Professional Documents
Culture Documents
Bab 4
Bab 4
إن التحليل الداخلى هو احد املناهج الرتكيبيه ىف دراسة األدب وهذا املنهج يرتبط باجلمال
األدىب او بالفن .الىت جيعل إنتاجا أدب .وهي اليت وجدها القراء فعليا يف مطالعتهم على النصوص
األدبية كمثل يف املناقب.
قبل أن يدخل الباحث يف صلب البحث يف هذاالفصل واملراد يف هذا الفصل هو البحث
اخلاص يف العناصر الداحليه يف مناقب جواهر املعاين .ويف هذا الفصل يشمل على ستة مباحث ,وهي
البحث األول يبحث موضوع ىف مناقب جواهر املعاين والبحث الثاين يبحث شخصيات ىف مناقب
جواهر املعاين والبحث الثالث يبحث موضع ىف مناقب جواهر املعاين والبحث الرابع يبحث حبكة ىف
مناقب جواهر املعاين واحبث اخلامس يبحث أسلوب ىف مناقب جواهر املعاين والبحث السادس يبحث
فكرة ىف مناقب جواهر املعاين.أما تفصيلها فكم يلي :
املبحث األول
املوضوع ىف مناقب جواهر املعاين
كان املراد باملوضوع ألحد النصوص األدبية هو الفكرة املتضمنة فيها العبارة املخربة فيها.
القصة املبنية عن األساس الرئيسى نظم الرتكيب ,وقال ايضاان املوضوع هو املرادف بااألفكر الرئسية
واملقاصد الرئيسية .1وقال حرطق و رمحنطا إن املوضوع هو األفكار العامة الىت ترتكب تركبا جيد
2
النصوص األدبية أو النصوص الىت الرتاكب املتظمنة عن النشويات واإلختالفات.
املوضوع ىف هذا البحث يتعلق ىف طلب العلم وكرمة الشيخ عبد القدر اجليالىن منها :
"وظهرت على يديه رضى هللا عنه كرامة كثرية ويسغاث به سرا وجهرا ىف حياته وبعد وفاته وراثة
له من جده صلى هللا عليه وسلم"
"ومن كرامة انه جلس مرة يتوضأ فقدر عليه عصفور فرفع رأسه فخر العصفور ميتا .فغسل
الثوب مث تصدق به عن العصفور وقال :إن كان علينا امث فهو كفارته.
ومن كراماته ايضا ان امرأة أتته بولدها لتشوقه اىل صحبة الشيخ عبد القدر وتسلكه فامره
باجملاهدة وسلوك طريق السلف .فرأه يوما حنيال ورأته يأكل خبز شعري ودخلت على الشيخ ووجد بني
يديه عظم دجاجة ملعوقة ،فسأله عن املعىن ىف ذلك ،فوضع الشيخ يده على الظام .وقال هلا :قومى
باذن هللا تعاىل الذى حيي العظام وهى رميم فقامت الدجاجة سوية وصاحت :الاله اال هللا حممد رسل
هللا .الشيخ عبد القادر وىل هللا رضى هللا عنه .فقال هلا :اذصارابنك هكذا فليأكل ماشاء.
ومن كراماته :ان ابا عمر عثمان الصري ىف وابا حممد عب احلق احلرميى رمحهما هللا تعاىل قاال
:كنا بني يدى الشيخ مبدرسة يوم األحد ثالث صفر سنة مخس ومخسني ومخسمائة ،فتو ضأ الشيخ على
قبقابه وصلى ركعتني .فلما سلم صرخ صرخة عظيمة ورمى بفردة قبقابه ىف اهلواء فغابت عن ابصارنا ،مث
فعل ثانية كذلك باالخرى .مث جلس فلم يتجاسر احد على سؤاله ،مث قدمت قافلة من بالد العجم بعد
ثالث وعشرين يوما :فقالوا ان معنا للشيخ فاستأذناه فقال :خذاه منهم فأعطونا شيئا من ذهب وثيابا
من حرير وخز والقبقاب بعينه ،فسألنا هن عن املعىن ىف ذلك .فقالوا :بينما حنن سائرون يوم األحد
ثالث صفر اذخرجت علينا عرب هلم مقدمان .فانتهبوا اموالنا ونزلنا على شفري الوادى .فقلنا لوذكرنا
الشيخ عبد القادر فنذرناله شيأ من اموالناسلمنافما هو االذكرناه .فجعلنا له شيئا فسمعنا صرختني
عظيمتني مألتا الوادى ورأيناهم مذعورين .فظننا ان قدجاء هم مثلهم يأخذهم.فجاءنا بعضهم وقال
:تعالوا الينا وخذوا اموالكم وانظروا ما قد دمهنا.فأتوا بنا اىل مقدميهمفوجدمها ميتني ،وعند كل منهما
فردة قبقاب مبتلة مباء فرتوا علينا مااخذوا وقالوا لنا ان هذا األمر نبأ عظيما.
