Professional Documents
Culture Documents
التعويض عن حوادث العمل و الأمراض المهنية
التعويض عن حوادث العمل و الأمراض المهنية
2019
.
.
,
.
.
,
.
.
مقدمة
مقدمة
سعى اإلنسان منذ العصور القدیمة لكفالة بقائو وعیشو ،وذلك بضمان الموارد الالزمة
والكفیمة التي تسمح لو بتحقیق ىذا اليدف الذي كان یقتصر عمى الحیاة الیومیة فقط دون أن
یتعداه إلى التفكیر في المستقبل.
وقد صارع اإلنسان الطبیعة في البدایة القتناء الرزق لكن لقناعتو بعدم كفایتيا في توفیر
متطمباتو والتفكیر الدائم في التغیر والبحث عن األفضل ساىم في ظيور فكرة العمل أین أصبح
بإمكان كل شخص ممارستو ,سواء بمجيوده العضمي مقابل أجر كما حث دیننا الحنیف عمى
العمل ،ومن أدلة ذلك ما جاء في قولو تعالى" :هو الذي جعل لكم األرض ذلوال فامشوا في
مناكبها و كموا من رزقه والیه النشور".1
وقولو صمى اهلل عمیو وسمم" :من بات كاال من عمل ید ،أمسى مغفو ار له" 2والشواىد
كثیرة عمى ذلك.
وأداء العمل رىین بالقدرة عمى بذل الجيد الذىني والبدني ،وىما عرضة لالنتقاص أو
الزوال بسبب العجز الكمي أو الجزئي أو الموت ،نتیجة اإلصابات التي تعترضو أثناء تأدیة
العمل أو بسببو ،األمر الذي یجعل العامل في قمق دائم خوفا من تحقق اإلصابة ،خاصة أن
العمل أضحت تسیطر عمیو التكنولوجیات الحدیثة.
ویكشف التقدم العممي والتقني كل یوم عن أسالیب صناعیة جدیدة ،وال یمكن ألي شخص
أن ینكر ما حققتو الدول من تطور وتقدم في عدة محاوالت بفضل الثورة الصناعیة ،إال أنيا
جرت في أذیاليا العدید من المخاطر التي برزت بشكل كبیر عمى العامل.
وتعتبر األفكار السائدة آنذاك ىذا الوضع خط ار من أخطار المينة یتعین عمى العامل
مواجيتو من خالل األجر الذي یحصل عمیو.
ولم یكن العامل قاد ار عمى أن یطالب رب العمل بالتعویض عن إصابات العمل إال إذا
استند إلى القواعد العامة ،ویؤسس دعواه عمى المسؤولیة التقصیریة فیكون حینيا ممزما بإثبات
خطأ من جانب رب العمل أو إىمالو ،كما یصعب عمى العامل إثبات خطأ رب العمل ،إن لم
نقل أنو مستحیل وال یحق لو مطالبة رب العمل بتعویض األضرار التي قد تحدث لو بسبب
إىمال أو تعب العامل ،إذا اثبت الواقع أن معظم اإلصابات تحدث بعد ساعات طویمة من
العمل.
تستبعد ىذه الحاالت من التعویض لعدم وجود خطأ من صاحب العمل أو استحالة نسبتو
إلیو ,وبالتالي یوجد عمال یصابون بأخطار مينیة في غیاب الحمایة المقررة ليم ،وقد أدى ىذا
األمر إلى ىجر نظریة المسؤولیة التقصیریة القائمة عمى أساس إثبات الخطأ ألنيا لم تحقق
اليدف المرجوا منيا.
وكانت سببا في ظيور نظریة جدیدة ىي "المسؤولیة العقدیة" وتستند ىذه األخیرة إلى العقد
الموجود بین العامل ورب العمل الذي یحمل ضمنیا التزام بسالمة العامل ،وحدوث الضرر دلیل
عمى أن رب العمل لم یقم بواجبو ,فبمجرد عدم تحقق السالمة كنتیجة یمزم رب العمل
بالتعویض.
ولكن عجزت ىذه النظریة عن التكفل بالعامل الذي یعرض لمضرر بسبب إىمالو ،وبيذا
أصبحت النظریتان تشتركان في قصور الحمایة التي تقدمانيا ،وبقاء فئة من العمال المصابین
بأخطار مينیة دون حمایة ،خاصة إذا كانت اإلصابة خطیرة لدرجة یبعد فیيا العامل عن
منصبو ،وما یترتب عن ذلك من فقدان مصدر رزقو.
ومنو نظمت الحمایة اإلجتماعیة لیستفید منيا جمیع العاممین واألجراء وىي من أنظمة
العمل األساسیة واألكثر إفادة من نظام العمل األساسي الخاص بالموظفین قد أوجدت ومنحت
فوائد لم تكن موجودة من قبل ،وكثیرون ىم أرباب العمل في القطاع الخاص الذین تعيدوا
2
مقدمة
سیاسة المساعفة اإلجتماعیة ففقدت بذلك الموظفون تدریجیا الصفات الممیزة ليا وفقدت اإلدارة
الرسمیة حالتيا.
فأسطورة الشركات الرسمیة قد محت أسطورة الشركات العامة ولعل الدولة سعت إلى جعل
الوظیفة العامة قطاعا سابقا في میدان التطور اإلجتماعي ,إذ عمى الموظفین أن یدخموا عالم
العمل وأن یخضعوا لمقواعد نفسيا التي یخضع ليا العمال في المؤسسات الخاصة ،فالسیاسة
اإلجتماعیة وضعت سیاسة التأمینات لموظفي المؤسسات العامة ،باتت الیوم محرومة من
أصالتيا إال عنوانا من عناوین سیاسة الدولة اإلجتماعیة.
وتجدر اإلشارة إلى أن موضوع بحثنا ىذا یقتصر أساسا عمى التعویض عمى الضرر الذي
یمحق بالعامل بسبب خطر العمل دون غیره باعتباره أكثر األخطار وقوعا من الناحیة العممیة
واىتمام المشرع بيا أكثر من غیره.
ولدراسة ىذا الموضوع یتعین عمینا اإلجابة عمى اإلشكالیة التي یثیرىا مضمونيا:
إن موضوعنا لو أىمیة كبیرة عمى الصعید التطبیقي والعممي ،بكون أن العامل ىو
العنصر األساسي في عالقة العمل ،وفي تحقیق اإلنتاج لممؤسسة المستخدمة ،وعمیو فیجب
المحافظة عمیو وحمایتو من اإلصابة بالضرر سواء كان الضرر بدني جسماني أو سواء كان
بصفة مفاجأة معناه أن یكون الضرر الذي أصاب بدن العامل ناشئا عن سبب مفاجئ وكذلك
المرض الميني یدخل ضمن نظام التعویض لكون المرض ناتج بسبب العمل ،ولكنيا ال تنشأ
من حادث مفاجئ بل یترتب عمى طبیعة العمل خالل فترة من الزمن.
3
مقدمة
عرفيا المشرع الجزائري في المادة 63من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل
واألمراض المينیة.1
فأحكام التعویض تكون عمى حسب حجم الضرر الذي لحق بالعامل سواء عن طریق
حادث عمل أو عن طریق مرض ميني وذلك حسب القانون رقم 11-83المتعمق بالتأمینات
االجتماعیة ،2والقانون 08-08المتعمق بيیئة الضمان االجتماعي.3
محاولة معرفة مدى استفادة العمال من التعویض المقدم ليم من جراء
إصابتيم بحادث عمل أو مرض ميني.
محاولة معرفة مدى تطبیق النصوص القانونیة المتعمقة بحوادث العمل
واألمراض المينیة في المؤسسات المستخدمة.
محاولة دراسة البحث و التحكم أكثر في استعمال مبادئ وتقنیات البحث
العممي من اجل الوصول إلى نتائج أكثر دقة وموضوعیة.
وتعود األسباب التي دفعتنا الى اختیار ىذا الموضوع تتمثل فیما یمي:
-1قانون رقم 13-83مؤرخ في 02یولیو ،1983یتعمق بحوادث العمل واالمراض المينیة ،ج ر ع ،28الصادرة بتاریخ
05یولیو ،1983المعدل والمتمم.
-2قانون رقم 11-83مؤرخ في 02یولیو ،1983یتعمق بحوادث العمل واالمراض المينیة ،ج ر ع ،28الصادرة بتاریخ
05یولیو .1983
-3قانون رقم 08-08مؤرخ في 23فبرایر ،2008یتعمق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي ،ج ر ع ،11الصادرة
في 02مارس .2008
4
مقدمة
الموضوعیة ىذا فیما یخص األسباب الذاتیة الختیار الموضوع أما األسباب
فتتمثل فیما یمي:
ما مدى أىمیة التعویض عن حوادث العمل واألمراض المينیة عمى
الصعید العممي.
بغیة منا في معرفة أحكام التعویض الرئیسي والتكمیمي سواء فیما یخص
حوادث العمل أو األمراض المينیة.
باعتبار أن العامل ىو العنصر األساسي والفعال في المؤسسات العامة
والمؤسسات الخاصة.
وانطالقا من كون الدراسة التي نقوم بيا تقتصر عمى أساس التعویض عن الضرر الذي
یمحق بالعامل بسبب حادث عمل أو مرض ميني ،فإن المنيج الغالب في بحثنا ىو المنيج
التحمیمي مع العمل بالمنيج الوصفي.
فقد قسمنا خطة دراسة ىذا البحث إلى فصمین ،حیث تضمن كل فصل ثالث مباحث،
تناولنا ماىیة حوادث العمل واألمراض المينیة (فصل أول) ،حیث جاء في المبحث األول
مفيوم حادث العمل ،وفي المبحث الثاني إصابات الطریق ،وفي المبحث الثالث مفيوم
األمراض المينیة.
وتناولنا أحكام التعویض في نظام حوادث العمل واألمراض المينیة (فصل ثان) ،حیث
جاء في المبحث األول تحدید المسؤولیة عن الحادث وفي المبحث الثاني أحكام التعویض
الرئیسي ،وفي المبحث الثالث أحكام التعویض التكمیمي.
5
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
الفصل األول
حیث تكررت الحوادث ،وظيرت الكثیر من األمراض المينیة الحدیثة التي لم یكن
لمعاممین عيد بيا ،السیما في مجال الوظیفة العمومیة.
ولكون الموظف العمومي ركیزة أساسیة في الدولة الحدیثة ،فقد عممت التشریعات
االجتماعیة عمى إقامة أنظمة حمایة لو عند مباشرتو لعممو في إطار المرفق العمومي الذي
یعمل فیو ،تكریسا لحقو في الحمایة ،ومنيا ممارسة حیاتو المينیة دون تخوف ،وضمانا
الستم ارره في أداء عممو.
ىذه الحمایة مرت في كثیر من الدول -ومنيا الیمن والجزائر -بمراحل متعددة حتى
تجسدت بوسیمة الضمان االجتماعي ،من ذلك مرحمة المسؤولیة المدنیة ،حیث یمنح لممؤمن
لو حق التعویض طبقا لمقواعد العامة ،حتى استقر الحال إلى مرحمة خاصة بتشریعات
إصابات العمل.1
وتتباین التشریعات في مجال الحمایة االجتماعیة في القانون المقارن ،في تحدید أحكام
التعویض عن إصابات العمل ،سواء من حیث النطاق الشخصي لمفئات واألشخاص
-1یقصد بالضمان االجتماعي بمعناه الشامل بأنو :نظام اقتصادي اجتماعي ،یتعيد فیو المجتمع عن طریق الدولة
ولألفراد بحمایتيم وقائیا وعالجیا ،ضد آفات الجيل والمرض والفقر واألخطار المينیة ،حیث یقدم ليم عند االقتضاء
-وبشروط معینة -الخدمات واإلعانات الثقافیة والعممیة والصحیة والطبیة واالقتصادیة والمعاشیة ،صادق ميدي
السعید ،التأمینات االجتماعیة ،مطبعة مؤسسة الثقافة العمالیة ،العراق ،1980 ،ص .67
7
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
المشمولین بالحمایة ،أم النطاق الموضوعي بإصابات العمل ،أم من حیث األداءات المقررة
عن تمك اإلصابات تبعا لما تراه محققا ألىدافيا ومصالحيا.
یشيد مكان العمل بمعناه الواسع وقوع العدید من الحوادث ،ذلك أن وجود األخطار
وتحققيا كظاىرة اجتماعیة ال یرتبط فقط بالمشاكل الفنیة لإلنتاج أو وسائمو ،وانما یرتبط
أیضا بتدخل العامل اإلنساني في عممیة اإلنتاج وضرورتو.
فقد تخرج أسباب حوادث العمل عن نطاق العامل فقد تتصل ببیئة العمل مثل استعمال
أجيزة و معدات معیبة أو غیر مطابقة لممقاییس.
في ضوء ما تقدم تم تقسیم ىذا البحث إلى ثالث مباحث حیث تناولنا مفيوم حادث
العمل (مبحث أول) ثم تطرقنا إلى إصابات الطرق (مبحث ثان) وفي األخیر الى مفيوم
األمراض المينیة (مبحث ثالث).
8
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
المبحث األول
یعد حادث العمل أقدم صور إصابات العمل من حیث الظيور القانوني ،یمیو المرض
الميني ،فحادث الطریق ،وال تختمف أنواع إصابات العمل من حیث الطبیعة فحسب ،وانما
من حیث الشروط المينیة أیضا ،التي تضفي عمیيا الصفة المينیة ،الذي یعد بوابة
الستحقاق التعویضات التي یمنحيا تأمین إصابات العمل من عدمو.1
وكل حادث یقع عمى الموظف أثناء وجوده في مقر عممو ،أو بسببو ،أو في وقت
یعتبر فیو في حكم القائم بعممو ،كمن یوفد في ميمة ،أو الذي یحدث في الطریق إلى عممو
من حوادث العمل.2
ونبین في ىذا المبحث تعریف حادث العمل (مطمب أول) ثم الشروط الواجب توفرىا
في حوادث العمل (مطمب ثان).
-1محمد فاروق الباشا ،التأمینات االجتماعیة ونظاميا في المممكة العربیة السعودیة .اإلدارة العامة لمبحوث،
السعودیة ،1988 ،ص .374
-2رشا عبد القادر رحال ،النظام القانوني لتأمین إصابة العمل -دراسة مقارنة ،أطروحة دكتوراه مقدمة إلى جامعة
حمب ،سوریا ،2010 ،ص .97
9
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
المطمب األول
ال یخمو نشاط المؤمن لو أثناء ممارسة عممو من مخاطر عدة ،غالبا ما تكون
عمى شكل حادث یتصف بالضرر المادي ،ویتمیز بعدد من الشروط الخاصة بو،
والتي تمیزه عن غیره من الحوادث األخرى.
تتباین تشریعات إصابات العمل في القانون المقارن بین الیمن والجزائر في تحدید
مفيوم حادث العمل من خالل الربط بین الحادث كقوة خارجیة مؤثرة ومفاجئة تصیب
جسم اإلنسان بضرر ،والعمل الذي یشترط وقوع الحادث أثنائو أو بسببو.1
-1تعتبر االتفاقیة الدولیة لمنظمة العمل الدولیة المتعمقة بالتعویض عن حوادث العمل رقم ) (17المنبثقة من
المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولیة في دورتو ) (07المؤرخ في 19مایو 1925ىي التي ألزمت الدول األعضاء أن
تتكفل بتعویض إصابة العمل الناتجة عن حوادث العمل ،حیث نصت المادة ) ( 01من االتفاقیة عمى أن" :تتعيد
كل دولة عضو في منظمة العمل الدولیة تصادق عمى ىذه االتفاقیة بأن تكفل تعویض العاممین الذین یصابون في
حادث عمل ،أو من یعولونيم بشروط تعادل عمى األقل الشروط المقررة في ىذه االتفاقیة" ،وكذا اتفاقیة العمل الدولیة
رقم 1964/122السیما المادة 01/07التي طالبت الدول األعضاء بوضع تعریف لعبارة حوادث العمل تحدد فیو
الظروف التي تعتبر فیيا حوادث الطریق وحوادث العمل ،نبیل محمد أبوىادي ،النظام القانوني لتأمین إصابة العمل
وفق االتفاقیات الدولیة والتشریعات الوطنیة لدولتي الیمن واإلمارات ،ط ،1مكتبة خالد بن الولید ،الیمن ،2014 ،ص
.76
10
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
من ناحیة الفقو نرى ىناك مجموعة من الفقياء أعطوا اىتماما كبی ار وتعبیر دقیق
في تعریف حادث العمل ،حیث تم التركیز عمى العناصر التي جاء بيا المشرع
الجزائري في تعریفو ،سنذكر البعض منيا:
عرف البعض حادث العمل بأنو" :اإلصابة نتیجة حادث وقع بغتة بفعل قوة
خارجیة أثناء العمل ،أو بسببو ومس جسم العامل وأحدث بو ضر ار".1
وباستقراء ىذا التعریف لحادث العمل نرى أنو اقتصر عمى تحدید عناصر یجب
توافرىا لحادث العمل ،وحدد األثر المترتب عمى الفعل ،وىو الضرر.
