اعطاه هللا علم العلماء وسياسة امللوك وحكمة احلكماء واياكم ان‬
‫حتبوا احدا او تكرهوه اال بعد عرض افعاله على الكتاب والسنة كي ال حتبوه باهلوى وتبغضوه باهلوى‬
‫اللهم انشر نفحات الرضوان عليه وامدنا باالسرار اليت اودعتها لديه‬
‫وكان رضي هللا عنه يقول ملا عرج حببيب هللا صلى هللا عليه وسلم ليلة املعراج استقبل هللا ارواح‬
‫االنبياء واالولياء من مقامتهم الجل زيارته فلما قرب نبينا حممد صلى هللا عليه وسلم اىل العرش اجمليد راٰه‬
‫عظيما رفيعا البد للصعود اليه من سلم ومرقاة فارسل هللا اليه روحي فوضعت كتفي موضع املرقاة فلما‬
‫اراد النيب صلى هللا عليه وسلم ان يضع قدميه على رقبيت سال هللا تعاىل عين فاهلمه هذا ولدك من نسل‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫احلسن ابن علي وامسه عبد القادر لوال اين ختمت النبوة بك لكان هو اهال هلا بعد فشكر هللا تعاىل عليه‬
‫وقال يل جدي صلى هللا عليه وسلم يابين طوىب لك رايتين ووجدت نعميت مث طوىب ملن راك او راى من‬
‫راك او راى من راى من راٰك اىل سبعة وعشرين وجعلتك وزيري يف الدنيا واالخرة ووضعت قدمي هذه‬
‫على رقبتك وقدماك على رقاب مجيع االولياء بال تفاخر وال مباهاة ولو كانت النبوة بعدي لنلتها وال نيب‬
‫بعدي‬

‫وظهرت على يديه رضى هللا عنه كرامة كثرة‪ ،‬ويستفاث به سرا وجهرا ىف حياته وبعد وفاته وراثه‬
‫له من جده صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ومر الفوث يوما ىف حمله فرأى مسلما ونصرانيا يتجادالن‪ ،‬فسأل‬
‫الغوث عن جمادلتهما‪ ،‬فقال املسلم يقول هدا العيسوى‪ ،‬إن عيسى عليه وسلم وانا اقول‪ :‬بل نبينا حممد‬
‫صلى هللا عليه وسلم افضل‪،‬فقل الغوث للنصراىن‪ ،‬بأي دليل تثبت فضيلة عيسى عليه السالم على نبينا‬
‫حممد صلى هللا عليه وسلم فقال العيسوي‪ :‬ان عيسى عليه السالم كن حيى بل من اتباع حممد صلى هللا‬
‫عليه وسلم ان احييت ميتا اتؤمن بنبينا حممد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فقال العيسوى نعم‪ ،‬فقال الغوث‬
‫ارىن قربا درسا رميما لثرى فضل نبينا حممد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فاراه قربا عقيقا‪ ،‬فقال الغوث للعيسوى‬
‫ان عيسى عليه السالم باى كالم كان خياطب امليت حني احيائه‪،‬فقال له الغوث ان صاحب هذا القرب‬
‫كان مغنيا ىف الدنيا إن اردت أن أحييه مغنيا فانا جميب لك فقال نعم‪ .‬فتوجه الغوث اىل القرب وقام‬
‫امليت حيا مغنيا‪ ،‬فلما رأى النصراىن هذه الكرامة وفضل نبينا حممد صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬أسلمعلى يد‬
‫الغوث االعظم رضى هللا عنه وعنا بربكاته وامد نا باسراره ىف الدنيا واألخرة‪ . 5‬امني و كل روية ينقطع‬
‫الدء " اللهم انشر نفحات الرضوان عليه وامدنا باالسرار الىت اودعتهالديه"‬

‫‪5‬عمر احمد جوهرى‪ ,‬مناقب جوهرالمعانى‪ ,‬ص ‪٢.‬‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫املبحث اخلامس‬
‫األسلوب يف مناقب اللشح عبد القادر اجليالين يف جواهر املعاين‬

