You are on page 1of 7

‫‪ 1‬من ‪7‬‬

‫الخشـوع في الصالةـ أهميته وأسبابه‬ ‫عنوان الخطبة‬


‫‪ /1‬أهمية الخشـ ــوع في الصـ ــالةـ ‪ /2‬أشـ ــياء تبطل صـ ــالة المسـ ــلم ‪ /3‬أسـ ــباب‬ ‫عناصر الخطبة‬
‫الخشوع في الصالةـ ‪ /4‬تأمالت في خشوع حاتم األصم في صالته‪.‬‬
‫عايد بن علي القزالن التميمي‬ ‫الشيخ‬
‫‪7‬‬ ‫عدد الصفحات‬
‫‪10738‬‬ ‫رقم الخطبة في الموقع‬

‫اخلطبة األوىل‪ :‬احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬أمرنا باالستعانة بالصرب والصالة‪،‬‬


‫مشاق احلياة‪ ،‬وأخرب أهنا كبرية إال على اخلاشعني‪ ،‬ووصف املؤمنني‬ ‫على ّ‬
‫باخلشوع يف صالهتم‪ ،‬وجعل ذلك أول صفاهتم‪ ،‬فقال‪( :‬قَ ْد أَْفلَ َح‬
‫اشعُو َن) [املؤمنون‪ ،]2 -1 :‬أمحده‬ ‫الْم ْؤ ِمنُو َن * الَّ ِذين هم يِف صاَل هِتِم خ ِ‬
‫َ ُْ َ ْ َ‬ ‫ُ‬
‫على عظيم فضله وإحسانه‪ .‬وأشهد أال إله إال اهلل وحده ال شريك له‬
‫عبده ورسوله الداعي إىل رضوانه‪ ،‬صلى‬ ‫حممدا ُ‬ ‫تعظيما لشأنه‪ ،‬وأشهد أن ً‬ ‫ً‬
‫اهلل عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إىل يوم الدين‪.‬أما بعد‪:‬‬
‫فيا عباد اهلل‪ ،‬أوصيكم ونفسي بتقوى اهلل ‪-‬عز وجل‪.-‬أيها املؤمنون‪:‬‬
‫ثبت يف الصحيحني من حديث أيب هريرة ‪-‬رضي اهلل عنه‪ :-‬أن رسول‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَّى‪ ،‬مُثَّ َجاءَ‬ ‫‪-‬صلَّى اللَّهُ َعلَْيه َو َسلَّ َم‪َ -‬د َخ َل الْ َم ْسج َد‪ ،‬فَ َد َخ َل َر ُج ٌل فَ َ‬
‫اللَّه َ‬
‫ال‬
‫الساَل ُم‪َ ،‬وقَ َ‬‫‪-‬صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪َ -‬فَر َّد َعلَْي ِه َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫فَ َسلَّ َم َعلَى َر ُسول اللَّه َ‬
‫‪ 2‬من ‪7‬‬
‫ِ‬ ‫‪-‬صلَّى اللَّه علَي ِه وسلَّم‪ِ :-‬‬
‫ك‬‫ص ِّل"‪َ ،‬حىَّت َف َع َل َذل َ‬ ‫ص ِّل‪ ،‬فَِإنَّك مَلْ تُ َ‬ ‫"ارج ْع فَ َ‬ ‫ُ َْ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ُح ِس ُن َغْيَر َه َذا‪،‬‬ ‫الرجل‪ِ :‬‬ ‫ث ِمَرا ٍر‪َ ،‬ف َق َ‬
‫"واَلَّذي َب َعثَك بِاحْلَ ِّق َما أ ْ‬ ‫ال َّ ُ ُ َ‬ ‫ثَاَل َ‬
‫ال‪" :‬إ َذا قُ ْمت إىَل الصَّاَل ِة فَ َكِّب ْر‪ ،‬مُثَّ ا ْقَرأْ َما َتيَ َّسَر َم َعك ِم ْن‬ ‫َف َعلِّ ْميِن "‪ ،‬قَ َ‬