بینما یعرف البعض حادث العمل بأنو" :واقعة أو حدث یقع بدون تبصر أو توقع،
وینتج عنو نوع من األذى لمشخص ،أو تمف لممعدات والممتمكات ،وىو الناتج مباشرة من
مركز العمل بسبب خمل في اآلالت أو األجيزة أو التصرف الخاطئ لمفرد".2
ىناك من عرفو " :ىو ذلك الحادث الذي یط أر خالل العمل أو بمناسبتو ميما كان
السبب وفي كل الحاالت التي یكون العامل خاضعا لرب العمل عمى أن یكون سبب
وقوعو خارجیا ،یمحق أضرار جسدیة بجسم العامل ویحدث فجأة".3
-1مصطفى صخري ،أحكام حوادث العمل واألمراض المينیة في القطاعین العام والخاص ،ط ،1مكتبة دار الثقافة
والنشر والتوزیع ،األردن ،1998 ،ص .1
-2عمي محسن شذان ،أحكام التعویض عن إصابات العمل – دراسة مقارنة ،أطروحة لنیل شيادة الدكتوراه في
القانون ،كمیة الحقوق ،جامعة الجزائر ،2016 ،1ص .65
-3مالكي محمد نجیم وبسامي أسماء ،تعویض عن حوادث العمل واالمراض المينیة ،مذكرة لنیل شيادة الماستر،
– عین الدفمى، تخصص قانون ضمان اجتماعي ،كمیة الحقوق والعموم السیاسیة ،قسم الحقوق ،امعة جیاللي بونعام
تاریخ المناقشة ،2015/06/02 :ص .18
11
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
ویعرف أیضا بأنو" :كل واقعة تسبب مساسا بجسم اإلنسان وتكون ذات أصل
خارجي یتمیز بقدر من المفاجأة والمقصود بالمساس بجسم اإلنسان كل أذى یمحق بو
من جروح وفقدان القوى العقمیة والوفاة .1"...
في حین یفضل بعض الفقو أن یقتدي بالتشریع ویعرف الحادث بإجتماع
العناصر المكونة لو وىي:
واذا نظرنا إلى الفقو الحدیث نجد أن ىناك نقاشات حول توافر الشروط السالفة الذكر
وخاصة فیما یخص شرط العنف ،إذ إتفق الفقو عمى اشتراط توافر ىذه الصفة وذلك عمى
أساس أن حصول الحادث وان كان یقترن في حاالت كثیرة بالعنف.
واذا نظرنا إلى بعض األحكام نجد إمكانیة اإلستغناء عن ىذا الشرط ،ویعتبر
الفعل حادثا ولو لم یكن عنیفا كما ىو الحال في اعتبار الضرر حادثا إن كان ناشئا
عن لدغة حشرة وىذا ما قالت بو محكمة النقص الفرنسیة حیث طبقت القانون الخاص
بالتعویض عن حوادث الشغل عمى أفعال ال وجود لعنصر العنف فیيا.3
-1محمد حممي مراد ،التأمینات االجتماعیة في البالد العربیة ،ط ،1المطبعة العالمیة ،مصر ،1992 ،ص .52
-2مالكي محمد نجیم وبسامي أسماء ،مرجع سابق ،ص .19
-3أمال جالل ،مسؤولیة المؤجر عن حوادث الشغل واالمراض المينیة في التشریع المغربي ،ط ،1د د ن ،المغرب،
،1997ص .192
12
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
عرف المشرع الجزائري حادث العمل عمى أنو" :كل حادث انجرت عنو إصابة بدنیة
ناتجة عن سبب مفاجئ ط أر في إطار عالقة العمل".1
-القیام خارج المؤسسة بميمة ذات طابع استثنائي أو دائم طبقا لتعمیمات
المستخدم.
-ممارسة عيد انتخابیة ،أو بمناسبة ممارستيا.
-مزاولة الدراسة بانتظام خارج ساعات العمل".2
كما یعتبر أیضا كحادث عمل ،حتى ولو لم یكن المعني باألمر مؤمنا لو اجتماعیا
الحادث الواقع أثناء:
كما عرف إصابة العمل التشریع الفرنسي في نص المادة 04فقرة 05من القانون
المتعمق بالضمان اإلجتماعي الصادر بتاریخ 1956/09/10والمعدل بمرسوم صدر سنة
،1958تعتبر كإصابة عمل أیا كان سبب حدوثيا ،اإلصابة التي تحدث بفعل أو بمناسبة
العمل لكل أجیر و كل من یعمل بأي صفة أو أي مكان فیو لدى واحد أو أكثر من
أصحاب األعمال أو المشروعات.4
-1المادة 06من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة المعدل والمتمم.
-2المادة 07من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة المعدل والمتمم.
-3المادة 08من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة المعدل والمتمم.
-4مالكي محمد نجیم وبسامي أسماء ،مرجع سابق ،ص .17
13
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
المطمب الثاني
إن وجود النص القانوني المفصل لتعریف حادث العمل لدى المشرع الجزائري ،یمكننا
من توضیح الشروط التي یتمیز بيا حادث العمل .حیث یتمیز حادث العمل بحالة مادیة
خاصة تمیزه عن غیره من إصابات العمل ،عبر عنيا البعض بالحالة المادیة لحادث العمل،
والمتمثمة بوقوع الحادث ذاتو بسبب خارجي ومفاجئ.1
نرى أن عنصر العنف في الفعل الضار لیس أم ار ضروریا من أجل تكییف ىذا الفعل
بأنو حادث عمل أم ال ،من خالل موقف المشرع الجزائري في نص المادة السادسة من
القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة ،یتبین لنا أن المشرع قد أبعد
صفة العنف من بین الشروط الواجب توافرىا في حادث العمل واستبقى عمى الشروط
التالیة:
-1جغري عبد الحفیظ ،نظام التامین عمى حوادث العمل واألمراض المينیة بالجزائر ،محاضرة ألقیت عمى طمبة
المدرسة العمیا لمقضاء ،الجزائر ،2014 ،ص .15
14
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
بالتعبیر الواسع لجسم اإلنسان ،فإن المساس یشمل كل ما یصیب المؤمن لو ،وما
یحتاجو لجسمو من أطراف صناعیة أو أجيزة تعویضیة ،باعتبار أن ىذه األخیرة تأخذ حكم
أعضاء الجسم نفسيا ،الزمة لمباشرة اإلنتاج ،وتوسع ذلك إلى صحة المؤمن لو بشكل
عام.1
وقد عرف البعض المساس بجسم اإلنسان بأنو" :كل أذى یمحق بالجسم ،مثل الجروح
والكسور والوفاة وفقد القوى العقمیة وفقد الذاكرة وتشویو الجمال ،وما إلى ذلك.2
مفاد ىذا الشرط أنو ال یعتبر الفعل حادث إال إذا ألحق ضرر بجسم العامل ،وعمیو
فإن المساس بجسم العامل یشترط فیو أن یحدث احتكاك مادي ليذا الجسم وبالتالي تعتبر
من قبیل العمل حتى ولو لم تصطحب بإصابات عضویة أو جروح.3
وبيذا فالضرر الذي یصیب الشخص في جمالو أو حواسو یشمل الضمان ،إذا توافرت
في الحادثة الشروط الواجب توافرىا في حادث العمل ،واذا نظرنا إلى األضرار التي تصیب
الجياز التعویضي لممصاب كإتالف ذراعو ،فينا نجد إختالفات فقيیة في الضمانات المقررة
-1صالح ناصر العتیبي ،التعویض عن إصابات العمل في الوظائف العامة -دراسة تحمیمیة ألنظمة الخدمة
المدنیة والعسكریة في الكویت ،مكتبة الكویت الوطنیة ،الكویت ،2005ص .21
التأمینات االجتماعیة ونظاميا في المممكة العربیة السعودیة ،اإلدارة العامة لمبحوث، -2محمد فاروق الباشا،
السعودیة ،1988 ،ص .375
-3أمال جالل ،مرجع سابق ،ص .193
15
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
في ىاتو اإلصابات ،فيناك من یضعيا في حكم األضرار الجسمانیة ،إذا كانت من شانيا
مساعدة المؤمن لو في أداء عممو ،ومنو من یغفل ذكرىا ،حیث یتركيا لالجتياد القضائي.1
وفي التشریع الجزائري المادة 30من القانون رقم 13-83نجد انو لممصاب الحق في
إعداده باآلالت واألعضاء االصطناعیة التي یحتاج إلیيا بحكم عاىتو وفي إصالحيا
وتجدیدىا ،ومن ىنا نستنتج أن المشرع لم یضیع أیة شروط في استحقاق العامل الذي یكسر
جيازه التعویضي أو یتمفو نتیجة حادث عمل من إصالحو وتجدیده عمى نفقة ىیئة الضمان
اإلجتماعي.
كما یجب أن یكون تأثیر مادي لمواقعة ،وىو ذلك الضرر الذي أصاب بدن العمال
كاالختناق نتیجة تسرب الغاز في المصنع ،وىذا ما أكدتو المادة 09من رقم 13-83
حیث أوجبت إعتبار اإلصابة أو الوفاة التي تط أر في مكان العمل أو في مدتو ،أما في وقت
بعید عن ظروف وقوع الحادث واما أثناء العالج الذي أعقبت الحادث.
فحسب المادة 06من القانون المذكور أعاله ،مفادىا أن یكون الضرر الذي أصیب
بو بدن العامل ناشئا عن سبب مفاجئ ،بمعنى أنو یجب أن یتوافر في الواقعة المنشئة
لإلصابة صفة المفاجأة .أي انو یبدأ وینتيي في فترة وجیزة.2
أما إذا إستغرقت الواقعة زمنا معینا فإنيا ال تتسم بصفة المفاجأة ،ذلك ألنو ال یمكن
إضفاء الصفة الفجائیة عمى الواقعة ولو لم یظير أثرىا ،الضار إال بعد فترة وجیزة من الوقت
أما إذا ظيرت أثار اإلصابة الناتجة عن حادث العمل متأخرة عن ظروف وقوع الحادث،
فإنو إزاء ىذا التأخیر یجب عمى المصاب أن یثبت قواعد العالقة السببیة بین الحادث
،1دار الفكر العربي، -1محمد لبیب شنب ،االتجاىات الحدیثة لمتفرقیة بین حوادث العمل واالمراض المينیة ،ط
مصر ،1997 ،ص .11
-2محمد لبیب شنب ،مرجع سابق ،ص .16
16
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
والضرر ،وان الحادث الذي سبب الضرر كان فجائي ولو أن أثرىا و أضرارىا المترتبة عمیو
قد ظيرت فیما بعد.1
ویترتب عمى انعدام ىذه الخاصیة أن األضرار التي تصیب جسم العامل نتیجة
إصابات متالحقة تتطور ببطء ،ومن المتعذر إسنادىا إلى أصل وتاریخ معین ،ال تشمميا
الحمایة إال إذا نشأ عنيا مرض ميني نص عمیو القانون بالذات ،فإن خرجت عن ضوابطيا
فال حمایة ليا.2
ومن اإلصابات ما تحدث الواقعة المنشئة ليا فجأة ،ولكن بقدر ال یترتب عمیو ظيور
أثرىا فورا ،حیث یستمزم حدوث ىذه الواقعة تك ار ار بقدر یترتب عمیو ظيور الضرر بعد
وصوليا مرحمة معینة وقدر معین تتأثر بو الحالة الفزیولوجیة لجسم اإلنسان تنتج أثرىا
الضار لممصاب.3
أما إذا نظرنا إلى التشریع الجزائري فنجد أن المعیار الذي اخذ بو ال یعتمد عمى طبیعة
اإلصابة وانما یعتمد عمى فكرة قانونیة ىي فكرة الوقت الذي استغرقو حدوث الضرر حسب
ما نصت عمیو المادة 04من قانون 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة.
وليذا فإن عنصر الفجائیة وتمسك القضاء بو من اجل مد الحمایة القانونیة المقررة في
قانون إصابات العمل عمى المرض الذي یصیب العامل بسبب أداء عممو ولو لم یكن ذلك
المرض مدرج ضمن قائمة األمراض المينیة ،لكن مع ضرورة توفر شرط ثالث وىو تأثیر
سبب مفاجئ خارجي.4
ولكن أىم ما یوجو من نقد إلشتراط صفة المفاجأة ىو اإلصابات التي قد تتخمف في
الظيور مثال ذلك كثیر من الجروح الداخمیة واإلضطرابات العصبیة إصابة عضالت القمب
-1محمد لبیب شنب ،الخطر في تأمین إصابات العمل ،دار الفكر العربي ،مصر ،1997 ،ص .111
-2المادة 10من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة المعدل والمتمم.
-3أمال جالل ،مرجع سابق ،ص .186
-4المادة 06من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة المعدل والمتمم.
17
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
التي تحدث فجأة ولكن ال یعمم بيا من إصابتو ،إال بعد مرور فترة طویمة ،فينا األمر یفتقد
فیو إثبات الصفة الفجائیة مما یجعل ىذه اإلصابات ال تدخل في إصابات العمل وكنتیجة
حرمان المصاب من األداءات المقررة في القانون.1
یقصد بالواقعة ذات األصل الخارجي :كل حدث ینشأ من الظروف الخارجة عن جسم
المصاب نفسو ،كحدوث انفجار ،أو تيدم جدار ،أو اعتداء شخص عمى آخر بالفعل أو
بالقول ،إذا سبب القول صدمة نفسیة ،فاإلصابة البدنیة التي حدثت بصفة مفاجئة حتى
تكیف أنيا حادث عمل یجب أن تنجم عن سبب خارج ومستقل عن الجسم العضوي
لممصاب ،أو عن فعل الغیر.2
ویعد شرط السبب الخارجي لمفعل من خصوصیات حادث عمل معیار ا لمتمییز بین
حادث العمل والمرض الميني ،ىذا األخیر یكون سببو داخمیا في جسم المؤمن لو ،أما حادث
العمل فیكون مصدره خارج جسم العامل من تأثیر فعل خارجي.
فطبقا لما تنص عمیو المادة 06من القانون رقم 13-83نجد أن الصفة الناشئة التي
تتطمبيا ىذه المادة ىي أن تكون الواقعة المنشأة لإلصابة ناتجة بسبب خارجي ،وىو كل
سبب ال یعود لمبنیة الجسمیة لممصاب دخل فیو وبذلك فإن ىذا المصدر أو العنصر قد
یتجمى في أي فعل أو أي عمل مادي أو معنوي خارجي ،وغیر عالق بالتكوین البیولوجي
لممصاب ،وقد ال یوجد في أغمب األحیان أي شك في حصول وقوع ىذا العنصر ،نظ ار
لمظروف المحیطة باألجیر المصاب والتي تسيل تحدیده بكل دقة.3
ففي التشریع الجزائري یمكن اعتبار وفاة العامل بسبب ضربة شمس حادث عمل ألنو
كان یعمل تحت أشعة الشمس المحرقة وجو شدید الح اررة ،ذلك أن ضربة الشمس ناتجة عن
سبب خارجي یمكن تعیین مصدره ،و بيذا نجد مثال سقوط العامل نتیجة ضعفو الطبیعي
واعتالل صحتو دون تأثیر فعل خارجي ،ال یعتبر إصابة عمل وال تمتد إلیيا الحمایة
القانونیة في القانون ،ورغم أن معظم الفقياء ما زالوا یشترطون في مصدر الضرر الجسماني
أن یكون خارجیا ،إال أن ىذا الشرط كان في السنوات األخیرة محل لإلنتقادات وىذا ما نجده
من خالل اطالعنا ألحكام قضائیة ،أن تعتبر الفعل إصابة وان لم یكن نتیجة تدخل سبب
خارجي كما ىو الحال في اعتبار الضرر حادثا.
ولو كان ناشئ عن قیام العامل بمجرد عمل عادي أو حركة خاطئة أثناء العمل إذ من
الصعب أن ینسب الضرر إلى سبب خارجي.1
وىو إثبات العالقة السببیة بین الحادث والعمل ،فإذا ظيرت الجروح فور الحادث أو
الوفاة ،فال إشكال وال صعوبة في اإلثبات ،ولكن في الواقع العممي كثی ار ما تحدث الحوادث
ویظل سببيا غیر معروف ،وانطالقا من ىذا یجب عمینا مراعاة مدى إرتباط أداء العمل
بمكان العمل وزمانو ،أما فیما یخص إرتباط األداء بمكان العمل فإنو یتجمى في نص المادة
06من القانون رقم 13-83التي تنص بضمان اإلصابة إذا حدثت بعد العمل أو بمناسبة
أدائو.2
ویتضح لنا من خالل نص المادة 09من القانون رقم 13-83مدى أىمیة مكان
العمل في تحدید أي إصابة موجبة الضمان ،ویقصد بمكان العمل ذلك المكان الذي یتواجد
فیو المؤمن عمیو لتنفیذ العمل الواجب عمیو أدائو ویكون خاضعا فیو لسمطة واشراف صاحب
العمل ،أما إذا نظرنا عمى مدى إرتباط العمل بزمانو فنجد أنو من أىم العناصر التي یجب
أن یشترط في حادث العمل أن یقع أثناء العمل وبسبب العمل ،أي إشتراط الرابطة الزمنیة
-1محمد الصغیر بعمي ،تشریع العمل في الجزائر ،دار العموم لمنشر والتوزیع ،الجزائر ،2000 ،ص .56
-2أنظر المادة 06من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واالمراض المينیة المعدل والمتمم.