وكان العهد الذي قدم فيه اللشح اجليالين إىل بغداد تسوده الفوضى اليت عمت كافة أحناء الدولة
العباسية ،حيث كان الصليبيون يهامجون ثغور الشام ،وقد متكنوا من االستيالء على أنطاكية وبيت
املقدس وقتلوا فيهما خلقا كثريا من املسلمني وهنبوا أمواالً كثرية .وكان السلطان الرتكي" بركياروق "قد
زحف جبيش كبري يقصد بغداد لريغم اخلليفة على عزل وزيره "ابن جهري" فاستنجد اخلليفة بالسلطان
السلجوقي" حممد بن ملكشاه "ودارت بني السلطانني الرتكي والسلجوقي معارك عديدة كانت احلرب
فيها سجاال ،وكلما انتصر احدمها على اآلخر كانت خطبة يوم اجلمعة تعقد بامسه بعد اسم اخلليفة.
ويف غمرة هذه الفوضى كان اللشح عبد القادر يطلب العلم يف بغداد ،وتفقه على جمموعة من
شيوخ احلنابلة ومن بينهم اللشح أبوسعيد امل َخ ِرمي ،فربع يف املذهب واخلالف واألصول وقرأ األدب ومسع
ُ
احلديث على كبار احملدثني .وقد أمضى ثالثني عاما يدرس فيها علوم الشريعة أصوهلا وفروعها.
وللشيخ عبدالقادر ،سفرة ثانية يف حياته وهي من بغداد اىل مدينة بعقوبة ،بقصد الكسب وقد
وصفها بقوله " ،كان مجاعة من اهل بغداد يشتغلون بالفقه فاذا كان ايام الغلة خيرجون اىل الريف
يطلبون شيئا من الغلة فقالوا يل يوما اخرج معنا اىل بعقوبة حنصل منها شيئا .فخرجت معهم وكان يف
بعقوبة رجل صاحل يقال له الشريف البعقويب فمضيت ألزوره فقال يل :مريدو احلق والصاحلون ،ال
يسئلون الناس شيئا ،وهناين ان اسئل الناس فما خرجت اىل موضع قط بعد ذلك ،وكان هلذه السفرة
نافعا ،ويظهر من
درسا بليغًا ً
اثرا عمي ًقا وعلمته ً
وقع بليغ يف نفس اللشح عبدالقادر ،حيث تركت فيه ً
امتناع اجليلي عن السؤال قوة االرادة الصادقة يف االمتثال لقبول النصيحة كما يظهر استعداده للطاعة
عند صدور االمر الصاحل.
عقد اللشح أبو سعيد امل َخ ِرمي لتلميذه عبد القادر جمالس الوعظ يف مدرسته بباب األزج يف
ُ
بداية 521هـ ،فصار يعظ فيها ثالثة أيام من كل أسبوع ،بكرة األحد وبكرة اجلمعة وعشية
غواص الفكر يغوص يف حبر القلب على درر املعارف ،فيستخرجها اىل
الثالثاء،وكان اول كالمه ّ " ،
املبحث الثاىن
الشحصيات يف مناقب جواهر املعاين
ويوجد للنصوص األدبية الشرية إستمرار اإلستعمال على دور الشخصيات وطبيعتها .ومن
حيث يقسيمها تكون من حيث الناحية الدورية.
3
، (lamongan, gemah suara pesantren,2005)hal 474حيضان العطشان ،عبد هللا زينى دخالن
املبحث الثالث
موضع ىف مناقب جواهر املعاين
املوضع قصة اللشح عبد القادر اجليالين يف جواهر املعاين ىف هذا الكتب جواهر املعاىن يسرح
موضع املكان و موضع الزمن منها:
.1موضع املكان
ولد رضى هللا عنه جبيالن وهى بالد متفرقة من وراء طرب ستان ىف سنة احدى وسبعني واربع
4
مائة ،وكان ىف طفوليته ميتنع من الرضاعة ىف هنار رضان عناية من هللا تعاىل به.
