You are on page 1of 8

‫جامعة األنبار‬

‫كلٌة التربٌة القائم‬


‫قسم اللغة العربٌة‬

‫الصورة احلسية يف شعر عبد اهلل بن رواحة‬

‫االسم ‪ :‬طارق زٌاد نوار رجا‬


‫المرحلة ‪ :‬الثانٌة‬
‫الدراسة‪ :‬صباحً‬
‫من هوعبد هللا بن رواحة‬
‫عبد اهللا بن رواحة ‪ ،‬شـاعر مخضـرم عـاش أكثـر حٌاتـه فـى العصـر‬
‫الجـاهلً ثـم عـاش فتـرة قصـٌرة فـى صـدر اإلسـالم ‪ ،‬إذ مـات شـهٌدا‬
‫فً غـزوة مإتـة فـى الثامنة من الهجرة النبوٌة‪ .‬وكان مثاالا للشاعر‬
‫المسلم وكان الرسول ٌترحم علٌه وٌقول‪:‬‬
‫( رحم اهلل عبد اهلل بن رواحة أنه يحب المجالس التي تباهى بها‬
‫المالئكة)‪ .‬وكان الشاعر فً هجاء قرٌش أحٌانا ا ٌرى سمات عدم‬
‫االرتٌاح على وجه النبً عندما ال ٌخدم الدعوة اإلسالمٌة فٌقول‬
‫الشاعر( فكؤنً عرفت فً وجه رسول هللا (ص) الكراهة ‪ .‬وكان‬
‫ٌستجٌب لتوجٌه الرسول إذ ٌغٌر مجرى األبٌات من هجاء قبلً إلى‬
‫فخر باألمة ‪ .‬و قـد شـهد لـه كثٌـر مـن الكتـاب بالرفعـة و السـإدد ‪ ،‬قال‬
‫ابـن سـالم أنـه " عظـٌم القـدر فـى قومـه ‪ ،‬سـٌد فـى الجاهلٌـة ‪ ،‬لـٌس‬
‫فـى طبقنـه التـً ذكرنا أسـود منـه " ‪ ،‬وقال عنه ابـن عبــد البـر‪ :‬انـه‬
‫" أحـد الشـعراء المحسـنٌن " ‪ ،‬وكمـا نجـد فـى صـدر اإلسـالم أن‬
‫الرســول (ص) عرف مكانتــه الشـــعرٌة فقــد قــال‪:‬‬
‫(( أمــرت عبــد اهلل بــن رواحــة فقــال وأحسن)) وقال‪:‬‬

‫(( إنه لحسن الشعر ))‪ .‬كل هـذه األقـوال و أقـوال أخـرى‪ ،‬تإكـد لنـا‬
‫شـاعرٌة عبـد اهللا بـن رواحـة‪.‬‬
‫الصورة الحسٌة ‪:‬‬
‫تعد الصورة الحسٌة أبرز أنواع الصورة الشعرٌة فهً صورة أولٌة‬
‫ٌحاكً بها الشاعر عالمه الخارجً‪ ،‬فٌختار منه ما ٌنسجم مع تجربته‪،‬‬
‫بخالف التً ٌعمل الذهن فً بناء مرتكزاتها‪ ،‬وتشكٌل أبعادها‪ ،‬لتنقلنا‬
‫إلى عالم الخٌال‪ ،‬فالحواس هً الوسائل التً تغذي ملكة التصوٌر‬
‫والخٌال ‪.‬‬
‫تمثل الصورة الحسٌة انعكاسا عمٌقا للعالقة الجدلٌة بٌن ذات الشاعر‬ ‫ّ‬
‫ومدركات الواقع الحسٌّة‪ .‬هذه الصورة سكنت القصٌدة المعاصرة ‪ ،‬فمن‬
‫خاللها ترجم المبدعون تجاربهم الشعرٌة المختلفة‪.‬‬