19
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
والسببیة معا ،وقد أخذ المشرع الجزائري ،بمعیار زمن العمل الذي یكون فیو العامل مستفیدا
من الحمایة القانونیة ،وىذا ما نصت عمیو المواد 8 ،7 ،6من القانون رقم .13-83
المبحث الثاني
إصابات الطريق
یتعرض المؤمن لو لعدد من الحوادث خارج مكان العمل ،سواء أثناء ذىابو لمعمل ،أو
العودة منو ،وىو ما یسمى بحادث الطریق(حادث المسافة) ،حیث یعد الصورة الثانیة إلصابة
العمل ،الشتراكو مع حادث العمل بالشروط األولیة لمحادث.1
وقد اتجو المشرع الجزائري إلى فرض وبسط الحمایة القانونیة عمى المؤمن ليم ضحایا
ىذا النوع من الحوادث ،ولمعرفة المقصود بحادث الطریق ،وعالقتو بالعمل ،والموانع التي
تنفي الصفة المينیة عن حادث الطریق یمكننا توضیح ذلك من خالل تحدید معاییر إصابات
الطریق التي یحمیيا القانون (مطمب أول) وكذا إبراز حاالت أخرى لحادث العمل (مطمب
ثان)
المطمب األول
تمتد حمایة المؤمن ليم وفق القوانین المتعمقة بحوادث العمل واألمراض المينیة إلى
تأمین طریقو إلى العمل أو العودة منو .2وىذا یتطمب معرفة بدایة الطریق ونيایتيا ،وكذا
معنى الطریق الطبیعي ،لقد عرف المشرع حادث الطریق في المادة 12من قانون رقم -83
13بأنو " :یكون في حكم حادث العمل ،الحادث الذي یط أر أثناء المسافة التي یقطعيا
المؤمن لمذىاب إلى عممو أو اإلیاب منو ،وذلك أیا كان وسیمة التنقل المستعممة شریطة أال
یكون المسار قد إنقطع أو انحرف إال إذا كان في حكم اإلستعجال أو الضرورة عارضة أو
ألسباب قاىرة".1
ویقع المسار المضمون عمى ىذا النحو بین مكان العمل من جية ومكان اإلقامة أو ما
شابيو كالمكان الذي یتردد عمیو العامل عادة إما لتناول الطعام واما ألغراض عائمیة ،ومن
نص ىذه المادة نستنتج معیارین لتحدید إصابات الطریق المحمیة بموجب القانون ،المعیار
المكاني والزماني (فرع أول) إال إن ىناك استثناء من االستفادة من الحمایة أثناء حادث
الطریق وىو ما سنتعرض إلیو في موانع ضمان حادث الطریق (فرع ثان) .
فمن حیث المكان ،فالمسار المضمون ىو ذلك الذي یقع بین مكان العمل ومكان
اإلقامة أو ما یشابو ذلك ،كالمكان الذي یتردد عمیو العامل عادة لتناول وجبة الطعام أو
ألغراض عائمتو ،فمكان العمل ،ىو الذي یحدده صاحب العمل كي ینفذ فیو العامل عممو
الواجب عمیو أدائو ،قد یكون المكان ثابت أو متغیر حسب طبیعة النشاط ،مثال ذلك العمل
في المقاوالت ،أن یتغیر العمل بتغیر مكان المشروع.
أما من حیث المعیار الزمني ،فإنو لكي یعتبر حادث عمل ناتج من إصابة العامل في
مسار الطریق ،أن تكون اإلصابة خالل فترة ذىابو لمباشرة العمل والعودة منو .
بمفيوم المخالفة ما ذكر أعاله ،ىناك حاالت أین یصیب العامل بحادث في مسار
الطریق دون أن یكون لو الحق في التعویض عن تمك اإلصابات وىذا ما جاء في الفقرة
-1المادة 12من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة المعدل والمتمم.
21
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
فبالنسبة لالنقطاع أو التوقف یقصد بيا الكف عن السیر لفترة من الوقت مع بقاء
العامل عمى الطریق الطبیعي لمعمل ،كأن یجد العامل جمعا من الناس ممتفین حول سیارة
معطمة فینضم إلیيم ویكف عن سیره ،وكذلك إذا انحرف العامل عن المسار المضمون وىذا
بسمكو طریق آخر غیر الطریق االعتیادي ولو كان ذلك المسار یؤدي إلى عممو فإن العامل
یحرم من التعویض في حالة وقوع حادث.1
المطمب الثاني
یعتبر حادث عمل حق ولو لم یكن المعني باألمر مؤمنا إجتماعیا في حالة ما إذا قام
بعمل بأي طریقة قصد إنقاذ شخص معرض لميالك وكان في حالة الخطر ،فأساس ىذه
الحالة ىو أن الدولة ىي مسؤولة عمى ضمان سالمة األفراد وممتمكاتيم ،واذا حل الشخص
محل الدولة وقام بدورىا ویكون قد تضرر من ذلك ،فعمى الدولة أن تعوضو عن األضرار
التي تمحق بو.2
1
– النظریة العامة في القانون االجتماعي في -الجیاللي عجة ،الوجیز في قانون العمل والحمایة االجتماعیة
الجزائري ،ط ،2دار الخمدونیة ،الجزائر ،2007 ،ص .84
2
-محمد الصغیر بعمي ،مرجع سابق ،ص .66
22
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
ولكي یستفید المصاب من تعویض حتى ولو لم یكن مؤمنا إجتماعیا ،ال بد من
أن یقع الحادث في مكان وأثناء قیام التظاىرة الریاضیة عمى أن تكون منظمة من قبل
اليیئة المستخدمة.
ثالثا /الحادث الناتج عن القيام خارج المؤسسة بمهمة ذات طابع إستثنائي أو
دائم طبقا لتعميمات المستخدم:
فيذه الحالة تشترط أن یكون الضحیة عامال ،یعمل تحت إشراف سمطة رب
العمل الذي یحدد طبیعة العمل ومكانو وزمانو ،أي أن یقع الحادث خارج مكان العمل
الرئیسي ،ولكن في مكان وزمان حدده سابقا رب العمل.1
أي كل شخص منتخب یتعرض لحادث عمل أثناء ممارسة ميامو االنتخابیة أو
بمناسبتيا فإنو یستفید من التعویض الناتج عن الضرر الذي لحق بو.
خامسا /الحوادث الحاصمة أثناء مزاولة الدراسة بانتظام خارج ساعات العمل:
ففي ىذه الحالة یشترط أن یكون المصاب عامال یستفید من حق الضمان عند
مزاولة الدراسة والتي قد تكون خارج أوقات ومكان العمل وعمى أن تكون بمزاولة
الدراسة بانتظام وبيذا تستبعد مزاولة الدراسة بصفة عرضیة وعشوائیة .
1
-كفیف الحسین ،النظام القانوني لممسؤولیة عمى اساس الخطأ ،در ىومو لمطباعة والنشر ،الجزائر ،2014 ،ص
.75
23
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
المبحث الثالث
إن اإلصابة التي تنتج عن حادث أثناء العمل أو بسببو؛ وىي ما تعرف بحوادث
العمل لن تكون ىي الوحیدة التي یتعرض ليا المؤمن لو أثناء أدائو لعممو ،فقد أدى
انتشار الصناعة وتطورىا إلى ظيور كثیر من األضرار التي تحدث بسبب بیئة العمل،
والمواد المستعممة فیيا.
وآیا كان العمل الذي یمارسو المؤمن لو فإنو یحتاج إلى بیئة نظیفة ومالئمة بكل
كالح اررة أو الرطوبة أو البرودة ،والعوامل األخرى الطبیعیة ظروفيا وعوامميا
والكیماویة ،والحیویة التي یتعرض ليا ،واال تعرض لإلصابة بما یسمى باألمراض
المينیة.1
-1أحمد محمد محرز ،الخطر في تأمین إصابات العمل -دراسة مقارنة ،رسالة مقدمة لمحصول عمى درجة
الدكتوراه في الحقوق ،جامعة القاىرة ،كمیة الحقوق ،جامعة القاىرة ،مصر ،2005 ،ص .32
24
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
المطمب األول
إن وضع تعریف جامع مانع لألمراض المينیة أمر یعتریو صعوبة بالغة ،إذ أنو في
الكثیر من الحاالت یصعب طبیا وضع خط بین األمراض المينیة واألمراض األخرى.
فالمرض الميني ىو الذي ینشأ عن مباشرة العمل ،وىو عبارة عن إصابة جسمانیة تقع
بسبب العمل ،ولكنيا ال تنشأ من حادث فجائي بل یترتب عمى طبیعة العمل خالل فترة من
الزمن .1وسیتم تعریف األمراض المينیة اصطالحا (فرع ول) وفقيیا (فرع ثان).
عرفو المشرع الجزائري في المادة 63من القانون رقم 13-83عمى أنو " :تعتبر
كأمراض مينیة كل أعراض التسمم والتعفن واإلعتالل التي تعزى إلى مصدر وتأىیل ميني
خاص".
ومن خالل ىذا التعریف الذي أبداه المشرع الجزائري ،نجد أن ىذا األخیر قد جذب
الفقو والقضاء عناء البحث عن تعریف یحدد ممیزات المرض الميني ،إال أن قوانین بعض
الدول كفرنسا ومصر لم تضع تعریف لممرض الميني وتنص عمى األمراض التي تعتبر
مينیة في جدول عمى سبیل الحصر فیو نوع المرض ،والعممیات واألعمال المسببة لو،
بحیث من ثبت لدیو حالة منيا تعتبر إصابة عمل أي مرض ميني موجب الضمان
والتعویض عنو ،فیتضح مما سبق أن تحدید األمراض المينیة یتمركز بصفة أساسیة عمة
ثبوت عالقة المرض الذي أصاب العامل بالمينة التي یمارسيا ،حیث انو لوال ممارسة ىذه
المينة لما أصیب بيذا المرض ،إذ أنو لكي یستفید العامل من ضمان اإلصابة أن یكون
المرض مبنیا في الجدول الممحق في القانون ،وأن یكون العمل الذي یزاولو العامل من شأنو
أن یؤدي إلى ىذا المرض من ىذا الجدول .
یعرف بأنو" :مرض سببو عمل دائم یظير خالل مدة معینة قد تكون في مدة العمل أو
الفترة المحددة قانونا ،قد یكون سببو تعفنا في مكان العمل أو أي سبب آخر بشرط أن یكون
مرتبطا بالعمل".1
والبعض اآلخر عرفيا عمى أنيا" :األمراض الناتجة عن تفاعالت أو ترسبات المواد أو
الروائح الكریية أو ما شابييا المسببة ألمراض التسمم ،والتعفن ،وبعض العمل التي تكون
سببيا مصد ار مينیا خاصا.2
وجانب آخر من الفقو القانوني عرف األمراض المينیة بأنيا " مرض ینتج عن
الممارسة العادیة لمينة معینة ،التي ال یمكن تحدید ظيورىا بزمان ومكان معین ،كونيا
تتعمق بذاتیة الفرد من حیث تكوینو البیولوجي ،ومدى تأثره بالمينة في ظروف العمل".3
1
-مالكي محمد نجیم وبسامي أسماء ،مرجع سابق ،ص .29
2
– عالقات العمل الفردیة ،ج ،2دیوان -أحمیة سمیمان ،التنظیم القانوني لعالقات العمل في التشریع الجزائري
المطبوعات الجامعیة ،الجزائر ،1998 ،ص .150
-3سماتي الطیب ،حوادث العمل واألمراض المينیة في التشریع الجزائري ،دار اليدى لمطباعة والنشر ،2013 ،ص
ص .27-26
26
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
كما یحظى المرض الميني باىتمام كبیر سواء عمى المجال الداخمي أو عمى
المستوى الخارجي ،فقد تضمنتو عدة اتفاقیات دولیة وبذلت عدة محاوالت لتعریف
المرض الميني ،فقد جاء في التوصیة رقم 67لسنة 1944الصادرة عن مؤتمر
العمل الدولي أن المرض الميني ىو" :كل مرض تكثر اإلصابة بو بین المشتغمین في
المينة ،أو حالة تسمم تحدث بسبب المواد المستعممة في مينة معینة مما یستوجب
التعویض عنو باعتباره مرضا مينیا ،إذ كان الشخص ممن یعممون في تمك المينة".2
المطمب الثاني
تتعدد صور اإلصابة الناتجة عن العمل أو بسببو ،األمر الذي یترتب عمیو انفراد
كل صورة منيا بشروط مينیة واجراءات تكییف ميني خاص بيا .وعمى العكس من
عدم إمكانیة حصر حوادث العمل ،ترتبط األمراض المينیة بجداول محددة ،تشمل
المرض الميني نفسو ،والمينة المسببة لو ،مما یسيل عممیة اإلثبات والتكییف الميني.
واذا كانت حوادث العمل تتحقق بمجرد توافر الشروط المينیة فإن األمراض
المينیة ترتبط بجداول خاصة بتحدیدىا ،وفق أنظمة معمول بيا تتمثل بنظام التغطیة
الشاممة ،ونظام الجداول ،والنظام المزدوج أو المختمط.
وسنحاول تحدید الطرق المتبعة لتحدید المرض الميني (فرع أول) وموقف المشرع
الجزائري من ذلك (فرع ثان).
-1خمیفي عبد الرحمان ،الوجیز في منازعات العمل والضمان االجتماعي ،دار العموم لمنشر والتوزیع ،الجزائر،
،2008ص .107
2
-بناصر عبد السالم ،النظام القانوني لمتعویض عن حوادث العمل واالمراض المينیة في التشریع الجزائري ،مذكرة
لنسل شيادة الماجستیر في القانون ،كمیة الحقوق ،جامعة الجزائر ،2001 ،ص .56
27
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
إن تحدید المرض الميني من أصعب األمور التي یواجييا التشریع سواء في الدول
المتقدمة أو النامیة ،لما تحتاج لو من خبرات عممیة ودراسات وأبحاث طویمة خاصة في
مجال الطب من أجل إثبات العالقة السببیة بین العمل والمرض الميني الناشئ عن ممارسة
ذلك العمل ،ونظ ار إلختالف الدول في طریقة تحدیدىا لألمراض المينیة ،1یمكننا أن نصنف
النظم المتبعة في تغطیة األمراض المينیة إلى نظامین وىي:
-2نظام الجداول
یقوم عمى تعیین ىیئة لمبث في كل حالة إلعتبار المرض مرضا مينیا من عدمو ،قد
تكون ىذه اليیئة من أخصائیین أو من لجنة مشكمة من عناصر مختمفة أو مكتب إداري
یعاونو خبراء حسبما یحدده قانون الدولة الذي تتبع مثل ىذا النظام في تحدید األمراض
المينیة بترابيا.2
یتولى المشرع في نظام الجداول تحدید األمراض المينیة ویدرجيا في جدول مقسم
لشقین ،األول یحدد فیو اسم المرض ،وفي الشق الثاني األعمال المسببة ليذا المرض
وبمجرد إصابة العامل بمرض من ىذه األمراض المحددة في الجدول و كان یمارس مينة أو
عمال تسببو وفقا لمجدول ،اعتبر مرضا مينیا .
وقد یكون الجدول مغمقا فتحدد فیو األمراض والمين التي تسببيا عمى سبیل الحصر
دون السماح ألیة جية بإضافة أمراض جدیدة ،وبعد وضع الجدول.
ویعاب عمى ىذه األخیرة أنيا ال تواكب الواقع العممي والبحث العممي الذي بإمكانو
الكشف عن أمراض جدیدة ،ليا صفة المرض الميني ،مما یؤدي بالعامل إلى فقدان حقو في
الحمایة لسبب بسیط ىو قصور الجدول عن مواكبة التطور.1
أما النوع الثاني من الجداول فيي المفتوحة ،والتي لجأت إلیيا التشریعات الحدیثة
لتتدارك النقائص التي میزت الجداول المغمقة ،فيي تسمح بإضافة أمراض مينیة جدیدة كمما
ظيرت الحاجة لذلك ،أو بموجب إجراءات بسیطة ،وىذا ما اخذ بو التشریع الجزائري في
مادتو 64من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة ،أو بموجب
قرار إداري من الجية المسئولة عمى التامین ضد إصابات العمل واألمراض المينیة.2
مما تجدر اإلشارة إلیو أن ىذا النظام یریح القاضي و أطراف النزاع من عبء اإلثبات
نظ ار لما یتحممو من قرائن قانونیة ،وىذا ا رجع لشمولیة ىذا النظام ألنو یغطي كافة
األمراض المينیة التي تظير بظيور انو مينة تصاحب ىذا المرض .
