You are on page 1of 91

2019
.

.
,

.
.
,

.
.
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫سعى اإلنسان منذ العصور القدیمة لكفالة بقائو وعیشو‪ ،‬وذلك بضمان الموارد الالزمة‬
‫والكفیمة التي تسمح لو بتحقیق ىذا اليدف الذي كان یقتصر عمى الحیاة الیومیة فقط دون أن‬
‫یتعداه إلى التفكیر في المستقبل‪.‬‬

‫وقد صارع اإلنسان الطبیعة في البدایة القتناء الرزق لكن لقناعتو بعدم كفایتيا في توفیر‬
‫متطمباتو والتفكیر الدائم في التغیر والبحث عن األفضل ساىم في ظيور فكرة العمل أین أصبح‬
‫بإمكان كل شخص ممارستو‪ ,‬سواء بمجيوده العضمي مقابل أجر كما حث دیننا الحنیف عمى‬
‫العمل‪ ،‬ومن أدلة ذلك ما جاء في قولو تعالى‪" :‬هو الذي جعل لكم األرض ذلوال فامشوا في‬
‫مناكبها و كموا من رزقه والیه النشور"‪.1‬‬

‫وقولو صمى اهلل عمیو وسمم‪" :‬من بات كاال من عمل ید‪ ،‬أمسى مغفو ار له"‪ 2‬والشواىد‬
‫كثیرة عمى ذلك‪.‬‬

‫وأداء العمل رىین بالقدرة عمى بذل الجيد الذىني والبدني‪ ،‬وىما عرضة لالنتقاص أو‬
‫الزوال بسبب العجز الكمي أو الجزئي أو الموت‪ ،‬نتیجة اإلصابات التي تعترضو أثناء تأدیة‬
‫العمل أو بسببو‪ ،‬األمر الذي یجعل العامل في قمق دائم خوفا من تحقق اإلصابة‪ ،‬خاصة أن‬
‫العمل أضحت تسیطر عمیو التكنولوجیات الحدیثة‪.‬‬

‫ویكشف التقدم العممي والتقني كل یوم عن أسالیب صناعیة جدیدة‪ ،‬وال یمكن ألي شخص‬
‫أن ینكر ما حققتو الدول من تطور وتقدم في عدة محاوالت بفضل الثورة الصناعیة‪ ،‬إال أنيا‬
‫جرت في أذیاليا العدید من المخاطر التي برزت بشكل كبیر عمى العامل‪.‬‬

‫‪ -1‬اآلیة ‪ 15‬من سورة الممك‪.‬‬


‫‪،20:00‬‬ ‫‪ 2018/08/20‬عمى الساعة‬ ‫‪ -2‬حدیث ضعفو األلباني‪ ،‬تم االطالع عمیو في الموقع االلكتروني بتاریخ‬
‫‪https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=227728‬‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫وتعتبر األفكار السائدة آنذاك ىذا الوضع خط ار من أخطار المينة یتعین عمى العامل‬
‫مواجيتو من خالل األجر الذي یحصل عمیو‪.‬‬

‫ولم یكن العامل قاد ار عمى أن یطالب رب العمل بالتعویض عن إصابات العمل إال إذا‬
‫استند إلى القواعد العامة‪ ،‬ویؤسس دعواه عمى المسؤولیة التقصیریة فیكون حینيا ممزما بإثبات‬
‫خطأ من جانب رب العمل أو إىمالو‪ ،‬كما یصعب عمى العامل إثبات خطأ رب العمل‪ ،‬إن لم‬
‫نقل أنو مستحیل وال یحق لو مطالبة رب العمل بتعویض األضرار التي قد تحدث لو بسبب‬
‫إىمال أو تعب العامل‪ ،‬إذا اثبت الواقع أن معظم اإلصابات تحدث بعد ساعات طویمة من‬
‫العمل‪.‬‬

‫تستبعد ىذه الحاالت من التعویض لعدم وجود خطأ من صاحب العمل أو استحالة نسبتو‬
‫إلیو ‪ ,‬وبالتالي یوجد عمال یصابون بأخطار مينیة في غیاب الحمایة المقررة ليم‪ ،‬وقد أدى ىذا‬
‫األمر إلى ىجر نظریة المسؤولیة التقصیریة القائمة عمى أساس إثبات الخطأ ألنيا لم تحقق‬
‫اليدف المرجوا منيا‪.‬‬

‫وكانت سببا في ظيور نظریة جدیدة ىي "المسؤولیة العقدیة" وتستند ىذه األخیرة إلى العقد‬
‫الموجود بین العامل ورب العمل الذي یحمل ضمنیا التزام بسالمة العامل‪ ،‬وحدوث الضرر دلیل‬
‫عمى أن رب العمل لم یقم بواجبو ‪,‬فبمجرد عدم تحقق السالمة كنتیجة یمزم رب العمل‬
‫بالتعویض‪.‬‬

‫ولكن عجزت ىذه النظریة عن التكفل بالعامل الذي یعرض لمضرر بسبب إىمالو‪ ،‬وبيذا‬
‫أصبحت النظریتان تشتركان في قصور الحمایة التي تقدمانيا‪ ،‬وبقاء فئة من العمال المصابین‬
‫بأخطار مينیة دون حمایة‪ ،‬خاصة إذا كانت اإلصابة خطیرة لدرجة یبعد فیيا العامل عن‬
‫منصبو‪ ،‬وما یترتب عن ذلك من فقدان مصدر رزقو‪.‬‬

‫ومنو نظمت الحمایة اإلجتماعیة لیستفید منيا جمیع العاممین واألجراء وىي من أنظمة‬
‫العمل األساسیة واألكثر إفادة من نظام العمل األساسي الخاص بالموظفین قد أوجدت ومنحت‬
‫فوائد لم تكن موجودة من قبل‪ ،‬وكثیرون ىم أرباب العمل في القطاع الخاص الذین تعيدوا‬
‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫سیاسة المساعفة اإلجتماعیة ففقدت بذلك الموظفون تدریجیا الصفات الممیزة ليا وفقدت اإلدارة‬
‫الرسمیة حالتيا‪.‬‬

‫فأسطورة الشركات الرسمیة قد محت أسطورة الشركات العامة ولعل الدولة سعت إلى جعل‬
‫الوظیفة العامة قطاعا سابقا في میدان التطور اإلجتماعي‪ ,‬إذ عمى الموظفین أن یدخموا عالم‬
‫العمل وأن یخضعوا لمقواعد نفسيا التي یخضع ليا العمال في المؤسسات الخاصة‪ ،‬فالسیاسة‬
‫اإلجتماعیة وضعت سیاسة التأمینات لموظفي المؤسسات العامة‪ ،‬باتت الیوم محرومة من‬
‫أصالتيا إال عنوانا من عناوین سیاسة الدولة اإلجتماعیة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن موضوع بحثنا ىذا یقتصر أساسا عمى التعویض عمى الضرر الذي‬
‫یمحق بالعامل بسبب خطر العمل دون غیره باعتباره أكثر األخطار وقوعا من الناحیة العممیة‬
‫واىتمام المشرع بيا أكثر من غیره‪.‬‬

‫ولدراسة ىذا الموضوع یتعین عمینا اإلجابة عمى اإلشكالیة التي یثیرىا مضمونيا‪:‬‬

‫ما المقصود بحوادث العمل و األمراض المهنیة ؟ و ما هي أحكام‬


‫التعویض في نظام حوادث العمل و األمراض المهنیة ؟‬

‫إن موضوعنا لو أىمیة كبیرة عمى الصعید التطبیقي والعممي‪ ،‬بكون أن العامل ىو‬
‫العنصر األساسي في عالقة العمل‪ ،‬وفي تحقیق اإلنتاج لممؤسسة المستخدمة‪ ،‬وعمیو فیجب‬
‫المحافظة عمیو وحمایتو من اإلصابة بالضرر سواء كان الضرر بدني جسماني أو سواء كان‬
‫بصفة مفاجأة معناه أن یكون الضرر الذي أصاب بدن العامل ناشئا عن سبب مفاجئ وكذلك‬
‫المرض الميني یدخل ضمن نظام التعویض لكون المرض ناتج بسبب العمل‪ ،‬ولكنيا ال تنشأ‬
‫من حادث مفاجئ بل یترتب عمى طبیعة العمل خالل فترة من الزمن‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫عرفيا المشرع الجزائري في المادة ‪ 63‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل‬
‫واألمراض المينیة‪.1‬‬

‫فأحكام التعویض تكون عمى حسب حجم الضرر الذي لحق بالعامل سواء عن طریق‬
‫حادث عمل أو عن طریق مرض ميني وذلك حسب القانون رقم ‪ 11-83‬المتعمق بالتأمینات‬
‫االجتماعیة‪ ،2‬والقانون ‪ 08-08‬المتعمق بيیئة الضمان االجتماعي‪.3‬‬

‫إن تناول ىذا البحث من شأنو أن یرمي لبموغ األىداف التالیة‪:‬‬

‫محاولة معرفة مدى استفادة العمال من التعویض المقدم ليم من جراء‬ ‫‪‬‬
‫إصابتيم بحادث عمل أو مرض ميني‪.‬‬
‫محاولة معرفة مدى تطبیق النصوص القانونیة المتعمقة بحوادث العمل‬ ‫‪‬‬
‫واألمراض المينیة في المؤسسات المستخدمة‪.‬‬
‫محاولة دراسة البحث و التحكم أكثر في استعمال مبادئ وتقنیات البحث‬ ‫‪‬‬
‫العممي من اجل الوصول إلى نتائج أكثر دقة وموضوعیة‪.‬‬

‫وتعود األسباب التي دفعتنا الى اختیار ىذا الموضوع تتمثل فیما یمي‪:‬‬

‫وفرة المعمومات فیما یخص موضوعنا المتعمق بالتعویض عن حوادث‬ ‫‪‬‬


‫العمل واألمراض المينیة‪.‬‬
‫باعتبار أن التعویض عن حوادث العمل و األمراض المينیة ىو موضوع‬ ‫‪‬‬
‫حساس وىو حدیث الساعة سواء عمى مستوى صنادیق التأمین أو عمى مستوى القضاء‬
‫قي القسم االجتماعي لدى المحاكم‪.‬‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 13-83‬مؤرخ في ‪ 02‬یولیو ‪ ،1983‬یتعمق بحوادث العمل واالمراض المينیة‪ ،‬ج ر ع ‪ ،28‬الصادرة بتاریخ‬
‫‪ 05‬یولیو ‪ ،1983‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 11-83‬مؤرخ في ‪ 02‬یولیو ‪ ،1983‬یتعمق بحوادث العمل واالمراض المينیة‪ ،‬ج ر ع ‪ ،28‬الصادرة بتاریخ‬
‫‪ 05‬یولیو ‪.1983‬‬
‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 08-08‬مؤرخ في ‪ 23‬فبرایر ‪ ،2008‬یتعمق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬ج ر ع ‪ ،11‬الصادرة‬
‫في ‪ 02‬مارس ‪.2008‬‬
‫‪4‬‬
‫مقدمة‬

‫وبحكم تخصصنا حاولنا إعطاء كم ىائل من المعمومات حول موضوعنا‬ ‫‪‬‬


‫المذكور أعاله من أجل إثراء مكتبة الجامعة وخاصة مكتبة كمیة الحقوق والعموم‬
‫السیاسیة‪.‬‬

‫الموضوعیة‬ ‫ىذا فیما یخص األسباب الذاتیة الختیار الموضوع أما األسباب‬
‫فتتمثل فیما یمي‪:‬‬

‫ما مدى أىمیة التعویض عن حوادث العمل واألمراض المينیة عمى‬ ‫‪‬‬
‫الصعید العممي‪.‬‬
‫بغیة منا في معرفة أحكام التعویض الرئیسي والتكمیمي سواء فیما یخص‬ ‫‪‬‬
‫حوادث العمل أو األمراض المينیة‪.‬‬
‫باعتبار أن العامل ىو العنصر األساسي والفعال في المؤسسات العامة‬ ‫‪‬‬
‫والمؤسسات الخاصة‪.‬‬

‫وانطالقا من كون الدراسة التي نقوم بيا تقتصر عمى أساس التعویض عن الضرر الذي‬
‫یمحق بالعامل بسبب حادث عمل أو مرض ميني‪ ،‬فإن المنيج الغالب في بحثنا ىو المنيج‬
‫التحمیمي مع العمل بالمنيج الوصفي‪.‬‬

‫فقد قسمنا خطة دراسة ىذا البحث إلى فصمین‪ ،‬حیث تضمن كل فصل ثالث مباحث‪،‬‬
‫تناولنا ماىیة حوادث العمل واألمراض المينیة (فصل أول) ‪ ،‬حیث جاء في المبحث األول‬
‫مفيوم حادث العمل‪ ،‬وفي المبحث الثاني إصابات الطریق‪ ،‬وفي المبحث الثالث مفيوم‬
‫األمراض المينیة‪.‬‬

‫وتناولنا أحكام التعویض في نظام حوادث العمل واألمراض المينیة (فصل ثان) ‪ ،‬حیث‬
‫جاء في المبحث األول تحدید المسؤولیة عن الحادث وفي المبحث الثاني أحكام التعویض‬
‫الرئیسي‪ ،‬وفي المبحث الثالث أحكام التعویض التكمیمي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‬

‫ماهية حوادث العمل واألمراض المهنية‬


‫منذ أن أصبحت اآلالت والمعدات مصد ار لممخاوف والقمق‪ ،‬نتیجة آثارىا المؤلمة‪،‬‬
‫كحوادث العمل‪ ،‬سعى اإلنسان المتحضر إلى مواجيتيا‪ ،‬سواء بتفادیيا أم بالتخفیف من‬
‫آثارىا‪ ،‬بتوفیر الحمایة القانونیة ليا‪.‬‬

‫حیث تكررت الحوادث‪ ،‬وظيرت الكثیر من األمراض المينیة الحدیثة التي لم یكن‬
‫لمعاممین عيد بيا‪ ،‬السیما في مجال الوظیفة العمومیة‪.‬‬

‫ولكون الموظف العمومي ركیزة أساسیة في الدولة الحدیثة‪ ،‬فقد عممت التشریعات‬
‫االجتماعیة عمى إقامة أنظمة حمایة لو عند مباشرتو لعممو في إطار المرفق العمومي الذي‬
‫یعمل فیو‪ ،‬تكریسا لحقو في الحمایة‪ ،‬ومنيا ممارسة حیاتو المينیة دون تخوف‪ ،‬وضمانا‬
‫الستم ارره في أداء عممو‪.‬‬

‫ىذه الحمایة مرت في كثیر من الدول ‪ -‬ومنيا الیمن والجزائر ‪-‬بمراحل متعددة حتى‬
‫تجسدت بوسیمة الضمان االجتماعي‪ ،‬من ذلك مرحمة المسؤولیة المدنیة‪ ،‬حیث یمنح لممؤمن‬
‫لو حق التعویض طبقا لمقواعد العامة‪ ،‬حتى استقر الحال إلى مرحمة خاصة بتشریعات‬
‫إصابات العمل‪.1‬‬

‫وتتباین التشریعات في مجال الحمایة االجتماعیة في القانون المقارن‪ ،‬في تحدید أحكام‬
‫التعویض عن إصابات العمل‪ ،‬سواء من حیث النطاق الشخصي لمفئات واألشخاص‬

‫‪ -1‬یقصد بالضمان االجتماعي بمعناه الشامل بأنو ‪:‬نظام اقتصادي اجتماعي‪ ،‬یتعيد فیو المجتمع عن طریق الدولة‬
‫ولألفراد بحمایتيم وقائیا وعالجیا‪ ،‬ضد آفات الجيل والمرض والفقر واألخطار المينیة‪ ،‬حیث یقدم ليم عند االقتضاء‬
‫‪-‬وبشروط معینة ‪-‬الخدمات واإلعانات الثقافیة والعممیة والصحیة والطبیة واالقتصادیة والمعاشیة‪ ،‬صادق ميدي‬
‫السعید‪ ،‬التأمینات االجتماعیة‪ ،‬مطبعة مؤسسة الثقافة العمالیة‪ ،‬العراق‪ ،1980 ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪7‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫المشمولین بالحمایة‪ ،‬أم النطاق الموضوعي بإصابات العمل‪ ،‬أم من حیث األداءات المقررة‬
‫عن تمك اإلصابات تبعا لما تراه محققا ألىدافيا ومصالحيا‪.‬‬

‫یشيد مكان العمل بمعناه الواسع وقوع العدید من الحوادث‪ ،‬ذلك أن وجود األخطار‬
‫وتحققيا كظاىرة اجتماعیة ال یرتبط فقط بالمشاكل الفنیة لإلنتاج أو وسائمو‪ ،‬وانما یرتبط‬
‫أیضا بتدخل العامل اإلنساني في عممیة اإلنتاج وضرورتو‪.‬‬

‫فقد تخرج أسباب حوادث العمل عن نطاق العامل فقد تتصل ببیئة العمل مثل استعمال‬
‫أجيزة و معدات معیبة أو غیر مطابقة لممقاییس‪.‬‬

‫في ضوء ما تقدم تم تقسیم ىذا البحث إلى ثالث مباحث حیث تناولنا مفيوم حادث‬
‫العمل (مبحث أول) ثم تطرقنا إلى إصابات الطرق (مبحث ثان) وفي األخیر الى مفيوم‬
‫األمراض المينیة (مبحث ثالث)‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‬

‫مفهوم حادث العمل‬

‫یعد حادث العمل أقدم صور إصابات العمل من حیث الظيور القانوني‪ ،‬یمیو المرض‬
‫الميني‪ ،‬فحادث الطریق‪ ،‬وال تختمف أنواع إصابات العمل من حیث الطبیعة فحسب‪ ،‬وانما‬
‫من حیث الشروط المينیة أیضا‪ ،‬التي تضفي عمیيا الصفة المينیة‪ ،‬الذي یعد بوابة‬
‫الستحقاق التعویضات التي یمنحيا تأمین إصابات العمل من عدمو‪.1‬‬

‫وكل حادث یقع عمى الموظف أثناء وجوده في مقر عممو‪ ،‬أو بسببو‪ ،‬أو في وقت‬
‫یعتبر فیو في حكم القائم بعممو‪ ،‬كمن یوفد في ميمة‪ ،‬أو الذي یحدث في الطریق إلى عممو‬
‫من حوادث العمل‪.2‬‬

‫ونبین في ىذا المبحث تعریف حادث العمل (مطمب أول) ثم الشروط الواجب توفرىا‬
‫في حوادث العمل (مطمب ثان)‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد فاروق الباشا‪ ،‬التأمینات االجتماعیة ونظاميا في المممكة العربیة السعودیة ‪.‬اإلدارة العامة لمبحوث‪،‬‬
‫السعودیة‪ ،1988 ،‬ص ‪.374‬‬
‫‪ -2‬رشا عبد القادر رحال‪ ،‬النظام القانوني لتأمین إصابة العمل ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتوراه مقدمة إلى جامعة‬
‫حمب‪ ،‬سوریا‪ ،2010 ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪9‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب األول‬

‫تعريف حادث العمل‬

‫ال یخمو نشاط المؤمن لو أثناء ممارسة عممو من مخاطر عدة‪ ،‬غالبا ما تكون‬
‫عمى شكل حادث یتصف بالضرر المادي‪ ،‬ویتمیز بعدد من الشروط الخاصة بو‪،‬‬
‫والتي تمیزه عن غیره من الحوادث األخرى‪.‬‬

‫تتباین تشریعات إصابات العمل في القانون المقارن بین الیمن والجزائر في تحدید‬
‫مفيوم حادث العمل من خالل الربط بین الحادث كقوة خارجیة مؤثرة ومفاجئة تصیب‬
‫جسم اإلنسان بضرر‪ ،‬والعمل الذي یشترط وقوع الحادث أثنائو أو بسببو‪.1‬‬

‫بموجب القانون رقم ‪ 13-83‬المعدل والمتمم بموجب األمر ‪ 19-96‬المتعمق‬


‫بحوادث العمل واألمراض المينیة‪ ،‬تم تأسیس نظام وحید یسري عمى العمال ميما یكن‬
‫قطاع النشاط الذي ینتمون إلیو‪ ،‬وعمى ذلك سنتطرق إلى التعریف الفقيي لحادث العمل‬
‫(فرع أول) ثم إلى التعریف االصطالحي لحادث العمل (فرع ثان)‪.‬‬

‫‪ -1‬تعتبر االتفاقیة الدولیة لمنظمة العمل الدولیة المتعمقة بالتعویض عن حوادث العمل رقم )‪ (17‬المنبثقة من‬
‫المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولیة في دورتو )‪ (07‬المؤرخ في ‪ 19‬مایو ‪ 1925‬ىي التي ألزمت الدول األعضاء أن‬
‫تتكفل بتعویض إصابة العمل الناتجة عن حوادث العمل‪ ،‬حیث نصت المادة ) ‪ ( 01‬من االتفاقیة عمى أن‪" :‬تتعيد‬
‫كل دولة عضو في منظمة العمل الدولیة تصادق عمى ىذه االتفاقیة بأن تكفل تعویض العاممین الذین یصابون في‬
‫حادث عمل‪ ،‬أو من یعولونيم بشروط تعادل عمى األقل الشروط المقررة في ىذه االتفاقیة"‪ ،‬وكذا اتفاقیة العمل الدولیة‬
‫رقم ‪ 1964/122‬السیما المادة ‪ 01/07‬التي طالبت الدول األعضاء بوضع تعریف لعبارة حوادث العمل تحدد فیو‬
‫الظروف التي تعتبر فیيا حوادث الطریق وحوادث العمل‪ ،‬نبیل محمد أبوىادي‪ ،‬النظام القانوني لتأمین إصابة العمل‬
‫وفق االتفاقیات الدولیة والتشریعات الوطنیة لدولتي الیمن واإلمارات‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبة خالد بن الولید‪ ،‬الیمن‪ ،2014 ،‬ص‬
‫‪.76‬‬
‫‪10‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف الفقهي‬

‫من ناحیة الفقو نرى ىناك مجموعة من الفقياء أعطوا اىتماما كبی ار وتعبیر دقیق‬
‫في تعریف حادث العمل‪ ،‬حیث تم التركیز عمى العناصر التي جاء بيا المشرع‬
‫الجزائري في تعریفو‪ ،‬سنذكر البعض منيا‪:‬‬

‫عرف البعض حادث العمل بأنو‪" :‬اإلصابة نتیجة حادث وقع بغتة بفعل قوة‬
‫خارجیة أثناء العمل‪ ،‬أو بسببو ومس جسم العامل وأحدث بو ضر ار"‪.1‬‬

‫وباستقراء ىذا التعریف لحادث العمل نرى أنو اقتصر عمى تحدید عناصر یجب‬
‫توافرىا لحادث العمل‪ ،‬وحدد األثر المترتب عمى الفعل‪ ،‬وىو الضرر‪.‬‬

‫بینما یعرف البعض حادث العمل بأنو‪" :‬واقعة أو حدث یقع بدون تبصر أو توقع‪،‬‬
‫وینتج عنو نوع من األذى لمشخص‪ ،‬أو تمف لممعدات والممتمكات‪ ،‬وىو الناتج مباشرة من‬
‫مركز العمل بسبب خمل في اآلالت أو األجيزة أو التصرف الخاطئ لمفرد"‪.2‬‬

‫ىناك من عرفو‪ " :‬ىو ذلك الحادث الذي یط أر خالل العمل أو بمناسبتو ميما كان‬
‫السبب وفي كل الحاالت التي یكون العامل خاضعا لرب العمل عمى أن یكون سبب‬
‫وقوعو خارجیا‪ ،‬یمحق أضرار جسدیة بجسم العامل ویحدث فجأة"‪.3‬‬