‫ّأما األسلوب ىف هدا املناقب جواهر املعاىن بأسلوب اللغة العربية وليس الفصيحة ىف التابعة بالقواعد‬
‫النحوية والصرفية ‪.‬وكان ايضا من ناحية علم البالغية‪ .‬ووجدت الباحث األساليب البالغية كما يلى ‪:‬‬
‫"فهذه نبذة من مناقب القطب الرباىن والغوث الصمداىن سلطان االولياء العارفني املقربني وامام العلماء‬
‫الساليكني الراسخني السيد الشريف احلسيب النسيب سيدنا الشيخ عبد القادر اجليالىن رضى هللا تعاىل‬
‫بذاته العلى مقام االعلى وجواهر املعاىن واالماىن"‬
‫"اللهم انشر نفحات الرضوان عليه وامدنا باالسرار الىت اودعتهالديه"‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫نسب كأن عليه من مشس الضحى ‪ #‬مورا ومن فلق الصباح عمودا‬

‫نسب له ىف وجه ادم ملعة‪ #‬منحت مالئكة السمائ سجودا‬

‫نسب كتاب هللا أوىف حجة ‪#‬ىف مدحه من ذايروم جحودا‬


‫"وانا لكل من عثر مركوبه من مجع اصحاىب ومريدى اىل يوم القيمة احذ بيده كلما حيا وميتا فان فرسى‬
‫مسرج وسيفى مشهور ورحمى منصوب وقوسى موتور ونباىل موقه وسهامى صائبه حلفظ مريدى وهوغال‬
‫انا نارهللا املوقده انا سالب االحوال انابر بالساحل انا دليل الوقت انا املتكلم ىف غريى انا احملفظ انا‬
‫امللحوظ انا احملفوظ ياصوام ياقوام يااهل اجلبال دكت جبالكو يا اهل الصوامعكم اقبلوا اىل امر من هللا يا‬
‫رجال ياابطال ياابدال يااطفال هلمواىل وخذوا عن البحر الذى السحل له"‬
‫"عبادهللا رجال هللا أغيثونا ألجل هلل‬
‫وكونوا عوننا هلل عسى حنطى بفشل هلل‬
‫على الكاف صالة هللا على الشاىف صالم هللا‬
‫مبحى الدين خلصنا من البلواء يا هلل‬
‫ويا اقطاب ويااجناب تعالوا وانصروا هللا‬
‫سألناكم سألناكم وللزلفى رجوناكم‬
‫وىف امر قصدناكم فشدوا عزمكم هللا‬
‫فياريب بساطاتى حتق ىل إشارتى‬
‫عسى تأتى بشارتى ويصفو وقتنا هلل‬
‫بكشف احلجب عن عيىن ورفع البني من بيىن‬
‫وطمسع الكيف واألين بنور الوجه يا هللا‬
‫صالة هللا موالنا على من باهلدى جانا‬
‫ومن بااحلق اوالنا شفياخللق عند هللا‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫املبحث السادس‬
‫الفكرة يف مناقب اللشح عبد القادر اجليالين يف جواهر املعاين‬

‫الفكرة ىف هذا املبحث يتعلق ىف التصوف اللشح عبد االقادر اجليالىن‪ ،‬التصوف جتربة روحية‬
‫خالصة او هي حال يعانيها الصويف من خالل توجهه اىل خالقه لعبادته ومست مستقيم يف سبيل‬
‫الوصول اىل الغاية املرجوة ويقصد به تزكية النفوس وصفاء القلوب واصالح االخالق والوصول اىل مرتبة‬
‫االحسان وله من الصفات واخلصائص ما مييزها عن غريها من االنفعاالت النفسية االنسانية فهو – كما‬
‫اعتقد ‪-‬صورة ملعراج النفس االنسانية يف االرتقاء اىل املستوى املرجو حنو هدفها االمسى وهو بعد ذلك‬
‫اروع صفحة – يف نظري ‪ -‬تتجلى فيها الروحانية والنصيب اخلصب واملشرق والعميق يف توجيه الروحية‬
‫االنسانية وخاصة يف توجيه وتربية احلياة الروحية يف االسالم‬