اتخذ المشرع الجزائري طریق الجداول في تحدید األمراض المينیة والتي تحوي
84جدول یحدد كل جدول بدقة تعیین المرض ویذكر قائمة األعمال التي قد تسببو ومدة
التكفل وىي محددة في بعض الحاالت بیوم واحد.3
كما في حالة الحوادث الحادة التي تسببيا األعمال المتصمة باالستعمال والمعالجة
الیدویة للمواد العطریة ومشتقاتيا وتصل إلى 30سنة في أغمب حاالت اإلصابة بالسرطان
الميني.
1
-السید نایل عید ،الوسیط في شرحي نظامي العمل والتأمینات االجتماعیة في المممكة العربیة السعودیة ،مطابع
جامعة الممك سعود ،السعودیة ،1996 ،ص .422
2
-محمد حسن قاسم ،قانون التأمین االجتماعي ،المكتبة القانونیة ،مصر ،2003 ،ص .247
3
-قرار وزاري مشترك مؤرخ في 05ماي ،1996یحدد قائمة األمراض التي یحتمل ان یكون مصدرىا مينیا ،ج
ر ع ،16الصادرة في 27مارس .1997
29
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
وما یبرر اختالف المدة المقررة لمتكفل بكل مرض ىو طبیعة المرض الذي
یصاب بو العامل من جية والمدة التي یستغرقيا لظيوره ،خاصة أن بعض األمراض
تستغرق مدة طویمة لیتم اكتشافيا ،وىذا ما جعل البعض یصفيا باإلصابة الصامتة
لمجياز ،وحددت المدة وفقا لمعاییر طبیة بحتة.1
حیث تسري ىذه المدة من تاریخ التوقف عن العمل المعرض لمخطر ،وتنتيي
عند تاریخ أول معاینة طبیة لممرض الميني ،ویعود االختصاص في وضع القوائم إلى
لجنة مكمفة باألمراض المينیة تحدد عن طریق التنظیم .
وألزم المشرع أیضا كل صاحب عمل یستخدم وسائل عمل من شأنيا أن تتسبب
في األمراض المينیة ،التصریح بيا لدى ىیئة الضمان اإلجتماعي ،ومفتش العمل،
والمدیر الوالئي.
كما تصنف األمراض المينیة وفقا لمقرار الوزاري المشترك في المادة 5إلى ثالث
مجموعات وىي كالتالي:2
1
-بناصر عبد السالم ،مرجع سابق ،ص .56
2
-المادة 05من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 05ماي ،1996یحدد قائمة األمراض التي یحتمل ان یكون
مصدرىا مينیا ،السالف الذكر.
30
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
تحوي المجموعة األولى لألمراض التي یكون سببيا التعرض لممواد الضارة خاصة
الرصاص والزئبق والمسببة لمتسمم الحاد والمزمن التي تظير عمى العمال المعرضین ليا
بصورة معتادة في شكل عوارض مرضیة.
ویمكن لمطبیب التعرف عمى أعمال أخرى غیر مدرجة بجدول المجموعة ،تسبب
التسممات الحادة والمزمنة ولكن ال یستطیع العامل االستفادة من التعویض إال بإثبات
ممارستو لمعمل بصفة عادیة.1
یصاب العامل بالعدوى الجرثومیة إذا تعرض لمكائنات المجيریة المعدیة مثل:
الفیروسات والبكتیریا والطفیمیات ،وتنتقل العدوى بعدة طرق قد تكون عن طریق جمد
المصاب مثل الجمد المتيتك ،وتنتقل أحیانا عن طریق الجمد السمیم مثل الجمرة الخبیثة .
كما یمكن أن ینتقل بسبب لدغ الحشرات أو تناول العامل لطعام مموث بل یكفي أحیانا
إلصابتيم بالعدوى بتواجدىم في بیئة عمل ال یتوفر عمى الشروط الصحیة ،مما یساعد عمى
بقاء الكائنات المعدیة.2
إن ىذه المجموعة المبینة ألمراض العدوى الجرثومیة جاءت في الجداول المحددة وال
یمكن لمطبیب اإلضافة إلیيا كما ال یمكن لمعامل االستفادة من التعویض إال إذا استطاع
العامل إثبات ممارستيا بصفة اعتیادیة.3
1
-سماتي الطیب ،مرجع سابق ،ص .123
2
-المرجع نفسو ،ص ص .124-123
3
05ماي ،1996یحدد قائمة األمراض التي یحتمل ان یكون -المادة 06من القرار المشترك المؤرخ في
مصدرىا مينیا ،السالف الذكر.
31
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
تحصي األمراض التي یفترض أن یرتبيا جو العمل و /أو موقف خاصة یتطمبيا تنفیذ
األشغال و عادة ما تكون مرتبطة ببیئة العمل ،مثل األخطار الناجمة عن الضجیج ،أو
العمل المرتبط بالح اررة سواء كانت مرتفعة أو منخفضة لما تخمفيم من آثار سمبیة .1
المطمب الثالث
إن التمییز بین حادث العمل والمرض الميني ،یقتضي بالضرورة تبیان وجو التشابو
القائم بینيما (فرع أول) وتبیان أوجو التفرقة بینيما (فرع ثان) وما ىي أىمیة التفرقة بین
المرض الميني وحادث العمل (فرع ثالث).
ویتمثل وجو التشابو في ارتباطيما بالعمل ،الذي كان سببا في إصابة العامل بأي
منيما ،كما أن آثار وقوعيما تظير عمى جسم العامل ،سواء من حیث الجانب الداخمي
مثال :حادث العمل الذي سبب نزیفا في الدماغ بسبب السقوط ،والصمم الذي سببو
المرض الميني.
كما یمكن أن تظير اآلثار عمى الجانب الخارجي لجسم العامل ،مثل بتر ید أو
رجل العامل بسبب حادث العمل ،أو البتر الذي یكون بسبب مرض جمدي یندرج
ضمن أمراض المينة.
رغم ىذا التشابو فإن األمر ال یخمو من بعض الفروق ،والتي تترتب عنيا آثار
ىامة.
یتم التمییز بین المرض الميني وحادث العمل من عدة نواحي ،وىي:
إذا كان حصول الضرر مباغثا أو ناتجا عن فعل بطيء ،وحدث بصفة تدریجیة
فيو مرض ميني ،مثل اشتغال العامل في جو شدید الح اررة ،تحت شمس محرقة ما
أدى إلى وفاتو ،وبما أن ضربة الشمس قد تسبب أمراضا مينیة وتسبب أیضا حادث
العمل.
ىنا الفاصل ىو طبیعة الفعل ،فیعتبر فعال خارجیا یسمح بتحدید الوقت الذي بدأ
وانتيى فیو ،یعتبر حادث عمل ،أو العكس فیعتبر مرضا مينیا.1
ال یتصور وقوع حادث العمل إال خالل قیام عالقة العمل ،فيو یحدث لمعامل
أثناء أو بسبب العمل ،وتمتد الحمایة أیضا لمطریق المؤدي من والى مكان العمل
عكس األمراض المينیة التي یكشفيا العامل خالل مدة خدمتو (عالقة العمل مازالت
قائمة) ،كما قد تظير بعد انتياء الخدمة فضال عن أنيا قد تكتشف عن صاحب عمل
آخر حین یغیر العامل موقع عممو ،وال یكون من شأن العمل الجدید إحداث إصابة
بأحد األمراض المينیة. 2
1
-حسین عبد المطیف حمدان ،أحكام الضمان االجتماعي ،الدار الجامعیة ،لبنان ،2002 ،ص ص .306-305
2
-عوني محمود عبیدات ،شرح قانون الضمان االجتماعي ،دار وائل لمنشر ،األردن ،1998 ،ص .156
33
ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي الفصل األول
إن أىمیة التفرقة بین المرض الميني وحادث العمل تبرز في التعویضات المقدمة
من طرف صندوق الضمان اإلجتماعي ،وىذه األخیرة تختمف بإختالف نوع اإلصابة،
فإذا أصیب العامل بحادث عمل ،فإنو یتمتع بالحمایة الكاممة ميما یكن سبب حدوثو،
مادام قد ثبتت صمتو بالعمل ،أما إذا أصیب العامل بمرض ميني ،فال یحق لو التمتع
بالحمایة القانونیة إال إذا كان ذلك المرض من ضمن األمراض المحددة عمى سبیل
الحصر من قبل التشریع عمى أنيا أمراض مينیة ،فال یكفي اإلصابة بالمرض حتى
یستحق العامل تعویضا عنيا.1
1
-حسین عبد المطیف حمدان ،مرجع سابق ،ص .306
34
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
الفصل الثاني
في التأمين من حوادث العمل والتعويض ،ال وجود لمثل ىذه الشروط ،ىذا الحق
موجود بمجرد المحظة التي يطابق فييا حادث العمل ،أو المرض الميني المعاين
وىكذا فان العامل الذي والمتحقق منو الخاضع لمتعريفات الواردة عنو في النصوص.
يصيبو حادث العمل بعد ساعة من تشغيمو يستفيد من التعزيض باسم التشريع الجزائري.1
فالمشرع الجزائري رتب في إطار الحماية االجتماعية عند تعرض المؤمن لو ألي
حادث عمل أو ظيور أعراض لممرض الميني حق االستفادة من التعويض وفق أحكام
القوانين المتعمقة بإصابات العمل .غير أن استفادة المصاب من التعويض طبقا ألحكام
إصابات العمل ال تحرمو من إمكانية االستفادة من التعويض وفق القواعد العامة في
المسؤولية المدنية متى ثبت ذلك الحق في مواجية جية العمل – المستخدم -أو الغير.
كل ىذا الن نظام التعويض عن إصابات العمل أصبح من مستمزمات العصر
الحديث ،وعميو فإن قوة العمل البشرية في الدولة جديرة بالرعاية ،حيث يجب عمى الدولة
عند وضع خطط مشاريعيا ،تقسيم العمل وتنظيمو وأن ال تضع أولوية االىتمام بزيادة
اإلنتاج فقط ،بل كذلك تراعي التنظيم الذي يسير عميو العامل وفقا لطرق وقائية ،واألخذ
بعين اإلعتبار أدمية وانسانية العامل بما يكفل سالمتو وأمنو.
-1المادة 02من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية ،السالف الذكر.
36
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
وسنتطرق في ىذا الفصل إلى تحديد المسؤوليات عن الحادث (مبحث أول) ثم إلى
أحكام التعويضي الرئيسي (مبحث ثان) وفي األخير إلى أحكام التعويض التكميمي
(مبحث ثالث).
المبحث األول
إن استبعاد المشرع لمخطأ بصفة خاصة والقواعد العامة بصفة عامة يضفي عمى التشريع
المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية طابع النظام التعويضي ،يقصد بيذا األخير وجود
قواعد وأحكام خاصة ،اليدف منيا ىو تعويض الضحايا من جية ووضع إجراءات لتسييل
الحصول عميو من جية أخرى.
وعميو ال يجوز لمضحية أو ذوي حقوقيا المجوء لقواعد المسؤولية المدنية ،الن التعويض
يقوم عمى مبدأ استبعاد الخطأ ىذا ما سنقوم بدراستو في ىذا المبحث من خالل التطرق إلى
مسؤولية صاحب العمل (مطمب أول) ثم إلى مسؤولية العامل (مطمب ثان) وفي األخير إلى
مسؤولية الغير (مطمب ثالث).
المطمب األول
ال تقوم مسؤولية صاحب العمل عمى أساس فكرة الخطأ لوذا ال تمجأ ىيئة الضمان
االجتماعي عند فحصيا لظروف الحادث إلى البحث عما إذا كان صاحب العمل قد ارتكب
خطأ أو تقصير أدى إلى وقوع الحادث إنما تركز اىتماميا حول ما إذا كان الحادث قد وقع
أثناء العمل أو سببو فإذا ما توصمت إلى دلك تقرر حاال مسؤولية المؤسسة المستخدمة أو
صاحب العمل أي تقرير أن الحادث ىو حادث عمل تحكمو قواعد قانون حوادث العمل و
األمراض المينية ،أم أن اإلصابة ىي إصابة عادية تحكميا قواعد في القانون المدني.
37
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
غير أن ذلك ال يمنع ىيئة الضمان االجتماعي من البحث عن السبب المباشر لمحادث
ففي معرفتو فائدة لييئة الضمان اإلجتماعي ،ألنيا ىي الجية المسؤولة في النياية عن
التعويض.1
كما أن معرفتيا ألسباب الحوادث يساعدىا في تنفيذ سياستيا الوقائية من حوادث العمل
واألمراض المينية إذ ىو شرط مسبق وال غنى عنو في تحديد ضوابط الوقاية ،تطبيقا لمقواعد
العامة في المسؤولية ليس لسبب ىناك يمنع العامل المصاب أو ذوي حقوقو من الرجوع عمى
صاحب العمل بمبمغ التعويضات اإلضافية الناتجة عن الحادث و دلك في حالة صدور خطأ
غير معذور أو متعمد عن صاحب العمل الناتج عن عدم إتخاده اإلحتياطات الوقائية الالزمة.
المطمب الثاني
مسؤولية العامل
لقد رتب المشرع مسؤولية العامل في حالة واحدة وىي الحالة التي يشترك فييا مع الغير
المتسبب في وقع الحادث وعندما يخول قانونيا لييئة الضمان اإلجتماعي حق المطالبة بتسديد
نفقة األداءات التي تتحمميا وذلك في حدود التعويض المتعمق عمى ذمة ىدا المتسبب.
ذلك ألن ىيئة الضمان اإلجتماعي ممزمة قانونيا بأن تقدم عمى الفور األداءات
المنصوص عمييا في القانون لممصاب أو لذوي حقوقو ,و بالتالي يحق ليا الرجوع بيا عمى
المتسبب في الحادث وما يجدر اإلشارة إليو ىنا أن العامل يسأل تدريجيا وفي حالة عدم إمتثالو
لمقواعد العامة المتعمقة بالوقاية الصحية واألمن في مجال العمل ففي حالة تياونو أو عدم
،11 -1قانون رقم 08-08مؤرخ في 23فبراير ،2008يتعمق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي ،ج ر ع
الصادرة في 02مارس .2008
38
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
مراعاتو ليده القواعد والتعميمات يتعرض لمعقوبات المنصوص عمييا في النظام الداخمي
لممؤسسة المستخدمة.1
المطمب الثالث
مسؤولية الغير
يقصد بالغير كل شخص غير صاحب العمل وغير عمالو ومستخدميو ومن المعموم
أن أشخاص قانون الضمان اإلجتماعي ىم مبدئيا المؤسسة المستخدمة و صاحب العمل
وىيئة الضمان اإلجتماعي والعامل المؤمن لو وال تتجو أحكامو عموما إلى تنظيم عالقات
غير التي تنشأ بين األشخاص إال إذا رتب المشرع بعض اآلثار القانونية عمى تصرفات
صادرة عن شخص من غير ىؤالء نتجت عنيا أعباء مالية أو أضرار كما لو تسبب في
خطأ في إلحاق إصابة عمل بالعامل.2
فيل يخضع الغير ىنا إلى القواعد الخاصة بالتعويض التي يتضمنيا قانون حوادث
العمل واألمراض المينية ،أم تقام المسؤولية في نطاق القواعد العامة بإعتبارىا شخصا أي
من الغير؟
أوال :قبل ظيور نظام الضمان اإلجتماعي كشركات التأمين الخاصة التي تؤمن
لدييا أصحاب العمل إذ تدفع مبمغ التعويض لمعامل المصاب و ترجع عمى الغير بمقداره
أي يقيم العامل دعوى التعويض عمى الغير وفقا لقواعد المسؤولية في القانون المدني.3
-1المادة 43من القانون رقم 07-88مؤرخ في 26يناير ،1988يتعمق بالوقاية الصحية واالمراض وطب العمل ،ج
ر ع ،117الصادرة في ..يناير .1988
-2بورجو وسيمة ،دور الخطأ في التعويض عن حوادث العمل ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون الخاص ،فرع
عقود ومسؤولية ،كمية الحقوق – بن عكنون ،جامعة الجزائر ،2013 ،1ص .11
-3أمر رقم 58-75مؤرخ في 26سبتمبر ،1975المتضمن القانون المدني ،ج ر ع ،78الصادرة في 30سبتمبر
.1975
39
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
ثانيا :وبعد ظيور نظام الضمان اإلجتماعي محل التأمين أصبح العامل يتسمم
تعويضو ويرجع بالفرق عمى الغير المتسبب في الحادث وىدا طبقا ألحكام قانون حوادث
العمل واألمراض المينية بالجزائر.