‫آن‪ ،‬مُثَّ ْار َك ْع َحىَّت تَطْ َمئِ َّن َراكِ ًعا‪ ،‬مُثَّ ْارفَ ْع َحىَّت َت ْعتَ ِد َل قَائِ ًما‪ ،‬مُثَّ اُ ْس ُج ْد‬ ‫الْ ُقر ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج ًدا‪ ،‬مُثَّ ِ‬ ‫حىَّت تَطْمئِ َّن س ِ‬
‫س َحىَّت تَطْ َمئِ َّن َجال ًسا‪ ،‬مُثَّ ا ْف َع ْل َذل َ‬
‫ك يِف‬
‫اجل ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫صاَل تِك ُكلِّ َها"‪.‬وروى البخاري عن حذيفة بن اليمان ‪-‬رضي اهلل عنه‪-‬‬ ‫َ‬
‫"مْن ُذ‬
‫ال لَهُ‪ُ :‬‬ ‫أنه رأى رجالً يصلي وال يتم ركوع الصالة وال سجودها َف َق َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ت‬‫صلَّْي َ‬ ‫"ما َ‬ ‫ال له حذيفة‪َ :‬‬ ‫ني َسنَةً‪ ،‬قَ َ‬ ‫ال‪ُ :‬مْن ُذ أ َْربَع َ‬ ‫ك؟"‪ ،‬قَ َ‬ ‫صالتُ َ‬ ‫َك ْم َهذه َ‬
‫ت َعلَى َغرْيِ‬ ‫صلِّي َه ِذ ِه َّ‬
‫الصال َة‪ ،‬لَ ُم َّ‬ ‫ت تُ َ‬ ‫ت َوأَنْ َ‬ ‫ني َسنَةً‪َ ،‬ولَ ْو ُم َّ‬ ‫ِ‬
‫ُمْن ُذ أ َْربَع َ‬
‫‪-‬صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ ."-‬وعن ابن مسعود ‪-‬رضي اهلل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫فطَْر ِة حُمَ َّمد َ‬
‫ِ‬ ‫ال‪" :‬ال جُتْ ِز ُ‬ ‫‪-‬صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ -‬أَنَّهُ قَ َ‬
‫يم‬
‫صالةٌ ال يُق ُ‬ ‫ئ َ‬ ‫عنه‪َ -‬ع ِن النَّيِب ِّ َ‬
‫ي‪،‬‬ ‫(ر َواهُ أَبُو َد ُاو َد‪َ ،‬والت ِّْر ِم ِذ ُّ‬ ‫وع و ُّ ِ‬
‫الس ُجود" َ‬ ‫الر ُك ِ َ‬ ‫ص ْلبَهُ يِف ُّ‬
‫الر ُج ُل ُ‬ ‫فِ َيها َّ‬
‫َّسائِ ُّي)‪ ،‬ويف رواية أخرى‪" :‬حىت يقيم ظهره يف الركوع‬ ‫َوالن َ‬
‫‪-‬صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪ -‬يف أن من صلى‬ ‫والسجود"‪.‬وهذا نص عن النيب َ‬
‫ومل يُقم ظهره بعد الركوع والسجود كما كان‪ ،‬فصالته باطلة‪ ،‬وهذا يف‬
‫موضعه‪.‬وع ْن‬
‫َ‬ ‫صالة الفرض‪ ،‬وكذا الطمأنينة أن يستقر كل عضو يف‬
‫ال‪ :‬مَسِ عت رس َ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪-‬صلَّى اللَّهُ‬‫ول اللَّه َ‬ ‫َع َّما ِر بْ ِن يَاس ٍر ‪-‬رضي اهلل عنه‪ ،-‬قَ َ ْ ُ َ ُ‬
‫صاَل تِِه‬‫ب لَهُ إِاَّل عُ ْش ُر َ‬
‫ِ‬
‫ف َو َما ُكت َ‬ ‫ص ِر ُ‬‫الر ُج َل لََيْن َ‬ ‫ول‪" :‬إِ َّن َّ‬ ‫َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪َ ،-‬ي ُق ُ‬
‫ص ُف َها" (سنن أيب داود‪:‬‬ ‫ِ‬
‫تُ ْسعُ َها مُثُْن َها ُسْبعُ َها ُس ْد ُس َها مُخْ ُس َها ُر ْبعُ َها ثُلُُث َها ن ْ‬
‫‪ 3‬من ‪7‬‬