‫"وكان رضى هللا عنه ال يعظم االغنياء وال يقوم ألحد من األمراء وال اركان الدولة وكان رضى هللا عنه‬
‫كثريا ميثى ىف اهلواء على رؤس االشهاد ىف جميسه رضى هللا عنه وجاءت إمراءة اىل الشيخ عبد القادر‬
‫رضى هللا عنه"‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫شفقته على اخللق‪:‬‬
‫وقد كان – رمحة هللا عليه – عطوفا ‪ ،‬شفيقا ‪ ،‬رفيقا باألمة احملمدية وعامة الناس ‪ ،‬دائم الدعوة‬
‫والدعاء هلم ‪ ،‬يرق قلبه ‪ ،‬ويرثى لضعفائهم واملشتغلني مبا ال ينفعهم يف اآلخرة ‪ ،‬ناصحا لكل طبقة‬
‫‪ ،‬حمبا للخري له ‪ ،‬حيرص على إسعادها وإخراجها من الظلمات إىل النور‬

‫يقول خماطبا ملستمعيه ‪ " :‬يا خلق هللا ! إين أطلب صالحكم ومنفعتكم يف اجلملة أمتىن غلق أبواب‬
‫النار وعدمها بالكلية ‪ ،‬وأن ال يدخلها أحد من خلق هللا عز وجل ‪ ،‬وفتح أبواب اجلنة ‪ ،‬وان ال مينع‬
‫من دخوهلا أحد من خلق هللا عز وجل‪ ،‬وإمنا متنيت هذه األمنية إلطالعي على رمحة هللا عز وجل‬
‫وشفقته على خلقه ‪ ،‬قعودي ملصاحل قلوبكم بتهذيبها ‪ ،‬ال لتغيري الكالم وهتذيبه‪ ،‬ال هتربوا من‬
‫خشونة كالمي ‪ ،‬فما رباين إال اخلشن يف دين هللا عز وجل ‪ ،‬كالمي خشن ‪ ،‬وطعامي خشن ‪ ،‬فمن‬
‫هرب مين ومن أمثايل ال يفلح" ‪ .‬ويقول يف مناسبة أخرى ‪ ،‬وهو يصف الدعاة إىل هللا ‪ ،‬والعلماء‬
‫الربانيني ‪ ،‬ورمحتهم خبلق هللا ‪ ،‬وحرصهم على خالصهم وسعادهتم‪ " :‬كيف ال يرمحون العصاة وهم‬
‫موضع الرمحة ‪ ،‬مقام التوبة واالعتذار ‪ ،‬العارف خلقه من أخالق احلق عز وجل ‪ ،‬فهو جيتهد يف‬
‫ختليص العاصي من يد الشيطان والنفس واهلوى ‪ ،‬إذا رأى أحدكم ولده أسرياً يف يد كافر‪ ،‬أليس‬
‫جيتهد يف ختليصه ‪ ،‬فهكذا العارف‪ ،‬اخللق مجيعهم له كاألوالد " وحيكي – رمحه هللا – حال من‬
‫خصه هللا هبذه الشفقة العامة والنصح الدائم كمن يدخل يف سوق ‪ ،‬وإمنا يصف نفسه الكرمية " ‪:‬‬
‫منهم من إذا دخل السوق‪ ،‬امتأل قلبه باهلل ألهله ‪ ،‬فتشغل الرمحة هلم عن النظر إىل ما هلم بني‬
‫أيديهم ‪ ،‬فهو من حني دخوله إىل حني خروجه يف دعاء واستغفار ‪ ،‬وشفاعة ألهله ‪ ،‬وشفقة ورمحة ‪،‬‬
‫فقلبه حمرتق عليهم وهلم ‪ ،‬وعينه مغروقة ألجلهم ‪ ،‬ولسانه يف ثناء ومحد هلل عز وجل مبا أوىل الكافة‬
‫من نعمه وفضله‪".‬‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫دعوته لإلسالم‪:‬‬
‫إن وجود اللشح عبد القادر اجليالين يف قوة إميانه ‪ ،‬وقوة عمله ‪ ،‬وقوة دعوته ‪ ،‬ومسو سريته وأخالقه‬
‫‪ ،‬وزهده يف الدنيا يف عصر املادية وعصر الغفلة واالحنطاط ‪ ،‬كان دليال على خلود اإلسالم‬
‫وصالحيته للبقاء ‪ ،‬وصالحيته لإلنتاج‪ ،‬وعلى أن شجرته مل تنقطع – ولن تنقطع – عن األمثار‬
‫واالزدهار ‪ ،‬فإذا كان اإلسالم دين عقيدة وإميان ‪ ،‬وعمل وجهاد ‪ ،‬ودعوة وإصالح ‪ - ،‬وهو‬
‫كذلك – فال بد أن يظهر يف خمتلف أعصاره وأمصاره رجال عبقريون ‪ ،‬أقوياء يف إمياهنم ‪ ،‬أقوياء يف‬
‫عملهم ‪ ،‬أقوياء يف دعوهتم ‪ ،‬ميثلون سرية األنبياء وخلفائهم باحلق يف عصرهم ‪ ،‬وكان وجوده ‪،‬‬
‫ووجود من خترج على يديه ‪ ،‬ونشأ يف تربيته – من أهل الصالح والتقوى ‪ ،‬والصدق واإلخالص‪،‬‬
‫والزهد والقناعة ‪ ،‬واألخالق والفضائل – دعوة إىل اإلسالم ‪ ،‬ودليال على صدقه وفضله وحياته‬
‫وتأثريه ومقدرته ‪ ،‬على إنتاج الربانيني يف كل عصر ‪ ،‬وعلى أن معينه ال ينضب ‪ ،‬لذلك كان سببا‬
‫لدخول عدد كبري من اليهود والنصارى وغري املسلمني يف اإلسالم ‪ ،‬وإقبال عدد كبري هائل من‬
‫املسلمني إىل جتديد اإلميان ‪ ،‬وإصالح احلال‪ ،‬واإلقالع عن املعاصي واحملارم‪ ،‬وحياة الغفلة واللهو‪.‬‬