‫الصورة الشعرٌة فً شعر عبد هللا بن رواحة‬


‫سلك عبــد هللا بــن رواحــة مســلك شــعراء عصره ( عصر الجاهلٌة)‬
‫فً استخدام الصورة الشعرٌة للتعبٌـر عـن معانٌـه و مـا ٌـدور بخلـده‬
‫مـن أفكـار‪ ،‬و قـد تـؤتى الصـورة الشـعرٌة طوٌلـة معبـرة عـن مشـهد‬
‫كامـل‪ ،‬كمـا فـى القصـٌدة التـــً تحـــدث فٌهـــا عـــن خٌـــل‬
‫المســـلمٌن‪ ،‬و إعـــدادها للقتـــال‪ ،‬إذ أطعمـــت الحشـــٌش‪ ،‬و أقامـت‬
‫لٌلتـٌن فـى معـان مـن أجـل الراحـة واالسـتعداد بعـد رحلـة وحوذٌـت‬
‫الصـوان طوٌلـة‪ ،‬ثــم مضـً المسـلمون بخـٌلهم المسـومة بعـد أن‬
‫اسـتعادت نشـاطها وقوتهـا‪ ،‬ثـم ٌقسم بـؤن المسـلمٌن سـٌؤتون مـآب‬
‫ألنهـم قـد عبـؤوا أعنـة الخٌـل‪ ،‬وأعـدوها للقتـال‪ ،‬وأن جـٌش المسـلمٌن‬
‫فـً كامـل لباسـه القتـالً و قـد لبسـوا البـٌض التً تبدو قوانٌسها كؤنها‬
‫نجـوم تـتألأل فـً السـماء‪ ،‬سـماء المعركـة التـى صـار الغبـار فٌهـا مـن‬
‫شـدة كثافتـه والتفافه كؤنه الخٌط الذى تتحزم به المرأة‪ ،‬و هـذا وصـف‬
‫ٌصـور مـا فـً نفـس شـاعرنا من اهتمام و استعداد لتلك المعركة‪.‬‬
‫بنى عبد هللا بـن رواحـة العدٌـد مـن صـورة الشـعرٌة فـى الغـزل‪،‬‬
‫علـى حلى المرأة و أدوات زٌنتها من أقراط و قالئد و شذرات فضة و‬
‫جواهر نفٌسـة‪ .‬اسـتوحى صـورة الشعرٌة فـً الغـزل مـن مواقـع‬
‫الحسـن والجمـال لدى المرأة‪ ،‬كالخد الطوٌــل األملــس والجبــٌن‬
‫األبــٌض الوضــاح والعنــق الطوٌــل ووســط الصــدر والمنحــر ‪.‬‬
‫كمــــا صــــور النســــاء اللــــواتى تــــم أســــرهن فكشــــفن عــــن‬
‫المعاصــــم ٌهرشــــنها والخدود ‪ ،‬و هــذا كناٌــة بارعــة صــور‬
‫فٌهــا شــاعرنا الــذعر و الخــوف و القلــق الــذي أصاب النساء من‬
‫جراء ذلك األسر‪.‬‬

‫ومــن عناصــر الصــورة الشــعرٌة‪ ،‬عنصــر المــاء و الســحاب و‬


‫الســٌل الــذي ٌشـبه به الجٌش العرمرم‪ ،‬اسـتعان الشاعر ابن رواحة‬
‫بالمشـاهد الطبٌعٌة مـن حولـه‪ ،‬الصـامتة منهـا والمتحركة‪ ،‬واستمد منها‬
‫عناصر صورة الشعرٌة‪ ،‬فالحٌوان مـثال مـن أهـم المصـادر التً استمد‬
‫منها عناصر صورة الشعرٌة‪ .‬وفً مقدمة هذة الحٌوانات اإلبل‪ ،‬ففــى‬
‫مقطوعــة لــه شـــبه صــالبة قومــة وســرعة إقــدامهم علــى األعــداء‬
‫فــً الحــروب بالجمال التً تركب رأسها فً العدو و ٌصعب السٌطرة‬
‫علٌها و التحكم فٌها‪.‬‬

‫وفى أبٌات له سـاق صـورة شـعرٌة بدٌعـة لناقتـه الشـدٌدة الصـلبة‪،‬التـً‬


‫أعـدها للرحلـة‪ ،‬فرفـع علـى ظهرهـا حطـب رحلـة‪ ،‬وراح ٌقودهـا فـى‬
‫الطرٌـق الواسـع الطوٌـل‪ ،‬فســارت مســرعة ال تتوقــف تســابق‬
‫النــوق األخــرى فتســبقها‪ ،‬و كانــت النٌــاق تضــرب برمـوش‬
‫عٌنٌهـا‪ ،‬وهـذه الصـورة بالسٌاط لكً تسرع ‪ ،‬فتحاول أن تتقى وقع تلك‬
‫السـٌاط ‪،‬‬
‫وهذه الصورة تظهر لنا جلٌا ا فً رد الفعـل السـرٌع الـذي ٌصـدر مـن‬
‫اإلنسـان إذا أراد شـخص مـا أن ٌضـربه‪،‬‬

‫فإنـه سـرعان مـا ٌرفـع ٌدٌـه لكـى ٌتقـى تلـك الضـربة مـع حركـة‬
‫خفٌفـة سـرٌعة لرموش العٌون ‪ ،‬و لكن تلك الناقة المسكٌنة التً ال حول لها و‬
‫ال قوة‪ ،‬فقد بـدر منهـا فعـل ٌـائس التقـاء وقـع السـٌاط علٌهـا‪ ،‬فلـم تسـتطع إال‬
‫قفـل رمـوش عٌنٌهـا و ذلـك رد أضعف اإلٌمان‪.‬‬