المبحث الثاني
إن صرف التعويض لممتضرر عن حادث العمل أو المرض الميني قد يكمف الدولة أعباء
مالية جمة خاصة وأن الموظف أو العامل حتى وان كان متضر ار من حادث عمل أو مرض
ميني فيو يظل بموجب القانون أو باألحرى القوانين المنظمة لمتأمينات االجتماعية وحوادث
العمل واألمراض مكفوال بموجب ىذه األخيرة وتضع ىذه القوانين كمبدأ تكفل الصناديق
االجتماعية بدفع التعويضات وىذا ىو ما يطبق عموما ويقبض المتضررون من األخطاء
المينية واألمراض المينية تعويضاتيم لدى الييآت المنتمين إلييا لمتأمينات االجتماعية.
غير انو ميما كانت مبررات المشرع فالتعويض الذي يستحقو المتضرر ىو باألخير حقو
المشروع ،وبالتالي وجب تبيان مجال التعويض الرئيسي (مطمب أول) ثم إجراءات الحصول
عمى التعويض (مطمب ثان) وفي األخير تبيان كيفية تقدير التعويض الرئيسي (مطمب ثالث).
المطمب األول
تتعدد مجاالت التعويض التي يستفيد منيا المصاب بحادث عمل أو مرض ميني،
فقد يتحدد مجال التعويض من حيث األضرار (فرع أول) كما يمكن أن يتحدد مجال
التعويض من حيث األشخاص (فرع ثان).
40
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
يجب التفرقة في ىذا اإلطار بين الضرر الالحق بالضحية ذاتو والضرر الالحق بذوي
حقوقو في حالة وفاتو.
تطرقنا ونحن بصدد الحديث عن الشروط العامة في حوادث العمل إلى تأكيد اشتراط
األمرض المينية شرط جسمانية الضرر
القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل و ا
الالحق بالضحية إلعتبار اإلصابة حادث عمل ،أوضحنا حقيقة ىذا الشرط.
ووفقا لذلك يمكن القول أن الضحية في حوادث العمل ال يعوض إال عن الضرر
الجسماني خالفا لما ىو مقرر في القواعد العامة.
واذا كان اإلعتداء عمى جسم اإلنسان ىو اعتداء عمى حق يتساوى فيو كل الناس،
فإن آثاره تختمف من شخص آلخر باعتبار حالة كل منيما اإلجتماعية واإلقتصادية
والشخصية والمينية ،واذا كان بعض الشراح يجعمون من الضرر الجسماني ينطوي تحت
الضرر المادي إلى جانب الضرر المالي.2
-1أحمد شرف الدين ،انتقال الحق في التعويض عن الضرر الجسدي ،دار الحضارة العربية ،مصر ،1982 ،ص .9
-2عمي فياللي ،االلتزامات – العمل المستحق لتعويض ،دار النشر ،الجزائر ،2001 ،ص .247
41
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
فيناك من يميز بين الضرر الجسماني والضرر المادي الذي يطمق عمى اإلعتداء عمى
المال.1
في حين يرى بعض الشراح أن الضرر الجسدي يعبر عن النتائج المادية والمالية
واألدبية التي تترتب عمى اإلعتداء عمى الجسم ،فاإلعتداء عمى الحق في التكامل الجسدي
حسب ىذا الرأي ىو في ذاتو يعتبر ضر ار يترتب عميو خسارة مالية تتمثل أساسا فيما
يتكفمو المضرور بسبب اإلصابة ،وكذلك المزايا المالية التي كان المضرور يحصل عمييا
قبل اإلصابة ،أما الجانب غير المالي فإن ىذه اإلصابة يترتب عمييا أضرار أخرى تتمثل
فيما عاناه المضرور من أالم ،وفيما فاتو من جمال ،وفيما حرم منو من متع الحياة.2
غير أن تفحص النصوص القانونية الجزائرية تجعمنا تؤكد أن الضرر المعوض عنو
في نظامنا القانوني ،ىو الضرر الجسماني في جانبو المالي دون الجانب المعنوي ،أي
يؤثر الضرر الجسماني عمى المركز اإلقتصادي لمفرد ،ويظير ذلك من خالل ربطو
التعويض الرئيسي بمصاريف العالج وأجر الضحية من جية ،وبتحديد صور الضرر
الجسماني من جية أخرى بالنسبة لمضحية والتي ربطتيا بالعجز عن العمل كما سيأتي
بيانو.3
فيناك من يميز بين الضرر الجسماني والضرر المادي الذي يطمق عمى اإلعتداء
عمى المال.4
،2دار العموم لمنشر والتوزيع، لاللتزامات – مصادر االلتزام ،ط -1دربال عبد الرزاق ،الوجيز في النظرية العامة
الجزائر ،2004 ،ص .82
-2أحمد شرف الدين ،مرجع سابق ،ص .11
-3مالكي محمد نجيم وبسامي أسماء ،مرجع سابق ،ص .44
-4دربال عبد الرزاق ،مرجع سابق ،ص .82
42
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
أ-العجز الدائم:
فالعجز الدائم ىو العجز الذي بقي بعد التئام الجروح ،ويقصد بو دائما نسبة النقص في
القدرة المينية أو الوظيفية الناشئ عن الحادث بالقياس مع التي كانت لممتضرر عند وقوع
الحادث.
وتقدر نسبة العجز الدائم عمى يد الطبيب المستشار لييئة الضمان اإلجتماعي وفقا لجدول
يحدد عن طريق التنظيم حسب ما تضمنو نص المادة 42المعدلة والمتممة من القانون رقم
13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية .
وحسب نفس المادة يجوز أن تضاف إلى النسبة الواردة في الجدول نسبة اجتماعية مراعاة
لعجز المصاب و قدراتو وتأىيمو الميني وحالتو العائمية واإلجتماعية ،وتمنح ىذه النسبة
اإلجتماعية المتراوحة ما بين 1و %10لممؤمنين ليم اجتماعيا الذي تساوي نسبة عجزىم أو
تفوق .%10
وحسب المادة 43من نفس القانون تطبق القواعد الواردة في الجدول المذكور سابقا في
حالة حصول عاىات متعددة ،أو وجود عاىات سابقة جاء في المادة 33من القانون 11-83
السالف الذكر بأنو " يقدر العجز باعتبار ما بقي من قدرة المؤمن لو عمى العمل وحالتو العامة
وعمره وقواه البدنية والعقمية وكذا مؤىالتو وتكوينو الميني".
ب -العجز المؤقت:
يعرف العجز المؤقت بأنو العجز الذي يضعف إنتاج العامل ،و يجعمو مضط ار إلى العمل
بأجر منخفض أو ىو العجز الذي ينقص من قدرة العامل عمى اإلنتاج والتكسب بنسبة معينة،
ىي قيمة العجز ،ولكنو ال يحول بينو و بين أداء العامل كميا ألي عمل.1
-1صبحي محمد المتبولي ،قانون التأمينات االجتماعية ،ج ،1مطبعة دار الينا ،1991 ،ص .129
43
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
فالعجز الجزئي إذن ىو الضعف الذي يصيب العامل بشكل تتقيقر معو قدرة العامل عمى
العمل ،دون أن يصل إلى إعدام ىذه القدرة.1
وتختمف درجة العجز من حالة إلى أخرى ،ويتم تقدير العجز الجزئي بالمدة ،ويتم تقدير
مدة العجز من طرف الطبيب الذي يختا ره المصاب وفقا لما جاءت بو المادتين 22و 23من
القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية.2
يظير الضرر الالحق بذوي الحقوق في حالة وفاة الضحية.والوفاة ىي خروج وزىقان روح
الضحية سواء كان ذلك حقيقة أو حكما.
فالموت إذن يؤدي إلى فقد الحياة و كل القدرات الجسدية والعقمية ،ويعتبر الضرر الذي
يتمثل في فقد الحياة ضر ار غير مالي.3
لكن ىناك بعض اآلراء تعتبر ىذا الضرر ضر ار ماديا ،وىذا اإلتجاه تبنتو بعض أحكام
القضاء المصري ،الذي إعتبر أبمغ أنواع الضرر المادي الذي يصيب الشخص الذي لحق بو
عند الموت والذي فقد بو أثمن شيء مادي يممكو وىو حياتو ،كما يقصد بالضرر المادي في
مفيوم ىذا الرأي الضرر المالي.
ونشير إلى أن النقاش قائم ىل التعويض عن ضرر الوفاة ينتقل إلى الورثة أم أن الحق
في تعويض الورثة مستقل عن الضرر الذي أصاب الضحية؟
ويبدو أن الضرر المعوض عنو أصحاب الحقوق مستقل عن الضرر الالحق بالضحية،
وان كان ىذا األخير ىو سببو المباشر ،ولكن تحديد طبيعة الضرر تكون بالنظر إلى المضرور
الذي يستحق التعويض وليس بالنظر إلى الضحية.
-1مصطفى الجمال وحمدي عبد الرحمان ،التأمينات االجتماعية ،مؤسسة شباب الجامعة ،مصر ،1994 ،ص .214
-2أنظر المواد 22و 23من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية.
-3أحمد شرف الدين ،مرجع سابق ،ص ص .44-41
44
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
وبالنظر إلى شروط التعويض في ىذه الحالة وتمديد ذوي الحقوق يبدو أن القانون
الجزائري اعتبر الضرر الالحق بذوي الحقوق في حالة وفاة الضحية ،ضر ار إقتصادي مالي،
ذلك أن تقدير التعويض مربوط بأجر الضحية من جية ،واشتراط أن يكون ذو الحق مكفوال من
الضحية من جية أخرى.
يكون ضحية حادث العمل ذاتو ىو مستحق التعويض سواء كان الحادث بمفيومو الضيق
أو بمفيومو الواسع ،لكن يختمف المجال الشخصي لمضحية وفق حاالت معينة ،كما ينبغي
تحديد المجال من حيث األشخاص و يكون ىذا بالتفرقة بين حالتين:
في ىذه الحالة ال يشمل التعويض سوى األشخاص الخاضعين لنظام التأمينات
االجتماعية وميما كان موضوع نشاطيم ،ويتم تحديد ىؤالء كما يمي:
تطبيقا لنص المادة الثانية من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض
المينية" تسري أحكام ىذا القانون في مجال حوادث العمل واألمراض المينية التي يتعرض ليا
العامل أيا كان قطاع النشاط الذي ينتمي إليو".1
وجاء في نص المادة الثالثة من ىذا القانون بأنو" :يستفيد من أحكام ىذا القانون كل
عامل مؤمن لو اجتماعيا بمقتضى المادتين 3و 6من القانون رقم ."11-83
وبالرجوع إلى ىاتين المادتين نجد أن المادة الثالثة تنص" :يستفيد من أحكام ىذا القانون
كل العمال سواء كانوا أجراء ،أم ممحقين باألجراء أيا كان قطاع النشاط الذي ينتمون إليو
والنظام الذي يسري عمييم قبل تاريخ دخول ىذا القانون حيز التطبيق.
وتجسيد التنظيم في المرسوم 33-85الذي يحدد قائمة العمال المشبيين باألجراء في
مجال الضمان اإلجتماعي.1
حيث جاء في المادة األولى منو المعدلة والمتممة ، 2تطبيقا لممادة الثالثة من القانون
11-83يعد عماال مشبيين باألجراء قصد اإلستفادة من خدمات الضمان اإلجتماعي العمال
األتي بيانيم:
العمال الذين يباشرون عمميم في المنزل ولو كانوا يممكون كامل األدوات الالزمة
لعمميم .
األشخاص الذين يستخدميم الخواص ،ال سيما خدم المنزل والبوابون والسواقون
والخادمات والغساالت والممرضات و كذلك كل األشخاص الذين يحرسون عادة أو عرضا
في منازليم أو منازل مستخدمييم األطفال الذين يأتمنيم عمييم أوليائيم أو اإلدارات أو
لمرقبتيا.
الجمعيات التي يخضعون ا
المتمينون الذين يتمقون أج ار يساوي نصف األجر الوطني المضمون أو يفوقو.
الفنانون و الممثمون الناطقون و غير الناطقين في المسرح والسينما والمؤسسات
الترفييية األخرى الذين يدفع ليم مكافآت في شكل أجور وتعويضات عن النشاط الفني.
البحارة الصيادون خاصة الذين يبحرون مع الصياد الرئيس.
-1مرسوم رقم 33-85مؤرخ في 9فبراير ،1985يحدد قائمة العمال المشبيين باألجراء في مجال الضمان االجتماعي
المعدل والمتمم ،ج ر ع ،9الصادرة في 24فبراير .1985
-2المادة األولى المعدلة بموجب المرسوم رقم 274-92مؤرخ في 6يوليو ،1992يعدل ويتمم المرسوم رقم ،33-85
الذي يحدد قائمة العمال المشبيين باألجراء في مجال الضمان االجتماعي ،ج ر ع ،52الصادرة في 8يوليو .1992
46
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
وجاء في المادة 2من ىذا المرسوم" :يشبو باألجراء في اإلستفادة من الخدمات العينية من
تأمينات المرض واألمومة وخدمات حوادث العمل واألمراض المينية فقط األشخاص اآلتي
بيانيم :حراس مواقف السيارات التي ال يدفع فييا أجر الوقوف إذا رخصت ليم المصالح
المختصة بذلك".
وجاء في المادة الثالثة المعدلة والمتممة ،يشبو باألجراء في موضوع حوادث العمل
واألمراض المينية ،فضال عن األشخاص المذكورين في المادة 4من القانون 13-83المتعمق
بحوادث العمل واألمراض المينية األشخاص اآلتي بيانيم:1
وحسب ىذه المادة يعتبر األشخاص المذكورين في المادة الرابعة من القانون رقم 13-83
المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية ،مشبيين باألجراء وىؤالء األشخاص ىم:
أما المادة السادسة من القانون 11-83المتعمق بالتأمينات اإلجتماعية فقد جاء فييا
"ينطوي وجوبا تحت التأمينات اإلجتماعية األشخاص الذين يشتغمون في التراب الوطني أيا
كانت جنسيتيم سواء أكانوا يعممون بأية صفة من الصفات وحيثما كان لصالح فرد أو جماعة
من أصحاب العمل ،وميما كان مبمغ أو طبيعة أجرىم وشكل و طبيعة أو صالحية عقد عمميم
أو عالقتيم فيو و تطبق أحكام ىذه المادة بموجب مرسوم".
ب -حالة ما إذا لم يكن القانون يشترط أن يكون الضحية مؤمنا له إجتماعيا:
وىنا يشمل التعويض كل الضحايا سواء كانوا عماال أم ال ،وميما كانت صفتيم ،
ويجب اإلشارة إلى أن الحماية المقررة تتعدى اإلقميم الوطني إلى األقاليم األخرى ،حيث
جاء في المادة 84من القانون " 11-83تكفل األداءات المستحقة لألعوان العاممين في
البعثات الدبموماسية والتمثيميات الجزائرية والطمبة والمتربصين وذوي حقوقيم من قبل
ىيئات الضمان اإلجتماعي وفقا لشروط تحدد بمرسوم".
-1مرسوم رقم 224-85مؤرخ في 20غشت ،1985يحدد شروط التكفل بخدمات الضمان االجتماعي المستحقة
لممؤمن ليم اجتماعيا الذين يعممون أو يتكونون في الخارج ،ج ر ع ،35الصادرة في 21غشت .1985
48
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
يكون التعويض في حالة وفاة ضحية حادث عمل لذوي حقوقو ،ولقد حددتيم المادة
67من القانون رقم 11-83المتعمق بالتأمينات االجتماعية ،المحال إلييا بالمادة 52من
القانون 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية وىم:
أ -زوج المؤمن لو ،غير انو ال يستحق اإلستفادة من األداءات العينية إذا
كان يمارس نشاطا مأجورا ،واذا كان الزوج نفسو أجيرا ،يمكنو اإلستفادة من
األداءات بصفتو ذا حق عندما ال يستوفي الشروط المنشئة لمحقوق بحكم نشاطو
الخاص.
ب -األوالد البالغين أقل من 25سنة والذين أبرم بشأنيم عقد تمييين بمنحيم
أج ار يقل عن نصف األجر الوطني األدنى المضمون.
ت -األوالد البالغين أقل من 21سنة والذين يواصمون دراستيم ،و في حالة
ما إذا بدءوا العالج الطبي قبل سن الواحد و العشرين ( 21سنة) ،ال يعتد بشرط
السن قبل نياية العالج.
ث -األوالد المكفولين والحواشي من الدرجة الثالثة المكفولين من اإلناث بدون
دخل ميما كان سنيم.