‫‪ -1‬مصطفى صخري‪ ،‬أحكام حوادث العمل واألمراض المينیة في القطاعین العام والخاص‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبة دار الثقافة‬
‫والنشر والتوزیع‪ ،‬األردن‪ ،1998 ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪ -2‬عمي محسن شذان‪ ،‬أحكام التعویض عن إصابات العمل – دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنیل شيادة الدكتوراه في‬
‫القانون‪ ،‬كمیة الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2016 ،1‬ص ‪.65‬‬
‫‪ -3‬مالكي محمد نجیم وبسامي أسماء‪ ،‬تعویض عن حوادث العمل واالمراض المينیة‪ ،‬مذكرة لنیل شيادة الماستر‪،‬‬
‫– عین الدفمى‪،‬‬ ‫تخصص قانون ضمان اجتماعي‪ ،‬كمیة الحقوق والعموم السیاسیة‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬امعة جیاللي بونعام‬
‫تاریخ المناقشة‪ ،2015/06/02 :‬ص ‪.18‬‬
‫‪11‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫ویعرف أیضا بأنو‪" :‬كل واقعة تسبب مساسا بجسم اإلنسان وتكون ذات أصل‬
‫خارجي یتمیز بقدر من المفاجأة والمقصود بالمساس بجسم اإلنسان كل أذى یمحق بو‬
‫من جروح وفقدان القوى العقمیة والوفاة ‪.1"...‬‬

‫في حین یفضل بعض الفقو أن یقتدي بالتشریع ویعرف الحادث بإجتماع‬
‫العناصر المكونة لو وىي‪:‬‬

‫‪ - 1‬أن یكون ىناك واقعة تسبب خسارة أي وجود حادث‪.‬‬


‫‪ - 2‬أن تظير الخسارة في جسم العامل‪.‬‬
‫‪ - 3‬وجود رابطة سببیة بین الحادث أو اإلصابة‪.‬‬
‫‪ - 4‬أن تكون اإلصابة من جراء العمل بمناسبتو‪.2‬‬

‫واذا نظرنا إلى الفقو الحدیث نجد أن ىناك نقاشات حول توافر الشروط السالفة الذكر‬
‫وخاصة فیما یخص شرط العنف‪ ،‬إذ إتفق الفقو عمى اشتراط توافر ىذه الصفة وذلك عمى‬
‫أساس أن حصول الحادث وان كان یقترن في حاالت كثیرة بالعنف‪.‬‬

‫واذا نظرنا إلى بعض األحكام نجد إمكانیة اإلستغناء عن ىذا الشرط‪ ،‬ویعتبر‬
‫الفعل حادثا ولو لم یكن عنیفا كما ىو الحال في اعتبار الضرر حادثا إن كان ناشئا‬
‫عن لدغة حشرة وىذا ما قالت بو محكمة النقص الفرنسیة حیث طبقت القانون الخاص‬
‫بالتعویض عن حوادث الشغل عمى أفعال ال وجود لعنصر العنف فیيا‪.3‬‬

‫‪ -1‬محمد حممي مراد‪ ،‬التأمینات االجتماعیة في البالد العربیة‪ ،‬ط ‪ ،1‬المطبعة العالمیة‪ ،‬مصر‪ ،1992 ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ -2‬مالكي محمد نجیم وبسامي أسماء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -3‬أمال جالل‪ ،‬مسؤولیة المؤجر عن حوادث الشغل واالمراض المينیة في التشریع المغربي‪ ،‬ط ‪ ،1‬د د ن‪ ،‬المغرب‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ص ‪.192‬‬
‫‪12‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التعريف االصطالحي‬

‫عرف المشرع الجزائري حادث العمل عمى أنو‪" :‬كل حادث انجرت عنو إصابة بدنیة‬
‫ناتجة عن سبب مفاجئ ط أر في إطار عالقة العمل"‪.1‬‬

‫"و یعتبر كحادث عمل‪ ،‬الحادث الواقع أثناء‪:‬‬

‫‪-‬القیام خارج المؤسسة بميمة ذات طابع استثنائي أو دائم طبقا لتعمیمات‬
‫المستخدم‪.‬‬
‫‪ -‬ممارسة عيد انتخابیة‪ ،‬أو بمناسبة ممارستيا‪.‬‬
‫‪ -‬مزاولة الدراسة بانتظام خارج ساعات العمل"‪.2‬‬

‫كما یعتبر أیضا كحادث عمل‪ ،‬حتى ولو لم یكن المعني باألمر مؤمنا لو اجتماعیا‬
‫الحادث الواقع أثناء‪:‬‬

‫‪ -‬النشاطات الریاضیة التي تنظميا اليیئة المستخدمة‪.‬‬


‫‪ -‬القیام بعمل متفان لمصالح العام‪ ،‬أم إلنقاذ شخص معرض لميالك"‪.3‬‬

‫كما عرف إصابة العمل التشریع الفرنسي في نص المادة ‪ 04‬فقرة ‪ 05‬من القانون‬
‫المتعمق بالضمان اإلجتماعي الصادر بتاریخ ‪ 1956/09/10‬والمعدل بمرسوم صدر سنة‬
‫‪ ،1958‬تعتبر كإصابة عمل أیا كان سبب حدوثيا‪ ،‬اإلصابة التي تحدث بفعل أو بمناسبة‬
‫العمل لكل أجیر و كل من یعمل بأي صفة أو أي مكان فیو لدى واحد أو أكثر من‬
‫أصحاب األعمال أو المشروعات‪.4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 07‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 08‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -4‬مالكي محمد نجیم وبسامي أسماء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪13‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫وباستقرائنا ليذه النصوص التشریعیة وجدنا أن المشرعین جمیعا قد اكتفوا بوضع‬


‫معاییر عامة عمى اختالف فیما بینيم سعة وضیق‪ ،‬األمر الذي اتضح منو عند التطبیقات‬
‫العممیة وجود صعوبات كثیرة في التكیف القانوني إلصابة العمل الموجبة لمضمان‪ ،‬وىذا ما‬
‫وقضاء من اجل القضاء عمى تمك الصعوبات‪ ،‬إال أننا نجد‬
‫ً‬ ‫جعل المشرعون یجتيدون فقيا‬
‫عدم الكفایة لتحویل الحق في استحقاق التعویضات القانونیة التي قررىا قانون إصابة العمل‬
‫واألمراض المينیة بمجرد إثبات العامل أنو قد أصیب بضرر خالل العمل‪ ،‬وانما یجب عمیو‬
‫فضال عن ذلك أن یثبت أن الضرر ناتج عن حادثة مفاجئة وذات أصل خارجي تؤدي إلى‬
‫ضرر بدني لمعامل المصاب‪ ،‬كما یجب أن یثبت أن العالقة السببیة بین الضرر واإلصابة‬
‫قائمة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫الشروط الواجب توافرها في حادث العمل‬

‫إن وجود النص القانوني المفصل لتعریف حادث العمل لدى المشرع الجزائري‪ ،‬یمكننا‬
‫من توضیح الشروط التي یتمیز بيا حادث العمل‪ .‬حیث یتمیز حادث العمل بحالة مادیة‬
‫خاصة تمیزه عن غیره من إصابات العمل‪ ،‬عبر عنيا البعض بالحالة المادیة لحادث العمل‪،‬‬
‫والمتمثمة بوقوع الحادث ذاتو بسبب خارجي ومفاجئ‪.1‬‬

‫نرى أن عنصر العنف في الفعل الضار لیس أم ار ضروریا من أجل تكییف ىذا الفعل‬
‫بأنو حادث عمل أم ال‪ ،‬من خالل موقف المشرع الجزائري في نص المادة السادسة من‬
‫القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة‪ ،‬یتبین لنا أن المشرع قد أبعد‬
‫صفة العنف من بین الشروط الواجب توافرىا في حادث العمل واستبقى عمى الشروط‬
‫التالیة‪:‬‬

‫‪ -1‬جغري عبد الحفیظ‪ ،‬نظام التامین عمى حوادث العمل واألمراض المينیة بالجزائر‪ ،‬محاضرة ألقیت عمى طمبة‬
‫المدرسة العمیا لمقضاء‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪14‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ - 1‬وجود ضرر بدني (فرع أول)‪.‬‬


‫‪ - 2‬الصفة الفجائیة (فرع ثان)‪.‬‬
‫‪ - 3‬ذات أصل أجنبي (فرع ثالث)‪.‬‬
‫‪ - 4‬العالقة السببیة بین الحادث والضرر (فرع رابع)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪:‬الضرر البدني‬

‫بالتعبیر الواسع لجسم اإلنسان‪ ،‬فإن المساس یشمل كل ما یصیب المؤمن لو‪ ،‬وما‬
‫یحتاجو لجسمو من أطراف صناعیة أو أجيزة تعویضیة‪ ،‬باعتبار أن ىذه األخیرة تأخذ حكم‬
‫أعضاء الجسم نفسيا‪ ،‬الزمة لمباشرة اإلنتاج‪ ،‬وتوسع ذلك إلى صحة المؤمن لو بشكل‬
‫عام‪.1‬‬

‫وقد عرف البعض المساس بجسم اإلنسان بأنو‪" :‬كل أذى یمحق بالجسم‪ ،‬مثل الجروح‬
‫والكسور والوفاة وفقد القوى العقمیة وفقد الذاكرة وتشویو الجمال‪ ،‬وما إلى ذلك‪.2‬‬

‫مفاد ىذا الشرط أنو ال یعتبر الفعل حادث إال إذا ألحق ضرر بجسم العامل‪ ،‬وعمیو‬
‫فإن المساس بجسم العامل یشترط فیو أن یحدث احتكاك مادي ليذا الجسم وبالتالي تعتبر‬
‫من قبیل العمل حتى ولو لم تصطحب بإصابات عضویة أو جروح‪.3‬‬

‫وبيذا فالضرر الذي یصیب الشخص في جمالو أو حواسو یشمل الضمان‪ ،‬إذا توافرت‬
‫في الحادثة الشروط الواجب توافرىا في حادث العمل‪ ،‬واذا نظرنا إلى األضرار التي تصیب‬
‫الجياز التعویضي لممصاب كإتالف ذراعو‪ ،‬فينا نجد إختالفات فقيیة في الضمانات المقررة‬

‫‪ -1‬صالح ناصر العتیبي ‪ ،‬التعویض عن إصابات العمل في الوظائف العامة ‪ -‬دراسة تحمیمیة ألنظمة الخدمة‬
‫المدنیة والعسكریة في الكویت‪ ،‬مكتبة الكویت الوطنیة‪ ،‬الكویت ‪ ،2005‬ص ‪.21‬‬
‫التأمینات االجتماعیة ونظاميا في المممكة العربیة السعودیة‪ ،‬اإلدارة العامة لمبحوث‪،‬‬ ‫‪ -2‬محمد فاروق الباشا‪،‬‬
‫السعودیة‪ ،1988 ،‬ص ‪.375‬‬
‫‪ -3‬أمال جالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.193‬‬
‫‪15‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫في ىاتو اإلصابات‪ ،‬فيناك من یضعيا في حكم األضرار الجسمانیة‪ ،‬إذا كانت من شانيا‬
‫مساعدة المؤمن لو في أداء عممو‪ ،‬ومنو من یغفل ذكرىا‪ ،‬حیث یتركيا لالجتياد القضائي‪.1‬‬

‫وفي التشریع الجزائري المادة ‪ 30‬من القانون رقم ‪ 13-83‬نجد انو لممصاب الحق في‬
‫إعداده باآلالت واألعضاء االصطناعیة التي یحتاج إلیيا بحكم عاىتو وفي إصالحيا‬
‫وتجدیدىا‪ ،‬ومن ىنا نستنتج أن المشرع لم یضیع أیة شروط في استحقاق العامل الذي یكسر‬
‫جيازه التعویضي أو یتمفو نتیجة حادث عمل من إصالحو وتجدیده عمى نفقة ىیئة الضمان‬
‫اإلجتماعي‪.‬‬

‫كما یجب أن یكون تأثیر مادي لمواقعة‪ ،‬وىو ذلك الضرر الذي أصاب بدن العمال‬
‫كاالختناق نتیجة تسرب الغاز في المصنع‪ ،‬وىذا ما أكدتو المادة ‪ 09‬من رقم ‪13-83‬‬
‫حیث أوجبت إعتبار اإلصابة أو الوفاة التي تط أر في مكان العمل أو في مدتو‪ ،‬أما في وقت‬
‫بعید عن ظروف وقوع الحادث واما أثناء العالج الذي أعقبت الحادث‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬صفة المفاجأة‬

‫فحسب المادة ‪ 06‬من القانون المذكور أعاله‪ ،‬مفادىا أن یكون الضرر الذي أصیب‬
‫بو بدن العامل ناشئا عن سبب مفاجئ‪ ،‬بمعنى أنو یجب أن یتوافر في الواقعة المنشئة‬
‫لإلصابة صفة المفاجأة‪ .‬أي انو یبدأ وینتيي في فترة وجیزة‪.2‬‬

‫أما إذا إستغرقت الواقعة زمنا معینا فإنيا ال تتسم بصفة المفاجأة‪ ،‬ذلك ألنو ال یمكن‬
‫إضفاء الصفة الفجائیة عمى الواقعة ولو لم یظير أثرىا‪ ،‬الضار إال بعد فترة وجیزة من الوقت‬
‫أما إذا ظيرت أثار اإلصابة الناتجة عن حادث العمل متأخرة عن ظروف وقوع الحادث‪،‬‬
‫فإنو إزاء ىذا التأخیر یجب عمى المصاب أن یثبت قواعد العالقة السببیة بین الحادث‬

‫‪ ،1‬دار الفكر العربي‪،‬‬ ‫‪ -1‬محمد لبیب شنب‪ ،‬االتجاىات الحدیثة لمتفرقیة بین حوادث العمل واالمراض المينیة‪ ،‬ط‬
‫مصر‪ ،1997 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -2‬محمد لبیب شنب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬
‫‪16‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫والضرر‪ ،‬وان الحادث الذي سبب الضرر كان فجائي ولو أن أثرىا و أضرارىا المترتبة عمیو‬
‫قد ظيرت فیما بعد‪.1‬‬

‫ویترتب عمى انعدام ىذه الخاصیة أن األضرار التي تصیب جسم العامل نتیجة‬
‫إصابات متالحقة تتطور ببطء‪ ،‬ومن المتعذر إسنادىا إلى أصل وتاریخ معین‪ ،‬ال تشمميا‬
‫الحمایة إال إذا نشأ عنيا مرض ميني نص عمیو القانون بالذات‪ ،‬فإن خرجت عن ضوابطيا‬
‫فال حمایة ليا‪.2‬‬

‫ومن اإلصابات ما تحدث الواقعة المنشئة ليا فجأة‪ ،‬ولكن بقدر ال یترتب عمیو ظيور‬
‫أثرىا فورا‪ ،‬حیث یستمزم حدوث ىذه الواقعة تك ار ار بقدر یترتب عمیو ظيور الضرر بعد‬
‫وصوليا مرحمة معینة وقدر معین تتأثر بو الحالة الفزیولوجیة لجسم اإلنسان تنتج أثرىا‬
‫الضار لممصاب‪.3‬‬

‫أما إذا نظرنا إلى التشریع الجزائري فنجد أن المعیار الذي اخذ بو ال یعتمد عمى طبیعة‬
‫اإلصابة وانما یعتمد عمى فكرة قانونیة ىي فكرة الوقت الذي استغرقو حدوث الضرر حسب‬
‫ما نصت عمیو المادة ‪ 04‬من قانون ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة‪.‬‬

‫وليذا فإن عنصر الفجائیة وتمسك القضاء بو من اجل مد الحمایة القانونیة المقررة في‬
‫قانون إصابات العمل عمى المرض الذي یصیب العامل بسبب أداء عممو ولو لم یكن ذلك‬
‫المرض مدرج ضمن قائمة األمراض المينیة‪ ،‬لكن مع ضرورة توفر شرط ثالث وىو تأثیر‬
‫سبب مفاجئ خارجي‪.4‬‬

‫ولكن أىم ما یوجو من نقد إلشتراط صفة المفاجأة ىو اإلصابات التي قد تتخمف في‬
‫الظيور مثال ذلك كثیر من الجروح الداخمیة واإلضطرابات العصبیة إصابة عضالت القمب‬

‫‪ -1‬محمد لبیب شنب‪ ،‬الخطر في تأمین إصابات العمل‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪ ،1997 ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -3‬أمال جالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫التي تحدث فجأة ولكن ال یعمم بيا من إصابتو‪ ،‬إال بعد مرور فترة طویمة‪ ،‬فينا األمر یفتقد‬
‫فیو إثبات الصفة الفجائیة مما یجعل ىذه اإلصابات ال تدخل في إصابات العمل وكنتیجة‬
‫حرمان المصاب من األداءات المقررة في القانون‪.1‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬السبب الخارجي‬

‫یقصد بالواقعة ذات األصل الخارجي‪ :‬كل حدث ینشأ من الظروف الخارجة عن جسم‬
‫المصاب نفسو‪ ،‬كحدوث انفجار‪ ،‬أو تيدم جدار‪ ،‬أو اعتداء شخص عمى آخر بالفعل أو‬
‫بالقول‪ ،‬إذا سبب القول صدمة نفسیة‪ ،‬فاإلصابة البدنیة التي حدثت بصفة مفاجئة حتى‬
‫تكیف أنيا حادث عمل یجب أن تنجم عن سبب خارج ومستقل عن الجسم العضوي‬
‫لممصاب‪ ،‬أو عن فعل الغیر‪.2‬‬

‫ویعد شرط السبب الخارجي لمفعل من خصوصیات حادث عمل معیار ا لمتمییز بین‬
‫حادث العمل والمرض الميني‪ ،‬ىذا األخیر یكون سببو داخمیا في جسم المؤمن لو‪ ،‬أما حادث‬
‫العمل فیكون مصدره خارج جسم العامل من تأثیر فعل خارجي‪.‬‬

‫فطبقا لما تنص عمیو المادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ 13-83‬نجد أن الصفة الناشئة التي‬
‫تتطمبيا ىذه المادة ىي أن تكون الواقعة المنشأة لإلصابة ناتجة بسبب خارجي‪ ،‬وىو كل‬
‫سبب ال یعود لمبنیة الجسمیة لممصاب دخل فیو وبذلك فإن ىذا المصدر أو العنصر قد‬
‫یتجمى في أي فعل أو أي عمل مادي أو معنوي خارجي‪ ،‬وغیر عالق بالتكوین البیولوجي‬
‫لممصاب‪ ،‬وقد ال یوجد في أغمب األحیان أي شك في حصول وقوع ىذا العنصر‪ ،‬نظ ار‬
‫لمظروف المحیطة باألجیر المصاب والتي تسيل تحدیده بكل دقة‪.3‬‬

‫ففي التشریع الجزائري یمكن اعتبار وفاة العامل بسبب ضربة شمس حادث عمل ألنو‬
‫كان یعمل تحت أشعة الشمس المحرقة وجو شدید الح اررة‪ ،‬ذلك أن ضربة الشمس ناتجة عن‬

‫‪ -1‬مالكي محمد نجیم وبسامي أسماء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪ -2‬محمد فاروق الباشا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.375‬‬
‫‪ -3‬أمال جالل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪18‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫سبب خارجي یمكن تعیین مصدره‪ ،‬و بيذا نجد مثال سقوط العامل نتیجة ضعفو الطبیعي‬
‫واعتالل صحتو دون تأثیر فعل خارجي‪ ،‬ال یعتبر إصابة عمل وال تمتد إلیيا الحمایة‬
‫القانونیة في القانون‪ ،‬ورغم أن معظم الفقياء ما زالوا یشترطون في مصدر الضرر الجسماني‬
‫أن یكون خارجیا‪ ،‬إال أن ىذا الشرط كان في السنوات األخیرة محل لإلنتقادات وىذا ما نجده‬
‫من خالل اطالعنا ألحكام قضائیة‪ ،‬أن تعتبر الفعل إصابة وان لم یكن نتیجة تدخل سبب‬
‫خارجي كما ىو الحال في اعتبار الضرر حادثا‪.‬‬

‫ولو كان ناشئ عن قیام العامل بمجرد عمل عادي أو حركة خاطئة أثناء العمل إذ من‬
‫الصعب أن ینسب الضرر إلى سبب خارجي‪.1‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬العالقة السببية‬

‫وىو إثبات العالقة السببیة بین الحادث والعمل‪ ،‬فإذا ظيرت الجروح فور الحادث أو‬
‫الوفاة‪ ،‬فال إشكال وال صعوبة في اإلثبات‪ ،‬ولكن في الواقع العممي كثی ار ما تحدث الحوادث‬
‫ویظل سببيا غیر معروف‪ ،‬وانطالقا من ىذا یجب عمینا مراعاة مدى إرتباط أداء العمل‬
‫بمكان العمل وزمانو‪ ،‬أما فیما یخص إرتباط األداء بمكان العمل فإنو یتجمى في نص المادة‬
‫‪ 06‬من القانون رقم ‪ 13-83‬التي تنص بضمان اإلصابة إذا حدثت بعد العمل أو بمناسبة‬
‫أدائو‪.2‬‬

‫ویتضح لنا من خالل نص المادة ‪ 09‬من القانون رقم ‪ 13-83‬مدى أىمیة مكان‬
‫العمل في تحدید أي إصابة موجبة الضمان‪ ،‬ویقصد بمكان العمل ذلك المكان الذي یتواجد‬
‫فیو المؤمن عمیو لتنفیذ العمل الواجب عمیو أدائو ویكون خاضعا فیو لسمطة واشراف صاحب‬
‫العمل‪ ،‬أما إذا نظرنا عمى مدى إرتباط العمل بزمانو فنجد أنو من أىم العناصر التي یجب‬
‫أن یشترط في حادث العمل أن یقع أثناء العمل وبسبب العمل‪ ،‬أي إشتراط الرابطة الزمنیة‬

‫‪ -1‬محمد الصغیر بعمي‪ ،‬تشریع العمل في الجزائر‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزیع‪ ،‬الجزائر‪ ،2000 ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 06‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واالمراض المينیة المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫والسببیة معا‪ ،‬وقد أخذ المشرع الجزائري‪ ،‬بمعیار زمن العمل الذي یكون فیو العامل مستفیدا‬
‫من الحمایة القانونیة‪ ،‬وىذا ما نصت عمیو المواد ‪ 8 ،7 ،6‬من القانون رقم ‪.13-83‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫إصابات الطريق‬

‫یتعرض المؤمن لو لعدد من الحوادث خارج مكان العمل‪ ،‬سواء أثناء ذىابو لمعمل‪ ،‬أو‬
‫العودة منو‪ ،‬وىو ما یسمى بحادث الطریق(حادث المسافة)‪ ،‬حیث یعد الصورة الثانیة إلصابة‬
‫العمل‪ ،‬الشتراكو مع حادث العمل بالشروط األولیة لمحادث‪.1‬‬

‫وقد اتجو المشرع الجزائري إلى فرض وبسط الحمایة القانونیة عمى المؤمن ليم ضحایا‬
‫ىذا النوع من الحوادث‪ ،‬ولمعرفة المقصود بحادث الطریق‪ ،‬وعالقتو بالعمل‪ ،‬والموانع التي‬
‫تنفي الصفة المينیة عن حادث الطریق یمكننا توضیح ذلك من خالل تحدید معاییر إصابات‬
‫الطریق التي یحمیيا القانون (مطمب أول) وكذا إبراز حاالت أخرى لحادث العمل (مطمب‬
‫ثان)‬

‫المطمب األول‬

‫معايير تحديد إصابات الطريق التي يحميها القانون‬

‫تمتد حمایة المؤمن ليم وفق القوانین المتعمقة بحوادث العمل واألمراض المينیة إلى‬
‫تأمین طریقو إلى العمل أو العودة منو‪ .2‬وىذا یتطمب معرفة بدایة الطریق ونيایتيا‪ ،‬وكذا‬