‫والعجيب يف التصوف انه شامل لكل املعتقدات و النزعات النفسية يف طوح املرء حنو ربه‬
‫العالقة له بدين معني او مبذهب من املذاهب اوبفرقة من الفرق فهو شامل وموجود يف اجلميع فهو‬
‫االحساس النفسي والشعوراالنساين املتوقد يف الفكر االنساين حنو الرب وبيع النفس روحيتها اىل بارئها‬
‫مقابل اجلزا االويف يف العامل االخر‬

‫والتصوف االسالمي هو ذلك االحساس الذي يرسم الصورة احلقيقية الشاملة هلذا الدين وجيمع‬
‫بني هذه احلال وبني االصول والنصوص او بني اللتفسريات والتاءويالت ويفند مزاعم وماخذ االخرين‬
‫عليه من الذين ينكرون على املتصوفني حاالهتم ومقامالتهم وامورهم فهو قبس من نور هذا العامل يسري‬
‫يف نفوس وافئدة املتصوفني وينري السبيل امامهم لنيل مرادهم وما تصبوا اليه نفوسهم املتعلقة برهبا وهو‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫اهلدف الذي يهدفون ويكرسون فيه حياهتم حىت يتم الوصول من خالل طريق حالة روحية خاصة‬
‫يدركوهنا ادراكا مباشرا ذوقيا هلم وحدهم دون غريهم ‪ ،‬كما يلي ‪:‬‬