ج -األوالد ميما كان سنيم الذين يتعذر عمييم ممارسة أي نشاط مأجور
بسبب عاىة أو مرض مزمن ،ويحتفظ بصفة ذوي الحقوق األوالد المستوفون شروط
السن المطموبة الذين تحتم عمييم التوقف عن التميين أو الدراسة بحكم حالتيم
الصحية.
49
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
وقد أعطت المادة الثامنة من ىذا المرسوم اختصاص تسيير األداءات العينية
والنقدية المتعمقة بحوادث العمل لمصندوق الوطني لمتأمينات اإلجتماعية لمعمال األجراء.
وعمى ىذا فإن الجية الممزمة بالتعويض الرئيسي عن حوادث العمل ىي :الصندوق
الوطني لمتأمينات اإلجتماعية لمعمال األجراء ،وليس المستخدم الذي يعتبر أجنبيا عن
النزاع ،وىذا ما أكدتو المحكمة العميا في قرار صادر في 12مارس .31984
معتب ار ذلك من النظام العام ،وبالتالي يمكن إثارتو في آية حالة كانت عمييا الدعوى،
ولو ألول مرة أمامو ،وتعتبر ىيئة الضمان اإلجتماعي المختصة مسؤولة أصمية ومباشرة
قبل الضحية.4
المطمب الثاني
عمى الضحية أو من ينوب عنو أن يقوم بالتصريح بالحادث لصاحب العمل في ظرف
24ساعة ما عدا في حاالت قاىرة ،وال تحسب أيام العطل.1
ووفقا لمقواعد العامة يبدأ حساب 24ساعة من يوم العمل الموالي ليوم حصول الحادث
إذا صادف الميعاد يوم عطمة.
عمى رب العمل أن يصرح بالحادث لييئة الضمان االجتماعي في ظرف 48ساعة من
تاريخ وصول نبأ الحادث إلى عممو ،دون حساب أيام العطل.2
وفي حالة عدم قيامو بذلك يمكن حسب المادة 14من نفس القانون لممصاب أو ذوي
حقوقو أو المنظمة النقابية أو مفتشية العمل أن يقوموا في أجل مدتو 4سنوات إعتبا ار من يوم
وقوع الحادث بالتصريح لدى ىيئة الضمان اإلجتماعي.
وقد رتبت المادة 26من القانون 14-83المتعمق بالتزامات المكمفين في مجال الضمان
اإلجتماعي ،المعدل والمتمم ،1غرامة مالية تحصميا ىيئة الضمان اإلجتماعي يساوي مبمغيا
20من األجر الذي يتقاضاه المصاب كل ثالثة أشير.
كما ال يتوقف التصريح حسب نفس المادة عمى ثبوت الطابع الميني لمحادث ،بل ال بد
من التصريح ولو بدا أنو ال سبب لمعمل في الحادث ،وفي ىذه الحالة يمكن لرب العمل أن
يشفع تصريحو بتحفظات ،ويقع عبء إثبات القيام بالتصريح عمى عاتق رب العمل.
وقد رتب المرسوم رقم 28-84يحدد كيفيات تطبيق العناوين 3و 4و 8من القانون رقم
213-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية ،في مادتو 9/1عمى رب العمل إلتزام
بتسميم ورقة الحادث لممصاب أو ممثميو.
الفرع الثالث :اإلجراءات التي تمتزم بها هيئة الضمان اإلجتماعي المختصة
رتب القانون عمى ىيئة الضمان اإلجتماعي باعتبارىا الجية الممزمة بالتعويض الرئيسي
مجموعة من اإللتزامات أىميا:
التصريح بالحادث لدى مفتش العمل المشرف عمى المؤسسة ،أو الموظف الذي يمارس
صالحياتو بمقتضى تشريع خاص فور حصول نبأ الحادث إلى عمميا وفقا لما تضمنو نص
المادة 3/13من القانون 13-83كما ألزمت المادة 16من ذات القانون.
وقد أكدت المادة 4من القانون 08-08عمى إلزامية رفع االعتراضات المتعمقة بيذا النوع
من المنازعات إلى لجان الطعن المسبق ،قبل المجوء إلى الجيات القضائية المختصة.3
-1قانون رقم 14-83مؤرخ في 02يوليو ،1983يتعمق بالتزامات المكمفين في مجال الضمان االجتماعي المعدل
والمتمم ،ج ر ع ،28الصادرة في 05يوليو .1983
-2مرسوم رقم 28-84مؤرخ في 11فبراير ،1984يحدد كيفيات تطبيق العناوين 3و 4و 8من القانون ،13-83ج
ر ع ،7الصادرة في 14فبراير .1984
-3أنظر المادة 04من القانون ،08-08المتعمق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي ،السالف الذكر.
52
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
ىذه المجان تكون متوزعة عمى واليات الوطن وتختص حسب المادة السابعة من نفس
القانون .في البث في الطعون التي يرفعيا المؤمن ليم وأصحاب العمل إثر الق اررات المتخذة من
قبل ىيئات الضمان اإلجتماعي.
وثبت أيضا في اإلعتراضات المتعمقة بالزيادات والغرامات عن التأخير عندما يقل مبمغيا
عن مميون دينار.
أما إجراءات الطعن أمام المجنة الوالئية لمطعن المسبق فقد حددتيا المادة 08من نفس
القانون التي ألزمت رفع اإلعتراض أمام ىذه المجنة خالل 15يوما التاليين لتبميغ القرار وتخطر
المجنة حسب نفس المادة إما بواسطة رسالة موصى عمييا مع اإلشعار باإلستيالم واما بواسطة
عريضة يودع لدى أمانة المجنة مقابل تسمم وصل إيداع.
حدد ميعاد إتخاذ المجنة لقرارىا بأجل قدره ثالثين ( )30يوما ابتداء من تاريخ استالم
العريضة ،عمى أن يتم تبميغ ق ارراتيا المؤىمة لمطعن المسبق برسالة موصى عمييا مع إشعار
بالوصول أو بواسطة عون مراقبة معتمد لمضمان اإلجتماعي في أجل 10أيام من تاريخ
صدور القرار وىذا ما أشارت إليو المادة 08من نفس القانون.1
وفي حالة عدم إشعار ىيئة الضمان اإلجتماعي المصاب أو ذوي حقوقو بقرارىا بواسطة
رسالة موصى عمييا ،مع طمب اإلشعار باإلستيالم ،تقدم أداءات التأمينات اإلجتماعية عمى
سبيل اإلحتياط وىذا مراعاة لموضع اإلجتماعي إذا لم تصدر إعتراضيا خالل 20يوما من
عمميا بو وفقا لممادة 177فقرة 01من القانون 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض
المينية.
ويكون من حق ىيئة الضمان اإلجتماعي إجراء تحقيق إداري داخل المؤسسة التي
تستخدم المصاب وذلك لتحديد الطابع الميني لمحادث عمى وجو الخصوص ،وعمى صاحب
العمل أن يقدم المساعدة الضرورية لألعوان المكمفين بيذا التحقيق.1
وتبدو الضرورة ممحة و نحن بصدد الحديث عن التزامات ىيئة الضمان اإلجتماعي أن
نتطرق لممنازعات العامة ،التي تنشأ من جراء الخالفات التي ال تتعمق بالحالة الطبية لممستفيد
من الضمان اإلجتماعي ،وال المنازعات التقنية حسب نص المادة 03من القانون ،08/08ىذه
المنازعات العامة تتعمق مثال بالخالفات التي تنشأ بين المصاب أو ذوي حقوقو حول تكييف
الحادث أو حول شروط التكفل بيذا الحادث وغير ذلك من الخالفات التي تدخل ضمن تمك
المنازعات.2
عمى الطبيب الذي يختاره المصاب أن يحرر شيادتين وفقا لممادة 22من القانون رقم
13-83األولى شيادة أولية إثر الفحص الطبي األول الذي يمي الحادث ،ويجب أن تتضمن
الشيادة األولية وصف حالة المصاب وأن تقدره عند اقتضاء مدة العجز.
كما يشار فييا إلى المعاينات التي قد تكتسي أىمية بالنسبة لتحديد المصدر الجراحي أو
المرضي لإلصابة.
والثانية شيادة الشفاء إذا لم يخمف الحادث عج از دائما أو شيادة الجبر إذا خمف الحادث
عج از دائما ،وتتضمن ىذه الشيادة إما الشفاء واما العواقب النيائية لمحادث في حالة ما إذا لم
تتم معاينتيا قبل ذلك ،كما يحدد فييا عند اإلقتضاء تاريخ الجبر وتوصف حالة المصاب بعد
ىذا الجبر ،كما يمكن أن يحدد فييا عمى سبيل البيان نسبة العجز.1
تحرر كمتا الشيادتين في نسختين من طرف الطبيب الذي يقوم بإرسال إحداىما عمى
الفور إلى ىيئة الضمان االجتماعي ويسمم النسخة الثانية إلى المصاب.
وىي ممزمة بذلك إذا تسبب الحادث في الوفاة أو العجز الدائم أو يحتمل أن يتسبب في
احدىما.
وتكون نتائج الخبرة الطبية ممزمة عمى األطراف بصفة نيائية مع إمكانية إخطار المحكمة
اإلجتماعية إلجراء خبرة قضائية ،في حالة إستحالة إجراء الخبرة الطبية عمى المعني.
ويتم تقديم طمب الخبرة الطبية ،مكتوب ومرفق تقرير الطبيب المعالج من طرف المؤمن لو
في اجل خمسة عشر يوما من تاريخ استالم تبميغ قرار ىيئة الضمان اإلجتماعي ،أمام مصالح
ىيئة الضمان اإلجتماعي مقابل وصل إيداع أو بإرسال الطب إلييا بموجب رسالة موصى
عمييا مع إشعار بالوصول.
-1المادة 23من القانون رقم 08-08المتعمق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي ،السالف الذكر.
55
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
وحسب نص المادة 21من قانون 08-08يتم إختيار الطبيب الخبير باإلتفاق بين
المؤمن لو بمساعدة طبيبو المعالج وىيئة الضمان اإلجتماعي من قائمة تعدىا الو ازرة المكمفة
بالصحة والو ازرة المكمفة بالضمان اإلجتماعي بعد أخذ أ ري مجمس أخالقيات الطب.1
وعمى ىيئة الضمان اإلجتماعي أن تباشر إجراءات الخبرة الطبية في أجل 08أيام إبتداء
من يوم إيداع الطمب ،وتقدم اقتراحا لممؤمن لو ثالثة أطباء خبراء عمى األقل من القائمة واال
فإنيا تصبح ممزمة برأي الطبيب المعالج.
ويمكن لممؤمن لو قبول أو رفض األطباء الخبراء المفترض في أجل ثمانية أيام ،وفي
حالة عدم رده فإنو يكون ممزم بقبول الخبير المعين من طرف ىيئة الضمان اإلجتماعي.2
وفي حالة عدم حصول اتفاق ،يعين الطبيب الخبير تمقائيا من طرف ىيئة الضمان
اإلجتماعي من بين القائمة المقترحة في أجل ثالثين يوما من تاريخ إيداع طمب الخبرة الطبية.
لقد نصت المادة 30من القانون عمى إنشاء لجان والئية مؤىمة ،أغمب أعضائيا أطباء
تقوم بالبث في النزاعات الناجمة ،عن الق اررات الصادرة عن ىيئة الضمان االجتماعي المتعمقة
بحالة العجز الدائم ،الكمي أو الجزئي الناتج عن حادث أو مرض ميني ،وقبول العجز وكذا
درجة تقديم يقدم المؤمن لو العريضة في أجل 30يوما من تاريخ استالم تبميغ قرار ىيئة
الضمان االجتماعي المعترض عميو ،أمام لجنة العجز الوالئية والتي تعمل عمى البث فييا في
أجل ستين 60يوما من تاريخ استالم العريضة عمى أن تكون ىذه األخيرة مكتوبة ،وتبمغ
ق اررات لجنة العجز الوالئية المؤىمة في اجل عشرين 20يوما من صدور القرار برسالة موصى
عمييا أو بواسطة عون م ارقبة معتمد لدى الضمان االجتماعي.
-1أنظر المادة 21من القانون رقم 08-08المتعمق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي ،السالف الذكر.
-2المواد من 20إلى 23من القانون رقم 08-08المتعمق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي ،السالف الذكر.
56
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
وتكون ىذه الق اررات قابمة لمطعن أمام الجية القضائية في أجل ثالثين 30يوما من تاريخ
استالم تبميغ القرار.
أوجبت المادة 20من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية،
عن الجية اإلدارية أو القضائية التي تقوم بتحرير محضر في حالة وقوع الحادث خالل المسار
أن ترسمو إلى ىيئة الضمان اإلجتماعي لمكان الحادث خالل 10أيام.1
كما يجب عمييا تسميم نسخة من ىذا المحضر إلى المصاب وذوي حقوقو والمنظمة
النقابية المعنية إذا طمبوا ذلك ,وأعطت المادة 21من القانون رقم 13-83لييئة الضمان
االجتماعي الحق في الحصول من النيابة العامة أو من القاضي المختص عمى المستندات
الخاصة باإلجراءات الجارية في حالة إقحام الحادث المسؤولية الجنائية لمن كان سببا في
حصولو.
المطمب الثالث
يعد التعويض عن العجز المؤقت أحد صور التعويضات قصيرة األجل ،حيث يكمن
االستفادة منو فور اإلصابة قبل ثبوت العجز وىو ما يطمق عميو بالتعويض اليومي.
ويعرف التعويض اليومي بأنو " مبمغ من المال يدفع نقدا لممؤمن لو الذي اضطر إلى
التوقف عن العمل بسبب اإلصابة ،عن األيام التي انقطع عن العمل ،باألجر بنفسو في أيام
العمل أو العطل األسبوعية أو األعياد.2
-1أنظر المادة 20من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية ،السالف الذكر.
-2قالية فروز ،الحماية القانونية لمعامل من األخطار المينية ،مذكرة ماجستير في القانون ،كمية الحقوق ،جامعة مولود
معمري – تيزي وزو ،2012 ،ص .107
57
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
باإلضافة إلى األداءات النقدية المتمثمة في التعويضات اليومية ،امتثاال لمبدأ األجر
مقابل العمل ،فال أجر بدون عمل ،فقد يوقف صرف مرتب المصاب إذا حالت اإلصابة
بينو وبين أداء عممو ،طالت مدة العالج أم قصرت ،األمر الذي يترتب عمى ذلك إلحاق
الضرر بالمصاب وأسرتو العتمادىم عمى المرتب في حياتيم المعيشية.1
ويعد تاريخ تقديم التصريح بحادث العمل أو المرض الميني بداية لنشوء الحق في
التعويضات العينية أو النقدية ،حيث ينشأ الحق في األداءات أيا كانت طبيعتيا دون شرط
مدة العمل.2
وبمجرد إعتراف ىيئة الضمان االجتماعي بالحادث أو المرض الميني الذي تعرض
لو المصاب ،يمكنو الحصول عمى شيادة توقف عن العمل من طرف الطبيب المعالج،
ليبدأ بذلك مرحمة االستفادة من التعويضات النقدية اليومية بموجب القانون.
ويختمف تقدير التعويض عمى حسب حالة المستفيد منو ،فقد يتم تقدير التعويض في
حالة العجز المؤقت (فرع أول) أو في تقدير التعويض في حالة العجز الدائم (فرع ثان) أو
تقدير التعويض في حالة الوفاة (فرع ثالث).
إذا أصاب المصاب عجز مؤقت يكون لو الحق في أداءات تكون من طبيعة ومبمغ
مماثمين لألداءات المقدمة من باب التأمينات اإلجتماعية مع ضرورة مراعاة قانون حوادث
العمل واألمراض المينية ،وعميو يكون لممصاب الحق في تعويض عيني وآخر نقدي.
وييدف إلى إعادة تأىيل المصاب وظيفيا ،ويتمثل ىذا التعويض في جميع األداءات
المتعمقة بالعالجات التي تستمزميا شفاء المريض سواء حصل انقطاع عن العمل أو ال وبدون
تحديد لممدة ،وعمال باألحكام الواردة في المادة 29من القانون 13-83تستحق الخدمات بعد
تاريخ الجبر وطوال المدة التي تستوجب فييا حالة المصاب في حادث عمل أو مرض ميني
مواصمة العالج".
-1اإلمداد باآلالت واألعضاء الصناعية التي يحتاج إلييا بحكم عاىة وفي إصالحيا
وتحديدىا
-2لو الحق في اإلستفادة من عالج خاص قصد إعادة تأىيمو وظيفيا ،ويمكن أن
يتضمن العالج إقامة المصاب في مؤسسة عمومية أو مؤسسة خاصة معتمدة.1
التعويضات اليومية إذا لم يحصل الغير أو في قسط التعويضة اليومية يفوق المبمغ
المناسب لمريع ،إن حصل الغير وكان المصاب عمى ريع عند العجز الدائم لممصاب الذي
يصبح عمى إثر الحادث غير قادر عمى ممارسة مينتو أو ال تتأتى لو إال بعد إعادة تكييف
الحق في تكييفو مينيا داخل مؤسسة أو صاحب عمل لتمكينو من تعمم ممارسة مينة من
اختياره.