‫‪ -1‬عمي محسن شذان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.80‬‬


‫‪67‬‬ ‫‪ -2‬حرصت منظمة العمل الدولیة عمى اعتبار حادث الطریق من حوادث العمل؛ حیث أصدرت توصیة برقم‬
‫لسنة ‪ ،1944‬بشأن تأمین الدخل‪ ،‬وأوضحت بالمقترح رقم )‪ (01‬لممبدأ التوجیيي رقم )‪ (16‬بأن‪ " :‬تشمل إصابات‬
‫العمل الحوادث التي تقع في الطریق إلى مكان العمل أو منو"‪ .‬نقال عن‪ :‬نبیل محمد أبوىادي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫‪ .88‬أما المشرع الجزائري عبر عن ىذا الحادث بمصطمح الحادث الذي یط أر أثناء المسافة‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫معنى الطریق الطبیعي‪ ،‬لقد عرف المشرع حادث الطریق في المادة ‪ 12‬من قانون رقم ‪-83‬‬
‫‪ 13‬بأنو‪ " :‬یكون في حكم حادث العمل‪ ،‬الحادث الذي یط أر أثناء المسافة التي یقطعيا‬
‫المؤمن لمذىاب إلى عممو أو اإلیاب منو‪ ،‬وذلك أیا كان وسیمة التنقل المستعممة شریطة أال‬
‫یكون المسار قد إنقطع أو انحرف إال إذا كان في حكم اإلستعجال أو الضرورة عارضة أو‬
‫ألسباب قاىرة"‪.1‬‬

‫ویقع المسار المضمون عمى ىذا النحو بین مكان العمل من جية ومكان اإلقامة أو ما‬
‫شابيو كالمكان الذي یتردد عمیو العامل عادة إما لتناول الطعام واما ألغراض عائمیة‪ ،‬ومن‬
‫نص ىذه المادة نستنتج معیارین لتحدید إصابات الطریق المحمیة بموجب القانون‪ ،‬المعیار‬
‫المكاني والزماني (فرع أول) إال إن ىناك استثناء من االستفادة من الحمایة أثناء حادث‬
‫الطریق وىو ما سنتعرض إلیو في موانع ضمان حادث الطریق (فرع ثان) ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المعيار المكاني والزماني‬

‫فمن حیث المكان‪ ،‬فالمسار المضمون ىو ذلك الذي یقع بین مكان العمل ومكان‬
‫اإلقامة أو ما یشابو ذلك‪ ،‬كالمكان الذي یتردد عمیو العامل عادة لتناول وجبة الطعام أو‬
‫ألغراض عائمتو‪ ،‬فمكان العمل‪ ،‬ىو الذي یحدده صاحب العمل كي ینفذ فیو العامل عممو‬
‫الواجب عمیو أدائو‪ ،‬قد یكون المكان ثابت أو متغیر حسب طبیعة النشاط‪ ،‬مثال ذلك العمل‬
‫في المقاوالت‪ ،‬أن یتغیر العمل بتغیر مكان المشروع‪.‬‬

‫أما من حیث المعیار الزمني‪ ،‬فإنو لكي یعتبر حادث عمل ناتج من إصابة العامل في‬
‫مسار الطریق‪ ،‬أن تكون اإلصابة خالل فترة ذىابو لمباشرة العمل والعودة منو ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موانع الضمان في حادث الطريق‬

‫بمفيوم المخالفة ما ذكر أعاله‪ ،‬ىناك حاالت أین یصیب العامل بحادث في مسار‬
‫الطریق دون أن یكون لو الحق في التعویض عن تمك اإلصابات وىذا ما جاء في الفقرة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫األولى من المادة ‪ 12‬من القانون ‪ 13-83‬وىي في حالة اإلنحراف عن المسار أو‬


‫اإلنقطاع أو التوقف‪.‬‬

‫فبالنسبة لالنقطاع أو التوقف یقصد بيا الكف عن السیر لفترة من الوقت مع بقاء‬
‫العامل عمى الطریق الطبیعي لمعمل‪ ،‬كأن یجد العامل جمعا من الناس ممتفین حول سیارة‬
‫معطمة فینضم إلیيم ویكف عن سیره‪ ،‬وكذلك إذا انحرف العامل عن المسار المضمون وىذا‬
‫بسمكو طریق آخر غیر الطریق االعتیادي ولو كان ذلك المسار یؤدي إلى عممو فإن العامل‬
‫یحرم من التعویض في حالة وقوع حادث‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫حاالت أخرى لحادث العمل‬

‫بالرجوع إلى نص المادة الثامنة من القانون ‪ 13-83‬نستنتج أن المشرع قد توسع في‬


‫مفيوم حوادث العمل بحیث یعتبر حادث عمل حق ولو لم یكن المصاب مؤمنا إجتماعیا إذا‬
‫وقع الحادث أثناء الحاالت المذكورة في نص المادة كما یمي تبیانو‪.‬‬

‫أوال‪ /‬حوادث اإلنقاذ والنفع العام‪:‬‬

‫یعتبر حادث عمل حق ولو لم یكن المعني باألمر مؤمنا إجتماعیا في حالة ما إذا قام‬
‫بعمل بأي طریقة قصد إنقاذ شخص معرض لميالك وكان في حالة الخطر‪ ،‬فأساس ىذه‬
‫الحالة ىو أن الدولة ىي مسؤولة عمى ضمان سالمة األفراد وممتمكاتيم‪ ،‬واذا حل الشخص‬
‫محل الدولة وقام بدورىا ویكون قد تضرر من ذلك‪ ،‬فعمى الدولة أن تعوضو عن األضرار‬
‫التي تمحق بو‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫– النظریة العامة في القانون االجتماعي في‬ ‫‪ -‬الجیاللي عجة‪ ،‬الوجیز في قانون العمل والحمایة االجتماعیة‬
‫الجزائري‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الخمدونیة‪ ،‬الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد الصغیر بعمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪22‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا‪ /‬الحوادث الواقعة أثناء النشاطات الرياضية التي تنظمها الهيئة‬


‫المستخدمة‪:‬‬

‫ولكي یستفید المصاب من تعویض حتى ولو لم یكن مؤمنا إجتماعیا‪ ،‬ال بد من‬
‫أن یقع الحادث في مكان وأثناء قیام التظاىرة الریاضیة عمى أن تكون منظمة من قبل‬
‫اليیئة المستخدمة‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬الحادث الناتج عن القيام خارج المؤسسة بمهمة ذات طابع إستثنائي أو‬
‫دائم طبقا لتعميمات المستخدم‪:‬‬

‫فيذه الحالة تشترط أن یكون الضحیة عامال‪ ،‬یعمل تحت إشراف سمطة رب‬
‫العمل الذي یحدد طبیعة العمل ومكانو وزمانو‪ ،‬أي أن یقع الحادث خارج مكان العمل‬
‫الرئیسي‪ ،‬ولكن في مكان وزمان حدده سابقا رب العمل‪.1‬‬

‫رابعا‪ /‬الحادث الحاصل أثناء ممارسة عهدة إنتخابية أو بمناسبة ممارستها‪:‬‬

‫أي كل شخص منتخب یتعرض لحادث عمل أثناء ممارسة ميامو االنتخابیة أو‬
‫بمناسبتيا فإنو یستفید من التعویض الناتج عن الضرر الذي لحق بو‪.‬‬

‫خامسا‪ /‬الحوادث الحاصمة أثناء مزاولة الدراسة بانتظام خارج ساعات العمل‪:‬‬

‫ففي ىذه الحالة یشترط أن یكون المصاب عامال یستفید من حق الضمان عند‬
‫مزاولة الدراسة والتي قد تكون خارج أوقات ومكان العمل وعمى أن تكون بمزاولة‬
‫الدراسة بانتظام وبيذا تستبعد مزاولة الدراسة بصفة عرضیة وعشوائیة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬كفیف الحسین‪ ،‬النظام القانوني لممسؤولیة عمى اساس الخطأ‪ ،‬در ىومو لمطباعة والنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص‬
‫‪.75‬‬
‫‪23‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث‬

‫مفهوم األمراض المهنية‬

‫إن اإلصابة التي تنتج عن حادث أثناء العمل أو بسببو؛ وىي ما تعرف بحوادث‬
‫العمل لن تكون ىي الوحیدة التي یتعرض ليا المؤمن لو أثناء أدائو لعممو‪ ،‬فقد أدى‬
‫انتشار الصناعة وتطورىا إلى ظيور كثیر من األضرار التي تحدث بسبب بیئة العمل‪،‬‬
‫والمواد المستعممة فیيا‪.‬‬

‫وآیا كان العمل الذي یمارسو المؤمن لو فإنو یحتاج إلى بیئة نظیفة ومالئمة بكل‬
‫كالح اررة أو الرطوبة أو البرودة‪ ،‬والعوامل األخرى الطبیعیة‬ ‫ظروفيا وعوامميا‬
‫والكیماویة‪ ،‬والحیویة التي یتعرض ليا‪ ،‬واال تعرض لإلصابة بما یسمى باألمراض‬
‫المينیة‪.1‬‬

‫فموضوع حمایة المؤمن لو من أخطار المينة من أكثر المواضیع اىتماما لدى‬


‫المشرع الجزائري؛ كون خطورة أمراض المينة تبدو في إلحاق أضرار بجسم المؤمن لو‪،‬‬
‫حیث تزداد یوما بعد یوم نتیجة ذلك‪ ،‬أو نتیجة ما یصیبو من إجياد أو إرىاق بجسمو‪،‬‬
‫یجعمو عاج از عن أداء عممو بصورة مؤقتة أو دائمة‪ ،‬بل قد تؤدي إلى وفاتو‪.‬‬

‫ویقتضي الحدیث عن األمراض المينیة تعریف المرض الميني (مطمب أول)‬


‫وتحدید طبیعة المرض الميني (مطمب ثان) وفي األخیر تمییز األمراض المينیة عن‬
‫حادث العمل (مطمب ثالث)‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد محمد محرز‪ ،‬الخطر في تأمین إصابات العمل ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة مقدمة لمحصول عمى درجة‬
‫الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،‬كمیة الحقوق‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪24‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب األول‬

‫تعريف المرض المهني‬

‫إن وضع تعریف جامع مانع لألمراض المينیة أمر یعتریو صعوبة بالغة‪ ،‬إذ أنو في‬
‫الكثیر من الحاالت یصعب طبیا وضع خط بین األمراض المينیة واألمراض األخرى‪.‬‬

‫فالمرض الميني ىو الذي ینشأ عن مباشرة العمل‪ ،‬وىو عبارة عن إصابة جسمانیة تقع‬
‫بسبب العمل‪ ،‬ولكنيا ال تنشأ من حادث فجائي بل یترتب عمى طبیعة العمل خالل فترة من‬
‫الزمن‪ .1‬وسیتم تعریف األمراض المينیة اصطالحا (فرع ول) وفقيیا (فرع ثان)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف االصطالحي‬

‫عرفو المشرع الجزائري في المادة ‪ 63‬من القانون رقم ‪ 13-83‬عمى أنو ‪ " :‬تعتبر‬
‫كأمراض مينیة كل أعراض التسمم والتعفن واإلعتالل التي تعزى إلى مصدر وتأىیل ميني‬
‫خاص"‪.‬‬

‫ومن خالل ىذا التعریف الذي أبداه المشرع الجزائري‪ ،‬نجد أن ىذا األخیر قد جذب‬
‫الفقو والقضاء عناء البحث عن تعریف یحدد ممیزات المرض الميني‪ ،‬إال أن قوانین بعض‬
‫الدول كفرنسا ومصر لم تضع تعریف لممرض الميني وتنص عمى األمراض التي تعتبر‬
‫مينیة في جدول عمى سبیل الحصر فیو نوع المرض‪ ،‬والعممیات واألعمال المسببة لو‪،‬‬
‫بحیث من ثبت لدیو حالة منيا تعتبر إصابة عمل أي مرض ميني موجب الضمان‬
‫والتعویض عنو‪ ،‬فیتضح مما سبق أن تحدید األمراض المينیة یتمركز بصفة أساسیة عمة‬
‫ثبوت عالقة المرض الذي أصاب العامل بالمينة التي یمارسيا‪ ،‬حیث انو لوال ممارسة ىذه‬
‫المينة لما أصیب بيذا المرض‪ ،‬إذ أنو لكي یستفید العامل من ضمان اإلصابة أن یكون‬

‫‪ -1‬محمد حممي مراد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬


‫‪25‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫المرض مبنیا في الجدول الممحق في القانون‪ ،‬وأن یكون العمل الذي یزاولو العامل من شأنو‬
‫أن یؤدي إلى ىذا المرض من ىذا الجدول ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬التعريف الفقهي‬

‫أما في الجانب الفقيي فقد وجدت عدة تعریفات نذكر منيا‪:‬‬

‫یعرف بأنو‪" :‬مرض سببو عمل دائم یظير خالل مدة معینة قد تكون في مدة العمل أو‬
‫الفترة المحددة قانونا‪ ،‬قد یكون سببو تعفنا في مكان العمل أو أي سبب آخر بشرط أن یكون‬
‫مرتبطا بالعمل"‪.1‬‬

‫والبعض اآلخر عرفيا عمى أنيا‪" :‬األمراض الناتجة عن تفاعالت أو ترسبات المواد أو‬
‫الروائح الكریية أو ما شابييا المسببة ألمراض التسمم‪ ،‬والتعفن‪ ،‬وبعض العمل التي تكون‬
‫سببيا مصد ار مينیا خاصا‪.2‬‬

‫وجانب آخر من الفقو القانوني عرف األمراض المينیة بأنيا " مرض ینتج عن‬
‫الممارسة العادیة لمينة معینة‪ ،‬التي ال یمكن تحدید ظيورىا بزمان ومكان معین‪ ،‬كونيا‬
‫تتعمق بذاتیة الفرد من حیث تكوینو البیولوجي‪ ،‬ومدى تأثره بالمينة في ظروف العمل"‪.3‬‬

‫ویعتبر البعض أن األمراض المينیة تكون ناجمة عن تفاعالت أو تسربات لممواد‬


‫التصنیعیة أو ما یشابييا والمسببة لمعدید من األمراض كالتسمم والتعفن‪ ،‬أي ما یكون‬
‫مصدرىا بسبب ميني خاص‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مالكي محمد نجیم وبسامي أسماء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪2‬‬
‫– عالقات العمل الفردیة‪ ،‬ج ‪ ،2‬دیوان‬ ‫‪ -‬أحمیة سمیمان‪ ،‬التنظیم القانوني لعالقات العمل في التشریع الجزائري‬
‫المطبوعات الجامعیة‪ ،‬الجزائر‪ ،1998 ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ -3‬سماتي الطیب‪ ،‬حوادث العمل واألمراض المينیة في التشریع الجزائري‪ ،‬دار اليدى لمطباعة والنشر‪ ،2013 ،‬ص‬
‫ص ‪.27-26‬‬
‫‪26‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫كما یحظى المرض الميني باىتمام كبیر سواء عمى المجال الداخمي أو عمى‬
‫المستوى الخارجي‪ ،‬فقد تضمنتو عدة اتفاقیات دولیة وبذلت عدة محاوالت لتعریف‬
‫المرض الميني‪ ،‬فقد جاء في التوصیة رقم ‪ 67‬لسنة ‪ 1944‬الصادرة عن مؤتمر‬
‫العمل الدولي أن المرض الميني ىو‪" :‬كل مرض تكثر اإلصابة بو بین المشتغمین في‬
‫المينة‪ ،‬أو حالة تسمم تحدث بسبب المواد المستعممة في مينة معینة مما یستوجب‬
‫التعویض عنو باعتباره مرضا مينیا‪ ،‬إذ كان الشخص ممن یعممون في تمك المينة"‪.2‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫تحديد طبيعة المرض المهني‬

‫تتعدد صور اإلصابة الناتجة عن العمل أو بسببو‪ ،‬األمر الذي یترتب عمیو انفراد‬
‫كل صورة منيا بشروط مينیة واجراءات تكییف ميني خاص بيا‪ .‬وعمى العكس من‬
‫عدم إمكانیة حصر حوادث العمل‪ ،‬ترتبط األمراض المينیة بجداول محددة‪ ،‬تشمل‬
‫المرض الميني نفسو‪ ،‬والمينة المسببة لو‪ ،‬مما یسيل عممیة اإلثبات والتكییف الميني‪.‬‬

‫واذا كانت حوادث العمل تتحقق بمجرد توافر الشروط المينیة فإن األمراض‬
‫المينیة ترتبط بجداول خاصة بتحدیدىا‪ ،‬وفق أنظمة معمول بيا تتمثل بنظام التغطیة‬
‫الشاممة‪ ،‬ونظام الجداول‪ ،‬والنظام المزدوج أو المختمط‪.‬‬

‫وسنحاول تحدید الطرق المتبعة لتحدید المرض الميني (فرع أول) وموقف المشرع‬
‫الجزائري من ذلك (فرع ثان)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الطرق المتبعة لتحديد المرض المهني‬

‫‪ -1‬خمیفي عبد الرحمان‪ ،‬الوجیز في منازعات العمل والضمان االجتماعي‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزیع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪.107‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بناصر عبد السالم‪ ،‬النظام القانوني لمتعویض عن حوادث العمل واالمراض المينیة في التشریع الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫لنسل شيادة الماجستیر في القانون‪ ،‬كمیة الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2001 ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪27‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫إن تحدید المرض الميني من أصعب األمور التي یواجييا التشریع سواء في الدول‬
‫المتقدمة أو النامیة‪ ،‬لما تحتاج لو من خبرات عممیة ودراسات وأبحاث طویمة خاصة في‬
‫مجال الطب من أجل إثبات العالقة السببیة بین العمل والمرض الميني الناشئ عن ممارسة‬
‫ذلك العمل‪ ،‬ونظ ار إلختالف الدول في طریقة تحدیدىا لألمراض المينیة‪ ،1‬یمكننا أن نصنف‬
‫النظم المتبعة في تغطیة األمراض المينیة إلى نظامین وىي‪:‬‬

‫‪ -1‬نظام التغطیة الشاممة‪.‬‬

‫‪ -2‬نظام الجداول‬

‫أوال‪ /‬نظام التغطية الشاممة‬

‫یقوم عمى تعیین ىیئة لمبث في كل حالة إلعتبار المرض مرضا مينیا من عدمو‪ ،‬قد‬
‫تكون ىذه اليیئة من أخصائیین أو من لجنة مشكمة من عناصر مختمفة أو مكتب إداري‬
‫یعاونو خبراء حسبما یحدده قانون الدولة الذي تتبع مثل ىذا النظام في تحدید األمراض‬
‫المينیة بترابيا‪.2‬‬

‫ثانيا‪ /‬نظام الجداول‪:‬‬

‫یتولى المشرع في نظام الجداول تحدید األمراض المينیة ویدرجيا في جدول مقسم‬
‫لشقین‪ ،‬األول یحدد فیو اسم المرض‪ ،‬وفي الشق الثاني األعمال المسببة ليذا المرض‬
‫وبمجرد إصابة العامل بمرض من ىذه األمراض المحددة في الجدول و كان یمارس مينة أو‬
‫عمال تسببو وفقا لمجدول‪ ،‬اعتبر مرضا مينیا ‪.‬‬

‫وقد یكون الجدول مغمقا فتحدد فیو األمراض والمين التي تسببيا عمى سبیل الحصر‬
‫دون السماح ألیة جية بإضافة أمراض جدیدة‪ ،‬وبعد وضع الجدول‪.‬‬

‫‪ -1‬مالكي محمد نجیم وبسامي أسماء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬أحمد محمد محرز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.335‬‬
‫‪28‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫ویعاب عمى ىذه األخیرة أنيا ال تواكب الواقع العممي والبحث العممي الذي بإمكانو‬
‫الكشف عن أمراض جدیدة‪ ،‬ليا صفة المرض الميني‪ ،‬مما یؤدي بالعامل إلى فقدان حقو في‬
‫الحمایة لسبب بسیط ىو قصور الجدول عن مواكبة التطور‪.1‬‬

‫أما النوع الثاني من الجداول فيي المفتوحة‪ ،‬والتي لجأت إلیيا التشریعات الحدیثة‬
‫لتتدارك النقائص التي میزت الجداول المغمقة‪ ،‬فيي تسمح بإضافة أمراض مينیة جدیدة كمما‬
‫ظيرت الحاجة لذلك‪ ،‬أو بموجب إجراءات بسیطة‪ ،‬وىذا ما اخذ بو التشریع الجزائري في‬
‫مادتو ‪ 64‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينیة‪ ،‬أو بموجب‬
‫قرار إداري من الجية المسئولة عمى التامین ضد إصابات العمل واألمراض المينیة‪.2‬‬

‫مما تجدر اإلشارة إلیو أن ىذا النظام یریح القاضي و أطراف النزاع من عبء اإلثبات‬
‫نظ ار لما یتحممو من قرائن قانونیة‪ ،‬وىذا ا رجع لشمولیة ىذا النظام ألنو یغطي كافة‬
‫األمراض المينیة التي تظير بظيور انو مينة تصاحب ىذا المرض ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري‬

‫اتخذ المشرع الجزائري طریق الجداول في تحدید األمراض المينیة والتي تحوي‬
‫‪84‬جدول یحدد كل جدول بدقة تعیین المرض ویذكر قائمة األعمال التي قد تسببو ومدة‬
‫التكفل وىي محددة في بعض الحاالت بیوم واحد‪.3‬‬

‫كما في حالة الحوادث الحادة التي تسببيا األعمال المتصمة باالستعمال والمعالجة‬
‫الیدویة للمواد العطریة ومشتقاتيا وتصل إلى ‪ 30‬سنة في أغمب حاالت اإلصابة بالسرطان‬
‫الميني‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬السید نایل عید‪ ،‬الوسیط في شرحي نظامي العمل والتأمینات االجتماعیة في المممكة العربیة السعودیة‪ ،‬مطابع‬
‫جامعة الممك سعود‪ ،‬السعودیة‪ ،1996 ،‬ص ‪.422‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمد حسن قاسم‪ ،‬قانون التأمین االجتماعي‪ ،‬المكتبة القانونیة‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص ‪.247‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 05‬ماي ‪ ،1996‬یحدد قائمة األمراض التي یحتمل ان یكون مصدرىا مينیا‪ ،‬ج‬
‫ر ع ‪ ،16‬الصادرة في ‪ 27‬مارس ‪.1997‬‬
‫‪29‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫وما یبرر اختالف المدة المقررة لمتكفل بكل مرض ىو طبیعة المرض الذي‬
‫یصاب بو العامل من جية والمدة التي یستغرقيا لظيوره‪ ،‬خاصة أن بعض األمراض‬
‫تستغرق مدة طویمة لیتم اكتشافيا‪ ،‬وىذا ما جعل البعض یصفيا باإلصابة الصامتة‬
‫لمجياز‪ ،‬وحددت المدة وفقا لمعاییر طبیة بحتة‪.1‬‬

‫حیث تسري ىذه المدة من تاریخ التوقف عن العمل المعرض لمخطر‪ ،‬وتنتيي‬
‫عند تاریخ أول معاینة طبیة لممرض الميني‪ ،‬ویعود االختصاص في وضع القوائم إلى‬
‫لجنة مكمفة باألمراض المينیة تحدد عن طریق التنظیم ‪.‬‬

‫وألزم المشرع أیضا كل صاحب عمل یستخدم وسائل عمل من شأنيا أن تتسبب‬
‫في األمراض المينیة‪ ،‬التصریح بيا لدى ىیئة الضمان اإلجتماعي‪ ،‬ومفتش العمل‪،‬‬
‫والمدیر الوالئي‪.‬‬