‫كان سيدي عبد القادر اجليالين رضي هللا عنه * ال جيلس الذباب على ثيابه وراثة له من جده صلى هللا‬
‫علية وسلم ‪ .‬فقيل له يف ذلك ‪ .‬فقال أي شي يعمل الذباب عندي وليس عندي من دبس الدنيا وال‬
‫عسل األخرة * ومن كراماته رضي هللا عنه أيضاً انه جلس مرة يتوضأ فذرق علية عصفور فرفع رأسه إلية‬
‫فخر العصور ميتا فغسل الثوب مث تصدق به عن العصفور وقال إن كان علينا إمث فذلك كفارته * ومنها‬
‫أن امرأة أتته بولدها ليُ َسل َكهُ ‪ .‬فأمره باجملاهدة فرأته أمه يومأ حنيالً مصفراً يأكل من قرص شعري ‪.‬‬
‫ووجدت بني يدي اللشح رضي هللا عنه إناءً فيه عظام دجاجة مسلوقة ‪ .‬فسألته عن املعىن يف ذلك‬
‫فوضع سيدنا اللشح رضي هللا عنه يده املباركة على العظام وقال هلا قومي بإذن هللا الذي حييي العظام‬
‫وهي رميم * فقامت دجاجة سوية فقال إذا صار ابنك هكذا فليأكل ما شاء * أقول ال يستبعد ذلك‬
‫إال كل غيب ألنه كل ما كان معجزة لنيب جاز أن يكون مثله كرامة لويل * وهذه القصة ذكرها أئمة‬
‫فضالء وعلماء أتقياء وحمدثون نبالء ال يـُ َعدُّو َن وال حيدون * ومنها أنه مر مبجلسه حدأة يف يوم شديد‬
‫الريح فشوشت بصياحها * فقال يا ريح خذي رأسها ‪ .‬فوقعت لوقتها مقطوعة الرأس فنزل عن الكرسي‬
‫وأخذها يف يده وأمر األخرى عليها وقال* بسم هللا الرمحن الرحيم * فطارت سوية والناس يشاهدون‬
‫ذلك * ومنها أن أبا عمر الصريفيين وأبا حممد عبد احلق ِّ‬
‫الرميي رمحة هللا عليهما قاال كنا بني يدي سيدنا‬
‫اللشح السيد عبد القادر مبدرسته يف يوم األحد ثالث صفر سنة مخس ومخسني ومخسمائة فتوضأ يف‬
‫قبقابه ‪ .‬وصلى ركعتني ‪ .‬مث صرخ صرخة عظيمة ‪ .‬ورمى بفردة قبقابه يف اهلواء فغابت عن أبصارنا ‪ .‬مث‬
‫فعل ثانية كذلك باألخرى ‪ .‬مث جلس فلم يتجاسر أحد على سؤاله ‪ .‬مث قدمت قافلة من بالد العجم‬
‫بعد ثالث وعشرين يومأ ‪ .‬فقالوا إن معنا لسيدنا اللشح نذراً فاستأذناه ‪ .‬فقال خذوه ‪ .‬فأعطونا شيئا من‬
‫ذهب وثياباً من خز والقبقاب بعينه فسألناهم ‪ .‬فقالوا بينما حنن سائرون يوم األحد ثالث صفر إذا‬
‫خرجت علينا عرب هلم مقدمان فانتهبوا أموالنا وقتلوا منا ونزلوا واديا يقتسمون ‪ .‬ونزلنا على شفري الوادي‬
‫‪ .‬فقلنا لو ذكرنا سيدنا اللشح عبد القادر ‪ ,‬فنذرنا له شيئاًَ إن سلمنا ‪ .‬فما هو إال أن ذكرناه ‪ .‬فسمعنا‬
‫صرختني عظيمتني ‪ .‬مألتا الوادي ورأيناهم مذعورين فظننا أن قد جاءهم مثلهم فجاءنا بعضهم وقالوا‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫خذوا أموالكم وانظروا ما قد دمهنا فوجدنا املقدمني ميتني وعند كل منهما فردة مبتلة مباء فردوا علينا ما‬
‫أخذوا منا ‪ .‬وقالوا إن هلذا نبأ عظيماً *ومنها أنه جاءه رجل من أصفهان له موالة تصرع وقد أعىي‬
‫املعزمني أمرها فقال سيدنا اللشح رضي هللا عنه هذا مارد من وادي سرنديب امسه حابس * فإذا صرعت‬
‫فقل يف أذهنا يا حابس عبد القادر املقيم ببغداد يقول ال تعد فتهلك ‪ .‬فغاب الرجل عشر سنني ‪ .‬مث‬
‫قدم وأخرب أنه فعل فلم يعد الصرع إليها ‪ .‬وقال رؤساء التعزمي ببغداد دامت أربعني سنة يف حياة سيدنا‬
‫اللشح السيد عبد القادر ال يقع فيها صرع فلما توىف رضي هللا عنه وقع الصرع * ومنها أن ثالثة من‬
‫أشياخ جيالن أتوا إىل زيارة سيدنا اللشح قدس هللا سره العزيز فلما دخلوا عليه رأوا اإلبريق موجهاً إىل‬
‫غري القبلة واخلادم واقفاً فنظر بعضهم إىل بعض كاملنكرين فوضع سيدنا اللشح كتاباً من يده ونظر إليهم‬