4
الحكين مصدح أبى لطفبن عبد الرحمن المراقى ،انورالبرهانى (الجزئ الثانى) م21
وكانت فرقة الباطنية قد نشطت يف مؤامراهتا السرية واستطاعت أن تقضي على عدد كبري من
أمراء املسلمني وقادهتم فجهز السلطان السلجوقي جيشاً كبرياً سار به إىل إيران فحاصر قلعة" أصفهان "
اليت كانت مقراً لفرقة الباطنية وبعد حصار شديد استسلم أهل القلعة فاستوىل عليها السلطان وقتل من
فيها من املتمردين ،وكان "صدقة بن مزيد" من أمراء بين مزيد من قبيلة بين أسد قد خرج جبيش من
العرب واألكراد يريد االستيالء على بغداد فتصدى له السلطان السلجوقي جبيش كبري من السالجقة
فتغلب عليه .وكان اجملرمون وغريهم من العاطلني واألشقياء ينتهزون فرصة انشغال السالطني بالقتال
فيعبثون باألمن يف املدن يقتلون الناس ويسلبون أمواهلم فإذا عاد السالطني من القتال انشغلوا بتأديب
اجملرمني.
ويف غمرة هذه الفوضى كان اللشح عبد القادر يطلب العلم يف بغداد ،وتفقه على جمموعة من
شيوخ احلنابلة ومن بينهم اللشح أبوسعيد امل َخ ِرمي ،فربع يف املذهب واخلالف واألصول وقرأ األدب ومسع
ُ
احلديث على كبار احملدثني .وقد أمضى ثالثني عاما يدرس فيها علوم الشريعة أصوهلا وفروعها.
وللشيخ عبدالقادر ،سفرة ثانية يف حياته وهي من بغداد اىل مدينة بعقوبة ،بقصد الكسب وقد
وصفها بقوله " ،كان مجاعة من اهل بغداد يشتغلون بالفقه فاذا كان ايام الغلة خيرجون اىل الريف
يطلبون شيئا من الغلة فقالوا يل يوما اخرج معنا اىل بعقوبة حنصل منها شيئا ....فخرجت معهم وكان
يف بعقوبة رجل صاحل يقال له الشريف البعقويب فمضيت ألزوره فقال يل :مريدو احلق والصاحلون ،ال
يسئلون الناس شيئا ،وهناين ان اسئل الناس فما خرجت اىل موضع قط بعد ذلك ،وكان هلذه السفرة
"ومل يزل ملحوظا بالعناية الربانية ،عارجا ىف معارج الكماالت هبمته األبية ،اخذ نفسه باجلد
مشمرا عن ساعد اإلجتهاد .نابذا ملألوف اإلسعاف واإلسعاد ،حىت انه مكث مخسا وعشرين
سنة سائرا ىف صحراء العراق وخرباته ال يعرف الناس واليعرفونه ،فيعذلونه عن أمره ويصرفونه
وقاسى ىف بداية أمره األخطار فماترك هو ال اال ركبه وقفر منه القفار".