‫كما تصنف األمراض المينیة وفقا لمقرار الوزاري المشترك في المادة ‪ 5‬إلى ثالث‬
‫مجموعات وىي كالتالي‪:2‬‬

‫المجموعة األولى‪ :‬ظواىر التسمم الحادة والمزمنة‪.‬‬

‫المجموعة الثانیة‪ :‬العدوى الجرثومیة‪.‬‬

‫المجموعة الثالثة‪ :‬األمراض الناتجة عن مصدر أو سبب ميني خاص‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بناصر عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 05‬من القرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 05‬ماي ‪ ،1996‬یحدد قائمة األمراض التي یحتمل ان یكون‬
‫مصدرىا مينیا‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال ‪ /‬المجموعة األولى‪ :‬ظواهر التسمم الحادة والمزمنة‪:‬‬

‫تحوي المجموعة األولى لألمراض التي یكون سببيا التعرض لممواد الضارة خاصة‬
‫الرصاص والزئبق والمسببة لمتسمم الحاد والمزمن التي تظير عمى العمال المعرضین ليا‬
‫بصورة معتادة في شكل عوارض مرضیة‪.‬‬

‫ویمكن لمطبیب التعرف عمى أعمال أخرى غیر مدرجة بجدول المجموعة‪ ،‬تسبب‬
‫التسممات الحادة والمزمنة ولكن ال یستطیع العامل االستفادة من التعویض إال بإثبات‬
‫ممارستو لمعمل بصفة عادیة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ /‬المجموعة الثانية‪ :‬العدوى الجرثومية‪:‬‬

‫یصاب العامل بالعدوى الجرثومیة إذا تعرض لمكائنات المجيریة المعدیة مثل‪:‬‬

‫الفیروسات والبكتیریا والطفیمیات‪ ،‬وتنتقل العدوى بعدة طرق قد تكون عن طریق جمد‬
‫المصاب مثل الجمد المتيتك‪ ،‬وتنتقل أحیانا عن طریق الجمد السمیم مثل الجمرة الخبیثة ‪.‬‬

‫كما یمكن أن ینتقل بسبب لدغ الحشرات أو تناول العامل لطعام مموث بل یكفي أحیانا‬
‫إلصابتيم بالعدوى بتواجدىم في بیئة عمل ال یتوفر عمى الشروط الصحیة‪ ،‬مما یساعد عمى‬
‫بقاء الكائنات المعدیة‪.2‬‬

‫إن ىذه المجموعة المبینة ألمراض العدوى الجرثومیة جاءت في الجداول المحددة وال‬
‫یمكن لمطبیب اإلضافة إلیيا كما ال یمكن لمعامل االستفادة من التعویض إال إذا استطاع‬
‫العامل إثبات ممارستيا بصفة اعتیادیة‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سماتي الطیب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.123‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.124-123‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ 05‬ماي ‪ ،1996‬یحدد قائمة األمراض التي یحتمل ان یكون‬ ‫‪ -‬المادة ‪ 06‬من القرار المشترك المؤرخ في‬
‫مصدرىا مينیا‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا‪ /‬المجموعة الثالثة ‪ :‬األمراض الناتجة عن مصدر أو سبب مهني خاص‪:‬‬

‫تحصي األمراض التي یفترض أن یرتبيا جو العمل و‪ /‬أو موقف خاصة یتطمبيا تنفیذ‬
‫األشغال و عادة ما تكون مرتبطة ببیئة العمل‪ ،‬مثل األخطار الناجمة عن الضجیج‪ ،‬أو‬
‫العمل المرتبط بالح اررة سواء كانت مرتفعة أو منخفضة لما تخمفيم من آثار سمبیة ‪.1‬‬

‫المطمب الثالث‬

‫التمييز بين المرض المهني وحادث العمل‬

‫إن التمییز بین حادث العمل والمرض الميني‪ ،‬یقتضي بالضرورة تبیان وجو التشابو‬
‫القائم بینيما (فرع أول) وتبیان أوجو التفرقة بینيما (فرع ثان) وما ىي أىمیة التفرقة بین‬
‫المرض الميني وحادث العمل (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أوجه التشابه بين مرض مهني و حادث عمل‬

‫ویتمثل وجو التشابو في ارتباطيما بالعمل‪ ،‬الذي كان سببا في إصابة العامل بأي‬
‫منيما‪ ،‬كما أن آثار وقوعيما تظير عمى جسم العامل‪ ،‬سواء من حیث الجانب الداخمي‬
‫مثال‪ :‬حادث العمل الذي سبب نزیفا في الدماغ بسبب السقوط‪ ،‬والصمم الذي سببو‬
‫المرض الميني‪.‬‬

‫كما یمكن أن تظير اآلثار عمى الجانب الخارجي لجسم العامل‪ ،‬مثل بتر ید أو‬
‫رجل العامل بسبب حادث العمل‪ ،‬أو البتر الذي یكون بسبب مرض جمدي یندرج‬
‫ضمن أمراض المينة‪.‬‬

‫رغم ىذا التشابو فإن األمر ال یخمو من بعض الفروق‪ ،‬والتي تترتب عنيا آثار‬
‫ىامة‪.‬‬

‫‪ -1‬بناصر عبد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬


‫‪32‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أوجه التفرقة بين المرض المهني وحادث العمل‬

‫یتم التمییز بین المرض الميني وحادث العمل من عدة نواحي‪ ،‬وىي‪:‬‬

‫أوال‪ /‬من حيث مصدر الضرر‪:‬‬

‫إذا كان حصول الضرر مباغثا أو ناتجا عن فعل بطيء‪ ،‬وحدث بصفة تدریجیة‬
‫فيو مرض ميني‪ ،‬مثل اشتغال العامل في جو شدید الح اررة‪ ،‬تحت شمس محرقة ما‬
‫أدى إلى وفاتو‪ ،‬وبما أن ضربة الشمس قد تسبب أمراضا مينیة وتسبب أیضا حادث‬
‫العمل‪.‬‬

‫ىنا الفاصل ىو طبیعة الفعل‪ ،‬فیعتبر فعال خارجیا یسمح بتحدید الوقت الذي بدأ‬
‫وانتيى فیو‪ ،‬یعتبر حادث عمل‪ ،‬أو العكس فیعتبر مرضا مينیا‪.1‬‬

‫ثانيا ‪:‬من حيث المعيار الزمني الكتشاف اإلصابة‪:‬‬

‫ال یتصور وقوع حادث العمل إال خالل قیام عالقة العمل‪ ،‬فيو یحدث لمعامل‬
‫أثناء أو بسبب العمل‪ ،‬وتمتد الحمایة أیضا لمطریق المؤدي من والى مكان العمل‬
‫عكس األمراض المينیة التي یكشفيا العامل خالل مدة خدمتو (عالقة العمل مازالت‬
‫قائمة)‪ ،‬كما قد تظير بعد انتياء الخدمة فضال عن أنيا قد تكتشف عن صاحب عمل‬
‫آخر حین یغیر العامل موقع عممو‪ ،‬وال یكون من شأن العمل الجدید إحداث إصابة‬
‫بأحد األمراض المينیة‪. 2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسین عبد المطیف حمدان‪ ،‬أحكام الضمان االجتماعي‪ ،‬الدار الجامعیة‪ ،‬لبنان‪ ،2002 ،‬ص ص ‪.306-305‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عوني محمود عبیدات‪ ،‬شرح قانون الضمان االجتماعي‪ ،‬دار وائل لمنشر‪ ،‬األردن‪ ،1998 ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪33‬‬
‫ماهي حااد اللعل واأل راض العهنهي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬أهمية التفرقة بين المرض المهني وحادث العمل‬

‫إن أىمیة التفرقة بین المرض الميني وحادث العمل تبرز في التعویضات المقدمة‬
‫من طرف صندوق الضمان اإلجتماعي‪ ،‬وىذه األخیرة تختمف بإختالف نوع اإلصابة‪،‬‬
‫فإذا أصیب العامل بحادث عمل‪ ،‬فإنو یتمتع بالحمایة الكاممة ميما یكن سبب حدوثو‪،‬‬
‫مادام قد ثبتت صمتو بالعمل‪ ،‬أما إذا أصیب العامل بمرض ميني‪ ،‬فال یحق لو التمتع‬
‫بالحمایة القانونیة إال إذا كان ذلك المرض من ضمن األمراض المحددة عمى سبیل‬
‫الحصر من قبل التشریع عمى أنيا أمراض مينیة‪ ،‬فال یكفي اإلصابة بالمرض حتى‬
‫یستحق العامل تعویضا عنيا‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسین عبد المطیف حمدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.306‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫الفصل الثاني‬

‫تعويض عن حوادث العمل واألمراض المهنية‬

‫التعويضات في مختمف فروع الحماية االجتماعية والتأمين من المرض وحوادث‬


‫العمل‪ ،‬والوفاة مخصصة لمذين يثبتون بعض الشروط المتعمقة خاصة بالنشاط المأجور‬
‫أثناء الفترة السابقة عمى تحقق ووقوع الحادث أو المرض الميني أو األخطار المينية‪.‬‬

‫في التأمين من حوادث العمل والتعويض‪ ،‬ال وجود لمثل ىذه الشروط‪ ،‬ىذا الحق‬
‫موجود بمجرد المحظة التي يطابق فييا حادث العمل‪ ،‬أو المرض الميني المعاين‬
‫وىكذا فان العامل الذي‬ ‫والمتحقق منو الخاضع لمتعريفات الواردة عنو في النصوص‪.‬‬
‫يصيبو حادث العمل بعد ساعة من تشغيمو يستفيد من التعزيض باسم التشريع الجزائري‪.1‬‬

‫فالمشرع الجزائري رتب في إطار الحماية االجتماعية عند تعرض المؤمن لو ألي‬
‫حادث عمل أو ظيور أعراض لممرض الميني حق االستفادة من التعويض وفق أحكام‬
‫القوانين المتعمقة بإصابات العمل‪ .‬غير أن استفادة المصاب من التعويض طبقا ألحكام‬
‫إصابات العمل ال تحرمو من إمكانية االستفادة من التعويض وفق القواعد العامة في‬
‫المسؤولية المدنية متى ثبت ذلك الحق في مواجية جية العمل – المستخدم ‪ -‬أو الغير‪.‬‬

‫كل ىذا الن نظام التعويض عن إصابات العمل أصبح من مستمزمات العصر‬
‫الحديث‪ ،‬وعميو فإن قوة العمل البشرية في الدولة جديرة بالرعاية‪ ،‬حيث يجب عمى الدولة‬
‫عند وضع خطط مشاريعيا‪ ،‬تقسيم العمل وتنظيمو وأن ال تضع أولوية االىتمام بزيادة‬
‫اإلنتاج فقط‪ ،‬بل كذلك تراعي التنظيم الذي يسير عميو العامل وفقا لطرق وقائية‪ ،‬واألخذ‬
‫بعين اإلعتبار أدمية وانسانية العامل بما يكفل سالمتو وأمنو‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫وسنتطرق في ىذا الفصل إلى تحديد المسؤوليات عن الحادث (مبحث أول) ثم إلى‬
‫أحكام التعويضي الرئيسي (مبحث ثان) وفي األخير إلى أحكام التعويض التكميمي‬
‫(مبحث ثالث)‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫تحديد المسؤوليات عن الحادث‬

‫إن استبعاد المشرع لمخطأ بصفة خاصة والقواعد العامة بصفة عامة يضفي عمى التشريع‬
‫المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية طابع النظام التعويضي‪ ،‬يقصد بيذا األخير وجود‬
‫قواعد وأحكام خاصة‪ ،‬اليدف منيا ىو تعويض الضحايا من جية ووضع إجراءات لتسييل‬
‫الحصول عميو من جية أخرى‪.‬‬

‫وعميو ال يجوز لمضحية أو ذوي حقوقيا المجوء لقواعد المسؤولية المدنية‪ ،‬الن التعويض‬
‫يقوم عمى مبدأ استبعاد الخطأ ىذا ما سنقوم بدراستو في ىذا المبحث من خالل التطرق إلى‬
‫مسؤولية صاحب العمل (مطمب أول) ثم إلى مسؤولية العامل (مطمب ثان) وفي األخير إلى‬
‫مسؤولية الغير (مطمب ثالث)‪.‬‬

‫المطمب األول‬

‫مسؤولية صاحب العمل‬

‫ال تقوم مسؤولية صاحب العمل عمى أساس فكرة الخطأ لوذا ال تمجأ ىيئة الضمان‬
‫االجتماعي عند فحصيا لظروف الحادث إلى البحث عما إذا كان صاحب العمل قد ارتكب‬
‫خطأ أو تقصير أدى إلى وقوع الحادث إنما تركز اىتماميا حول ما إذا كان الحادث قد وقع‬
‫أثناء العمل أو سببو فإذا ما توصمت إلى دلك تقرر حاال مسؤولية المؤسسة المستخدمة أو‬
‫صاحب العمل أي تقرير أن الحادث ىو حادث عمل تحكمو قواعد قانون حوادث العمل و‬
‫األمراض المينية‪ ،‬أم أن اإلصابة ىي إصابة عادية تحكميا قواعد في القانون المدني‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫غير أن ذلك ال يمنع ىيئة الضمان االجتماعي من البحث عن السبب المباشر لمحادث‬
‫ففي معرفتو فائدة لييئة الضمان اإلجتماعي‪ ،‬ألنيا ىي الجية المسؤولة في النياية عن‬
‫التعويض‪.1‬‬

‫كما أن معرفتيا ألسباب الحوادث يساعدىا في تنفيذ سياستيا الوقائية من حوادث العمل‬
‫واألمراض المينية إذ ىو شرط مسبق وال غنى عنو في تحديد ضوابط الوقاية‪ ،‬تطبيقا لمقواعد‬
‫العامة في المسؤولية ليس لسبب ىناك يمنع العامل المصاب أو ذوي حقوقو من الرجوع عمى‬
‫صاحب العمل بمبمغ التعويضات اإلضافية الناتجة عن الحادث و دلك في حالة صدور خطأ‬
‫غير معذور أو متعمد عن صاحب العمل الناتج عن عدم إتخاده اإلحتياطات الوقائية الالزمة‪.‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫مسؤولية العامل‬

‫لقد رتب المشرع مسؤولية العامل في حالة واحدة وىي الحالة التي يشترك فييا مع الغير‬
‫المتسبب في وقع الحادث وعندما يخول قانونيا لييئة الضمان اإلجتماعي حق المطالبة بتسديد‬
‫نفقة األداءات التي تتحمميا وذلك في حدود التعويض المتعمق عمى ذمة ىدا المتسبب‪.‬‬

‫ذلك ألن ىيئة الضمان اإلجتماعي ممزمة قانونيا بأن تقدم عمى الفور األداءات‬
‫المنصوص عمييا في القانون لممصاب أو لذوي حقوقو ‪ ,‬و بالتالي يحق ليا الرجوع بيا عمى‬
‫المتسبب في الحادث وما يجدر اإلشارة إليو ىنا أن العامل يسأل تدريجيا وفي حالة عدم إمتثالو‬
‫لمقواعد العامة المتعمقة بالوقاية الصحية واألمن في مجال العمل ففي حالة تياونو أو عدم‬

‫‪،11‬‬ ‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 08-08‬مؤرخ في ‪ 23‬فبراير ‪ ،2008‬يتعمق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬ج ر ع‬
‫الصادرة في ‪ 02‬مارس ‪.2008‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫مراعاتو ليده القواعد والتعميمات يتعرض لمعقوبات المنصوص عمييا في النظام الداخمي‬
‫لممؤسسة المستخدمة‪.1‬‬

‫المطمب الثالث‬

‫مسؤولية الغير‬

‫يقصد بالغير كل شخص غير صاحب العمل وغير عمالو ومستخدميو ومن المعموم‬
‫أن أشخاص قانون الضمان اإلجتماعي ىم مبدئيا المؤسسة المستخدمة و صاحب العمل‬
‫وىيئة الضمان اإلجتماعي والعامل المؤمن لو وال تتجو أحكامو عموما إلى تنظيم عالقات‬
‫غير التي تنشأ بين األشخاص إال إذا رتب المشرع بعض اآلثار القانونية عمى تصرفات‬
‫صادرة عن شخص من غير ىؤالء نتجت عنيا أعباء مالية أو أضرار كما لو تسبب في‬
‫خطأ في إلحاق إصابة عمل بالعامل‪.2‬‬

‫فيل يخضع الغير ىنا إلى القواعد الخاصة بالتعويض التي يتضمنيا قانون حوادث‬
‫العمل واألمراض المينية‪ ،‬أم تقام المسؤولية في نطاق القواعد العامة بإعتبارىا شخصا أي‬
‫من الغير؟‬

‫أوال‪ :‬قبل ظيور نظام الضمان اإلجتماعي كشركات التأمين الخاصة التي تؤمن‬
‫لدييا أصحاب العمل إذ تدفع مبمغ التعويض لمعامل المصاب و ترجع عمى الغير بمقداره‬
‫أي يقيم العامل دعوى التعويض عمى الغير وفقا لقواعد المسؤولية في القانون المدني‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 43‬من القانون رقم ‪ 07-88‬مؤرخ في ‪ 26‬يناير ‪ ،1988‬يتعمق بالوقاية الصحية واالمراض وطب العمل‪ ،‬ج‬
‫ر ع ‪ ،117‬الصادرة في ‪ ..‬يناير ‪.1988‬‬
‫‪ -2‬بورجو وسيمة‪ ،‬دور الخطأ في التعويض عن حوادث العمل‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬فرع‬
‫عقود ومسؤولية‪ ،‬كمية الحقوق – بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،2013 ،1‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬أمر رقم ‪ 58-75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬ج ر ع ‪ ،78‬الصادرة في ‪ 30‬سبتمبر‬
‫‪.1975‬‬
‫‪39‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫ثانيا‪ :‬وبعد ظيور نظام الضمان اإلجتماعي محل التأمين أصبح العامل يتسمم‬
‫تعويضو ويرجع بالفرق عمى الغير المتسبب في الحادث وىدا طبقا ألحكام قانون حوادث‬
‫العمل واألمراض المينية بالجزائر‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫أحكام التعويض الرئيسي‬

‫إن صرف التعويض لممتضرر عن حادث العمل أو المرض الميني قد يكمف الدولة أعباء‬
‫مالية جمة خاصة وأن الموظف أو العامل حتى وان كان متضر ار من حادث عمل أو مرض‬
‫ميني فيو يظل بموجب القانون أو باألحرى القوانين المنظمة لمتأمينات االجتماعية وحوادث‬
‫العمل واألمراض مكفوال بموجب ىذه األخيرة وتضع ىذه القوانين كمبدأ تكفل الصناديق‬
‫االجتماعية بدفع التعويضات وىذا ىو ما يطبق عموما ويقبض المتضررون من األخطاء‬
‫المينية واألمراض المينية تعويضاتيم لدى الييآت المنتمين إلييا لمتأمينات االجتماعية‪.‬‬

‫غير انو ميما كانت مبررات المشرع فالتعويض الذي يستحقو المتضرر ىو باألخير حقو‬
‫المشروع‪ ،‬وبالتالي وجب تبيان مجال التعويض الرئيسي (مطمب أول) ثم إجراءات الحصول‬
‫عمى التعويض (مطمب ثان) وفي األخير تبيان كيفية تقدير التعويض الرئيسي (مطمب ثالث)‪.‬‬

‫المطمب األول‬

‫مجال التعويض الرئيسي‬

‫تتعدد مجاالت التعويض التي يستفيد منيا المصاب بحادث عمل أو مرض ميني‪،‬‬
‫فقد يتحدد مجال التعويض من حيث األضرار (فرع أول) كما يمكن أن يتحدد مجال‬
‫التعويض من حيث األشخاص (فرع ثان)‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫الفرع األول ‪ :‬مجال التعويض الرئيسي من حيث األضرار‬

‫يجب التفرقة في ىذا اإلطار بين الضرر الالحق بالضحية ذاتو والضرر الالحق بذوي‬
‫حقوقو في حالة وفاتو‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الضرر الالحق بالضحية‬

‫تطرقنا ونحن بصدد الحديث عن الشروط العامة في حوادث العمل إلى تأكيد اشتراط‬
‫األمرض المينية شرط جسمانية الضرر‬
‫القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل و ا‬
‫الالحق بالضحية إلعتبار اإلصابة حادث عمل‪ ،‬أوضحنا حقيقة ىذا الشرط‪.‬‬

‫ووفقا لذلك يمكن القول أن الضحية في حوادث العمل ال يعوض إال عن الضرر‬
‫الجسماني خالفا لما ىو مقرر في القواعد العامة‪.‬‬

‫وتمكن السالمة الجسدية لمفرد من أن يقوم باألعمال الضرورية لحياتو من جية‪،‬‬


‫ومن أن يعمل ليكسب قوتو من جية ثانية‪ ،‬وأي اعتداء عمى جسم اإلنسان يؤثر عمى‬
‫الجانب األول بتسبيب إخالل عضوي يترتب عميو اإلنتقاص من الوظيفة العضوية أو‬
‫فقدىا‪ ،‬أما الجانب الثاني فإنو يؤدي إلى إصابة المضرور في قدرتو المينية‪.1‬‬

‫واذا كان اإلعتداء عمى جسم اإلنسان ىو اعتداء عمى حق يتساوى فيو كل الناس‪،‬‬
‫فإن آثاره تختمف من شخص آلخر باعتبار حالة كل منيما اإلجتماعية واإلقتصادية‬
‫والشخصية والمينية‪ ،‬واذا كان بعض الشراح يجعمون من الضرر الجسماني ينطوي تحت‬
‫الضرر المادي إلى جانب الضرر المالي‪.2‬‬

‫‪ -1‬أحمد شرف الدين‪ ،‬انتقال الحق في التعويض عن الضرر الجسدي‪ ،‬دار الحضارة العربية‪ ،‬مصر‪ ،1982 ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -2‬عمي فياللي‪ ،‬االلتزامات – العمل المستحق لتعويض‪ ،‬دار النشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص ‪.247‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫فيناك من يميز بين الضرر الجسماني والضرر المادي الذي يطمق عمى اإلعتداء عمى‬
‫المال‪.1‬‬

‫في حين يرى بعض الشراح أن الضرر الجسدي يعبر عن النتائج المادية والمالية‬
‫واألدبية التي تترتب عمى اإلعتداء عمى الجسم‪ ،‬فاإلعتداء عمى الحق في التكامل الجسدي‬
‫حسب ىذا الرأي ىو في ذاتو يعتبر ضر ار يترتب عميو خسارة مالية تتمثل أساسا فيما‬
‫يتكفمو المضرور بسبب اإلصابة‪ ،‬وكذلك المزايا المالية التي كان المضرور يحصل عمييا‬
‫قبل اإلصابة‪ ،‬أما الجانب غير المالي فإن ىذه اإلصابة يترتب عمييا أضرار أخرى تتمثل‬
‫فيما عاناه المضرور من أالم‪ ،‬وفيما فاتو من جمال‪ ،‬وفيما حرم منو من متع الحياة‪.2‬‬

‫غير أن تفحص النصوص القانونية الجزائرية تجعمنا تؤكد أن الضرر المعوض عنو‬
‫في نظامنا القانوني‪ ،‬ىو الضرر الجسماني في جانبو المالي دون الجانب المعنوي‪ ،‬أي‬
‫يؤثر الضرر الجسماني عمى المركز اإلقتصادي لمفرد‪ ،‬ويظير ذلك من خالل ربطو‬
‫التعويض الرئيسي بمصاريف العالج وأجر الضحية من جية‪ ،‬وبتحديد صور الضرر‬
‫الجسماني من جية أخرى بالنسبة لمضحية والتي ربطتيا بالعجز عن العمل كما سيأتي‬
‫بيانو‪.3‬‬

‫فيناك من يميز بين الضرر الجسماني والضرر المادي الذي يطمق عمى اإلعتداء‬
‫عمى المال‪.4‬‬