‫نظرة وإىل اخلادم أخرى فوقع ميتاً ‪ .‬وإىل اإلبريق أخرى فدار وحده إىل القبلة * ومنها أن احلسن بني متيم‬
‫البغدادي التاجر جاء إىل اللشح محاد الدباس رمحة هللا عليهما يف سنة إحدى وعشرين ومخسمائة وقال‬
‫قد جهزت قافلة إىل الشام فيها بضاعة بسبع مائة دينار فقال إن سافرت يف هذه السنة قتلت وأخذ‬
‫مالك ‪ .‬فخرج مغموماً ‪.‬فوجد سيدنا اللشح عبد القادر وهو شاب يومئذ فحكا له ‪ .‬فقال رضي هللا عنه‬
‫سافر تذهب ساملاً وترجع غامناً والضمان علي ‪ .‬فسافر وباعها بألف دينار ‪ .‬ودخل يف سقاية جلب‬
‫حلاجته‪ .‬فنسي األلف على رف فيها وأتى املنزل ‪ .‬فنام فرأى أن العرب انتهبته يف قافلة وقتلوهم وضربه‬
‫أحدهم حبربة فقتلة فانتبه فزعاً ووجد أثر الدم يف عنقه ‪ ,‬وأحس باألمل ‪ ,‬وتذكر األلف فقام مسرعاً‬
‫فوجدها ساملة ‪ .‬ورجعِ إىل بغداد وقال أن بدأت باللشح محاد فهو األسن وسيدي اللشح عبد القادر‬
‫وهو الذي صح كالمه ‪ .‬فلقي اللشح محاد يف سوق السلطان ‪ .‬فقال ابدأ بعبد القادر ‪ .‬فإنه حمبوب ‪.‬‬
‫ولقد سأل هللا تعاىل فيك سبع عشرة مرة حىت جعل ما قُـ ِّدر عليك من قتل مناماً ‪ .‬وما قدر من الفقر‬
‫نسياناً ‪ .‬فجاء للشيخ عبد االقادر فابتدأه وقال ‪ :‬قال اللشح محاد سبع عشرة مرة ‪ .‬وعزة املعبود لقد‬
‫سألت هللا تعاىل سبع عشرة وسبع عشرة إىل سبعني حىت كان ما ذكر* ومنها أن اللشح علياً اهلييت ‪.‬‬
‫والشريف أبا الغنائم احلسيين قدس هللا روحيهما دخال دار سيدنا اللشح السيد عبد القادر قدس سره‬
‫الطاهر ‪ .‬فوجدا إنساناً يف الدهليز ملقى على قفاه ‪ .‬فقال للشيخ علي اشفع يف عند سيدي اللشح عبد‬
‫القادر فلما ذكره له وهبه له ‪ .‬فخرجا إىل الرجل وبشراه فقام الرجل من كوة يف الدهليز ‪ .‬وطار يف اهلواء‬
‫فرجعا إىل سيدنا عبد االقادر رضي هللا عنه وسأاله عن حال الرجل فقال إنه مر يف اهلواء وقال ما يف‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫بغداد رجل ‪ .‬فسلبته حاله * ولو ال اللشح علي ما رددته له * ومنها أن اللشح أبا احلسن بن الطنطنة‬
‫رمحة هللا تعاىل قال * يوم وفاة سيدنا اللشح السيد عبد القادر قدس هللا سره ورضي هللا عنه ‪ :‬كنت‬
‫أشتغل على سيدي اللشح عبد القادر وأكثر السهر لرتقب حاجته فخرج ليلة من داره يف صفر سنة‬
‫ثالث ومخسني ومخسمائة ‪ .‬فناولته إبريقاً فلم يأخذه وقصد باب املدرسة فانفتح مث انغلق مث باب املدينة‬
‫كذلك ‪ .‬مث مشى غري بعيد فإذا حنن ببلد ال أعرفه ‪ .‬فدخل مكاناً كالرباط فإذا فيه ستة ‪ .‬فبادروه‬
‫بالسالم ‪ .‬والتجأت إيل سارية ‪ .‬ومسعت أنينا من جانب ذلك املكان ‪ .‬مث بعد يسري سكن ‪ .‬مث دخل‬
‫رجل وخرج حيمل رجال من ذلك اجلانب ودخل شخص مكشوف الرأس طويل الشارب ‪ .‬وجلس بني‬
‫يدي سيدي اللشح فأخذ علية العهد بالشهادتني وقص راسه وشاربه والبسه طاقية ومساه حممداً ‪ .‬وقال‬
‫للستة أمرت أن يكون هذا بدال عن امليت فقالوا مسعاً وطاعة ‪ .‬مث خرج ومشينا غري بعيد وإذا حنن عند‬
‫باب بغداد ‪ ,‬فانفتح كأول مرة مث املدرسة كذلك ‪ .‬مث يف الغد جلست أقرأ فمنعتين هيبته ‪ .‬فقال أي بين‬
‫اقرأ وال عليك ‪,‬فأقسمت عليه أن يبني يل ما رأيت منه باألمس * فقال رضي هللا عنه * أما البلد فنهاوند‬
‫وأما الستة فهم األبدال النجباء ‪ .‬وأما صاحب األنني فسابعهم ‪ .‬جئت أحضر وفاته ‪ .‬وأما الذي محلة‬
‫فأبو العباس اخلضر أخذه ليتوىل أمرة ‪ .‬وأما الذي أخذت عليه الشهادتني فنصراين من القسطنطينية ‪.‬‬