‫‪-‬صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه َو َسلَّ َم‪-‬‬


‫وحسنه األلباين يف صحيح اجلامع)‪.‬وثبت عنه َ‬
‫صالتِِه"‪ ،‬قَالُوا‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫َّاس َس ِرقَةً الَّذي يَ ْس ِر ُق م ْن َ‬
‫َس َوأَ الن ِ‬ ‫أنه قال‪َّ :‬‬
‫"إن أ ْ‬
‫ِ‬ ‫صالتِِه؟ قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وع َها َوال‬
‫ال‪" :‬ال يُت ُّم ُر ُك َ‬ ‫ف يَ ْس ِر ُق م ْن َ‬ ‫اللَّه‪َ ،‬و َكْي َ‬
‫ود َها"‪.‬عباد اهلل‪ :‬وقال اهلل تعاىل‪{ :‬قَ ْد أَْفلَ َح الْ ُم ْؤ ِمنُو َن * الَّ ِذين ُه ْم يِف‬ ‫ُس ُج َ‬
‫َ‬
‫اشعُو َن) أي خائفون ساكنون‪.‬‬ ‫صاَل هِتِم خ ِ‬
‫َ ْ َ‬

‫واخلشوع يف الصالة إمنا حيصل ملن َّفرغ قلبه هلا‪ ،‬واشتغل هبا‪ ،‬وقد ذكر‬
‫اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬اخلاشعني واخلاشعات يف صفات عباده األخيار‪ ,‬وأنه‬
‫وع‬
‫الح خَب ُ ُش ِ‬ ‫‪.‬وقَ ْد َعلَّ َق ُ‬
‫–سبحانَهُ‪ -‬الْ َف َ‬ ‫أعد هلم مغفرة وأجراً عظيماً َ‬
‫الص ِ‬
‫صالتِه‪ ،‬فَ َم ْن فَاتَهُ ُخ ُشوعُ َّ‬
‫الح‪،‬‬ ‫الة مَلْ يَ ُك ْن من ِ‬
‫أهل الْ َف ِ‬ ‫صلِّي يِف َ‬‫الْ ُم َ‬
‫شوع َم َع الْ َع َجلَ ِة َّ‬
‫والن ْق ِر يف الصالة‪ ,‬بل ال حَيْ ُ‬
‫ص ُل‬ ‫ول اخْلُ ِ‬
‫ص ُ‬‫يل ُح ُ‬
‫ِ‬
‫َويَ ْستَح ُ‬
‫ِ‬
‫وعا‪.‬أيها‬‫ازداد ُخ ُش ً‬
‫ت الطمأنينةُ َ‬ ‫اخْلُ ُشوعُ إال َم َع الطُّ َمأنينة‪َ ،‬و ُكلَّما َ‬
‫زاد ْ‬
‫رزق اخلشوع يف الصالة‪,‬‬ ‫رجى ملن فعلها أن يُ َ‬ ‫أسباب يُ َ‬
‫ٌ‬ ‫املسلمون‪ :‬هناك‬
‫وأول طريق اخلشوع يَبدأ من قبل أداء الصالة‪ ،‬فهذه الرحلة اإلميانية‬
‫للصالة تبدأ من حني مساع األذان فهو حيمل الدعوة للفالح "حي على‬
‫الفالح"‪ ،‬والفالح يعين السعادة يف الدنيا واآلخرة فيُقبِل املسلم إىل‬
‫الصالة ألنّه ال شيء يوازي هذا الفالح‪ -.‬مث إ ّن املرحلة الثانية من مراحل‬
‫هذه الرحلة املباركة يتمثل يف الوضوء فهذه القطرات اليت تتساقط معها‬
‫الذنوب والسيئات تذكريٌ آخر باالستعداد للصالة‪ -.‬مث حمرك آخر هلذا‬
‫‪ 4‬من ‪7‬‬