"ورافقه اخلضر على نبينا وعليه افضل الصالة والسالم اول دخوله العراق ومل يكن الشيخ يعرفه
وشرط عليه اخلضران الخيالفة سبب الفراق ،فقال له اخضر :اقعد ههنا ،فقعد ىف املكان الذى
اشار اليه بالقعود فيه ثالث سنني يأتيه ىف كل سنة مرة
" وكان ت وفاته دمت علينا بركاته ىف ليلة اجلمعة حادى عثر من شهر ربع الثاىن سنة احدى
وتسعني سنة ودفن ببغداد"
.2موضع زمن
"ولد رضى هللا جبيالن وهى بالد مفرقة من وراء طربستان ىف سنة احدى وسبعني
واربع مائة"
"ان ابا عمر عثمان الصريىف وابا حممد عبد احلق احلرميى رمحهما هللا تعاىل قاال :كنا بني يدي
الشيخ مبدرسة يوم االحد ثالث صفر سنة مخس ومخسني ومخسمائة فتوضأ الشيخ على قبقابه
وصلى ركعتني"
"وكانت وفاه دمت علينا بركاته ىف ليلة اجلمعة حادى عثر من شهر ربع الثاىن سنة إحدى
وستني ومحسمائة وعمره إحدي وتسعني سنة"
املبحث الرابع
احلبكة ىف مناقب جواهر املعاين
احلمد هلل الذي ارسل سيدنا حممدا صلى هللا عليه وسلم رمحة للعاملني وفضل العلماء باقامة احلجج الدين
واكرم االولياء بظهور الكرامة اخلوارق اليت هي من معجزات سيد املرسلني وخص مان شاء من اتباع ملته
قي اىل درجة العارفني والصالة والسالم على سيد املرسلني سيدنا حممد وعلى اله واصحابه السالكني
بالر ّ
على منهجه القومي .امابعد فهذه نبذة من مناقب الرباين والغوث الصمداين سلطان االولياء العارفني
املقربني وامام العلماء السالكني الراسخني السيد الشريف احلسيب النسيب سيدنا اللشح عبد القادر
اجليالين رضي هللا عنه بلغه هللا تعاىل بذاته العلي مقام االعلى وجواهر املعاين واالماين انتخبته من ما
شربته من اسرار انواره الباهرة ومن كالم العلماء الشهرية رغبة يف نشر مناقب االخيار وابتغاء لدوام النعمة
ومتام الرمحة ونزول الربكات العزار إذ بذكرهم تفتح ابواب السموات العلى العلية وتنزل الرمحات والربكات
وفيوضات اإلهلية ومسيته جواهر املعاين يف ذكر نبذة من مناقب القطب الرباين سيدنا اللشح عبد القادر
. اجليالين رضي هللا عنه
فاقول هو اللشح االمام االعظم وتاج االولياء املعظم وبرهان االصفياء املكرم شيخ الثقلني الواصل اىل
حضرة امللك العالم ذواملقام االعلى القطب الرباين والنور الساطع الربهاين واهليكل الصمداين والغوث
النوراين وهو ابو حممد حميي الدين عبد القادر اجليالين رضي هللا عنه احلسن احلسني الصديقي ابن ايب
صاحل جنكي دوست ابن االمام عبد هللا حيىي الزاهد ابن االمام حممد ابن االمام داود ابن االمام موسى
ابن االمام عبد هللا ابن االمام موسى اجلون ابن االمام عابد هللا احملض ابن االمام احلان املثىن ابن االمام
امري املؤمنني سيدنا احلسن السبط ابن االمام اهلمام اسدهللا الغالب فخر ابن غالب امري املؤمنني سيدنا
علي ابن ايب طالب كرم هللا وجهه وابن فاطمة الزهراء البتول بنت سيدنا حممد صلى هللا عليه وسلم
وظهرت على يديه رضى هللا عنه كرامة كثرة ،ويستفاث به سرا وجهرا ىف حياته وبعد وفاته وراثه
له من جده صلى هللا عليه وسلم ،ومر الفوث يوما ىف حمله فرأى مسلما ونصرانيا يتجادالن ،فسأل
الغوث عن جمادلتهما ،فقال املسلم يقول هدا العيسوى ،إن عيسى عليه وسلم وانا اقول :بل نبينا حممد
صلى هللا عليه وسلم افضل،فقل الغوث للنصراىن ،بأي دليل تثبت فضيلة عيسى عليه السالم على نبينا
حممد صلى هللا عليه وسلم فقال العيسوي :ان عيسى عليه السالم كن حيى بل من اتباع حممد صلى هللا
عليه وسلم ان احييت ميتا اتؤمن بنبينا حممد صلى هللا عليه وسلم ،فقال العيسوى نعم ،فقال الغوث
ارىن قربا درسا رميما لثرى فضل نبينا حممد صلى هللا عليه وسلم ،فاراه قربا عقيقا ،فقال الغوث للعيسوى