‫أمرت أن يكون عوض املتوىف ‪ .‬قال أبو احلسن وأخذ اللشح علي العهد أن ال أحدث بذلك مادام حياً‬
‫* وذكر اللشح عبد هللا احلسيين املوصلي أن اإلمام املستنجد باهلل أبا املظفر يوسف جاء إىل سيدنا‬
‫اللشح السيد عبد القادر قدس هللا سره الباهر واستوصاه ووضع بني يديه ماالً يف عشرة أكياس حيملها‬
‫عشرة من اخلدم فردها سيدنا اللشح فأىب اخلليفة إال أن يقبلها وأحل على اللشح ‪ .‬فأخذ اللشح كيسني‬
‫منها يف يده وعصرمها فساال دماً‪ .‬فقال سيدنا اللشح للخليفة أما تستحي من هللا تعاىل تقابلين بدماء‬
‫املسلمني‪ .‬فغشي على اخلليفة ‪ .‬فقال اللشح وعزة املعبود لوال حرمة اتصاله برسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم لرتكت الدم جيري إىل منزله‪ .‬قال عبد هللا املذكور ‪ :‬وشهدت اخلليفة عنده يوماً فقال لسيدنا‬
‫اللشح رضي هللا عنه‪ .‬أريد شيئاً من الكرامات ليطمئن قليب ‪ .‬قال وما تريد ‪ .‬قال تفاحاً ‪.‬ومل يكن أوانه‬
‫يف العراق ‪ .‬فمد سيدنا اللشح يده يف اهلواء‪ .‬فإذا فيها تفاحتان ‪ .‬فناوله إحدامها وكسر اللشح اليت يف‬
‫يده فإذا هي بيضاء تفوح منها رائحة املسك ‪ .‬وكسر اخلليفة األخرى فإذا فيها دودة ‪ .‬فقال ما هذا‪.‬‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫فقال سيدنا اللشح ملستها بد الظامل فدودت ‪ .‬وقد تقدمت قصة التفاح الذي جاء به اخلليفة للشيخ ‪.‬‬
‫وكراماته رضي هللا عنه أكثر من أن حتصى وأعظم من أن تستقصىر‪.‬‬
‫التفويض والتوحيد‪:‬‬
‫كانت قدمه رمحه هللا على التفويض واملوافقة مع التربي من احلول والقوة ‪ .‬كان اللشح عدي بن‬
‫مسافر يقول ‪ " :‬كان اللشح عبد القادر رضي هللا عنه طريقته الذبول ‪ ،‬حتت جماري األقدار مبوافقة‬
‫القلب والروح " ‪ .‬وقد جاهد يف ذلك نفسه جماهدة شديدة‪ ،‬يقول يف مقالة ‪ " :‬جاهدت نفسي يف‬
‫ترك االختيار واإلرادة ‪ ،‬حىت حصل يل ذلك‪ :‬فصار االقادر يقودين ‪ ،‬واملنة تنصرين‪ ،‬والفعل حيركين‬
‫‪ ،‬والغرية تعصمين ‪ ،‬واإلرادة تطيعين ‪ ،‬والسابقة تقدمين ‪ ،‬وهللا عز وجل يرفعين‬
‫وقد جتلى هذا الذوق وهذا االجتاه يف كالمه واضحا قويا ‪ ،‬وقد وصف رجال جترد عن إرادته‬
‫واختياره ‪،‬واستسلم للقضاء وإرادة هللا سبحانه وتعاىل‪- ،‬وإمنا يعين نفسه – يقول رمحه هللا " إذا‬
‫ابتلى العبد ببلية حترك أوالُ يف نفسه بنفسه ‪ ،‬فإن مل يتخلص منها ‪ ،‬استعان بغريه من اخللق ‪:‬‬
‫كالسالطني ‪ ،‬وأرباب املناصب ‪ ،‬وأبناء الدنيا ‪ ،‬وأصحاب األموال ‪ ،‬وأهل الطب يف األمراض‬
‫واألوجاع ‪ ،‬فإن مل جيد يف ذلك خالصه ‪ ،‬رجع حينئذ إىل اخلالق ‪ ،‬مث إذا مل جيد عند اخلالق نصرة‪،‬‬
‫استطرح بني يديه مدميا للسؤال والدعاء والتضرع والثناء ‪ ،‬واالفتقار مع اخلوف منه والرجاء ‪ ،‬مث‬
‫يعجزه اخلالق عز وجل عن الدعاء ومل جيبه ‪ ،‬حىت ينقطع عن مجيع األسباب‪ ،‬فحينئذ ينفذ يف‬
‫االقادر ‪ ،‬ويفعل الفعل ‪ ،‬فيفىن العبد عن مجيع األسباب واحلركات ‪ ،‬فيبقى روحا فقط ‪ ،‬فال يرى‬
‫إال فعل احلق عز وجل ‪ ،‬فيصري موقنا موحدا ضرورة ‪ ،‬ويقطع أن ال فاعل على احلقيقة إال هللا‪ ،‬وال‬
‫حمرك وال مسكن إال هللا ‪ ،‬وال خري وال شر ‪ ،‬وال ضر وال نفع ‪ ،‬وال عطاء وال منع ‪ ،‬وال فتح وال‬
‫غلق ‪ ،‬وال موت وال حياة ‪ ،‬وال عز وال ذل ‪ ،‬وال غين وال فقر إال بيد هللا ‪ ،‬فيصري حينئذ كالطفل‬
‫الرضيع يف يد الظئر ‪ ،‬وامليت الغسيل يف يد الغاسل ‪ ،‬والكرة يف صوجلان الفارس‪ ،‬يقلب ويغري‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬


‫ويبدل ويكون ‪ ،‬وال حراك به يف نفسه وال يف غريه ‪ ،‬هو غائب عن نفسه يف فعل مواله ‪ ،‬فال يرى‬
‫غريه ‪ ،‬أن أبصر فلصنعه أبصر ‪ ،‬وأن مسع وعلم فلكالمه مسع ‪ ،‬ولعلمه علم ‪ ،‬وبنعمته تنعم ‪ ،‬وبقربه‬
‫سعد ‪ ،‬وبتقربه تزين وتشرف ‪ ،‬وبوعده طاب وسكن ‪ ،‬وبه اطمأن وحبديثه أنس ‪ ،‬وعن غريه‬
‫استوحش ونفر ‪ ،‬واىل ذكره التجأ وركن ‪ ،‬وبه عز وجل وثق‪ ،‬وعليه توكل ‪ ،‬وبنور معرفته اهتدى‬
‫وتقمص ‪ ،‬وتسربل‬
‫ويقول يف مقالة أخرى ‪ " :‬العبد إذا عرف هللا عز وجل سقط اخللق من قلبه ‪ ،‬وتناثروا عنه كما‬
‫يتناثر الورق اليابس من الشجر ‪ ،‬فيبقى بال خلق يف اجلملة " يعمي عن رؤيتهم ‪ ،‬ويصم عن مساع‬
‫كالمهم من حيث قلبه وسره‬

‫‪digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id digilib.uinsby.ac.id‬‬

You might also like