‫اخلشوع يتمثل يف استشعار األجر العظيم املتمثل يف الذهاب إىل املسجد‪،‬‬


‫فخطوة ترفع درجة وأخرى حتط خطيئة‪ ،‬فكم من احلسنات املكتسبة!‬
‫وكم من السيئات امل َكفَّرة!!‪ -‬مث يا عبداهلل حني تضع أول ِر ْجل يف‬
‫ُ‬
‫دخولك للمسجد‪ ,‬تقول‪" :‬اللهم اغفر يل ذنويب وافتح يل أبواب‬
‫رمحتك"‪ ،‬نعم لقد دخلت اآلن إىل مكان الرمحات واملغفرة والتوبة‪،‬‬
‫املالئكة تستقبلك وتستغفر لك‪" ،‬اللهم اغفر له‪ ،‬اللهم ارمحه"‪ ،‬مث تصلي‬
‫ركعيت املسجد فتزداد قربًا من اهلل‪ ،‬مث تأخذ مصح ًفا وتفتحه وتقرأ منه‬
‫فتزداد قربًا من اهلل‪ ،‬وترفع يديك وتدعو ربّك‪ ،‬وتتوسل إليه وتتضرع إليه‬
‫فتزداد قربًا منه‪ ،‬وتذ ُكر اهلل وتُسبّحه وتَستغفره‪ ،‬وتُكربه فتزداد قربًا منه‪،‬‬
‫وهكذا تستعد للخشوع يف الصالة‪ ،‬هبذه الطمأنينة وذلك القرب من‬
‫ثان بـ"حي على الفالح" عند إقامة‬ ‫اهلل‪ -.‬مث قبل الصالة يأيت تذكري ٍ‬
‫الصالة فتنهض اهلمة قبل اجلسم‪ ،‬وهكذا لكي يُقبل اإلنسان إىل الصالة‬
‫وهو يف أمت االستعداد هلا‪.‬عباد اهلل‪:‬‬
‫‪ -‬مث ليعلم من يريد اخلشوع يف صالته أ ّن من أعظم أسباب اخلشوع يف‬
‫َنزلْنَا َه َذا الْ ُق ْرآ َن‬
‫الصالة تدبر ألفاظ الصالة وما يتلى من اآليات‪( ،‬لَ ْو أ َ‬
‫ض ِربُ َها‬
‫ال نَ ْ‬ ‫ك اأْل َْمثَ ُ‬‫صدِّعاً ِّم ْن َخ ْشيَ ِة اللَّ ِه َوتِْل َ‬ ‫ِ‬
‫َعلَى َجبَ ٍل لََّرأ َْيتَهُ َخاشعاً ُّمتَ َ‬
‫َّاس لَ َعلَّ ُه ْم َيَت َف َّك ُرو َن) [احلشر‪.]21 :‬‬ ‫لِلن ِ‬
‫‪ 5‬من ‪7‬‬

‫‪ -‬مث إ ّن من أعظم أسباب اخلشوع‪ :‬استشعار عظمة اهلل جالله‪ ،‬فأنت يف‬
‫الصالة واقف أمام اهلل تناجيه وتدعوه‪ ،‬تعبده وتستعني به وتسبحه‬
‫بـ"سبحان ريب العظيم" يف ركوعك فتصفه بالعظمة‪ ،‬و"سبحان ريب‬
‫األعلى" يف سجودك‪ ،‬فتصفه بالعلو‪ ،‬فهو سبحانه العلي األعلى املستوي‬
‫على عرشه ‪-‬جل جالله‪ -‬فتفكر أيها املسلم أنّك يف هذا املوضع –أعين‪:‬‬
‫موضع السجود‪ -‬حني تضع جبهتك على األرض وتذل نفسك خلالقك‬
‫وصدق إمام‬ ‫أتعلم أن هذا املوضع ‪-‬هو موضع العزة واالرتفاع والقرب‪َ -‬‬
‫ب َما يَ ُكو ُن الْ َعْب ُد ِم ْن َربِِّه َو ُه َو‬
‫اخلاشعني ‪-‬صلى اهلل عليه وسلم‪" :-‬أَْقَر ُ‬
‫رآن الْ َع ِظيم ؛‪....‬‬ ‫"‪.‬بارك اهلل يِل ولَ ُكم يِف ال ُق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّعاءَ َ ُ َ‬ ‫َساج ٌد‪ ،‬فَأَ ْكث ُروا الد َ‬
‫‪ 6‬من ‪7‬‬