‫‪ ،2‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫لاللتزامات – مصادر االلتزام‪ ،‬ط‬ ‫‪ -1‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة‬
‫الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪ -2‬أحمد شرف الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬مالكي محمد نجيم وبسامي أسماء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ -4‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪42‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫أ‪-‬العجز الدائم‪:‬‬

‫فالعجز الدائم ىو العجز الذي بقي بعد التئام الجروح‪ ،‬ويقصد بو دائما نسبة النقص في‬
‫القدرة المينية أو الوظيفية الناشئ عن الحادث بالقياس مع التي كانت لممتضرر عند وقوع‬
‫الحادث‪.‬‬

‫وتقدر نسبة العجز الدائم عمى يد الطبيب المستشار لييئة الضمان اإلجتماعي وفقا لجدول‬
‫يحدد عن طريق التنظيم حسب ما تضمنو نص المادة ‪ 42‬المعدلة والمتممة من القانون رقم‬
‫‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية ‪.‬‬

‫وحسب نفس المادة يجوز أن تضاف إلى النسبة الواردة في الجدول نسبة اجتماعية مراعاة‬
‫لعجز المصاب و قدراتو وتأىيمو الميني وحالتو العائمية واإلجتماعية‪ ،‬وتمنح ىذه النسبة‬
‫اإلجتماعية المتراوحة ما بين ‪ 1‬و‪ %10‬لممؤمنين ليم اجتماعيا الذي تساوي نسبة عجزىم أو‬
‫تفوق ‪.%10‬‬

‫وحسب المادة ‪ 43‬من نفس القانون تطبق القواعد الواردة في الجدول المذكور سابقا في‬
‫حالة حصول عاىات متعددة‪ ،‬أو وجود عاىات سابقة جاء في المادة ‪ 33‬من القانون ‪11-83‬‬
‫السالف الذكر بأنو " يقدر العجز باعتبار ما بقي من قدرة المؤمن لو عمى العمل وحالتو العامة‬
‫وعمره وقواه البدنية والعقمية وكذا مؤىالتو وتكوينو الميني"‪.‬‬

‫ب ‪-‬العجز المؤقت‪:‬‬

‫يعرف العجز المؤقت بأنو العجز الذي يضعف إنتاج العامل‪ ،‬و يجعمو مضط ار إلى العمل‬
‫بأجر منخفض أو ىو العجز الذي ينقص من قدرة العامل عمى اإلنتاج والتكسب بنسبة معينة‪،‬‬
‫ىي قيمة العجز‪ ،‬ولكنو ال يحول بينو و بين أداء العامل كميا ألي عمل‪.1‬‬

‫‪ -1‬صبحي محمد المتبولي‪ ،‬قانون التأمينات االجتماعية‪ ،‬ج ‪ ،1‬مطبعة دار الينا‪ ،1991 ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪43‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫فالعجز الجزئي إذن ىو الضعف الذي يصيب العامل بشكل تتقيقر معو قدرة العامل عمى‬
‫العمل‪ ،‬دون أن يصل إلى إعدام ىذه القدرة‪.1‬‬

‫وتختمف درجة العجز من حالة إلى أخرى‪ ،‬ويتم تقدير العجز الجزئي بالمدة‪ ،‬ويتم تقدير‬
‫مدة العجز من طرف الطبيب الذي يختا ره المصاب وفقا لما جاءت بو المادتين ‪ 22‬و‪ 23‬من‬
‫القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪.2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الضرر الالحق بذوي الحقوق‬

‫يظير الضرر الالحق بذوي الحقوق في حالة وفاة الضحية‪.‬والوفاة ىي خروج وزىقان روح‬
‫الضحية سواء كان ذلك حقيقة أو حكما‪.‬‬

‫فالموت إذن يؤدي إلى فقد الحياة و كل القدرات الجسدية والعقمية‪ ،‬ويعتبر الضرر الذي‬
‫يتمثل في فقد الحياة ضر ار غير مالي‪.3‬‬

‫لكن ىناك بعض اآلراء تعتبر ىذا الضرر ضر ار ماديا‪ ،‬وىذا اإلتجاه تبنتو بعض أحكام‬
‫القضاء المصري‪ ،‬الذي إعتبر أبمغ أنواع الضرر المادي الذي يصيب الشخص الذي لحق بو‬
‫عند الموت والذي فقد بو أثمن شيء مادي يممكو وىو حياتو‪ ،‬كما يقصد بالضرر المادي في‬
‫مفيوم ىذا الرأي الضرر المالي‪.‬‬

‫ونشير إلى أن النقاش قائم ىل التعويض عن ضرر الوفاة ينتقل إلى الورثة أم أن الحق‬
‫في تعويض الورثة مستقل عن الضرر الذي أصاب الضحية؟‬

‫ويبدو أن الضرر المعوض عنو أصحاب الحقوق مستقل عن الضرر الالحق بالضحية‪،‬‬
‫وان كان ىذا األخير ىو سببو المباشر‪ ،‬ولكن تحديد طبيعة الضرر تكون بالنظر إلى المضرور‬
‫الذي يستحق التعويض وليس بالنظر إلى الضحية‪.‬‬

‫‪ -1‬مصطفى الجمال وحمدي عبد الرحمان‪ ،‬التأمينات االجتماعية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪ ،1994 ،‬ص ‪.214‬‬
‫‪ -2‬أنظر المواد ‪ 22‬و‪ 23‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪.‬‬
‫‪ -3‬أحمد شرف الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.44-41‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫وبالنظر إلى شروط التعويض في ىذه الحالة وتمديد ذوي الحقوق يبدو أن القانون‬
‫الجزائري اعتبر الضرر الالحق بذوي الحقوق في حالة وفاة الضحية‪ ،‬ضر ار إقتصادي مالي‪،‬‬
‫ذلك أن تقدير التعويض مربوط بأجر الضحية من جية‪ ،‬واشتراط أن يكون ذو الحق مكفوال من‬
‫الضحية من جية أخرى‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مجال التعويض الرئيسي من حيث األشخاص‬

‫أوال‪ /‬مستحقي التعويض‪:‬‬

‫يختمف مستحقي التعويض بين حالة العجز وحالة الوفاة‪.‬‬

‫‪ -1‬في حالة العجز‪:‬‬

‫يكون ضحية حادث العمل ذاتو ىو مستحق التعويض سواء كان الحادث بمفيومو الضيق‬
‫أو بمفيومو الواسع‪ ،‬لكن يختمف المجال الشخصي لمضحية وفق حاالت معينة‪ ،‬كما ينبغي‬
‫تحديد المجال من حيث األشخاص و يكون ىذا بالتفرقة بين حالتين‪:‬‬

‫أ ‪ -‬حالة ما إذا كان القانون يشترط أن يكون الضحية مؤمن له اجتماعيا‪:‬‬

‫في ىذه الحالة ال يشمل التعويض سوى األشخاص الخاضعين لنظام التأمينات‬
‫االجتماعية وميما كان موضوع نشاطيم‪ ،‬ويتم تحديد ىؤالء كما يمي‪:‬‬

‫تطبيقا لنص المادة الثانية من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض‬
‫المينية" تسري أحكام ىذا القانون في مجال حوادث العمل واألمراض المينية التي يتعرض ليا‬
‫العامل أيا كان قطاع النشاط الذي ينتمي إليو"‪.1‬‬

‫وجاء في نص المادة الثالثة من ىذا القانون بأنو‪" :‬يستفيد من أحكام ىذا القانون كل‬
‫عامل مؤمن لو اجتماعيا بمقتضى المادتين ‪ 3‬و‪ 6‬من القانون رقم ‪."11-83‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪.‬‬


‫‪45‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫وبالرجوع إلى ىاتين المادتين نجد أن المادة الثالثة تنص‪" :‬يستفيد من أحكام ىذا القانون‬
‫كل العمال سواء كانوا أجراء ‪ ،‬أم ممحقين باألجراء أيا كان قطاع النشاط الذي ينتمون إليو‬
‫والنظام الذي يسري عمييم قبل تاريخ دخول ىذا القانون حيز التطبيق‪.‬‬

‫تطبق أحكام ىذه المادة بموجب مرسوم"‪.‬‬

‫وتجسيد التنظيم في المرسوم ‪ 33-85‬الذي يحدد قائمة العمال المشبيين باألجراء في‬
‫مجال الضمان اإلجتماعي‪.1‬‬

‫حيث جاء في المادة األولى منو المعدلة والمتممة ‪ ، 2‬تطبيقا لممادة الثالثة من القانون‬
‫‪ 11-83‬يعد عماال مشبيين باألجراء قصد اإلستفادة من خدمات الضمان اإلجتماعي العمال‬
‫األتي بيانيم‪:‬‬

‫‪ ‬العمال الذين يباشرون عمميم في المنزل ولو كانوا يممكون كامل األدوات الالزمة‬
‫لعمميم ‪.‬‬
‫‪ ‬األشخاص الذين يستخدميم الخواص‪ ،‬ال سيما خدم المنزل والبوابون والسواقون‬
‫والخادمات والغساالت والممرضات و كذلك كل األشخاص الذين يحرسون عادة أو عرضا‬
‫في منازليم أو منازل مستخدمييم األطفال الذين يأتمنيم عمييم أوليائيم أو اإلدارات أو‬
‫لمرقبتيا‪.‬‬
‫الجمعيات التي يخضعون ا‬
‫‪ ‬المتمينون الذين يتمقون أج ار يساوي نصف األجر الوطني المضمون أو يفوقو‪.‬‬
‫‪ ‬الفنانون و الممثمون الناطقون و غير الناطقين في المسرح والسينما والمؤسسات‬
‫الترفييية األخرى الذين يدفع ليم مكافآت في شكل أجور وتعويضات عن النشاط الفني‪.‬‬
‫‪ ‬البحارة الصيادون خاصة الذين يبحرون مع الصياد الرئيس‪.‬‬

‫‪ -1‬مرسوم رقم ‪ 33-85‬مؤرخ في ‪ 9‬فبراير ‪ ،1985‬يحدد قائمة العمال المشبيين باألجراء في مجال الضمان االجتماعي‬
‫المعدل والمتمم‪ ،‬ج ر ع ‪ ،9‬الصادرة في ‪ 24‬فبراير ‪.1985‬‬
‫‪ -2‬المادة األولى المعدلة بموجب المرسوم رقم ‪ 274-92‬مؤرخ في ‪ 6‬يوليو ‪ ،1992‬يعدل ويتمم المرسوم رقم ‪،33-85‬‬
‫الذي يحدد قائمة العمال المشبيين باألجراء في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬ج ر ع ‪ ،52‬الصادرة في ‪ 8‬يوليو ‪.1992‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫‪ ‬الصيادون الرؤساء خاصة المبحرون‪.‬‬

‫وجاء في المادة ‪ 2‬من ىذا المرسوم‪" :‬يشبو باألجراء في اإلستفادة من الخدمات العينية من‬
‫تأمينات المرض واألمومة وخدمات حوادث العمل واألمراض المينية فقط األشخاص اآلتي‬
‫بيانيم ‪ :‬حراس مواقف السيارات التي ال يدفع فييا أجر الوقوف إذا رخصت ليم المصالح‬
‫المختصة بذلك"‪.‬‬

‫وجاء في المادة الثالثة المعدلة والمتممة‪ ،‬يشبو باألجراء في موضوع حوادث العمل‬
‫واألمراض المينية‪ ،‬فضال عن األشخاص المذكورين في المادة ‪ 4‬من القانون ‪ 13-83‬المتعمق‬
‫بحوادث العمل واألمراض المينية األشخاص اآلتي بيانيم‪:1‬‬

‫‪ ‬المتمينون الذين يتمقون أج ار يقل عن األجر الوطني األدنى المضمون‪.‬‬


‫‪ ‬تالمذة مؤسسات التكوين الميني‪.‬‬

‫وحسب ىذه المادة يعتبر األشخاص المذكورين في المادة الرابعة من القانون رقم ‪13-83‬‬
‫المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪ ،‬مشبيين باألجراء وىؤالء األشخاص ىم‪:‬‬

‫يزولون تعميما تقنيا‪.‬‬


‫‪ .1‬التالميذ الذين ا‬
‫‪ .2‬األشخاص الذين يشاركون بال مقابل في سير ىيئات الضمان اإلجتماعي‪.‬‬
‫‪ .3‬اليتامى التابعون لحماية الشبيبة بالنسبة لمحوادث التي تقع من جراء القيام بعمل‬
‫مأمون أو أثناءه‪.‬‬
‫‪ .4‬المسجونون الذين يؤدون عمال أثناء تنفيذ عقوبة جزائية‪.‬‬
‫‪ .5‬الطمبة‪.‬‬
‫‪ .6‬األشخاص الذين يشاركون في األعمال المنصوص عمييا في المادتين ‪ 7‬و‪ 8‬من‬
‫القانون ‪.13-83‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 04‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪.‬‬


‫‪47‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫أما المادة السادسة من القانون ‪ 11-83‬المتعمق بالتأمينات اإلجتماعية فقد جاء فييا‬
‫"ينطوي وجوبا تحت التأمينات اإلجتماعية األشخاص الذين يشتغمون في التراب الوطني أيا‬
‫كانت جنسيتيم سواء أكانوا يعممون بأية صفة من الصفات وحيثما كان لصالح فرد أو جماعة‬
‫من أصحاب العمل‪ ،‬وميما كان مبمغ أو طبيعة أجرىم وشكل و طبيعة أو صالحية عقد عمميم‬
‫أو عالقتيم فيو و تطبق أحكام ىذه المادة بموجب مرسوم"‪.‬‬

‫ب‪ -‬حالة ما إذا لم يكن القانون يشترط أن يكون الضحية مؤمنا له إجتماعيا‪:‬‬

‫وىنا يشمل التعويض كل الضحايا سواء كانوا عماال أم ال‪ ،‬وميما كانت صفتيم ‪،‬‬
‫ويجب اإلشارة إلى أن الحماية المقررة تتعدى اإلقميم الوطني إلى األقاليم األخرى‪ ،‬حيث‬
‫جاء في المادة ‪ 84‬من القانون ‪" 11-83‬تكفل األداءات المستحقة لألعوان العاممين في‬
‫البعثات الدبموماسية والتمثيميات الجزائرية والطمبة والمتربصين وذوي حقوقيم من قبل‬
‫ىيئات الضمان اإلجتماعي وفقا لشروط تحدد بمرسوم"‪.‬‬

‫وصدر المرسوم رقم ‪ 1224-85‬الذي جاء في المادة ‪ 84‬من القانون ‪،11-83‬‬


‫يحدد ىذا المرسوم شروط التكفل بخدمات الضمان اإلجتماعي المستحقة ألصناف العمال‬
‫األتي ذكرىم‪:‬‬

‫‪ ‬األعوان العاممون في البعثات الدبموماسية والقنصمية‪.‬‬


‫‪ ‬العمال العاممون في الخارج باسم التعاون‪.‬‬
‫‪ ‬أعوان الممثميات الجزائرية‪.‬‬
‫‪ ‬موظفو التعميم و التأطير التربوي في الخارج‪.‬‬
‫‪ ‬الطمبة والعمال الذين يقبمون لمتابعة التكوين في الخارج‪.‬‬

‫‪ -1‬مرسوم رقم ‪ 224-85‬مؤرخ في ‪ 20‬غشت ‪ ،1985‬يحدد شروط التكفل بخدمات الضمان االجتماعي المستحقة‬
‫لممؤمن ليم اجتماعيا الذين يعممون أو يتكونون في الخارج‪ ،‬ج ر ع ‪ ،35‬الصادرة في ‪ 21‬غشت ‪.1985‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫‪ -2‬في حالة الوفاة‪:‬‬

‫يكون التعويض في حالة وفاة ضحية حادث عمل لذوي حقوقو‪ ،‬ولقد حددتيم المادة‬
‫‪ 67‬من القانون رقم ‪ 11-83‬المتعمق بالتأمينات االجتماعية‪ ،‬المحال إلييا بالمادة ‪ 52‬من‬
‫القانون ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية وىم‪:‬‬

‫‌أ ‪ -‬زوج المؤمن لو‪ ،‬غير انو ال يستحق اإلستفادة من األداءات العينية إذا‬
‫كان يمارس نشاطا مأجورا‪ ،‬واذا كان الزوج نفسو أجيرا‪ ،‬يمكنو اإلستفادة من‬
‫األداءات بصفتو ذا حق عندما ال يستوفي الشروط المنشئة لمحقوق بحكم نشاطو‬
‫الخاص‪.‬‬
‫ب ‪ -‬األوالد البالغين أقل من ‪ 25‬سنة والذين أبرم بشأنيم عقد تمييين بمنحيم‬
‫‌‬
‫أج ار يقل عن نصف األجر الوطني األدنى المضمون‪.‬‬
‫ت ‪ -‬األوالد البالغين أقل من ‪ 21‬سنة والذين يواصمون دراستيم‪ ،‬و في حالة‬
‫‌‬
‫ما إذا بدءوا العالج الطبي قبل سن الواحد و العشرين (‪ 21‬سنة)‪ ،‬ال يعتد بشرط‬
‫السن قبل نياية العالج‪.‬‬
‫ث ‪ -‬األوالد المكفولين والحواشي من الدرجة الثالثة المكفولين من اإلناث بدون‬
‫‌‬
‫دخل ميما كان سنيم‪.‬‬
‫ج ‪-‬األوالد ميما كان سنيم الذين يتعذر عمييم ممارسة أي نشاط مأجور‬
‫‌‬
‫بسبب عاىة أو مرض مزمن‪ ،‬ويحتفظ بصفة ذوي الحقوق األوالد المستوفون شروط‬
‫السن المطموبة الذين تحتم عمييم التوقف عن التميين أو الدراسة بحكم حالتيم‬
‫الصحية‪.‬‬

‫يعتبر مكفولين أصول المؤمن لو أو أصول زوجة عندما ال تتجاوز مواردىم‬


‫الشخصية المبمغ األدنى لمعاش التقاعد‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫ثانيا‪ /‬الجهة الممزمة بالتعويض‪:‬‬

‫تسير المخاطر المنصوص عمييا في القانون المتعمق بحوادث العمل واألمراض‬


‫المينية عمى يد ىيئات الضمان اإلجتماعي الموضوعة تحت وصاية الوزير المكمف‬
‫بالشؤون اإلجتماعية‪ .‬وتحدد كيفيات تطبيق ىذه المادة بموجب مرسوم‪.1‬‬

‫وجاء المرسوم التنفيذي رقم ‪ 07-92‬يتضمن الوضع القانوني لصناديق الضمان‬


‫اإلجتماعي والتنظيم اإلداري والمالي لمضمان اإلجتماعي‪.2‬‬

‫وقد أعطت المادة الثامنة من ىذا المرسوم اختصاص تسيير األداءات العينية‬
‫والنقدية المتعمقة بحوادث العمل لمصندوق الوطني لمتأمينات اإلجتماعية لمعمال األجراء‪.‬‬

‫وعمى ىذا فإن الجية الممزمة بالتعويض الرئيسي عن حوادث العمل ىي‪ :‬الصندوق‬
‫الوطني لمتأمينات اإلجتماعية لمعمال األجراء‪ ،‬وليس المستخدم الذي يعتبر أجنبيا عن‬
‫النزاع‪ ،‬وىذا ما أكدتو المحكمة العميا في قرار صادر في ‪ 12‬مارس ‪.31984‬‬

‫معتب ار ذلك من النظام العام‪ ،‬وبالتالي يمكن إثارتو في آية حالة كانت عمييا الدعوى‪،‬‬
‫ولو ألول مرة أمامو‪ ،‬وتعتبر ىيئة الضمان اإلجتماعي المختصة مسؤولة أصمية ومباشرة‬
‫قبل الضحية‪.4‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 81‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪.‬‬


‫‪ -2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 07-92‬مؤرخ في ‪ 4‬يناير ‪ ،1992‬يتضمن الوضع القانوني لصناديق الضمان االجتماعي‬
‫والتنظيم اإلداري والمالي لمضمان االجتماعي‪ ،‬ج ر ع ‪ ،2‬الصادرة في ‪ 08‬يناير ‪.1992‬‬
‫‪ -3‬قرار المحكمة العميا في ‪ 1984/03/12‬رقم ‪ ،33761‬المجمة القضائية‪ ،‬عدد ‪ ،02‬سنة ‪ ،1989‬ص ‪.154‬‬
‫‪ -4‬سمير األودن‪ ،‬التعويض عن إصابة العامل في مصر والدول العربية‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ‪.256‬‬
‫‪50‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫المطمب الثاني‬

‫إجراءات الحصول عمى التعويض‬

‫حدد المشرع الجزائري من خالل القوانين المتعمقة بالتأمينات االجتماعية والتعويضات‬


‫مختمف اإلجراءات التي تتبع أثناء المطالبة بالحصول عمى تعويض نتيجة حادث عمل أو‬
‫مرض ميني‪ ،‬فيناك إجراءات يمتزم بيا طالب التعويض أو الضحية (فرع أول)‪ ،‬واجراءات يمتزم‬
‫بيا رب العامل (فرع ثان)‪ ،‬وكذا إجراءات تمتزم بيا ىيئة الضمان االجتماعي المختصة (فرع‬
‫ثالث)‪ ،‬إجراءات تقوم بيا الجيات الطبية (فرع رابع) وفي األخير إجراءات تمتزم بيا الجيات‬
‫اإلدارية والقضائية (فرع خامس)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلجراءات التي يمتزم بها الضحية‬

‫عمى الضحية أو من ينوب عنو أن يقوم بالتصريح بالحادث لصاحب العمل في ظرف‬
‫‪24‬ساعة ما عدا في حاالت قاىرة‪ ،‬وال تحسب أيام العطل‪.1‬‬

‫ووفقا لمقواعد العامة يبدأ حساب ‪ 24‬ساعة من يوم العمل الموالي ليوم حصول الحادث‬
‫إذا صادف الميعاد يوم عطمة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات التي يمتزم بها رب العمل‬

‫عمى رب العمل أن يصرح بالحادث لييئة الضمان االجتماعي في ظرف ‪ 48‬ساعة من‬
‫تاريخ وصول نبأ الحادث إلى عممو‪ ،‬دون حساب أيام العطل‪.2‬‬

‫وفي حالة عدم قيامو بذلك يمكن حسب المادة ‪ 14‬من نفس القانون لممصاب أو ذوي‬
‫حقوقو أو المنظمة النقابية أو مفتشية العمل أن يقوموا في أجل مدتو ‪ 4‬سنوات إعتبا ار من يوم‬
‫وقوع الحادث بالتصريح لدى ىيئة الضمان اإلجتماعي‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 13‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫وقد رتبت المادة ‪ 26‬من القانون ‪ 14-83‬المتعمق بالتزامات المكمفين في مجال الضمان‬
‫اإلجتماعي‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،1‬غرامة مالية تحصميا ىيئة الضمان اإلجتماعي يساوي مبمغيا‬
‫‪ 20‬من األجر الذي يتقاضاه المصاب كل ثالثة أشير‪.‬‬

‫كما ال يتوقف التصريح حسب نفس المادة عمى ثبوت الطابع الميني لمحادث‪ ،‬بل ال بد‬
‫من التصريح ولو بدا أنو ال سبب لمعمل في الحادث‪ ،‬وفي ىذه الحالة يمكن لرب العمل أن‬
‫يشفع تصريحو بتحفظات‪ ،‬ويقع عبء إثبات القيام بالتصريح عمى عاتق رب العمل‪.‬‬

‫وقد رتب المرسوم رقم ‪ 28-84‬يحدد كيفيات تطبيق العناوين ‪ 3‬و ‪ 4‬و ‪ 8‬من القانون رقم‬
‫‪ 213-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية ‪ ،‬في مادتو ‪ 9/1‬عمى رب العمل إلتزام‬
‫بتسميم ورقة الحادث لممصاب أو ممثميو‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬اإلجراءات التي تمتزم بها هيئة الضمان اإلجتماعي المختصة‬