-1المادة 2من المرسوم 28-84الذي يحدد كيفيات تطبيق األبواب 3و 4و 8من القانون .13-83
59
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
أكدت المادة 33من القانون رقم 13-83عمى تقديم األداءات السابقة بنسبة
،%100وفي حالة االنتكاس ،تدفع ىيئة الضمان االجتماعي األداءات المتعمقة بالعالج
سواء حدث انقطاع جديد عن العمل أم ال.1
-1أنظر المادة 33من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية.
-2المادة 7من المرسوم 28-84المحدد لكيفيات تطبيق العناوين 3و 4و 8من القانون ،13-83السالف الذكر.
60
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
إذا أصاب الضحية عجز دائم كما تم بيانو سابقا ،يكون الحق في ريع يحسب وفق
القواعد التالية:
وتعد ىذه القاعدة ممزمة ال يمكن تجاوزىا بحال من األحوال ،وقد أكدت عمى ذلك
المحكمة العميا في قرار ليا في.11990/04/ 23
أما بالنسبة لحالة ما إذا كان المصاب وقت إنقطاعو عن العمل نتيجة الحادث قد عمل
مدة تقل عن 12شي ار فقد حددت المادة 13من المرسوم األجر المرجعي كاألتي:
أجر منصب عمل المصاب إذا عمل مدة شير واحد عمى األقل.
أجر منصب عمل مطابق لمفئة المينية التي ينتمي إلييا المصاب إذا عمل
مدة تقل عن شير واحد.
واذا لم تظير حالة العجز الدائم أول مرة ،إال بعد انتكاس حالة المصاب أو تفاقميا تكون
اإلثنى عشر شي ار الواجب إعتمادىا في حساب الريع حسب المادة 14من المرسوم السابق ىي
المدة التي تسبق أحد التواريخ اآلتية حسب طريقة الحساب التي تكون أنفع لممصاب:
-1قرار المحكمة العميا ،الغرفة االجتماعية ،صادر بتاريخ ،1990/04/23ممف رقم ،59-241المجمة القضائية ،عدد
،02سنة ،1991الديوان الوطني لألشغال التربوية ،الجزائر ،ص ،135حيث نقضت المحكمة العميا قرار مجمس قضاء
األخيرة لمعمل دون القاعدة الواردة في المادة 39من القانون سيدي بمعباس العتماده في تقدير التعويض أجر الشيور
.13-83
61
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
إذا كان العجز دائما يضطر المصاب إلى المجوء إلى مساعدة الغير لقضاء شؤون
الحياة العادية ،يضاعف مبمغ الريع حسب المادة 46من القانون رقم 13-83المتعمق
بحوادث العمل واألمراض المينية اإليراد بنسبة .%40
وال يمكن في أي حال من األحوال أن تكون ىذه المضاعفة اقل من مبمغ محدد عن
طريق التنظيم ،وتجسد التنظيم في المرسوم رقم 29-84الذي يحدد المبمغ األدنى لمزيادة
غير المنصوص عمييا في تشريع الضمان اإلجتماعي المعدل و المتمم.حيث حددت
المادة األولى منو ،المبمغ السنوي األدنى المضاعف ألجر الغير بـ 12000دج.1
واذا كان لممصاب الحق في معاش العجز وفقا لقانون التأمينات اإلجتماعية ،ترفع
قيمة الريع الممنوح بمقتضى القانون 13-83لتساوي معاش العجز إذا كان أقل منو.
-1مرسوم رقم 29-84مؤرخ في 11فبراير ،1984يحدد المبمغ األدنى لمزيادة غير المنصوص عمييا في تشريع
الضمان االجتماعي المعدل والمتمم ،ج ر ع ،17الصادرة في .1984 ....
62
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
ويحسب الريع أيا كانت قيمتو عمى أساس أجر سنوي ال يجوز أن يقل قيمتو عن ألفين
وثالثمائة ) ( 2300مرة معدل ساعات األجر الوطني األدنى المضمون.1
الرأسمال التمثيمي:
حسب المادة 16من المرسوم 28-84فإن الرأسمال الذي يتمثل فيو الريع يساوي
المبمغ السنوي لمريع كما ىو محدد في المادة 15مضروبا في معامل المقابل سن
المصاب.
وحددت المادة 17من المرسوم 28-84الحد األعمى لمرأسمال الذي يتمثل فيو
الريع بـ 2300مرة مبمغ ساعة واحدة من األجر الوطني األدنى المضمون.
وأكدت المادة 3/44من القانون 13-83عمى أنو في حالة حصول حادث جديد أو
تفاقم الجرح يفضان إلى نسبة عجز إجمالي تساوي أو تفوق %10يكون لممصاب الحق
في الحصول عمى ريع بعد خصم الرأسمال.
-1حددت المادة األولى من المرسوم الرئاسي ،467-03األجر الوطني األدنى المضمون بنصيا :يحدد األجر الوطني
173.33ساعة في الشير بعشرة أالف األدنى المضمون الموافق لمدة عمل أسبوعية قدرىا أبعون ساعة ،وىو يعادل
دينار في الشير أي ما يعادل 57.70دج لساعة عمل.
63
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
يستحق ذوي الحقوق كما تم بيانيم سابقا ،في حالة وفاة الضحية منحة الوفاة من
جية وريع الوفاة من جية أخرى.
حسب المادة 52من القانون 13-83إذا نتجت الوفاة عن حادث عمل يدفع لذوي
الحقوق منحة الوفاة وفقا لمشروط المنصوص عمييا في المواد 48و 49و 50من
القانون 11-83المتعمق بالتأمين اإلجتماعي.1
.1يقدر مبمغ المنحة (رأسمال الوفاة) باثني عشر ) (12مرة مبمغ األجر الشيري
األكثر نفعا المتقاضى خالل السنة السابقة لوفاة المؤمن لو والمعتمد كأساس
لحساب اإلشتراكات .وال يمكن في أي حال من األحوال أن يقل ىذا المبمغ
عن إثني عشرة مرة عن األجر الوطني األدنى.
ويكون األجر الوطني األدنى المضمون ىو األجر المعتمد في جميع الحاالت
التي يكون فييا الضحية بدون عمل عندما يتعمق األمر بحادث عمل ال
يشترط فيو أن يكون الضحية عامال مؤمنا لو.
.2يدفع مبمغ المنحة دفعة واحدة فور وفاة المؤمن لو.
.3في حالة تعدد ذوي الحقوق توزع منحة الوفاة بينيم بأقساط مساوية.
-1أنظر المادة 52من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية ،السالف الذكر.
64
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
حسب المادة 53من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية
يكون لذوي الحقوق في حالة وفاة الضحية الحق في ريع يدفع وفقا لما ىو محدد في المادة 34
من القانون 12-83المتعمق بالتقاعد ،1وال يمكن الجمع بين الريوع المدفوعة لذوي الحقوق
ومعاش التقاعد ،ويدفع اإلمتياز األكثر نفعا.2
.1يحسب الريع عمى أساس األجر المشار إليو في المواد 39و 44من القانون
.13-83
.2يتم تحديد نصيب كل واحد من ذوي الحقوق كما ىو مبين في المادة 34من
القانون 12-83المحال إلييا بموجب المادة 53من القانون رقم 13-83المتعمق
بحوادث العمل واألمراض المينية كما يمي :
عندما ال يوجد ولد وال أحد من األصول ،يحدد مبمغ الريع لمزوج الذي بقي
عمى قيد الحياة بنسبة %75من مبمغ ريع اليالك.
عندما يوجد إلى جانب الزوج ذو الحق (ولد أو أصول) يحدد مبمغ الريع بـ
%50من ريع الضحية ويتحدد نصيب ذو الحق األخر بـ .%30
عندما يوجد إلى جانب الزوج إثنان أو أكثر من ذوي الحقوق أوالد أو أصول
أو الكل معا ،يحدد مبمغ الريع المدفوع لمزوج بنسبة %50من الريع الكمي (ريع
الضحية) ،ويقسم بالتساوي ذوي الحقوق اآلخرون %40الباقية.
عندما ال يوجد زوج يتقاسم ذوو الحقوق اآلخرون معاشا يتساوى ، 90 %من
مبمغ الريع اليالك وىذا ضمن حد أقصى يبمغ بالنسبة لكل ذي حق ما يمي:
-1قانون رقم 12-83مؤرخ في 2يوليو ،1983يتعمق بالتقاعد ،ج ر ع ،28الصادرة في 05يوليو .1983
-2أنظر المادة 34من القانون رقم ،12-83المتعمق بالتقاعد ،السالف الذكر.
65
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
وال يجوز أن يتعدى المبمغ اإلجمالي لريوع ذوي الحقوق %90من مبمغ الريع
اليالك ،واذا تجاوز مجموع ىذه الريوع ىذه النسبة يجري تخفيض مناسب عمى المعاشات.
كما يجب احترام القواعد الواردة في المواد 30إلى 40من القانون 12-83
المحال إلييا بموجب المادة 55من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض
المينية وىذه القواعد ىي:
.1تتوقف وجوبا استفادة الزوج من الريع عمى زواجو الشرعي من الضحية ،وىنا تثار
مشكمة الزوجة المطمقة ،ومع غياب نص في ىذا القانون بحكم الحالة نمجأ إلى
القواعد العامة الواردة في قانون األسرة والتي تميز بين وفاة الزوج أثناء العدة من
طالق رجعي ،وىنا يكون من حق الزوجة اإلستفادة من الريع لقيام عالقة الزوجية
حكما ،أما في حالة الطالق البائن فإن الزوجة ال تستحق أي تعويض لعدم وجود
عالقة الزوجية.
.2ال يجوز المطالبة بالريع إال لألوالد الذين ولدوا قبل الوفاة أو خالل الخمسة
والثالثمائة ( )305يوما التالية لتاريخ الوفاة عمى األكثر.
.3تراجع النسب الواردة في المادة 34كمما تغير ذوي الحقوق.1
.4اليخضع لالستفادة من الريع لشرط السن بالنسبة لزوج الضحية و أصولو.
.5في حالة تعدد األرامل يقسم الريع بينيم بالتساوي.
.6إذا ما توفي الزوج يقسم مبمغ الريع بين اليتامى المكفولين بالتساوي.
.7في حالة تزوج األرممة الثانية ،يمغى المعاش الممنوح ليا ويقسم عمى األطفال
المستفيدين من ريع األيمولة( ،المادة 40المعدلة).
-1المادة 34من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية ،السالف الذكر.
66
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
وفي حالة وفاة مستفيد من ريع حادث عمل ناجم عن الحادث يستفيد ذوو حقوقو من
ريع منقول ،يحسب عمى أساس ريع اليالك وفقا لمقواعد المذكورة سابقا (المادة 56من
القانون 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية).
ويشترط إلستحقاق ذوي حقوق العامل األجنبي ،التعويض أن يكونوا مقيمين بالتراب
الوطني وقت الحادث (المادة 57من القانون 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض
المينية).1
يتقاضى ذوي الحقوق األجانب الذين يرحمون عن القطر الجزائري منحة بمثابة
تعويض إجمالي وقدرىا ثالث مرات المبمغ السنوي لريعيم ما لم يكن ىناك مبدأ المعاممة
بالمثل أو اتفاقية دولية صادقت عمييا الجزائر (المادة 2/57من القانون رقم 13-83
المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية ).
المبحث الثالث
إذا كان التعويض في مجال إصابات العمل يتخذ طابع الجزافية؛ الذي ال يغطي
سوى اآلثار الناجمة عن فقدان الدخل كميا أو جزئيا ،فقد تم إقرار حق التعويض التكميمي
بيدف الوصول بالتعويض عن إصابات العمل إلى مستوى التعويض الكامل الذي يخضع
عند تقدير قيمتو إلى مبدأ التقدير الواقعي طبقا ألحكام القانون العام.2
-1المادة 57من القانون رقم 13-83المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية ،السالف الذكر.
-2يتحدد تقدير قيمة التعويض التكميمي بالنظر إلى مدى االرتباط بين الضرر وتحقق واقعة الفعل غير المشروع ذاتيا،
وذلك طبقا لممبادئ األساسية التي تقوم عمييا المسؤولية التقصيرية.
67
الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية
وسنتطرق في ىذا المبحث إلى مجال التعويض التكميمي (مطمب أول) ،ثم إلى
إجراءات الحصول عمى التعويض التكميمي (مطمب ثان) وفي األخير إلى تقدير التعويض
التكميمي (مطمب ثالث).
المطمب األول
يتنوع مجال الحصول عمى التعويض التكميمي سواء من حيث األشخاص (فرع أول) أو
من حيث الضرر (فرع ثان).
يتبع التعويض التكميمي التعويض الرئيسي من حيث األشخاص فيو يشمل فقط فيما
يخص مستحقي التعويض من كان لو الحق في التعويض الرئيسي ،وال يتعدى إلى غيرىم وىذا
ناتج عن الطابع التكميمي ليذا التعويض.
أما فيما يخص الجية الممزمة بالتعويض ،فإن ىذه الجية تختمف إختالفا جوىريا عن
الجية الممزمة بالتعويض الرئيسي ،ذلك أن ىذا األخير يقع عمى عاتق الذمة الجماعية ممثمة
في ىيئات الضمان اإلجتماعي ،وعمى العكس يقع التعويض التكميمي عمى الذمة الفردية
لممسؤول ،سواء كان رب عمل أو كان من الغير ،حيث انو يمكن المؤمن لو اجتماعيا أو ذوي
حقوقو مطالبة الغير أو المستخدم بتعويضات إضافية.1
يتبع مجال التعويض التكميمي من حيث األضرار وعمى ىذا ال يمكن مطالبة رب العمل
أو الغير وفق قواعد المسؤولية بإعتبارىا نظاما تكميميا بتعويض تكميمي عن الضرر الجسدي
إذا تعمق األمر بالضحية أو بالضرر اإلقتصادي ،واذا كان لممضرور الحق في المطالبة
بتعويض كامل ومستقل عن األضرار التي تصيب إذا كانت مادية أو أدبية فيكون ذلك وفقا
لقواعد المسؤولية بإعتبارىا نظام تعويض مستقل وليس تكميمي.1
المطمب الثاني
يمكن لممدعى عميو اإلتفاق عمى قيمة التعويض باإلتفاق بينيما دون المجوء إلى القضاء
وىما بذلك يتفاديان مضيعة الوقت والمصاريف.
يكون لممضرور الحق في المطالبة بالتعويض أمام الجية القضائية وفقا ألحكام القواعد
العامة ،والمحكمة المختصة وفقا ألحكام القانون العام ىي القسم المدني ،لكن ليس ىناك ما
يمنع أن يحكم القسم اإلجتماعي بالتعويض التكميمي إذا تقدم المضرور بطمبو أماميا وىي
بصدد النظر في التعويض الرئيسي باعتبار دعوى التعويض التكميمي تابعة لدعوى التعويض
الرئيسي ،كما يحق لمقسم الجزائي الفصل في التعويض التكميمي إذا كان خطأ رب العمل أو الغير
يشكل فعل مجرم وفقا لقانون العقوبات ،وتكون بدعوى مدنية بالتبعية.
ونصت المادة 69من قانون 08-08عمى حق ىيئة الضمان اإلجتماعي أن تحل محل
المصاب أو ذوي حقوقو بناء عمى طمبيم في رفع دعوى ضد المتسبب في الحادث أمام الجيات
القضائية المختصة سواء كان المتسبب في الضرر رب العمل أو الغير.
المطمب الثالث
سنتطرق في ىذا المطمب إلى تقدير التعويض التكميمي وفقا لمقواعد العامة (فرع أول) ثم إلى
مراعاة الطابع التكميمي لمتعويض (فرع ثان).
وألن نظام حوادث العمل لم يتضمن كيفية تقدير التعويض التكميمي وجب الرجوع في ذلك
لمقواعد العامة التي تستخمص من خالليا القواعد التالية:
.1وقت تقدير الضرر :يذىب أغمب الشراح إلى أنو يجب اإلعتداد بقيمة الضرر وقت
وقوعو ،وليس وقت صدور الحكم ألن الحكم كاشف وليس منشئ لو.
.2أسس تقدير التعويض :يشمل التعويض ما لحق المضرور من خسارة وما فاتو من
كسب.
وعمى القاضي حسب المادة 131من القانون المدني مراعاة الظروف المالبسة ،وىذه الظروف ىي
الظروف الشخصية التي تحيط بالمضرور ال الظروف الشخصية التي تحيط بالمسؤول ،فيأخذ بعين
اإلعتبار حالة المضرور الجسمية والصحية والعائمية.1
والتعويض يقدر حسب جسامة الضرر ال يقدر جسامة الخطأ و إن كان القضاة يأخذون
بعين من الواقعية درجة الخطأ ,ويتم تقدير مدى التعويض وقت الحكم ،فإن لم يثر ذلك وقت
الحكم يحتفظ القضاء لممضرور بالحق أن يطالب خالل مدة معينة بالنظر من جديد في
التقدير.