‫واٌضا ا من الصـور الشـعرٌة الرائعـة التـً رسـمها شـاعرنا عبـد اهللا‬


‫بـن رواحـة مـن عنصــر اإلبـــل و عنصــر النبـات كنبــات البــردي‬
‫الــذي ٌصـنع منــه القمــاش ثــوب البردي ‪ .‬تلــك اللوحــة النبوٌــة‬
‫البدٌعــة التــى تشـع نــوراا وبهاء وهو ٌرسم منظراا لناقة الرسـول‬
‫وهـً تحمـل علـى ظهرهـا القصـواء المشـرب لونهـا بالسـواد أو‬
‫البٌـاض وهً تحمل على ظهرها الرسول (ص) من مكة إلـى المدٌنـة‪،‬‬
‫و قـد لــف عمامتـة الخضـراء علـى رأسـه الشرٌفة‪ ،‬فبدى وجهه‬
‫الشرٌف من تحت العمامة كالبدر المنور الذي انكشف فى لٌلـة حالكة‬
‫الظالم‪.‬‬

‫وكــذلك عنصــر أشــجار النخٌــل التــى وصــفها عنــد خروجــه إلــى‬


‫مإتــة مودعــا ا للنبـــى بؤنهـــا خٌـــر مشـــٌع لخٌـــر خلٌـــل ‪ .‬إذ‬
‫بـــدت لـــه وهـــى واقفـــة شـــامخة مـــن خلـــف الرسول (ص)‬
‫وأغصانها تتماٌل من أثر الهواء العلٌل كؤنها تلوح له بٌدٌها مودعة‪.‬‬
‫من شعره فً مدح النبً (ص)‪:‬‬

‫إنً تفرست فٌك الخٌر أعرفه‬


‫وهللا ٌعلم أن ما خاننً البصر‬
‫أنت النبً ومن ٌحرم شفاعته‬
‫ٌوم الحساب فقد أزرى به القدر‬
‫فثبت هللا ما آتاك من حسن‬
‫ونصرا كالذي نصروا‬
‫ً‬ ‫تثبٌت موسى‬

‫أنشد فً غزوة مؤتة فقال‪:‬‬

‫أقسمت ٌا نفس لتنزلنه‬


‫طائعة أو ال لتكرهنه‬
‫فطالما قد كنت مطمئنه‬
‫ما لً أراك تكرهٌن الجنة‬
‫هل أنت إال نطفة فً شنة‬
‫قد أجلب الناس وشدوا الرنة‬
‫وقال‪:‬‬

‫لَ ِك َّننًِ أَ ْسأَل َّ‬


‫الر ْح َمنَ َم ْغف َِر ًة‬
‫ات َف ْرع َت ْقذِف َّ‬
‫الز َبدَا‬ ‫ض ْر َب ًة َذ َ‬ ‫َو َ‬
‫َي َح َّرانَ م ْج ِه َز ًة‬ ‫أَ ْو َط ْع َن ًة ِب ٌَد ْ‬
‫ِب َح ْر َبة ت ْنفِذ األَ ْح َ‬
‫شا َء َوا ْل َك ِبدَا‬
‫َح َّتى ٌَقولوا إِ َذا َم ُّروا َعلَى َج َدثًِ‬
‫ش َد َك َّ‬
‫هللا مِنْ َغاز َو َقدْ َر َ‬
‫شدَا‬ ‫أَ ْر َ‬

‫الخاتمة ‪:‬‬
‫إذا نظرنـا عمومـا أن معظــم الصــور الشــعرٌة الرائعــة لــه‪ ،‬وردت‬
‫فــى شــعره اإلســالمً وخاصــة التــً أوردهـا فـى مـدح الرسـول‬
‫(ص) ‪ ،‬وتلـك التـً أوردهـا فـى رثـاء شـهداء المسـلمٌن‪ .‬من خالل‬
‫هذا العرض للصور الشعرٌة فى شعر عبـد اهللا بـن رواحـة‪ ،‬نالحـظ‬
‫أن صــوره الشــعرٌة ٌستقلها من مصادر عدة ‪.‬منهــا عــالم الحٌـوان‬
‫كالناقــة والخــٌل ‪ ،‬وعـالم النبـات كنبـات البـردي وشـجر النخٌـل ‪،‬‬
‫وأدوات الحرب كالحراب والسٌوف والدروع ‪ ،‬و أدوات الطبخ كالقدور‬
‫والجفان ‪.‬‬
:‫المصادر‬

https://www.asjp.cerist.dz/en/article/
112009
http://www.dte.ir/portal/home/?news/6503/106980/746
1/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%AD%D8%AB%D
8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7
%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9-
%D8%B5%D9%88%D8%B1-1-%D8%B5%D9%88%D8%B1-
%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%87
http://mohamedrabeea.net/library/pdf/ace73e2f-13a5-
4f29-ab8b-3b7d2b917b21.pdf
http://www.uoanbar.edu.iq/eStoreImages/Bank/1421.
docx
https://ar.m.wikiquote.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8
%AF_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%A8%D9
%86_%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%A9

You might also like