‫رتب القانون عمى ىيئة الضمان اإلجتماعي باعتبارىا الجية الممزمة بالتعويض الرئيسي‬
‫مجموعة من اإللتزامات أىميا‪:‬‬

‫التصريح بالحادث لدى مفتش العمل المشرف عمى المؤسسة‪ ،‬أو الموظف الذي يمارس‬
‫صالحياتو بمقتضى تشريع خاص فور حصول نبأ الحادث إلى عمميا وفقا لما تضمنو نص‬
‫المادة ‪ 3/13‬من القانون ‪ 13-83‬كما ألزمت المادة ‪ 16‬من ذات القانون‪.‬‬

‫وقد أكدت المادة ‪ 4‬من القانون ‪ 08-08‬عمى إلزامية رفع االعتراضات المتعمقة بيذا النوع‬
‫من المنازعات إلى لجان الطعن المسبق ‪ ،‬قبل المجوء إلى الجيات القضائية المختصة‪.3‬‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 14-83‬مؤرخ في ‪ 02‬يوليو ‪ ،1983‬يتعمق بالتزامات المكمفين في مجال الضمان االجتماعي المعدل‬
‫والمتمم‪ ،‬ج ر ع ‪ ،28‬الصادرة في ‪ 05‬يوليو ‪.1983‬‬
‫‪ -2‬مرسوم رقم ‪ 28-84‬مؤرخ في ‪ 11‬فبراير ‪ ،1984‬يحدد كيفيات تطبيق العناوين ‪ 3‬و‪ 4‬و‪ 8‬من القانون ‪ ،13-83‬ج‬
‫ر ع ‪ ،7‬الصادرة في ‪ 14‬فبراير ‪.1984‬‬
‫‪ -3‬أنظر المادة ‪ 04‬من القانون ‪ ،08-08‬المتعمق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪52‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫ىذه المجان تكون متوزعة عمى واليات الوطن وتختص حسب المادة السابعة من نفس‬
‫القانون‪ .‬في البث في الطعون التي يرفعيا المؤمن ليم وأصحاب العمل إثر الق اررات المتخذة من‬
‫قبل ىيئات الضمان اإلجتماعي‪.‬‬

‫وثبت أيضا في اإلعتراضات المتعمقة بالزيادات والغرامات عن التأخير عندما يقل مبمغيا‬
‫عن مميون دينار‪.‬‬

‫أما إجراءات الطعن أمام المجنة الوالئية لمطعن المسبق فقد حددتيا المادة ‪ 08‬من نفس‬
‫القانون التي ألزمت رفع اإلعتراض أمام ىذه المجنة خالل ‪ 15‬يوما التاليين لتبميغ القرار وتخطر‬
‫المجنة حسب نفس المادة إما بواسطة رسالة موصى عمييا مع اإلشعار باإلستيالم واما بواسطة‬
‫عريضة يودع لدى أمانة المجنة مقابل تسمم وصل إيداع‪.‬‬

‫حدد ميعاد إتخاذ المجنة لقرارىا بأجل قدره ثالثين ( ‪ )30‬يوما ابتداء من تاريخ استالم‬
‫العريضة‪ ،‬عمى أن يتم تبميغ ق ارراتيا المؤىمة لمطعن المسبق برسالة موصى عمييا مع إشعار‬
‫بالوصول أو بواسطة عون مراقبة معتمد لمضمان اإلجتماعي في أجل ‪ 10‬أيام من تاريخ‬
‫صدور القرار وىذا ما أشارت إليو المادة ‪ 08‬من نفس القانون‪.1‬‬

‫وفي حالة عدم إشعار ىيئة الضمان اإلجتماعي المصاب أو ذوي حقوقو بقرارىا بواسطة‬
‫رسالة موصى عمييا‪ ،‬مع طمب اإلشعار باإلستيالم‪ ،‬تقدم أداءات التأمينات اإلجتماعية عمى‬
‫سبيل اإلحتياط وىذا مراعاة لموضع اإلجتماعي إذا لم تصدر إعتراضيا خالل ‪ 20‬يوما من‬
‫عمميا بو وفقا لممادة ‪ 177‬فقرة ‪ 01‬من القانون ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض‬
‫المينية‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 07‬من القانون رقم ‪ 08-08‬المتعمق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي‪.‬‬


‫‪53‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫ويكون من حق ىيئة الضمان اإلجتماعي إجراء تحقيق إداري داخل المؤسسة التي‬
‫تستخدم المصاب وذلك لتحديد الطابع الميني لمحادث عمى وجو الخصوص‪ ،‬وعمى صاحب‬
‫العمل أن يقدم المساعدة الضرورية لألعوان المكمفين بيذا التحقيق‪.1‬‬

‫وتبدو الضرورة ممحة و نحن بصدد الحديث عن التزامات ىيئة الضمان اإلجتماعي أن‬
‫نتطرق لممنازعات العامة‪ ،‬التي تنشأ من جراء الخالفات التي ال تتعمق بالحالة الطبية لممستفيد‬
‫من الضمان اإلجتماعي‪ ،‬وال المنازعات التقنية حسب نص المادة ‪ 03‬من القانون ‪ ،08/08‬ىذه‬
‫المنازعات العامة تتعمق مثال بالخالفات التي تنشأ بين المصاب أو ذوي حقوقو حول تكييف‬
‫الحادث أو حول شروط التكفل بيذا الحادث وغير ذلك من الخالفات التي تدخل ضمن تمك‬
‫المنازعات‪.2‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬اإلجراءات التي تقوم بها الجهات الطبية‬

‫عمى الطبيب الذي يختاره المصاب أن يحرر شيادتين وفقا لممادة ‪ 22‬من القانون رقم‬
‫‪ 13-83‬األولى شيادة أولية إثر الفحص الطبي األول الذي يمي الحادث‪ ،‬ويجب أن تتضمن‬
‫الشيادة األولية وصف حالة المصاب وأن تقدره عند اقتضاء مدة العجز‪.‬‬

‫كما يشار فييا إلى المعاينات التي قد تكتسي أىمية بالنسبة لتحديد المصدر الجراحي أو‬
‫المرضي لإلصابة‪.‬‬

‫والثانية شيادة الشفاء إذا لم يخمف الحادث عج از دائما أو شيادة الجبر إذا خمف الحادث‬
‫عج از دائما‪ ،‬وتتضمن ىذه الشيادة إما الشفاء واما العواقب النيائية لمحادث في حالة ما إذا لم‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪.‬‬


‫‪ ،2002‬ص‬ ‫‪ -2‬أحمية سميمان‪ ،‬قانون منازعات العمل والضمان االجتماعي‪ ،‬دار الخمدونية لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.63‬‬
‫‪54‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫تتم معاينتيا قبل ذلك‪ ،‬كما يحدد فييا عند اإلقتضاء تاريخ الجبر وتوصف حالة المصاب بعد‬
‫ىذا الجبر‪ ،‬كما يمكن أن يحدد فييا عمى سبيل البيان نسبة العجز‪.1‬‬

‫تحرر كمتا الشيادتين في نسختين من طرف الطبيب الذي يقوم بإرسال إحداىما عمى‬
‫الفور إلى ىيئة الضمان االجتماعي ويسمم النسخة الثانية إلى المصاب‪.‬‬

‫وىي ممزمة بذلك إذا تسبب الحادث في الوفاة أو العجز الدائم أو يحتمل أن يتسبب في‬
‫احدىما‪.‬‬

‫كثير ما يثور خالف بين المضرور وىيئات الضمان‬


‫ا‬ ‫ومن خالل ىذه اإلزدواجية‪،‬‬
‫اإلجتماعي عمى الحالة الطبية لممصاب‪ ،‬وىو ما يسمى بالمنازعات الطبية التي حدد ليا القانون‬
‫‪ 08-08‬إجراءين لتسويتيا ىما الخبرة الطبية ولجان العجز‪.‬‬

‫أوال‪ /‬الخبرة الطبية‪:‬‬

‫تتعمق أساسا في البث في الخالفات المتعمقة بالحالة الصحية لممستفيدين من الضمان‬


‫اإلجتماعي‪ ،‬ال سيما المرض وعدم القدرة عمى العمل والحالة الصحية وتشخيص العالج‬
‫باستثناء الخالفات الناجمة عن ق اررات ىيئة الضمان اإلجتماعي‪ ،‬والمتعمقة بحالة العجز الدائم‬
‫الكمي أو الجزئي‪ ،‬الناجم عن حادث عمل أو مرض ميني‪.‬‬

‫وتكون نتائج الخبرة الطبية ممزمة عمى األطراف بصفة نيائية مع إمكانية إخطار المحكمة‬
‫اإلجتماعية إلجراء خبرة قضائية‪ ،‬في حالة إستحالة إجراء الخبرة الطبية عمى المعني‪.‬‬

‫ويتم تقديم طمب الخبرة الطبية‪ ،‬مكتوب ومرفق تقرير الطبيب المعالج من طرف المؤمن لو‬
‫في اجل خمسة عشر يوما من تاريخ استالم تبميغ قرار ىيئة الضمان اإلجتماعي‪ ،‬أمام مصالح‬
‫ىيئة الضمان اإلجتماعي مقابل وصل إيداع أو بإرسال الطب إلييا بموجب رسالة موصى‬
‫عمييا مع إشعار بالوصول‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 08-08‬المتعمق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫وحسب نص المادة ‪ 21‬من قانون ‪ 08-08‬يتم إختيار الطبيب الخبير باإلتفاق بين‬
‫المؤمن لو بمساعدة طبيبو المعالج وىيئة الضمان اإلجتماعي من قائمة تعدىا الو ازرة المكمفة‬
‫بالصحة والو ازرة المكمفة بالضمان اإلجتماعي بعد أخذ أ ري مجمس أخالقيات الطب‪.1‬‬

‫وعمى ىيئة الضمان اإلجتماعي أن تباشر إجراءات الخبرة الطبية في أجل ‪ 08‬أيام إبتداء‬
‫من يوم إيداع الطمب‪ ،‬وتقدم اقتراحا لممؤمن لو ثالثة أطباء خبراء عمى األقل من القائمة واال‬
‫فإنيا تصبح ممزمة برأي الطبيب المعالج‪.‬‬

‫ويمكن لممؤمن لو قبول أو رفض األطباء الخبراء المفترض في أجل ثمانية أيام‪ ،‬وفي‬
‫حالة عدم رده فإنو يكون ممزم بقبول الخبير المعين من طرف ىيئة الضمان اإلجتماعي‪.2‬‬

‫وفي حالة عدم حصول اتفاق‪ ،‬يعين الطبيب الخبير تمقائيا من طرف ىيئة الضمان‬
‫اإلجتماعي من بين القائمة المقترحة في أجل ثالثين يوما من تاريخ إيداع طمب الخبرة الطبية‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬لجان العجز‪:‬‬

‫لقد نصت المادة ‪ 30‬من القانون عمى إنشاء لجان والئية مؤىمة‪ ،‬أغمب أعضائيا أطباء‬
‫تقوم بالبث في النزاعات الناجمة‪ ،‬عن الق اررات الصادرة عن ىيئة الضمان االجتماعي المتعمقة‬
‫بحالة العجز الدائم‪ ،‬الكمي أو الجزئي الناتج عن حادث أو مرض ميني‪ ،‬وقبول العجز وكذا‬
‫درجة تقديم يقدم المؤمن لو العريضة في أجل ‪ 30‬يوما من تاريخ استالم تبميغ قرار ىيئة‬
‫الضمان االجتماعي المعترض عميو‪ ،‬أمام لجنة العجز الوالئية والتي تعمل عمى البث فييا في‬
‫أجل ستين ‪ 60‬يوما من تاريخ استالم العريضة عمى أن تكون ىذه األخيرة مكتوبة‪ ،‬وتبمغ‬
‫ق اررات لجنة العجز الوالئية المؤىمة في اجل عشرين ‪ 20‬يوما من صدور القرار برسالة موصى‬
‫عمييا أو بواسطة عون م ارقبة معتمد لدى الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 08-08‬المتعمق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬المواد من ‪ 20‬إلى ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 08-08‬المتعمق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫وتكون ىذه الق اررات قابمة لمطعن أمام الجية القضائية في أجل ثالثين ‪ 30‬يوما من تاريخ‬
‫استالم تبميغ القرار‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬اإلجراءات التي تمتزم بها الجهات اإلدارية والقضائية‬

‫أوجبت المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪،‬‬
‫عن الجية اإلدارية أو القضائية التي تقوم بتحرير محضر في حالة وقوع الحادث خالل المسار‬
‫أن ترسمو إلى ىيئة الضمان اإلجتماعي لمكان الحادث خالل ‪ 10‬أيام‪.1‬‬

‫كما يجب عمييا تسميم نسخة من ىذا المحضر إلى المصاب وذوي حقوقو والمنظمة‬
‫النقابية المعنية إذا طمبوا ذلك ‪,‬وأعطت المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 13-83‬لييئة الضمان‬
‫االجتماعي الحق في الحصول من النيابة العامة أو من القاضي المختص عمى المستندات‬
‫الخاصة باإلجراءات الجارية في حالة إقحام الحادث المسؤولية الجنائية لمن كان سببا في‬
‫حصولو‪.‬‬

‫المطمب الثالث‬

‫تقدير التعويض الرئيسي (الجزافي)‬

‫يعد التعويض عن العجز المؤقت أحد صور التعويضات قصيرة األجل‪ ،‬حيث يكمن‬
‫االستفادة منو فور اإلصابة قبل ثبوت العجز وىو ما يطمق عميو بالتعويض اليومي‪.‬‬

‫ويعرف التعويض اليومي بأنو " مبمغ من المال يدفع نقدا لممؤمن لو الذي اضطر إلى‬
‫التوقف عن العمل بسبب اإلصابة‪ ،‬عن األيام التي انقطع عن العمل‪ ،‬باألجر بنفسو في أيام‬
‫العمل أو العطل األسبوعية أو األعياد‪.2‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬قالية فروز‪ ،‬الحماية القانونية لمعامل من األخطار المينية‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود‬
‫معمري – تيزي وزو‪ ،2012 ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪57‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫باإلضافة إلى األداءات النقدية المتمثمة في التعويضات اليومية‪ ،‬امتثاال لمبدأ األجر‬
‫مقابل العمل‪ ،‬فال أجر بدون عمل‪ ،‬فقد يوقف صرف مرتب المصاب إذا حالت اإلصابة‬
‫بينو وبين أداء عممو‪ ،‬طالت مدة العالج أم قصرت‪ ،‬األمر الذي يترتب عمى ذلك إلحاق‬
‫الضرر بالمصاب وأسرتو العتمادىم عمى المرتب في حياتيم المعيشية‪.1‬‬

‫ويعد تاريخ تقديم التصريح بحادث العمل أو المرض الميني بداية لنشوء الحق في‬
‫التعويضات العينية أو النقدية‪ ،‬حيث ينشأ الحق في األداءات أيا كانت طبيعتيا دون شرط‬
‫مدة العمل‪.2‬‬

‫وبمجرد إعتراف ىيئة الضمان االجتماعي بالحادث أو المرض الميني الذي تعرض‬
‫لو المصاب‪ ،‬يمكنو الحصول عمى شيادة توقف عن العمل من طرف الطبيب المعالج‪،‬‬
‫ليبدأ بذلك مرحمة االستفادة من التعويضات النقدية اليومية بموجب القانون‪.‬‬

‫ويختمف تقدير التعويض عمى حسب حالة المستفيد منو‪ ،‬فقد يتم تقدير التعويض في‬
‫حالة العجز المؤقت (فرع أول) أو في تقدير التعويض في حالة العجز الدائم (فرع ثان) أو‬
‫تقدير التعويض في حالة الوفاة (فرع ثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تقدير التعويض في حالة العجز المؤقت‬

‫إذا أصاب المصاب عجز مؤقت يكون لو الحق في أداءات تكون من طبيعة ومبمغ‬
‫مماثمين لألداءات المقدمة من باب التأمينات اإلجتماعية مع ضرورة مراعاة قانون حوادث‬
‫العمل واألمراض المينية‪ ،‬وعميو يكون لممصاب الحق في تعويض عيني وآخر نقدي‪.‬‬

‫‪ -1‬صالح ناصر العتيبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.129‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 27‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫أوال‪ /‬التعويض العيني‬

‫وييدف إلى إعادة تأىيل المصاب وظيفيا‪ ،‬ويتمثل ىذا التعويض في جميع األداءات‬
‫المتعمقة بالعالجات التي تستمزميا شفاء المريض سواء حصل انقطاع عن العمل أو ال وبدون‬
‫تحديد لممدة‪ ،‬وعمال باألحكام الواردة في المادة ‪ 29‬من القانون ‪ 13-83‬تستحق الخدمات بعد‬
‫تاريخ الجبر وطوال المدة التي تستوجب فييا حالة المصاب في حادث عمل أو مرض ميني‬
‫مواصمة العالج"‪.‬‬

‫ويكون لممريض الحق عمى الخصوص في‪:‬‬

‫‪ -1‬اإلمداد باآلالت واألعضاء الصناعية التي يحتاج إلييا بحكم عاىة وفي إصالحيا‬
‫وتحديدىا‬

‫‪ -2‬لو الحق في اإلستفادة من عالج خاص قصد إعادة تأىيمو وظيفيا‪ ،‬ويمكن أن‬
‫يتضمن العالج إقامة المصاب في مؤسسة عمومية أو مؤسسة خاصة معتمدة‪.1‬‬

‫‪ -3‬ويكون لو الحق وفقا لذلك في‪:‬‬

‫‌أ ‪ -‬مصاريف إعادة التأىيل في حالة ما إذا لم تتم داخل المؤسسة‪.‬‬


‫ب ‪ -‬مصاريف اإلقامة إذا تمت إعادة التأىيل داخل المؤسسة‪.‬‬
‫‌‬
‫ت ‪ -‬مصاريف التنقل‪.‬‬
‫‌‬

‫التعويضات اليومية إذا لم يحصل الغير أو في قسط التعويضة اليومية يفوق المبمغ‬
‫المناسب لمريع‪ ،‬إن حصل الغير وكان المصاب عمى ريع عند العجز الدائم لممصاب الذي‬
‫يصبح عمى إثر الحادث غير قادر عمى ممارسة مينتو أو ال تتأتى لو إال بعد إعادة تكييف‬
‫الحق في تكييفو مينيا داخل مؤسسة أو صاحب عمل لتمكينو من تعمم ممارسة مينة من‬
‫اختياره‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 2‬من المرسوم ‪ 28-84‬الذي يحدد كيفيات تطبيق األبواب ‪ 3‬و‪ 4‬و‪ 8‬من القانون ‪.13-83‬‬
‫‪59‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫أكدت المادة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ 13-83‬عمى تقديم األداءات السابقة بنسبة‬
‫‪ ،%100‬وفي حالة االنتكاس‪ ،‬تدفع ىيئة الضمان االجتماعي األداءات المتعمقة بالعالج‬
‫سواء حدث انقطاع جديد عن العمل أم ال‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعويض النقدي‬

‫تتمثل في االداءات النقدية فيما أطمق عمييا القانون ‪ 13-83‬مصطمح التعويضة‬


‫اليومية‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 35‬منو عمى إلزام رب العمل بدفع أجرة يوم العمل الذي‬
‫حصل فيو الحادث كميا لمعامل‪ ،‬وميما كانت طريقة دفع األجر‪ ،‬ويتم دفع تعويضة يومية‬
‫لمضحية ابتداء من اليوم الموالي لمتوقف عن العمل نتيجة الحادث خالل كل فترة العجز‬
‫عن العمل التي تسبق إما الشفاء أو جبر الجرح ‪ ،‬ويتم أيضا دفع تعويضة يومية في حالة‬
‫ما إذا حدث التوقف عن العمل بعد تاريخ الحادث‪ ،‬في حالة االنتكاس أو االشتداد‬
‫المضاعفة المنصوص عمييا في المادتين ‪ 58‬و ‪ 62‬من القانون ‪ 13-83‬ابتداء من اليوم‬
‫األول لمتوقف عن العمل مع مراعاة تبرير فقدان األجر‪ ،‬وال يمكن أن تقل التعويضة‬
‫اليومية عن واحد من ثالثين (‪ )30/1‬من مبمغ األجر الشيري الذي تقتطع منو اشتراكات‬
‫الضمان اإلجتماعي والضريبة‪ ،‬وال يمكن في جميع الحاالت أن تقل ىذه التعويضة عن‬
‫واحد من ثالثين من المبمغ الشيري لألجر الوطني األدنى المضمون‪.‬‬

‫ونصت المادة السابعة من المرسوم ‪ 28-84‬عمى إعتماد األجر المطابق لألجر‬


‫اليومي لممنصب المقبوض قبل تاريخ اإلنقطاع الجديد في حالة إنتكاس أو تفاقم ينجر‬
‫عنو عجز جديد مؤقت عن العمل‪ ،‬وتضمنت النص عمى حدود إجراء التعويضات اليومية‬
‫محل الريع إذا كان المصاب المجبور في الظاىر عن انتكاس أو تفاقم حال إصابتو قد‬
‫شرع في اإلستفادة من الريع متى كانت التعويضات اليومية أكثر نفعا لو‪.2‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 7‬من المرسوم ‪ 28-84‬المحدد لكيفيات تطبيق العناوين ‪ 3‬و‪ 4‬و‪ 8‬من القانون ‪ ،13-83‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تقدير التعويض في حالة العجز الدائم‬

‫إذا أصاب الضحية عجز دائم كما تم بيانو سابقا‪ ،‬يكون الحق في ريع يحسب وفق‬
‫القواعد التالية‪:‬‬

‫أوال‪ /‬بالنسبة لألجر المرجعي الذي يحسب عمى أساسه الريع‪:‬‬

‫حددتو المادة ‪ 39‬من القانون ‪ ،13-83‬باألجر المتوسط الخاضع إلشتراكات الضمان‬


‫اإلجتماعي الذي يتقاضاه الضحية لدى مستخدم واحد أو عدة مستخدمين خالل األثنى عشر‬
‫شي ار التي تسبق التوقف عن العمل نتيجة الحادث‪.‬‬

‫وتعد ىذه القاعدة ممزمة ال يمكن تجاوزىا بحال من األحوال‪ ،‬وقد أكدت عمى ذلك‬
‫المحكمة العميا في قرار ليا في‪.11990/04/ 23‬‬

‫أما بالنسبة لحالة ما إذا كان المصاب وقت إنقطاعو عن العمل نتيجة الحادث قد عمل‬
‫مدة تقل عن ‪ 12‬شي ار فقد حددت المادة ‪ 13‬من المرسوم األجر المرجعي كاألتي‪:‬‬

‫‪ ‬أجر منصب عمل المصاب إذا عمل مدة شير واحد عمى األقل‪.‬‬
‫‪ ‬أجر منصب عمل مطابق لمفئة المينية التي ينتمي إلييا المصاب إذا عمل‬
‫مدة تقل عن شير واحد‪.‬‬

‫واذا لم تظير حالة العجز الدائم أول مرة‪ ،‬إال بعد انتكاس حالة المصاب أو تفاقميا تكون‬
‫اإلثنى عشر شي ار الواجب إعتمادىا في حساب الريع حسب المادة ‪ 14‬من المرسوم السابق ىي‬
‫المدة التي تسبق أحد التواريخ اآلتية حسب طريقة الحساب التي تكون أنفع لممصاب‪:‬‬