ان عيسى عليه السالم باى كالم كان خياطب امليت حني احيائه،فقال له الغوث ان صاحب هذا القرب
كان مغنيا ىف الدنيا إن اردت أن أحييه مغنيا فانا جميب لك فقال نعم .فتوجه الغوث اىل القرب وقام
امليت حيا مغنيا ،فلما رأى النصراىن هذه الكرامة وفضل نبينا حممد صلى هللا عليه وسلم ،أسلمعلى يد
الغوث االعظم رضى هللا عنه وعنا بربكاته وامد نا باسراره ىف الدنيا واألخرة . 5امني و كل روية ينقطع
الدء " اللهم انشر نفحات الرضوان عليه وامدنا باالسرار الىت اودعتهالديه"
ّأما األسلوب ىف هدا املناقب جواهر املعاىن بأسلوب اللغة العربية وليس الفصيحة ىف التابعة بالقواعد
النحوية والصرفية .وكان ايضا من ناحية علم البالغية .ووجدت الباحث األساليب البالغية كما يلى :
"فهذه نبذة من مناقب القطب الرباىن والغوث الصمداىن سلطان االولياء العارفني املقربني وامام العلماء
الساليكني الراسخني السيد الشريف احلسيب النسيب سيدنا الشيخ عبد القادر اجليالىن رضى هللا تعاىل
بذاته العلى مقام االعلى وجواهر املعاىن واالماىن"
"اللهم انشر نفحات الرضوان عليه وامدنا باالسرار الىت اودعتهالديه"
الفكرة ىف هذا املبحث يتعلق ىف التصوف اللشح عبد االقادر اجليالىن ،التصوف جتربة روحية
خالصة او هي حال يعانيها الصويف من خالل توجهه اىل خالقه لعبادته ومست مستقيم يف سبيل
الوصول اىل الغاية املرجوة ويقصد به تزكية النفوس وصفاء القلوب واصالح االخالق والوصول اىل مرتبة
االحسان وله من الصفات واخلصائص ما مييزها عن غريها من االنفعاالت النفسية االنسانية فهو – كما
اعتقد -صورة ملعراج النفس االنسانية يف االرتقاء اىل املستوى املرجو حنو هدفها االمسى وهو بعد ذلك
اروع صفحة – يف نظري -تتجلى فيها الروحانية والنصيب اخلصب واملشرق والعميق يف توجيه الروحية
االنسانية وخاصة يف توجيه وتربية احلياة الروحية يف االسالم
"وكان رضى هللا عنه ال يعظم االغنياء وال يقوم ألحد من األمراء وال اركان الدولة وكان رضى هللا عنه
كثريا ميثى ىف اهلواء على رؤس االشهاد ىف جميسه رضى هللا عنه وجاءت إمراءة اىل الشيخ عبد القادر
رضى هللا عنه"
يقول خماطبا ملستمعيه " :يا خلق هللا ! إين أطلب صالحكم ومنفعتكم يف اجلملة أمتىن غلق أبواب
النار وعدمها بالكلية ،وأن ال يدخلها أحد من خلق هللا عز وجل ،وفتح أبواب اجلنة ،وان ال مينع
من دخوهلا أحد من خلق هللا عز وجل ،وإمنا متنيت هذه األمنية إلطالعي على رمحة هللا عز وجل
وشفقته على خلقه ،قعودي ملصاحل قلوبكم بتهذيبها ،ال لتغيري الكالم وهتذيبه ،ال هتربوا من
خشونة كالمي ،فما رباين إال اخلشن يف دين هللا عز وجل ،كالمي خشن ،وطعامي خشن ،فمن
هرب مين ومن أمثايل ال يفلح" .ويقول يف مناسبة أخرى ،وهو يصف الدعاة إىل هللا ،والعلماء
الربانيني ،ورمحتهم خبلق هللا ،وحرصهم على خالصهم وسعادهتم " :كيف ال يرمحون العصاة وهم
موضع الرمحة ،مقام التوبة واالعتذار ،العارف خلقه من أخالق احلق عز وجل ،فهو جيتهد يف
ختليص العاصي من يد الشيطان والنفس واهلوى ،إذا رأى أحدكم ولده أسرياً يف يد كافر ،أليس
جيتهد يف ختليصه ،فهكذا العارف ،اخللق مجيعهم له كاألوالد " وحيكي – رمحه هللا – حال من
خصه هللا هبذه الشفقة العامة والنصح الدائم كمن يدخل يف سوق ،وإمنا يصف نفسه الكرمية " :
منهم من إذا دخل السوق ،امتأل قلبه باهلل ألهله ،فتشغل الرمحة هلم عن النظر إىل ما هلم بني
أيديهم ،فهو من حني دخوله إىل حني خروجه يف دعاء واستغفار ،وشفاعة ألهله ،وشفقة ورمحة ،
فقلبه حمرتق عليهم وهلم ،وعينه مغروقة ألجلهم ،ولسانه يف ثناء ومحد هلل عز وجل مبا أوىل الكافة
من نعمه وفضله".