‫اخلطبة الثانية‪:‬‬
‫للمتّ ِقني‪َ ,‬وال عُدوا َن إِال َعلَى الظَّالِمني‪,‬‬ ‫رب العالَ ِمني‪ ,‬و ِ‬
‫العاقبةُ ُ‬
‫َ َ‬
‫ُ ِ‬
‫احلمد هلل ِّ َ‬
‫بدهُ‬ ‫َشهد أ َّ‬
‫َن حُمَ ّمداً َع ُ‬ ‫يك لَهُ‪َ ,‬وأ ُ‬ ‫َشهد أ ْن ال إِلهَ إِال اهللُ َو َ‬
‫حدهُ ال َش ِر َ‬ ‫َوأ ُ‬
‫ص ْحبِ ِه َو َسلّ َم تَسلِيماً َكثِرياً‪ .‬أما بعد‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫صلَى اهللُ َع ْليه َو َعلَى آله َو َ‬
‫َو َر ُسولُهُ‪َ ,‬‬
‫فيا عباد اهلل‪ :‬أذكر لكم قصة أحد السلف وامسه حامت األصم؛ من خيار‬
‫السلف‪ ،‬كان أخشع عباد اهلل‪ ،‬وملا سئل عن اخلشوع‪ :‬كيف ختشع يف‬
‫صالتك؟ فأجاب‪" :‬إذا أردت أن أصلي ومسعت نداء ريب‪ ،‬قمت إىل‬
‫وضوئي‪ ،‬مث أقبلت على مصالي ‪-‬يعين املسجد‪ -‬فأكرب يف حتقيق‪ ،‬وأقرأ‬
‫برتتيل‪ ،‬وأركع يف خضوع‪ ،‬وأسجد يف خشوع‪ ،‬وأتشهد يف يقني‪،‬‬
‫وأجلس يف طمأنينة‪ ،‬وأتصور أن اجلنة عن مييين‪ ،‬وأن النار عن يساري‪،‬‬
‫وأن ملك املوت خلف ظهري‪ ،‬وأن الصراط حتت قدمي‪ ،‬وأن الكعبة‬
‫علي"‪.‬انظروا كيفية‬ ‫أمامي‪ ،‬مث ال أدري بعد ذلك أَقُبِلَت صاليت‪ ،‬أم ُر َّدت َّ‬
‫صالته‪ :‬أول شيء يقول‪ :‬أهتيأ لصاليت‪ ،‬وأتوضأ‪ ،‬وآيت إىل مصالي‪ ،‬مث‬
‫أقف بني يدي ريب فأتصور أن الكعبة أمامي‪ ،‬وأن اجلنة عن مييين‪ ،‬وأن‬
‫النار عن مشايل‪ ،‬وأن ملك املوت خلف ظهري ‪-‬فقد تكون آخر صالة‬
‫أصليها‪ -‬وأن الصراط حتت قدمي‪ ،‬مث أكرب يف حتقيق‪ ،‬وأقرأ يف ترتيل‪،‬‬
‫وأركع يف خضوع‪ ،‬وأسجد يف خشوع‪ ،‬وأتشهد يف يقني‪ ،‬وأجلس يف‬
‫طمأنينة‪ ،‬مث أسلم يف رجاء ‪-‬يعين‪ :‬رجاء أن اهلل ‪-‬عز وجل‪ -‬يتقبل‬
‫علي‪.‬هذا هو‬ ‫صاليت‪ -‬وال أدري أقبلت صاليت بعد هذا‪ ،‬أم ُردت َّ‬
‫‪ 7‬من ‪7‬‬

‫اخلشوع‪ ،‬أن تستحضر عظمة اهلل‪ ،‬وتظن وأنت يف الصالة أهنا آخر صالة‬
‫تؤديها‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫الص ِ و َّ ِ‬ ‫عب اد اهلل‪( :‬و ْ ِ ِ‬
‫الص اَل ة َوإِن ََّه ا لَ َكبِ َريةٌ إِاَّل َعلَى اخْلَاش ع َ‬
‫ني *‬ ‫اس تَعينُوا ب َّ رْب َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين يَظُنُّو َن أَن َُّه ْم ُماَل قُ و َرهِّب ْم َوأَن َُّه ْم إِلَْي ه َراجعُ و َن) [البق رة‪- 45 :‬‬ ‫َّ ِ‬
‫الذ َ‬
‫‪.]46‬‬

You might also like