‫‪ -1‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬الغرفة االجتماعية‪ ،‬صادر بتاريخ ‪ ،1990/04/23‬ممف رقم ‪ ،59-241‬المجمة القضائية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،02‬سنة ‪ ،1991‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪ ،135‬حيث نقضت المحكمة العميا قرار مجمس قضاء‬
‫األخيرة لمعمل دون القاعدة الواردة في المادة ‪ 39‬من القانون‬ ‫سيدي بمعباس العتماده في تقدير التعويض أجر الشيور‬
‫‪.13-83‬‬
‫‪61‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫‪ ‬تاريخ اإلنقطاع عن العمل الناجم عن الحادث‪.‬‬


‫‪ ‬تاريخ اإلنقطاع عن العمل الناجم عن اإلنتكاس أو التفاقم‪.‬‬
‫‪ ‬تاريخ إلتئام الجروح‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬بالنسبة لحساب الريع‪:‬‬

‫يساوي مبمغ الريع ‪ :‬األجر المرجعي مضروبا في نسبة العجز‪ ،‬إذن‪:‬‬

‫نسبة العجز ‪ x‬المبمغ = األجر المرجعي‬

‫إذا كان العجز دائما يضطر المصاب إلى المجوء إلى مساعدة الغير لقضاء شؤون‬
‫الحياة العادية‪ ،‬يضاعف مبمغ الريع حسب المادة ‪ 46‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق‬
‫بحوادث العمل واألمراض المينية اإليراد بنسبة ‪.%40‬‬

‫وال يمكن في أي حال من األحوال أن تكون ىذه المضاعفة اقل من مبمغ محدد عن‬
‫طريق التنظيم‪ ،‬وتجسد التنظيم في المرسوم رقم ‪ 29-84‬الذي يحدد المبمغ األدنى لمزيادة‬
‫غير المنصوص عمييا في تشريع الضمان اإلجتماعي المعدل و المتمم‪.‬حيث حددت‬
‫المادة األولى منو‪ ،‬المبمغ السنوي األدنى المضاعف ألجر الغير بـ ‪ 12000‬دج‪.1‬‬

‫واذا كان لممصاب الحق في معاش العجز وفقا لقانون التأمينات اإلجتماعية‪ ،‬ترفع‬
‫قيمة الريع الممنوح بمقتضى القانون ‪ 13-83‬لتساوي معاش العجز إذا كان أقل منو‪.‬‬

‫‪ -1‬مرسوم رقم ‪ 29-84‬مؤرخ في ‪ 11‬فبراير ‪ ،1984‬يحدد المبمغ األدنى لمزيادة غير المنصوص عمييا في تشريع‬
‫الضمان االجتماعي المعدل والمتمم‪ ،‬ج ر ع ‪ ،17‬الصادرة في ‪.1984 ....‬‬
‫‪62‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫ويحسب الريع أيا كانت قيمتو عمى أساس أجر سنوي ال يجوز أن يقل قيمتو عن ألفين‬
‫وثالثمائة ) ‪ ( 2300‬مرة معدل ساعات األجر الوطني األدنى المضمون‪.1‬‬

‫بالنسبة لحالة الحوادث المتعاقبة‪ ،‬نظم أحكاميا المرسوم ‪ 28-84‬حيث ألزمت‬


‫المادة ‪ 18‬منو ىيئات الضمان اإلجتماعي المختصة بالحادث األخير بالريوع المتعمقة بكل‬
‫حوادث العمل السابقة في حالة وقوع حوادث متعاقبة تصيب الشخص نفسو‪.‬‬

‫الرأسمال التمثيمي‪:‬‬

‫حسب المادة ‪ 16‬من المرسوم ‪ 28-84‬فإن الرأسمال الذي يتمثل فيو الريع يساوي‬
‫المبمغ السنوي لمريع كما ىو محدد في المادة ‪ 15‬مضروبا في معامل المقابل سن‬
‫المصاب‪.‬‬

‫المعامل المقابل سن المصاب‪ X‬الرأسمال = المبمغ السنوي لمريع‬

‫وحددت المادة ‪ 17‬من المرسوم ‪ 28-84‬الحد األعمى لمرأسمال الذي يتمثل فيو‬
‫الريع بـ ‪ 2300‬مرة مبمغ ساعة واحدة من األجر الوطني األدنى المضمون‪.‬‬

‫وأكدت المادة ‪ 3/44‬من القانون ‪ 13-83‬عمى أنو في حالة حصول حادث جديد أو‬
‫تفاقم الجرح يفضان إلى نسبة عجز إجمالي تساوي أو تفوق ‪ %10‬يكون لممصاب الحق‬
‫في الحصول عمى ريع بعد خصم الرأسمال‪.‬‬

‫‪ -1‬حددت المادة األولى من المرسوم الرئاسي ‪ ،467-03‬األجر الوطني األدنى المضمون بنصيا‪ :‬يحدد األجر الوطني‬
‫‪ 173.33‬ساعة في الشير بعشرة أالف‬ ‫األدنى المضمون الموافق لمدة عمل أسبوعية قدرىا أبعون ساعة‪ ،‬وىو يعادل‬
‫دينار في الشير أي ما يعادل ‪ 57.70‬دج لساعة عمل‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تقدير التعويض في حالة الوفاة‬

‫يستحق ذوي الحقوق كما تم بيانيم سابقا‪ ،‬في حالة وفاة الضحية منحة الوفاة من‬
‫جية وريع الوفاة من جية أخرى‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬منحة الوفاة‬

‫حسب المادة ‪ 52‬من القانون ‪ 13-83‬إذا نتجت الوفاة عن حادث عمل يدفع لذوي‬
‫الحقوق منحة الوفاة وفقا لمشروط المنصوص عمييا في المواد ‪ 48‬و ‪ 49‬و ‪ 50‬من‬
‫القانون ‪ 11-83‬المتعمق بالتأمين اإلجتماعي‪.1‬‬

‫وبالرجوع إلى تمك المواد تسجل النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬يقدر مبمغ المنحة (رأسمال الوفاة) باثني عشر )‪ (12‬مرة مبمغ األجر الشيري‬
‫األكثر نفعا المتقاضى خالل السنة السابقة لوفاة المؤمن لو والمعتمد كأساس‬
‫لحساب اإلشتراكات‪ .‬وال يمكن في أي حال من األحوال أن يقل ىذا المبمغ‬
‫عن إثني عشرة مرة عن األجر الوطني األدنى‪.‬‬
‫ويكون األجر الوطني األدنى المضمون ىو األجر المعتمد في جميع الحاالت‬
‫التي يكون فييا الضحية بدون عمل عندما يتعمق األمر بحادث عمل ال‬
‫يشترط فيو أن يكون الضحية عامال مؤمنا لو‪.‬‬
‫‪ .2‬يدفع مبمغ المنحة دفعة واحدة فور وفاة المؤمن لو‪.‬‬
‫‪ .3‬في حالة تعدد ذوي الحقوق توزع منحة الوفاة بينيم بأقساط مساوية‪.‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 52‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫ثانيا‪ /‬ريع الوفاة‪:‬‬

‫حسب المادة ‪ 53‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‬
‫يكون لذوي الحقوق في حالة وفاة الضحية الحق في ريع يدفع وفقا لما ىو محدد في المادة ‪34‬‬
‫من القانون ‪ 12-83‬المتعمق بالتقاعد‪ ،1‬وال يمكن الجمع بين الريوع المدفوعة لذوي الحقوق‬
‫ومعاش التقاعد‪ ،‬ويدفع اإلمتياز األكثر نفعا‪.2‬‬

‫ويتم حساب الريع وفقا لما يأتي‪:‬‬

‫‪ .1‬يحسب الريع عمى أساس األجر المشار إليو في المواد ‪ 39‬و‪ 44‬من القانون‬
‫‪.13-83‬‬
‫‪ .2‬يتم تحديد نصيب كل واحد من ذوي الحقوق كما ىو مبين في المادة ‪ 34‬من‬
‫القانون ‪ 12-83‬المحال إلييا بموجب المادة ‪ 53‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق‬
‫بحوادث العمل واألمراض المينية كما يمي ‪:‬‬
‫‪ ‬عندما ال يوجد ولد وال أحد من األصول‪ ،‬يحدد مبمغ الريع لمزوج الذي بقي‬
‫عمى قيد الحياة بنسبة ‪ %75‬من مبمغ ريع اليالك‪.‬‬
‫‪ ‬عندما يوجد إلى جانب الزوج ذو الحق (ولد أو أصول) يحدد مبمغ الريع بـ‬
‫‪ %50‬من ريع الضحية ويتحدد نصيب ذو الحق األخر بـ ‪.%30‬‬
‫‪ ‬عندما يوجد إلى جانب الزوج إثنان أو أكثر من ذوي الحقوق أوالد أو أصول‬
‫أو الكل معا‪ ،‬يحدد مبمغ الريع المدفوع لمزوج بنسبة ‪ %50‬من الريع الكمي (ريع‬
‫الضحية)‪ ،‬ويقسم بالتساوي ذوي الحقوق اآلخرون ‪ %40‬الباقية‪.‬‬
‫‪ ‬عندما ال يوجد زوج يتقاسم ذوو الحقوق اآلخرون معاشا يتساوى‪ ، 90 %‬من‬
‫مبمغ الريع اليالك وىذا ضمن حد أقصى يبمغ بالنسبة لكل ذي حق ما يمي‪:‬‬

‫‪ %45 -1‬من الريع إذا كان ذو الحق من أبنائو‪.‬‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 12-83‬مؤرخ في ‪ 2‬يوليو ‪ ،1983‬يتعمق بالتقاعد‪ ،‬ج ر ع ‪ ،28‬الصادرة في ‪ 05‬يوليو ‪.1983‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 34‬من القانون رقم ‪ ،12-83‬المتعمق بالتقاعد‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫‪ %30 -2‬من الريع إذا كان ذو الحق من أصولو‪.‬‬

‫وال يجوز أن يتعدى المبمغ اإلجمالي لريوع ذوي الحقوق ‪ %90‬من مبمغ الريع‬
‫اليالك‪ ،‬واذا تجاوز مجموع ىذه الريوع ىذه النسبة يجري تخفيض مناسب عمى المعاشات‪.‬‬

‫كما يجب احترام القواعد الواردة في المواد ‪ 30‬إلى ‪ 40‬من القانون ‪12-83‬‬
‫المحال إلييا بموجب المادة ‪ 55‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض‬
‫المينية وىذه القواعد ىي‪:‬‬

‫‪ .1‬تتوقف وجوبا استفادة الزوج من الريع عمى زواجو الشرعي من الضحية‪ ،‬وىنا تثار‬
‫مشكمة الزوجة المطمقة‪ ،‬ومع غياب نص في ىذا القانون بحكم الحالة نمجأ إلى‬
‫القواعد العامة الواردة في قانون األسرة والتي تميز بين وفاة الزوج أثناء العدة من‬
‫طالق رجعي‪ ،‬وىنا يكون من حق الزوجة اإلستفادة من الريع لقيام عالقة الزوجية‬
‫حكما‪ ،‬أما في حالة الطالق البائن فإن الزوجة ال تستحق أي تعويض لعدم وجود‬
‫عالقة الزوجية‪.‬‬
‫‪ .2‬ال يجوز المطالبة بالريع إال لألوالد الذين ولدوا قبل الوفاة أو خالل الخمسة‬
‫والثالثمائة (‪ )305‬يوما التالية لتاريخ الوفاة عمى األكثر‪.‬‬
‫‪ .3‬تراجع النسب الواردة في المادة ‪ 34‬كمما تغير ذوي الحقوق‪.1‬‬
‫‪ .4‬اليخضع لالستفادة من الريع لشرط السن بالنسبة لزوج الضحية و أصولو‪.‬‬
‫‪ .5‬في حالة تعدد األرامل يقسم الريع بينيم بالتساوي‪.‬‬
‫‪ .6‬إذا ما توفي الزوج يقسم مبمغ الريع بين اليتامى المكفولين بالتساوي‪.‬‬
‫‪ .7‬في حالة تزوج األرممة الثانية‪ ،‬يمغى المعاش الممنوح ليا ويقسم عمى األطفال‬
‫المستفيدين من ريع األيمولة‪( ،‬المادة ‪ 40‬المعدلة)‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 34‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫وفي حالة وفاة مستفيد من ريع حادث عمل ناجم عن الحادث يستفيد ذوو حقوقو من‬
‫ريع منقول‪ ،‬يحسب عمى أساس ريع اليالك وفقا لمقواعد المذكورة سابقا (المادة ‪ 56‬من‬
‫القانون ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية)‪.‬‬

‫ويشترط إلستحقاق ذوي حقوق العامل األجنبي‪ ،‬التعويض أن يكونوا مقيمين بالتراب‬
‫الوطني وقت الحادث (المادة ‪ 57‬من القانون ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض‬
‫المينية)‪.1‬‬

‫يتقاضى ذوي الحقوق األجانب الذين يرحمون عن القطر الجزائري منحة بمثابة‬
‫تعويض إجمالي وقدرىا ثالث مرات المبمغ السنوي لريعيم ما لم يكن ىناك مبدأ المعاممة‬
‫بالمثل أو اتفاقية دولية صادقت عمييا الجزائر (المادة ‪ 2/57‬من القانون رقم ‪13-83‬‬
‫المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية )‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫أحكام التعويض التكميمي‬

‫إذا كان التعويض في مجال إصابات العمل يتخذ طابع الجزافية؛ الذي ال يغطي‬
‫سوى اآلثار الناجمة عن فقدان الدخل كميا أو جزئيا‪ ،‬فقد تم إقرار حق التعويض التكميمي‬
‫بيدف الوصول بالتعويض عن إصابات العمل إلى مستوى التعويض الكامل الذي يخضع‬
‫عند تقدير قيمتو إلى مبدأ التقدير الواقعي طبقا ألحكام القانون العام‪.2‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 57‬من القانون رقم ‪ 13-83‬المتعمق بحوادث العمل واألمراض المينية‪ ،‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ -2‬يتحدد تقدير قيمة التعويض التكميمي بالنظر إلى مدى االرتباط بين الضرر وتحقق واقعة الفعل غير المشروع ذاتيا‪،‬‬
‫وذلك طبقا لممبادئ األساسية التي تقوم عمييا المسؤولية التقصيرية‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫وسنتطرق في ىذا المبحث إلى مجال التعويض التكميمي (مطمب أول)‪ ،‬ثم إلى‬
‫إجراءات الحصول عمى التعويض التكميمي (مطمب ثان) وفي األخير إلى تقدير التعويض‬
‫التكميمي (مطمب ثالث)‪.‬‬

‫المطمب األول‬

‫مجال التعويض التكميمي‬

‫يتنوع مجال الحصول عمى التعويض التكميمي سواء من حيث األشخاص (فرع أول) أو‬
‫من حيث الضرر (فرع ثان)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مجال التعويض التكميمي من حيث األشخاص‬

‫يتبع التعويض التكميمي التعويض الرئيسي من حيث األشخاص فيو يشمل فقط فيما‬
‫يخص مستحقي التعويض من كان لو الحق في التعويض الرئيسي‪ ،‬وال يتعدى إلى غيرىم وىذا‬
‫ناتج عن الطابع التكميمي ليذا التعويض‪.‬‬

‫أما فيما يخص الجية الممزمة بالتعويض‪ ،‬فإن ىذه الجية تختمف إختالفا جوىريا عن‬
‫الجية الممزمة بالتعويض الرئيسي‪ ،‬ذلك أن ىذا األخير يقع عمى عاتق الذمة الجماعية ممثمة‬
‫في ىيئات الضمان اإلجتماعي‪ ،‬وعمى العكس يقع التعويض التكميمي عمى الذمة الفردية‬
‫لممسؤول‪ ،‬سواء كان رب عمل أو كان من الغير‪ ،‬حيث انو يمكن المؤمن لو اجتماعيا أو ذوي‬
‫حقوقو مطالبة الغير أو المستخدم بتعويضات إضافية‪.1‬‬

‫وجاء في نص المادة ‪ 73‬من القانون ‪ 08-08‬المتعمق بالمنازعات في مجال الضمان‬


‫االجتماعي عمى أنو يمكن لممؤمن لو أو ذوي حقوقو التدخل في الدعوى المرفوعة من طرف‬
‫ىيئة الضمان اإلجتماعي ضد الغير أو المستخدم ألحكام قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 72‬من القانون رقم ‪ 08-08‬المتعمق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي‪.‬‬


‫‪68‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مجال التعويض التكميمي من األضرار‬

‫يتبع مجال التعويض التكميمي من حيث األضرار وعمى ىذا ال يمكن مطالبة رب العمل‬
‫أو الغير وفق قواعد المسؤولية بإعتبارىا نظاما تكميميا بتعويض تكميمي عن الضرر الجسدي‬
‫إذا تعمق األمر بالضحية أو بالضرر اإلقتصادي‪ ،‬واذا كان لممضرور الحق في المطالبة‬
‫بتعويض كامل ومستقل عن األضرار التي تصيب إذا كانت مادية أو أدبية فيكون ذلك وفقا‬
‫لقواعد المسؤولية بإعتبارىا نظام تعويض مستقل وليس تكميمي‪.1‬‬

‫المطمب الثاني‬

‫إجراءات الحصول عمى التعويض التكميمي‬

‫تختمف إجراءات الحصول عن التعويض التكميمي عنو عن التعويض الرئيسي أو‬


‫الجزافي‪ ،‬حيث لممصاب بمرض ميني أو الضحية التي تعرضت إلى حادث عمل ليا إجراءين‬
‫يمكن إتباعيما لمحصول عمى التعويض التكميمي واحدىما ىو التحصيل الودي لمتعويض‬
‫التكميمي (فرع أول) والثاني اإلجراء أمام الجيات القضائية المختصة (فرع ثان)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التحصيل الودي عمى التعويض‬

‫يمكن لممدعى عميو اإلتفاق عمى قيمة التعويض باإلتفاق بينيما دون المجوء إلى القضاء‬
‫وىما بذلك يتفاديان مضيعة الوقت والمصاريف‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الحصول القضائي عمى التعويض‬

‫يكون لممضرور الحق في المطالبة بالتعويض أمام الجية القضائية وفقا ألحكام القواعد‬
‫العامة‪ ،‬والمحكمة المختصة وفقا ألحكام القانون العام ىي القسم المدني‪ ،‬لكن ليس ىناك ما‬
‫يمنع أن يحكم القسم اإلجتماعي بالتعويض التكميمي إذا تقدم المضرور بطمبو أماميا وىي‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 75‬من القانون رقم ‪ 08-08‬المتعمق بالمنازعات في مجال الضمان االجتماعي‪.‬‬


‫‪69‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫بصدد النظر في التعويض الرئيسي باعتبار دعوى التعويض التكميمي تابعة لدعوى التعويض‬
‫الرئيسي‪ ،‬كما يحق لمقسم الجزائي الفصل في التعويض التكميمي إذا كان خطأ رب العمل أو الغير‬
‫يشكل فعل مجرم وفقا لقانون العقوبات‪ ،‬وتكون بدعوى مدنية بالتبعية‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ 69‬من قانون ‪ 08-08‬عمى حق ىيئة الضمان اإلجتماعي أن تحل محل‬
‫المصاب أو ذوي حقوقو بناء عمى طمبيم في رفع دعوى ضد المتسبب في الحادث أمام الجيات‬
‫القضائية المختصة سواء كان المتسبب في الضرر رب العمل أو الغير‪.‬‬

‫المطمب الثالث‬

‫تقدير التعويض التكميمي‬

‫سنتطرق في ىذا المطمب إلى تقدير التعويض التكميمي وفقا لمقواعد العامة (فرع أول) ثم إلى‬
‫مراعاة الطابع التكميمي لمتعويض (فرع ثان)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تقدير التعويض وفقا للقواعد العامة‬

‫وألن نظام حوادث العمل لم يتضمن كيفية تقدير التعويض التكميمي وجب الرجوع في ذلك‬
‫لمقواعد العامة التي تستخمص من خالليا القواعد التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬وقت تقدير الضرر‪ :‬يذىب أغمب الشراح إلى أنو يجب اإلعتداد بقيمة الضرر وقت‬
‫وقوعو‪ ،‬وليس وقت صدور الحكم ألن الحكم كاشف وليس منشئ لو‪.‬‬
‫‪ .2‬أسس تقدير التعويض ‪ :‬يشمل التعويض ما لحق المضرور من خسارة وما فاتو من‬
‫كسب‪.‬‬

‫وعمى القاضي حسب المادة ‪ 131‬من القانون المدني مراعاة الظروف المالبسة‪ ،‬وىذه الظروف ىي‬
‫الظروف الشخصية التي تحيط بالمضرور ال الظروف الشخصية التي تحيط بالمسؤول‪ ،‬فيأخذ بعين‬
‫اإلعتبار حالة المضرور الجسمية والصحية والعائمية‪.1‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 131‬من األمر ‪ 58-75‬المتضمن القانون المدني السالف الذكر‪.‬‬


‫‪70‬‬
‫الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللتعويضلعنلحو دثل اعمصلو ألمر ضل امهنية‬

‫والتعويض يقدر حسب جسامة الضرر ال يقدر جسامة الخطأ و إن كان القضاة يأخذون‬
‫بعين من الواقعية درجة الخطأ ‪,‬ويتم تقدير مدى التعويض وقت الحكم‪ ،‬فإن لم يثر ذلك وقت‬
‫الحكم يحتفظ القضاء لممضرور بالحق أن يطالب خالل مدة معينة بالنظر من جديد في‬
‫التقدير‪.‬‬

‫ويخضع التقدير لقاعدتين‪:‬‬

‫‪ ‬أن يكون مساويا لمضرر الحاصل فال يجوز أن يكون أقل منو‪.‬‬
‫‪ ‬ال يزيد عمى مقدار الضرر واال رد الفارق وفقا لقواعد اإلثراء بال سبب‪.‬‬

‫فيراعى في التعويض معادلتو لمضرر الواقع لمضحية دون زيادة أو نقصان فادحين‪.‬‬

‫شكل التعويض‪:‬‬

‫يمكن منح التعويض التكميمي في شكل رأس مال أو عمى شكل ريع‪ ،‬ويمزم المدين بتشكيل‬
‫رأس المال أو الريع الممنوح لدى ىيئة الضمان اإلجتماعي في خالل الشيرين التاليين إلتخاذ‬
‫القرار النيائي أو حصول اإلتفاق بين األطراف‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مراعاة الطابع التكميمي لمتعويض‬

‫إذا كان التعويض التكميمي يقدر وفقا لمقواعد العامة السابق بيانيا فيجب عمى القاضي‬
‫مراعاة الطابع التكميمي ليذا التعويض إذ يتم حسابو بناء عمى التعويض الرئيسي باعتبار أن‬
‫منح التعويضين يؤدي إلى جبر الضرر الالحق بالضحية دون إثراءه ذلك أن القواعد العامة‬
‫تمنع الجمع بين تعويضين وعمى ىذا يقوم القاضي بتقدير قيمة التعويض الكامل ثم يطرح منو‬
‫قيمة التعويض الرئيسي‪ ،‬ليجد بيذه العممية قيمة التعويض التكميمي‪.1‬‬

‫‪ -1‬مالكي محمد نجيم وبسامي أسماء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬


‫‪71‬‬
‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫إن ضحايا األخطار المينية والحوادث المتعمقة بالعمل واألمراض المينية في تزايد‬
‫مخيف ومحزن في الجزائر‪ ،‬إذ تعتبر من البمدان المصنعة ما يستدعي أخذ الموقف‬
‫بجدية‪.‬‬

‫إتباعا لما تم التطرق إليو في مذكرتنا بعنوان التعويض عن حوادث العمل‬


‫العتبارت خصيا المشرع بفئة العمال التي يكون‬
‫ا‬ ‫واألمراض المينية والتي تنصب أساسا‬
‫دخميا من تنفيذ عالقة العمل أساسا بعيدا عن ما أقره فيما يخص القواعد العامة‬
‫لممسؤولية‪.‬‬