والعجيب يف التصوف انه شامل لكل املعتقدات و النزعات النفسية يف طوح املرء حنو ربه
العالقة له بدين معني او مبذهب من املذاهب اوبفرقة من الفرق فهو شامل وموجود يف اجلميع فهو
االحساس النفسي والشعوراالنساين املتوقد يف الفكر االنساين حنو الرب وبيع النفس روحيتها اىل بارئها
مقابل اجلزا االويف يف العامل االخر
والتصوف االسالمي هو ذلك االحساس الذي يرسم الصورة احلقيقية الشاملة هلذا الدين وجيمع
بني هذه احلال وبني االصول والنصوص او بني اللتفسريات والتاءويالت ويفند مزاعم وماخذ االخرين
عليه من الذين ينكرون على املتصوفني حاالهتم ومقامالتهم وامورهم فهو قبس من نور هذا العامل يسري
يف نفوس وافئدة املتصوفني وينري السبيل امامهم لنيل مرادهم وما تصبوا اليه نفوسهم املتعلقة برهبا وهو
كان سيدي عبد القادر اجليالين رضي هللا عنه * ال جيلس الذباب على ثيابه وراثة له من جده صلى هللا
علية وسلم .فقيل له يف ذلك .فقال أي شي يعمل الذباب عندي وليس عندي من دبس الدنيا وال
عسل األخرة * ومن كراماته رضي هللا عنه أيضاً انه جلس مرة يتوضأ فذرق علية عصفور فرفع رأسه إلية
فخر العصور ميتا فغسل الثوب مث تصدق به عن العصفور وقال إن كان علينا إمث فذلك كفارته * ومنها
أن امرأة أتته بولدها ليُ َسل َكهُ .فأمره باجملاهدة فرأته أمه يومأ حنيالً مصفراً يأكل من قرص شعري .
ووجدت بني يدي اللشح رضي هللا عنه إناءً فيه عظام دجاجة مسلوقة .فسألته عن املعىن يف ذلك
فوضع سيدنا اللشح رضي هللا عنه يده املباركة على العظام وقال هلا قومي بإذن هللا الذي حييي العظام
وهي رميم * فقامت دجاجة سوية فقال إذا صار ابنك هكذا فليأكل ما شاء * أقول ال يستبعد ذلك
إال كل غيب ألنه كل ما كان معجزة لنيب جاز أن يكون مثله كرامة لويل * وهذه القصة ذكرها أئمة
فضالء وعلماء أتقياء وحمدثون نبالء ال يـُ َعدُّو َن وال حيدون * ومنها أنه مر مبجلسه حدأة يف يوم شديد
الريح فشوشت بصياحها * فقال يا ريح خذي رأسها .فوقعت لوقتها مقطوعة الرأس فنزل عن الكرسي
وأخذها يف يده وأمر األخرى عليها وقال* بسم هللا الرمحن الرحيم * فطارت سوية والناس يشاهدون
ذلك * ومنها أن أبا عمر الصريفيين وأبا حممد عبد احلق ِّ
الرميي رمحة هللا عليهما قاال كنا بني يدي سيدنا
اللشح السيد عبد القادر مبدرسته يف يوم األحد ثالث صفر سنة مخس ومخسني ومخسمائة فتوضأ يف
قبقابه .وصلى ركعتني .مث صرخ صرخة عظيمة .ورمى بفردة قبقابه يف اهلواء فغابت عن أبصارنا .مث
فعل ثانية كذلك باألخرى .مث جلس فلم يتجاسر أحد على سؤاله .مث قدمت قافلة من بالد العجم
بعد ثالث وعشرين يومأ .فقالوا إن معنا لسيدنا اللشح نذراً فاستأذناه .فقال خذوه .فأعطونا شيئا من
ذهب وثياباً من خز والقبقاب بعينه فسألناهم .فقالوا بينما حنن سائرون يوم األحد ثالث صفر إذا
خرجت علينا عرب هلم مقدمان فانتهبوا أموالنا وقتلوا منا ونزلوا واديا يقتسمون .ونزلنا على شفري الوادي
.فقلنا لو ذكرنا سيدنا اللشح عبد القادر ,فنذرنا له شيئاًَ إن سلمنا .فما هو إال أن ذكرناه .فسمعنا
صرختني عظيمتني .مألتا الوادي ورأيناهم مذعورين فظننا أن قد جاءهم مثلهم فجاءنا بعضهم وقالوا