أن يكون مساويا لمضرر الحاصل فال يجوز أن يكون أقل منو.
ال يزيد عمى مقدار الضرر واال رد الفارق وفقا لقواعد اإلثراء بال سبب.
فيراعى في التعويض معادلتو لمضرر الواقع لمضحية دون زيادة أو نقصان فادحين.
شكل التعويض:
يمكن منح التعويض التكميمي في شكل رأس مال أو عمى شكل ريع ،ويمزم المدين بتشكيل
رأس المال أو الريع الممنوح لدى ىيئة الضمان اإلجتماعي في خالل الشيرين التاليين إلتخاذ
القرار النيائي أو حصول اإلتفاق بين األطراف.
إذا كان التعويض التكميمي يقدر وفقا لمقواعد العامة السابق بيانيا فيجب عمى القاضي
مراعاة الطابع التكميمي ليذا التعويض إذ يتم حسابو بناء عمى التعويض الرئيسي باعتبار أن
منح التعويضين يؤدي إلى جبر الضرر الالحق بالضحية دون إثراءه ذلك أن القواعد العامة
تمنع الجمع بين تعويضين وعمى ىذا يقوم القاضي بتقدير قيمة التعويض الكامل ثم يطرح منو
قيمة التعويض الرئيسي ،ليجد بيذه العممية قيمة التعويض التكميمي.1
الخاتمة:
إن ضحايا األخطار المينية والحوادث المتعمقة بالعمل واألمراض المينية في تزايد
مخيف ومحزن في الجزائر ،إذ تعتبر من البمدان المصنعة ما يستدعي أخذ الموقف
بجدية.
األمرض
فقد أصبح تأمين األخطار التي يغطييا القانون المتعمق بحوادث العمل و ا
المينية في العصر الحديث ،من الحقوق اإلجتماعية التي نص عمييا اإلعالن العالمي
لحقوق اإلنسان ومختمف الدساتير.
ولقد لمسنا في بحثنا ىذا مدى صعوبة تكييف الواقعة المحدثة لإلصابة ،وفقدنا
الجزئري بان تمك اإلصابة التي تحدث نتيجة سبب
ا كل صفة منيا ،وقد حدد المشرع
مفاجئ وخارجي عن جسم المصاب ،وفي فترة العمل كما لمسنا مدى صعوبة تكييف
أمرض مينية غير مدرجة في القوائم التي التزم بيا المشرع،
المرض الميني فوجدنا ا
وكذا صعوبة البحث في تحديد المسار المضمون الذي يعتد القانون بالحوادث التي تقع
أثناءه دون سواه.
بمرحل
درستنا ليذا الموضوع أن نظام التعويض مر ا
كما خمصنا من خالل ا
مختمفة إلى أن وصل إلى ما ىو عميو اآلن فبينا أساس التعويض عن ىاتو اإلصابات
والدليل العممي والقانوني لمتعويضات المستحقة لمعامل المصاب أو لدويو ،إذا أعطينا
اإلجرءات
ا الطريقة القانونية الواضحة من أجل ضمان ىذا التعويض وكيفية اتخاذ
73
الخاتمة
الالزمة والضرورية إلستحقاق المصاب لمتعويضات عمى إثر اإلصابة الناتجة عن
حادث العمل ،وبعدىا قمنا بتحديد المسؤولية التي تقع عمى إثرىا الحادثة ،وىذا ما جعمنا
نقع في صعوبات من أجل تكيف أساس ىاتو المسؤولية.
وختمنا فصمنا األخير إلى تبيان األداءات المستحقة لممصاب أو لذوي حقوقو إثر
عجز مؤقتا أو دائما أو تؤدي إلى وفاتو.
ا اإلصابة التي تسبب لو سواء
74
ق ائمة المراجع
قائمة المراجع:
أوال /الكتب:
- 1أحمد شرف الدين ،انتقال الحق في التعويض عن الضرر الجسدي ،دار الحضارة
العربية ،مصر.1982 ،
- 2أحمية سميمان ،التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري – عالقات العمل
الفردية ،ج ،2ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.1998 ،
- 3أحمية سميمان ،قانون منازعات العمل والضمان االجتماعي ،دار الخمدونية لمنشر
والتوزيع ،الجزائر.2002 ،
- 4أمال جالل ،مسؤولية المؤجر عن حوادث الشغل واالمراض المينية في التشريع
المغربي ،ط ،1د د ن ،المغرب.1997 ،
- 5حسين عبد المطيف حمدان ،أحكام الضمان االجتماعي ،الدار الجامعية ،لبنان،
.2002
- 6خميفي عبد الرحمان ،الوجيز في منازعات العمل والضمان االجتماعي ،دار العموم
لمنشر والتوزيع ،الجزائر.2008 ،
- 7دربال عبد الرزاق ،الوجيز في النظرية العامة لاللتزامات – مصادر االلتزام ،ط ،2دار
العموم لمنشر والتوزيع ،الجزائر.2004 ،
دار اليدى - 8سماتي الطيب ،حوادث العمل واألمراض المينية في التشريع الجزائري،
لمطباعة والنشر.2013 ،
- 9سمير األودن ،التعويض عن إصابة العامل في مصر والدول العربية ،منشأة المعارف،
مصر.2004 ،
- 10صالح ناصر العتيبي ،التعويض عن إصابات العمل في الوظائف العامة -دراسة
تحميمية ألنظمة الخدمة المدنية والعسكرية في الكويت ،مكتبة الكويت الوطنية ،الكويت
.2005
76
ق ائمة المراجع
- 11صادق ميدي السعيد ،التأمينات االجتماعية ،مطبعة مؤسسة الثقافة العمالية ،العراق،
.1980
،1مطبعة دار الينا ، - 12صبحي محمد المتبولي ،قانون التأمينات االجتماعية ،ج
.1991
- 13عمي فياللي ،االلتزامات – العمل المستحق لتعويض ،دار النشر ،الجزائر.2001 ،
- 14عوني محمود عبيدات ،شرح قانون الضمان االجتماعي ،دار وائل لمنشر ،األردن،
.1998
- 15السيد نايل عيد ،الوسيط في شرحي نظامي العمل والتأمينات االجتماعية في المممكة
العربية السعودية ،مطابع جامعة الممك سعود ،السعودية.1996 ،
- 16كفيف الحسين ،النظام القانوني لممسؤولية عمى أساس الخطأ ،در ىومو لمطباعة
والنشر ،الجزائر.2014 ،
شباب - 17مصطفى الجمال وحمدي عبد الرحمان ،التأمينات االجتماعية ،مؤسسة
الجامعة ،مصر.1994 ،
- 18محمد لبيب شنب ،االتجاىات الحديثة لمتفرقية بين حوادث العمل واألمراض المينية،
ط ،1دار الفكر العربي ،مصر.1997 ،
- 19محمد لبيب شنب ،الخطر في تأمين إصابات العمل ،دار الفكر العربي ،مصر،
.1997
- 20محمد الصغير بعمي ،تشريع العمل في الجزائر ،دار العموم لمنشر والتوزيع ،الجزائر،
.2000
- 21مصطفى صخري ،أحكام حوادث العمل واألمراض المينية في القطاعين العام
والخاص ،ط ،1مكتبة دار الثقافة والنشر والتوزيع ،األردن.1998 ،
- 22محمد حممي مراد ،التأمينات االجتماعية في البالد العربية ،ط ،1المطبعة العالمية،
مصر.1992 ،
- 23محمد فاروق الباشا ،التأمينات االجتماعية ونظاميا في المممكة العربية السعودية،
اإلدارة العامة لمبحوث ،السعودية.1988 ،
77
ق ائمة المراجع
- 24محمد فاروق الباشا ،التأمينات االجتماعية ونظاميا في المممكة العربية السعودية .
اإلدارة العامة لمبحوث ،السعودية.1988 ،
- 25محمد حسن قاسم ،قانون التأمين االجتماعي ،المكتبة القانونية ،مصر.2003 ،
- 26نبيل محمد أبوىادي ،النظام القانوني لتأمين إصابة العمل وفق االتفاقيات الدولية
والتشريعات الوطنية لدولتي اليمن واإلمارات ،ط ،1مكتبة خالد بن الوليد ،اليمن،
.2014
– النظرية العامة في - 27الجياللي عجة ،الوجيز في قانون العمل والحماية االجتماعية
القانون االجتماعي في الجزائري ،ط ،2دار الخمدونية ،الجزائر.2007 ،
أ -رسائل الدكتوراه:
- 1أحمد محمد محرز ،الخطر في تأمين إصابات العمل -دراسة مقارنة ،رسالة مقدمة
لمحصول عمى درجة الدكتوراه في الحقوق ،جامعة القاىرة ،كمية الحقوق ،جامعة القاىرة،
مصر.2005 ،
- 2رشا عبد القادر رحال ،النظام القانوني لتأمين إصابة العمل -دراسة مقارنة ،أطروحة
دكتوراه مقدمة إلى جامعة حمب ،سوريا.2010 ،
- 3عمي محسن شذان ،أحكام التعويض عن إصابات العمل – دراسة مقارنة ،أطروحة لنيل
شيادة الدكتوراه في القانون ،كمية الحقوق ،جامعة الجزائر .2016 ،1
ب -مذكرات جامعية:
- 1بناصر عبد السالم ،النظام القانوني لمتعويض عن حوادث العمل واألمراض المينية
في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون ،كمية الحقوق ،جامعة
الجزائر.2001 ،
78
ق ائمة المراجع
- 2بورجو وسيمة ،دور الخطأ في التعويض عن حوادث العمل ،مذكرة لنيل شيادة
الماجستير في القانون الخاص ،فرع عقود ومسؤولية ،كمية الحقوق – بن عكنون ،جامعة
الجزائر .2013 ،1
- 3قالية فروز ،الحماية القانونية لمعامل من األخطار المينية ،مذكرة ماجستير في
القانون ،كمية الحقوق ،جامعة مولود معمري – تيزي وزو.2012 ،
-مالكي محمد نجيم وبسامي أسماء ،تعويض عن حوادث العمل واألمراض المينية، 4
مذكرة لنيل شيادة الماستر ،تخصص قانون ضمان اجتماعي ،كمية الحقوق والعموم
السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة جياللي بونعامة – عين الدفمى ،تاريخ المناقشة:
.2015/06/02
- 1جغري عبد الحفيظ ،نظام التامين عمى حوادث العمل واألمراض المينية بالجزائر،
محاضرة ألقيت عمى طمبة المدرسة العميا لمقضاء ،الجزائر.2014 ،
- 6مرسوم رقم 28-84مؤرخ في 11فبراير ،1984يحدد كيفيات تطبيق العناوين 3و4
و 8من القانون ،13-83ج ر ع ،7الصادرة في 14فبراير .1984
- 7مرسوم رقم 29-84مؤرخ في 11فبراير ،1984يحدد المبمغ األدنى لمزيادة غير
المنصوص عمييا في تشريع الضمان االجتماعي المعدل والمتمم ،ج ر ع ،7الصادرة
في 14فبراير .1984
- 8مرسوم رقم 33-85مؤرخ في 9فبراير ،1985يحدد قائمة العمال المشبيين باألجراء
،9الصادرة في 24فبراير في مجال الضمان االجتماعي المعدل والمتمم ،ج ر ع
.1985
- 9مرسوم رقم 224-85مؤرخ في 20غشت ،1985يحدد شروط التكفل بخدمات
تكونون في الضمان االجتماعي المستحقة لممؤمن ليم اجتماعيا الذين يعممون أو ي
الخارج ،ج ر ع ،35الصادرة في 21غشت .1985
- 10القانون رقم 07-88مؤرخ في 26يناير ،1988يتعمق بالوقاية الصحية واألمراض
وطب العمل ،ج ر ع ،117الصادرة في 27يناير .1988
- 11مرسوم تنفيذي رقم 07-92مؤرخ في 4يناير ،1992يتضمن الوضع القانوني
لصناديق الضمان االجتماعي والتنظيم اإلداري والمالي لمضمان االجتماعي ،ج ر ع ،2
الصادرة في 08يناير .1992
- 12المرسوم رقم 274-92مؤرخ في 6يوليو ،1992يعدل ويتمم المرسوم رقم -85
،33الذي يحدد قائمة العمال المشبيين باألجراء في مجال الضمان االجتماعي ،ج ر
ع ،52الصادرة في 8يوليو .1992
- 13قرار وزاري مشترك مؤرخ في 05ماي ،1996يحدد قائمة األمراض التي يحتمل
أن يكون مصدرىا مينيا ،ج ر ع ،16الصادرة في 27مارس .1997
- 14قانون رقم 08-08مؤرخ في 23فبراير ،2008يتعمق بالمنازعات في مجال
الضمان االجتماعي ،ج ر ع ،11الصادرة في 02مارس .2008
- 15قرار المحكمة العميا في 1984/03/12رقم ،33761المجمة القضائية ،عدد ،02
سنة .1989
80
ق ائمة المراجع
81
فهرس المحتويات
فهرس المحتويات
شكر وعرفان
إهداء
قائمة بأهم المختصرات
مقدمة02 .............................................................................
الفصل األول :ماهية حوادث العمل واألمراض المهنية07 .................................
المبحث األول :مفهوم حادث العمل09 ..................................................
المطمب األول :تعریف حادث العمل10 .................................................
الفرع األول :التعریف الفقهي11 ........................................................
الفرع الثاني :التعریف االصطالحي13 ..................................................
المطمب الثاني :الشروط الواجب توافرها في حادث العمل14 ..............................
الفرع األول :الضرر البدني15 .................................................
الفرع الثاني :صفة المفاجأة16 .........................................................
الفرع الثالث :السبب الخارجي18 ........................................................
الفرع الرابع :العالقة السببیة19 ........................................................
المبحث الثاني :إصابات الطریق20 ....................................................
المطمب األول :معاییر تحدید إصابات الطریق التي یحمیها القانون20 .....................
الفرع األول :المعیار المكاني والزماني21 ..........................................
الفرع الثاني :موانع الضمان في حادث الطریق21 ........................................
المطمب الثاني :حاالت أخرى لحادث العمل22 ...........................................
أوال /حوادث اإلنقاذ والنفع العام22 ....................................................
ثانیا /الحوادث الواقعة أثناء النشاطات الریاضیة التي تنظمها الهیئة المستخدمة23 .........
ثالثا /الحادث الناتج عن القیام خارج المؤسسة بمهمة ذات طابع إستثنائي أو دائم طبقا
لتعمیمات المستخدم23 .............................
رابعا /الحادث الحاصل أثناء ممارسة عهدة إنتخابیة أو بمناسبة ممارستها23 ...............
83
فهرس المحتويات
خامسا /الحوادث الحاصمة أثناء مزاولة الدراسة بانتظام خارج ساعات العمل23 ............
المبحث الثالث :مفهوم األمراض المهنیة24 ..............................
المطمب األول :تعریف المرض المهني25 ..............................
الفرع األول :التعریف االصطالحي25 ..................................................
الفرع الثاني :التعریف الفقهي26 ........................................................
المطمب الثاني :تحدید طبیعة المرض المهني27 ..............................
الفرع األول :الطرق المتبعة لتحدید المرض المهني28 ..............................
أوال /نظام التغطیة الشاممة28 ..............................
ثانیا /نظام الجداول28 ...........................................................
الفرع الثاني :موقف المشرع الجزائري29 ..............................
المطمب الثالث :التمییز بین المرض المهني وحادث العمل32 ............................
الفرع األول :أوجه التشابه بین مرض مهني و حادث عمل32 .............................
الفرع الثاني :أوجه التفرقة بین المرض المهني وحادث العمل33 ...........................
أوال /من حیث مصدر الضرر33 ..............................
ثانیا /من حیث المعیار الزمني الكتشاف اإلصابة33 ..............................
الفرع الثالث :أهمیة التفرقة بین المرض المهني وحادث العمل34 .........................
الفصل الثاني :تعويض عن حوادث العمل واألمراض المهنية36 ..........................
المبحث األول :تحدید المسؤولیات عن الحادث37 ..............................
المطمب األول :مسؤولیة صاحب العمل37 ..............................
المطمب الثاني :مسؤولیة العامل38 ..............................
المطمب الثالث :مسؤولیة الغیر39 ..............................
المبحث الثاني :أحكام التعویض الرئیسي40 ..............................
المطمب األول :مجال التعویض الرئیسي40 ..............................
الفرع األول :مجال التعویض الرئیسي من حیث األضرار41 ..............................
أوال /الضرر الالحق بالضحیة41 ..............................
ثانیا /الضرر الالحق بذوي الحقوق44 ...................................................
84
فهرس المحتويات
86