‫األمرض‬
‫فقد أصبح تأمين األخطار التي يغطييا القانون المتعمق بحوادث العمل و ا‬
‫المينية في العصر الحديث‪ ،‬من الحقوق اإلجتماعية التي نص عمييا اإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان ومختمف الدساتير‪.‬‬

‫ولقد لمسنا في بحثنا ىذا مدى صعوبة تكييف الواقعة المحدثة لإلصابة‪ ،‬وفقدنا‬
‫الجزئري بان تمك اإلصابة التي تحدث نتيجة سبب‬
‫ا‬ ‫كل صفة منيا‪ ،‬وقد حدد المشرع‬
‫مفاجئ وخارجي عن جسم المصاب‪ ،‬وفي فترة العمل كما لمسنا مدى صعوبة تكييف‬
‫أمرض مينية غير مدرجة في القوائم التي التزم بيا المشرع‪،‬‬
‫المرض الميني فوجدنا ا‬
‫وكذا صعوبة البحث في تحديد المسار المضمون الذي يعتد القانون بالحوادث التي تقع‬
‫أثناءه دون سواه‪.‬‬

‫بمرحل‬
‫درستنا ليذا الموضوع أن نظام التعويض مر ا‬
‫كما خمصنا من خالل ا‬
‫مختمفة إلى أن وصل إلى ما ىو عميو اآلن فبينا أساس التعويض عن ىاتو اإلصابات‬
‫والدليل العممي والقانوني لمتعويضات المستحقة لمعامل المصاب أو لدويو‪ ،‬إذا أعطينا‬
‫اإلجرءات‬
‫ا‬ ‫الطريقة القانونية الواضحة من أجل ضمان ىذا التعويض وكيفية اتخاذ‬

‫‪73‬‬
‫الخاتمة‬

‫الالزمة والضرورية إلستحقاق المصاب لمتعويضات عمى إثر اإلصابة الناتجة عن‬
‫حادث العمل‪ ،‬وبعدىا قمنا بتحديد المسؤولية التي تقع عمى إثرىا الحادثة‪ ،‬وىذا ما جعمنا‬
‫نقع في صعوبات من أجل تكيف أساس ىاتو المسؤولية‪.‬‬

‫وختمنا فصمنا األخير إلى تبيان األداءات المستحقة لممصاب أو لذوي حقوقو إثر‬
‫عجز مؤقتا أو دائما أو تؤدي إلى وفاتو‪.‬‬
‫ا‬ ‫اإلصابة التي تسبب لو سواء‬

‫إجرءات وتدابير ووضع نظم‬


‫الجزئري إلى إتخاذ ا‬
‫ا‬ ‫وخالصة قولنا ندعو المشرع‬
‫وبرمج كفيمة لوقاية وحفظ سالمة العمال وذلك بالحرص عمى نوعية العمل‬
‫خاصة ا‬
‫برمج‬
‫وتكثيف الفحص الطبي عمى العال والقيام بإدماج الوقاية الصحية واألمن من ا‬
‫تكوينية‪.‬‬

‫اإلجرءات السباقة قد يقضي عمى الصعوبات‬


‫ا‬ ‫وانطالقا مما تقدم‪ ،‬نرى أن إتباع‬
‫الموجودة في تكييفنا لمواقعة من أجل ضمان تعويضات أفضل تتناسب وجسامة‬
‫الحادث‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ق ائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫أوال‪ /‬الكتب‪:‬‬

‫‪- 1‬أحمد شرف الدين‪ ،‬انتقال الحق في التعويض عن الضرر الجسدي‪ ،‬دار الحضارة‬
‫العربية‪ ،‬مصر‪.1982 ،‬‬
‫‪- 2‬أحمية سميمان‪ ،‬التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري – عالقات العمل‬
‫الفردية‪ ،‬ج ‪ ،2‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1998 ،‬‬
‫‪- 3‬أحمية سميمان‪ ،‬قانون منازعات العمل والضمان االجتماعي‪ ،‬دار الخمدونية لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬
‫‪- 4‬أمال جالل‪ ،‬مسؤولية المؤجر عن حوادث الشغل واالمراض المينية في التشريع‬
‫المغربي‪ ،‬ط ‪ ،1‬د د ن‪ ،‬المغرب‪.1997 ،‬‬
‫‪- 5‬حسين عبد المطيف حمدان‪ ،‬أحكام الضمان االجتماعي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪- 6‬خميفي عبد الرحمان‪ ،‬الوجيز في منازعات العمل والضمان االجتماعي‪ ،‬دار العموم‬
‫لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪- 7‬دربال عبد الرزاق‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة لاللتزامات – مصادر االلتزام‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار‬
‫العموم لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫دار اليدى‬ ‫‪- 8‬سماتي الطيب‪ ،‬حوادث العمل واألمراض المينية في التشريع الجزائري‪،‬‬
‫لمطباعة والنشر‪.2013 ،‬‬
‫‪- 9‬سمير األودن‪ ،‬التعويض عن إصابة العامل في مصر والدول العربية‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪- 10‬صالح ناصر العتيبي ‪ ،‬التعويض عن إصابات العمل في الوظائف العامة ‪ -‬دراسة‬
‫تحميمية ألنظمة الخدمة المدنية والعسكرية في الكويت‪ ،‬مكتبة الكويت الوطنية‪ ،‬الكويت‬
‫‪.2005‬‬

‫‪76‬‬
‫ق ائمة المراجع‬

‫‪- 11‬صادق ميدي السعيد‪ ،‬التأمينات االجتماعية‪ ،‬مطبعة مؤسسة الثقافة العمالية‪ ،‬العراق‪،‬‬
‫‪.1980‬‬
‫‪ ،1‬مطبعة دار الينا ‪،‬‬ ‫‪- 12‬صبحي محمد المتبولي‪ ،‬قانون التأمينات االجتماعية‪ ،‬ج‬
‫‪.1991‬‬
‫‪- 13‬عمي فياللي‪ ،‬االلتزامات – العمل المستحق لتعويض‪ ،‬دار النشر‪ ،‬الجزائر‪.2001 ،‬‬
‫‪- 14‬عوني محمود عبيدات‪ ،‬شرح قانون الضمان االجتماعي‪ ،‬دار وائل لمنشر‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪- 15‬السيد نايل عيد‪ ،‬الوسيط في شرحي نظامي العمل والتأمينات االجتماعية في المممكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬مطابع جامعة الممك سعود‪ ،‬السعودية‪.1996 ،‬‬
‫‪- 16‬كفيف الحسين‪ ،‬النظام القانوني لممسؤولية عمى أساس الخطأ‪ ،‬در ىومو لمطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫شباب‬ ‫‪- 17‬مصطفى الجمال وحمدي عبد الرحمان‪ ،‬التأمينات االجتماعية‪ ،‬مؤسسة‬
‫الجامعة‪ ،‬مصر‪.1994 ،‬‬
‫‪- 18‬محمد لبيب شنب‪ ،‬االتجاىات الحديثة لمتفرقية بين حوادث العمل واألمراض المينية‪،‬‬
‫ط ‪ ،1‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪.1997 ،‬‬
‫‪- 19‬محمد لبيب شنب‪ ،‬الخطر في تأمين إصابات العمل‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.1997‬‬
‫‪- 20‬محمد الصغير بعمي‪ ،‬تشريع العمل في الجزائر‪ ،‬دار العموم لمنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪- 21‬مصطفى صخري‪ ،‬أحكام حوادث العمل واألمراض المينية في القطاعين العام‬
‫والخاص‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبة دار الثقافة والنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.1998 ،‬‬
‫‪- 22‬محمد حممي مراد‪ ،‬التأمينات االجتماعية في البالد العربية‪ ،‬ط ‪ ،1‬المطبعة العالمية‪،‬‬
‫مصر‪.1992 ،‬‬
‫‪- 23‬محمد فاروق الباشا‪ ،‬التأمينات االجتماعية ونظاميا في المممكة العربية السعودية‪،‬‬
‫اإلدارة العامة لمبحوث‪ ،‬السعودية‪.1988 ،‬‬

‫‪77‬‬
‫ق ائمة المراجع‬

‫‪- 24‬محمد فاروق الباشا‪ ،‬التأمينات االجتماعية ونظاميا في المممكة العربية السعودية ‪.‬‬
‫اإلدارة العامة لمبحوث‪ ،‬السعودية‪.1988 ،‬‬
‫‪- 25‬محمد حسن قاسم‪ ،‬قانون التأمين االجتماعي‪ ،‬المكتبة القانونية‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪- 26‬نبيل محمد أبوىادي‪ ،‬النظام القانوني لتأمين إصابة العمل وفق االتفاقيات الدولية‬
‫والتشريعات الوطنية لدولتي اليمن واإلمارات‪ ،‬ط ‪ ،1‬مكتبة خالد بن الوليد‪ ،‬اليمن‪،‬‬
‫‪.2014‬‬
‫– النظرية العامة في‬ ‫‪- 27‬الجياللي عجة‪ ،‬الوجيز في قانون العمل والحماية االجتماعية‬
‫القانون االجتماعي في الجزائري‪ ،‬ط ‪ ،2‬دار الخمدونية‪ ،‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫ثانيا‪ /‬الرسائل والمذكرات الجامعية‪:‬‬

‫أ ‪-‬رسائل الدكتوراه‪:‬‬

‫‪- 1‬أحمد محمد محرز‪ ،‬الخطر في تأمين إصابات العمل ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬رسالة مقدمة‬
‫لمحصول عمى درجة الدكتوراه في الحقوق‪ ،‬جامعة القاىرة‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة القاىرة‪،‬‬
‫مصر‪.2005 ،‬‬
‫‪- 2‬رشا عبد القادر رحال‪ ،‬النظام القانوني لتأمين إصابة العمل ‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه مقدمة إلى جامعة حمب‪ ،‬سوريا‪.2010 ،‬‬
‫‪- 3‬عمي محسن شذان‪ ،‬أحكام التعويض عن إصابات العمل – دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫شيادة الدكتوراه في القانون‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2016 ،1‬‬

‫ب ‪ -‬مذكرات جامعية‪:‬‬

‫‪- 1‬بناصر عبد السالم‪ ،‬النظام القانوني لمتعويض عن حوادث العمل واألمراض المينية‬
‫في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.2001 ،‬‬

‫‪78‬‬
‫ق ائمة المراجع‬

‫‪- 2‬بورجو وسيمة‪ ،‬دور الخطأ في التعويض عن حوادث العمل‪ ،‬مذكرة لنيل شيادة‬
‫الماجستير في القانون الخاص‪ ،‬فرع عقود ومسؤولية‪ ،‬كمية الحقوق – بن عكنون‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪.2013 ،1‬‬
‫‪- 3‬قالية فروز‪ ،‬الحماية القانونية لمعامل من األخطار المينية‪ ،‬مذكرة ماجستير في‬
‫القانون‪ ،‬كمية الحقوق‪ ،‬جامعة مولود معمري – تيزي وزو‪.2012 ،‬‬
‫‪ -‬مالكي محمد نجيم وبسامي أسماء‪ ،‬تعويض عن حوادث العمل واألمراض المينية‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫مذكرة لنيل شيادة الماستر‪ ،‬تخصص قانون ضمان اجتماعي‪ ،‬كمية الحقوق والعموم‬
‫السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،‬جامعة جياللي بونعامة – عين الدفمى‪ ،‬تاريخ المناقشة‪:‬‬
‫‪.2015/06/02‬‬

‫ثالثا‪ /‬المقاالت والمحاضرات‪:‬‬

‫‪- 1‬جغري عبد الحفيظ‪ ،‬نظام التامين عمى حوادث العمل واألمراض المينية بالجزائر‪،‬‬
‫محاضرة ألقيت عمى طمبة المدرسة العميا لمقضاء‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬

‫رابعا‪ /‬النصوص القانونية‪:‬‬

‫‪- 1‬أمر رقم ‪ 58-75‬مؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ ،1975‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬ج ر ع‬


‫‪ ،78‬الصادرة في ‪ 30‬سبتمبر ‪.1975‬‬
‫‪- 2‬قانون رقم ‪ 11-83‬مؤرخ في ‪ 02‬يوليو ‪ ،1983‬يتعمق بحوادث العمل واالمراض‬
‫المينية‪ ،‬ج ر ع ‪ ،28‬الصادرة بتاريخ ‪ 05‬يوليو ‪.1983‬‬
‫‪- 3‬قانون رقم ‪ 12-83‬مؤرخ في ‪ 2‬يوليو ‪ ،1983‬يتعمق بالتقاعد‪ ،‬ج ر ع ‪ ،28‬الصادرة‬
‫في ‪ 05‬يوليو ‪.1983‬‬
‫‪- 4‬قانون رقم ‪ 13-83‬مؤرخ في ‪ 02‬يوليو ‪ ،1983‬يتعمق بحوادث العمل واالمراض‬
‫المينية‪ ،‬ج ر ع ‪ ،28‬الصادرة بتاريخ ‪ 05‬يوليو ‪ ،1983‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪- 5‬قانون رقم ‪ 14-83‬مؤرخ في ‪ 02‬يوليو ‪ ،1983‬يتعمق بالتزامات المكمفين في مجال‬
‫الضمان االجتماعي المعدل والمتمم‪ ،‬ج ر ع ‪ ،28‬الصادرة في ‪ 05‬يوليو ‪.1983‬‬
‫‪79‬‬
‫ق ائمة المراجع‬

‫‪- 6‬مرسوم رقم ‪ 28-84‬مؤرخ في ‪ 11‬فبراير ‪ ،1984‬يحدد كيفيات تطبيق العناوين ‪ 3‬و‪4‬‬
‫و‪ 8‬من القانون ‪ ،13-83‬ج ر ع ‪ ،7‬الصادرة في ‪ 14‬فبراير ‪.1984‬‬
‫‪- 7‬مرسوم رقم ‪ 29-84‬مؤرخ في ‪ 11‬فبراير ‪ ،1984‬يحدد المبمغ األدنى لمزيادة غير‬
‫المنصوص عمييا في تشريع الضمان االجتماعي المعدل والمتمم‪ ،‬ج ر ع ‪ ،7‬الصادرة‬
‫في ‪ 14‬فبراير ‪.1984‬‬
‫‪- 8‬مرسوم رقم ‪ 33-85‬مؤرخ في ‪ 9‬فبراير ‪ ،1985‬يحدد قائمة العمال المشبيين باألجراء‬
‫‪ ،9‬الصادرة في ‪ 24‬فبراير‬ ‫في مجال الضمان االجتماعي المعدل والمتمم‪ ،‬ج ر ع‬
‫‪.1985‬‬
‫‪- 9‬مرسوم رقم ‪ 224-85‬مؤرخ في ‪ 20‬غشت ‪ ،1985‬يحدد شروط التكفل بخدمات‬
‫تكونون في‬ ‫الضمان االجتماعي المستحقة لممؤمن ليم اجتماعيا الذين يعممون أو ي‬
‫الخارج‪ ،‬ج ر ع ‪ ،35‬الصادرة في ‪ 21‬غشت ‪.1985‬‬
‫‪ - 10‬القانون رقم ‪ 07-88‬مؤرخ في ‪ 26‬يناير ‪ ،1988‬يتعمق بالوقاية الصحية واألمراض‬
‫وطب العمل‪ ،‬ج ر ع ‪ ،117‬الصادرة في ‪ 27‬يناير ‪.1988‬‬
‫‪ - 11‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 07-92‬مؤرخ في ‪ 4‬يناير ‪ ،1992‬يتضمن الوضع القانوني‬
‫لصناديق الضمان االجتماعي والتنظيم اإلداري والمالي لمضمان االجتماعي‪ ،‬ج ر ع ‪،2‬‬
‫الصادرة في ‪ 08‬يناير ‪.1992‬‬
‫‪ - 12‬المرسوم رقم ‪ 274-92‬مؤرخ في ‪ 6‬يوليو ‪ ،1992‬يعدل ويتمم المرسوم رقم ‪-85‬‬
‫‪ ،33‬الذي يحدد قائمة العمال المشبيين باألجراء في مجال الضمان االجتماعي‪ ،‬ج ر‬
‫ع ‪ ،52‬الصادرة في ‪ 8‬يوليو ‪.1992‬‬
‫‪ - 13‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 05‬ماي ‪ ،1996‬يحدد قائمة األمراض التي يحتمل‬
‫أن يكون مصدرىا مينيا‪ ،‬ج ر ع ‪ ،16‬الصادرة في ‪ 27‬مارس ‪.1997‬‬
‫‪ - 14‬قانون رقم ‪ 08-08‬مؤرخ في ‪ 23‬فبراير ‪ ،2008‬يتعمق بالمنازعات في مجال‬
‫الضمان االجتماعي‪ ،‬ج ر ع ‪ ،11‬الصادرة في ‪ 02‬مارس ‪.2008‬‬
‫‪ - 15‬قرار المحكمة العميا في ‪ 1984/03/12‬رقم ‪ ،33761‬المجمة القضائية‪ ،‬عدد ‪،02‬‬
‫سنة ‪.1989‬‬

‫‪80‬‬
‫ق ائمة المراجع‬

‫‪ - 16‬قرار المحكمة العميا‪ ،‬الغرفة االجتماعية‪ ،‬صادر بتاريخ ‪ ،1990/04/23‬ممف رقم‬


‫‪ ،59-241‬المجمة القضائية‪ ،‬عدد ‪ ،02‬سنة ‪ ،1991‬الديوان الوطني لألشغال التربوية‪،‬‬
‫الجزائر‪.1991 ،‬‬

‫‪81‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس المحتويات‬
‫شكر وعرفان‬
‫إهداء‬
‫قائمة بأهم المختصرات‬
‫مقدمة‪02 .............................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية حوادث العمل واألمراض المهنية‪07 .................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم حادث العمل‪09 ..................................................‬‬
‫المطمب األول‪ :‬تعریف حادث العمل‪10 .................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعریف الفقهي‪11 ........................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التعریف االصطالحي‪13 ..................................................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الشروط الواجب توافرها في حادث العمل‪14 ..............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الضرر البدني‪15 .................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬صفة المفاجأة‪16 .........................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬السبب الخارجي‪18 ........................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬العالقة السببیة‪19 ........................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إصابات الطریق‪20 ....................................................‬‬
‫المطمب األول‪ :‬معاییر تحدید إصابات الطریق التي یحمیها القانون‪20 .....................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬المعیار المكاني والزماني‪21 ..........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬موانع الضمان في حادث الطریق‪21 ........................................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬حاالت أخرى لحادث العمل‪22 ...........................................‬‬
‫أوال‪ /‬حوادث اإلنقاذ والنفع العام‪22 ....................................................‬‬
‫ثانیا‪ /‬الحوادث الواقعة أثناء النشاطات الریاضیة التي تنظمها الهیئة المستخدمة‪23 .........‬‬
‫ثالثا‪ /‬الحادث الناتج عن القیام خارج المؤسسة بمهمة ذات طابع إستثنائي أو دائم طبقا‬
‫لتعمیمات المستخدم‪23 .............................‬‬
‫رابعا‪ /‬الحادث الحاصل أثناء ممارسة عهدة إنتخابیة أو بمناسبة ممارستها‪23 ...............‬‬

‫‪83‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫خامسا‪ /‬الحوادث الحاصمة أثناء مزاولة الدراسة بانتظام خارج ساعات العمل‪23 ............‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مفهوم األمراض المهنیة‪24 ..............................‬‬
‫المطمب األول‪ :‬تعریف المرض المهني‪25 ..............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التعریف االصطالحي‪25 ..................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التعریف الفقهي‪26 ........................................................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تحدید طبیعة المرض المهني‪27 ..............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الطرق المتبعة لتحدید المرض المهني‪28 ..............................‬‬
‫أوال‪ /‬نظام التغطیة الشاممة‪28 ..............................‬‬
‫ثانیا‪ /‬نظام الجداول‪28 ...........................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬موقف المشرع الجزائري‪29 ..............................‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬التمییز بین المرض المهني وحادث العمل‪32 ............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أوجه التشابه بین مرض مهني و حادث عمل‪32 .............................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أوجه التفرقة بین المرض المهني وحادث العمل‪33 ...........................‬‬
‫أوال‪ /‬من حیث مصدر الضرر‪33 ..............................‬‬
‫ثانیا‪ /‬من حیث المعیار الزمني الكتشاف اإلصابة‪33 ..............................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أهمیة التفرقة بین المرض المهني وحادث العمل‪34 .........................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تعويض عن حوادث العمل واألمراض المهنية‪36 ..........................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تحدید المسؤولیات عن الحادث‪37 ..............................‬‬
‫المطمب األول‪ :‬مسؤولیة صاحب العمل‪37 ..............................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مسؤولیة العامل‪38 ..............................‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬مسؤولیة الغیر‪39 ..............................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أحكام التعویض الرئیسي‪40 ..............................‬‬
‫المطمب األول‪ :‬مجال التعویض الرئیسي‪40 ..............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مجال التعویض الرئیسي من حیث األضرار‪41 ..............................‬‬
‫أوال‪ /‬الضرر الالحق بالضحیة‪41 ..............................‬‬
‫ثانیا‪ /‬الضرر الالحق بذوي الحقوق‪44 ...................................................‬‬
‫‪84‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مجال التعویض الرئیسي من حیث األشخاص‪45 ............................‬‬


‫أوال‪ /‬مستحقي التعویض‪45 ............................................................‬‬
‫ثانیا‪ /‬الجهة الممزمة بالتعویض‪50 .......................................................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬إجراءات الحصول عمى التعویض‪51 ..............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلجراءات التي یمتزم بها الضحیة‪51 ..............................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات التي یمتزم بها رب العمل‪51 ..............................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬اإلجراءات التي تمتزم بها هیئة الضمان اإلجتماعي المختصة‪52 .............‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬اإلجراءات التي تقوم بها الجهات الطبیة‪54 ..............................‬‬
‫أوال‪ /‬الخبرة الطبیة‪55 ............................................................‬‬
‫ثانیا‪ /‬لجان العجز‪56 ............................................................‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬اإلجراءات التي تمتزم بها الجهات اإلداریة والقضائیة‪57 ....................‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬تقدیر التعویض الرئیسي (الجزافي) ‪57 ..............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تقدیر التعویض في حالة العجز المؤقت‪58 ..............................‬‬
‫أوال‪ /‬التعویض العیني‪59 .......................................................‬‬
‫ثانیا‪ :‬التعویض النقدي‪60 ..........................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تقدیر التعویض في حالة العجز الدائم‪61 ..............................‬‬
‫أوال‪ /‬بالنسبة لألجر المرجعي الذي یحسب عمى أساسه الریع‪61 ..........................‬‬
‫ثانیا‪ /‬بالنسبة لحساب الریع‪62 ...........................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬تقدیر التعویض في حالة الوفاة‪64 .........................................‬‬
‫أوال ‪ /‬منحة الوفاة‪64 ....................................................................‬‬
‫ثانیا‪ /‬ریع الوفاة‪65 .....................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬أحكام التعویض التكمیمي‪67 ..............................‬‬
‫المطمب األول‪ :‬مجال التعویض التكمیمي‪68 ..............................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مجال التعویض التكمیمي من حیث األشخاص‪68 ...........................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مجال التعویض التكمیمي من األضرار‪69 ..............................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬إجراءات الحصول عمى التعویض التكمیمي‪69 ............................‬‬
‫‪85‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الفرع األول‪ :‬التحصیل الودي عمى التعویض‪69 ..............................‬‬


‫الفرع الثاني‪ :‬الحصول القضائي عمى التعویض‪69 ..............................‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬تقدیر التعویض التكمیمي‪70 ..............................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تقدیر التعویض وفقا لقلواعد العامة‪70 ..............................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مراعاة الطابع التكمیمي لمتعویض‪71 ..............................‬‬

‫‪86‬‬

You might also like